أسماء الله الحسنى وصفاته - الصفحة 9 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام > أرشيف القسم الاسلامي العام

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

أسماء الله الحسنى وصفاته

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2020-03-16, 15:37   رقم المشاركة : 121
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

حكم قول القائل

: ( الله خلقها وكسر القالب ) .


السؤال

هل يجوز قول ( الله خلقها وكسر القالب )

للدلالة على جمالها وحسن خلقها ...

وليس المقصود عجز الله عن خلق مثلها ..

. إنما فقط أن جمالها رائع ؟


الجواب

الحمد لله

هذا القول المذكور : إن قصد به قائله أن الله تعالى بعد خلقه هذا الإنسان صار عاجزا عن خلق مثله : فقد كفر .

وإن قصد به أن الله بعد خلقه لم يشأ أن يخلق مثله ، أو قصد المبالغة في وصف حسنه وجماله وتمام خلقه :

فهو من التقول على الله تعالى ، وهو من كبائر الذنوب

وقد قال الله عز وجل : ( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) الأعراف/ 33

وقال عز وجل : ( وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ) الإسراء/ 36 .

ثم إن قول القائل : ( كسر القالب ) وصف باطل

فليس هكذا خلق الله خلقه ، بل هذا من تشبيهه سبحانه بالصانع من الناس ، جل سبحان عن أن يكون له شبيه أو نظير : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) الشورى/11 .

قال نُعيم بن حماد رحمه الله : " مَنْ شَبَّهَ اللَّهَ بِشَيْءٍ مِنْ خَلْقِهِ فَقَدْ كَفَرَ , وَمَنْ أَنْكَرَ مَا وَصَفَ اللَّهُ بِهِ نَفْسَهُ فَقَدْ كَفَرَ , فَلَيْسَ مَا وَصَفَ اللَّهُ بِهِ نَفْسَهُ وَرَسُولُهُ تَشْبِيهٌ " .

والحاصل : أنه هذا إطلاق باطل ، وتكلف لا يحتاج إليه ، وذهاب في أودية الغلو والإطراء والكذب على الله .
وليس الوصف بالجمال

: ضيقا على مثل هذا ، وما زال الناس والشعراء يتكلمون بمثل ذلك المعنى ، ولا يحوجهم البيان إلى مثل ذلك .

وينظر للفائدة إلى جواب السؤالين القادمين

والله أعلم .


اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر علي امل اللقاء بكم
قريبا باذن الله ان قدر لنا البقاء و اللقاء








 


قديم 2020-03-17, 18:21   رقم المشاركة : 122
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

يا صفوة الطيبين
جعلكم ربي من المكرمين
ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدين

.

إذا أصيب أحد بمصيبة

قالوا : والله ما يستاهل


السؤال

ما حكم قول هذه الكلمات :

أ- توفي شخص فقال بعضهم : والله ما يستاهل . ب – إذا حصل أذى للإنسان قالوا : مسكين . يعني :

لماذا يحصل له هذا؟


الجواب

الحمد لله

"أولاً : قول : (والله ما يستاهل) لا يجوز استعماله

لأنه اعتراض على الله جل وعلا في حكمه وقضائه ، إذ معناها : أن ما أصاب فلاناً من مرض أو محنة أو موت ونحو ذلك لا يستحقه ، وهذا طعن في حكمة الله سبحانه .

ثانياً : قول : (مسكين) لمن حصل له أذى ، يعني لماذا يحصل له هذا : يقال في هذا اللفظ ما قيل في اللفظ الأول .

وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم" انتهى .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء .

الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ ... الشيخ عبد الله بن غديان ... الشيخ صالح الفوزان ... الشيخ بكر أبو زيد
.
"فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء" (26/360) .









قديم 2020-03-17, 18:27   رقم المشاركة : 123
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

هل يصح أن يقال

" حرام على الله أن يفعل كذا "

للشيء يقضي بعدم حصوله ؟


السؤال

هل هذا المقولة صحيحة :

"حرام على الله أن يفعل كذا "

مثلا : أن يدخل المتكبر الجنة ؟

فهل هذا من قبيل التجرؤ على الله ؟

أم هذا يشبه قول الله في الحديث القدسي :

حرم الله الظلم على نفسه ؟


الجواب

الحمد لله

أولا :

لله أن يوجب على نفسه ما شاء ، وله سبحانه أن يحرم على نفسه ما شاء ، وليس للخلق أن يوجبوا عليه تعالى شيئا ، ولا أن يحرموا عليه شيئا سبحانه ؛ فإن هذا من قول أهل البدع .

فالله تعالى مالك الملك يفعل ما يشاء ، لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" اتفق العلماء على وجوب ما يجب بوعده الصادق ، وتنازعوا : هل يوجب بنفسه على نفسه ؟

على قولين ، ومن جوز ذلك احتج بقوله سبحانه : ( كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ) الأنعام/ 54

وبقوله في الحديث الصحيح : ( إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما ) .

وأما الإيجاب عليه سبحانه وتعالى ، والتحريم بالقياس على خلقه ، فهذا قول القدرية ، وهو قول مبتدع ، مخالف لصحيح المنقول وصريح المعقول

وأهل السنة متفقون على أنه سبحانه خالق كل شيء ومليكه ، وأن ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ، وأن العباد لا يوجبون عليه شيئا ، ولهذا كان من قال من أهل السنة بالوجوب

قال: إنه كتب على نفسه ، وحرم على نفسه ، لا أن العبد نفسه يستحق على الله شيئا، كما يكون للمخلوق على المخلوق "

انتهى من "اقتضاء الصراط المستقيم" (2/ 310) .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في "شرح الأربعين النووية" (ص 244):

" لله عزّ وجل أن يحرم على نفسه ما شاء لأن الحكم إليه ، فنحن لا نستطيع أن نحرم على الله لكن الله يحرم على نفسه ما شاء ، كما أنه يوجب على نفسه ما شاء. اقرأ قول الله تعالى:

( قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ) الأنعام/12

وكتب عزّ وجل عنده : ( إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي ) رواه البخاري (7422) ومسلم (2751) .

فلو سألنا سائل: هل يحرم على الله شيء ، وهل يجب على الله شيء؟

فالجواب : أما إذا كان هو الذي أوجب على نفسه أو حرم : فنعم، لأن له أن يحكم بما شاء

وأما أن نحرم بعقولنا على الله كذا وكذا، أو أن نوجب بعقولنا على الله كذا وكذا فلا ، فالعقل لا يوجب ولا يحرم ، وإنما التحريم والإيجاب إلى الله عزّ وجل " انتهى .

ثالثاً :

الحديث المشار إليه في السؤال : رواه مسلم في صحيحه (91)

عَنْ عَبْدِ اللهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( لَا يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ ، وَلَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرِيَاءَ ) .

فهذا الحديث ونحوه ، هو من أحاديث الوعيد التي لا تقتضي تحريما ولا إيجابا في حق الله عز وجل .

قال الإمام النووي رحمه الله :

" وَأَمَّا قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم : ( لا يدخل الْجَنَّةَ مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ ) ؛ فَقَدِ اخْتُلِفَ فِي تَأْوِيلِهِ ؛ فَذَكَرَ الْخَطَّابِيُّ فِيهِ وَجْهَيْنِ :

أَحَدُهُمَا : أَنَّ الْمُرَادَ التَّكَبُّرُ عَنِ الْإِيمَانِ ، فَصَاحِبُهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَصْلًا إِذَا مَاتَ عَلَيْهِ .

وَالثَّانِي : أَنَّهُ لَا يَكُونُ فِي قَلْبِهِ كِبْرٌ حَالَ دُخُولِهِ الْجَنَّةَ

كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غل ) ، وَهَذَانِ التَّأْوِيلَانِ فِيهِمَا بُعْدٌ

فَإِنَّ هَذَا الْحَدِيثَ وَرَدَ فِي سِيَاقِ النَّهْيِ عَنِ الْكِبْرِ الْمَعْرُوفِ ، وَهُوَ الِارْتِفَاعُ عَلَى النَّاسِ وَاحْتِقَارُهُمْ

وَدَفْعُ الْحَقِّ ؛ فَلَا يَنْبَغِي أَنْ يُحْمَلَ عَلَى هَذَيْنِ التَّأْوِيلَيْنِ الْمُخْرِجَيْنِ لَهُ عَنِ الْمَطْلُوبِ

بَلِ الظَّاهِرُ مَا اخْتَارَهُ الْقَاضِي عِيَاضٌ وَغَيْرُهُ مِنَ الْمُحَقِّقِينَ : أَنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ دُونَ مُجَازَاةٍ

إِنْ جَازَاهُ ؛ وَقِيلَ : هَذَا جَزَاؤُهُ ، لَوْ جَازَاهُ ، وَقَدْ يَتَكَرَّمُ بِأَنَّهُ لَا يُجَازِيهِ

بَلْ لَا بُدَّ أَنْ يَدْخُلَ كُلُّ الْمُوَحِّدِينَ الْجَنَّةَ

إِمَّا أَوَّلًا ، وَإِمَّا ثَانِيًا بَعْدَ تَعْذِيبِ بَعْضِ أَصْحَابِ الْكَبَائِرِ الَّذِينَ ماتوا مصرين عليها ، وقيل لا يدخلها مَعَ الْمُتَّقِينَ أَوَّلَ وَهْلَةٍ " .

انتهى من شرح مسلم (2/91) .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" الْكِبْرُ الْمُبَايِنُ لِلْإِيمَانِ : لَا يَدْخُلُ صَاحِبُهُ الْجَنَّةَ ، كَمَا فِي قَوْلِهِ: إنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ، وَمِنْ هَذَا كِبْرُ إبْلِيسَ وَكِبْرُ فِرْعَوْنَ وَغَيْرِهِمَا مِمَّنْ كَانَ كِبْرُهُ مُنَافِيًا لِلْإِيمَانِ ، وَكَذَلِكَ كِبْرُ الْيَهُودِ ..
.
وَالْكِبْرُ كُلُّهُ مُبَايِنٌ لِلْإِيمَانِ الْوَاجِبِ فَمَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ لَا يَفْعَلُ مَا أَوْجَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَيَتْرُكُ مَا حَرَّمَ عَلَيْهِ بَلْ كِبْرُهُ يُوجِبُ لَهُ جَحْدَ الْحَقِّ وَاحْتِقَارَ الْخَلْقِ ..

فَقَوْلُهُ: لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مُتَضَمِّنٌ لِكَوْنِهِ لَيْسَ مِنْ أَهْلِهَا ، وَلَا مُسْتَحِقًّا لَهَا ، لَكِنْ إنْ تَابَ

أَوْ كَانَتْ لَهُ حَسَنَاتٌ مَاحِيَةٌ لِذَنْبِهِ أَوْ ابْتَلَاهُ اللَّهُ بِمَصَائِبَ كَفَّرَ بِهَا خَطَايَاهُ وَنَحْوَ ذَلِكَ زَالَ ثَمَرَةُ هَذَا الْكِبْرِ الْمَانِعِ لَهُ مِنْ الْجَنَّةِ ؛ فَيَدْخُلُهَا أَوْ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ مِنْ ذَلِكَ الْكِبْرِ مِنْ نَفْسِهِ ؛ فَلَا يَدْخُلُهَا وَمَعَهُ شَيْءٌ مِنْ الْكِبْرِ وَلِهَذَا

قَالَ : مَنْ قَالَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَغَيْرِهِ : إنَّ الْمَنْفِيَّ هُوَ الدُّخُولُ الْمُطْلَقُ الَّذِي لَا يَكُونُ مَعَهُ عَذَابٌ ؛ لَا الدُّخُولُ الْمُقَيَّدُ الَّذِي يَحْصُلُ لِمَنْ دَخَلَ النَّارَ ثُمَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ

فَإِنَّهُ إذَا أُطْلِقَ فِي الْحَدِيثِ فُلَانٌ فِي الْجَنَّةِ أَوْ فُلَانٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ كَانَ الْمَفْهُومُ أَنَّهُ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ وَلَا يَدْخُلُ النَّارَ.

فَإِذَا تَبَيَّنَ هَذَا كَانَ مَعْنَاهُ أَنَّ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ لَيْسَ هُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَلَا يَدْخُلُهَا بِلَا عَذَابٍ بَلْ هُوَ مُسْتَحِقٌّ لِلْعَذَابِ لِكِبْرِهِ كَمَا يَسْتَحِقُّهَا غَيْرُهُ مِنْ أَهْلِ الْكَبَائِرِ وَلَكِنْ قَدْ يُعَذَّبُ

فِي النَّارِ مَا شَاءَ اللَّهُ فَإِنَّهُ لَا يَخْلُدُ فِي النَّارِ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ التَّوْحِيدِ وَهَذَا كَقَوْلِهِ: لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعُ رَحِمٍ ، وَقَوْلِهِ: لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ

إذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ وَأَمْثَالُ هَذَا مِنْ أَحَادِيثِ الْوَعِيدِ .

وَعَلَى هَذَا فَالْحَدِيثُ عَامٌّ فِي الْكُفَّارِ وَفِي الْمُسْلِمِينَ " .

انتهى من "مجموع الفتاوى" (7/167-169) .

فإذا كان الحديث متناولا لكبر المشركين ، الذين حرم الله عليهم الجنة

وكبر أهل المعاصي والكبائر من الموحدين ، الذين لا يخلدون في النار ، ولا تحرم عليهم الجنة على جهة التأبيد

: لم يجز أن يطلق فيه مثل هذا الإطلاق الموهم ، الذي لم يرد بشأنه توقيف ، خاصة مع ترجيح بعض المحققين لأن يكون المراد بالحديث : عصاة الموحدين ، دون كبر المشركين .

والواجب على العبد أن يلزم مقام التأدب مع الله تعالى ، والإقصار من بعض القول ، ولو بدا له فيه وجه حسن

فإن مثل هذا الكلام الذي لم يرد به توقيف : لو قدر أنه صحيح ، لم يكن قوله واجبا ، بل ولا مستحبا ؛ فكيف إذا كان يحتمل معاني باطلة موهمة ؛ فما الحاجة إلى التكلف

والإغراب والتفيهق في مثل ذلك

وقد قال الله تعالى : ( قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ ) ص/86 .

وفي صحيح البخاري (7293)

عَنْ أَنَسٍ ، رضي الله عنه قَالَ : كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ فَقَالَ: ( نُهِينَا عَنِ التَّكَلُّفِ ) .

وينظر للفائدة جواب السؤال القادم

والله تعالى أعلم .









قديم 2020-03-17, 18:33   رقم المشاركة : 124
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

التعليق على مقولة

" أعذرُ ربي يوم أن فعل بي كذا وكذا " !!


السؤال


هل يجوز قول الرجل :

( بعذر الله بي يوم أنه سوى بي كذا وكذا ) ؟


الجواب

الحمد لله

إن الإسلام عظَّم شأن الكلمة التي يتكلم بها المرء , ولذلك جاء التحذير من إلقاء الكلام على عواهنه ، قال تعالى : (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) ق/ 18 .

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ

: (إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لاَ يُلْقِى لَهَا بَالاً ، يَرْفَعُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لاَ يُلْقِى لَهَا بَالاً يَهْوِى بِهَا فِي جَهَنَّمَ)

رواه البخاري (6113) .

وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : (مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ)

رواه البخاري (5672) ومسلم (47) .

قال النووي رحمه الله :

إذا أراد أن يتكلم : فإن كان ما يتكلم به خيراً محقّقاً يثاب عليه ، واجباً ، أو مندوباً : فليتكلم , وإن لم يظهر له أنه خيرٌ يثاب عليه : فليمسك عن الكلام ، سواء ظهر له أنه حرام

أو مكروه ، أو مباح مستوي الطرفين ، فعلى هذا : يكون الكلام المباح مأموراً بتركه

مندوباً إلى الإمساك عنه ، مخافة من انجراره إلى المحرم ، أو المكروه , وهذا يقع في العادة كثيراً ، أو غالباً ، وقد قال الله تعالى : (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) .

"شرح مسلم" (2/19) .

وهذه الجملة الوارد ذِكرها في السؤال : قبيحة اللفظ ، سيئة المعنى ، وهي تحتمل في طياتها معنى لا يليق بالله سبحانه , وكأن العبد له أن يعذر الله ، أو لا يعذره ! أو ربما لا يعذره في بعض الأمور

لأن الله – في ظنه – يظلمه - والعياذ بالله- ,

والله تعالى يقول : (لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ) الأنبياء/23

وذلك لكمال حكمته وعلمه وعدله ومشيئته ، ويقول : (إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) يونس/44 .
قال ابن كثير رحمه الله في بيان حكمة الله فيما يشرع :

فهو الحاكم ، المتصرف في ملكه بما يشاء ، الذي لا يُسْأل عما يفعل وهم يسألون ؛ لعلمه ، وحكمته ، وعدله

ولهذا قال تعالى : (إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) يونس/ 44

وفي الحديث عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عنه ربه عز وجل : (يَا عِبَادي إنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمُ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُم مُحَرَّماً فَلاَ تَظَالَمُوا) –

رواه مسلم -

"تفسير ابن كثير" (4/271) .

ومن اعتقد في ربه تعالى أن له كمال العلم ، وكمال العدل ، وكمال الحكمة : لم تصدر منه هذه الكلمة ، ولا مثيلاتها ، وليعلم كل عبدٍ أن الله تعالى لا يؤاخذه على كل ما يعمل

وأنه لو آخذ تعالى الناس بكل ما عملوا ما ترك على ظهر الأرض أحداً ، ولذا فإنه تعالى يعفو عن كثير

وما يؤاخذ به فهو القليل من أفعال العباد

قال تعالى : (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ) النحل/61

وقال تعالى : (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً) فاطر/ 45 .

والصحيح في هذه الآيات ومثيلاتها أنها عامة في الكفار والمسلمين

كما حققه العلاَّمة الشنقيطي في "أضواء البيان" (2/390 – 393) .

وبه يعلم المسلم أن ما أصابه من مصائب وعقوبات إنما هو بسبب ذنوبه ، وما اكتسبته يداه

ولم يظلمه ربه تعالى ، بل قد عفا عن كثيرٍ من زلاته ، كما قال تعالى : (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) الشورى/30 .

قال ابن كثير رحمه الله :

وقوله : (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ) أي : مهما أصابكم أيها الناس من المصائب

: فإنما هو عن سيئات تقدمت لكم ، (وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) أي : من السيئات ، فلا يجازيكم عليها بل يعفو عنها ، (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ) فاطر/ 45 .

"تفسير ابن كثير" (4/433) .

فالله تعالى لا يحتاج أن يعذره عباده ، فهم الظالمون لأنفسهم ، والمقصرون في شكر نعمه ، والقيام بحقه .

فعلى المسلم ألا يتلفظ بهذه الكلمة ، ومن تلفظ بها فعليه أن يتوب منها ويستغفر ، ويندم على قولها، ويعزم على عدم العود لها .

وهذا الذي قلناه إنما هو بحسب ما ظهر لنا من معنى الكلمة

فإن كان المتكلم بها يريد معنىً آخر فالله أعلم .

والله أعلم









قديم 2020-03-17, 18:40   رقم المشاركة : 125
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18

هل الحركة باليد عند ذكر أحاديث الصفات من التشبيه والتمثيل ؟

السؤال

عن ابن عمر رضي اللّه عنهما قال: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قرأ هذه الآيات ذات يوم على المنبر :

[ وما قدروا اللّه حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون ]

ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول هكذا بيده يحركها يقبل بها ويدبر : يمجد الرب نفسه أنا الجبار

أنا المتكبر ، أنا الملك ، أنا العزيز ، أنا الكريم )

فرجف برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم المنبر حتى قلنا : ليخرنَّ .

السؤال :

أليس فيه تشبيه باليد والله يقول : ( ليس كمثله شئ وهو السميع البصير ) .


الجواب

الحمد لله


أولاً :

روى مسلم (2788) عن عبيد بن مقسم

أنه نظر إلى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كيف يحكي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( يَأْخُذُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ سَمَاوَاتِهِ وَأَرَضِيهِ بِيَدَيْهِ

فَيَقُولُ : أَنَا اللهُ - وَيَقْبِضُ أَصَابِعَهُ وَيَبْسُطُهَا - أَنَا الْمَلِكُ ) حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى الْمِنْبَرِ يَتَحَرَّكُ مِنْ أَسْفَلِ شَيْءٍ مِنْهُ ، حَتَّى إِنِّي لَأَقُولُ : أَسَاقِطٌ هُوَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ .

وروى الإمام أحمد (5414) عن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم :

قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى الْمِنْبَرِ

: ( وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ )

وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ هَكَذَا بِيَدِهِ، وَيُحَرِّكُهَا، يُقْبِلُ بِهَا وَيُدْبِرُ ( يُمَجِّدُ الرَّبُّ نَفْسَهُ

: أَنَا الْجَبَّارُ ، أَنَا الْمُتَكَبِّرُ ، أَنَا الْمَلِكُ ، أَنَا الْعَزِيزُ ، أَنَا الْكَرِيمُ ) فَرَجَفَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِنْبَرُ حَتَّى قُلْنَا : لَيَخِرَّنَّ بِهِ . وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في " السلسلة الصحيحة " (7/596) .

فمثل هذه الأحاديث التي فيها تحريك اليد عند ذكر صفة الرب تعالى ليست للتمثيل والتشبيه

وكيف يُظن ذلك برسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

ولكن مثل هذه الإشارات إنما هي لتحقيق الصفة ، وإثباتها على الحقيقة ، ونفي إرادة المجاز عنها

فعند تلك الإشارة ، مع استحضار قوله تعالى : ( ليس كمثله شيء ) يفهم السامع أن المراد الصفة الحقيقية لا المجازية ، ولا يفهم أن المقصود من ذلك التشبيه والتمثيل ، لأنه يعلم أن الله ليس كمثله شيء .

روى أبو داود (4728) :

عن أبي هريرة رضي الله عنه قرأ هَذِهِ الْآيَةَ : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا) النساء/58 .

قَالَ : ( رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَضَعُ إِبْهَامَهُ عَلَى أُذُنِهِ، وَالَّتِي تَلِيهَا عَلَى عَيْنِهِ )

قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : ( رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَؤُهَا وَيَضَعُ إِصْبَعَيْهِ) ، قَالَ الْمُقْرِئُ [ أحد رواة الحديث ] :

يَعْنِي : إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ، يَعْنِي أَنَّ لِلَّهِ سَمْعًا وَبَصَرًا قَالَ أَبُو دَاوُدَ : وَهَذَا رَدٌّ عَلَى الْجَهْمِيَّةِ . وحديث صحيح ، صححه الألباني وغيره .

ورواه البيهقي في " الأسماء والصفات " (1/ 462) من طريق أبي داود ، ثم قال :

" وَالْمُرَادُ بِالْإِشَارَةِ الْمَرْوِيَّةِ فِي هَذَا الْخَبَرِ تَحْقِيقُ الْوَصْفِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِالسَّمْعِ وَالْبَصَرِ , فَأَشَارَ إِلَى مَحَلَّيِ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ مِنَّا لِإِثْبَاتِ صِفَةِ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ لِلَّهِ تَعَالَى , كَمَا يُقَالُ : قَبَضَ فُلَانٌ عَلَى مَالِ

فُلَانٍ , وَيُشَارُ بِالْيَدِ عَلَى مَعْنَى أَنَّهُ حَازَ مَالَهَ , وَأَفَادَ هَذَا الْخَبَرُ أَنَّهُ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ، لَهُ سَمْعٌ وَبَصَرٌ لَا عَلَى مَعْنَى

أَنَّهُ عَلِيمٌ , إِذْ لَوْ كَانَ بِمَعْنَى الْعِلْمَ لَأَشَارَ فِي تَحْقِيقِهِ إِلَى الْقَلْبِ ؛ لِأَنَّهُ مَحَلُّ الْعُلُومِ مِنَّا , وَلَيْسَ فِي الْخَبَرِ إِثْبَاتُ الْجَارِحَةِ ، تَعَالَى اللَّهُ عَنْ شَبَهِ الْمَخْلُوقِينَ عُلُوًا كَبِيرًا " انتهى .

وقال ابن القيم رحمه الله :

" وقوله : ( يقبض الله سماواته بيده والأرض باليد الأخرى ثم يهزهن ثم يقول : أنا الملك ) فهنا هز وقبض وذكر يدين ، ولما أخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل يقبض يديه ويبسطها تحقيقا للصفة لا تشبيها لها

كما قرأ : ( وكان الله سميعا بصيرا ) ووضع يديه على عينيه وأذنيه ؛ تحقيقا لصفة السمع والبصر ، وأنهما حقيقة لا مجازا "

انتهى من " مختصر الصواعق المرسلة " (ص 391) .









قديم 2020-03-17, 18:41   رقم المشاركة : 126
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18



ثانيا :

إذا أراد الإنسان أن يفعل مثل ما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم من هذه الإشارات ، فينبغي أن يتأمل في حال من يراه ، فإن كانوا يفهمون التشبيه أو التمثيل فينبغي أن لا يفعل ذلك ؛ دفعا لهذه المفسدة .

فقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : معلم يعلم الناس ، ففي مبحث الصفات في العقيدة تراه يشير لتقريب الفهم ، فمثلاً إذا أورد حديثاً في تجلي الرب لموسى أظهر خنصره

فيشير بالخنصر أو نحوه من أحاديث الصفات ، فهل هذا العمل يسوغ ؟

وإذا كان سائغاً ، فعلامَ يحمل نهي بعض السلف عن ذلك، كقول الشافعي وغيره ، وجزاكم الله خيراً ؟

فأجاب :

" هذه مسألة خطيرة ، ولسنا أحرص من النبي صلى الله عليه وسلم على إبلاغ الأمة

ولم يكن من عادته أنه صلى الله عليه وسلم يشير إذا تكلم عن الصفات ، فإنه حدث أمته أن الرب عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل فيقول : ( من يدعوني فأستجيب له ) .

وهل الرسول صلى الله عليه وسلم قدم رجله ليرى الناس كيف ينزل الله ؟ أبداً .

وقال : ( إنه يأتي للفصل بين عباده يوم القيامة ) ولم يقل : هكذا وهكذا ، وكذلك استوى الله على العرش ولم يقل : كاستوائي على السرير ، أو يحاول أن يكيف ذلك .

ولا شك أن الذي يُحدِّث العامة ثم يشير بيده إلى معنى الصفة لا شك أنه سوف يجعل في قلوب العامة التمثيل

– أي : سينتقلون من المعنى إلى التمثيل - لأن العامي لا يفهم ولا يفكر

فنقول لمن أراد أن يبين أو أن يبلغ عن الله ورسوله ما أخبر الله به عن نفسه من الأسماء والصفات ، نقول : يكفيك هدي النبي صلى الله عليه وسلم

ثم إنه قد يورد علينا : ( أن الرسول صلى الله عليه وسلم قرأ قوله تعالى : (

إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً ) ووضع إصبعه على عينه والثانية على أذنه )

فنقول : إن الرسول صلى الله عليه وسلم أراد بيان تحقيق هذه الصفة

ثم إنه يحدث قوماً عندهم فهم وعندهم وعي ، أما العامة ولا سيما في وقتنا هذا فإنهم لو حُدِّثوا بوصف كل الصفات بالفعل لكان لبعضهم فتنة

وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه : " إنك لن تحدث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم ؛ إلا كان لبعضهم فتنة "

. وقال علي رضي الله عنه : " حدثوا الناس بما يعرفون ، أتريدون أن يكذب الله ورسوله ؟ "
.
فإذا أورد علينا شخص مثل هذا الذي وقع من النبي صلى الله عليه وسلم في السمع والبصر

أو في قبض السماوات يوم القيامة ، فإنا نقول له : لكل مقام مقال ، ثم إننا نقتصر على ما جاء به النص فقط ، فلا يشير في شيء آخر ؛ لأنه لم يرد فيه النص "

انتهى من " لقاء الباب المفتوح" (32/ 18) .

وقال رحمه الله – أيضا - :

لا نحدِّثُ العامة بشيء لا تبلغه عقولُهم ؛ لئلا تحصُلَ الفتنة ويتضرَّرَ في عقيدته وفي عَمَلِهِ .

ومِن ذلك

: ما يكثُر السُّؤال عنه من بعض الطَّلبة ، وهو : أنه ثَبَتَ عن النبيِّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ أنه لما قرأ

قوله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا )

أنَّه وَضَعَ إبهامَه وسبَّابته على أُذُنِهِ وعلى عينِهِ . فقال : هل يجوز أن أفعل مثل هذا ؟

فجوابنا على هذا أنْ نقول : لا تفعلْه أمامَ العامَّة ؛ لأن العامَّة ربَّما ينتقلون بسرعة إلى اعتقادِ المشابهة والمماثلة ؛ بخلاف طالب العلم ، ثم هذا فِعْلٌ مِن الرسول عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ وليس أمراً ، لم يقل

: ضعوا أصابعكم على أعينكم وآذانكم ، حتى نقول : لا بُدَّ مِن تنفيذِ أمْرِ الرَّسول ، بل قَصَدَ بهذا تحقيق السَّمع والبصر ، لا التعبُّد في ذلك فيما يظهر لنا

فلماذا نلزم أنفسنا ونكرِّر السؤال عن هذا من أجل أن نقوله أمام العامَّة ؟

فالحاصلُ : أنه ينبغي لطالب العِلم أن يكون معلِّماً مربيًّا ، والشيءُ الذي يُخشى منه الفتنة ؛ وليس أمراً لازماً لا بُدَّ منه ، ينبغي له أن يتجنَّبه .

وأشدُّ مِن ذلك ما يفعله بعضُ النَّاسِ ، حين يسوق حديث : ( إن قلوبَ بني آدم بين أصبعين مِن أصابعِ الرَّحمن ) فيذهب يُمثِّل ذلك بضمِّ بعض أصابعه إلى بعض

مُمَثِّلاً بذلك كون القلب بين أصبعين من أصابع الله ، وهذه جرأة عظيمة

وافتراءٌ على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فإنه لم يمثِّل بذلك . وما الذي أدرى هذا المسكين المُمثِّلُ أن كون القلوب بين أصبعين من أصابع الله على هذا الوصف ؟

فليتَّقِ الله ربَّه ولا يتجاوز ما جاء به القرآنُ والحديثُ "

انتهى من " الشرح الممتع " (3/ 83-84) .

وسئل الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :

هل تجوز الإشارة باليد عند ذكر أحاديث الصفات مثل حديث : ( القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن ) ؟

فأجاب : " لا ، الذي لم يرد لا يقال . الصفات توقيفية ، ولا يجوز أن تُحدِث شيئا من عندك وتقول هذا توضيح

لا . توردها كما جاءت ، ولكن الحديث الذي أشار الرسول صلى الله عليه وسلم ( سميع بصير ) فأشار فيه إلى سمعه وبصره ، فهذا خاص بهذا الحديث فتأتي به كما ورد

أما أنك تزيد شيئا من عندك : لا " انتهى .

والله أعلم .

الشيخ محمد صالح المنجد


اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر علي امل اللقاء بكم
قريبا باذن الله ان قدر لنا البقاء و اللقاء









قديم 2020-03-18, 18:33   رقم المشاركة : 127
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

يا صفوة الطيبين
جعلكم ربي من المكرمين
ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدين

.

ما حكم قول الإنسان : " يا باسط " ؟


السؤال

هل الباسط من أسماء الله تعالى ؟

وهل يصح أن يدعو الإنسان

بقوله " يا باسط " دون أن يقرنه

بـ " القابض " فيقول " الباسط القابض " ؟


الجواب


الحمد لله

أولاً :

الباسط " من أسماء الله تعالى ، وقد ذكره في الأسماء الحسنى غير واحد من أهل العلم.

ودليلهم ما رواه أبو داود (3451) ، والترمذي (3451) ، وابن ماجه (2200) عَنْ أَنَسٍ : " قَالَ النَّاسُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ غَلَا السِّعْرُ ، فَسَعِّرْ لَنَا .

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمُسَعِّرُ الْقَابِضُ الْبَاسِطُ الرَّازِقُ ، وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَلْقَى اللَّهَ وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْكُمْ يُطَالِبُنِي بِمَظْلَمَةٍ فِي دَمٍ وَلَا مَالٍ ) وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" .

ثانياً :

من أسماء الله عز وجل ما لا يطلق عليه إلا مقترناً بمقابله ، فإذا أطلق وحده أوهم نقصاً

وقد سبق بيان هذا في موضوع مستقل ب اسم معني اسم الله تعالى الخافض

قال ابن القيم رحمه الله :

" من أسمائه سبحانه : الأسماء المزدوجة ، كالمعز المذل ، والخافض الرافع ، والقابض الباسط ، والمعطي المانع ، ومن صفاته الصفات المتقابلة : كالرضا والسخط ، والحب والبغض ، والعفو والانتقام "

انتهى من "شفاء العليل" (ص: 219) .

وقال أيضا :

" فهذه الأسماء المزدوجة تجري الأسماء منها مجرى الاسم الواحد الذي يمتنع فصل بعض حروفه عن بعض ، فهي وإن تعددت جاريةٌ مجرى الاسم الواحد ؛ ولذلك لم تجيء مفردةً ، ولم تُطلق عليه إلا مقترنة ، فاعلمه .

فلو قلت: يا مذل ، يا ضار ، يا مانع ، وأخبرت بذلك لم تكن مثنياً عليه ، ولا حامداً له حتى تذكر مقابلها "

انتهى من "بدائع الفوائد" (1/ 167) .

والذي يظهر : أن ما أوهم انفراده من هذه الأسماء ما لا يليق بالله يشترط فيه الازدواج

كالضار والمانع والقابض ، وما لا يوهم انفراده ذلك ، فلا حرج في إطلاقه منفرداً ، كالمعطي والباسط ، وأن تمام الكمال في ازدواج الأسماء المتقابلة مطلقاً .

فمن الأسماء المزدوجة مثلاً [ المعطي ، المانع ]

ومع ذلك فقد ثبت في الحديث عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

أنه قال : ( وَاللَّهُ الْمُعْطِي ، وَأَنَا الْقَاسِمُ )

رواه البخاري (2884) ، ومسلم (1721) – واللفظ للبخاري ، فذكر اسم " المعطي " ولم يذكر مقابله " المانع ".

وعليه :

فلا حرج من قول الإنسان " يا باسط "

لأنه من الأسماء الثابتة لله ، وتقال مقرونة ، ومفردة ، وإن كان الأحسن أن لا يقوله إلا مقروناً باسم القابض

كما ورد في الحديث .

والله أعلم .









قديم 2020-03-18, 18:37   رقم المشاركة : 128
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

هل يدل قوله تعالى :

( الله خالق كل شيء )

على أن القرآن مخلوق ؟


السؤال

هل هناك تعارض بين قوله تعالى (الله خالق كل شيء)

وبين أن القرآن كلام الله غير مخلوق ؟


الجواب

الحمد لله


اتفق أهل السنة والجماعة على أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق

وأنكروا على من قال من المبتدعة : " إن القرآن مخلوق" ، وبدَّعوهم وهجروهم ، وكثير منهم كفّر من قال بهذه المقولة الضالة .

وكان من شبهات أهل البدعة على هذه الضلالة

قول الله تعالى : ( اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ )

قالوا : والقرآن شيء ، فهو مخلوق !!

وهذا استدلال باطل ، وتحريف للكلم من بعد مواضعه .

فإن القرآن كلام الله ، وكلام الله صفة من صفاته ، وصفاته غير مخلوقة

لأن الصفات تتبع الموصوف ؛ فصفات الخالق غير مخلوقة ، لأنها تتبع الخالق ، وصفات المخلوق مخلوقة لأنها تتبع المخلوق .

وأيضاً فإن الله تعالى يقول : ( قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ ) الأنعام/ 19

فأخبر عن نفسه بأنه " شيء " ؛ فهل يقال : الله مخلوق ؟!

فالمقصود من الآية : أن الله خالق كل شيء من المخلوقات ، لم يشركه في خلقها أحد سواه ، ولا له ند ولا شريك ، ولا معين ولا ظهير في خلقه .

وإليك طائفة من أقوال أهل العلم في الرد على هذه الشبهة :

- روى الخلال في "كتاب السنة" (5/109) عن سُفْيَانَ بْن عُيَيْنَةَ

قال : " مَا يَقُولُ هَذَا الدُّوَيْبةُ ؟

- يَعْنِي بِشْرًا الْمِرِّيسِيَّ - قيل : يَقُولُ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ.

قَالَ: " كَذَبَ ، أَخْزَاهُ اللَّهُ ، إِنَّ اللَّهَ خَالِقُ كُلِّ شَيْء ٍ، وَكَلَامُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى خَارِجٌ عن الْخَلْقِ "
.
وقال ابن بطة رحمه الله :

" ثُمَّ إِنَّ الْجَهْمِيَّ ادَّعَى أَمْرًا آخَرَ لِيُضِلَّ بِهِ الضُّعَفَاءَ ، وَمَنْ لَا عِلْمَ عِنْدَهُ

فَقَالَ : أَخْبِرُونَا عَنِ الْقُرْآنِ ، هَلْ هُوَ شَيْءٌ أَوْ لَا شَيْءَ ؟

فَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ جَوَابُهُ : لَا شَيْءَ ، فَيُقَالُ لَهُ : هُوَ شَيْءٌ , فَيَظُنُّ حِينَئِذٍ أَنَّهُ قَدْ ظَفَرَ بِحُجَّتِهِ وَوَصَلَ إِلَى بُغْيَتِهِ

فَيَقُولُ : فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ (خَالِقُ كُلِّ شَيءٍ) ، وَالْقُرْآنُ شَيْءٌ يَقَعُ عَلَيْهِ اسْمُ شَيْءٍ ، وَهُوَ مَخْلُوقٌ ، لِأَنَّ الْـ(كُلَّ) يَجْمَعُ كُلَّ شَيْءٍ ؟!

فَيُقَالُ لَهُ : أَمَّا قَوْلُكَ : إِنَّ الْكُلَّ يَجْمَعُ كُلَّ شَيْءٍ ، فَقَدْ رَدَّ اللَّهُ عَلَيْكَ ذَلِكَ ، وَأَكْذَبَكَ الْقُرْآنَ

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ) ، وَلِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ نَفْسٌ لَا تَدْخُلُ فِي هَذَا الْكَلِّ ، وَكَذَلِكَ كَلَامُهُ شَيْءٌ ، لَا يَدْخُلُ فِي الْأَشْيَاءِ الْمَخْلُوقَةِ ، كَمَا قَالَ ( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ) "

انتهى من " الإبانة الكبرى " (6/170) .

وقال ابن أبي العز الحنفي رحمه الله :

" وَأَمَّا اسْتِدْلَالُهُمْ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ) ، وَالْقُرْآنُ شَيْءٌ ، فَيَكُونُ دَاخِلًا فِي عُمُومِ كُلٍّ فَيَكُونُ مَخْلُوقًا ، فَمِنْ أَعْجَبِ الْعَجَبِ ؛ وَذَلِكَ: أَنَّ أَفْعَالَ الْعِبَادِ كُلَّهَا عِنْدَهُمْ غَيْرُ مَخْلُوقَةٍ لِلَّهِ تَعَالَى

وَإِنَّمَا يَخْلُقُهَا الْعِبَادُ جَمِيعَهَا ، لَا يَخْلُقُهَا اللَّهُ ، فَأَخْرَجُوهَا مِنْ عُمُومِ كَلٍّ ، وَأَدْخَلُوا كَلَامَ اللَّهِ فِي عُمُومِهَا ، مَعَ أَنَّهُ صِفَةٌ مِنْ صِفَاتِهِ ، بِهِ تَكُونُ الْأَشْيَاءُ الْمَخْلُوقَةُ ، إِذْ بِأَمْرِهِ تَكُونُ الْمَخْلُوقَاتُ

قَالَ تَعَالَى : (وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ) ، فَفَرَّقَ بَيْنَ الْخَلْقِ وَالْأَمْرِ

فَلَوْ كَانَ الْأَمْرُ مَخْلُوقًا ، لَزِمَ أَنْ يَكُونَ مَخْلُوقًا بِأَمْرٍ آخَرَ ، وَالْآخَرُ بِآخَرَ ، إِلَى مَا لَا نِهَايَةَ لَهُ

فَيَلْزَمُ التَّسَلْسُلُ ، وَهُوَ بَاطِلٌ.

وَطَرْدُ بَاطِلِهِمْ : أَنْ تَكُونَ جَمِيعُ صِفَاتِهِ تَعَالَى مَخْلُوقَةً ، كَالْعِلْمِ وَالْقُدْرَةِ وَغَيْرِهِمَا ، وَذَلِكَ صَرِيحُ الْكُفْرِ

فَإِنَّ عِلْمَهُ شَيْءٌ ، وَقُدْرَتَهُ شَيْءٌ ، وَحَيَاتَهُ شَيْءٌ ، فَيَدْخُلُ ذَلِكَ فِي عُمُومِ كَلٍّ ، فَيَكُونُ مَخْلُوقًا بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ ، تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا "

انتهى من "شرح الطحاوية" (ص 131-132) .

وقال علماء اللجنة الدائمة :

" القرآن الكريم لا يدخل في قوله تعالى: (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ) ؛ لأن القرآن كلام الله، وكلام الله صفة من صفاته غير مخلوقة ؛ لأن الصفات تتبع الموصوف.

فالله بصفاته - ومنها كلامه - خالق كل شيء ، وما سواه مخلوق

وكما قال تعالى : (أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ) ؛ ففرق سبحانه بين الخلق والأمر بالعطف الذي يقتضي المغايرة بينهما

والأمر يكون بالكلام ، قال تعالى: ( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) "

انتهى من " فتاوى اللجنة الدائمة " (3/18-19) .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" الجواب من وجهين:

الأول : أن القرآن كلام الله تعالى ، وهو صفة من صفات الله ، وصفات الخالق غير مخلوقة.

الثاني : أن مثل هذا التعبير (كل شيء) : عام ، قد يراد به الخاص ؛ مثل قوله تعالى عن ملكة سبأ : (وأوتيت من كل شيء) ، وقد خرج شيء كثير لم يدخل في ملكها منه شيء ؛ مثل ملك سليمان" .

انتهى من "مجموع فتاوى ورسائل العثيمين" (8/366) .

والله تعالى أعلم .









قديم 2020-03-18, 18:43   رقم المشاركة : 129
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18

لا يتنافى كون الله تعالى أرحم بالعبد من الأم بولدها ، مع تخليد الكافر في النار .

السؤال

كيف نفهم قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لله أرحم من هذه بولدها ) ، فالأم المسلمة ترحم ابنها ، ولو كان كافرا

فهل الله يرحم عبده الكافر ؟

وهل عدم إخراج الله للكافر من النار تتنافى مع رحمة الله ؟


الجواب


الحمد لله


لا شك أن الله تعالى أرحم الراحمين ، وأن رحمته وسعت كل شيء ، وأنه أرحم بعبده من الأم بولدها ، بل هو سبحانه أرحم بالعبد من نفسه .

ولا يتنافى ذلك مع تعذيب الكافر وتخليده في النار يوم القيامة ، والكلام في ذلك على ثلاث مقامات :

أولا :

التفريق بين رحمة الله العامة التي تكون في الدنيا ، ورحمته الخاصة التي تكون في الآخرة

فهو سبحانه يرحم عباده في الدنيا كلهم ، مؤمنهم وكافرهم ، طائعهم وعاصيهم ، رحمة عامة ، فيرزقهم ويطعمهم ويسقيهم ويشفهم ويعافيهم ، إلى غير ذلك من صور الرحمة التي لا تحصى

فلولا رحمة الله ما تنفس أحد الهواء ، ولا وجد أحد شربة ماء ، ولا ما يطعمه ولا ما يكسوه ، وإذا مرض فلولا الله ما عوفي ، والناس في ذلك - من جهة العموم - سواء ، فهذه رحمة عامة ، يرحم بها وليه وعدوه .

أما رحمته الخاصة التي تكون في الآخرة فلا تكون إلا للمؤمنين ، وليس للكافرين فيها نصيب .

ثانيا :

أن الذي جعل الوالدة رحيمة لا بد أن يكون أرحم منها

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" اللَّه أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ أَرْحَمِ الْوَالِدَاتِ بِوَلَدِهَا؛ فَإِنَّ مَنْ جَعَلَهَا رَحِيمَةً أَرْحَمُ مِنْهَا " .

انتهى من "مجموع الفتاوى" (16/ 448)

فمقتضى العقل : أن الله أرحم من كل راحم من خلقه ، مهما بلغت رحمته

لأنه سبحانه هو الذي جعلهم يرحمون

. وقد روى البخاري (6000) ، ومسلم (2752)

عن أبي هُرَيْرَةَ ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

يَقُولُ: ( جَعَلَ اللَّهُ الرَّحْمَةَ مِائَةَ جُزْءٍ ، فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ جُزْءًا ، وَأَنْزَلَ فِي الأَرْضِ جُزْءًا وَاحِدًا ، فَمِنْ ذَلِكَ الجُزْءِ يَتَرَاحَمُ الخَلْقُ ، حَتَّى تَرْفَعَ الفَرَسُ حَافِرَهَا عَنْ وَلَدِهَا، خَشْيَةَ أَنْ تُصِيبَهُ ) .

ثالثا :

أن أسماء الله تعالى وصفاته لا تتعارض ، وإنما يصدق بعضها بعضا ، ويدل بعضها على بعض .

فمقتضى رحمته سبحانه الرحمة ، ومقتضى عدله العدل ، فإذا قال قائل : يتوجب أن يرحم الكافر لأنه أرحم الراحمين فالرحمة صفته

قيل : يلزم لذلك أن لا يعدل ، والعدل صفته

قال تعالى : ( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ) الجاثية/ 21

وقال سبحانه : ( أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ) سورة ص/ 28

وقال سبحانه : ( أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) القلم: 35، 36 .

فمن تمام حكمة الله وعدله سبحانه أن يفرق بين وليه وعدوه ، وأهل طاعته وأهل معصيته ، ومن عبده ، ومن عبد غيره ، وإلا فإن التسوية بين هؤلاء جميعا من الظلم الذي يناقض العدل والحكمة

وإذا كان المخلوق لا يساوي بين عدوه ووليه ، ويعد ذلك في عقول الناس وأفهامهم وأعرافهم سفها وجهلا وظلما ، فكيف بالله رب العالمين سبحانه ؟!

فالله تعالى أرحم الراحمين خلق الخلق ورزقهم ومنّ عليهم بنعم لا تحصى ، ثم أرسل إليهم الرسل وأنزل الكتب وهداهم إلى بينة الإيمان وعلامة الهدى ، وهذا لا شك أعظم بكثير من رحمة الأم بولدها .

فلما أطاعه المؤمن ، وعصاه الكافر : امتنع أن يسوي بينهما بمقتضى حكمته وعلمه وعدله ووعد ووعيده ، وأخرج الكافر نفسه من التأهل لهذه الرحمة الخاصة في الدار الآخرة .

وقال تعالى : ( قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ ) الأعراف/ 156 .

وقال عز وجل : (إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) الأعراف/ 56 .

قال ابن الجوزي رحمه الله :

" من عموم رحمته إرسال الرسل ، وإمهال المذنبين ، فإذا جحده الكافر : خرج إلى مقام العناد

فلم يكن أهلا للرحمة.

وأما خصوص رحمته : فلعباده المؤمنين ، فهو يلطف بهم في الشدة والرخاء ، يزيد على لطف الوالدة بولدها "

انتهى من "كشف المشكل" (1/ 94) .

والحاصل : أن رحمة الله الخاصة ، في الدار الآخرة : إنما تكون لأوليائه وأحبائه من أهل التوحيد

أما من مات على الكفر معاندا ومستكبرا فلا حظ له في رحمة الله ، وينتقل عنها إلى عدله سبحانه ؛ وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا ، وحاق بالكافرين ما كانوا به يكذبون ، ويستهزئون .

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" يقول تعالى لهم - يعني للكافرين - إذا سألوا الله أن يخرجهم من النار ، وتوسلوا إلى الله تعالى بربوبيته

واعترافهم على أنفسهم: ( ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون) المؤمنون/ 107

فلا تدركهم الرحمة ، بل يدركهم العدل، فيقول الله عز وجل لهم: ( اخسئوا فيها ولا تكلمون ) المؤمنون/ 108 " .

انتهى من "مجموع فتاوى ورسائل العثيمين" (8/ 28).

والله أعلم .









قديم 2020-03-18, 18:50   رقم المشاركة : 130
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

هل ينبغي الاهتمام بمعرفة علو الله على عرشه ؟

السؤال

كثير من الإخوة يتناقشون هذه الأيام حول مسألة الموقع الفعلي الحسي لله تعالى .

وسؤالي هو: ما أهمية مثل هذه المواضيع ؟ هل سيسألنا الله تعالى يوم القيامة عن مكانه ؟

وإذا كان الأمر كذلك فهل معرفة مثل هذه الأمور فرض ؟

وإذا لم يكن الأمر كذلك ، أفليس من الأولى أن نصرف أوقاتنا في أمور أكثر أهمية ونفعا ؟

أنا أتفهم أن معرفة مثل هذه الجزئيات قد يكون أمراً مهماً بالنسبة للعلماء والمشايخ ، فما شأن العامّة بها ؟

! ولو أن المسلم مات دون معرفة المكان الفعلي الحسي لله تعالى هل يُقال : إنه آثم ؟!


الجواب

الحمد لله

أولا :

العلم بالله وأسمائه وصفاته أشرف العلوم وأجلها على الإطلاق ، لأن شرف العلم بشرف المعلوم

والمعلوم في هذا العلم هو الله سبحانه وتعالى بأسمائه وصفاته وأفعاله ، فالاشتغال بفهم هذا العلم

والبحث التام عنه ، بحسب حال العبد ، ومقامه في منازل العلم والإيمان : اشتغال بأعلى المطالب ، وأشرف الرغائب .
قال الشيخ إسماعيل بن محمد ، المعروف بقوام الأصبهاني رحمه الله :

" قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ : " أَوَّلُ فَرْضٍ فَرَضَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى خَلْقِهِ مَعْرِفَتُهُ ، فَإِذَا عَرَفَهُ النَّاسُ عَبَدُوهُ

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: (فَاعْلَم أَنه لَا إِلَه إِلَّا الله)

فَيَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِينَ أَنْ يَعْرِفُوا أَسْمَاءَ اللَّهِ وَتَفْسِيرَهَا فَيُعَظِّمُوا اللَّهَ حَقَّ عَظَمَتِهِ ".

قَالَ: " وَلَوْ أَرَادَ رَجُلٌ أَنْ يَتَزَوَّجَ إِلَى رَجُلٍ أَوْ يُزَوِّجُهُ أَوْ يُعَامِلُهُ طَلَبَ أَنْ يَعْرِفَ اسْمَهُ وَكُنْيَتَهُ

وَاسْمَ أَبِيهِ وَجَدِّهِ ، وَسَأَلَ عَنْ صَغِيرِ أَمْرِهِ وكبيره ، فَالله الَّذِي خلقنَا ورزقنا وَنحن نرجو رَحْمَتَهُ وَنَخَافُ مِنْ سَخَطِهِ أَوْلَى أَنْ نَعْرِفَ أَسْمَاءَهُ وَنَعْرِفَ تَفْسِيرَهَا ".

انتهى من "الحجة في بيان المحجة" (1/ 133-134) .

ثانيا :

ليس في عقيدة المسلمين ما يسمى بـــ " الموقع الفعلي الحسي لله تعالى " ؛ فإن الله عز وجل ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير .

وهو سبحانه وتعالى مستو على عرشه ، وعرشه عز وجل فوق سماواته ، قد أحاط بكل شيء علما .

قال تعالى : ( هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) الحديد/ 4 .

هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة يثبتون علوّ الله على خلقه ، ومعيّته لعباده ، وينزهونه تعالى عن الحلول في المخلوقات .

وعلو الله تعالى على عرشه وعلى جميع خلقه : يعني كونه سبحانه وتعالى فوق المخلوقات كلها

فوق السماء ، وفوق الجنة ، وفوق العرش ، وأنه سبحانه وتعالى لا يحويه شيء من هذه المخلوقات

ولا يحتاج هو ـ سبحانه ـ إلى شيء منها ، بل هو خالقها والقيوم عليها ، ولا قوام للعرش ، ولا غيره من الخلق إلا بقيام الله جل جلاله عليه ، وإقامته له .

والنصوص التي تصف الله تعالى بأنه ( في السماء ) تعني أنه سبحانه عالٍ على خلقه ، ولا تعني أنه عز وجل تحويه السماء وتحيط به .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" السلف والأئمة وسائر علماء السنة إذا قالوا " إنه فوق العرش ، وإنه في السماء فوق كل شيء " لا يقولون إن هناك شيئا يحويه ، أو يحصره ، أو يكون محلا له ، أو ظرفا ووعاء

سبحانه وتعالى عن ذلك ، بل هو فوق كل شيء ، وهو مستغن عن كل شيء ، وكل شيء مفتقر إليه

وهو عالٍ على كل شيء ، وهو الحامل للعرش ولحملة العرش بقوته وقدرته ، وكل مخلوق مفتقر إليه ، وهو غني عن العرش وعن كل مخلوق "

انتهى من" مجموع الفتاوى " (16/100-101) .

ثالثا :

السؤال عن أسماء الله تعالى وصفاته ، ومن ذلك علوه تعالى على خلقه : لا يستنكر

بل هو سبيل للعلم بأشرف العلوم كما تقدم ، ومن ذلك قولنا : أين الله ؟

قال الشيخ ابن باز رحمه الله :

" سأل النبي صلى الله عليه وسلم جارية جاء بها سيدها ليعتقها، فقال لها الرسول: " ( أين الله ؟ )

قالت: في السماء ، قال : ( من أنا ؟ )

قالت: أنت رسول الله

قال: ( أعتقها فإنها مؤمنة )

رواه مسلم في الصحيح (537) .

فالرسول صلى الله عليه وسلم أقر هذه الجارية ؛ وما ذاك إلا لأن إيمانها بأن الله في السماء يدل على إخلاصها لله ، وتوحيدها لله ، وأنها مؤمنة به سبحانه وبعلوه

فوق جميع خلقه وبرسوله محمد صلى الله عليه وسلم حيث قالت: أنت رسول الله .

أما قوله جل وعلا : (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ)

. فهذا لا ينافي ذلك ، الكرسي فوق السماوات ، والعرش فوق الكرسي ، والله فوق العرش ، فوق جميع الخلق سبحانه وتعالى .

وتحديد الجهة لا مانع منه ، جهة العلو؛ لأن الله في العلو، وإنما يُشَبِّه بهذا بعض المتكلمين ، وبعض المبتدعة ويقولون : ليس في جهة.

وهذا كلام فيه تفصيل ، فإن أرادوا ليس في جهة مخلوقة ، وأنه ليس في داخل السماوات ، وليس في داخل الأرض ونحوها - فهذا صحيح.

أما إن أرادوا أنه ليس في العلو فهذا باطل ، وخلاف ما دل عليه كتاب الله ، وما دلت عليه سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وما دل عليه إجماع سلف الأمة

فقد أجمع علماء الإسلام أن الله في السماء ، فوق العرش ، فوق جميع الخلق ، والجهة التي هو فيها هي جهة العلو ، وهي ما فوق جميع الخلق .

وهذه الأسئلة ليست بدعة ، ولم ينه عنها ، بل هذه الأسئلة مأمور بها ، يعلمها الناس .

ومن قال : إن الله في الأرض ، إن الله في كل مكان كالجهمية والمعتزلة ونحوهم فهو كافر عند أهل السنة والجماعة ؛ لأنه مكذب لله ولرسوله ، في إخبارهما بأن الله سبحانه في السماء فوق العرش جل وعلا

فالواجب على أهل العلم والإيمان أن يصفوا الله سبحانه بما وصف به نفسه ، وبما وصفه به رسوله عليه الصلاة والسلام من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف

ولا تمثيل بل مع الإيمان بأنه سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير " .

انتهى باختصار من "فتاوى نور على الدرب" (1/ 127-130) .

والله تعالى أعلم .









قديم 2020-03-18, 19:01   رقم المشاركة : 131
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18

تسأل : لماذا يمدح الله نفسه ؟!!

السؤال

أنا ـ معاذ الله ـ لا أسأل عن ما هو مكتوب في القرآن

ولكن لمعرفتي الشخصية

وأنا أرغب في أن أعرف .

لماذا مدح الله نفسه في القرآن وفي الصلاة ؟

فالله ليس في حاجة للمدح والثناء من البشر ، فمن نحن

كما هو في الصلاة حين نقول " سمع الله لمن حمده "

فلماذا هذا الثناء ؟


الجواب

الحمد لله


روى البخاري (4634) ، ومسلم (2760)

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَيْسَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنَ اللهِ ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ مَدَحَ نَفْسَهُ ، وَلَيْسَ أَحَدٌ أَغْيَرَ مِنَ اللهِ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ ) .

والله تعالى غني عن العالمين وعن مدحهم وعن عملهم ، وهم مهما أساءوا أو أحسنوا لا يبلغون ضر الله : فيضروه ، ولا يبلغون نفعه : فينفعوه ، فهو غني عنهم سبحانه وتعالى ، وهم الفقراء إليه ، كما قال تعالى :

( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ) فاطر/ 15.

ولكن الله تعالى يحب من عباده أن يطيعوه ، وأن يحسنوا الثناء عليه ، ويشكروه ولا يكفروه ، وذلك لحكم كثيرة ومعان جليلة ، نذكر بعضها :

- أحب الله المدح والثناء الحسن فمدح نفسه وأمر عباده بمدحه والثناء عليه لأنه أهل ذلك ، فأحب من عباده أن يصفوه بما هو أهله ، فإنه حري بهم إن فعلوا ذلك ألا يسيئوا الثناء عليه بما هو بريء منه سبحانه .

- ولأن في مدحه والثناء الحسن عليه بما هو أهله : قياما للحق وعملا به ، وبذلك يقوم القسطاس في السماوات والأرض ، بخلاف ما لو كفروه ولم يشكروه فإنه حري بهم ألا يقيموا العدل بينهم .

- أن في مدحه والثناء عليه مصلحة للعباد في معاشهم ومعادهم ، قال النووي رحمه الله في شرحه للحديث المتقدم :
" حَقِيقَةُ هَذَا مَصْلَحَةٍ لِلْعِبَادِ

لِأَنَّهُمْ يُثْنُونَ عَلَيْهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فَيُثِيبُهُمْ فَيَنْتَفِعُونَ ، وَهُوَ سُبْحَانَهُ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ، لَا يَنْفَعُهُ مَدْحُهُمْ ، وَلَا يَضُرُّهُ تَرْكُهُمْ ذَلِكَ "

انتهى من "شرح النووي على مسلم" (17/ 77) .

وقال المباركفوري رحمه الله في "تحفة الأحوذي" (9/ 357):

" أحب المدح لِيُثِيبَ عَلَى ذَلِكَ فَيَنْتَفِعَ الْمُكَلَّفُ ، لَا لِيَنْتَفِعَ هُوَ بِالْمَدْحِ ؛ وَنَحْنُ نُحِبُّ الْمَدْحَ لِنَنْتَفِعَ وَيَرْتَفِعَ قَدْرُنَا فِي قَوْمِنَا ؛ فَظَهَرَ مِنْ غَلَطِ الْعَامَّةِ قَوْلُهُمْ : إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْمَدْحَ ، فَكَيْفَ لَا نُحِبُّهُ نَحْنُ ؟ " انتهى بمعناه .

- ولأن في مدحه التعريف بحق قدره ، ولولا ما أمرنا به من ذلك

وعرفنا عليه : لما أدركنا ما يليق بعظمته وجلاله ، من المدح والثناء الحسن ، ولما تعرفنا على ربنا بأسمائه الحسنى وصفاته العلى ، فإن معرفة ذلك هي أساس مدحه والثناء عليه ، وهو أساس معرفة العبد بربه .

- أن مدحه سبحانه ينفي عن العبد صفات الكبر والتعالي والفخر ، فإن الذي لا ينسب الفضل لله ، فيحمده عليه : ينسبه لنفسه فيطغى

ويتعالى على الخلق ، كما فعل قارون لما ذكّروه بالله وبنعمته عليه :

( قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي ) القصص/ 78

فكان ذلك سببا لتعاليه على الناس وفخره بنفسه ، فخسف الله به وبداره الأرض

ثم قال تعالى : ( تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) القصص/ 83 .

- مدح الله جل جلاله ، والتعرف عليه بصفات كماله وجلاله وكماله : يفتح للعباد باب القيام حق عبوديته

فإنهم لا يقدرون على ذلك ولا يتعرفون عليه إلا بعد معرفة موجبات حمده ، بمعرفة أسمائه وصفاته المقتضية مدحه وحمده والثناء عليه .

- أن بمدحه والثناء عليه سبحانه بما هو أهله ، فتحا لباب معرفة الإنسان بقدره ، من الضعف والقلة والذلة والمسكنة ، فينزل منازل العبودية

قال ابن القيم رحمه الله:

" الفقر فقران : فقر اضطراري ، وهو فقر عام لا خروج لبرّ ولا فاجر عنه ، وهذا لا يقتضى مدحاً ولا ذماً ولا ثواباً ولا عقاباً ، بل هو بمنزلة كون المخلوق مخلوقاً ومصنوعاً.

والفقر الثاني فقر اختياري ، هو نتيجة علمين شريفين :

أَحدهما : معرفة العبد بربه ، والثاني : معرفته بنفسه .

فمتى حصلت له هاتان المعرفتان ، أَنتجتا له فقراً هو عين غناه وعنوان فلاحه وسعادته "

انتهى من "طريق الهجرتين" (ص 9)

على أننا نقول :

إن السؤال لا يحسن وروده من أصله ، لأنه يرفع المحنة ويدفع التكليف

فلا مورد له شرعا ولا عقلا ، وإذا صح أن يقال : لماذا يمدح الله نفسه ويأمر خلقه بذلك

مع أنه غني عنهم ، لصح أن يقال : لماذا يأمرهم بالصلاة والصيام والحج والذكر وتلاوة القرآن ؟

أليس غنيا عنهم ؟!

وكما أنه سبحانه ليس بحاجة إلى مدح الناس ، فإنه أيضا ليس بحاجة إلى صلاتهم ولا إلى صيامهم ولا إلى غير ذلك من طاعاتهم .

فينبغي على العبد أن يصرف همته إلى الانشغال بطاعة الله ، وعبادته على أصل التسليم واليقين والرضا

وقد قال الله تعالى في الحديث القدسي المشهور :

( يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي، يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا )

رواه مسلم (2577) .

تراجع للفائدة إجابة السؤال القادم

والله أعلم .


اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر علي امل اللقاء بكم
قريبا باذن الله ان قدر لنا البقاء و اللقاء









قديم 2020-03-19, 18:50   رقم المشاركة : 132
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

يا صفوة الطيبين
جعلكم ربي من المكرمين
ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدين

.

ما هو معنى الغيرة ؟

وكيف يمكن أن تؤثر في حياتنا ؟


السؤال

في الصحيح عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما أحد أغير من الله ، ومن غيرته : حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن

وما أحد أحب إليه المدح من الله ، ومن أجل ذلك أثنى على نفسه ، وما أحد أحب إليه العذر من الله ، من أجل ذلك : أرسل الرسل مبشرين ومنذرين ) .

هل يمكنكم أن تبينوا لي ما هو معنى الغيرة ،

وكيف تؤثر في حياتنا ؟


الجواب

الحمد لله

أولا :

روى البخاري (4634) ومسلم (2760)

عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

قَالَ : ( لَا أَحَدَ أَغْيَرُ مِنْ اللَّهِ وَلِذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ، وَلَا شَيْءَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنْ اللَّهِ وَلِذَلِكَ مَدَحَ نَفْسَهُ ) .

وليس الحديث في أي من الصحيحين عن أبي الأحوص ، وإنما هو عن أبي وائل شقيق بن سلمة عن عبد الله ، وهو ابن مسعود رضي الله عنه .

ورواه البخاري (7416) ومسلم (1499) – واللفظ له

عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ : " قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ لَوْ رَأَيْتُ رَجُلًا مَعَ امْرَأَتِي لَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ غَيْرُ مُصْفِحٍ عَنْهُ . فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

فَقَالَ : ( أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ فَوَاللَّهِ لَأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّي مِنْ أَجْلِ غَيْرَةِ اللَّهِ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ

وَلَا شَخْصَ أَغْيَرُ مِنْ اللَّهِ وَلَا شَخْصَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنْ اللَّهِ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ بَعَثَ اللَّهُ الْمُرْسَلِينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ ، وَلَا شَخْصَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْمِدْحَةُ مِنْ اللَّهِ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ وَعَدَ اللَّهُ الْجَنَّةَ ) .

ثانيا :

صفة الغيرة ثابتة لله تعالى بصحيح السنة ، على ما هو معروف في لغة العرب

لكن على وجه يليق به سبحانه ، لا يماثل فيه المخلوقين ، ولا يعلم كنهها وكيفيتها إلا هو سبحانه ، وهذا مذهب أهل السنة والجماعة .

انظر جواب السؤال القادم

ثالثا
:
الغيرة التي تليق بالمخلوقين خلق نجيب جبل عليه الإنسان السوي الذي كرمه ربه وفضله

وهي في موطنها والاعتدال فيها بالنسبة للرجال والنساء من الخصال المحمودة .

قال ابن حزم رحمه الله :

" الغيرة خلق فاضل متركب من النجدة والعدل ؛ لأن من عدل كره أن يتعدى إلى حرمة غيره

وأن يتعدى غيره إلى حرمته ، ومن كانت النجدة طبعا له حدثت فيه عزة ، ومن العزة تحدث الأنفة من الاهتضام "

انتهى من "مداواة النفوس" (ص 55) .

وقال ابن القيم رحمه الله :

" وغيرة العبد على محبوبه نوعان : غيرة ممدوحة يحبها الله , وغيرة مذمومة يكرهها الله

فالتي يحبها الله : أن يغار عند قيام الرِّيبة , والتي يكرهها : أن يغار من غيْرِ رِيبة

بل من مجرد سوء الظن ، وهذه الغيْرة تفسد المحبة ، وتوقع العداوة بين المحب ومحبوبه "

انتهى من "روضة المحبين" (ص 296) .

رابعا :

يمكننا التعرف على تأثير الغيرة في حياتنا بما يلي :

1- ما كان منها على وجه الاعتدال فهو المحمود المرضي ، وما كان منها على وجه الإفراط فهو المذموم ، ولا تستقيم الحياة إلا بالنوع الأول .

2- الغيرة على محارم الله من خصال أهل الإيمان .

جاء في " فتاوى اللجنة الدائمة " (26/79) :

" المؤمن يدعوه إيمانه إلى الغيرة على محارم الله " .

3- الذنوب والمعاصي تضعف الغيرة المحمودة ، وقد تذهب بها بالكلية .

قال ابن القيم :

" كُلَّمَا اشْتَدَّتْ مُلَابَسَتُهُ لِلذُّنُوبِ أَخْرَجَتْ مِنْ قَلْبِهِ الْغَيْرَةَ عَلَى نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ وَعُمُومِ النَّاس

وَقَدْ تَضْعُفُ فِي الْقَلْبِ جِدًّا حَتَّى لَا يَسْتَقْبِحَ بَعْدَ ذَلِكَ الْقَبِيحَ لَا مِنْ نَفْسِهِ وَلَا مِنْ غَيْرِهِ ، وَإِذَا وَصَلَ إِلَى هَذَا الْحَدِّ فَقَدْ دَخَلَ فِي بَابِ الْهَلَاكِ "

انتهى من "الجواب الكافي" (ص: 67) .

3- قيام دين العبد على الغيرة التي تحمي القلب وتدفع السوء .

قال ابن القيم رحمه الله :

" ... وَلِهَذَا كَانَ الدَّيُّوثُ أَخْبَثَ خَلْقِ اللَّهِ، وَالْجَنَّةُ حَرَامٌ عَلَيْهِ، وَكَذَلِكَ مُحَلِّلُ الظُّلْمِ وَالْبَغْيِ لِغَيْرِهِ وَمُزَيِّنُهُ لَهُ، فَانْظُرْ مَا الَّذِي حَمَلَتْ عَلَيْهِ قِلَّةُ الْغَيْرَةِ.

وَهَذَا يَدُلُّكَ عَلَى أَنَّ أَصْلَ الدِّينِ الْغَيْرَةُ، وَمَنْ لَا غَيْرَةَ لَهُ لَا دِينَ لَهُ، فَالْغَيْرَةُ تَحْمِي الْقَلْبَ فَتَحْمِي لَهُ الْجَوَارِحَ

فَتَدْفَعُ السُّوءَ وَالْفَوَاحِشَ ، وَعَدَمُ الْغَيْرَةِ تُمِيتُ الْقَلْبَ ، فَتَمُوتُ لَهُ الْجَوَارِحُ ؛ فَلَا يَبْقَى عِنْدَهَا دَفْعٌ الْبَتَّةَ.

وَمَثَلُ الْغَيْرَةِ فِي الْقَلْبِ مَثَلُ الْقُوَّةِ الَّتِي تَدْفَعُ الْمَرَضَ وَتُقَاوِمُهُ

فَإِذَا ذَهَبَتِ الْقُوَّةُ ، وَجَدَ الدَّاءُ الْمَحِلَّ قَابِلًا ، وَلَمْ يَجِدْ دَافِعًا ، فَتَمَكَّنَ، فَكَانَ الْهَلَاكُ ، وَمِثْلُهَا مِثْلُ صَيَاصِيِّ الْجَامُوسِ الَّتِي تَدْفَعُ بِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَوَلَدِهِ، فَإِذَا تَكَسَّرَتْ طَمِعَ فِيهَا عَدُوُّهُ "

انتهى من "الجواب الكافي" (ص: 68) .

4- الغيرة المحمودة لا بد من الاعتدال فيها والحكمة .

قال الشيخ ابن باز رحمه الله :

" الذي أوصي به جميع إخواني من أهل العلم والدعوة إلى الله عز وجل هو تحري الأسلوب الحسن والرفق في الدعوة ، وفي مسائل الخلاف ، عند المناظرة والمذاكرة في ذلك

وأن لا تحمله الغيرة والحدة على أن يقول ما لا ينبغي أن يقول ، مما يسبب الفرقة والاختلاف والتباغض والتباعد "

انتهى من "مجموع فتاوى ابن باز" (5 /155) .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" وكثير من ذوي الغيرة من الناس تجدهم يميلون إلى تحريم ما أحل الله أكثر من تحليل الحرام ، بعكس المتهاونين ، وكلاهما خطأ "

انتهى من "مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين" (10 /732).

5- الواجب على النساء ألا يخرجن عن حد الاعتدال في الغيرة ، والذي يفضي عادة إما إلى سوء الظن أو ضيق الصدر وسوء معاشرة الزوج .

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" نصيحتي للنساء ألا يغرن الغيرة العظيمة إذا تزوج الزوج عليهنّ

بل يصبرن ويحتسبن الأجر من الله ولو تكلفن ، وهذه الكلفة أو التعب يكون في أول الزواج ثم بعد ذلك تكون المسألة طبيعية "

انتهى من فتاوى نور على الدرب" (19/2) .

فتبين بما تقدم أن الغيرة إذا كانت غيرة محمودة معتدلة يراعي فيها المسلم الحكمة والعدل

فإن أثرها يكون طيبا على خلقه ودينه ودعوته ومعاشرته الناس

أما إذا كانت بخلاف ذلك فإنها تعود عليه بآثارها السيئة المذمومة من سوء الظن بالناس وسوء التعامل معهم وسوء العشرة ، سواء في ذلك الرجال والنساء .

والله تعالى أعلم .









قديم 2020-03-19, 18:57   رقم المشاركة : 133
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18

هل يوصف الله عز وجل بالغيْرة ؟

وهل يقال " يغار الله على أنبيائه وأوليائه " ؟


السؤال

هناك قصيدة نظمها أحد الشعراء في الدفاع عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، ورد فيها: قد غار ربي في حليلة أحمد ..

وأنا على عرض النبي أغار فهل يجوز مثل هذا الكلام في حق الله عز وجل ؟

وكذلك هناك بعض القصائد في مدح النبي صلى الله عليه وسلم أحس أنها لا تليق

مثلاً : " طيفك يداعب خيالي " وهي أنشودة منتشرة في الأسواق ،

فهل يجوز مثل هذا ؟ .


الجواب

الحمد لله

أولاً:

منهج أهل السنَّة والجماعة في باب صفات الله تعالى قائم على أمور ، من أهمها :

1. أنها صفات توقيفية لا يجوز لأحد أن يُثبتها من غير الكتاب والسنَّة ، فلا يوصف الله تعالى إلا بما وصف به نفسه ، أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم .

2. أن لها من المعاني ما يليق بجلال الله تعالى وعظمته ، فتُعلم معانيها ويُجهل كيفياتها .

3. أنه يؤمن بمعانيها من غير تحريف ولا تمثيل ولا تكييف ولا تعطيل .

وانظر جواب السؤال القادم

ثانياً:

ثبتت صفة " الغيْرة " لله تعالى في صحيح السنّة ، ومما جاء في ذلك
:
1. عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ ( إِنَّ اللَّهَ يَغَارُ وَغَيْرَةُ اللَّهِ أَنْ يَأْتِيَ الْمُؤْمِنُ مَا حَرَّمَ اللَّهُ )

رواه البخاري ( 4925 ) ومسلم ( 2761 ) .

2. عَنْ الْمُغِيرَةِ قَالَ : قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ : لَوْ رَأَيْتُ رَجُلًا مَعَ امْرَأَتِي لَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ

غَيْرَ مُصْفَحٍ فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ ( أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ ، وَاللَّهِ لَأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ ، وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّي وَمِنْ أَجْلِ غَيْرَةِ اللَّهِ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ) .

رواه البخاري ( 6980 ) ومسلم ( 1499 )

وعنده زيادة بلفظ ( وَلاَ شَخْصَ أَغْيَرُ مِنَ اللَّهِ ) .

3. عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ وَاللَّهِ مَا مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرُ مِنْ اللَّهِ أَنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ أَوْ تَزْنِيَ أَمَتُهُ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلبَكَيْتُمْ كَثِيراً ) .

رواه البخاري ( 1044 ) ومسلم ( 901 ) .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :

" وغيْرة الله أن يأتي العبد ما حرم عليه ، وغيْرته أن يزني عبدُه أو تزني أمَتُه .
.. .
الغيْرة التي وصف الله بها نفسه : إمَّا خاصة وهو أن يأتي المؤمن ما حرَّم عليه ، وإما عامة وهي غيرته من الفواحش ما ظهر منها وما بطن" .

انتهى من " الاستقامة " ( 2 / 9 – 11 ).

وقال ابن القيم – رحمه الله -

: " الغيرة تتضمن البغض والكراهة ، فأخبر أنه لا أحدَ أغير منه ، وأن من غيْرته حرَّم الفواحش ، ولا أحد أحب إليه المِدْحة منه ، والغيْرة عند المعطلة النفاة من الكيفيات النفسية

كالحياء والفرح والغضب والسخط والمقت والكراهية ؛ فيستحيل وصفه عندهم بذلك

ومعلوم أن هذه الصفات من صفات الكمال المحمودة عقلاً وشرعاً وعرفاً وفطرةً ، وأضدادها مذمومة عقلاً وشرعاً وعرفاً وفطرةً

فإن الذي لا يغار بل تستوي عنده الفاحشة وتركها : مذموم غاية الذم مستحق للذم القبيح "

انتهى من " الصواعق المرسلة " ( 4 / 1497 ) .

وقال الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - :

" المحال عليه سبحانه وتعالى وصفه بالغيرة المشابهة لغيرة المخلوق ، وأما الغيرة اللائقة بجلاله سبحانه وتعالى فلا يستحيل وصفه بها

كما دل عليه هذا الحديث وما جاء في معناه ، فهو سبحانه يوصف بالغيْرة عند أهل السنَّة على وجه لا يماثل فيه المخلوقين

ولا يعلم كنهها وكيفيتها إلا هو سبحانه ، كالقول في الاستواء والنزول والرضا والغضب وغير ذلك من صفاته سبحانه ، والله أعلم " .

انتهى من تعليق الشيخ ابن باز على "

فتح الباري " لابن حجر ( 2 / 531 ) .

وقال الشيخ عبد الله الغنيمان – حفظه الله – في التعليق على حديث ( وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله )

: " ومعناه : أن الله يغار إذا انتهكت محارمه ، وليس انتهاك المحارم هو غيرة الله ؛ لأن انتهاك المحارم فعل العبد ، ووقوع ذلك من المؤمن أعظم من وقوعه من غيره .

وغيرة الله تعالى من جنس صفاته التي يختص بها ، فهي ليست مماثلة لغيرة المخلوق ، بل هي صفة تليق بعظمته

مثل الغضب ، والرضا ، ونحو ذلك من خصائصه التي لا يشاركه الخلق فيها ، وقد تقرر أنه تعالى ليس كمثله شيء في ذاته ، فكذلك في صفاته ، وأفعاله " .

انتهى من " شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري " ( 1 / 287 ) .

ثالثاً:

إذا عُلم معنى الصفة العظيمة المتصف بها ربنا تعالى وهي الغيرة : يتبين أن استعمالها فيما سأل عنه الأخ السائل صحيح ، وفي سياق حديث سعد بن عبادة رضي الله عنه فإن الغيرة "

تتضمن الغضب لانتهاك الحرمة ، والله سبحانه يبغض ما حرم ، ويغضب إذا انتهكت حرماته "

– كما جاء في " تعليقات الشيخ عبد الرحمن البراك على المخالفات العقدية في فتح الباري " رقم ( 55 ) -

ومما لا شك فيه أن التعرض للنبي صلى الله عليه وسلم في عرضه بالطعن بقذف زوجته الصدِّيقة عائشة رضي الله عنها ، هو من أعظم الذنوب التي يغار الله تعالى لأجلها

والله تعالى يغار على رسله الكرام عليهم السلام ولذا لم يتعرض لهم أحد إلا خُذل وقُصم

ويغار على أوليائه وأصفيائه ولذا فإنه تعالى قال ( مَن عَادى لي وَلِيّاً فَقَد آذَنْتُه بِالحَرْب )

ويغار الله تعالى على شرعه وعلى محارمه أن تُنتهك ولذا فإنه تعالى توعد العصاة بالعذاب وتعجل عقوبة بعضهم في الدنيا ليكونوا عبرة لغيرهم ، وكل ذلك من الغيرة اللائقة بجلاله سبحانه وتعالى .

وقول الشاعر " غار فيها " هو بمعنى " غار لها " ، وحروف الجر تتناوب عند طائفة من أئمة العربية ، وقد استعمل مثلها أئمة الإسلام من أهل السنَّة .

قال الإمام ابن كثير – رحمه الله - :

" ولما تكلم فيها أهل الافك بالزور والبهتان غار الله لها فأنزل براءتها في عشر آيات من القرآن تتلى على تعاقب الزمان "

انتهى من " البداية والنهاية " ( 8 / 99 )

وينظر : ( 3 / 334 ) .

وأما بخصوص جملة " طيفك يداعب خيالي " المقولة في حق النبي صلى الله عليه وسلم فلم نر فيها ما يُنكر

وإن كان غيرها أحسن منها ، والبعد عنها أولى ، لئلا يختلط الأمر بكلام العشاق وأشباههم ، فهي أشبه بذلك ، وأقرب إليه .

وانظر في أقسام مدح الرسول صلى الله عليه وسلم جواب السؤال بعد القادم .

والله أعلم









قديم 2020-03-19, 19:00   رقم المشاركة : 134
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

هل يوصف الله تعالى بالمكر والخيانة والخداع ؟

السؤال

هل يوصف الله تعالى بالمكر والخداع والخيانة

كما في قوله تعالى : (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ)

وقوله

: ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ ) ؟.


الجواب


الحمد لله


صفات الله تعالى كلها صفات كمال ، دالة على أحسن المعاني وأكملها

قال الله تعالى : ( وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) النحل/60 .

وقال تعالى : (وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) الروم/27 .

ومعنى المثل الأعلى أي الوصف الأكمل .

قال السعدي في تفسيره (ص 718، 1065) :

"المثل الأعلى" هو كل صفة كمال اهـ .

والصفات ثلاثة أنواع :

الأول : صفات كمال ، لا نقص فيه بوجه من الوجوه . فهذه يوصف الله تعالى بها وصفاً مطلقاً ولا يقيد بشيء ، مثال ذلك : العلم ، والقدرة ، والسمع ، والبصر ، والرحمة . . . إلخ .

الثاني : صفات نقص ، لا كمال فيها ، فهذه لا يوصف الله تعالى بها أبداً ، كالنوم ، والعجز ، والظلم ، والخيانة . . إلخ .

الثالث : صفات يمكن أن تكون كمالاً ، ويمكن أن تكون نقصاً ، على حسب الحال التي تُذكر فيها .

فهذه لا يوصف الله تعالى بها على سبيل الإطلاق ، ولا تنفى عن الله تعالى على سبيل الإطلاق

بل يجب التفصيل ، ففي الحال التي تكون كمالاً يوصف الله تعالى بها ، وفي الحال التي تكون نقصاً لا يوصف الله تعالى بها. ومثال هذا : المكر ، والخديعة ، والاستهزاء .

فالمكر والخديعة والاستهزاء بالعدو صفة كمال ، لأن ذلك يدل على كمال العلم والقدرة والسلطان . . ونحو ذلك .

أما المكر بالمؤمنين الصادقين فهو صفة نقص .

ولذلك لم يرد وصف الله تعالى بهذه الصفات على سبيل الإطلاق ، وإنما ورد مقيداً بما يجعله كمالاً .

قال الله تعالى : (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ) النساء /142 . فهذا خداع بالمنافقين .

وقال : ( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ) الأنفال/30 . وهذا مكر بأعداء الله الذين كانوا يمكرون برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

وقال عن المنافقين : ( وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ * اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ) البقرة /14-15 . وهذا استهزاء بالمنافقين .

فهذه الصفات تعتبر كمالاً في هذا السياق الذي وردت فيه . ولهذا يقال : الله تعالى يستهزئ بالمنافقين

ويخادعهم ، ويمكر بأعدائه . . .

ونحو ذلك . ولا يجوز أن يوصف الله تعالى بالمكر والخادع وصفاً مطلقاً . لأنه حينئذٍ لا يكون كمالاً .

سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

هل يوصف الله بالمكر؟ وهل يسمى به ؟

فأجاب :

" لا يوصف الله تعالى بالمكر إلا مقيداً ، فلا يوصف الله تعالى به وصفاً مطلقاً

قال الله تعالى : ( أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ) الأعراف/99 .

ففي هذه الآية دليل على أن لله مكراً ، والمكر هو التوصل إلى إيقاع الخصم من حيث لا يشعر. ومنه جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري ( الحرب خدعة ) .

فإن قيل : كيف يوصف الله بالمكر مع أن ظاهره أنه مذموم ؟

قيل : إن المكر في محله محمود يدل على قوة الماكر، وأنه غالب على خصمه ولذلك لا يوصف الله به على الإطلاق

فلا يجوز أن تقول : "إن الله ماكر" وإنما تذكر هذه الصفة في مقام يكون مدحاً

مثل قوله تعالى : ( وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ) الأنفال /30 ، وقوله : ( وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ) النمل /50 .

ولا تنفى هذه الصفة عن الله على سبيل الإطلاق ، بل إنها في المقام الذي تكون مدحاً يوصف بها

وفي المقام الذي لا تكون فيه مدحاً لا يوصف بها. وكذلك لا يسمى الله به فلا يقال : إن من أسماء الله الماكر ، والمكر من الصفات الفعلية لأنها تتعلق بمشيئة الله سبحانه" اهـ .

"فتاوى الشيخ ابن عثيمين" (1/170).

وسئل أيضاً :

هل يوصف الله بالخيانة ؟

والخداع كما قال الله تعالى: ( يخادعون الله وهو خادعهم )؟

فأجاب :

" أما الخيانة فلا يوصف الله بها أبداً ، لأنها ذم بكل حال ، إذ إنها مكر في موضع الائتمان ، وهو مذموم

قال الله تعالى : ( وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) الأنفال /71

ولم يقل : فخانهم .

وأما الخداع فهو كالمكر يوصف الله تعالى به حين يكون مدحاً ، ولا يوصف به على سبيل الإطلاق

قال الله تعالى: ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ ) النساء /142 اهـ .

"فتاوى الشيخ ابن عثيمين" (1/171) .

والله أعلم .









قديم 2020-03-19, 19:04   رقم المشاركة : 135
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

حكم جعل مدح النبي صلى الله عليه وسلم تجارة

السؤال

ما حكم جعل مدح النبي صلى الله عليه وسلم تجارة ؟


الجواب

الحمد لله

"حكم هذا محرم، ويجب أن يعلم بأن المديح للنبي صلى الله عليه وسلم ينقسم إلى قسمين :

أحدهما : أن يكون مدحاً فيما يستحقه صلى الله عليه وسلم بدون أن يصل إلى درجة الغلو

فهذا لا بأس به ، أي : لا بأس أن يمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم بما هو أهله ، من الأوصاف الحميدة الكاملة في خلقه وهديه صلى الله عليه وسلم.

والقسم الثاني: من مديح الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يخرج بالمادح إلى الغلو الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم وقال : (لا تطروني كما أطرت النصارى المسيح ابن مريم ،

فإنما أنا عبد فقولوا : عبد الله ورسوله) . فمن مدح النبي صلى الله عليه وسلم بأنه غياث المستغيثين

ومجيب دعوة المضطرين، وأنه مالك الدنيا والآخرة، وأنه يعلم الغيب وما شابه ذلك من ألفاظ المديح فإن هذا القسم محرم

بل قد يصل إلى الشرك الأكبر المخرج من الملة، فلا يجوز أن يمدح الرسول، عليه الصلاة والسلام، بما يصل إلى درجة الغلو لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك.

ثم نرجع إلى اتخاذ المديح الجائز حرفة يكتسب بها الإنسان فنقول أيضاً :

إن هذا حرام ولا يجوز

لأن مدح الرسول صلى الله عليه وسلم بما يستحق وبما هو أهل له صلى الله عليه وسلم من مكارم الأخلاق والصفات الحميدة ، والهدي المستقيم مدحه بذلك من العبادة التي يتقرب بها إلى الله

وما كان عبادة فإنه لا يجوز أن يتخذ وسيلة إلى الدنيا

لقول الله تعالى : (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) هود/15، 16.

والله الهادي إلى سواء الصراط" انتهى .

"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (1/258) .









 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 15:40

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc