اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة da_501
الله يرحموا واسكنه الله فسيحا جنانه .
انا لله وانا اليه راجعون.
ممكن مساعدة في بحث حول الفرق بين دي سوسير وعبد الرحمن الحاج صالح.
بالتوفيق للجميع.
|
الرؤية الليسانية عند فرديناند دي سوسيرFerdinand de Saussure
بقلم : الاكاديمية : بدرة فرخي
إطلع على مواضيعي الأخرى
[ شوهد : 4910 مرة ]
يعتبر الطرح اللغوي الجديد الذي تقدم به اللغوي السويسري فرديناند دي سوسيرFerdinand de Saussur1913.1857 بمثابة قفزة نوعية غيرت في سيرورة الدرس السابق وصيرورته ، إذ كثيرا ما تنعت بالتبعية الفلسفية والحلول الميثافيزيقية التي تعتمد التأمل منطلقا والتخمين والتنبؤ أسسا في الحكم أو إصدار النتيجة.وهي قفزة تباين تأطيرات المناهج التي شهدها القرن التاسع عشر .
يعتبر الطرح اللغوي الجديد الذي تقدم به اللغوي السويسري فرديناند دي سوسيرFerdinand de Saussur1913.1857 بمثابة قفزة نوعية غيرت في سيرورة الدرس السابق وصيرورته ، إذ كثيرا ما تنعت بالتبعية الفلسفية والحلول الميثافيزيقية التي تعتمد التأمل منطلقا والتخمين والتنبؤ أسسا في الحكم أو إصدار النتيجة.وهي قفزة تباين تأطيرات المناهج التي شهدها القرن التاسع عشر ،إذ تجلت الرؤية التاريخية التي استقالت في طرحاتها عن الأسس المقارنة التي سادت من قبل ،كمحاولة للوقوف على أصل اللغات .إذ قدر لفراز بوب في كتابه منظومة تصريف الأفعال السنسكريتية إظهار التشابه البائن الذي يصل اللغة السنسكريتية بغيرها من اللغات الأخرى اليونانية واللاتينية والجرمانية والإسبانية.. وبفعل هذا الإكتشاف.كما يوضح يوسف غازي في كتابه مدخل إلى الألسنية.أطلق على مجموع هذه اللغات اسم اللغات الهندو أوروبية،فكان ولادة تلك القواعد المقارنة المتفقة وظهور كتاب بوب نفسه.
و تنطلق القواعد السابقة من ضرورة التركيز على أوجه الشبه على حساب أوجه الخلاف ،كما حدث بين اللغات السامية نذكر منها:العربية والعبرية والآشورية ،فكلها تعود إلى أصل واحد يصفه فيرث بأنه انقرض من الوجود .لكنه انقراض نتوهمه شكلا لا واقعا أو حقيقة لأن وجود تلك اللغات وتقاطعها في تماثل صوتي أو صرفي إنما إشارة لذلك الأصل وكفيلة بإلغاء حكم الإنقراض ،فما يدل على الشيئ يمكن اعتماده كأصلا يستدل به في تعليل التقاطع أو توسيعه بحكم الأصل.
وتظهر اللغة وسيلة مباشرة لا ترسم خصائص في ذاتها بقدر ما تنظر إلى حقائق تتعلق بالمؤطرات الخارجية التي تمس الانتماء الأول.
ولم يبتعد المنهج التاريخي عن الدراسات المقارنة كثيرا ،فقد رسم تتبعا طوليا للظاهرة اللغوية يحدد في ضوئه مختلف التغيرات والتطورات التي تلحق بها عبر العصور لغاية تأريخية لا تمس الظاهرة كبنية مغلقة بل كوسيلة فقط.وقد قدس بوهلر هذا التوجه التعاقبي مشيرا إلى أن أي دراسة علمية لا تتبنى هذه الوجهة فهي غير صحيحة أو مقبولة ،أو لأنها تفتقد للمصادر اللازمة والتشبع بكنه البحث العلمي وأبعاده.
وأمام هذا القصور تتجلى طرحات فرديناند دي سوسير الذي واجه ثورة ورفضا كبيرين مبررهما أن اللغة لم ولن تصبح مجرد أشكال مجوفة توازي التشفير الرياضي أو الفزيائي.
لقد كان لكتاب فرديناند دي سوسير محاضرات في اللسانيات العامة وما ضمنه من قيم لسانية جديدة ومثيرة ردا فعلا عنيفا يرفض تجاهل التاريخ أو تجاوزه أو الأخد بالمنهج التجريبي الذي عرفه القرن العشرين.
ولكن سرعان ماعدل عن ذلك الرد الذي افتقد للأنموذج البديل أو التأسيس المنطقي ،فالتفتوا إلى الصيحة اللسانية السويسرية التي اتخدت اللغة أساس الدراسة la base كنظام من العلاماتLa langue, système de signes
وكل علامة تتكون من شقين هما الدال signifiantوالمدلولsignifié تربطهما علاقة اعتباطية غير مبررة تنفي القول بالعشوائية أو الطبيعية.وهو إقرار نقده اللساني الفرنسي إميل بنفنست (1976.1902 ) Emile benvenisteصاحب نظية التبيين الذي يرى بأن علاقة الاعتباطية تكون بين الدال والمرجع وأن علاقة الدال بالمدلول هي علاقة تلازمية .وتستدعي المنهجية اللسانية توضيحا يفصل بين تلك التباينات المتعلقة بالرؤية اللسانية ،إذ أن التعمق في تفاصيل المصطلحات يؤدي بنا إلى إقرار العلاقة التلازمية من حيث منطلق الدراسة والعلاقة الاعتباطية من حيث طبيعتها و التي تفند حتمية التلازم الطبيعي بين صورة سمعية Signifiant image mentale du son, expression phonique.واستجابتها الذهنيةSignifié concept, contenu sémantique.
https://www.aswat-elchamal.com/ar/?p=98&a=1297