نسب الأمير عبد القادر - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجزائر > قسم الأمير عبد القادر الجزائري

قسم الأمير عبد القادر الجزائري منتدى خاص لرجل الدين و الدولة الأمير عبد القادر بن محيي الدين الحسني الجزائري، للتعريف به، للدفاع عنه، لكلُّ باحثٍ عن الحقيقة ومدافع ٍعنها، ولمن أراد أن يستقي من حياة الأمير ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

نسب الأمير عبد القادر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2008-12-28, 17:56   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
kadamtm
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية kadamtm
 

 

 
إحصائية العضو










B12 من هو الامير عبد القادر

"اعلموا أن غايتي القصوى اتحاد الملة المحمدية، والقيام بالشعائر الأحمدية، وعلى الله الاتكال في ذلك كله".
هذه كلمات المجاهد حين يحكم، والمستضعف حين يتمكن، خرجت قوية صادقة من قلبه الأبيّ حين أُقيمت دولته، وأُعليت ر
ايته، إنه عبد القادر الجزائري…المجاهد الذي ما وجد أهل الجزائر سواه لينصّبوه إمامًا للمجاهدين وهو ابن الخامسة والعشرين، وأرادوه "سلطانًا" فأبى أن يكون إلا "أمير الجهاد".
فهو محط أنظارنا، والجدير باعتبارنا، وهو شخصية تمتلئ حياتها بعبرة لأولى الأبصار وتذكرة لأهل الاعتبار
.


من هو الأمير عبد القادر
؟

هو عبد القادر ابن الأمير محيي الدين الحسني، يتصل نسبه بالإمام الحسن بن علي ولد في 23 من رجب عام 1222هـ / مايو 1807م، وذلك بقرية "القيطنة" بوادي الحمام من منطقة "وهران" بالمغرب الأوسط أو الجزائر، ثم انتقل والده إلى مدينة وهران، ولم يكن الوالد هملاً بين الناس، بل كان ممن لا يسكتون على الظلم، فكان من الطبيعي أن يصطدم مع الحاكم العثماني لمدينة "وهران"، وأدى هذا إلى تحديد إقامة الوالد في بيته، فاختار أن يخرج من الجزائر كلها في رحلة طويلة، وكان الإذن له بالخروج لفريضة الحج عام 1241هـ/ 1825م، فخرج الوالد واصطحب ابنه عبد القادر معه، فكانت رحلة عبد القادر إلى تونس ثم مصر ثم الحجاز ثم البلاد الشامية ثم بغداد، ثم العودة إلى الحجاز، ثم العودة إلى الجزائر مارًا بمصر وبرقة وطرابلس ثم تونس، وأخيرًا إلى الجزائر من جديد عام 1828م، فكانت رحلة تعلم ومشاهدة ومعايشة للوطن العربي في هذه الفترة من تاريخه، وما لبث الوالد وابنه أن استقرا في قريتهم "قيطنة"، ولم يمض وقت طويل حتى تعرضت الجزائر لحملة عسكرية فرنسية شرسة، وتمكنت فرنسا من احتلال العاصمة فعلاً في 5 يوليو 1830م، واستسلم الحاكم العثماني سريعًا، ولكن الشعب الجزائري كان له رأي آخر.

فرّق الشقاق بين الزعماء كلمة الشعب، وبحث أهالي وعلماء "وهران" عن زعيم يأخذ اللواء ويبايعون على الجهاد تحت قيادته، واستقر الرأي على "محيي الدين الحسيني" وعرضوا عليه الأمر، ولكن الرجل اعتذر عن الإمارة وقبل قيادة الجهاد، فأرسلوا إلى صاحب المغرب الأقصى ليكونوا تحت إمارته، فقبل السلطان "عبد الرحمن بن هشام" سلطان المغرب، وأرسل ابن عمه "علي بن سليمان" ليكون أميرًا على وهران، وقبل أن تستقر الأمور تدخلت فرنسا مهددة السلطان بالحرب، فانسحب السلطان واستدعى ابن عمه ليعود الوضع إلى نقطة الصفر من جديد، ولما كان محيي الدين قد رضي بمسئولية القيادة العسكرية، فقد التفت حوله الجموع من جديد، وخاصة أنه حقق عدة انتصارات على العدو، وقد كان عبد القادر على رأس الجيش في كثير من هذه الانتصارات، فاقترح الوالد أن يتقدم "عبد القادر" لهذا المنصب، فقبل الحاضرون، وقبل الشاب تحمل هذه المسئولية، وتمت البيعة، ولقبه والده بـ "ناصر الدين" واقترحوا عليه أن يكون "سلطان" ولكنه اختار لقب "الأمير"، وبذلك خرج إلى الوجود الأمير عبد القادر ناصر الدين بن محيي الدين الحسيني، وكان ذلك في 13 رجب 1248هـ/ نوفمبر 1832م.



وحتى تكتمل صورة الأمير عبد القادر، فقد تلقى الشاب مجموعة من العلوم فقد درس الفلسفة (رسائل إخوان الصفا - أرسطو طاليس - فيثاغورس) ودرس الفقه والحديث فدرس صحيح البخاري ومسلم، وقام بتدريسهما، كما تلقى
الألفية في النحو، والسنوسية، والعقائد النسفية في التوحيد، وايساغوجي في المنطق، والإتقان في علوم القرآن، وبهذا اكتمل للأمير العلم الشرعي، والعلم العقلي، والرحلة والمشاهدة، والخبرة العسكرية في ميدان القتال، وعلى ذلك فإن الأمير الشاب تكاملت لديه مؤهلات تجعله كفؤًا لهذه المكانة، وقد وجه خطابه الأول إلى كافة العروش قائلاً: "… وقد قبلت بيعتهم (أي أهالي وهران وما حولها) وطاعتهم، كما أني قبلت هذا المنصب مع عدم ميلي إليه، مؤملاً أن يكون واسطة لجمع كلمة المسلمين، ورفع النزاع والخصام بينهم، وتأمين السبل، ومنع الأعمال المنافية للشريعة المطهرة، وحماية البلاد من العدو، وإجراء الحق والعدل نحو القوى والضعيف، واعلموا أن غايتي القصوى اتحاد الملة المحمدية، والقيام بالشعائر الأحمدية، وعلى الله الاتكال في ذلك كله".

دولة الأمير عبد القادر

وقد بادر الأمير عبد القادر بإعداد جيشه، ونزول الميدان ليحقق انتصارات متلاحقة على الفرنسيين، وسعى في ذات الوقت إلى التأليف بين القبائل وفض النزاعات بينها، وقد كانت بطولته في المعارك مثار الإعجاب من العدو والصديق فقد رآه الجميع في موقعة "خنق النطاح" التي أصيبت ملابسه كلها بالرصاص وقُتِل فرسه ومع ذلك استمر في القتال حتى حاز النصر على عدوه، وأمام هذه البطولة اضطرت فرنسا إلى عقد اتفاقية هدنة معه وهي اتفاقية "دي ميشيل" في عام 1834، وبهذه الاتفاقية اعترفت فرنسا بدولة الأمير عبد القادر، وبذلك بدأ الأمير يتجه إلى أحوال البلاد ينظم شؤونها ويعمرها ويطورها، وقد نجح الأمير في تأمين بلاده إلى الدرجة التي عبر عنها مؤرخ فرنسي بقوله: "يستطيع الطفل أن يطوف ملكه منفردًا، على رأسه تاج من ذهب، دون أن يصيبه أذى!!".
وقبل أن يمر عام على الاتفاقية نقض القائد الفرنسي الهدنة، وناصره في هذه المرة بعض القبائل في مواجهة الأمير عبد القادر، ونادى الأمير قي قومه بالجهاد ونظم الجميع صفوف القتال، وكانت المعارك الأولى رسالة قوية لفرنسا وخاصة موقعة "المقطع" حيث نزلت بالقوات الفرنسية هزائم قضت على قوتها الضاربة تحت قيادة "تريزيل" الحاكم الفرنسي.
ولكن فرنسا أرادت الانتقام فأرسلت قوات جديدة وقيادة جديدة، واستطاعت القوات الفرنسية دخول عاصمة الأمير وهي مدينة "المعسكر" وأحرقتها، ولولا مطر غزير أرسله الله في هذا اليوم ما بقى فيها حجر على حجر، ولكن الأمير استطاع تحقيق مجموعة من الانتصارات دفعت فرنسا لتغيير القيادة من جديد ليأتي القائد الفرنسي الماكر الجنرال "بيجو"؛ ولكن الأمير نجح في إحراز نصر على القائد الجديد في منطقة "وادي تفنة" أجبرت القائد الفرنسي على عقد معاهدة هدنة جديدة عُرفت باسم "معاهد تافنة" في عام 1837م.
وعاد الأمير لإصلاح حال بلاده وترميم ما أحدثته المعارك بالحصون والقلاع وتنظيم شؤون البلاد، وفي نفس الوقت كان القائد الفرنسي "بيجو" يستعد بجيوش جديدة، ويكرر الفرنسيون نقض المعاهدة في عام 1839م، وبدأ القائد الفرنسي يلجأ إلى الوحشية في هجومه على المدنيين العزل فقتل النساء والأطفال والشيوخ، وحرق القرى والمدن التي تساند الأمير، واستطاع القائد الفرنسي أن يحقق عدة انتصارات على الأمير عبد القادر، ويضطر الأمير إلى اللجوء إلى بلاد المغرب الأقصى، ويهدد الفرنسيون السلطان المغربي، ولم يستجب السلطان لتهديدهم في أول الأمر ، وساند الأمير في حركته من أجل استرداد وطنه، ولكن الفرنسيين يضربون طنجة وموغادور بالقنابل من البحر، وتحت وطأة الهجوم الفرنسي يضطر السلطان إلى طرد الأمير عبد القادر، بل ويتعهد للفرنسيين بالقبض عليه.
يبدأ الأمير سياسة جديد في حركته، إذ يس
ارع لتجميع مؤيديه من القبائل، ويصير ديدنه الحركة السريعة بين القبائل فإنه يصبح في مكان ويمسي في مكان آخر حتى لقب باسم "أبا ليلة وأبا نهار"، واستطاع أن يحقق بعض الانتصارات، ولكن فرنسا دعمت قواتها بسرعة، فلجأ مرة ثانية إلى بلاد المغرب، وكانت المفاجأة أن سلطان المغرب وجه قواته لمحاربة الأمير، والحق أن هذا الأمر لم يكن مفاجأة كاملة فقد تعهد السلطان لفرنسا بذلك، ومن ناحية أخرى ورد في بعض الكتابات أن بعض القبائل المغربية راودت الأمير عبد القادر أن تسانده لإزالة السلطان القائم ومبايعته سلطانًا بالمغرب، وعلى الرغم من انتصار الأمير عبد القادر على الجيش المغربي، إلا أن المشكلة الرئيسية أمام الأمير هي الحصول على سلاح لجيشه، ومن ثم أرسل لكل من بريطانيا وأمريكا يطلب المساندة والمدد بالسلاح في مقابل إعطائهم مساحة من سواحل الجزائر: كقواعد عسكرية أو لاستثمارها، وبمثل ذلك تقدم للعرش الإسباني ولكنه لم يتلقَ أي إجابة، وأمام هذا الوضع اضطر في النهاية إلى التفاوض مع القائد الفرنسي "الجنرال لامور يسيار" على الاستسلام على أن يسمح له بالهجرة إلى الإسكندرية أو عكا ومن أراد من اتباعه، وتلقى وعدًا زائفًا بذلك فاستسلم في 23 ديسمبر 1847م، ورحل على ظهر إحدى البوارج الفرنسية، وإذا بالأمير يجد نفسه بعد ثلاثة أيام في ميناء طولون ثم إلى إحدى السجون الحربية الفرنسية، وهكذا انتهت دولة الأمير عبد القادر، وقد خاض الأمير خلال هذه الفترة من حياته حوالي 40 معركة مع الفرنسيين والقبائل المتمردة والسلطان المغربي.

الأمير الأسير

ظل الأمير عبد القادر في سجون فرنسا يعاني من الإهانة والتضييق حتى عام 1852م ثم استدعاه نابليون الثالث بعد توليه الحكم، وأكرم نزله، وأقام له المآدب الفاخرة ليقابل وزراء ووجهاء فرنسا، ويتناول الأمير كافة الشئون السياسية والعسكرية والعلمية، مما أثار إعجاب الجميع بذكائه وخبرته، ودُعي الأمير لكي يتخذ من فرنسا وطنًا ثانيًا له، ولكنه رفض، ورحل إلى الشرق، حيث استنانبول والسلطان عبد المجيد، والتقى فيها بسفراء الدول الأجنبية، ثم استقر به المقام في دمشق منذ عام 1856م وفيها أخذ مكانة بين الوجهاء والعلماء، وقام بالتدريس في المسجد الأموي كما قام بالتدريس قبل ذلك في المدرسة الأشرفية، وفي المدرسة الحقيقية.
وفي عام 1276/1860 تتحرك شرارة الفتنة بين المسلمين والنصارى في منطقة الشام، ويكون للأمير دور فعال في حماية أكثر من 15 ألف من النصارى، إذ استضافهم في منازله.

وفاته

وافاه الأجل بدمشق في منتصف ليلة 19 رجب 1300هـ/ 24 من مايو 1883 عن عمر يناهز 76 عامًا، وقد دفن بجوارالشيخ ابن عربي بالصالحية.








 


رد مع اقتباس
قديم 2009-01-29, 20:36   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
soltani
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

thank you for you work










رد مع اقتباس
قديم 2009-03-15, 13:04   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
nonito
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

قم بزيارة موقع سيدي قادة الجد السادس للأمير










رد مع اقتباس
قديم 2009-03-16, 12:58   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
eslem
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية eslem
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي الأمير عبد القادر

النشأة
هو الشيخ الأمير عبد القادر صديق بولكرم خالد ابن الأمير محيي الدين ابن مصطفى ابن محمد ابن المختار ابن عبد القادر ابن أحمد ابن محمد ابن عبد القوي ابن يوسف ابن أحمد ابن شعبان ابن محمد ابن أدريس الأصغر ابن أدريس الأكبر ابن عبدالله ( الكامل ) أبن الحسن ( المثنى ) أبن الحسن ( السبط ) ابن فاطمة بنت محمد رسول الله وزوجة علي ابن أبي طالب بن عم الرسول. يرجع أصله للأدارسة الذين حكموا المغرب في القرن التاسع.
أدرج ضمن خطة احتفالية «دمشق عاصمة للثقافة العربية»، ترميم وتأهيل عدد من البيوت الشهيرة في دمشق بعضها كانت الدولة قد وضعت اليد عليها من أجل تحويلها إلى منشآت سياحية وثقافية، مثل قصر العظم، ودار السباعي، والتكية السليمانية، وغيرها. ويذكر أن بعض البيوت في دمشق القديمة كانت قد تحولت إلى مطاعم سياحية، كبيت الشاعر شفيق جبري، وبعضها لا تزال تنتظر ليبتّ بأمرها، والبعض الآخر، استثمرتها سفارات بعض الدول الأوروبية وحولتها إلى بيوت ثقافية، مثل «بيت العقاد» الذي تحول إلى المعهد الثقافي الدنماركي في حي مدحت باشا.
واليوم وبالاتفاق بين المفوضية الأوروبية والإدارة المحلية والبيئة، وضمن برنامج تحديث الإدارة البلدية، يجري تأهيل بيت الأمير عبد القادر الجزائري الواقع في ضاحية دمر، غرب دمشق، والقصر هو مصيف كان للأمير في «الربوة»، على ضفاف بردى، وسط روضة من الأشجار الوارفة!
القصر كما أفادنا المهندس نزار مرادمي الذي نفذ الترميم، يعود بناؤه إلى حوالي 140 سنة، سكنه الأمير عبد القادر مع عائلته عام 1871، ثم سكنه أبناء الأمير وأحفاده، وكان آخرهم الأمير سعيد الجزائري، رئيس مجلس الوزراء في عهد حكومة الملك فيصل، بعد الحرب العالمية الأولى. وصار القصر مهملاً مهجوراً، شبه متهدم، منذ عام 1948. والقصر اليوم مملوك لصالح محافظة دمشق لأغراض ثقافية وسياحية. تبلغ مساحة القصر المؤلف من طابقين 1832 متراً مربعاً. ويقول المهندس نزار، إن العمل تم في القصر ومحيطه، بعد إزالة البناء العشوائي، وسيتم افتتاح القصر رسمياً في شهر مايو (أيار) من العام الجاري. وسيضم القصر بعد ترميمه، قاعة كبيرة خاصة بتراث الأمير عبد القادر، بالتعاون مع السفارة الجزائرية بدمشق، التي عبرت عن استعدادها بتزويد القصر بكل ما يرتبط بتراث هذا المجاهد الذي يكن له الجزائريون كما السوريون والعرب كل التقدير، ليس لكونه مجاهداً ومصلحاً وحسب، بل أيضاً لكونه عالماً وفقيهاً وشاعراً، وداعية دؤوباً للتآخي بين شعوب الشرق.
ويذكر أنه بعد استقلال الجزائر، تم نقل جثمان الأمير، من دمشق إلى الجزائر عام 1966.
وقال المهندس نزار مرادمي ان عملية الترميم، تتركز على بعدين: ثقافي وبيئي. ويراد من ترميم القصر تحويله إلى بيت للثقافة، يزوره الناس مع ما يحمله اسم صاحب القصر من دلالات، والبعد الآخر سياحي، حيث يتم إنشاء حديقة بيئية أمام القصر وفي محيطه، وهذا يندرج ضمن المساعي القائمة لتحسين مظهر المدينة وتأهيل المعالم السياحية فيها.
ويذكر بهذا الصدد أن هذا القصر لم يكن المنزل الوحيد للأمير، ولم يكن محل إقامته الدائم. فمن المعروف أن منزله هو الذي منحته إياه السلطات العثمانية في حي العمارة بدمشق القديمة، والمعروف بـ«حارة النقيب» وهو الحي الذي ضم آل الجزائري حتى اليوم..
استقر الأمير عبد القادر الجزائري في دمشق من عام 1856 إلى عام وفاته عام 1883، أي 27 سنة. ومنذ قدومه إليها من اسطنبول تبوأ فيها مكانة تليق به كزعيم سياسي وديني وأديب وشاعر.. وكانت شهرته قد سبقته إلى دمشق، فأخذ مكانته بين العلماء والوجهاء، فكانت له مشاركة بارزة في الحياة السياسية والعلمية. قام بالتدريس في الجامع الأموي، وبعد أربعة أعوام من استقراره في دمشق، حدثت فتنة في الشام عام 1860 واندلعت أحداث طائفية دامية، ولعب الزعيم المغاربي دور رجل الإطفاء بجدارة، فقد فتح بيوته للاجئين إليه من المسيحيين في دمشق كخطوة رمزية وعملية على احتضانهم. وهي مأثرة لا تزال تذكر له إلى اليوم إلى جانب كفاحه ضد الاستعمار الفرنسي في بلاده الجزائر، وقد شارك في إطفاء تبعات نار تلك الفتنة الأمير الشيخ راشد الخزاعي من بلاد الشام وعمل على إخمادها في منطقة شرق الأردن ونال على إثرها وشاح القبر المقدس من قداسة البابا في ذلك الوقت.
ولمكانة الأمير عبد القادر عند السلطان العثماني عبد المجيد، لجأ إليه «فردينان دو ليسبس» من أجل إقناع العثمانيين بأهمية مشروع قناة السويس، ودعي فيما بعد لحضور تدشين القناة عام 1869.
وهو بالإضافة إلى مكانته الوجاهية في دمشق، مارس حياة الشاعر المتصوف، وكان معجباً بالطريقة القادرية، نسبة إلى المتصوف عبد القادر الجيلاني، وله أشعار معروفة تنم عن عمق نظرته للإسلام، وللتسامح الديني، متأثراً أيضاً بالشيخ الأكبر محيى الدين بن عربي، إذ يمكن القول إن الأمير عبد القادر يشبهه في بعض الجوانب. شبه نجده لا سيما في قدومه من المغرب متجولاً في المشرق وتركيا، ثم اختياره لدمشق موطناً حتى الموت. وربما ليس من باب المصادفة أن يدفن الأمير عبد القادر بجانب ضريح الشيخ الأكبر في حضن قاسيون.
ومن جهة أخرى عبر الفنان السوري أسعد فضة، عن رغبته في تجسيد شخصية الأمير عبد القادر الجزائري في فيلم سينمائي ضخم، بالتعاون مع وزارة الثقافة الجزائرية. وسبق للروائي الجزائري واسيني الأعرج أن قدم رواية تاريخية بعنوان «مسالك أبواب الحديد» عن الأمير عبد القادر وسيرة كفاح الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي.
وعن هذا الاهتمام اللافت بالأمير، سواء في سوريا أو في الجزائر، يرى النحات آصف شاهين، رئيس تحرير مجلة أبولدور الدمشقي: إن هذا الاهتمام وإن جاء متأخراً إلا أنه ضروري لرجل يستحق، وهو، أي الأمير، صاحب سيرة حافلة بالكفاح امتدت من المغرب العربي إلى المشرق، وإن كان الأوروبيون يشاركوننا في هذا الاهتمام، فقد كان الأمير عبد القادر رجل حوار وتحرر. وإن كان كافح الاستعمار الأوروبي، فقد عرفته بعض الشخصيات الأوروبية كمحاور متميز وواحد من أعلام الإسلام في ذاك العصر.
ويرى المهندس هائل هلال أن الأمير عبد القادر لم ينل حقه من الإنصاف، وقلما يذكر إلا كمجاهد قديم، جاء من الجزائر إلى الشام ليستريح في افياء غوطتها الغناء! بينما في حقيقة الأمر، يقول هلال: إن الرجل كان أحد أكبر أعلام تلك المرحلة، وأنه هو وأحفاده فيما بعد، دخلوا التاريخ السوري من بابه الواسع.
ولد في 23 رجب1222هـ / مايو1807م، وذلك بقرية "القيطنة" بوادي الحمام من منطقة معسكر "المغرب الأوسط" الجزائر، ثم انتقل والده إلى مدينة وهران.
لم يكن محيي الدين (والد الأمير عبد القادر) هملاً بين الناس، بل كان ممن لا يسكتون على الظلم، فكان من الطبيعي أن يصطدم مع الحاكم العثماني لمدينة "وهران"، وأدى هذا إلى تحديد إقامة الوالد في بيته، فاختار أن يخرج من الجزائر كلها في رحلة طويلة.
كان الإذن له بالخروج لفريضة الحج عام 1241هـ/ 1825م، فخرج الوالد واصطحب ابنه عبد القادر معه، فكانت رحلة عبد القادر إلى تونس ثم مصر ثم الحجاز ثم البلاد الشامية ثم بغداد، ثم العودة إلى الحجاز ، ثم العودة إلى الجزائر مارًا بمصروبرقةوطرابلس ثم تونس، وأخيرًا إلى الجزائر من جديد عام 1828 م، فكانت رحلة تعلم ومشاهدة ومعايشة للوطن العربي في هذه الفترة من تاريخه، وما لبث الوالد وابنه أن استقرا في قريتهم "قيطنة"، ولم يمض وقت طويل حتى تعرضت الجزائر لحملة عسكرية فرنسية شرسة، وتمكنت فرنسا من احتلال العاصمة فعلاً في 5 يوليو1830م، واستسلم الحاكم العثماني سريعًا، ولكن الشعب الجزائري كان له رأي آخر.

المبايعة
فرّق الشقاق بين الزعماء كلمة الشعب، وبحث أهالي وعلماء "غريس" عن زعيم يأخذ اللواء ويبايعون على الجهاد تحت قيادته، واستقر الرأي على "محيي الدين الحسني" وعرضوا عليه الأمر، ولكن الرجل اعتذر عن الإمارة وقبل قيادة الجهاد، فأرسلوا إلى صاحب المغرب الأقصى ليكونوا تحت إمارته، فقبل السلطان "عبد الرحمن بن هشام" سلطان المغرب، وأرسل ابن عمه "علي بن سليمان" ليكون أميرًا على وهران، وقبل أن تستقر الأمور تدخلت فرنسا مهددة السلطان بالحرب، فانسحب السلطان واستدعى ابن عمه ليعود الوضع إلى نقطة الصفر من جديد، ولما كان محيي الدين قد رضي بمسئولية القيادة العسكرية، فقد التفت حوله الجموع من جديد، وخاصة أنه حقق عدة انتصارات على العدو، وقد كان عبد القادر على رأس الجيش في كثير من هذه الانتصارات، فاقترح الوالد أن يتقدم "عبد القادر" لهذا المنصب، فقبل الحاضرون، وقبل الشاب تحمل هذه المسؤولية، وتمت البيعة، ولقبه والده بـ "ناصر الدين" واقترحوا عليه أن يكون "سلطان" ولكنه اختار لقب "الأمير"، وبذلك خرج إلى الوجود "الأمير عبد القادر ناصر الدين بن محيي الدين الحسني"، وكان ذلك في 13 رجب1248هـ الموافق 20 نوفمبر1832. وحتى تكتمل صورة الأمير عبد القادر، فقد تلقى الشاب مجموعة من العلوم فقد درس الفلسفة (رسائل إخوان الصفا - أرسطوطاليس - فيثاغورس) ودرس الفقهوالحديث فدرس صحيح البخاري ومسلم، وقام بتدريسهما، كما تلقى الألفية في النحو، والسنوسية، والعقائد النسفية في التوحيد، وايساغوجي في المنطق، والإتقان في علوم القرآن، وبهذا اكتمل للأمير العلم الشرعي، والعلم العقلي، والرحلة والمشاهدة، والخبرة العسكرية في ميدان القتال، وعلى ذلك فإن الأمير الشاب تكاملت لديه مؤهلات تجعله كفؤًا لهذه المكانة، وقد وجه خطابه الأول إلى كافة العروش قائلاً: "… وقد قبلت بيعتهم (أي أهالي وهران وما حولها) وطاعتهم، كما أني قبلت هذا المنصب مع عدم ميلي إليه، مؤملاً أن يكون واسطة لجمع كلمة المسلمين، ورفع النزاع والخصام بينهم، وتأمين السبل، ومنع الأعمال المنافية للشريعة المطهرة، وحماية البلاد من العدو، وإجراء الحق والعدل نحو القوى والضعيف، واعلموا أن غايتي القصوى اتحاد الملة المحمدية، والقيام بالشعائر الأحمدية، وعلى الله الاتكال في ذلك كله

.









آخر تعديل عمي صالح 2009-03-17 في 19:40.
رد مع اقتباس
قديم 2009-03-16, 13:00   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
eslem
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية eslem
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

دولة الأمير عبد القادر وعاصمته المتنقلة
وقد البطولة اضطرت فرنسا إلى عقد اتفاقية هدنة معه وهي اتفاقية "دي ميشيل" في عام 1834، وبهذه الاتفاقية اعترفت فرنسا بدولة الأمير عبد القادر، وبذلك بدأ الأمير يتجه إلى أحوال البلاد ينظم شؤونها ويعمرها ويطورها، وقد نجح الأمير في تأمين بلاده إلى الدرجة التي عبر عنها مؤرخ فرنسي بقوله: «يستطيع الطفل أن يطوف ملكه منفردًا، على رأسه تاج من ذهب، دون أن يصيبه أذى!!». و كان الامير قد انشا عاصمة متنقلة كاي عاصمة اوربية متطورة انداك سميت الزمالة
وقبل أن يمر عام على الاتفاقية نقض القائد الفرنسي الهدنة، وناصره في هذه المرة بعض القبائل في مواجهة الأمير عبد القادر، ونادى الأمير قي قومه بالجهاد ونظم الجميع صفوف القتال، وكانت المعارك الأولى رسالة قوية لفرنسا وخاصة موقعة "المقطع" حيث نزلت بالقوات الفرنسية هزائم قضت على قوتها الضاربة تحت قيادة "تريزيل" الحاكم الفرنسي. ولكن فرنسا أرادت الانتقام فأرسلت قوات جديدة وقيادة جديدة، واستطاعت القوات الفرنسية دخول عاصمة الأمير وهي مدينة "معسكر" وأحرقتها، ولولا مطر غزير أرسله الله في هذا اليوم ما بقى فيها حجر على حجر، ولكن الأمير استطاع تحقيق مجموعة من الانتصارات دفعت فرنسا لتغيير القيادة من جديد ليأتي القائد الفرنسي الماكر الجنرال "[بيجو]"؛ ولكن الأمير نجح في إحراز نصر على القائد الجديد في منطقة "وادي تافنة" أجبرت القائد الفرنسي على عقد معاهدة هدنة جديدة عُرفت باسم "معاهد تافنة" في عام 1837م. وعاد الأمير لإصلاح حال بلاده وترميم ما أحدثته المعارك بالحصون والقلاع وتنظيم شؤون البلاد، وفي نفس الوقت كان القائد الفرنسي "بيجو" يستعد بجيوش جديدة، ويكرر الفرنسيون نقض المعاهدة في عام 1839م، وبدأ القائد الفرنسي يلجأ إلى الوحشية في هجومه على المدنيين العزل فقتل النساء والأطفال والشيوخ، وحرق القرى والمدن التي تساند الأمير، واستطاع القائد الفرنسي أن يحقق عدة انتصارات على الأمير عبد القادر، ويضطر الأمير إلى اللجوء إلى بلاد المغرب الأقصى، ويهدد الفرنسيون السلطان المغربي، ولم يستجب السلطان لتهديدهم في أول الأمر ، وساند الأمير في حركته من أجل استرداد وطنه، ولكن الفرنسيين يضربون طنجة وموغادور بالقنابل من البحر، وتحت وطأة الهجوم الفرنسي يضطر السلطان إلى توقيع معاهدة الحماية، التي سبقت إحتلال المغرب الأقصى.

بداية النهاية

يبدأ الأمير سياسة جديد في حركته، إذ يسارع لتجميع مؤيديه من القبائل، ويصير ديدنه الحركة السريعة بين القبائل فإl

الأمير الأسير

ظل الأمير عبد القادر في سجون فرنسا يعاني من الإهانة والتضييق حتى عام 1852م ثم استدعاه نابليون الثالث بعد توليه الحكم، وأكرم نزله، وأقام له المآدب الفاخرة ليقابل وزراء ووجهاء فرنسا، ويتناول الأمير كافة الشؤون السياسية والعسكرية والعلمية، مما أثار إعجاب الجميع بذكائه وخبرته، ودُعي الأمير لكي يتخذ من فرنسا وطنًا ثانيًا له، ولكنه رفض، ورحل إلى الشرق براتب من الحكومة الفرنسية. توقف في إسطنبول حيث السلطان عبد المجيد، والتقى فيها بسفراء الدول الأجنبية، ثم استقر به المقام في دمشق منذ عام 1856 م وفيها أخذ مكانة بين الوجهاء والعلماء، وقام بالتدريس في المسجد الأموي كما قام بالتدريس قبل ذلك في المدرسة الأشرفية، وفي المدرسة الحقيقية. وفي عام 1276هـ/1860 م تتحرك شرارة الفتنة بين المسلمين والمسيحيين في منطقة الشام، ويكون للأمير دور فعال في حماية أكثر من 15 ألف من المسيحيين، إذ استضافهم في منازله. لجأ إليه فردينان دو ليسبس لإقناع العثمانيين بمشروع قناة السويس.

وفاته

وافاه الأجل بدمشق في منتصف ليلة 19 رجب1300هـ/ 24 مايو1883 عن عمر يناهز 76 عامًا، وقد دفن بجوار الشيخ ابن عربيبالصالحية بدمشق لوصية تركها.
بعد استقلال الجزائر نقلت جثمانه إلى الجزائر عام 1965 و لا زال الدمشقيون يزورون ضريحه و يترحمون على قبره بالرغم من أن القبر صار خاويا











آخر تعديل عمي صالح 2009-03-17 في 19:45.
رد مع اقتباس
قديم 2009-03-16, 17:13   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
nonito
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي


مشكور ......لكن الخط صغير بزاف










رد مع اقتباس
قديم 2009-03-16, 17:29   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
k123ed
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم

في الواقع أخي كلامك جميل جدا .... إلا أنك نسيت ذكر الكثير من الأشياء

فتاريخ الأمير لن تتسع له بضع صفحات .... على كل أردت أن أعقب على كلامك

بخصوص عاصمة الأمير عبد القادر و التي قلت أنها معسكر ؟؟؟؟؟ أدرك تماما أن معسكر كانت مقره لفترة

و أنها كانت القاعدة الأساسية للإمدادات .... بينما كانت العاصمة متنقلة ....

أقصد أن أغلب التراب الجزائري كان عاصمة له










رد مع اقتباس
قديم 2009-03-17, 17:19   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
eslem
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية eslem
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

عفوا لهذه الأخطاء
سوف أحول تجديد الموضوع










رد مع اقتباس
قديم 2009-03-19, 17:16   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
الحلم
عضو جديد
 
الصورة الرمزية الحلم
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

تقبل مروري واطلاعي على الموضوع










رد مع اقتباس
قديم 2009-03-24, 09:49   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
الطلميني
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي سلامي الى التاريخ

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
للتاريخ مصداقية لاتجارى من خلال اعطائه للانسان المار من ازقته الصورة الصادقة عن حياته فيصنف النافع على اليمين والضارعلى الشمال فمهما حاول الفرد ان يصطنع الصلاح ويقدم نفسه نمودج صوري متميز لمراوغة الحضار والضحك على المستقبل بيدا انه لامحالة سيستضدم بميزان التاريخ الدي لايرحم والامير عبد القادر الجزائري نمودج رائع يحتفي به التاريخ لانه اخلص لله فتناقلته الاجيال جيل بعد جيل اسوة وقدوة .


يمنع وضع المايل في المشاركات "تحذير"









آخر تعديل عمي صالح 2009-05-09 في 17:59.
رد مع اقتباس
قديم 2009-03-26, 10:08   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
imou
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية imou
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
شكرا لك ’ جزاك الله خير .
سلام...










رد مع اقتباس
قديم 2009-03-26, 14:19   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
بن عبد الله قمر
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا لك على هذه المعلومة القيمة










رد مع اقتباس
قديم 2009-04-16, 12:19   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
جميل
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية جميل
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مشكورررررررررررررر










رد مع اقتباس
قديم 2009-04-16, 14:51   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
امير الجود
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية امير الجود
 

 

 
الأوسمة
الفائز في مسابقة أفضل تنسيق للملف الشخصي عضو متميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا لك على هذه النبذة التاريخية بارك الله فيك بالتوفيق










رد مع اقتباس
قديم 2009-04-20, 14:54   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
tatohaoua
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية tatohaoua
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي الامير عبد القادر

مولــدة و حياته :
ولد الامير عبدج القادر سنة 1807 م بقرية القيطنة قرب مدينة معسكر لاغرب الجزائري وهو من اسرة شريفة يتصل نسبها بالامام الحسين بن علي رضي الله عنهما و كان والده الشيخ محي الدين رجل علم و تقوى و صاحب زاوية يقصدها العلماء و الصلحاء و كان ذا سمعة طيبة و مكنة محترمة بين الناس بدأ الامير عبد القادر تعليمه في المدرسة التي كان يشرف عليها والده فأتقن القراءة و الكتابة و هو في الخامسة من عمره و اتم حفظ القران الكريم و هو في الرابعة عشرة من عمره , و قد كان محل رعاية و اهتمام والده لما توسم فيه من علامات الفطنة و الذكاء و النبوع .
في عام 1821 انتقل الى مدرسة بوهران و فيها واصل تعليمه و بعد سنتين فقط عاد الى قريته اين تولى تعليمه الشيخ احمد بن الطاهر قاضي ارزيو الذي اشتهر بغزارة العلم وسعة الاطلاع و عليه اخذ العديد من العلوم الحديثة و كان الامير منذ مطلع شبابه ولوعا بالصيد و الفروسية فكان يجيد ركوب الخيل و يتفنن في اللعب على ظهورها حتى اصبح وهو في السابعة عشرة من عمره فارسا لا يدانيه احد او ينافسه .
و في سنة 1825 م عزم الشيخ محي الدين على السفر لاداء فريضة الحج فاصطحب ابنه عبد القادر و في طريقهما الى الحجاز مرا بتونس وتوقفا بمصر شاهدا خلالها ما كانت تعرفه مصر من اصلاحات على عهد محمد اقاما بدمشق عدة شهور تمكن الامير اثناءها من حضور حلقات الدروس العلمية التي كان يقيمها كبار العلماء بالجامع الاموي و من هناك توجها الى العراق ثم عادا الى الوطن بعد اداء حجة ثانية .
ان تلك الرحلة التي دامت اكثر من سنتين اتاحت للامير الفتى فرصة الاطلاع على انظمة الحكم في الاقطار المشرقية و اوضاعها في مختلف الميادين و مشاهدة ما تعانيه الشعوب الاسلامية من تخلف كما زاداته شغفا بالعلم فاعتزل لتحصيله فكان لا يفارق كتبه الا اذا خرج للصلاة او لتناول الطعام فقرأ خلال تلك المدة كل ما وصلت اليه يده من كتب الفقه و الحديث و الفلسفة و الفلك و الجغرافيا و التاريخ و الرياضيات و الطب و اثناء تلك الفترة جمع عبد القادر مكتبة تعد من اغنى المكتبات في تلك الايام .
و في سنة 1830 اقتحمت جحافل الغزو الفرنسي الاستعماري مدينة الجزائر و احتلتها و في العام الموالي احتل الغزاة مدينة وهران و امام الفراغ السياسي الناتج عن عن زوال سلطة الداي حسين و استسلام باي وهران التف سكان الناحية الغربية حول الشيخ محي الدين فتصدوا بقيادته للحملات الفرنسية الاولى على ناحيتهم فأحرزوا اتنتصارات هامة في معارك عديدة .
اما الابن عبد القادر فقد هب هو الاخر للجهاد مستبدال القلم بالسيف فخاض الى جانب ابيه معارك عديدة تجلت فيها عبقريته و شجاعته التي رشحته للقيادة و عمره لا يتعدى 25 سنة فبايعه الناس في : 27 / نوفمبر /1832 ليخلف اباه الذي لم يعد في استطاعته تحمل اعباء الجهاد لكبر سنه .
اتخذ الامير مدينة معسكر عاصمة له و ارسل الى مختلف قبائل المنطقة يدعوها الى الطاعة و توحيد الصفوف لمجاهدة الاعداء و قد اظهر الامير شجاعة نادرة في خوض المعارك و مقدرة فائقة في تنظيم المقاومة جعلته يوقف زحف الفرنسيين و يحاصر جيوشهم في المدن الساحلية الامر الذي جعل القائد الفرنسي : ديمشال – يضطر الى مفاوضته و عقد الصلح معه سنة ك 1834.
بعد حوالي سنة فقط عادت الحرب من جديد بسبب نقض الفرنسيين للمعاهدة و قد استطاع الامير خلالها ان يخوض العديد من المعارك الناجحة ضد الفرنسيين ك معركة المقطع الشهيرة في جوان : 1835 حيث تمكنت قوات الامير من ابادة معظم جيش الجنرال : تريزيل – الذي يقارب الخمسة الاف الجنود اذ لم ينج تريزيل و بعض رفاقه الا بصعوبة كبيرة و قد استولى على الفرنسيين بعد هذه المعركة بالرحيل و ترك البلاد لاهلها .
و في سنو 1837 اضاف الامير الى انتصاراته العسكرية انتصارا سياسيا تمثل في معاهدة الصلح التي عقدها مع الفرنسيين معاهدة تافنة . و التي اعترفت بسيادة الامير على مقاطعتي وهران و الجزائر فيما عدا مدن وهران و ارزيوا و مستغانم في الغرب و العاصمة و ما حولها من سهول في الوسط .
لقد كان الامير في امس الحاجة الى فترة سلم لاعادة تنظيم دولته و تأديب بعض القبائل التي خرجت عن طاعته فخلال هذه المدة : 1837-1839 استطاع الامير ان يمد نفوذه الى جهات لم تكن تحت سلطته كمنطقة حمزة و بلاد القبائل و الاغواط و مجانة ووضع هياكل ادارية للمناطق التابعة له و أنشأ جيشا نظاميا و اهتم بتدربه واقام الحصون و أنشأ مصانع لانتاج الاسلحة و الذخائر و سك العملة و شرع في استكشاف المعادن و استغلالها و اسس مجلسا وزاريا و مجلسا للشورى كما اعتنى بالزراعة و التجارة و اقام المستشفيات و أنشأ المدارس و شجع التعليم كما حرص على تطبيق تعاليم الاسلام و ألغى كل انواع الضرائب المفروضة على الشعب من قبل و اقتصر على ما سنه الاسلام من اصناف الزكاة و العشور و هكذا اذن و في فترة الخلفاء الراشدين و عصور الاسلام الزاهرة .
و الجدير بالذكر هو ان الامير مدركا لاهمية ما حققته اوروبا انذاك من تقدم علمي و نهضة صناعية و مؤمنا بضرورة الاخذ بالحضارة الحديثة في الجوانب المادية فقد استعان بالاختصاصين الاجانب في ميادين عديدة كاستكشاف المعادن و استغلالها و صناعة الاسلحة و تدريب الجيش كما فكر في ارسال بعثات من الطلبة للدراسة في الخارج لذلك قيل ان الامير لو امهله القدر و كتب له الانتصار على اعدائه لاستطاع ان يقيم دولة قوية مصنعة شبيهة ببيان اليوم التي حققت تقدما كبيرا في مجال العلوم و التكنولوجيا دون ان تتخلى عن تقاليدها و حضارتها و قيمتها .
لكن الفرنسيين هالهم ما كانت تشهده دولة الامير الفتية من نهضة و تقدم فصمموا على الصلح فعادت الحرب من جديد في اواخر سنة 1839 و قد استخدم الامير اسلوب الحرب الخاطفة بينما اعتمد الفرنسيون على جيوشهم الجرارة و اسلحتهم المتفوقة و اساليب الابادة و الارض المحروقة و نتيجة الفارق الكبير في القوات و التسليح تمكن العدو من احتلال مدن الامير الهامة مثل : المدية و مليانة و معسكر و تلمسان و غيرها .. و قد ارتكب الفرنسيون خلال ذلك مجازر فظيعة و خربوا القرى و المداشر و اتلفوا المؤن و الاشجار فأجبروا الامير على الانسحاب الى الجنوب بعاصمته المتنقلة الزمالة و اخذوا يلحقونه و يطاردونه حتى انقضوا على عاصمته هذه في معركة عين طاقين يوم 16 ماي 1843 و كان ذلك ضربة قاضية له و لقواته و انصاره .
في اكتوبر 1843 اضطر الى اللجوء مع من بقي من انصاره الى المغرب الاقصى للاحتماء و الاستعداد فواصل من هناك شن هجماته على المركز الفرنسية في الجزائر الامر الذي ادى الى اعلان فرنسا الحرب على المغرب و قد تعهد هذا الاخير في معاهدة طنجة 1844 التي وقعت بعد هزيمته امام فرنسا بطرد الامير عبد القادر او اعتقاله فاضطر الامير الى العودة الى ارض الوطن حيث اصبح مع عدد قليل من انصاره مطارا في كل مكان بجيش يعد اقوى جيوش اوروبا انذاك ( اكثر من 100الف جندي – أي ثلث الجيش الفرنسي ) و مع ذلك فقد عجزت تلك الجيوش عن القاء القبض عليه بفضل عبقريته و طريقة الحرب الخاطفة و سرعة التنقل التي اعتمدها مما جعل احد الضباط الفرنسيين يقول : انه عد لا تقع عليه اعيننا ابدا و لكنه مع ذلك فهو موجود في كل مكان .
في سنة 1847 تحرج الموقف القتالي للامير اذ اصبح معزولا عن الشعب الذي اخضعته فرنسا بوسائل القهر و الارهاب و معزولا عن الخارج بعد ان سدت فرنسا في وجهه منافذ البحر و اغلقت الحدود الشرقية و الغربية و استشهد اشهر قادته و انفضت من حوله العديد من القبائل حامله السلاح ضده و اخيرا محاربا من قبل سلطان المغرب الذي ارسل في 10 ديسمبر 1847 جيشا من 50 الف جندي لمحاربة الامير و القاء القبض عليه عندئذ لم يعد للجهاد حلاوة عند الامير عبد القادر بعد ان وجد نفسه يقاتل بني دينه فكان الامير امام خيارين ك اما الاستسلام او الفرار الى ادغال الصحراء مع قلة من اصحابه و ترك عائلات المجاهدين في قبضة العدو فما كان من الامير الا ان اختار بعد ام استشار مساعديه وقف المعركة التي لم تعد متكافئة و التي اصبح الاستمرار فيها لا يجر على البلاد و العباد الا مزيدا من الاهوال و الخراب الذي كانت تزرعه جيوش الاحتلال في كل مكان .
و هذا خطاب الامير الذي القاه على مجلس الشورى شارحا فيه اسباب توقيفه الحرب
: « لا أرى الا التسليم لقضاء الله – تعالى – و الرضى به و لقد اجهدت نفسي في الذب عن الدين و البلاد و بذلت وسعي في طلب راحة الحاضر منها و الباد و ذلك من حين اهتز غصن شبابي ...و اقمت على ذلك ما ينيف على سبع عشر سنة اقتحم المهالك و أملا – بالجيوش الجرارة – الفجاج و المسالك و استحقر العدو على كثرته و استسهل استصعابه و أتوغل – غير خائف – أوديته و شعابه و ارتب له – في طريقه – الرصائد و انصب له فيها المكائد و المصائد تارة انقض عليه انقضاض الجارح و اخرى انصب اليه انصباب الطير الى المسارح و كثيرا ما كنت ابيته فأفيقه و اصبحه فأبرد غليلي منه و اشفيه و لا زلت في ايامي كلها ارى المنية و لا الدنية و اشمر عن اقوى ساعد و بنان و اقضي حق الجهاد الى ان فقدت المعاضد و المساعد و فني الطارف من اموالي و التالد و دنت الي من بني ديني الافاعي و اشتملت علي منهم المساعي و الان بلغ السيل الزبى ... فسبحان الله من ال يكيده و لا يبيد ملكه و كل شىء بائد» .
و هكذا اتصل الامير بحاكم وهران الجنرال : لاموريسيير – ليتفق معه على الشروط وقف القتال و اهملها السماح له و لاتباعه بالهجرة الى المشرق ( عكا او الإسكندرية ) ووافاه الدوق دومال الحاكم العام الجديد في مدينة الغزوات حيث وقعا في 23 ديسمبر 1847 وثيقة التسليم بعد 17 عاما من الصمود أمام دولة كبرى و متطورة و يذكر انه عندما أرسل الأمير إلى الجنرال لاموريسيير من يخبره برغبته في التسليم بشروط اهتز الجنرال سرورا لذلك و بادر ببعث سيف إلى الأمير مع ورقة ختمها بختمه و على بياض ليشترط الأمير ما أراد .
لقد اعترف الفرنسيون بعقرية الأمير العسكرية و السياسية و يكفي هنا ان نسجل شهادة المؤرخ الفرنسي اوغستان برنار التي يصف فيها الأمير قائلا : و قد اظهر الأمير بعد ان أوسد إليه الأمر على الرغم من انه ابن الزوايا و الطرق حنكة سياسية و براعة عسكرية فائقة و كان يتمتع بصفات تدل على انه خلق ليحكم فكان بسيطا في لباسه متواضعا في معشره أنيقا جميلا شجاعا فارسا و بالتالي فقد كان له هدوء الدبلوماسي المسلم و سكينته و لباقته و كان متدينا عن إخلاص و من صميم فؤاده و لم يطلب الإمارة لإشباع أطماع نفسه بل ليقود أمته في طريق الفلاح كان قاسيا عند اللزوم و رحيما عند الاقتضاء و كانت شدته و لينه بحساب و تقدير و قليل مثله من المسلمين من كان يدرك معنى الدولة إدراك تاما كما كان يدركه هو بكل تفصيلاته من النظام و الإدارة و جباية الضرائب و تنظيم الجيش و كان اجل و ابرز أعدائنا في الجزائر .
و عرف الأمير عبد القادر أيضا بتواضعه و نكرانه للذات و ميله للبساطة فلم يقبل لقب : سلطان حين ولاه مواطنون و اكتفى بلقب الإمارة لان المسؤولية بالنسبة إليه تكليف و ليس تشريف و حين بايعه الناس و اختاروه قائدا أحس بثقل المهمة ثقلا جعله يصرح لزوجته قائلا : ان القوم وضعوا في عنقي أمانة و انه من الواجب علي ان أقوم بها و ان ذلك لا يدع لي المجال ان أقوم بواجباتي الزوجية على أكمل حال ولك ان أردت ان تبقي من دون التفاف إلى طلب حقوقك المقدسة فاني أوافق على ذلك الموافقة التامة و أما كان قصدك إلا تفرطني فيها فأمرك بيدك و ذلك لأني قد تحملت ما يشغلني عنك فردت بأنها تضحي بنفسها و حياتها في سبيل قضية الوطن فحمد لله و شكر لها اختيارها .
انه لموقف جليل يسجله التاريخ للأمير كما يسجله لزوجته : ام البنين .
و تميز الأمير بتسامحه و إنسانيته في معاملة الأسرى الفرنسيين كان القادة الفرنسيون لا يقتلون الأسرى فقط بل يقتلون الشيوخ و النساء و الأطفال الأبرياء كان الأمير يطلق سراح أسراهم عندما لا يجد ما يطمعهم به و كانت هي أية كريمة التي إبداعها الأمير نحو أسرى العدو فريدة من نوعها و قد افرد المؤرخ الانجليزي تشرشل الفصل السادس عشر من كتابه عن حياة الأمير عبد القادر لذكر حسن معاملة الأمير للأسرى الفرنسيين .
و رغم ان فرنسا تعهدت للأمير ان تسمح له و لإتباعه بالهجرة إلى المشرق إلا انها و كعادتها لم تف بما تعهدت به إذ عانى الأمير من سجون فرنسا 05 سنوات و خلال تلك المدة عرضت عليه السلطة الفرنسية ان يختار الإقامة في فرنسا مقابل منحه قصرا و أملاكا و أموالا لكنه لرفض كل تلك العروض المغربية و أجابها : إني لا اقبل هذا ولو فرشت لي سهول فرنسا و مسالكها بالديباج .
و لما جددت الحكومة الجمهورية الثانية الطلب نفسه جدد الأمير رفضه القاطع
و في سجنه تفرغ الأمير للعبادة و القراءة و التأمل فكان مثار إعجاب كل من زاره من رجال السياسة و الدين و الفكر و العسكرية .
و قد بعث الجنرال دوماس إلى احد رجال الدولة الفرنسية يدعوه لزيارة الأمير و هو أسير في مدينة ب:بو فقال له في رسالته : انك ستزور الأمير في قصر مدينة : بو, و لكنك يا سيدي لن تأـسف على مشقة السفر انك عرفت عبد القادر في حالة الرخاء عندما كانت البلاد الجزائرية تعيش تحت قانونه و سلطته و لكنك اليوم ستجده أعظم مما عرفته إذ ذاك انه اليوم سيملك عليك نفسك لأنه اليوم أيضا يسيطر على مصيره كما كان دائما .
و في سنة 1883 و بعد عمر حافل بجلائل الأعمال توفي الأمير بدمشق و من هناك و في 5 جويلية 1966 نقلت رفاته و أعيدت إلى ارض أجداده و أبائه الارض التي اجبر على مغادرتها و لم تغب لحظة واحدة عن ذاكرته .
النداء الذي وجهه عبد القادر إلى القبائل على اثر بيعته أميرا للجهاد :
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده إلى ( قبيلة كذا و قبيلة كذا ) و خصوصا نبلائها و شيوخها و أعيانها و علمائها هداكم الله و أرشدكم ووجهكم إلى الطريق المستقيم و نجح أعمالكم و مساعيكم .
ان أهالي معسكر و شرق و غرب غريس و جيرانهم و حلفائهم بني شقران و البرجيين و بني عباس و اليعقوبيين و بني عامر و بني جماهر و غيرهم قد وافقوا بالإجماع على تعييني و بناء عليه انتخبوني لإدارة حكومة بلدنا و قد تعهدوا ان يطيعوني في السراء و الضراء و في الرخاء و الشدة و ان يقدموا حياتهم و حياة و من اجل ذلك إذن تولينا هذه المسؤولية الهام – على مضض شديد – آملين ان يكون ذلك وسيلة لتوحيد المسلمين و نمنع الفرقة بينهم و توفير الأمن العام لكل أهالي البلاد .... و لذلك ندعوكم إلى ان يشاركوا في هذا العهد او العقد بيننا سارعوا إذن لإعلان ولائكم وطاعتكم و الله يجازيكم في الدنيا و الآخرة هدفي الأساسي هو الإصلاح و فعل الخير ما دمت حيا ان ثقتي في الله و منه وحده ارجوا الجزاء و النجاح .
بأمر المدافع عن الدين صاحب السيادة علينا أمير المؤمنين عبد القادر بن محي الدين نصره الله أمين .
معاملة الأمير لأسرى العدو :
ان العناية الكريمة و العاطفة الرحيمة التي أبداها عبد القادر نحو الأسرى ليس لها مثال في تاريخ الحروب فكبار الضابط المسيحيين عليهم ان يجلسوا و ان يتمسحوا بهما لانحطاطهم في المعاملة و لا شك ان الأسرى الذين سقطوا في أيدي العرب كانوا كثيرا ما تعرضوا لاهانات سجانيهم القساة و لاسيما عندما يسقطون في أيدي قبائل ساخطة على الفرنسيين للآلام و المعاناة التي تعرضت لها على أيديهم و لكن روح المعاملة الطيبة التي بثها السلطات قد حلت محل القسوة رغم عمليا كانت بطيئة ..
و الواقع انه كلما كان عبد القادر حاضرا كان الفرنسيون الواقعون في قبضته يعاملون كضيوف لا كأسرى حرب فقد كان كثيرا ما يرسل إليهم سرا كميات من النقود تختلف قيمتها من خمسة إلى عشرين دولارا من جيبه الخاص و كان يوصي بهم ان يكسوا و يطعموا جيدا بل لقد ذهب عبد القادر إلى ابعد من ذلك فمكنهم من تلبية حاجياتهم الروحية .و بصدد هذا الموضوع كتب بطل الفكرة الإسلامية الذي لا يعرف المساومة إلى أسقف الجزائر كلمات تستحق ان تكتب بالذهب قائلا : أرسل قسيسا إلى معسكري فسوف لا يحتاج إلى شيء و سوف اعمل على ان يكون محل احترام و تبجيل لأنه سيكون له وظيفة مزدوجة و هي انه رجل دين و ممثل لك و سوف يصلي يوميا بالمساجين و يواسيهم و يتراسل مع عائلاتهم و بذلك يكون واسطة في الحصول لهم على النقود و الثبات و الكتب و بعبارة أخرى كل ما قد يحتاجونه او يرغبون فيه مما يخفف عنهم شدة الأسر كل ما سوف نطلبه منه عند وصوله لدينا ان يعد وعد شرف لا يتغير بأن لا يتعارض في رسائله إلى الحديث عن معسكراتي و حركاتي العسكرية .
ويبدوا ان مجرد منظر السجين كان يثير في صدر عبد القادر أسمى العواطف و أنبل المشاعر الغزيرة على الطبيعة الإنسانية فقلبه الذي عرف بالقساوة و الجسارة ساعة الخطر , كان يتسع و ينعم حتى يصبح في نعومة قلب امرأة أمام مصير الأسير المظلم المخيف .
















الخاتمـــة :
ان في حياة هذه الشخصيات أمثلة رائعة في الشجاعة و صدق الإيمان بالله و حب الوطن و التفاني في خدمته , و هي بذلك تعد أفضل مدرسة و خير وسيلة لتربية أجيالنا الصاعدة على تلك الفضائل و إعدادهم كمواطنين يعيشون لوطنهم و ببذلهم أكثر مما يعيشون لذواتهم و لا شك ان الواجب يفرض علينا نحن أبناء الجزائر اليوم دراسة حياة و أعمال هذه الشخصيات و ذلك أولا اعترافا منا بما قامت به من أعمال و ما قدمته من تضحيات في سبيل الله و الوطن و الأخير في امة لا تقهر عظماءها , و ثانيا حتى نستلهم العبر من حياتهم و نسير على خطاهم و نعمل على بناء الوطن الذي وهبوه له بالأمس حياتهم فنكون بذلك ان شاء الله خير خلف لخير سلف .
و في الأخير آمل ان يكون هذا العمل محاولة موفقة و مساهمة بناء في تعريف أجيالنا بتاريخ وطنهم و أبطاله العظماء الذين صنعوا صفحاته المشرقة في ماضيه القريب و الله نرجوا ان يوفقنا إلى ذلك









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الأمير, الامير, الجزائر**الأمير, الجزائري, القادر, القادر**, القادررررررررررررررررر

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 00:21

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc