لكل من يبحث عن مرجع سأساعده - الصفحة 9 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجامعة و البحث العلمي > منتدى العلوم الإجتماعية و الانسانية > قسم البحوث العلمية والمذكرات

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

لكل من يبحث عن مرجع سأساعده

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-04-14, 20:28   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Nessrine34 مشاهدة المشاركة
أخي أنا في حاجة إلى بحث حول الحقوق العامة و الحقوق الخاصة
أنواع الحقوق في القانون المدني الجزائري :

1* الحقوق السياسية : هي التي تقرر للشخص لتمكين من أن يساهم في شؤون بلده , فهو عضو في دولة سياسية , أمثلة : حق الإنتخاب , حق الترشح , حق تولي الوظائف العامة مثال دستور 1996 .
- المادة 41 : حريات التعبير , إنشاء الجمعيات , و إجتماع مضمونة للمواطن .
- المادة 50 : لكل مواطن تتوفرفيه الشروط القانونية أن ينتخب و ينتخب .
- المادة 51 : يتساوى جميع المواطنين في تقلد مهام و الوظائف في الدولة دون أي شرط ....

2* الحقوق المدنية : تنشأ بين الأفراد في علاقة بعضهم بالبعض أو بين الأفراد و الدولة أو إحدى مؤسساتها , و ينقسم إلى حقوق عامة و حقوق خاصة .
أ/ الحقوق العامة : مجموعة القيم التي تثبت للإنسان بإعتبارها مقومات لشخصيته .
فهي بمثابة الحقوق التي تكفل للشخص حماية شخصيته في مظاهرها المختلفة , كحق الحياة , و حق سلامة جسمه و حقه في الحرية , حق صيانة العرض و الشرف ...
و قد سميت الحقوق هذه بالحقوق العامة لكونها تثبت للناس كافة , فلا يختص بها شخص دون أخر . و سميت شخصية لأنها تعود على مقومات شخصيته . و سميت بحقوق الطبيعية أو بحقوق إنسانية لأنها حقوق تفرضها الطبيعة البشرية .
أمثلة : دستور 1996 المادة 34 : لا تضمن الدولة عدم إنتهاك حرمة الإنسان ...
المادة 35 : يعاقب القانون على المخالفات المرتكبة ضد الحقوق و الحريات ...
مثال : حرية الإنتقال و حرية العمل , حرية التعاقد , حرية الزواج , حرية المسكن .
الفرق بين الحقوق العامة و الحقوق الخاصة :
- الحقوق العامة ثبت لكافة الناس على قدر المساواة بينهم .
- و الحقوق الخاصة تثبت لفئة معينة فقط .
*/ الحقوق الخاصة :
جانب من الحقوق المدنية تقريرها و تحميها خوص القانون الخاص بفروعه فهي قدرات قانونية يخولها القانون للأفراد , تختلف من شخص إلى أخر حسب الحالة الشخصية أو الحالة المدنية لكل فرد على حدى , و قد تتحكم فيها أحيانا الروابط القرابة أو المصاهرة بين العائلات / الحقوق العائلية / . و هناك حقوق مالية تتعلق بالمال .
1- الحقوق الشخصية : فالحق الشخصي محله , عمل . كما في حقه القرض قبل المقترض . و الحق الشخصي هو قدرة أو إمكانية مقررة قانونا على شخص أخر يكون ملزما بالقيام بعمل أو الإمتناع عن عمل أو إعطاء شيء ما . و سمي حق شخصي لأنه يمثل في علاقة بين شخصين / الإلتزام / .
2- الحقوق المعنوية : هي قدرة يقرها و يحميها القانون شخص على إنتاجه الفكري أو الذهني أو الأدبي أو الفني .مثال : حقوق التأليف لمؤلفي الكتب و حقوق الفنانين في مختلف المجالات الفنية , حقوق الإختراع
الحقوق المعنوية تقترب من حق الملكية لكنها لا تنصب على الماديات .

- الحقوق العينية : الحق العيني هو الحق الذي يرد على شيء مادي و يخول صاحبه سلطة مباشرة على هذا الشيء . فيكون لصاحبه حق إستعماله دون حاجة إلى تدخل شخص . و عناصر الحق العيني ثلاثة : * * الشخص صاحب الحق
* الشيء موضوع الحق : يجب أن يكون شيئا ماديا معينا بذاته و لا يكفي أن يكون محددا بنوعه أو مقداره
* سلطة موضوع الحق : أن يستعمل هذا الشيء و يتصرف فيه في حدود القانون . فهو حق دائم ما عدا حق الإنتفاع و حق السكن و حق الإستعمال فهي حقوق مؤقتة كما في المادة 852 ق المدني و 857 ق المدني : و لصاحب الحق العيني أن يتنازل بإرادته دون أن يكون ذلك بإرادة غيره .

و تنقسم الحقوق العينية إلى أصلية و تبعية :
- حقوق العينية الأصلية : هي تلك الحقوق التي تقوم بذاتها مستقلة , بحيث لا تستند في وجودها إلى حق أخر تتبعه . و قد نظمها القانون المدني الجزائري في المواد 674-881 من قانون المدني : حق الإنتقاء , حق الإستعمال , حق السكن , حقوق الإرتفاق على سبيل الحصر على سبيل المثال : الملكية لها ثلاث عناصر : الإستغلال , الإستعمال , التصرف .
- الملكية : هو أوسع الحقوق العينية نطاقا , لأنه يخول صاحبه سلطة كاملة على الشيء , كما نصت المادة 802 من القانون المدني الجزائري .
- الإستعمال : هو الإفادة من الشيء مباشرة بحسب طبيعته بإستعمال دار السكن و الأرض , الزراعة .
- الإستغلال : هو حق في الحصول على غلة الشيء أو مردوده عبارة عن إفادة من الشيء غير مباشرة .
السكن بتأجيرها و الأرض بالحصول على ثمارها ....
- التصرف : التصرف في خصوص سلطة الملك على الشيء الذي يملكه و يشمل نوعين من التصرفات .
1/ التصرف المادي في الشيء : الأعمال تؤدي إلى إستهلاك أو إنعدامه أو التغيير فيه كهدم المنزل أو التغيير فيه . كهدم المنزل أو إحداث تغيير فيه .
2/ التصرف القانوني في الحق : الأعمال القانونية تؤدي إلى زوال الحق , نقل ملكية الشيء إلى شخص أخر أو تزيين حق عيني أخر عليه للغير .
ب/ خصائص حق الملكية : يمتاز بمايلي :
أ/ حق عيني : أهم الحقوق العينية , و إما أن يكون حقا عينيا منقولا أو حقا عينيا عقاريا .
ب/ حق جامع : يخال جميع المزايا لصاحبه و يتصرف فيه كما يشاء .
ج/ حق دائم : حق الملكية يدوم بدوام الشيء .
د/ حق مانع : للمالك أن يستفيد من مزايا ما يملكه و أن يمنع غيره منها .
*/ أنواع الملكية :
- الملكية المفرزة : مثل ملك سيارة .
- الملكية الشائعة : الشيء غير محدد بذاته .
- الملكية الطبقات : ملك الشقق و السكنات .
- الملكية المشتركة : 743 من القانون المدني : الحالة القانونية التي يكون عليها العقار المبني أو مجموعة العقارات المبنية و التي تكون ملكيتها مقسمة بين عدة أشخاص تشتمل كل واحدة منها على جزء خاص و نصبت في الأفراد المشتركة .
*/ الحقوق المتفرعة عن حق الملكية :
- الحقوق العينية التي يقتطع بعض سلطات الملكية لحساب شخص أخر المالك و هي حق الإنتفاع , حق الإستعمال ,حق السكن , حق الإرتفاق .
* حق الإنتفاع : حق يخول المنتفع إستعمال شيء مملوك لغيره و إستغلاله , و يثبت للمنتفع عنصران من عناصر الملكية , و هي الإستعمال و الإستغلال , أما التصرف في الشيء فيبقى للمالك الذي ينقال له في هذه الحالة ملك الرقبة مثل 852 ق .م : كما ينتهي بهلاك الشيء : 844-853 من ق.م : كما ينتهي أيضا بعدم إستعماله لمدة 15 سنة . المادة 854 التقادم المسقط .
المادة 849 ق . م : حق الإنتفاع مؤقت على خلاف حق الملكية و يزول حتما بأخذ للأسباب الأتية :
1- إنقضاء المدة المحددة له إذا كانت قد حددت .
2- وفاة المنتفع .
3- ترك المنتفع لحقه .
4- لعدم إستعمال المنتفع لحقه مدة 15 سنة / التقادم المسقط / .
5- هلاك الشيء الوارد عليه حق الإنتفاع .
حق الإستعمال و حق السكن :
هو حق عيني يتقرر لشخص على شيء مملوك لغيره و يخول لصاحب هذا الحق حق إستعمال الشيء لنفسه و لأسرته فهو فرع من حق الإنتفاع .
مادة 855 ق م : إستعمال السكن بقدر ما يحتاج إليه صاحب الحق و أسرته و ذلك بدون الإخلال بالأحكام التي يقررها السند الشيء للحق .
- حق الإرتفاق :تعرف المادة 867 من ق.م ج : الإرتفاق حق يجعل حدا لمنفعة عقارا لفائدة عقار أخر لشخص أخر و يجوز أن يترتب الإرتفاق على مال إذا كان لا يتعارض مع الإستعمال الذي خصص له هذا المال .
- * و يكتسب حق الإرتفاق بمقتضى القانون كما قد يكسب بالعقد و الوصية بالميراث و بالتقادم إلا أنه لا يكتسب بالتقادم إلا الإرتفاقات الظاهرة و المستثمرة .
م 868 من ق. م : مثال : الأرض المحبوسة عن الطريق العمومي و ينتقل بالميراث .
- حق يكتسب بعقد و ينتقل بالميراث .
- حق مرور الماء / مجرة الماء/ للأرض ظاهرة و يكون في مصر واحد مستمر للإكتساب بالتقادم / مدة 15 سنة /.
و قد يكون حق الإرتفاق إيجابيا يقوم به مالك العقار المرتفق في العقار . كما في الإرتفاق بالمرور أو بالمطل أو المجرى قد يكون عملا سلبيا على مالك العقار المرتفق به الإمتناع على القيام بأعمال معينة .
*/ شروط الإرتفاق :
1- يجب أن تكون العلاقة بين العقارين مرتفق و عقار مرتفق به .
2- يجب أن يكون العقارين مملوكين لشخصين مختلفين .
3- يجب أن يكون العقارين التكليف على العقار المرتفق به ذاته فلا يجوز أن حق الإرتفاق إلتزاما لشخصين مفروضا على مالك العقار مرتفق به .
4- يجب أن يكون التكليف في مصلحة عقار و ليس لفائدة شخص .
* إنتهاء حق الإرتفاق :
ينتهي حق الإرتفاق بالأسباب التالية :
1- بإنتهاء الأجل المحدد له المادة 878 م .
2- بهلاك العقار المرتفق نهائيا المادة 878 .
3- بإجتماع العقار المرتفق به : العقار المرتفق به في يد مالك واحد المادة 878 م .
4- ينتهي حق الإرتفاق بعد إستعماله مدة 10 سنوات / سقط بالتقادم / المادة 879 م .
5- إذا فقد حق الإرتفاق كل منفعة للعقار المرتفق المادة 881 مدني .
6- كما نصت عليه المادة 880 مدني : ينتهي حق الإرتفاق إذا تغير وضع الأشياء بحيث تصبح في حالة لا يمكن فيها إستعمال هذا الحق و يعود إذا عادت الأشياء إلى وضع يمكن معه إستعمال الحق .

* الحقوق العينة التبعية :
الحقوق العينية التبعية هي الحقوق التي لا توجد مستقلة بذاتها و إنما تكون تابعة لحق شخص تضمن الوفاء به. و لهذا سميت بالتأمينات العينية , و تختلف الحقوق العينية التبعية بإختلاف القوانين .
فإذا لم يقيم المدين بتنفيذ إلتزامه إستطاع الدائن إجباره على ذلك , أي أن الدائن يحرك عنصر المسؤولية في الإلتزام و ذلك برفع دعوى لإجبار المدين على تنفيذه , و في هذا الصدد تنص المادة 164 مدني على أنه " يجبر المدين بعد إعذاره ... على تنفيذ إلتزامه تنفيذا عينيا متى كان ذلك ممكنا .
و التنفيذ على أموال المدين تحكمه قاعدة عامة و هي أن كل أموال المدين ضامته للوفاء بديونه ,و أن الدائنين متساوون في الضمان و هذا ما يعرف بالضمان العام , و هو ما نصت عليه المادة 188 مدني
بقولها :" أموال المدين جميعها ضامنة لوفاء ديونه .
-1- الرهـن الرسمي l’hypothèque : نصت المادة 882 من القانون المدني على :
" الرهن الرسمي عقد يكسب به الدائن حقا عينيا على عقار لوفاء دينه , يكون له بمقتضاه أن يتقدم على الدائنين التاليين له في المرتبة في إستيفاء حقه من ثمن ذلك العقار في أي يد كان ".
فالرهن التأميني : هو تأمين عيني لا يتخلى فيه المالك على حيازة العقار المرهون , فهو رهن طليق , و يخول الدائن عند حلول أجل الإستحقاق حق توقيع الحجز على ذلك العقار و بيعه و هو في حيازة أي شخص كان و أن يوفي حقه بالأفضلية من الثمن و كقاعدة عامة لا يرد الرهن الرسمي إلا على العقارات و هذا ما نصت عليه المادة 886/1 بقولها :" لا يجوز أن ينعقد الرهن إلا على عقار ما لم يوجد نص يقضي بغير ذلك
و إستثناءا يرد الرهن الرسمي على بعض المنقولات التي يمكن شهرها كالسفينة .
و قد يكون العقار المرهون مملوكا للمدين نفسه أو مملوكا للغير إذ تنص المادة 884/1 على أنه : " يجوز أن يكون الراهن هو المدين نفسه أو شخصا أخر يقدم رهنا لمصلحة المدين ".
*/ خصائص الرهن التأميني :
* حق عيني
* حق عيني تبعي , ينشأ تبعا لحق أصلي , ضمانا له .
* حق عيني تبعي لا يرد إلا على عقار .
* حق عيني تبعي غير قابل للتجزئة .
*/ الرهن الحيازي : ( ق . الفرنسي ) : nantissement
- على منقول : gage
- على العقار :antichrèse
نصت المادة 948 من القانون المدني على :
" الرهن الحيازي عقد يلتزم به شخص ضمانا لدين عليه أو على غيره , أن يسلم إلى الدائن أو إلى أجنبي يعينه المتعاقدون , شيئا يرتب عليه للدائن حقا عينيا يخوله حبس الشيء إلى أن يستوفي الدين و أن يتقدم الدائنين العاديين و الدائنين التاليين له في المرتبة في أن يتقاضى حقه من ثمن هذا الشيء في أي يد يكون ".
و يرد الرهن الحيازي إما على عقار le nantissement أو على منقول le gage و لقد نصت المادة 949 على أنه :" لا يكون محلا للرهن الحيازي إلا ما يمكن بيعه إستقلالا بالمزاد العلني من منقول أو عقار ".
و يتميز الرهن الحيازي أساسا بإنتقال الحيازة من الراهن إلى المرتهن أو إلى غير يعينه المتعاقدان , أي أن الرهن الحيازي يلزم الراهن بأن يسلم العقار أو المنقول المرهون إلى الدائن أو إلى الشخص الذي يعينه المتعاقدان لتسليمه .".
و يخول الرهن الحيازي للدائن المرتهن حبس الشيء المرهون إلى حين إستيفاء حقه , و في هذا الصدد تنص المادة 962 مدني على أنه :" يخول الرهن الدائن المرتهن الحق في حبس الشيء المرهون عن الناس كافة ....".
و يبقى الدائن المرتهن حابسا للشيء المرهون فإذا وفى المدين الدين , وجب على الدائن المرتهن رد الشيء المرهون إلى مالكه ( المدين ) و هذا ما نصت عليه المادة 959 مدني بقولها :" يجب على الدائن أن يرد الشيء المرهون إلى الراهن بعد إستيفاء كامل حقه و ما يتصل بالحق من ملحقات و مصاريف و تعويضات "

*/ حق التخصيص : droit d’affectation :
نصت المادة 937 القانون المدني : " يجوز لكل دائن بيده حكم واجب التنفيذ صادر في أصل الدعوى يلزم المدين بشيء معين , أن يحصل على حق تخصيص بعقارات مدينه ضمانا لأصل الدين و المصاريف .
و لا يجوز للدائن بعد موت المدين أخذ تخصيص على عقار في التركة ."
هو حق عيني تبعي , يتقرر للدائن على عقار أو أكثر من عقارات المدين , بمقتضى حكم واجب التنفيذ صادر بإلزام المدين بالدين فمصدر حق الرهن الرسمي هو العقد بينما مصدر حق الإختصاص هو أمر قضائي .
و يتقرر حق التخصيص بحكم من رئيس المحكمة التي يقع في دائرة إختصاصها العقار أو العقارات بناء على عريضة يتقدم بها طالب التخصيص ( المادة 937 ) و على رئيس المحكمة أن يراعي مقدار الدين و قيمة العقارات .
و يرد على العقارات المملوكة للمدين دون المنقولات إذ تنص المادة 940 على أنه : " لا يجوز أخذ حق التخصيص إلا على عقار أو عقارات معينة مملوكة للمدين وقت قيد هذا الحق , و جائز بيعها بالمزاد العلني ."
*/ حقوق الإمتياز : privilege :
نصت المادة 982 من القانون المدني :
" الإمتياز أولوية يقررها القانون لدين معين مراعاة منه لصفته , و لا يكون للدين إمتياز إلا بمقتضى نص قانوني ".
و قد ترد حقوق الإمتياز على جميع أموال المدين و تسمى بحقوق الإمتياز العامة .
و هذا ما نصت عليه المادة 984 :" ترد حقوق الإمتياز العامة على جميع أموال المدين من منقول و عقار ..." كإمتياز الأجرة المستحقة للخدم و النفقة المستحقة للأقارب عن 6 الأشهر الأخيرة , و هذا ما نصت عليه المادة 993 .
و حقوق الأمتياز العامة تخول للدائن صاحب حق الإمتياز إستيفاء حقه بالأولوية من أموال المدين وقت التنفي= عقارات كانت أو منقولات .
أما حقوق الإمتياز الخاصة فإنها ترد على عقار أو على منقول معين , و تنص المادة 984 على مايلي :".... أما حقوق الإمتياز الخاصة فتكون مقصورة على منقول أو عقار معين ."
و من الإمتيازات الخاصة الواردة على المنقول إمتياز صاحب الفندق على المنقولات المملوكة للنزيل و هذا ما نصت عليه المادة 986 :" المبالغ المستحقة لصاحب الفندق في ذمة النزيل عن أجرة الإقامة ... يكون لها الإمتياز على الأمتعة التي أحضرها النزيل إلى الفندق أو ملحقاته ."
و من حقوق الإمتياز الخاصة الواردة على عقار , إمتياز بائع العقار (1) على العقار المبيع و هذا ما نصت عليه المادة 999 بقولها :" ما يستحق لبائع العقار من الثمن و ملحقاته يكون له إمتياز على العقار المبيع ."
و كذلك إمتياز المقاولين و المهندسين المعماريين الذين قاموا بتشييد البناء وهذا ما نصت عليه المادة 1000 .
و تتميز هذه الإمتيازات الخاصة بأنها حقوق عينية تمنح لصاحبها حق التقدم على ثمن المال التي تقررت عليه , و ملرتبة التقدم يحددها القانون .
و من أهم الإمتيازات :
- المصروفات القضائية .
- إمتياز المبالغ المستحقة للخزانة العامة .
- إمتياز الأجر و ثمن الأمكل و الملبس و النفقة .
https://www.startimes.com/f.aspx?t=8641584








 


رد مع اقتباس
قديم 2012-04-14, 20:32   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Nessrine34 مشاهدة المشاركة
أخي أنا في حاجة إلى بحث حول الحقوق العامة و الحقوق الخاصة
نظريــــــة الــــــحــق



الحـــقـــوق المدنيـــة الخاصـــة

1 - الحقوق العائلية
2 - تعريف الحقوق العائلية
3 - خصائص الحقوق العائلية

الحـــقــــوق المــــاليــــــة

1 - الحقوق الشخصية
2 - تعريف الحقوق الشخصية
3 - خصائص الحقوق الشخصية

الحـــقــــوق العــــينيـــــة
1 - تعريف الحق العيني
2 - أقسام الحق العيني
أ - حقوق عينية أصلية
ب - حقوق عينية تبعية

الحـــقــــــوق المعنـــويـــة
1 - تعريف الحقوق المعنوية
2 - طبيعة حق المؤلف و مضمونه
- الحق الأدبي
- الحق المالي

المقدمة :
لم يتفق الفقهاء على تعريف الحق فعرفه البعض بأنه قدرة أو سلطة إرادية
مخولة للشخص ( نظرية الإرادة أو النظرية الشحصية ) و عرفه البعض بأنه
مصلحة يحميها القانون و يؤخذ على النظرية الأولى قصرها للحق إلى من تتوافر
لديهم الإرادة بينما نجد واقعيا الحق ثبت أيضا لعديم الإرادة كالمجنون أو
ناقصـها.و يؤخذ على نظرية المصلحة بأنه تعرف الحق إنطلاقا من غايته
متجاهلا جوهر الحق . ثم جاءت النظرية المختلطة فجعلت الحق سلطة إرادية
تثبت للشخص تحقيقا لمصلحة يحميها القانون . إذ عرف لبفقيه البلجيكي" DABIN
" بأنه استئتار الشخص بقيمة معينة أو شيئ معين عن طريق التسلط على تلك
القيمة أو الشيئ ، و إذا كان هذا التعريف أقرب إلى الصواب إلا أنه يتجاهل
عنصر الحماية القانونية . و لهذا فإن التعريف المناسب هو : سلطة يمنحها
الشخص على شخص آخر أو على شيئ معين مع توفير الحماية القانونية لهذه
السلطة .
و تنقسم الحقوق بصفة عامة إلى حقوق سياسية و حقوق مدنية ،
أما الحقوق التي يتمتع بها المواطن دون الأجانب و الجنسية هي معيار ثبوت
تلك الحقوق و من الحقوق السياسية ، حق الإنتخاب مع توفر شرط السن القانوني
، و حق الترشح ، و يقابل هذه الحقوق واجبات كواجب الخدمة الوطنية و الدفاع
عن الوطن
و الولاء له .
أما الحقوق المدنية ، وهي حقوق يتمتع
بها الفرد كإنسان ، و يستوي في ذلك أن يكون وطنيا أو أجنبيا . تنقسم
الحقوق المدنية إلى حقوق عامة و حقوق خاصة ، فالحقوق العامة ثبت لكل النلس
بغض النضر عن إنتمائهم إلى وطن أو دولة و مثاله حق الحياة و غيرها من
الحقوق .
أمّا الحقوق الخاصة فإنها لا تثبت لكافة النلس بالمساومة و
إنما يوجد تفاوت في بعض الحقوق بين الأفراد بحسب الحالة الشخصية و المدنية
و تنقسم الحقوق الخاصة إلى عائلية و حقوق مالية . و تنقسم إلى عينية ،
شخصية معنوية .
تعريف الحقوق الخاصة:
الحقوق الخاصة هي
حقوق تتعلق بعلاقات يحكمها القانون الخاص و منها ما بنيت للشخص باعتباره
عضوا في الأسرة فتسمى حقوق الأسرة كما قد نثبت له حقوق باعتباره مالكا
لشيئ مادي و تسمى حقوق عينية المتفرعة عن حق الملكية .
كما قد تكون
للدائن في مواجهة مدينه سلطة يقرها القانون و يسمى هذا الحق شخصيا ، كما
قد يكون حق الشخص واردا على شيئ غير مادي و هذا الحق هو حق دهني و فيما
يلي نتناول جميع هذه الحقوق
و الحقوق الخاصة تنقسم إلى حقوق الأسرة و الحقوق المالية .
تعريف حقوق الأسرة:
و يقصد بحقوق الأسرة تلك التي تثبت للشخص باعتباره عضوا في أسرة معينة
سواء كان ذلك بسبب الزواج أم النسب و من أمثلتها حق الزوج في طاعة زوجتة و
حق الأب في تأديب ولده و حق الإرث و حق النفقة و تعتبر حقوق الأسرة من
مسائل الأحوال الشخصية و قد رأينا الشرائع الدينية و القانين الخاصة التي
صدرت في هذا الشأن هي التي تقوم بالتكفل بهذا .
خصائص حقوق الأسرة:
الكثرة الغالبة من حقوق الأسرة حقوق غير مالية منها و القليل هو حقوق
مالية كالحق في النفقة الحق و في الإرث و سواء بالنسبة إلى هذه الطائفة أو
تلك فإن الحقوق الأسرية جميعها يتميز بأن لها من طابع أدبي يرجع إلى رابطة
القرابة التي تجمع بين أعضاء الأسرة فحتى الحقوق المالية في هذا النطاق
تستند إلى أساس أدبي يقوم على هذه القرابة و تتميز كذلك بانها تنطوي في
الوقت ذاته على الواجبات نحو أعضاء الاسرة الآخرين فسلطة الأب على ولده
تعطيه حق تأديبه و تربيته و توجيهه على أن يقوم بواجب التأديب .
إن
هذا الحق توجد من ورائه مصلحة لأصحابها غير أن وجود مصلحة من ورائها كذلك
لأعضاء الأسرة الآخرين يجعل لهم الحق في غقتضاء مضمونها .
الحقـــــوق المــاليــــة
تعريف الحق المالي :
يقصد بإصلاح الذمة المالية في الفقه السائد التعبير عن مجموع ما للشخص و ما عليه من حقوق
و إلتزامات مالية و بذلك تتكون الذمة من جانب إيجابي ( L’ACTIF ) مجموع حقوق الشخص المالية
و جانب سلبي (LE PASSIF ) هو مجموع إلتزامات الشخص المالية و يقدر ما تزيد إلتزاماته المالية على حقوق تعتبر ذمته مدينة .
و الذمة المالية لا تتكون في جانبيها الإيجابي ة السلبي إلا من حقوق الشخص
و إلتزاماته المالية وحدها فلا يدخل في الجانب الإيجابي للذمة المالية أي
حق غير مال للشخص و لا في الجانب السلبي لها أي واجب غير مالي عليه .
و الحقوق الملية هي التي يمكن أن تقوم محل الحق فيها بالنقود فهي تكون
جانب الإيجابي في ذمة الشخص المالية، و ترمي هذه الحقوق إلى حصول صاحبها
على فائدة مادية . فالناحية الإقتصادية فيها محل الإعتبار الأول . و هي
لذلك تختلف عن جميع الحقوق الأخرى في أنها بحسب الأصل يجوز التصرف فيها و
يرد التقادم عليها و تنتقل ورثة صاحبها بعد وفاته .
و هذه الحقوق هي
أنواع ثلاثة : حقوق شخصية ، و حقوق عينية ، و حقوق معنوية و يقوم هذا
التسليم على أساس طبيعة محل الحق الشخصي بمحل عمل كما في حق المقترض قبل
المفترض و الحق العيني محل شيئ مادي كما في الملكية و الحق المعنوي محله
شيئ معنوي أو غير مادي كما في المؤلف .

الحقوق المالية
الحق الشخضي:
تعريف الحق الشخصي:
الحقوق الشخصية ( DROITS PERSONNELS ) هو القدرة أو إمكانية مقررة لشخص
على شخص آخر يكون ملتزما بالقيام يعمل أو الإمتناع عن إعطاء شيئ كما
عرفناه . و هو يعبر عن صاحب الحق أحيانا بالدائن أو الملتزم إن جمهوز
الفقهاء المحدثين إلى الإعتراف بكيان مستقل لطائفة معينة الحقوق يطلقون
عليها إسم حقوق شخصية . و يقصدون بها الدلالة على تلك الحقوق التي تنصب
على مقومات و عناصر الشصية في مظاهرها المختلفة بحيث تعبر بها للشخص و
حمايتها أساسا من إعتداء الأفراد أو الأشخاص الآخرين .
أولا : حق الشخصية في إحترام كيانه :
نجد في طليعة هذه الحقوق في الحياة ( Droit à la vie ) و الحق في السلامة البدنية أو الجسمية
https://qanouni.blogspot.com/2010/03/blog-post_12.html









رد مع اقتباس
قديم 2012-04-14, 21:13   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Nessrine34 مشاهدة المشاركة
أخي أنا في حاجة إلى بحث حول الحقوق العامة و الحقوق الخاصة
لحقوق العامة و الخاصة في المجتمع
رسالة التقريب - العدد 7
فقه
السيد مصطفى محقق داماد
1417

لكلمة "الحقوق" في الإصلاح العلمي معنيان:
أولا: تطلق على مجموع القرارات والقوانين الحقوقية الجارية على أفراد البشر من حيث أنهم يعيشون في مجتمع واحد. بعبارة أخرى "الحقوق" بهذا المعنى هي، "مجموعة القوانين الجارية على علاقات آحاد المجتمع السياسي" ويطلق عليه "الحقوق العامة" أو "الحقوق الموضوعية" أو "الحقوق المدنية" مثل قوانين الجمهورية الإسلاميّة في إيران أو قوانين فرنسا أو غيرها.
ثانيا: "الحقوق" بمعناها الثاني عبارة عن:
القدرات والقابليات الخاصة المعطاة من قبل الشارع المقدس لبعض "الأفراد" للاستفادة منها في العلاقات الفردية والاجتماعية أو في القضايا المادية وغيرها.
بعبارة أخرى "الحقوق" في المصطلح الثاني هو جمع "الحق".
"والحق" يعني، القدرة أو السلطة المعترف بها في الحقوق المدنية والتي يستند بها في المجالات الاجتماعية والمادية.
بعبارة أخرى "الحق" هو القدرة المادية أو المعنوية للإنسان بالنسبة
للآخرين أو بالنسبة لأموالهم طبقا للقانون.
كما أن قدرة صاحب الملك، هي قدرة مادية وقدرة الدائن على المديون هي قدرة معنوية وقدرة المؤجر على المستأجر وعلى المؤجر هي القدرة على المال وعلى الإنسان الآخر هذه القدرة بعبارة أخرى في المجال الأول، هي وصف للقدرة المادية وفي المجال الثاني تعبير عن القدرة المعنوية.
كلمة "الحقوق" بالمعنى الثاني المصطلح هي الحقوق بالمعنى الأخص وبهذا المعنى تتسم بالآثار التالية:
أ - قابلية الإسقاط، كما يسقط الدين عن ذمة المديون بإسقاطه من قبل الدائن.
ب قابلية الإعطاء، كما يعطي صاحب الحق حقه الشرعي أو القانوني للآخرين بإرادته، ومثاله إعطاء حق الاستفادة من البيت مثلا للمستأجرين من قبل المؤجر نفسه.
ج - قابلية الانتقال، أي أن الحق بهذا المعنى يمكن انتقاله بدون إرادة وموافقة صاحب الحق، مثل الانتقال القهري لأموال المتوفى لورثته.
أقسام الحقوق
لقد صنفوا علم الحقوق بمعناه الأولي ولأجل التبسيط في المطالعة إلى طبقات مختلفة، فقد قسموه من حيث المباني والجهات المتعددة إلى عدة أقسام:
الحقوق الداخلية، أو حقوق الشعب.
الحقوق الخارجية أو الدولية.
الحقوق العامة.
الحقوق الخاصة.
والمراد من الحقوق الداخلية هي مجموعة من القواعد التي يحكم على دولة معينة، وهي ما يعبر عنها بالعلاقات، وهي مالم يكن فيها أي عنصر خارجي.
وما يقابل هذه الحقوق الخارجية أو الدولية، وتطلق على القواعد التي تنظم العلاقات بين الدول وبين شعوبها، والمؤسسات العالمية، وليست سلطة هذه الحقوق محدودة بدولة معينة أو شعب معين، ويقصد الحقوقيون بها العلاقات التي يتدخل فيها العنصر الخارجي وغير الوطني.
والمراد من الحقوق العامة القواعد التي تحكم علاقات الدولة ورجالها مع الناس وتنظم مؤسسات الدولة.
والمراد من الحقوق الخاصة في هذه النظرة مجموع القواعد التي تحكم علاقات الأفراد، وبعبارة ثانية فإن جميع القوانين التي تختص بالقوى الثلاث وكيفية سلطة الدولة والمنظمات العامة مشمولة للحقوق العامة، والأصول والقواعد التي تنظم علاقات العائلة والأنشطة التجارية وواجبات الأفراد تجاه بعضهم البعض تعتبر من القواعد الحقوقية الخاصة.
الحقوق العامة والخاصة:
الحقوق العامة - كما قلنا - هي القواعد الحاكمة على علاقات الدولة ورجالها مع الناس، والحقوق الخاصة تطلق على الأنظمة الحاكمة على العلاقات العائلية والواجبات الفردية والأنشطة التجارية بين الأفراد وأبناء البلد في مجتمع ما.
وبالرغم من ادعاء البعض أن أسس المفاهيم الحقوقية العامة والخاصة أصلها من الغرب، وأن النظم الحقوقية الإسلاميّة غريبة من ذلك، بالرغم من ذلك فإنه يجب القول أن هذا الادعاء غير صحيح، وإن هذه المفاهيم موجودة في النظم الحقوقية الإسلاميّة منذ القدم فقد كان الفقهاء المسلمون يذكرون هذه المفاهيم بعبارات وألفاظ متعددة، فإنه من المتعارف عند الفقهاء أن يذكروا بدلا من الحقوق العامة بالمعنى الاصطلاحي الحق العام أو حق الشارع أي حق واضع القانون، وذلك كما هو موجود في الفقه الحنفي فعندما يطلق الزوج زوجته طلاقا خلعياً بشرط إسقاط حق سكنى الزوجة ونفقتها فإنهم يقولون إن اشتراط عدم
النفقة صحيح، ويقع الطلاق الخلعي صحيحاً، ولكن الزوجة يبقى لها حق السكنى، وأن هذا الحق لا يسقط بإسقاطها، والسبب في ذلك أن النفقة حق الزوجة الخاص وهو قابل للإسقاط، وأما السكنى فهو حق الشارع وغير قابل للإسقاط [2]
تأثير التحولات الاجتماعية في مفهوم الحقوق العامة والخاصة:
إننا نرى من جهة أن أكثر الحقوق الناظرة إلى العلاقات الفردية والعائلية والمعاملات بين أفراد المجتمع مستندة إلى إرادة الأفراد، وهي ناتجة عن الأعمال الحقوقية المتبادلة بين طرفين، ونحن نرى أن هذه العقود والإيقاعات كلها تعتبر من أهم الأسباب القانونية والشرعية التي توحد الحقوق والمسؤوليات.
ومن جهة ثانية فإنه لأجل وجود التعقيدات والصعوبات الخاصة التي تزداد يوما بعد يوم بحسب رقي واتساع العلاقات على الأصعدة المختلفة من اقتصادية وصناعية وثقافية واجتماعية وسياسية موجودة في المجتمعات البشرية لأجل ذلك نرى أنّه من الضروري أن تتدخل القوى العامة ومؤسسات الدولة وتكون مشرفة أكثر على تنظيم العلاقات الخاصة للمواطنين وتقتضي أن الإرادة الحقوقية للمجتمع عندما تريد تنظيم المجتمع وعناية حقوق طبقات الشعب الاجتماعية والحد من توسعة الإرادة الفردية في المجتمع تقتضي إيجاد قوانين وضوابط وأحكاماً ثانوية وظروفاً معينة، بل تقتضي التغيير في ماهية الحقوق الاجتماعية، فإن هناك كثيرا من الحقوق الفردية التي كانت فيما سبق تعتبر فردية محضة، سوف تخرج بوضع الضوابط عن الإرادة الفردية، أو إمكان التراضي الاختياري بين الطرفين محدودا.
ومن جهة ثالثة: فإن كثرة وظائف الدولة في المجتمع تجعل مؤسسات الدولة الملزمة بممارسة الأعمال الاقتصادية والحقوقية تمارسها بنحو سيء، ولأجل ذلك
فإنه من الملاحظ أن المفاهيم الحقوقية الخاصة والعامة بالنحو الذي جاء في التعريف المتقدم تبدلت عن ماهيتها الثابتة بشكل مستمر، تبعا لضرورة إرادة المجتمع وفرض حفظ النظام العام فيه، ولأجل ذلك فإن الملاحظ اليوم أن هناك مفاهيم جديدة أصبحت تحكم بين علاقات القوى العامة في المجتمع وبين العلاقات الخاصة بالأفراد، بحيث أنّه يصعب تعيين القواعد السائدة فيما بينهم من جهة كونها مشمولة للقواعد الحقوقية العامة، أم أنها مشمولة للقواعد الحقوقية الخاصة وأحيانا لا يمكن تمييزها عن بعضها البعض.
والمعروف أنّه عندما يراد تمييز الحقوق العامة عن الحقوق الخاصة أن يقال: أن القواعد الحقوقية العامة فيها جانب أمري بحيث أن الأفراد لا يمكنهم أن يخلصوا منها بالتراضي والاتفاق فيما بينهم، في الوقت الذي تكون فيه الحقوق الخاصة مبنية على إرادة الأفراد، بحيث أنّه عندما يريد الطرفان أن ينقلا عهدا ما أو يسقطا حقا ما، يمكنهم ذلك بالتراضي والاتفاق ومن جانب واحد.
وقد قالوا بالإضافة إلى ذلك أن الهدف في الحقوق العامة هو حماية مصالح المجتمع، وأن الهدف من الحقوق الخاصة تأمين مصالح الأفراد.
والقدر المتيقن مما مضى هو أن المفاهيم الحقوقية الخاصة والعامة ليست ثابتة بل هي قابلة للتغيير كما هو المعروف من الحقوق الحاكمة على علاقات العامل ورب العمل، فأنه في الماضي كما كانت تتطلبه الظروف والأحوال في ذلك الزمن لم يكن مرتبطا بالأمور العامة للمجتمع ولا داخلا تحت إرادة الدولة العامة، بل كان يعتبر حقا فرديا خالصا ومن مصاديق النظم العرفانية غير العامة، وفي إطار التعاقد الخاص ويتحقق عنوانه الحقوقي الذي هو عقد الإيجار.
فإن العامل ورب العمل هما طرفا التعاقد الخاص ويجريانه بحرية تامة وبلا تدخل إرادة المجتمع العامة في ظروف التعاقد الخاص للعمل ولا في مدته وأجرته، فهما ينظمان علاقتهما الحقوقية كما يشاءان، ولكن بمرور الزمن وبروز أهمية وضرورة تدخل الدولة لتأمين مصالح وحقوق العمال، حيث أن الدول أخطرت للتدخل على اثر وجود التحولات الاجتماعية في اقتصاد المجتمع، وتشكيل ذلك
في تبعات مالية كبيرة والى تزلزل أسس النظام العام والخاص في اكثر الدول التي هي أعضاء في المجتمع الدولي، كلّ هذا دفع الدول للتدخل في الأمور وجعلها تبادر إلى وضع القوانين والنظم الخاصة لتأمين حقوق العمال وحذف الأسس التي تضر بالمنافع العامة للمجتمع وذلك عن طريق خلق ظروف خاصة في علاقات العامل ورب العمل، وأعطت هذا الحق الذي كان حقا خاصا طابعا عاما وأخرجته من كونه متمحضا في الإرادة الفردية للعمال وأرباب العمل، وجعلت اتفاقهما في تلك الأمور فاقدا للأثر، مثلاً: لا يمكن أن تحدد أجرة العامل بما دون الحدّ الأقل المعين مهما كانت الظروف، وكذلك لا يمكن الاتفاق على خصوصيات التأمين الضرورية للعمل وغيره.
وبعبارة مبسطة، فإن تعاقد العمل الذي كان يعتبر بالأمس من مصاديق الحقوق الخاصة المحضة، فإنه اليوم فقد ماهيته الخصوصية وأصبح يعتبر من ماهيات الحقوق العامة والأمر الآخر في هذا المجال هو قضية حقوق العائلة، فهذا لابد أن يبحث باعتبار أن هناك أحكاماً شرعية وقوانين خاصة تحكم عليها، كما إنه قد وجدت تغييرات اجتماعية أساسية حصلت في المجتمعات البشرية في عصر الصناعة والتقنية الحديثة، باعتبار هذا فإنه لابد من الاستشارة العلمية والفقهية في ذلك، فهل أن الحقوق الحاكمة على علاقات المرأة والرجل ونظام الأسرة الذي يعتبر الركن الأساسي المهم في الحياة الاجتماعية لكل مجتمع خاصة مائة بالمائة؟ وأن الطرفين يمكنهما عندما يرغبان بذلك وكذلك يمكنهما أن يبطلاها بأي نحو أرادا أيضاً، فهل أن الأسرة أساسا هي من الحقوق الخاصة؟ بمعنى أنها مرتبطة بإرادة هذين الشخصين، ولا يوجد أي شيء يحد من سلطة إرادتهما المطلقة عليها كما هو الحال في البيع والشراء، وإيجاد التعاقد الذي يوجده الطرفان؟ وهل أنّه لا يوجد أي أصل من الخارج يحكم عليها؟ وهل أنّه من وجهة نظر الحقوق الإسلاميّة كذلك أيضاً؟
لابد أن نرى أنّه من وجهة نظر القرآن والمصادر الحقوقية الإسلاميّة، ما هي علاقة حقوق الأسرة مع من ينفذ القانون ويدير المجتمع ويحكمه؟ والى أي حد
تتدخل الدولة في هذه القضية؟ والذي يظهر أن هذه القضية من القضايا التي إذا تأملنا فيها جيدا فإنها سوف تحل كثيراً من المسائل التي تطرح على الأقل كسؤال عن ماهية حقوق الأسر في الحقوق الإسلاميّة، وذلك لأنه توجد آيات في القرآن الكريم حول علاقات الرجل والمرأة حول تصادقهم مع بعضهم البعض من جهة وحول تفرقهم وطلاقهم من جهة ثانية، ولابد لنا أن نلتفت إلى كيفية تطبيق هذه الآيات وما هي الحقوق التي تفرضها للطرفين.
إحدى هذه الآيات وردت حول تعدد الزوجات والتي يقول القرآن الكريم فيها:؟ فأنكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع؟ ، (إلى أن يقول)؟ فإن خفتم إلاّ تعدلوا فواحدة؟ [3]، هذه الآية من تخاطب وكيف تفسر،؟ إن خفتم أن لا تعدلوا فواحدة؟ من تخاطب هل هي تخاطب الرجل أي أن الرجل؟ هو الذي يحدد أنّه يستطيع أن يعدل فإن القرآن الكريم وضمن ظروف خاصة سمح بالزواج من أكثر واحدة ولكنه في النهاية يقول: إن خفتم إلاّ تعدلوا فواحدة، فلابد أن يبحث أن؟ إن خفتم؟ من تخاطب، فهل هي خطاب لنفس الرجل، الرجل الطائش الذي يريد أن ينتخب زوجة جديدة والذي يملك حق تحديد أنّه يعدل ما هو الضمان على أنّه سوف يطبق قانون العدل هنا؟ فهل يعرف أن هذه الآية آية أخلاقية؟ فإذا قال القرآن أنكم يمكنكم أن تختاروا أربع نساء وتتزوجوا بهن وبعد ذلك يقول طبعا إذا خفتم عدم العدالة لا تأخذوا أكثر من زوجة واحدة، ويعطى حق تحديد وجود تلك العدالة للرجل وهل أن كلّ رجل هو صالح لهذا التحديد؟ ومن يستطيع أن يقول له انك على خطأ؟ وعند من سوف يثبت خطأه؟ أن جواب هذا الموضوع يرتبط بأن نعتبر أن حقوق الأسرة هو تعاقد خاص وهو ضمن الحقوق الخاصة أو إننا نجعله من الحقوق العامة أي أن جواب
سؤال من هو المخاطب "بأن خفتم" ومن هو الذي يحدّد ذلك؟ بحسب ما أراه أنّه موجود في نفس السؤال بالسؤال وهو أن تعاقد الزواج هل هو تعاقد خاص أم أنّه عام؟
والجواب هو: أنّه من الذي يحدد؟ إن خفتم؟ ومن يعنيه فإن الجواب موجود في السؤال.
والآية الثانية:؟ وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها؟ [4] ليحكموا بينهما ولينظروا هل أن هذا الزواج يمكنه أن يستمر أم انهما يحكمان بالفراق فمن يحدد ذلك؟ هل يحدده الرجل والمرأة اللذان وقع بينهما الشقاق والنفاق؟ ومن منهما ينتخب الحاكم؟ ومن تخاطب؟ خفتم؟ تخاطب المرأة والرجل أو المجتمع؟ وهنا يجب القول أن جواب هذا السؤال أيضاً موجود في نفس السؤال، وهل أن هذا الحق هو حق خاص أم عام؟ والآية الثالثة:؟ واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن؟ [5] هذا الخطاب لمن؟ فإن كان الخطاب للرجال يجب أن يغلق باب المحكمة لأن كل رجل عندما تعترض عليه زوجته يضربها، والمدعى العام لا يمكنه أن يلومه، لأنه يستطيع أن يقول إنني كنت أخاف نشوزها فضربتها، فإن كان الخطاب للرجال أنفسهم فإن نتيجته هي هذه وهل الخطاب لكل فرد فرد من الرجال، أم أنّه للمجتمع؟ وجواب ذلك موجود في نفس السؤال.
فأنا أرى وذلك مجرد وجهة نظر لا غير أن فهمنا لخطابات القرآن يستحق المراجعة، فإن لدينا نوعين من الآيات:
النوع الأول مثل: إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق؟ [6] ومثل؟ والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما؟ [7] وهل أن خطاب فاقطعوا مثل خطاب فاغسلوا، فكما يقول لكل فرد فرد توضأا كذلك يقول لهم اقطعوا وهل يمكن أن يؤخذ كلّ رجل من الشارع لقطع يده لأن اقطعوا واغسلوا على حد سواء وهناك خطاب آخر:؟ حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى؟ [8]
وهناك خطاب آخر:؟ الزانية والزاني فاجلدوا كلّ واحد منهما مائة جلدة؟ [9] وهل هذان الخطابان نوع واحد من الخطابات، والذي يظهر هو أنّه يوجد فرق بينهما فالذي يظهر أن المسائل العبادية هي علاقة بين الله والإنسان وليس لها بعد حقوقي، وأما المسائل الحقوقية والتي تذكر في القرآن فهي الحقوق الجزائية مطلقاً.
والحقوق المدنية إذا ألحقت بالحقوق العامة فإن المخاطب بها هو المجتمع والمسؤول عن تطبيقها نيابة عن المجتمع هم الممثلون أي انه لا يحق لأي أحد أن يقطع يد أحد من دون حكم الحاكم بل الذي يجري ذلك هو الحاكم، وإذا قطع شخص يد آخر بجريمة السرقة فإن القاطع نفسه هو يعاقب، لأن المخاطب بالآية هو المجتمع والحاكم بما انه ممثل للمجتمع أو المدعي العام الذي هو ممثل ولي الأمر أي أن الذي ينفذ الخطاب هو الذي يدعي انه يدافع عن الجميع، وبعبارة أخرى فإن القرآن هنا، يبين أساس القانون أي ينبئ أن القانون هو هذا، وأما من ينفذ القانون؟ وما هي الضمانة لا جرائه؟ فإن هذا يعرفه المجتمع فإن القرآن يبني أسس القانون على نحو كليات قانونية، وهكذا بالنسبة إلى أمور الأسرة؟ إن خفتم شقاق بينهما؟ فإن الخطاب في؟ خفتم؟ ليس للرجل والمرأة عندما يتفرقان فإن الآية نفسها تدل على ذلك فإن المراد من؟ بينهما؟ ليس الرجل والمرأة حتّى يكون؟ خفتم؟ خطاباً لهما، وهنا من هو الذي يقوم بهذا العمل أن شكلت الدولة الإسلاميّة فإن الذي يقوم به هو ولي أمرها، وأن لم تشكل فإن الذي يقوم به هم عدول المؤمنين فإنهم هم الّذين يتولون النظام الاجتماعي في المجتمع فهم يشكلون الحكومة لأجل
أن يصدروا الأحكام التي يجب أن تنفذ قبل الطلاق، وعندما يحدث اختلاف بين الرجل والمرأة فإن الدولة لا يمكنها أن تتصدى لذلك ولا تعتني بالخلافات الأسرية وتترك الأولاد الّذين ليس لهم كفيل والمليئين بالعقد النفسية وتتغاضى عن الانفصالات التي هي أساس الانحرافات الخلقية وعن
العواقب السيئة التي تعقب تلك الانفصالات.
إن الحاكم هو الذي يشكل مراكز ومؤسسات بحيث أن الرجل إذا أراد أن يتزوج زوجة أخرى يقدم طلبا ويذكر فيه قدرته المالية والجسمية وحاجته لذلك بالدليل والبرهان، ولماذا قرر ذلك وما هي المشكلات الموجودة داخل الأسرة وما هي الأمور التي تقتضي أن يتزوج زواجاً آخر، وتقوم تلك المؤسسة بالتحقيق في تلك الأدلة التي استدل بها الرجل جيدا وتجيزه بالزواج، هذا معنى؟ إن خفتم ألا تعدلوا؟ فهي تؤسس قانونا، وليست هي سلاح بيد الرجل فعندما يرغب أن يتزوج زوجة ثانية ينفذ رغبته مباشرة ويتزوج، لا لم يضع القرآن هذا الأمر سلاحا في يد الرجل الطائش، ونفس هذا الخطاب موجود في آية أخرى؟ واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن؟ ، فإذا كان هذا خطابا لكل رجل ويخص العلاقة الخاصة وعندما تشتكي الزوجة للقاضي أن زوجها ضربها ضربة، يقول الرجل أن القرآن أعطاه هذا الحق، عندئذ لا يمكننا أن نجازي أي رجل مجرم، والذي أراه أن سر الموضوع موجود في هذا الخطاب وقد بين القرآن أساس القانون على نحو قاعدة حقوقية أي أن الخطاب القرآني يبني أساسا قانونياً كلياً، فالنساء اللاتي يخرجن من بيوتهن من دون إجازة أزواجهن ويخشى عليهن الفساد الأخلاقي يقترح لهن ثلاث درجات م
ن التعامل ويجب أن ينظم القانون التنفيذي وفق هذه الدرجات، وليس معناه انه يعطي سلاحا بيد الرجل مباشرة، والدرجات هي: إذا كانت المرأة غير معروفة بالخروج من منزلها وكانت تخرج لأول مرة فإن المحكمة تعظها وتهددها للمرات القادمة وتبين لها الأخطار السيئة لذلك العمل؟ عظوهن؟ فإن الخطوة الأولى هي الموعظة.
وأما في المرة الثانية فإن الرجل ليس له الحق في تنفيذ المعاقبة فإنه يشتكي إلى المحكمة وتكون هذه المرة الثانية التي يشتكي فيها فإن المحكمة تجيز للرجل أن يهجر المرأة عقوبة لها، وهذا إنّما يحصل بعد التحقيق بالأمر.
المسألة الثالثة: فإذا قدمت على هذه المرأة شكوى للمرة الثالثة فإن المحكمة هي التي تجازيها وليس الرجل
والذي أراه أن اكثر الآيات الواردة حول أمور الأسرة يجب أن تفسر هكذا لأن الظروف الاجتماعية هكذا تقتضي وليس الموضوع هو علاقة الرجل بالمرأة فقط.
ولا ينبغي أن نتصور أن الرجل إذا استفاد من جميع حقوقه التي ذكرت له في القانون وكذلك المرأة إذا استفادت من جميع حقوقها القانونية التي ذكرت لها في القانون إنّما حياتهما سوف تكون افضل حياة لا ليس كذلك، فإن موضوع القانون والحقوق هذه الأمور تمنع المتجاوزين، ولا جل ذلك فإن الأسرة تقتضي شيئا غير هذا وهو موضوع المودة وهذا ما لا يمكن جعله قانوناً؟ هو الذي خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة؟ ، فالسكون والمودة والرحمة، هي أسس الأسرة الصالحة.
1 - بحث مقدم إلى الندوة الثانية عن الحقوق في الإسلام: عمّان 12و13 ذي القعدة 1413 هـ، وفي البحث آراء تفسيرية خاصة بالكاتب، (التحرير).
2 - أعلام المؤمنين 4: 59 - 60.
3 - سورة النساء: 3.
4 - سورة النساء: 35.
5 - سورة النساء: 34.
6 - سورة المائدة: 6.
7 - سورة المائدة: 38.
8 - سورة البقرة: 238.
9 - سورة النور: 2.

مقالات أخرى من هذا الموضوع
• حجية المصلحة المرسلة (بازديد: 1359) (نويسنده: السيد محمد تقي الحكيم)
• حول كتاب كنز العرفان في فقه القرآن (1) (بازديد: 1269) (نويسنده: الشيخ واعظ زاده الخراساني)
• استثمار موارد الأوقاف (الأحباس) (بازديد: 829) (نويسنده: الشيخ واعظ زاده الخراساني)
• الفقه المقارن و التقريب (بازديد: 691) (نويسنده: الشيخ واعظ زاده الخراساني)
• المنهج الفقهي والاصولي لآية اللّه البروجردي (بازديد: 492) (نويسنده: الشيخ واعظ زاده الخراساني)
• حقوق الإنسان و دور الدولة 1 (بازديد: 474) (نويسنده: الشيخ مصطفى ملص)
• حقوق الانسان و دور الدولة (2 / 2) (بازديد: 808) (نويسنده: الشيخ مصطفى ملص)
• الاجتهاد عند الشيعة الإمامية مصادره و ضوابطه (بازديد: 1363) (نويسنده: الشيخ واعظ زاده الخراساني)
• الهدنة (بازديد: 379) (نويسنده: آية الله السيد علي الخامنئي)
• اسباب اختلاف الفقهاء (بازديد: 1377) (نويسنده: الدكتور عبد الله التركي)
• الأهليَّة و عوارضها عند علماء أصول الفقه (بازديد: 2830) (نويسنده: الشيخ أحمد البهادلي)
• الاكراه (بازديد: 776) (نويسنده: الشيخ أحمد البهادلي)
• الرأي الفقهي في السلام مع اسرائيل (بازديد: 473) (نويسنده: الدكتور عبد الهادي الفضلي)
• الصداق (بازديد: 490) (نويسنده: الشيخ محمّد مهدي نجف)
• روح الصلاة في الاسلام (بازديد: 4771) (نويسنده: الشيخ عفيف عبد الفتاح طبّارة)
• الزكاة و النظام الضريبي المعاصر (بازديد: 1019) (نويسنده: الدكتور رفيق يونس المصري)
• المسح في الوضوء مستفادا من القرآن الكريم (بازديد: 1326) (نويسنده: الشيخ محمد هادي معرفة)
• المناقصات (بازديد: 654) (نويسنده: محمد علي التسخيري)
• المنهج العلمي في ترتيب الأدلة الاجتهادية (بازديد: 922) (نويسنده: محمد مهدي الآصفي)
• دور القبض في عقد الرهن (بازديد: 794) (نويسنده: السيد محمّد الموسوي البجنوردي)

https://www.iranarab.com/Default.asp?...&ArticleID=152









رد مع اقتباس
قديم 2011-09-16, 15:16   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

فهو عبقريٌّ في كل عمل يلجه، ((فهو في حفول نفسه بمعاني العبقرية الفياضة أكثر من رجل، وأكبر من عظيم، وما بالك برجل يأبى إلا أن يكون في كل أعماله معنى من الابتكار والعمل الجبار؟ ومعنى من الأمل المنظم، ومعنى من الطموح الزاخر؟)) ([134">).

كل هذا الإبداع يتجلى في ((وجه هاديء رصين الملامح، تترقرق فيه قوّة الأمل، وقوّة الإرادة، وقوّة الإيمان، وتجول مجالها في حواشيه الوادعة معان جذابة من اللطف، والكرم، واللين واتساع مدى الشعور، ومعان ناطقة تعبر عما يزدحم وراءها من ألوان العواطف والخوالج، والإحساس الدقيق لكل ما هو جميل وعظيم، وسويّ وفتان وقويّ)) ([135">).

اجتمعت الأضداد في هذه الصورة الجميلة. الظاهر هدوء كهدوء الفجر الحالم، والباطن كونٌ يعج بالحركة، وشعلة تتوقد، وتفكير لا تقف دونه الحواجز، واللسان سحر وفتنة تقتاد أعصى القلوب([136">).

وعبقرية الرجل دليل عبقرية “ عاهل العرب الأكبر ” الملك عبد العزيز الذي أحسن الاختيار ((ولأن من حسنات عاهل العرب الأكبر عبد العزيز الأول، ما نراه اليوم من آثار بارزة في نهضة الشعب الكريم، وإصلاح سبيله في الحياة، فإن من أكبر الحسنات ولاشك أن يكون هذا الوزير الخطير، يداً عاملة لجلالته)) ([137">).

وقد كان من آثار عبقرية الحمدان التجديّدية، إقامة رصيف لبناء الجمارك، وإعداد مخازن محكمة للبضائع ارتقت بفنيات التخزين.

ويربط حمزة التجديد في هذا المعمار بالوظيفة التي يؤديها، والأفكار التي يتأسس عليها فالفكرة قائمة ((على ترقية التاجر وتبديد شعوره بالغبن والإرهاق، وعلى التقريب الفكري بينه وبين أنظمة الحكومة ومقرراتها، ونصيب الفلسفة الإنسانية في هذا واضح بيّن)) ([138">).


الحمدان عبقرية إدارية تخطّت مفاهيم “ الإدارة الجامدة، إلى الإدارة بالأهداف ”، فكان وجوده دفعاً لعجلة التنمية، وتحقيقاً عملياً للمواطنة الحقة. لم يكن الحمدان مشغولاً بذاته، وإنما كان مهموماً بإنجازاته، وكانت إنجازاته دائماً مرتبطة بالخيريّة والنفع العام، وهذا هو الإيمان بقيمة التكليف وأهميته في صنع الشهود الحضاري للأمة، وهذا ما أدركه الحمدان وآمن به، وحقق به ما حقق من تميز ومكانة اجتماعية.

وبهذا يكشف حمزة شحاتة عن أنَّ البناء الحضاري أساسه الإنسان، فما حدث للجزيرة لم يكن ليتحقق لولا توفيق الله، ثم حنكة القائد “صقر الجزيرة ”، الذي لمَّ الشتات، وأقام كيان الوحدة، وأسس لحركة التنمية، وقاد معركة البناء بالعقول المبدعة.

وأما المرأة الأولى التي كان يرى فيها حمزة “ الأمل الممكن ” فهي ابنته شيرين التي تتجلى في رسائل والدها إليها، مثابرة، ذكية، مليئة بالطموح ومع كل هذا يظل يتعهدها برعايته ونصحه وتوجيهه، لتكون مثالاً للإنسان الصالح، المتطلع لغدٍ أفضل لا يعبأ بالعوائق، ولا يلين أمام الملمات([139">).

وأما الأخرى، فهي نفيسة الفتاة المصرية الجميلة التي كتب فيها قصيدة نشرت في الديوان باسم نفيسة، ونشرت مفردة بعنوان “ غادة بولاق ” وقد أضفى عليها أسمى صفات الجمال، فكانت نفيسة نموذجاً “ للجمال الأعلى ” في المرأة كما يتصوره حمزة شحاتة، وقد امتلأت القصيدة بالتساؤلات التي بعثتها فتنة الجمال، فوقف الشاعر يتملى هذا الكيان الأسطوري وقفة المتسائل الذاهل :

يا منحة النيل ما أحلى روائعه

هل أنت من سحره أم قد تبنّاك

وهل ترعرعتِ طفلاً في معابده

أم كاهن في ربى سيناء ربّاك

أم كنت لؤلؤة في يمه سُحرت

فصاغك اليم مخلوقاً وأنشاك

أم أنت حورية ضاقت بموطنها

فهاجرته صنيع المضنك الشاكي

فضمّك الليل في رفقٍ فهمت به

حبا، ووثقت نجواه بنجواك

أم أنت أسطورة قامت بفكرته

تحوّلت غادة لما تمناكِ

أم أنت من كرم ياخوسٍ معتقةٍ

قد انتفضت حياة حين صفاكِ

بل أنت من كل هذا جوهر عجبٌ

قضى فقدرك الباري فسوّاك([140">)



2 - الأسرة :

الأسرة هي “ قاعدة الحياة البشرية ” ([141">)، ولهذا فلابد أن تؤسس هذه القاعدة على أرض صلبة، حتى لا يتهاوى البناء ويتصدّع، واستراتيجية التأسيس تقوم على معايير ثابتة في اختيار العنصر الآخر الذي يشارك في بناء هذا الكيان، تضمن - بمشيئة الله - التناغم والانسجام وتكفل قوة البنية، وتطاول البناء. وحمزة شحاتة أقام كيانه الأسري “ ثلاث مرّات ” ولكن الكيان يتصدع، مرة تلو أخرى، وليس مهمتنا هنا “ الحفر الأركيولوجي ” عن أسرة حمزة شحاتة كيف قامت؟ ولماذا دب الخلاف بين الزوجين في كلّ مرة؟ المهمة هنا تقتضي الكشف عن فلسفة حمزة الجماليّة في وصف هذه القاعدة، وتأمل ذلك البناء، كما عاشه وكما أبدعه فنّاً جميلاً.

الشراكة التي عقدهـا حمزة شحاتة لبناء كيان أسرته كانت نتيجتها الندامة ((... أما المتزوجون فندامتهم على الزوجيّة فقط)) ([142">) هذا الندم نتيجة فشل حمزة في مهمته، وهو فشل لا يجد له تفسيراً إلا سوء الطالع ((لقد تزوجت ثلاث نساء على التعاقب، وأنا الآن أعزب، وولد لي من إحداهن أربع بنات باطراد، وبنت من الأخرى، وبقيت وحدي المسئول عن خمس بنات محرومات من الأمومة.

أليـس في حاجة إلى تفسـير؟! إنّ حسـن الطالـع أو سوءه هو التفسير)) ([143">).

هذه الزيجات الثلاث كانت إشكالات مميتة ((الزواج الأول غلطة، والثاني حماقة، أما الثالث فإنه انتحار)) ([144">)، وهذا الإشكال الذي وقع فيه حمزة ثلاث مرّات لا حل له إلا الموت أو الطلاق([145">) ولأن حمزة لم يمت اختار الطلاق حلاً لذلك الإشكال المتكرر.

إن الرجل أو المرأة عندما يتزوج أحدهما، فإنه يستجيب لنداء الفطرة، ويبحث عن السعادة والعفاف، لكن الزواج استحال عند حمزة إلى نكدٍ وعذاب دائم تظلّ جدران السجن أرحم من العشق والزواج ((حتى السجن أرحم من فتاة عشقتها، ثم حوّلتها حماقتك إلى زوجة)) ([146">).

لقد ضحى حمزة شحاتة بكل أمجاده في سبيل القيام بدور الأم في تربية بناتـها عندما ذهبت لتتزوج، فلو قالت لبناتـها : إنه شيطان لصدقت لسوء ما فعل، ولكنها ضريبة تلك الشراكـة، حيث أمضـى عمره “ مربية لخمس بنات ” ([147">).

الزواج لا يكون ناجحاً إلاّ بالتكافؤ الفكري على الأقلّ، وهذا المفكر يطلب طرازاً خاصاً من النساء يشاركه في أفكاره التي هي أقرب ما تكون إلى المثالية ولهذا لم ينجح، كان يطمح حمزة شحاتة إلى أن يجعل من بيته مختبراً لبناء الأفكار فلم تنم الأفكار ؛ لأنـها لم تجد قراراً مكيناً تتلاقح فيه مع أفكار مخصبة ((إن الزوجة الكاملة لا تقل قيمة عن اكتشاف علمي عظيم، فإذا جاء يوم تغدو فيه الحياة سخية بالاكتشافات العلمية العظمى، فإنه لن يأتي اليوم الذي تغدو فيه سخيّة بالزوجات الكاملات ؛ لأن هذه سعادة لا يستحقها نقصنا البشري فيما يظهر)) ([148">).

من هنا كان الزواج “ همّاً وغمّاً ” ((الزوجة والأولاد غمٌّ في الليل، وهمٌّ في النهار)) ([149">).

هذا الهم والغمّ سببه القصور الفكري والوجداني، أو “ صغر الكبار ” الذي يؤول بالسفينة إلى “ الغرق ” ((عندما يصغر الكبار فليس للأسرة أن تنتظر سـوى الغرق)) ([150">) و((صورة الكبيـر تصغر كلما قلّ نفعه للآخرين)) ([151">).


لقد احتفظ حمزة بحب أسرته ووضع ((ذاته وإمكانياته تحت تصرف الجميع لا يستثني أحداً إلا نفسه)) ([152">)، ومع هذا فلم يستطع أن يحقق رغباتـها فكانت النهاية و((عندما يعجز رب الأسرة عن تحقيق رغباتـها يكون موته أفضل)) ([153">).

لقد أنـهار البنـاء ولم يبق إلا ضريبة “ المغامرة الخاسرة ” “ البنات الخمس ” اللاتي حاول حمزة أن يكون لهن الأب المثال، وظل يصارع المتاعب حتى سـقط إعياءً، ولم آيبـق سـوى الأمـاني بتحقيـق النصـيب من العلم والمعرفة([154">).

هذه أحلام المفكر، أن يعدّ الأبناء للحياة، لا أن يُعِد الحياة للأبناء لقد كانت إشكالية حمزة الكبرى هي نبوغه، وإشراق عقله في محيط لا يشاركه وجدانياً هذا التدفق ((والعقول التي تتوازن كفاءاتها في غير أجوائها هي خير العقول وأقواها وأتمها نضوجاً)) ([155">).

ولأنه كان يرى العالم حوله بمنظار أسود لما لقيه في أكنافه من ويلات، كان همّ تربية بناته عذاباً أبدياً ((لا تصدق أن هناك شيئاً أسوأ من أن تكون أباً لبضع بنات إلا إذا كنت لا تسمع ولا ترى ولا تشعر أو إذا كنت سوائياً تستوي عندك الأشياء مهما تناقضت وتباينت)) ([156">).

لقد عانى من المرأة كثيراً، وابتلي بخمس فتيات أراد أن يصنع منهن “ المرأة النموذج ” التي يتمناها، وهنا تأتي مشكلة التربية وانعدام التفاهم بين عقليتين مختلفتين أبناء يريدون الانطلاق، وآباء يخشون من انطلاقهم عليه وينتصر المنطلقون دائماً ؛ لأن الحركة أقوى من السكون، وهذه أكثر صور الشقاء شيوعاً كما يعبر حمزة شحاتة([157">).

وبناءً على هذا يـحذرنا المفكر الكبيـر : افهم أبناءك كما يريدون هم، لا كما تريـد أنـت، ((فبهذا يمكـن أن تتذوق حـلاوة حبهم واحترامهم، وإلا فليخطفك الشيطان ليلقي بك في أقرب مزبلة)) ([158">).

هكذا كانت حياة حمزة مع أسرته، كان الزواج يمثل قيداً لا يطاق فنفذ الصبر، وفارق زوجته الأولى، وبحث عن شَرَكٍ آخر فوقع فيه، فنفذ صبره مرة ثانية وثالثة ((الطلاق دليل نفاذ الصبر، أما الزواج مرة أخرى، فبرهان على عمى البصيرة)) ([159">).

لقد سئل العقاد عن سبب عدم إقدامه على الزواجه، فقال : خيّرت بين أن أكون زوجاً أو أكون رجلاً فاخترت أن أكون رجلاً، وحمزة شحاتة اختار أن يكون مفكرّاً حرّاً طليقاً لا يحدّه مدى ((الحب والمال والزواج أقدم أسباب التعاسة في العالم)) ([160">). اقترن بالمرأة فلم يعش سعيداً، وإنما عاش فيلسوفاً.

كان يرى حمزة شحاتة في الزواج قدراً محتوماً لا مجال للاختيار فيه ((ليس الزواج عملية اختيار إنه قدر)) ([161">)، وهذا القدر المحتوم الذي يُقحم الرجل في هذا العالم هو الذي يجعل منه فراشة طائشة تدور حول النار حتى تحترق([162">)، يُعمي القدر بصيرته فيجّره إلى سوء العاقبة جاهلاً بمصيره الذي ينتظره ((أرحم تفسير لمن يتزوج أنه يجهل الخطر)) ([163">) و((أشجع كثيراً ممن يقتل نفسه الرجل الذي يتزوج)) ([164">).

والمرأة في “ جمالياتها ” العامة كائن بشري فيه ما يسر ومالا يسر ((في كل امرأة تسرك، امرأة أخرى تسوءك)) ([165">)، وهذا يعني في ظاهره التوازن بين الجمال والقبح، ككلّ البشر، والمرأة خلقت من ضلع أعوج، ولهذا كان الهدي النبوي للعلاقة الزوجية عظيماً للاستعلاء على هذا التنابذ النفسي عند الشريك في الحياة الزوجية، فقد قال رسول الله r : ((لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر)) ([166">).

ما أن يبدأ شهر العسل أو “ فترة تخفيف آثار الصدمة ” كما يسميه حمزة شحاتة([167">)، حتى يبدأ الجمال يتكشف عن صورة غير مقبولة، فالمظهر أصباغ ومساحيق صار جمال المرأة معها مجالاً للشك، وفقدت بسببه المرأة سحر الأنوثة ((الذين جمّلوا المرأة بالوسائل الصناعيّة لم يفقدوها سحر الأنوثة فقط، بل جعلوا منها صدمة لعواطف الرجل وخيالـه)) ([168">)، وانكشـف عالمـها فلم يبق فيها - بعد سفورها - ما يثير فضولاً، ويغري بمتعة الاكتشاف([169">).

وأما المَخْبَر “ فعَالم ”من الشك والخـداع والخشـع، والرذائـل. وتطغى على صورة المرأة “ الخيانة ” فهـي تغمض عينيها لتستحضر صورة رجل آخر([170">)، و((تبيت في هدوء مع صديقك الذي يمدّك بكل أخبارهـا)) ([171">) و((لا تعرف للشرف والعفة معنى عندما تحب)) ([172">) وتحب لتتزوج وتتزوج لتحب، ولهذا يجعل من دقة الفطنة دعوة البدو المشهورة ((جعل الله ولدك من ظهرك)) ([173">) فهي ((دعوة تدل على دقة الفطنة لحرج مركز الرجل تجاه زوجته إذا قدر له أن يتلقى أبناءها باعتبارهم أبناءه)) ([174">).

وهكذا تتحول السعادة إلى شقاء “ واللباس ” إلى عُري، والسكن والمودة والرحمة إلى معركة دامية غير متكافئة ((المعركة الأبديّة بين الرجل والمرأة غير متكافئة ينتصر فيها الرجل باستمرار، ولكنه الضحيّة دائماً)) ([175">).

وينتهي الأمر بالطلاق وهو الذي يكون فيه الرجل الضحيّة ((سمعت أحدهما يقول : إنـها تحبني وتخلص لي، ما في ذلك ريب ولكنها لا تقدم غذاءً لفكري وإحساسي بالحياة، فالعيش معها كزوجة لا يكون إلاّ محدوداً كعيش البهائم والحب وحده لا يستطيع أن ينهض بأعباء الدوام لعشرتنا.

وقال الآخر : هناك من تلهب فكرك وإحساسك، ولكنها تـهب قلبها غيرك، فهي صالحة لأن تكون صديقة أو حبيبة كل شيء إلا الزوجة المخلصة الأمينة فهل يكفيك هذا لدوام العشرة؟!

وزفر الأوَّل زفرة كانت صك اعترافه بحيرته وقال : ألا ليت الزواج لم يكن ضرورّياً)) ([176">).

3 - المجتمع :

المجتمع ليس كتلة بشرية وإنما هو نسيج علاقات وفي هذا يقول مالك بن نبي ((المجتمع ليس مجرد مجموعة من الأفراد، بل هو تنظيم معين ذو طابع إنساني، يتم طبقاً لنظام معين وهذا النظام في خطوطه العريضة يقوم بناءً على ما تقدّم على عناصر ثلاثة :

1 - حركة يتسم بها المجموع الإنساني.

2 - إنتاج لأسباب هذه الحركة.

3 - تحديد لاتجاهها)) ([177">).

وبتناغم هذه العناصر الثلاثة “ الحركة ” و“ المنتج ” و“ المنهج ” يصنع المجتمع شهوده الحضاري، وبتنافرها ونشاز نغمها يظل راسفاً في قيود التخلف والتبعيّة.

والمجتمع بوصفه “ شبكة علاقات ” كان أحد محاور البحث والتأمل في الفلسفة الجمالية عند حمزة شحاتة، حيث أعلن “ حرباً أهلية ” على “ عوامل القبح ” في المجتمع، وكان مناضلاً جعل من مقاومة الانحطاط رسالته الأولى، وكانت قيمته بوصفه أحد عقد هذه الشبكة أن يكون منتجاً وفعّالاً، وليس عالة عليه ((إن حياة المجتمع كالحرب تماماً لا عبرة فيها بما يسقط، ولكن بما يظلّ قائماً، ومع ذلك فإن كل شيء سيخبو وينطوي، إنني منذ ولجت باب العيش، وحتى هذه اللحظة، لم أكن عالة على المجتمع، ألا يكفي هذا، فوق أنّه مبرر لوجودي، أن يجعلني مواطناً أقاوم عوامل الانحطاط)) ([178">).

وحين يتأمل الصحافة السعودّية بين الماضي والحاضر يجدها صورة للمجتمع، حين تحوّل من مجتمع عشائري إلى مجتمع موحد على يدي الملك عبد العزيز طيب الله ثراه حيث ((تكامل عمران المدن، وامتدادها، وتكدس منتجات الحضارة وشيوعها، وتكاثر وسائل النقل، والمواصلات، وبروز معالم الحياة، وامتلاء المشاعر بها، والتعلق، والتململ، والصراع، تعبير عن توهج الرغبة في التخلص من آثار الشعور بالتخلف والإقبال الملتهب على أي منفذ من منافذ الحياة...)) ([179">)

لقد شهد حمزة شحاتة دخول المجتمع السعودي مرحلة الانطلاق الحضاري على يدي موحد الجزيرة، وأعجب بتلك القفزة الحضارية التي انتقل فيها المجتمع من “ قبائل متناحرة ” إلى “ دولة وحدة ”.

وأبدى إعجابه بنماذج “ اجتماعيّة ” مضيئة، لها حضورها الفاعل في البناء الاجتماعي كصديقه أحمد قنديل، ومعالي الشيخ عبد الله الحمدان أول وزير للماليّة، لكنه لم يغفل عن ممارسات بعض “ القوارض الاجتماعية ” ([180">) بحسب تعبير مالك بن نبي التي تسعى إلى خلخلة النسيج الاجتماعي، والعبث بشباكه، وذلك من خلال ممارسات تغلب فيها الذات على المجموع، ويصبح الحق أولى من الواجب إن لم ينعدم الواجب ويختفي.

إن الشهود الحضاري للمجتمع لا يكمن في تكديس منجزات الآخرين وإنما يكمن في الفعل الحضاري، والاندماج في شبكة المجتمع والعمل بروح الفريق([181">).

لقد رأى كثيراً من القيم تنتحر تحت أهواء الذات ونوازعها، فالهجرة الدينية المتتابعة إلى المجتمع السعودي، وشيوع التواكل، والانطفاء الحضاري، وانعدام التجديد، وغلبة الرتابة قوارض اجتماعية ينبغي تتبعها والقضاء عليها حتى لا تخترم ذلك النسيج، وتمزق وحدته. ويُعدّ كتابه “ رفات عقل ”، ومحاضرته الشهيرة “الرجولة عماد الخلق الفاضل” بحثاً دقيقاً في هذه المسألة.

4 - الأمة :

((المعنى الاصطلاحي المتكامل للأمة يتضمّن عناصر أربعة : الأوَّل : العنصر البشري، والثاني: العنصر الفكري، والثالث : العنصر الاجتماعي، والرابع : العنصر الزمني. فالأمة مجموعة من الناس تحمل رسالة حضاريّة نافعة للإنسانية، وتعيش طبقاً لمباديء هذه الرسالة، وتظل تحمل صفة الأمة مادامت تحمل هذه الصفات، أمّا حين تفقدها فقد يطلق عليها اسم الأمةـ ولكنها لن تكون النموذج الإسلامي الكامل للأمة)) ([182">).

والأمة الإسلاميّة تعاني نكوصاً في جميع مجالات الحياة وتفتقد لتكامل هذه العناصر الأربعة ولذا فهي تحتاج إلى وقفة جادة وشاملة لإعادة إخراجها، واسترداد دورها في الشهود الحضاري. وحمزة شحاتة كان أحد أدبائنا ومفكرينا الذين استوقفهم حال الأمة “شهود حضاريٌّ ” في الماضي و“ إفلاس حضاري ” في الحاضر.

إن التنافر الذي يدب في التجانس التركيبي للحياة هو الذي يدفعها إلى الأمام، لكنه لا يفعل ذلك في أمتنا بوصفها جسماً اجتماعيّاً حيّاً([183">).

ولهذا فالمآل هو الهلاك ((ينبغي أن لا نشك في مستقبلنا الاجتماعي كأمة كلما ارتفع ميزان الحضارة والتقدم الصناعي في الأمم البعيدة، لا معدى عن أن نرتدّ بدواً تضرب في هذه الصحاري المقفرة لتشارك الحيوانات حياتها)) ([184">).

وعلى هوان هذه الأمة ونكوصها الحضاري أنها ((كالمعدة القوية، تهضم كل شيء بسهولة)) ([185">) تهضم ما تحتاج إليه ومالا تحتاج إليه، وهذا الهضم المتكرر، يعلم الاستهلاك لا الإنتاج، ويقتل ولا ينفع، “ والمعدة بيت الداء ”، وهذا يعني أن “ الإنتقاء ” مبدأ حياة، وخيار وجود، ودليل وعي.

هذه العلة تجعل سمة كل ((من يحلم بإصلاح هذه الأمة، أن يكون مفرطاً في التشاؤم إلا إن كان لا يعبأ بالخذلان)) ([186">)

لقد أصبحت الأمـة “ حيواناً بليداً ” حين فقـدت شهودها الحضاري، ولا يعاب الأدباء - ومنهم حمزة شحاتة - في أنهم لم يستطيعوا ((تحريك هذا الحيوان البليد الذي تدعوه أمه ؛ لأن هذا لم يكن ميسوراً لكرّة الزمن نفسه في ثلاثة عشر قرناً)) ([187">).

لقد فقدت الأمة “ رشدها ” بعد معركة صفين([188">)، عندما بدأت أخلاق الأمة في الانهيار، وبدأت تطفو على الساحة أخلاقيات جديدة، وسلوكيات مغايرة لقيم الهدي الإلهي، ولهذا فنهضة الأمة لا تكون إلا بنهضة أخلاقيّة يعرف فيها الفرد والمجتمع الحقوق والواجبات، ويستشعر فيها كل فرد المسئولية، والأمة ((لا يمكن أن تنجح إلا بأخلاقها وتقاليدها النابعين من تاريخها وخصوصاً في هذا العصر)) ([189">).

هذه الأخلاق نتيجة تربية سليمة ترفع درجة الوعي لدى أبناء الأمة فتنتفي الازدواجية المميتة بين الفكرة والواقع، حين يصبح الواقع ميداناً لممارسة الأفكار واستنباتها وتطويرها، وفي ضوء هذا التناغم تنشأ سلوكيات سوّية تكشف عن ثقافة راسخة، لم تفرض برأس البندقية، وإنما تنبثقُ من نفوس مؤمنة بأصالة الموقف الذي تتبناه، والأصل الذي تنتمي إليه.

وهنا تتفـاوت الأمـم، ويتباين السـبق الحضاري بتباين أساليب التربية ((لا تحيا أمة إلا بالتربية الصالحة، وما نراه من الفروق بين الأمم الناهضة إنما مرده تفاوت أساليبها في التربية.










رد مع اقتباس
قديم 2011-09-16, 15:18   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وقد تماثل أمة أمة في قوتها الظاهرة، ولكن الغلبة تكون دائماً لأقواهما خُلقاً. وتفوق السياسة الانجليزية ليس مرده القوة الحربيّة، ولا امتياز الذكاء والإدراك، ولا قوة النفوذ، وامتداد السلطة وارتفاع ميزان الثروة ؛ لأن هذه النتائج ضمنتها قوة الخُلُق في الفرد الانجليزي.

ولقد كانت فرنسا وما تزال أقوى ذهنية، وأحدّ شعوراً، ولكن اتجاه المزاج الإفرنسي، كنتيجة لأسلوب التربية الغالب في فرنسا جعل الفرنسي، دون الانجليزي في متانة الخلق، وصدق الاتجاه، وقوة العزيمة، وضبط النفس.

والإجماع عام على أن أيّة نهضة لا تقوم على قوّة خلقيّة في أمّة، إنما تكون نهضة مقضياً عليها بالانهيار والتحيّر..)) ([190">)

والرجولة عماد الخلق الفاضل، فالرجولة هي السلاح، وهي قوّة الدفع ساعة الضعف ((ها نحن نرى أمة نكرة بين الأمم يعجزها النهضان، ويصرفها لهوها بالفضائل، عن انتهاج سبيل القوة والارتقاء، وسبيل الحياة والسمو، فأين القوّة والجمال والحق تأخذ بيدها؟

أين الرجولة تأخذ بيدها وتقيل عثرتها؟

الرجولة التي كانت رمز القوة الفعالة في الإنسان القديم!

ورمز سجاياه ومحاسنه في أولى وثباته إلى التطور!

ورمز الحياء والرحمة والعدالة في فجر مدنيته المنبثق!

ورمز المبدأ للعربي يوم نهض بأعباء رسالته التاريخية)) ([191">).

و “ الفضائل ” عندما يضعها حمزة شحاتة تحت مجهر التشريح، ويقوم بتجريدها، وفق فلسفته الخاصة، يقدّم لنا رؤية جديدة يتخطى بها حدود النظر الضيّق إلى آفاقٍ رحبة لا ليضعف هذه الفضائل، وإنما ليبلغ بها أبعد آماد القوة والاحتمال([192">).

وهذه مجازفة استدعتها الأمانة مع ما لهذه المجازفة من عواقب وخيمة ؛ لأن رج المعتقدات والأعراف الثابتة، يقابلها الناس بردود فعل عنيفة لا تكاد تقاوم، ولكن الحياة لا تستقيم إلا بهذه المغامرات من الطامحين لصناعة الحياة الذين يكشفون خبايا الوجود والفكر([193">).

وحمزة شحاتة يربط بين الأطوار الاجتماعية والفضائل، فالفضائل تتلبس معاني ومفاهيم خاصة في كل طور اجتماعي، ولهذا لا سبيل لتفكيك هذه المفاهيم إلا في سياقها الاجتماعي.

فالفضائل: ((صفات وأعمال تؤمن الجماعة الغالبة اصطلاحاً بفائدتها وضرورتها، أو بأنها خير..)) ([194">).

فالنفع أساس الفضائل جميعاً، لكنّ هذه المنفعة تختلف باختلاف العقول والعصور، وهذا الاختلاف في تصور بعض الحقائق وإدراكها من عصر إلى عصر وعقل إلى آخر لا ينفي الحقيقة الأصلية([195">). وهذا أمر لا يدركه كثير من الناس ((فإذا قال مفكر اليوم : إن الفضائل أوهام عقلية أو نفسية، غايتها إيجاد مثل عليا للجموع تستمد منه روح العزاء والعزيمة والأمل، لم يكن معنى هذا إنكار صحة تعاريفها أو صحة الأحكام التي أعطيت عنها..)) ([196">).

وحين يعرض لأطوار الفضيلة يذهب إلى أنها مرت بثلاث مراحل : كانت في الطور الأول ضرورة فرضتها طبيعة الحياة في عصر الإنسان البدائي. فصارت معتقدات شعورية شعرت بها الجماعة فاستجابت لأحكامها، وتحولت في طورها الثالث إلى أخلاق وملكات لا شعورية وخصائص نفسية وفكرية من خلال المحاكاة([197">).

وإذا كانت الرذائل “ أنانية عارية ” فإن الفضائل “ أنانية مهذّبة ” ([198">) ؛ لأنها ألفاظ القوي واستراتيجيته لاستغلال الضعيف وقهره([199">)، أما الحياة فلا تعرف إلا الأقوياء([200">) قديماً كان الجسد مصدر القوة، فجاء النفوذ والثروة وحلا محل القوة الجسدية([201">) وكل هذا يتم تحت مسمى “ الفضيلة ” فكم من المجازر البشرية التي انقادت لها الجماعات البشرية مأخوذة بأوهام الحق والعدالة والدفاع عن الفضائل المستباحة([202">).

ففضيلة “ الكرم ” مثلاً كانت دليلاً على القوة، فصارت دليلاً على النفوذ([203">). وهذه الفضيلة لم تنشأ كاملة السمات، وإنما تدرجت من الضرورة إلى أن صارت ملكة لا شعورية، كان الكرم في الأصل دلالة افتخار على اتساع نفوذ القوي فأصبح صفة لازمة لمن تحلهم قوتهم ونفوذهم محل الأبطال والقادة، فالكريم كثير الأعوان، عميق الأثر، رفيع المنـزلة ولهذا يمجده الناس مع أن العفيف أكثر قهراً لشهوات النفس([204">).

والبخل رذيلة بلاشك تدل على ضيق النفس، وفتور الفكر الطامح ولكنه يدل من جهة أخرى على فهم عميق لطبيعة الحياة، وحقيقة الناس، وطبائعهم المطوية([205">).

فإذا كان الكرم خيالاً جميلاً، فإن البخل حكمة وفلسفة عميقة.

فالكرم “ أنانية مهذبة ” لأن الكريم يعطي ليأخذ، يكرم ليستعبد النفوس ويسترق الألسنة، ويستمتع بلذة الثناء، وبهرج الاستعلاء([206">).

وهذه حقيقة، يؤكدها واقع الحياة المعاصرة، وجدل الفكر الشعري الذي يتجلى بين الشاعر الباحث عن “ الخيال الجميل ” والثناء السائر، وزوجته الحكيمة التي تتحدث بلغة الحياة، ورؤية الإنسان الخائف، ولا ينفيها ترغيب الإسلام في الكرم والحث عليه كقوله صلوات الله وسلامه عليه : ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه)) ([207">).

فالإسلام يسمو بهذه الفضيلة كغيرها من الفضائل فلا يجعل الميزان فيها للأخذ والعطاء، وحسابات الربح والخسارة، والمصالح الضيّقة، ولهذا يسميها حمزة شحاتة “ محاسن ومعايب ”([208">)، ((أما الفضائل التي نراها خليقة بهذه التسمية، فهي التي نزل بها القرآن ودعا إليها. تلك فضائل لا يكون للمتصف بها، والمؤمن بقوانينها، نظر إلى مصلحة أو سمعة، وإن كان شيء من ذلك فالمثوبة عند الله والزلفى إليه. فالكرم فيها إحسان إلى مستحقه، ينزل منزلة الحق المفروض له. وخروج من سلطان المادة وحدودها في سبيل الله)) ([209">).

والانحراف بهذه الفضائل ضرورة اقتضاها سير الحياة وقوانينها([210">).

وذلك ((أن النظرة العامة إلى الفضائل أصبحت نظرة خيالية لا نظرة إيمان وتحتيم. وإنها لم تعد سلاحاً يضمن الحماية لمتقلّده)) ([211">).

والعودة بهذه الفضائل إلى ما كانت عليه هو سبب النجاة، والأمل في الشهود الحضاري، وسبيل القوة والظفر([212">).

هذه الرؤية الفلسفية العميقة للفضائل وربطها بتطور الحياة الاجتماعية عند حمزة شحاتة كما تجلت في محاضرته “ الرجولة عماد الخلق الفاضل ” ذهب الأستاذ الكبير محمد حسن زيدان إلى أنـها مستمـدة من كتاب علم الاجتماع لنقولا حدّاد([213">) ولكن عزيز ضياء يرى فرقاً بين اسـتنساخ المعرفـة و“ ابتكارها ”، فقد يكون حمزة شحاتة وقف على ما قاله “ نقولا حداد ” وأفاد منه، ولكن الإفادة شيءٌ، والتقليـد شيءٌ آخر، وحمزة شحاتة في كل ما يكتب كان من أبرز خصائصه ((التعشق الملهوف للاستقلال الفكري والحرص الممضّ على الابتداع، والترفع عن الاتباع..))([214">).

وقد جهدت في البحث عن كتاب “ نقولا حدّاد ” فلم أجده، لكن الذي أراه هو أن حمزة شحاتة لديه قدرة مدهشة على الإبداع والإضافة في محاضرته هذه، وفيما عرض له من قضايا فكريّة وأدبيّة، الأمر الذي يعزز روح النبوغ لديه.

واعتقد أن حمزة شحاتة أفضل من قدّم رؤى خصبة من روادنا الكبار فيما يسمى “ بالنقد الثقافي ” الذي يبحث في الدلالة المضمرة للخطاب الجمالي، ويكشف بعض عيوبه المنسربة تحت قشرته الظاهرة([215">).



جماليات المكان

علاقة الإنسان بالمكان علاقة قديمة تمتد بالإنسان إلى أبيه الأوَّل آدم عليه السلام الذي كان خلقه قبضة من الطين ونفخة من الرُّوح، فمن الأرض تشكّل أبوه بقضاء الخلاّق العليم، وصارت الأرض له بيتاً كبيراً يحنو عليه وأُمّاً تعذق بما سخر الله فيها من طاقات الحنوّ والخصوبة.

وبدأ الإنسان يشكل مكانه الخاص به، وفي إطار من الإحساس بالمدنية بدأت دوائـر المكـان تتسـع من البيت الصغير “ المنـزل ” إلى البيت الكبير “ الوطن ” إلى المنـزل الأكبر “ الأمة ” ثم “ العالم ” الذي أصبح بيتاً للجميع، لا حياة إلا فيه، ولا بقاء إلا بالحفاظ على نظافته ونقائه.

والمكان في رؤية الإنسان يكتسب خصوصيته وقيمته وجماليته من خلال علاقة الكائن به، وألفته له، وليس من خلال وجوده الموضوعي ((إن المكان الذي ينجذب نحوه الخيال لا يمكن أن يبقى مكاناً لامبالياً، ذا أبعاد هندسيّة وحسب. فهو مكان قد عاش فيه بشر ليس بشكل موضوعي فقط، بل بكل ما في الخيال من تحيّز. إننا ننجذب نحوه ؛ لأنه يكثف الوجود في حدود تتسم بالحماية)) ([216">).

والمكان في الفلسفة الجماليّة عند حمزة شحاتة له حضوره الخاص، تأملاً وتآلفاً أو تنافراً، بمقتضى رؤية خاصة تشكل للمكان وجوداً جديداً، وتضفي عليه ألواناً وظلالاً “ شـحاتّية ” تنقـله من وجـوده “ الموضوعي ” إلى وجود “ جمالي ” جديد لا نجده إلا في هذه الفلسفة الجماليّة.

وحين نستقرئ آثار حمزة شحاتة نجد عدداً من الأماكن استوقفت حمزة وصبغها بروحه ومشاعره فنقلها إلى عالمه الخاص ومنها :

1 - البيت.

2 - المدرسة.

3 - المدينة.

4 - الوطن.



1 - البيت :

((البيت هو ركننا في العالم، إنه كما قيل مراراً، كوننا الأوَّل، كون حقيقي بكل ما للكلمـة من معـنى، وإذا طالـعنا بألفـة فسيبـدو أبأس بيت جميلاً)) ([217">).

في هذا الكون الصغير تتآلف الأشياء، وتجتمع الأسرة، وتكتب الأحلام، ولهذا يظل البيت عالقاً في الأذهان لما ينطوي عليه من ذكريات جميلة، ولما حفظ لنا بوصفه مكاناً من مواقف لا تُنسى.

في البيت تتشكل عقلية الطفل، وتتحدد شخصيته، وحمزة شحاتة يرى أن البيت لدينا يمارس سلطة قمع على الطفل، فالطفل لا يشعر بوجوده إلا بالحركة والشغب وإلا أصبح قطعة أثاث جامدة لا روح فيها، فينشأ شعور الحريّة مع الطفل فيقابل بزواجر القانون “ استح ” ([218">). هذا القانون الذي يحاول أن يجعل الطفـل في غده إنسـاناً ((متسقاً، مؤدباً، هادئاً، فلا يلتهم الطعام، ولا يصرخ من الألم)) ([219">).

و“ المجلس ” في البيت عندنا يمثل المدرسة الأولى، لكننا نمارس فيه إرهاباً تربوياً على الطفل، فالطفل إذا ما دخل المجلس، وأحدث حركة، أو حاول المشاركة في الحديث قيل له : “ استح ” ليكتشف في رحلة الحياة بعد ذلك أن الحياء الذي رُبيّ عليه “ عقدته العصبية الخطرة ” ((يرى خطيباً يخطب ويتلعثم. يقول في نفسه هو : لا يحسن الخطابة. يسمع الناس يقولون : يستحي! يدخل إلى مجلس غاصّ فيرتعد، يعرق، يبتسم الناس، ويسألونه لماذا تستحي؟ يسمعهم يقولون: فلان يستحي كالنساء. يرى الذين لا يستحون يتصدرون المجالس، والذين يتوقحون يسيطرون عليها ولو سيطرة ظاهرة، ويضحك الناس لهم تشجيعاً)) ([220">).

والبيت في كثير من رؤى حمزة شحاتة كون مليء بالمتاعب ((في البيوت التي انهدمت كما في البيوت القائمة، نفس الأسرار والمتاعب والكوارث.. والفرق في الظهـور والخفاء مع اختلاف يسير في الكم والكيف إذا روعيت الدقة)) ([221">)

السعادة عند حمزة شحاتة لا تحب البيوت إذ ((لو كانت السعادة تحب البيوت لما امتلأت المقاهي والملاهي بروّادها)) ([222">).

هكذا يفقد البيت حميميته ويفقد معه حمزة وجوده فبدون البيت يصبح الإنسان كائناً مقتتاً كما يقول باشيلار([223">).

وحين يكتب حمزة شحاتة رسائله إلى ابنته تظل هذه الصورة النمطية للبيت حيّة في كلماته، فالبيت هو المكان الذي تتسلّل إليه التفاهات([224">). ولكنه في مواطن كثيرة يحث ابنته على التفاؤل والبحث عن السعادة مع زوجها في طريقهما الطويل، وكأنه بهذا الإلحاح الدائم عليهما في رسائله يقدّم صورة جديدة للبيت على الأقل كما ينبغي أن يكون.

إن البيت حلم لا ينقطع، يولد به الإنسان، ويحمل عنه الذكريات، ويظل حلمه عن البيت القديم، وما أن يستقر به القرار حتى يلوح في خياله “ بيت التراب ” القبر الذي يظل شغله الشاغل حتى يوارى بالتراب.

والبيت ليس بجدرانه وغرفه وألوانه، وإنما بمشاعر صاحبه، وأحاسيس قاطنيه، ولهذا تتولد العلاقة بين البيت والإنسان من خلال تلك الأحاسيس، فيكون ملاذاً للتفاهات، والتفتت كما عند حمزة شحاتة، أو يكون نبعاً للمشاعر الفياضة يقول باشيلار : ((إن عمل ربة البيت في تنظيم قطع الأثاث في الحجرة، والانتقال من هذه الحجرة إلى تلك ينسج علاقات توجد ماضياً قديماً جداً مع عهد جديد، إن ربّة البيت توقظ قطع الأثاث من نومها)) ([225">).

وهذه الصورة الكابية للبيت عند حمزة شحاتة نتيجة لعلاقة خاصة به، فالبيت كان العالم الذي جرّب البحث فيه حمزة عن السعادة فلم يجدها من خلال ثلاث زيجات انتهت كلها بالفشل. كان ((الزواج الأول غلطة، والثاني حماقة، أما الثالث فإنه انتحار)) ([226">).

2 - المدرسة :

المدرسة هي القابلة الثانية بعد “ البيت ”، تترسخ فيها قيم البيت، أو تنشأ فيها إشكالية الازدواج بين المفاهيم والممارسات.

المدرسة تُعلم الفضائل من صدق، وعفّة، ورحمة، وصبر، وحلم، وتضرب النماذج على ذلك كله في كتب الدين والتاريخ والأخلاق، لكن هذا التعليم النظري يصطدم بالواقع، فالطفل يرى أستاذه يكذب، ويخاف، ويرى أباه وأمه يكذبان، ولا ينجو من عقاب الجميع إلا باصطناع الأكاذيب، وهنا تتكشف الحياة عن ازدواجية بين مُثُل البيت والمدرسة وواقع الممارسة فيهما، يرى من يقول شيئاً، ويفعل ضدّه، ومن يخاف القانون، ولا يخشى تأنيب الضمير فتنشأ عقدة عصبية أخرى([227">).

ولهذا تفشل المدرسة في بناء الرجال الفضلاء، وإن علمتهم الأخلاق([228">). والسبب “ الجهل بعلم التربية ” ((الدراسة عندنا لا تزال قائمة على حشو الذهن بالمعلومات والقواعد، وعلى إرهاق الطفل، وكبت نزعاته النفسية والوجدانية، وها نحن نرى آثار هذه العيوب في “ انمحاء آثار الشخصية ” من جميع من تخرجهم المدارس، وفي كلال أذهانهم، وأعصابهم، وفتور حيويتهم الفكرية. فلا نكاد نجد أثراً لنشاط الفتوّة في نفوس أبنائنا.. فالغلام عندنا مطبوع بطابع الكهل، والشاب مطبوع بطابع الشيخ الهرم)) ([229">).

المدرسة بهذه الصورة القاتمة نتيجة للفراغ بين الكائن والمكان، وانعدام التفاعل وفتور العلاقة بين المعلم والمدرسة، فاختيار المربي الفاضل مسألة في غاية الخطورة، ((وإذا كانت طبيعة حياتنا قد أفقدتنا الأب والأم الرشيدين فلا أقلّ من أن تعوّضنا التربية المدرسية أساتذة يقودوننا بحكمة وخبرة ليعدّلوا ما فينا من اعوجاج)) ([230">).

هذا الفراغ الوجداني جعل مدارسنا ((معامل تفريخ كل غايتها أن تدفع عدداً من حملة الشهادات، لا يعرفون فناً تجريبياً، ولا علماً عمليّاً، ولا صناعات يدوية، تفتح في الحياة ميادين نشاط جديدة، غير ميدان الوظيفة، والمكتب، والديوان)) ([231">).

وجعل الحياة فيها ضرباً من “ ضروب النعاس الثقيل ” ([232">).

وجمالية المكان إنما تتحقق بعلاقة جديدة بين كائنات المكان، حيث تصبح تربية البيت حرّية فاضلة، لا زواجر فضة، وتربية المدرسة عملاً وإدراكاً وممارسة لا آليات فكريّة، وقواعد مكرورة([233">).

هذه العلاقة الجديدة هي التي حشدت لها إنجلترا أعظم رجالها من ساسة وأدباء وفلاسفة وعلماء وفنانين فكان القرار في عشرين مجلداً ضخماً([234">).

والنتيجة شهود حضاري للإنسان، وجمالية في المكان، واتساق واعتدال وتوازن في كل شيء([235">).



3 - المدينة :

المدينة في الوعي الثقافي المعاصر في الغرب والشرق ذات صورة قاتمة، فهي أحد نتائج العلم الحديث بكل مساوئه ومحاسنه، إذ شهدت المدن الحديثة في العالم ويلات الحروب، واصطدمت بلهيبها المحرق، وغاصت في دخان المصانع، ونفاياتها، وقام التصميم العمراني فيها على “ الوحدة ” أكثر من الاندماج الذي كان موجوداً في القرية بامتدادها الأفقي، وأفنيتها المفتوحة، وبيوتها المتلاحمة، فانكمشت العلاقات الإنسانية، وتقطعت أواصر القربى. ولهذا حين نفتش عن صورة المدينة في الوعي الشعري - مثلاً - وهو بطبيعته وعي مرهف - نجدها تعجّ بالاغتراب، والجدران العالية والبهرج الخادع، والإيقاع اللاّهث، والخوف، وأوكار البغايا، وشريعة الغاب([236">).

وهذه هي صورة المدينة عند حمزة شحاتة ((منطق الغابة هو واقع المدينة بزيادة طفيفة هي القانون)) ([237">).

منطق الغابة هو الذي سوّغ لبعض أقارب حمزة الاستيلاء على أمواله في ((صفقتين ماديتين فادحتين في حياته)) ([238">)، حيث وضع ما يدخر من المال في يد أحد أقاربه ليقوم باستثماره فغدر به، وما إن استرد أنفاسه حتى وقع في قبضة أحد أصدقائه. هذا المنطق هو الذي أوقعه في حبائل الاقتران بالمرأة ثلاث مرّات تنتهي جميعها بالطلاق([239">).

المدينة في رؤيته بلا مدينة ولهذا لا تستحق الحب ((إن الحب في بلد مايزال نصيبه من المدينة ضئيلاً - كالقاهرة مثلاً - أشبه بلعبة الثلاث ورقات لا يؤخذ بها إلا الساذج العزير، ترى ما الأمر في لندن وباريس ونيويورك؟!)) ([240">).

وهي كائن جامد لا يتغيّر - والجمود في عرف الفنان هو الموت - فالمدينة بهذه الصفة ((عاجزة عن استفزاز مشاعرك الفنية وتغذيتها)) ([241">).

لم يجد حمزة في المدينة قلباً رحيماً، ولا زوجاً حانية، ولا صديقاً مخلصاً، ولا حركة تستفز المشاعر، فانكفأ على ذاته باحثاً عن مدينة فاضلة في أعماقه البعيدة.

وحين نستقريءُ صورة المدينة في شعره نجد حنيناً إلى المدينة، كما في قصيدة “ وُج ” التي يذكر فيها ماضيه الجميل في رحاب ذلك الوادي، ويجعل العيش بعيداً عنه ضرباً من الكذب والفجاجة :

كذب العيش بعد يومك يا وُجُّ

مريراً، والعمرُ بعدك فجا([242">)



ولا يكاد يردُ حديثه عن المكان إلا في سياق الإحساس بالغربة، والضيق والقيود، والعقوق والنقائص كما في قصيدته جدة التي دفن العقل بين شاطئيها في أول بين عندما قال :

النُّهى بين شاطئين غريق

والهوى فيك حالم لا يُفيق([243">)



وقصيدته “ أبيس ” التي قالها في مصر، وتذكر فيها مكة المكرمة مسقط رأسه، فتجلت أحاسيسه مثقلة بالتحديّ للأعداء الذين طال صمته عن سفاهاتهم :

يا حنايا أم القرى فيك قرّت

مهج ما انطوت على شحناء

بيد أن الأذى، وعدوانه السا

در، قد أججا لهيب العداء

فليكن وزره على رأس جانيـ

سه هجيراً يلوب في رمضاء



قد بلغنا بالصمت آخر حدّيـه لياذاً بشيمة الكرماء([244">)



4- الوطن :

الوطن في الإبداع له حضوره الخاص، وتشكلاته الجماليّة المتعددة، بتعدد رؤى المبدعين، وخبراتهم الجماليّة، ومواقفهم الشعورية. يظل الوطن محتفظاً بقيمته، فهو المكان الذي يشعر فيه الإنسان بالانتماء، ويلتذ فيه بالبذل والعطاء، واختلاف الصور أيّاً كانت ألوانها وظلالها، وخلفياتها، تشكل في النهاية موقفاً وجدانياً من الوطن لا خلاف حوله، وهو أن الوطن مدار العشق، وقصيدة الشعر التي لم تكتب أيّاً كان ذلك الوطن فميسون بنت حميد بن بجدل تلك البدوية التي تزوجها معاوية بن أبي سفيان ونقلها إلى حاضرة الشام، رفضت هذا العالم الجديد لعدم إحساسها بالانتماء إليه، فحنت إلى وطنها القديم وطلبت من معاوية أن يعيدها إلى أحضانه قائلة :

للبس عباءةٍ وتقّر عيني

أحبّ إليّ من لبس الشُّفوف

وبيت تخفق الأرياح فيه

أحبّ إليّ من قصر منيفِ([245">)

وحين نتتبع صورة الوطن عند حمزة شحاتة في فلسفته نجدها إلى الحياد أقرب منها إلى التآلف أو العــداء، فالوطـن عنده ((عبارة عن مصلحة، أو ضرورة وفي بعض الأحيان تعليم يُفرض كي يُنشيء الشعور بها)) ([246">).

ولا خلاف في أنّ الوطن مصلحة، وضرورة، فالإنسان مدنيٌّ بطبعه، والوطن هو المكان الذي تنشأ في ظلاله المدنية وتقوى، ويشعر الإنسان بوجوده، ومكانته، فالوطن الذي يحقق شهوداً حضارياً، يمنح أبناءه مكانة لا تتحقق لأبناء بلد يغطّ في غياهب الجهل والانطفاء الحضاري.

وانتماء الإنسان إلى الوطن عند حمزة “ ضريبة ” يجب أن يدفع الإنسان ثمنها، ولا مـجال للتنصل من تبعاتـها ؛ لأن الوطــن لا يستبدل به غيره ((ولا معدى من الصبر، والإذعان، في وسعك أن تترك منزلاً لا يرضيك إلى غيره، ولكن المسألة بالنسبة لوطنـك ومجتمعك مختلفة، أيها المواطن الحرّ الصالح)) ([247">).

والمواطن الصالح لكي يكون صالحاً، وفعّالاً في بناء وطنه، لابّد أن يشعر بقيمته بوصفه إنساناً، فإذا كان للوطن حقوق على المواطن، فإن على الوطن واجبات ينبغي أن يقوم بها، حتى لا تموت المواطنة في نفوس الأبناء و((كيف لا تنعدم الوطنية، وتموت الدوافع الشريفة في وطن، القوت الضروري هو شغل أهله الشاغل. إن الفاقة تقتل أشرف الدواعي في النفس))([248">).

ويرسم حمزة شحاتة صورة كابية للزقاق، وللمحاكم، لا تخرج عمّا وجدناه في البيت والمدرسة والمدينة. وهذه السوداوية القاتمة لا تكاد تستثني شيئاً من هذا العالم، فالحياة على الأرض عقوبة كبرى ((إن أية عقوبة لا تبلغ شدة النفي إلى الأرض)) ([249">).

ولهذا تآزرت أفكاره ورؤاه الشعرية على النفور من هذا المنفى، وكيف يرضى المدان بزنزانته والعصفور بقفصه. يقول في قصيدته التي تختصر معاناته مع هذا العالم :

رحلةٌ تثمر اللغوب وخيط

من حرير يقتادُنا للشقاءِ

وشجون لا تنتهي وصراعٌ

يسحق الصبر دائم الغلواء

الحجى فيه حائرٌ في ظلام

والأماني موؤدة الأصداءِ

والخيالات في دُجاه شمو

عٌ ثرة الدّمع ذابلاتُ الضياء

والأسى فيه للجراح يغنيّ

عبرتيه محولك الأرجاء

ينشد الفجر وهو ناءٍ غريب

ضائع مثله شهيد الدعاءِ

ألهذا تشقى النفوس بما تهوى

وتكبو الغايات بالعُقلاءِ؟

ويهيم الخيال في ظلمة الحيرة

يسري على بصيص الرّجاء

وتفيض القلوب منطوياتٍ

بجراح الأسى على البُرحاء

يا بريق السراب أسرفت في الجور

وأثخنت في قلوب الظماء([250">)



الأرض بكل ما فيها من “ أماكن ” ليس بينها وبين حمزة شحاتة ألفة، فهي “ أماكن ” معادية، وقد جعل الدكتور الغذامي الأرض محوراً من محاور النموذج الدلالي لأدب حمزة شحاتة الذي يقوم على ثنائية الخطيئة والتكفير([251">).

“ فالمكان ” هو الجحيم، وقبح المكان وجحيمه ليس شيئاً لازماً له، ولكنه نتيجة علاقة مختلة، أو لنقل علاقة غير جميلة أذهبت بهاء المكان، وأفسدت جمالياته، هذه العلاقة غير المتكافئة بين “ مكان جميل ” و“ إنسان غير جميل ” فرضت هذه النتيجة التي رأينا انعكاساتها على أدب حمزة وفكره وحياته، فقد كان أحد قرابين هذا التنافر البغيض. يرى الكسيس كاريل أن الانفعالات التي تنتاب الإنسان متباينة حيث السعادة والتعاسة، والفرح والحزن، ومرد ذلك الرغبة في تحقيق الأحلام والتطلعات فتتخذ الحياة مظهراً مختلفاً تبعاً لحالته النفسية الأمر الذي يشيع الحب والبغض في منطقه([252">).

إن عبقرية حمزة شحاتة تكمن في “ لغة الهدم ” كما يقول، فقد عمد إلى أماكن جميلة، كالوطن، والمدينة، والبيت، والمدرسة، فجعل من الجميل “ قبيحاً ” ونحن بلاشك نختلف معه في هذه الرؤية السوداوية القاتمة، ولكن الفن إنما يكون فناً بقدرته على التأثير، حيث يقلب الفنان معادلات الأشياء، ويشكك في الإلف - في أمور يمكن أن نقبل فيها الشك بالطبع وليس في مسلمات دينية ثابتة - ليرينا الأشياء من زاوية أخرى قد نختلف معها ونمقتها، لكننا نؤكد عبقريته وتفرّده، وإذا كان الفنان يمكن أن يجعل من القبيح جميلاً كما ذهب تين وغيره من فلاسفة الجمال، فإنه يمكن أن يجعل من الجميل قبيحاً، والاتفاق والاختلاف مع الفنان في مواقفه شيء، وتقدير فنّه شيء آخر، مع إيماننا بأصالة الفن أولاً، وحقنا في الاختلاف معه بعد تقدير الإبداع فيه([253">).

المكان في الفلسفة الجماليّة عند حمزة شحاتة ذو “ معطى سلبـي ” في الغالب الأعم، إلا في صورة الوطن حيث يتوازى معطيان “ إيجابي وسلبـي ” يتفوّق أحدهما على الآخر بسبب من “ العلاقة التبادلية ” بين الوطن والمواطن، فالوطن والمواطنة حقوق وواجبات، متى أحس المواطن بوجوده وانتمائه وحصل على حقوقه كاملة كانت المواطنة الحقة، وحين تختل هذه المعادلة تذبل العلاقة، وتظهر الصورة الكابية والمعطى السلبـي للمكان، فلا يجد المواطن لدلالة الوطن معنى في نفسه.

أما الأماكن الأخرى “ المدينة - البيت - المدرسة ” فكلها ذات معطيات سلبيّة. المدينة شريعة غاب، تموت فيها العلاقات الإنسانية، وتتخشب المشاعر، وتتوقف الإثارة.

و“ البيت ” مدار للقمع والتفاهات، والمدرسة عالمٌ مليء بالأكاذيب، وملاذ للنعاس الثقيل، ومعامل لتفريخ الأذهان الصدئة، والأفكار البليدة.

والذي لاشك فيه “ أن معاناة ” حمزة مع الزوجة، والأصدقاء، أضف إلى ذلك “ فرط الحساسيّة ” و“ النبوغ ” كانت مجتمعة خلف تلوين المكان بهذه الألوان الكابية، وصبغه بتلك المعطيات السلبيّة. وكل هذا بحثاً عن “ مكان أجمل ” وإنسان أكثر جمالاً، يظل يبحث عنه الفنان فلا يجده، لأن الفن بحث في المستحيل وحديث عن الممكن.



جماليات الحيوان

الكون بنية محكمة، غاية في الجمال، جمال في الطبيعة، وجمال في الإنسان، وجمال في الحيوان، وجمال في الأفكار، وجمالٌ في علاقات الأشياء، وعلاقات الأفكار.

والحيوان مفردة جميلة في هذه البنية المحكمة الجميلة، ((حيث التركيب المدهش، والألوان المثيرة، والوظائف البديعة، والغرائز المحكمة، والحركة التي تأخذ ألف إيقاع وإيقاع)) ([254">)، ولهذا قال تعالى والأنعام خلقها لكم فيـها دفءٌ ومنافع ومنها تأكلون، ولكم فيها جمالٌ حين تريحون وحين تسرحون (([255">).

يقول محمـد قطب : ((إن توجيه نظر الإنسان إلى الجمال في الأنعام ذات “ المنافع ” المتعددة، له دلالته فيما ينبغي أن يكون عليه الإنسان في التصور الإسلامي، فهو مخلوق واسع الأفق، متعدّد الجوانب، ومن جوانبه الحسيّ الذي يرى منافع الأشياء، والمعنوي الذي يدرك من هذه الأشياء ما فيها من جمال، وهو مطالب ألا تستغرق حسه المنافع، وألا يقضي حياته بجانب واحد من نفسه، ويهمل بقية الجوانب، فكما أن الحياة فيها منافع وجمال، فكذلك نفسه فيها القدرة على استيعاب المنفعة، والقدرة على التفتح للجمال..)) ([256">)

والحيوان عند حمزة شحاتة ((جزء من الطبيعة التي نرتاح إليها، ونحبها، ونربي كثيراً من ملكاتنا الفكرية، ومشاعرنا النفسية على حسابها، وفي الحيوانات بعد أكثر جوداً علينا من الطبيعة، وآمن مفتتناً ونحن بها أكثر امتزاجاً)) ([257">).

الحمار :

وحمزة شحاتة وهو يتأمل بفكره النافذ مكونات هذه البنية استوقفه “ الحمار ” فقدم لنا - في ثلاث مقالات نشرت بجريدة صوت الحجاز عام 1355 هـ ثم جمعها الأستاذ عبد الحميد مشخص بعد ذلك مع عدد من المقالات الأخرى في كتاب سمّاه “ حمار حمزة شحاتة ” - رؤية جمالية متميزة عن الحمار، وكان سابقاً بها لتوفيق الحكيم صاحب “ حمار الحكيم ” و“ حماري قال لي ” ([258">).

والحمار رمزٌ للحسّ البليد، والصوت المنكر، في القرآن الكريم وفي تراثنا العربي، لكن حمزة شحاتة يقدمه لنا في صورة نابضة بالأحاسيس المرهفة، والمشاعر المتدفقـة، والأفكار الخلاّقـة، وقد عمد الأديـب الرائد عبد الله عبد الجبار إلى استقراء هذه المقالات الثلاث، في دراسة لا تخلو من المتعة والرؤى الفذة التي تدل على فكر نقدي بارع.

وتلك المقالات - كما ذكر الأستاذ عبد الله عبد الجبار - يمكن تقسيمها إلى قسمين :

1 - مرافعة عامة عن الحمير ضد ابن آدم المستبد.

2 - وصف خاص لحمار المؤلف في نزهة قصيرة([259">).

وحين نتناول “ الجانب الجمالي ” في تلك المرافعة نجد أن الحمار يبدو طيباً، نشيطاً، قويّ الاحتمال، لكن الإنسان أساء فهمه، وظلمه، ودنس سمعته فكان أحد ضحايا الظلم البشري([260">).

الحمار له جاذبيّة خاصة لا يمكن تفسيرها بتناسب أعضائه، ولطف حجمه وفراهته، ولا بشيء خفي وراء شياته الظاهرة، وهو ذو أناقة ووجاهة يفتقدها بعض بني آدم، وله ابتسامة لا يدرك سحرها إلا من عناه من أمر الحمير ما عنى حمزة([261">).

وهو جم التواضع، يتنكر لذاته، شبيه بالإنسان في كماله البشري من حيث الأخلاق والمزاج النفسي، ولا يمكن أن تجتمع فيه هذه الفضائل الثابتة، مع رذائل ألصقها به بنو آدم.

وفيه خفّة، وفي حركاتــه حـلاوة، وفي نظراته معانٍ تفيض بالعذوبة. “ ديموقراطيٌّ ” منصرفٌ عن الخيلاء، مطيع لراكبه الذي يصادر إرادته، ويجهده ويفسد تقاليده وآدابه([262">).

أما صوته فهو منكرٌ بمقاييس “ النعومة والاعتدال ” إذا جعلناها كل مقومات الصوت الحسن، أما حين نحكم في صوته “ الذوق الجديد ” الذي يُعنى بالقدرة الفنية على التنويع والتأليف، وإحكام النسب وتحريرها ويعد النعومة أنوثة لا تليق بفن إنساني يقود العواطف والأفكار كالغناء سلكناه في طليعة الموسيقيين الموهوبين([263">).

وهو في غنائه ذو ذوق رفيع، فلا يغني إلاّ إذا كان المجال مهيئاً له، بخلاف الإنسان الذي يقوده خياله المريض للغناء في كل وقت([264">).

وبمقتضى “ النهج الجديد ” في نقد الأصوات يصبح نهيق الحمار أو غناؤه كما يعبر حمزة شعراً يأمن فيه صاحبه من اللحن وتشويه الألفاظ، ومسخ المعاني، وتترامى “ شعرية الصوت ” إلى “ شاعرية الإدراك ” فالحمار من أكثر الحيوانات ولعاً بالطبيعة وشعوراً بمفاتنها، وهذا دليل شاعريته([265">).

ونحن حين نتأمل صورة الحمار في الفكر الشعري نجدها لا ترد إلاّ في سياق الطبيعة الحافلة بمعاني الخصب والحياة، حتى إذا صوّح النبت واشتد الحرّ عليه ساق أتنه، واتجه إلى موارد المياه بحثاً عن شربة ماء يطفىء بها عطشه([266">).

وإذا كانت هذه الصورة التي رسمها حمزة للحمار تبدو في غاية الجمال في الظاهر والباطن، وفي العواطف والإدراك فإن صورة “ حماره ” تبدو أكثر جمالاً، فحماره “ نمط خاص ” بين الحمير ((لو كان إنساناً لكان مكانه بين من تشتغل الدنيا بذكرهم من العظماء والفنانين ظاهراً مرموقاً)) ([267">).

يأنس لصاحبه، فيتلقاه بابتسامة فاتنة، وما أن يبدأ حمزة يداعب أذني حماره، كما يداعب الأب ابنه، يأخذ صدر الحمار في العلو والانخفاض، وإطلاق الشهقات الحارة تأثراً بتلك العواطف الجيّاشة([268">).

وحين امتطى حمزة الحمار أحس بنـزوعه إلى الاستقلال، ومهارته في المشي ووجاهة تصرفاته، ودقة تقديراته لمسالك الطريق، حيث كانت حمير القوم تتجه يميناً، ويأبى هو إلاّ أن يخالفها فيختصر ربع الطريق بعمق خبرته مع حداثة سنه([269">)

وينشأ بين حمزة وحماره “ توافق سيكلوجي ” و“ حدس ” يقرأ به كل واحدٍ أفكار صاحبه، فإذا كان حمزة مُحباً للطبيعة، عاشقاً لمكوناتها الجمالية عشقاً خاصاً، فإن حماره يملك هذا الحس الجمالي المتفرد، ولهذا حين صاح بعض رفاق حمزة في الرحلة قائلاً وصلنا، ثم ترجل عن حماره، رفض حمار حمزة الوقوف، وأوغل بين الجبال حتى انفرجت تلك الراسيات عن صخور يتفجر منها الماء، وتجللها الأعشاب، ويعطرها الشذى الفواح، وتكسوها السكينة بأردية من السحر والجمال([270">).

وظل حمزة يراقب الحمير، فرأى الحمير البدوية منصرفة عن جمال الطبيعة ؛ بسببٍ من الألفة الطويلة التي أطفأت جذوة الإحساس بالجمال، أما حماره فكان ((متنبهاً لدقائق واديه الفتان، وكانت تدور في رأسه خواطر وتتجلى في نظراته النشوى معان لعلها من خير الشعر وأروعه، لو كان إلى تصويرها من سبيل)) ([271">).

هذه الصفات الإنسانية التي يسقطها حمزة على حماره، تنـزع إلى الكمال والتفرد في الظاهر والباطن، وهي لا تكشف عن شيء بمقدار ما تؤكد عبقرية هذا المفكر، وخصوصيته في الإدراك، وقد ذهب عبد الله عبد الجبار إلى الربط بين شخصية الحمار وشخصية حمزة شحاتة في كثير من التصرفات ((والذين أتيح لهم أن يخالطوا حمزة شحاتة - من كثب - خليق بهم أن يلاحظوا تلك المشابهة بين شخصيته وشخصية حماره)) ([272">).

فإذا كان حمزة مولعاً بالتميّز، وكسر المألوف، ومحباً للانطواء، وشاعراً مرهف الحس، ومفكراً يشن حرباً أهلية ضد الزيـف والجمود فإننا نجد حماره ((يميل إلى التفرد والانطواء ومخالفة التيار العام تماماً مثل صاحبه حينما يتقوقع في حدود ذاته، وينطوي على نفسه وكتبه ويتأمل في الكون والحياة ويشرح المجتمع الذي يعيـش فيه، ويعري الإنسانية من أرديتها الزائفة حتى تغدو بشريّة سـافلة خيرٌ منها ألف مرّة تلك الحيوانيـة التي لا يحكمها إلا قانون الغاب)) ([273">).

لقد كان حمزة مولعاً بهدم قواعد الإلف وجمالياته، وبناء قواعد وجماليات جديدة تكشف عن خصوصية في التأمل، وتفرد في الإدراك، فالحمار الذي استقر في الوعي الجمالي رمزاً للقبح، والبلادة، يصبح عند حمزة “ كنزاً ” من كنوز الجمال، طمره الإنسان بجهله، وقضى عليه بحكمه الجائر، وهنا تكمن عبقرية الفيلسوف، وبلاغة الأديب، حيث تنهض الحقيقة الجمالية عنده على أنقاض حقيقة أخرى.

جماليات الحياة

الحياة - في كل ما سبق - “ قيمة جمالية ”، وهذه القيمة نتاج بنية مادية أحكمها الخالق عز وجل، وبنية أخلاقية روحيّة أنزلت من أجلها الكتب السماويّة، وأرسل الرسل، ووضعت القوانين، وشرّعت القيم.

وإذا كانت جماليات الكون ظاهرة لا تخفى، فإن جماليات “ النفوس ” و“ القيم ” ممّا لا يكاد يبين ؛ لما يحصل فيها من تلونات، ويطغى عليها من تحريفات وتطورات، قد تخرج الشيء عن أصله.

“ والحياة ” دار ابتلاء، يكون للجمال الخادع فيها - كما يعبر القرآن الكريم “ في مواضع عدّة ” أكبر الأثر في التردي والسقوط. من هنا يأتي “ جمال الجوهر ” الذي يتجلى في تحقيق الاستخلاف، وإعمار الأرض، وحراسة القيم النبيلة، وهذا “ الرصيد الجمالي ” هو الذي تعاني من مديونيته وعجزه أمم، ودول، وأفراد.

والدين، أساس هذا الرصيد، والفن والفكر أكبر مصادر دعمه وتعزيزه.

وحين نقف على الفلسفة الجمالية “ للحياة ” عند حمزة شحاتة نجدها مجالاً خصباً لكشف جانب آخر من جوانب وعيه الشمولي، وحسه الحيّ. فالحياة عنده كلمة تشع بالدلالات المتعددة وربما المتضاربة نتيجة ارتباطها بسياقات وحمولات ومواقف متباينة، كان فيها حمزة محباً تارة وكارهاً تارة أخرى، وكان في الحالين مفكراً كبيراً، وفناناً مبدعاً.

فالحياة ((هي مجموعة ما تحتويه حياة الإنسان من الصـغائر، والتفاهـات في شكل متاعـب ومسرات)) ([274">) وهـي ((كميادين الحروب، لا اهتمام فيها بمن يسقط، وإنما بمن يبقى قبل انتهاء المعركة..)) ([275">). وهي ((عبارة عن عملية احتراق، حتى في حالة السكون)) ([276">).

وهي بذل وعطاء وتضحية ((أن تبذل كل جهدك، وكل وقتك للعمل هذه هي الحياة))([277">).

وهذا البذل ليس للمصالح الشخصية، واستبقاء الحياة الخاصة، وإنما لبناء مجتمع فاضل يـمارس حياة كريمـة ((أي عمل رائع في أن تناضل لاستبقاء حياتك؟!

العمل الرائع أن تناضل لاستبقاء حياة الآخرين ؛ عندما يفرضهم ضعفهم عليك)) ([278">).

هذا النضال هو الذي يجعل للحياة قيمة، فالأنانية، والأَثَرة لا تصنع حياة إنسانية ؛ لأن البحث عن الحقوق وإغفال الواجبات، وتقديم الذات على المجموع، هدم لمعنى الحياة الذي لا يتحقق إلا بالتناغم والتشاكل والانسجام، وحين تكون الحياة حياة لا يكون لها ثمن ((لكل شيء في العالم ثمنه إلا الحياة والفكر والحريّة)) ([279">).

والحياة رغبة وتطلعات، ولهذا كانت الرغبة أقوى أسباب الحياة([280">). وحين تموت الرغبة في الحياة، وتتلاشى التطلعات لا يبقى للحياة معنى ((إن كل شيء يتحطم، إذا لم يبق في حياتنا ما نتطلع إليه)) ([281">).

والرغبات والتطلعات في الحياة كثيرة، ومختلفة باختلاف الوعي الجمالي، فالذي يروقه البهرج الخادع، واللذات الزائلة ينساق وراء السراب حتى لا يجد في النهاية إلا الخسران المبين. والذي يفتش عن الجمال الحقيقي، ويبحث عن الجوهر تعلو عنده القيم، فتتوازن مطالب الروح مع رغائب الجسد، والحقوق والواجبات ((إذا وسعك أن تضع في ميزان عملك لآخرتك مقدار ما تضع في ميزان عملك لدنياك فقد نجوت)) ([282">). ولهذا لا يتوقى شرك الجمال

الكاذب، ولا يحقق المعادلة إلا قلة من الناس، يتأسس وعيهم الجمالي على فطنة بحقائق الأشياء والأفكار ((ما غالبت الدنيا إنساناً إلا غلبته، إلاّ من أشاح عنها وزهد فيها، وذلك هو الانتصار)) ([283">).

وبسبب اخـتلاف الرغائب، وتباين المواقف تتحول الحياة إلى ساحة نزال ((تغير معنى الكفاف في البلاد المتقدمة، فلم يعد من حق الإنسان أن يعيش، بل أن يحيا، ويدخـر، ويقتني، ويستمتع بكل منتجـات الحضارة على نحوٍ مُرضٍ. فطبيعي إذن أن يتسع نطاق الصراع بين الأفراد والجماعات، وأن تتغير معاني المباديء والمثل العليا، والقيم الأخلاقية، فهذا منطق المعركة، والحاجة البشرية))([284">).

والبطل والضحية هو الإنسان، ((من بداية الحياة حتى نهايتها، كانت هناك حرب واحدة، متصلة هي الإنسان، وكل المعارك والأحداث في تاريخها آثار صور مصغرة لـها، وباختصـار، الحرب المدمـرة والباقيـة هـي الإنسان)) ([285">).

إن للحياة منطقها الخاص الذي يعيه العقلاء وأولو الألباب، وللعقلاء منطقهم الخاص الذي تعيه الحياة، فالزينة الزائفة لا تستوقف ذا اللّب، وإن كان هذا هو الخيط الذي يمسك به العشاق. ولهذا فالعقلاء لا يحبون الحياة حين تكون زيفاً، والحياة كذلك لا تحب العقلاء ((الحياة كالمرأة كلتاهما تحب الذكي، وتكره العاقل)) ([286">).

الحياة في منطق العقلاء شبكة من الصغائر والتفاهات ((ما أكثر صغائر الحياة، وما أكثر التفاهات فيها ؛ لأنها نسيج الحياة)) ([287">).

ولكن “ جمال الحياة ” مرتبط ارتباطاً وثيقاً بوجود هذه التفاهات والصغائر؛ لأنها أوهام تبعث السعادة في النفوس، حين تظل متعلقة بها، وباحثة عنها، وحاثة الخطى إليها، وإن اكتشفت في نهاية الأمر أنها صغائر وتفاهات ((كم هو شريف أن تخلو الحياة من الأوهام، والنفاق، والكذب، ولكن لم تصبح قبيحة، مريرة، إذا غدت هكذا؟!

إننا نقضي على سعادتنا عندما نطرد آخر الأوهام من نفوسنا)) ([288">).

هذه هي الحياة بكل تناقضاتها، علينا أن نفقه حقيقتها، فالحديث عن “ المثاليات ” في الحياة، والبحث عن “ اليوتوبيا ”، وحياة بلا منغصات أو صغائر أمر مستحيل، فعلينا أن نؤمن بهذه الحقيقة، وأن نتوازن داخلياً للسير في طريق مليء بالأشواك ؛ لأن صدمة هذه الحقيقة أخف من صدمة الإيمان بوجود حياة مثالية لا وجود لها ((الحياة في إجمالها ليست اختياراً، ولكنها شيء فرض علينا فلابد من استقبال متطلباته على أي نحو، وإذن فعلينا أن نحتفظ بكل قوانا وحواسنا وأعصابنا في حالة توازن واستعداد للسير مع السائرين.

في مسألة الحياة قبولها وتقبلها لا يستطيع الإنسان أن يهرب ليعيش وحده، إنه حيث يعيش منفرداً، سيقابل الحياة وتناقضاتها وصراعها ومرارتها، وسيجد من البداية وفي النهاية أن وجوده بين الناس ومعهم أكثر من ضروري، وأن أي تعقيد في الحياة وسوء انعكاساته على النفس والمشاعر أهون من تعقيد حياة يختارها ويحسبها خالية من المؤثرات والضنك)) ([289">).

الحياة مليئـة بالمحاسـن والمساويء، وفيها الجمال وفيها القبح، هذه حقيقتها. والعقلاء من يدركون هذه الحقيقة، ويدعون إلى اكتشافها وهذه هي غاية المفكرين والأدباء التي ((يجب أن تكون دعوة إلى اكتشاف مسرات الحياة ومحاسنها ؛ لأن النظـرة السلبـيـة إلى الحياة دليل الفتور وضيق مدى الخيال)) ([290">).

إن المتشائمين من واقع الحياة ليسوا ثائرين على الحياة، ولا كارهين لمباهجها ((إنما هي ثورة الراغب المستزيد، لا ثورة الكاره المجتوي)) ([291">).

وفي هذا المعنى يقول :

آمالنا ملء النفوس فهل ترى

صفرت من الآمال نفسُ الزاهد؟

وأرى الزهادة في مظاهرها تقي

من تحته لهب الطِّماح الخامد([292">)

والحياة قوامـها التجدّد، فليس للحياة “ جمال ” إذا كانت إيقاعاً رتيباً، لا جديد فيه، ((فالحياة-كما قلنا-حياة بالتغيير الدائم، والتجدد المستمر، والتطور هو معنى الجمال وسره فيها، والسعادة في رأينا هي المسرّة المتجددة)) ([293">).

فمعنى الحياة في ذاتها هو ((الزمن والحركة والتغيّر والتحوّل، وإلا كانت متحفاً جامداً لا فرق بين الصور القاتمة فيه، والصخور النائمة فيه)) ([294">).

والزمن الذي هو معنى الحياة لا يكمن في الدقائق والساعات والأيام والشهور والدهور وإنما يكمن في الشعور بها ((والزمن ليس إلا إحساسنا بالحركة والتحوّل ولو وقف كل شيء في أعيننا لا يريم مكانه لما كان الجمال، ولا كان الشعور بالسعادة)) ([295">).

والشعور الفياض بحركة الحياة وتحولها، هو الذي يدفع الإنسان للحركة الدائمة لفهم هذه التحوّلات، والاستعداد لها، ولهذا يختلف الأفراد، والأمم في قوة هذا الشعور، فالذي تكون الطاقة الشعورية لديه طاقة مشبوبة يكون مهيأ لإدراك طبيعة الحـياة، وما عدا هذا تدوسه عجلة الحياة، ويتخطاه الركب. والكثير من الناس يظل معلقاً بالقديم ؛ لأن للجديد مشقاته، وأيسر الحلول معاداة الجديد، ولكن يظل الثمن باهضاً لهذا العداء الأحمق ((إن الشعوب التي تتوقف عن السير مع تيار الحياة والتغيير، تضطر بعد إلى أن تعدو لاهثة، وبجنون، لكي تعوّض ما فاتها من الوقت، وفي هذا العدو الاضطراري مزالق الخطأ، وكبواته)) ([296">).

صنمية القديم، وعبودية الإرث. صنيع العقول الميتة، والأفكار المجدبة، أما العقول الحيّة، والأفكار المخصبة فهي التي تنفر من التقليد، وتكره الاجترار، وتأبى العبوديّة.

والجديد ينتزع المعتقدات، ويهزّ النفوس، ولهذا لا يتقبله كثير من الناس، لأنه يشكك في معارفهم، وهذا ما نجده مع دعوات الأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه عليه، ومع كل دعوة جديدة ((ومازالت النفوس أضعف استعداداً لقبول المفاجآت التي تحاول أن تنتزع من معتقداتها ومشاعرها، شيئاً له قيمته وقداسته، وله صلابته العنيدة.

وشأن الجديد في هذه السبيل، أن يكون رمز الإقلاق والبعثرة، وما يهون على النفوس والأفكار، أن تنزل عن قوانينها الأدبية، وتقاليدها وعقائدها، إلا مكرهة..)) ([297">).

الحياة حركة دائبة، وتطلع متوثب، ولا سبيل لفهم الحياة، والاستمتاع بـها، وتحقيق الوجود الإنساني فيها، إلا بالسعي في أكنافها، والتأمل في حركتها، والتوازن مع إيقاعها الذي لا يهدأ، توازناً دقيقاً لا تكون الحركة فيه تهوراً وإيقاعاً ناشزاً، ولا يكون الوقوف نوماً عميقاً، وموتاً أبدياً.

بهذا المقياس الدقيق تكون الحياة حياة حقيقية، ويكون الإنسان “ عملاً صالحاً ”، وعاشقاً للجمال في جوهره، والله جميل يحب الجمال.

وحمزة شحاتة كان يحدثنا عن الحياة في حقيقتها، لا عن حياته الخاصة، وعن شقاية العقل الحيّ، وجهاده لاستيعاب هذه الحقيقة، والتوازن معها، حتى أصبح رأس المفكّر هو مشكلته ((ذلك العبء الثقيل، هو رأسي الذي أنوء بحمله منذ تفطنت للحياة، وغُرست بتجاربها القاسية، ولو أن لي في موضعه من عاتقي رأس حيوان أعجم لما أخطأت العزاء في محنة فمن لي بذاك)) ([298">).

يقول عن إشكالية العقل النابض :

أرى عقلاء القوم فاضت صدورهم

أسىً، وأرى الجُهّال قد مُلئوا بشرا

قدحت زنادَ العزم في راجح النُّهى

وناشدته عهد الجهادِ، فما أورى

فأيقنت أن العقل أبطأ مركب

إلى غاية تستعجل الواثب البكرا

وما العقل إلا يومة طال جُهدها

فما نورت ليلاً، ولا أظلمت فجرا([299">)



إنها شكاية ابن مقبل، الذي أدرك هذه الحقيقة واصطلى بنارها فقال :

ما أطيب العيش لو أن الفتى حجر

تنبو الحوادث عنه وهو ملموم([300">)

يقول حمزة شحاتة :

وهي دنيا الشذوذ يرتفع الجاهل فيها ويستذل الحصيف([301">)

ومع هذا فالمفكر العظيم لا يجد المتعة، ولا يكتشف الجمال إلاّ في هذا النصب القاتل ((ليس أحبّ إلي من النصب في سبيل تعديل الموازين ومعاناة الحقائق واحتمال مشقة الهدم والبناء في نفسي وفكري، فإن كانت الحياة حياة باستمرار حركتها، وتجدد دواعيها، وتعدد صورها، فالنفس ما تكون النفس العميقة إلا بما يجيش بها من أسباب التغيير والتحول والتقدم

والتقهقر))([302">).

وجميع مجالات الفلسفة الجماليّة التي عرض لها حمزة شحاتة، تنوّع الحديث عنها بتنوع الجنس الأدبي الذي جسدّها شعراً ونثراً، فالفلسفة الجماليّة خلاصة أدب متنوع، فيه القصيدة، والمحاضرة، والمقالة، والرسالة، ولكل جنس أدبيّ خصائصه الفنية التي يستقل بها عما سواه، ممّا يجعل الحديث عن تلك الخصائص فوق طاقة هذه الدراسة، لثراء أدب حمزة شحاتة، ودقة صنعته، وتنوّع أسلوبه، وخصوبة معجمه اللغوي، وصوره الفنية، ولهذا نقول على وجه الإجمال إنّ أبرز خصائص الفن عنده تتمثّل فيما يأتي :










رد مع اقتباس
قديم 2012-10-31, 14:26   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
هيبة الرحمان
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام انا عندي بحث عن الاتصال والمجتمع ممكن تساعدوني بسرعة لان البحث ألقيه يوم الأحد من فضلكم










رد مع اقتباس
قديم 2013-01-01, 20:14   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
nadjia18
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

ارجوكم احتاج بحث حول نشاة وتطور الصحافة البريطانية










رد مع اقتباس
قديم 2013-01-01, 22:26   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nadjia18 مشاهدة المشاركة
ارجوكم احتاج بحث حول نشاة وتطور الصحافة البريطانية

العوامل المؤثرة في نشأة الصحافة :
رغم المحاولات العديدة لتقديم تعريف واحد جامع مانع للصحافة إلا أن التجربة التاريخية والواقع العملي يؤكدان صعوبة ذلك ، وقد اتخذ مفهوم الصحافة أبعاداً جديدة مع تطور الممارسة الصحفية ونمو الدراسات الصحفية ، بحيث لم يعد هناك مفهوماً واحداً للصحافة يمكن أن نتفق عليه وعلى هذا الأساس فإن أي محاولة لتحديد المفهوم الحديث للصحافة ، لابد أن تلجأ إلي أكثر من مدخل :
أولاً : المدخل اللغوي لتعريف الصحافة :
في اللغة العربية : جاءت كلمة ( صحف ) في القرآن الكريم قبل نشأة الصحافة نفسها في سورة الأعلى " صحف إبراهيم وموسى " ويقصد بها مجموعة الأوراق التي تحمل نصاً معيناً ومفردها صحيفة ، والصحافة بهذا المعنى هي مهنة من يعمل في الصحف . وفي القواميس والمعاجم الحديثة نسبياً يعرف الشيخ ( نجيب حداد ) الصحافة في لسان العرب بأنها ( صناعة الصحف ) وفي المعجم الوسيط ( إضمامة من الصفحات ) تصدر يومياً أو في مواعيد منتظمة.
في اللغة اللاتينية : تلقب الصحافة ( Journalism ) وهي مشتقة من ( Journal ) والأصل ( Jour ) أي يوم باللغة الفرنسية واشتق منه صحفي ( Journalist ) 0
- وتسمى أيضاً Press وهو اسم الآلة الطابعة التي قدمها جوتنبرج للبشرية وفي هذا إشارة لأهمية المطبعة 0
- وتسمى أيضاً الصحيفة ( جازته ) نسبة إلى ( Gazette ) وهو اسم العملة القديمة التي كانت تباع بها الصحف في إيطاليا في ذلك الوقت أما المصطلح الأحدث بالإنجليزية هو ( Newspaper ) ويعنى حرفياً ورقـة إخبارية دلآلة على مضمون ما ينشر في الصحف 0
ثانياً : المدخل القانوني لتعريف الصحافة :
وقد تصدت قوانين الصحافة والمطبوعات في جميع أنحاء العالم لتعريف الصحافة وفي القانون المصري الصادر عام 1936م فإن الصحيفة " هي كل مطبوع يصدر باسم واحد بصفة دورية في مواعيد منتظمة وغير منتظمة " وفي القانون المصري الصادر عام 1960 فيقصد بالصحف والجرائد والمجلات وسائر المطبوعات التي تصدر باسم واحد بصفة دورية والصحافة من وجهة نظر القانونيين هي مهنة من يعمل بالصحف 0
نشأة الصحف في أوروبا وأمريكا :
أولاً : الصحف المنسوخة :
رغم ما ذهب إليه بعض المؤرخين في أن المصريين القدماء عرفوا الصحافة إلا أن ما وجد من نقوش على الجدران أو ورق البردي لم تكن صحافة بالمعنى الذي نفهمه اليوم ، ولكن ربما تكون صحيفة ( أكتا دييرنا ) المنسوخة التي أصدرها الإمبراطور اليوناني يوليوس قيصر هي أول صحيفة غير مطبوعة في العالم 0
شهدت المدن الأوروبية طوال سنوات القرنين الرابع عشر والخامس عشر وجزء من السادس عشر لوناً من الصحف المنسوخة ، كان يكتبها تجار الأخبار لبعض الشخصيات الغنية أو ذات النفوذ المتعطشة لمعرفة أحداث العالم ، وكذلك الحال في أمريكا ( العالم الجديد ) الذي ظهرت فيه الصحف المنسوخة على يد أصحاب المقاهي وبالتحديد في المؤانئ الأمريكية 0
ثانياً : نشأة الصحف بمعناها الحديث في أوروبا :
بدأت في إيطاليا في أواخر القرن السادس عشر وتلتها إنجلترا وفرنسا في أوائل القرن السابع عشر ، أي أن منشأ الصحف كان القارة الأوروبية ويمكن تحديد عدد من العوامل التي ساعدت الصحف على الظهور أهمها :
1) ظهور بذرة الديمقراطية : فقد أسهمت نشأة الطبقة البرجوازية (التي تنتمي لكبار الأسياد) في أوروبا في تحرير العقول واتساع مجالات البحث وروح النقد وظهرت النظرية الحديثة التي تنص على أن الحكومة نظام وضعي لا ديني ، وأسهم ذلك كله في ظهور الحاجة إلى الصحافة التي تنشر وتذيع مقولات وحركات مفكرين عظام مثل مونتسكيو وفولتير وجان جاك ورسو وجون لوك وغيرهم 0
2) تقدم التجارة : واكب ظهور الصحافة المرحلة التي تحولت فيها المجتمعات الأوروبية من النظام الإقطاعي إلى النظام الرأسمالي وظهور الطبقة البرجوازية واحتاجت المرحلة التجارية إلي أخبار التجارة والمال وتغيرات السوق حيث أن التاجر يهتم بالإطلاع على الجديد ومغرم بالوقوف على أخبار المنافسين وهو مالا تستطيع النشرات الإخبارية المنسوخة أن تفي به 0
3) تقدم المواصلات : أسهمت الإختراعات العلمية الحديثة في الفترة التي تلت عصر النهضة الأوروبية بقسط وافر في تقدم وسائل الإتصال وطرق المواصلات ، مما أعطى الصحافة دفعة إلى الأمام ومن أبرزها تطور السكك الحديدية والبواخر إلا أن أهم تطور في وسائل الاتصال هذه كان إنشاء مرفق البريد الذي كان الأكثر ارتباطاً بالصحافة في جمع الأخبار وإرسالها للصحف أو في توزيع نسخ الصحيفة 0
ومن أبرز الإختراعات في هذا المجال أيضاً ( التلغراف ) عام 1845م في أمريكا ثم التليفون بعد ذلك بسنوات 0
4) تطور تكنولوجيا الطباعة : أغرى صدور الصحف بشكل دوري ومنتظم المخترعين على إجراء محاولات لتطوير الطباعة بحيث تفي بحاجة الصحف الجديدة كان منها اختراعات طورت آلة الطباعة نفسها وأخرى أهتمت بتطوير آلات الجمع بالإضافة إلى النجاح في طباعة أول صورة فوتوغرافية في التاريخ عام 1880 م0
 أولاً : التطور فى آلة الطبع نفسها : صنعت أول آلة كابسة من الحديد في إنجلترا عام 1798 والتي طبعت ثلاثمائة نسخة في الساعة ثم الآلة الطنبورية التي أسهمت في زيادة سرعة الطبع وحسنت نتيجته ، وفي مطلع القرن التاسع عشر أحدث الألماني فريدريش كوينج الألماني إنقلاباً في عالم الطباعة عندما تمكن من إدارة آلة الطباعة بالبخار ثم قدمت شركة ( هو ) عام 1846 فكرة الآلة الدوارة التي يكون فيها السطح الذي يحمل الحروف طنبورياً أيضاً زيادة في سرعة الآلة وتزامن ذلك مع إختراع الفرنسي كلود جينو للأم الورقية الرطبة التي تنتج قالباً واحداً متماسكاً للصفحة على شكل نصف دائري 0
 ثانياً : التطور في الآت الجمع : - بعيداً عن تطوير الآلة الطابعة اخترع أوتومار مرجنتالر الأمريكي أول آلة لجمع الحروف على شكل سطور متماسكة وهي آلة اللينوتيب وأمكن بها الإسراع في عملية الجمع التي كانت يدوية ثم توالى إختراع آلات للجمع كالإنترتيب والمونوتيب 0
 ثالثاً : طبع أول صورة فوتوغرافية في التاريخ : عندما ابتكر الأمريكي ستيفن هورجان عام 1880 م طريقة الشبكة التي تجزئ الصورة إلي نقط بيضاء وسوداء 0
5) إنتشار التعليم : عمل انتشار التعليم في مختلف دول أوروبا على نشأة الصحف وتطورها استجابة لمطالب الكثرة المتعلمة التي أفرزها نظام التعليم الأوروبي والتي وجدت في الصحف الجديدة زهيدة الثمن ضالتها المنشودة بعكس الكتاب مرتفع الثمن الذي لا يصدر بإنتظام 0
6) تقدم العلوم والفنون والآداب : بفضل إختراع الطباعة وجدت جهود العلماء والباحثين والأدباء والفنانين طريقها إلي الذيوع والإنتشار بين القراء فلما صدرت الصحف بعد ظهور الطباعة ببضع عشرات السنين وجدت في الاختراعات والاكتشافات العلمية ضالتها ووجدت الأعمال الفنية التي ازدهرت في عصر النهضة طريقها إلي القراء الباحثين عن الثقافة والمتعة في وقت واحد . وكان نتيجة ذلك ظهور الأبواب المتخصصة في الصحف العامة وظهور الصحف المتخصصة وابتكار أساليب صحفية جديدة أكثر عمقاً ودسامة من الأسلوب الخبري البدائي الذي كان يستخدم في الصحف الأولي 0
7) ظهور إقتصاد السوق : مع تحول البورجوازية التجارية في أوروبا إلي بورجوازية صناعية في مطلع القرن التاسع عشر ظهرت الحاجة إلى وسيلة للإعلان عن منتجات الصناعة ووجد أصحاب المصانع والشركات المختلفة أنه ليس أفضل من الصحيفة المطبوعة الرائجة للوصول بالإعلان عن السلعة إلى جمهور المستهلكين وبدأت الإعلانات مجانية ثم مع التوسع في الإنتاج الصناعي صار الإعلان مصدراً لدخل الصحيفة بعد أن فرضت الصحف أجراً على المعلنين لبيعهم مساحات إعلانية 0 وأصبح جلب الإعلانات ميداناً للمنافسة بين الصحف ودخلاً مادياً استغلته في تطوير الشكل وتطوير الخدمات وتحسين أنواع الورق في محاولة لرفع أرقام التوزيع وزيادة الربح الناتج والحصول على مزيد من الإعلانات التي تضمن للصحيفة حياة أطول 0

تطور الصحافة البريطانية :
ج
شهد منتصف القرن الـ17 نشأة الصحافة البريطانية إلا أن الصحف خضعت في تلك الفترة المبكرة لنظام خاص وضعه لها البرلمان بالإضافة إلى الرقابة التي أستمرت حتى قرب نهاية القرن الـ17 ( 1695 م ) وبعدها تمتعت الصحف بقدر من الحرية النسبية 0
القرن الثامن عشر : شهد ظهور أول صحيفة يومية وهي " ديلي كارنت " عام 1702م ومع جو من الحرية تتابع ظهور عدد من الصحف الأخرى 0
وتمثلت المضايقات الحكومية للصحافة البريطانية في القرن الـ18 فيما يلي 0
1) فرض رسم تمغة على كل نسخة من الصحف عام 1712م وتضاعف هذا الرسم ثلاث مرات خلال هذا القرن مما رفع من سعر الصحف 0
2) حرمان الصحفيين من الضمانات القضائية التي كفلها نظام المحلفين 0
3) كانت الصحف لا تتقاضى إعانة من الحكومة وتعيش على دخل الإعلانات 0
ملامح الصحافة في القرن الثامن عشر :
• بالإضافة إلى ظهور الصحف اليومية شهد هذا القرن ازدياد قوة الصحافة ونشأة صحف راسخة في لندن والأقاليم ومجلات مشهورة ومحررون كبار ومن أبرز صحف هذا القرن " ديلي يونيفرسال ريجستر " التي أسسها " جون والتر " والتي تغير اسمها لتصبح ( ذي تايمز ) 0
• شهد هذا القرن صمود الصحافة المعارضة أمام بطش السلطة واستطاع أحد الصحفيين مهاجمة البرلمان عشرين عاماً 0
• ظهرت صحف الأحد المصورة التي أهملت السياسة واهتمت بأخبار الحوادث والجرائم والأدب الشعبي ومن أبرزها ( صانداي تايمز ) و ( صانداي مونيتور ) بالإضافة إلى الصحف الشعبية ومن أبرزها الصحيفة الكاريكاتورية الساخرة ( ذي باتش ) 0



الصحافة البريطانية في القرن التاسع عشر :
شهد الثلث الأول من القرن الـ 19 ارتفاعاً كبيراً في أسعار الصحف الانجليزية لتكون الأغلى في العالم إلا أن إلغاء الضرائب تحت ضغط من الرأي العام أدي إلي حفض أسعار الصحف منذ منتصف القرن الـ 19 وتضاعفت أعدادها ومن الصحف البارزة في تلك الفترة بفضل استقلالها وقوة تأثيرها ( ذى ديلي تليجراف ) و ( ذي ستاندرد ) و ( ذي فاينانشيال تايمز ) 0
تطور الصحافة في فرنسا
يقال أن أقدم صحيفة في العالم كله هي التي ظهرت في ستراسبورج في أوائل القرن الـ17 عام 1609 م وهو العام الذي انتهى فيه جاليليو عالم الطبيعة والفلك من صنع المنظار الذي يحمل اسمه 0
صحافة القرن الـ 17 في فرنسا :
• شهد القرن السابع عشر في فرنسا وتحديداً في العام 1631 نشأة صحيفة ( لاجازيت دي فرانس ) على يد أبو الصحافة الفرنسية ( يتوفراست رينودو ) بعد انتظام البريد في فرنسا وتولى الدولة أمره وكانت أول صحيفة رسمية لضعف مادتها وتفاهة أخبارها0
صحافة القرن الـ 18 في فرنسا :
• شهدت السنوات الأولى من القرن الـ 18 تضييق الملكية في فرنسا الخناق على الصحافة وفرار عدد من الصحفيين الأحرار إلى هولندا وتهربت صحف ومنشورات إليها بالإضافة إلى الصحف السرية التي إنتشرت في فرنسا ذاتها وإعراض القراء عن الصحف الرسمية 0
• ابتداءاً من عام 1715م خففت السلطات الحاكمة قبضتها عن الصحافة والنشر مما أتاح الفرصة لبعض الدوريات الأجنبية أن تنزل إلى الميدان 0
• شهد القرن الـ18 وتحديداً يناير 1777 صدور أول صحيفة يومية في فرنسا ( لوجورنال دي باري ) بعد 75 عاماً من ظهور أول صحيفة يومية إنجليزية وقدمت لقراءها معلومات علمية وأخبار خفيفة بدلاً من المسائل السياسية وظلت الصحيفة الفرنسية الوحيدة حتى قيام ثورة 1789 م .
ثورة 1789م :
شهد عهد الثورة وتحديداً منذ 1791م إلغاء الرقابة على الصحف والترخيص المسبق وازدهرت الدوريات لتصبح ما يقرب من ( 1350 ) نشرة دورية مختلفة إلا أنها لم تكن تلبي احتياجات الجمهور وهو العام الذي صدر فيه أيضاً قانون تنظيم الصحافة وفرضت فيه قيود نالت الصحفيين المؤيدين للملكية أولاً ثم المشتبه في إخلاصهم للثورة وهي فترة شهدت صدور صحف ليبرالية وصحف رأي 0
ثم شهدت فترة نابليون تحديداً لعدد الصحف المصرح بها إلى (13) صحيفة بينما شهدت فترتي حكم ( لويس الثامن عشر) والملك (شارل العاشر) ضغوطاً متزايدة على حرية الصحافة 0


صحافة القرن الـ 19 في فرنسا :
شهد القرن الـ 19 ثورة يوليو 1830 م وجلوس الملك( لويس فيليب) الذى ألغى الرقابة على الصحافة وهى فترة شهدت إرتفاع أعداد المتعلمين وازدياد حركة العمران والتصنيع وتطور وسائل النقل ، وإحترام المعارك السياسية والإجتماعية التي جعلت للصحف جماهيرية لا يمكن الاستغناء عنها ، هذا بالإضافة إلى الثورة الصناعية التي أسفرت عن ظهور صحافة الجيب الحقيقية رخيصة الثمن وفيرة العدد على يد ( إيميل جيراردان ) الذي يعتبر مجدد الصحافة الفرنسية ، واعتمدت الصحف على دخول الإعلانات ومن أبرز صحف تلك الفترة صحيفة ( لابرس ) اليومية السياسية الأدبية وصحيفة ( لوبوتي جورنال ) وكان لجو الحرية الذي ساد الصحافة الفرنسية في الربع الأخير من القرن الـ19 أثره الظاهر عليها فزاد عدد الصحف وتضاعف عدد النسخ وازداد الاهتمام بالصحافة والتعلق بها بإعتبارها وسيلة الاتصال المعروفة في ذلك الوقت 0
الصحافة في الولايات المتحدة الأمريكية :
شهدت السنوات الأخيرة من القرن الـ17 صدور أول صحيفة في أمريكا الشمالية ( ذي بابليك أوكيرنسز ) عام 1690 في مدينة بوسطن وكانت الصحف الأولي التي صدرت في المستعمرات الإنجليزية في أمريكا صحفاً هزيلة حاولت تقليد الصحافة البريطانية دون نجاح يذكر 0


صحافة القرن الـثامن عشر في الولايات المتحدة الأمريكية :
• تميزت الصحافة الأمريكية في القرن الثامن عشر بأنها صحف ضعيفة وفقيرة رغم وصول عددها عام (1775 م) إلى (34) صحيفة منتظمة الصدور وذلك للفترة الطويلة التي يستغرقها إجتياز الأطلنطي وبطء البريد بين المستعمرات مما أثر على قلة الأخبار المقدمة وتأخرها 0
• مع نهاية حرب الإستقلال في أمريكا عام 1783 بدأ الأمريكيون في إنشاء مصانع مستلزمات الصحف من ورق وأحبار طباعة كما ازداد عدد الصحف ليصل إلى 43 صحيفة.
• نص دستور الولايات المتحدة الأمريكية الصادر في 17 سبتمبر 1791م وتعديله على كفالة حرية العبادة والكلام والصحافة 0
الصحافة الأمريكية في القرن الـتاسع عشر :
وهو العصر الذهبي للصحافة الأمريكية للأسباب التالية :
1) ضاعفت الهجرة من عدد السكان وخاصة في المدن 0
2) انتشار التعليم مع حركة الإصلاح التي بدأها الرئيس أندرو جاكسون عام 1828 م
3) تطور الطباعة وبداية صناعة الورق رخيص الثمن وتطور الملاحة التجارية ومد السكك الحديدية وخطوط التلغراف 0
4) شهد النصف الثاني من القرن ال19 في أمريكا ثورة تكنولوجية عارمة بعد نهاية الحرب الأهلية عام 1865م فتم مـد كابل تحت المحيط الأطلنطـي وازدادت سرعة الآلات الطابعة زيادة كبيرة وتطورت الإتصالات التليفونية وتهيأت الصحافة الأمريكية لقفزة كبيرة للأمام 0
ومن أبرز ملامح الصحافة في هذا القرن :
1) ظهور الصحف الكبري التي تهتم بالخبر الذي يجذب الجماهير والمعلنين وابتكار فنون أكثر جاذبية في الإخراج الصحفي وأميل إلى البساطة 0
2) من أبرز صحف تلك الفترة صحيفة ( نيويورك صن ) التي تخصصت في الحوادث المثيرة عام 1833م و( نيويورك هيرالد ) التى اشتهرت بالسرعة في تقديم الأخبار والمقالات الافتتاحية العنيفة ، ثم صحيفة ( ذي صن ) التي كان نموها بطيئاً ولكن صلباً ، و( ذي تريبيون ) التي دأبت في الدفاع عن القضايا النبيلة وحصلت على نفوذ فريد في الصحافة الأمريكية 0
3) صحافة المجلات في منتصف القرن التاسع عشر بالإضافة إلى صدور صحيفة نيويورك تايمز عام 1850 التي علا صيتها بفضل الموضوعية والأخبار الصادقة 0
4) انطلاق الموجة الثانية من الصحافة الشعبية رخيصة الثمن بعد نهاية الحرب الأهلية الأمريكية 0
ويمكن أن يشار إلى رجلين في تاريخ الصحافة الأمريكية لهما فضل كبير في هذه الموجة اعتماداً على منافسة كل منهما للآخر ( جوزيف بوليتزر - راندولف هيرست ) 0
وتميزت مرحلة المنافسة بينهما بضخامة رؤوس الأموال المستثمرة في الصحف بحيث دخلت الصحافة في مدار المشروعات التجارية وبرزت ضرورة تجمع الصحف في مجموعات احتكارية .
وتميزت المرحلة التي سبقت مطلع القرت العشرين بتضاعف أعداد الصحف اليومية والإسبوعية وفقدانها لشخصيتها وتحاشيها الخوض في مشكلات المجتمع واعتمدت الصحف مذهب الموضوعية الذي دعمته وكالات الأنباء الكبري إلا أن الجوانب السلبية التي عانت منها الصحف تمثلت في صعوبة تحقيق السبق والتميز في نشر خبر معين وظهور المحاكاة التي تتخذ من الصحف واسعة الانتشار مثلاً أعلى ومن أهم صحف نهاية القرن الـ 19 ( وول ستريت جورنال ) عام 1889 م0
https://shbabmedia.yoo7.com/t13-topic









رد مع اقتباس
قديم 2013-01-01, 22:29   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nadjia18 مشاهدة المشاركة
ارجوكم احتاج بحث حول نشاة وتطور الصحافة البريطانية
نشأة وتطور وكالات الأنباء الوطنية والعالمية


نشأة وتطور وكالات الأنباء الوطنية والعالمية

نشأة وتطور وكالات الأنباء العالمية

تعتبر وكالات الأنباء العالمية من المصادر الإعلامية الهامة التي تعتمد عليها وسائل الإتصال والإعلام الجماهيرية بشكل أساسي للحصول على المواد الإعلامية المختلفة وخاصة آخر الأنباء عما يجري حولنا من أحداث في العالم العاصف دائم التغير. وتدخل هذه الوكالات في إطار التبادل الإعلامي الدولي كجزءٍ من سياسات القوة التي تعتمد عليها الدول الكبرى والدول المتقدمة في العالم لتحقيق جزء هام من سياساتها الخارجية والدفاع عن مصالحها الحيوية في أنحاء العالم المختلفة (UNESCO: World Trends of News Agencies, in International Communication Media, Channels, Functions Edited by Heinz Dietrich Fischer and John C. Merrill. New York, Hastings House Publishers, 1970, pp. 57-65). وتعتبر فرنسا المهد الذي رأت فيه النور أول وكالة أنباء في العالم عام 1845.
الجمهورية الفرنسية

في عام 1840م كتب أنوريه دي بلزاك في مجلة باريسية مقالة قال فيها: "أن الجمهور يمكنه التصديق بأنه يوجد صحف كثيرة، ولكن في الحقيقة لا توجد إلا صحيفة واحدة ..... فللسيد هافاس مراسلين في العالم بأسره، وتصله الصحف من البلدان المختلفة في الكون، وهو الأول .... لأن كل صحف باريس امتنعت، لأسباب اقتصادية عن العمل لحسابها. بسبب المصاريف، ولكن المصاريف التي يتحملها السيد هافاس أكبر، وله الآن الاحتكار. وكل الصحف التي امتنعت في الماضي عن ترجمة الصحف الأجنبية، وعن اعتماد المراسلين، تتلقى اليوم المساعدة من السيد هافاس الذي يزودها بالأخبار الأجنبية في ساعة محددة لقاء مبلغ شهري .... وتقوم كل صحيفة بصبغ تلك الأخبار التي يرسلها إليها السيد هافاس باللون الأبيض أو الأزرق أو الأخضر أو الأحمر...." (رولان كايرول: الصحافة المكتوبة والسمعية البصرية. ترجمة: مرشلي محمد. ديوان المطبوعات الجامعية. الجزائر 1984. ص 101- 102).
ويعتبر شارل هافاس اليهودي الفرنسي، أول من أطلق اسم وكالة الأنباء على الوكالة التي حملت اسمه أي وكالة هافاس، في باريس عام 1845م، وكانت أول وكالة تمارس تجارة الأخبار والإعلانات في العالم (نفس المصدر. ص 102؛ ود. محمد علي العويني: الإعلام الدولي بين النظرية والتطبيق. مكتبة الأنجلو المصرية. القاهرة 1990. ص 110؛ ود. عبد العزيز الغنام: مدخل في علم الصحافة. الجزء الأول، الصحافة اليومي. دار النجاح. بيروت 1972. ص80). واستفاد هافاس من الخبرة التي تكونت منذ القرن السادس عشر لدى الصرافين في مراسلاتهم ، واستفاد خاصة من الحادثة التي سمحت لأسرة روتشيلد التي كانت تمارس المراسلة مع الصرافين أن تصبح من الأسر الثرية عندما علمت بخبر انتصار إنكلترا في معركة واترلو قبل حكومة ملك إنكلترا بثمان ساعات. واستفاد هافاس من الموقع الهام لمكتبه الذي افتتحه عام 1832، وسط العاصمة الفرنسية باريس بالقرب من مركز البريد، وبورصة باريس التجارية، والمحكمة، ومقرات الصحف الباريسية.
ومنذ عام 1857م أخذت وكالة هافاس تتمتع بشهرة واسعة، تتناسب وشعارها (المعرفة الجيدة والسريعة)، واستعملت وكالة هافاس كل الوسائل المتاحة آنذاك لتأدية عملها. من استخدام الحمام الزاجل في الاتصالات اليومية بين باريس ولندن وبروكسل. إلى استخدام التلغراف الذي أخترع عام 1837، ووضع في الخدمة العامة أمام الاتصالات الخاصة، اعتبارا من عام 1850 عبر الكابل البحري الذي امتد تحت مياه بحر المانش عام 1851، وتحت المحيط الأطلسي عام 1866، واستخدمت كذلك التيليسكربتور من عام 1880. وكانت وكالة الأنباء الفرنسية وريثة وكالة هافاس أول من استخدم الراديو تيليسكربتور في العالم عام 1950.
وعندما عانت وكالة هافاس من أزمة مالية حادة، أثناء الأزمة الاقتصادية العالمية، في ثلاثينات القرن العشرين، قامت الحكومة الفرنسية بالتدخل لمساعدتها مادياً.
ولما انهزمت فرنسا أمام ألمانيا النازية مع بداية الحرب العالمية الثانية، وقعت وكالة هافاس تحت السيطرة الألمانية، وحكومة فيشي الفرنسية التابعة لألمانيا، وأصبحت بذلك تابعة للديوان الفرنسي للإعلام، خاضعة لرقابة الدولة الفرنسية وجماعة تجارية ألمانية اعتبارا من خريف 1940 (رولان كايرول: الصحافة المكتوبة والسمعية البصرية. ترجمة: مرشلي محمد. ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر 1984. ص 105؛ ود. محمد علي العويني: الإعلام الدولي بين النظرية والتطبيق. مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة 1990. ص 110؛ وتقارير خاصة عن وكالات الأنباء. وزارة الإرشاد القومي، القاهرة). في ذلك الوقت الذي اتخذت فيه الحكومة الفرنسية الحرة من لندن مقراً لها تقود منه المقاومة ضد النازية، وليتحول بذلك مكتب وكالة هافاس في لندن وبعض مكاتبها الأخرى في العالم إلى أداة من أدوات كفاح حكومة فرنسا الحرة والحكومة المؤقتة في الجزائر ضد الاحتلال النازي (كانت الجزائر آنذاك تحت الاحتلال الفرنسي).
وبعد هزيمة النازيين وتحرير فرنسا من احتلالهم عام 1944، صدر مرسوم عن الحكومة الفرنسية بتاريخ 30/9/1944 يقضي بإنشاء وكالة الأنباء الفرنسية "AGENCE FRANCE PRESSE (AFP)"، كوريثة لما تبقى من وكالة هافاس، تتمتع من الناحية القانونية باستقلال كمؤسسة عامة مستقلة مالياً، مع إمكانية حصولها على إعانات مالية من الحكومة الفرنسية.
وفي عام 1954 ترأس AFP جان ماران، وكان يعمل فيها آنذاك حوالي 2000 موظف و700 صحفي، ولها 18 مكتب في فرنسا، و 92 مكتباً في الخارج، ومراسلين في 157 دولة. وكانت توزع حوالي 5 آلاف كلمة يومياً، إضافة لمصالحها في 138 دولة، و12400 مشتركاً بين صحيفة ومحطة إذاعية ومحطة تلفزيونية. و447 مشتركاً خاصاً.
وتوزع AFP أنباءها باللغات الفرنسية والإنكليزية والإسبانية والألمانية والعربية والبرتغالية. إضافة لامتلاكها لمراكز استماع للإذاعات الأجنبية، وخاصة إذاعة موسكو وبعض الدول الشرقية، والشرق الأوسط والشرق الأقصى. ومركزاها في ليما وسينغافورة اللذان يرسلان الأنباء الهامة مباشرة لمشتركيها في أمريكا اللاتينية وقارة آسيا دون الحاجة لإرسالها عبر باريس. وحققت أعمال AFP عام 1967 مبلغ 89,811,600 فرنك فرنسي، في الوقت الذي كانت فيه ميزانيتها لذلك العام 50 مليون فرنك فرنسي فقط (رولان كايرول: الصحافة المكتوبة والسمعية البصرية. ترجمة: مرشلي محمد. ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر 1984. ص 105-106).
وحسب مصادر AFP فإنها تنقل الأنباء بصدق وموضوعية، وتتسم بطابع استقلالي. ولكن المتابعة الموضوعية لما تنشره AFP يظهر لنا بوضوح أنها وسيلة من وسائل السياسة الخارجية الفرنسية، من خلال تركيزها في نقل الأخبار على الأولويات التي تراها مناسبة لها، بما يتناسب والمواقف الفرنسية. ومما يساعد AFP على الانتشار الواسع في العالم الخبرة الطويلة التي تتمتع بها، والمناخ السياسي العام في فرنسا، وإمكانياتها المادية والتقنية وقدرات السياسة الخارجية الفرنسية، إضافة لدعم الحكومة الفرنسية لها.

المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وايرلندا الشمالية

في عام 1851م افتتح جوليونس رويتر اليهودي الألماني الذي اكتسب الجنسية الإنكليزية عام 1857، وتعلم في باريس عند شارل هافاس، مكتباً للأنباء في لندن كشركة تجارية عادية، وسرعان ما تحول هذا المكتب إلى وكالة للأنباء ووسيلة هامة من وسائل السياسة الخارجية البريطانية، الأمر الذي ظهر جلياً واضحاً إبان الحرب العالمية الثانية.
واستفاد رويتر من مد الكابل البحري بين دوفر وكالي، ليوفر عامل السرعة في إرسال واستقبال الأنباء. ومن ثم حصل على موافقة سرية أثناء الحرب الأمريكية لمد كابل بحري عبر المحيط الأطلسي ربط بين مينائي كروك و كروكابين على ساحل ايرلندا. وسير سفناً سريعة أبحرت بمحاذاة السفن الأمريكية لتلتقط محافظ الأخبار الجاهزة منها وإيصالها لمراكز التلغراف التابعة له موفراً بذلك حوالي ثمان ساعات عن الطرق المألوفة آنذاك. وأطلق على هذه الطريقة اسم "التلغراف الناقص". وهي الفكرة التي استفادت منها الصحافة الأمريكية عندما أنشأت كبريات الصحف في نيويورك أول وكالة للأنباء اتفقت مع سفن الركاب المتوجهة عبر المحيط الأطلسي لالتقاط الأخبار الواردة من أوروبا عام 1848 بسرعة أكثر من انتظارها في نيويورك.
ومنذ العام 1941 أصبحت وكالة رويتر للأنباء مؤسسة مستقلة "تروست" وفق المفهوم البريطاني. وضم هذا التروست: نيوزبيبر بروبيتورز أسوسيشن، وشركة الصحف اللندنية، وشركة الصحافة، وشركة الصحافة الجهوية، وشركة الصحافة الأسترالية، وصحافة نيوزيلندة، وتعاونية الصحف الأسترالية والنيوزيلندية. ومعنى ذلك أن وكالة رويتر كانت ملكاً غير قابل للتجزئة لعموم الصحف في المملكة المتحدة، باستثناء الصحافة الشيوعية غير الممثلة في تلك الشركات.
وعمل في الوكالة حوالي ألفي موظف و500 صحفي، وكان لها 75 مكتباً في 69 دولة. ووزعت حوالي 1,3 مليون كلمة في اليوم على 6500 مشتركاً و4770 صحيفة في 120 بلداً في العالم. وكانت تملك أكثر مراكز الرصد الإذاعي في العالم، وأوسع خط للتيليسكربتور في العالم، يبلغ طوله 990,700 كلم حتى عام 1967 بامتياز استخدام نافذ لمدة خمسين عاماً. ومنذ عام 1961 استخدمت الكابل البحري الممتد تحت مياه المحيط الأطلسي: لندن ونيويورك (نفس المصدر السابق. ص 103-106، 568-569؛ ود. محمد علي العويني: الإعلام الدولي بين النظرية والتطبيق. مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة 1990. ص 111).
وتعرضت وكالة رويتر أثناء الحرب العالمية الثانية لأزمة مالية حادة، مما دعى الحكومة البريطانية لتقديم بعض المساعدات لها، إلا أنها سرعان ما استغنت عن تلك المساعدات.
ويقول الرسميون في وكالة رويترز، أن وكالتهم هي مؤسسة تمثل الصحافة البريطانية أساساً، وأنها تتوخى الموضوعية والدقة في أخبارها. ولكن تحليل مضمون موادها الإعلامية يبين أنها وسيلة من الوسائل الفعالة للسياسة الخارجية البريطانية، وأنها كسائر وسائل الإتصال والإعلام الجماهيرية البريطانية تستخدم أساليب غاية في الدقة لإخفاء نواياها الحقيقية، الأمر الذي يساعدها للقول "أنها تعمل بموضوعية".
جمهورية ألمانيا الاتحادية

أفتتح اليهودي الألماني برنارد وولف الذي تتلمذ في باريس على يد شارل هافاس، مكتباً صحفياً له في برلين أطلق عليه اسمه عام 1849. ومن ثم أنشأ الخط التلغرافي للدولة البروسية الذي ربط بين برلين وأكس لاشبال. وبقيت وكالة وولف للأنباء أكبر وكالة أنباء في أوروبا حتى هزيمة ألمانيا النازية على أيدي الحلفاء (رولان كايرول: الصحافة المكتوبة والسمعية البصرية. ترجمة: مرشلي محمد. ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر 1984. ص 103-106، 568-569؛ ود. محمد علي العويني: الإعلام الدولي بين النظرية والتطبيق. مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة 1990. ص 111؛ وهيرمان ماين: وسائل الإعلام الجماهيرية في جمهورية ألمانيا الاتحادية. كوللوكيوم، ألمانيا 1996، ص 128-130).
وكانت هذه الوكالة واحدة من أكثر الوسائل فعالية من بين وسائل تنفيذ السياسة الخارجية الألمانية، وخاصة أثناء العهد النازي في ألمانيا، حيث أثبتت تفوقها حتى على وكالة معلمه هافاس الفرنسية. وانتهت هذه الوكالة بهزيمة ألمانيا النازية، لتحل محلها وكالة الصحافة الألمانية DPA التي تأسست عام 1949 في هامبورغ كشركة تعاونية يملكها ناشري الصحف ومحطات البث الإذاعي، على قاعدة وكالة الأنباء DENA في المنطقة الخاضعة للولايات المتحدة الأمريكية من ألمانيا، ووكالة الأنباء DPD في المنطقة الخاضعة لبريطانيا، ووكالة الأنباء SUEDENA في المنطقة الخاضعة لفرنسا، وافتتحت 46 مكتباً لها في ألمانيا و70 مكتباً في الدول الأجنبية، وتحصل DPA من مراسليها في ألمانيا ومختلف العواصم العالمية يومياً على 200 ألف كلمة توزع منها الثلث على مشتركيها عبر شبكتها الإلكترونية للتوزيع، لتصبح بذلك وسيلة من وسائل تنفيذ السياسة الخارجية لألمانيا الاتحادية، وفق الدور المسموح لها به في السياسة الدولية، وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي، وحلف وارسو، والمنظومة الاشتراكية، وهدم جدار برلين الشهير، وانضمام الأراضي الشرقية التي كانت تعرف بجمهورية ألمانيا الديمقراطية إلى ألمانيا الاتحادية في مطلع تسعينات القرن العشرين، جرت محاولة فاشلة خلال صيف 1990 لدمج وكالة الأنباء DPA مع منافستها وكالة أنباء جمهورية ألمانيا الديمقراطية "(ADN) DEUTSCHE NACHRICHTENDIENST ALLGEMEINE". وفي عام 1992 سلم مجلس الوصاية وكالة الأنباء ADN لبولكو هوفمان صاحب Effectenspiegel A G في دوسلدورف، والذي يملك أيضاً القسم الأكبر من رأس مال وكالة "DEUTSCHER DEPESCHEH - DIENST" لتصبح بذلك وكالة الأنباء الألمانية DPA، ووكالة ADN، ووكالة "DDP "DEUTSCHE DEPESCHEN - DIENST من وسائل تنفيذ السياسة الخارجية لألمانيا الاتحادية. إلى جانب وكالات الأنباء الدينية EPD و KNA و VWD.
الولايات المتحدة الأمريكية

كونت بعض الصحف الأمريكية عام 1848 في نيويورك جمعية أطلقت عليها اسم جمعية "أخبار الميناء Harbour News Association"، لتستفيد من خدماتها الإخبارية. وفي عام 1856 تبدل اسم هذه الجمعية إلى "New York Associated Press" وتبع ذلك قيام عدد من وكالات الأنباء الصغيرة في أنحاء مختلفة من الولايات المتحدة الأمريكية. وكان الهدف من إقامة تلك الوكالات، الاقتصاد في نفقات الحصول على الأنباء، وأدى اتجاه هذه الوكالات نحو التركيز في نشاطاتها إلى نشوء الاحتكارات الإعلامية داخل السوق الأمريكية.
ويشترك في عضوية مجلس إدارة AP عدد من ممثلي الصحف والإذاعات الأمريكية، طبقاً لإسهاماتهم المالية، ويتكون مجلس الإدارة من 18 عضواً يتم انتخابهم مرة كل ثلاث سنوات، ويعين هذا المجلس المدير العام للوكالة. وتعمل الوكالة بشكل مستقل معتمدة في مواردها المالية على اشتراكات المشتركين فيها، وكان لها 34 مكتباً رئيسياً دائماً، ومئات المكاتب الصغيرة، وكانت تملك 600 ألف كم من خطوط التلغراف عبر أكثر من 100 دولة في العالم، وبلغ عدد موظفيها 7500 موظفاً. وتشكلت الوكالة أساساً على شكل جمعية تعاونية دون أهداف معلنة، وبلغ عدد المشتركين فيها 1778 صحيفة ومجلة أمريكية، و2042 محطة إذاعية وتلفزيونية. وكانت توزع في اليوم أكثر من 3 ملايين كلمة، على 8500 مشترك في العالم (د. عبد العزيز الغنام: مدخل في علم الصحافة. ج1، الصحافة اليومية. دار النجاح، بيروت 1972. ص 81-82؛ ورولان كايرول: الصحافة المكتوبة والسمعية والبصرية. ترجمة: مرشلي محمد. ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر 1984. ص 107). وفي عام 1958 اندمجت كلاً من:
- United Press Association التي تأسست عام 1907 نتيجة لاندماج عدد من وكالات الأنباء الأمريكية المحلية، ولم تشترك هذه الوكالة منذ تأسيسها في الاحتكار الدولي للأنباء مفضلة العمل بحرية داخل سوق الأنباء العالمية، كجمعية تعاونية (شركة تجارية).
- و International News Service التي تأسست عام 1909 وكانت عضواً في الاحتكار الدولي للأنباء.
وشكلتا مع بعضهما بعد الدمج وكالة يونيتيد بريس إنترناشيونال UPI. كمؤسسة تجارية عادية، لها 148 مكتباً في الولايات المتحدة الأمريكية، و100 مكتباً موزعة في مختلف دول العالم. وبلغ عدد موظفيها حوالي 10 آلاف موظفاً دائماً. ووزعت أكثر من 4 ملايين كلمة يومياً إلى 114 دولة في أنحاء العالم بـ 48 لغة. إضافة لامتلاكها قناة خاصة لتوزيع الصور الفوتوغرافية (أونيفاكس) تعمل على مدار الساعة. وبلغ عدد المشتركين فيها 3609 صحف، و2325 محطة إذاعية، و 528 محطة تلفزيونية، و622 مشتركاً خاصاً (رولان كايرول: الصحافة المكتوبة والسمعية والبصرية. ترجمة: مرشلي محمد. ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر 1984. ص 107-108).
وتعتبر وكالات الأنباء الأمريكية أداةً فعالة من أدوات تنفيذ السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية، بفضل الانتشار العالمي الواسع الذي تتمتع به، ولاعتماد الكثير من وسائل الإعلام الجماهيرية في شتى أنحاء العالم عليهم كمصدر لتلقي الأخبار العالمية. وهو ما أثبتته دراسات تحليل المضمون الإعلامي التي تناولت خدمات تلك الوكالات، حيث تبين أنها تعرض مختلف الموضوعات وفقاً لمفهوم السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية، والأولويات التي تطرحها تلك السياسة، ومن خلال متابعتها لتطورات الأحداث من خلال الخبر والتعليق، واستخدام المصطلحات Semantics (د. محمد علي العويني: الإعلام الدولي بين النظرية والتطبيق. مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة 1990. ص 107).
ومن المعروف أن وكالات الأنباء العالمية توزع أخبارها وفقاً لأولويات سياستها الإعلامية الخاصة، فإذا كان هناك خبراً عاجلاً وضعت في مقدمته عبارة Snap أو Urgent التي ترتبط بالأصوات العالية التي تحدثها أجراس أجهزة استقبال الأخبار، بقصد التنبيه لأهمية الخبر، وأثبتت دراسات تحليل المضمون أن هذا التوزيع كان مطابقاً للسياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية في أكثر الحالات المدروسة.
وهذا يعني أن وكالات الأنباء العالمية الأمريكية تعتبر أداة من أدوات تنفيذ السياسة الخارجية الأمريكية، وتعكس الأدوات الأخرى التي تعتمد عليها السياسة الخارجية الأمريكية، إضافة لتمتع وكالات الأنباء بخصائص إضافية منها تعدد المصادر التي تستقي منها الأخبار، ومنافستها لغيرها من وكالات الأنباء العالمية في الحصول على الأخبار، وتوزيعها لتلك الأخبار على مشتركيها قبل حصول الوكالات المنافسة على تلك الأخبار. وهو ما يعرف في عالم الصحافة بالسبق الصحفي. إضافة لتمتع وكالات الأنباء الأمريكية بقدرات مالية وتكنولوجية هائلة، وكوادر مؤهلة كفوءة تجعل منها أكثر قدرة على التنافس من وكالات الأنباء العالمية في دول العالم الأخرى.
الفيدرالية الروسية

أنشأ النظام الجديد في روسيا بعد استيلاء البلاشفة على السلطة عام 1917م وكالة التلغراف الروسية التي باشرت عملها ابتداء من عام 1918، وبعد قيام الاتحاد السوفييتي تغير اسمها إلى الوكالة التلغرافية للاتحاد السوفييتي TASS وكانت تابعة لمجلس الوزراء في الاتحاد السوفييتي السابق ويديرها أحد أعضاء المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفييتي، وكانت تجمع الأخبار في 60 دولة، وتوزعها على المشتركين في 40 دولة، إضافة لاحتكارها تجميع وتوزيع الأخبار داخل جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق، باعتبارها المصدر الوحيد والإلزامي لجميع الصحف السوفييتية. وكان يعمل في هذه الوكالة حوالي 1500 موظف، ومقرها موسكو، وكانت توزع حوالي 1500 كلمة في اليوم كلها نصوص رسمية وشبه رسمية (رولان كايرول: الصحافة المكتوبة والسمعية البصرية. ترجمة: مرشلي محمد. ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر 1984. ص 104 – 108؛ ود. عبد العزيز الغنام: مدخل في علم الصحافة. الجزء الأول- الصحافة اليومية. دار النجاح، بيروت 1972. ص 84-85؛ ود. محمد علي العويني: الإعلام الدولي بين النظرية والتطبيق. مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة 1990. ص 108-109). وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي تحولت هذه الوكالة إلى وكالة ITAR TASS وتحولت فروعها في الجمهوريات السوفييتية السابقة إلى وكالات أنباء وطنية للجمهوريات المستقلة.
وفي عام 1961 أنشأت الحكومة السوفييتية وكالة نوفوستي الصحفية، لإنتاج المواد الإعلامية التي تعكس أوجه الحياة في الاتحاد السوفييتي السابق، وتعد هذه الوكالة مكملة لوكالة تاس في الإعلام السوفييتي، الذي عمل في إطار السياسة السوفييتية الداخلية والخارجية.
وقد سارت وسائل الإتصال والإعلام الجماهيرية السوفييتية، في إطار النظام الشيوعي السوفييتي الذي استخدم الدعاية كوسيلة من الوسائل الأساسية لتحقيق أهدافه، من خلال الإقناع وغسل الأدمغة، والتلقين الإيديولوجي، والتركيز على وجهة النظر السوفييتية فقط، وإهمال كل وجهات النظر الأخرى. خاضعة تماماً لسيطرة الحزب الشيوعي السوفييتي، ولا سيما لجنته المركزية، ومكتبه السياسي.
ولم تعرف وسائل الإتصال والإعلام الجماهيرية السوفييتية طيلة فترة حياتها السبق الصحفي، كما هي الحال في وسائل الإتصال والإعلام الجماهيرية في غرب أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية والدول السائرة على النمط الغربي. وكثيراً ما كانت تحدث أحداث جسيمة في الاتحاد السوفييتي نفسه وفي دول العالم الأخرى دون أن تنقلها وسائل الإتصال والإعلام الجماهيرية السوفييتية بناءً على تقدير السلطات السوفييتية. ولهذا كان المواطن السوفييتي ملماً بمسائل من نوع خاص يحصل عليها بناءً على حسابات السلطة السوفييتية وحدها، ولا يعرف الكثير مما يدور حوله من شؤون العالم. وكثيراً ما كانت الأخبار تذاع بتأخير كبير قد يتجاوز عدة أيام بعد وقوع الحدث (Charles R. Wright: Mass Communication, A Sociological Perspective, New York, Random House. 1959. pp. 26-34). وكانت تلك الأخبار بعيدة عن الموضوعية، تنشر الحقائق التي تدخل في إطار السياستين الداخلية والخارجية للدولة فقط.
وبهذا كانت تاس ونوفوستي أداة طيعة من أدوات دعاية السياسة الخارجية السوفييتية، حتى أن الكثير من الدول غير الشيوعية كانت تتجنب الاعتماد على وكالة تاس، وأن بعض تلك الدول اشتركت في وكالة تاس مجاملة للاتحاد السوفييتي كقوة عظمى آنذاك. وكانت تنشر حيزاً ضئيلاً جداً من الأخبار التي يوزعها الإعلام السوفييتي، وخاصة تلك التي تمس بشكل مباشر الاتحاد السوفييتي السابق وحلفائه المقربين. واقتصر اعتمادها على ما توزعه وكالات الأنباء الغربية فقط.
نشأة وتطور وكالات الأنباء الوطنية

وكالات الأنباء الوطنية هي وكالات تمارس جمع وتوزيع الأنباء الداخلية في الدولة المعنية، وترتبط بوكالات الأنباء العالمية باتفاقيات ثنائية تخولها التقاط الأخبار التي توزعها تلك الوكالات ومن ثم توزيعها داخل الدولة المعنية من خلال شبكة توزيعها الخاصة. وهناك وكالات أنباء وطنية تتمتع بشهرة دولية تتعدى حدود الدولة المعنية، ومن بين هذه الوكالات:
وكالة الأنباء الإيطالية
Agenzia Nazional stamp associata (ANSA)

أنشأت وكالة الأنباء الإيطالية ANSA (رولان كايرول: الصحافة المكتوبة والسمعية البصرية. ترجمة مرشلي محمد. ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر 1984. ص 544-546) على أنقاض وكالة أنباء Stefani التي عملت دون انقطاع من عام 1853 وحتى هزيمة الفاشية في الحرب العالمية الثانية. وفي 13/1/1945 بدأت ANSA عملها كشركة تعاونية ذات مسؤولية محدودة، تضم كافة الصحف اليومية الإيطالية.
وكالة أنباء الصين الجديدة

Agence Hsin Hua

أنشأت وكالة أنباء الصين الجديدة في 1/9/1937 لتحل مكان وكالة أنباء الصين الحمراء التي أسست عام 1929 (رولان كايرول: الصحافة المكتوبة والسمعية البصرية. ترجمة مرشلي محمد. ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر 1984. ص 607-609). وتخضع الوكالة للإشراف المباشر لمجلس الدولة والحزب الشيوعي الصيني، وهي المصدر الوحيد للأنباء بالنسبة لوسائل الإتصال والإعلام الجماهيرية الصينية. مقرها في العاصمة بكين، ولها مكاتب في شنغهاي، وشن يانغ، وهان كيو، وسيان، وتشينغ كينغ، وعدد كبير من المراسلين في أنحاء الصين، و59 مكتباً خارج الصين منها 18 مكتباً في دول لا تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين. وتنشر وكالة أنباء الصين الجديدة يومياً حوالي 62 ألف كلمة، منها 32 ألف كلمة تعالج الأخبار المحلية و30 ألف كلمة تعالج الأخبار الدولية، إضافة للتقارير الصحفية التي تعكس وجهة النظر الرسمية الصينية من الأحداث المحلية والعالمية.
اليابان:
وكالة أنباء Kyodo Tsushin

وكالة أنباء Jiji Tsushin

اللتان أسستا عام 1945 بعد اختفاء الوكالة الرسمية للأنباء Domei (نفس المصدر السابق. ص 596). وتعتبر وكالة كيودو التعاونية أول وكالة استخدمت طريقة Telefax لإرسال المعلومات عام 1949، كما واستخدمت Tele type Kanji الذي أقيم بالقرب من طوكيو وافتتح نحو 50 مركزاً وشبكة من المراسلين خارج اليابان، منذ عام 1960. أما وكالة أنباء جيجي فقد تشكلت كشركة مساهمة تهتم بالأخبار الاقتصادية والمالية، ومن ثم بدأت بتوسيع خدماتها الإعلامية اعتبارا من عام 1965 لتشمل الأحداث كافة.
وكالة أنباء ين خاب تخون سين الكورية

أول وكالة أنباء كورية كانت وكالة أنباء خيبان تخون سين التي تأسست في عام 1945 مباشرة بعد إعلان قيام الجمهورية الكورية (الجنوبية). وتبعتها العديد من وكالات الأنباء الوطنية الصغيرة التي بمعظمها لم تستطع الاستمرار في العمل لصعوبات عدة.
وفي عام 1980 ونتيجة لاندماج وكالتي الأنباء الكوريتين الجنوبيتين خابتون، وتونيان ظهرت وكالة أنباء ين خاب تخون سين التي استطاعت السيطرة على الخدمات الإخبارية في كوريا الجنوبية بعد ابتلاعها لثلاث وكالات أنباء وطنية صغيرة، لتصبح بذلك وكالة الأنباء المسيطرة في الجمهورية الكورية.
ويعمل في الوكالة 100 مراسل و300 صحفي، ولها 13 مكتباً إعلامياً في أوروبا وأمريكا الشمالية والشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا. وتتعامل مع 45 وكالة للأنباء بينها وكالات الأنباء العالمية الكبيرة أسوشيتد بريس، و UPI، ورويتر وفرانس بريس. وتقدم خدماتها الإعلامية باللغة الكورية لـ 500 مشتركاً محلياً، وتقدم خدمات إعلامية بحدود 5 آلاف كلمة يومياً باللغة الإنكليزية لـ 110 مشتركين أجانب (كوريا أرقام وحقائق. الخدمات الإعلامية لجمهورية كوريا، سيؤول 1993. ص 118-119).
الوكالة العربية السورية للأنباء

أحدثت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) في الجمهورية العربية السورية بموجب المرسوم التشريعي رقم 150 تاريخ 24/6/1965، وباشرت أعمالها فعلياً عام 1966، باستقبال وإرسال الأخبار والصور والتعليقات كمصدر وحيد للنشر والتوزيع لكافة الأنباء والصور في الجمهورية العربية السورية. ويدير الوكالة مدير عام، ويعاونه مدير عام مساعد، ورئيس تحرير، ورؤساء تحرير مساعدون، إضافة لمدير الشؤون الإدارية في الوكالة.
ويضم الهيكل التنظيمي في الوكالة:
- مديرية التحرير وتضم: قسم الدراسات والبحوث، وقسم الأخبار الداخلية، وقسم الأخبار الخارجية، وقسم أخبار وكالات الأنباء العربية والأجنبية، وقسم الأرشيف، وقسم الاستماع السياسي، وقسم التصوير.
- ومديرية الشؤون الإدارية وتضم: الدائرة الإدارية وشؤون العاملين، ودائرة المحاسبة، وقسم المراسلين، والديوان، وأمانة السر.
- ومديرية الخدمات الفنية وتضم: قسم الإرسال، وقسم محطة الإرسال، وقسم الصيانة،وقسم الكهرباء والميكانيك، وقسم الاستقبال اللاسلكي والخدمات المصورة، وقسم اللوازم الفنية.
- ودائرة العلاقات العامة والتخطيط وتضم: قسم العلاقات العامة، وقسم التخطيط والتأهيل.
وتملك الوكالة محطة للبث اللاسلكي تمكنها من إيصال الخبر إلى كافة أنحاء العالم، إضافة لشبكة اتصالات لاسلكية هاتفية موزعة في السيارات التابعة للوكالة، وشبكة متطورة من الأجهزة الإلكترونية والحاسبات الآلية التي تؤمن للوكالة النجاح في عملها، وبث واستقبال الأخبار والصور.
وللوكالة مكاتب في بعض العواصم العربية والعالمية، منها: الجزائر والكويت وبيروت وعمان وطرابلس الغرب والخرطوم وبغداد وموسكو ولندن وباريس وطهران وتونس، وتتابع الوكالة جهودها لافتتاح مكاتب لها في العواصم العربية والأجنبية الأخرى.
وبالإضافة لمكاتب الوكالة في الخارج لها مراسلين معتمدين في بعض العواصم العربية والعالمية، من بينها: أبو ظبي وصوفيا وبراغ ووارصو وكاراكاس وبخارست وبرلين ونيويورك وهافانا وأثينا وبلغراد وروما وكندا واستنبول.
والوكالة العربية السورية للأنباء عضو في اتحاد وكالات الأنباء العربية، واتحاد وكالات أنباء دول عدم الانحياز، واتحاد وكالات أنباء الدول الإسلامية، ولها علاقات مباشرة مع ثلاثين وكالة عربية وأجنبية للأنباء.
وتصدر الوكالة في دمشق العاصمة السورية نشرة أنباء يومية باللغات: العربية والإنكليزية والفرنسية إلى جانب نشرة للأنباء الاقتصادية.
جمهورية الهند:
وكالة أنباء بريس تراست أوف إنديا
PTI

تأسست عام 1947 وتعتبر من أكبر مقدمي الأخبار في الهند، إذ تمد بالأخبار أكثر من 200 صحيفة ومجلة، بالإضافة للإذاعة والتلفزيون. وتملك حوالي 140 فرعاً داخل الهند. وأكثر من 200 مراسل في الخارج. ولها اتفاقيات مع أكثر من 40 وكالة للأنباء (موسوعة الجيب. موسكو: 2000. ص 219).

وكالة يونايتد نيوز أوف إنديا
UNI

تأسست عام 1961 كوكالة خاصة للأنباء. ولها أكثر من 500 ألف مشترك. ولها علاقات مع أشهر وكالات الأنباء في العالم. ولها أكثر من 80 مكتباً داخل الهند وخارجها. وأقامت شركة "يونيفارتا" التي توزع الأنباء باللغة الهندية في الدول الخليجية العربية حيث يعيش الكثير من الهنود (موسوعة الجيب. موسكو: 2000. ص 220).
وكالة ساماتشار بخاراتي

تأسست عام 1966 كوكالة أنباء خاصة. وتوزع الأنباء الداخلية من أجل الصحف باللغات المحلية في الهند. ولها أكثر من 200 ألف مشترك. ولها أكثر من 30 مكتب إعلامي داخل الهند وخارجها (نفس المصدر السابق).
وكالة هندوستان ساماتشار

تأسست عام 1948 كوكالة أنباء تعاونية. وتوفر الأنباء الصحف الصادرة باللغات الهندية، ومراتهي، وكوجاراتي. ولها أكثر من 150 ألف مشترك (نفس المصدر السابق).
وكالة بريس إنفرميشين بيرو

وهو المكتب الصحفي الناطق باسم الحكومة الهندية، وله 40 مكتباً إقليمياً يزود من خلالها وسائل الإعلام الجماهيرية بالأنباء والصور الرسمية. وله صلات مع أكثر من 8 آلاف صحيفة. ويعتمد المراسلون المحليون والأجانب (نفس المصدر السابق).
وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية
MIDDLE EAST NEWS AGENCY (MENA)

تعد وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية (الكتاب السنوي 1995. وزارة الإعلام، الهيئة العامة للاستعلامات، القاهرة 1996. ص 380-382) أول وكالة أنباء في مصر ومنطقة الشرق الأوسط والقارة الإفريقية، أنشأت عام 1956 كشركة مساهمة تمتلكها الصحف المصرية مناصفة مع الدولة، وانتقلت ملكيتها بالكامل إلى الدولة عام 1962 وأصبحت إحدى الشركات التابعة لاتحاد الإذاعة والتلفزيون، ومن ثم انتقلت ملكيتها إلى مجلس الشورى المصري عام 1978.
وللوكالة مكتبين رئيسيين في القاهرة وباريس، ويعمل فيها 1067 موظفاً منهم 390 صحفياً، وتبث الوكالة يومياً:
- نشرة أنباء الشرق الأوسط باللغة العربية نحو 57 ألف كلمة تقريباً.
- ونشرة أنباء الشرق الأوسط باللغتين الإنكليزية والفرنسية نحو 23,8 ألف كلمة تقريباً.
- والنشرة الدولية الخاصة نحو 13,260 كلمة تقريباً.
- والنشرة الاقتصادية نحو 17,930 كلمة تقريباً.
كما وتبث التحقيقات والصور للمشتركين في داخل مصر وخارجها، وللوكالة 4 مكاتب و21 مراسلاً داخل مصر، و 30 مكتباً ومراسلاً في العواصم العالمية.
وتتبادل الوكالة الأنباء والصور مع 25 وكالة أنباء عربية وأجنبية، ولها إسهام في تطوير التعاون الإعلامي بين الدول العربية والإفريقية. وتسهم في تدريب الكوادر الإعلامية للدول العربية والصديقة عن طريق دورات تدريبية منتظمة في مجال التحرير والإدارة والهندسة الإعلامية.
وتقيم الوكالة علاقات تعاون مع وكالات الأنباء العالمية ووكالات الأنباء العربية ووكالات أنباء دول عدم الانحياز ووكالات الأنباء الإفريقية عن طريق الاتفاقيات الثنائية. وهي وكالة الأنباء الوحيدة في العالم الثالث التي تسمح بتدفق الأنباء محلياً إلى وسائل الإتصال والإعلام الجماهيرية المصرية من خلال كافة وكالات الأنباء مباشرة ودون تدخل أو وصاية منها كوكالة قومية في مصر.
ودخلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عالم الكمبيوتر منذ عام 1990، وبدأت باستخدام الأقمار الصناعية في نقل الأخبار اعتبارا من 25/10/1994.
الوكالة السنغالية للأنباء

APS

الوكالة السنغالية للأنباء APS أسستها وزارة الإعلام والمواصلات عام 1959 ومقرها بمدينة داكار (معلومات أساسية عن جمهورية السنغال. القاهرة: مجلة آفاق أفريقية، شتاء 2000/2001/ العدد الرابع. ص 154-155).

وكالة الأنباء النيجيرية
ANA

أنشئت وكالة الأنباء النيجيرية ANA عام 1976 وبدأت العمل بالفعل عام 1978، وتقوم بتوزيع الخدمات الإخبارية للمشتركين أو على أساس التبادل الإخباري (معلومات أساسية عن جمهورية نيجيريا الاتحادية. مجلة آفاق أفريقية، صيف 2000/ العدد الثاني. ص 171).

مؤسسة جنوب إفريقيا الصحفية

تأسست مؤسسة جنوب إفريقيا الصحفية عام 1938، ومقرها بمدينة بريتوريا. وبالإضافة للمؤسسة الوطنية تعمل في جمهورية جنوب إفريقيا وكالات الأنباء الأجنبية التالية: يونيتد برس الأمريكية UPT. أسوشيتد برس AP. وكالة الأنباء الفرنسية AFP. وكالة رويترز. وكالة الأنباء الإيطالية IPS (معلومات أساسية عن جمهورية جنوب إفريقيا. القاهرة: مجلة آفاق أفريقية، شتاء 2001/ العدد السادس. ص 166 - 183).

جمهورية غانا

تعمل في غانا وكالات الأنباء الأجنبية التالية: أسوشيتد برس، وينايتد برس الأمريكيتين، ووكالة الأنباء الألمانية، ووكالة إتار تاس الروسية، ووكالة أنباء الصين الجديدة (جمهورية غانا. القاهرة: مجلة آفاق أفريقية، شتاء 2000/ العدد الثالث. ص 194-202).

وكالة الأنباء الكينية

تأسست وكالة الأنباء الكينية بعد الإستقلال عام 1963، ومقرها في العاصمة نيروبي (معلومات أساسية عن جمهورية كينيا. القاهرة: مجلة آفاق أفريقية، ربيع 2000 العدد الأول. ص 153-166).

وكالة الأنباء الإثيوبية

تأسست وكالة الأنباء الإثيوبية ENA عام 1963، ومقرها في العاصمة أديس أبابا، ولها الحق بإصدار نشرات أنباء وتقارير صحفية متخصصة اقتصادية واجتماعية للتوزيع بمقابل مادي تحقيقاً لمبدأ التمويل الذاتي. إضافة لمكتب المتحدث الرسمي الذي تم تأسيسه عام 1997.
وتعمل في إثيوبيا وكالات الأنباء الأجنبية التالية: وكالة أسوشيتد برس الأمريكية AP؛ وكالة الأنباء الألمانية DAP؛ وكالة الأنباء الفرنسية AFP؛ وكالة أنباء رويترز البريطانية Reuters؛ وكالة الأنباء اليوغسلافية Tanjug؛ وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا"؛ وكالة أنباء إيتار تاس الروسية؛ وكالة أنباء ريا نوفوستي الروسية؛ وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية MENA (معلومات أساسية عن جمهورية إثيوبيا. القاهرة: مجلة آفاق أفريقية، شتاء 2001/2002 العدد الثامن. ص 134).

وكالة أنباء عموم إفريقيا
PANA

تأسست وكالة أنباء عموم إفريقيا PANA في جمهورية السنغال عام 1989 وأعيد تنظيمها عام 92/1993 ومقرها بمدينة داكار (معلومات أساسية عن جمهورية السنغال. القاهرة: مجلة آفاق أفريقية، شتاء 2000/2001/ العدد الرابع. ص 154-155).
وكالة المغرب العربي للأنباء

وكالة المغرب العربي للأنباء وهي الوكالة الوطنية للأنباء في المملكة المغربية، وتم تأسيسها في نوفمبر/تشرين ثاني علم 1959، ثم تحولت إلى مؤسسة عامة في 19/9/1973 ومقرها الرئيسي في الرباط العاصمة، ولها ثمانية مكاتب إقليمية في المدن الرئيسية، وسبعة عشر مكتباً دولياً في أفريقيا وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.
وتضم الوكالة أربعة أقسام هي: قسم الإعلان؛ وقسم الشؤون المالية والإدارية؛ والقسم الفني؛ وقسم العلاقات الخارجية. وتصدر الوكالة نشرتين يومياً، ونشرة دورية (معلومات أساسية عن المملكة المغربية. القاهرة: مجلة آفاق إفريقية، ربيع 2001/ العدد الخامس. ص 142).

الوكالة الموريتانية للإعلام
AMT

تأسست الوكالة الموريتانية للإعلام AMT عام 1966، ومقرها نواكشوط العاصمة تحت إشراف وزارة الثقافة والإعلام والبريد والمواصلات. وبالإضافة لوكالة الأنباء الوطنية تعمل في موريتانيا الوكالات الأجنبية التالية: وكالة الأنباء الفرنسية، ووكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" (معلومات أساسية عن جمهورية موريتانيا . القاهرة: مجلة آفاق إفريقية، ربيع 2002/ العدد التاسع. ص 142).
وكالة الأنباء السودانية

مع تأميم الصحافة السودانية في عام 1970، أنشأت الحكومة وكالة الأنباء السودانية SUNA، لتعمل على التحكم بتدفق الأخبار داخلياً وخارجياً. وبعد صدور قانون وكالة الأنباء السودانية عام 1981، بدأت الوكالة بالابتعاد عن وزارة الثقافة والإعلام لتصبح هيكلاً مستقلاً ومتكاملاً، حتى غدت واحدة من أقوى وكالات الأنباء في القارة الأفريقية بفضل خدماتها المتطورة، حتى أن وكالة أنباء عموم أفريقيا "بانا - PANA" اختارتها مركزاً لها في شرق أفريقيا عام 1985.
وبصدور القانون الجديد أصبحت وكالة الأنباء السودانية وكالة وطنية تزود عدد كبير من وكالات الأنباء بالأخبار عبر اتحاد وكالات الأنباء العربية FANA، ووكالة عموم إفريقيا PANA، ووكالات دول عدم الانحياز.
وفي عام 1985 تأسست الوكالة السودانية للصحافة التي يملكها الصحفيون ومقرها الخرطوم. كما وتعمل في السودان وكالات الأنباء الأجنبية التالية:
وكالة الأنباء الفرنسية AFP؛ وكالة أنباء الصين الجديدة شينخوا؛ وكالة أنباء الشرق الأوسط MENA (معلومات أساسية عن جمهورية السودان. القاهرة: مجلة آفاق إفريقية، صيف 2002/ العدد العاشر. ص 154).

وكالة الأنباء السعودية

تعتبر وكالة الأنباء السعودية التي أسست عام 1970المصدر الرئيسي للأنباء لوسائل الإعلام في المملكة العربية السعودية. ويعمل في الوكالة حوالي 500 موظف أكثرهم من مواطني الممكة.

وكالة أنباء بترا الأردنية

هي وكالة الأنباء الحكومية الرسمية gلمملكة الأردنية الهاشمية تأسست عام 1965 ومقرها في العاصمة عمان. وكانت معروفة بإسم وكالة الأنباء الأردنية. ومن 16/8/1980 تحول إسمها إلى وكالة أنباء بترا.
جمهورية أوزبكستان:
وكالة الأنباء الأوزبكستانية
UzA

تأسست وكالة أنباء UzA في عام 1918 كمكتب صحفي لجمهورية تركستان، وخلال عامي 1919 و1920 أصبحت تابعة لوكالة الأنباء الروسية، وفي عام 1934 إلى وكالة آسيا الوسطى التابعة لوكالة تاس. ومن عام 1972 تحولت إلى وكالة "أوزتاغ" وخضعت لإشراف مجلس الوزراء في جمهورية أوزبكستان السوفييتية الاشتراكية. وكانت تقدم خدماتها لحوالي 200 صحيفة تصدر في أوزبكستان. وافتتحت فرعاً لها في نوقوس عاصمة جمهورية قره قلباقستان المتمتعة بالحكم الذاتي.
وكانت "أوزتاغ" توزع يومياً حوالي المليون كلمة عن الحياة في أوزبكستان، وتغطية أنباء الحزب الشيوعي السوفييتي. ووزعت عبر وكالة تاس 1500 كلمة يومياً عن الحياة في أوزبكستان إلى خارج الإتحاد السوفييتي.
وبعد استقلال أوزبكستان تحولت بموجب قرار رئيس الجمهورية بتاريخ 5/2/1992 إلى وكالة الأنباء الوطنية "UzA"، لجمع وتوزيع الأنباء داخل وخارج الجمهورية.

وكالة الأنباء الأوزبكية
JAHON

من أجل توزيع الأنباء الإيجابية عن أوزبكستان أصدر مجلس الوزراء قراراً بتاريخ 8/11/1995 يقضي بتأسيس وكالة أنباء "JAHON" وتتبع لوزارة الخارجية. ويعين مراسلوها في الخارج ضمن السلك الدبلوماسي العامل في السفارات الأوزبكستانية.

المكتب الصحفي لرئيس جمهورية أوزبكستان
تأسس عام 1996 لجمع وتوزيع الأنباء داخل وخارج الجمهورية.
اتحادات وكالات الأنباء

وهناك تجمعات لوكالات الأنباء تأخذ إما طابعاً إقليمياً أو قارياً أو منحى سياسياً معيناً أو تخصصاً، مثال:
- اتحاد وكالات الأنباء الأوروبية الذي يضم أكثر من 16 بلداً أوروبياً،
- واتحاد وكالات الأنباء العربية الذي يضم وكالات أنباء الدول العربية،
- واتحاد وكالات الأنباء الإفريقية، الذي يضم وكالات أنباء الدول الإفريقية.
- واتحاد وكالات الأنباء الأسيوية، ...وغيرها من التكتلات والتجمعات.
وكالات الأنباء المتخصصة

وهناك وكالات أنباء متخصصة تقدم خدمات إعلامية في موضوع معين ديني أو رياضي....الخ. أو مواد إعلامية جاهزة للنشر، أو الصور الصحفية، مثل: وكالة فيدس في الفاتيكان، ووكالة الأنباء الإسلامية، ووكالة جويس تلغرافيك، ووكالة كيوسنون، ووكالة أجيب، ووكالة دلماس، ووكالة إنتربريس، ووكالة فاما.
وتعتبر وكالة Opera Mundi ممثلة لمصالح: King's Features Syndicate americain في أوروبا، وهي من أقدم الوكالات الصحفية المتخصصة في تقديم النصوص الصحفية الجاهزة في العالم، وكان قد أنشأها بول وينلكار عام 1928، لتوزع المقالات بلغات العالم المختلفة عن الأحداث الهامة، ومقالات عن الشخصيات الكبيرة في العالم، واستطلاعات صحفية مصورة. وتتميز هذه الوكالات المتخصصة بفهمها العميق لأذواق الجمهور، وميوله العلمية والاقتصادية والثقافية والفنية.
وفي الختام يجب أن نؤكد على ملاحظة هامة مفادها أن معظم وكالات الأنباء الوطنية في الدول النامية تتميز بخضوعها التام لسلطة الدولة الموجودة فيها، أو خضوعها للرقابة الصارمة من قبل الدولة التي تمارس نشاطها الإعلامي داخلها (د. محمد علي العويني: الإعلام الدولي بين النظرية والتطبيق. مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة 1990. ص 112؛ ورولان كايرول: الصحافة المكتوبة والسمعية البصرية. ترجمة مرشلي محمد. ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر 1984. ص ص 111-113).
وكانت وكالات الأنباء العالمية ولم تزل من المصادر الإعلامية الهامة التي تعتمد عليها بشكل أساسي وسائل الإتصال والإعلام الجماهيرية المقروءة والمسموعة والمرئية للحصول على المواد الإعلامية المختلفة وخاصة آخر الأنباء عما يجري حولنا من أحداث في العالم العاصف دائم التغير. وتدخل وكالات الأنباء في إطار التبادل الإعلامي الدولي كجزءٍ من سياسات القوة التي تعتمد عليها الدول الكبرى والدول المتقدمة لتحقيق بعض أهداف سياساتها الخارجية والدفاع عن مصالحها الحيوية في أنحاء العالم المختلفة.
وكان من الطبيعي أن تهتم وكالات الأنباء العالمية وتدعم خط السياسة الخارجية للدول التي تنتمي إليها منذ ظهور أولى وكالات الأنباء في القرن التاسع عشر، وهي وكالة أنباء هافاس التي دعمت الخط السياسي للحكومة الفرنسية، ووكالة أنباء رويتر لخط السياسة الخارجية البريطانية، ووكالة أنباء وولف لخط السياسة الخارجية الألمانية.
وكان دعم السياسات الخارجية للدول التي تنتمي إليها تلك الوكالات من أسباب انهيار الاحتكار الدولي للسوق العالمية الذي اقتسمته تلك الوكالات إثر غياب وكالة وولف مع هزيمة النازية في الحرب العالمية الثانية، وإحراق مكاتب وكالة أنباء هافاس لاتهامها بالتفريط بالمصالح القومية الفرنسية وتعاونها مع المحتل النازي، لتحل مكانها وكالة الأنباء الفرنسية AFP كوكالة أنباء دولية بارزة، بينما استمرت وكالتي رويترز البريطانية، والأسوشيتد بريس الأمريكية في العمل. وظهرت وكالة الأنباء السوفييتية TASS، كوكالة أنباء دولية من نمط خاص، تغير اسمها بعد انهيار الاتحاد السوفييتي السابق إلى وكالة إتار تاس الروسية وتحولت فروعها في الجمهوريات المستقلة عن الاتحاد السوفييتي السابق، إلى وكالات وطنية للأنباء في تلك الدول.
ومن هنا نرى أنه إضافة للاحتكار وتوزيع مناطق النفوذ في عملية التبادل الإعلامي الدولي، فإن وسائل الإتصال والإعلام الجماهيرية الدولية، تحرص على نقل وتوزيع الأخبار والتعليقات والتحليلات السياسية والاقتصادية والعسكرية من منظور مجموعة المصالح التي تمثلها، أخذة مصالحها السياسية والاقتصادية الخاصة بها بعين الاعتبار. وهذه معضلة تعاني منها الدول الأقل تطوراً والدول النامية والدول الفقيرة، المضطرة لاستخدام ما يصلها من المصادر الإعلامية الدولية، متأثرة بمواقفها.
وهو ما فسر محاولات بعض الدول الأقل تطوراً والدول النامية، للتكتل عالمياً وإقليمياً لإنشاء وسائل إتصال وإعلام جماهيرية قوية، يمكن أن تخلصها من هيمنة واحتكار وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية الدولية، لجمع ونقل وتوزيع ونشر الأنباء عالمياً. كمجمع وكالات أنباء دول عدم الانحياز الذي كان يضم في عهده الزاهر دولاً متقاربة في التطلعات وفي الآمال العريضة، بتجمع يأخذ باعتباره دول العالم الثالث فيرعى مصالحها ويذود عن حقوقها، ويكسر احتكارات الدول الكبرى وسيطرتها على تدفق الأخبار على النحو الذي يرضي احتكاراتها تلك، ويلبي بواعث سطوتها العسكرية ومصالحها الاقتصادية. وبرغم الآمال التي علقت على ذلك التجمع وما كان يميزه من تقارب التطلعات والمساعي إلا أنه لم يتمكن من مواجهة وكالات الأنباء الكبرى ولم يستطع تعديل مسار التدفق الإعلامي الدولي غير المتوازن، وظلت الأخبار تصب من دول الشمال الغني المتطورة إلى دول الجنوب الفقيرة فتغرقها بمواقف مصالحها وسياستها الخارجية وتثير فيه الفتن الدينية والعرقية والقومية المستمرة في معظم دول العالم الثالث حتى اليوم، وخلق الظروف الملائمة لاحتلالها أو توجيه ضربات عسكرية لها لتدمير مقدراتها العسكرية والإقتصادية وإفقارها ووقف عمليات نموها الإقتصادية والإجتماعية.

طشقند في 12/7/2012
بروفيسور محمد البخاري
مرسلة بواسطة muhammad في 9:50 م


https://bukharimailru.blogspot.com/20...g-post_19.html









رد مع اقتباس
قديم 2013-01-01, 22:29   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nadjia18 مشاهدة المشاركة
ارجوكم احتاج بحث حول نشاة وتطور الصحافة البريطانية
https://www.yabeyrouth.com/pages/index3373.htm



https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=121278









رد مع اقتباس
قديم 2013-01-01, 22:31   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nadjia18 مشاهدة المشاركة
ارجوكم احتاج بحث حول نشاة وتطور الصحافة البريطانية
https://vb.albashiri.net/showthread.php?t=38559









رد مع اقتباس
قديم 2013-02-08, 23:57   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
رفل
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

[size="5"

]الله يرحمه و يسكنه فسيح جنانه .

ابحث عن موضوع دور مستشار التوجيه و الارشاد المدرسي في حل المشاكل الاسرية للتلاميذ.

و جزاك الله خير
[/size]









رد مع اقتباس
قديم 2013-02-09, 12:04   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رفل مشاهدة المشاركة
[size="5"
]الله يرحمه و يسكنه فسيح جنانه .

ابحث عن موضوع دور مستشار التوجيه و الارشاد المدرسي في حل المشاكل الاسرية للتلاميذ.

و جزاك الله خير
[/size]
التوجيــــــــه و الارشـــــــــاد النفســــــــي 242

يقوم اعداد المرشدين على نظام موسسئ يتضمن جانبين متكاملين ؟

* نظام التعليم
* وجود رابطة او هيئة معتمدو مسؤلة عن التنظيم الارشادي
ماهي مكونات الريسئة لعملية التوجية ؟

* خدمات تربوية ومهنية وشخصية اجتماعية

خدمات التوجية ؟

*دمه التقديرجمع وتحليل استخدام مجموعه من البيانات الاجتماعية والنفسية والشخصية
*دمة المعلومات تزويد الطلبة بمعرفه عن الفرص التربوية والمهنية
* خدمة الارشاد
* خدمة تخطيط والتسكين والمتابعه لدعم نمو الطلاب والطالبات
* التقويم واتخاذ الحكم
اهداف الارشاد الوقايئة ؟

* تعرف الاشخاص الذين يواجهون اشكال مختلفة من نقص والتوافق الشخصي والاجتماعي
* تقدير الحاجات الارشادية
* العمل على توفير برامج وخدمات التدخل الوقائي وتحسين اساليب وطرق الخدمات الارشادية والوقائية
الاهداف العلاجية التاهيلية ؟

* مساعدة الافراد والجماعات في حل مشكلاتهم
* التقوية النفسية للافراد في التعامل مع ضغوط واحداث الحياة
الاهداف الارشادية التنموية ؟

* التركيز على برامج واساليب التنمية الشخصية والاجتماعية والمهنية
*الاسهام في تهيئة المناخ النفسي الصحي داخل الجماعه
* تضمين مقومات الصحةالنفسية في برامج التعليم والانشطة المدرسية
* المشاركة الفعالة في تحسين نوعية الحياة في البيئة
نواحي الاختلاف والتشابة بين الارشاد والتوجية والعلاج النفسي؟

* التوجية مصطلح واسع يطبق عادة على برامج مدرسي كامل
* يتضمن العلاج النفسي عادة دخولا اعمق في شخصية الفرد اما البرامج التوجية والارشادية يركز على البرامج
* ان المتلقين للارشاد افراد عاديون اما العلاج النفسي افراد ذوي اضطرابات نفسية
* الخدمات الارشادية في المدارس والجامعات اما العلاج النفسي في العيادات النفسية والمستشفيات
نظرية المنحني النفسي الدينامي لفرويد ؟

* استخدم طريقة التنزيم المغنطيسي للتخلص من اضعاف القيود التي يفرضها الشعور على الذكريات
* التحليل النفسي او التداعي الطليق هي ان يتخلص المريض كل مايخطر على ذهنة من معان وافكار بدات له تافهه وعشوائية
* اكتشاف ظاهرة الطرح او التحويل
* التحليل النفسي يمثل نظرية في الشخصية منهجها في البحث ووسيلة في العلاج والارشاد النفسي
* منهج التحليل عبارة عن طرائق فرويد في علاج الاضطرابات الشخصية مجموعه المعارف النفسية في العلاج داخل الجلسة العلاجية طرح ومقاومة
الجهاز النفسي وبناء الشخصية عند فرويد ؟

* الهي مصدر للدوافع والغرائز الانسانية جانب موروث مبداها اللذة
* ينشي نتيجة احتكاكة بالواقع عن طريق نمو الادراك والتفكير مبدها الواقع
* الانا العليا تنشي اشتقاقا من الانا الصورة المثالية للضمير مبدها الكمال






المبادي الاساسية في التحليل النفسي ؟

* الدينامية : تفسر الظواهر النفسية محصلة لصراع القوة المتعارضة في داخلنا
*الطبوغرافية : هي كل صراع لابد ان يتم بين منطقتين
* الاقتصادات النفسية : كمية الطاقة التي يولد بها الفرد مزودة بقدر ثابت منها * النمو
* الوعي ( الشعور والاشعور)
* الدافعية : تقوم على الغريزة حالة فطرية من الاثارة غريزتين الموت وزالحياة وخصايص الغريزة هي المصدر والغرض والموضوع والقوه الدافع
* القلق : موضوعي وعصابي واخلاقي
نظرية المنحني السلوكي ؟

علم النفس هو علم السلوك وهدفه التنبو بالسلوك والسلوك هو جميع اوجه النشاط الذي يقوم بها الفرد يمكن اختزال سلوك الانسان الي عمليات فيزيو كيمائية ويمكن تفسير سلوك الانسان وتعد العادة بمثابة المفهوم الاساسي في النظرية وهي محور الشخصية يسلم السلوكيون بالحتمية النفسية والعوامل البيئة هي العوامل الرئيسية التي تكون شخصية الفرد
مراحل السوكية ؟

* مرحلة ماقبل السلوكية جون لوك : الانسان يولد عقلة لوح مصقول ويعد فونت اول من انشي معمل لعلم النفس والمدرسة البنائية توكد على الاستبطان الذاتي
* المرحلة السلوكية واطسون : ركز على الحتمية البيئة في تشكيل السلوك وحول الانسان الي الية سلوكية يتحكم بها المثير والاستجابة علم النفس علم من العلوم الطبيعية ولبس من العلوم الاجتماعية اكد على ان علم النفس هو علم السلوك البشري وهو ضد الوراثة والفظرة ولا يويئد القول بالغريزة وان السلوك المرضي يمكن علاجة والتخلص منه
* السلوكية الجديدة ( التعلم الاجتماعي) باندورا: يوجب مابين المثير تكون معقد للغاية وهو شخص داخلي ركز على قدراتنا على تعلم سوكيات متقنة وسلوكنا نكتسبة من التعلم والملاحظة الطفل لايحتاج الي تعزيز نوعي ويجب الاخذ في الاعتبار الماضي والمستقبل واهمية الجوانب المعرفية في التعلم وزيادة الاهتمام في الدافعية والاقتران والتعزيز ان الانسان تنظيم معين من عادات اكتسبها وتعلمها واهمية العوامل البيئة والصحة النفسية تكمن في اكتساب الفرد عادات مناسبة في مواجهه تحديات البيئة
المنحني المعرفي السلوكي ؟

يركز على دور الافكار والصور فية تفسير الانفعال والسلوك
الارشاد العقلاني الانفعالي ؟
ركز على التحليل النفسي وركز على تغير سلوك المسترشد من مواجهه المعتقدات اللا عقلانية العلاقة الوثيقة المتبادلة بين التفكير والانفعال تحديد الاحداث والمواقف التي تقلق المسترشد ومساعدة الشخص على اكتشاف الاساليب النوعية لتفكيرة وعلى تغيير هذة الانماط التفكيرية
نطرية المنحني الانساني ماسلو وروجرز؟
ان الانسان كائن ينطوي على خير محظ وامكانات خلاقة ان حياة الانسان لايمكن ان تفهم الا من خلال تطلاعته الي اعلى واسس هذة النظرية هي الانسان خير بفطرتة الانسان حر في حدود معينة رفض الحتمية القلق والمعني في الحياة ونحقيق الذات واشباع الحاجات
جوانب التدخل الارشادي ؟

* الارشاد : علاقة بين المرشدوالمسترشد تتم من خلال مقابلة منظمة في جماعات صغيرة ومساعدتهم على حل المشكلات
* توجية الجماعات الكبيرة : برنامج نمائي مخطط من الانشطة الارشادية يساعد على تحقيق التنمية المهنية والاجتماعية
* الاستشارة والمشورة : شراكة تعاونية يعمل من خلالها المرشد مع الوالدين والمعلمين والاختصاصين النفسيين والاجتماعيين لمساعدة الطلاب على التوافق في والنجاح والمدرسة والمنزل
* تنسيق عملية قيادة يقدم من خلالها المرشد مساعدتة في تنظيم وادراة وتقويم برنامج الارشاد المدرسي ويقد مساعده للوالدين للحصول على خدمات يحتاجونها من اجل ابناءهم



مجالات الارشاد المدرسي ؟
* الارشاد الاكاديمي وهي تقديم العون للتلاميذ بهدف التنمية الاكاديمية للمتعلم استكشاف قدراته وميولة وتوظيفها في التعلم
* الارشاد المهني : وهي تقديم العون للتلاميذ بهدف التنمية المهنية للمتعلم لتكوين صورة لذاتة المهنية وتنمية امكاناته واهتمامه بسوق العمل والبيئة وتنمية مهارته
* الارشاد الشخصي الاجتماعي: تقديم العون للتلاميذ بهدف تنمية الشخصية للمتعلمين تنمية مفهوم الذات لديهم تنمية مهارات الحياة
اهداف الارشاد المدرسي في المرحلة الابتدائية ؟

* اهداف التنمية الاكاديميى – تنمي الطفل لتوجهه نحو البيئة التربوية وحل المشاكل واكتساب الطفل معرفة بقدرته الاكاديمية وبمهارات الدراسة الفعالة – المهنية سيصبح الطفل واعي بعالم العمل وسوف ينمي عادات واتجاهات ايجابية متعلقة بالعمل وفهم الخبرات المدرسية
* التنمية الشخصية الاجتماعية – سوف ينمي الطفل فهمة للاخرين واكتساب مهارات حل المشكلات واتخاذ القررارت والمواجة والاتقان وسوف يصبح مسؤل عن سلوكه ويشارك في المواقف الاجتماعية
معايير الارشاد المدرسي ؟

* الارشاد الاكاديمي ومعايير التنمية الاكاديمية
* الارشاد ومعايير التنمية المهنية
* الارشاد الشخصي الاجتماعي ومعايير التنمية الشخصية الاجتماعية
مبادئ الارشاد والتوجية المدرسي ؟

* يعني التوجية والارشاد المدرسي في الاساس بشكل منظم بالنمو الشخصي للفرد
* يركز الاسلوب الاساسي الذي يتم بة التوجية والارشاد المدرسي على العمليات السلوكية للفرد
* يتوجة الارشاد والتوجية المدرسي نحو المشاركة والتعاون لا القسر والاجبار
* يستند الي تقدير كرامة الفرد وقيمتة وكذالك حقة في الاختيار
* التوجية والارشاد عملية تربوية متتابعة ومستمرة
وظايف المرشد المدرسي ؟

* مساعدة الاطفال ذوي الاضطرابات الانفعالية والسلوكية وحل مشكلاتهم
* مساعدة الاطفال ذوي صعوبات الاكاديمي
* مساعده الوالدين في تحقيق فهم وتقدير اكثر للاطفالهم
* مساعدة الطلاب والطلابات على التعرف لسوق العمل وعلى الاستبصار بشروط المواءمة المهنية
* يعمل كل من المرشيدين المدرسين في تعاون وثيق وخلاق مع كل المجتمع المدرسي
ادوار المرشد ؟

* مساند
* مناصر
*مساعد
التوجية : هو عملية المساعدة للافراد لفهم انفسهم وعالمهم

الارشاد : عملية مساعدة الافراد نحو التغلب على معوقات نموهم الشخصي ومساعددتهم نحو تحقيق النمو الامثل لمصادرهم الشخصية
المشكلة : هي التي يقدمها المرشد والذي يرويها المسترشد
منهج التحليل: هو عبارة عن طرائق فرويد في علاج اضطرابات الشخصية
الارشاد المدرسي: هو عملية مساعدة الافراد بواسطة تقديم العون لهم في اتخاذ القرار وتغير السلوك
التوجهات النمائية للارشاد المدرسي ؟

* يركز على تنمية مفهوم ايجابي عن الذات باعتبارة محور الشخصية
* يوكد ان الوجدان والمعرفه والسلوك تولف جوانب التنمية الشخصية
* ينطلق من ان الوجدان والمعرفه والسلوك جوانب نمو الشخصية وركائز تنميتها هي خبرات نمو قائم على التعلم
مطالب النمو في الطفولة الوسطي من 6-12 ؟

* تنمية المهارات الجسمية اللازمة للالعاب الرياضية * بناء اتجاهات مفيدة نحو ذات الفرد ككائن حي نام
* تحقق الاستقلال الشخصي * تنمية الضمير والقيم* تنمية المفاهيم اللازمة للحياة اليومية
مطالب النمو في المراهقة من 12-18 سنة؟
* تكوين علاقات جديدة واكثر نضجا مع رفاق السن من الجنسين
* التهيؤ لعمل او مهنة
* التهيؤ للزواج والحياة الاسرية
* تحقيق دور اجتماعي يتعلق بجنسة
* تنمية السلوك القائم على المسؤلية الاجتماعية والسعي الي تحقيقة
الحاجة الارشادية : هي عبارة عن حاجة غير مدركة او مدركة بغير اشباع
الحاجات الارشادية النمائية من 6-12في المجال المعرفي؟

* تتطور مرحلة جديدة للنمو العقلي وتعرف بالعمليات الحسية العيانية للتفكير
* تتطور مهارات ما وراء المعرفة للاطفال
* يستطيع الاطفال ان يتعلموا طرقا فعالة للدراسة والاستذكار
* ويعتبر الذكاء المرتفع منبئا قويا للاقتدار الاكاديمي
الحاجات الارشادية النمائية من 6-12في المجال الانفعالي والوجداني؟

* تصبح الحاجة الي استحسان الاقران قوة كبيرة للمسايرة والتوافق معهم وفرض معايير للتقبل والرفض وتعلم الاطفال ارتداء الملابس
* يعبر الاطفال عن شعورهم بالوحدة ونقص الرضي الاجتماعي وصعوبة تكوين الاصدقاء
* وتتصف هذة المرحلة بالصداقة بين الاطفال وان لديهم افضل الاصدقاء
* تتم عملية تقويم الذات عند الاطفال داخل اطار الثقة بالذات او الشك فيها
* ترتقي فاعلية الذات والاحساس بالثقة تلازما مع الخبرات الناجحة
* سوف يخبر الاطفال الذين من سنة الذين لم يتقنوا مهارات معينة شعورا بالنقص وعدم الكفاية
الحاجات الارشادية النمائية من 6-12في المجال الاجتماعي؟
*يقدر الاطفال اصدقائهم الحميمين على اساس انهم اشخاص يفضلون انشطتهم نفسها
*لهم تاثير في هذة المرحلة على خفض النظرة المتمركزة على الذات بين الاطفال بعضهم بعض
* تسهم العلاقات مع الاقران
* تنطوي المشاركة في الانشطة الاجتماعية
* ترتقي نوعية نشاط اللعب الي مستوي لعب فريق
الحاجات الارشادية النمائية من 12- 18في المجال المعرفي؟
* تتميز بنمو التفكير التجريدي
*ترتقي المهارة التصورية
*يمكن ان ننظر الي سلوك المراهق على انة الية دفاعية
*يتعلم المراهقون ان يتناولوا اكثر من فئتين من المتغيرات في وقت واحد
الحاجات الارشادية النمائية من 12- 18في المجال الاجتماعي؟
*يؤثر المعني النفسي للتغيرات الجسمية على نمو هوية الفرد
* تصبح جماعه الاقران اكثر انتظاما وبناء مع وجود جماعات فرعية مميزة
*يرتبط تقدير الذات المرتفع بشكل ايجابي بارتفاع المستوي الاكاديمي
*تستند الي الشعبية والتقبل داخل جماعه الاقران الي الجاذبية
فئات المهارت الاجتماعية النمائية الاساسية ؟
* ان يكون الفرد طيبا
* يبدي الفرد اهتماما بالناس
* تتضمن مهارات حل المشكلات وحل الصراعات والتحكم في الغضب والتوكيدية
فئات المهارات الانفعالية ؟
*معرفة العلاقة بين الافكار والمشاعر والافعال
* تعزيزالاحساس بالهوية وتقبل الذات * تعلم تنظيم الحالة المزجية
* تعلم تقدير حالة العمل الجماعي


البرامج الارشادية لتنمية مهارات الحياة ؟
* التواصل البينشخصي
*حل المشكلات
* نمو الهوية
* الوعي المهني
* حل الصراعات
* اللياقه البدنية *مهارات الدراسة
* الاهتمامات الاسرية
الارشاد المدرسي من اجل متطلبات سوق العمل ؟
* نقلة في العمل من المهام الي المشروع
* زيادة في العمل الفريقي
* فهم متزايد لمبادئ الاقتصاد العالمي
*اتقان المهارات الاكاديمية التقليدية
* حركة نحو المسؤلية الفردية
برامج الارشاد المدرسي لتنمية الشخصية والاكاديمية والمهنية ؟
* مساعدة الطلاب على اكتشاف ميولهم وقدراتهم
* يساعد على تحقيق خصائصهم الشخصية
*جعلهم يستطيعون التاثير في قراراتهم المتعلقة بالمستقبل
* التنمية الشخصية والاكاديمية والمهنية مستمرة
* هي مسؤلية مشتركة بين المعلمين والمرشدين والمجتمع لمساعدة الطلاب على تحقيق التوافق الاكاديمي والاقتدار العلمي والاستكشاف المهني
بماذا تهدف التنمية المهنية ؟
تهدف الي استثارة تقديم الطلاب والطالبات خطوة خطوة خلال مراحل الحياة لاستكشاف ذواتهم وملاءمتها لمتطلبات العمل واهدافهم المهنية
اعمدة التعليم القائم على التعلم؟
*تعلم لتعرف
*تعلم لتعمل
*تعلم لنعيش معاً
* تعلم لتكون .
الابعاد الثلاثيه للتعليم ؟
* البعد الاخلاقي والثقافي
*البعد الاقتصادي والاجتماعي
*البعد العلمي التقني
للتعليم مسارين متناميين ؟
*الاكتشاف التدريجي للآخرين
*العمل في اتجاه اهداف مشتركه طوال الحياه
يقدم هافيجهرست مفهوم المعنى في حياة الاطفال ؟
هو ارتباط التعليم والتعلم بحاجاتهم .
ما ورا المعرفه : هو التفكير في التفكر
الاستشفاف الوجداني : هو ان يدرك مشاعره وصعوباته ويفهمها ويقدرها .
مقومات المجتمع المدرسي .؟
*الاحترام
* الرعايه
* الاحتواء
* الثقه
* الالتزام والتقويه .
مميزات المجتمع المدرسي ؟
*التواصل مفتوح * المشاركه واسعة الانتشار * العمل الفريقي سائداً *التنوع شائعاً
الاستشاره : هي عملية تعاونيه يقوم فيها المرشد الاستشاري بمساعدة اخرين على التفكير من خلال حل المشكلات وتنمية المهارات التي تجعلهم اكثر فعاليه بالعمل مع الطلاب .
الوظائف الاستشاريه للمرشد المدرسي ؟
*الاستشاره مع مدير المدرسه
*الاستشاره مع المعليمن
*الاستشاره مع الوالدين
*الاستشاره مع الطلاب .
الفوائد المتوقعه من الاستشاره في المجتمع المدرسي .؟
*احراز تأييد ومساعده متزايدتين من الاسر ومن المجتمع المدرسي
*تحسين العلاقات بين المعلمين والمديرين والطلاب والمدرسه
*تحسين روابط تحويل الحالات مع المؤسسات المعنيه بخدمات الطلاب .
مراحل الاستشاره؟
*اقرار العلاقه
*تحديد المشكله
*تيسير التغيير
الامثله والمواقف التي يمكن استخدامها للاستشاره الجماعيه ؟
* تنمية علاقات ايجابيه مع الطلاب
*تنمية مهارات التواصل لدى الطلاب
*مساعدة التلاميذ على تحقيق مستويات اعلى*تنمية علاقات ايجابيه بين المعلمين والطلاب
مجالات الاستشاره ؟
*الاستشاره مع المعلمين
*استشاره مع الوالدين
* استشاره مع مدير المدرسه
شروط الاستشاره مع المعلمين ؟
*مراعاة ان لا تكون العلاقه بين المرشدين والمعلمين من جانب واحد
*يبداء المعلمون حاجه الى الحصول على معلومات واجابات
* لا ينبغي ان ننظر الى الدور الاستشاري الى المرشد
يقدم لوفر عدة خطوات وإجراءات للاستشاره مع المعلمين ؟
*تحديد المشكله
* ملاحظة النتائج
* وضع خطه ذات توجه عملي
*اختيار الخطه وتنفيذها
* تحديد النتائج
* ملاحظة المواقف
يقدم المرشدون خدمات استشاريه للمعلمين ؟
*تطبيق الاختبارات والمقاييس
*تفسير نتائج الاختبارات
*جمع المعلومات المهنيه
*المساعده في تزويد الوالدين بمعلومات عن ابنائهم
من اجل مايبدي المرشدون في الاتصال بالوالدين ؟
* مناقشة مدي تقدم التلميذ ونموة
* جمع معلومات من الوالدين عن وضع التلميذ
* تفسير نتائج الاختبارات
المصدر: منتديات الأصيل لخدمة طلاب جامعة الملك عبدالعزيز منتديات الأصيل لخدمة طلبة جامعة الملك عبدالعزيز

hgj,[dJJJJJJJJi , hghvaJJJJJJJJJh] hgktsJJJJJJJJd 242
https://www.alassil.net/vb/showthread.php?t=18776









رد مع اقتباس
قديم 2013-02-09, 12:06   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رفل مشاهدة المشاركة
[size="5"
]الله يرحمه و يسكنه فسيح جنانه .

ابحث عن موضوع دور مستشار التوجيه و الارشاد المدرسي في حل المشاكل الاسرية للتلاميذ.

و جزاك الله خير
[/size]
https://www.almarefa.net/t1408.html

https://kadayatarbawiya.akbarmontada.com/t657-topic

https://www.hnafs.com/2009/12/blog-post_06.html









رد مع اقتباس
قديم 2013-02-09, 12:07   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رفل مشاهدة المشاركة
[size="5"
]الله يرحمه و يسكنه فسيح جنانه .

ابحث عن موضوع دور مستشار التوجيه و الارشاد المدرسي في حل المشاكل الاسرية للتلاميذ.

و جزاك الله خير
[/size]
السلام عليكم

التوجيه والإرشاد النفسي في الجزائر واقعه،
تحدياته وآفاقه المستقبلية.






إعــــداد الأستاذ: خالد عبد السلام سطيف في 05 /12/2008




مقدمـــــــة :

يعتبر التوجيه المدرسي و المهني من أهم العمليات التربوية وأعقدها التي ترتكز عليها فاعلية النشاطات التربوية و دافعية المتعلمين ذلك انه يساهم في تحسين المستوى الدراسي للتلاميذ والمردود التربوي للمدرسة. من خلال سعيه إلى تحقيق التوافق بين امكانات الفرد وقدراته وطموحاته وبين متطلبات الفروع الدراسية عن طريق مساعدته على إنضاج شخصيته وتجاوز الصعوبات التي تعترضه بواسطة الارشاد النفسي والتربوي، وتعريفه بالمحيط الدراسي ، الاجتماعي والمهني أو الاقتصادي بواسطة مختلف الوسائل الإعلامية والاستكشافية.

و من هنا أصبح التوجيه المدرسي و المهني محور المناقشات التربوية و السياسية في بلادنا في السنوات الأخيرة ، كما أنه أصبح ضحية الاتهامات و اللوم في كل خلل يصيب المنظومة التربوية و المجتمع ككل سواء كان فشلا دراسيا أم تسربا مدرسيا أم ضعفا للمستوى العام أو انحرافا اجتماعيا …الخ . بالرغم من أن أسباب المشكلات التربوية متعددة ومتداخلة ،باعتبار أن المنظومة التربوية تتفاعل مع جميع مكونات المحيط الذي تتواجد فيه سلبا و إيجابا. كما أن التوجيه المدرسي و المهني ليس بعملية منفصلة ومستقلة بذاتها أو معزولة عن العمليات التربوية الأخرى و الشروط التي تحيط به بل هو جزء لا يتجزأ من مكونات النسق التربوي.

ولذلك فمنذ المحاولات الأولى لإدماج مستشـاري التوجيه المدرسي و المهني في الوسط التربوي من خلال تعيينهم في الثانويات في بداية التسعينات الى يومنا الحالي في عام 2008 أصبحت الغاية المنشودة والأهداف المنتظرة لذلك بعيدة المنال بسبب النقائص و العقبات التي تواجههم في الميدان من عدة زوايا.فمن خلال الملاحظات الأولية يبدوا أن التوجيه المدرسي والإرشاد النفسي مازال لم يحض بعد بالمكانة الإستراتيجية في العملية التربوية. و مازال ينظر اليه من قبل جميع أفراد الأسرة التربوية على أنه عملية توزيع للتلاميذ على الشعب الدراسية في نهاية السنة الدراسية . وهو ما جعل المختص في الإرشاد والتوجيه لا يرقى الى المهام الأساسية الموكلة إليه .

فبحكم أنني عايشت التجربة منذ تأسيسها بداية التسعينات بعد تعميم توظيف مستشاري التوجيه المدرسي والمهني مدة إثنى عشرة (12) سنة ، أصبح من الضروري التفكير في كيفية تفعيل نشاطات مستشاري التوجيه و مصالح التوجيه المدرسي و المهني في الميدان لتلبية المتطلبات العصرية و يفرضها منطق القرن الجديد، لمواجهة مختلف التحديات التي أصبحت تهدد مستقبل المدرسة الجزائرية (كمشكلة الاكتظاظ داخل الأقسام،مشكلة عدم مراعاة الفروق الفردية ،مشكلة انخفاض المستوى الدراسي وسيطرة سياسة الانتقال الآلي من مستوى إلى آخر في المراحل الدراسية ، ومشكلة العنف والمخدرات داخل المؤسسات التربوية ......وغيرها).فما هي العقبات التـي تعترض فاعلية نشاطات التوجيه والإرشاد النفسي في المدرسة الجزائرية؟ ما هي تحدياته؟وما هي آفاقه المستقبلية ؟

اعتمدنا في تحليلنا وتقييمنا لواقع التوجيه المدرسي بالجزائر على الملاحظات الميدانية والمواقف التي عشناها كمستشار رئيسي للتوجيه المدرسي بعد إثنى عشرة سنة من الممارسة. إضافة إلى تقارير مستشاري التوجيه العاملين في مختلف الثانويات بولاية سطيف ،وما قدموه من شكاوي وتساؤلات دورية حول مختلف النشاطات، الوضعيات والمشكلات التي تواجههم أثناء عملهم.إلى جانب اللقاءات التكوينية الجهوية التي نظمت طيلة سنوات العمل الميداني من قبل مفتش التربية والتكوين المكلف بالتوجيه المدرسي،والتي سمحت لنا بالاحتكاك بزملاء في ولايات أخرى وتسجيل الملاحظات والمشاكل التي تعيق عملهم في الميدان والتي تم تناولها في أعمال الورشات.

بناء على كل تلك المعطيات الميدانية استطعنا تكوين نظرة نقدية موضوعية وشاملة عن واقع التوجيه والإرشاد النفسي بالجزائر، و حاولنا تحديد تحدياته بناء على الانشغالات التي طرحها علينا المتعلمين في التعليمين الاكمالي المتوسط حاليا والثانوي (وهم في سن المراهقة ) و بالتالي حاولنا وضع تصور مستقبلي لآلية التوجيه والإرشاد النفسي.

واقـع التـوجيه والارشاد في المدرسة الجزائــرية:

يواجه التوجيه المدرسي والمهني في المدرسة الجزائرية عدة مشكلات وصعوبات ميدانية في كل الجوانب وهي حسب ما يلي :

1 ـ في الجانب التشريعي و التنظيمي القانوني:

حينما يطلع أي مهتم بمجال التربية و التعليم للنصوص التشريعية و القانونية المنظمة للمنظومة التربوية سيلاحظ حتما أن هناك نقائص وثغرات كبيرة . حيث سجلنا نقص الرؤية الشاملة والمتكاملة لجميع العناصر الفاعلة والمؤثرة في الحياة المدرسية ،خاصة التوجيه المدرسي والمهني الذي مازالت النصوص التشريعية التي تسيره قديمة لا تساير التطورات العلمية و التربوية و المتطلبات العصرية بل مازال حبيس التصور القديم لنوعية الموظفين في هيئة التوجيه وللنشاطات الروتينية التي تقدم على شكل حملات موسمية أو وقتية وهذا بالرغم من النقلة التي حدثت في التسعينات من خلال إدماج وتعميم توظيف مستشاري التوجيه على مستوى أغلبية الثانويات بالقطر الوطني.

وعليه فإن مستشاري التوجيه المدرسي و المهني تواجههم عقبات وصعوبات للمشاركة بفعالية في الحياة المدرسية بسـبب الثغرات المجودة في النصوص التشريعية ومنها:

1 ـ المناشير والقرارات المنظمة لمجالس التعليم ، التربية و التسيير ، التنسيق الاداري ومجالس التأديب ،لا تقر بعضوية مستشاري التوجيه فيها .

2 ـ مجالس الأقسام ، القبول و التوجيه قلما تعطى لهم الكلمة وتسجل آرائهم في سجل المداولات ولا يؤخذ بها إذ سمح لهم بالكلام بدعوى أنه عضو استشاري كما هو محدد في المناشير المنظمة لمجالس الأقسام.

3 ـ غياب أي نص أو بند خاص بمستشار التوجيه المدرسي والمهني في قانون الجماعة التربوية ، بالرغم من أنه عنصر أساسي ويحتل منصب قاعدي كما تصنفه هيكلة المناصب القاعدية في المؤسسة التربوية بالتعليم الثانوي.

4 ـ ليست له صلاحيات واضحة للتدخل في القضايا النفسية والتربوية (الإرشاد النفسي والتربوي)التي تواجه التلاميذ في المؤسسات التربوية، نظرا لعدم وجود أي علاقة مباشرة بالأساتذة ،المساعدين التربويين ،مستشاري التربية، والمفتشين الذين قد تتوقف عليهم الاجراءات الارشادية والعلاجية لبعض المشكلات المطروحة وهو ما جعل تدخلات المستشارين في هذا الميدان محدودة، مقيدة وغير فعالة بل أكثر من ذلك غير موجود في الكثير من الأحيان.

5 ـ مستشار التوجيه غير موجود في عضوية لجنة الطعن الولائية في التوجيه المدرسي من خلال عدم ادراجه ضمن التشكيلة الرسمية في المناشير السارية المفعول حتى سنة 2003، بالرغم من أنه مطلع بشكل جيد على وضعية التلاميذ و قضاياهم التربوية،البيداغوجية وحتى النفسية والاجتماعية،من خلال المتابعة التي يقوم بها على مستوى المقاطعة كلها. وهو أدرى بمتطلبات التوجيه المدرسي من مديري الاكماليات والثانويات الذين يعتبرون أعضاء أساسيين في اللجنة.

6 ـ والثغرات الأخرى نجدها في المناشير والقرارات الوزارية المنظمة لعمل مستشار التوجيه، مثل القرار الوزاري رقم 827 المؤرخ في 13/11/1993 والخاص بتحديد مهام مستشاري التوجيه المدرسي،

و المنشور الوزاري رقم 245/م .ت.ا/93 المؤرخ في 1993.12.04 والخاص بإجراءات تنظيمية لنشاط مستشاري التوجيه في الثانويات والتي تؤكد على أن مستشار التوجيه مكلف بمقاطعة تربوية واسعة ومصغرة يحددها مدير المركز ،الا أن شكل التدخل كيفيته،اجراءاته الادارية من خلال (تكاليف التنقل ،أخطاره وضماناته )غير محددة بشكل دقيق وواضح وهو ما يؤكده المحور الثالث من المنشور السالف الذكر (رقم245)حيث ينص على ما يلي: " أما أسلوب التدخل الذي يجب اعتماده في كل قطاع فستحدده تعليمة لاحقة" ولم نتلق أي تعليمة الى يومنا هــذا منذ ذلك التاريخ. وعليه يتنقل مستشاري التوجيه الى عـدة اكماليات بمناطق بعيدة بإمكانياتهم الخاصة و دون أمر بمهمة ولا تعويض عن المصاريف التي ينفقونها .

و هـو الامر يجعل عمل مستشاري التوجيه قاصرا وناقصا حيث يستحيل عليهم إنجاز كل نشاطاتهم وايفاءها حقهـا في مؤسساتـهم الأصليــة.وفي حالة تعرضهم لحوادث لقدر الله قد لا يجدون إطارا قانونيا يحمي حقوقهم.

7 ـ والإشكالية القانونية الأخرى تتمثل في القراءة المعتمدة من طرف مـديري المؤسسات التربوية لتصنيف عمل ونشاطات مستشاري التوجيه حيث تؤكد المادة العشرة من القرار الوزاري (رقم 827) بأنه يندرج ضمن الفريق التربوي التابع للمؤسسة ،إلا أن هؤلاء يدرجونه ضمن الفريق الإداري(التأطير التربوي) باعتبار منصبه قاعدي، ويلزم ببعض الأعمال الإدارية كالمداومات خلال العطل المدرسية دون استفادته من الحقوق المرتيطة بذلك كحق السكن الوظيفي والتعويض. كما يكلف في بعض الأحيان بتوزيع الكتب المدرسية ،تسجيل المترشحين الأحرار للبكالوريا، إنجاز قوائم للمستفيدين من الإعانات المالية (التضامن المدرسي). ..وغيرها.


المعوقـــات المعنويـــــة للمختصين في التوجيه والارشاد :

حينما يطلع أي انسان على القانون الاساسي لعمال التربية وبالضبط في المحور الخاص بالتوجيه المدرسي و المهني تنتابه الحيرة، ويجد مفارقات غير منطقية نتيجة تصنيفه كحامل لشهادة الليسانس في نفس سلم التقنيين الساميين ، وليست له أي منافذ للترقيات إلا كمفتش للتوجيه المدرسي والمهني والذي يرتبط بمدى توفر المناصب المالية بالولايات أومدى فتح مراكز التوجيه. وهي نادرة ومحتكرة بتواطؤ من الوزارة التي لاترى أي أهمية في نشاطات التوجيه المدرسي في العملية التربوية ولاتتوفر على رؤية استراتيجية في هذا المجال . وفي هذه الحالة حينما يصل مستشار التوجيه الى مستوى معين من الاقدمية والخبرة يجد نفسه طموحا للترقية الادارية إلا أنه بعد ادراكه لاستحالة ذلك تضعف معنوياته ويصاب بالاحباط فتضعف دافعيته فلا يتحمس للعمل خاصة و أنه يعمل في ثانوية مع اساتذة حاملي شهادة ليسانس مصنفين في سلم 15/3 ( التصنيف القديم) ويشرفون على 3 أو 4 أفواج تربوية فقط .

بينما هو يشرف على كل تلاميذ المقاطعتين الصغيرة والكبيرة(داخل الثانوية ومجموعة الاكماليات(المتوسطات)) ويتقاضى أجرا أقل بكثير من الجهد المبذول والمسؤولية الملقاة عليه .

والجـــدول التالي يبين هــذه المفارقة

أســتاذ التعليم الثانوي مستــشار رئيسي للتوجيه المدرسي

ـ مكان العمل: الثانوية أو المتقنة ـ نفس الشيء

ـ الشهادة الجامعية المطلوبة: الليسانس ـ الليسانس كذلك

ـ ساعات العمل:18 ساعة أسبوعيا ـ 40 ساعة اسبوعيا.

ـ عدد التلاميذ الذين يشرف عليهم:معدل ـ يشرف على كل تلاميذ الثانوية

200 تلميذ(4الى5 أفواج) والاكماليات التابعة لها (بمعدل 2500 ت)

ـ المهام المنوطة به:التربية والتعليم في ـ يقوم بـ:الاعلام المدرسي ـ التوجيه ـ

إطار مادة التخصص المتابعة لكل التلاميذـ الارشاد النفسي

والتربوي ـ التقويم التربوي ـانجاز دراسات

وتحقيقات ميدانية لجلب المعلومات .

ـ فرص الترقية: نائب المدير للدراسات ـ مفتش التوجيه المدرسي فقط اذا توفرت

مديرثانويةـ مفتش المادةـ أستاذ مبرزـ المناصب بالولاية والتي ترتبط بمدى تقاعد

العاملين فعليا.وهي نادرة جــدا.

التصنيف في سلم الأجور:15/03 ـ ســلم 14/05 .أليس هذا بظلم اجتماعي؟

(مجلة المعلم عدد سنة ص )

في مجال المتابعة النفسية والتربوية:

تعترض مستشاري التوجيه المدرسي والمهني عـدة صعوبات وعراقيل في هذا المحور فقللت من فعالية تدخلاته ، وتتمثل فيما يأتي :

1 ـ صعوبة جمع النـتائج الدراسية الفصلية لتحليلها والمشاركة بها في مجالس الأقسام ، بســـبب :

أ ـ عــدم وجود وسيلة أو آلية لجمع النتائــج الدراسية ،وحتى حينما وضعنا نموذجا على شكل جدول يشمل على(كل المواد الدراسية حيث يتوزع فيها التلاميذ حسب الفئات ـ تسجل نسبة الغياب في كل قسم و في كل مادة ـ تسجل الحالات السلوكية في كل مادة وفي كل قسم من أجل تحليلها واجراء المقارنات للوقوف على أثر كل عامل من تلك العوامل على المردود الدراسي ) فاننا وجدنا صعوبات كبيرة في ملئه من قبل الأساتذة والادارات التربوية معتقدين أنه عمل اضافي لا معنى ولا فائدة منه .

ب ـ تأخر الأساتذة في ملء كشوف النقاط ،حتى ساعات قبل انعقاد مجالس الأقسام حيث يعتبر المصدر الوحيدة الموفر للمستشار لجلب النتائج . وبالتالي يستحيل عليه تحليلها وتوظيفها أثناء مداولات المجالس إن وفرت له فرصة تقديم حصيلة أعماله.

ج ـ تزامن انعقاد مجالس أقسام الثانويات مع الإكماليات في نفس اليوم و التوقيت وفي بعض الثانويات تبرمج إدارة الثانوية مجلسين لنفس المستوى وفي بعض الحالات لمستويين مختلفين في توقيت واحد .وهو ما يجعل مشاركة مستشار التوجيه ومتابعته للتلاميذ في مختلف المستويات مستحيلة .كما أن التحاليل التي يجريها على النتائج الدراسية والملاحظات التي يسجلها حول سيرة التلاميذ ومشكلاتهم لمناقشتها مع الأساتذة واقتراح الحلول المناسبة لها لا تجد فضاءا لعرضها.

د ـ كما أن مجالس الأقسام يطغى عليها الروتين وسياسة الهروب الى الأمام ، حيث أن المناقشات لاترقى الى مستوى المهام الموكلة لهذه المجالس،بل يطغى عليها السطحية والتسرع في تقييم المستوى العام للقسم والانضباط دون الخوض في تحليل الأسباب المعرقلة. ذلك أن الوقت المخصص لكل مجلس ضيق جدا (نصف ساعة )لا يكفي حتى لتسجيل الملاحظات والإجازات او العقوبات التي تعطى وفق سلم يحدد سلفا وبشكل آلي بل أصبحت الإجازات تحدد بمبرمج الإعلام الآلي مباشرة قلما تناقش وكأنها قدرا محتوما.

وعليه فإن مستشاري التوجيه المدرسي لا يجدون انفسهـم فيها أصلا لعدة اعتبارات :

1 ـ في بعض الحالات لا تعطى لهم الكلمة في المجالس بدعوى أنه عضو يحضر بصفة استشارية .

2 ـ وفي حالات اخرى حينما تعطى لهم الكلمة يشترط عليهم الاختصار وعدم الخوض في الامور التربوية والبيداغوجية التي من المفروض ان تكون هي المحور الأساسي في النقاش ، بدعوى ضيق الوقت ،ضرورة إكمال المجالس حسب التوقيت المبرمج لها .ذلك ان المجالس تعقد خارج ساعات العمل والأساتذة يحضرون حسب توقيت الأقسام المعنيين بها هذا من جهة. ومن جهة أخرى يبرر المديرين تجاوز الخوض في النقاش التربوي والتقييمي بكون الأساتذة مرتبطين بأعمال خاصة يجب مراعاتها (بالخصوص السيدات ).

ولذلك يصبح التحليل الذي يعده مستشاري التوجيه لا جدوى ولا فائدة منه إن بقيت حبيسا في مكاتبهم، ولا تستثمر ويستفاد منها.بل في بعض الحالات يتساءل المستشارون ما هو دورهم التربوي في مثل هذه المجالس التي يحرمون فيها من إعطاء رؤية متميزة للعمل التربوي من خلال المساهمة في تقويمه من زوايا متعــددة بهدف اقتراح اجراءات علاجية لكل المشاكل المطروحة ؟

ـ وبالنسبة للاجتماعات التنسيقية لرؤساء الأقسام ومسؤولي المواد :

التي مهمتها المتابعة والتقويم الدوري لمدى التقدم والتأخر في البرنامج الدراسي ،تشخيص الصعوبات التي تواجه التلاميذ في كل محور او موضوع ومعالجة المشكلات السلوكية المطروحة في كل قسم ،فإنها في واقع الأمر لا تعقد ولا يسمع بها مستشاري التوجيه أصلا. بل أكثر من ذلك تستعمل طرق إدارية فريدة من نوعها للتحايل على الاجراءات المفروض اتباعها لسيرها الجيد،وتتمثل في :

ـ إما بتمرير السجل المخصص لهذه المجالس على الأساتذة بشكل فردي لتسجيل ملاحظاتهم .مع الامضاء على المحضر.

ـ وإما يكلف أستاذ واحد بتسجيل الملاحظات والمداولات على شكل محضر اجتماع ثم يمرر السجل على المعنيين للامضاء .

وعليه أصبح مستشار التوجيه مغيب و مهمش من هذه اللقاءات التنسيقية الهامة في العملية التربوية ، التي من الفروض أن تكون اداة للتمحيص ،الفحص والتقويم الدوري للفعل التربوي والذي من شأنه إزالة الفجوة بين الأهداف المحققة والمنتظرة او المسطرة في حينها وبالتالي تحسين العمل التربوي ومردوده .


في مــجال الإرشاد النفسي والتربوي:

يواجه مستشاري التوجيه المدرسي والمهني في هذا الميدان صعوبات تقنية وإدارية متعددة
تتمثل في :

1 ــ نقص الوسائل الاستكشافية المكيفة للواقع الجزائري كالاختبارات و الروائزـ النفستقنية لتوظيفها في الوسط المدرسي كأدوات مساعـدة لفهم وتشخيص بعض المشكلات النفسية والتربوية المطروحة باستثناء القليل جدا التي لا توجد ضرورة لاستعمالها في غالب الأحيان.

2 ـ ــ عدم التحكم في تطبيق بعض الاختبارات النفس ـ تقنية من قبل غالبية المستشارين بسبب ضعف التكوين الجامعي في هــذا المجال هذا من جهة .ومن جهة أخرى وجود تخصصات بعيدة عن ميداني علم النفس وعلوم التربية ولم يدرس فيها المستشارون المعينون القياس النفسي التربوي أصلا ( مثل تخصص علم الاجتماع ).

3 ـ عدم تطبيق اختبارات الذكاء والشخصية المتوفرة للكشف عن الموهوبين والمتفوقين أو المتأخرين دراسيا بهدف التكفل بهم و تقديم لهم تعليما خاصا، بسبب إهمال هذا النوع من التعليم(التعليم المكيف) من قبل وزارة التربية الوطنية في العشر سنوات الأخيرة.رغم وجود مؤشرات وعلامات التفوق والتأخر للكثير من الحالات في مدارسنا .

و هو ما جعل كل مستشار يتصرف باجتهاده الخاص وحسب طبيعة تخصصه وتكوينه الجامعي في تفسير وفهم بعض المشكلات التربوية والنفسية التي يصادفها في مقاطعته.

4 ـ عدم وجود استبيان للميول والاهتمامات نموذجي لمختلف المستويات التعليمية مبني وفق معايير علمية يمكن الاستناد اليه في استكشاف وتحليل رغبات وميول التلاميذ الدراسية والمهنية وتوظيفها في استراتجية الاعلام المدرسي وفي المقابلات الارشادية وكذا في وضع تقديرات التوجيه المسبق التي تساعد على تحديد ملامح الخرائط التربوية.

وهو الأمر الذي جعل كل مستشار يجتهد من تلقاء نفسه في انجاز استبيان ،تطبيقه وتحليله بطريقته الخاصة. و رغم ذلك ومهما كانت طبيعة هذا الاستبيان يجد مستشاري التوجيه صعوبات في استثمار وتوظيف نتائجه مع التلاميذ المعنيين والأساتذة والإدارة التربوية للأسباب السالفة الذكر.

وحتى في حالة عرض النتائج في مجالس الأقسام بشكل مقتضب وسريع لا يجد مستشار التوجيه تفهما ولا تعاونا من قبل هؤلاء (الادارة والاساتذة) للأخذ بالملاحظات والاقتراحات المسجلة .خاصة ما يتعلق بضرورة مراعاة سيكولوجية التلاميذ المراهقين بحسن معاملتهم ، تجنب اهانتهم أو تجريحهم مهما كانت تصرفاتهم مزعجة ،الاستجابة لانشغالاتهم مع ضرورة الاهتمام بتوفير الشروط التربوية والبيداغوجية لانجاح الفعل التربوي ،عدم اصدار احكام مسبقة على شعب دراسية معينة أو نمط تعليمي معين،عدم الأخذ باقتراح فتح بعض الشعب لتوفر الرغبة والملمح الدراسي المناسب ... وغيرها . الا أن هــذه الأمور كلها تبدو لدى هؤلاء نوع من التفلسف والمثالية ،لا أحد يستسيغها باعتبارها غير مألوف ومكلفة للجهد والوقت حسب ردود الأفعال التي سجلناها طيلة مسارنا المهني وسجلها كل الزملاء على مستوى الولائي والجهوي في الملتقيات الدورية.

كما أن الادارة التربوية عموما تستثقل تطبيق بعض الاجراءات والاقتراحات البيداغوجية العلاجية التي تتخذ في بعض مجالس الأقسام . كتغيير الأفواج للمشاغبين وتوزيعهم ومتابعتهم ......الخ.


في مجال الاعلام المدرسي والمهني:

يبين لنا واقع التوجيه المدرسي والمهني أن الاعلام المدرسي مازال ناقصا، حيث لا توجد استراتيجية اعلامية وفق ما يجب أن يكون عليه بالرغم من أهميته التربوية .ذلك أن ادارة المؤسسات التربوية مازالت لم تساير التطور الحاصل على مستوى الفكر التربوي وتقنيات التسيير الادارية الحديثة التي تؤكد أهمية الاعلام والاتصال حول كل جزئيات النظام التربوي في تربية وتهذيب ميول ،اهتمامات واختيارات المتعلمين وتأهيلهم لاتخاذ المواقف والقرارات المسؤولة والمناسبة لمستقبلهم الدراسي .

وعلى هذا الأساس لا تولي الإدارات التربوية العناية اللازمة لمثل هذا النشاط من خلال :

1 ـ احتكار المناشير والقرارات الرسمية التي تصل المؤسسات التربوية من الوصاية حول كل شؤون المدرسة الا البعض منها الخاصة بالواجبات الموجهة مباشرة الى الأسرة التربوية لتطبيقها ،بالرغم من أن قانون الجماعة التربوية ينص في الباب الخاص بأحكام تسيير المؤسسة المادة 18 :على أنه يتعين على مدير المؤسسة في إطار الاعلام والتكوين المستمر ، نشر التعليمات وتبليغ المعلومات التي توجهها السلطات السلمية الى التلاميذ والموظفين .فكيف يمكن أن نوكل مهمة الاعلام والاتصال لمستشار وهو مجرد من المعلومات الأساسية حول المنظومة التربوية ولا يعرف التغيرات والتطورات الطارئة فيها.

2 ـ عـدم فتح خلايا الاعلام والتوثيق بالمؤسسات رغم توفر الهياكل والتجهيزات اللازمة في الكثير منها، بالرغم من إلحاح الوزارة الوصية بالمناشير ،وإلحاح مستشاري التوجيه المدرسي على هذا الأمر.

3 ـ عدم شراء ،توزيع وتوظيف الأدلة الاعلامية المنجزة من طرف مديرية التقويم التوجيه والاتصال لصالح التلاميذ والأولياء في مختلف المراحل التعليمية .

4 ـ غياب شبه كلي للصحافة المدرسية في الكثير من المؤسسات التربوية التي تعتبر منبرا لتبليغ الرسالة التربوية،وتدريبا للمتعلمبن على روح البحث الاعلامي لاستثمار واكتشاف مواهبهم وابتكاراتهم في مختلف الميادين .

5 ـ عدم تخصيص ميزانية للأدوات والوسائل اللازمة لإنجاز الوثائق الإعلامية والتربوية الضرورية في إطار نشاطات مستشاري التوجيه الرسمية(مثل أقلام التلوين الورق المقوى كبير الحجم وغيرها …) ،بسبب جهل أو تجاهل الكثير من الإدارات التربوية لطبيعة عمل هذا الإطار الجديد في المؤسسة التربوية.

6 ـ صعوبة برمجة الحصص الاعلامية لفائدة تلاميذ مختلف المستويات الدراسية لسببن رئيسيين هما:

أ ـ عــدم وجود ساعات مخصصة للتوجيه المدرسي ضمن البرنامج الأسبوعي للتلاميذ.

ب ـ كبر قطاع التدخل (معدل تكفل كل مستشار 3 إكماليات + ثانوية) وارتباط مستشاري التوجيه بالوقت والفترة المناسبة لكل حصة .

ونتيجة لذلك أصبح مستشاري التوجيه يقدمون هذه الحصص الاعلامية إما في :

ـ ساعات الفراغ خارج البرنامج الأسبوعي الرسمي للتلاميذ(في آخر فترة صباحية أو مسائية ).

ـ اما في ساعات غياب الأساتذة من حين لآخر حيث يكون مستشار التوجيه في ترقب لغياب الأساتذة ،حتى المساعدين التربويين يجدون في مثل هذه الوضعية فرصة مواتية للتخلص من أعباء الحراسة للتلاميذ داخل الاقسام،حيث ينادونه عند كل غياب كأنه رجل انقاذ ومطافئ.

فأصبحت نشاطات الارشاد والتوجيه المدرسي في ظل هذا المناخ السائد في الكثير من المؤسسات التربوية قد فقدت معناها .

والحصص الاعلامية بهذه البرمجة المفاجئة في نظر وتصور التلاميذ لا معنى لها بل تعتبر مصدر حرج وقلق لكونهم لا يتحملون ساعات اضافية أكثر من الشيء الذي يقضونه يوميا في المدرسة .

كما أن مستشاري التوجيه يقضون أسابيع كثيرة في مؤسسة واحدة لإنجاز حصة إعلامية واحدة لفوج تربوي ، نتيجة البرمجة المفتوحة على عدة أيام حسب ساعات الفراغ التي تتاح خلال الأسبوع في كل مؤسسة .والمبرر الذي تقدمه الإدارات التربوية عند معارضة وضع برمجة لحصص إعلامية خلال أسبوع واحد وفي توقيت مناسب لحضور التلاميذ يتمثل في :

ـ لا يمكن أخذ ساعة من مادة دراسية رسمية لأنها ستؤثر على السير العادي للدروس فيتأخر الأساتذة في انجاز البرنامج المقرر،كما أنهم سيحاسبون من قبل مفتش المادة حول أسباب التأخر .

وبالرغم من موضوعية المبرر ،نجد ان الاعلام المدرسي في تصور الكثير من الادارات التربوية وحتى وزارة التربية الوطنية يعتبر نشاطا ثانويا. والا كيف نفسر تجاهل الوصاية لكيفية انجاز نشاطات مستشاري التوجيه المدرسي في المؤسسات التعليمية.

وحتى مديرية التقويم التوجيه والاتصال المشرفة المباشرة تقنيا على عمل مصالح التوجيه المدرسي في كل ولايات الوطن من خلال تحديدها لمحاور البرنامج السنوي التقديري ،عندما أرسلت مؤخرا مناشير حول تنظيم و استثمار الزمن المخصص للدراسة في النظام التربوي(مناشير رقم 250/251/253/المؤرخة في 5 سبتمبر 2000 ) تجاهلت كلية ادراج توقيت خاص لنشاطات مستشاري التوجيه المدرسي في المؤسسات التربوية وهو ما زاد من تعقيد برمجة حصص اعلامية للتلاميذ في مختلف المستويات .حيث يتحجج الكثير من المديرين بهذه المناشير لفرض توقيت خارج ساعات العمل وهو ما لا يناسب التلاميذ ويقلقهم لأنه توقيت مخصص لراحتهم واسترجاع أنفاسهم خاصة مع كثافة البرنامج الدراسي.ونتيجة لذلك أصبح:

التلاميذ يعتبرون الاعلام المدرسي لا فائدة منه بما أنهم لا يمتحنون فيه ولا يقرر مصيرهم في عملية الانتقال .ولايحسون بأهميته في حياتهم الدراسية بما أنه غير مبرمج رسميا ضمن ساعات دراسته، هذا من جهة .

ومن جهة أخرى يواجه نشاط الاعلام المدرسي اشكالية الاستعداد النفسي على مستوى غالبية المتعاملين مع المدرسة تتمثل في :

ـ عدم وجود استعداد للاطلاع والاستماع لأي شئ اذا لم يرتبط بالحاجيات الآنية خاصة بالنسبة للمربين (كالأمور المتعلقة بالترقيات ، الخدمات الاجتماعية والامتيازات ) .أما التلاميذ يشغلهم كثيرا معدل الانتقال و شروط تلبية الرغبة الأولى في التوجيه فقط .

ـ كما تتمثل الصعوبة الأخرى في وصول سندات الاعلام المدرسي متأخرة خاصة دليل التسجيلات في الجامعة الذي يصل في نهاية شهر ماي او جوان حيث يكون تلاميذ السنة الثالثة ثانوي في عطلة وهو ما يحرمهم من الاطلاع على متطلبات الحياة الجامعية واجراءات التسجيل فيها .

ـ وفي احيان أخرى تتخذ تعديلات في مجال اجراءات القبول والتوجيه في نهاية السنة الدراسية وهو ما يجعل توظيفها اعلاميا لفائدة التلاميذ تحدث صدمة واضطرابا لديهم لعدم استعدادهم المسبق ، فتنهار معنوياتهم أكثر وهو ما يؤثر على أدائهم في الامتحانات .

في مـــجال التقـــويم والدراسات:

تواجه نشاطات التوجيه المدرسي والمهني في هذا المجال صعوبات كبيرة في انجاز الدراسات والاستفادة من الخلاصات والاستنتاجات المتوصل اليها، و تتمثل في :

ـ عدم توفر المعطيات الضرورية لانجاز بعض الدراسات لعدم توفر الأرشيف على مستوى بعض المؤسسات .

ـ عدم تعاون وتجاوب الكثير من المتعاملين مع مستشاري التوجيه لانجاز مشاريع الدراسات التي يبرمجونها من خلال :

أ ـ عدم تقديم المعلومات الصحيحة .

ب ـ عدم ملء الاستبيانات والجداول التي تسلم لهم لجلب المعلومات او ملؤها بطريقة

عشوائية وبمعطيات خاطئة او متناقضة.

ج ـ تخوف بعض الأطراف من تناول بعض القضايا التربوية الحساسة كاسلوب معاملة

التلاميذ، طرائق التدريس ، العلاقات الاجتماعية داخل المؤسسة التربوية،أثر الغيابات (الأساتذة والتلاميذ) على النتائج الدراسية للتلاميذ، أسباب ضعف المستوى الدراسي ،نقائص وعيوب الاختبارات التحصيلية، نظرا لعلاقتها بالأداء التربوي والكفاءة في التسيير والتربية ….الخ .

د ـ عدم تنظيم لقاءات وندوات بين مستشاري التوجيه والأطراف المعنية في المدرسة لدراسة ،مناقشة واستغلال نتائج الدراسات المنجزة في حل المشكلات التربوية والنفسية المطروحة وما أكثرها (حين انجاز بعضا منها) . بل تبقى حبرا على ورق لا أحد يعلم بها الا مستشار التوجيه نفسه .

في مجال التكوين أثناء الخدمة :

مازالت عمليات التكوين القليلة التي يتلقاها مستشاري التوجيه المدرسي تفتقد الى استراتجية واضحة وهادفة تنسجم وطبيعة دور التوجيه المدرسي و مع احتياجات التلاميذ ومستلزمات الحياة المدرسية . مع العلم أن العاملين في سلك التوجيه المدرسي يحملون شهادات جامعية متنوعة، في علم النفس وعلم الاجتماع بمختلف تخصصاتها فالكثير منهم ليست لهم علاقة بالتربية أصلا .وهوما يصعب على الكثير منهم التجاوب مع بعض المفاهيم والتقنيات التربوية (كالتقويم التربوي،الارشاد النفسي والتربوي ).

مشكلات ادارية : تتمثل في تكليف بعض مديري الثانويات للمستشارين ببعض المهام التي تتنافى ومهامهم الأصلية، كتسيير المكتبة ،انجاز قوائم التلاميذ حسب الأقسام ،تسجيل التلاميذ الأحرار لشهادة البكالوريا …. وغيرها .وهذا يتم عموما باستعمال ضغوط إدارية على المستشارين في بعض الأحيان .وبرضى المستشار نفسه لعدم استيعابه لمهامه وأدواره ،مع غياب برمجة لنشاطات تغطي كل ساعات عمله في أحيان أخرى .
وأسباب ذلك تعود بالدرجة الأولى إلى عدم الفهم الجيد لطبيعة مهام مستشار التوجيه من قبل الكثير من المديرين ،وتخوف البعض الآخر من تدخلاته المتميزة التي تبحث دائما في عمق الفعل التربوي والأسباب التي تعرقله وهو ما يزيل الستار على عيوب ونقائص كثيرة لا يريد أصحابها الاطلاع عليها او حتى التفكير فيها .
تحديات المدرسة الجزائــرية والحاجة الى التوجيه والإرشاد النفسي:
تواجه المدرسة الجزائرية في ظل التحولات الاجتماعية ،الاقتصادية ، السياسية ،العلمية التكنولوجية والثقافية المتسارعة عــدة تحــديات تفرض منطقا جــديدا في سياسة التوجيه والارشاد النفسي والتربوي. وأهم هذه التحديات تتمثل في :

ـ التدفق الاعلامي الكبير، من خلال اكتساح القنوات التلفزيونية الفضائية والاذاعية المتعددة للبيوت الجزائرية، والتي تمارس تأثيرات كبيرة على سلوكيات ومواقف الناشئة اتجاه القيم والمعايير الاجتماعية وما يتولد عنها من مشكلات نفسية واضطرابات سلوكية متعددة( كالعنف بمختلف أشكاله ،ازدواجية الشخصية ،القلق ،الحيرة وضعف التركيز والاهتمام بالدراسة، السرقة ،المخدرات، الانحلال الخلقي ….).

ـ تسارع وتيرة التطور العلمي ،المعرفي والتكنولوجي وانعكاس ذلك على اهتمامات وميول المتعلمين من خلال ظهور تخصصات دراسية ومهنية جديدة توسع مجال اختيارات التلاميذ وما تخلقه من حيرة وتيه لديهم حول ماذا يختارون ؟ما الانسب إليهم؟ ما هي التخصصات المطلوبة في سوق العمل وما هي حظوظ العمل لكل منها وغيرها ..

ـ تعقد الحياة الاجتماعية والاقتصادية بسبب سيطرة القيم المادية ،وتفشي ظاهرة البطالة والانحرافات الاجتماعية وتأثيراتها السلبية على استعدادات المتعلمين ونظرتهم للدراسة والحياة المهنية او الاجتماعية ،حيث سيطرة النظرة التشاؤمية وضيق الطموحات و محدودية آفاق تفكيرهم.

ـ التحول الجذري في معايير ومقاييس التكوين والتوظيف نتيجة الانفتاح الاقتصادي ودخول الجزائر في العولمة الاقتصادية وما يستلزمه ذلك من اعداد متميز يرتكز على مبدأ الكفاءة والنوعية للاطارات واليد العاملة اضافة الى ضرورة تحكمها في اللغات الأجنبية و تكنولوجية المعلوماتية والاتصالات .وبناء على ذلك أصبح الإرشاد والتوجيه محورا اساسيا في هذه المعادلة لاحداث التوازن والتوافق بين الفرد(قدراته وميولاته ) وبين متطلبات محيطه الاقتصادي والاجتماعي ومساعدته على التكيف والتجاوب مع تحديات العصر.

ــ تفاقم ظواهر لافتة للانتباه في مدارسنا كالعنف ،تناول المخدرات هذا من جهة. ومن جهة اخرى انتشار ظاهرة الخوف من المدرسة ومن الامتحانات لدى شرائح عريضة من المتعلمين وفي مختلف المستويات التعليمية خاصة لدى المراهقين. تفشي ظاهرة الغش في الامتحانات بمختلف أشكالها وانعكاس ذلك على مستوى التحصيل والتكوين للمتعلمين، وبالتالي على أدائهم المستقبلي بعد التخرج .

ــ مشكلة الفراغ وتأثيره على انفعالات المراهقين، سلوكياتهم ،ونظرتهم الى الحياة بصفة عامة والحياة الدراسية بصفة خاصة .

ومن الحاجيات الأخرى التي تستدعي أهمية نشاطات التوجيه المدرسي في المدرسة الجزائرية

ما يلي:

1 ـ الحاجة الى رضى التلميذ عن ذاته وتأكيدها من أجل الاستمتاع بالسعادة الشخصية ، وتكوين نظرة ايجابية عن نفسه والمحيطين به. حيث يعامل التلاميذ كأرقام لا كأشخاص لهم ذات وكيان متميز يجب احترامه وهو ما أفقد التلاميذ لذة الذهاب إلى المدرسة و جعلهم ينفرون منها.

2 ـ الحاجة الى تأمين المستقبل بتوفير فرص الدراسة المناسبة من خلال ضمان التوعية والتحسيس بمتطلبات الحياة الدراسية في مختلف التخصصات والفروع وسبل النجاح فيها مع آفاقها المهنية.

3 ـ الحاجة الى فهم الاتجاهات والقيم الاجتماعية، الأخلاقية والروحية للمتعلمين التي تتعرض للتشويش والاهتزاز نتيجة تأثير برامج تكنولوجية الإعلام والاتصال المعاصرة،بهدف مساعدتهم على تحقيق التوازن النفسي و الاجتماعي أو(الاندماج الاجتماعي) عن طريق تحصينهم ثقافيا وعقائديا وأخلاقيا بمختلف النشاطات الإرشادية التي تعيد إليهم الثقة بالنفس والاعتزاز بالذات وروح الانتماء للمجتمع.


الآفـــــــاق المـــــستــــقــــبلــــ ــية للتوجيه المدرسي والمهني:


بناءا على ما سبق ذكره يتبين لنا أنه لا يمكن وضع تصور خاص بالتوجيه بمعزل عن التصور العام والشامل للسياسة العامة للمنظومة التربوية التي يتحدد فيها مكانة ودور التوجيه المدرسي والإرشاد النفسي في الاستراتيجية العامة لتحقيق غايات النظام التربوي الجزائري .والا وقعت محاولتنا في منطق الترقيع وسياسة الهروب الى الأمام.

وعليه تتحدد الآفاق المستقبلية للتوجيه المدرسي في المدرسة الجزائرية من خلال ما يلي :ــــ

ــ جعل التوجيه والارشاد النفسي والتربوي بعدا هاما واساسيا في استراتيجية تحقيق غايات النظام التربوي الجزائري .

و لتفعيل نشاطات مستشاري التوجيه المدرسي والمهني اكثر لمواجهة تحديات المدرسة الجزائرية في الألفية الثالثة يقتضي الأمر :

1 ـ اقتصار تدخل مستشاري التوجيه المدرسي بالنشاطات التربوية على مستوى الثانويات التي وظفوا فيها فقط ، مع ضرورة تعميم توظيف مستشاري التوجيه على مستوى الاكماليات( المتوسطات) والابتدائيات لضمان جدية المتابعة النفسية ـ التربوية والتكفل الأحسن بالتلاميذ ( الأطفال والمراهقين العاديين والمتخلفين والموهوبين).

2 ـ وضع منهاج خاص بالتوجيه المدرسي والمهني يشمل كل محاور النشاطات النفسية والتربوية ،يراعى فيه :

أـ مبدأ التكامل بين مختلف النشاطات .

ب ـ مبدأ التدرج في انجاز النشاطات من البسيط الى المعقد من السهل الى الصعب.

ج ـ المستويات التعليمية المختلفة في كل طور تعليمي.

د ـ حاجيات واهتمامات التلاميذ:

ـ في كل مرحلة دراسية.

ـ في كل فصل دراسي .

ـ في كل مناسبة أو ظرف .

هـ ـ الخصوصيات والمتطلبات الاقتصادية، الاجتماعية، الجغرافية والثقافية الوطنية وكذا لكل منطقة او جهة

3 ـ ضرورة تخصيص توقيت رسمي للتوجيه والارشاد ضمن البرنامج الأسبوعي للتلاميذ في مختلف الشعب والفروع الدراسية .

4 – إعطاء صلاحيات التدخل واتخاذ قرارات لمستشاري التوجيه في ما يخص القضايا التربوية و النفسية واختيارات الشعب الدراسية التي تخدم تكيفه المدرسي و مشروعه المستقبلي,

5 ـ ضرورة إدخال تكنولوجية الاتصال والإعلام المعاصرة المتنوعة في نشاطات مستشاري التوجيه وخاصة في تنشيط الحصص الإعلامية للتلاميذ وفي الحصص الارشادية وكل النشاطات الأخرى ،مع ضرورة التفكير في اعداد اشرطة علمية حول:

المهن ـ المنافذ التكوينية الجامعية ـ المحيط الاقتصادي والاجتماعي ـ المشكلات التربوية والنفسية الشائعة لدى المتعلمين وكيفية معالجتها .

6 ـ تأسيس مجلات وجرائد متخصصة الى جانب حصص تربوية اذاعية و تلفزيونية متخصصة في الميدان التربوي تساهم في نشر الثقافة النفسية و التربوية بين أفراد المجتمع و تحسيس الأسر بضرورة التعاون مع المدرسة في تربية أبنائهم .

7 ـ إعادة النظر في هيكلة و مهام مراكز التوجيه المدرسي و المستشارين العاملين فيها خاصة بعد تعميم عملية التوظيف على المستوى الثانوي والاكمالي أو المتوسط والابتدائي بتحويلها إلى مراكز متخصصة تقوم بمهمة التنسيق ،التنظير والمتابعة لعملية التوجيه والارشاد من أجل توحيد استراتيجية العمل الميداني،توفير وانجاز أدوات العمل النموذجية لكل نشاط أو عملية تربوية مع متابعتها و تقييمها.

ونقترح أن تكون مراكز التوجيه متكونة من ثلاث مصالح على الأقل تتشكل كل مصلحة من فرقة تقنية بها (ثلاث مستشارين على الأقل) وهي كالتالي :

أ ـ مصلحة الاعلام والاتصال تتكفل ب :

ــ توفير وسائل عمل المستشارين في الميدان بإنجاز :
أدلـــة ومجلات إعلامية لمختلف المستويات التعليمية ـ لافتات وملصقات.
بهدف توحيد الإستراتيجية الإعلامية ومحتواه على المستوى الولائي الجهوي حتى والوطني .

ــ تنظيم أبواب مفتوحة، منتديات و معارض اعلامية حول المسارات الدراسية والمهنية وعلاقتها بالتحولات الاقتصادية ،الاجتماعية وعالم الشغل.

ــ تقوم بمهمة الناطق الرسمي لشؤون التربية والتعليم على مستوى الولائي بحكم

تخصص العاملين فيها ومتابعتهم للعمل التربوي من كل جوانبه.

ب ـ مصلحــة التوجيه والارشاد النفسي تتكفل ب:

ــ انجاز الوسائل الاستكشافية المختلفة (الاختبارات النفسو تقنية ) وتعديل الروائز المستوردة منها بالتنسيق والتعاون مع الجامعات الوطنية عن طريق توفير آليات التعاون و الاشراف والمتابعة لذلك .

ــ التنظيم والاشراف على عمليات الدعم النفسي والتربوي لتلاميذ مختلف المستويات الدراسية لرفع معنوياتهم ومساعدتهم على تجاوز مشاكلهم النفسية والتربوية خلال الفصول الدراسية،وأثناء الامتحانات المدرسية العادية والرسمية.

ــ الاشراف على لجان المتابعة النفسية والاستكشاف لتلاميذ ذوي الحاجات الخاصة (التعليم المكيف (للمتخلفين دراسيا ـ والمتفوقين والمعاقين وذوي الأمراض المزمنة وغيرهم ) .

ج ـ مصلحة التقويم والدراسات تتكفل بـ:

ــ انجاز نماذج استمارات لتقويم مختلف العمليات التربوية ونشاطات المستشارين في الميدان (شهادتي البكالوريا والتعليم المتوسط (الأساسي سابقا) ـ تقويم الأثر الاعلامي، تقويم المردود التربوي للمؤسسات التعليمية) .

ــ القيام بتحقيقات واستقصاءات ودراسات في مختلف مجالات العمل التربوي لجلب المعلومات بهدف تحسين الأداء والمردود التربويين .

8 ـ إعـادة النظر في النصوص التشريعية المنظمة للتربية والتعليم، بوضع رؤية متكاملة ومنسجمة لكل الفاعلين في الميدان التربوي تسد كل الثغرات والنقائص المسجلة حاليا من جميع الجوانب .من أجل ادماج فعلى وجدي لنشاطات التوجيه المدرسي والإرشاد النفسي والاستفادة من خدماته في الميدان التربوي .

9 ـ إعادة النظر في القانون الأساسي لعمال التربية باعادة تقييم مناصب العمل حسب الشهادات الجامعية للعاملين فيه ، مثل إعادة تصنيف مستشاري التوجيه المدرسي حسب الشهادة الجامعية والمهام الموكلة اليهم .

الى جانب اعطاء لهم فرص الترقية المهنية في مختلف المسؤوليات الادارية والتربوية (كمدير ثانوية أو متوسطة (الاكمالية سابقا) بما انه حامل لشهادة الليسانس في علم النفس وعلوم التربية أو علم الاجتماع وهو الأقرب الى مهام تسيير مؤسسة تربوية بحكم تكوينه القاعدي في العلوم الاجتماعية والتربوية وله مؤهلات في تسيير العلاقات الانسانية وحل المشكلات التربوية والعلائقية .

10 ـ فتح مناصب التفتيش في التوجيه المدرسي على مستوى مقاطعات كبرى تضم بين (10 الى 12 ثانوية + المتوسطات التابعة لها ) مع الأخذ بعين الاعتبار الوضعية المستقبلية عند تعميم توظيف المستشارين على مستوى المتوسطات الاكماليات .على أن يعاد النظر في المهام التقليدية لمفتش التوجيه ليساير المرحلة الجديدة .

11 ـ إدراج محور التوجيه والارشاد في برنامج تكوين المديرين ،المفتشين ومستشاري التربية وكل المهيئين للعمل في قطاع التربية حتى يستوعب ويفهم كل طرف أهمية هذا الجانب في حل المشكلات التربوية وتحسين المردود الدراسي للمتعلمين ،وكذا ليعرف كل واحد دوره ومسؤوليته المتكاملة مع مستشار التوجيه في هذا الجانب .



سطيف في ديسمبر 2008

اعداد الأستاذ خالد عبد السلام

جامعة فرحات عباس سطيف
بحار
22-Feb-2010, 15:55
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
إلى العضو المتخصص hizoka جازاك الله خيرا على المجهود الهائل الذي تبذله من أجل ت

https://www.dzworld.org/vb/archive/in...p/t-57330.html









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مرجع, يبدة, ساساعده


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 14:13

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc