بعد ضغوط إسرائيلية.. الفيفا:
لا عقوبات على “أندية المستوطنات”
رفض الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”، مقترحًا رفعته لجنة دولية لإيقاف 6 أندية إسرائيلية تلعب بدعمٍ وإدارة من اتحاد الاحتلال لكرة القدم، لكونها تلعب داخل مستوطنات مقامة على أراضي الضفة الغربية المحتلة.
وتذرّعت الفيفا برفض معاقبة أندية المستوطنات، بأنه “ترفض التدخّل في الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي”، وأنها ستبقى محايدةً فيما يتعلق بالمسائل السياسية.
وذكر بيان الفيفا الذي صدر على هامش اجتماع مجلسها في مدينة كالكوتا الهندية، أنه “وبالنظر إلى أن الوضع النهائي لأراضي الضفة الغربية هو مصدر قلق سلطات القانون العام الدولي المختصة، يوافق مجلس الفيفا على أنه يجب عليه -وفقًا للمبدأ العام المنصوص عليه في نظامه الأساسي- أن يظل محايدًا فيما يتعلق بالمسائل السياسية”.
وتابع البيان، “قرّر مجلس الفيفا الامتناع عن فرض أي عقوبات أو تدابير أخرى على الاتحاد الإسرائيلي أو الفلسطيني، ويعلن أن المسألة مغلقة”، مؤكدًا على رفضه لأي نقاشٍ آخر حول القضية مالم “يتغيّر الإطار القانوني أو الواقعي” في الضفة المحتلة، رغم تأكيد مجلس الأمن الدولي في 23 ديسمبر/كانون أول 2016، من خلال نص القرار 2334، على موقف الأمم المتحدة من اعتبار بناء مستوطناتٍ إسرائيلية في الأراضي الفلسطينية “خرقًا للقانون الدولي”.
ويأتي قرار الفيفا مخالفًا أيضًا لدستورها، الذي يحظر إقامة دولة أندية لكرة القدم في أراضٍ تابعة لدولة أخرى عضو في “الفيفا”، ومشاركتها في مبارياتها، دون موافقة الدولة العضو في الهيئة، وهو ما حصل في حالة فلسطين والاحتلال الإسرائيلي اللذين يمتلكان عضويةً في اتحاد “الفيفا”.
وبهذه الصيغة التي خرج بها بيان الاتحاد الدولي، رأى مراقبون أن الفيفا “أغلقت الباب أمام محاولات الفلسطينيين منع إقامة مباريات لأندية إسرائيلية في الضفة الغربية؛ باعتبارها مقامة على أراضٍ محتلة”، ولم يستبعد المراقبون أن يكون الاحتلال قد مارس ضغوطًا على “الفيفا” لمنعه من اتخاذ عقوباتٍ ضد أندية المستوطنات.
وتوّلى الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، ملف ملاحقة اتحاد الاحتلال، لمطالبة المجتمع الكروي الدولي بفرض عقوباتٍ عليه، حتى يتم شطب “أندية المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية”.
ووفقًا لتقرير صادر عن منظمة هيومن رايتس ووتش في سبتمبر/أيلول الماضي، فإن 6 أندية إسرائيلية تمارس نشاطها في مستوطنات بالضفة الغربية، وهي، معاليه أدوميم (شرق القدس)، وأرئيل (قرب سلفيت)، وكريات أربع (في الخليل)، وجفعات زئيف (شرق القدس)، وبكعات هيردين (شرقي الضفة الغربية)، وأورانيت (شمالي الضفة الغربية).
كما ويشتكي الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، من القيود التي يفرضها الاحتلال على حركة وتنقّل لاعبيه بين الضفة الغربية وقطاع غزة والرحلات الدولية إلى خارج فلسطين، الأمر الذي برره اتحاد الاحتلال بأنه “لدواعٍ ومخاوف أمنية”.
https://www.qudsn.co/article/130541