|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2020-12-02, 05:51 | رقم المشاركة : 121 | ||||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ ,,,,, وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ رواه الترمذي (2417 ) وقال : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ . أهمية العلم والتعلم في الإسلام قضى الله أن يَحمل الدينُ الخاتم الإسلامُ للبشرية كلَّ ما ييسِّر لها مهمة الحياة على الأرض طريقًا إلى حياة أخرى يرتبط نعيمها بعمل الإنسان في حياته الأولى ولَمَّا كان للعلم أثره في حياة الناس من حيث إنه وسيلة لكشف أسرار الكون وطريق إلى تنوير الحياة وترقيتها، ومن حيث إنه غذاء للعقل الذي ميز الله به الإنسان وطريق من أهم طرق الوصول إلى الله سبحانه نذكِّره هنا بقوله تعالى: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ [الزمر: 9] وقوله: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ [المجادلة: 11] ولعلَّ في هذه المكانة الرفيعة للعلم ما يُغري الناس ويسهل عليهم تجشُّم الصعاب في سبيله وبخاصة إذا أدركوا عون الله لطالب العلم تشجيعًا وتقديرًا فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رواه أبو داود (3641)، وابن ماجه (223) وصححه الألباني في "صحيح سنن ابن ماجه" (1 / 92). ولأن مهمة التعلم شاقَّة كان أجرها كبيرًا وقد بيَّن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ذلك حين قال: ( إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ : عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ .... رواه ابن ماجه (224) وغير هذا كثير مما يؤكِّد التشجيع على التعلم وتقديم الخير إلى الناس من خلال هذا العمل ولَمَّا كانت مسألة التعليم والتعلم وسيلة لغاية هي العمل حثَّ الإسلام على أن يطبق المتعلم ما علمه وألا يستهدف بعمله هدفًا رخيصًا من الشهرة أو الرياء أو نحوه ولذلك عاتب الله المؤمنين بقوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ [الصف: 2، 3]. وكثرت الأحاديث الشريفة التي تدعو إلى الالتزام بما يقتضيه ما تعلَّمناه؛ نذكر منها عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ أَوْ لِيُبَاهِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ، أَوْ لِيَصْرِفَ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ فَهُوَ فِي النَّارِ رواه ابن ماجه (253). و عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَا تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ لِتُبَاهُوا بِهِ الْعُلَمَاءَ، وَلَا لِتُمَارُوا بِهِ السُّفَهَاءَ وَلَا تَخَيَّرُوا بِهِ الْمَجَالِسَ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَالنَّارُ النَّارُ رواه ابن ماجه (254). وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ لِيُبَاهِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ، وَيُجَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ وَيَصْرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ، أَدْخَلَهُ اللَّهُ جَهَنَّمَ رواه ابن ماجه (260). وهذه الأحاديث وإن كان في أسانيدها ضعف إلا أنه يشهد بعضها لبعض فلذا صححها الألباني رحمه تعالى صحيح الترغيب والترهيب" (1 / 154). سُئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: " هل من وصية لطالب العلم المبتدئ؟ فأجاب: الوصية لكل إنسان أن يخلص النية لله عز وجل وألا يكون قصده بذلك الرئاسة ولا الجاه ولا المال بل ويكون مقصده أن يرفع الجهل عن نفسه وعن غيره وأن يقيم الملة ويدافع عنها ويحميها، هذا أفضل شيء " انتهى من "لقاء الباب المفتوح" (226 / 36 ترقيم الشاملة). الخلاصة أن هذه التوجيهات التي وجَّه الإسلام البشرية إليها ترتبطُ فيه بمناهج للمعرفة تُعنَى بطريقة التفكير كما تُعنَى بروافد المعرفة التي تمدنا بالمعلومات اللازمة لحياتنا ورسالتنا فيها. اخوة الاسلام و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء من اجل استكمال الموضوع
آخر تعديل *عبدالرحمن* 2020-12-02 في 05:55.
|
||||
2020-12-03, 05:23 | رقم المشاركة : 122 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ ,,,,, وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ رواه الترمذي (2417 ) وقال : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ . تعريف المال: في اللغة: هو كل ما يقتنى ويملك من كل شيء سواء كان عينًا أو منفعة فكل ما يستولي عليه الإنسان فعلاً ويملكه من ذهب أو فضة أو حيوان أو نبات يسمى مالاً انظر: لسان العرب مادة مول (13/223). أما في الاصطلاح الفقهي: فلقد اختلف العلماء في تحديد معناه على رأيين: أ- فقد عرفه الجمهور بأنه: كل ما له قيمة يلزم متلفه بضمانه فيدخل فيه الأموال العينية والحقوق والمنافع لإمكان حيازتها بحيازة أصلها. الأشباه والنظائر للسيوطي (258) والفقه الإسلامي وأدلته (4/42) ب- وعرفه الحنفية بقولهم: هو كل ما يمكن حيازته وإحرازه وينتفع به عادة[ فكل ما لا يمكن الانتفاع به كلحم الميتة وما لا يمكن إحرازه من الأمور المعنوية والحقوق والمنافع مثل العلم والسكن - فلا يسمى مالاً عندهم لأنهم حصروا المال في الأشياء المادية التي لها مادة وجرم محسوس. حاشية ابن عابدين (4/3)، والبحر الرائق (2/227). نظرة الإسلام للمال ينظر الإسلام للمال على أنه قوام الحياة به تنتظم معايش الناس ويتبادلون على أساسه تجاراتهم ومنتجاتهم ويقوّمون على أساسه ما يحتاجون إليه من أعمال ومنافع. ولقد أخبر الله - تعالى - بأنه أحد الأمرين اللذين هما زينة الحياة الدنيا في قوله تعالى -: الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا [الكهف: 46]. وينظر الإسلام للمال على أن حبه والرغبة في اقتنائه دافع من الدوافع الفطرية التي تولد مع الإنسان وتنمو معه وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا [الفجر: 20]، وقال - جل شأنه -: وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ [العاديات: 8]. فالإسلام ينظر إلى الإنسان نظرة طبعية تساير فطرته وطبيعته وتقر خصائصه التي يتميز بها عن الكائنات الأخرى الموجودة في محيط الحياة الأرضية التي يعيشها، وكلف بالقيادة فيها. كما يرى أن أقوى الغرائز فيه غريزتا "النسل والاقتناء" إذ عليهما يقوم بقاء الإنسان في شخصه ونوعه. وغريزة التملك والاقتناء هي تلك الغريزة التي تدفع الإنسان إلى المال بالسعي إليه وتحصيله، وتنميته وادخاره الفكر الإسلامي والمجتمع المعاصر مشكلات الحكم والتوجيه محمد البهي ص (3-9). وإذا نحن نقرأ قول الله تعالى -: زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ [آل عمران: 14] نرى أن الإسلام يقر وجود هاتين الغريزتين في الإنسان. والمال في حقيقة أمره ليس ملكاً خالصاً لمالكه وإنما هو ملك لله قال تعالى -: وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ [النور: 33]. ويد المالك يد وديعة، استودعها الله إياه قال تعالى -: وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ [الحديد: 7]. وعلى الإنسان أن يضعه مواضعه وينفقه في الوجوه التي شرعها الله فيأخذ منه ضروراته وحاجاته ويوزع الفضل منه على من هم أحق به من الضعفاء والعجزة والمساكين. المال فتنة واختبار: فالمال فتنة وإنفاق المال في وجوهه المشروعة نحتاح الي الاختبار إذ إن المال المودع لدى المالك فتنة قال تعالى -: وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ [الأنفال: 28] أي اختبار وامتحان. وسيحاسب الناس عن المال من أين وكيف اكتسبوه؟ وفيم انفقوه؟ قال تعالى -: ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ [التكاثر: 8] الخلاصة المال يكون نعمة إذا استعمل في ما يرضي الله وأعان على طاعة الله ويكون نقمة إذا استعمل في الشر أو حمل صاحبه على البطر والكبر أو ألهاه وشغله عن الطاعة والذكر . ولهذا جاء التحذير من فتنة المال لأنه غالبا ما يطغي وينسي وقلّ من يؤدي حق الله تعالى فيه قال الله تعالى مبينا أن الابتلاء يكون بالخيرات والنعم كما يكون بالسيئات والنقم : ( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ) الأنبياء/35 وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( فَوَاللَّهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ وَلَكِنِّي أَخْشَى أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمْ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا ، وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ) رواه البخاري (4015) ومسلم (2961). عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ فَاتَّقُوا الدُّنْيَا ...... رواه مسلم (2742) من وفقه الله تعالى فكسب المال من حله ، وأنفقه في محله واجتهد في بذله في الطاعات والقربات كان المال في حقة نعمة واستحق أن يغبطه الناس عليها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : (نِعْمَ الْمَالُ الصَّالِحُ لِلْمَرْءِ الصَّالِحِ ) رواه أحمد (17096) وصححه الألباني في "صحيح الأدب المفرد" (299) وقال صلى الله عليه وسلم : ( لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ : رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَسُلِّطَ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْحِكْمَةَ فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا ) رواه البخاري (73) ومسلم (816 اخوة الاسلام و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء من اجل استكمال الموضوع آخر تعديل *عبدالرحمن* 2020-12-03 في 05:32.
|
|||
2020-12-04, 05:11 | رقم المشاركة : 123 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ ,,,,, وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ رواه الترمذي (2417 ) وقال : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ . حق الجسد والنفس إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وفضله على سائر المخلوقات وجعله متكونًا من جسد وروح وكلّفه أن يلبّي حاجاتهما بما فرضه الله تعالى عليه وأوجبه واستحبه وجعل هذه التكاليف حقوقًا لجسده وروحه عليه سعد من قام بها وانتبه لنفسه وشقي من أهملها ولقي الله تعالى مضيِّعًا لها. ورأس هذه الحقوق وأهمها: إقامة هذا الجسد وتربيته على طاعة الله تعالى، والابتعاد عن معصيته ومن المعلوم عند علماء الشرع وعلماء التربية والنفس: أن النفس عند أي تكليف تحتاج إلى تمرين وتهيئة وتربية ألا تروا -أخوة الاسلام أن الإسلام أمر بتمرين الصغار على الصلاة منذ بلوغهم سن السابعة علمًا أنهم غير مكلفين في هذه السن وذلك لما تحتاجه الطاعات من التربية والتمرين فإذا ما بلغ سن التكليف سهل عليه القيام بها والاستمرار عليها، وعدم التضايق منها. ومن المعلوم أيضًا: أن للنفس رغبات وشهوات والإسلام قد راعى هذه الرغبات والشهوات وأمر بتلبيتها لكن حسب الضوابط الشرعية التي حددها وأقرها. وعليه: فينبغي للمسلم أن يقوم بحقوق جسده وروحه وفق مرضاة ربه عز وجل، فيربيها على عمل الطاعات واجتناب المعاصي، ويقسرها على الأخلاق الفاضلة والسلوك الحميد، والمعاملة الحسنة، والصفات النبيلة. ومن ظلمه لنفسه: أن يجعلها ترتع في شهواتها ورغباتها دون النظر إلى ما حرم الله سبحانه وتعالى فيقع بذلك في التفريط ويعرض نفسه لغضب الله وعقابه. ومن ظلمه لنفسه: أن يكلفها من العبادات ما لا تطيق فيقع بذلك في الغلو والإفراط المذموم فالإسلام دين الوسطية والاعتدال في كل شيء. وقد وجه الإسلام إلى هذا الاعتدال فلا غلو ولا تقصير، ولا إفراط ولا تفريط، ولا زيادة ولا نقصان قال الله تعالى: لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة: 286] وجاء في الحديث الصحيح: أن عبد الله بن عمرو بن العاص ب قال : أُخبر النبي صلى الله عليه وسلم إنِّي أقول: والله لأصومن النهار ولأقومن الليل ما عشت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم – كما في بعض الروايات-: «ألم أُخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل؟» قلت: بلى يا رسول الله! قال: «فلا تفعل، صم وأفطر وقم ونم، فإن لجسدك عليك حقًّا، وإن لعينك حقًّا وإن لزوجك عليك حقًّا، وإن لزورك -أي: ضيفك- عليك حقًّا وإن بحسبك أن تصوم كل شهر ثلاثة أيام فإن لك بكل حسنة عشر أمثالها فإن ذلك صيام الدهر كله» رواه البخاري في كتاب الرقاق باب القصد والمداومة على العمل (6463). و يجب هنا مزيد من التوضيح لا تعارض بين الجد والمثابرة وإتقان العمل بل والإكثار من العمل الصالح والمسابقة إلى الخيرات وبين الأمر بالقصد والاعتدال والبعد عن التشديد على النفس وتكليفها ما لا تطيق . فقد ذكر الله تعالى في القرآن ما يدل على الأمرين ووضح ذلك رسوله صلى الله عليه وسلم بسنته القولية والعملية أما القرآن فقد قال الله تعالى : ( يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ اليُسْرَ ولا يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ ) البقرة/185 وقال - تعالى -:( وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) الحج/ 78. وقال سبحانه : (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ) آل عمران / 133. وأما السنة : فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم -: ( لن ينجي أحداً منكم عمله. قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمته. سددوا وقاربوا، واغدوا وروحوا، وشيء من الدلجة والقصد القصد تبلغوا ) رواه البخاري (6463) . وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: سئل النبي - صلى الله عليه وسلم -: أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: ( أدومها وإن قل. وقال: اكلفوا من الأعمال ما تطيقون ) رواه البخاري(6465). وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -قال: ( إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا، وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة ) البخاري (39) . قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : " (ما تطيقون) أي قدر طاقتكم والحاصل أنه أمر بالجد في العبادة والإبلاغ بها إلى حد النهاية ، لكن بقيد : ما لا تقع معه المشقة المفضية إلى السآمة والملال" انتهى من "فتح البارى" (11/299) . ومن حقوق الجسد -بل ومن العناية به-: الأخذ بأسباب الوقاية من الأمراض باالنظافة والعناية بالطعام والشراب والرياضة وغيرها وكذا معالجتها عند وقوعها بما شُرع من الداوي بالأدوية المشروعة بعد الاعتقاد الجازم والإيمان القوي بأن كل شيء يحدث على الإنسان إنما هو بقضاء الله تعالى وقدره قال تعالى: قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا [التوبة: 51] ومع ذلك فقد شرع لنا سبحانه عمل الأسباب ومنها التداوي بالمشروع قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن الله أنزل الداء والدواء، وجعل لكل داء دواء فَتَدَاوَوْا، ولا تتداووا بحرام» رواه أبو داود في كتاب الطب باب في الأدوية المكروهة (3874). الخلاصة بعد هذا العرض السريع لحقوق الجسد تبين أن لجسد المؤمن حقًّا عليه ومما يساعد على القيام بهذا الحق: أن يتعاهد المسلم نفسه بعمل برنامج يومي له يحتوي على جميع المتطلبات الشرعية والمباحة فيقوم بما أوجبه الله عليه، مبتعدًا عما نهاه عنه مُوزِّعًا وقته، ومنظمًا له، غير متكاسل ولا متخاذل وهكذا المؤمن الجاد الذي يعمل بطاعة ربه ويمتثل لشرعه سبحانه وتعالى. أسأل الله تعالى أن يعيننا على أنفسنا ولا يكلنا إليها ولا إلى أحد من خلقه طرفة عين إنَّه سميع مجيب، وهو المستعان. اخوة الاسلام و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء من اجل استكمال الموضوع آخر تعديل *عبدالرحمن* 2020-12-04 في 05:15.
|
|||
2020-12-05, 05:03 | رقم المشاركة : 124 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ ) رواه الترمذي (2417 ) وقال : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ . يتعلق بهذا الحديث فوائد: الفائدة الأولى: حساب يوم القيامة يدعونا لمحاسبة أنفسنا للإجابة على هذه الأسئلة فإنه من حاسب نفسه اليوم هان عليه الحساب غدًا قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الحشر: 18] قال ابن كثير رحمه الله في تفسيرها: أي: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وانظروا ماذا ادخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم؛ اهـ تفسير ابن كثير 4/ 343 وقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وَزِنُوا أنفسكم قبل أن توزنوا فإنه أهون عليكم في الحساب غدًا أن تحاسبوا أنفسكم وتزينوا للعرض الأكبر: ﴿ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ ﴾ [الحاقة: 18]) رواه أحمد في الزهد ص 120 وقال الحسن البصري رحمه الله تعالى: (إن المؤمن قوَّام على نفسه يحاسب نفسه لله عز وجل وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا وإنما شق الحساب يوم القيامة على قومٍ أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة) رواه ابن المبارك في الزهد ص103 وابن أبي الدنيا في محاسبة النفس ص18 الفائدة الثانية: كان السلف رحمهم الله من أحرص الناس على محاسبة أنفسهم مع ما هم عليه من التقوى والعمل الصالح روى أسلم مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه دخل على أبي بكر الصديق رضي الله عنه وهو يجبذ لسانه فقال له عمر: مَهْ غفر الله لك! فقال أبو بكر: إن هذا أوردني الموارد رواه مالك في الموطأ 2/ 988 (1788 وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت عمر بن الخطاب وخرجت معه حتى دخل حائطًا فسمعته وهو يقول - وبيني وبينه جدارٌ وهو في جوف الحائط: عمر بن الخطاب أمير المؤمنين! بخ بخ والله (بُنَيَّ الخطاب) لتتقين الله أو ليعذبنك رواه مالك في الموطأ 2/ 992 (1800) الفائدة الثالثة: دل الحديث على أن الغاية من تعلم العلم هي العمل به لذا رفع الله تعالى درجة العلماء على غيرهم فقال تعالى: ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾ [المجادلة: 11] وهم أهل الخشية؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28] أما ما تعلُّمه لغير هذا الغرض فإنه يصير وبالًا على صاحبه يوم القيامة فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من تعلم علمًا مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرَضًا من الدنيا لم يجد عَرْفَ الجنة يوم القيامة))، يعني: ريحها رواه أحمد 2/ 338، وأبو داود في كتاب العلم باب في طلب العلم لغير الله 3/ 323 (3664) وقال النووي في رياض الصالحين ص314: إسناده صحيح. و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر |
|||
2020-12-06, 05:26 | رقم المشاركة : 125 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ : ( تَخَلَّفَ عَنَّا النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي سَفْرَةٍ سَافَرْنَاهَا فَأَدْرَكَنَا وَقَدْ أَرْهَقَتْنَا الصَّلاَةُ وَنَحْنُ نَتَوَضَّأُ فَجَعَلْنَا نَمْسَحُ عَلَى أَرْجُلِنَا ، فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ : وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ . مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا ) رواه البخاري (حديث رقم/60) ورواه مسلم (رقم/241) بلفظ آخر فيه : عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : ( رَجَعْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِمَاءٍ بِالطَّرِيقِ تَعَجَّلَ قَوْمٌ عِنْدَ الْعَصْرِ فَتَوَضَّئُوا وَهُمْ عِجَالٌ فَانْتَهَيْنَا إِلَيْهِمْ وَأَعْقَابُهُمْ تَلُوحُ لَمْ يَمَسَّهَا الْمَاءُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنْ النَّارِ أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ ) وقد روي هذا الحديث عن جماعة من الصحابة رضوان الله عليهم كما قال الإمام الترمذي رحمه الله – بعد أن روى الحديث نفسه عن أبي هريرة رضي الله عنه - : " سنن الترمذي " (1/96) ( تخلف عنا ) : أي تأخر عنا . ( أرهقتنا الصلاة ) : أي كاد وقتها أن يخرج . ( الأعقاب ) : جمع عقب ، وهو مؤخر القدم يقول بدر الدين العيني رحمه الله : " أي : غشيتنا الصلاة . أي : حملتنا الصلاة على أدائها . وقيل قد أعجلتنا لضيق وقتها . وقال القاضي : ومنه المراهق بالفتح في الحج ، ويقال بالكسر : وهو الذي أعجله ضيق الوقت أن يطوف " انتهى. " عمدة القاري " (2/8) ( ويل ) : اختلف العلماء في معناها فمنهم من قال : هو واد في جهنم ومنهم من قال غير ذلك والجميع متفق على أنها كلمة وعيد وتخويف وتهديد . يقول بدر الدين العيني رحمه الله : " ويل من المصادر التي لا أفعال لها وهي كلمة عذاب وهلاك " انتهى. " عمدة القاري " (2/9) وجوب تعميم أعضاء الوضوء بالغسل وذلك بإيصال الماء إلى جميع أجزاء أعضاء الوضوء وعدم ترك أي محل منها نجد ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث : ( ويل للأعقاب من النار ) فتخصيصه ذكر الأعقاب لأنها في مؤخرة القدم فهي مظنة لعدم وصول الماء إليها لمن لم يتعاهدها بذلك فدل على ضرورة العناية بإسباغ الوضوء في محل الفرض . وقد استنبط الإمام البخاري رحمه الله هذه الفائدة من الحديث في إحدى المواضع التي أخرجه فيها ، فقال : " باب غسل الرجلين ولا يمسح على القدمين " انتهى. " صحيح البخاري " (كتاب الوضوء/باب رقم 27) وبوب النووي رحمه الله على هذا الحديث في " شرح مسلم " بقوله : باب وجوب غسل الرجلين بكمالهما . " صحيح مسلم " (كتاب الوضوء/باب رقم 9). وبوب عليه أبو داود في سننه : باب في إسباغ الوضوء . " سنن أبي داود " (كتاب الطهارة، باب رقم 46) وفي الحديث فائدةٌ نبَّه عليها البخاري رحمه الله بقوله في تبويب الحديث بقوله : " باب من رفع صوته بالعلم " انتهى. صحيح البخاري " (كتاب العلم/باب رقم 3). يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله : " واستدل المصنف على جواز رفع الصوت بالعلم بقوله : ( فنادى بأعلى صوته ) وإنما يتم الاستدلال بذلك حيث تدعو الحاجة إليه لبعد أو كثرة جمع أو غير ذلك ويلحق بذلك ما إذا كان في موعظة كما ثبت ذلك في حديث جابر : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب وذكر الساعة اشتد غضبه وعلا صوته ) الحديث أخرجه مسلم " انتهى. " فتح الباري " (1/143) الخلاصة في الحديث تذكير المسلم بضرورة تحري موافقة الشريعة في جميع أفعاله وأقواله ، ولا يتهاون في شيء منها فقد توعد النبي صلى الله عليه وسلم أولئك الذين لا يبلغ الماء أعقابهم في الوضوء بالويل والنار يوم القيامة وهو أمر يسير في نظر كثير من الناس ولكنه عند الله عظيم فليحذر المسلمون أن يتهاون فيما قد يكون سبب هلاكه في الآخرة وقد قال الله تعالى : ( وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ ) النور/15. و الله اعلم و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر |
|||
2020-12-07, 05:49 | رقم المشاركة : 126 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته المعركة مع إبليس وجنوده حزب الشيطان وجنوده : إنّ للشيطان الرجيم حزب أَلَآ إِنَّ حِزْبَ ٱلشَّيْطَٰنِ هُمُ ٱلْخَٰسِرُونَ ) ( المجالدة 19 ) تأريخ تأسيس الحرب : يرجع تأريخه إلى بدء خلق آدم نبيّ الله أبي البشر وقد هبط مع آدم وحوّاء على الأرض ليكون عدوّآ لهما ولذرّيتهما إلى اليوم المعلوم . مقصوده إغواء الإنسان وهلاكه إلى يوم القيامة . ومن أخلاقياته أنّه : 1 ـ متكبّر : (قَالَ أأسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينآ) الإسراء: 61 2 ـ يخلف الوعد : (كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إذْ قَالَ لِلإنسَانِ آكْفُرْ فَلَمَّا كَـفَرَ قَالَ إنِّي بَرِيءٌ مِنْکَ إنِّي أخَافُ اللهَ رَبَّ العَالَمِينَ ) الحشر: 16. (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأمْرُ إنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إلاَّ أنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أنْفُسَكُمْ ) إبراهيم : 22. 3 ـ يوسوس إلّا أنّ كيده كان ضعيفآ : (إنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفآ) النساء: 76. اهدافه التسلّط على الإنسان من خلال نقاط ضعفه : ـ يضلّ الناس : (قَالَ رَبِّ بِمَا أغْوَيْتَنِي لاَُزَيِّـنَنَّ لَهُمْ فِي الأرْضِ وَلاَُغْوِيَنَّهُمْ أجْمَعِينَ ) الحجر: 39. ـ يزيّن لهم أعمالهم : (وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) الأنعام : 43. ـ يخوّفهم بالفقر (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الفَقْرَ وَيَأمُرُكُمْ بِالفَحْشَاءِ وَاللهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلا وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) البقرة : 268. يخوّفهم بالحرب ونتائجها : (إنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) آل عمران : 175. ـ الاستفادة من الوسائل الخطرة : (يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إنَّمَا الخَمْرُ وَالمَيْسِرُ وَالأنْصَابُ وَالأزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) المائدة : 90. (إنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ العَدَاوَةَ وَالبَغْضَاءَ فِي الخَمْرِ وَالمَيْسِرِ) المائدة : 91. ـ الوسوسة في الصدور : (فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُرِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا) الأعراف : 20. (الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ) الناس : 5. ـ النجوى وإيذاء المؤمنين : (إنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِـيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا) المجادلة : 10. ـ الأولاد والأموال : (وَآسْتَفْزِزْ مَنِ آسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِکَ وَأجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِکَ وَرَجِلِکَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأمْوَالِ وَالأولادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إلاَّ غُرُورآ) الإسراء: 64. ـ رَصد طرق الهداية ليضلّ الناس : (لأقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَکَ المُسْتَقِيمَ ) الأعراف : 16. ـ الهجوم المضاعف : (ثُمَّ لاَتِيَـنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ) الأعراف : 17 ـ تخريب العلاقات : (وَقُلْ لِعِبَادِي يَـقُولُوا الَّتِي هِيَ أحْسَنُ إنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإنسَانِ عَدُوّآ مُبِينآ) الإسراء: 53. ـ مع عامة الناس : لهم قرين : (وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينآ فَسَاءَ قَرِينآ) النساء: 38 من اوصافه : عند الله سبحانه : كافر : (وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورآ) الإسراء: 27. يعصي الله : (إنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَانِ عَصِيّآ ( مريم : 44. . اعوانه من البشر ـ المبذّرون : (إنَّ المُبَذِّرِينَ كَانُوا إخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ) الإسراء: 27. ـ الكفّار : (إنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ ) الأعراف : 27. ـ المرتدّون عن الحقّ : (إنَّ الَّذِينَ آرْتَدُّوا عَلَى أدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَـيَّنَ لَهُمْ الهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأمْلَى لَهُمْ ) محمّد 9: 25. الناسون لذكر الله (آسْتَحْوَذَ عَلَـيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأنسَاهُمْ ذِكْرَ اللهِ اُوْلَئِکَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ ) المجادلة : 19. ـ المكذّبون : (هَلْ اُنَبِّـؤُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أفَّاکٍ أثِيمٍ ) الشعراء: 221 ـ 222. ـ لاعب القمار والسكّير : (إنَّمَا الخَمْرُ وَالمَيْسِرُ وَالأنْصَابُ وَالأزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) المائدة : 90. ـ الذين يحاربون الحقّ : (وَإنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إلَى أوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإنْ أطَعْتُمُوهُمْ إنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ ) الأنعام : 121. وأمّا الأؤامر الحربية وأمّا انطباع الناس واتجاههم بالنسبة إلى الحزب الشيطاني ومقدار تفاعلهم : فهم على طوائف ثلاثة : 1 ـ المخلصون : فإنّهم لا يدخلون في الحزب ، بل يحاربونه ولا يقدر الشيطان على إغوائهم وجذبهم إلى حزبه : (وَلاَُغْوِيَنَّهُمْ أجْمَعِينَ * إلاَّ عِبَادَکَ مِنْهُمُ الُمخْلَصِينَ ) الحجر: 39 ـ 40. 2 -المسلمون : إنّ الشيطان يحاول أن يجرّهم إلى الحزب فيوسوس لهم ، ويأتيهم بسياسة قدم بقدم وخطوة خطوة ـكما سنذكر تفصيل ذلک فمنهم من يسمع نجواه ويدخل في حزبه ومنهم من ينكر عليه ذلک ويدخل في زمرة المخلصين وهم حزب الله سبحانه وهم قليلون : (وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ) سبأ: 13. 3 ـ المنافقون والكفّار: فإنّ الشيطان استحوذ عليهم وأدخلهم في حزبه فكانوا من أوليائه وأنصاره : (إنَّهُمْ آتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللهِ) الأعراف : 30. .اخوة الاسلام كل ما تم توضيحة كانت مقدمة و ملخص الموضوع بالكامل و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء من اجل استكمال الموضوع |
|||
2020-12-08, 05:25 | رقم المشاركة : 127 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته تعريف إبليس والشيطان لغة واصطلاحاً أولا: تعريف إبليس والشيطان لغة: ذكر بعض العلماء أن إبليس اسم عربي على وزن إفعيل ) مشتق من الإبلاس وهو الإبعاد من الخير أو اليأس من رحمة الله انظر: ((لسان العرب)) (6/29) ((تفسير الطبري)) (1/509) و((تفسير روح المعاني )) (1/229). وقال الأكثرون: إن إبليس اسم أعجمي ممنوع من الصرف للعلمية والعجمية انظر: ((تفسير روح المعاني )) (1/229) ((فتح الباري )) (6/339). قال ابن حجر: (وقد تعقب بأنه لو كان اسماً عربياً مشتقاً من الإبلاس لكان قد سمي به بعد يأسه من رحمة الله بطرده ولعنه) ((فتح الباري)) (1/339). وظاهر القرآن أنه كان يسمى بذلك قبل ذلك وكذا قيل، ولا دلالة فيه لجواز أن يسمى بذلك باعتبار ما سيقع له نعم روى الطبري عن ابن عباس قال: (كان اسم إبليس حيث كان مع الملائكة عزازيل ثم إبليس بعد ((تفسير الطبري)) (1/224). قال محمد بن إسحاق: (إنما سمي شيطاناً لأنه شطن عن أمر ربه، والشطون البعيد النازح) ((الزينة في الكلمات الإسلامية العربية)) (2/179). وقال أبو عبيد: (الشيطان كل عات متمرد من إنس, أو جن) انظر: ((بحر العلوم)) للسمرقندي (1/277). ويدل على ذلك قوله تعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ [ الأنعام: 112]. وكذا قوله: وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ [ البقرة: 14]. أي أصحابهم من الجن والإنس و قوله تعالى: وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ [ الأنعام: 121]. وقوله: وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ [ البقرة: 102]. قيل مردة الجن وقيل مردة الإنس ((مفردات غريب القرآن)) للراغب الأصفهاني (ص: 261). ثانيا: تعريف إبليس والشيطان في الاصطلاح: تردد لفظ إبليس والشيطان في مواضع متعددة من القرآن الكريم فقد ورد لفظ إبليس في أحد عشر موضعاً ولم يرد هذا اللفظ إلا مفرداً في هذه المواضع جميعاً. أما لفظ الشيطان فقد جاء مفرداً ومجموعاً فقد ورد مفرداً في سبعين موضعاً وأما بلفظ الجمع فقد ورد في ثمانية عشر موضعاً عدا من المواضيع التي ورد فيها لفظ الجن والجِنَّة التي يراد في كثير منها الشيطان مفرداً ومجموعاً. إبليس هو ذلك المخلوق من النار والذي كان يجالس الملائكة ويتعبد معهم وليس من جنسهم كما سيأتي فلما أمر الله ملائكته بالسجود لآدم خالف أمر ربه بتكبره على آدم لادعائه أن النار التي خلق منها خير من الطين الذي خلق منه آدم عليه السلام فكان جزاء هذه المخالفة أن طرده الله عن باب رحمته, ومحل أنسه, وحضرة قدسه وسماه إبليس إعلاماً له بأنه قد أبلس من الرحمة وأنزله من السماء مذموماً مدحوراً إلى الأرض فسأل الله النظرة إلى يوم البعث فأنظره الحليم الذي لا يعجل على من عصاه فلما أمن الهلاك إلى يوم القيامة تمرد وطغى ((مختصر تفسير ابن كثير)) (3/209). وقال: قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ [ص: 82-83]. وكما قال عز وجل عنه: لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلاً [الإسراء: 62]. وهؤلاء هم المستثنون في قوله تعالى: إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً [ الإسراء: 65]. وإبليس واحد من الجن، وهو أبو الشياطين والمحرك لهم لفتنة الناس وإغوائهم وقد ذكره الله في قصة امتناعه من السجود لآدم وذلك كقوله تعالى: وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ [ البقرة: 34]. وقد أطلق عليه القرآن اسم الشيطان في مواضع منها قوله تعالى: فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ [ الأعراف: 20] . وقوله: يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ [ الأعراف: 27]. الآية. فالشيطان في هذه الآيات مراد به إبليس لأن القرآن يتحدث عن قصة إغوائه لآدم وحواء عليهما السلام. والذي يتأمل القرآن يرى أن إطلاق لفظ إبليس لم يرد إلا في معرض الحديث عن إباء إبليس من السجود لآدم ولم يرد هذا الإطلاق خارج الحديث عن إبائه من السجود إلا في موضعين: الأول: في سورة الشعراء وهو قوله تعالى: فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ [ الشعراء: 94-95]. وفي هذا الموضع يكون مراداً به جمع إبليس وجنوده من الجن والإنس في نار جهنم باعتبار الرئيس والأتباع. الثاني: في سورة سبأ في قوله تعالى: وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ [ سبأ: 20]. وهذا هو الموضع الوحيد الذي ورد فيه لفظ إبليس في معرض الحديث عن ممارسة غوايته وإفساده للناس. وأما لفظ الشيطان فقد يراد به إبليس خاصة كما في قصة آدم وإبليس كقوله تعالى: فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا[ البقرة: 36]. وقوله: فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا [ الأعراف: 20]. وقد يراد بالشيطان كل شرير مفسد داع للغي والفساد من الجن والإنس، كما في قوله تعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ [ الأنعام: 112]. وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا ذر تعوذ بالله من شر شياطين الجن والإنس قال: يا نبي الله، وهل للإنس شياطين؟ قال: نعم: شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا [ الأنعام: 112].)). وقد يطلق لفظ الشيطان كذلك على المتميز بالخبث والأذى من الحيوان فعن زيد بن أسلم عن أبيه قال: (ركب عمر برذوناً, فجعل يتبختر به فضربه فلم يزدد إلا تبختراً، فنزل عنه وقال: ما حملتموني إلا على شيطان، لقد أنكرت نفسي) ((تفسير الطبري)) (1/111) ((تفسير ابن كثير)) (1/31) وقال: إسناده صحيح. وعلى هذا فإن الشيطان إذا أريد به الجنس فله معنيان: معنى خاص, ومعنى عام. فأما الخاص فيراد به إبليس وذريته المخلوقون من النار والذين لهم القدرة على التشكل وهم يتناكحون, ويتناسلون, ويأكلون, ويشربون وهم محاسبون على أعمالهم في الآخرة مطبوعون بفطرتهم على الوسوسة والإغواء وهم بهذا عاملون على التفريق والخراب جاهدون لفصل ما أمر الله به أن يوصل ووصل ما أمر الله به أن يفصل، وإبرام ما يجب فصمه وفصم ما يجب إبرامه، فهم والملائكة على طرفي نقيض انظر دائرة معارف القرن العشرين (2/332). وأما المعنى العام فيراد به كل مخلوق عات متمرد من الإنس, والجن, والدواب, فأما من جانب الجن والإنس فهو التمرد والعصيان لأمر الله ومحاولة بذر الفساد في الأرض بشتى صوره وأشكاله قال تعالى: شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ [ الأنعام: 112]. وأما من جانب الدواب فهو الخبث والأذى الذي تميزت به عن جنسها. المصدر: :: عالم الجن في ضوء الكتاب والسنة عبد الكريم عبيدات - ص465 اخوة الاسلام و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء من اجل استكمال الموضوع |
|||
2020-12-09, 05:29 | رقم المشاركة : 128 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته أهداف الشيطان الهدف البعيد: هناك هدف وحيد يسعى الشيطان لتحقيقه في نهاية الأمر هو أن يلقى الإنسان في الجحيم، ويحرمه الجنة إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ [ فاطر:6 ]. الأهداف القريبة 1- إيقاع العباد في الشرك والكفر: وذلك بدعوتهم إلى عبادة غير الله والكفر بالله وشريعته: كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ [ الحشر: 16]. وروى مسلم في صحيحه عن عياض بن حمار أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب ذات يوم، فقال في خطبته: ((يا أيها الناس، إن الله تعالى أمرني أن أعلمكم ما جهلتم، مما علمني يومي هذا إن كل ما منحته عبدي فهو له حلال وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، فأتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً)) رواه مسلم (2865). 2- إذا لم يستطع تكفيرهم فيوقعهم في الذنوب: فإذا لم يستطع إيقاعهم في الشرك والكفر فإنه لا ييئس ويرضى بما دون ذلك من إيقاعهم في الذنوب والمعاصي وغرس العداوة والبغضاء في صفوفهم ففي سنن الترمذي وابن ماجه بإسناد حسن: ((ألا إن الشيطان قد أيس أن يعبد في بلدكم هذا أبداً ولكن ستكون له طاعة في بعض ما تحقرون من أعمالكم، فيرضى بها)) رواه الترمذي (3087)، وابن ماجه (2497) "ممَّا تُحاقِرون مِن أعْمالِكم" مِن صَغائِرِ الذُّنوبِ والمعاصي، وهي اللَّمَمُ، "فاحْذَروا" والمعنى: احْذَروا مِن طاعةِ الشيطانِ والوُقوعِ في الصغائرِ لأنَّها لا تَزالُ بالعبدِ حتى تُهْلِكَه وهو لا يَدْري و في صحيح البخاري وغيره: ((إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم)) رواه مسلم (2812) من حديث جابر رضي الله عنه. أي بإيقاع العداوة والبغضاء بينهم وإغراء بعضهم ببعض، كما قال تعالى: إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ [المائدة: 91]. وهو يأمر بكل شر إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ [البقرة: 169]. وخلاصة الأمر فكل عبادة محبوبة لله فهي بغيضة إلى الشيطان وكل معصية مكروهة للرحمن فهي محبوبة للشيطان. 3- صده العباد عن طاعة الله: وهو لا يكتفي بدعوة الناس إلى الكفر والذنوب والمعاصي بل يصدهم عن فعل الخير فلا يترك سبيلاً من سبل الخير يسلكه عبد من عباد الله إلا قعد فيه يصدهم ويميل بهم، ففي الحديث: ((إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه فقعد له بطريق الإسلام فقال: تسلم وتذر دينك ودين آبائك وآباء آبائك ؟! فعصاه فأسلم، ثم قعد له بطريق الهجرة ف قال: تهاجر وتدع أرضك وسماءك؟ وإنما مثل المهاجر كمثل الفرس في الطول (الطول: الحبل الطويل، يشد أحد طرفيه في وتد أو غيره والطرف الآخر في يد الفرس ليدور فيه ويرعى ولا يذهب لوجهه). فعصاه فهاجر ثم قعد له بطريق الجهاد فقال: تجاهد فهو جهد النفس والمال, فتقاتل فتقتل فتنكح المرأة ويقسم المال؟! قال: فعصاه فجاهد: فمن فعل ذلك كان حقاً على الله أن يدخل الجنة ومن قتل كان حقاً على الله أن يدخل الجنة)) رواه النسائي (6/21)، وأحمد (3/483) (16000). من حديث سبرة بن أبي فاكه رضي الله عنه. قال ابن حجر في ((الإصابة)) (2/14): إسناده حسن إلا أن في إسناده اختلاف وصححه الألباني في ((صحيح سنن النسائي)). ومصداق ذلك في كتاب الله ما حكاه الله عن الشيطان أنه قال لرب العزة: قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ [ الأعراف: 16- 17]. وقوله لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ: أي على صراطك، فهو منصوب بنزع الخافض أوهو منصوب بفعل مضمر أي لألزمن صراطك، أو لأرصدنه، أو لأعوجنه. وعبارات السلف في تفسير الصراط متقاربة فقد فسره ابن عباس بأنه الدين الواضح وابن مسعود بأنه كتاب الله وقال جابر: (هو الإسلام)، وقال مجاهد:(هو الحق) رواه الطبري في تفسيره (12/336). فالشيطان لا يدع سبيلاً من سبل الخير إلا قعد فيه يصد الناس عنه. 4- إفساد الطاعات: إذا لم يستطع الشيطان أن يصدهم عن الطاعات فإنه يجتهد في إفساد العبادة والطاعة كي يحرمهم الأجر والثواب فقد جاء أحد الصحابة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يقول له: ((إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها عليَّ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذلك شيطان يقال له: خنزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه. واتفل على يسارك ثلاثاً. قال: ففعلت ذلك، فأذهبه الله عني)) رواه مسلم (2203). من حديث عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه. فإذا دخل العبد في صلاته أجلب عليه الشيطان يوسوس له, ويشغله عن طاعة الله ويذكره بأمور الدنيا ففي صحيح مسلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الشيطان إذا سمع النداء بالصلاة، أحال له ضراط حتى لا يسمع صوته، فإذا سكت رجع فوسوس فإذا سمع الإقامة، ذهب حتى لا يسمع صوته فإذا سكت رجع فوسوس)) رواه مسلم (389). من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وفي رواية: ((فإذا قضى التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه يقول له: اذكر كذا، اذكر كذا لما لم يكن يذكر من قبل حتى يظل الرجل ما يدري كم صلى)) رواه البخاري (608)، ومسلم (389). من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. و الخلاصة في الحديثِ: فضلُ الأذانِ والإقامةِ وما لهما مِن أثرٍ في هُروبِ الشَّيطانِ وبُعدِه بوَساوِسِه عن المُسلِمِ.وفيه: تَنبيهٌ للمصَلِّي إلى الخُشوعِ في صَلاتِه وصَرفِ نفْسِه عن وَساوِسِ الشَّيطانِ وأنْ يكونَ مُقْبِلًا بقلبِه على الله عزَّ وجلَّ. اخوة الاسلام و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء من اجل استكمال الموضوع |
|||
2020-12-10, 05:38 | رقم المشاركة : 129 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته أستكمال أهداف الشيطان 5- الإيذاء البدني والنفسي: كما يهدف الشيطان إلى إضلال الإنسان بالكفر والذنوب فإنه يهدف إلى إيذاء المسلم في بدنه ونفسه ونحن نسوق بعض ما نعرفه من هذا الإيذاء. أ- مهاجمة الرسول صلى الله عليه وسلم: وذلك كما في الحديث الذي يخبر فيه الرسول صلى الله عليه وسلم بمهاجمة الشيطان له، ومجيء الشيطان بشهاب من نار ليرميه في وجه الرسول صلى الله عليه وسلم. قَامَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَسَمِعْنَاهُ يقولُ: أعُوذُ باللَّهِ مِنْكَ، ثُمَّ قالَ ألْعَنُكَ بلَعْنَةِ اللهِ ثَلَاثًا وبَسَطَ يَدَهُ كَأنَّهُ يَتَنَاوَلُ شيئًا، فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الصَّلَاةِ قُلْنَا: يا رَسولَ اللهِ، قدْ سَمِعْنَاكَ تَقُولُ في الصَّلَاةِ شيئًا لَمْ نَسْمَعْكَ تَقُولُهُ قَبْلَ ذلكَ، ورَأَيْنَاكَ بَسَطْتَ يَدَكَ قالَ: إنَّ عَدُوَّ اللهِ إبْلِيسَ، جَاءَ بشِهَابٍ مِن نَارٍ لِيَجْعَلَهُ في وجْهِي فَقُلتُ: أعُوذُ باللَّهِ مِنْكَ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قُلتُ: ألْعَنُكَ بلَعْنَةِ اللهِ التَّامَّةِ فَلَمْ يَسْتَأْخِرْ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أرَدْتُ أخْذَهُ، واللَّهِ لَوْلَا دَعْوَةُ أخِينَا سُلَيْمَانَ لأَصْبَحَ مُوثَقًا يَلْعَبُ به وِلْدَانُ أهْلِ المَدِينَةِ. رواه مسلم 542 عن أبو الدرداء ب – الحلم من الشيطان: للشيطان القدرة على أن يرى الإنسان في منامه أحلاماً تزعجه وتضايقه بهدف إحزانه وإيلامه. فقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن الرؤى التي يراها المرء في منامه ثلاثة : رؤيا من الرحمن، ورؤيا تحزين من الشيطان ورؤيا حديث نفس الحديث رواه البخاري (7017)، ومسلم (2263). من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. في صحيح البخاري أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا رأى أحدكم الرؤيا يحبها، فإنما هي من الله فليحمد الله عليها، وليحدث بها، وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان، فليستعذ بالله ولا يذكرها لأحد، فإنها لا تضره)) رواه البخاري (7045). من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. ج- إحراق المنازل بالنار: وذلك بواسطة بعض الحيوانات التي يغريها بذلك ففي سنن أبي داود وصحيح ابن حبان بإسناد صحيح أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا نمتم فأطفئوا سرجكم، فإن الشيطان يدل مثل هذه الفأرة على هذا السراج فيحرقكم)) رواه أبو داود (5247) وقال المناوي في ((تخريج أحاديث المصابيح)) (3/540): رجاله رجال مسلم، وحسنه ابن حجر في ((تخريج مشكاة المصابيح)) (4/191) كما قال ذلك في المقدمة. د- تخبط الشيطان للإنسان عند الموت: وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستعيذ من ذلك فيقول: ((اللهم إني أعوذ بك من التردي, والهدم, والغرق, والحرق وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبراً وأعوذ بك أن أموت لديغاً)) رواه أبو داود (1552)، والنسائي (8/283) وقال ابن حجر في ((بذل الماعون)) (ص: 199): ثابت هـ- إيذاؤه الوليد حين يولد: يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((كل بني آدم يمسه الشيطان يوم ولدته أمه إلا مريم وابنها)) رواه البخاري (4548)، ومسلم (2366). من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وفي صحيح البخاري: ((كل بني آدم يطعن الشيطان في جنبيه بإصبعه حين يولد غير عيسى ابن مريم ذهب يطعن، فطعن في الحجاب)) رواه البخاري (3286). من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وفي البخاري أيضاً: ((ما من بني آدم مولود إلا يمسه الشيطان حين يولد، فيستهل صارخاً من مس الشيطان غير مريم وابنها)) رواه البخاري (3431). من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. والسبب في حماية مريم وابنها من الشيطان استجابة الله دعاء أم مريم حين ولدتها: وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ [ آل عمران: 36]. فلما كانت صادقة في طلبها استجاب الله لها فأجار مريم وابنها من الشيطان الرجيم، وممن أجاره الله أيضاً عمار بن ياسر ففي صحيح البخاري أن أبا الدرداء قال: (أفيكم الذي أجاره الشيطان على لسان نبيه قال المغيرة: الذي أجاره الشيطان على لسان نبيه يعني عماراً) رواه البخاري (3287). من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه. و- مرض الطاعون من الجن: أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن فناء أمته ((بالطعن والطاعون؛ وخز أعدائكم من الجن وفي كل شهادة)) رواه أحمد (4/395) (19546) وحسنه ابن حجر في ((بذل الماعون)) (53). وفي مستدرك الحاكم: ((الطاعون وخز أعدائكم من الجن، وهو له شهادة)) رواه الحاكم (1/114). وقال: صحيح على شرط مسلم. ولعل ما أصاب نبي الله أيوب كان بسبب الجن كما قال: وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ [ص: 41]. ز- بعض الأمراض الأخرى: قال صلى الله عليه وسلم للمرأة المستحاضة: ((إنما هذه ركضة من ركضات الشيطان)) رواه أبو داود (287)، والترمذي (128) قال البخاري في ((تنقيح تحقيق التعليق)) (1/237): حسن، وقال الترمذي: حسن صحيح، وقال الحاكم: (له) شواهد وحسنه البغوي في ((شرح السنة)) (1/422). ح – مشاركته لبني آدم في طعامهم وشرابهم ومساكنهم: ومن الأذى الذي يجلبه الشيطان للإنسان أنه يعتدي على طعامه وشرابه فيشركه فيهما ويشركه في المبيت في منزله يكون ذلك منه إذا خالف العبد هدى الرحمن أو غفل عن ذكره، أما إذا كان ملتزماً بالهدى الذي هدانا الله إليه، لا يغفل عن ذكر الله فإن الشيطان لا يجد سبيلاً إلى أموالنا وبيوتنا. فالشيطان لا يستحل الطعام إلا إذا تناول منه أحد بدون أن يسمي فإذا ذكر اسم الله عليه، فإنه يحرم على الشيطان روى مسلم في صحيحه عن حذيفة قال: ((كنا إذا حضرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم طعاماً لم نضع أيدينا، حتى يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيضع يده. وإنا حضرنا معه مرة طعاماً.فجاءت جارية كأنها تدفع, فذهبت لتضع يدها في الطعام فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدها. ثم جاء أعرابي كأنما يدفع فأخذ بيده. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الشيطان ليستحل الطعام أن لا يذكر اسم الله عليه, وإنه جاء بهذه الجارية ليستحل بها فأخذت بيدها فجاء بهذا الأعرابي ليستحل به فأخذت بيده والذي نفسي بيده! إن يده في يدي مع يدها)) رواه مسلم (2017). وقد أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن نحفظ أموالنا من الشيطان وذلك بإغلاق الأبواب، وتخمير الآنية وذكر اسم الله، فإن ذلك حرز لها من الشيطان يقول صلى الله عليه وسلم: ((أغلقوا الأبواب, واذكروا اسم الله فإن الشيطان لا يفتح باباً مغلقاً، و أوكوا قربكم واذكروا اسم الله، وخمروا آنيتكم ولو أن تعرضوا عليها شيئاً، وأطفئوا مصابيحكم)) رواه البخاري (5623)، ومسلم (2012). من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه. ويأكل الشيطان ويشرب مع الإنسان إذا أكل أو شرب بشماله وكذلك إذا شرب واقفاً ففي مسند أحمد عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من أكل بشماله أكل معه الشيطان ومن شرب بشماله شرب معه الشيطان)) رواه أحمد (6/77) (24523) وحسن إسناده ابن حجر في ((فتح الباري)) (9/433) والعيني في ((عمدة القاري)) (21/44). وفي المسند أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه ((أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يشرب قائماً فقال له: قه، قال: لم؟ قال: أيسرك أن يشرب معك الهر؟ قال: لا قال: فإنه قد شرب معك من هو شر منه, الشيطان)) رواه أحمد (2/301) (7990) وقال ابن حجر في ((فتح الباري)) (10/85): صحيح بمجموع طرقه، وقال السخاوي في ((الأجوبة المرضية)) (1/224): رجاله ثقات. وكي تطرد الشياطين من المنزل لا تنس أن تذكر اسم الله عند دخول المنزل وقد أرشدنا الرسول صلى الله عليه وسلم لذلك، حيث يقول: ((إذا دخل الرجل بيته، فذكر اسم الله حين يدخل وحين يطعم، قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء ههنا، وإن دخل فلم يذكر اسم الله عند دخوله قال: أدركتم المبيت، وإن لم يذكر اسم الله عند طعامه قال: أدركتم المبيت والعشاء)) رواه مسلم (2018). من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه. الخلاصة والشيء الذي نخلص إليه أن الشيطان يأمر بكل شر، ويحث عليه، وينهي عن كل خير، ويخوف منه كي يرتكب الأول، ويترك الثاني. كما قال تعالى: الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [البقرة: 268]. وتخويفه إيانا الفقر بأن يقول: إن أنفقتم أموالكم افتقرتم والفحشاء التي يأمرنا بها: هي كل فعلة فاحشة خبيثة من البخل والزنا وغير ذلك. اخوة الاسلام و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء من اجل استكمال الموضوع |
|||
2020-12-11, 05:53 | رقم المشاركة : 130 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته مدى سلطان الشيطان على الإنسان بعض الناس يتصورون أن للشيطان تلك القدرة التي يستطيع بها أن يجبر الإنسان على ترك الطاعات وفعل المعاصي ومن ثم فلا ذنب على الإنسان إذا قصر في طاعة الله أو فعل معصية من المعاصي وهذا التصور إنما سببه الجهل بالقرآن الذي بين حقيقة الشيطان وأنه ليس له سلطان بقهر الإنسان على فعل المعصية أو يثبطه عن القيام بالطاعة لأنه في هذا التصور يكون مشاركاً لله في القدرة على قهر العباد وجبرهم على ما يشاء وهذا هو عين الشرك في الربوبية ولو كان للشيطان مثل هذه السلطة لكان في ذلك مناقضة لتكليف الله للبشر, وفي ذلك مناقضة صريحة لما في القرآن الكريم, لأن التكليف مبني على قدرة الإنسان في اختيار الخير أو الشر, وإذا انتفى الاختيار عند الإنسان - بسبب إجبار الشيطان له على فعل المعاصي وترك الواجبات – لكان في ذلك بطلان التكليف من قبل الله للإنسان لأن بعث الله للرسل على مدار التاريخ إنما جاء لاختبار هذه الإرادة عند الإنسان فإما أن يستجيب هذا الإنسان لداعي الله وإما أن يستجيب لداعي الشيطان الذي يوسوس للإنسان ويزين له المعاصي، وعلى أساس هذه الاستجابة أو عدمها يكون جزاء الإنسان بالجنة أو النار. ولقد نفى القرآن أن يكون للشيطان سلطان على الكافرين فضلا عن المؤمنين يقهرهم أو بالحجة لما يدعوهم إليه وبين القرآن حدود سلطان الشيطان على الكافرين وأنه مجرد دعوة للكفر والمعاصي واستجابة منهم له في ذلك. يقول الله عز وجل في هذا الشأن حاكياً عن الشيطان: وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [إبراهيم: 22]. فهذا هو الشيطان في الآخرة يعلن في صغار وانكسار تخليه عن أتباعه الذين أطاعوه فيما زين لهم من المعاصي ويوضح لهم أنه لم يكن له سلطان يجبر هؤلاء على ما كان سبباً في دخولهم جهنم. قال الإمام الشوكاني في قوله تعالى: وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ الآية. (أي وما كان لي تسلط عليكم بإظهار حجة على ما وعدتكم به وزينته لكم إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي: أي إلا مجرد دعائي لكم إلى الغواية والضلال بلا حجة ولا برهان..، وقيل: المراد بالسلطان هنا: القهر أي: ما كان لي عليكم من قهر يضطركم إلى إجابتي وقيل: هذا الاستثناء هو من باب: تحية بينهم ضرب وجيع مبالغة في نفيه للسلطان عن نفسه كأنه قال: إنما يكون لي عليكم سلطان إذا كان مجرد الدعاء من السلطان، وليس منه قطع) ((تفسير فتح القدير)) (3/103). وهذه الأقوال بمجملها تدل على انتفاء السلطان من قبل الشيطان على أتباعه في الدنيا، وأن وظيفته كانت منحصرة في الدعوة إلى الغواية والضلال وهذه الدعوة البراقة معراة عن الحجة والبرهان من جهة وبعيدة عن القهر والسلطان من جهة أخرى وإذا انتفى الأمران انتفت معهما دواعي الاستجابة لهذه الدعوة من قبل الشيطان وبناء على ذلك فلا لوم ولا عتاب. قال الشوكاني: (فَلاَ تَلُومُونِي بما وقعتم فيه بسبب وعدي لكم بالباطل وإخلافي لهذا الموعد. وَلُومُواْ أَنفُسَكُم باستجابتكم لي بمجرد الدعوة التي لا سلطان عليها ولا حجة فإن من قبل المواعيد الباطلة والدعاوى الزائفة عن طريق الحق فعلى نفسه جنى ولمآربه قطع ولا سيما ودعوتي هذه الباطلة وموعدي الفاسد وقعا معارضين لوعد الله لكم وعد الحق, ودعوته لكم إلى دار السلام مع قيام الحجة التي لا تخفى على عاقل ولا تلتبس إلا على مخذول. مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ. .ما أنا بمغيثكم مما أنتم فيه من العذاب, وما أنتم بمغيثي مما أنا فيه وفيه إرشاد لهم إلى أن الشيطان في تلك الحالة مبتلى بما ابتلوا به من العذاب، محتاج إلى من يغيثه ويخلصه مما هو فيه فكيف يطمعون في إغاثة من هو محتاج إلى من يغيثه؟ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ لما كشف لهم القناع بأنه كافر بإشراكهم له مع الله من قبل هذا الوقت الذي قال لهم الشيطان فيه هذه المقالة، وهو ما كان منهم في الدنيا من جعله شريكاً ولقد قام لهم الشيطان في هذا اليوم مقاماً يقصم ظهورهم ويقطع قلوبهم فأوضح لهم: أولاً: أن مواعيده التي كان يعدهم بها في الدنيا باطلة معارضة لوعد الحق من الله سبحانه وأنه أخلفهم ما وعدهم من تلك المواعيد ولم يف لهم بشيء منها. ثانياً: أنه أوضح لهم بأنهم قبلوا قوله بما لا يوجب القبول ولا يتفق على عقل عاقل لعدم الحجة التي لابد للعاقل منها في قبول قول غيره. ثالثاً: أنه أوضح: بأنه لم يكن منه إلا مجرد الدعوة العاطلة عن البرهان الخالية عن أيسر شيء مما يتمسك به العقلاء. رابعاً: أنه نعى عليهم ما وقعوا فيه ودفع لومهم له، وأمرهم بأن يلوموا أنفسهم لأنهم هم الذين قبلوا الباطل البحت الذي لا يتلبس بطلانه على من له أدنى عقل. خامساً: أنه أوضح لهم: بأنه لا نصرة عنده ولا إغاثة ولا يستطيع لهم نفعاً ولا يدفع عنهم ضراً بل هو مثلهم في الوقوع في البلية والعجز عن الخلوص عن هذه المحنة. سادساً: بأنه صرح لهم بأنه قد كفر بما اعتقدوه فيه وأثبتوه له فتضاعفت عليهم الحسرات، وتوالت عليهم المصائب) ((تفسير فتح القدير)) (3/103). الخلاصة وبهذا يتبين أن الله لم يجعل للشيطان سلطاناً على بني آدم لتكون إرادة الناس حرة في اختيارها طريق الخير أو الشر ومن ثم فليس له سلطان على الإنس في عقائدهم وتوجيه إرادتهم للأعمال السيئة فإن ذلك مما لا سبيل له إليه. فكلما قوي الإيمان كلما ازداد الشيطان بعداً كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: ((إيها يا ابن الخطاب: والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكاً فجاً قط إلا سلك فجاً غير فجك)) رواه البخاري (3683). من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه. وليس ذلك خاصاً بعمر فإن من قوي إيمانه يقهر شيطانه ويذله كما قال عليه الصلاة والسلام: ((إن المؤمن لينضي شياطينه كما ينضي أحدكم بعيره في السفر)) رواه أحمد (2/380) (8927) وحسن إسناده الألباني في ((سلسلة الأحاديث الصحيحة)) (3586). و الذنوب الذي يتبعها التوبة والاستغفار فيعودون أقوى مما كانوا عليه من الإيمان وسلطان الشيطان على الكافرين إنما يكون بسب استمرارهم على فعل المعاصي حيث قد جعلوا للشيطان سبيلاً إلى قلوبهم فلا يقلعون من معصية إلا عادوا لها أو أشد قال تعالى: أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا [مريم: 83] و من اراد الاطلاع علي المزيد يمكنه من خلال https://dorar.net/aqadia/4368/%D8%A7...B3%D8%A7%D9%86 https://dorar.net/aqadia/4366/%D8%A7...86%D8%A7%D8%B3 و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر |
|||
2020-12-12, 05:07 | رقم المشاركة : 131 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : (إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَرِئَ مِنَ الصَّالِقَةِ وَالحَالِقَةِ وَالشَّاقَّةِ ). رواه البخاري ( 1296 ) ومسلم ( 104 ) يجوز البكاء على الميت ما لم يصحبه نياحة ولطم للخدود. فقد بكى النبي صلى الله عليه وسلم لوفاة ابن ابنته زينب رضي الله عنها كما في البخاري (1284) عن أسامة رضي الله قال : (كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ رَسُولُ إِحْدَى بَنَاتِهِ يَدْعُوهُ إِلَى ابْنِهَا فِي الْمَوْتِ .. فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَامَ مَعَهُ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ فَدُفِعَ الصَّبِيُّ إِلَيْهِ وَنَفْسُهُ تَقَعْقَعُ كَأَنَّهَا فِي شَنٍّ فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا هَذَا؟ قَالَ : هَذِهِ رَحْمَةٌ جَعَلَهَا اللَّهُ فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ) . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قَالَ زَارَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْرَ أُمِّهِ فَبَكَى وَأَبْكَى مَنْ حَوْلَهُ فَقَالَ : (اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي فِي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهَا فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي وَاسْتَأْذَنْتُهُ فِي أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأُذِنَ لِي) رواه مسلم (976) . فإن كان البكاء مصحوباً بلطم للخدود وشق للثياب والتسخط على قدر الله فهذا لا يجوز لما رواه ابن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَطَمَ الْخُدُودَ وَشَقَّ الْجُيُوبَ وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ ) رواه البخاري (1294) . قال النووي رحمه الله : " أما الندب والنياحة ولطم الخد وشق الجيب وخمش الوجه ونشر الشعر والدعاء بالويل والثبور , فكلها محرمة باتفاق الأصحاب , وصرح الجمهور بالتحريم..., وقد نقل جماعة الإجماع في ذلك " انتهى من "شرح المهذب" (5/281) . وقال ابن عبد البر رحمه الله : " وقوله عليه السلام : ( فإذا وجب فلا تبكين باكية ) يعني بالوجوب الموت فإن المعنى والله أعلم أن الصياح والنياح لا يجوز شيء منه بعد الموت وأما دمع العين وحزن القلب فالسنة ثابتة بإباحته وعليه جماعة العلماء " انتهى من " الاستذكار " (3/67) . وقال الشيخ ابن باز رحمه الله : " الواجب على المسلمين في هذه الأمور الصبر والاحتساب وعدم النياحة , وعدم شق الثوب , ولطم الخد , ونحو ذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية ) ولقوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: ( أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن الفخر بالأحساب ، والطعن في الأنساب والاستسقاء بالنجوم ، والنياحة ) وقال : ( النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب ) رواه مسلم في الصحيح. والنياحة هي رفع الصوت بالبكاء على الميت. وقال صلى الله عليه وسلم: ( أنا بريء من الصالقة والحالقة والشاقة ) والحالقة: هي التي تحلق شعرها عند المصيبة, أو تنتفه. والشاقة: هي التي تشق ثوبها عند المصيبة. والصالقة: هي التي ترفع صوتها عند المصيبة. وكل هذا من الجزع فلا يجوز للمرأة ولا للرجل فعل شيء من ذلك... " انتهى من "مجموع الفتاوى" (13/414) . و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر |
|||
2020-12-13, 05:04 | رقم المشاركة : 132 | |||
|
اخوة الاسلام السلام عليكم ورحمة الله و بركاته عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال «إن الرجل ليُصلي ستين سنة وما تُقبَل له صلاة لعله يتم الركوع، ولا يتم السجود ويتم السجود ولا يتم الركوع». صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: [529]. قال الله تعالى : (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) المؤمنون/1 ، 2 فالإقبال على الصلاة والخشوع فيها من أهم المهمات وهو روحها فينبغي العناية بالخشوع والطمأنينة في الصلاة في سجوده ، في ركوعه ، بين السجدتين بعد الركوع حينما يعتدل ويخشع ويطمئن ، ولا يعجل . وإذا أخل بالخشوع على وجه يكون معه النقر في الصلاة وعدم الطمأنينة تبطل الصلاة . أما إذا كان يطمئن فيها ولكن قد تعتريه بعض الهواجس وبعض النسيان هذا لا يبطل الصلاة لكن ليس له من صلاته إلا ما عقل منها وما خشع فيه وأقبل عليه يكون له ثواب ذلك وما فرط فيه يفوته ثوابه فينبغي للعبد أن يُقبل على الصلاة ويطمئن فيها ويخشع فيها لله عز وجل حتى يكمل ثوابه ولكن لا تبطل إلا إذا أخل بالطمأنينة مثل إذا ركع ركوعاً ليس فيه طمأنينة فيعجل ولا تخشع الأعضاء والواجب أن يطمئن حتى يرجع كل فقار إلى مكانه وحتى يتمكن من قول: سبحان ربي العظيم في الركوع ومن قول : سبحان ربي الأعلى في السجود وحتى يتمكن من قول : ربنا ولك الحمد إلى آخره بعد الرفع من الركوع وحتى يتمكن بين السجدتين أن يقول : رب اغفر لي ، هذا لابد منه . ولما رأي النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً لم يطمئن في صلاته ، بل كان ينقرها أمر الرجل أن يعيد وقال : (صَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ) والطمأنينة من أهم الخشوع وهي خشوع واجب في الصلاة ، في الركوع في السجود ، بين السجدتين وحال الاعتدال من الركوع هذا يقال له : طمأنينة وتسمى خشوعاً أيضاً لا بد من هذه الطمأنينة حتى يرجع كل فقار إلى مكانه إذا ركع اطمأن حتى ترجع العظام إلى محلها وكل فقار إلى مكانه وإذا رفع اطمأن وهو واقف بعد الركوع وإذا سجد يطمئن ويهدأ ولا يعجل حتى يعود كل فقار إلى مكانه" انتهى . سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله "فتاوى نور على الدرب" (2/774) . و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر |
|||
2020-12-14, 05:11 | رقم المشاركة : 133 | |||
|
اخوة الاسلام السلام عليكم ورحمة الله و بركاته : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كُلُّ ابْنِ آدَمَ يَأْكُلُهُ التُّرابُ إلَّا عَجْبَ الذَّنَبِ منه، خُلِقَ وفيهِ يُرَكَّبُ أخرجه البخاري (4935) ومسلم (2955). إذا مات ابن آدم تحلَّل جسده وفني إلا عجْب الذنب وهي عظم في أسفل الظهر فإذا قامت القيامة أنبت الله تعالى الأجساد بمطر على الأرض يُنبت الأجساد من هذا العظم فيعود خلق الإنسان كما كان قبل موته . عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما بين النفختين أربعون . قال : أربعون يوما ؟ قال : أبيتُ ، قال : أربعون شهراً ؟ قال : أبيت ، قال : أربعون سنة ؟ قال : أبيت . قال : ثم يُنزل اللهُ من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل ليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظماً واحداً وهو عجْب الذنَب ومنه يركب الخلق يوم القيامة . رواه البخاري ( 4651 ) ، ومسلم ( 2955 ) . قال النووي : قوله صلى الله عليه وسلم : ( ما بين النفختين أربعون قالوا : يا أبا هريرة أربعين يوما قال : أبيت . . . إلى آخره ) معناه : أبيتُ أن أجزم أن المراد أربعون يوماً ، أو سنةً أو شهراً ، بل الذي أجزم به أنها أربعون مجملة وقد جاءت مفسرة من رواية غيره في غير مسلم أربعون سنة . قوله : ( عجَب الذنَب ) هو بفتح العين وإسكان الجيم أي العظم اللطيف الذي في أسفل الصلب وهو رأس العصعص ، ويقال له ( عجم ) بالميم وهو أول ما يخلق من الآدمي وهو الذي يبقى منه ليعاد تركيب الخلق عليه . " شرح مسلم " ( 18 / 92 ) . وإذا خرج من قبره وحشر وحوسب يبقى جسده كما كان قبل موته فإذا دخل أهل الجنة الجنَّةَ ودخل أهل النار النارَ غيَّر الله صُوَرهم وأشكالهم . صفة أهل النار : عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما بين منكبي الكافر مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع رواه البخاري ( 6186 ) ومسلم ( 2852 ) . عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ضرس الكافر - أو : ناب الكافر - مثل أُحُد وغِلَظ جلده مسيرة ثلاث رواه مسلم ( 2851 ) . صفة أهل الجنة : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة لا يبولون ، ولا يتغوطون ، ولا يتفلون ، ولا يمتخطون أمشاطهم الذهب ، ورَشَحهم المسك ومجامرهم الأَلُوَّة الألنجوج عود الطيب وأزواجهم الحور العين على خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم ستون ذراعا في السماء رواه البخاري ( 3149 ) ومسلم ( 2834 ) . رشحهم : عرقهم . مجامرهم : مباخرهم . الأَلُوَّة الألَنجوج : عود يُتَبخر به والألنجوج تفسير لـ : الألوة ، و "عود الطيب " : تفسير التفسير ، كذا في " فتح الباري " ( 6 / 367 ) . عن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يَدخل أهلُ الجنةِ الجنةَ جرداً مرداً مكحلين أبناء ثلاثين أو ثلاث وثلاثين سنة رواه الترمذي ( 2545 ) . والحديث : صححه الشيخ الألباني في " صحيح الجامع " ( 8072 ) . والله أعلم . و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر آخر تعديل *عبدالرحمن* 2020-12-14 في 05:12.
|
|||
2020-12-15, 05:01 | رقم المشاركة : 134 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ليس المسلمون بحاجة لتقليد أحدٍ من الأمم في شعائر الدين والعبادات فقد أكمل الله تعالى دينه ، وأتمَّ نعمته ورضي لنا الإسلام ديناً ، قال الله تعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلامَ دِيناً ) المائدة/3 وقد نهى الشرعُ المسلمين عن تقليد الكفار وبخاصة اليهود والنصارى وهذا النهي ليس عامّاً في كل أمورهم بل هو فيما كان من أمور دينهم وشعائرهم وخصائصهم التي يتميزون بها . عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْراً بِشِبْرٍ وَذِرَاعاً بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ اليَهُودَ والنَّصَارَى ؟ قَالَ : فَمَنْ ؟ ) رواه البخاري ( 1397 ) ومسلم ( 4822 ) . ففي هذا الحديث نهيٌ عن تقليد اليهود والنصارى وذم من اتبعهم وسلك مسلكهم وقد أكد الشرع هذا النهي وذلك بوصف من يتشبه بالكفار بأنه منهم . عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من تشبّه بقوم فهو منهم ) رواه أبو داود ( 3512 ) وصححه الشيخ الألباني في " إرواء الغليل " ( 2691 ) قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – : وهذا أقل أحواله أن يقتضي تحريم التشبه بهم وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبِّه بهم . " اقتضاء الصراط المستقيم " ( 237 ) . والمقلِّد للكفار يشعر بعقدة النقص ويتحلى بالانهزامية والتردي لذا يسارع إلى سد نقصه بتقليد من يعظمه ولو وقف هؤلاء على عظمة تشريعات الإسلام وعرفوا فساد تلك الحضارة التي يركضون خلفها لعلموا أنهم على خطأ وأنهم تركوا ما هو كمال وحق إلى ما هو نقص وفساد . وأوجه تقليدهم التي نهينا عنها كثيرة : قال الشيخ صالح الفوزان : ومن الأمور التي يجري تقليد الكفار فيها : تقليدهم في أمور العبادات كتقليدهم في الأمور الشركية من البناء على القبور وتشييد المشاهد عليها والغلو فيها. وقد قال صلى الله عليه وسلم " لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " - البخاري ( 425 ) ، ومسلم ( 531 ) - وأخبر أنهم إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجداً وصوروا فيه الصور ، وأنهم شرار الخلق - البخاري ( 417 ) ، ومسلم ( 528 ) - وتحريم التشبه بالكفار إنما هو في عباداتهم وعاداتهم الخاصة بهم التي يتميزون بها دون ما يصنعونه ويخترعونه مما يمكن أن يُستفاد منه فلا حرج على المسلمين من مشاركتهم في هذا بل ينبغي للمسلمين أن يكونوا السباقين إليه والمبدعين فيه . قال الشيخ ابن عثيمين : وإذا قيل " تَشَبُّهٌ بالكفار " فلا يعني ذلك أن لا نستعمل شيئاً من صنائعهم : فإن ذلك لا يقوله أحد وقد كان الناس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وبعده يلبسون ما يصنعه الكفار من اللباس ويستعملون ما يصنعونه من الأواني . والتشبه بالكفار : هو التشبه بلباسهم ، وحلاهم وعاداتهم الخاصة وليس معناه أن لا نركب ما يركبون أو لا نلبس ما يلبسون لكن إذا كانوا يركبون على صفة معينة خاصة بهم فلا نركب على هذه الصفة وإذا كانوا يفصلون الثياب على صفة معينة خاصة بهم فلا نفصل على هذا التفصيل وإن كنا نركب مثل السيارة التي يركبونها ونفصل من نوع النسيج الذي يفصلون منه . " مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 12 / السؤال 177 ) . مقياس التشبه أن يفعل المتشبِّه ما يختص به المتشبَّه به ، فالتشبه بالكفار أن يفعل المسلم شيئاً من خصائصهم أما ما انتشر بين المسلمين وصار لا يتميز به الكفار فإنه لا يكون تشبهاً فلا يكون حراماً من أجل أنه تشبه إلا أن يكون محرماً من جهة أخرى وهذا الذي قلناه هو مقتضى مدلول هذه الكلمة . " مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 12 / السؤال 198 ) . الخلاصة في حضارة غير المسلمين النافع والضار فلا نترك النافع منها ونأخذ الضار وقد لخَّص هذا الموقف الشيخ الشنقيطي – رحمه الله – فقال : إن الموقف من الحضارة الغربية ينحصر في أربعة أقسام لا خامس لها : الأول : ترك الحضارة نافعها وضارها . الثاني : أخذها كلها ضارها ونافعها . الثالث : أخذ ضارها دون نافعها . الرابع : أخذ نافعها وترك ضارها . فنجد الثلاثة الأولى باطلة بلا شك وواحداً فيها صحيحاً بلا شك وهو الأخير . " أضواء البيان " ( 4 / 382 ) . و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر |
|||
2020-12-16, 05:08 | رقم المشاركة : 135 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته المراء : فقد جاء في مدح تاركه: ما روى أبو داود (4800) والترمذي (1993) وابن ماجه (51) عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ) والحديث حسنه الألباني في صحيح أب داود. يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "أنا زَعِيمٌ"، أي: ضامِنٌ وكفيلٌ والمراء نوع من الجدال لكنه يتضمن الاعتراض على الخصم لإظهار عيبه والتنقص منه. وفي الموسوعة الفقهية (15/ 126): " المراء والمماراة: الجدال، وهو مصدر مارى ، يماري أي جادل، ويقال أيضا : ماريته إذا طعنت في قوله ، تزييفا للقول، وتصغيرا للقائل . قال الفيومي: ولا يكون المراء إلا اعتراضا بخلاف الجدال فإنه يكون ابتداء واعتراضا " انتهى. وقال الصنعاني رحمه الله: "وحقيقة المراء طعنك في كلام غيرك لإظهار خلل فيه لغير غرض سوى تحقير قائله ، وإظهار مزيتك عليه. والجدال هو ما يتعلق بإظهار المذاهب وتقريرها والخصومة لجاج في الكلام ليستوفي به مالا أو غيره . ويكون تارة ابتداء وتارة اعتراضا والمراء لا يكون إلا اعتراضا . والكل قبيح إذا لم يكن لإظهار الحق وبيانه وإدحاض الباطل وهدم أركانه. وأما مناظرة أهل العلم للفائدة وإن لم تخل عن الجدال : فليست داخلة في النهي وقد قال تعالى: ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن [العنكبوت: 46] وقد أجمع عليه المسلمون سلفا وخلفا" انتهى من سبل السلام (2/ 674). وأما قوله تعالى: (فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى) الأعلى/9 فيدل على أنه إذا لم يستجب الإنسان للنصيحة وكان الكلام معه يزيد في الشر : فإن الأولى تركه. قال السعدي رحمه الله في تفسيره، ص920 : " فَذَكِّرْ بشرع الله وآياته إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى أي: ما دامت الذكرى مقبولة، والموعظة مسموعة سواء حصل من الذكرى جميع المقصود أو بعضه. ومفهوم الآية أنه إن لم تنفع الذكرى، بأن كان التذكير يزيد في الشر، أو ينقص من الخير لم تكن الذكرى مأمورًا بها، بل منهيًا عنها . فالذكرى ينقسم الناس فيها قسمين: منتفعون وغير منتفعين. فأما المنتفعون فقد ذكرهم بقوله: سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى الله تعالى فإن خشية الله تعالى وعلمه بأن سيجازيه على أعماله توجب للعبد الانكفاف عن المعاصي، والسعي في الخيرات. وأما غير المنتفعين فذكرهم بقوله: وَيَتَجَنَّبُهَا الأشْقَى الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى وهي النار الموقدة، التي تطلع على الأفئدة" انتهى. ولهذا اقول اخي المسلم : استمر في نصح صاحبك، إلا إن ظهر عناده وكان الكلام معه يحمله على مزيد من الانحراف والشر فتوقف عن ذلك، واحرص على اختيار أصدقائك من أهل الاستقامة والسنة، فقد قال تعالى: ( الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ) الزخرف / 67 . وعن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( لَا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا ، وَلَا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ ) رواه الترمذي ( 2395 ) وحسنه الألباني في " صحيح الترمذي " . وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ ) . رواه أبو داود (4833) ، وحسنه الألباني في "صحيح أبي داود" . الكذِبَ "وبِبَيتٍ في وسطِ الجنَّةِ لِمَن تركَ الكذِبَ" والكذبُ هو الإخْبارُ بِخلافِ الواقعِ "وإنْ كانَ مازِحًا"، أي: هازِلًا لا يقصدُ الجِدَّ. حسَّنَ الخُلقَ وبِبَيتٍ في أعلى الجنَّةِ"، وهي أعلى الدَّرَجاتِ "لِمَن حسَّنَ خُلقَه" أي: للذي يُحسن خُلقَه مع اللهِ عزَّ وجلَّ بالرِّضا بقضاءِ اللهِ وقَدرِه والصَّبرِ والحمدِ عندَ البَلاءِ والشُّكرِ له عندَ النِّعمةِ والعطاءِ ويكونُ حَسَنَ الخُلقِ مع الناسِ بكفِّ الأذى عنهم وبَذْلِ العطاءِ لهم وطلاقةِ الوَجهِ مع الصَّبرِ على آذاهم و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر |
|||
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc