طلباتكم اوامر لأي بحث تريدونه بقدر المستطاع - الصفحة 98 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات التعليم المتوسط > قسم النشاطات الثقافية والبحوث واستفسارات الأعضاء > قسم البحوث و الاستفسارات و طلبات الأعضاء

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

طلباتكم اوامر لأي بحث تريدونه بقدر المستطاع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-12-10, 15:59   رقم المشاركة : 1456
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

القول الفصل



نوع الملف: Microsoft Word
فهذا بحث مختصر بعنوان: التأمين, أنواعه، وحكم كل نوع. .... كما نشأت بعد ذلك أنواع أخر من التأمين كالتأمين التعاوني والاجتماعي والتأمين على الحياة([13]). .... وعند الحديث عن أنواع التأمين تجدر الإشارة إلى أن هناك ما يسمى بـ (إعادة التأمين)، ويقصد بها أن تلجأ










 


رد مع اقتباس
قديم 2011-12-10, 17:40   رقم المشاركة : 1457
معلومات العضو
hadil09
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي السلام عليكم

شكرا لك اخي الكريم وبارك الله فيك لكن حبذا لو تجد لي كتب عن هجرة الجزائريين نحو فلسطين والاردن ولبنان وسوريا










رد مع اقتباس
قديم 2011-12-10, 19:26   رقم المشاركة : 1458
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

العنوان الهجرة الجزائرية نحو بلاد الشام، 1847-1918
المؤلف هلال، عمار

عدد الصفحات 327 من الصفحات










آخر تعديل محب بلاده 2011-12-10 في 19:54.
رد مع اقتباس
قديم 2011-12-10, 19:47   رقم المشاركة : 1459
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hadil09 مشاهدة المشاركة
شكرا لك اخي الكريم وبارك الله فيك لكن حبذا لو تجد لي كتب عن هجرة الجزائريين نحو فلسطين والاردن ولبنان وسوريا
بحث شامل وكامل ان شاء مدعوم بالمراجع
أرجوا ان اكون قد افدتك

خـطـة الـبـحـث

الـمـقـدمـــة
المبحث الأول : تعريف الهجرة وأسبابها
المطلب 01 : تعريف الهجرة
المطلب 02 : أسباب الهجرة الجزائرية إلى بلاد المشرق العربي
المبحث الثاني : اتجاهات هجرة الجزائريين
المطلب 01 : هجرة الجزائريين إلى الحجاز وسوريا
المطلب 02 : هجرة الجزائريين إلى مصر
المبحث الثالث : تأثير ودور المهاجرين الجزائريين في بلاد المشرق العربي
المطلب 01 : تأثير ودور هجرة الطيب بن سالم والأمير عبد القادر
المطلب 02 : تأثير عموم المهاجرين والطلبة الجزائريين في بلاد المشرق العربي
خــاتــمــة
قائمة المصادر والمراجع













الــمــقـدمــــــة
لقد عرفت الجزائر خلال فترة مابين (1870-1914) موجة عارمة من هجرة سكانها نحو بلاد المشرق العربي لذا تعتبر هاته الهجرة من إحدى القضايا التي لفتت انتباه الباحثين واستأثرت باهتمام علماء الاجتماع والتربية وعلم النفس في الدول الأوروبية الغربية منها والشمالية من خلال إصدار العديد من الكتب والمئات من الدراسات لدراستها في حين أهمل العرب هذا الجانب ، ومما لا شك فيه أيضا أن قرار الهجرة في أساسه الأول قرار شعبي يقف على الأحوال والظروف والمعانات التي عاشها هذا الشعب أثناء فترة الاحتلال وسياسة التعسف التي سلكتها الإدارة الفرنسية ، ولقد اخترنا دور المهاجرين الجزائريين نحو بلاد المشرق العربي موضوعا لبحثنا هذا وما تبين لنا من ندرة الاهتمام بالدور الايجابي الذي لعبوه بالمشرق العربي إبان فترة الاحتلال كما تمكنا من طرح إشكالية لهذا البحث وكانت على النحو التالي :
ما هي الأسباب والدوافع الحقيقية التي في ظلها كانت الهجرة الجزائرية نحو المشرق وما أثرها على الفرد والمجتمع ؟
وللإجابة عنها حاولنا إعطاء لمحة عامة عن الهجرة الجزائرية نحو المشرق وأسبابها فقسمنا بحثنا إلى مقدمة وخاتمة تتوسطهما ثلاثة مباحث نستعرضها كما يلي :
حيث تطرقنا في المبحث الأول إلى تحديد مفهوم الهجرة ومعرفة أسبابها وأما في المبحث الثاني تحدثنا فيه عن اتجاهات الهجرة الجزائرية نحو المشرق وتناولنا في المبحث الثالث تأثير ودور المهاجرين الجزائريين في بلاد المشرق العربي
ولإثراء هذا البحث والإلمام بالمعارف التي تخدمه وتدرس جوانبه أبينا إلا أن نعتمد على بعض المصادر والمراجع منها :
- الهجرة الجزائرية نحو المشرق العربي للدكتورة نادية طرشون .
- تاريخ الجزائر الثقافي الجزء 5 للدكتور أبو القاسم سعد الله .
- أبحاث ودراسات في تاريخ الجزائر المعاصر للدكتور عمار هلال .
كما واجهتنا عدة صعوبات في معالجة هذا الموضوع يرجع بعضها إلى صعوبة وتشعب أفكاره مما صعب علينا التنسيق بينها والبعض الآخر يرجع إلى غياب مصادر متخصصة تعالجه لكن لم تثني من عزيمتنا وإصرارنا على إنجازه بالصورة التي هو عليها الآن ، وفي الأخير نشكر كل من ساعدنا من قريب أو من بعيد كما نتقدم بالشكر الجزيل للأستاذ الفاضل الذي أعطانا فرصة للبحث في هذا المجال المم والحساس















المبحث الأول : تعريف الهجرة وأسبابها
المطلب الأول : تعريف الهجرة
إن التعريف الشرعي للمهاجر يختلف من بلد إلى آخر وذلك حسب المعايير المعتمدة عند كل دولة ، ومن هذه التعاريف تبين مفهوم الهجرة والمهاجرة
حسب المؤتمر الدولي المعقود في روما سنة 1924 فإن المهاجر هو كل أجنبي يصل إلى بلد آخر بحثا عن سبل وفرص العمل أو بقصد الإقامة الدائمة .
أما الهجرة حسب كومار فهي " ترك بلد أو الالتحاق بغيره سواء منذ الميلاد أو منذ مدة طويلة بقصد الإقامة الدائمة وغالبا ما تكون لتحسين الوضعية بالعمل "
وظهرت بمفهوم آخر هي السفر أو النزوح أو هجرة الرجال والنساء سواء كانوا يدرسون في داخل البلاد أو خارجها بمحض إرادتهم أو قصرا وذلك طلبا للعلم أو للاستيطان أو للدراسة هناك وعدو رجوعهم إلى أراضيهم وموطنهم الأصلي إلا بعد إتمام دراستهم .
فالهجرة إذا ترتبط بالبحث والمعرفة والتي ارتبطت بدورها بالعقل البشري أو بتلك الرحلات التي كان يقوم بها الدارسون وغيرهم .
المطلب الثاني : أسباب هجرة الجزائريين إلى بلاد المشرق العربي
لقد كان من الطبيعي أن يتوجه الجزائريون إلى المشرق فرادى وجماعات بعد النكبة التي تعرضوا لها ولاسيما بعد فشل المقاومة ، وذلك لمعرفتهم بهذه البلاد من قبل عن طريق الدين والسياسة والتجارة . ولعل أهم هذه الأسباب هي :
الأسباب السياسية :
1- اضطهاد الإدارة الفرنسية للجزائريين وذلك عقب تعيين الحاكم الفرنسي العسكري بالجزائر "روفيقو" حيث أثقل كاهل الجزائريين بالإتاوات والضرائب .
2- التخريب والدمار للممتلكات العامة والخاصة حتى انه خلال الثلاث السنوات الأولى للاحتلال تمكن من هدم ثلث مدينة الجزائر تحت مبررات مختلفة ، ولم يسلم من هذا التدمير الشامل المساجد والمساكن والمدارس والحدائق وحتى المقابر التي تعرضت إلى نبش وبيع عظام الموتى وتسويقها إلى مرسيليا لأغراض صناعية .
3- الإبادة والتشريد لكل من يقف في وجه الاحتلال الفرنسي ، من ذلك المذبحة الرهيبة التي ارتكبتها الحامية الفرنسية "تروبير" ضد سكان مدينة البليدة العزل والتي كانت حصيلة هذه المذبحة الفظيعة أن أثارت استنكار الفرنسيين أنفسهم ، وأكثر من ذلك ما جرى لقبيلة العوفية غرب مدينة الجزائر إذ أمر القائد الفرنسي "روفيقو" جنده بإبادة جميع أفراد القبيلة عن بكرة أبيهم بحجة سرقة أمتعة أحد المتعاونين معها في رحلته إلى منطقة الزيبان ، حيث اعدم شيخ القبيلة وتبرع برأسه إلى أحد الأطباء وهو "بونافو" ليقنع هذا الأخير أحد مجادليه بأن الإنسان يفقد الحياة مباشرة بعد قطع رأسه .
4- دعوة المشايخ والمفتين والطرق الصوفية إلى الهجرة تعبيرا عن رفضهم للقوانين كقانون التجنيد الإجباري .
5- سياسة التهجير والنفي التي اتخذها الاستعمار ضد من اختار أسلوب المقاومة علنا مثلما حدث للمفتي مصطفى بن البابطي إذ نفي مع بعض عائلة الإسكندرية بمصر ونفيت مئات العائلات إلى تونس مما كانت لها علاقة بثورة المقراني .
الأسباب الاقتصادية :
إن رداءة الواقع الاقتصادي للجزائر خلال الاحتلال الفرنسي ، كان أهم دوافع هجرة الأهالي فرادى وجماعات إلى بلاد المشرق العربي فقد عرف هذا الاقتصاد تدهورا طيلة فترة الاحتلال . لعل أهم هذا الاقتصاد :
1- إغراق المدن الجزائرية بالإنتاج الفرنسي .
2- تحطيم الأسواق اليومية والأسبوعية مما افقد الكثير لمحلاتهم .
3- سن القوانين تجيز للفرنسيين امتلاك الأراضي بدون سبب وقت ما تشاء هذا القانون المصادق الذي صدر سنة 1873 الذي خول للإدارة الفرنسية الاستحواذ بالقوة على الملكيات الفردية والجماعية بمجرد رفض الأهالي التعاون مع الجيش أو إبداء تعاطف مع المقاومة الوطنية ، هذا ما حول معظم الفلاحين الجزائريين إلى مستأجرين وعمال وخماسين في الأراضي التي باتت ملكا لهم سابقا ، وكانت المصادرة تهدف إلى تحقيق هدفين اثنين هما :
• قمع انتفاضات الجزائريين ضد الوجود الفرنسي .
• الحصول على الأراضي التي كان نقصها يعرقل تطور عملية التوسع الاستيطاني كما اعتبرت الإدارة الفرنسية حسب قانون أكتوبر 1844 أن الاحباس والأراضي غير المستغلة والتي لا تثبت ملكيتها قانونيا هي ملك للدولة . هذا ما جعل الأهالي يبيعون ما تبقى لديهم ، ثم الهجرة إلى الخارج .
4- تدخل السلطات الفرنسية في توجيه الإنتاج الزراعي من خلال التخصص في إنتاج المزروعات التجارية على عكس الزراعات المعيشية التي كان يعتمدها الجزائريون
5- تفاقم وضعية الأهالي بعد سنوات القحط والمجاعة خلال سنوات 1866الى 1869 زيادة على قلة المحاصيل وموجات الجراد وقلة المساعدات الحكومية مما أسهم في انتشار الأوبئة التي حصدت أعداد كبيرة من السكان قدرت بحوالي 500 ألف ضحية
6- السياسة الضريبية التي استخدمتها سلطات الاحتلال لإرغام الأهالي لإرادتها فقد كانت الضرائب كارثة كبرى على الجزائريين ، باعتبار أن الأهالي لم يكونوا يدفعون الضرائب قانونيا فقط ، بل كانوا يدفعون للخزينة العامة الفرنسية الضرائب الدينية ، والعشور والزكاة وأرغمتهم على مواصلة دفع الضرائب التي كانوا يدفعونها للدولة الجزائرية قبل الاحتلال ، وكل هذه الضرائب كانت تدفع نقدا ولعل أصدق تعبير على ظلم هذه الضرائب ما قاله عهد الفرنسيين : ... لا نبالغ إن قلنا أن هذا الثقل الضريبي إذا طبق بصفة دائمة على أي بلد أوروبي حتى وإن كان الأكثر غنى فإنه كاف لتحويله خلال سنوات إلى بلد بائس .
الأسباب العسكرية :
من الأسباب والدوافع التي دعت إلى الهجرات هو قانون التجنيد الإجباري التي فرضته الإدارة الفرنسية على الشباب الجزائري سنة 1912 تحسبا للحرب العالمية الأولى التي كانت على الأبواب ، وجاء هذا المشروع خصيصا لاستفادة الطاقات البشرية المتبقية من سياسة الإبادة والتشريد ثم كان هدفه أيضا هو مزج المجندين الجزائريين بالفرق العسكرية الفرنسية فيكتسبون بذلك اللغة والعادات وهذا ما يحقق المشروع الاستعماري الهادف إلى جعل الجزائر مملكة عربية تابعة لفرنسا إضافة إلى تزويد فرنسا بقوة عسكرية تستعين بها في أوروبا بعد أن أظهرت فرق القناصة الجزائرية بسالة قتالية أثناء الحرب الروسية الفرنسية ، فكان ذلك تطبيق الخدمة العسكرية الإجبارية على الأهالي من مسلمي الجزائر هو الحل الوحيد لفرنسا الذي يخرجها من أزمتها العسكرية والمالية .
وكان رد فعل الأهالي على هذا المشروع هو رفضهم التام له فقد تعددت أساليب الاحتجاج من مطالبة لتعويضات حقيقية مقابل ضريبة الدم من الجزائريين وهاجر آخرين إلى البلاد الإسلامية كأسلوب من أساليب المقاومة والاحتجاج ، لأن في الأخير انخراط الشباب الجزائري في الجيش الفرنسي سيؤدي إلى ترك فرائضهم الدينية ان لم يؤدي بهم إلى محاربة إخوانهم في الدين ، وهذا ما يرفضونه بشدة .
الأسباب النفسية :
على غرار الأسباب السياسية والاقتصادية والعسكرية فإن الأسباب النفسية تؤدي إلى هجرات طوعية أو اضطرارية ، فالإهانة التي لحقت بالمسلم الذي كان يعتبر نفسه عزيزا وأصبح ذليلا أما الفرنسي "القاوري" واليهودي ، كما أن فشل المقاومة عاملا هاما في توجيه العديد من الأهالي إلى المشرق لطلب الحرية والعيش في أمان ، فقد كان الحجاج ينقلون أخبارا عن المعاملة الحسنة التي كان يلقاها المهاجرون هناك فالمهاجر الجزائري في دول المشرق العربي يشعر بالعزة والكرامة بدل الفقر والحرمان الذي يعيشه في ظل الاحتلال الفرنسي .
الأسباب الدينية والتعليمية :
إن الحديث عن الدوافع التعليمية لهجرة الجزائريين نحو الشرق يقودنا إلى طبيعة السياسة الفرنسية في مجال التعليم ، فقد كانت وضعية التعليم قبيل الاحتلال أحسن بكثير من وضعيته بعد الاحتلال ، إذ وصل عدد الأشخاص الذين يعرفون القراءة والكتابة 40% قبيل الاحتلال واقل من ذلك بعد الاحتلال . بالإضافة إلى هدم المدارس والمؤسسات الثقافية على اعتبار أنها تشكل خطرا كبيرا على أهدافها الثقافية والدينية والاستعمارية التي جاء من اجلها ، وكانت في هذه المرحلة تونس الشقيقة هي أول ما يقصده الجزائريون باعتبارها مركزا إشعاعيا للعلوم الدينية والعلمية المتمثلة في جامع الزيتونة الذي تخرج منه العديد من علماء الجزائر كالعلامة عبد الحميد بن باديس كما أن الواقع الديني للجزائريين كان جد سيئ لما تعرضت له العديد من المساجد والزوايا من هدم أو بيع أو تحويل إلى كنائس أو ثكنات عسكرية أو مخازن للذخيرة أو متاحف ، فتحول مثل جامع القصبة إلى كنيسة كانت تسمى "كنيسة الصليب المقدس" وهدمت مساجد عنابة التي كان عددها 37 مسجدا قبيل الاحتلال وبقي منها إلا مسجد صالح باي فقط بالإضافة إلى القمع والاضطهاد الذي مورس على المشرفين والمعلمين والقيمين على هذه المؤسسات إذ أحيل الكثير منهم إلى المحاكم الفرنسية .
كما أن الإدارة الفرنسية حاولت تنصير الأهالي بطرق متعددة إذ عمدت إلى الإرساليات التبشيرية لتغيير المعتقدات الروحية والمقومات الثقافية للجزائري المسلم إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل ويرجع الفضل في ذلك إلى المشايخ ومقدمو الطرق الصوفية الذين عبروا عن رفضهم الشديد ممن يغير دينه بدين آخر ، هذا ما جعل الجزائريين يهربون بدينهم إلى المشرق أين يحتفظون بمقوماتهم الحضارية .

المبحث الثاني : اتجاهات هجرة الجزائريين
المطلب الأول : هجرة الجزائريين إلى الحجاز وسوريا
1- الهجرة إلى الحجاز
كانت الحجاز البلد الأول الذي استقطبت الهجرة إليه باعتبارها المركز الروحي الذي يشدوا إليه المسلمون الرحال من مختلف أنحاء المعمورة لوجود المقدسات (مكنة والمنورة) وموسم الحج لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام إلى أن ما يحكم علي الهجرة أنها اشتدت نحو بلاد الحجاز منذ 1893 حيث سجلت سنة 1895 حوالي 100 عائلة من منطقة سيدي عقبة بالخصوص ببسكرة ، والتي كانت استجابة بالضبط الاستعماري المفروض عليها هروبا من سياسته الضارية بممارسة أبشع صور التعذيب والتنكيل ضد الجزائريين ناهيك عن مصادرة أراضيهم .
ولكد كانت الحجاز مركز وفود العديد من الأهالي السوفيين بحكم أنها كانت مركزا لتحصيل العلم باعتبار أن أكثر المهاجرين هم طلبة أو مثقفي المنطقة وهروبا من سياسة الإدارة الرسمية الظالمة وإذا اتبعنا حركة الهجرة إلي الحجاز قديما تعود إلي ما قبل الاختلال انطلاقا من البقاع المقدسة في إطار رحلة الحج الموسمية التي كانت أصحابها عامل اقتناء الكتب والمجلات بحكم أن الحج مركز أساسي في نشر الثقافة بين أرجاء العالم العربي والإسلامي وعليه كانت الحجاز أهم منطقة من بلاد الحجاز استقطاب أهالي منطقة وادي سوف هاجرو سيرا علي الأقدام بخطي متثاقلة إلي بيت المقدس مرورا بقفصة والإسكندرية والعيش سنة 1908 , وهكذا إن دل على شيء فإنما يدل على رغبة الجزائريين لنشر العلم والتعليم بشكل أو بأخر انطلاقا من قدرتهم الفائقة في التحصيل حيث نجد من هؤلاء الشيخ عمار بن الأزعر الذين نفته السلطات الفرنسية فاستقر بالمدينة المنورة ولم تكن هجرته فردية بل كانت مع عدد من الذين تتلمذوا على يده1

2- الهجرة إلي سوريا
أما عن أسباب الهجرة نحوي سوريا خلال الفترة التي حددناها في بحثنا فلأول وهلة يتبادر للأّذهان أن هذه الحركات مختلفة أهمها هجرة 1888 - 1890 - 1892 - 1898 - 1899 وأخيرا 1911 تنحصر أسبابها في ثلاثة عوامل رئيسية وتكمن في العامل الديني , السياسي والاقتصادي , فهجرة 1911 مثلا قد حصرها الكتاب والمؤرخين الفرنسيين في مدينة تلمسان وأًصبحت تعرف بهجرة تلمسان بالنظر لما سبق فكل حركة من حركات الجزائريين أو مختف هجراتهم نحو سوريا ويجب أن ندرس على حدا بحكم ما خلفته من أثار ومن تراث في داخل البلاد وخارجها في ما يخص هجرة الأهالي من مناطق القبائل نحو سوريا خلال الفترة الممتدة مابين 1847 - 1871 , يمكن إضافة عامل محاولة التنصير للأهالي ويكاد هذا الجزء من هذا الوطن أن ينفرد بهذه الظاهرة الفقيرة التي انتهجتها الإرساليات التبشيرية وقد كان الأمير عبد القادر من الذين أسسوا جريدة خاصة بهم باسم (المهاجر) التي كانت تصدر بالعاصمة السورية دمشق مرة كل أسبوع منددة بالسياسة الاستعمارية التي سلكتها الإدارة الفرنسية في الجزائر مدافعة بذلك لحقوق المهاجرين المغاربة في المشرق العربي ولقد اشرف الأمير عبد القادر شخصيا على شؤونها المالية ومن المحتمل أن يكون هو الأمير عبد القادر الذي أسس هذه الجريدة بماله الخاص وقد تسببت هذه الهجرات الجماعية نحو سوريا في نزح أكثر من200 ألف عائلة من منطقة القبائل وقد ساهمت الجمعيات الدينية بشكل كبير وملحوظ في تشجيع الهجرة نحو الأراضي السورية وتستمر العلاقة الوثيقة بين الطرفين مما جعلها الكثيرين الذين شدوا الرحال إليها وبحكم الوضع الاقتصادي للبلاد المتدهور فما عسى ابن الفلاح أو الخماس أن بحث عن مصدر للعيش في بلد آخر لما آل إليه الجزائريين من بؤس وحرمان جعلهم يفضلون ترك أرض آبائهم وأجدادهم
ولقد كانت سوريا من البلدان التي استقطبت دفاعات من الهجرة الجماعية كهجرة الأسرة الكبيرة من مدينة مليانة سنة1899 فضلا عن هجرة نحو 1200 عائلة من تلمسان 1911 والتي اتجهت نحو سوريا وفي مقابل ذلك تفطنت فرنسا للأمر وامرة بوقف الهجرة وغلق الحدود الجزائرية إلا أن ذلك لم يمنع من تواصل الهجرات التي استمرت رغم انف الاستعمار , وقد قام المهاجرون الجزائريون بدور هام وتولي المناصب العالية وشاركوا في الجيش والإدارة والمدارس وكان عندهم المهندس والطبيب والضابط والكاتب والمؤلف والصحافي وتوج العمل الصحافي بدمشق بإصدار جريدة في دمشق سنة 1912 والتي كانت في محتواها تندد بالسياسة الاستعمارية التي انتهجتها فرنسا بالجزائر وتدافع عن حقوق المهاجرين في المشرق العربي الإسلامي وبقي المهاجرون على اتصال مستمر بوطنهم وساهموا في نشر فكرة الجامعة الإسلامية وعملوا على تعزيز معاني الروح والقيم الوطنية
وهكذا لم تحن الحرب العالمية الأولى حتى كانت حركة الهجرة الجزائرية نحو المشرق العربي وبلغت أوجها وبدأت تأتي كلها وذلك شكل أدوارا قيادية ، وقد زار العديد من العلماء الجزائريين سوريا ورجعوا بأفكار ضلت محفوظة إلى حينها ومن هؤلاء الشيخ "سعيد بن زكري" و "عبد الحليم " بن سماوية " ومحمد سعيد الزواوي فضلا عن الأمير خالد "وعبد الحميد بن باديس واحمد بن عليوة ، ولكل من هؤلاء دوره في تطور الحياة الفكرية والسياسية في الجزائر آنذاك
وتطول بنا القائمة لو حاولنا استقصاء العلماء الذين هاجروا وقضوا حياتهم في المهجر والأسباب كثيرة وعديدة وقد اشرنا إلى أهمها بحكم المغريات العلمية والسياسية التي يجدها المهاجر ، ضف إلى ذلك النكبات الطبيعية التي تركت أثارها على كل الناس وكذلك كانت تترك أثار خطيرة عند فئة العلماء لان عدد العلماء والمثقفين كان قليلا آنذاك

المطلب الثاني :هجرة الجزائريين إلى مصر
منذ الاحتلال استقطبت مصر عدد كبير من المهاجرين الجزائريين الذين كانوا يأتونها بإحدى الطرق الثلاثة ، إما منفيين أو مهاجرين أو حجاجا ، وفضلوا فيها الإقامة بعد أداء فروضهم كما استقطبت العديد من الطلبة متزايدة أعدادهم منذ الحرب العالمية الأولى هدف إلى ذلك بعض السياسيين المغضوب عليهم كما نزلها زوار معجبون بعلومها وصحافتها وآدابها وكانت الإسكندرية تستقطب أعداد من المهاجرين الوافدين إليها من الجزائر ومنهم من أقام وتزوج هناك ، أما في القاهرة فكانت تعج بالجزائريين الذين كانوا يقيمون بحي الأزهر والذي يعد مركزا إشعاعيا وفكريا فضلا عي قوى رواق المغاربة ، ومنذ القديم كانت مصر وجهة إعجاب من قبل الجزائريين ، ويعتبرونها كعبة العلم والحضارة لأنهم كانوا يعرفونها أكثر مما كانوا يعرفون العراق وسوريا بحكم وقوع مصر في طريق الحج ، ومن رجال السياسة الجزائريين الأوائل الذين هاجروا من بلادهم إلى مصر نعرف الباي "حسن بن موسى" باي وهران والذي حملته الإدارة الفرنسية في أوائل 1831 إلى الإسكندرية أما الداي حسين فقد هاجر إلى مصر وحل بالإسكندرية بعد فشل خططه بالرجوع إلى الجزائر ، وقد كان مع الداي حسين صهره قائد جيشه الآغا إبراهيم الذي عجز من مقاومة الفرنسيين في سطوالي أما العلماء فقد حلوا بمصر مهاجرين أو منفيين وكان رائدهم محمد العنابي الذي نفاه كلوزيل سنة 1830 بدعوى انه كان يتآمر لاستعادة كبيرة للحكم الإسلامي إلى الجزائر ، كما استقبلت الحرب العالمية الأولى وقد بلغ عدد الطلبة حسب الإحصائيات في سنة 1916- 29 طالبا وكانوا من مختلف ربوع الجزائر
وقد استمرت الهجرة إلى المشرق في فترات متعددة حيث نجد من بين هؤلاء الطالب "محمد العربي ستو" المولود بوادي سوف خلال سنة 1870 والذي شد الرحال إلى مصر سنة 1908 بعد حفظه للقران الكريم فاشتغل هناك مؤدبا للصبيان بالأزهر ، ثم ما لبث أن زاول دراسته بالأزهر سنة 1916 ، وقد احتل الرتبة الرابعة من المصنفين في قائمة الطلبة الجزائريين بالأزهر من نفس السنة ، تحت اسم محمد العربي السوفي ، وفي هذا الصدد أصبح المشرق مقصد للهجرة نتيجة لأهميته البالغة التي يحظى بها العلم والتعليم هناك
ضف إلى ذلك هجرة الأمير عبد القادر الذي كانت له علاقة بالحركات الإسلامية ونقصد بذلك تلك الهزة التي أحدثها جمال الدين الأفغاني في السبعينات والثمانينات تحت اسم الجامعة الإسلامية وكانت بلاد الشام اقرب فكريا إلى مصر منها إلى فارس وكان الأمير قد حضر شخصيا افتتاح قناة السويس (1869) ولقد التقى محمد عبدوا الذي كان يتنقل بين مصر والشام بالأمير عبد القادر مرات عديدة كما التقى بولديه محمد ومحي الدين
وقد كان الأمير عبد القادر شخصية سياسية رغم تخليه عن السياسة ، فقد زار مصر مرتين على الأقل ، الأولى أثناء الحج سنة 1864 ناهيك عن فتحه لقناة السويس 1896 وكانت هذه الزيارة محط أنظار الكبار ولقد كانت بين الأمير والشيخ محمد عبدوا مودة ومراسلات ، فقد تزامنت ثورة عرابي باشا للاحتلال الانجليزي بمصر مع مرض الأمير خالد وجدنا الأمير ومنذ هذه الفترة أصبحت مصر قبلة الجزائريين ، وبعد الأمير خالد وجدنا الأمير مختار الذي لعب دورا هاما وفعالا في جمع كلمة الجزائريين في المشرق ولاسيما في مصر وهو من أحفاد الأمير عبد القادر
وفي عهد بيجو هاجر الأمير عبد القادر نحو المشرق إلى المدينة المنورة فبعد حادثة الزمالة 1843 وسقوط المدن في أيدي العدو وضياع عاصمة الأمير بالذات هاجر الأمير عبد القادر رفقة مجموعة من الأعيان والعلماء ، كما أرغم على الهجرة "بومعزة"و"حسين ابن عزوز" رفقة عشرات من أتباعه وأقاربه توجهوا نحو الحجاز ، ولم تكن أسرة الأمير وحدها في هذا الميدان فقد ظهرت إلى جانبها أسماء لامعة من
المهاجرين ساهم أصحابها في عدة ميادين تهم القضية العربية نذكر منها الشيخ طاهر بن صالح بالجزائر الذي كان له الفضل الكبير في نشر الفكر والثقافة بالجزائر

المبحث الثالث : تأثير ودور المهاجرين الجزائريين في بلاد المشرق العربي
المطلب الأول : تأثير ودور هجرة الطيب بن سالم والأمير عبد القادر
1- تأثير ودور هجرة الطيب بن سالم
أول هجرة جماعية وقعت مباشرة بعد توقف المقاومة كانت تلك التي تزعمه احمد الطيب بن سالم خليفة الأمير عبد القادر على القبائل والتي انتهت مقاومته في فبراير 1847 بحوالي عشرة أشهر قبل انتهاء مقاومه الأمير وكان احمد الطيب من أواخر خلفاء الأمير الأقوياء والأوفياء له .
يعزو احمد الطيب بن سالم سبب هجرته إلى الظروف الصعبة التي أحاطت بالمقاومة من كل النواحي سواء العسكرية أو السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية وخصوصا عدم التمكن من إيجاد حليف خارجي يساعد في فك العزلة الداخلية التي فرضتها القوات الاستعمارية تدريجا على حركة المقاومة ويؤكد بهذه الخصوص على النزاع الذي احتدم بين الأمير وسلطان المغرب عبد الرحمان وعندما علمت السلطات الفرنسية باتجاه احمد الطيب بن سالم إلى الصلح أرسلت إليه تطلب شروطه ، فوضع الخليفة ثلاثة شروط :
• إطلاق سراح الأسرى الجزائريين الذين حاربوا فرنسا
• هجرته إلى بلاد الشام
• إعادة أملاكه له ليتصرف بها كما يشاء
وأمام هذا الوضع الجديد لجأ سكان منطقة الباو الأعلى إلى الشيخ المهدي مقدم الطريقة الرحمانية الخلوتية يطلبون النصيحة فأعلمهم انه ينوي الهجرة خارج الجزائر إلى البلاد العربية
وقد لبى نداء الشيخ المهدي السكلاوي عدد كبير من سكان المنطقة وركب هؤلاء المهاجرون السفينة التي أقلت الخليفة احمد الطيب بن سالم من الجزائر يوم 24 سبتمبر 1847 رفقة عائلته والعديد من الشخصيات مثل الشيخ المبارك وسي الحاج عبد الله وبلغ عدد المهاجرين في هذه الرحلة قرابة 560 شخصا بين رجال ونساء وأطفال نزل هؤلاء بميناء بيروت ومنها انتقلوا إلى دمشق وقررت السلطات العثمانية منحهم أراضي وخصصت لهم الحكومة مرتبات شهرية .
واختلفت وضعية هذا الفوج من المهاجرين عن فوج الأمير عبد القادر فكانت حالة الأمير المادية ميسورة بفضل المرتب الذي خصصته له الحكومة الفرنسية على عكس حالة احمد الطيب بن سالم وأتباعه كانت في غاية من الفقر والبؤس .
وقد اهتمت السلطات المحلية في دمشق بوضعية هؤلاء المهاجرين وتلبية طلباتهم ، أما عن توطينهم فقرر المجلس إسكانهم في الداخل لتكون متوافقة مع الهواء الذي كان في بلادهم
أما عن رد فعل السلطات الفرنسية فتمثل في تقرير مجلس حكام عدلية وتدخلت لدى السلطات المحلية أمام هجرة هذه المئات من الجزائريين إلى بلاد الشام ، وقدمت لها كتاب مفاده ... إن المشار إليهم الجزائريين ليسوا سديدي القول بما ذكروه ولا يعتمد على أقوالهم بناءا على علاقاتهم بالفرنسية ، ورغم ذلك ظلت التقارير الفرنسية على التشكيك في نوايا هؤلاء المهاجرين مثال ذلك ما أورده Bardin في كتابه أن القنصل الفرنسي في دمشق Segurs تمكن من استمالة احمد الطيب بن سالم ، لكن المهاجرين قد وعدوا السلطات العثمانية بعد الاتصال بالأجانب وخاصة الفرنسيين وعبروا عن ذلك بقولهم " وأًصبحنّا الآن مستقلين ومحميين وتم توظيف جماعة احمد الطيب بن سالم في لواء عجلون مع تقديم المعونة المالية اللازمة لهم وخصصت لأحمد بن سالم مرتبا شهريا قدره 500 قرشا" .
أما المهاجرين الحرفيين أقاموا حي واحد يدعى باب السويقة ، ونقلوا عاداتهم وتقاليدهم وانشئوا جامعا وزاوية سميت "زاوية المغاربة " .
2- تأثير ودور هجرة الأمير عبد القادر
كثيرا ما يرتبط ذكر بلاد الشام أو دمشق في ذهن الجزائريين بهجرة الأمير عبد القادر هذه الهجرة التي دفعة بالكثير من الجزائريين الذين قرروا الهجرة بعد عام 1855 اختيار بلاد الشام موطنا لهم ولهجرتهم .
والأمير لم يقع اختياره في بداية الأمير على دمشق بل كان قد طلب نقله وأتباعه إلي عكا أو إلي الإسكندرية إلي أن السلطات لم تطمئن لإطلاق سراحه وقد حاولت الكثير من الشخصيات الفرنسية ثني الأمير عن قراره للانتقال إلى المشرق لكنه رفض وفضل إن يموت مع هذا العهد فكان يقول أموت لأجل خزيكم وسيعلم الملوك والشعوب من خلال تجربتي ما مدى الثقة التي يجب أن يمنحوها لعهد قطعه لهم الفرنسيون وصل الأمير إلى بروسه يوم 17 جانفي 1853 واستقر في بيت منحته إياه السلطات العثمانية عينت له مرتبا وبعد استقراره بدأت تتوافد عليه جموع المهاجرين من العلماء وغيرهم ممن هاجروا في صدقات للفقراء وكانت السفارة الفرنسية اسطنبول قد كلفت بمراقبة تحركات الأمير ,انتدب السابق إلي بلاد الشام كما خصصت له الحكومة الفرنسية مرتبا سنويا قدره 100 ألف فرنك فرنسي ينفق منه على عائلته ويوزع جزءا منه علي أتباعه وقواده وجزءا آخر في شكل Bullod (المترجم العسكري ( خصيصا لهذه المهمة وكان يصدر تقارير شبه يومية حيث كان يقرءا مراسلات ويترجما للسفارة ,ورغم الأجواء الطبيعية التي كانت تحيط بالأمير إلى انه لم يكن مرتاحا لوجوده وسط الأتراك واليونانيين خصوصا مع جهله لغتهم وجاءت الفرصة مع الزلزال التي تعرضت له بروسه سنة 1855 وساعتها أعطت السلطة في فرنسا موافقتها للانتقال إلى دمشق وقد صاحبت فكرة انتقال الأمير للإقامة في بلاد الشام فكرة إقامة كيان عربي في سورية تحت رعاية الإمبراطورية الفرنسية .
وعن حوادث الفتنة الطائفية في الشام عن حقيقة موقف الأمير فقد كثرت حولها الآراء وتشعبت منها من يقول أنها مجرد خدمه إنسانية لم يكن الأمير يفكر في أبعادها أو الاستفادة منها وأخرى تقول أن هذا التدخل كان بمباركة وتخطيط من فرنسا فهي التي سلمت الأسلحة للفرنسيين
وهناك أمر آخر عرض له أمرين في دراسة السالفة وهي النية الفرنسية في اتجاه إقامة كيان عربي مستفعل في بلاد الشام يكون على رأسه الأمير عبد القادر وصاحبت هذه النوايا حملة دعاية صحفية كان من بينها صحيفة تصدر في باريس اسمها برغيس باريس صاحبها سوري يدعي رشيد دحداح يرسل منها الكميات الكبيرة في سورية ولم تترك فرصة دون التشهير بالحكم القائم في البلاد العثمانية ومطالبة السلطات بتغيير سياسته والأخذ بالنصائح الطيبة لفرنسا .
ولما كانت محاولة تهيئة الرأي العام الفرنسي لمشروع تعيين الأمير على رأس دولة عربية في بلاد الشام حيث صدر في باريس سنة 1860 ولعل في هذه التسمية تصديا واضحا للسلطات العثمانية حيث يعارض بأنها غبر صحيحة وأكد على ضرورة إيجاد (توازن شرقي ) يتلاءم مع التوازن الأوروبي .... إذ يمكننا أن نجعل من العرب في بلاد الشام إمبراطورية عربية .
- موقف الأمير من المشروع الفرنسي : لم يتوفر لدينا أي رد مباشر للأمير على هذه المقترحات أولها تلك الرسالة التي بعثها الجنرال قائد الحملة إلى الشام في 1860 إلى وزير الحربية الفرنسية التي يقول فيها يأسف لعدم رؤية الأمير وقيل له انه لا يرغب في أي سلطة . وقد يكزن رفض الأمير للمشروع مرده إلى أن فرنسا هي التي وضعته .
- والمشروع الثاني فصل سوريا عن الدولة العثمانية وإقامة دولة عربية يكون الأمير عبد القادر أميرا عليها وقد وافق الأمير على ذلك من حيث المبدأ . وحين عرض عليه المشروع كان رأي الأمير أن يضل الارتباط الروحي قائما بين البلاد الشامية والخلافة العثمانية وأن يبقى الخليفة العثماني خليفة للمسلمين وأن يتم للأمير البيعة من أهل البلاد جميعا .
عندما فرغت السلطات العثمانية من حربها مع روسيا حولت اهتمامها للأمور الداخلية وعندما علمت بمشروع الاستقلال العربي اتخذت الإجراءات الفورية تجاهه وفرت الإقامة الجبرية على زعماء الحركة الأمير واحمد الصلح وضل موقف السلطات حذرا اتجاه الأمير وبرقية بحث كما في 30 ماي 1883 قنصل بريطانيا في دمشق إلى القائم بالأعمال في اسطنبول يقول فيها ... توفي الأمير وحضر ممثلو الدولة الأجنبية مراسيم الدفن والألبسة الرسمية وفي سنة 1863 قرر الأمير التوجه إلى الأراضي المقدسة بنية الاعتكاف وأداء فريضة الحج وأقام بعض الأسابيع في مصر بدعوة من شركة مصر قناة السويس التي كان على رأسها الفرنسي فرديناند دولسبس ، وقام الأمير بزيارة إلى اسطنبول عام 1865 قاصدا زيارة السلطان عبد العزيز وتقدم للسلطان بطلب تسريح أعيان دمشق الذين كانت الدولة قد حكمت عليهم بالنفي إلى قبرص اثر حوادث 1860
وكان من نتائج هذه الحملة الدعائية أكثرت طلبات الهجرة على مكاتب السلطات الفرنسية وسمحت هذه السلطات في شهر ماي عام 1860 بهجرة أولاد سيدي خالد وبني عامر وهم فرع من واد بردي ، هاجر هؤلاء إلى بلاد الشام مخلفين وراءهم 2000 هـ من الأراضي الزراعية ووصل عدد الراغبين في الهجرة من هذه المنطقة إلى 577 شخصا أي بنسبة 72% من سكان المنطقة وكان هناك مجموعة من الجزائريين على الحدود التونسية وكان على رأسهم شخصيتان معروفتان أحدهما من الأغواط وهو ناصر بن شهرة والآخر من منطقة السباو وهو عمر أوحامبشوش وتراجعت السلطات الفرنسية عن منح جوازات السفر للهجرة إلى بلاد الشام ، اثر خروج فرع أولاد خالد وبني عامر بعدما تبين لها أن ذلك يؤكد على انعدام الثقة وبينها الأهالي ، إضافة الى ما ستخلفه هذه الهجرة من أصداء سيئة تمس بسمعة الفرنسيين في المشرق العربي والبلاد الإسلامية عامة .
وكانت تتساهل في أمر الهجرة بقصد توفير الأراضي والأماكن للمستوطنين الذين ازدادت أعدادهم بعد الفراغ من مقاومة الأمير عبد القادر ، وشهد عام 1864 موجة هجرة جديدة حدثت من بلاد القبائل وكان سببها مشاجرة وقعت بين "بني شعيب وبني غبري حول قطعة أرض فتدخلت السلطات الفرنسية وعاقبت سي الحاج العيد حيث دعا أهله وأتباعه إلى الهجرة إلى دمشق وتبعته 200 عائلة وصاحبت هذه الهجرة مراسلة نشطة بين المهاجرين وذويهم في الجزائر .
وإذا كانت الهجرة الجزائرية نحو سوريا قد اتخذت صبغة خاصة قبل استقرار الأمير عبد القادر في دمشق فمنذ سنة 1856 اتخذت طابعا يكاد ينحصر في تشخيص الأمير الذي جلب استقراره في هذه المدينة أنضاره وعيون الجزائريين إليها بالأخص المقربين إليه والذين شاركوا معه في مسيرته النضالية ضد الاستعمار الفرنسي عن قرب أو بعد ، فعندما غادر الأمير مدينة روما متجها إلى سوريا كان متبوعا بحوالي 110 أشخاص من بينهم 27 شخص من أفراد عائلته في الوقت الذي كانت مجموعة أخرى تتكون من حوالي 100 شخص قد شدت الرحال إلى دمشق .
ومن الطبيعي أن العاصمة السورية دمشق قد استوعبت أكثر عدد من هؤلاء المهاجرين الجزائريين من بينهم كثير من الأثرياء ورجال الأعمال والتجار الكبار والملاك فلم يكن الأمير في حاجة إلى بث الدعاية وتوجيه النداءان للجزائريين ليلتحقوا به في سوريا مثل ما فعل احمد بن سالم وغيره فبمجرد وجوده في دمشق جلب أنظار الجزائريين إليه بشكل لم يلقى له مثيل فلو حرض الجزائريين على الهجرة إلى سور يا لاستجابت الجزائر له من أقصاها إلى أدناها ولكن ذلك لم يحدث فعلى الرغم من ذلك نلاحظ ارتكاز هجرة الجزائريين على مدينة دمشق وضواحيها حيث يوجد الأمير فبعد 5 سنوات من استقراره في دمشق حتى حدود 1870 تدخل عن ما يزيد عن 1000 رجل من الجزائريين في الأحداث المؤسفة التي نشبت بها وفي ذلك دلالة قاطعة على وجود أعداد هائلة من الجزائريين في دمشق خلال السنة الأخيرة وقد شكلت تونس الجسر الرابط بين الجزائر وسوريا بحكم أن الجزائريين اتخذوا من تونس معبرا إلى سوريا وقد دفع استقرار الأمير في الشام بكثير من العائلات الجزائرية إلى اتخاذ قرار الهجرة ولوحظ سنة 1860 انتشار بعض الدعاة والمحرضين للهجرة في بلاد القبائل والوسط

المطلب الثاني : تأثير عموم المهاجرين والطلبة الجزائريين في بلاد المشرق العربي
تأثير المهاجرين الجزائريين في بلاد المشرق العربي :
لقد ساهم المهاجرون الجزائريون بشكل بارز في عدة ميادين تخدم القضية العربية ، ومن أبرزهم الشيخ طاهر بن صالح الجزائري المعروف بالطاهر السمعوني فقد كان له الفضل العظيم في بعث الثقافة العربية وتكوين جيل من الأدباء والمفكرين والسياسيين ضف إلى ذلك دوره في حزب اللامركزية وإنشائه وإشرافه على إدارة عدة مؤسسات مثل المكتبة الظاهرية ويعتبر سليم السمعوني من أنبل وأهم قادة الحركة العربية التي كانت تعارض الحكم العثماني فكان جزاءه الشنق على يد جمال باشا المشهور بالسفاح ضمن قائمة طويلة من شهداء القومية العربية أما عائلة المبارك التي هاجرت من دلس فقد اقتصر نشاطها على علوم الدين واللغة فكان منهم أربعة على الأقل من توابع الأدباء واللغويين في ذلك العصر والذين اشتهروا ببحوثهم ومؤلفاتهم وعضويتهم في المجامع اللغوية . وقد ظل دور الأمير البشير الإبراهيمي في سوريا غير واضح ، رغم قصر المدة التي قضاها هناك قبل رجوعه إلى الجزائر وبهذا الصدد تطلعنا بشغف حول علاقة الأمير عبد القادر بالحركة الإسلامية والمقصود بهذا تلك الهزة التي أحدثها جمال الدين الأفغاني في السبعينات والثمانينات تحت اسم الجامعة العربية الإسلامية ، أما بخصوص الحركة العربية فقد أشار الأستاذ خالدي إلى الحركة التي تدعوا إلى إقامة كيان عربي في بلاد الشام تحت زعامة الأمير عبد القادر وكان التجاذب حول شخصية الأمير قويا جدا على المستوى الدولي آنذاك فكل دولة كانت تريد أن تظفر منه بلغـته لتتخذ منه وسيلة لترسيخ نفوذها بالمنطقة ، كما برز الدور القومي للمهاجرين في الأفكار والتوجهات والكتابات والتنظيم من خلال رحلات الجزائريين عبر الزمن والأرض والإيديولوجية والعقائد .
تأثير الطلبة الجزائريين في سوريا :
إذا كانت أنضار الجزائريين وخاصة المثقفين منهم ورجال العلم والتجار الكبار في القرنين 17و 18 قد اتجهت نحو مصر ، ففي القرن 19 لأسباب دينية واجتماعية وثقافية وغيروا اتجاهاتهم نحو بلاد الشام واستقروا حينها بأعداد وافرة يقدرها بعض الباحثين في الموضوع بـ 20000 مهاجر جزائري في سوريا وحدها حتى حدود 1914 ، ومن أبرز أنشطتهم ما يلي :
أ- النشاط النقابي : بالرغم من قلة الطلبة الجزائريين في سوريا فقد شعر بعضهم في الشهور الأولى قبيل اندلاع الحرب العالمية الأولى بغياب هيئة طلابية تجمع شملهم وتوحدت أفكارهم ، وقد عملت هذه المنظمات الطلابية العربية التي أوجدها الطلاب في سوريا منذ ثلاث سنوات دون انقطاع .
ب- النشاط السياسي : عرف النشاط السياسي في سوريا انتعاشا كبيرا من خلال "لجنة الطلبة الجزائريين" ووقع الاتصال بين الطرفين السوري والجزائري في ظروف عادية واتفق الطرفان على مساندة الثورة والتعريف بأهدافها النضالية على جميع المستويات ومن العوامل التي ساعدت على تكاثف النشاط السياسي للطلاب هو أن عددهم تضاعف بشكل كبير وذلك بقدوم عدد من البعثات الطلابية من الجزائر كما كان للمكتب المغربي العربي في دمشق آنذاك دور في النشاط السياسي الذي لعبه الطلبة في سوريا وما يلاحظ على هذا النشاط أنه ارتبط ارتباطا وثيقا بالقضية الوطنية والتعريف بآفاتها وتطور أحداثها على الصعيدين الداخلي والخارجي ولقد نظم الطلبة هناك أمسيات شعرية ونضالية ومجموعة محاضرات وغيرها من الأنشطة ، ولقد نسق الطلاب الجزائريون مع أبناء جلدتهم الفلسطينيون والأردنيون والعراقيون ونظموا أمسيات ثقافية وأدبية بالاشتراك مع هؤلاء .
أما من الناحية الاجتماعية : فعلى الرغم من الإمكانيات المادية المتواضعة التي كانت لدى المكتب الإداري لرابطة الطلاب الجزائريين استطاع هذا المكتب أن يقضي على الكثير من المشاكل التي كان يعاني منها الطلاب في سوريا قصد القضاء على مشكلة السكن التي كانت تواجههم بهذا البلد ، ورغبتهم في جمع ولم شمل الطلبة المهاجرين تحت سقف واحد وأجرت لهم بيتا في سوريا باسم "ار الجزائر" التي ضمت تقريبا كل الطلبة الجزائريين في سوريا .
تأثير الطلبة الجزائريين في مصر :
لقد تحدثنا سابقا عن الهجرة التي كانت لأسباب لا مناص منها بحثا عن مدن أخرى طلبا للعلم أو الحظوة أو الوظيفة وتحسين مستوى الطلبة الثقافي .
وقد ساهمت اندلاع الحرب العالمية الأولى من جهتها في صعوبة ورداءة هذه الظروف التي كان يعيشها الطلاب في مصر ، إذ ليس الطالب مهما كان بعيدا ينشأ منفصلا عن حياة شعبه لا يتأثر ولا يتفاعل بالأحداث التي تجري فوق أرض الوطن والطالب الجزائري أينما كان هو جزء من ذلك الشعب الثائر على الاستعمار الفرنسي وسياسته التعسفية ويعايش الحياة التي يحياها بنو وطنه ويقوم بنفس العمل الذي يقوم به مع اختلاف الوسائل والميادين ومن أبرز نشاطات الطلبة الجزائريين ما يلي :
1- نشاطهم السياسي : ليس من باب المبالغة إذا قلنا أن طالب اللغة العربية في الجزائر وقت اشتداد قبضة الاستعمار الفرنسي على الشعب الجزائري وتسليط أنواع الاضطهاد المختلفة والبؤس والحرمان على كافة الأهالي الجزائريين كان أقرب الناس إلى الإحساس بهذه المظالم ، ذلك أن الطالب هناك عايش جميع أحداثها وتطوراتها ولعل هذا ما يفسر لنا إقبال الجزائريين إلى الهجرة نحو مختلف نقاط المشرق العربي وما يلاحظ من الفئة الطلابية التي نحن بصدد دراستها أن الاستعمار قد اهتم بها اهتماما خاصا واعتبر هذه التنظيمات خطرا يهدد وجود الجزائريين في كل مكان وزمان ومن أبرز نشاطات الطلبة السياسية بمصر تأسيس رابطة الطلبة الجزائريين في مصر وما تجدر الإشارة إليه أن النشاط النقابي للطلاب الجزائريين بصفة عامة أنه كان موازيا لاندلاع الحرب العالمية الأولى في الوقت الذي كان فيه النشاط الطلابي في الجزائر يبحث عن طريقة لجمع شمل الطلبة حيثما كانوا وعلى غرار إخوانهم في القاهرة ودمشق أسس الطلاب الجزائريون رابطة في العراق وأخرى في الكويت
2- نشاطهم النقابي : كان للطلاب الجزائريين في القاهرة نشاط ثقافي حيث دارت هاته الأنشطة حول التعريف بالقضية الوطنية ونشرها بين الأوساط الطلابية العربية والشعبية بشكل عام ، كما عملت اللجنة النقابية على تكوين نشرة ثقافية ساهم في تحرير الطلبة الجزائريون بالمشرق وعلى الرغم من ندرة الأموال وقلة الإمكانيات والطاقات المادية والبشرية منها تمكنت اللجنة الثقافية من إصدار ثلاثة أعداد من هذه النشرة .
المحاضرات والندوات : تشكل النشاط النقابي والسياسي بالنسبة للطلاب الجزائريين في مصر المحور الأساسي الذي دارت حوله اهتمامات الطلاب وليس بإمكاننا التطرق إلى هذا الموضوع بكل التفاصيل التي يستحقونها ، فقد كانت المحاضرات والندوات المنظمة من طرف اللجنة النقابية في القاهرة تستضيف من حين إلى آخر أساتذة بارزين في ميدان العلم والثقافة من مصر وغيرها من الأقطار العربية الأخرى ، وقد برز إقدام هؤلاء الأساتذة على نادي الطلاب حدا للتنافس بينهم ، كما كانت الجزائر وثورتها تتمتعان به من شهرة وسمعة طيبة بين كل الأوساط العربية .

خـــاتــمـــــــة
ونخلص في الأخير من هذه الدراسة بان الهجرة الجزائرية نحو المشرق العربي كانت نتيجة لضغط الإدارة الاستعمارية وسياسة التعسف والظلم التي اتبعتها ، تمثلت في مصادرة الأراضي وقتل الآلاف من الجزائريين ، وممارسة أبشع صور التعذيب والإهانة ويمكن الوقوف على ابرز النتائج التي توصلنا إليها من خلال هذا البحث تمثلت فيما يلي :
1- تعتبر هجرة الجزائريين نحو المشرق هي السبيل الوحيد للتخلص من سياسة التعسف الفرنسية .
2- اضطهاد الإدارة الفرنسية للجزائريين من خلال القوانين .
3- تعدد الأسباب المادية والمعنوية والروحية التي ترفض سياسة الإدارة الفرنسية .
4- الأوضاع السيئة التي عاشها الشعب الجزائري إبان فترة الاحتلال من خلال سلب أراضيه وتسليمها للمعمرين الأوربيين .
5- الدور الذي لعبه المهاجرين الجزائريين وخاصة الأمير عبد القادر والطلبة الجزائريين
تلكم هي النتائج المتوصل إليها في هذا البحث ولا تزعموا أننا تمكنا من الإجابة على كل التساؤلات فهذا الميدان لا يزال مفتوحا على مصرعيه أمام الباحثين ونتمنى أنكم قد استفدتم من هذه الدراسة ونسال الله أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم










قائمة المصادر والمراجع:

1- أبو القاسم سعد الله ، أبحاث وآراء في التاريخ الجزائري ج 4 – ط 2 دار الغرب الإسلامي بيروت 2005 .
2- أبو القاسم سعد الله ، تاريخ الجزائر الثقافي من القرن 16- 20 م ج 1 الشركة الوطنية للنشر والتوزيع ، الجزائر 1981 .
3- أبو القاسم سعد الله ، الحركة الوطنية الجزائرية سنة (1830- 1900) .
4- نادية طرشون ، الهجرة الجزائرية نحو المشرق العربي ، طبعة خاصة من وزارة المجاهدين ، منشورات المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة 1 نوفمبر 1954 مطبعة دار هومه الجزائر .
5- عبد الحميد زوزو ، الهجرة ودورها في الحركة الوطنية الجزائرية بين الحربين ، المؤسسة الوطنية للكتاب ، الجزائر ، 1985 .
6- عمار هلال ، أبحاث ودراسات في تاريخ الجزائر المعاصر 1830- 1962 ، ديوان المطبوعات الجامعية بن عكنون الجزائر 1995 .
7- عمار هلال ، نشاط الطلبة الجزائريين إبان حرب التحرير ، دار هومه للطباعة والنشر ، الجزائر ، طبعة 2004 .
8- صالح فركوس ، المختصر في تاريخ الجزائر ، دار العلوم للنشر والتوزيع .






















الفـهــــرس


المقدمة........................................... ....1
المبحث الأول : تعريف الهجرة وأسبابها.......................................... .... 3
المطلب 01 : تعريف الهجرة............................................ ................3
المطلب 02 : أسباب الهجرة الجزائرية إلى بلاد المشرق العربي.......................3
المبحث الثاني : اتجاهات هجرة الجزائريين........................................ ......8
المطلب 01 : هجرة الجزائريين إلى الحجاز وسوريا....................................8
المطلب 02 : هجرة الجزائريين إلى مصر............................................... 11
المبحث الثالث : تأثير ودور المهاجرين الجزائريين في بلاد المشرق العربي........13
المطلب 01 : تأثير ودور هجرة الطيب بن سالم والأمير عبد القادر..................13
المطلب 02 : تأثير عموم المهاجرين والطلبة الجزائريين في بلاد المشرق العربي..19
خاتمة............................................. ..........23












رد مع اقتباس
قديم 2011-12-10, 19:55   رقم المشاركة : 1460
معلومات العضو
abadlia nedjma
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اريد بحث حول التلوث الجوي










رد مع اقتباس
قديم 2011-12-10, 20:10   رقم المشاركة : 1461
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

بالعربية او بالفرنسية ؟؟؟؟؟؟؟؟










رد مع اقتباس
قديم 2011-12-10, 20:38   رقم المشاركة : 1462
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

بحث حول تلوث الغلاف الجوي
* المدخل:

لم يدرك الإنسان مقدار خطره على تغيير
مكونات غازات الغلاف الجوي وتلوثه إلاّ منذ ظهور النهضة الصناعية في الدول
الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية. ومنذ ذلك الحين تميزت مدنها
الصناعية بكثرة تعرضها للضباب الأسود القاتل، وزيادة تلوث هوائها بالغبار
والدخان وغازات ثاني أكسيد الكربون وأول أكسيد الكبريت الناتجة عن النشاط
الصناعي فيها، ومن بين الكوارث، التي حدثت بسبب تلوث الهواء في المدن
الصناعية، ما حدث في مدن حوض نهر الميز في بلجيكا سنة 1930، وفي مدينة
بنسلفانيا (الولايات المتحدة الأمريكية) سنة 1948، وفي مدينة لندن سنة
1952، مما راح ضحيته أكثر من أربعة آلاف حالة وفاة بسبب تراكم الضباب
الأسود، واستنشاق الدخان الصناعي والغازات الكبريتية المركزة في الهواء.

* تتمثل خطورة التلوث الهوائي في صعوبة التحكم فيه إذ يستطيع الإنسان أن
يتحكم في المياه التي يشربها والغذاء الذي يأكله لكنّه لا يستطيع على
اختيار الهواء الذي يتنفسه ففي كل يوم تنتشر ملايين الأمتار المكعبة من
الغازات الناتجة عن احتراق الفحم والغازات وبترول المصانع وبنزين السيارات
وتسمم الكائنات الحية كما أنّ النشاط الإشعاعي المميت للإنسان يزداد زيادة
خطيرة بسبب الانفجارات الذرية والمراكز النووية وهذا كله يشكل خطرا على
الإنسان والحيوان والنبات إذا تلوث الغلاف الجوي خطير جدّا لذا نقدم بحثنا
هذا لنعرفه بشكل أكثر وضوحا حيث نبين مصادره والآثار التي تنجم عنه طبعا
آثاره السلبية لأنّ لا إيجابيات له.

* إذا نستهل بحثنا بتقديم عناصره:
*تحديد أغلفة الكرة الأرضية.
*ملوثات الغلاف الجوي ومصادرها: - الطبيعية.
- الصناعية
.co2 – co*الاحتراقات المسببة لانطلاق بعض الغازات
- الاحتراق الغير التام لغاز البوتان والميثان.
- الاحتراق التام لغاز الميثان.
*الغازات والأدخنة الملوثة للجو والاحتراقات التي تنجم عنها.
*المصادر الطبيعية والصناعية لتلوث الغلاف الجوي.
- التلوث الإشعاعي.
*بعض تأثيرات التلوث الجوي.
- تأثير التلوث الجوي على طبقة الأوزون.
- الأمطار الحمضية.
* تحديد أغلفة الكرة الأرضية:

*تمهيد: يسود الكرة الأرضية أربعة أغلفة وهي:
* الغلاف الصخري
* الغلاف المائي
* الغلاف الجوي أو الغازي
* الغلاف الحيوي

* تنقسم الكرة الأرضية بطبيعة مكوناتها إلى قسمين التضاريس والمناخ في حين
أنّ التضاريس تشمل كل من الغلاف المائي والصخري أما المناخ فيشمل الغلاف
الغازي أو الجوي.فالأرض إذن تشمل مظهرين والتوزيع بينهما توزيعا غير عادل
بحيث:

أ- الغلاف الصخري:

ويتمثل في القارات والجزر ويمثل الأجزاء الصلبة (منجمات،معادن، كبريت...)
والتربة من سطح الكرة الأرضية أي ما يعادل %جزء من هذا الغلاف، يمثل نسبة
29 148746000كلم2.

ب- الغلاف المائي:

ويتمثل في المحيطات والبحار والبحيرات والأنهار والمياه الجوفية وعلى شكل
جليد (يشكل منها، في حين أن الماء العذب يشكل من 3 إلى 5 فقط) يمثل %الماء
المالح 95 إلى 97 من سطح الكرة الأرضية أي ما يعادل 361254000كلم2.% نسبة
71

أما بالنسبة للأغلفة الأخرى (الجوي والحيوي) فهما لا يقلان أهمية عن الأغلفة الأخرى ويشغلان منصبا هاما ومفيدا للأرض

جـ- الغلاف الجوي أو الغازي:

هو طبقة رقيقة هوائية محيطة بالكرة الأرضية تتحرك معها ظلال حركتيها
اليومية والسنوية لأنّه جزء منها. له سمك متوسط 350 - 400 كلم يزداد عند
خط الاستواء بفعل الحرارة والقوة الطاردة ويقل عند القطبين بفضل انخفاض
درجة الحرارة وانعدام القوة الطاردة وازدياد القوة الجاذبية، ومن خصائصه
ذا حركة دائمة، حيث لا لون له ولا رائحة ولا طعم وغير مرئي، بفضله وجدت
الحياة على الأرض.
الغلاف الجوي مركب من غازات وبعض المركبات الكيميائية حيث يتكون من خليط من الغازات
د- الغلاف الحيوي:

ويشمل جميع الكائنات الحية التي تشترك في بعض الجوانب كالإحساس والحركة
والنمو والتنفس. ومن هذه المكونات الكائنات الحية الأولية كالطحالب
والبكتيريا والفطريات ثم النباتات والحيوانات بأنواعها المختلفة والإنسان.


ملوثات الغلاف الجوي ومصادرها:

نقصد بتلوث الهواء وجود مواد ضارة به مما يلحق الضرر بصحة الإنسان في
المقام الأوّل ومن ثمّ البيئة التي يعيش فيها ويمكننا تصنيف ملوثات الهواء
إلى قسمين:

1)- مصادر طبيعية:
أي لا يكون للإنسان دخل فيها مثل الغازات والأتربة الناتجة عن ثورات
البراكين ومن حرائق الغابات والأتربة الناتجة عن العواصف والانبعاثات
الناتجة عن شدّة أشعة الشمس خاصة في فصل الصيف في المناطق الصحراوية
المكشوفة (غاز الأوزون) وهذا بالإضافة إلى والانبعاثات الناجمة عن تسرب
الغاز الطبيعي، وهذه المصادر عادة ما تكون محدودة في مناطق معينة تحكمها
العوامل الجغرافية والجيولوجية ويعد التلوث من هذه المصادر متقطعا وموسميا:

الغازات: أهم أربعة ملوثات الهواء هي:
. Co أول أكسيد الكربون -
. Co2 - ثاني أكسيد الكربون
- أكاسيد النيتروجين. الجسيمات العالقة:

وهي الأتربة الناعمة العالقة في الهواء والتي تأتي من المناطق الصحراوية.
أو تلك الملوثات الناتجة من حرق الوقود ومخلفات الصناعات، بالإضافة إلي
وسائل النقل.

أمّا بعض الغازات والملوّثات الأخرى: مثل:

- غاز ثنائي أكسيد الكبريت فلوريد الإيدروجين وكلوريد الإيدروجين المتصاعد من البراكين المضطربة.
- أكاسيد النيتروجين الناتجة عن التفريغ الكهربي للسحب الرعدية.
- حبيبات لقاح النبات.
- تساقط الأتربة المختلفة عن الشهب والنيازك إلى طبقات الجو السطحية الإشعاعات المنطلقة من التربة أو صخور القشرة الأرضية.

الأتربة الناتجة عن العواصف:

كالضباب والغبار حيث تهب العواصف في المناطق الجافة وشبه صحراوية وتثير كميات هائلة من الغبار الذي يؤثر بطريقة مباشرة على التنفس


2)- مصادر صناعية:

أي أنها من صنع الإنسان وهو المتسبب الأول فيها فاختراعه لوسائل
التكنولوجيا التي يظن أنها تزيد من سهولة ويسر حياته فهي على العكس تماما
تزيدها تعقيدا وتلوثا. فاستخدام الوقود في الصناعة ووسائل النقل (البرية
والبحرية والجوية) وتوليد الكهرباء وغيرها من الأنشطة كالنشاط الإشعاعي
الذي يؤدي إلى انبعاث غازات مختلفة وجسيمات دقيقة إلى الهواء والانبعاثات
الصادرة عن الأجهزة والمعدات الكهربائية وعن الاستعمال الغير الآمن
والسليم للمبيدات الحشرية وعن الأسمدة العضوية والكيميائية والإصباغ ومواد
الإنشاءات والزخرفة وعن التدخين وعن أجهزة في الهواء وغيرها.co2التبريد
وتكييف الهواء وقلة التشجير التي تؤدي إلى تكاثف كمية
وهذا النوع من التلوث (تلوث الغلاف الجوي) مستمر باستمرار أنشطة الإنسان
ومنتشر بانتشارها على سطح الأرض في التجمعات السكانية وهو التلوث الذي
يثير الاهتمام والقلق حيث أنّ مكوناته وكمياته أصبحت متنوعة وكبيرة بدرجة
إحداث خلل ملحوظ في التركيب الطبيعي للهواء.
الغبار الصناعي:

قد يحتوي الغبار الصناعي على مركبات الرصاص والبريليوم والزرنيخ والنحاس
والخارصين وذلك يتوقف على نوعية المنشأة الصناعية المسببة للغبار ويلاحظ
أنّ وقود السيارات (الكازولين) يحتوي على 3-4 سم من مادة رابع آثيلات
الرصاص تضاف هذه المادة لتقليل الفرقعة في أثناء حرق الوقود.




: Co2 – co *الاحتراقات المسببة لانطلاق بعض الغازات

الاحتراق غير التام "لغاز البوتان والميثان":

معناه أنه هناك بعض المواد الناتجة عن الاحتراق ويمكن لها أن تحترق مرة أخرى ونأخذ على سبيل المثال:
C4h10البوتان: هو عبارة عن غاز عديم اللون والرائحة وصيغته الكيميائية
.n2 وo2 حيث أثبتت التجارب أنّه يلتهب في الهواء في وجود غاز
المعادلة تبين ذلك:
غاز الآزوت + غاز الأوكسجين+ غاز البوتان غاز الآزوت+ غاز الفحم + الماء.
N2 + o2 + c4h10 n2 + co2 + h2o
. O2نلاحظ أنه لم يطرأ أي تحول على غاز البوتان رغم وجود الأوكسجين

ch4الميثان: صيغته الكيميائية
.o2 – n2احتراق غاز الميثان في الهواء الجوي في وجود غاز
المعادلة تبين ذلك:
غاز الميثان + غاز الأوكسجين + غاز الآزوت غاز الفحم + الماء غاز الآزوت.
Ch4 + o2 + n2 co2 + h2o + n2




الاحتراق التام "لغاز الميثان":

هو عبارة عن تفاعل كيميائي بين جسم قابل للاحتراق وجسم حارق عادة المادة الحارقة
.o2هي غاز الأوكسجين

احتراق غاز الميثان بالأوكسجين:

ينتج هذا الاحتراق الماء وغاز ثنائي أكسيد الكربون (الذي يعكر رائق الكلس
ننمذج التحول الكيميائي بمعادلة كيميائية تحتوي طرفين: المتفاعلات
والنواتج.
المعادلة:
Ch4 + 2o2 co2 +2h2o

* الغازات والأدخنة الملوثة للجو والاحتراقات التي تنجم عنها:

هناك مجموعة من الغازات والأدخنة التي تؤثر سلبا على الجو ونذكر منها:
غاز أول أكسيد الكربون :
هو غاز ليس له لون ولا رائحة ومصدرة عملية الاحتراق الغير كامل للوقود.
ويصدر من عوادم السيارات ومن أحترق الفحم أو الحطب في المدافئ . وهو أخطر
أنواع تلوث الهواء وأشدها سمية على الإنسان و الحيوان.يتركز في الهواء
بنسبة 0.01%.

غاز ثاني أكسيد الكربون :
يتكون غاز ثاني أكسيد الكربون من احتراق المواد العضوية كالورق والحطب
والفحم وزيت البترول . ويعتبر غاز ثاني أكسيد الكربون الناتج من الوقود من
أهم الملوثات التي أدخلها الإنسان على الهواء. أن عملية الاتزان البيئي
التي تذيب غاز ثاني أكسيد الكربون الزائد في مياه البحار والمحيطات مكوناً
حمضياً ضعيفاً يعرف باسم حمض الكربونيك ويتفاعل مع بعض الرواسب مكوناً
بكربونات وكربونات الكالسيوم . وتساهم النباتات أيضاً في استخدام جزء كبير
منه في عملية التمثيل الضوئي .
وتجدر الإشارة إلى أن الإسراف في استخدام الوقود وقطع الغابات أو التقليل
من الساحات الخضراء ساهم في ارتفاع نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو
والذي قد يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض وهو ما يعرف بالاحتباس الحراري
.
غاز ثاني أكسيد الكبريت:
غاز ثاني أكسيد الكبريت هو غاز حمضي يعتبر من أخطر ملوثات الهواء فوق
المدن والمنشآت الصناعية. ويتكون من احتراق أنواع الوقود كالفحم وزيت
البترول وأيضاً بعض البراكين تطلق هذا الغاز.
ويعتبر غاز ثاني أكسيد الكبريت أحد عناصر مكونات الأمطار على سطح الأرض
فيلوث التربة والنباتات والأنهار والبحيرات والمجاري المائية, وبذلك يسبب
إخلالا بالتوازن البيئي.
غاز ثاني أكسيد النتروجين :
هذا الغاز وغيره من أكسيد النتروجين تنتج من احتراق المركبات العضوية
وأيضا من عوادم السيارات والشاحنات وبعض المنشآت الصناعية وهو يكون مع
بخار الماء في الجو حمضاً قوياً هو حمض النتريك ويسبب الأمطار الحمضية.
وعند وصوله مع بقية أكاسيد النيتروجين إلى طبقات الجو العليا ( طبقة
الأوزون ) يحدث كثيراً من الضرر لهذه الطبقة .
* المصادر الطبيعية والصناعية لتلوث الغلاف الجوي:

التلوث الإشعاعي:

تسبب الإنسان في إحداث تلوث يختلف عن الملوثات المعروفة وهو التلوث
الإشعاعي الذي يعد في الوقت الحالي من أخطر الملوثات البيئية الناتج عن
الاستعمال الغير عقلاني المفرط للطاقة النووية التي يستعملها الإنسان بشكل
متزايد وهوعبارة عن تطاير الذرات وانتشارها في الجو الذي يحيط بنا، وقد
يظهر تأثير هذا التلوث بصورة سريعة ومفاجئة على الكائن الحي كما قد يأخذ
وقتا طويلا ليظهر في الأجيال القادمة ومنذ الحرب العالمية الثانية وحتى
وقتنا الحالي استطاع الإنسان استخدام المواد المشعة في إنتاج أخطر القنابل
النووية والهيدروجينية.
ومن أهم الأمراض التي يتعرض لها الإنسان بسبب الإشعاع ظهور احمرار بالجلد
أو اسوداد في العين كما يحدث تحطّم في الخلايا التناسلية كما تظهر بعض
التأثيرات في مرحلة متأخّرة من العمر مثل سرطان الدم الأبيض وسرطان و
سرطان الغدة الدرقية ويؤدي إلى نقص في كريات الدم البيضاء والالتهابات
المعوية وتتعدى أخطاره لتصل إلى النباتات والأسماك والطيور مما يؤدي إلى
إحداث اختلال في التوازن البيئي وإلحاق أضرار بالسلسلة الغذائية.

* بعض تأثيرات التلوث الجوي:
تأثير التلوث الجوي على طبقة الأوزون:
تعد طبقة الأوزون ضرورية لحماية الحياة على سطح الأرض أمّا التلوث الجوي
فهو عكسها ( طبقة الأوزون) فهو ضروري لإخفاء الحياة على سطح الأرض فهو
يبطل كل فوائدها فهي تلعب دورا هاما في حماية الأرض من إشاعات الشمس
الضارة خاصة الأشعة فوق البنفسجية (الصادرة عن الشمس) التي تسبب أمراضا
مزمنة كسرطان الجلد وأمراض الأعين وتحمينا هذه الطبقة بفضل غاز الأوزون
الذي يمتص هذه الأشعة الضارة،بحيث يحدث ثقوبا فيها وسببها زيادة نسب غاز
ثاني أكسيد الكربون في الهواء لكثرة النشاطات الصناعية على الأرض، وزيادة
نسب غاز الكلور والبرومين وزيادة أكاسيد الكبريت والنتروجين، ولهذه الثقوب
أثر ضار جدا على مناخ الأرض ونشاطات الكائنات الحية عليها.

الأمطار الحمضية:

تتفاعل أكاسيد الكبريت والنتروجين المنبعثة من مصادر مختلفة مع بخار الماء
في الجو لتتحول إلى أحماض ومركبات حمضيه ذائبة تبقى معلقه في الهواء حتى
تتساقط مع مياه الأمطار مكونه ما يعرف بالأمطار الحمضية . وفي بعض المناطق
التي لا تسقط فيها الأمطار تلتصق هذه المركبات الحمضية على سطح الأتربة
العالقة في الهواء وتتساقط معها فيما يعرف بالترسيب الحمضي الجاف. و
أحيانا يطلق تعبير " الترسيب الحمضي" على كل من الأمطار الحمضية وعلى
الترسيب الجاف. ونظرا لان ملوثات الهواء قد تنتقل بفعل الرياح إلى مسافات
بعيده قد تعبر الحدود الوطنية إلى دول أخرى.

أهمية الغلاف الجوي:
* يزود المخلوقات الحية بالهواء للتنفس.
* سمح بنفاذ الأشعة الحرارية والضوئية القادمة من الشمس والتي تمتصها الأرض مما يوفر الدفء والحماية.
* يقي سطح الأرض من الإشعاعات فوق البنفسجية الضارة ويمنع وصولها للأرض










رد مع اقتباس
قديم 2011-12-10, 22:31   رقم المشاركة : 1463
معلومات العضو
الباشا مهندس
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية الباشا مهندس
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الإسم : الباشا مهندس

الطلب:بحث مفصل ## كيف ساهم كل من جامع الأزهر و الزيتونة في توطيد دعائم الحضارة الاسلامية؟ # #

المستوى:السنة اولى ثانوي علوم وتكنولوجيا

اجل التسليم :يوم الاثنين

وجزاك الله الجنة ان شاء الله وجعله الرحمان في ميزان حسناتك وبارك الله فيك مسبقا










رد مع اقتباس
قديم 2011-12-11, 15:02   رقم المشاركة : 1464
معلومات العضو
imanekasmi
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

سلام

لدي بحث حول القبائل الليبية القديمة

في اقرب فرصة ان امكن وشكراا

السنة الثانية جامعي تخصص تاريخ










رد مع اقتباس
قديم 2011-12-11, 16:39   رقم المشاركة : 1465
معلومات العضو
خلود15
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية خلود15
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
أريد بحثا مفصلا حول الآلة الإيقاعية: الدف الكبير










رد مع اقتباس
قديم 2011-12-11, 20:06   رقم المشاركة : 1466
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة imanekasmi مشاهدة المشاركة
سلام

لدي بحث حول القبائل الليبية القديمة

في اقرب فرصة ان امكن وشكراا

السنة الثانية جامعي تخصص تاريخ
الليبيون القدماء واهم القبائل الليبيه القديمه




تاريخ ليبيا القديم لقد رأى هيرودوت أن ليبيا تمتد من حيث تنتهي مصر الغربية. وقد حدد ساحل ليبيا الشمالي بما يلي بحيرة مريوط إلى رأس (سولوجوس) (رأس سبارتل) جنوبي طنجة على المحيط الأطلسي (1). وقد أشار ب ان المجموعات السكانية التي تقيم على امتداد هذه المنطقة كلها تنتمي إلى أرومة واحدة وهي موزعة على مجموعات من القبائل عدا الأجزاء التي يقيم بها الإغريق و الفينيقيين(2). وقد جعل هيرودوت بحيرة (تريتونيس)-والتي تقع على الأرجح عند خليج قابس-الحد الفاصل بين مجموعتين من الليبيين أحدهما تعيش إلى الغرب من البحيرة وتتألف من زراع آلفوا حياة الاستقرار والأخرى تعيش إلى الشرق من البحيرة وتتألف من بدو رعاة(3). ونلاحظ أن (هيرودوت) لم يفرق بي ن هذه المجموعات الليبية من حيث الجنس وإنما من حيث اختلاف نوع حياة كل منهما عن الأخرى. ويبدو بوضوح أن هذا التمييز جعل العلماء المحدثون يقسمون أيضا الليبيون القدماء إلى مجموعتين : ليبيون شرقيون وليبيون غربيون(4). ولم تقتصر ليبيا لدى(هيرودوت)على المنطقة الساحلية فقط بل انه ضم إليها الواحات والصحراء. وقد أشار إلى ذلك بكل وضوح في الكثير من فقرات كتابه الرابع حيث يقول: "لقد تحدثت في السابق عن الليبيين الرعاة الذين يسكنون على ساحل البحر ولكن أسفل هذه المناطق توجد مناطق ترتادها الوحوش المفترسة. وأسفل المنطقة السابقة يوجد شريط رملي يمتد من طيبة في مصر حتى أعمدة هرقل مضيق جبل طارق. وتقع على هذا الشريط الرملي روابي تحيط بها الرمال ويتوسط كل واحدة نبع يقذف ماءا باردا عذبا. وحول هذه الروابي يقيم السكان مضاربهم(5). وقد أشار(هيرودوت)إلى أن هذه الروابى كثيرة وتبعد عن بعضها البعـض مسيرة عــشرة أيام. ومما لاشــك فــيه أن الروابي التي يقصدها هي الواحات الكثيرة التي تنتشر على طول المنطقة الداخلية من ليبيا. وبالفعل فقد ذكر(هيرودوت)البعض من هذه الواحات مثل : واحة (الآمونيين) ويعنى بهم الذين يعبدون الإله(أمون) وهـم سكان واحة سيوه. ثـم ذكــر سكان واحة أوجلة وواحات الجرامنت(6). وقد أشار( هيرودوت ) بان خلف هذا الشريط الرملي الذي يضم العديد من الواحات توجد الأجزاء الجنوبية والداخلية من ليبيا والتي هي صحراء حيث لا يوجد بها لا الماء ولا الحيوانات ولا المطر ولا الأشجار ولا أي اثر لحياة بشرية(7). وعليه نستطيع أن نعمم اسم ليبيا والليبيون القدماء على كل شمال إفريقيا و الصحراء الكبرى. ويطلق على هذه المنطقة اليوم اسم المغرب العربي وتنقسم إلى خمسة أقطار وهي : ليبيا و تونس و الجزائر و المغرب و موريتانيا. وتسهيلا لدراسة هذه المنطقة خلال عصورها التاريخية القديمة أطلقنا عليها اسم المغرب القديم. والجدير بالذكر أن العلامة ابن خلدون في كتابه العبر وديوان المبتدأ والخبر قد سبقنا إلى إطلاق هذا الاسم على هذه المنطقة منذ أكثر من سبعة قرون مضت(8) وبالتالي فان ليبيا و الليبيون القدماء هي نفسها المغرب القديم وسكان المغرب القديم ولذلك فإننا عندما نتحدث عن الليبيين القدماء فإننا نقصد الحديث عن منطقة المغرب القديم وعن سكان المغرب القديم في العصور القديمة. يمكن التعرف على الليبيين القدماء من خلال قسمين من المصادر الأثرية والتاريخية : المصادر المصرية القديمة التي تمتد منذ عصر ما قبل الأسرات وحتى مجئ الإغريق إلى منطقة الجبل الأخضر وما حوله في القرن السابع قبل الميلاد والمصادر الإغريقية والرومانية والبيزنطية التي تمتد منذ مجيء الإغريق، وحتى الفتح الإسلامي العربي في القرن السابع الميلادي ونلاحظ من خلال هذه المصادر -خاصة المصادر الأولى- أنها كتبت من جانب واحد وهو الجانب غير الليبي وهي بذلك لا تخلو من مبالغة وتحيز خاصة أن الحفريات الأثرية في الفترة الأولى وهي الفترة ذات العلاقة بالمصريين القدماء لم تمدنا بمعلومات ذات قيمة نستطيع من خلالها كتابة تاريخ متسلسل لهذه المنطقة في حين أن المصادر الثانية وهي المصادر الإغريقية والرومانية رغم أنها هي الأخرى كانت من الجانب الإغريقي والروماني فقط إلا أن الحفريات الأثرية أثبتت الكثير من القضايا الهامة من تاريخ هذه المنطقة في تلك الفتره.

-التحنو: تقع بلاد التحنو إلى الغرب من مجرى وادي النيل لأنها تذكر دائم ا في النصوص المختلفة عندما تذكر أسماء البلاد التي تقع إلى الغرب من مصر ويرى الدكتور أحمد فخري -استنادا على أراء علماء آخرين- بأن بلاد التحنو كانت تمثل الفيوم والواحات ووادي النطرون وبرقة. وقد رأى (فرانسوا شامو) بأن بلاد التحنو تشمل كل المناطق الواقعة غربي وادي النيل بما في ذلك الأقاليم الجنوبية(13). ونلاحظ أنه ابتداء من الأسرة الخامسة من الدولة القديمة وحتى الأسرة الثامنة عشرة أصبحت كلمة تحنو تدل على ليبيا والليبيين القدماء عامة(14). ويرى العالم الألماني (هولشر) بأن قبائل التحنو كانت تعيش في دلتا النيل ثم طردهم مـن هــذا الإقــليم الخصيب ملــوك منطقــة الوجه البحري،عندما تم توحيده مع منطقة الوجه القبلي(15). ويبدو أن هذا الأمر صحيحا، ومما يؤيد ذلك ما ذهب إليه (جاردنر) من أن صور التحنو تظهر في النقوش المصرية القديمة وكأن بينهم وبـين المصريين القدماء قــرابة وثيقة، وتتضح هــذه القــرابة من خلال ملابسهم التي تتفق تماما مع الملابس المصرية حيث كانوا يعلقون بهذه الملابس ذيولاً مثل التي كــان الفراعنة يعلقونها ويحلون جباههم بخصلة مــن الشعر تحاكى صورة الصل المقدس عند ملوك الفراعنة وتبدو هذه القرابة واضحة أيضاً من خل ال سماتهم البشرية، حيث كانوا سمراً مثلهم مثل المصريين كما كانوا يختتنون مثلهم كذلك وكانوا يضعون قرابا لستر العورة مثلهم مثل المصريين في عصور ما قبل التاريخ ومن هذه القرائن المختلفة توصل بعض العلماء إلى أن المصريين القدماء يرجع أصلهم إلى الليبيين القدماء حيث يؤكد هؤلاء العلماء بأن المصريين وفدوا على وادي النيل منذ وقت مبكر بوصفهم صيادون ورعاة ماشية ثم أصبحوا فيما بعد زراع مستقرون، وبدون شك إن المقصود هنا بالليبيين القدماء هم سكان الصحراء الكبرى، الذين وصلوا في فترة العصر الحجري الحديث إلى مرحلة حضارية متقدمة، وقد أشرنا فيما قبل إلى أن الفضل يرجع إليهم في انتقال الرعي والزراعة نحو وادي النيل في البداية ثم فيما بعد إلى بقية شمال إفريقيا.

2-التمحو: يرى (جاردنر) أن بلاد التمحو تمتد على الحدود الغربية لمصر حتى طرابلس غرباً والنوبة جنوبا في حين يرى أحمد فخري بأن التمحو كانوا قد تمركزوا في نفس موطن التحنو بعد أن سيطروا عليهم بالاضافة إلى سيطرتهم على الواحات ذات الأرض الخصبة المنتشرة إلى الغرب م ن وادي النيل ويرى أنهم انتشروا جنوبا حتى دار فور(16). أما عن أصل التمحو فقد ظهرت في هذا الموضوع نظريتان : يرى أصحاب النظرية الأولى بأن التمحو جاءوا مهاجرين من قا2رة أوروبا إلى شمال إفريقيا ثم توغلوا إلى الجنوب ويروا بأنهم ينحدرون من قبائل الوندال أو أي جنس شمالي آخر ويستند أصحاب هذه النظرية كدليل على ذلك من خلال السمات التي يمتاز بها التمحو عن بقية الليبيين مثل : الشعر الأصفر والعيون الزرقاء والبشـرة البيضاء ولكن هذه النظرية لا تستقيم مع ما أثبتناه أعلاه من وجود هذه المجموعة السكانية ذات الشعر الأصفر والبشرة البيضاء في الصحراء الكبرى منذ الألف السادسة قبل الميلاد وتتعارض مع ما أكدت عليه البحوث الأثرية عن عدم استعمال الإنسان للبحر قبل الألف الخامسة قبل الميلاد، بالاضافة إلى عدم وجود أيــة قرائن تـفيد بأن المجموعات السكانية الأوروبيـة وصلـت منطـقة الـصحراء الكبرى كمهاجرين في أي فترة من فترات التاريخ القديم، والجدير بالذكر أن أول اتصال أوروبي بمنطقة شمال إفريقيا كان في حدود نهاية الألف الثانية قبل الميلاد مع وصول المجموعات المعروفة باسم شعوب البحر الذين حاولوا الاستيطان في منطقة وادي النيل وكما هو معروف لدى الجميع فان تلك المحاولة لم يصادفها النجاح على كل حال أما أصحاب النظرية الثانية فيروا بأن التمحو هم مواطنون إفريقيون سلكوا طريقهم من الجنوب الغربي من الصحراء متجهين نحو الشمال والشمال الشرقي ويرى بعض العلماء بأن القوم الذين أطلق عليهم العلماء اسم المجموعة (ج)، والذين عثر على آثارهم بمنطقة النوبة هــم فرع من التمحو وإنهم ليبيون. ويشير(اوريك بيتس)(17) بأن مخلفاتهم تتفق ومخلفات الليبيين القدماء حيث يذكر بعض الأدلة التي تثبت هذه الصلة والتي من بينها :

أ- لا تختلف جماجم وشعور المجموعة (ج)عن جماجم جنس البحر المتوسط،الذين منهم الليبيون القدماء بصفة عامة ومجموعة التمحو بصفة خاصة.

ب- لقد اتبع أصحاب المجموعة(ج)طريقة للدفن،ونمط لبناء المقابر الدائرية،هي نفسها التي عرفت لدى سكان الصحراء الكبرى وشمال أفريقيا والتي عرفت باسم الرجم.

ج- تصور الرسومات المنقوشة رجال المجموعة (ج)وهم يرتدون ملابس على شكل أشرطة تتقاطع على الصدر والريشة على الرأس وهي نفسها التي كانت تميز الليبيين القدماء الذين تعرفنا عليهم من خلال الوثائق المصرية القديمة في فترة ما قبل الأسرات وبداية الأسرات وهي سمات عرفت قبل ذلك لدى سكان الصحراء الكبرى.

د- يستعمل رجال المجموعة (ج) سلاح السهم والقوس وهي من الأسلحة التي عرفت في الصحراء الكبرى قبل أن تعرف لدى أهل النوبة.

هـ- يؤيد انتماء سكان المجموعة (ج) للتمحو ما عثر عليه مـن فخار وقبور في وادي هـور الذي يقع على بعد 400 كيلومتر جنوب غربي الشلال الثالث ومن خلال المقارنة اتضح أن هذا الفخار يشبه فخار المجموعة (ج). والجدير بالذكر أن هذا الفخار وجد عند طريق هجرة التمحو من موطنهم الأصلي الذي يراه معظم الباحثين بأنه منطقة الصحراء الكبرى قبل أن يحل بهــا الجفـاف (18). وبناء على كل ذلـك يمكن الاستنتاج، بأن التمحو، وس كان المجموعة (ج)، وسكان وادي هور كلــهم جاءوا من الصحراء الكبرى بعد أن حل بها الجفاف.

3 الليبو أو الريبو: يرى معظم العلماء أن الليبو أو الريبو كانوا يسكنون منطقة برقة الحالية وربما كانت أراضيهم تمتد نحو الشرق حتى منطقة الواحات، وخاصة واحة سيوه ويرجح أن مجموعتي القهق والإسبت كانتا تعيشان في نفس المنطقة التي تسيطر عليها مجموعات الليبو أو الريبو(19)، وأقدم ذكر لمجموعات الليبو أو الريبو كان في عهد رمسيس الثاني ومنذ ذلك التاريخ بدأت ه ذه المجموعات تقوم بدور هام في تاريخ الصراع بين مصر القديمة والقبائل الليبية القديمة حيث اشتركوا كقادة في الحروب التي قامت ضد الملكمرنبتاح واشتركوا أيضاً في الحروب التي دارت ضد رمسيس الثالث. ونعتقد أن اسم الليبو أصبح منذ بداية الفترة المتأخرة من تاريخ مصر القديم علماً على كل المنطقة التي تقع إلى الغرب من منطقة وادي النيل وبالتالي اختفت أسماء بقية المجموعات الأخرى وبناء على كل ذلك أصبح هذا الاسم يعنى لدى الإغريق تارة كل المجموعات السكانية التي تقع إلى الغرب من مصر حتى خليج سرت وتارة أخرى كل شمال أفريقيا وفى بعض الأحيان القارة الإفريقية بكاملها ومما يؤيد بروز اسم الليبو واختفاء بقية الأسماء تلك اللوحة التي عثر عليها منذ مدة والتي تعود لعهد الملك شيشنق وهي تتضمن أسماء الأقوام الليبية وهي لوحة يطلق عليها اسم (لوحة الأقوام التسعة) ويبدو من خلال هذه اللوحة أن الريبو أو الليبو حلت محل الاسم التقليدي السابق الذي عرفت به القبائل الليبية وهو التحنو ونجد وثيقة أخرى تشير إلى الليبو كتسمية عامة لكل المنطقة التي تقع إلى الغرب من مصر، وهي وثيقة تعود لعهد الملك شيشــنق الرابـع (763-757قبل الميلاد) وتشير إلى شخصية ليبية مرمـوقة تدعـى حيتيحنكر وقد وصفتها تلك الوثيقة بكبير الليبو ويبدو من خلال هذه الوثائق أن المنطقة ظلت تعرف باسم الليبو طيلة الفترة التي تلي الدولة الحديثة من تاريخ مصر القديم ونعتقد أنه لهذا السبب أطلق الإغريق على المنطقة التي استعمروها بالجبل الأخضر اسم ليبيا وذلك راجع إلى أنها الجزء الوحيد المألوف لديهم من منطقة شمال إفريقيا(20) .

4-المشوش: يرجح الباحثون أن المشوش سكنوا المناطق الشمالية من الصحراء الليبية ويرى البعض أن ديارهم كانت تمتد غربا حتى المناطق التي تمثل تونس الحالية وقد رأى بعض العلماء بأن المشوش هم أنفسهم المكسيس الذين أشار إليهم (هيرودوت)(21) بأنهم يقيمون إلى الغرب من بحيرة تريتونيس ولكن مع بداية الأسرة الثامنة عشرة المصرية بدأ المشوش يتجمعون حول حدود مصر الغربية طلباً للإقامة الدا ئمة حول دلتا وادي النيل ومن خلال الرجوع إلى الوثائق التي تشير إلى الحروب التي دارت بينهم وبين المصريين يتضح أن المشوش كانوا يرغبون الاستيطان في مصر وقد صرحوا بذلك بأنفسهم (22) ورغم أنهم وحلفاءهم الليبو فشلوا في الوصول إلى دلتا النيل عن طريق الحرب إلا أنهم استطاعوا الاستقرار في الكثير من مناطق مصر سواء في حاميات الحدود أو بانضمامهم إلى الجيش كجنود مرتزقة (23). وقد كان الجيش المصري ابتداءً من الأسرة العشرين يتكون من الليبيين دون سواهم وقد كان ملوك مصر في ذلك الوقت يقدمون لهؤلاء الجنود هبات من الأرض كأجور لهم مما أدى إلى تكون جاليات عسكرية كانت القيادة فيها لليبيين دون سواهم وقد وصل بعض العناصر من المشوش -كما مر بنا – إلى مناصب هامة في البلاط الملكي وإلى مراكز القيادة في الجيش وأن بعضهم -مثل شيشنق- استطاع أن يتولى الحكم في بعض مناطق مصر حيث جمع بين يديه السلطتين المدنية والدينية وهكذا وبسهولة تامة استطاع شيشنق أن يستولى على الحكم في مصر بمجرد وفاة آخر ملوك الأســرة الواحدة والعشرين وبالتالي استطاع المشوش تكوين الأسرة الثانية والعشرين التي حكمت مصر قرابة قرنين من الزمان(24).

لقد كانت قبائل التحنو و التمحو و الليبو والمشوش من القبائل الليبية الكبيرة، الواسعة الانتشار والتي لعبت دورا بارزا في تطورات الأحداث في ذلك الوقت. ولذلك نجدها ترد في النصوص المصرية القديمة بشي من التفصيل. في حين وردت في هذه النصوص أسماء قبائــل أخرى كـمجرد شارات بسيطــة ربما لعدم تأثير هــذه القبائل في الأوضاع السائدة في المنطقة في ذلك الوقت أو ربما لكون هذه القبائل كانت تابعة لإحدى القبائل الكبرى السابقة أو لوجود أراضيها ضمن أراضي قبيلة أخرى كبيرة. ونذكر من بين تلك المجموعات السكانية الصغيرة قبائل: الأسبت والقبت والثكتن والبقن والكيكش والسبد والقهق.

_____
المصدر
الليبيون القدماء واهم القبائل الليبيه القديمه









رد مع اقتباس
قديم 2011-12-11, 20:39   رقم المشاركة : 1467
معلومات العضو
roromayssa
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

أريد بحث حول تدويل الأسواق المالية










رد مع اقتباس
قديم 2011-12-11, 22:35   رقم المشاركة : 1468
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة roromayssa مشاهدة المشاركة
أريد بحث حول تدويل الأسواق المالية


بحث حول العولمة المالية





مقدمــــــــــــــة
إن العالم ومنذ قرون عديدة يشهد تحولات ملموسة تدفع كل الشعوب و الدول نحو المزيد من الارتباط و الاعتماد المتبادل ،ولكن العولمة تتوافق مع العديد من وسائل الاتصال التي لم تكن موجودة من قبل، بدءا من أسواق النقد الأجنبي و أسواق رأس المال التي يصل بعضها ببعض على الصعيد العالمي .لم تكن العولمة لتأخذ ملامحها المميزة دون وجود مؤسسات ذات طابع عالمي و تمتاز بقدرة من الفاعلية و المشروعية مثل منظمة التجارة العالمية وكذا الشركات المتعددة الجنسيات. ومن خلال كل هذا نتوصل إلى الإشكالية محل البحث و التي نجسدها في التساؤل التالي : ما المقصود بالعولمة الاقتصادية ، وكذا العولمة المالية ؟و هل هي خير أم شر على الدول النامية.ومن أجل دراسة الموضوع نتبع الخطة التالية :
خطـــــة البحـث
المبحــــث الأول : مــــــــــاهية العولمة.
المطلب الأول: مفهوم العولمة.
المطلب الثاني: مفهوم العولمة الاقتصادية.
المطلب الثالث: أنواع العولمة الاقتصادية.
المطلب الرابع: مظاهر العولمة الاقتصادية.
المبحــــث الثاني : البعد المــــالي للعولمة (العولمة المالية).
المطلب الأول: نشأة وأسباب ظهور العولمة المالية.
المطلب الثاني: مراحل تطور العولمة المالية.
المطلب الثالث: العوامل المساعدة في تطور العولمة المالية.
المطلب الرابع: خصائص العولمة المالية.
المطلب الخامس: أسس العولمة المالية.
المبحـــث الثالث : مزايا العولمة المالية و استراتيجيات مواجهة المخاطر.
المطلب الأول: حدود العولمة المالية.
المطلب الثاني: الاقتصاد الجزائري و العولمة المالية.
المطلب الثالث: مزايا و مخاطر العولمة المالية .
المطلب الرابع: استراتيجيات مواجهة تحديات العولمة المالية.
الخاتمة

المبحــــث الأول : مــــــــــاهية العولمة.
المطلب الأول: مفهوم العولمة.
العولمـة هي انفتاح عن العالم، و هـي حركة متدفقة ثقافيا ، اقتصاديا ، سياسيا و تكنولوجياً، حيث يتعامل مدير اليوم مع عالم تتلاشى فيه تأثير الحدود الجغرافية و السياسية، فأمامنا رأس مال يتحرك بغير قيود و ينتقلون بغير حدود، و معلومات تتدفق بغير عوائق حتى تفيض أحيانا عن طاقة استيعاب المديرين. فهذه ثقافات تداخلت و أسواق تقاربت و اندمجت، و هذه دول تكتلت فأزالت حدودها الاقتصادية و الجغرافية، و شركـات تحالفت فتبادلت الأسواق و المعلومات و الاستثمارات عبر الحدود، و هـذه منظمات مؤثرة عالمياً مثل: البنك الدولي، صندوق النقد الدولي، ووكالات متخصصة للأمم المتحدة تؤثر بدرجة أو بأخرى في اقتصاديات و عملات الدول و مستوى و ظروف معيشة الناس عبر العالم.
ويمكن تعريف العولمة أيضا بأنها تعني بشكل عام اندماج أسواق العالم في حقول التجارة و الاستثمارات المباشرة و انتقال الأموال و قوى العاملة و الثقافات و التكنولوجيا ، ضمن إطار من رأسمالية حرية الأسواق ،كما تعني خضوع العالم لقوى السوق العالمية مما يؤدي إلى اختراق الحدود القومية و إلى التدخل في سيادة الدولة . والعنصر الأساسي في هذه الظاهرة هي الشركات الرأسمالية الضخمة متخطية القوميات ، وهذا المفهوم للعولمة يختلف عن مفهوم الاقتصاد الدولي ، فهذا الأخير كما يتضح من التسمية يركز على العلاقات الاقتصادية بين دول ذات سيادة ، وقد تكون العلاقات منفتحة جدا في حقول التجارة و الاستثمارات المباشرة و غير المباشرة و لكن يبقى للدولة دور كبير في إدارتها وفي إدارة اقتصادها.
المطلب الثاني: مفهوم العولمة الاقتصادية.
يمكن تعريفها بأنها تعني تحرر العلاقات الاقتصادية القائمة بين الدول من السياسات و المؤسسات القومية و الاتفاقيات المنظمة لها بخضوعها التلقائي لقوى جديدة أفرزتها التطورات التقنية و الاقتصادية، تعيد تشكيلها و تنظيمها وتنشيطها بشكل طبيعي على مستوى العالم كوحدة واحدة.
مهما كان أمر التعريف فان هناك ما يشبه الاتفاق بين من تناولوا العولمة في الدول المتقدمة على أنها ظهرت مع بزوغ قوى جديدة عالمية التأثير ،بمعنى أنها فوق القومية أي ليس لدولة ما أو لمجموعة دول أي تدخل أو تحكم فيها وأن هذه القوى قد أخضعت جانبا من العلاقات الاقتصادية و المؤسسات القائمة في العالم لتأثيرها التلقائي و أنها ستؤدي إلى صياغة جديدة لنظام يحكم العالم كوحدة متكاملة الأجزاء بشكل طبيعي و دون حواجز أو حدود ، ومن ثم فان العولمة تعني أن تصير بلدان العالم المختلفة خاضعة لنظام عالمي مسير بقوانين طبيعية حتمية فتنصهر فيه اقتصاديات هذه البلدان بلا سياسات قومية و بما يحقق مصالح الجميع .




المطلب الثالث: أنواع العولمة الاقتصادية.
و تتحدد العولمة الاقتصادية في نوعين رئيسين هما: العولمة الإنتاجية و العولمة المالية
العولمة الإنتاجية تتحقق عولمة الإنتاج من خلال الشركات متعددة الجنسيات وتتبلور عولمة الإنتاج من خلال اتجاهين :
*الاتجاه الأول : عولمة التجارة الدولية : لقد ازدادت وتيرة التبادل العالمي ابتداء من العقد الأخير من القرن العشرين، حيث بلغ معدل نمو التجارة العالمية ضعفي نمو الناتج العالمي في هذه الفترة، فعلى سبيل المثال تزايد معدل التجارة العالمية بحوالي 12% بينما زاد الناتج العالمي بنسبة 6% .

*الاتجاه الثاني : الاستثمار الأجنبي المباشر: لوحظ ارتفاع معدل نمو الاستثمارات الأجنبية المباشرة في بلدان العالم النامي ليصل في المتوسط إلى حوالي 12% خلال عقد السبعينات و يرجع ذلك إلى انتهاج العديد من البلدان آلية السوق من خلال فتح أسواقها لهذه الاستثمارات حيث لعبت الشركات المتعددة الجنسيات دورا بارزا من خلال تكوين المزيد من التحالفات الإستراتيجية فيما بينها لإحداث المزيد من الهيمنة على التكنولوجيا و رؤوس الأموال العالمية.

العولمة المالية : إن العولمة المالية هي الناتج الأساسي لعمليات التحرير المالي و التحول إلى ما يسمى بالاندماج المالي مما أدى إلى تكامل و ارتباط الأسواق المالية المحلية بالعالم الخارجي من خلال إلغاء القيود على حركة رؤوس الأموال و من ثم أخذت تتدفق عبر الحدود إلى الأسواق العالمية و يمكن الاستدلال على العولمة المالية بمؤشرين هما :

*المؤشر الأول: يقصد به تطور حجم المعاملات عبر الحدود من الأسهم و السندات في الدول الصناعية المتقدمة، حيث تشير البيانات إلى المعاملات الخارجية من الأسهم و السندات كانت تمثل أقل من 10% من الناتج المحلي الإجمالي في هذه الدول عام 1980
بينما وصلت إلى ما يزيد من 100% في كل من الولايات المتحدة الأمريكية و ألمانيا عام 1996 و على ما يزيد من 200% في كل من فرنسا و إيطاليا و كندا في نفس العام.

*المؤشر الثاني: و يخص تطور تداول النقد الأجنبي على الصعيد العالمي، حيث تشير الإحصائيات إلى أن متوسط حجم التعامل اليومي في أسواق الصرف الأجنبي قد ارتفعت من 200 مليار دولار في منتصف الثمانينات إلى حوالي 1.2 تريليون دولار أمريكي عام 1995 و هو ما يزيد عن 84% من الاحتياطات الدولية لجميع بلدان العالم في نفس السنة.




المطلب الرابع: مظاهر العولمة الاقتصادية.
هناك عدة مظاهر للعولمة الاقتصادية نذكر على سبيل المثال :
-1 تحـول مفاهيم الاقتصاد و رأس المال:
و قد اقترنت العولمة بظواهر متعددة استجدت على الساحة العالمية، أو ربما كانت موجودة من قبل، و لكن زادت من درجة ظهورها، و هذه الظواهر قد تكون اقتصادية أو سياسية أو ثقافية أو اتصالية أو غيـرها، و لاشك أنّ أبرز هذه الظواهـر الاقتصادية التي أهمهـا:
ـ تحول الاقتصاد من الحالة العينية (الأنشطة التقليدية كتبادل السلع عينياً بالبيع و الشراء) إلـى الاقتصاد الرمزي الذي يستخدم الرموز و النبضات الإلكترونية من خلال الحواسب الإلكترونية و الأجهزة الاتصالية، و ما ينتج عن ذلك من زيادة حجم التجارة الإلكترونية و التبادل الإلكتروني للبيانات في قطاع التجارة و النقل و المال و الائتمان و غيرها.
ـ تحول رأس المال من وظائفه التقليدية كمخزن للقيمة و وسيط للتبادل، إلى سلعة تباع و تشترى في الأسواق (تجارة النقود)؛ حيث يدور في أسواق العالم ما يزيد عن 100 تريليون دولار (100 ألف مليار) يضمها ما يقرب 800 صندوق استثمار، و يتم التعامل يومياً في ما يقرب من 1500 مليار $، أي أكثر من مرتين و نصف قدر الناتج القومي العربي، دون رابط أو ضـابط ، و هو ما أدى إلى زيادة درجة الاضطراب و الفوضى في الأسواق المالية، و أعطى لرأس المال قوة لرفض شروطه على الدول للحصول على أقصى ما يـمكن من امتيازات له. و قد أدى هذا كله إلى زيادة التضخم نتيجة لزيادة قيمة النقـود.
ـ تعمق الاعتماد المتبادل بين الدول و الاقتصاديات القومية، و تعمق المبادلات التجارية من خلال سرعة و سهولة تحرك السلع و رؤوس الأموال و المعلومات عبر الحدود مع النزعة إلى توحيد الأسواق المالية، خاصة مع إزالة كثير من الحواجز الجمركية و العقبات التي تعترض هذا الانسياب بعد إنشاء منظمة التجارة العالمية، التي بدأت نشاطها في بداية عام 1995م، و هو ما يشاهد الآن بعد توحد بورصة لندن و فرانكفورت اللتين تتعاملان في حوالي 4 آلاف مليار $، كذلك توحد بورصات أوروبية أخرى، و هناك اتجاه متزايد نحو إنشاء سوق مالية عالمية موحدة تضم معظم أو جميع البورصات العالمية، و تعمل لمدة 24ساعة ليمكن المتاجرة في أسهم الشركات الدولية من أي مكان في العالم.
2ـ دور أكبر المنظمات العالمية :
ـ زيادة الانفتاح و التحرر في الأسواق و اعتمادها على آليات العرض و الطلب من خلال تطبيق سياسات الإصلاح و التكييف الاقتصادي و الخصخصة، و إعادة هيكلة الكثير من الاقتصاديات الموجهة واقتصاديات الدول النامية مع متطلبات العولمة (مثلما حدث في مصر و يحدث الآن في دول الخليج فضلاً عن باقي دول العالم).


ـ زيادة دور و أهمية المنظمات العالمية في إدارة و توجيه الأنشطة العالمية، كصندوق النقد الدولي و البنك الدولي للإنشاء و التعمير، منظمة العالمية للتجارة، اليونسكو، ومنظمة الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة و غيرها.
ـ التوجه نحو تشكيل العديد من التكتلات الإقليمية الإقتصادية و السياسية و الثقافية مثل تكتل الآسيان و الإتحاد الأوروبي و غيرها، و الزيادة الملحوظة في أعداد المنظمات غير الحكومية بعد أن بدأ دور الدولة في إدارة الاقتصاد في التناقض.
3 ـ تفاقم المديونية و تزايد الشركات المتعددة الجنسيات:
ـ انتشار ظاهرة الشركات المتعددة الجنسيات، مع سيطرتها على الإستثمار و الإنتاج و التجارة الدولية و الخبرة التكنولوجية مثل شركة IBM, و مايكروسوفت و غيرها، خاصة بعد أن ساوت منظمة التجارة العالمية بين هذه الشركات و الشركات الوطنية في المعاملة.
ـ تفاقم مشاكل المديونية العالمية و خاصة ديون العالم الثالث، و الدول الفقيرة مع عدم قدرتها على السداد، و ما تزامن مع ذلك مع زيادة حجم التحويلات العكسية من الدول الفقيرة إلى الدول المتقدمة، و المتمثلة في خدمة الديون و أرباح الشركات المتعددة الجنسيات و تكاليف نقل التكنولوجيا و أجور العمالة و الخبرات الأجنبية، و الذي قابله في نفس الوقت تقلص حجم المعونات و المساعدات و المنح الواردة من الدول المتقدمة إلى الدول النامية و عدم جدواها.
ـ ظهور تقسيم دولي جديد للعمل تتخلى فيه الدول المتقدمة للدول النامية عن بعض الصناعات التحويلية (هي الصناعات التي تعتمد على تحويل المادة الخام إلى سلع مصنعة يمكن الاستفادة منها,،كصناعات الصلب, و البيروكيماويات، و التسليح و غيرها) التي لا تحقق ميزة نسبية، مثل الصناعات كثيفة الاستخدام للطاقة و كثيفة العمل و الملوثة للبيئة، و ذات هامش الربح المنخفض، مثل صناعات الصلب و البتر وكيماويات و التسليح، بينما ركزت الدول المتقدمة على الصناعات عالية التقنية كصناعة الحاسبات و البرامج و أجهزة الاتصالات و الصناعات الالكترونية، ذات الربحية العالية و العمالة الأقل.
4 ـ تبديد الفوائض بدلا من تعبئتها:
ـ تغير شكل و طبيعة التنمية، فبعد أن كانت التنمية تعتمد أساساً على تعبئة الفوائض و التمويل الذاتي (الادخار)، تحولت إلى تنمية تعتمد على الاستثمارات الخارجية و الشركات المتعددة الجنسيات، و أصبحت التنمية هي تنمية الفوائض و المدخرات (الاستهلاك) كناتج أساليب الاستهلاك الترفيهي المتزايدة، تحت ضغط الآلة الإعلانية الجبارة، التي أدت إلى عجز مزمن في موازين المدفوعات و تفاقم أزمة الديون في العالم الثالث، و تركيز التنمية على الجانب الإقتصادي فقط أي تحولها إلى تنمية وحيدة الاتجاه تهمل الاتجاه الاجتماعي و الثقافي،مع اعتماد نظام السوق ليكون أساسا للتنمية في مختلف بلاد العالم. حتى الطبقات عالية الدخل في الدول النامية التي من المفترض أن تكون نسبة ميلها (نسبة الإنفاق على الاستهلاك من الدخل الكلي) قليلة و أصبحت تلك الفئات المسرفة التي تبدد دخولها على الاستهلاك الترفيه،و بالتالي فإن ميلها الاستهلاكي أصبح مرتفعاً، و قد ساعد على ذلك قدرة الاقتصاديات المتقدمة

على إنتاج سلع جديدة و التنوع في السلع القديمة مثل ابتكار طرازات جديدة من السيارات و السلع المعمرة و غيرها.
ـ تراجع نصيب المادة الأولية في الوحدة من المنتج في العصر الحديث بسبب تطور الإنتاج، و هو ما يسمى بالتحلل من المادة، و إحلال الطاقة الذهنية و العملية (الفكر)، محل جزء من المادة الأولية، مما أدى إلى تراجع الأهمية النسبية للنشاط الصناعي في الهيكل الإنتاجي في الدول المتقدمة الصناعية و تصاعد الأهمية النسبية لقطاع الخدمات، و قد زادت الأهمية النسبية لنشاط الخدمات داخل النشاط الصناعي ذاته بحيث أصبحت تمثل أكثر من %60 من الناتج الصناعية ،لتنامي الصناعات عالية التقنية، و ظهور مجموعة جديدة من السلع غير الملموسة كالأفكار و التصميمات و المشتقات المالية استقطبت المهارات العالية، و ما ترتب عن ذلك من زيادة عملية التفاوت في الأجور، و بالتالي توزيع الدخل القومي توزيع غير عادل، سواء على مستوى أفراد الدولة الواحدة أو بين الدول.
5ـ زيادة الفوارق بين الطبقات و البطالة:
ـ إحلال مفاهيم جديدة محل القديمة كسيادة مفهوم الميزة التنافسية، و حلوله محل الميزة النسبية، بعد توحد الأسواق الدولية و سقوط الحواجز بينها، و كذلك سقوط مفهوم التساقط الذي تبناه البنك الدولي و صندوق النقد الدولي لمدة طويلة، حيث إن الطبقات العالية الدخل في الدول النامية هي طبقات مسرفة لا تدخر و لا تستثمر و تبدد فوائضها في مصارف استهلاكية لا يستفيد منها الجميع، و هو ما أدى إلى تناقض معدلات النمو في هذه الدول بسبب الاستثمارات و زيادة عجز الموازين التجارية و موازين المدفوعات.
و تعني الميزة التنافسية للدولة قدرتها على إنتاج سلع و تصديرها لتنافس في الأسواق العالمية دون أن تتوفر لها المزايا التي تساعدها على إنتاج هذه السلع مثل الظروف الطبيعية و المناخية و المواد الأولية، وذلك نتيجة تفوقها التكنولوجي، حيث يمكن لها استيراد المواد الأولية من الخارج و تصنيعها بدرجة عالية من الجودة و بتكلفة أقل لتنافس في السوق العالمي مثلما يحدث في اليابان، و سنغافورة و دول جنوب شرق آسيا، و قد ساعد على ذلك تناقص قيمة المادة في السلع و زيادة القيمة الفكرية و الذهنية نتيجة استخدام الحاسب وأجهزة الاتصالات.
أمـا الميـزة النسبيـة، فهي تعني توفر مزايا للدولة تساعدها على إنتاج سلع معينة كالظروف الطبيعية و المناخية و المواد الأولية أو القوى العاملة الرخيصة، إلا أن هذه المزايا قد لا تساعدها على المنافسة في الأسواق العالمية؛ ربما لانخفاض الجودة أو لارتفاع التكلفة بسبب غياب التكنولوجيا.
ـ اتجاه منظمات الأعمال و الشركات إلى الاندماج؛ لتكوين كيانات إنتاجية و تصنيعية هائلة، الغرض منها توفير العمالة و تقليل تكاليف الإنتاج و الحصول على مزايا جديدة كفتح أسواق جديدة أو التوسع في الأسواق الحالية، و هو ما نشاهده الآن من اندماجات الشركات الكبرى مع بعضها، حيث دخلنا فيما يسمى بعصر "الديناصـورات الإنتاجيـة" الهائلة و الأمثلة على ذلك كثيرة في مجالات البترول و التكنولوجيا و المعلومات والمصارف، و ينتج عن ذلك بالتأكيد تطوير كبير في علم الإدارة و الرقابة و السيطرة للتوصل إلى مهارات إدارية و تنظيمية و صيغ جديدة من الأشكال التنظيمية التي تناسب هذه الكيانات الكبيرة.


المبحــــث الثاني : البعد المــــالي للعولمة (العولمة المالية).
المطلب الأول: نشأة وأسباب ظهور العولمة المالية.
شهد عقد التسعينات ميلاد ما يمكن أن نسميه العولمة المالية، التي يرى البعض أنها أبرز تجليات ظاهرة العولمة، حيث زادت رؤوس الأموال الدولية بمعدلات تفوق بكثير معدلات نمو التجارة و الدخل العالميين.و قـد حضيت الأبعاد المختلفة للعولمـة بالكثير من الدراسة و التحليل، غير أنّ البعد المالي بقي منقوصـاً –إن لم نقل مهملا- من التشخيص و البحث.
و قد شهد العالم أخيرا مثل الأزمات المالية الخانقة التي تعرضت لها المكسيـك (1995-94)، و دول جنوب شرق آسيـا (1997) و التي كانت نموذجا يتحدى به، و البرازيـل (1998)، و روسيـا (1999), و ميلاد العملة الأوروبية الموحدة "اليورو" و ما نتج عن ذلك من تأثيرات على الاقتصاد العالمي, ألقت بضلالها على اهتمامات الباحثين و الجامعين.
وقد ظهرت العولمة المالية نتيجة لعدة أسباب نوجزها فيما يلي :
ـ تخفيض الحواجز أمام التجارة الدولية وازدياد تدفقات السلع والخدمات عبر الحدود، حيث بلغ متوسط الصادرات العالمية من السلع والخدمات ما قيمته 2.3 مليار $ سنويا خلال 83-1992 وازداد بأكثر من 3 مرات بما قيمته 7.6 مليار $ في 2001، فازداد الطلب على التمويل الدولي والسيولة.
ـ عولمة الوساطة المالية كجزء من الاستجابة للطلب على آليات الوساطة في تدفقات رؤوس الأموال عبر الحدود، حيث بلغ حجم تدفقات رؤوس الأموال في العالم عام 2000 ما قيمته 7.5 تريليون $، وهو ما يمثل زيادة تبلغ أربع مرات ما كانت عليه في 1990.
ـ ارتفاع اختلال التوازن في ميزان المدفوعات: فلقد أدى نمو احتياجات التمويل الخارجية للولايات المتحدة مسايرة مع الارتفاع الدائم للفائض الجاري لليابان والاتحاد الأوربي إلى تحفيز نمو التدفقات المالية العالمية.
ـ إرادة السلطات العمومية فتح نظمها المالية.
ـ حركية المجتمعات: فقد تلقى المجتمع الأوربي خلق سوق موحدة بارتياح كبير لأنه سيسهل عليها حرية تنقل الخدمات والأشخاص ورؤوس الأموال.
ـ تحويل التكنولوجيا: فقد ساهمت التكنولوجيا المتطورة في خلق ما يسمى بعولمة الأسواق، وتخفيض أعباء العمليات التي تخص الخدمات بالدرجة الأولى، وسرعة الانتقال والتداول وإمكانية تنفيذ تحويلات مباشرة عن طريق عمليات التحكيم .
ـ الإبداع المالي: عن طريق تطوير طرق جديدة في المفاوضات و لإبرام الصفقات و خلق فرص تمويل جديدة



المطلب الثالث: مراحل تطور العولمة المالية.
رغم أن للعولمة جذور تمتد على نهاية القرن التاسع عشر فان الكثير من الاقتصاديين يعتبرونها حديثة النشأة نسبيا. فعمرها لا يتجاوز الأربعين سنة على أكثر تقدير، ويمكن تلخيص مراحل العولمة المالية فيما يلي:
1ـ مرحلة تدويل التمويل غير المباشر( 1960ـ 1979 ):
أهم ما ميز هذه المرحلة:
ـ سيطرة البنوك على تمويل الاقتصاديات الوطنية (سيطرة التمويل غير المباشر) و تعايش الأنظمة المالية و النقدية الوطنية المغلقة .
ـ انهيار نظام (Bretton Wood ( في أوت 1971. و حل محله نظام أسعار الصرف المرنة .
ـ إدماج البتر ودولارات في الاقتصاد العالمي بعد ارتفاع أسعار البترول حيث عرفت دول الخليج فائضا ماليا قدر ب:360 مليار $خلال الفترة (1974-1981) مما زاد في نسبة الادخار العالمي .
ـ بداية المديونية الخارجية لدول العالم الثالث .
ـ ظهور أسواق الأدوات المالية المشتقة مثل المستقبليات المبادلات و الخيارات حيث ظهرت لأول مرة في الولايات المتحدة سنة 1972 . بريطانيا 1982. فرنسا 1986 .
ـ ارتفاع العجز في موازين المدفوعات للدول المتقدمة .
2ـ مرحلة التحرير المالي (1980 – 1985 )
لقد عرفت هذه المرحلة ما يلي :
ـ رفع الرقابة على حركة رؤوس الأموال.
ـ التوسع الكبير في أسواق السندات و الذي كان سببه الرئيسي حاجة الدول الصناعية و خاصة الولايات المتحدة لتغطية العجز في ميزان المدفوعات و ذلك عن طريق إصدار و تسويق تلك الأدوات المالية في الأسواق المالية .
ـ توسع صناديق المعاشات و الصناديق الأخرى المتخصصة في جمع الادخار و التي تمتاز بفوائضها المالية الكبيرة.




3ـ مرحلة صعود الأسواق المالية الناشئة (1986 - .......)
أهم ما ميز هذه المرحلة ما يلي:
ـ توسع أسواق الأسهم و السندات بعد سلسلة من الإصلاحات كانت بدايتها في بريطانيا ثم تبعتها بقية بورصات العالم . حيت زادت قيمة الأسهم المتداولة في البورصات العالمية من 1400 مليار دولار سنة1975 إلى 17000 مليار دولار$ سنة 1995 أي بمتوسط زيادة سنوية قدرها 13,25% ، و فيما يخص سوق السندات فان حجمها قد قدر سنة 1995 ب :15300مليار دولار ، و كان نصيب الولايات المتحدة، من هذه السوق حوالي 2758مليار دولار معظمها سندات حكومية بنسبة 88% .
ـ صعود الأسواق المالية الناشئة و ربطها بالأسواق المالية العالمية حيث زاد نصيب هذه الأسواق من الرأسمال المتداول في الأسواق العالمية من 4% سنة 1986 مقابل 14% في الوقت الحالي.
ـ الأزمات المالية التي عرفتها الأسواق المالية الناشئة ، بداية من أزمة المكسيك 1994 ، أزمة دول جنوب شرق أسيا 1997 ، الأزمة الروسية 1998 ، أزمة البرازيل 1999 .

المطلب الثالث: العوامل المساعدة في تطور العولمة المالية.
توجد هناك عدة عوامل أساسية ساهمت في تطور العولمة بشكل ملفت للانتباه و هي :
ـ هيكلة السوق المالية : فقد لجأت معظم الدول إلى تمويل مؤسساتها على إصدار أسهم و سندات و إصدار الأوراق النقدية لضمان التمويل للمدى القصير ، بدل الاعتماد على الاستدانة عن طريق القروض البنكية.
ـ تغيير القواعد عدم دفع التعويضات و إعادة توظيف الأموال : فقد تسببت مشاكل الاستدانة المفرطة و تمركز جل التدفقات المالية في المجموعات الثلاثة المتكونة من الولايات المتحدة ، الاتحاد الأوربي ، اليابان في تعويض القروض المألوفة ، و تغيير قوانين و قواعد ساهمت في إنشاء سوق مالي موحد .
ـ تحويل الديون العمومية: فقد تم تحويل الديون العمومية إلى أسهم و سندات قابلة للتداول لأنها قد تشكل بالنسبة للمؤسسات المقرضة مصدر هام.
ـ توظيف الأموال لغرض المضاربة: فلقد توجهت معظم المؤسسات إلى إعادة توظيف أموالها في الأسواق المالية بدل المغامرة و الاستثمار في مجال الإنتاج، وقد كان ذلك بسبب الأزمتين البتروليتين عام 1973، 1979ـ1980.
ـ إعادة استثمار الأرباح : حيث تمول الشركات متعددة الجنسيات استثماراتها الخارجية باعتمادها على الادخارات المحلية للبلد المستضيف والأرباح المحققة من طرف فروعها فحوالي 69.3% من الاستثمارات الخارجية المباشرة للولايات المتحدة ممولة بإعادة توظيف أرباح هذه الشركات .

ـ التقدم التكنولوجي و انخفاض تكاليف النقل و الاتصال : فقد أدى التقدم التكنولوجي إلى انخفاض تكلفة النقل بين الدول المختلفة ،وساهم في سرعته و تطوره، وقد لعبت التكنولوجيا و الانتشار السريع للمعلومات والمكتسبات العلمية و الفكرية و تطور شبكات الكمبيوتر دورا هاما و متزايدا في توسيع نطاق الإعلام و الاتصال .

المطلب الرابع: خصائص العولمة المالية.
ان للعولمة جملة من الخصائص تميزها عن غيرها من المفاهيم أهمها:

* سيادة آليات السوق و السعي لاكتساب القدرات التنافسية:
إن أهم ما يميز العولمة هي سيادة آليات السوق، و ارتباطها ارتباطا وثيقا بالحرية، كما تعتمد على التقدم التكنولوجي و الثورة المعلوماتية و ثورة الاتصال و المواصلات من أجل اكتساب قدرات تنافسية و تعميقها لتحقيق أعلى إنتاجية بأقل تكلفة ممكنة ،و بأحسن جودة و البيع بسعر تنافسي على أن يتم ذلك في ظروف قياسية، لأن العالم تحول إلى قرية كونية صغيرة يتغير فيها نمط تقسيم العمل الدولي ليتفق و ينسجم مع عالمية الإنتاج و عالمية الأسواق.
* ديناميكية و حركية و مفهوم العولمة:
إن أهم خاصية للعولمة هي تميزها بالحركية و الديناميكية، بدليل احتمال تبدل موازين القوى الاقتصادية القائمة، إذ تسعى كل دولة بكل ما لديها من قوة للحصول و امتلاك القدرات التنافسية حتى تستطيع المنافسة، و يظهر ذلك جليا من خلال التكتلات الإقليمية في مواجهة عولمة الاقتصاد و الدفاع عن المصالح الوطنية؛ و تتعمق حركية العولمة إذ أنها تسعى كذلك إلى إلغاء الحدود السياسية و التأثير بقوة على دور الدولة في النشاط الاقتصادي.
* الاعتماد على الاقتصاد المتبادل:
إن التحول من الاتفاقية العامة للتعريفة الجمركية إلى المنظمة العالمية للتجارة لم يلبث أن غير ملامح الاقتصاد العالمي، حيث ربطت العلاقات و تشابكت المصالح بين عدد من البلدان. و مع ميلاد هذه المنظمة ، اكتملت مؤسسات النظام الاقتصادي العالمي الحديث الذي اتسم بهيمنة النظام الرأسمالي بمبادئه و آلياته، حيث سعت الدول المنتمية إلى هذه المنظمة للاستفادة من تحرير التجارة و حركة رؤوس الأموال الدولية. و زيادة وتيرة التبادلات التجارية بفضل الثورة التكنولوجية و المعلوماتية؛ و في ظل العولمة تم إسقاط حاجز المسافات بين الدول و القارات ،و قد ترتب على زيادة درجة الاعتماد الاقتصادي المتبادل كأحد الخصائص المميزة للعولمة ظهور آثار عديدة لعل أهمها :



ـ زيادة تعرض الاقتصاديات الوطنية للصدمات الاقتصادية.
- حركة انتقال الصدمات الاقتصادية سواء كانت إيجابية أو سلبية ( فإذا ما حدثت موجة انتعاشية أو انكماشية في الولايات المتحدة مثلا فإنها تنتقل سريعا إلى البلاد الصناعية الأخرى و النامية).
ـ تزايد أهمية التجارة الدولية كعامل هام في النمو الاقتصادي في الدول المختلفة حيث أصبحت الصادرات محرك النمو و هذا نتيجة لزيادة درجة الاعتماد المتبادل.
ـ زيادة درجة المنافسة أدت إلى إزالة العقبات أو تذليلها على الأقل أمام التدفقات السلعية و المالية و قيام أسواق عالمية في السلع و الخدمات تتنافس و تتصارع فيها مختلف دول العالم .

* وجود أنماط جديدة من تقسيم العمل الدولي:
إن العولمة تتسم بوجود أنماط جديدة من تقسيم العمل الدولي، حيث لم يعد في إمكانية أي دولة مهما كانت قدرتها الذاتية أن تستقل بمفردها هذا المنتج الصناعي و إنما من الشائع اليوم أن نجد العديد من المنتجات يتم تجميع مكوناتها في أكثر من دولة بحيث تقوم كل واحدة منها بالتخصص في صنع أحد المكونات فقط؛ و بالتالي أصبحت قرارات الإنتاج و الاستثمارات تتخذ من منظور عالمي ووفقا لاعتبارات الرشادة الاقتصادية فيما يتعلق بالتكلفة و العائد.
* تعاظم دور الشركات المتعددة الجنسيات:
إن أحد أهم السمات الأساسية للعولمة هي الشركات المتعددة الجنسيات أو الشركات العابرة للقارات و التي تؤثر بقوة على الاقتصاد العالمي من خلال ما يصاحب نشاطها من استثمارات مباشرة و نقل للتكنولوجيا و الخبرات الإنتاجية و التسويقية و الإدارية؛ و هناك العديد من المؤشرات الأخرى الدالة على تعاظم دور الشركات المتعددة الجنسيات العالمية و لعل من أهمها :
ـ أن إجمالي إيرادات أكبر 500 شركة متعددة الجنسيات في العالم يصل إلى حوالي 45% من الناتج المحلي الإجمالي؛ و تستحوذ الشركات المتعددة الجنسيات على تحو 40% من حجم الصادرات الدولية.
ـ أن 80% من مبيعات العالم تتم من خلال الشركات المتعددة الجنسيات.
ـ إنتاج أكبر 600 شركة متعدية الجنسية وحدها يتراوح ما بين ربع و خمس القيمة المضافة المولدة من إنتاج السلع عالميا.
ـ أن الأصول السائلة من الذهب و الاحتياطيات النقدية الدولية المتوافرة، لدى الشركات المتعددة الجنسيات حوالي ضعفي الاحتياطي الدولي منها و يدل هذا المؤشر على مقدار تحكم هذه الشركات في السياسة النقدية الدولية و الاستقرار النقدي العالمي.
ـ أن للشركات المتعددة الجنسيات الدور الرائد في التقدم التكنولوجي حيث يعود إليها الفضل في الكثير من الاكتشافات العلمية التي يرجع معظمها إلى جهود البحث و التطوير التي قامت بها هذه الشركات.

* تزايد دور المؤسسات الاقتصادية العالمية في ظل العولمة:
لقد تميز عقد التسعينات من القرن العشرين بـ: انهيار الاتحاد السوفيتي، تعاظم نشاط الأسواق المالية، قيام تكتلات اقتصادية كبرى، قيام منظمة التجارة العالمية التي بها اكتمل المثلث الذي تشكل أضلاعه مؤسسات النظام الاقتصادي العالمي ( صندوق النقد الدولي، البنك الدولي و منظمة التجارة العالمية).

المطلب الخامس: أسس العولمة المالية.
ترتكز العولمة المالية على ثلاثة أسس رئيسية و هي:
1 ـ عدم الفصل بين أقسام أسواق رأس المال (Le Décloisonnement)
إن الشرط الضروري للعولمة المالية ليس فقط في انفتاح أسواق المال القطرية أمام تدفق رؤوس الأموال و إنما أيضا في انفتاح الأقسام الموجودة في هذه الأسواق على بعضها البعض، أي أن تطبيق هذا المبدأ يتم على مستويين:
- المستوى الداخلي: و يعني إمكانية الانتقال من السوق المالي قصيرة الأجل إلي السوق المالي طويل الأجل، من البنوك التجارية إلى بنوك الأعمال، من خدمات التامين إلى الخدمات البنكية، ومن أسواق الصرف إلى الأسواق المالية...الخ. و تجدر الإشارة أن الحركة القوية لعمليات إلغاء التخصص للأسواق ظهرت في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تم التوصل إلى إلغاء بعض التمييزات التقليدية التي كانت تفصل البنوك التجارية و بنوك الأعمال، في بريطانيا تم مزج وظائف الوسطاء الماليين و السماسرة، كما سمح لغير المقيمين بأن يكونوا مساعدي الرؤساء في الإصدارات الأجنبية.
- المستوى الخارجي: و يعني فتح الأسواق المالية الوطنية أمام المتعاملين الأجانب، بحيث يتسنى للمتعاملين الأجانب شراء جزء من الأصول المالية لكبرى الشركات الوطنية، بالإضافة للأصول المالية الحكومية.
2 ـ تقلص دور الوساطة في التمويل (La Désintermédiation)
و هذا يعني اعتماد أساليب التمويل المباشرة لإجراء عمليات التوظيف و الاقتراض، و نقصد بالتمويل المباشر، اللجوء إلى إصدار و تبادل الأوراق المالية في الأسواق المالية ( أسهم، سندات..الخ.) دون المرور عبر الوسطاء الماليين أو البنوك ( التمويل غير المباشر )، فالرشادة الاقتصادية تستدعي البحث عن أفضل تمويل بأقل تكلفة، و هذا ما يفسر التطور الكبير للأدوات المالية المباشرة على حساب نشاط البنوك و الوسطاء الماليين الآخرين.
3 ـ إزالة القيود التنظيمية (La Déréglementation)
تزامن مبدأ إزالة القيود التنظيمية مع السياسة النقدية الجديدة للولايات المتحدة الأمريكية خلال الثمانينات و التي ألغت الكثير من القيود التنظيمية خاصة في مجال تسيير الحسابات المالية، فعلى سبيل المثال أصبح بإمكان سحب مبالغ مالية من الحساب للأجل (comptes à terme ) بشرط الإبقاء على رصيد أدنى، كما يمكن إجراء عملية تحويل مباشرة من الحساب الجاري (comptes à vue) إلى الحساب للأجل( (comptes à terme، ومن جهة أخرى اعتمدت هذه السياسة نظام تعويم أسعار الفائدة و أسعار صرف العملات مما أدى إلى إفراز سلسلة من الأدوات المالية الجديدة لإدارة المخاطر الناتجة عن التذبذب و عدم الاستقرار في أسعار الفائدة و أسعار صرف العملات، مما شجع على إزالة القيود التنظيمية التي كانت توضع لتجنب تلك المخاطر.

المبحـــث الثالث : مزايا العولمة المالية و استراتيجيات مواجهة المخاطر.
المطلب الأول: حدود العولمة المالية.
ستسمح العولمة المالية بتقليص العجز في الميزان الخارجي لبعض الدول ولو بصفة مؤقتة، هذا ما سيسمح بالتقليل من الفوارق بين النظم المالية المحلية والنظام المالي العالمي، أما بالنسبة لتلك الدول ذات الفائض في موازينها الخارجية فإن لها فرصة أكبر في ظل العولمة المالية لاستثمار مداخيلها، وتسيير رؤوس أموالها بصفة دائمة وعقلانية على مدار السنة، وبذلك التحكم في التوازنات الخارجية إضافة لذلك تتيح العولمة المالية إمكانية توزيع الأصول الدولية مما يسمح بظهور منافسة بين مختلف الدول والمنظمات المصرفية العالمية، مما شجع تطوير النظم المصرفية بصفة متسارعة وأثمر في توسيع الشبكة المصرفية العالمية وسرعة المبادلات الاقتصادية والتجارية.
وبشكل عام فإن أحد المنافع الرئيسية لزيادة التنوع في موارد التمويل هو تقليل خطر "أزمات الائتمان" إضافة إلى إتاحة فرص أكبر للاختيار بالنسبة للمقترضين والمستثمرين وبالتالي الحصول على شروط أفضل للتمويل وتنويع الحوافظ.
لكن رغم ما تتيحه العولمة المالية إلا أن البلدان التي تتميز بمرحلة انتقالية أو هي في طور النمو لن تحصل لها الفائدة الكبيرة بسبب نظمها البنكية المغلقة التي لا تتماشى والتطورات الحاصلة في الأسواق المالية العالمية، ومن جهة أخرى يبقى المستثمرون يفضلون اكتساب أصول محلية متخلين بذلك عن المغامرة والاستثمار في الأسواق الخارجية، إضافة إلى العراقيل المتصلة بالنظم الجبائية

المطلب الثاني: الاقتصاد الجزائري و العولمة المالية.
كان ومازال الاقتصاد الجزائري يعيش واقعا متدهورا من جميع الجوانب (الفلاحة،الصناعة،الإدارة، التجارة...)، فقد عاش و لمدة طويلـة تحت رحمة القرارات و المراسيم عن طريق التخطيط المركزي، حيث البيروقراطية الإداريـة، و العقود و الصفقات السياسة، بعيدة عن السوق أي عن العرض و الطلب و المنـافسة.
جاءت الصدمة البترولية عام 1986 كشفت عن هشاشة و ضعف المنظومة الاقتصادية، حيث وصل حجم التضخم إلى %42 و انخفضت طاقة المصانع إلى ما دون %50، و قلة المداخيل و ضعف الاستثمارات و إنخفظت قيمة العملة، و بهذا أصبح الإقتصاد الجزائري يمر بمرحلة انتقالية ظهرت سلبياتها في الميدان الصناعي و الاجتماعي في 1994-04-12، كانت المحطة الأولى في مسيرة الاقتصاد الوطنين و ذلك بالتوقيع على (رسالة رغبة) مع المؤسسات المالية الدولية ثم القبول بشروط صندوق النقد الدولي،و نادي باريس، و من هذه الشروط:


ـ تقليص مصاريف الدولة و الخاصة بالشؤون الاجتماعية.
ـ الحرية الشاملة الأسعار.
ـ تخلي الدولة عن دعم الشركات و تطبيق الخصخصة و تشجيعها.
ـ الحرية المطلقة للتجارة الخارجية و الرفع من الضرائب لدعم تمويل الخزينة.
ـ مراقبة شديدة لتعديل ميزان المدفوعات.
ـ تجميد الأجور و التخفيض من استثمارات القطاع العام.

المطلب الثالث: مزايا و مخاطر العولمة المالية .
تتضمن العولمة بعض الجوانب الايجابية و السلبية تتجلى في المزايا و المخاطر نذكر منها :
أ- المزايـا:
يرى أنصار العولمة المالية أنها تحقق مزايا عديدة بالنسبـة للدول الناميـة يمكن إجمالها في النقاط التالية:
ـ يمكن الانفتاح المالي الدول النامية من الوصول إلى الأسواق المالية للحصول على ما تحتاجه من أموال لسد فجوة في الموارد المحلية، أي قصور المدخرات عن تمويل الاستثمارات المحلية، مما يؤدي إلى زيادة الاستثمار المحلي و بالتالي معدل النمو الاقتصادي.
ـ تسمح حركة الاستثمارات الأجنبية المباشرة و استثمار الحافظة المالية بالابتعاد عن القروض المصرفية التجارية، و بالتالي الحد من زيادة حجم الديون الخارجية.
ـ تخفيف تكلفة التمويل بسبب المنافسة بين الوكلاء الاقتصاديين.
ـ تؤدي إجراءات تحرير النظام المصرفي و المالي إلى خلق بيئة مشجعة لنشاط القطاع الخاص إلى الحد من ظاهرة هروب رؤوس الأموال إلى الخارج.
ـ تساعد الاستثمارات الأجنبية على تحويل التكنولوجية.


ب- المخاطـر:
لقد أثبتت تجارب عقد التسعينات، أن العولمة المالية بالنسبة للدول النامية كثيراً ما أدت إلى حدوث أزمات و صدمات مالية مكلفة (المكسيك و النمور الآسيوية و البرازيل و روسيا...)، و يمكن إيجاز مخاطر العولمة المالية في النقاط التالية:

ـ المخاطر الناجمة عن التقلبات الفجائية للاستثمارات الأجنبية (خصوصاً قصيرة الأجل مثل استثمارات الحافظة المالية).
ـ مخاطر التعرض لهجمات المضاربة.
ـ مخاطر هروب الأموال الوطنية.
ـ مخاطر دخول الأموال القذرة(غسل الأموال).
ـ إضعاف السيادة الوطنية في مجال السياسة المالية و النقدية.
و لا يختلف كثيرا دور الاستثمارات الأجنبية الخاصة في تنمية البلدان الأقل نمواً عن تحرير التجارة، فهذه الاستثمارات تأتي لخدمة التجارة الخارجية و بدافع تحقيق الربح الوفير و السريع، فهي بالتالي تعمل على تقديم التقسيم الدولي القائم و لا تغييره لصالح الدول النامية، إذ أنّ رأي أنصار منظمة التجارة العالمية و المؤسسات الدولية الأخرى بأن تحرير التجارة و الاستثمارات الأجنبية يسهم بشكل فعال في تحقيق النمو الاقتصادي للدول تعترضه تحفظات، فكثيراً ما يكون النمو و الأداء للاقتصاد هو الذي يجلب الاستثمارات الأجنبية الخاصة و ليس العكس، حيث أن هذه الاستثمارات شأنها شأن القروض الخارجية الممنوحة من طرف المؤسسات المالية الدولية، مما تذهب إلى الدول التي تحتاج إلى هذه الأموال لرفع معدل نموها, كما يشهد بذلك توزيع هذه الاستثمارات بين مناطق العالم.
ففي عقد التسعينات مثلا اتجهت الحصة الكبرى من الاستثمارات الأجنبية إلى الدول الأجنبية إلى الدول الصناعية الكبرى (الولايات المتحدة الأمريكية و أوروبا و اليابان)، و بلغت أكثر من %15 كمتوسط.
و إن كانت الدول النامية قد أفلحت في زيادة حصتها من الاستثمارات فإن ذلك كان لصالح عشر دول ناشئة أو صاعدة و هي (الأرجنتين، البرازيل، تشيلي ، الصين، إندونيسيا، كوريا الجنوبية،ماليزيا و المكسيك و تايلاند)، حيث تستحوذ هذه الدول ثلاثة أرباع مجمل تدفقات رؤوس الأموال إلى البلدان النامية، و هذا التوزيع ينفد فرضية التوزيع الأمثل و العادل لرؤوس الأموال على الصعيد العالمي.
و إذا نظرنا إلى تركيبة هذه الأموال، فإننا نلاحظ المكانة الكبرى للاستثمارات الأجنبية المباشرة، و التزايد المطرد للاستثمار في الحافظة المالية عدى حساب القروض التجارية الأخرى، و هو ما يعكس رعية الدول المستقطبة لهذه الموال في مثل النوعين الأولين لكونهما يخلقان فرصا جديدة للتمويل و التشغيل دون إثقال الديون الخارجية للدول.


المطلب الرابع: استراتيجيات مواجهة تحديات العولمة المالية.
لا توجد الدول النامية في منزلة واحدة من التقدم و التنمية, و بسبب عدم وجود حلول شاملة, فإن المشاكل الداخلية التي على هذه الدول أن تتخطاهـا لجني ثمار سياسات الانفتاح و التحرير التجاري و جلب الاستثمارات الأجنبية، قد تختلف من بلد لآخر، و لضمان ذلك لا بد من تحقق جملة من الأهداف نذكـر منهـا:
أ- استقرار السياسات الاقتصادية الكلية:
يعتبر وجود سياسة اقتصادية كلية عامة ثابتة و مستديمة، شرطاً ضروريا للاستفادة من الإمكانات التي تتيحها عولمة الاقتصاد، فـي عقد التسعينات اتجهت الحصة الكبرى من لاستثمارات الأجنبية إلى الدول الصناعية الكبرى، و بلغت أكثر من 75 كمتوسط. و إن كانت الدول النامية قد أفلحت في زيادة حصتها من الاستثمارات فإن ذلك كان لصالح 10دول ناشئة أو صاعدة، يكمن مفتاح قيام اقتصاد سوق أكثر حيوية في الدول النامية في نوعية التصرف في المؤسسات العامة و في درجة ثقة الوكلاء.
ب- الاقتصاديين المحليين و الأجانب في هذا التسيير:
و يمكن إيجاز العوامل المؤثرة إيجابا في هذا الأداء في النقاط التالية:
ـ إطار مؤسساتي و قانوني يشجع تطور اقتصاد قائم على مؤسسات أكثر فعالية.
ـ خلق بيئة تنافسية تجعل السوق أكثر نجاعة.
ـ ضمان شفافية أكثر لنشاط المؤسسات الاقتصادية.
ج- تدعيم القطاع المالي:
أظهرت التجارب أن الدول التي تحضى بقطاع مالي و مصرفي متحرر و متطور هي في الغالب التي استفادت من الاستثمار،و حققت آداءاً اقتصاديا أفضل، كما برهنت هذه التجارب على أنّ نجاح الإصلاحات الهيكلية و قدرة الإقتصاد على مقاومة الصدمات الخارجية الفجائية، ترتبط بسلامة القطاع المالي و البنكي نظراً لأهمية القطاع المالي و البنكي و أهميته في رفع كفاءة الاقتصاد و تحقيق الاستقرار الكلي المنشود.
و من المنتظر أن تكون مسألة تحرير و هيكلة الأنظمة المالية محور نقاشات قادمة في منظمة التجارة العالمية، و صندوق النقد و البنك الدوليين، نظراً لحساسية هذا القطاع و التحديات التي تواجهه بعد أزمة نهاية التسعينات.



د- تنمية المصادر البشرية:
إن مسيرة التنمية في الدول الأقل نمواً مرتبطة بتحقيق معدلات نمو اقتصادية مرتفعة تفوق معدلات النمو الديمغرافي، لتضييق الفجوة بينها و بين الدول المتقدمة، و هذا الأمر يتطلب تحقيقه تطوير كفاءات القادرة على توليد التقنية الأكثر ملائمة من خلال التركيز على التعليم و البحث العلمي و التطويـر.
هـ - إصلاحات سياسية:
إن نجاح السياسات في البلدان النامية مرهون بإنجاز إصلاحات سياسية تسمح بمشاركة القوى الفاعلة و الكفاءات الحية في رسم القرارات الاقتصادية و السياسات المصيرية، و في ظل التحولات اتجهت مجموعة كبيرة من البلدان لإقامة تكتلات اقتصادية لمواجهة العولمة، و إثبات وجودها في منظومة الاقتصاد العالمي بعد تزايد عدد الموقعين على الجات التي أصبحت OMC ، منها المجموعة الاقتصادية الأوروبية، و منطقة التبادل الحر لأمريكا الشمالية، و رابطة دول جنوب شرق آسيا و المجموعة الاقتصادية الإفريقية.



الخاتمــــــــــــــــة.
من كل هذا، يتضح أن العولمة ليست (شراً خالصاً)، و لا (خيراً خالصاً) بالنسبة للبلدان النامية و أنها لن تؤدي بصورة آلية و تلقائية إلى الإضرار بها أو نفعها، و إنما الأمر يتوقف عليها أولا و أخيرا، فإذا ما أحسنت تدبير شؤون اقتصادها و أخذت بسياسات سليمة تزيد من قدرتها على المنافسة و تدعم مركزها التفاوضي مع الغير جاءت النتيجة خيراً و بركة، و إلا كانت عليها و على سكانها، و عليه فإن الترتيبات الأقلمة ليست نفيا للعولمة أو عرقلة لها، بل إنها إذا أقيمت على أسس سليمة و رشيدة تضيف للعولمة بأكثر ما يضيفه مجموع مساهمات الدول الأعضاء الداخلة فيها، و إنها تكفل شريكا أقوى في العولمة أكثر قدرة على أن يفيد الآخرين و أن يستفيد.
الملخص
وتأسيسا على ما ذكرناه فإن للعولمة جملة من الخصائص نوجزها فيما يلي :
- تلعب العولمة المالية دورا أساسيا في درجة تبعية الدول المتخلفة للدول المتقدمة من خلال المديونية الخارجية، إذ أصبحت تلك الديون أدوات مالية تتداولها البنوك و المؤسسات المالية العالمية.
- في ظل العولمة المالية، ظهرت التكتلات المالية العالمية لتسيطر على مصادر التمويل و توجهها الوجهة التي تخدم مصالح الدول الكبرى، أي أن العولمة المالية تؤثر على توزيع الادخار العالمي و توظيفاته في عالم وحيد القطب
- تسمح العولمة للمضاربين بتحقيق أرباح سريعة و كبيرة عبر المضاربة.
- استخدام عقود الخيارات و المشتقات المالية على العملات و أسعار الفائدة من أجل التغطية و الحماية من الأزمات.
- ظهور و توسع أسواق الأورودولار، بدأ من لندن ثم إلى بقية الدول الأوروبية.
- إدماج البترودولارات في الاقتصاد العالمي، بعد ارتفاع أسعار البترول و تجمع مبالغ ضخمة لدى الدول المصدرة للبترول فاقت احتياجاتها من التمويل، مما زاد في نسبة الادخار العالمي و ظهور القروض البنكية المشتركة.
- حرية تحرك رؤوس الأموال مهما كان شكلها بين دول العالم دون قيد و التي تهدف إلى تحقيق أرباح باستثماراتها في الدول التي هي في حاجة إلى موارد مالية.
- تسمح للدول النامية بالحصول على مصادر تمويل من الأسواق المالية الدولية لتغطية العجز الحاصل في المدخرات المحلية. وهذا ما يسمح لها بزيادة استثماراتها المحلية( إضافة إلى انفتاح هذه الدول).
- يمكن الاعتماد على طرق الاستثمار الأخرى كالاستثمارات الأجنبية المباشرة و الاستثمارات في المحافظ المالية لتفادي المخاطر الناجمة عن التمويل بواسطة القروض.
- الحصول على الأموال بتكاليف منخفضة لوجود المنافسة بين الممولين.
- يمكن الحد من هروب الأموال إلى الخارج بتحديث النظام المصرفي و المالي و توفير المناخ المناسب للقطاع الخاص الوطني.
ـ تساعد الاستثمارات الأجنبية على نقل التكنولوجيا و الخبرة في الإدارة و التسيير










رد مع اقتباس
قديم 2011-12-11, 22:43   رقم المشاركة : 1469
معلومات العضو
Amine.256
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اسم العضو :Amine

الطلب :بحث حول la chambre de compensation

المستوى :4 جامعي

أجل التسليم : أسرع مايمكن










رد مع اقتباس
قديم 2011-12-12, 08:35   رقم المشاركة : 1470
معلومات العضو
سعد 1980
عضو جديد
 
إحصائية العضو










B8 أريد مساعدتكة من فضلك

اسم العضو : سعد 1980
اسم البحث : الأوراق التجارية
المستوى : الثالثة جامعي
أجل التسليم : الخميس 15 نوفمبر










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
المستطاع, اوامر, تريدونه, تقدر, طلباتكم


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 20:57

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc