۝۞مُفرَدَاتٌ قُرءانيّةٌ ۝ ومُصْطَلحَاتٌ فُرقَانِيَّةٌ۞۝ - الصفحة 90 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

۝۞مُفرَدَاتٌ قُرءانيّةٌ ۝ ومُصْطَلحَاتٌ فُرقَانِيَّةٌ۞۝

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-01-23, 14:32   رقم المشاركة : 1336
معلومات العضو
سَـآجدة
عضو فضي
 
الصورة الرمزية سَـآجدة
 

 

 
الأوسمة
أحسن خيمة رمضانية 1437هـ (3) 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قَاسِمٌ.قَاسِم مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
مامعنى كلمة؟
لَلْحُسْنَىٰ
من قوله تعالى:
﴿وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَٰذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَىٰ رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَىٰ ۚ فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ
فصّلت/50
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
فصّلت/50
{ إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَىٰ } [فصلت: 50] الجزاء الأحسن،
فكما أعطاني في الدنيا سيعطيني أحسن منه في الآخرة.

تفسير محمد متولي الشعراوي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

{ ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى} أي الجنة، واللام للتأكيد. يتمنى الأماني بلا عمل.
قال الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب : للكافر أمنيتان أما في الدنيا فيقول} لئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى}

تفسير القرطبي








 


رد مع اقتباس
قديم 2014-01-23, 14:33   رقم المشاركة : 1337
معلومات العضو
قَاسِمٌ.قَاسِم
عضو فضي
 
الصورة الرمزية قَاسِمٌ.قَاسِم
 

 

 
الأوسمة
وسام الوفاء المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الثالثة الموضوع المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنتصار قريب مشاهدة المشاركة
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
فصّلت/23

{ وَذَلِكُمْ.. } [فصلت: 23]
أي: أفعالكم التي فعلتموها
{ ظَنُّكُمُ ٱلَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ.. } [فصلت: 23]
ظننتم أنه سبحانه لا يعلم ما تفعلون
{أَرْدَاكُمْ.. } [فصلت: 23]
أهلككم هذا الظن
{ فَأَصْبَحْتُمْ مِّنَ ٱلُخَاسِرِينَ } [فصلت: 23].


تفسير محمد متولي الشعراوي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إضــــــــــــافة

فصّلت/23
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
...وقال محمد بن بشير فأحسن :
مضى أمسك الأدنى شهيدا معدلا *** ويومـــك هذا بالفعال شهيد فإن تك بالأمس اقترفت إســـاءة *** فثــن بإحسان وأنت حـميد ولا ترج فعل الخير مــنك إلى غد *** لعـــل غدا يأتي وأنت فــقيد قوله تعالى: (( وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم)) أي أهلككم فأوردكم النار. قال قتادة : الظن هنا بمعنى العلم. وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله فإن قوما أساءوا الظن بربهم فأهلكهم" فذلك قوله: (( وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم)) . وقال الحسن البصري : إن قوما ألهتهم الأماني حتى خرجوا من الدنيا وما لهم حسنة، ويقول أحدهم : إني أحسن الظن بربي وكذب، ولو أحسن الظن لأحسن العمل، وتلا قول الله تعالى: (( وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين)) . وقال قتادة : من استطاع منكم أن يموت وهو حسن الظن بربه فليفعل، فإن الظن اثنان ظن ينجي وظن يردي. وقال عمر بن الخطاب في هذه الآية : هؤلاء قوم كانوا يدمنون المعاصى ولا يتوبون منها ويتكلمون على المغفرة، حتى خرجوا من الدنيا مفاليس، ثم قرأ (( وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين)) .
تفسير الإمام القرطبي رحمه الله.










رد مع اقتباس
قديم 2014-01-23, 14:39   رقم المشاركة : 1338
معلومات العضو
قَاسِمٌ.قَاسِم
عضو فضي
 
الصورة الرمزية قَاسِمٌ.قَاسِم
 

 

 
الأوسمة
وسام الوفاء المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الثالثة الموضوع المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنتصار قريب مشاهدة المشاركة
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
فصّلت/25
{ وَقَيَّضْنَا لَهُمْ.. } [فصلت: 25]
يعني: أعددنا لهم وهيّأنا لهم { قُرَنَآءَ.. } [فصلت: 25]
أصحاباً يلازمونهم،
وأصل المقايضة في البيع والشراء كأنْ تدفع الثمن وتأخذ السلعة؛ لأن الله تعالى يريد للعبد أنْ يسير على طريق الخير الذي رسمه الله له،
وطريق الخير المرسوم لك من الله يريد منه أنْ يؤكد صدقك في التوجه إليه،
فيأتي قرناء يعترضون طريقك ويحاولون صَرْفك عنه.

تفسير محمد متولي الشعراوي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إضــــــــــــافة

فصّلت/25
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : (( وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاء )) يَعْنِي تَعَالَى ذِكْره بِقَوْلِهِ : (( وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاء )) وَبَعَثْنَا لَهُمْ نُظَرَاء مِنَ الشَّيَاطِين , فَجَعَلْنَاهُمْ لَهُمْ قُرَنَاء قَرَنَّاهُمْ بِهِمْ يُزَيِّنُونَ لَهُمْ قَبَائِح أَعْمَالهمْ , فَزَيَّنُوا لَهُمْ ذَلِكَ . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل .
تفسير الإمام الطبري رحمه الله.










رد مع اقتباس
قديم 2014-01-23, 14:39   رقم المشاركة : 1339
معلومات العضو
سَـآجدة
عضو فضي
 
الصورة الرمزية سَـآجدة
 

 

 
الأوسمة
أحسن خيمة رمضانية 1437هـ (3) 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قَاسِمٌ.قَاسِم مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
مامعنى كلمة؟
نَأَىٰ / عَرِيضٍ
من قوله تعالى:
﴿ وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَىٰ بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ
فصّلت/51
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
فصّلت/51
{وَنَأَى بِجَانِبِهِ } يعني استدار بظهره،
إذن: أعرض بوجهه ثم بجنبه ثم بظهره،
وهذا الترتيب تجده نفسه
في قوله تعالى:

{ وَٱلَّذِينَ يَكْنِزُونَ ٱلذَّهَبَ وَٱلْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ } [التوبة: 34-35].

قالوا: نزلت فيمَنْ ردَّ السائل المحتاج فأعرض عنه أولاً بوجهه،
ثم بجنبه، ثم بظهره،
فكأن الجزاء من جنس العمل،
وبقدر الكنز يكون الكَيّ،
والعياذ بالله.


وقوله تعالى: {وَإِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ } [فصلت: 51] مسَّه مجرد مَسٍّ { فَذُو دُعَاءٍ } [فصلت: 51]
يعني هو صاحب دعاء { عَرِيضٍ } مستمر ونلحظ أنه لم يقُل دعاء طويل،
الشيء له طول وله عرض،
والطول أكبر من العرض،
لكن القرآن يستخدم العرض للدلالة على كِبَر الشيء كما في قوله تعالى في وصف الجنة:

{ عَرْضُهَا ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلأَرْضُ } [آل عمران: 133]
فإذا كان عَرْضها السماوات والأرض وهي أوسع ما نراه،
فما بالك بطولها؟
تفسير محمد متولي الشعراوي









رد مع اقتباس
قديم 2014-01-23, 14:57   رقم المشاركة : 1340
معلومات العضو
سَـآجدة
عضو فضي
 
الصورة الرمزية سَـآجدة
 

 

 
الأوسمة
أحسن خيمة رمضانية 1437هـ (3) 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قَاسِمٌ.قَاسِم مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
مامعنى الآية الكريمة؟

من قوله تعالى:
﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
فصّلت/53
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
فصّلت/53
قلنا: إن السين في { سَنُرِيهِمْ } تفيد الاستقبال،
لذلك ستظل هذه الكلمة لها موضع إلى يوم القيامة
ستظل صادقة في كل زمان
{ آيَاتِنَا} أي: الآيات الكونية الدالة على قدرة الله وبديع صُنْعه
{ فِي ٱلآفَاقِ } جمع أفق وهو متسع امتداد نظرك إلى أن تنطبق السماء على الأرض.


والآفاق هنا تعني السماء والأرض،
ومنه قولنا فلان أُفقه واسع إذا كان بعيد النظر في المسائل المعنوية،
وبقدر ما تتسع البصائر تتسع الرؤية.


قوله تعالى: { سَنُرِيهِمْ }
يعني: في المستقبل هل تعني أن الله تعالى لم يرُهم آياته من الماضي؟ لا بل أراهم آيات كثيرة،
لكنهم غفلوا عنه وأغمضوا أعينهم عنها،

والحق سبحانه لا شريكَ له ولا مناوئ يخالف هذا الوعد

إنما في كل آفاق الدنيا { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي ٱلآفَاقِ } [فصلت: 53].

وكانت دعوة الإسلام مؤهلة لهذا الانتشار من عدة جوانب.

أهمها: أن العرب أمة حروب وقتال بطبيعتها لا تحتاج إلى تدريب، لذلك لما أراد رسول الله أنْ يحارب لم ينشئ كلية حربية ولا درَّب أحداً على فنون القتال،
بل وجد قوماً جاهزين للقتال،
خبراء بفنونه وأساليبه،
كان الواحد منهم كلما سمع هيعة صار إليها،
ذلك لأن القبائل العربية كما تعلمون كانوا في قتال مستمر،
ومن الحروب بينهم ما استمر أربعين سنة.
ثانياً: كان العرب أهل ترحال وتنقل،
لا يعرفون التوطن ولا الاستقرار،
فبيت العربي على ظهر جملة يضربه أينما حَلَّ وحيثما وُجد الماء والكلأ،
فعدم تعلّق العربي بموطن جعله مستعداً لأنْ يسيح بالإسلام في كل آفاق الدنيا وكل أجاء العالم.


ولم تكُنْ مصادفة أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم أمياً في أٌمّة أمية لا تعرف القراءة ولا الكتابة،
ولم يكُنْ لها ثقافة ولا حضارة. وهذه الصفات كلها وإنْ كانت عيوباً في الأمم الأخرى إلا أنها في أمة الإسلام وفي نبي الإسلام شرفٌ وميْزة،
ولو كان العرب أمة علوم وثقافة وأمة حضارة ورُقيٍّ لقالوا عن الإسلام قفزة حضارية.


هذه أمور ثلاثة مهدت لنصرة الإسلام ولانتشاره في كل آفاق الأرض، وكأن الله تعالى يقول للكافرين ولمن صادم دين الله وعاند رسوله وغفل عن قوله تعالى:
{ وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا ٱلْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ ٱلْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلْغَالِبُونَ } [الصافات: 171-173]
سنريهم آيات أخرى لن تغفلوا عنها في نصرة الإسلام وسياحته في آفاق الأرض شرقاً وغرباً.


لذلك يأتي لنا بصورة تُضحكنا عليهم وتغيظهم،
حيث يقول سبحانه:

{ مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ ٱللَّهُ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى ٱلسَّمَآءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ }
[الحج: 15].

يعني: يربط نفسه بحبل إلى السماء،
ثم يقطع هذا الحبل لينزل مثل المشنوق،
ثم ينظر هل يُذهِب غيظه أم لا،
والمعنى أنه سينتهي ويموت غيظه لن ينتهي.


وانظر إلى الإسلام في بداية أمره كيف بدأ وقام بالضعفاء والعبيد، تلاهم الكبار والسادة،
ولما ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم ليدعو أهل الطائف فلاقى منهم ما لاقى من الإيذاء والاستهزاء،
ولم يجد أحداً يحميه أو ينزل بجواره إلا المطعم بن عدي وهو كافر، لكن سخَّره الله تعالى لحماية رسوله

{ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ } [المدثر: 31]
كذلك في رحلة الهجرة اتخذ عبد الله بن أريقط دليلاً على الطريق،
وكان أيضاً كافراً.


ثم يقول لهم: انظروا إلى أرض الإسلام وأرض الكفر، فالإسلام بدأ وانطلق من أم القرى وما حولها،
وهو الآن يغزو الأرض كلها من المشرق إلى المغرب،
فأرض الإسلام تزداد اتساعاً،
وأرض الكفر تزداد تناقصاً:

{ أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي ٱلأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَٱللَّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ } [الرعد: 41]
أو لم يأخذوا من ذلك عبرة

{ وَٱللَّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ }
[الرعد: 41].

فهل بعد ذلك شك في نُصرة الله لدينه؟ ألم تغزُ هذه الأمة الأمية أعظم حضارتين على وجه الأرض آنذاك،
هما حضارة فارس في الشرق، وحضارة الروم في الغرب،
وفي وقت واحد وزمن متقارب، حتى أن هؤلاء كان عندهم طرق للحرب وفنون لا يعرفها العرب ولا يجيدونها، ومع ذلك انتصروا عليهم.

رووا أنهم كانوا يستخدمون الأفيال في الحروب،
ولم يكُنْ العرب يعرفون شيئاً عنها، لكن ألهم الله تعالى سيدنا سعد بن أبي وقاص إلى حيلة يتغلب بها على الفيل، واهتدى إلى أن خرطوم الفيل نقطة ضعف فيه،
فصنع لذلك سيوفاً خاصة يضرب بها خراطيم الأفيال فتسقط.


ثم يدخل الإسلام هذه البلاد شرقاً وغرباً في نصف قرن من الزمان،
ويجد له أن هناك أنصاراً ومحبين، منهم مَنْ دخل الإسلام طواعية اقتناعاً،
ومنهم مَنْ وجد في الإسلام ضالته حيث عدالة الإسلام وسماحته في مقابل جَوْر الحكام هناك وكثرة المظالم والفساد.


هذه كلها آيات نفهمها من قوله تعالى: { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي ٱلآفَاقِ } [فصلت: 53] فالفتح الإسلامي الذي عَمَّ العالم كله آية من الآيات،
هذا الانتشار الواسع للإسلام لم تستطيعوا أن تصدوه،
لأن الله وعد به عباده المؤمنين ووعد به رسله،
والحق سبحانه لما وعد الرسل بالنصرة لم يعدهم سراً إنما في قرآن يُتلى إلى يوم القيامة ويُجهر به، قرآن تكفَّل الله بحفظه وصيانته،
والعادة أنك تحفظ ما لك لا ما عليك،
أما الحق سبحانه فيحفظ وعده الذي تكفل به لأنه واثق أنه واقع لا محالة.


ومن المعاني التي نفهمها من الاستقبال في { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي ٱلآفَاقِ } [فصلت: 53]
أن المسلمين كانوا في بداية الأمر مضطهدين غير مأمورين بقتال،
وربما مات بعضهم قبل أن يتحقق وعد الله بالنصر، فلما قرأوا:
{ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي ٱلآفَاقِ } [فصلت: 53]
علموا أن النصر قادم حتى ولو ماتوا قبل أنْ يروا فرحته.


وتعلمون أن الله لم يأمر المسلمين بالقتال إلا بعد أنْ تمكَّن الإيمان من نفوسهم، واستقرتْ العقيدة في قلوبهم، حتى أن بعضهم يقول لسيدنا رسول الله: يا رسول الله،
أليس بيني وبين الجنة إلا أنْ أقاتل هؤلاء فيقتلونني؟
فيقول له رسول الله: بلى فيلقى الرجل تمرة كان يمضغها ويبادر بنفسه إلى ساحة القتال،
ويُعجِّل المسير إلى الشهادة لما استقر في نفسه من عقيدة علَّمته أنه ذاهب إلى أفضل مما هو فيه ومُقبلٌ على جنة عَرْضُها السماوات والأرض.


وسوف تظل هذه السين الاستقبالية { سَنُرِيهِمْ }
باقية تمدنا بعطاء لا ينتهي حتى قيام الساعة التي ستكون هي الآية الكبرى سنريهم آيات في كل زمان،
آيات في صالح هذا الدين ونُصْرة أهله في كل الآفاق.


وقوله تعالى: { وَفِيۤ أَنفُسِهِمْ } [فصلت: 53]
يعني: آيات في الأنفس،
في الأشخاص،
في لحمك ودمك وروحك، في أعضائك وأجزائك،
في كل شيء فيك آية لو تدبرت.


الحق سبحانه وتعالى خلق الإنسان من طين،
وأخبرنا بكيفية الخلق ومراحله،
ومحمد صلى الله عليه وسلم لم يكُنْ عالماً من علماء التشريح ولا يعرف علم الأجنة إنما علَّمه ربه الأعلى،
وجاء العلم الحديث ليثبت صدق ما أخبر به في مسألة خلق الإنسان من طين،
وأن نسله من سلالة من ماء مهين،
وأنه كان نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظاماً،
ثم كسى العظام لحماً.
وها هو العلم يكشف لنا كل يوم عن جديد في أنفسنا وعن عجائب لم نكُنْ نعرفها في أنفسنا من قبل،
إنك حين تقرأ آخر ما توصلتْ إليه العلوم في جسم الإنسان تعلم أنك في ذاتك عالمٌ عجيب وبناء محكم دقيق،
وصدق القائل:
وَتحسَبُ أنَّكَ جِرْمٌ صَغِير***وََفِيكَ انْطَوَى العَالَم الأكْبَرُ
وسبق أنْ تحدثنا عن بعض عجائب الخَلْق وقلنا
مثلاً: أن حرارة الجسم العادية 37 ْ تجدها حرارة مَنْ يعيش عند خط الاستواء، وحرارة مَنْ يعيش عند القطبين،
ومع ذلك لا يحدث استطراق حراري داخل الجسم، فتجد كل عضو من الأعضاء يحتفظ لنفسه بالحرارة التي تناسبه،
فالكبد درجة حرارته 40 ْ والعين لا تزيد عن 9 ْ، وهما في جسم واحد،
ولا يحدث بينهما استطراق حراري.


تأمل الدم سائل الحياة في الجسم كله وكيف يحتفظ لنفسه بدرجة من السيولة لو زاد عنها يحدث نزيف،
ولو قلَّتْ تحدث جلطة وشلل والعياذ بالله.


تأمل الكليتين وما فيهما من أسرار وقدرة وإبداع،
فالكلية لو حدث لها فشل عن أداء وظيفتها تقوم الأخرى بمهمتها،
ويكفي الجسم أن يعيش بكلية واحدة لو فُقدِت الأخرى،
لذلك قلنا بتحريم نقل الكلية من شخص لآخر؛
لأن الخالق سبحانه جعل لنا كليتين،
كل كلية منهما فيها مليون خلية مستعدة للعمل لا يعمل منها سوى مائة ألف فقط، فإن توقفت هذه المائة تبعتها المائة الثانية وهكذا.


فكيف إذا يحدث الفشل الكلوي؟
قالوا: يحدث من أن المائة ألف أدَّتْ مهمتها ثم توقَّفت ولم تنتبه المائة ألف الثانية لكي تقوم بمهمتها،
فحين نأخذ من شخص كليته ونعطيها لشخص آخر نقول: هذا إجرام وانتحار،
لأن الكلية الباقية لو توقفتْ لا بدَّ أن يموت الإنسان.


ومن العجائب وآيات الخَلْق سبحانه في الإنسان آية الجلد وما فيه من أسرار،
فهمناها من قوله تعالى في الحديث عن عذاب الكافرين:

{ كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَٰهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ }
[النساء: 56].

تعلمنا من هذه الآية أن الجلد هو موضع الإحساس، فلو حُرِق لا يحدث الإحساس؛ لذلك الحق سبحانه يُجدد لهم جلودهم ليذوقوا العذاب وليستمر الإيلام، والعالم لا يعرف هذه المسألة إلا بعد الحرب العالمية، فقد توصل الألمان إلى أن الجلد هو آلة الإحساس في الجسم، بدليل أنك حين تأخذ مثلاً حقنة لا تؤلمك إلا بمقدار نفاذ الإبرة من طبقة الجلد بعدها لا تشعر بالألم، فالقرآن سبق العالم كله إلى هذه الآية.

ومن آيات الله في الأنفس أنك تجد بداخل الجسم صيدلية طبيعية تعالج ما يحدث في الجسم من خلل،
هذه الصيدلية أخذناها من قوله تعالى:

{ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ } [الحج: 5]
فالمخلَّقة: هي التي تكوَّن منها الجسم بأعضائه وجوارحه المشاهدة،
وغير المخلقة الموجودة داخل الجسم كاحتياط له تكمل ما نقص منه وتعالج ما مرض فيه،
لذلك رأينا أحدث علاج للجروح والدمامل مثلاً أنْ تتركها لمقاومة الجسم الطبيعية حيث تلتئم دون تدخل بمواد كيماوية تضر وتترك أثراً في الجلد.


تأمل أيّ عضو من أعضائك،
وأيَّ جهاز من أجهزة جسمك، تأمل كيفية بناء هذا الإنسان على هذه الهيئة المعتدلة المستقيمة،
وكيف يسير معتدلاً مرتفع الهامة،
تأمل كفَّ يدك وما فيه من أصابع وما فيه من تناسق وتناسب وانسيابية.


انظر إلى جهازك الهضمي أو التنفسي،
انظر إلى قلب هذه العضلة لتي لا تزيد عن قبضة اليد الواحدة،
كيف أنها تعمل دون توقف منذ الميلاد وحتى الوفاة،
كلها آيات وعجائب وأسرار دالة على قدرة الخالق وبديع صنعته سبحانه في الأنفس.


ويظل عطاء هذه الكلمة { سَنُرِيهِمْ } ممتداً في الزمان كله وكل يوم نشاهد جديداً وآية وعجيبة من عجائب الخلق في الآفاق وفي الأنفس، ولما تستقرئ القرآن تجده قد استوعب في هذه المسألة الماضي والحاضر والمستقبل، فقال:
{ أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي ٱلأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا.. }
[الرعد: 41] وقال في المستقبل
{ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي ٱلآفَاقِ وَفِيۤ أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ ٱلْحَقُّ } [فصلت: 53].


باقي في الاستقبال سوف وهي للمستقبل البعيد،
قالوا: هي لأمور الآخرة كما في قوله تعالى:

{ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ }
[هود: 39].

وفَرْق بين استقبال الفعل من الله تعالى واستقباله من البشر، نحن نقول: ماضي ومضارع ومستقبل.
أما بالنسبة للحق سبحانه فيستوي عنده الزمن كله، اقرأ قوله تعالى:

{ أَتَىٰ أَمْرُ ٱللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ }
[النحل: 1] والمراد هنا القيامة.

لذلك وقف المستشرقون عند هذه الآية يتهمون القرآن بالتناقض
{ أَتَىٰ} تدل على الماضي و { تَسْتَعْجِلُوهُ} تدل على المستقبل،
لكن يجب أنْ نعلم أن المتكلم هنا هو الله عز وجل الذي يملك الزمن كله، فحين يقول (أتى) يقولها برصيد قدرته ووحدانيته، حيث لا يوجد له معارض يمنع حدوث الفعل، فالقيامة لأنها حقٌّ واقع لا محالة عبَّر عنه بالماضي كأنه أتى بالفعل.


قوله تعالى: { سَنُرِيهِمْ } دلَّتْ على أن هذه الآيات مُوزَّعة على الزمنن بحيث يجيد كل جيل في القرآن عطاءً جديداً، فنحن الآن نعرف من آيات الله في الكون وفي الأنفس ما لم يكُنْ يعرفها أحد على زمن رسول الله مع أنها موجودة وأخبر الله بها في القرآن.

سألتُ مرة بعض إخواننا المختصين بالنواحي الاقتصادية في العالم قُلْتُ لهم: متى عرف الإنسانُ (الأسانسير)؟ قالوا: سنة كذا يعني في القرن العشرين، قلت: فاقرأوا قوله تعالى:
{ وَلَوْلاَ أَن يَكُونَ ٱلنَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِٱلرَّحْمَـٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ }
[الزخرف: 33] والمعارج أي: ما نعرفه الآن بـ (الأسانسير).

كذلك البواخر والسفن العملاقة المكوَّنة من طوابق، والتي تظهر في البحار وكأنها مدينة متحركة لم تكُنْ بهذه الصورة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أخبر الله بها في سورة الرحمن:
{ وَلَهُ ٱلْجَوَارِ ٱلْمُنشَئَاتُ فِي ٱلْبَحْرِ كَٱلأَعْلاَمِ }
[الرحمن: 24] إذن: الحق سبحانه خلق وعلم ما سيحدث لخلقه في المستقبل.

فإنْ قلتَ: فلماذا لم تظهر هذه الآيات في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وفي زمن صحابته؟ قالوا: لو ظهرت هذه الآيات الكونية معاصرة لزمن النبي وصحابته لأفرغ القرآن معجزاته وآياته في قرن واحد، واستقبلت القرون التالية القرآن بدون عطاء جديد، وبدون آيات تبهرهم وتدلهم على قدرة الخالق سبحانه.

فالله تعالى أراد أنْ يظلَّ استقبال الأجيال للقرآن استقبالاً جديداً، بحيث يكون لكل جيل نصيب من عطاء القرآن ليثبت لنا أن الذي أنزل القرآن قديماً أخبر فيه بما يحدث في المستقبل، وأنه سبحانه إله واحد ليس معه شريك يردُّ عليه ما قال.

وقوله تعالى: { حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ ٱلْحَقُّ } [فصلت: 53] أي: يتضح لهم أن القرآن حيث وأن الله حق،
والحق هو الشيء الثابت الذي لا يتغير، وضده الباطل،
والباطل متغير زاهق،
الحق أبلج،
والباطل لجلج.


الله تعالى يُصوِّر لنا الحق والباطل في مثال مادي مشاهد، فيقول سبحانه:
{ أَنَزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَٱحْتَمَلَ ٱلسَّيْلُ زَبَداً رَّابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي ٱلنَّارِ ٱبْتِغَآءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذٰلِكَ يَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلْحَقَّ وَٱلْبَاطِلَ فَأَمَّا ٱلزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَآءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي ٱلأَرْضِ }
[الرعد: 17].

فالله تعالى هو الحق، ما يقوله حق،
ومن الناس مَنْ يعرف وجه الحق فيه، ومنهم مَنْ يرتاب وتَخْفى عليه الآيات لفترة ثم تصل بهم الأحداث إلى أنْ يعرفوا أنه الحقُّ من الله الحق،
فعلاً ووجوداً.


وقد ينتصر الباطل ويعلو في فترة من الفترات، لكن لا بُدَّ أن تكون الجولة الأخيرة للحق؛
لذلك قالوا: دولة الباطل ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة،
والمؤمن الواعي الواثق بنصر الله لا يبالي لانتصار الباطل فهو موقوت،
وينتظر اللحظة التي يعلو فيها الحق ويزهق فيها الباطل.


المؤمن يعلم أن الباطل حين يعلو يكون جندياً من جنود الحق، فالباطل يُظهر الحق لمن لا يعرفه،
والضد يظهر حُسْنه الضد، ولولا أن الناس شَقُوا بالباطل وعضَّتهم الأحداث ما عرفوا الحق وما اشتاقوا إليه.


لذلك لما تتأمل النسق القرآني في قوله تعالى:
{ وَجَعَلَ كَلِمَةَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلسُّفْلَىٰ وَكَلِمَةُ ٱللَّهِ هِيَ ٱلْعُلْيَا }
[التوبة: 40] تعلم أن الحق ثابت،
وأنه الأصل الذي عليه قامت أمور الخَلْق كلها،
فكلمة الذين كفروا قد تعلو لكن ينتهي بها الأمر إلى أنْ تكون هي السفلى،
جعلها الله سفلى فهي جَعْل من الله.
أما

{ وَكَلِمَةُ ٱللَّهِ هِيَ ٱلْعُلْيَا }
[التوبة: 40] تجد (كلمة) هنا مبتدأ،
فهي في أصلها عليا، ليست جَعْلاً كالأولى،
يعني لم تكُنْ أبداً سفلى،
ثم جعلها الله عُلْيا هي بطبيعتها عليا.
إذن: نقول: إن الباطل يعلو لبعض الناس بأحداثه فينتبهوا للحق.


ثم يقول سبحانه { أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } [فصلت: 53]
بلى كفى به سبحانه شاهداً ومطلعاً لا تَخْفى عليه خافية،
كأن الحق سبحانه يقول لهم ما كان يصح منكم أنْ تنتظروا الآيات لتُصدِّقوا الرسول،
بل كان عليكم أنْ تصدقوه بمجرد أن يقول لأن الله شهيد عليه،
والله سبحانه ليس له معارض يعارضه ويرد حكمه.


لذلك قلنا: لماذا أصبح الصِّدِّيق صِدِّيقاً؟ لأنه لما قيل له إن صاحبك يدَّعي أنه نبي لم يزدْ على أن قال لتوِّه: إنْ كان قد قال فقد صدق، هكذا دون أن يناقش المسألة،
كذلك لما بلغه خبر الإسراء والمعراج قال نفس قولته الأولى،
ولم ينتظر حتى ينزل القرآن،
فيخبرهم بذلك وبعدها يُصدِّق.


فالقرآن إنما ينزل يقنع الكافر المعاند أو الشّاكَ المرتاب،
والصِّديق رضي الله عنه كان في أعلى درجات اليقين والإيمان،
وكَفَاه تاريخ محمد سيرته فيما مضى،
فأخذ من صِدْقه في الماضي دليلاً على صِدْقه في الحاضر.


كلمة { شَهِيدٌ } [فصلت: 53] هنا تحمل معنى الشاهد الذي يثبت الحق، والقاضي الذي يحكم فيه،
والمنفذ الذي ينفذ الأحكام.


تفسير محمد متولي الشعراوي









رد مع اقتباس
قديم 2014-01-23, 15:03   رقم المشاركة : 1341
معلومات العضو
سَـآجدة
عضو فضي
 
الصورة الرمزية سَـآجدة
 

 

 
الأوسمة
أحسن خيمة رمضانية 1437هـ (3) 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قَاسِمٌ.قَاسِم مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ختامُ سورةِ فُصّلت
ــــــــــــــــــــــــــــ
مامعنى كلمتي؟

من قوله تعالى:
﴿أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ ۗ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ

فصّلت/54
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
فصّلت/54

(مِرْيةٍ) من هذا اليوم أي شك وارتياب وتردد،
والمِرْية أيضاً من المراء،
وهو الجدال بالباطل والعناد والمكابرة على قبول الحق والانصياع له؛
لذلك قالوا: الجدل هو النقاش الموصِّل إلى شيء بين طرفين،إلى نتيجة،
أما المراء فهو جدل ينتصر فيه كل طرف لنفسه،
ولا يعنيه الوصول إلى الحق.

والأمر المخزي هنا أنهم في مرية،
لم يقل من الجنة وإنما{ فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَآءِ رَبِّهِمْ } [فصلت: 54] فهذا هو الكسوف الكبير والخجل والخزي،
كما قالوا: موقف يتساقط فيه لحم الوجه خجلاً من الحق سبحانه، وقد عادوا إليه هذا العَوْد المؤسف،
وجدوا أنفسهم أمام الحق سبحانه وقد كفروا به في الدنيا وجحدوه وأنكروه،
ثم تفاجئهم هذه الحقيقة

والله لو قال في مرية من نعيم ربهم لكانت مقبولة،
والناس تتفاوت مراتبهم ودرجاتهم في العمل الصالح،
فمنهم مَنْ يعمل خوفاً من النار،
ومنهم مَنْ يعمل طمعاً في الجنة،
ومنهم مَنْ يعمل حباً في الله الذي كلَّفه وإرضاءً له سبحانه،
لا خوفاً من ناره، ولا طمعاً في جنته،
إنما يعمل لذات الله.


******************
{ أَلاَ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيط} [فصلت: 54]
تقرير لحقيقة أخرى بدأن أيضاً بـ { أَلاَ } الاستفتاحية،
والمعنى أنه سبحانه يحيط علمه بكل شيء إحاطة تامة لا يفلت أحدٌ منها،
ولا يغيب عنها مثقالُ ذرة في السماوات ولا في الأرض، والمحيط هو الدائرة التي تلفُّ الشيء من كل جوانبه.




تفسير محمد متولي الشعري









رد مع اقتباس
قديم 2014-01-23, 15:44   رقم المشاركة : 1342
معلومات العضو
قَاسِمٌ.قَاسِم
عضو فضي
 
الصورة الرمزية قَاسِمٌ.قَاسِم
 

 

 
الأوسمة
وسام الوفاء المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الثالثة الموضوع المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










M001 فائدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إضــــــــــــافة

فصّلت/49
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
.
(( فيئوس قنوط)) (( فيئوس)) من روح الله (( قنوط)) من رحمته. وقيل: (( يئوس)) من إجابة الدعاء (( قنوط)) بسوء الظن بربه. وقيل: (( يئوس)) أي يئس من زوال ما به من المكروه (( قنوط)) أي يظن أنه يدوم؛ والمعنى متقارب..
تفسير الإمام القرطبي رحمه الله.


الفرق بين" اليأس" و "القنوط"

للإستزادة في الفرق بين الياس والقنوط مجلة البحوث الإسلامية









رد مع اقتباس
قديم 2014-01-23, 17:55   رقم المشاركة : 1343
معلومات العضو
نور2014
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية نور2014
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قَاسِمٌ.قَاسِم مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..

وأدعوكم وأحمّلكم الدّعاء بالشفاء والتوفيق في امر تعذّر عليّ إتمامه يتوّقف عليه مسار عملي كله لعل الله ييسره سبحانه في ظهر الغيب ولا تتركوا دعاء في الموضوع بارك الله فيكم جميعا
ونشكر الإخوة الذين مروا بين الفينة والأخرى ونعتذر لهم ونشكر كل من ناب علينا في الرّد عليهم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك وييسر أمرك ويحقق امالك عاجلا غير آجل
استاذي الفاضل قاسم
ندعولكم بظهر الغيب دوما
جزاك الله خيرا











رد مع اقتباس
قديم 2014-01-23, 19:15   رقم المشاركة : 1344
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قَاسِمٌ.قَاسِم مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إضــــــــــــافة

فصّلت/49
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
.
(( فيئوس قنوط)) (( فيئوس)) من روح الله (( قنوط)) من رحمته. وقيل: (( يئوس)) من إجابة الدعاء (( قنوط)) بسوء الظن بربه. وقيل: (( يئوس)) أي يئس من زوال ما به من المكروه (( قنوط)) أي يظن أنه يدوم؛ والمعنى متقارب..
تفسير الإمام القرطبي رحمه الله.


الفرق بين" اليأس" و "القنوط"

للإستزادة في الفرق بين الياس والقنوط مجلة البحوث الإسلامية
الصرف:
(قنوط)، صيغة مبالغة اسم الفاعل من الثلاثيّ قنط، وزنه فعول بفتح الفاء.
(نأى)، فيه إعلال بالقلب، أصله نأى- بياء في آخره- مصدره النأى .. تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا (عريض)، صفة مشبّهة من الثلاثيّ عرض باب كرم، وزنه فعيل.
البلاغة
الاستعارة المكنية التخييلية: في قوله تعالى «فَذُو دُعاءٍ عَرِيضٍ».
«عريض» أي: كثير مستمر، مستعار مما له عرض متسع، وأصله مما يوصف به الأجسام، هو أقصر الامتدادين، ويفهم في العرف من العريض الاتساع، وصيغة
المبالغة وتنوين التكثير يقويان ذلك. وطبعا استعارة العرض أبلغ من استعارة الطول، لأنه إذا كان عرضه كذلك فما ظنك بطوله، حيث شبه الدعاء بأمر يوصف بالامتداد ثم أثبت له العرض.
الفوائد
- حذف المبتدأ ..
1- يكثر حذف المبتدأ في جواب الاستفهام كقوله تعالى: وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ؟ نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ أي هي نار اللّه وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ؟ فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ أي هم في سدر مخضود.

2- وبعد فاء الجواب: كقوله تعالى مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها أي فعمله لنفسه وإساءته عليها. وكذلك كما في قوله تعالى في هذه التي نحن بصددها وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُسٌ قَنُوطٌ أي فهو يئوس قنوط.
3- وبعد القول: كقوله تعالى: قالُوا: أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ أي:هي أساطير الأوّلين.
4- وبعد ما الخبر صفة له في المعنى: كقوله تعالى: التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ أي هم التائبون. فالتائبون خبر للمبتدأ هم المحذوف كإعراب، أما كمعنى فهو صفة له. وكذلك (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ) أي هم صمّ.
5- وقد وقع في غير ذلك أيضا كقوله تعالى: لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ مَتاعٌ قَلِيلٌ أي تقلبهم متاع. و(لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ) أي هذا بلاغ. و(سُورَةٌ أَنْزَلْناها) أي هذه سورة.
الكتاب : الجدول في إعراب القرآن
المؤلف : محمود بن عبد الرحيم صافي (المتوفى : 1376هـ)











آخر تعديل أيمن عبد الله 2014-01-23 في 19:18.
رد مع اقتباس
قديم 2014-01-23, 20:06   رقم المشاركة : 1345
معلومات العضو
قَاسِمٌ.قَاسِم
عضو فضي
 
الصورة الرمزية قَاسِمٌ.قَاسِم
 

 

 
الأوسمة
وسام الوفاء المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الثالثة الموضوع المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
تمت بحمد الله ومنّه وكرمه
بيان ألفاظ سورة فصّلت
الجزء الأوّل(01-36)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
سورة فصّلت أو: السجدة
مكيّة، وهي أربع وخمسون آية.
تسميتها:
سمّيت سورة فصلت لافتتاحها بقوله تعالى: كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ .. وقد فصّل اللّه تعالى فيها الآيات، وأوضح الأدلة والبراهين على وجوده وقدرته ووحدانيته، من خلقه هذا الكون العظيم وتصرفه فيه. وتسمى أيضا حم، السجدة لأن رسول اللّه ص عند قراءة أولها على زعماء قريش حتى انتهى إلى السجدة منها، سجد.
مشتملاتها:
موضوع هذه السورة مثل موضوع باقي السّور المكية وهو إثبات أصول العقيدة: «الوحدانية، الرّسالة والوحي، البعث والجزاء».
ابتدأت بوصف القرآن العظيم بأنه المنزّل من عند اللّه بلسان عربي مبين، والذي يبيّن أدلة قدرة اللّه وتوحيده، وكونه المبشّر المنذر، والذي يثبت صدق النّبي محمد ص فيما جاء به من عند ربّه.
وأبانت موقف المشركين وإعراضهم عن تدبّره، وقررت حقيقة الرسول ص وأنه بشر خصّه اللّه تعالى بالوحي المتضمن إعلان وحدانية اللّه عزّ وجلّ، وإيضاح جزاء الكافرين وجزاء المؤمنين الذين عملوا الصالحات.
ثم أنكرت على المشركين الكفر، وأقامت الأدلة على وحدانية اللّه من خلق السموات والأرض، وأنذرتهم بإنزال عقاب مماثل لعقوبة الأمم الغابرة، كعاد وثمود الذين أهلكوا ودمرت ديارهم بسبب تكذيب رسل اللّه، ولكن بعد إنجاء المؤمنين المتّقين.
وحذّرت من حساب القيامة، وأخبرت بأن أعضاء الإنسان تشهد عند الحشر على أصحابها، وأن قرناء السوء زيّنوا لهم أعمالهم، وأنّهم هم صدّوا عن سبيل اللّه ودينه، وقالوا: لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ وطلبوا إهانة من أضلوهم ليكونوا من الأسفلين.
وفي مواجهة أولئك أشاد تعالى بأهل الاستقامة وبشّرهم بالجنة والكرامة، ووصف من يلقّى الجنة وهم الصابرون على طاعة اللّه تعالى .ثم عاد اللّه تعالى إلى إيراد أدلة أخرى من إيجاد العالم العلوي والسفلي على وجود اللّه ووحدانيته وقدرته، وبيان إحكام القرآن وكونه كتاب هداية وشفاء ورحمة، وأن من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها دون جور ولا ظلم.
وأعقب ذلك التعريف بعلم اللّه المحيط بكل شيء، والإشارة لعظيم قدرته، والكشف عن طبع الإنسان من التّكبر عند الرّخاء، والتّضرع عند الشدة والعناء.
وختمت السورة بوعد اللّه أن يطلع الناس في كل زمان على بعض أسرار الكون والتّعرف على آيات اللّه في الآفاق والأنفس الدالة على الوحدانية والقدرة الإلهية، ثم ذكرت أن المشركين يشكون في البعث والحشر، ولكن اللّه محيط بهم وبكل شيء، وذلك ردّ حاسم عليهم.


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنتصار قريب مشاهدة المشاركة


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
{ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ.. } [فصلت: 3]
يقولون في الفعل (فُصِّلت) مبني للمجهول أو لما لم يُسَمَّ فاعله،
والمعنى هنا أن الله فصَّلها أولاً ففُصِّلت أي: صارتْ مُفصَّلة،
فلما بلَّغها رسول الله للناس أصبحت هي مُفصَّلة لأمورهم ولأحكامهم.


ومعنى { فُصِّلَتْ آيَاتُهُ.. } [فصلت: 3] لأن القرآن مُقسَّم ومُفصَّل إلى سور،
كل سورة قائمة بذاتها،
وداخل السُّور آيات، كل آية بذاتها،
ففي السُّوَر الطويل والقصير، كذلك في الآيات تجد كلمة واحدة آية،
وتجد آية من عدة أسطر، كذلك فصَّل الكلمات من حيث مادتها،
كذلك فصَّل الحلال والحرام، وفصَّل الطاعة والمعصية،
ألم يفصل بين الوعد والوعيد، بين الثواب والعقاب.


لقد فَصَل القرآن بين كل هذه المسائل،
أو فُصلت فيه كل آيات الكون إلى قيام الساعة، لذلك قالوا:
" خطبنا رسول الله خطبة بليغة، ما ترك فيها شيئاً، وما ترك من ورقة تسقط إلا حدَّثنا عنها إلى أنْ تقوم الساعة، حفظها مَنْ حفظها ونسيها مَنْ نسيها ".

تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
ماهي صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ
المذكورة في قوله تعالى :
(فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ )
فصلت /13
التفسير والبيان:
فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ: أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ أي قل يا محمد لهؤلاء المشركين المكذبين بما جئتهم به من الحق: إن أعرضتم عن الإيمان باللّه وبرسالتي، ولم تتدبروا وتتفكروا في هذه المخلوقات الكونية العظيمة، فإني أخوفكم بعذاب شديد قاتل في الحال مشابه لعذاب الأمم الماضية المكذبين بالرسل، كعاد وثمود ونحوهما ممن فعل فعلهما.
إِذْ جاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ عذبوا بعد أن جاءتهم الرسل المتقدمون الذين بلغتهم رسالاتهم وكلامهم والرسل المتأخرون الذين رأوهم بأنفسهم، وأمروهم بعبادة اللّه وحده، فكذبوهم وأدبروا عنهم، وتذرعوا بأن الرسل ملائكة لا بشر كما قال تعالى:
قالُوا: لَوْ شاءَ رَبُّنا لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً، فَإِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ أي قالوا لرسلهم: لو شاء ربنا إرسال الرسل لأرسل إلينا ملائكة، ولم يرسل إلينا بشرا من جنسنا لا فضل لهم علينا، فإنا بما أرسلتم به أيها البشر- في زعمكم- كافرون منكرون، فلا نتبعكم وأنتم بشر مثلنا.
ولا بأس من إعادة قصة عتبة هنا برواية أخرى مفيدة لمعرفة مدى تأثير القرآن وهذه الآيات بالذات في النفوس إذا تجردت عن الأهواء والعصبيات، أخرج البيهقي في الدلائل وابن عساكر عن جابر بن عبد اللّه قال: «قال أبو جهل والملأ من قريش: قد التبس علينا أمر محمد، فلو التمستم رجلا عالما بالسحر والكهانة والشعر، فكلّمه، ثم أتانا ببيان من أمره. فقال عتبة بن ربيعة: واللّه لقد سمعت السحر والكهانة والشعر، وعلمت من ذلك علما، وما يخفى عليّ إن كان كذلك، فأتاه، فقال: يا محمد، أنت خير أم هاشم، أنت خير أم عبد المطلب؟ فلم يجبه، قال: لم تشتم آلهتنا وتضللنا؟ إن كنت تريد الرياسة عقدنا لك اللواء فكنت رئيسنا، وإن تك بك الباءة (الميل للنساء) زوجناك عشر نسوة تختارهن، أيّ بنات من شئت من قريش، وإن كان المال مرادك جمعنا لك ما تستغني به، ورسول اللّه ساكت، فلما فرغ،
قال ص: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، حم، تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا- إلى قوله- فَإِنْ أَعْرَضُوا، فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ

، فأمسك عتبة على فيه وناشده الرحم، فرجع إلى أهله ولم يخرج إلى قريش، فلما احتبس عنهم قالوا: لا نرى عتبة إلا قد صبأ، فانطلقوا إليه، وقالوا: يا عتبة، ما حبسك عنا إلا أنك قد صبأت، فغضب وأقسم لا يكلم محمدا أبدا، ثم قال: واللّه لقد كلمته، فأجابني بشيء ما هو بشعر ولا سحر ولا كهانة، ولما بلغ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ أمسكت بفيه، وناشدته الرحم، ولقد علمت أن محمدا إذا قال شيئا لم يكذب، فخفت أن ينزل بكم العذاب».
ثم بدأ اللّه تعالى بتفصيل ما حصل من قوم عاد وثمود، بعد الإجمال، فقال:
فَأَمَّا عادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ، وَقالُوا: مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً؟ أي فأما قوم عاد فتكبروا عن الإيمان باللّه وتصديق رسله، واستعلوا على من في الأرض بغير استحقاق، وبغوا وعتوا وعصوا ربهم، وقالوا: لا أحد أقوى منا، حتى يقهرنا، وقد كانوا ذوي أجسام طوال وقوة شديدة، فاغتروا بأجسامهم حين تهددهم هود عليه السلام بالعذاب، ومرادهم بهذا القول أنهم قادرون على دفع ما ينزل بهم من العذاب.
فرد اللّه عليهم موبخا، فقال:
أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً؟ وَكانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ أي أو لم يعلموا ويتفكروا فيمن يبارزون بالعداوة؟ فإنه العظيم الذي خلق الأشياء وما فيها من القوى، وإن بطشه لشديد، فهو قادر على أن ينزل بهم من أنواع عقابه ما شاء بقوله: كُنْ فَيَكُونُ وهم يعرفون مدى أحقية آياتنا وثبوتها، ولكنهم يجحدون بها ويعصون الرسل، وينكرون معجزاتهم والأدلة الدامغة التي هي حجة عليهم.
الكتاب : التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج
المؤلف : د وهبة بن مصطفى الزحيلي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنتصار قريب مشاهدة المشاركة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
((فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ)) فصّلت/16
وُصِفَت ريح العذاب هنا بأنها (صرصر) هكذا من مقطعين صرصر،
وهناك صِرّ مقطع واحد.
وهي الريح الشديد المزعج الذي يهدد ويكون فيه برودة شديدة،
والبرودة من شأنها شدة الرطوبة التي تُجفف إلى درجة الإحراق.


وهذه الظاهرة يعرفها الفلاحون في فصل الشتاء عندما يشتد البرد لدرجة أنه يحرق الزرع.

وهكذا يجمع اللهُ فعلَ النار في الماء لأن الحق سبحانه لم يخلق الكون بحركة ميكانيكية ثابتة،
إنما خلقه بصفة القيومية التي تجمع بين الأضداد،
أرأيتم لموسى عليه السلام حينما ضرب بعصاه الماء،
فصار كل فِرْقٍ كالطوْد العظيم،
وجمع الله بين الشيء ونقيضه في وقت واحد،
كذلك ضرب الجبل فانفجرتْ منه اثنتا عشرة عيناً،
وفي قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام ألقاه القوم في النار،
فجعلها عليه برداً وسلاماً، وعطَّل فيها قانون الإحراق.


فالصّر هي الريح الشديد المزعج،
لكن يهبُّ لمرة واحدة،
فإنْ تكرر فهو صرصر
{ فِيۤ أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ.. } [فصلت: 16]
النحس: هو الشؤم،
وحينما يأتي اليوم بشيء من الشر يتشاءمون منهن وكما قال في موضع آخر:

{ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً.. } [الحاقة: 7]
يعني: حاسمة تستأصلهم، وتنتهي منهم.
أي: سبع ليالٍ وثمانية أيام حاسمة،
حسمتْ الجدل بين الرسل وبين المكابرين المعاندين.


وفي الشعر العربي قال الشاعر:
أَوْقِدْ فَإنَّ الليلَ ليْلُ قَرّ ***والريح يا غُلامُ رِيحٌ صرُّ
عَلَّ يَرَى نَارَكَ مَنْ يمُرُّ***إنْ جَلَبْتَ ضَيْفاً فَأنتَ حُرّ
تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنتصار قريب مشاهدة المشاركة

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

فصلت /10

تكلم الحق سبحانه عن خَلْق الأرض، وأخبر أنه خلقها في يومين، فهل معنى هذا أن خلق الأرض استغرق مُدَّة يومين بيومنا نحن؟ لا، إياك أن خَلْق الأرض استغرق يومين، أو أنه كان معالجة تحتاج إلى وقت.
فالمسألة كما تقول مثلاً: أريد أنْ أصنع الزبادي عندي في البيت، فأقول لك: هات اللبن وضَعْ عليه المادة المعروفة لعمل الزبادي، ثم اتركه في درجة حرارة معينة بمدة معينة، وبعدها يصير اللبن زبادي بعد عدة ساعات مثلاً، فهل يعني هذا أن صناعة الزبادي استغرقتْ منك عدة ساعات؟ لا بل دقائق أعدتَ فيها المادة وتركتها تتفاعل لتصبح زبادي.
مثلاً حين تذهب للخياط ليخيط لك ثوباً، يقول لك: تعالَ خُذْه بعد أسبوع، فهل استغرق الثوب في يده أسبوعاً؟ كذلك مسألة الخَلْق هذه.
وبعد أنْ خلق اللهُ الأرض جعل فيها الرواسي، وهي الجبال الراسية الثابتة المستقرة، والتي بها تستقر الأرض، كما قال سبحانه:
{ وَٱلْجِبَالَ أَوْتَاداً } [النبأ: 7]
ولو أن الأرضَ مستقرةٌ بطبيعتها ما احتاجتْ إلى الجبال، إذن: دلَّتْ الرواسي على أن الأرض تدور، فهذا دليل على دوران الأرض.
{ وَبَارَكَ فِيهَا.. } [فصلت: 10] قلنا: البركة أنَّ الشيء يعطي من الخير فوق مظنَّة حجمه وفوق المنتظر منه، كأن تجدَ الطعام مثلاً الذي تظنه يكفي خمسة يكفي لعشرة فتقول: فيه بركة.
وقوله { وَبَارَكَ فِيهَا.. } [فصلت: 10] في أي شيء؟ في الأرض ذُكِرت أولاً؟ أم في الجبال وهي آخر مذكور؟
قالوا { وَبَارَكَ فِيهَا.. } [فصلت: 10]
أي: في الرواسي { وَقَدَّرَ فِيهَآ أَقْوَاتَهَا.. } [فصلت: 10]
أي: في الجبال أيضاً.
وقد أثبت الواقع ذلك، وأثبت العلم أن الجبال هي مصدر الخير لباقي الأرض، ومنها عناصر الخصوبة والغذاء الذي لا بدَّ منه لبقاء حياة الكائن الحي، ومعلوم أن العناصر في التربة تنقص وتحتاج إلى مَدَد وتجدُّد من حين لآخر.
وهذا ما يحدث فعلاً، حين يسقط المطر على الجبال فيفتت قشرتها، ويحمل السيل هذا الفتات ويسير به ليوزعه على الأرض المسطحة المنزرعة، كما في طمي النيل زمان وقبل بناء السد العالي، هذا الطمي من أين جاء؟ من منابع النيل في أعلى الجبال.
وكنا نرى ماء النيل مثل الطحينة، ويظل كذلك إلى المصبِّ في البحر المتوسط، ومن هذا الطمي نشأت الدلتا، فالبحر كان يمتد حتى دمياط، والآن انظر لما بين دمياط ورأس البر مثلاً.
كذلك الحال في الوديان حول الجبال، حيث تؤثر عوامل التعرية في القشرة الخارجية من الجبال، ويجرفها السيل إلى الوديان، فتجدد التربة وتزداد خصوبتها، فكأن الجبال بالفعل مخازن قوت البشر، لذلك قال عنها {وَبَارَكَ فِيهَا.. } [فصلت: 10]
تفسير محمد متولي الشعراوي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنتصار قريب مشاهدة المشاركة
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
فصّلت/17
كان شأن ثمود { فَهَدَيْنَاهُمْ.. } [فصلت: 17]
هداية دلالة { فَٱسْتَحَبُّواْ ٱلْعَمَىٰ عَلَى ٱلْهُدَىٰ.. } [فصلت: 17]
أي: استحبُّوا العمى عن فعل الخير،
لأنهم ارتاحوا للمخالفة وأرادوا الخروج من قيود التكاليف الشرعية،
وإلا لماذا عبدوا الأصنام وهم يعلمون ما هي، وصنعوها بأيديهم؟

عبدوها لأن في عبادتها إرضاءً للنفس بأنْ يكون لها إله تعبده،
وما أجملَ أنْ يكون هذا الإله بلا تكاليف وبلا منهج بافعل ولا تفعل،
إذن: مشقة تكاليف الطاعة وحلاوة إتيان المعصية تأتي من التكليف،
فإن وُجدَ إله بلا تكاليف مالتْ إليه النفس وأحبته،
لأن ذلك يُرضِي غريزة الفطرة الإيمانية في الإنسان،
وهو أن كلَّ إنسان آمن بالعهدة الأول في مرحلة الذر

{ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ.. } [الأعراف: 172].
إذن: فبضعة الإيمان في كل إنسان موجودة فيه من عهد الذر، ولكن يختلف الناسُ في قبول التكاليف والمنهج،
فمن الناس مَنْ يرى في المنهج قيْداً لشهواته،
فلا يرتاح إليه ويسعى إلى التديّن الخالي من التكليف كهؤلاء الذين استحبوا العمى على الهدى،
ومن الناس مَنْ يحب الهداية والطاعة ويرتاح إلى المنهج ويأنس به.

وتأمل قوله تعالى: {فَٱسْتَحَبُّواْ ٱلْعَمَىٰ.. } [فصلت: 17]
استحبَّ غير أحب.
استحبَّ يعني: تكلّف حبه،
وهذا دليل أنه شيء لا يُحبّ أصلاً وطبيعة.
لكنه تكلف حبه ليحقق مراده من الشهوة،
ولك أنْ تنظر إلى أيِّ سيئة نهاك الله عنها وهَبَها أنها واقعة عليك، هل تحبها؟ لا تحبها،
إذن: هي لا تُحَبُّ.
وفي موضع آخر،
لما تكلَّم الحق سبحانه عن المؤمنين قال عنهم:

{ أُوْلَـٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ.. }
[البقرة: 5] وعلى تدل على الاستعلاء،
فكأنهم مستوون على الهدى،
وكأنه دابة يركبونها توصِّلهم إلى غايتهم،
فالهدى لم يأتِ ليشق عليكم،
إنما جاء ليحملكم ويُوصِّلكم إلى غاية الخير،
فالمؤمنون على الهدى فوقه يوصلهم،
ليس الهدى فوقهم يشق عليهم أو يكلفهم ما لا يطيقون،
فالهدى إذن خدمة لكم وفي مصلحتكم.

تفسير محمد متولي الشعراوي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنتصار قريب مشاهدة المشاركة
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
فصّلت/19
﴿ وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ
يعني: يُساقون ويُقادون جميعاً إلى النار من أولهم إلى آخرهم
تفسير محمد متولي الشعراوي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنتصار قريب مشاهدة المشاركة
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
فصّلت/23

{ وَذَلِكُمْ.. } [فصلت: 23]
أي: أفعالكم التي فعلتموها
{ ظَنُّكُمُ ٱلَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ.. } [فصلت: 23]
ظننتم أنه سبحانه لا يعلم ما تفعلون
{أَرْدَاكُمْ.. } [فصلت: 23]
أهلككم هذا الظن
{ فَأَصْبَحْتُمْ مِّنَ ٱلُخَاسِرِينَ } [فصلت: 23].


تفسير محمد متولي الشعراوي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنتصار قريب مشاهدة المشاركة
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
فصّلت/24
فإنْ يصبروا على ما هم عليه ويصروا على الكفران والجدل مع الرسل،
ماذا يحدث
{ فَٱلنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ وَإِن يَسْتَعْتِبُواْ فَمَا هُم مِّنَ ٱلْمُعْتَبِينَ }
[فصلت: 24]
أمر من اثنين.
الإنسان حين يخالف أوامر خالقه ويأتيه رسول يقول له،
لا تفعل فإنْ كفّ فهو خير له،
وإنْ أصرَّ وتمادى فالنار مثوىً له.

{ يَسْتَعْتِبُواْ فَمَا هُم مِّنَ ٱلْمُعْتَبِينَ } [فصلت: 24]
يستعتبوا يطلبون العتبى.
يقال: عتب فلان على فلان.
لامه على أمر ما كان يصح أنْ يكون منه،
يقول: مثلاً أنا مرضتُ فلم تزرني،
هذا عتاب،
فيقول: معذرة فقد كنت مشغولاً بكذا وكذا
فساعة يُبيِّن له العذر فقد أعتبه يعني أزال عبته،
وهذا لا يكون لهم في الآخرة فإن طلبوا العتاب لم يعتبوا.


لذلك جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم وهو عائد من الطائف بعد أن آذاه قومها،
قال فيما قال صلى الله عليه وسلم وهو يناجي ربه:
" لك العُتْبى حتى ترضى " يعني: إنْ كان بدر مني شيء يغضبك فأنا أزيله وأعترف أنني ضعيف أطلب قبول العتاب
تفسير محمد متولي الشعراوي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنتصار قريب مشاهدة المشاركة
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
فصّلت/25
{ وَقَيَّضْنَا لَهُمْ.. } [فصلت: 25]
يعني: أعددنا لهم وهيّأنا لهم { قُرَنَآءَ.. } [فصلت: 25]
أصحاباً يلازمونهم،
وأصل المقايضة في البيع والشراء كأنْ تدفع الثمن وتأخذ السلعة؛ لأن الله تعالى يريد للعبد أنْ يسير على طريق الخير الذي رسمه الله له،
وطريق الخير المرسوم لك من الله يريد منه أنْ يؤكد صدقك في التوجه إليه،
فيأتي قرناء يعترضون طريقك ويحاولون صَرْفك عنه.

تفسير محمد متولي الشعراوي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنتصار قريب مشاهدة المشاركة
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
فصّلت/26
يميَّز العربُ قديماً بمَلَكة عربية تتذوَّق اللغة وتجيد أساليبها وفنونها، بدليل أنهم جعلوا للكلمة مؤتمرات وأسواقاً،
ففي حين كانت البلاد الأخرى تقيم المعارض والأسواق
لترويج بضاعتهم،
لم يكُنْ عند العرب بضاعة غير الكلام والفصاحة،
فجعلوا لها سوقاً ينشد فيها أجود أشعارهم ثم يختارون أفضله، ويُعلقونه على أستار الكعبة،
وهو أشرف مكان على الأرض، وهذا أمر لم يحدث في أي أمة أخرى.

لذلك اختار الحق سبحانه أمة العرب لتتلقي منهجه،
وتبلغ دعوته سبحانه إلى خَلْقه ونزل عليهم القرآن لأنها الأمة الوحيدة التي ستفهم لغته وتتذوقها.


إذن: جاء القرآن على أمة لها نبوغٌ في اللغة والبيان لتكون مجالاً للتحدي،
وحين تعجز أمام تحدِّي القرآن فعَجْز غيرها من باب أَوْلَى،
وأيضاً فلم يجعل الله لهم تقدُّماً في شيء غير تقدمهم اللغوي والبياني؛
لأن مفتاح الدين ومعجزة الرسالة ستكون هي القرآن.


ولو كانت هذه الأمة أمةَ تقدُّم وحضارة في أيِّ مجال من المجالات غير اللغة لقالوا عن الإسلام ثورة حضارية،
لا ليست أمة حضارية بل أمة أمية ورسولها أيضاً أُمِّي.

ومن هنا كانت هذه الأمة أمةَ تقدُّم وحضارة في أيِّ مجال من المجالات غير اللغة لقالوا عن الإسلام ثورة حضارية،
لا ليست أمة حضارية بل أمة أمية ورسولها أيضاً أُمِّي.


ومن هنا كانت الأمية ميْزة وشرفاً لرسول الله،
لكنها ليستْ شرفاً فينا نحن
لأن أمية رسول الله تعني أنه لم تدخل عليه معلومة من البشر،
وإنما كلّ معلوماته من الله،
فمَنْ إذن ربَّاهُ، ومَنْ أدَّبه، ومَنْ علّمه؟ الله.


فإذا كانت الأمة أُميّة،
ورسولها أمياً،
فهذا دليلٌ على أن كلَّ منافذ الخير في هذه الأمة ليستْ من عند البشر.


وأيضاً تميزتْ هذه الأمة بأنها أمة ليس لها وطن،
فالعربي موطنه خيمته يضعها حيث وُجد الماء والعشب
ويحملها على بعيره إلى أيِّ مكان آخر حين يجفّ الماء أو ينتهي الكلأ،
ليس له وطن ولا بناء يعزّ عليه أن يفارقه،
فبيته على ظهر جمله، لذلك قال تعالى:

{ مِّن جُلُودِ ٱلأَنْعَامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ.. }
[النحل 80].
شيء آخر،
وهو الأهمّ أن العرب كانوا دائماً في محلّ قتال،
وتظل الحربُ دائرةً بين القبائل إلى أربعين سنة،
هذه الحروب جعلتهم كلهم أهل خبرة في فنون الحروب والقتال؛ لذلك ساعة احتاج رسول الله إلى جنود لنشر دعوته لم يُدرِّب أحداً على القتال،
إنما وجد جنوداً جاهزين على أُهْبة الاستعداد للقتال،
لذلك لم يكُنْ هناك مدارس حربية ولا معسكرات للتدريب.


فإذا أخذنا في الاعتبار أن العربي لم يكُنْ له وطن يرتبط به،
وأنه ذو قدرة وكفاءة في فنون القتال،
علماً أنه من السهل تكوين الجيش،
ومن السهل إرسال جماعة هنا وجماعة هناك يحملون راية الإسلام، وقد أرسلهم رسول الله بالفعل إلى فارس وإلى الروم وإلى الحبشة.
. إلخ فسَهُلَ ذلك عليهم.


لذلك لم يكُنْ لرسول الله جيشٌ مُعَدٌّ وموقوف للقتال،
لأنه ليس في حاجة إلى هذا الجيش،
فإنْ أراد القتال نادى فقط (حيَّ على الجهاد) فيجتمع عليه الصحابة خاصة الشباب منهم يتسابقون إلى الخروج مع رسول الله، لدرجة أن رسول الله كان يختار منهم
فيقول: هذا يخرج وهذا لا يخرج،
فكان الذي لا يقع عليه اختيار رسول الله
يغضب وربما بكى لأنه لم يخرج للجهاد مع رسول الله.


إذن: تميَّزَتْ هذه الأمة بعدة خصال أهَّلتْهَا لأنْ تكون محلاً لمنهج الله وتبليغ رسالته،
أولاً: كانت أمة بلاغة وفصاحة.
ثانياً: كانت أمة ترحال لا توطن لهم.
الثالث: أنهم كانوا على دراية بفنون الحرب والقتال
ولم يحتاجوا إلى تدريب في معسكرات،
بل كانوا على استعداد تام،
كلما سمعوا هَيْعة طاروا إليها،
وبذلك كانوا بطبيعتهم مُعدِّين لحَمْل هذه المهمة.


قوله تعالى حكاية عن كفار قريش
{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لاَ تَسْمَعُواْ لِهَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ.. } [فصلت: 26] جاء نتيجة تمكُّن العربي من اللغة،
وتذوّقه لها،
وفَهْمه لمعانيها،
فلو تركوا القوم يستمعون لمحمد وهو يقرأ القرآن
لا بدَّ أنْ يتأثروا به،
ولا بدَّ أنْ يميلوا وينجذبوا إليه،
فما الحل؟


الحل عندهم
{ لاَ تَسْمَعُواْ لِهَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ.. } [فصلت: 26]
لأنهم علموا علمَ اليقين أنهم لو سمعوا لأخذهم القرآن بجمال أسلوبه، وجلا معانيه، وقوة أدائه،
ولو كانوا يعلمون خلافَ ذلك ما نَهَوْا قومهم عن سماعه

ولم يقف الأمر عند النهي عن السماع،
بل وشوَّشوا عليه حين يقرأ
{ وَٱلْغَوْاْ فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ } [فصلت: 26]
إذن وسيلة الغلبة ألاَّ تسمعوا للقرآن،
وأنْ تُشوِّشوا عليه حين يقرأ
حتى لا تُعْطوا فرصة لمَنْ يسمع أن يتدبر
وقولهم { وَٱلْغَوْاْ فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ } [فصلت: 26]
يعني: احتمال تكُون لكم الغلبة،
إنْ فعلتم ذلك فهو أمر غير مؤكد عندهم.
تفسير محمد متولي الشعراوي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنتصار قريب مشاهدة المشاركة
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
فصّلت/31
{ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِيۤ أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ }
[فصلت: 31]
قالوا: ما تطلبه النفس من النعيم تجده أمامك بمجرد أن يخطر على بالك، فأيُّ رفاهية هذه؟
لقد ذهبنا إلى دول كثيرة ودخلنا أكبر الفنادق هناك،
فكان قصارى ما وصلوا إليه أنك تضغط على زر معين يعطيك قهوة مثلاً، وعلى زر آخر يعطيك شاياً،
فهل هناك أعظم مما أعدَّه الله لك في الجنة؟
مجرد أنْ يخطر ببالك الشيء تجده بين يديك،
ثم إن فيها من النعيم " ما لا عينٌ رأت،
ولا أذنٌ سمعتْ،
ولا خطر على قلب بشر ".


تفسير محمد متولي الشعراوي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنتصار قريب مشاهدة المشاركة
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
فصّلت/34
{ وَلِيٌّ حَمِيمٌ } [فصلت: 34]
صديق قريب مُحب مخلص كيف؟
لا تقل كيف،
بقدرة الله خالق هذه النفوس وهذه القلوب ومُقلِّبها.

تفسير محمد متولي الشعراوي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنتصار قريب مشاهدة المشاركة
و عليكم السلام و رحمةالله وبركاته
فصّلت/35
هذه الخصلة وهذه المنزلة منزلة الدفع التي هي أحسن،
هذه الخصلة لا ينالها ولا يتحلَّى بها إلا الذين صبروا على الأذى، ولا يصل إليها إلا ذو حظ عظيم.
يعني: نصيب وافر من العطاء، لماذا؟
لأنه كبتَ نفسه وأمسكها عن الردِّ بالمثل،
فلما كبتَ نفسه من أجل جعل اللهُ عاقبته خيراً،
وأجزل له العطاء.


ونلحظ هنا على الأداء القرآني
تكرار عبارة { وَمَا يُلَقَّاهَا.. } [فصلت: 35]
فلم يقُل الحق سبحانه: وما يُلقاها إلا الذين صبروا وذو حظ عظيم..
قالوا: تكررت العبارة لأن التلقي مختلف،
هذا تلقي صبر،
وهذا تلقى جزاء.
وكثيراً ما يقف المستشرقون وأهل البصر بالقرآن
أمام مواطن التكرار في كتاب الله باحثين عن الحكمة منه،
لأن كتاب الله محكم،
ليس فيه حرف زيادة أو عبث
تفسير محمد متولي الشعراوي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنتصار قريب مشاهدة المشاركة
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
فصّلت/36
ومن رحمة الله بنا أنه سبحانه لم يتركنا نهباً لهذا العدو الذي يتربص بنا،
إنما أعطانا الحصانة التي نتحصَّن بها منه،
فقال تعالى:
{ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيْطَٰنِ نَزْغٌ فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ.. }
[فصلت: 36]
ذكَّره بالله القوي،
فإنْ كنتَ أنتَ ضعيفاً أمامه فاستعِنْ عليه بالإله القوي،
وساعةَ يراك في جنب الله لا يجرؤ أبداً عليك،
لأنك داخل في هؤلاء الذين استثناهم

{ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ ٱلْمُخْلَصِينَ }
[ص: 83].

وانتبه أنه لن يأتيك إلا على الصراط المستقيم ليفسده عليك،
يأتيك في صلاتك ويُذكِّرك بما لم يكًُنْ لك على بال،
وبأهم الأمور عندك في الدنيا،
المهم عنده أنْ يفسد عليك الآخرة بأي ثمن.


فإذا وجدتَ في نفسك شيئاً من نَزْغه ووسوسته
فقل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم،
قُلْها في كل حال يأتيك فيه إبليس وأنت تصلي،
وأنت تقرأ القرآن،
وأنت في أيّ عبادة من العبادات.

تفسير محمد متولي الشعراوي









رد مع اقتباس
قديم 2014-01-23, 20:10   رقم المشاركة : 1346
معلومات العضو
قَاسِمٌ.قَاسِم
عضو فضي
 
الصورة الرمزية قَاسِمٌ.قَاسِم
 

 

 
الأوسمة
وسام الوفاء المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الثالثة الموضوع المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










M001 الحمد لله وشكر الله للفاضلين إمام أيمن /ساجدة/أستاذو نور

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
تمت بحمد الله ومنّه وكرمه
بيان ألفاظ سورة فصّلت
الجزء الأخير(38-54)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنتصار قريب مشاهدة المشاركة
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
فصّلت/38
وقوله تعالى: { فَإِنِ ٱسْتَكْبَرُواْ فَٱلَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ وَهُمْ لاَ يَسْأمُونَ } [فصلت: 38].
المعنى: أن الحق سبحانه مُستغنٍ عن طاعة هؤلاء المستكبرين وعن عبادهم، فله سبحانه ملائكة مُكرمون، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يُؤمرون، يُسبِّحون الليل والنهار لا يفترون، ولا عملَ لهم سِوَى التسبيح، وهم لا يسأمون ولا يملّون ولا يتعبون
تفسير محمد متولي الشعراوي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنتصار قريب مشاهدة المشاركة
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
فصّلت/39
{ أَنَّكَ تَرَى ٱلأَرْضَ خَاشِعَةً.. } [فصلت: 39]
أي: ساكنة مستقرة لا شيء عليها من زرع مثلاً، لأن الأرض خُلقت لتكون تربة للنبات، وكأنَّ الأرض التي لا زرعَ عليها
أرضٌ حزينةَ خاشعة ساكتة ساكنة لأنها لم تنبت،وربما شابهت في ذلك المرأة التي لا تنجب.

{ فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا ٱلْمَآءَ ٱهْتَزَّتْ وَرَبَتْ.. } [فصلت: 39]
اهتزَّتْ: تحركت (وَرَبَتْ) زادت وانتفشتْ،تروْنَ حبة الفول النابت مثلاً تكون جافة جامدة، فإذا بللتها بالماء زادتْ في الحجم وانتفشَتْ،
والمراد: اهتزتْ وتحركت بما يخرج منها من نبات.

تفسير محمد متولي الشعراوي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنتصار قريب مشاهدة المشاركة
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
فصّلت/40


{ يُلْحِدُونَ.. } [فصلت: 40]أي: يميلون بآيات الله عن الحق والاستقامة إلى باطل يروْنَهُ هم حقاً،أو يحرِّفون الآيات تبعاً لأهوائهم؛لأن آيات الله لها معانٍ،فهم يُلحدون فيها.
يعني: يُخفونها ويُظهرون لها معانيَ أخرى باطلة، كما نلحد نحن الميت في باطن الأرض، بعد أنْ كان يسيرُ عليها،فالمعنى يُخْفُون حقائقها ليُرضُوا كفرهم وهواهم.

ومن الإلحاد في آيات الله ما وقع فيه البعض من التشبيه أو التمثيل في أسماء الله وصفاته، فحين يقفون عند صفة لله تعالى يُوجد مثلها في البشر يُشبِّهون، فالله له سمع ليس كسمعنا،وله يد ليست كأيدينا،
وله بصر ليس كبصرنا،إذن: لا بدَّ أنْ نأخذ هذه الصفات في إطار عام للآيات الكلية
{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ.. }
[الشورى: 11]
تفسير محمد متولي الشعراوي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنتصار قريب مشاهدة المشاركة
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
فصّلت/44
قوله تعالى: { وَلَوْ جَعَلْنَاهُ } [فصلت: 44]
أي: القرآن وسُمِّي قرآناً لأنه يُقرأ (أَعجمياً)
أي: بلغة الأعاجم وهم غير العرب كالإنجليزية والفرنسية وغيرها من اللغات غير العربية.

{ لَّقَالُواْ لَوْلاَ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ } [فصلت: 44]
يعني: جاءتْ بالعربية؛ذلك لأن التوراة نزلتْ بالعبرية
وهي لغة سيدنا موسى - عليه السلام - وأصله،فقال بعضهم: لولا كان القرآن باللغة العبرية مثل التوراة، لكن النبي محمداً عربيُّ الأصل واللغة فنزل عليه القرآن بلغته ولغة قومه.


فالحق سبحانه يُبيِّن أن القرآن لو نزل أعجمياً لطلبوا وتمنوا أنْ يكون عربياً،لكن بصرف النظر عن اللغة التي نزل بها هو في ذاته هُدىً وشفاء
{ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ هُدًى وَشِفَآءٌ وَٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِيۤ آذَانِهِمْ وَقْرٌ } [فصلت: 44]
أي: الذين لا يؤمنون به في آذانهم صمم،فهم لا يسمعون السماع النافع المثمر { وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى } [فصلت: 44]
يعني: ظلمة وشبهات يتخبَّطون فيها.

إذن: فالقرآن واحد لكن النتيجة مختلفة، لأن استقبال القرآن يختلف باختلاف نية المستقبل، فالذي يسمعه بأذن واعية وقلب صافٍغير مشغول بنقيضه يجده هُدًى،ويجده شفاءً،
والذي سمعه باستكبار وقلب غير مُهيئٍ للإيمان يجده عَمىً،والأعمى يتخبط لا يدري أين يتجه.

تفسير محمد متولي الشعراوي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنتصار قريب مشاهدة المشاركة
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
فصّلت/47{ وَمَا تَخْرُجُ مِن ثَمَرَاتٍ مِّنْ أَكْمَامِهَا } [فصلت: 47]
الأكمام: جمع كِمّ.
وهو القشرة الخضراء التي تغلف الثمرة،ثم تنفلق قليلاً قليلاً لتخرج الثمرة منها،كما ترى مثلاً الوردة قبل أن تتفتح تجدها داخل غلاف أخضر مغلق عليها كأنها مُغمضة،ثم تتفتح وتخرج من هذا الغلاف
{ وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَىٰ وَلاَ تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ } [فصلت: 47]
هذه كلها من الأمور التي تغيب عن علم الله،كلمة { وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَىٰ } [فصلت: 47] الحمل معروف،وهو التقاء البويضة الأنثوية بالحيوان المنوي للذكر،ومن هذا الالتقاء يحدث الحمل،
وهو هبَةٌ من الله على أية حال.

تفسير محمد متولي الشعراوي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنتصار قريب مشاهدة المشاركة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
{ وَإِن مَّسَّهُ ٱلشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ } [فصلت: 49]
الفرقُ بينَ: «
اليأس والقنوط»




كثير من العلماء يقولون أن لا فرق بين اليأس والقنوط
ولكن نجد الشيخ محمد متولي الشعراوي في هذا التفسير يبين الفرق بينهما

{ وَإِن مَّسَّهُ ٱلشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ } [فصلت: 49]
إنْ أصابه الشر (فَيَئُوسٌ) هذه صيغة مبالغة من اليأس والعياذ بالله،
واليائس هو مَنِ انقطع أمله ورجاؤه، واليأس صفة الوجدان،
أما (قَنُوطٌ) فهي أيضاً صيغة مبالغة من قانط،
وهذه صفة الأبدان،
قالوا: لأن القنوط أثر اليأس الذي يظهر على الأبدان وعلى الوجه خاصة،
فتراه مُغبراً مُكشراً مقشعراً والعياذ بالله من حال هؤلاء
أما المؤمن فتعلو وجهه سيما الصلاح ونور الإيمان تجده هاشاً باشاً مُنشرحَ الصدر مُبتسماً مُستبشراً.

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قَاسِمٌ.قَاسِم مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إضــــــــــــافة

فصّلت/49
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
.
(( فيئوس قنوط)) (( فيئوس)) من روح الله (( قنوط)) من رحمته. وقيل: (( يئوس)) من إجابة الدعاء (( قنوط)) بسوء الظن بربه. وقيل: (( يئوس)) أي يئس من زوال ما به من المكروه (( قنوط)) أي يظن أنه يدوم؛ والمعنى متقارب..
تفسير الإمام القرطبي رحمه الله.


الفرق بين" اليأس" و "القنوط"

للإستزادة في الفرق بين الياس والقنوط مجلة البحوث الإسلامية
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إضــــــ فائدة ــــــافة

فصّلت/49
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

الصرف:

(قنوط)، صيغة مبالغة اسم الفاعل من الثلاثيّ قنط، وزنه فعول بفتح الفاء.
(نأى)، فيه إعلال بالقلب، أصله نأى- بياء في آخره- مصدره النأى .. تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا (عريض)، صفة مشبّهة من الثلاثيّ عرض باب كرم، وزنه فعيل.
البلاغة
الاستعارة المكنية التخييلية: في قوله تعالى «فَذُو دُعاءٍ عَرِيضٍ».
«عريض» أي: كثير مستمر، مستعار مما له عرض متسع، وأصله مما يوصف به الأجسام، هو أقصر الامتدادين، ويفهم في العرف من العريض الاتساع، وصيغة المبالغة وتنوين التكثير يقويان ذلك. وطبعا استعارة العرض أبلغ من استعارة الطول، لأنه إذا كان عرضه كذلك فما ظنك بطوله، حيث شبه الدعاء بأمر يوصف بالامتداد ثم أثبت له العرض.
الفوائد
- حذف المبتدأ ..
1- يكثر حذف المبتدأ في جواب الاستفهام كقوله تعالى: وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ؟ نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ أي هي نار اللّه وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ؟ فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ أي هم في سدر مخضود.
2- وبعد فاء الجواب: كقوله تعالى مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها أي فعمله لنفسه وإساءته عليها. وكذلك كما في قوله تعالى في هذه التي نحن بصددها وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُسٌ قَنُوطٌ أي فهو يئوس قنوط.
3- وبعد القول: كقوله تعالى: قالُوا: أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ أي:هي أساطير الأوّلين.
4- وبعد ما الخبر صفة له في المعنى: كقوله تعالى: التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ أي هم التائبون. فالتائبون خبر للمبتدأ هم المحذوف كإعراب، أما كمعنى فهو صفة له. وكذلك (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ) أي هم صمّ.
5- وقد وقع في غير ذلك أيضا كقوله تعالى: لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ مَتاعٌ قَلِيلٌ أي تقلبهم متاع. و(لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ) أي هذا بلاغ. و(سُورَةٌ أَنْزَلْناها) أي هذه سورة.
الكتاب : الجدول في إعراب القرآن
المؤلف : محمود بن عبد الرحيم صافي (المتوفى : 1376هـ)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنتصار قريب مشاهدة المشاركة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
فصّلت/50
{ إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَىٰ } [فصلت: 50] الجزاء الأحسن،
فكما أعطاني في الدنيا سيعطيني أحسن منه في الآخرة.

تفسير محمد متولي الشعراوي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

{ ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى} أي الجنة، واللام للتأكيد. يتمنى الأماني بلا عمل.
قال الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب : للكافر أمنيتان أما في الدنيا فيقول} لئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى}

تفسير الإمام القرطبي رحمه الله.

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنتصار قريب مشاهدة المشاركة
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
فصّلت/51
{وَنَأَى بِجَانِبِهِ } يعني استدار بظهره،إذن: أعرض بوجهه ثم بجنبه ثم بظهره،وهذا الترتيب تجده نفسه
في قوله تعالى:

{ وَٱلَّذِينَ يَكْنِزُونَ ٱلذَّهَبَ وَٱلْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ } [التوبة: 34-35].
قالوا: نزلت فيمَنْ ردَّ السائل المحتاج فأعرض عنه أولاً بوجهه،
ثم بجنبه، ثم بظهره، فكأن الجزاء من جنس العمل،وبقدر الكنز يكون الكَيّ،والعياذ بالله.

وقوله تعالى: {وَإِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ } [فصلت: 51] مسَّه مجرد مَسٍّ { فَذُو دُعَاءٍ } [فصلت: 51]
يعني هو صاحب دعاء { عَرِيضٍ } مستمر ونلحظ أنه لم يقُل دعاء طويل،الشيء له طول وله عرض،والطول أكبر من العرض،
لكن القرآن يستخدم العرض للدلالة على كِبَر الشيء كما في قوله تعالى في وصف الجنة:

{ عَرْضُهَا ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلأَرْضُ } [آل عمران: 133]
فإذا كان عَرْضها السماوات والأرض وهي أوسع ما نراه،فما بالك بطولها؟

تفسير محمد متولي الشعراوي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنتصار قريب مشاهدة المشاركة
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
فصّلت/53
قلنا: إن السين في { سَنُرِيهِمْ } تفيد الاستقبال، لذلك ستظل هذه الكلمة لها موضع إلى يوم القيامة ستظل صادقة في كل زمان
{ آيَاتِنَا} أي: الآيات الكونية الدالة على قدرة الله وبديع صُنْعه
{ فِي ٱلآفَاقِ } جمع أفق وهو متسع امتداد نظرك إلى أن تنطبق السماء على الأرض.


والآفاق هنا تعني السماء والأرض،ومنه قولنا فلان أُفقه واسع إذا كان بعيد النظر في المسائل المعنوية، وبقدر ما تتسع البصائر تتسع الرؤية.
قوله تعالى: { سَنُرِيهِمْ }
يعني: في المستقبل هل تعني أن الله تعالى لم يرُهم آياته من الماضي؟ لا بل أراهم آيات كثيرة،لكنهم غفلوا عنه وأغمضوا أعينهم عنها،

والحق سبحانه لا شريكَ له ولا مناوئ يخالف هذا الوعد

إنما في كل آفاق الدنيا { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي ٱلآفَاقِ } [فصلت: 53].

وكانت دعوة الإسلام مؤهلة لهذا الانتشار من عدة جوانب.
أهمها: أن العرب أمة حروب وقتال بطبيعتها لا تحتاج إلى تدريب، لذلك لما أراد رسول الله أنْ يحارب لم ينشئ كلية حربية ولا درَّب أحداً على فنون القتال، بل وجد قوماً جاهزين للقتال،خبراء بفنونه وأساليبه، كان الواحد منهم كلما سمع هيعة صار إليها، ذلك لأن القبائل العربية كما تعلمون كانوا في قتال مستمر، ومن الحروب بينهم ما استمر أربعين سنة.
ثانياً: كان العرب أهل ترحال وتنقل،لا يعرفون التوطن ولا الاستقرار،فبيت العربي على ظهر جملة يضربه أينما حَلَّ وحيثما وُجد الماء والكلأ،فعدم تعلّق العربي بموطن جعله مستعداً لأنْ يسيح بالإسلام في كل آفاق الدنيا وكل أجاء العالم.


ولم تكُنْ مصادفة أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم أمياً في أٌمّة أمية لا تعرف القراءة ولا الكتابة،ولم يكُنْ لها ثقافة ولا حضارة. وهذه الصفات كلها وإنْ كانت عيوباً في الأمم الأخرى إلا أنها في أمة الإسلام وفي نبي الإسلام شرفٌ وميْزة، ولو كان العرب أمة علوم وثقافة وأمة حضارة ورُقيٍّ لقالوا عن الإسلام قفزة حضارية.

هذه أمور ثلاثة مهدت لنصرة الإسلام ولانتشاره في كل آفاق الأرض، وكأن الله تعالى يقول للكافرين ولمن صادم دين الله وعاند رسوله وغفل عن قوله تعالى:
{ وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا ٱلْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ ٱلْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلْغَالِبُونَ } [الصافات: 171-173]
سنريهم آيات أخرى لن تغفلوا عنها في نصرة الإسلام وسياحته في آفاق الأرض شرقاً وغرباً.


لذلك يأتي لنا بصورة تُضحكنا عليهم وتغيظهم،
حيث يقول سبحانه:

{ مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ ٱللَّهُ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى ٱلسَّمَآءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ }
[الحج: 15].
يعني: يربط نفسه بحبل إلى السماء،ثم يقطع هذا الحبل لينزل مثل المشنوق، ثم ينظر هل يُذهِب غيظه أم لا،والمعنى أنه سينتهي ويموت غيظه لن ينتهي.

وانظر إلى الإسلام في بداية أمره كيف بدأ وقام بالضعفاء والعبيد، تلاهم الكبار والسادة، ولما ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم ليدعو أهل الطائف فلاقى منهم ما لاقى من الإيذاء والاستهزاء، ولم يجد أحداً يحميه أو ينزل بجواره إلا المطعم بن عدي وهو كافر، لكن سخَّره الله تعالى لحماية رسوله
{ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ } [المدثر: 31]
كذلك في رحلة الهجرة اتخذ عبد الله بن أريقط دليلاً على الطريق،
وكان أيضاً كافراً.


ثم يقول لهم: انظروا إلى أرض الإسلام وأرض الكفر، فالإسلام بدأ وانطلق من أم القرى وما حولها،وهو الآن يغزو الأرض كلها من المشرق إلى المغرب، فأرض الإسلام تزداد اتساعاً،
وأرض الكفر تزداد تناقصاً:

{ أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي ٱلأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَٱللَّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ } [الرعد: 41]
أو لم يأخذوا من ذلك عبرة

{ وَٱللَّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ } [الرعد: 41].
فهل بعد ذلك شك في نُصرة الله لدينه؟ ألم تغزُ هذه الأمة الأمية أعظم حضارتين على وجه الأرض آنذاك، هما حضارة فارس في الشرق، وحضارة الروم في الغرب، وفي وقت واحد وزمن متقارب، حتى أن هؤلاء كان عندهم طرق للحرب وفنون لا يعرفها العرب ولا يجيدونها، ومع ذلك انتصروا عليهم.
رووا أنهم كانوا يستخدمون الأفيال في الحروب،ولم يكُنْ العرب يعرفون شيئاً عنها، لكن ألهم الله تعالى سيدنا سعد بن أبي وقاص إلى حيلة يتغلب بها على الفيل، واهتدى إلى أن خرطوم الفيل نقطة ضعف فيه، فصنع لذلك سيوفاً خاصة يضرب بها خراطيم الأفيال فتسقط.

ثم يدخل الإسلام هذه البلاد شرقاً وغرباً في نصف قرن من الزمان، ويجد له أن هناك أنصاراً ومحبين، منهم مَنْ دخل الإسلام طواعية اقتناعاً،ومنهم مَنْ وجد في الإسلام ضالته حيث عدالة الإسلام وسماحته في مقابل جَوْر الحكام هناك وكثرة المظالم والفساد.
هذه كلها آيات نفهمها من قوله تعالى: { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي ٱلآفَاقِ } [فصلت: 53] فالفتح الإسلامي الذي عَمَّ العالم كله آية من الآيات، هذا الانتشار الواسع للإسلام لم تستطيعوا أن تصدوه،
لأن الله وعد به عباده المؤمنين ووعد به رسله،والحق سبحانه لما وعد الرسل بالنصرة لم يعدهم سراً إنما في قرآن يُتلى إلى يوم القيامة ويُجهر به، قرآن تكفَّل الله بحفظه وصيانته، والعادة أنك تحفظ ما لك لا ما عليك، أما الحق سبحانه فيحفظ وعده الذي تكفل به لأنه واثق أنه واقع لا محالة.

ومن المعاني التي نفهمها من الاستقبال في { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي ٱلآفَاقِ } [فصلت: 53]
أن المسلمين كانوا في بداية الأمر مضطهدين غير مأمورين بقتال،
وربما مات بعضهم قبل أن يتحقق وعد الله بالنصر، فلما قرأوا:
{ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي ٱلآفَاقِ } [فصلت: 53]
علموا أن النصر قادم حتى ولو ماتوا قبل أنْ يروا فرحته.


وتعلمون أن الله لم يأمر المسلمين بالقتال إلا بعد أنْ تمكَّن الإيمان من نفوسهم، واستقرتْ العقيدة في قلوبهم، حتى أن بعضهم يقول لسيدنا رسول الله: يا رسول الله،أليس بيني وبين الجنة إلا أنْ أقاتل هؤلاء فيقتلونني؟
فيقول له رسول الله: بلى فيلقى الرجل تمرة كان يمضغها ويبادر بنفسه إلى ساحة القتال،ويُعجِّل المسير إلى الشهادة لما استقر في نفسه من عقيدة علَّمته أنه ذاهب إلى أفضل مما هو فيه ومُقبلٌ على جنة عَرْضُها السماوات والأرض.

وسوف تظل هذه السين الاستقبالية { سَنُرِيهِمْ }
باقية تمدنا بعطاء لا ينتهي حتى قيام الساعة التي ستكون هي الآية الكبرى سنريهم آيات في كل زمان، آيات في صالح هذا الدين ونُصْرة أهله في كل الآفاق.

وقوله تعالى: { وَفِيۤ أَنفُسِهِمْ } [فصلت: 53]
يعني: آيات في الأنفس،في الأشخاص،
في لحمك ودمك وروحك، في أعضائك وأجزائك،في كل شيء فيك آية لو تدبرت.

الحق سبحانه وتعالى خلق الإنسان من طين،وأخبرنا بكيفية الخلق ومراحله،ومحمد صلى الله عليه وسلم لم يكُنْ عالماً من علماء التشريح ولا يعرف علم الأجنة إنما علَّمه ربه الأعلى،وجاء العلم الحديث ليثبت صدق ما أخبر به في مسألة خلق الإنسان من طين،وأن نسله من سلالة من ماء مهين، وأنه كان نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظاماً،ثم كسى العظام لحماً.
وها هو العلم يكشف لنا كل يوم عن جديد في أنفسنا وعن عجائب لم نكُنْ نعرفها في أنفسنا من قبل،إنك حين تقرأ آخر ما توصلتْ إليه العلوم في جسم الإنسان تعلم أنك في ذاتك عالمٌ عجيب وبناء محكم دقيق،وصدق القائل:

وَتحسَبُ أنَّكَ جِرْمٌ صَغِير***وََفِيكَ انْطَوَى العَالَم الأكْبَرُ
وسبق أنْ تحدثنا عن بعض عجائب الخَلْق وقلنا
مثلاً: أن حرارة الجسم العادية 37 ْ تجدها حرارة مَنْ يعيش عند خط الاستواء، وحرارة مَنْ يعيش عند القطبين، ومع ذلك لا يحدث استطراق حراري داخل الجسم، فتجد كل عضو من الأعضاء يحتفظ لنفسه بالحرارة التي تناسبه،فالكبد درجة حرارته 40 ْ والعين لا تزيد عن 9 ْ، وهما في جسم واحد، ولا يحدث بينهما استطراق حراري.

تأمل الدم سائل الحياة في الجسم كله وكيف يحتفظ لنفسه بدرجة من السيولة لو زاد عنها يحدث نزيف،ولو قلَّتْ تحدث جلطة وشلل والعياذ بالله.
تأمل الكليتين وما فيهما من أسرار وقدرة وإبداع،فالكلية لو حدث لها فشل عن أداء وظيفتها تقوم الأخرى بمهمتها،ويكفي الجسم أن يعيش بكلية واحدة لو فُقدِت الأخرى،لذلك قلنا بتحريم نقل الكلية من شخص لآخر؛ لأن الخالق سبحانه جعل لنا كليتين، كل كلية منهما فيها مليون خلية مستعدة للعمل لا يعمل منها سوى مائة ألف فقط، فإن توقفت هذه المائة تبعتها المائة الثانية وهكذا.
فكيف إذا يحدث الفشل الكلوي؟
قالوا: يحدث من أن المائة ألف أدَّتْ مهمتها ثم توقَّفت ولم تنتبه المائة ألف الثانية لكي تقوم بمهمتها،فحين نأخذ من شخص كليته ونعطيها لشخص آخر نقول: هذا إجرام وانتحار،لأن الكلية الباقية لو توقفتْ لا بدَّ أن يموت الإنسان.

ومن العجائب وآيات الخَلْق سبحانه في الإنسان آية الجلد وما فيه من أسرار،فهمناها من قوله تعالى في الحديث عن عذاب الكافرين:
{ كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَٰهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ } [النساء: 56].
تعلمنا من هذه الآية أن الجلد هو موضع الإحساس، فلو حُرِق لا يحدث الإحساس؛ لذلك الحق سبحانه يُجدد لهم جلودهم ليذوقوا العذاب وليستمر الإيلام، والعالم لا يعرف هذه المسألة إلا بعد الحرب العالمية، فقد توصل الألمان إلى أن الجلد هو آلة الإحساس في الجسم، بدليل أنك حين تأخذ مثلاً حقنة لا تؤلمك إلا بمقدار نفاذ الإبرة من طبقة الجلد بعدها لا تشعر بالألم، فالقرآن سبق العالم كله إلى هذه الآية.
ومن آيات الله في الأنفس أنك تجد بداخل الجسم صيدلية طبيعية تعالج ما يحدث في الجسم من خلل،هذه الصيدلية أخذناها من قوله تعالى:{ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ } [الحج: 5]
فالمخلَّقة: هي التي تكوَّن منها الجسم بأعضائه وجوارحه المشاهدة،
وغير المخلقة الموجودة داخل الجسم كاحتياط له تكمل ما نقص منه وتعالج ما مرض فيه،لذلك رأينا أحدث علاج للجروح والدمامل مثلاً أنْ تتركها لمقاومة الجسم الطبيعية حيث تلتئم دون تدخل بمواد كيماوية تضر وتترك أثراً في الجلد.


تأمل أيّ عضو من أعضائك،وأيَّ جهاز من أجهزة جسمك، تأمل كيفية بناء هذا الإنسان على هذه الهيئة المعتدلة المستقيمة، وكيف يسير معتدلاً مرتفع الهامة،تأمل كفَّ يدك وما فيه من أصابع وما فيه من تناسق وتناسب وانسيابية.

انظر إلى جهازك الهضمي أو التنفسي،انظر إلى قلب هذه العضلة لتي لا تزيد عن قبضة اليد الواحدة،كيف أنها تعمل دون توقف منذ الميلاد وحتى الوفاة،كلها آيات وعجائب وأسرار دالة على قدرة الخالق وبديع صنعته سبحانه في الأنفس.
ويظل عطاء هذه الكلمة { سَنُرِيهِمْ } ممتداً في الزمان كله وكل يوم نشاهد جديداً وآية وعجيبة من عجائب الخلق في الآفاق وفي الأنفس، ولما تستقرئ القرآن تجده قد استوعب في هذه المسألة الماضي والحاضر والمستقبل، فقال:
{ أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي ٱلأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا.. }
[الرعد: 41] وقال في المستقبل
{ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي ٱلآفَاقِ وَفِيۤ أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ ٱلْحَقُّ } [فصلت: 53].

باقي في الاستقبال سوف وهي للمستقبل البعيد،
قالوا: هي لأمور الآخرة كما في قوله تعالى:

{ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ }
[هود: 39].
وفَرْق بين استقبال الفعل من الله تعالى واستقباله من البشر، نحن نقول: ماضي ومضارع ومستقبل. أما بالنسبة للحق سبحانه فيستوي عنده الزمن كله، اقرأ قوله تعالى:{ أَتَىٰ أَمْرُ ٱللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ }
[النحل: 1] والمراد هنا القيامة.

لذلك وقف المستشرقون عند هذه الآية يتهمون القرآن بالتناقض
{ أَتَىٰ} تدل على الماضي و { تَسْتَعْجِلُوهُ} تدل على المستقبل،
لكن يجب أنْ نعلم أن المتكلم هنا هو الله عز وجل الذي يملك الزمن كله، فحين يقول (أتى) يقولها برصيد قدرته ووحدانيته، حيث لا يوجد له معارض يمنع حدوث الفعل، فالقيامة لأنها حقٌّ واقع لا محالة عبَّر عنه بالماضي كأنه أتى بالفعل.


قوله تعالى: { سَنُرِيهِمْ } دلَّتْ على أن هذه الآيات مُوزَّعة على الزمنن بحيث يجيد كل جيل في القرآن عطاءً جديداً، فنحن الآن نعرف من آيات الله في الكون وفي الأنفس ما لم يكُنْ يعرفها أحد على زمن رسول الله مع أنها موجودة وأخبر الله بها في القرآن.
سألتُ مرة بعض إخواننا المختصين بالنواحي الاقتصادية في العالم قُلْتُ لهم: متى عرف الإنسانُ (الأسانسير)؟ قالوا: سنة كذا يعني في القرن العشرين، قلت: فاقرأوا قوله تعالى:
{ وَلَوْلاَ أَن يَكُونَ ٱلنَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِٱلرَّحْمَـٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ }
[الزخرف: 33] والمعارج أي: ما نعرفه الآن بـ (الأسانسير).

كذلك البواخر والسفن العملاقة المكوَّنة من طوابق، والتي تظهر في البحار وكأنها مدينة متحركة لم تكُنْ بهذه الصورة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أخبر الله بها في سورة الرحمن:
{ وَلَهُ ٱلْجَوَارِ ٱلْمُنشَئَاتُ فِي ٱلْبَحْرِ كَٱلأَعْلاَمِ }
[الرحمن: 24] إذن: الحق سبحانه خلق وعلم ما سيحدث لخلقه في المستقبل.

فإنْ قلتَ: فلماذا لم تظهر هذه الآيات في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وفي زمن صحابته؟ قالوا: لو ظهرت هذه الآيات الكونية معاصرة لزمن النبي وصحابته لأفرغ القرآن معجزاته وآياته في قرن واحد، واستقبلت القرون التالية القرآن بدون عطاء جديد، وبدون آيات تبهرهم وتدلهم على قدرة الخالق سبحانه.

فالله تعالى أراد أنْ يظلَّ استقبال الأجيال للقرآن استقبالاً جديداً، بحيث يكون لكل جيل نصيب من عطاء القرآن ليثبت لنا أن الذي أنزل القرآن قديماً أخبر فيه بما يحدث في المستقبل، وأنه سبحانه إله واحد ليس معه شريك يردُّ عليه ما قال.

وقوله تعالى: { حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ ٱلْحَقُّ } [فصلت: 53] أي: يتضح لهم أن القرآن حيث وأن الله حق،
والحق هو الشيء الثابت الذي لا يتغير، وضده الباطل،
والباطل متغير زاهق،الحق أبلج، والباطل لجلج.


الله تعالى يُصوِّر لنا الحق والباطل في مثال مادي مشاهد، فيقول سبحانه:
{ أَنَزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَٱحْتَمَلَ ٱلسَّيْلُ زَبَداً رَّابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي ٱلنَّارِ ٱبْتِغَآءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذٰلِكَ يَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلْحَقَّ وَٱلْبَاطِلَ فَأَمَّا ٱلزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَآءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي ٱلأَرْضِ }
[الرعد: 17].

فالله تعالى هو الحق، ما يقوله حق، ومن الناس مَنْ يعرف وجه الحق فيه، ومنهم مَنْ يرتاب وتَخْفى عليه الآيات لفترة ثم تصل بهم الأحداث إلى أنْ يعرفوا أنه الحقُّ من الله الحق،فعلاً ووجوداً.

وقد ينتصر الباطل ويعلو في فترة من الفترات، لكن لا بُدَّ أن تكون الجولة الأخيرة للحق؛لذلك قالوا: دولة الباطل ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة، والمؤمن الواعي الواثق بنصر الله لا يبالي لانتصار الباطل فهو موقوت، وينتظر اللحظة التي يعلو فيها الحق ويزهق فيها الباطل.
المؤمن يعلم أن الباطل حين يعلو يكون جندياً من جنود الحق، فالباطل يُظهر الحق لمن لا يعرفه، والضد يظهر حُسْنه الضد، ولولا أن الناس شَقُوا بالباطل وعضَّتهم الأحداث ما عرفوا الحق وما اشتاقوا إليه.
لذلك لما تتأمل النسق القرآني في قوله تعالى:
{ وَجَعَلَ كَلِمَةَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلسُّفْلَىٰ وَكَلِمَةُ ٱللَّهِ هِيَ ٱلْعُلْيَا }
[التوبة: 40] تعلم أن الحق ثابت،وأنه الأصل الذي عليه قامت أمور الخَلْق كلها،فكلمة الذين كفروا قد تعلو لكن ينتهي بها الأمر إلى أنْ تكون هي السفلى، جعلها الله سفلى فهي جَعْل من الله.أما
{ وَكَلِمَةُ ٱللَّهِ هِيَ ٱلْعُلْيَا }
[التوبة: 40] تجد (كلمة) هنا مبتدأ، فهي في أصلها عليا، ليست جَعْلاً كالأولى،يعني لم تكُنْ أبداً سفلى،ثم جعلها الله عُلْيا هي بطبيعتها عليا.
إذن: نقول: إن الباطل يعلو لبعض الناس بأحداثه فينتبهوا للحق.


ثم يقول سبحانه { أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } [فصلت: 53]
بلى كفى به سبحانه شاهداً ومطلعاً لا تَخْفى عليه خافية،
كأن الحق سبحانه يقول لهم ما كان يصح منكم أنْ تنتظروا الآيات لتُصدِّقوا الرسول،بل كان عليكم أنْ تصدقوه بمجرد أن يقول لأن الله شهيد عليه، والله سبحانه ليس له معارض يعارضه ويرد حكمه.


لذلك قلنا: لماذا أصبح الصِّدِّيق صِدِّيقاً؟ لأنه لما قيل له إن صاحبك يدَّعي أنه نبي لم يزدْ على أن قال لتوِّه: إنْ كان قد قال فقد صدق، هكذا دون أن يناقش المسألة،كذلك لما بلغه خبر الإسراء والمعراج قال نفس قولته الأولى،ولم ينتظر حتى ينزل القرآن،فيخبرهم بذلك وبعدها يُصدِّق.
فالقرآن إنما ينزل يقنع الكافر المعاند أو الشّاكَ المرتاب، والصِّديق رضي الله عنه كان في أعلى درجات اليقين والإيمان،وكَفَاه تاريخ محمد سيرته فيما مضى،فأخذ من صِدْقه في الماضي دليلاً على صِدْقه في الحاضر.
كلمة { شَهِيدٌ } [فصلت: 53] هنا تحمل معنى الشاهد الذي يثبت الحق، والقاضي الذي يحكم فيه، والمنفذ الذي ينفذ الأحكام.
تفسير محمد متولي الشعراوي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنتصار قريب مشاهدة المشاركة
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
فصّلت/54
(مِرْيةٍ) من هذا اليوم أي شك وارتياب وتردد،
والمِرْية أيضاً من المراء،وهو الجدال بالباطل والعناد والمكابرة على قبول الحق والانصياع له؛لذلك قالوا: الجدل هو النقاش الموصِّل إلى شيء بين طرفين،إلى نتيجة،أما المراء فهو جدل ينتصر فيه كل طرف لنفسه،ولا يعنيه الوصول إلى الحق.
والأمر المخزي هنا أنهم في مرية،لم يقل من الجنة وإنما{ فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَآءِ رَبِّهِمْ } [فصلت: 54] فهذا هو الكسوف الكبير والخجل والخزي، كما قالوا: موقف يتساقط فيه لحم الوجه خجلاً من الحق سبحانه، وقد عادوا إليه هذا العَوْد المؤسف،وجدوا أنفسهم أمام الحق سبحانه وقد كفروا به في الدنيا وجحدوه وأنكروه،ثم تفاجئهم هذه الحقيقة
والله لو قال في مرية من نعيم ربهم لكانت مقبولة، والناس تتفاوت مراتبهم ودرجاتهم في العمل الصالح، فمنهم مَنْ يعمل خوفاً من النار،ومنهم مَنْ يعمل طمعاً في الجنة، ومنهم مَنْ يعمل حباً في الله الذي كلَّفه وإرضاءً له سبحانه، لا خوفاً من ناره، ولا طمعاً في جنته،إنما يعمل لذات الله.
******************
{ أَلاَ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيط} [فصلت: 54]
تقرير لحقيقة أخرى بدأن أيضاً بـ { أَلاَ } الاستفتاحية،
والمعنى أنه سبحانه يحيط علمه بكل شيء إحاطة تامة لا يفلت أحدٌ منها،ولا يغيب عنها مثقالُ ذرة في السماوات ولا في الأرض، والمحيط هو الدائرة التي تلفُّ الشيء من كل جوانبه.

تفسير محمد متولي الشعري
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور2014 مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيرا
تمت بحمد الله السورة
والشكر موصول للأخت المباركة "انتصار" التي أخذت الحظ الأوفر منها وكذلك الإمام الفاضل أيمن والأستاذة نور بنيّتها ودعائها
شكر الله لكم وأحسن إليكم وبارك فيكم









رد مع اقتباس
قديم 2014-01-23, 20:20   رقم المشاركة : 1347
معلومات العضو
قَاسِمٌ.قَاسِم
عضو فضي
 
الصورة الرمزية قَاسِمٌ.قَاسِم
 

 

 
الأوسمة
وسام الوفاء المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الثالثة الموضوع المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

سلام عليكم طبتم،..
أعود بعد تناول العشاء ههههه
والدتي وأخي الأصغر ينتظران
واصلوا...









رد مع اقتباس
قديم 2014-01-23, 20:42   رقم المشاركة : 1348
معلومات العضو
بسمة تنتظر فرحة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية بسمة تنتظر فرحة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرااا وزادكم الله نفعا وقُربا ورِفعة بكل ما كَتبتمُوه
اللهم آمين
أعتَذر لِغيابي عن هذه الموضوع الطيّب المبارك
والذي كان فعلا مُباركا عليا أنا شخصياا
أُكرر شُكري للأستاذ قاسم ولكل من يشارك في الموضوع
فاتني الكثير أدعو الله أن يوفقني وإياكم لختمه
ونسأَلُ الله ان يقبله منا خالصا لوجهه الكريم
اللهم آمين









رد مع اقتباس
قديم 2014-01-23, 20:50   رقم المشاركة : 1349
معلومات العضو
سَـآجدة
عضو فضي
 
الصورة الرمزية سَـآجدة
 

 

 
الأوسمة
أحسن خيمة رمضانية 1437هـ (3) 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بسمة تنتظر فرحة مشاهدة المشاركة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرااا وزادكم الله نفعا وقُربا ورِفعة بكل ما كَتبتمُوه
اللهم آمين
أعتَذر لِغيابي عن هذه الموضوع الطيّب المبارك
والذي كان فعلا مُباركا عليا أنا شخصياا
أُكرر شُكري للأستاذ قاسم ولكل من يشارك فيه
فاتني الكثير أدعو الله أن يوفقني وإياكم لختمه
ونسأَلُ الله ان يقبله منا خالصا لوجهه الكريم
اللهم آمين

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
اهلا بعودة الاخت الحبيبة و الغالية بسمة
الحمد لله انك عدت الينا
أنار الله قلبك بنور الإيمان
ومتعك بروعة الجنان
وكتب الله لكِ الأجر والثواب معنا

بوركت غاليتي











رد مع اقتباس
قديم 2014-01-23, 20:54   رقم المشاركة : 1350
معلومات العضو
نور2014
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية نور2014
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بسمة تنتظر فرحة مشاهدة المشاركة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرااا وزادكم الله نفعا وقُربا ورِفعة بكل ما كَتبتمُوه
اللهم آمين
أعتَذر لِغيابي عن هذه الموضوع الطيّب المبارك
والذي كان فعلا مُباركا عليا أنا شخصياا
أُكرر شُكري للأستاذ قاسم ولكل من يشارك في الموضوع
فاتني الكثير أدعو الله أن يوفقني وإياكم لختمه
ونسأَلُ الله ان يقبله منا خالصا لوجهه الكريم
اللهم آمين

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

اهلا وسهلا بك اختي الكريمة بسمة ، سعيدة بعودتك الينا وللمشاركة في هذا العمل المبارك بمجهود الجميع ان شاء الله











رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مُفرَدَاتٌ, قُرءانيّةٌ


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 07:32

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc