أمير االجهاد:عبدالقادر الجزائري - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجزائر > قسم الأمير عبد القادر الجزائري

قسم الأمير عبد القادر الجزائري منتدى خاص لرجل الدين و الدولة الأمير عبد القادر بن محيي الدين الحسني الجزائري، للتعريف به، للدفاع عنه، لكلُّ باحثٍ عن الحقيقة ومدافع ٍعنها، ولمن أراد أن يستقي من حياة الأمير ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

أمير االجهاد:عبدالقادر الجزائري

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-05-11, 14:00   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ابن العروب
عضو مميّز
 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي أمير االجهاد:عبدالقادر الجزائري

الأمير عبد القادر الجزائري


د.خالد الأحمد*



يقول الفيلسوف المسلم روجيه الجارودي وذلك قبل إعلان إسلامه ، عندما كان رئيساً للمكتب السياسي للحزب الشيوعي الفرنسي في عقد الستينات من القرن العشرين [ كان كارل ماركس واقعاً تحت تأثير ( فيورباخ ) الألماني الملحد ، عندما قال كلمته المشهورة : الدين أفيون الشعوب ، ولو عرف كارل ماركس الإسلام لقال إنه ثورة عالمية ] ...
ومن هذاالمنطلق أريدأن أذكر بعض الأمثلة من التاريخ تبين أن الإسلام ثورة إنسانية عالمية،ثورةضد الظلم والاستبداد واستعباد الإنسان لأخيه الإنسان ... وقد ذكرت شيئاً عن الحركة السنوسية في ليبيا ، و شيئاً عن معركةميسلون ، ومعركة كفر تخاريم ، وكلاهما ضد المستعمر الفرنسي ، وكان العلماء المسلمون لحمة تلك المعارك .وذكرت الحلقة الأولى عن العالم المجاهد بدر الدين الحسيني يرحمه الله . واليوم أذكر شيئاً عن الأمير عبد القادر الجزائري ( السوري ) الذي دفن في دمشق ، ثم نقلت رفاته بعد أكثر من قرن إلى الجزائر يرحمه الله تعالى ...
أذكرها اليوم ، وسوريا تفكر في سن قانون للأحزاب ، يحرمون فيه العلماء والدعاة المسلمين من تشكيل حزب سياسي لهم ، فهل كان العلماء متقاعسين عن الجهاد والنضال ضد المستعمر الفرنسي ، أو المستبد المتفرعن ، الذي كان الشباب المسلم أول وآخر من وقف في وجهه وقالوا له ( ياظالم ) وتحمل الشباب المسلم القمع الرهيب الذي أودى بحياة عشرات الألوف من الناشطين المسلمين ... هل يحرم هؤلاء العلماء المجاهدون ، وهؤلاء الشباب البررة من حقهم في العمل السياسي !!!؟
الأمير عبد القادر الجزائري :
ولد عبد القادر بن محي الدين بن مصطفى الحسني الجزائري ، في قرية ( القيطنة ) من قرى إيالة ( وهران ) شمال غرب الجزائر ، في (23 ) رجب (1222) ه الموافق ( 1807) م وتعلم في وهران وحج مع والده (1241ه) فزار المدينة المنورة ودمشق وبغداد ...
الاحتلال الصليبي الفرنسي للجزائر :
ولما احتلت فرنسا الجزائر (1830) أراد أهالي وهران مبايعة والده الشيخ ( محي الدين ) شيخ الطريقة الشاذلية ، لكنه اعتذر لكبر سنه ، فاتفق الوجهاء على ولده الأمير عبد القادر وكان عمره خمساً وعشرين سنة ، فسماه والده ( ناصر الدين ) ، وذلك بعد أن ظهرت عبقريته العسكرية في معركتي ( خنق البطاح ) وخاصة في الثانية عندما قسم جيشه إلى خمسة فرق ، فرقتان للقتال ، وفرقتان للدفاع ، وفرقة كمنت وراء العدو ، فاجأته عند تقهقره وأبادته عن آخره ، واستولت على السلاح والذخيرة ... وكان الأمير عبد القادر يتقدم الصفوف حتى أن فرسه أصيبت في الأولى بثماني رصاصات ، كما أصيبت بطعنة قاتلة في موقعة ( برج راس العيون ) ...
وكان جيشه منظماً على غرار الجيوش الأوربية الحديثة آنذاك ، بلغ عدده في أحد الأوقات (15300) جندي ، قسمهم إلى ثلاثة أصناف : الراكبون وسماهم (الخيالة ) ، والمدفعيون وسماهم ( الرماة ) ، والمشاة وسماهم ( العسكر المحمدي ) . وكانت عاصمته مدينة ( معسكر ) في الغرب الجزائري ، وأحياناً مدينة ( تاكدمت ) في الغرب أيضاً ...
جهاده ضد الفرنسيين :
1- كانت الفترة الأولى من (1832 ) وحتى (1839 ) وفيها احتل مدينة ( تلمسان ) واعترف له الفرنسيون بحكم غربي الجزائر ماعدا الساحل ، ثم عقدت معه معاهدة ( تفنا ) في (1938) وتخلت له عن حكم ( وهران ) ...
2- المرحلة الثانية حيث حشدت له فرنسا (200) ألف جندي بقيادة ( بوجو ) الصليبي الحاقد على المسلمين ، فكانت ألأعمال الوحشية وسياسة الأرض المحروقة ، يقول ( سنت أرنو ) أحد معاوني ( بوجو ) : [ في ايار 1842 ، لقد كانت حملتنا تدميراً منظماً أكثر منها عملاً عسكرياً ، ونحن اليوم في وسط جبال ( مليانة ) لانطلق إلا قليلاً من الرصاص ، وإنما نقضي وقتنا في حرق جميع القرى والأكواخ ... ويقول أيضاً [ إن بلاد ( بن مناصر ) بديعة جداً ، لقد أحرقناها كلها ... كم من نساء وأطفال اعتصموا بجبال الأطلس المغطاة بالثلوج ، فماتوا هناك من الجوع والبرد ...
وفي حادثة ( ولد رياح ) عندما لجأ ألف مواطن جزائري إلى بعض الكهوف ، فانقض عليهم القائد الفرنسي ( بلسييه ) وأوقد النار على أفواه الكهوف ، فماتوا فيها اختناقاً ... وحيال ذلك تناقص سكان الجزائر من (4) مليون إلى ( 2 ) مليون خلال سبع سنوات فقط ...
وأمام ذلك كان لابد من إيقاف الحرب ، وخاصة بعد أن هادن سلطان المغرب ( عبد الرحمن بن هشام ) الفرنسيين ، بعد أن هددوه باستعمال القوة ، وتعهد أن يتخلى عن مناصرة الأمير عبد القادر ويخرجه من بلاده ، واضطر الأمير عبد القادر للاستسلام في (1847 ) ونفي إلى (تطوان ) ومنها إلى ( أنبواز ) ثم استقر في دمشق (1271ه) وتوفي فيها عام (1883م ) .
العلماء المجاهدون في الجزائر بعد الأمير عبد القادر :
1- واحة الزعاطشة جنوب بسكرة سكانها ثلاثة آلاف مواطن مسلم ، زعيمها ( بوزيان ) ، استطاعت هذه الواحة رد الطوابير الفرنسية ، مما جعل فرنسا ترسل سبعة آلاف جندي تحت قيادة الجنرال ( دي هربيون ) ، وبعد حصار أربعة أشهر ، أمر القائد الفرنسي بحرق المنازل بعد إقفالها على السكان ، وقتل فيها (1500) مسلم في تشرين الثاني (1849 م) .
2- في واحتي ( ورقلة ) و ( الأغواط ) ظهر زعيم ديني آخر يدعى ( محمد بن عبدالله ) أتى من طرابلس ، وقاد المسلمين ضد فرنسا ، لكن الجيش الفرنسي أدرك أهمية هذه الواحات للنفط ، فقضى على ثورته .
3- في عام (1864م) قامت ثورة ( ولد سيدي الشيخ ) ثم ثورة ( محمد المقراني ) ثم ثورة ( الشيخ محمد الحداد ) في جبال جرجرة عند السلمين البربر ضد الفرنسيين الصليبيين ، وشملت هذه الثورات بلاد زوادة وقسنطينة والجزائر ( العاصمة ) عام (1871م ) وكان أتباع الثورة هم اتباع الطريقة الرحمانية ، المنتشرة في بلاد القبائل ( البربر واسمهم الصحيح الأمازيغ ) ، وكان انتشار الطريقة أصلاً رد فعل على المنصرين الذين ركزوا جهودهم في بلاد القبائل ( الأمازيغ ) .. وقد نجح الشيخ الحداد في التأثير على أتباعه الذين عرفوا ب ( الإخوان ) ، حتى صارت رابطة الطريقة الرحمانية مقدمة على رابطة القبيلة ، وهذا يعني أن الاسلام كان من عناصر الثورة الأولى .
4- سيطرت هذه الثورة على ثلثي الجزائر ، وعزلت جميع الحاميات الفرنسية في المنطقة ، ولكن الحاج ( محمد المقراني ) استشهد يرحمه الله عام (1871) ، وبعده انتهت الثورة بسبب تعاون أوربا كلها على الجزائر .
5- أما ( بو مرزاق المقراني ) الذي خلف أخاه في زعامة الثورة فكان أشد مراساً ، ظل يناضل حتى كانون الثاني (1872) ، وبعد إخضاع منطقة القبائل ، انتقل إلى الواحات الجنوبية ( ورقلة وغردايا والأغواط ... ) ولما تبعه الفرنسيون ، خرج إلى الصحراء مع من بقي من أتباعه ، واستمروا فيها إلى أن أهلكهم الجوع والعطش حتى التقطتهم وأسرتهم دورية فرنسية ...
ومن نتيجة هذه الثورة أن صدرت أحكام بإعدام ( 6000) مواطن جزائري من الثائرين ، ثم خفف الحكم عن بعضهم بالنفي إلى جزيرة ( كاليدونيا ) الجديدة ، وهي مستعمرة فرنسية في جنوب المحيط الهادي ، نفي إليها (500) من الثوار الجزائريين ...
6- وفي عام (1871) وصل الأمير محي الدين بن عبد القادر الجزائري ، وصل إلى الجزائر سراً ، بعد أن اشتد الحرب بين فرنسا وألمانيا ، ودخل الجزائر متنكراً ، وبايعه السكان ، ووقعت معارك بينه وبين الجيش الفرنسي ، وحقق نصراً في عدة مواقع ، في الشرق الجزائري ، ولكن بعد نهاية الحرب بين ألمانيا وفرنسا ركزت الأخيرة جهودها وقضت على ثورة الشيخ محي الدين بن عبد القادر الجزائري ، فرجع إلى دمشق .
واستمرت الثورات الجزائرية يقودها العلماء ، حتى ثورة (1954 ) ، وقابلت كثيراً ممن شاركوا ثورة الفاتح من نوفمبر خلال عملي في الجزائر ( 1975 1979) ، وعرفت منهم أموراً كثيرة منها :
1- معظم القادة الميدانيين كانوا من حفظة القرآن الكريم مثل ( سي الحواس ، وبلعيد ، وعميروش ، وغيرهم ...) .
2- كانوا يطبقون أحكام الشريعة الاسلامية في أماكن تواجدهم ، في منطقة جبال باتنة وبسكرة ، وكانوا يجمعون الزكاة ويوزعونها حسب مصارفها ، وكانوا يجلدون من يشرب الخمر .... وكانوا يعرفون أنهم يجاهدون الكفار الصليبيين الذين يحاربون الاسلام والمسلمين ...
3- ومن متابعة مقالات الدكتور ( توفيق الشاوي ) التي نشرها في مجلة المجتمع خلال عقد التسعينات من القرن العشرين ، تبين أن فرنسا بقيت تقاوم الثورة الجزائرية ، حتى آلت قيادة الثورة إلى العلمانيين والماركسيين بدعم من الاتحاد السوفياتي ، والحزب الشيوعي الفرنسي ، وعندما أبعد العلماء والدعاة عن قيادة الثورة الجزائرية ، وكان ذلك في مؤتمر وادي ( الصومام ) ، في أواخر العقد الخامس ، أو قبيل الاستقلال بقليل ... عندئذ انسحبت فرنسا وسلمت الجزائر لتلاميذها الذين ربتهم في مدارسها ، وكما تريد ، واستلموا الحكم ليحققوا ما عجزت الجيوش الفرنسية عن تحقيقه ... نقل لي الأخ مصطفى المقدم ، وكان من رجال ( سي الحواس ) في جبال باتنة انه قال لهم ذات يوم :
اطلبوا من الله أن يرزقكم الشهادة قبل الاستقلال ، قبل أن يأتي أولاد ( الحركيين ) [ وهو مصطلح يطلقه الجزائريون على المتعاونين مع الفرنسيين ] ، يأتي هؤلاء أولاد الحركيين الذين أبعدوهم عن ساحة المعركة ، وأدخلوهم في المدارس الفرنسية ، وأهلوهم لاستلام الحكم بعد الاستقلال ... واستشهد ( سي الحواس ) غدراً عندما اغتيل في طريقه إلى تونس لحضور اجتماع لقادة الثورة فيها ...
وقد شاهدت بعيني ، ماقاله ( سي الحواس ) يرحمه الله ، خلال خدمتي في الجزائر ...ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم ...
الأمير عبد القادر الجزائري يحمي أهل الذمة في الشام :
في هذه الفتنة التي وقعت في بلاد الشام ، ذهب خلق كثير ، واستطاع الأمير عبد القادر أن ينقذ أكثر من خمسة عشر الفاً من النصارى بعث بهم إلى منازله التي غصت بهم .
حتى انه أخذ مفاتيح قلعة دمشق ، ووضع بها كافة نصارى البلد ، يقدم لهم الطعام والشراب على حسابه الخاص لمدة خمسة عشر يوماً ، وكان لذلك دور كبير في وقف الفتنة وإطفاء نارها ، ورجع عند ذلك عشرة آلاف جندي فرنسي إلى فرنسا بعد أن كانوا في مراكبهم يستعدون لنسف بيروت بقنابلهم المدمرة ...
وكان لموقف الأمير عبد القادر الاسلامي الانساني صدى في هذه الفتنة ، صدى في الأوساط العالمية ، فأتته رسائل شكر مصحوبة بالأوسمة ، وشارات الفخر والتقدير ، من جميع ملوك ورؤساء الدول العالمية ، ونوهت به كبريات الصحف العالمية وأشادت بخصاله الكريمة ، ومواقفه الانسانية ...
ولم يتصرف الأمير عبد القادر لأجل حماية النصارى إلا التزاماً بدينه الذي يقضي على المسلمين حماية أهل الذمة ، الذين يقطنون في بلاد المسلمين ... والأمير عبد القادر متفقه في الدين ، ويعلم حدود ما أنزل الله ، ويعرف واجب المسلمين نحو أهل الذمة ... وهو توفير الأمن والحماية لهم ... وصون دمائهم وأموالهم وأعراضهم وكنائسهم ... وكل ماتم الاتفاق عليه في عقد الذمة ...
* كاتب سوري في المنفى

منقول للأهمية وتقديرا منا لشرفاء هذه الأمه الكريمة
مع تحيات ابن العروب








 


رد مع اقتباس
قديم 2009-05-23, 15:04   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
dafyaaz
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية dafyaaz
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا لك اخي على هدا الموضوع الجميل










رد مع اقتباس
قديم 2009-08-01, 15:59   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ابن العروب
عضو مميّز
 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

أشكرك أخي الكريم على مرورك الطيب

مرور مُشرف وتواجد أفتخر به


أخي سامحني لا أدري لما لم أجد ردود على هذا الموضوع أهان علينا قادتنا العظام فنسيناهم

أم أن ملذات الحياة أنست الناس لذة الأنتصارات التي حققها هذا الرجل العظيم


أخوك الفلسطيني أبن مخيم العروب

يهديك أسمى آيات الشكر والعرفان لمرورك الطيب


دمت بألف خير










رد مع اقتباس
قديم 2009-08-26, 05:05   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
abdo101265
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية abdo101265
 

 

 
إحصائية العضو










Post بحث كامل عن الامير عبد القادر

عبد القادر الجزائري )تعريف(
يعتبر الأمير عبد القادر من كبار رجال الدولة الجزائريين في التاريخ المعاصر ، فهو مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة ورائد مقاومتها ضد الاستعمار الفرنسي بين 1832 و 1847. كما يعد أيضا من كبار رجال التصوف والشعر وعلماء الدين . وفوق كل ذلك كان داعية سلام وتآخي بين مختلف الأجناس والديانات وهو ما فتح له باب صداقات وإعجاب كبار السياسيين في العالم.


النشأة و التكوين

هو الشيخ عبد القادر ابن الأمير محيي الدين بن مصطفى الحسني، المشهور باسم الأمير عبد القادر الجزائري، يتصل نسبه بالإمام الحسين بن علي بن ابي طالب.

والجد المباشر للأمير عبد القادر والذي تسمى على اسمه , كان الامير عبد القادر , الذي وصل من المغرب إلى الجزائر واستقر في منطقة " غريس " وأسس في في منطقة " الغيطنه " زاويته الصوفيه , ويدعى في الجزائر وعند أهل الطريقه " سيدي قاده " تحببا , ولا يزال ضريحه مزارا شريفا , على الطريقة القادرية وشيخها الإمام " عبد القادر الجيلاني " , الذي عاش ومات في بغداد .

ولد الأمير عبد القادر يوم الجمعة 23 رجب 1222هـ/مايو 1807م، بقرية القيطنة الواقعة على وادي الحمام غربي مدينة معسكر (الجزائر)، وترعرع في كنف والديه حيث حظي بالعناية والرعاية.

تلقى عبد القادر تربيته بالزاوية التي كان يتكفل بها أبوه محي الدين، أين حفظ القرآن الكريم ثم تابع دراسته بأرزيو و وهران على يد علماء أجلاء حيث أخذ منهم أصول العلوم الدينية، الأدب العربي، الشعر، الفلسفة، التاريخ، الرياضيات، علم الفلك و الطب، فصقلت ملكاته الأدبية والفقهية والشعرية في سن مبكرة من حيـاتـه.
وكان على علم و دراية تامين بعلماء أمثال أفلاطون، أرسطو، الغزالي، ابن رشد كما تبينه كتاباته. وقد تفانى طوال حياته في تجديد علمه و إثراء ثقافته.

لم يكتف الشاب عبد القادر بتلقى العلوم الدينية و الدنيوية بل اهتم أيضا بالفروسية و ركوب الخيل و تعلم فنون القتال، فتفوق في ذلك على غيره من الشباب. و بذلك كان عبد القادر من القلائل جدا الذين جمعوا بين العلوم الدينية و الفروسية، عكس ما كان عليه الوضع آنذاك إذ انقسم المجتمع إلى المرابطين المختصين في الدين و الأجواد المختصين في الفروسية و فنون القتال.

و كان يبدو و هو في الثالثة عشرة من عمره جميل الصورة حلو التقاطيع، ذا شخصية عميقة جذابة، يأسر الناس بلطفه، و يكسب ثقتهم بثقافته. و في تلك السن المبكرة بدأ ينظم الشعر و يعرضه على أبيه، فيشجعه و يسدده و هو موقن بأن مستقبل ابنه قد تحدد، و معالم شخصيته قد اتضحت، فكل شيء من حوله كان يعده ليكون رجل أدب و علم و دين. فبينما كان أترابه يمرحون و يعبثون في الكروم و البساتين المحيطة بقرية القيطنة، كان هو يلازم مجالس أبيه التي تضم نخبة من أهل الأدب و العلم، فيصغي إليهم مأخوذا مبهورا و هم يتبادلون الآراء و يتناشدون الشعر، و يتجادلون في معضلات الفقه أو يتذاكرون وقائع التاريخ.



و لم ترتح السلطة التركية لتلك المجالس، و ما يدور فيها من آراء، ففرضت على محي الدين الحسني سنة 1821 الإقامة الجبرية في وهران، فانتقل عبد القادر مع أبيه إلى تلك المدينة، و أتيح له أن يتعرف بنخبة جديدة من أهل الأدب و العلم،
و أن يطلع على ألوان جديدة من الحياة، و أن يزداد إيمانا بفساد الحكم التركي و الحاجة الماسة إلى التطور و الإصلاح. و في هاته الفترة أي في عام 1823 زوجه والده من لالة خيرة وهي ابنة عم الأمير عبد القـــادر.

و بعد سنتين من الاحتجاز تدخل داي الجزائر فسمح لهما بالذهاب إلى الحج معتقدا بأن ذلك وسيلة لإبعادهما عن البلاد حتى و لو لمدة قصيرة.

سافر عبد القادر مع أبيه عام 1241هـ/ 1825م إلى البقاع المقدسة عبر تونس ،ثم انتقل بحرا إلى الإسكندرية و منــها إلى القاهرة حيث زار المعالم التاريخية وتعرف إلى بعض علمائها وشيوخها وأعجب بالإصلاحات والمنجزات التي تحققت في عهد محمد علي باشا والي مصر. ثم أدى فريضة الحج، ومنها انتقل إلى بلاد الشام لتلقي العلم على يد شيوخ جامع الأمويين.

ومن دمشق سافر إلى بغداد أين تعرف على معالمها التاريخية واحتك بعلمائها ، ووقف على ضريح الولي الصالح عبد القادر الجيلاني مؤسس الطريقة القادرية، التي تضم زاوية القيطنة، مما سمح للأمير و والده بالابتعاد عن سيطرة باي وهران الذي كان متخوفا من النفوذ العقائدي الذي كان يتسم به كل من محي الدين و ابنه عبد القادر.
ليعود مرة ثانية إلى البقاع المقدسة عبر دمشق ليحج. وبعدها رجع مع والده إلى الجزائر عبر القاهرة ثم إلى برقة ومنها إلى درنة وبنغازي فطرابلس ثم القيروان والكاف إلى أن وصلا إلى القيطنة بسهل غريس في الغرب الجزائري عام 1828 م .


دخول الاحتلال الفرنسي و مبايعته

ولم يمض وقت طويل حتى تعرضت الجزائر لحملة عسكرية فرنسية شرسة، وتمكنت فرنسا من احتلال العاصمة فعلاً في 5 يوليو 1830م، واستسلم الحاكم العثماني سريعًا .

و بعد أقل من شهر واحد, أي في 20 يوليو 1830, اجتمع زعماء القبائل في تامنفوست و بينهم بومزراق عن التيتري, و زمّوم عن أفليسان, و محي الدين والد عبد القادر عن منطقة معسكر و أعلنوا بداية المقاومة الوطنية, فقد انتهت مقاومة الجزائر الرسمية لتبدأ فيها المقاومة الشعبية.

و بعد سقوط وهران عام 1831 ،عمت الفوضى و اضطربت الأحوال مما دفع بشيوخ وعلماء ناحية وهران إلى البحث عن شخصية يولونها أمرهم، فوقع الاختيار على الشيخ محي الدين والد عبد القادر، لما كان يتسم به من ورع وشجاعة ،فهو الذي قاد المقاومة الأولى ضد الفرنسيين سنة 1831كما أبدى ابنه عبد القادر شجاعة وحنكة قتالية عند أسوار مدينة وهران منذ أول اشتباك له مع المحتلين، ولكن الرجل اعتذر عن الإمارة وقبل قيادة الجهاد، فأرسلوا إلى صاحب

المغرب الأقصى ليكونوا تحت إمارته، فقبل السلطان "عبد الرحمن بن هشام" سلطان المغرب، وأرسل ابن عمه "علي بن سليمان" ليكون أميرًا على وهران، وقبل أن تستقر الأمور تدخلت فرنسا مهددة السلطان بالحرب، فانسحب السلطان واستدعى ابن عمه ليعود الوضع إلى نقطة الصفر من جديد، ولما كان محيي الدين قد رضي بمسئولية القيادة العسكرية، فقد التفت حوله الجموع من جديد، وخاصة أنه حقق عدة انتصارات على العدو، وقد كان عبد القادر على رأس الجيش في كثير من هذه الانتصارات، فاقترح الوالد أن يتقدم "عبد القادر" لهذا المنصب قائلا: "…ولدي عبد القادر شاب تقي ،فطن صالح لفصل الخصوم و مداومة الركوب مع كونه نشأ في عبادة ربه، ولا تعتقدوا أني فديت به نفسي ،لأنه عضو مني وما أكرهه لنفسي أكرهه له …غير أني ارتكبت أخف الضررين حين تيقنت الحق فيما قلتموه ،مع تيقني أن قيامه به أشد من قيامي و أصلح …فسخوت لكم به".

رحب الجميع بهذا العرض ،وفي 13 رجب 1248هـ/ 27 نوفمبر 1832 اجتمع زعماء القبائل والعلماء في سهل غريس قرب معسكر وعقدوا لعبد القادر البيعة الأولى تحت شجرة الدردارة، ولقبه والده بـ "ناصر الدين" واقترحوا عليه أن يكون "سلطان" ولكنه اختار لقب "الأمير"، ثم تلتـها البيعة العامة في 4 فبراير 1833.

في هذه الظروف تحمل الأمير مسؤولية الجهاد و الدفاع عن الرعيــة و ديار الإسلام وهو في عنفوان شبابه. وما يميز هذه المرحلة ،انتصاراته العسكرية و السياسية- التي جعلت العدو الفرنسي يتـــردد في انتهاج سياسة توسعية أمام استماتة المقاومة في الغرب و الوسط ، والشرق .

أدرك الأمير عبد القادر منذ البداية أن المواجهة لن تتم إلا بإحداث جيش نظامي مواظب تحت نفقة الدولة .لهذا أصدر بلاغا إلى المواطنين باسمه يطلب فيه بضرورة تجنيد الأجناد وتنظيم العساكر في البلاد كافة.

وقد وجه الأمير خطابه الأول إلى كافة العروش قائلاً: "… وقد قبلت بيعتهم (أي أهالي وهران وما حولها) وطاعتهم، كما أني قبلت هذا المنصب مع عدم ميلي إليه، مؤملاً أن يكون واسطة لجمع كلمة المسلمين، ورفع النزاع والخصام بينهم، وتأمين السبل، ومنع الأعمال المنافية للشريعة المطهرة، وحماية البلاد من العدو، وإجراء الحق والعدل نحو القوى والضعيف، واعلموا أن غايتي القصوى اتحاد الملة المحمدية، والقيام بالشعائر الأحمدية، وعلى الله الاتكال في ذلك كله".
فاستجابت له قبائل المنطقة الغربية و الجهة الوسطى، و التف الجميع حوله بالطاعة كون منهم جيشا نظاميا سرعان ما تكيف مع الظروف السائدة و استطاع أن يحرز عدة انتصارات عسكرية.

بداية النهاية

يبدأ الأمير سياسة جديد في حركته، إذ يسارع لتجميع مؤيديه من القبائل، ويصير ديدنه الحركة السريعة بين القبائل ولما أراد الاستعانة بشيوخ الطريقة التيجانيّة في طرد الفرنسيين، رفضوا الانخراط في جيشه، تمشيّاً مع روح صوفيّتهم التي تأبى التدخل في السياسة، فقام بعدّة حملات على مركز التيجانيّة في (عين ماضي) التي قاومت هذه الحملات .
غدر به الفرنسيّون سنة 1251/1835 وخرقوا معاهدة (دي ميشيل) وحاولوا التفريق بينه وبين رجاله، ولكنهم باؤوا بالفشل، واستخدموا أسلوب الحرب التخريبيّة، بتدمير المحاصيل الزراعيّة، وتدمير المدن الرئيسيّة، وأقصوه بعد أربع سنوات من النضال، إلا أنه لم يستسلم، والتجأ مع إخوانه إلى مراكش سنة 1259/1843 ثم عاد إلى الجزائر، وقاد حركة الأنصار.
هزم بالخيانة شأن كل معارك المقاومة في العالم الإسلامي، فهاجمته العساكر المراكشيّة من خلفه، فرأى من الصواب الجنوح للسلم، وشاور أعيان المجاهدين على ذلك، وأسره المحتلون سنة 1263/1847 وأرسلوه إلى فرنسا، حيث أهداه نابليون الثالث سيفاً ورتب له في الشهر مبلغاً باهظاً من المال، وسمح له بالسفر إلى الشرق سنة 1268/1852 فتوجّه إلى الآستانة وحصل له الإكرام والاحتفال من خليفة المسلمين السلطان عبد المجيد، وأنعم عليه بدار في مدينة بروسة، ثم استوطن دمشق، بعد توالي الزلازل على بروسة، سنة 1271/1855 فكان يقضي أيامه في القراءة و الصلاة وحلقات العلم، وجمع مكتبة ضخمة، واشتهر بالكرم ولطف المعشر، وحب العلم وأهله.

الأمير أسيرا

ظل الأمير عبد القادر في سجون فرنسا يعاني من الإهانة والتضييق حتى عام 1852م ثم استدعاه نابليون الثالث بعد توليه الحكم، وأكرم نزله، وأقام له المآدب الفاخرة ليقابل وزراء ووجهاء فرنسا، ويتناول الأمير كافة الشؤون السياسية والعسكرية والعلمية، مما أثار إعجاب الجميع بذكائه وخبرته، ودُعي الأمير لكي يتخذ من فرنسا وطنًا ثانيًا له، ولكنه رفض، ورحل إلى الشرق براتب من الحكومة الفرنسية. توقف في إسطنبول حيث السلطان عبد المجيد، والتقى فيها بسفراء الدول الأجنبية، ثم استقر به المقام في دمشق منذ عام 1856 م وفيها أخذ مكانة بين الوجهاء والعلماء، وقام بالتدريس في المسجد الأموي كما قام بالتدريس قبل ذلك في المدرسة الأشرفية، وفي المدرسة الحقيقية.
وفي عام 1276هـ/1860 م تتحرك شرارة الفتنة بين المسلمين والمسيحيين في منطقة الشام، ويكون للأمير دور فعال في حماية أكثر من 15 ألف من المسيحيين، إذ استضافهم في منازله. لجأ إليه فردينان دو ليسبس لإقناع العثمانيين بمشروع قناة السويس

وفاته
وافاه الأجل بدمشق في منتصف ليلة 19 رجب 1300 هـ / 26 مايو 1883 عن عمر يناهز 76 عاما، وقد دفن بجوار الشيخ ابن عربي بالصالحية بدمشق لوصية تركها. وبعد استقلال الجزائر نقل جثمانه إلى الجزائر عام 1965 ودفن في المقبرة العليا وهي المقبرة التي لا يدفن فيها الا رؤساء البلاد.

***رحمه الله تعالى و اسكنه فسيح جنانه***










رد مع اقتباس
قديم 2009-08-26, 08:45   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
♥ وآثقة الخطــــى ♥
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية ♥ وآثقة الخطــــى ♥
 

 

 
الأوسمة
وسام طبق المشاركة 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2009-08-27, 05:02   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
abdo101265
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية abdo101265
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مشكووووووورة اختي على المرور الجميل
تقبل الله منا و منكم صالح الاعمال
اخوك في الاسلام °°°abdo101265°***










رد مع اقتباس
قديم 2009-08-27, 09:26   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
عازفة الاحزان
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية عازفة الاحزان
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا اخي على الموضوع الرائع بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2009-08-27, 20:46   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
عيسى77
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

والله لو كتبت مجلادات في خق هدا البتل ماستوفيتم حقه لكن هدا المكتوب لا يوحي لشي مع دلك جزيل الشكر للنبدة










رد مع اقتباس
قديم 2009-08-27, 20:55   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
abdo101265
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية abdo101265
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مشكووووووووووووووووررييييييييين على كل حااااااااااااال










رد مع اقتباس
قديم 2009-08-29, 17:06   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
نعاس أحمد
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا جزيلا أخي الكريم










رد مع اقتباس
قديم 2009-11-27, 21:18   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
طارق عبدو
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية طارق عبدو
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك
و جزاك خير الجزاااااء










رد مع اقتباس
قديم 2009-11-27, 21:25   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
طارق عبدو
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية طارق عبدو
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك
و جزاك خير الجزاااااء










رد مع اقتباس
قديم 2009-12-10, 11:54   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
هراس
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

أخي عبدو بارك الله يك و جزاك الله كل خير وبركة على المجهود الطيب في كتابتك عن أهم شخصية عند بدائة الاستعمار
- لكن اخي عبدو أظن العنوان بعيد كل البعد عن الموضوع, الموضوع الذي كتبته إختزلت فيه 17 سنة جهاد باختصار شديد, كأنها رؤس اقلام لا غير.

أخوك هراس










رد مع اقتباس
قديم 2010-01-05, 13:34   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
bramas185
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية bramas185
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزأك الله خيرا










رد مع اقتباس
قديم 2010-01-21, 13:27   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
lazreg halim
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية lazreg halim
 

 

 
إحصائية العضو










B12 الأمير عبد القادر

بسم الله الرحمنالرحيم

السلامعليكم ورحمة الله وبركاته




الأمير عبد القادر1- المولد والنشأة


يعتبرالأمير عبد القادر من كباررجال الدولة الجزائريين في التاريخ المعاصر، فهو مؤسس الدولة الجزائرية الحديثةورائد مقاومتها ضد الاستعمارالفرنسي بين 1832 و 1847. كما يعد أيضا من كبار رجالالتصوف والشعروعلماء الدين . وفوق كل ذلك كان داعية سلام وتآخي بين مختلفالأجناسوالديانات وهو ما فتح له باب صداقات وإعجاب كبار السياسيين في العالم.
هو عبد القادر بن محي الدين بن مصطفى أشتهر باسم الأمير عبد القادرالجزائري .ولد يوم الجمعة 23 رجب 1222هـ/1807م بقرية القيطنة الواقعةعلى وادي الحمام غربيمدينة معسكر، وترعرع في كنف والديه حيث حظيبالعناية والرعاية .
2- المراحل

مرحلةالنشأة والتكوين :1807-1832:،حيث تمثل السنة الأولى ميلادهبينماترمز الثانية الى توليه إمارة الجهاد. قضى هذه المرحلة في طلبالعلم سواء فيمسقط رأسه بالقيطنة أين حفظ القرآن الكريم أو فيآرزيو ووهران حيث تتلمذ على عدد منشيوخ المنطقة وأخذ عنهم مبادئالعلوم الشرعية واللغوية و التاريخ والشعر،فصقلتملكاته الأدبيةوالفقهية والشعرية في سن مبكرة من حيـاتـه.
وفي عام 1823 زوجهوالده من لالة خيرة وهي ابنة عم الأمير عبدالقـــادر، سافر عبد القادر مع أبيه إلىالبقاع المقدسة عبر تونس،ثم انتقل بحرا إلى الاسكندرية و منــها إلى القاهرة حيثزار المعالمالتاريخية وتعرف إلى بعض علمائها وشيوخها وأعجب بالإصلاحاتوالمنجزاتالتي تحققت في عهد محمد علي باشا والي مصر. ثم أدى فريضة الحج،ومنها انتقلإلى بلاد الشام لتلقي العلم على يد شيوخ جامع الأمويين. ومن دمشق سافر إلى بغدادأين تعرف على معالمها التاريخية واحتكبعلمائها ، ووقف على ضريح الولي الصالح عبدالقادر الجيلاني مؤسسالطريقة القادرية، ليعود مرة ثانية إلى البقاع المقدسة عبردمشقليحج. وبعدها رجع مع والده إلى الجزائر عبر القاهرة ثم إلى برقةومنها إلى درنةوبنغازي فطرابلس ثم القيروان والكاف إلى أن وصلاإلى القيطنة بسهل غريس في الغربالجزائري .
المرحلة الثانية :1831 -1847
وهيالمرحلة التي ميزت حياة الأمير عن بقية المراحل الأخرى لماعرفتــه من أحداث جساموإنجازات وظف فيها قدراته العلمية وحنكتهالسياسية والعسكرية فلم تشغله المقاومة- رغم الظرف العصيب -عنوضع ركائز و معالم الدولة الحديثة لما رآه من تكامل بينهما .
فبعد سقوط وهران عام 1831 ،عمت الفوضى و اضطربت الأحوال مما دفعبشيوخ وعلماءناحية وهران إلى البحث عن شخصية يولونها أمرهم، فوقعالاختيار على الشيخ محي الدينوالد عبد القادر ،لما كان يتسم بهمن ورع وشجاعة ،فهو الذي قاد المقاومة الأولى ضدالفرنسيين سنة 1831- كما أبدى ابنه عبد القادر شجاعة وحنكة قتالية عند أسوارمدينةوهران منذ أول اشتباك له مع المحتلين - اعتذر الشيخ محيالدين لكبر سنه و بعد الحاحمن العلماء و شيوخ المنطقة رشح ابنهعبد القادر قائلا: …ولدي عبد القادر شاب تقي،فطن صالح لفصل الخصومو مداومة الركوب مع كونه نشأ في عبادة ربه ،ولا تعتقدوا أنيفديتبه نفسي ،لأنه عضو مني وما أكرهه لنفسي أكرهه له …غير أني ارتكبتأخف الضررينحين تيقنت الحق فيما قلتموه ،مع تيقني أن قيامه بهأشد من قيامي و أصلح …فسخوت لكمبه…".رحب الجميع بهذا العرض،وفي 27 نوفمبر 1832 اجتمع زعماء القبائل والعلماء فيسهل غريسقرب معسكر وعقدوا لعبد القادر البيعة الأولى تحت شجرة الدردارةوأطلق عليهلقب ناصر الدين، ثم تلتـها البيعة العامة في 4 فبراير 1833.
في هذه الظروف تحملالأمير مسؤولية الجهاد و الدفاع عن الرعيــةو ديار الإسلام وهو في عنفوان شبابه. وما يميز هذه المرحلة ،انتصاراتهالعسكرية و السياسية- التي جعلت العدو الفرنسييتـــردد في انتهاجسياسة توسعية أمام استماتة المقاومة في الغرب و الوسط ، والشرق . أدرك الأمير عبد القادر منذ البداية أن المواجهة لن تتم إلابإحداث جيش نظامي مواظبتحت نفقة الدولة .لهذا أصدر بلاغا إلىالمواطنين باسمه يطلب فيه بضرورة تجنيدالأجناد وتنظيم العساكرفي البلاد كافة.فاستجابت له قبائل المنطقة الغربية و الجهةالوسطى،و التف الجميع حوله بالطاعة كون منهم جيشا نظاميا سرعان ما تكيفمع الظروفالسائدة و استطاع أن يحرز عدة انتصارات عسكرية أهمهامعركة المقطع التي أطاحتبالجنرال تريزيل و الحاكم العام ديرليونمن منصبيهما.
أما سياسيا فقد افتك منالعدو الاعتراف به ،والتعامل معه من موقعسيادة يستشف ذلك من معاهدتي ديميشال 26فبراير 1834، والتافنةفي 30 ماي 1837.إلا أن تغيرت موازين القوى، داخليا وإقليمياأثرسلبا على مجريات مقاومة الأمير فلم يعد ينازل الفرنسيين فحسب بلانشغل أيضابأولئك الذين قصرت أنظارهم، فتوالت النكسات خاصة بعدأن انتهج الفرنسيون أسلوب الأرضالمحروقة، كما هي مفهومة من عبارةالحاكم العام "لن تحرثوا الأرض، وإذا حرثتموهافلنتزرعوها ،وإذا زرعتموها فلن تحصدوها..."
كان لهذه السياسة أثرها الواضح في تراجعقوة الأمير، لاسيما بعدأن فقد قواعده الخلفية في المغرب الأقصى، بعد أن ضيق عليهمولايعبد الرحمن سلطان المغرب الخناق متحججا بالتزامه بنصوص معاهدة "لالا مغنية" وأمر جنده بمطاردة الأمير وأتباعه بمافيه القبائل التي فرت إلى المغرب من بطش جيشالإحتلال.
مرحلة المعاناة والعمل الإنساني : 1848 - 1883
تبدأ هذه المرحلة من استسلام الأمير عبد القادر إلى غاية وفاته. ففي 23 ديسمبر 1847 سلّم نفسه بعد قبول القائد الفرنسي لامورسيربشروطه،ونقله إلى مدينةطولون، وكان الأمير يأمل أن يذهب إلى الإسكندريةأو عكا كما هو متفق عليه مع القادةالفرنسين، ولكن أمله خاب ولميف الفرنسيون بوعدهم ككل مرة، عندها تمنى الأمير الموتفي ساحةالوغى على أن يحدث له ذلك وقد عبّر عن أسفه هذا بهذه الكلمات "لوكنا نعلم أنالحال يؤدي إلى ما آل إليه، لم نترك القتال حتى ينقضيالأجل". وبعدها نقل الأميروعائلته إلى الإقامة في "لازاريت" ومنها إلى حصن "لامالغ" بتاريخ 10 جانفي 1848ولما اكتملعدد المعتقلين من أفراد عائلته وأعوانه نقل الأمير إلى مدينة "بو" pau فينهاية شهر أفريل من نفس العام، ليستقر بها إلى حين نقلإلى آمبواز . في 16 أكتوبر 1852 ، وهي السنة التي أطلق فيها نابليونالثالث صراحه.
استقر الأمير في استانبول، وخلال إقامته زار ضريح أبي أيوب الأنصاريو وقف في جامع آيا صوفيا، الا أنه فضلالإقامة في مدينة بورصةلتاريخها العريق ومناظرها الجميلة ومعالمها الأثرية، لكنه لميبقفيها طويلا نتيجة الهزات الأرضية التي كانت تضرب المنطقة من حينلآخر ،فانتقل إلىدمشق عام 1855 بتفويض من السلطان العثماني وفيهاتفرغ للقراءة والتصوف والفقهوالحديث والتفسير. وأهم المواقف الإنسانيةالتي سجلت للأمير، تصديه للفتنة الطائفيةالتي وقعت بين المسلمينوالمسحيين في الشام عام 1860. و تحول الأمير إلى شخصيةعالميةتحظى بالتقدير و الاحترام في كل مكان يذهب إليه حيث دعي لحضوراحتفال تدشينقناة السويس عام 1869. توفي يوم 26 ماي 1883 في دمرضواحي دمشق عن عمر يناهز 76 سنة،دفن بجوار ضريح الشيخ محي الدينبن عربي الأندلسي، نقل جثمانه إلى الجزائر في عام 1966.
من مؤلفاته :
1/
ذكرى العاقل وتنبيهالغافل.
2/
المقراض الحاد (لقطع اللسان منتقص دين الإسلام بالباطلوالإلحاد.
3/
مذكرات الأمير عبد القادر.
4/
المواقف في التصوف والوعظوالإرشاد











رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أمير, الأمير, الجزائري...في, القادر


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 12:29

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc