حقرونا

[سندباد علي بابا]

حقرونا

سأستعير جملة لأحد أبطال الأمة الإسلامية وأقول: المُستمزِغِين* حقرونا


مُستمزغِين على وزن مُستعربين أي الأجناس التي عُرِبت.


فهؤلاء المُستمزغين من بقايا أجناس عاشت ومرت واستوطنت في المنطقة من ذوي البشرة البيضاء والمُسيطرين على الحكم منذ استقلال المغرب وفق مُعاهدات فرضها الاستعمار الفرنسي الغابر والتي تنُص في بعضٍ من فقراتها على أن يحُل هؤلاء القوم محل فرنسا في حُكم المغرب ويبقوا فيه كشرط أساسي لخروجها.


في الوقت الذي تقوم به المجتمعات أياً كان نوعها جمهورية أو ملكية بالعمل على ترقية الديمقراطية فيها وتطوير الاقتصاد في جنباتها.


وفي إثراء ثقافتها، القوم عندنا من المُستمزغين في المغرب يعملون على كيفية اقتلاع شعب من جذوره وتمزيقه وتمريغه وتمزيغه، وتحويله إلى عرقية أخرى وتحويل مُسميات مدنه وتراثه وتاريخه وثقافته وأسماء أبنائه إلى تراث تلك العرقية كما يفعل الصهاينة في فلسطين من تهويد لها.


حقرونا في ظل ضعف أمتنا.. وبتشجيع وضغط من الدول الغربية وعلى رأسها أوروبا و أمريكا وفرنسا لهذه الشرذمة للقيام بذلك، وفي ظل استغلال عُتاة المُستمزغين المُتطرفين وانتهازهم للفرصة في ظل غياب شرعية الحاكم وضعف المؤسسات وسكوت الأغلبية الغالبة من الشعب المُتضررة من هذه السياسات.


يُخوِفُون الشعب بما يحصل في العالم وبالحركات الانفصالية في الريف ويلوحون بفصيل الزفزافي الذي يُنادي بالانفصال.


وهُم في هذه الأثناء التي تعيش فيها الأغلبية الغالبة من الشعب الخوف والتخويف والضغوط الاجتماعية والاقتصادية الطبيعية وأحيانا المُفتعلة يُمررون مشروعهم الخبيث وأجندة من يوظفهم ويشغلهم لحسابه لاجتثاث شعب وقومية هي الأكبر من حيث العدد والأقوى من حيث البعد الروحي لها.


حقرونا


في الوقت الذي تُناضل فيه المُجتمعات للانتقال إلى الديمقراطية وتأسيس مُجتمع حُقوق الإنسان فإن المُستمزغين المتعصبين من ذوي البشرة البيضاء من بقايا الحضارات التي استوطنت المنطقة على سواحل المغرب والذين يُحكِمون قبضتهم على دواليب السلطة مع الانفصالين في الريف ونُخبهم السياسية في الخارج والداخل هم اليوم على قلب رجل واحد يضربون بالديمقراطية عرض الحائط وتتحول نُخبهم الحاكمة والمشتغلة في الحقل السياسي في المعارضة والموالاة في الداخل والخارج على الانكباب لتغيير انتماء وهوية الوطن!!!


فلا هَمَّ لهم إلا تغيير اللغة العربية باللهجة الأمازيغية!!!


وإلغاء الدين الإسلامي!!!


ولا هَمَّ لهم إلا تغيير أسماء المُدن بأسماء قبائلية لم تعرفها من قبل.


ولاهَمَّ لهم إلا كيف يُحولون هذا الشعب العربي في المغرب ليكون شعباً قبائلياً أو مُستمزغاً كما هو الحال بالنسبة إليهم، لأنه كما قُلنا هم في مهمة رسمية رسمها لهم الاتحاد الأوروبي وأوربا والغرب، لأن المطلوب وبعد ضعف أوروبا ديمغرافياً [هوالخوف من موجات الهجرة غير الشرعية القادمة من سواحل جنوب القارة العجوز بخاصة من العرب والمُسلمين الذين يخالفونهم ثقافياً ودينياً علاوة على ذلك أن ذلك الأمر يُخل بالتركيبة السكانية والتوازن الديمغرافي لغير البيض والمُلحدين هناك من السكان الأصليين] أن تُبعد أي تجمعات للدول العربية الإسلامية من حولها [من حول القارة الأوروبية]. إنه يُراد للضفة الجنوبية من البحر الأبيض المتوسط أن تكون تابعةً لأوروبا وأن تكون مُستمزغةً لا عربيةً ولا إسلاميةً لما يُشكله ذلك الأمر من أخطارٍ في حالة بقاء الأوضاع على ما هي عليه الآن.


المُستمزغون الذين يُحكِمون سيطرتهم على السلطة في المغرب ومن خلال استقوائهم بأوروبا وفرنسا مَرروا وثيقة اعتمدوا فيها لهجة القبائلية [الأمازيغية لهجات عديدة وكثيرة تصل حد التناقض فيما بينها] لُغة رسمية ولم يصوت على الوثيقة أكثرمن 10 بالمئة من الكتلة الناخبة التي صوتت عليها.


حتى أنهم لم ينتظروا تصنيع هذه اللغة والتي لا قواعد لها ولا كُتب تحمل مُفرداتها ولا قوامس أو كتب تاريخ كتبت بها ولا كُتب شعر لها ولا حتى أرقام لها.


وخط التيفناغ أصله يمني من بلاد اليمن السعيد.


بعد ذلك جاء حاكم المغرب الذي اُنتخب بأقلية قليلة من الكتلة الناخبة التي عبرت عن أصواتها ولم تتجاوز النسبة 12 بالمئة من الأصوات المُعبر عنها، وهو شخص منقُوص الشرعية ومن أنتخبه جُزءٌ من الأغلبية الغالبة ليجعل مادة هذه اللهجة ثابتة.


ثم بعد تبني رأس سنة فلاحي وثني تتضارب فيه ملكيتُه بين الأقلية المُسيطرة على الحكم بدعم غربي أوروبي والأغلبية الفاقدة للسلطة.



ويأتي هذا الملك الذي لا يُعبر عن إرادة أغلبية الشعب ليُقرر تغيير أسماء بعض المُدن في المملكة المغربية من العربية إلى الأمازيغية، هذه الأسماء التي ظلت طوال 13 قرناً ثابتةً تقاوم سياسة التزييف والتحريف، والتي عجزت فرنسا عن تغييرها أو المس بها أثناء فترة استعمارها وانتدابها للمغرب.


حقرونا


الديمقراطية وحدها ولا شيء غيرها هي من تحفظ مصالح تلك القومية سواء كانوا أغلبية غالبة أو أقلية في المستقبل المنظور، من الآن فصاعداً ومهما كان شكل النظام الدولي مُتعدد أو بقي أحادياً أو تحول إلى ثنائي صيني – أمريكي، النضال من أجل الديمقراطية وتأسيس نظام سياسي مدني .. هو الكفيل بوضع حدٍ لنظام طائفي أبان عن عُنصريته وحقده اتجاه تلك القومية وعن أحقاد تاريخية وعن تبعيته لأقلية يُدعمها الغرب وأوروبا والمُتمثل في الأسرة الملكية الحاكمة في البلاد.


والحديث قياس.


بقلم: عابر سبيل


* مُسْتمْزِغْ [أمازيغ] على وزن مستعرب وهو الذي ينتقل من قوقازيته أو رومانيته إلى الأمازيغ [ينتحل ثقافة الزنوج من الأمازيغ]


أو نقول: مُستبَرْبَرْ = بربر.

[سندباد علي بابا]

اللعب على العواطف والتظاهر بنُصرة فلسطين والمسجد الأقصى لن تطول فصولها..

وباتت مكشوفة ففي الوقت الذي تناصرون فيه فلسطين والأقصى تقومون بتطهير ثقافي وتاريخي لجزء من الشعب في هذه المملكة!!!!

سيعرف قومي إن عاجلاً أوآجلاً تلك المسرحية لكسب ثقة الناس والشعب المغربي ولكسب شرعية خارجية إقليمية على مستوى منطقتنا العربية حتى تستطيعوا التفرد بمن هو في الداخل للقضاء عليه سياسيا وثقافيا.

لا تنسوا أن مليون مغربي من المستعمرين في دولة بني صهيون في فلسطين هُم مستمزغين مغاربة رحلوا من المملكة المغربية وإستوطنوا في فلسطين المحتلة.