موضوع للإستفادة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > ممّا راقـــنـي > قسم القصة، والرّواية، والمقامات الأدبية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

موضوع للإستفادة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-06-04, 15:33   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
sousi.dz
عضو مبـدع
 
إحصائية العضو










افتراضي موضوع للإستفادة

الخير و الشر
الخير والشّر !
يُحكى أنّه بينما كانت سفينة في عرض البحر
إذ هبّت عليها عاصفة هوجاء فأغرقتها
ولم ينجُ من ركّابها إلا رجل
أخذتْ تتقاذفه الأمواج حتى ألقته على شاطىء جزيرة مهجورة
مرّتْ عدّة أيامٍ والرّجلُ يقتات مما يجني من ثمار
ويصطاد من أرانب وأسماك
ويشرب من جدولٍ صغيرٍ بنى بجواره كوخاً يقيه حرّ النهار وبرد الليل
وذات يوم أخذ الرّجلُ يتجوّل في الجزيرة ريثما ينضج طعامه
فسرتْ النّار إلى الكوخ وأحرقته
ولما عاد ووجد الكوخ كومة من رماد بدأ يصرخ ويقول :
لماذا يا رب ؟! حتى الكوخ الصغير الذي بنيته أخذته منّي !
ونام ليلته تلك جائعاً ساخطاً
وكم كانت دهشته عظيمة عندما استيقظ صبيحة اليوم التالي
ليرى سفينة تُنزل في الماء قارباً صغيراً لإنقاذه
وعندما أنقذوه سألهم : كيف عرفتم مكاني ؟!
فقالوا له : لقد رأينا الدّخان من بعيد
فعرفنا أنّ شخصاً يطلبُ النّجدة ، فأتينا وأنقذناك !
.
.
💡🌸 الدّرس الأوّل :

الإنسان في الغالب لا يعرف الخير من الشّر
أمور سيئة كثيرة حدثتْ لنا
ثم بعد زمن اكتشفنا أنّ كلّ الخير يكمن في أنّها حدثتْ
وأمور جيّدة كثيرة حدثتْ معنا
ثمّ بعد زمنٍ اكتشفنا أنّ كلّ الشرّ يكمن في أنّها حدثتْ
وقصّة موسى عليه السّلام مع الخضر تُرينا كم أنّ نظرة الإنسان قاصرة
وأنّه فعلاً لا يعرف الخير من الشّر
عندما ركب موسى والخضر عليهما السّلام سفينة الصيّادين الفقراء
قام الخضرُ بخرق السفينة
لا شيء أسوأ عند فقير من أن تُثقبَ سفينته التي هي سبب رزقه
هذا بمنظور البشر
ولكن لولا لطف الله لكان بإمكان الأمور السّيئة أن تكون أسوأ
كان وراءهم ملك يسلب السّفن
ولمّا مرّ عليهم ووجد سفينتهم مثقوبة تركها لهم ومضى في طريقه
بينما أكملوا هم رحلتهم إلى اليابسة
وأصلحوا سفينتهم واستمرّت الحياة !
أيّهما أسوأ ، ساعات قليلة من التّعب وتعود الأمور سيرتها الأولى
أم أن يأخذ الملكُ سفينتهم ويلقيهم في عرض البحر ؟!
يبتلي الله سبحانه بالصّغيرة ليُنجي من الكبيرة !
سبحانه حتى في قدره الصّعب رحمة !
وعندما قتل الخضر عليه السّلام الغلام
كان هذا بمنظور البشر قمّة الشّر والسّوء
هل يوجد أسوأ من أن يفقد الإنسان فلذة كبده
ويدفن بيديه قطعة من قلبه
ولكنّ الله رحيم
يكلِمُ الإنسان في الدّنيا ليداويه في الآخرة
فقد سبق بعلم الله سبحانه أنّ هذا الغلام لو كبر سيفتن أبويه عن دينهما
فأي قدرٍ أصعب ، أن يفقدا ولداً ويصبرا لألم الفقد ويربحا الجنّة
أم أن يخسرا الدّنيا والآخرة معاً
بإمكان الأمور السّيئة دوماً أن تكون أسوأ
وهذا الرّبُ من رحمته جعل في المؤلم من قدره رحمة !
.
.
🌺💡 الدّرس الثّاني :

لا يوجد إنسان لم يذق رغيف المصائب
هذه الدّنيا دار شقاءٍ ومكابدة
وقد جاء في كُتب السّير :
أن ذا القرنين عندما بلغ بابل مرض مرضاً شديداً
فعلم أنّه مرض الموت
وكان وحيد أمّه
فأرسل إليها كبشاً كبيراً وكتب إليها :
أمّاه، احفظي هذا الكبش عندكِ
فإذا أنا متُّ، فاذبحيه، واطبخيه
ثم نادي في النّاس :
من لم تصبه مصيبة فليأكل من طعامنا
ومن أصابته مصيبة فلا يقرب مائدتنا هذه
فلمّا بلغها خبر وفاته
حمدت الله واسترجعتْ ، وعمدتْ إلى تنفيذ وصيّته
ثمّ نادتْ في النّاس كما أمر
ودُهشتْ عندما لم يقرب طعامها أحد
ففهمت الرسالة التي أراد ابنها إيصالها لها
أنّه لا يوجد إنسان إلا وقد كُلِم
ولا عين إلا وقد بكتْ
فقالت : رحمك الله من ولد، لقد كنتَ واعظاً لي في حياتكَ ومماتك !
.
.

🌸💡 الدّرس الثّالث :

البيوت أسرار
والقصر الكبير ليس بالضرورة فيه مشاكل أقلّ من الكوخ الصّغير !
ولكن إذا لم يتحدّث النّاسُ عن مشاكلهم
فهذا لا يعني أنّه ليس لديهم مشاكل
جاءت امرأة إلى شيخٍ تريد الطلاق
فقال لها : ولمَ ؟
فقالتْ : لأنّ زوجي لا يُطاق
فقال لها : سأساعدكِ على نيل الطلاق بشرط
أن تطبخي لي طبخة تجمعين محتوياتها من البيوت !
فوافقت الزّوجة ، وعمدت إلى تنفيذ الشّرط على الفور
ذهبتْ إلى أوّل جارة وأخبرتها أنّها تريدُ قِدْراً للطبخ
وإلى الثانية تطلبُ حفنة أرزّ
وإلى الثالثة تطلب كوب زيت
وإلى الرّابعة تطلب كمشة صنوبر
وهكذا ظلّت تدور من بيتٍ إلى بيتٍ حتى جمعت مكوّنات الطبخة
وخلال خلال تجوالها بين البيوت
كانتْ تشرح للنسوة سبب هذا الطلب الغريب
وتقصّ عليهنّ بعض ما تلاقيه من زوجها
فكانت النساء يبادرن هُنّ الأخريات للحديث عن أخلاق أزواجهنّ
فعلمتْ مُراد الشّيخ
وأنّه أراد أن يقول لها : ما أنتِ إلا واحدة من النّاس !
كلّ البيوت فيها مشاكل
فعلمتْ أنّ هذه الحياة لا تكتمل
وأنّ الإنسان إذا نظر في مصائب الآخرين هانتْ عليه مصيبته
فأمسكتْ عليها زوجها وقررتْ أن تعيش !
.
.
🌸💡 الدّرس الرّابع :

أحياناً لا يكون في البلاء مفازة دنيويّة
قد يكون مجرّد امتحان
ولعلّ البلاءات كلّها اختبارات
يريد الله أن يرى ماذا نصنع
يريد أن يجزي الصابر
ويعاقب السّاخط
وما المواقف إلا ورقة امتحان
فإياك أن ترسب !
أدهم شرقاوي / كتاب " حديث المساء "









 


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الخير و الشر


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 13:11

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc