بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا من المسلمين إلى قوم من المشركين فالتقوا
وكان رجل من المشركين إذا شاء أن يقصد إلى رجل من المسلمين قصد له فقتله
وإن رجلا من المسلمين قصد غفلته فلما رفع عليه السيف قال لا إله إلا الله فقتله
فجاء البشير إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله فأخبره حتى أخبره خبر الرجل كيف صنع
فدعاه فسأله فقال: لم قتلته؟ قال: يا رسول الله أوجع في المسلمين وقتل فلانا وفلانا وسمى له نفرا
وإني حملت عليه فلما رأى السيف قال لا إله إلا الله
قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: أقتلته؟
قال: نعم
قال: فكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة
قال: يا رسول الله استغفر لي
قال: وكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة؟
قال: فجعل لا يزيده على أن يقول: كيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة؟.
قال راوي هذا الحديث: كنا نحدث أنّ هذا الصحابي هو أسامة بن زيد رضي الله عنه.
فكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة؟ ما أعظم هذا الموقف
فكأنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له: من يشفع لك ومن يحاجج عنك ويجادل إذا جيء بكلمة التوحيد
كيف قتلت من قال: لا إله إلاّ الله وحصلت له ذمّة الإسلام وحرمته.
قال سيدنا محمد المداني رضي الله عنه : لا نحكم على أحد بأنّه من أصحاب المشأمة
إلاّ بعد ثلاث مراحل: أن يعيش على المعصية ، ويموت ولم يتب منها، ويقف أمام الله ولم يغفر له.
وفي مجال القضاء إذا سمعنا من قال: لا إله إلاّ الله نحكم عليه بالإسلام ولا يهمّنا سرّه وحسابه على الله.
ومن قالها مرة واحدة يحرم الكلام فيه بعد مماته.
’’أيحبّ أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه‘‘
فكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة؟
وممّا يروى ’’من قال لا إله إلاّ الله بالمدّ والتعظيم كفّرت عنه أربعة آلاف ذنب من الكبائر‘‘. ولو مرّة واحدة .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ’’شفاعتي لأهل الكبائر من أمّتي‘‘
والله ما أراهم إلاّ أن يعيشوا متمتّعين في دنياهم وتنالهم شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الآخرة.
قسم الله المؤمنين ثلاث أصناف: أناس له ولحضرته، وأناس لفضله وهم أهل المعاصي ليظهر فيهم فضله ورحمته، وأناس للعمل والزينة كأهل الشريعة. وكلهم في خير غير أنّ التفاضل من حكمته وطوبى للسّابقين.
قال أبو نواس ساعة احتضاره وقد قيل له: ها قد قدمت على الله بدون زاد:
وحمل الزّاد أقبح كلّ شيء إذا كان الوفـود على كريـم
خصلتان ليس فوقهما خصلة حسن الظّنّ بالله وحسن الظّنّ بعباد الله.
الخطأ في حسن الظّنّ خير من الإصابة في سوء الظّنّ .
’’وظننتم ظنّ السّوء فكنتم قوما بورا‘‘
قال صلى الله عليه وسلم:’’حسن الظّنّ من حسن العبادة‘‘.
فانظر سيدنا عيسى عليه السلام حينما جاء أمام الله عز وجلّ وقال له: ’’يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمّي إلاهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحقّ إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنّك أنت علاّم الغيوب ما قلت لهم إلاّ ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربّي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد إن تعذّبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنّك أنت العزيز الحكيم،،
ولم يقل إذا تعذّبهم رغم أنهم مشركون والشريعة جاءت بتعذيب المشركين، وإنما نزّل تعذيبهم المحقّق على لسان الشرع منزلة الأمر المشكوك فيه نظرا لرحمة الله وعبّر في جانبه ب[ إن ] المفيدة للشّكّ في وقوع الشرط ,,إن تعذّبهم،، ,,إن تغفر لهم،، كذلك المغفرة لهم فهي مقطوعة لهم في عدم المغفرة للمشركين
,,إنّ الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء،،
قال الله تعالى حينئذ: ,,هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم،،
وذاك الصدق تجلّى في سيدنا عيسى عليه السلام.
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2007-04-13, 10:40
حسن الظن بأهل لا إله إلا الله
العرض العادي
