الأسرة..نواة الإصلاح الأولى - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتدى الأسرة و المجتمع > منتدى المجتمع

منتدى المجتمع مواضيعه اجتماعية تهتم بالحياة اليومية للمجتمع

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الأسرة..نواة الإصلاح الأولى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-12-04, 19:05   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ثائر جزائري
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية ثائر جزائري
 

 

 
إحصائية العضو










B11 الأسرة..نواة الإصلاح الأولى

الأسرة..نواة الإصلاح الأولى

لا تلتفت – عزيزي المربي – يمينا ويساراً تبحث عن أسباب الإصلاح في المجتمع الذي نعيش فيه، أو تجهد نفسك في التفكير باحثاً عن اختلاف جيل الأبناء عن أجيالنا السابقة، وكيف يشعر المربون اليوم بعدم السيطرة الكاملة على أمور أبنائهم..وغيرها كثير من الأسئلة التي باتت تحيّر الآباء والأمهات والمربين..
إنّ بداية الحل السليم لتلك المشكلات، وبداية الطريق الصحيح لإصلاح الفرد والمجتمع هو في يديك أنت إنها (الأسرة)..نواة المجتمع واللبنة التي يتكون منها بناؤه، فإن قويت وصحّت كان المجتمع صحيحا وقويا..

أعزائي..
{ إن الأسرة هي المسئولة عن تكوين نمط شخصية الفرد، وهي الإطار العام الذي يهيّء للفرد استجاباته المختلفة تجاه بيئته التي يعيش فيها، ولذلك: يمكننا القول: بأن تقصير الأسرة (المنزل) في أداء رسالته: يعتبر من أهم العوامل التي تؤدي إلى جنوح الفرد، وبالتالي إلى فساد المجتمع}. (د.أكرم رضا:الموسوعة في قواعد توين البيت المسلم،ص:579 بتصرف)

وبدايةً.. ماذا تعنى كلمة الأسرة!!؟:
قال ابن منظور: "أُسرةُ الرجل: عشيرتُه ورهطُهُ الأدْنَوْنَ لأنه يتقوى بهم، والأُسرةُ عشيرةُ الرجل وأهلُ بيته" - لسان العرب، مادة(أَسَرَ)(1/141)-.
و "الأسرة" من أعظم نعم الله تعالى على العباد:
فقد جاء في كتاب الله-عز وجل- ذِكْرُ الأزواج والبنين والأحفاد، بمعنى الأسرة، وذلك في معرض الامتنان وتعداد النعم، قال تعالى:[ والله جَعَلَ لَكُم من أَنفُسِكُم أَزوَاجاً وَجَعَلَ لَكُم مِن أَزَوَاجِكُم بَنِين َ وَحَفَدَة وَرَزَقَكُم مِن الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَة اللَّهِ هُم يَكْفُرُون].
يقول الشيخ عبد الرحمن بن سعدي -رحمه الله-: " يُخبر تعالى عن منَّتِه العظيمة على عباده،حيث جعل لهم أزواجا، ليسكنوا إليها، وجعل لهم من أزواجهم، أولاداً تَقَرُّ بهم أعينُهم ويخدمُونهُم، ويقضُون حوائِجَهم، وينتفعون بهم من وجوه كثيرة، ورزقهم من الطيبات من المآكل، والمشارب، والنعم الظاهرة، التي لا يقدر العباد أن يحصوها".(العلامة:ابن سعدي: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان،ص397 ).

حاجة الإنسان إلى الأسرة:
يحتاج الإنسان إلى الأسرة في مراحل عمره جميعاً، فالطفل يحتاج إلى النشأة الطبيعية في أسرة، وإلا كان شاذ الأخلاق، منحرف الطباع، وحاجته إلى أمه وأبيه أصيلة في نفسه، كذلك يحتاج المرء إلى الأسرة شاباً ورجلاً وكهلاً، إذ لا يجد الدفء والرعاية في غيرها، ولا يرضى عنها بديلاً . وبفضل الحياة في الأسرة يتكون لدى الفرد الروح العائلية والعواطف الأسرية المختلفة، وتنشأ الاتجاهات الأولى للحياة الاجتماعية المنتظمة، فالأسرة هي التي تجعل الطفل مدنياً، وتزوده بالعواطف والاتجاهات اللازمة للحياة في المجتمع.

وللأسرة في الإسلام مزايا وخصائص:
- مبنية على الاستمرار والدوام:
إذا كان عالم الاجتماع " أوجست كونت" يعرف الأسرة بأنها( الخلية الأولى في جسم المجتمع, وهي النقطة التي يبدأ منها التطور )).
ولقد تقدم الإسلام على علماء الاجتماع منذ أكثر من أربعة عشر قرنا، فبينما يقرر علماء الاجتماع المعاصرون أنّ العلاقة الأسرية الخالصة كعلاقة أولية لا تصلح إلا أن تكون غير محدودة المدة، نجد أنّ الإسلام جعل نية الدوام شرط من شروط صحة عقد الزواج، وسمّاه (ميثاقاً غليظاً) حتى لا يكون عرضة للعبث والتلاعب الذي يؤدي إلى انهيار بنيان الأسرة.(د.أكرم رضا: الموسوعة في قواعد تكوين البيت المسلم،ص:39- نقلاً عن (النظم الاجتماعية في الإسلام:محمد عبد المنعم نور،ص:44)

- وهي ذات دور تجميعي:
فمن خلالها تتكون وتتسع أشكال العلاقات السليمة والبنّاءة، مثل النسب والمصاهرة والتي تكوّن أنواع القرابة المختلفة التي جعلها الله تعالى من نعمه على عباده، قال تعالى:[ وهو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً وكان ربك قديراً].
وأمر بوصلها حفظها ونهى عن قطعها وتضييعها، قال تعالى:[ وآتِ ذا القربى حقه].
ومن خلالها يدعو الإسلام إلى الجمع والتآلف بين الناس من خلال التعارف فيما بينهم كشعوب وقبائل وأسر، قال تعالى:[يأيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا عن أكرمكم عند الله أتقاكم إنّ الله عليم خبير].

الأسرة هي أول مصادر المعرفة التي تؤثر على شخصية الطفل:
من الثابت علمياً أنّ الإنسان يولد صفحة بيضاء، خالية من أي اتجاه أو تشكيل للذات، وإنما يحمل الاستعداد لتلقي العلوم والمعارف وتكوين الشخصية والتشكل وفق خط سلوكي معين؛ لذا نجد القرآن الكريم يخاطب الإنسان وفق هذه الحقيقة، ويذكّره بنعمة العلم والتعليم، قال تعالى:[ والله أخركم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون].
يروى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال:" وإنما قلب الحدث – الصغير - كالأرض الخالية، ما ألقي فيها من شيء قبلته".
ومن هذا الشرح لمدلول الآية: تتحدد نظرية المعرفة في الإسلام وكيفية تكونها لدى الإنسان منذ نشأته الأولى، مؤصلة على قاعدة قرآنية عظيمة، وعلى هذا الفهم، وتلك الأسس العلمية لتلقي المعرفة وتكون الشخصية تنبني النظرية التربوية في الإسلام، ويبدأ تكليف الأبوين في إعداد الطفل وتربيته وتعليمه. (د.محمد السقا عيد: معالم في تربية الأبناء،ص:8)

- أهمية تكامل دور الأب والأم داخل مؤسسة الأسرة:
الأب والأم هما قطبا الأسرة لذلك فإنّ التعاون والتنسيق والتفاهم بينهما أساس هام لنجاح التربية القويمة للأبناء، ولبقاء الأسرة متآلفة، وقوية، لا تؤثر فيها العوارض والطوارئ التي تمر في حياة الأسر جميعاً، فكما أنّ الطفل يحتاج لعطف وحنان الأم ورعايتها وقربها منه، فإنه يتأثر بقدر عظيم بوالده، والطفل ينظر للأب على أنه يعرف كل شيء، وإن كان يطلب ما يريد من أمه ويشبع معظم احتياجاته من خلالها، وعادةً يتلقى الطفل توجيهات الأب باهتمام أكبر من الذي تناله توجيهات الأم لأن الطفل يدرك بفطرته من صوت الأم نفحة الحنو الغامرة، وكيف أنها سرعان ما تعود إلى طبيعتها معه إذا انقبضت عنه لخطأٍ صدر منه..!
فصورة الأم المرتسمة في فؤاد الطفل دائماً هي صورة الحنان والعطف والتسامح، أما صورة الأب عند الطفل وبرغم الحب المتبادل فهي صورة الصلابة والحزم ورفق القسوة، والمؤاخذة والتعزير، فإذا ما استثمر حنان الأم وحزم الأب تكامل العطاء التربوي الموجِّه للطفل داخل الأسرة، وتميز له الصواب والخطأ، ونشأ لديه الضمير، واتضحت في ذهنه المباديء والقيم الصالحة. (أ/محمد حسين:العِشْرة الطيبة مع الأولاد، ص:77)

دور الأسرة في بناء القيم والسلوك :
للوالِدَيْنِ في إطارِ الأسرة دور هام في تكوين وبناء القيم والسلوكِ لدى أبنائهم، فالتوجيهُ القيمي يبدأُ في نطاقِ الأسرةِ أولاً، ثم المسجد والمدرسة والمجتمع . فالأسرةُ هي التي تُكْسِبُ الطفلَ قِيَمَهُ فَيَعْرِفُ الَحقَ والبَاطلَ، والخيرَ والشرَ، وَهو يَتلَّقَى هذه القيمِ دونَ مناقشةٍ في سِنيهِ الأولى، حيث تتحددُ عناصرُ شخصيتِهِ، وتتميزُ ملامحُ هويتِهِ ويتميز سلوكه وترتسم أخلاقه؛ لذلك فإن من أهم مسؤوليات رب الأسرةِ تعليمِ أهلِهِ وأولاده القيم الرفيعة، والأخلاق الحسنة، وليس التركيز فقط على السعيِ من أجل الرزق والطعام والشراب واللباس، قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه -رضوان الله عليهم-:" ارجعوا إلى أهلِيكُم فأقيمُوا فيهم وَعَلِّمُوهم".- رواه البخاري ،حديث 631 -
يقول العلامة:" ابن القيم" -رحمه الله-:" فمن أهملَ تعليمَ ولدِهِ ما ينفعه، وَتَرَكَهَ سُدى، فقد أَساءَ إليه غايةَ الإساءة، وأكثرُ الأولادِ إِنما جاء فسادُهُم من قِبَلِ الآباءِ وإهمالِهِم لهم، وتركِ تعليمِهِم فرائضَ الدينِ وَسُنَنَه، فأضاعوها صغارًا، فلم ينتفعوا بأنفسِهِم ولم ينفعوا آباءَهُم كِبَارا). (أحمد متولي: دليل المعلمين والآباء في تربية الطلاب والأبناء،ص:31)

وهي مصدر الضبط السلوكي والاجتماعي للطفل:
إذا لم يستجب الأولاد بالإرشاد والتوجيه يلجأ الأبوان إلى توبيخهم ثم هجرهم ثم حرمانهم من بعض الأشياء والأمور المحببة إليهم أحيانًا، وأخيرًا إلى ضربهم -إذا لزم الأمر- لإعادتهم إلى الطريق الصحيح، وهذا القدر من الضبط هو ما ينبغي أن تسير عليه الأسرة ولا تتهاون فيه.
وفي أحضان الأسرة أيضاً يتعلم الأبناء مفردات الأداء الاجتماعي السليم، من خلال ما يشاهده الأبناء في محيط الأسرة من أشكال التفاعل الاجتماعي مع أفراد الأسرة، والأقارب والجيران، ومن خلال إمدادهم بالمهارات اللازمة للعمل بفاعلية في خدمة المجتمع الكبير كالتطوع في الأعمال الخيرية، ومساعدة الأسر الفقيرة والمحتاجة.


وأخيراً أعزائي المربين:
إنّ مهمتنا أن نتميز وأن نحمل شعلة الهداية للضالين في شعاب الأرض.. وهذه المهمة الجليلة تبدأ من الأسرة الواعية بمسئوليتها ودورها الكبير، والتي تعرف كيف تمارس الريادة للتائهين لا أن تذوب معهم في ضلالاتهم..وكل ذلك نستطيع أن نؤديه من خلال أسرنا، ما أحسنّا تأسيسها وبنائها على ما أرشدنا إليه الله تعالى، ونبيه الكريم صلى الله عليه وسلم.

منقول بتصرف يسير.









 


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الأسرة..نواة, الأولى, الإصلاح


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 03:07

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc