ما حكم من يصف الفتح الإسلامي بالغزو [بالاحتلال]؟ ما دور الكيان الصهيوني والغرب فيه؟ وماهي أهدافه منه؟ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأخبار و الشؤون السياسية > قسم الأخبار الوطنية و الأنباء الدولية

قسم الأخبار الوطنية و الأنباء الدولية كل ما يتعلق بالأخبار الوطنية و العربية و العالمية...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

ما حكم من يصف الفتح الإسلامي بالغزو [بالاحتلال]؟ ما دور الكيان الصهيوني والغرب فيه؟ وماهي أهدافه منه؟

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2023-02-27, 10:39   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
سندباد علي بابا
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية سندباد علي بابا
 

 

 
إحصائية العضو










B2 ما حكم من يصف الفتح الإسلامي بالغزو [بالاحتلال]؟ ما دور الكيان الصهيوني والغرب فيه؟ وماهي أهدافه منه؟

ما حكم من يصف الفتح الإسلامي بالغزو [الاحتلال]؟ ما دور الكيان الصهيوني والغرب فيه؟ وماهي أهدافه منه؟

عندما يقول شخص ينتمي لهذه المنطقة ولهذه الأمة أن الفتح الإسلامي ويصفه بالغزو وكأنه يغمز إلى أنه احتلال؟



نطرح سؤال مهم وهو: هل هذا الشخص مُسلم؟


فإذا كان ليس مسلما فلا داعي للرد عليه وقد ظهر من تهجمه انتماءه وولاءه للجهة التي يحارب من أجلها.


ولكن إذا كان مسلما..


فإننا نقول له أن الدعوة لدين الله تعالى ونشر دينه في الأرض هي ركن أساسي في الإسلام.


لذلك يجب أن نضع الفتح الإسلامي الذي حدث قبل 13 قرنا مضت ضمن السياق التاريخي ذاك.


فروما أو الإمبراطورية الرومانية غزت بلدان وأوطان واحتلت أراضي وقتلت شعوبها وشردتهم واستعبدتهم من أجل مصالح مادية والسيطرة على طرق تجارية ومن أجل التوسع الإمبراطوري.


بينما الإسلام فإنه أطلق حملة الفتوحات الإسلامية للقضاء على الوثنية وعبادة الأوثان والدعوة إلى الله تعالى وإلى دينه الإسلام.


فإذن هناك فرق بين الأمرين.


الإسبان والإنجليز والفرنسيين عندما احتلوا أمريكا وأبادوا سكانها الأصليين من الهنود الحمر طوال قرون طويلة والذين وصل عددهم إلى 90 مليون نسمة .. سمي ذلك الاحتلال الاستعماري الذي قام على النهب والاستحواذ على أراض وأملاك الغير بالكشوفات الجغرافية العلمية، ووصفت عملية إبادة الشعوب الأصلية لتلك القارة بأنه نقل الحضارة الأوروبية إلى أمريكا!!


مع أن الهدف المباشر لتلك الحملات هي البحث عن الموارد والثروات وفتح طرق جديدة للتجارة وتصريف فائض السكان في أوروبا نحو مناطق جديدة والتخلص من الحثالة من السكان من المجرمين والمرضى.


عندما انطلقت هجرة الفنيقيين نحو شمال إفريقيا وصولا إلى مياه المحيط الأطلسي ودورانهم حول قارة إفريقيا ووصولهم إلى الرجاء الصالح كان بسبب الهجرات المعهودة التي تقوم بها كل شعوب العالم في القارات الخمس بحثا عن الماء والكلاء ومناطق زراعية جديدة وفتح طرق تجارية جديدة، حدث هذا النوع من الهجرات منذ أن خلق الله تعالى الأرض ومن عليها.. حدث هدا الأمر في أوروبا نحو آسيا ومن آسيا نحو أوروبا وفي داخل أوروبا نفسها.


لذلك عندما يتناول شخص مثل هكذا مواضيع ويتعرض لهجوم مفتعل ومشكك من طرف أشخاص معروفين بعدائهم للإسلام ويحاولون الطعن في أمور عقدية وتاريخية إسلامية مؤكدة وثابتة فيجب القيام بمايلي:


أولا، يجب قراءة ذلك وفق السياق التاريخي والظروف القديمة التي كانت لا تنكر مثل هكذا هجرات وكانت أمور طبيعية في ذلك الوقت لأن الدولة الإسلامية الشاسعة الموحدة يحق للمسلمين التنقل من مكان إلى آخر فرادى وجماعات.


ثانيا، يجب التفريق بين الفتوحات الدينية وهي تدخل ضمن العقيدة أي الدعوة إلى دين الله ونشر الإسلام ومحاربة الوثنية وإعلاء كلمة الله، وامتثالا لأمر الله تعالى بالجهاد بأنواعه وبغيره من آليات وأساليب وضحها الدين وما يُسمى بالكشوفات العلمية والجغرافية [ظاهرة الإستعمار] هذه الأخيرة التي هدفها البحث عن موارد طبيعية جديدة وقتل وتنكيل بالشعوب الأصلية ضمن التطهير العرقي وإبادتهم بهدف الاسيتلاء على الأرض والبقاء فيها وطمس أي دليل يشير لملاكها الحقيقيين.


ثالثا، يجب التفريق بين شخصين، بين من يطعن في العقيدة وبين من يدافع عنها، فمن يقول بأن الفتوحات الإسلامية غزو بمعنى احتلال فإنه مُرتد ولا شك أو أنه يَدعي الإسلام، فإن كان مسلما فإنه يعتبر أن الفتوحات الإسلامية من نقل كتاب الله ونشر الإسلام واستوطان المسلمين في البلاد الإسلامية مهما كان نوع الدعوة للإسلام وسبل نشرها في ذلك الوقت من تاريخ الحضارة الإسلامية هي من صميم الإسلام وهي دعوة الله تعالى لعباده لنشر دينه والقضاء على الوثنية وهو يصفها كما هي فتوحات إسلامية.


أما الذي يقول أن الفتوحات الإسلامية أنها غزو ويلمح لإمكانية أنها إحتلال فهو غير مسلم وإن تظاهر بأنه كذلك... هل يعقل أن نصف نشر الإسلام في الأرض بأي وسيلة كانت حتى لو بالاستيطان في الأرض والبلاد الإسلامية الواحدة وفي الأمة الإسلامية الواحدة بالاحتلال؟ .. هل الله تعالى "مُحتل"؟ وهل الدعوة لله تعالى التي جاءت في نصوص القرآن "إحتلال"؟ والعباد والأرض والدين كلها مُلكٌ لله تعالى.


رابعا، الفتوحات الإسلامية قام بها المسلمون وليس العرب فقط لوحدهم لأنها كما قلنا رُكن من أركان الإسلام [الجهاد] والدعوة لدين الله تعالى والجهاد في سبيله، وبالتالي لا يُمكن أن نقول إن "طارق بن زياد" البربري مثلاً أنه احتل اسبانيا والبرتغال أو ننسب هذه الصفة [احتلال] إلى قبيلته أو منطقته أو عرقيته وأنها مارست احتلالا في أوروبا [اسبانيا/ البرتغال] في السياق التاريخي والفترة الزمنية تلك وليس من منظور حديث وميثاق الأمم المتحدة الحالي الذي وضعته الدول الغربية الإستعمارية التي مارست طوال تاريخها منذ العصر الروماني واليوناني الغزو والإحتلال وإبادة الشعوب والاستيلاء على الأراضي كما هو الحال في أمريكا الشمالية والوسطى والجنوبية وفي جنوب إفريقيا وزيمبابوي واستراليا ونيوزيلندا والكثير من الجزر المتناثرة في البحار والمحيطات.


وبخاصة الاستعمار البريطاني والاستعمار الفرنسي.


فقد تم على إثر هذا الإستعمار الإستيطاني إبادة شعوب بأكملها.


فالهنود الحمر لا يحكمون أمريكا اليوم كما أن السكان الأصليين في أستراليا لا يحكمون في أستراليا وفي نيوزيلندا والسود في جنوب إفريقيا لم يحصلوا على الحكم نسبيا إلا بعد نهاية فترة التمييز العنصري – الأبارتايد - ومن العبودية التي عاشوها لقرون وهم اليوم يُسيطرون نسبياً على الجانب السياسي أما الجانب الاقتصادي فهو بيد البيض من الأنجلوساكسون ويمكن اسقاط هذا الواقع على السود في زيمبابوي وسيطرة البيض من الأنجلوساكسون على اقتصاد ومقدرات البلاد هناك وعلى نيوزيلندا..إلخ.



هناك عدة أسباب علاوة عن الأسباب التي ذكرناها دفعت الصهاينة إلى تفجير العرقيات والإثنيات والمذهبيات ولكن أخطرها على الإطلاق هي اعطاء مشروعية لوجود الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة.


فالكيان الصهيوني والغرب عموماً يريدون أن يقولوا لنا وللعالم أن تواجدهم في فلسطين أمر عادي مرت به أمم من قبل، فهو مثل هجرة الفنيقيين إلى شمال إفريقيا وهو مثل هجرة الرومان واستعمارهم لشمال إفريقيا وهو مثل الفتوحات الإسلامية وهجرة العرب نحو شمال إفريقيا وآسيا الوسطى وفي القوقاز وفي أوروبا والذي ما زالت معالمه موجودة في منطقة البلقان في بلغاريا والمجر والبوسنة والهرسك وكوسوفو ..إلخ.


ولكن هذا طرح خاطئ وهم مُتعمدين فعل ذلك [أي الصهاينة والغرب] لتغليط الناس وتزييف التاريخ والحقيقة.


فالسياق التاريخي يختلف وطبيعة الهجرة وأسبابها ودوافعها وأساليبها ونتائجها مختلفة تماماً بين الأمس واليوم، فالتي حدثت قبل الميلاد أو قبل أكثر من 13 قرناً تختلف عن استيطان واحتلال حدث في 1948 وحتى طبيعته والأساليب المستخدمة فيه وفي الأسباب الحقيقية من ورائه وفي نتائجه.


وكذلك ما تعلق بالاحتلال الأوروبي لأمريكا بعد اكتشافها قبل قرون قليلة من الآن حول طبيعته والأساليب المُستخدمة فيه وحول الأسباب الحقيقية من ورائه والدوافع والنتائج التي خلفها.


في الزمن الفينيقي والروماني والإسلامي كانت الهجرات للبحث عن مصادر الحياة طبيعية وقانونية وحدثت في آسيا وأوروبا وحدثت أيضا في داخل أوروبا نفسها وإن كانت هجرة الإسبان والانجليز والفرنسيين لأمريكا بعد اكتشافها تدخُل في إطار استعماري للبحث عن الموارد وتصريف اليد العاملة والتقليل من الضغط على المجتمعات الأوروبية في حينها فهو اتخذ أشكالاً خطيرة منها الاستيلاء على أراضي السكان الأصليين وهم الهنود الحمر وإبادتهم والإستيلاء على كنوزهم وأموالهم وثقافتهم وكل شيء كانوا يملكونه كما أنهم أخضعوهم لعبوديتهم وفرض الديانة المسيحية عليهم والأخطر قتلهم في عملية تطهير عرقي واسعة النطاق يندى لها جبين البشرية.


وقبلهم الرومان الذي كان عبارة عن استعمار بهدف ايجاد مناطق نفوذ وطرق تجارة جديدة والبحث عن الموارد وقد قتلت الإمبراطورية الرومانية مئات الآلاف من السكان الأصليين للمناطق واحتلت أراضيهم الخصبة واستعبدت السكان وقامت بعملية تطهير عرقي واخضاع لهؤلاء.


هذا الأمر لم يفعله الفينيقيون ولم يفعله المسلمون الفاتحون فهم عندما دخلوا كان استجابة لدعوة الدين في نشر الإسلام وهي أحد أركان الدين الجهاد ومن ينكر من المسلمين ذلك فهو مشكُوك في دينه وعقيدته ويطعن علناً في دين الله تعالى.


دخلوا بموافقة الفينيقين وغير الفنيقيين الذي استوطنوا شمال إفريقيا وتآخوا معهم ووحدهم الدين الإسلامي بحيث لا ترى الفرق بين من قدم إلى هذه الأرض ومن كان فيها من قبل.


المسلمون الفاتحون لم يستولوا على أرض غيرهم بالقوة ولم يطردوا هؤلاء ممن كان يسكن المكان ولم يبيدوهم ولم يفرضوا عليهم الدين الإسلامي من الديانات الأخرى إلا ما تعلق بالوثنية والوثنيين، ولم يسلبوا مال أو منزل أو أملاك أحد من هؤلاء، وهجرتهم إلى شمال إفريقيا فرضتها الدعوة لدين الله فالأرض لله تعالى يورثها لعباده الصالحين، وهي تدخل ضمن السياق التاريخي ذاك ضمن الهجرات الطبيعية التي كان يقوم بها البشر في ذلك الوقت وحدثت في كل القارات في ذلك الوقت ومكنت من إختلاط الأجناس وعيشهم مع بعضهم البعض.



والهدف كان نبيلاً وهو إعلاء كلمة الله ونشر دينه والذي وصل بشراً ودعوةً وكتاباً حتى سور الصين العظيم.


بعكس الاحتلال الأوروبي لقارة أمريكا بعد اكتشافها والذي اتخذ أبعادا خطيرة من تطهير عرقي وثقافي وسطو وسرقة السكان الأصليين من طرف الفرنسيين في منطقة الكيباك في كندا وفي أمريكا الشمالية بعامة وابادة الملايين من السكان الأصليين من الهنود الحمر وفي جنوب إفريقيا وفي قارة أستراليا حيث تم ابادة السكان الأصليين إلا ما ندر، وفي نيوزيلندا وهم اليوم بلا سلطة ومعزولين في مناطق بعيدة عن سيطرة الرجل الأبيض، وفي هذه الدول لا يجرؤون اليوم على مراجعة الأمر ورد الحق لأصحابه والاعتذار للسكان الأصليين وتعويضهم بل على العكس من ذلك يتم الاستيلاء على الأراضي المتبقية للبحث عن موارد جديدة [الهنود الحمر في الولايات المتحدة نموذجاً] وقتل وإبادة هؤلاء قدر المستطاع وبكل الوسائل وتغييب ثقافتهم.. وعندما تحدثهم عن ذلك يقولون أن ذلك كان عبارة عن اكتشافات جغرافية علمية وأنهم نقلوا الحضارة الأوروبية لهذه الشعوب والقارات والبلدان.


خلاصة:


1/ المسلم يعتبر الفتوحات الإسلامية تدخل في باب الإمتثال لأوامر الله تعالى بالدعوة لدين الله الإسلام وهي ركن أساسي في الإسلام تم بواسطة الجهاد بأنواعه والذي من مظاهره انتقال المسلمين من عرب وغير عرب للعيش في المناطق الجديدة التي دخلت الإسلام وانضمت للدولة الإسلامية وأرض الخلافة، وغير المسلم الحاقد على دين الله تعالى يقول أن الفتوحات الإسلامية غزو واحتلال وهو بذلك يتهم دين الله بل والله بما يقولون والأرض جميعها كما الكون هي لله تعالى يورثها لمن يشاء من عباده الصالحين، وعليه لا يجوز للمسلم أن يقول ذلك ومن يقول ذلك فهو يطعن في ركن أساسي في الدين [كُفر] وهو الدعوة لدين الله ونشر دينه الإسلام في أي بقعة من العالم بقدر استطاعته.


2/ أن الكيان الصهيوني ومعه الغرب الذي خلقه وزرعه في منطقتنا الإسلامية من أجل أهداف استعمارية استراتيجية وهي منع أي شكل من الوحدة بين العرب والمسلمين يريدون تغليط العالم والناس بالقول أن الإحتلال الصهيوني الذي وقع سنة 1948 في فلسطين [بعد ظهور هيئة الأمم المتحدة وتأسيس ميثاق الأمم المتحدة] ودخول شعب غريب قادم من جميع دول العالم وطرده لشعب مسلم في داخل فلسطين [السكان الأصليين/ الكنعانيون] وسلب منازلهم وأرضهم وتاريخهم وثقافتهم وإبادتهم وقتلهم وسجنهم وطرد أعداد كبيرة بالملايين منه إلى بلدان مجاورة وفي العالم شبيه بالفتوحات الإسلامية، لذلك فعلى العرب في مناطق إفريقية في شمال إفريقيا وفي آسيا الوسطى وفي القوقاز وفي أوروبا والبلقان أن يتقبلوا الأمر[احتلال الصهاينة لفلسطين] وأن ينظروا للموضوع من هذه الزاوية، علما أن الأمران يختلفان من حيث توقيت والإطار الزمني والسياق التاريخي لما قام به الكيان الصهيوني من احتلال وكذلك ما قام به الأوروبيون من احتلال لأمريكا وأستراليا ونيوزيلندا وجنوب إفريقيا وزيمبابوي، من حيث الأسباب والأهداف والأساليب والنتائج والأهم من ذلك كما قلنا السياق التاريخي الذي حدث في تلك الأحداث التاريخية.

بقلم: عابر سبيل








 


رد مع اقتباس
قديم 2023-02-27, 12:03   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
سندباد علي بابا
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية سندباد علي بابا
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

سأضرب مثالاً بسيطاً كيف أن الدعوة لله تعالى في أرضه تكون بكل الوسائل ومنها الهجرات والإستوطان التي تحمل في طياتها وثنياها العلماء والفقهاء ومن له دراية بتعايم الدين واليد العاملة والحرفية والجنود والأهالي لتكوين مجتمع كبير والقدرة على الجهاد في سبيل الله وليعلموا الناس الجدد الذين دخلوا الإسلام فهم دينهم بصورة صحيحة وسليمة وكيف يمكن لهؤلاء المسلمين فُرادى وجماعات في أرض إسلامية العيش في تلك البلاد بموافقة ورضا المسلمين وأضع خطاً تحت المسلمين وليس من يرفض نشر الإسلام من أهل تلك البلاد، العيش والبقاء والإستقرار في تلك الأرض التي هي في النهاية أرض الله تعالى وأَذِن للمسلمين من هذه البلاد للتنقل إليها والعيش فيها ونشر دينه فيها وتقاسم الخير مع المسلمين الموجودين بها.


هُناك مكة التي أُضطهد الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون فيها من طرف الكفار.


وهناك المدينة المنورة التي قررت نُصرة الدين الإسلامي و الرسول صلى الله عليه وسلم.


هُناك اختلاف بين المدينة ومكة من حيث أصول القبائل الموجودة فيهما ومن حيث العادات والتقاليد والدين وحتى بُعد المسافة بين المنطقتين، فهذا موطن وذاك موطن آخر بالنظر إلى الموضوع في الإطار والسياق التاريخي والفترة الزمنية تلك وطبيعة الوضع آنذاك.


كان يعيش في المدينة العرب وغير العرب وكان فيها يهود بكثرة أي قبائل متعددة على دين اليهودية وآخرين على دين المسيحية وكان بالمدينة وثنيون وقوميات أخرى روم وفرس وغيرها.


المسلمون من مكة هاجروا بأعداد كبيرة إلى المدينة للحفاظ على دينهم وعندما وصلوا قبل بهم أهل المدينة واحتضنوهم وآمنوا بدينهم وناصروا الرسول صلى الله عليه وسلم وتقاسموا أهل المدينة مع أهل مكة الأرض والزرع والتجارة وكل شيء، لأن الآخذ هنا مسلم والمُعطي هنا مسلم برضا واحسان وموافقة.

بعد فتح مكة عاد بعضهم إليها وبقي بعض آخر في المدينة وقد أسس له حياة جديدة هُناك وأصبح صاحب أهل وأسرة وتجارة فيها.. وهناك من التحق بها بعد ذلك عندما عم الإسلام البلاد.



حتى النبي صلى الله عليه وسلم اختار أن يدفن في المدينة ومكة أحب مكان إلى قلبه.


فلم نجد يهودي من المدينة أو مسيحي أوثني أو عربي أو غير عربي من أهل المدينة يقول أن تلك الهجرة كانت "غزو واحتلال" وأن الرسول صلى الله عليه وسلم "غازٍ ومُحتل".. لا بالأمس ولا اليوم وأنه يجب نقل قبر النبي من المدينة إلى مكة لأنه ليس من أهل المدينة وأن على أهل مكة الذين استوطنوا المدينة الخروج منها والعودة إلى وطنهم مكة.


وكذلك يُمكن اسقاط قصة المهاجرين من المسلمين في الدعوة إلى الإسلام في بقاع الأرض والذين استقر بهم المُقام لسبب أو لآخر أفراداً أو جماعات ومجموعات كبيرة في هذا المكان أو ذاك في البلاد الإسلامية فهم بلا شك مثل المهاجرين الأوائل زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، الاختلاف فقط أن الفريق الأول كان هارباً بدينه خوفاً من ضياعه بسبب حرب الكفار واليهود له وقد وفرت له تلك الهجرة إلى المدينة والحبشة فضاءات جديدة لنشر الإسلام وكسب مُناصرين جدد له بينما الفريق الثاني فقد نقل الإسلام في إطار الدعوة للدين ولإعلاء كلمة الله في الأرض في شكل مجموعات وهجرات متتالية وكتاباً عظيماً القرآن ودعوة كريمة إلى أماكن في أقصى الشرق وأقصى الغرب وحكمت على الكثير من هؤلاء المجاهدين والدعاة أن يموت البعض منهم هناك و أن يؤسس البعض الآخر منهم حياة جديدة في المناطق الجديدة تلك التي دخلت الإسلام.


فالهجرة حدث فيها انتقال مجموعات من المسلمين واستوطان للمسلمين من أهل مكة في المدينة والحبشة وبعد ذلك في الكثير من المناطق والأوطان منها في آسيا الوسطى وفي أوروبا تركيا ومنطقة البلقان وفي إفريقيا.

بقلم: عابر سبيل









رد مع اقتباس
قديم 2023-02-27, 12:55   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
سندباد علي بابا
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية سندباد علي بابا
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

تعالوا نُحدد لمن هي هذه الأرض؟ هل هي للفينيقيين أو للرومان أو للزنوج من داخل أعماق الصحراء؟

بعد ذلك نتبين مع من نتحدث، هل صاحب الأرض هذا مُسلم أو غير مسلم؟

إذا تبين لنا أنه غير مُسلم فلا حديث معه ويجب معرفة ماذا نفعل معه ومعرفة مُخططه ومن يقف خلفه ولماذا؟ وإمكانية سعيه لإرجاع المنطقة إلى ما كانت عليه قبل الفتح دينياً وثقافياً وسياسياً ورد المنطقة إلى عهد أسياده الرومان [أوروبا اليوم بعامة وفرنسا بخاصة].

أما إذا كان مُسلم فيسهل الحديث معه ولا مشاكل البتة لأنه سيعترف بحقيقة وجود الفنيقيين قبله وبقبوله الإسلام ديناً وشريعةً ومنهجاً وأنه دين جاء للهداية وليس لشيء آخر كالاستعمار والاحتلال كما يُروج له الغرب ووكلائه من أصول رومانية عندنا.

وفي النهاية لن نجد صاحب الأرض في شمال إفريقيا إلا فنيقياً [إن تحرى هذا المسلم الصدق لا العصبية العمياء] في جهة الشمال على طول سواحل البحر الأبيض المتوسط في ضفته الجنوبية وزنجي أسود في الصحراء وفي الساحل وفي أعماق افريقيا الداخلية.

بهذا المنهج يُمكن أن نتعرف على من نتعامل معه وكيف نتعامل معه .



الإسلام قوي والمُسلمون أقوياء ما دام الله معهم وما داموا مُمسكين بالعروة الوثقى.









رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 09:11

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc