استشارات نفسية و اجتماعية - الصفحة 9 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم خاص لطلبة العلم لمناقشة المسائل العلمية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

استشارات نفسية و اجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2019-01-17, 14:27   رقم المشاركة : 121
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل يطلِّق امرأته لأنها لم تُسلم أم يبقيها في عصمته من أجل ابنه منها ؟

السؤال

تزوجت بامرأة روسية سنة 1998 ، وبعد حوالي 6 أشهر اعتنقت الإسلام ، ولبست الحجاب ، وأصبحت تحاول حفظ بعض سور من القرآن ، ولكن بعد حوالي سنة حصلت مشكلة كبيرة اضطررت بعدها مع الأسف إلى الطلاق

وعشت مرحلة صعبة بعدها تقارب نصف السنة ، وتعرفت على امرأة كانت تسكن بجانبي ومع الأسف كانت علاقتنا لوقت قصير غير شرعية لضعف الإيمان آنذاك

ولكن بعدها تزوجنا بعقد كتبه أحد أصدقائي الذي لعب دور الولي ! مع حضور شاهدين ، وكتب عقداً أمضاه هو والشهود ، وفي ذلك الوقت كان من الصعب أن تجد أحداً يكتب عقدا للمسلمين في مدينة

" سان بطرسبورغ " الشمالية ، وبعد حوالي شهرين تزوجنا رسميّاً بالعقد الروسي في مكتب خاص بزواج الأجانب ، وليس في الكنيسة ، وكنت أعتقد أن الزوجة ستعتنق الإسلام بعد مدة من الزمن

ولكن بعد حوالي 5 أشهر حملت زوجتي بولد رغم الاحتياطات التي قمت بها , وقد كنت في حيرة من أمري هل نسقط الجنين أم لا , خاصة أنه كانت بيننا بعض المشاكل ، ولكن في الأخير قررت أن أبقي الجنين

وهكذا ولد الولد وكبر شيئا فشيئا ، وأنا كل همي أن تعتنق زوجتي الإسلام ، وكلما مر الوقت كلما كبر الولد وزاد تأثري بالقضية ، حيث كنت دائما أفكر في الطلاق ، ولكن لا أريد أن أتخلى عن ولدي

ففي حالة الطلاق كان يلزم عليَّ أن أرجع إلى وطني وأترك الولد ، لكن كنت أتراجع عن فكرة الطلاق لكي لا يكبر الولد بعيدا عني ، فيضيع في ذاك البلد الأجنبي ، كنت دائما أحاول أن أعلمه تعاليم الإسلام

أمه لم تكن تعارضني في أي شيء ، كان لدي الاختيار بين أن أصبر من أجل تربية ولدي أو أن أطلقها ، خاصة أنه مع مرور الوقت لم تعتنق الإسلام , والغريب أنها تعتقد بأن محمدا صلى الله عليه وسلم رسول

وأن عيسى نبي الله ورسوله وتؤمن بالرسل ، ولا تتدخل أبداً في تربيتي لولدي على الطريقة الإسلامية ، ولكن تعبت كثيراً ، ورغم محاولاتي اللانهائية دون جدوى لم تتغير أفكارها

وندمتُ كثيراً على الزواج بغير المسلمة وقد كان اعتقادي أنها ستعتنق الإسلام كما اعتنقته زوجتي الأولى ، ومع الأسف وبعد مرور أكثر من 12 سنة على زواجنا لم يتغير رأيها

وقد أصبحتُ في حالة نفسية لا أعرف ماذا سأفعل ، حيث أن عمري حاليّاً 45 سنة ، والحمد لله أصبحت ملتزما , وابني الذي ضحيت من أجله عمره الآن 11 سنة ، ويصلي الصلوات الخمس منذ سنة تقريباً

وعلمته شيئاً من القرآن - والحمد لله - ، حتى الساعة تربيته - ما شاء الله - جيدة ، وقد ذهبت إلى الحج في سنة 2007 ميلادية ودعوت الله هناك كثيراً أن يشرح صدر زوجتي للإسلام , وبعد مرور 4 سنوات بعد الحج

لا أعرف ماذا أفعل مع هذه السيدة ، أدعو في كل صلاة لها بالهداية , سألت الكثير من الأئمة الكل كان ينصحني بالصبر ، وها أنا صبرت وضحيت من أجل ولدي .


الجواب

الحمد لله

أولاً :

هداية التوفيق للإسلام والخير بيد الله تعالى وحده ، لا يملك قلوب الناس للتوجه لها إلا الله عز وجل

وإنما على المسلم البيان والدلالة على الخير ، قال تعالى ( إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) القصص/ 56 .

قال الشيخ السعدي – رحمه الله - :

" يخبر تعالى أنك يا محمد - وغيرك من باب أولى - لا تقدر على هداية أحد ، ولو كان من أحب الناس إليك ؛ فإن هذا أمر غير مقدور للخلق ، هداية للتوفيق وخلق الإيمان في القلب

وإنما ذلك بيد اللّه سبحانه تعالى يهدي من يشاء وهو أعلم بمن يصلح للهداية فيهديه ممن لا يصلح لها فيبقيه على ضلاله "

انتهى من " تفسير السعدي " ( ص 620 ) .

والذي نوصيك به تفعله من أجل هدايتها بذل أقصى جهدك في التلطف معها وتحبيب الإسلام لها ، وأفضل ما تُحبب إليها الإسلامَ به وترغبها بالدخول فيه : المعاملة الحسنة

فاختر لها طيب الكلام وأحسن الهدايا فإن الهدية تملك القلب ، ولا تقصر بالدعاء لها لعل الله يشرح صدرها ، فإن دخولها في الإسلام نعمة عظيمة ينعم الله بها عليها وعليك .

قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( فَوَاللَّهِ لأَنْ يَهْدِىَ اللَّهُ بِكَ رَجُلاً خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ ) رواه البخاري ( 2783 ) ، وحُمْر النَّعم : الإبل الحمراء ، وكانت أنفس أموال العرب .

ولا تيأس ولا تحزن لعدم الهداية ، قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم - وغيره من باب أولى – ( لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ) الشعراء/ 3

ومعنى الآية : أشفق على نفسك أن تهلكها ، وما ذاك إلا بسبب شدة حرصه صلى الله عليه وسلم على هداية الناس
.
فابذل وسعك من غير قصور واجتهد غاية الجهد حتى تعذر أمام الله ، واعلم أن القلوب بيد الله يقلبها كيف يشاء .

ثانياً:

أحسِن تربية ابنك وتعاهده في كل حين فإن أمه إذا رأت طِيب غرسك لان قلبها وانشرح صدرها للإسلام .

ولا ننصحك بطلاقها حتى لا تخسر هدايتها للإسلام فإن النبي صلى الله عليه وسلم بقي مع عمه أبي طالب يدعوه إلى أن وصل إلى فراش الموت

فقد روى البخاري ( 1294 ) ومسلم ( 141 )

عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال : " لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ جَاءَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدَ عِنْدَهُ أَبَا جَهْلٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ

فَقَالَ : ( أَيْ عَمِّ قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ كَلِمَةً أُحَاجُّ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ ) .... ومعنى أحاج : أشهد .

وربما يؤدي طلاقها إلى ضياع ابنك ، فالأنظمة الغربية تقف مع المرأة – الأم – وتقضي عليك برد ابنك إلى أمه رغماً عنك حال حصول طلاق أو فراق لها

ومن نعمة الله عليك أنها تركتْك وشأنك في التربية ولم تعارضك أبداً

فلا تستعجل في الإقدام على أمر قد تندم عليه فيما بعد ، خاصة وأن إخوانك الذين معك في منطقتك لم ينصحوك بذلك وهم أعلم بالأمر منا ونحن بعيدون عنك .

على الأقل إذا رأيت منها ما يريبك ويدعوك إلى طلاقها لأمر عظيم فانتظر حتى يكبر ابنك ويبلغ أشده ويستقل برأيه ، وتتمكن من اصطحابه معك إذا رجعت إلى بلادك ، وحينئذ يكون طلاقها أسهل وأهون على ابنك .

والله أعلم








 


رد مع اقتباس
قديم 2019-01-17, 14:33   رقم المشاركة : 122
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

تشتكي من زوجها الذي لا يأكل معها مطلقا ويذهب ليأكل مع أمه

السؤال


زوجي لا يأكل معي نهائيا ، يتركني ويأكل عند والدته ، ودائما ما أتكلم معه ، وأحاول أن أقنعه أن هذا لا يصح ، وحرام عليه ؛ لكنه غير قادر على أن يفهمني ، ومقتنع أن هذا ليس حراما ، وسؤالي : هل هذا حرام فعلا ؟

ولو حرام : ما عقابه ؟

وهل هناك طريقة أقنعه بها ؟


الجواب

الحمد لله


المعاشرة بالمعروف واجبة على كل من الزوجين ، فيلزم كل واحد منهما معاشرة الآخر بالمعروف : من الصحبة الطيبة وكف الأذى وحسن المعاملة .

قال الله عز وجل : ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ) النساء/ 19 .

قال ابن كثير رحمه الله :

" أي : طيِّبُوا أقوالكم لهن ، وحَسّنُوا أفعالكم وهيئاتكم بحسب قدرتكم ، كما تحب ذلك منها ، فافعل أنت بها مثله ، كما قال تعالى : ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ )

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأهْلِهِ ، وأنا خَيْرُكُم لأهْلي ) وكان من أخلاقه صلى الله عليه وسلم أنه جَمِيل العِشْرَة دائم البِشْرِ ، يُداعِبُ أهلَه

ويَتَلَطَّفُ بهم ، ويُوسِّعُهُم نَفَقَته ، ويُضاحِك نساءَه ، حتى إنه كان يسابق عائشة أم المؤمنين يَتَوَدَّدُ إليها بذلك ، ويجتمع نساؤه كل ليلة في بيت التي يبيت عندها رسول الله صلى الله عليه وسلم

فيأكل معهن العشاء في بعض الأحيان ، ثم تنصرف كل واحدة إلى منزلها "

انتهى من " تفسير ابن كثير" (2 /242) .

وقال تعالى : ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) البقرة/ 228 .

أي : ولهن على الرجال من الحق مثل ما للرجال عليهن ، فلْيؤد كل واحد منهما إلى الآخر ما يجب عليه بالمعروف "

انتهى من "تفسير ابن كثير" (1 /609) .

وروى البخاري (1975) ومسلم (1159) عن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَإِنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَإِنَّ لِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ) .

ولا شك أن من تمام المؤانسة وحسن العشرة والصحبة بين الزوجين جلوسهما معا على الطعام ، فيناولها منه وتناوله منه ، وقد روى البخاري (3936) ومسلم (1628) عن سعد بن أبي وقاص

عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( وَلَسْتَ بِنَافِقٍ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا آجَرَكَ اللَّهُ بِهَا ، حَتَّى اللُّقْمَةَ تَجْعَلُهَا فِي فِي امْرَأَتِكَ ) .

وكون الزوج يترك الأكل مع زوجته ، ويذهب ليتناول الطعام مع والدته بصورة دائمة مستمرة

فهذا خلاف ما أمر الله به من حسن العشرة ، وإنما الذي ينبغي له أن يكون حكيما ، فيحرص على إرضاء والدته دون أن يؤذي زوجته ، وعلى إرضاء زوجته دون أن يؤذي والدته

ولكل منهما حق يجب عليه الوفاء به ، دون أن يظلم الآخر .

فإذا كانت والدته تحب أن يتناول معها الطعام فليحرص على تناوله تارة معها ، وتارة مع زوجته

ولكن أن يترك الطعام مع زوجته بالكلية ليتناوله مع أمه ، فليس هذا من حسن العشرة في شيء ؛ وليسأل الزوج نفسه : هل يقبل من زوجته أن تفعل ذلك معه ؛ فتضع له الطعام ، ثم تذهب لتأكل وحدها ، أو في بيت أهلها ؟!
\
لكن الذي ننصحك به أن تتلطفي في معالجة ذلك مع زوجك ، وأن تتفاهمي معه حوله ، وتحببي إليه المقام معك ، والأكل من أكلك ، على قدر ما تستطيعين

واصبري على ما تجدين من زوجك في هذا الشأن وغيره ، فلا أحد من الناس خال من الخطأ ، والسعيد من غلبت حسناته سيئاته .

سئل الشيخ ابن باز رحمه الله :

إنني متزوجة منذ حوالي 25 سنة ولدي العديد من الأبناء والبنات ، وأواجه كثيرا من المشاكل من قبل زوجي

فهو يكثر من إهانتي أمام أولادي وأمام القريب والبعيد ، ولا يقدرني أبدا من دون سبب ولا أرتاح إلا عندما يخرج من البيت ، مع العلم أن هذا الرجل يصلي ويخاف الله ، أرجو أن تدلوني على الطريق السليم جزاكم الله خيرا .

فأجاب الشيخ : " الواجب عليك الصبر ، ونصيحته بالتي هي أحسن ، وتذكيره بالله واليوم الآخر لعله يستجيب ويرجع إلى الحق ويدع أخلاقه السيئة

فإن لم يفعل فالإثم عليه ولك الأجر العظيم على صبرك وتحملك أذاه ، ويشرع لك الدعاء له في صلاتك وغيرها بأن يهديه الله للصواب ، وأن يمنحه الأخلاق الفاضلة ، وأن يعيذك من شره وشر غيره .

وعليك أن تحاسبي نفسك ، وأن تستقيمي في دينك ، وأن تتوبي إلى الله سبحانه مما قد صدر منك من سيئات وأخطاء في حق الله أو في حق زوجك أو في حق غيره ، فلعله إنما سلط عليك لمعاص اقترفتيها .

لأن الله سبحانه يقول : ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ) ولا مانع

أن تطلبي من أبيه أو أمه أو إخوته الكبار أو من يقدرهم من الأقارب والجيران أن ينصحوه ويوجهوه بحسن المعاشرة ؛ عملا بقول الله سبحانه : ( وعاشروهن بالمعروف ) "

انتهى من "مجموع فتاوى ابن باز" (8 /395) .

والله تعالى أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-19, 19:15   رقم المشاركة : 123
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



تريد الانفصال عنه بعد أن عقد عليها لسوء خلقه ورقّة دينه


السؤال

أنا فتاة منتقبة والحمد لله ، قمت بالرؤية الشرعية وبعدها تم العقد الشرعي ، وكان زوجي يتصل بي يوميا لساعات ، وكان هذا الأمر يحرجني ، ولكنه يقول لي عادي أنت زوجتي لا حرج

وكلما أكلمه أكتشف أشياء لا تروقني ، مثل كلام سيء يقوله على العلماء ويقول لي : يجب أن تتبعيني ؛ لأن هذا النهج الصحيح ، الجرح والتعديل ، وأنا كنت لا أحب أن أتكلم في عالم أو أي شخص بسوء

وعندما أنكر عليه ذلك يحدث مشكلة ، ويقول لي كلام يجرح ، كنت لا أجيب طاعة له ، وعندما عاد من السفر كان يأتي تقريبا يوميا إلى البيت ، ويخرجني ويذهب بي إلى المطاعم

وأبي لا يحب هذا ولا يوجد هذا الشيء في عرفنا ، وكلما أقول لا على شيء ، يحدث مشاكل ويقول لي كلاما سيئا أستحي أن أقوله ، وينعتني بالحيوان , صدقا لست مرتاحة في هذه العلاقة هو يتحكم في كل شيء

لا تخرجي إلا بأمري ، وأبي ينزعج لأنه يقول لي : أنا الذي أنفق عليك أنا الذي أتحكم , وكان يريدني أن أقول له أشياء في الهاتف حتى يستفرغ شهوته

وهذا الأمر كان يتعبني جدا ، والمشكلة أني لا أقول ، ويعطيني أفلام لأتفرج عليها ، وأنا عندما أردت الزواج كنت أريد من يعينني على طاعة الله

, ومع العلم أنه لا يطيع أمه ، ويحدث بينهم دائما مشاكل ، ولا يكلمها بالأيام ، وحتى إنه في العيد كان معها في البيت ولم يسلم عليها , آسفة على . سؤالي :

أنا أريد الانفصال عن هذا الشخص ، لأني لا أرضى له خلقا ، ولست مرتاحة ، فهل معي الحق ؟ وإن كان هو لا يريد الطلاق ، فماذا افعل ؟


الجواب


الحمد لله

إذا كان هذا الزوج على ما ذكرت عنه من كونه يسيء القول في أهل العلم ويقع في أعراضهم وإذا نصح في ذلك لم يقبل ، وهو مع ذلك سيئ المعاشرة سيئ الخلق بذيء القول سليط اللسان كثير المشاكل عاق لوالدته

: فننصحك بعدم استمرار مشروع الزواج مع من هذه صفاته ، وتلك أخلاقه .

والمعهود في الناس أن الزوج يحرص في هذه الفترة على أن يظهر أمام زوجته وأهلها بالمنظر اللائق من حسن العشرة وكرم الأخلاق وحفظ اللسان والوادعة واللين .

والمعقود عليها التي لم يدخل بها زوجها ، لا تزال في بيت أهلها ، ولا قوامة لزوجها عليها حتى تنتقل إلى بيت الزوجية ، ومادام أنها في بيت أبيها فهي تحت طاعته وأمره

فإذا ارتحلت إلى بيت زوجها كانت القوامة له ، وطاعته هي المقدمة .

يراجع جواب السؤال القادم.

فإذا كان يتحكم بك هذا التحكم وأنت في بيت أبيك فماذا عسى أن يكون حاله معك إذا انتقلت إليه ؟!

فنرى أن رغبتك في الانفصال عنه لكونه غير مرضي الدين والخلق رغبة صحيحة وقرارك في مفارقته قرارً سديدا ، وعسى أن تتركيه لله فيبدلك الله عنه من هو خير لك منه وأحسن صحبة .

والله تعالى أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-19, 19:18   رقم المشاركة : 124
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل يلزم المرأة استئذان زوجها وطاعته وهي في بيت أبيها قبل الدخول؟

السؤال

أريد أن أعرف ماذا يقول الشرع عن الزوجة التي تم عقد نكاحها ، ولكن لم يتم الدخول الذي هو مقرر بعد سنة إن شاء الله ، في هده الفترة هل يجب أن تأخذ الإذن من زوجها لفعل

أي شيء ( مثل الخروج أو الذهاب إلى أماكن لا يحبها الزوج ) ، أو يكفي أن تأخذ الإذن من أبيها ؟

الجواب

الحمد لله

يلزم الزوجة طاعة زوجها واستئذانه إذا انتقلت إليه ، كما يلزمه أن ينفق عليها ، وأما إذا كانت في بيت أبيها ، ولم يدخل بها الزوج

فلا يجب على الزوج أن ينفق عليها ما دامت في بيت أبيها ، وليس عليها طاعته ، وإنما تستأذن أباها ، وتطيعه ، فإذا انتقلت إلى زوجها كانت طاعته أوجب .

وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله : هل للمرأة المعقود عليها ولم يدخل بها الزوج يكون للزوج الحق في أن يقول لها : افعلي كذا ولا تفعلي كذا وهي في بيت والدها ؟ أم ذلك في بعض الأمور يكون له الحق ؟

فأجاب : " ما دامت عند أهلها لا حق له عليها حتى تنتقل عنده وتصير في بيته ، ما دامت عند أهلها فهي في حكم أهلها يدبرها أهلها

وليس له حقٌ عليها بهذه الحال حتى تنتقل

إنما هي زوجة ليس لها أن تتزوج عليه ، بل زواجه ثبت ، وهو زوجها ، ومتى تيسر دخولها عليه أدخلت عليه , وعليها أن تخاف الله وتراقبه وأن تبتعد عما حرم الله ، لكن ليس له حق أنها تستأذن إذا أرادت الخروج

أو يكون له حق أن يمنعها من الخروج ، هذا هي عند والديها الآن ، فالأمر عند والديها حتى تنتقل إليه "

انتهى من "فتاوى نور على الدرب" من موقع الشيخ رحمه الله .

وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله

: في امرأة تزوجت وخرجت عن حكم والديها , فأيهما أفضل : برها لوالديها ؟ أم مطاوعة زوجها ؟

فأجاب : " المرأة إذا تزوجت كان زوجها أملك بها من أبويها , وطاعة زوجها عليها أوجب " - إلى أن قال - : " فليس لها أن تخرج من منزله إلا بإذنه ، سواء أمرها أبوها أو أمها أو غير أبويها باتفاق الأئمة "

انتهى من "الفتاوى الكبرى" (3/147) .

وبهذا يتبين أن الزوجة يلزمها طاعة زوجها واستئذانه إذا انتقلت إلى بيت الزوجية .

وأما إذا كان الاتفاق على أن الدخول سيكون بعد سنة مثلا ، فالزوجة في هذه الفترة في حكم والدها ، تطيعه وتستأذنه ، لكن الأولى بها ألا تفعل شيئا تعلم كراهة زوجها له

فهذا دليل على رجاحة عقلها ، واستعدادها لتلبية رغبات زوجها مستقبلا ، وعلى الزوج ألا يشدد في ذلك إذا سلم الأمر من المحاذير .

والله أعلم
.









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-19, 19:23   رقم المشاركة : 125
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


ابن عمه سيء الأخلاق فهل يوافق على تزوجه بأخته ؟


السؤال

ابن عمي طلب يد أختي للزواج ، ولكنه سيئ السمعة وكثير الكذب ، ولكن المشكلة أنها تبلغ من العمر 38 عاماً ، بكر ، عمي نفسه لم نره في حياتنا كثيراً

لا يعرف الأصول ولا صلة الرحم ، زوجته أيضا سيئة السمعة ، الابن يبلغ من العمر 38 عاماً أيضا ، لم يتزوج من قبل ، وتقدم لكثير من بنات العائلة ولكنه يُرفض ، أختي تقول : إنه ليس أمامها فرصة أخرى للزواج

وأنا أرفضه بشدة ، طلبت منه كنوع من إثبات حسن النية أن يحفظ نصف القرآن فعاد وقال : لا أستطيع ، فصليت استخاره وقبلتُه ، وبعد الخطبة ظهرت المشاكل والكذب

قال : إنه جهز الشقة التي بناها في بيت والده ثم اتضح أنه أخذ شقة أخيه التي قام بتجهيزها مسبقا ! تغاضينا عن هذا الكلام وحددنا موعدا للزواج ، ظهرت حجج غريبة لترك الموضوع

حدثت بعض المشاكل وغاب لمدة عام ونصف وظهر ثانية - بدون أي مقدمات - ليطلب يدها مرة أخرى ، وأنا متحير ولا أثق بهذا الشخص ، هل أوافق أم أرفض ؟ مع العلم أن الأب البالغ من العمر موافق والأم مغلوبة على أمرها


الجواب

الحمد لله: :

الذي ننصحكم به ولا نشك أنه الفعل الصواب ، إن شاء الله ، هو رفض ابن عمك وعدم تزويجه أختك ؛ ولو كان في ابن عمك بعض ما ذكرت لكان هذا هو الواجب عليك فعله ، فكيف وقد اجتمعت فيه أمور سيئة للغاية ؟!

وأسوأ ما فيه الكذب الظاهر ، فكيف يأمن الإنسان على كريمته مع مثل هذا الكذاب ؟!

إن الكذب مجانب للإيمان وهو من أقبح الصفات والأخلاق ومن كذب عليك مرة فقد يكذب مائة مرة ، ومثل هذا لا يصلح زوجاً لأختك .

ثم هذا التهاون الظاهر في مسؤوليته أمام الناس ، والتزاماته مع أصهاره ، الذين هم قرابته ورحمه ، فكيف يكون قيامه على شأن ابنتهم ، ورعايته لها بعد ذلك ؟!

وقد شرع الله تعالى موافقة الولي في الزواج لحكمة بالغة ،

وذلك أن الرجل أقدر على النصح لموليته والعناية بما يصلح لها في دينها ودنياها ، والرجل أقدر على حسن تقويم الرجال من المرأة ولذا فإنه لا يتم زواج إلا بولي يوافق على إنشاء عقد الزوجية وإلا كان باطلاً .

قالت عائشة رضي الله عنها : " النكاح رقٌّ ، فلينظر أحدكم أين يضع كريمته " .

وقال رجل للحسن بن علي رضي الله عنه : " إن لي بنتاً فمَن ترى أن أزوِّجها له ؟ قال : زوِّجها لمن يتقي الله ، فإن أحبها أكرمها وإن أبغضها لم يظلمها "
.
وقال الشعبي – رحمه الله -

: " مَن زوَّج كريمته من فاسق فقد قطع رحمها " .

وقال أبو حامد الغزالي – رحمه الله - :

" والاحتياط في حقِّها أهم ، لأنها رقيقة بالنكاح لا مخلَص لها ، والزوج قادر على الطلاق بكل حال ، ومهما زوَّج ابنتَه ظالماً أو فاسقاً أو مبتدعاً أو شارب خمر : فقد جنَى على دِينه وتعرض لسخط الله

لما قَطَع من حق الرحم وسوء الاختيار "

انتهى من " إحياء علوم الدين " ( 2 / 41 ) .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -

: " ومَن كان مصرّاً على الفسوق : لا ينبغي أن يُزوَّج "

انتهى من " مختصر الفتاوى المصرية " ( 1 / 395 ) .

فلا تقف حائراً واحزم أمرك ، وردَّه ردّاً جميلاً ، مع وعظه في نفسه ونصحه في دِينه وتوجيهه في سلوكه ، فعسى الله أن يهديه ويصلح باله وحاله قولاً وعملاً
.
ونسأل الله أن يرزقك أختاً زوجاً صالحاً يتقي الله تعالى فيها ويحسن عشرتها بالمعروف ، وإن تأخر زواج المرأة خير من حياة مع زوج فاسد وقد يُخسرها دينها .

والله أعلم









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2019-01-19 في 19:26.
رد مع اقتباس
قديم 2019-01-19, 19:29   رقم المشاركة : 126
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل له حق إلزام زوجته بالعمل خارج المنزل ؟

السؤال

منذ بضعة أشهر عُقد عقد قراني على شاب يعيش في دولة كافرة ، وحقيقة أنه تقبل فكرة لبسي للنقاب، رغم معارضة أسرته التي تُعتبر أسرة متحضرة ومنفتحة ، جعلتني أتأثر وكبر في نظري كثيراً ،

أمّا هو فمع مرور الأيام بدء يحب التدين أكثر ويحمد الله على أن وهبه زوجة متدينة ، وبدأت أشعر أني وُفقت بهذا الزوج . ولكني اكتشفت أنه يصرّ على موضوع العمل، إنه يريدني أن أخرج للعمل وكسب بعض المال لكي أساعده

إنه يقول : إنه لم يستقر مالياً وإنه بحاجة الى المساعدة ، ولعله يشير بطريقة غير مباشرة إلى أن أخبر والدي وهو رجل ثري ، بأن يساعدنا . هذا أمر لم يكن في الحسبان مطلقاً

فأنا امرأة أريد أن أبقى في البيت لأهتم بشئون منزلي وحياتي الزوجية ، وقد تحدثت معه مراراً على أن هذا الموضوع لا يناسبني أبداً ، ولكنه لم يحمل كلامي محمل الجد مما اضطرني إلى الحديث مع

والدي بهذا الخصوص لكي يجد لنا حلاً . إن هذا الموضوع يزعجني كثيراً ، وأريد أن أضع حداً لكل هذا، ففكرت بإلغاء عقد القران هذا، أي الطلاق.

ولكني أتذكر أني قبل أن أوافق على الزواج كنت قد صليت صلاة الاستخارة

كما أن والداي يحبانه ويحبان عائلته ، ولكني الأن أصبحت أشعر بشعور مختلف ، وأدركت أن هناك فروقاً هائلة بيننا نحن الاثنين فيما يتعلق بفهمنا لبعض القضايا الدينية والدنيوية .

فلا أدري ماذا أفعل ؟ هل من نصيحة ؟


الجواب

الحمد لله


فليس للزوج أن يلزم زوجته بالخروج للعمل خارج البيت ، وذلك لأن النفقة واجبة عليه بالإجماع

وقد قال الله تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ) النساء/34
.
وعن جابر رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( فاتقوا الله في النساء؛ فإنكم أخذتموهن بأمانة الله ، واستحللتم فروجهن بكلمة الله ، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف ) رواه مسلم (1218) .

قال النووي - رحمه الله - :

" فيه وجوب نفقة الزوجة وكسوتها، وذلك ثابت بالإجماع " .

انتهى من " شرح صحيح مسلم " (8/ 184).

وينظر جواب السؤالين القادمين

وأما بالنسبة لرغبتك في إنهاء عقد القران فننصحك قبل اتخاذ القرار بهذا الشأن أن يتم التفاهم مع الزوج ، والنقاش معه بالمعروف والحسن من القول ، حول قضية العمل هذه وغيرها من القضايا التي فيها اختلاف بينكما .

وننصحك أيضا بالتأني في إتمام أمر الزواج ، حتى تكوني مطمئنة إلى قدرته المادية على تحمل أعباء المعيشة ، وأن ذلك لن يؤثر على طبيعة حياتكما ، والعلاقة بينكما .

وننصحك أيضا البعد عن الطلاق قدر ما تستطيعين؛ إلا في حالة رأيت تعذر أو صعوبة الحياة معه في ظل تلك الخلافات ، واستشيري أهل الرأي والمشورة من أهلك ، واسترشدي برأيهم في ذلك ، والله يكتب لك التوفيق والسداد.

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-19, 19:31   رقم المشاركة : 127
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

زوجها مقتدر ويأمرها بالعمل

السؤال

تزوجت قبل 8 أشهر ، أحب زوجي وأحترمه كثيراً ، ولم أعصه أبداً ، قبل أن نتزوج أعطاني الخيار إذا كنت أريد الخروج للعمل أو لا.

بعد أن تزوجنا يعتقد الآن بأنني يجب أن أعمل وأحصل على المال ، أنا لا أريد أن أعمل ولسنا بحاجة للمال فهو يحصل على المال الكافي لنا ، لست أؤمن بأن المال هو الحل لكل شيء.

أرجو أن تساعدني ، كيف أتصرف في مثل هذه الحالة ؟

هل يجب أن أطيعه وأخرج للعمل ؟

نحن نعيش في الغرب وعملي سيتطلب الاختلاط بالعامة.


الجواب


الحمد لله


عرضنا السؤال التالي على فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين :

إذا أمرها زوجها بالعمل خارج البيت في وظيفة لتحصل على راتب ، فهل يلزمها أن تطيعه ؟

فأجاب حفظه الله :

لا يلزمها ، لأن الإنفاق عليه هو ، (و) لا يلزمها أن تنفق على نفسها . انتهى

فكيف إذا كان هذا العمل يتضمّن أمرا محرّما وهو الاختلاط بالرجال

فلا تطيعيه فيما يأمر به إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق

، وذكّريه بأنّه هو الرجل وأنّه قوام عليك بما أنفق من ماله ، وأنّه لا يصحّ أن يحمله الطّمع في الدنيا وطلب المزيد من المال على أن يكلّف زوجته بعمل لا يجب عليها شرعا ويعرّضها للفتنة من أجل مزيد من متاع الدنيا الفاني

نسأل الله له الهداية وصلى الله على نبينا محمد .

: الشيخ محمد صالح المنجد









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-19, 19:35   رقم المشاركة : 128
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل تجب طاعة زوجها إذا أمرها بالعمل خارج البيت

السؤال

أسلمت قبل 15 سنة بعد أن سمعت عن حقوق المرأة في الإسلام .

وسؤالي هو :

يجب على الرجال أن ينفقوا على زوجاتهم ، والمرأة ليست ممنوعة من بعض الأشياء المعينة إذا أذن زوجها ، فكيف للمرأة أن تحمي نفسها من أن تُستغل من قبل زوجها ؟

مثلا يريد منها أن تعمل في تجارته وأن ترعى الأطفال وأن تنجب أطفالاً أكثر وأن أحضر الرضيع معي للعمل بعد الولادة بأسبوع

تكون مسئوليتي بيع الأشياء في البقالة وتوصيل الولد الأكبر للحضانة والعمل معه وتجهيز وجبات الأكل في البيت وتنظيف البيت ، يساعدني أحياناً ولكن لا يعمل دون أن يذكرني بأن هذا عملي وواجب علي فعله .

هل أستطيع أن أرفض الخروج للعمل وأن أبقى في البيت وأن يقوم هو بالإنفاق علي ؟ أم يجب أن أطيع زوجي بما أنه لم يطلب مني أن أفعل شيئاً محرماً ؟

تعبت من محاولة إقناعه بأن مكاني في البيت وأنه يجب أن يراعي احتياجاتي ولكنه دائما غير راض عن عملها.
آسف على الإطالة

ولكن هذه مشكلة عامة عند كثير من الأخوات وهي سلبهم حقوقهم التي أعطاهم الله إياها ؟.


الجواب

الحمد لله

جعل الله تعالى القِوامة للرجل على المرأة لأمرين : إحداهما موهبة من الله والآخر مكتسب من قِبَل الرجل

قال الله تعالى : ( الرجال قوَّامون على النساء بما فضَّل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم ) النساء/34 .

وتفضيل الله تعالى جنس الرجل على جنس المرأة بالعقل والتدبير والقوة مما لا يُجادل فيه ، وهو الأمر الوهبي ، وأما الكسبي فهو نفقة الزوج على الزوجة وهو من الواجبات ، وهو دليل على قوامته عليها.

عن جابر رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله ، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف "

. رواه مسلم ( 1218 ) .

قال النووي رحمه الله

: فيه وجوب نفقة الزوجة وكسوتها ، وذلك ثابت بالإجماع .

" شرح مسلم " ( 8 / 184 ) .

ومن أسباب وجوب النفقة على الزوج أن الزوجة محبوسة عن التكسب بسبب ما عليها من واجبات تجاه زوجها وأولادها وبيتها .

قال البخاري رحمه الله : وجوب النفقة على الأهل والعيال .

وروى حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم " أفضل الصدقة ما ترك غنى ، واليد العليا خير من اليد السفلى ، وابدأ بمن تعول "

البخاري (1426) ومسلم (1034) .

قال الحافظ ابن حجر :

الظاهر أن المراد بالأهل في الترجمة الزوجة … ومن جهة المعنى أنها محبوسة عن التكسب لحق الزوج ، وانعقد الإجماع على الوجوب . " الفتح " ( 9 / 625 ) .

فالواجب على الزوج أن يتقي الله ربه ، وأن يحافظ على من ائتمنه الله عليه من الزوجة والأبناء

ولا يحل له أن يحمِّل زوجته ما لا طاقة لها به ، وليس عليها العمل والنفقة على البيت وعليه ، بل النفقة واجبة عليه هو حتى لو كانت غنية .

ودور المرأة في بيتها دور عظيم فهي التي تقوم على حفظه والعناية به ، وتقوم بحق الزوج من تجهيز البيت من حيث النظافة والترتيب ، وعمل الطعام ، والقيام على الأبناء وغير ذلك من الأعمال الكثيرة والكبيرة .

ولا يجب على المرأة العمل خارج البيت وخاصة إذا كان في خروجها تعريض لها للخلطة بالأجانب والتفريط أو التقصير في واجبات المنزل والأبناء .

فالنفقة واجبة بالإجماع – كما سبق – على الزوج ، فعليه أن يعلم هذا ، وأن يجعل المرأة مصونة محفوظة في بيتها لتقوم بما أوجبه الله تعالى عليها .

والله أعلم.









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-19, 19:44   رقم المشاركة : 129
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

هل يزوَّج ابنته ممن تعلق قلبها به أم يحرمها منه ؟

السؤال

سأختصر الأمر قدر المستطاع في انتظار فتواكم التي قد تنقذ عائلة من الانهيار ، فقد ساء الأمر جدّاً بعد مشكلة حدثت ، هذه أحداثها : أختي كان عمرها 16 أو 17 سنة حين خطبها شاب ملتزم نحسبه على خير

وكانت هي سعيدة بذلك غاية السعادة ، وكانت قبل ذلك قد انقطعت عن الدراسة فراراً بدينها ؛ فالمعاهد عندنا مختلطة ، سار كل شيء على أتم وجه

وتم العقد الشرعي ، وكان لا يشك أحد في أنهما يعيشان سعادة حقيقية ، فجأة صارت أختي تقول : أنا لا أحب هذا الشخص ، لا أطيقه ، لماذا يتصرف هكذا .. الخ

، وبدت كأنها تخترع له عيوباً ، ظننا أن الأمر سحر أو ما شابه ؛ لأن ارتباطهما أثار غيرة الكثير من الفتيات في سنها ، طال الأمر وزاد نفورها من زوجها ولا أحد يفهم السبب وزوجها في غاية العجب واللطف معها

ويؤول الأمر لصغر سنها أو خوفها من الزواج ومسؤولياته ، حتى أتى اليوم الذي اعترفت فيه أنها تحب غيره ! وكانت الصدمة الكبرى ، تبيَّن أنه فتى من سنها كان يدرس معها في نفس الصف

وأنها كانت تحبه في صمت لعدة سنوات وهو لا يدري ، والجديد أنه اتصل بها على الانترنت وبدا منه أنه يهتم لأمرها ، صدته ، وكان دافعها أن ذلك لا يجوز ، لكن النفس والشيطان انتصرا عليها

وصارت بينهما علاقة إلكترونية ، لا تقابله ولا يقابلها لكن الاتصال موجود ، نفَّرها ذلك من زوجها عقد شرعي بدون دخول وانفجر الوضع ، علم الأب والزوج بذلك

كاد أبي يقضي نحبه من الصدمة ؛ لأنه ظن دائما أن ابنته لا يمكن أن تقع في مثل هذه الأمر ، وهي التي اختارت بنفسها الالتزام والحجاب ونفرت من المدارس المختلطة

ووافقت بملء إرادتها على زوج متدين ، وعاشت بعيدة عن المجون والاحتكاك بالناس والمسلسلات والغناء ...الخ

عاشت في وسط نظيف ، سبحان الله ، لما تأزم الأمر اعتذرت وأقسمت على التوبة والعودة للطريق المستقيم ، وسامحها زوجها مؤولا الأمر لنزوة مراهقة إضافة لتمسك بمصاهرته لعائلتنا فهو يحب أبي جدّاً

لكن الأمور توترت وأختي لم تتب وساء خلقها مع الجميع وخاصة مع زوجها وحتى والديها ، وصارت الحياة مع زوج لا تحبه أمراً غير محتمل

انتهت أشهر من العذاب والأحزان بانفصالها عن زوجها بألم كبير من أطرافنا جميعا ، أبي تبرأ منها وضربها وأعلن سخطه عليها ، بعد مرور أشهر على ذلك كله لا زالت أختي تحب الشاب الأول ، لا تنساه

ولا تريد غيره ، سألنا عن هذا الشاب فبدا جادّاً ، مقيماً للصلاة ومتمسكاً بأختي جدّاً ، أبي يرفض ارتباطهما تماما . سؤالنا : ما حكم الشرع في هذا الأمر هل جائز لهما الارتباط ؟

هل تكون فيه بركة ؟

أبي قد يغير رأيه بفتوى منكم ، لا أخفيك أختي تتعذب ، لا تخرج من غرفتها تقريبا ، ترى أننا نحرمها من الحلال .. الخ .


الجواب


الحمد لله

أولاً:

نسأل الله تعالى أن يوفقكم لما فيه صلاح أسرتكم واجتماعها ، ونسأله تعالى أن يهدي أختك لما يحب ويرضى وأن يجنبها الفتن والمنكر والإثم .

وما تذكريه في رسالتك يؤكِّد ما نذكره دوماً في إجابتنا من خطر الاختلاط والعلاقات بين الجنسين مراسلة ومحادثة ، وليس ثمة فرق في هذا بين عامي أو ملتزم ؛ ففتنة الشهوة لا تفرق بينهم إذا ظهر نارها واشتعل عودها .

ثانياً:

بما أن الحديث لن يكون مع أختك بل معك ومع والدك الفاضل : فإننا نرجو أن نوفق فيما ننصحكم به ونوجهكم نحو العمل بمقتضاه :

1. لا تحمِّلوا أنفسكم مسئولية ما حدث مع أختك ، فأنتم لم تقصروا في تربيتها

وقد وافقتم على خروجها من مدرسة الاختلاط ، وقد حرصتم على إعفافها بتزويجها لرجل من أهل الصلاح وكان ذلك ، فلم يحصل منكم ما تلومون به أنفسكم ، اللهم إلا أن يكون التساهل مع أختك في استعمالها للإنترنت .

2. لا يحل للولي أن يُكره موليته على الزواج بمن تكره ، وأنتم لن تفعلوا هذا – إن شاء الله – مع أختك ، سواء كان الإكراه على الرجوع لزوجها الأول أو غيره .

3. لا يكون الأب عاضلاً لابنته إذا كان يمنع تزوجها من شخص غير مرضي الدين والخلُق ، وإنما يكون عاضلاً إذا رفض كل من تقدَّم لابنته وهو مرضي الدين والخلق .

4. وأما بخصوص التصرف الشرعي مع أختكم فنرى :

أ. عدم ذِكر ما جرى منها لأحدٍ من أقربائكم – فضلاً عن غيرهم – كائناً من كان ، فلا أحد يوثق به من قريب أو جار أن يسرِّب خبرها فيُزاد فيه ولا يُنقص حتى تتسع الدائرة عليكم ، فلا تقدروا على مواجهتها والذب عن أنفسكم .

ب. عدم مقاطعة والدك لها وعدم التبرؤ منها والسخط عليها

ونرى أنها الآن أحوج ما تكون لعقل والدها ليلجم سعار عاطفتها ، فهي الآن محجوبة عن التفكير بعقلها ، وتحتاج من يقف معها من أهلها لمخاطبة عقلها

وإحياء تدينها بتذكيرها بحكم ما حصل منها وعواقب ذلك ، فهي قد ارتكبت معصية بيِّنة بإنشائها علاقة مع رجل أجنبي عنها ، وهي آثمة بالحديث معه ومراسلته

فيجب أن تعلم حقيقة مخالفتها للشرع ، كما أنها تحتاج إلى من يخاطب عقلها ليبين لها أن ما تفعله قد يكون له عواقب سيئة من تفرق الأسرة ، ومن هوانها على عشيقها ذاك عندما يصير زوجاً لها

ومن احتمال أن يعاقبها ربها بابنة تتصرف مثل تصرفها ، ومن انتشار خبرها بين الناس مما يسبب طعنا وتجريحا بوالدها وأمها وأخواتها

وهكذا في قائمة طويلة من العواقب السيئة تُخبر بها وتوقَف عليها ؛ فلعلَّ ذلك الخطاب لتدينها وعقلها أن يثمر ثمرة يانعة .

ثم تعرفوها مع ذلك :

أن هذا الشاب هو الذي أفسدها على زوجها الذي عقد عليها عقدا شرعيا ، وسبب نفرتها منه ، وقد تبرأ النبي صلى الله عليه وسلم من كل من أفسد امرأة على زوجها

ولعنه ، حتى ذهب بعض أهل العلم إلى عدم صحة زواجها من هذا المفسد .

ج. إذا لم تقنع أختكم بما تعظونها به وتذكرونها بعواقبه ، وظلت مصرَّة على التزوج بذاك الشاب

فنرى أن تزوجوها إياه ! علاجاً لمرضها ودائها ، واستصلاحا لشأنها

وستراً عليها وعلى أسرتكم أن تنالكم ألسنة السوء ، ولا يكون هذا منكم إلا بعد التأكد من صلاحية ذاك الشاب ليكون زوجاً لأختكم من حيث دينه وخلقه ، وإلا فلا يحل لكم القبول به زوجاً لها.

نحن على علم بصعوبة هذا الأمر عليكم ، ونحن نقدِّر ذلك ، ولكن من نظر إلى عواقب خلاف هذا الأمر ، فإنه لن يتردد بقبوله ، ومما رأيناه وعلمناه من حوادث مشابهة رفض فيها الأهل تزويج من تعلقت به ابنتهم

: زنا ، هروب من البيت ، انتحار ، السفر خارج بلادها ...

وغير ذلك مما انتشرت حكايته وذاعت أخباره ، نسأل الله أن يعصمكم من شر ذلك كله ، ولذا فما نقوله لكم وإن كان صعباً على النفس قبوله ، لكنَّ الأصعب قد يكون في خلافه .

فابدؤوا إذاً بالصواب في وعظها وإرشادها لفعل الصواب

من قطع علاقتها بذلك الشاب حقيقة لا صورة ، وواقعاً لا كلاماً

فإن استجابت لكم فبها ونعمت ، وإن لم تستجب فليس أمامكم إلا الجمع بينها وبين ذاك الشاب بالحلال ، إيقافاً لإثمها في علاقتها به الآن بالحرام ، واتقاء لشر نخافه من عاقبة ذلك الأمر.

ونرى ، إذا حصل الخيار الثاني ، وتقدم هذا الشاب فعليا إليكم ، أن لا يكون تعجل في الدخول ، بل لتكن ثمة فترة معقولة بعد العقد

فقد تتضح لها من الأمور ما كان عنها خافياً عليها من سلوك وأخلاق وتصرفات لذاك الشاب تنفرها منه

وقد تعيد التفكير في قرارها في التزوج منه فلا تكمل مشوارها ، وبكل حال فالخير في تأخير الدخول حتى تتضح الأمور وتكمل قناعتها بصواب فعلها .

وهذا الذي ذكرناه لك من اجتماعهما بالحلال بالزواج قد ورد بمثله الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم :

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لَمْ نَرَ – وفي لفظ ( يُرَ ) - لِلمُتَّحَابَّيْن مِثُلَ النِّكَاحِ ) رواه ابن ماجه ( 1847 ) وصححه البوصيري ، والألباني في " صحيح الجامع ".

قال المنَّاوي – رحمه الله -

: " ( لَمْ يُرَ لِلمُتَّحَابَّيْنِ ) قال الطِّيبي : هو من الخطاب العام ، ومفعوله الأول محذوف ؛ أي : لم تَرَ أيها السامع ما تزيد به المحبة ( مِثْلَ النِّكَاحِ ) لفظ ابن ماجه والحاكم ( مِثْلَ التَّزوُّج )

أي : إذا نظر رجل لأجنبية وأخذت بمجامع قلبه ، فنكاحها يورثه مزيد المحبة ، كذا ذكره الطيبي

وأفصح منه قول بعض الأكابر المراد : أن أعظم الأدوية التي يعالج بها العشق : النكاح ، فهو علاجه الذي لا يعدل عنه لغيره ما وجد إليه سبيلاً "

انتهى من " فيض القدير " ( 5 / 376 ) .

وقال ابن القيم – رحمه الله –

في بيان علاج داء العشق - : " وقد اتفق رأي العقلاء من الأطباء وغيرهم في مواضع الأدوية : أن شفاء هذا الداء : في التقاء الروحين والتصاق البدنين

انتهى من " روضة المحبين " ( ص 212 ) .

وقال – رحمه الله – أيضاً - : " ولقد أبطلَ مَنْ قال : إنها إذا عيَّنت كُفْئاً تُحبه ، وعيَّن أبوها كُفْئاً : فالعبرةُ بتعيينه ، ولو كان بغيضاً إليها قبيحَ الخِلقة .

وأما موافقتُه لمصالح الأمة : فلا يخفى مصلحة البنت فى تزويجها بمن تختاره وترضاه وحصولُ مقاصد النكاح لها به ، وحصولُ ضد ذلك بمن تُبغِضُه وتنفِرُ عنه

فلو لم تأت السنة الصريحة بهذا القول ، لكان القياسُ الصحيح وقواعدُ الشريعة لا تقتضى غيره ، وبالله التوفيق "
.
انتهى من " زاد المعاد في هدي خير العباد " ( 5 / 97 ، 98 ) .

نسأل الله أن ييسر أمركم ويفرج كربكم ويهديكم لما فيه رضاه .

والله أعلم


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-20, 18:40   رقم المشاركة : 130
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



هل الحسد موجود؟

وما معناه؟


السؤال

الحسد في الإسلام موجود أم غير موجود ؟

الجواب

الحمد لله

" الحسد تمني زوال النعمة التي أنعم الله بها على المحسود ، وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بالاستعاذة من شر الحاسد إذا حسد ، قال الله تعالى : (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ *

وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) سورة الفلق كاملة ، ومعنى إذا حسد : إذا أظهر ما في نفسه من الحسد وعمل بمقتضاه ، وحمله الحسد على إيقاع الشر بالمحسود .

والحسد على درجات :

الأولى : أن يحب الإنسان زوال النعمة عن أخيه المسلم ، وإن كانت لا تنتقل إليه ، بل يكره إنعام الله على غيره ويتألم به .

الثانية : أن يحب زوال النعمة عن غيره لرغبته فيها ؛ رجاء انتقالها إليه .

الثالثة : أن يتمنى لنفسه مثل النعمة من غير أن يحب زوالها عن غيره ، وهذه الدرجة جائزة وليست من الحسد في شيء بل هي غبطة .

والحاسد يضر نفسه من ثلاثة وجوه :

أحدها : اكتساب الذنوب ؛ لأن الحسد حرام .

الثاني : سوء الأدب مع الله تعالى ، فإن حقيقة الحسد كراهية إنعام الله على عبده ، واعتراض على الله في فعله .

الثالث : تألم قلبه من كثرة همه وغمه .

وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم" انتهى .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء .

الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ ... الشيخ عبد الله بن غديان... الشيخ صالح الفوزان... الشيخ بكر أبو زيد .

"فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء" (26/29) .









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-20, 18:45   رقم المشاركة : 131
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

العين والحسد والفرق بينهما وحكمهما ، وهل يضمن من يتعمد الإصابة بعينه

السؤال


ما حكم العين والحسد في الإسلام ؟ وهل هو حلال أم حرام ؟

وما عذاب الشخص الذي يتفاخر بعينه أو يهدد الناس بعينه ؟


الجواب

الحمد لله


أولاً:

لا بدَّ من ذِكر معنى العيْن والحسد ، وذِكر الفرق بينهما ، فنقول :

العيْن : " مأخوذة من عان يَعين إذا أصابه بعينه ، وأصلها : من إعجاب العائن بالشيء ، ثم تَتبعه كيفية نفْسه الخبيثة ، ثم تستعين على تنفيذ سمها بنظرها إلى المَعِين "

كذا في " فتاوى اللجنة الدائمة "( 1 / 271 ) .

الحسَد : هو أن يتمنى زوال النعمة من عند أخيه ، ولم تتحول إليه !!

وقال الراغب الأصفهاني : " الحسد تمني زوال نعمة من مستحق لها ، وربما كان مع ذلك سعي في إزالتها "

انتهى من "المفردات في غريب القرآن" (118) .

وأما الفرق بينهما :

1. الحسد أعم من العيْن ، فكل عائنٍ حاسد ، وليس كل حاسد عائناً .

2. العائن أضر من الحاسد .

3. الحاسد قد يحسد ما لم يره ويحسد في الأمر المتوقع قبل وقوعه ، والعائن لا يَعين إلا ما يراه والموجود بالفعل .
4. مصدر الحسد : تحرُّق القلب واستكثار النعمة على المحسود

ومصدر العين : انقداح نظرة العين ، أو نفس خبيثة .

5. الحسد لا يقع من صاحبه على ما يكره أن يصاب بأذى ، كمالِه وولده ، والعين تقع على ما يكره العائن أن يصاب بأذى كولده وماله .

قال ابن القيم – رحمه الله - :

"والمقصود : أن العائن حاسد خاص ، وهو أضر من الحاسد ، ولهذا - والله أعلم - إنما جاء في السورة ذكر الحاسد دون العائن ؛ لأنه أعم ، فكل عائنٍ حاسدٌ ولا بد ، وليس كل حاسد عائناً

فإذا استعاذ من شر الحسد : دخل فيه العين ، وهذا من شمول القرآن الكريم وإعجازه وبلاغته ، وأصل الحسد هو : بغض نعمة الله على المحسود وتمني زوالها"

انتهى من " بدائع الفوائد " ( 2 / 458 ) .

ثانياً:

أما حكمهما : فلا شك أنه التحريم .

أ. أما الحسد : فقد جاء عَنْ أَبي هُرَيرَةَ رضي الله عنه أنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : ( لاَ تَحَاسَدوا ، وَلاَتَنَاجَشوا ، وَلاَ تَبَاغَضوا ، وَلاَ تَدَابَروا ... ) .

رواه مسلم ( 2559 ) .

قال ابن عبد البر – رحمه الله -
:
"وكذلك قوله أيضاً في هذا الحديث ( لا تحاسدوا ) يقتضي النهي عن التحاسد ، وعن الحسد في كل شيء على ظاهره وعمومه ، إلا أنه – أيضاً - عندي مخصوص بقوله صلى الله عليه وسلم ( لا حسد إلا في اثنتين

رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار ) هكذا رواه عبدالله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم"

انتهى من" التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد " ( 6 / 118 ) .

ب. وأما العيْن : فتحريمها من باب تحريم إيقاع الضرر على الناس ، وإيذائهم ، قال تعالى ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً ) الأحزاب/ 58

وقال صلى الله عليه وسلم ( لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارٌ ) رواه ابن ماجه ( 2314 ) ، وحسَّنه النووي وابن الصلاح وابن رجب - كما في " جامع العلوم والحكم " ( ص 304 ) - وحسَّنه الألباني في " صحيح ابن ماجه ".

قال علماء اللجنة الدائمة - في شرح الحديث -:

"نهى النبي صلى الله عليه وسلم المكلَّف أن يضرَّ نفسه أو يضرّ غيره، ففيه دلالة على منع الإنسان من التعدي على نفسه، أو غيره" .

الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان .

" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 4 / 400 ) .

ثالثاً:

أما من يتعمد إصابة الناس بعينه ويهددهم بذلك : فلا شك أنه آثم بذلك ، وعلى ولي الأمر حبس هذا العائن ومنعه من لقاء الناس ، والإنفاق عليه إن كان فقيراً حتى يتوب توبة نصوحاً أو يموت فيرتاح الناس من شرِّه وضرره .

سئل الشيخ عبد الله بن جبرين – رحمه الله - :

سمعنا أن هناك بعض الأشخاص لهم قدرة الإصابة بالعين لمن أرادوا ومتى أرادوا ، فهل هذا صحيح ؟ .

فأجاب :

"لاشك أن العين حق كما هو الواقع ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( العَيْنُ حَقٌّ وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ القَدَرَ لَسَبَقَتْهُ العَيْنُ ) – رواه مسلم -

وفي حديث آخر ( إِنَّ العَيْنَ لَتُدْخِلُ الرَّجُلَ القَبْرَ وَالجَمَلَ القِدْرَ ) – رواه أبو نعيم في " الحلية " وحسنه الألباني في " الصحيحة " ( 1249 ) - ، أي : يحصل بها الموت ، أما حقيقتها : فالله أعلم بذلك .

ولاشك أنها تكون في بعض الناس دون بعض ، وأن العائن قد يتعمد الإصابة فيحصل الضرر ، وقد لا يتعمد الإصابة فتقع منه بغير قصد ضرر ، وهناك من يحاول الإصابة ولا يقدر عليها .

وقد أمر الله بالاستعاذة من العائن ، فهو داخل في قوله تعالى ( وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ) الفلق/ 5 ، وبالاستعاذة من شره يحصل الحفظ والحماية ، والله أعلم"

انتهى من" الفتاوى الذهبية في الرقى الشرعية " .

قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - :

"ونقل ابن بطال عن بعض أهل العلم " أنه ينبغي للإمام منع العائن إذا عرف بذلك من مداخلة الناس ، وأن يلزم بيته ؛ فإن كان فقيراً رزقه ما يقوم به

فإن ضرره أشد من ضرر المجذوم الذي أمر عمر رضي الله عنه بمنعه من مخالطة الناس -

كما تقدم واضحاً في بابه - وأشد من ضرر الثوم الذي منع الشارع آكله من حضور الجماعة "

قال النووي :

" وهذا القول صحيح متعين لا يُعرف عن غيره تصريح بخلافه "

انتهى من" فتح الباري " ( 10 / 205 ) .

وفي " الموسوعة الفقهية " ( 31 / 123 ) :

والنقول من مختلف المذاهب متضافرة على ما ذكره ابن بطال من كون الإمام يمنع العائن من مخالطة الناس

إذا عرف بذلك ويجبره على لزوم بيته ؛ لأن ضرره أشد من ضرر المجذوم وآكل البصل والثوم في منعه من دخول المساجد ، وإن افتقر فبيت المال تكفيه الحاجة لما في ذلك من المصلحة وكف الأذى .

انتهى . وينظر أيضا : ( 16 / 229 ) .

رابعاً:

الصحيح أن العائن المتعمد يضمن ما أوقعه من ضرر على الآخرين ، حتى إنه ليُقتل إذا قتل بعينه.

قال القرطبي – رحمه الله - :

"لو أتلف العائن شيئاً : ضمنه ، ولو قَتل : فعليه القصاص أو الدية إذا تكرر ذلك منه بحيث يصير عادة ، وهو في ذلك كالساحر عند من لا يقتله كفراً " انتهى .

انظر " الموسوعة الفقهية " ( 17 / 276 ) .

وقال شرف الدين الحجاوي – رحمه الله - :

"والمِعيان : الذي يقتل بعينه ، قال ابن نصر الله في " حواشي الفروع " : ينبغي أن يُلحق بالساحر الذي يقتل بسحره غالباً ، فإذا كانت عينه يستطيع القتل بها ويفعله باختياره : وجب به القصاص

وإن فعل ذلك بغير قصد الجناية : فيتوجه أنه خطأ يجب فيه ما يجب في القتل الخطأ ، وكذا ما أتلفه بعينه يتوجه فيه القول بضمانه ، إلا أن يقع بغير قصد فيتوجه عدم الضمان

"انتهى من" الإقناع في فقه الإمام أحمد بن حنبل " ( 4 / 166 ) .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-20, 18:48   رقم المشاركة : 132
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل يُصيب الرجل بالعين زوجته الجميلة

السؤال


سؤالي حول العين . إذا قال الرجل لزوجته إنها جميلة فهل يجب عليه أن يقول ما شاء الله أم أن هذا يعتبر تطرفا ؟.


الجواب


الحمد لله


أولاً : العين حق لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " العين حق ولو كان شيء سابَق القدر لسبقته العين " .

رواه مسلم ( 2188 ) من حديث ابن عباس .

وروى البخاري ( 5048 ) ومسلم ( 2187 ) من حديث أبي هريرة : أوَّله .

ثانياً : إن العين تكون من العائن الحاسد على الأكثر .

يقول ابن القيم :

وكل عائن حاسد وليس كل حاسد عائناً … ثم قال :

وأصله إعجاب العائن بالشيء ثم تتبعه كيفية نفسه الخبيثة ، ثم تستعين على تنفيذ سمها بنظرة إلى المعين ، وقد يعين الرجل نفسه ، وقد يعين بغير إرادته

بل بطبعه ، وهذا أردأ ما يكون من النوع الإنساني ، وقد قال أصحابنا وغيرهم من الفقهاء : عن من عرف بذلك حبسه الإمام ، وأجرى له ما ينفق عليه إلى الموت ، وهذا هو الصواب قطعا ..

" زاد المعاد " ( 4 / 167 ) .

فعليه جاء في الحديث :

" أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامَّة ومن كل عين لامَّة ".

رواه البخاري ( 3191 ) من حديث ابن عباس .

ومعنى الهامَّة : الحيوانات والحشرات السامة القاتلة .

ومنى لامَّة : التي تصيب بالحسد .

ثالثاً : إن الراجح أن العين كما أنها تكون من العائن الحاسد فقد تكون من غير الحاسد بمجرد الإعجاب وذلك لحديث " إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة فٍان العين حق " .

رواه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " ( ص 168 ) والحاكم ( 4 / 216 ) وصححه الألباني في " الكلم الطيب " ( 243 ) .

فهذا الحديث يبين أن الرجل قد يصيب نفسه أو ماله - ولا أحد يحسد نفسه - فيصيب نفسه بالعين لإعجابه بنفسه ، فلأن يصيب زوجته من باب أولى .

قال ابن القيم :

وقد يعين الرجل نفسه . " زاد المعاد ( 4 / 167 ) .

رابعاً : إن الرجل قد يصيب زوجته بالعين بنظره إليها وملاحظته جمالها والإعجاب بها حتى وإن لم يقل لها إنك جميلة ويستحب له أن يقول اللهم بارك فيها .

عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ وَسَارُوا مَعَهُ نَحْوَ مَكَّةَ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِشِعْبِ الْخَزَّارِ مِنَ الْجُحْفَةِ اغْتَسَلَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ وَكَانَ رَجُلا أَبْيَضَ حَسَنَ الْجِسْمِ وَالْجِلْدِ فَنَظَرَ

إِلَيْهِ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ أَخُو بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَهُوَ يَغْتَسِلُ فَقَالَ مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ وَلا جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ ( المخبأة : هي الفتاة في خدرها وهو كناية عن شدة بياضه ) فَلُبِطَ سَهْلٌ ( أي : صُرع وسقط على الأرض )

فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ لَكَ فِي سَهْلٍ وَاللَّهِ مَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ وَمَا يُفِيقُ قَالَ هَلْ تَتَّهِمُونَ فِيهِ مِنْ أَحَدٍ قَالُوا نَظَرَ إِلَيْهِ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ فَدَعَا

رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامِرًا فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِ وَقَالَ عَلامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ هَلا إِذَا رَأَيْتَ مَا يُعْجِبُكَ بَرَّكْتَ ثُمَّ قَالَ لَهُ اغْتَسِلْ لَهُ فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ وَمِرْفَقَيْهِ وَرُكْبَتَيْهِ وَأَطْرَافَ رِجْلَيْهِ وَدَاخِلَةَ إِزَارِهِ فِي قَدَحٍ ثُمَّ صُبَّ ذَلِكَ الْمَاءُ

عَلَيْهِ يَصُبُّهُ رَجُلٌ عَلَى رَأْسِهِ وَظَهْرِهِ مِنْ خَلْفِهِ يُكْفِئُ الْقَدَحَ وَرَاءهُ فَفَعَلَ بِهِ ذَلِكَ فَرَاحَ سَهْلٌ مَعَ النَّاسِ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ ) المسند 3/486 وقال الهيثمي : رجال أحمد رجال الصحيح ، المجمع 5/107.

خامساً : وبعض الناس إذا أعجبه شيء قال " ما شاء الله لا قوة إلا بالله " ! ويستدلون لذلك بالآية من سورة الكهف وبحديث .

أما الآية وهي قوله تعالى ولولا إذ دخلتَ جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله : فلا تصلح للاستدلال ، إذ لا علاقة للحسد بالموضوع ، وإنما أهلك الله جنتيه بسبب كفره وطغيانه .

وأما الحديث : فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من رأى شيئاً فأعجبه فقال : ما شاء الله لا قوة إلا بالله : لم تصبه العين " . والحديث ضعيف جدّاً !

قال الهيثمي :

رواه البزار من رواية أبي بكر الهذلي ، وهو ضعيف جدّاً . "

مجمع الزوائد " ( 5 / 21 ) .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-20, 18:51   رقم المشاركة : 133
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حقيقة العيْن وطرق الوقاية منها وعلاجها

لسؤال

ما هي العين ؟

قرأت هذا المصطلح كثيراً في هذا الموقع ، أرجو التوضيح .

الجواب

الحمد لله


هذه بعض المسائل والفتاوى المتعلقة بالعين ، ونسأل الله تعالى أن ينفع بها .

سئل علماء اللجنة الدائمة :

ما حقيقة العين - النضل - قال تعالى : ومن شر حاسد إذا حسد ؟ وهل حديث الرسول صلى الله عليه وسلم صحيح والذي ما معناه قوله : " ثلث ما في القبور من العين " ؟

وإذا شك الإنسان في حسد أحدهم فماذا يجب على المسلم فعله وقوله ؟ وهل في أخذ غُسالة العائن للمعين ما يشفي ، وهل يشربه أو يغتسل به ؟

فأجابوا :

العين مأخوذة من عان يعين إذا أصابه بعينه ، وأصلها من إعجاب العائن بالشيء ، ثم تتبعه كيفية نفسه الخبيثة ، ثم تستعين على تنفيذ سمها بنظرها إلى المعين

وقد أمر الله نبيَّه محمَّداً صلى الله عليه وسلم بالاستعاذة من الحاسد ، فقال تعالى : ومن شر حاسد إذا حسد

فكل عائن حاسد وليس كل حاسد عائنا ، فلما كان الحاسد أعم من العائن كانت الاستعاذة منه استعاذة من العائن ، وهي سهام تخرج من نفس الحاسد والعائن نحو المحسود والمعين تصيبه تارة وتخطئه تارة

فإن صادفته مكشوفا لا وقاية عليه أثرت فيه ، وإن صادفته حذراً شاكي السلاح ( أي : تام السلاح ) لا منفذ فيه للسهام لم تؤثر فيه وربما ردت السهام على صاحبها .

(من " زاد المعاد " بتصرف) .

وقد ثبتت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في الإصابة بالعين ، فمن ذلك ما في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرني أن أسترقي من العين "

وأخرج مسلم وأحمد والترمذي وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال

: " العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين ، وإذا استغسلتم فاغسلوا " صححه الألباني في السلسلة الصحيحة ( 1251 ) .

وأخرج الإمام أحمد والترمذي ( 2059 ) وصححه ، عن أسماء بنت عميس أنها قالت : يا رسول الله

إن بني جعفر تصيبهم العين ، أفنسترقي لهم ؟ ، قال : نعم ، فلو كان شيء سابق القدر لسبقته العين . وصححه الألباني في صحيح الترمذي .

وروى أبو داود عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان يؤمر العائن فيتوضأ ثم يغسل منه المعين . وصححه الألباني في صحيح أبي داود .

وأخرج الإمام أحمد ( 15550 ) ومالك ( 1811 ) والنسائي وابن حبان وصححه الألباني في المشكاة ( 4562 ) عن سهل بن حنيف أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج وسار معه نحو مكة حتى إذا كانوا بشعب الخرار

( اسم موضع ) من الجحفة اغتسل سهل بن حنيف وكان رجلا أبيض حسن الجسم والجلد فنظر إليه عامر بن ربيعة أحد بني عدي بن كعب وهو يغتسل فقال : ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة

فلبط سهل ، فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقيل : يا رسول الله ، هل لك في سهل والله ما يرفع رأسه ، قال : هل تتهمون فيه من أحد ؟ ، قالوا : نظر إليه عامر بن ربيعة

فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عامرا فتغيظ عليه ، وقال : علام يقتل أحدكم أخاه

هلا إذا رأيت ما يعجبك برَّكت ، ثم قال له : اغتسل له ، فغسل وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة إزاره في قدح ثم صب ذلك الماء عليه يصبه رجل على رأسه وظهره من خلفه ثم يكفأ القدح وراءه

ففعل به ذلك ، فراح سهل مع الناس ليس به بأس .

( جلد مخبأة ) أي جلد عذارء

( لبط ) أي صُرع وسقط .

( داخلة إزاره ) أي الجزء الملامس للبدن من الإزار

فالجمهور من العلماء على إثبات الإصابة بالعين ؛ للأحاديث المذكورة وغيرها ، ولما هو مشاهد وواقع .

وأما الحديث الذي ذكرته " ثلث ما في القبور من العين " : فلا نعلم صحته ، ولكن ذكر صاحب " نيل الأوطار "

أن البزار أخرج بسند حسن عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالأنفس – يعني : بالعين – " .

ويجب على المسلم أن يحصن نفسه من الشياطين من مردة الجن والإنس بقوة الإيمان بالله واعتماده وتوكله عليه ولجئه وضراعته إليه

والتعوذات النبوية وكثرة قراءة المعوذتين وسورة الإخلاص وفاتحة الكتاب وآية الكرسي ، ومن التعوذات : " أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق " و

" أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه ، ومن شر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون "

وقوله تعالى حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ونحو ذلك من الأدعية الشرعية ، وهذا هو معنى كلام ابن القيم المذكور في أول الجواب .

وإذا علم أن إنسانا أصابه بعينه أو شك في إصابته بعين أحد فإنه يؤمر العائن أن يغتسل لأخيه فيحضر له إناء به ماء فيدخل كفه فيه فيتمضمض ثم يمجه في القدح ويغسل

وجهه في القدح ثم يدخل يده اليسرى فيصب على ركبته اليمنى في القدح ثم يدخل يده اليمنى فيصب على ركبته اليسرى ثم يغسل إزاره ثم يصب على رأس الذي تصيبه العين من خلفه صبة واحدة فيبرأ بإذن الله .

" فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء " ( 1 / 186 ) .

وسئل الشيخ محمد الصالح العثيمين :

هل العين تصيب الإنسان ؟ وكيف تعالج ؟ وهل التحرز منها ينافي التوكل ؟ .

فأجاب بقوله :

رأينا في العين أنها حق ثابت شرعاً وحسّاً ، قال الله – تعالى - : وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم القلم / 51 ، قال ابن عباس وغيره في تفسيرها : أي يعينوك بأبصارهم ، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم

: " العين حق ، ولو كان شيء سابق القدر سبقت العين ، وإذا استغسلتم فاغسلوا " رواه مسلم ، ومن ذلك ما رواه النسائي وابن ماجه أن عامر بن ربيعة مر بسهل بن حنيف وهو يغتسل ... – وساق الحديث - .

والواقع شاهد بذلك ولا يمكن إنكاره .

وفي حالة وقوعها تستعمل العلاجات الشرعية وهي :

1- القراءة : فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا رقية إلا من عين أو حمة " الترمذي 2057 و أبو داود 3884 ، وقد كان جبريل يرقي النبي صلى الله عليه وسلم فيقول : " باسم الله أرقيك

من كل شيء يؤذيك ، من شر كل نفس أو عين حاسد ، الله يشفيك ، باسم الله أرقيك " .

2- الاستغسال : كما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم عامر بن ربيعة في الحديث السابق ثم يصب على المصاب .

أما الأخذ من فضلاته العائدة من بوله أو غائطه فليس له أصل ، وكذلك الأخذ من أثره ، وإنما الوارد ما سبق من غسل أعضائه وداخلة إزاره ولعل مثلها داخلة غترته وطاقيته وثوبه ، والله أعلم .

والتحرز من العين مقدماً لا بأس به ، ولا ينافي التوكل بل هو التوكل ؛ لأن التوكل الاعتماد على الله –سبحانه –

مع فعل الأسباب التي أباحها أو أمر بها وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوِّذ الحسن والحسين ويقول:

" أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ، ومن كل عين لامة " الترمذي ( 2060 ) وأبو داود ( 4737 ) ويقول : " هكذا كان إبراهيم يعوذ إسحاق وإسماعيل عليهما السلام " ، رواه البخاري ( 3371 ) .

" فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 2 / 117 ، 118 ) .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-20, 18:55   رقم المشاركة : 134
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

يشك أنه أصاب شخصاً بالعيْن فمرض هذا الشخص بعدها ومات

السؤال


في إحدى المرات شاهدت أحد الرجال المسنين في قريتي والذي كان غائباً منذ زمن ولم أره منذ فترة ، فقلت في نفسي : هل ما زال هذا الشيخ حيّاً ؟!

ولست أدري ما كنت أقصد بها لكن حدثتني نفسي بأن هذا كان نوعاً من الحسد ، فمرض هذا الشيخ بعدها تقريباً لمدة أسبوعين ومات

فهل أتحمل وزراً إن كان هذا بسببي ، وما رأي الدين في حالتي هذه ؟ . وجزاكم الله خيراً
.

الجواب

الحمد لله


مما ينبغي أن يُعلم في مسألة العيْن : أنها حق ، كما جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ( الْعَيْنُ حَقٌّ ) رواه البخاري ( 5048 ) ومسلم ( 2187 )

ومعنى كونها حقّاً أنها سبب للإصابة بالأمراض أو الموت إذا شاء الله تعالى أن يجعل لك تلك الآثار ، ويُعلم كذلك أن الإصابة بها قد تكون من نفس حاسدٍ خبيثة وقد تكون من نفس معجَبة وقد يكون هذا المُعجَب من الصالحين

كما روى ابن ماجه ( 3509 ) بإسناد صحيح عن سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ رضِيَ الله عنه قَالَ

: مَرَّ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ بِسَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ وَهُوَ يَغْتَسِلُ فَقَالَ لَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ وَلَا جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ !! فَمَا لَبِثَ أَنْ لُبِطَ بِهِ !! فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقِيلَ لَهُ أَدْرِكْ سَهْلًا صَرِيعًا قَالَ ( مَنْ تَتَّهِمُونَ بِهِ )

قَالُوا : عَامِرَ بْنَ رَبِيعَةَ قَالَ ( عَلَامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ أَخِيهِ مَا يُعْجِبُهُ فَلْيَدْعُ لَهُ بِالْبَرَكَةِ ) ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَأَمَرَ عَامِرًا أَنْ يَتَوَضَّأَ فَيَغْسِلْ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ وَرُكْبَتَيْهِ وَدَاخِلَةَ إِزَارِهِ وَأَمَرَهُ أَنْ يَصُبَّ عَلَيْهِ .

قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله – في فوائد هذا الحديث -

: " وأنَّ العيْن تكون مع الإعجاب ولو بغير حسد ، ولو من الرجل المحب ومن الرجل الصالح ، وأن الذي يعجبه الشيء ينبغي أن يبادر إلى الدعاء للذي يعجبه بالبركة ويكون ذلك رقية منه " .

انتهى من " فتح الباري " ( 10 / 205 ) .

وعليه نقول : إن كان ما حصل لذلك الشيخ الكبير بعد رؤيتك له ليس من المحتم أنه من أثر عينك ؛ لأمور :

1. أن ما حصل منك هو مجرد حديث نفس تعجبت فيه من بقائه إلى الآن على قيد الحياة ، ولا نرى أن هذا يشمله النهي الوارد في الحديث السابق ؛ لأن التعجب من الشيء غير الإعجاب به وتمنيه للنفس فضلا عن تمني زواله

عن ذاك الشخص وهو ما لا نظنه وقع منك ، والإعجاب هو الاستحسان للشيء والرضا به ، وهو غير التعجب من الشيء الذي يكون أصله سؤال في النفس يسأل صاحبه عن إجابة .

2. أن الإصابة بالعين تكون مباشرة بعد النظر ، وما قلته عن واقع حاله لم يكن كذلك ، ولو أنك ذكرت أنه سقط أمامك مباشرة فلعله يقوي جانب إصابته بالعين من قبَلك .

3. ثم إنه لا يمكن لأحدٍ أن يجزم أن ما حصل لذلك الشيخ الكبير – رحمه الله – قد حصل فعلاً بسبب نظرتك له وإصابته بالعين من قبلك .

فنرى أن لا تقلق مما حصل وخاصة أن الرجل قد توفي ، ولو أنه مرض لأمكن نصحك بأن تتوضأ وتغسله بماء وضوئك ، وادع لذلك الشيخ أن يرحمه ربه تعالى وأن يعفو عنه .

ثم تعلم من هذا درسا مهما : أن تحفظ عينك من مثل ذلك ، فإن أعجبك شيء فبادر بما أدبك به النبي صلى الله عليه وسلم : أن تدعو بالبركة عليه ، قبل كل قول أو نظر ، فتقول

مثلا ـ : تبارك الله ، بارك الله ، ما شاء الله اللهم بارك .

والله أعلم


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-22, 01:30   رقم المشاركة : 135
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mh_gy1 مشاهدة المشاركة
شكرا جزيلا
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

الشكر موصول لحضورك الطيب مثلك
في انتظار مرورك العطر دائما

بارك الله فيك









رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 18:17

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc