لكل من يبحث عن مرجع سأساعده - الصفحة 84 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجامعة و البحث العلمي > منتدى العلوم الإجتماعية و الانسانية > قسم البحوث العلمية والمذكرات

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

لكل من يبحث عن مرجع سأساعده

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-11-14, 14:58   رقم المشاركة : 1246
معلومات العضو
abdo112
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اللهم أرحمه والله يحفظك









 


رد مع اقتباس
قديم 2012-11-17, 11:14   رقم المشاركة : 1247
معلومات العضو
insaf mellal
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

من فضلك انا ابحث عن نظريات علم اجتماع المدينة و جزاك الله كل خير و جعلها في ميزان حسناتك










رد مع اقتباس
قديم 2012-11-17, 14:21   رقم المشاركة : 1248
معلومات العضو
maroua07
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

ارجو المساعدة اريد مراجع حول الانتداب الفرنسي لسوريا ولبنان

في اقرب وقت ان امكن

وشكرا










رد مع اقتباس
قديم 2012-11-17, 18:49   رقم المشاركة : 1249
معلومات العضو
ميرة31
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ميرة31
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ريد تلخيص لكتاب الموشحات الأندلسية لانطوان محسن القوال










رد مع اقتباس
قديم 2012-11-20, 16:33   رقم المشاركة : 1250
معلومات العضو
raddo
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية raddo
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

من فضلكم بحث حول المادة الرمادية + النواة الحمراء










رد مع اقتباس
قديم 2012-11-21, 15:05   رقم المشاركة : 1251
معلومات العضو
ahmedboulanwar
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم : اريد بحث حول تطور ونشأة علم النفس الاجتماعي










رد مع اقتباس
قديم 2012-11-21, 17:30   رقم المشاركة : 1252
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة asma anoucha مشاهدة المشاركة
السلام وعليكم اريد منك بعض المراجع ان امكن حول بحتي الاوضاع العامة في الجزائر قبل دخول العتمانين الى الجزائر
https://azoudjelfa.yoo7.com/t18-topic


موضوع: الأوضاع الإجتماعية والاقتصادية للجزائر خلال العهد العثماني 1707-1827م الجمعة 26 ديسمبر - 18:50

--------------------------------------------------------------------------------

الأوضاع الإجتماعية والاقتصادية للجزائر خلال العهد العثماني 1707-1827م

د. محمد مكحلي [1]

قسم التاريخ- كلية الآداب و العلوم الإنسانية- جامعة الجيلالي اليابس / سيدي بلعباس / الجزائر

تقديم:

بتعيين خير الدين بيلرياي " أصبحت الجزائر إحدى الولايات الثلاث للإمبراطورية العثمانية وأصبح لبايلر باي الجزائر بمقتضى هذا التعيين حق التصرف المطلق في الجزائر مع الإشراف على إقليمي تونس و طرابلس، لكن هذا الإشراف لم يدم طويلا فقد ألغى العثمانيون نظام البايلر باي سنة 1588م خوفا من أن يفكر هؤلاء الولاة في الإنفصال فأصبحت الجزائر ولاية عادية يعين على رأسها باشا تغيره الأستانة كل ثلاث سنوات[2].

لم يهتم الباشوات بشؤون الرعية بل انصرف همهم إلى جمع اكبر قسط من الأموال في انتظار مدة الولاية، وبذلك انتقلت السلطة من أيديهم إلى ضباط الجيش الذين بدأ نفوذهم يتعاظم تدريجيا مع بداية سنة 1659م، وأصبح حكام الجزائر العثمانية يعينون من بينهم ضابطا برتبة أغا كحاكم فعلي على الولايات غير أن هذه المرحلة لم تطل مدتها و ذلك لأن الأغا لم يكن يستقر في منصبه أكثر من شهرين نتيجة للتنافس الشديد بين الضباط على الحكم[3].

فكانت الجزائر خلال الفترة من 1518-1671م إيالة عثمانية تتلقى المساعدة المالية و العسكرية من الخلافة و قد اهتم الحكام في هذه المرحلة بتوحيد الجزائر سياسيا و ذلك بالقضاء على الإمارات المستقلة وإخضاعها لسلطة مركزية مقرها مدينة الجزائر كما وجهوا جهودهم لتحرير موانئ البلاد من السيطرة الإسبانية وفرض سيطرة الأسطول على الحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط.

مع بداية سنة 1671م دخلت الجزائر مرحلة جديدة تميزت بتولي طائفة رياس البحر السلطة، و هم ضباط البحر الذين نصبوا نظاما جديدا يتمثل في تعيين حاكم للبلاد يلقب بالداي.

و قد التزم الدايات بحفظ الإرتباط مع الدولة العثمانية باعتبارها خلافة إسلامية، لكنهم سلكوا سياسة مستقلة فيما يتعلق بالشؤون الخاصة للبلاد ، فالداي هو الذي :

§ يعقد الإتفاقيات الدولية

§ يستقبل البعثات الدبلوماسية ( القناصل)

§ يعلن الحرب و يبرم معاهدات السلام

لما استقر نظام الدايات تكون في مدينة الجزائر ديوان مستقل هو أشبه بمجلس الوزراء، فهناك وكيل الخرج المختص بشؤون البحرية، و البيت مالجي المختص بالشؤون المالية و رئيس أمين مدينة الجزائر و خوجة الخيل الذي كان يشكل حلقة إتصال بين الجزائريين و الحكومة.مخطط للنظام السياسي و الإداري للجزائر العثمانية في عهد الدايات




و قسمت الجزائر من الناحية الإدارية إلى أربعة أقاليم رئيسية هي:

1- دار السلطان: كانت تضم مدينة الجزائر و ضواحيها

2- بايلك الغرب: كانت عاصمته مازونة ثم معسكر و أخيرا وهران بعد جلاء الإسبان عنها عام 1792م

3- بايلك التيطري، ضم المناطق الوسطى و مناطق جنوب دار السلطان و كانت عاصمته المدية.

4- بايلك الشرق: يقع من شرقي من دار السلطان و بايلك التيطري كان أكبر المقاطعات و الأقاليم ، و كانت عاصمته قسنطينة.

كانت هذه المقاطعات مقسمة إلى قيادات و على رأس كل منها شيخ قبيلة و كان الجهاز الإداري جهازا لامركزيا حيث أن اية علاقة للحكومة برعاياها كانت علاقة غير مباشرة، تعتمد على استعمال الزعماء المحليين لجمع الشرائب و فرض الأمن يمكن استنتاج أهم الخصائص التي ميزت الدولة الجزائرية أنذاك كمايلي:

1- لم يعد تعيين رجال الحكم قائم على الإنتخاب من طرف ممثلي الشعب فلم يكن النظام السياسي ملكيا وراثيا ولكنه لم يرتق إلى نظام جمهوري..

2- حافظ النظام الإداري على التقسيمات القبلية و الزعامات المحلية فلم تتبلور الصفة العصرية للدولة[4].

3- لم تختلف وضعية الجزائر كما كانت عليه لقبه العالم الإسلامي و لكنها كانت مختلفة كما كان يحدث و العالم الأوربي الذي تكونت فيه دول ذات حكومات مركزية أخذت تتأهب لفرض سيطرتها على العالم[5].

الحياة الإجتماعية و الإقتصادية:

عند دراسة أوجه النشاط الإقتصادي و الحياة الإجتماعية للجزائر العثمانية يلاحظ الطابع الزراعي و الرعوي الذي تمركز أساسا في الارياف و أطراف المدن هذا في حين أن الحواضر تكاد تنفرد بالنشاط الحرفي لو لا وجود قدر قليل من نشاط حرفي متواضع يهدف إلى تلبية الضرورات المنزلية و يقوم على الإكتفاء الذاتي في الأرياف. و إلى جانب ذلك لعبت التجارة الخارجية و الداخلية دورا مهما داخل البنية الإقتصادية للمجتمع الجزائري عموما و البنية الحضرية بشكل خاص[6].

لقد هيمن النشاط الإقتصادي في الأرياف الجزائرية و بخاصة النشاط الزراعي و الرعوي[7]، و فيما يخص أشكال الإنتاج، فإنها كانت موزعة على أربعة مجالات طبيعية تتمثل في المرتفعات الجبلية و التلال و السهوب و أطراف الحواضر تشكل في مجملها كلا إجتماعيا و إقتصاديا يمز الريف الجزائري والإمتدادات الريفية التابعة للحواضر.

بالرغم من تنوع هذه المناطق التي تنتحل هذا النمط من العيش فإن الإنتماء إلى الجماعة العمرانية (Communauté) يشكل الشرط الضروري لاستمرار الحياة الإجتماعية ففي كنف هذا التجمع تتحقق ملكية العضو لشروط العمل و الإنتاج أي أن إنتماء الفرد للجماعة شرط تحقيق وجوده فهي تتوسط العلاقة فيما بينه و بين الأرض و وسائل العمل، و هكذا فإن العائلة الممتدة تشرف في المرتفعات الجبلية و بشكل نسبي على الملكية الصغيرة التي تعتبر مجالها واضحا و بين حرائق الجيران و هي (أي الأسرة الممتدة) تمثل الأسرة النووية ( الصغيرة) وجودها ضمنها[8].

و تعتبر "التويزا" « Touiza » أكثر اشكال التضامن القروي شهرة و هي كثيرا ما تجد الفرصة للظهور في أراضي الأوقاف و يلاحظ أن الأب أو الأخ الأكبر في كل أسرة هو الذي يمثل أفراد أسرته في احتفالات القرية و ينوب عنها في التجمعات التي تعقد في المسجد[9].

و من أجل تأمين إعادة انتاجها فإن الأسرة تضيف إلى أنشطتها المعروفة بعض الصناعات الحرفية المرتبطة باستغلالها و التي أحيانا ما يوجه بعضها نحو السوق. أم الملكية غير المنقولة التي تتحقق من خلال الهيبة أو الميراث فرغم كونها ملكية خاصة إلا أنها تبقى تندرج تحت استحواذ العائلة.

إن وضعية الأراضي الزراعية في الجزائر خلال العهد العثماني أصبحت تتصف بمظاهر الصراع الخفي و الإحتكاك المستمر بين أسلوبين من الإنتاج، و نمطين من المعيشة مختلفين أحدهما يرتكز على الإرتباط بالأرض و حيازتها و الأخر يمتهن الرعي و العزوف عن خدمة الأرض[10].

و هكذا لم يبق من الأقاليم المحتفظة بطابعه الزراعي المتمسكة بتقاليده الفلاحية سوى فحوص المدن الكبرى و بلاد القبائل ، و شمال قسنطينة و التيطري و سهل متيجة و سهل غريس[11].

و الجدير بالملاحظة أن العثمانيين قد عملوا جاهدين على الإحتفاظ بالأوضاع السائدة، فأبقوا في غالب الأحيان ملاك الأراضي و أقروا العشائر المتعاملة معهم على الأراضي التي

ت استحوذوا عليها بغية الحصول على تأييد شيوخ القبائل و مساندة رؤساء الزوايا لهم و لم يهتموا بصفة خاصة إلا بما تذره الأرض من إنتاج و ما توفره من جبايات[12].

إن التطور الذي انتهت إليه وضعية الأرض من ناحية الإنتاج لم يكن نتيجة لسياسة معينة من طرف الحكام العثمانيين و إنما كان نتيجة تحول بطيء فرضته الأحوال الإقتصادية و ساهمت فيه الأوضاع الإجتماعية و تسببت فيه حاجة الحكام إلى موارد البلاد "إثر تزايد" الضغط الأوربي على السواحل و إنفتاح البلاد على التجارة الأوربية.

لقد نتج عن كثرة المطالب المالية وقلة الجبايات على الأراضي الزراعية وتعدد المغارم،إهمال الزراعة و تحول قسم من السكان من الإشتغال بالفلاحة إلى مزاولة حرفة الرعي وفي بعض الأحيان اضطر المزارعون إلى الثورة على الحكام و قد انعكس هذا الوضع على الحياة السياسية[13]، إذ أن تحول السلطة إلى الدايات أدى إلى تضررالزراعة، وتحول كثير من الأراضي المنتجة للحبوب إلى ملكيات للبايلك أو مزارع مشاعة بين أفراد القبائل الحليفة "قبائل المخزن" أو العشائر الخاضعة "قبائل الرعية" بعد أن انقطع سيل الهجرة الأندلسية، و تسببت الحملات العسكرية التي كانت تنطلق من مراكز البايلك لجمع الضرائب و أخذ المغارم في الحلاق أضرار فادحة بأهالي الريف و غالبا ما تمكن المحلة أو الفرقة العسكرية مدة طويلة قد تصل على ستة أشهر تتحول أثناءها الأرياف و توجب الضرائب و يعاقب العقاب الممتنعون فمحلة بايلك الشرق تنطلق من قسنطينة و تنقسم إلى فيلقين أحدهما يجوب الهضاب العليا و التل الجنوبي و الأخرى تقصد مناطق التل الشمالية المتاخمة لساحل البحر، أما محلة بايلك البيطري فتتوجه من مدينتي الجزائر والمدية نحو سهل عريب و بني سليمان و البرواقية، بينما محلة بايلك الغرب تخرج من مازونة أو معسكر نحو سهول غريس و وادي مينا وجهات السرسو و تاهرت[14].

وبظهور دايات أقوياء وأكفاء و استقرار نظام الحكم على توسع أراضي الدولة بمواطن العشائر التي ثم إخضاعها،في الوقت الذي استقرت في أوضاع الملكيات المشاعة، وبدأ قسم من الملكيات الخاصة يتحول بفحوص المدن إلى أوقاف أهلية يعود ربحها بعد انقراض عقب محبسها على المؤسسات الدينية و المشاريع الخيرية.

كما هو الحال بفحوص مدن الجزائر و البليدة و القليعة[15].

وبعد مـوت الـداي محمد عثمان باشا تولى مقاليد الحكم الداي باشا حسان (1791-1798مـ) و الداي مصطفى باشا (1798-1805مـ) اللذان انتهجا سياسة جديدة، قوامها تصدير المزيد من المحاصيل الزراعية إلى خارج البلاد عن طريق الشركات الأوربية و المحتكرين اليهود أمثال بكري و بوشناق ، في الوقت الذي كانت فيه البلاد معرضة للمجاعة نتيجة القحط الذي أضر بالزراعة في السنوات التالية 1788 و 1779 و 1800 و 1807م و1816 و 1819[16]، ويلاحظ أن السماسرة اليهود كانوا يصدرون كميات كبيرة من الحبوب أثناء هذه الفترة.

ففي عام 1793م و مثل على ذلك تم شحن مائة سفينة من ميناء وهران قدرت حمولتها بـ 75000 قتطار من القمح و 6000 قنطار من الشعير مما تسبب في حدوث اضطرابات في جهاز الحكم فاغتيل ستة دايات من مجموع ثمانية في مدة قصيرة[17].

لقد أدى الضغط المتزايد على الأرياف إلى قلة الإنتاج و إهمال الزراعة وإعلان العصيان و حدثت سلسلة من الثورات في جميع الجهات مثل منطقة جرجرة (1804-1810-1823م) و شمال قسنطينة (1804م) و الغرب الجزائري (1803-1809م) و مناطق النمامشة و الأوراس ، ووادي سوف( 1818-1823).

و قد شملت الثورات مناطق الحبوب حيث أعلنت التيجانية العصبان سنة 1818 م، هذا في الوقت الذي كان فيه الصراع محتدما مع حكام تونس من 1806م إلى غاية 1817[18]، مما أدى إلى هجرة جزء من السكان هربا من الإنتقام و تجنب لبطش الحملات العسكرية، و لم يعد الحكام يسيطرون بالفعل إلا على سدس أراضي التل الخصبة حبس بعض التقديرات[19]، حيث اصبحت ملكيات أو الدولة هي السائدة في الأرياف في الوقت الذي تركزت فيه الملكيات الخاصة بالمناطق الجبلية الممتنعة عن الحكام، و الملكيات المشاعة في السهوب الداخلية حيث تربى المواشي ولا تزرع الأرض إلا من أجل الحصول على الضروري من الأقوات و نظرا لهذه الأوضاع السيئة و الظروف الصعبة فقد فقد الفلاح الجزائري الرغبة في العمل حتى أنه، في سنة 1786م لم يجد ملاك الأراضي بسهل عنابة الخصيب من يقوم بحصاد حقولهم فاضطروا إلى التنازل عن نصف الإنتاج لمن يقوم بحصـاد القمح بعد أن تخوف كثير من الفلاحين من انتشار الوباء و فاضطروا إلى قبول الحصول على خمس المحصول بينما استحوذ عمال البايلك و الملاك المقيمون بالمدن على أربعة أخماس المحصول بدون مجهود و عليه فقد تقلصت الأراضي الزراعية وتناقصت المساحات المستغلة حتى أصبحت عشية الإحتلال الفرنسي 1830م لا تتجاوز359040 هكتارا[20].

أما النظام الجبائي المطبق على الأراضي الفلاحية فإنه لم يخرج في أساسه عن مبدأ الجباية في الإسلام[21]، و حاول الحكام رفع الإنتاج الزراعي بالإلتجاء إلى الحملات العسكرية لإرغام السكان على تقديم المزيد من المحاصيل الزراعية وباحتكار تجارة الحبوب و تسخير الفلاحين بالأرياف لخدمة أراضي الدولة لإنتاج المزيد من المحاصيل، و قد أنشأوا لهذا الغرض العديد من المظاهر العامة في مراكز الحاميات، و أقيمت المطاحن الهوائية بالقرب من المدن حيث كان قياد البايلك يكلفون بإحصاء المحاصيل الزراعية، و مراقبة مواشي البايلك، و تحديد مقدار الضرائب التي كانت تتقاضاه الدولة عن تلك المحاصيل و المواشي.



الأوضاع الإجتماعية والاقتصادية للجزائر خلال العهد العثماني 1707-1827م

صفحة 1 من اصل 1
مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة

» أرجو منكم نشر المنتدى بين زملائكم و أصدقائكم عبر المواقع الإجتماعية
» الأوضاع الإجتماعية والاقتصادية للجزائر خلال العهد العثماني 1707-1827م تابع للموضوع
» الأوضاع الإجتماعية والاقتصادية للجزائر خلال العهد العثماني 1707-1827م
» معركة نافارين............1827
» الأوضاع الإجتماعية والاقتصادية للجزائر خلال العهد العثماني 1707 ...



صلاحيات هذا المنتدى: لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

منتديات عزالدين لكل الجزائريين :: منتدى تاريخ الجزائر


منتديات عزالدين لكل الجزائريين :: منتدى تاريخ الجزائر









رد مع اقتباس
قديم 2012-11-21, 17:35   رقم المشاركة : 1253
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة asma anoucha مشاهدة المشاركة
السلام وعليكم اريد منك بعض المراجع ان امكن حول بحتي الاوضاع العامة في الجزائر قبل دخول العتمانين الى الجزائر
اوضاع الجزائر خلال اواخر العهد العثماني


















اوضاع الجزائر خلال اواخر العهد العثماني


السلام عليكم اخواني الكرام

هذاا موضوع يتحدث عن مرحلة من مراحل تاريخ الجزائر وهي اوضاع الجزائر في نهاية العهد العثماني والتي سميت بالفترة السوداء

1-الجانب السياسي:

شهد الوضع السياسي تهدورا كبيرا وخطيرامن خلال عدم الاستقرار وانتشار الفسادوالفوضلى في مختلف الميادين والسبب يعود الى الجيش الانكشاري وهو الذي كان يتدخل في السلطة مما ادى الى فتح المجال للجانب اليهودي واحكام قبضتهم المالية والاقتصادية وفي ظل هذا الوضع حاول علي خوجة اصلاح الأوضاع وذلك بالتخلص من سيطرة الجيش الانكشاري وكذلك الداي حسين الذي حاول ان يتخلص من الجيش الانكشاري ايضا فقرب الاهالي والكراغلة واختار حراسه.فدعم الجيش الانكشاري بفرق من الشرق الجزائري وهذه الفوضى بين الجانبين ادت الى تجاوزات وفوضى ادارية فحدثت اضطرابات خاصة في بلاد القبائل وواد سوف والاوراس.

2-الجانب العسكري:

عرفت هذه المرحلة بمرحلتين

أ-مرحلة القوة والازدهار:

من القرن 16 الى 17م يطلق عليه بقرن ازدهار البحرية الجزائرية وكان الأسطول الجزائري الأقوى في البحر الأبيض المتوسط وذلك أدى الى سيطرة الجزائر سيطرة تامة على البحر المتوسط .

ب-مرحلة التراجع:

عرفت تلك القوة تراجع وتقهقر ومن هذه المظاهر نجد غياب استراتيجية واجنحة ازاء القطاع العسكري وتناقص مستمر في عدد الجنود واعتماد قبائل المخزن وهي القبائل الموجودة داخل الجزائر حيث كانت تمثل الخزان من حيث السلاح والمؤونة والمتطوعيين.

3-الجانب الاقتصادي:



عرفت الجزائر تدهور اقتصادي وفي ق19م تراجع الانتاج الزراعي والانتاج الصناعي وهذا التراجع كان لعدة اسباب منها

-السلطة المركزية كانت عاجزة على مراقبة التجارة الداخلية والخارجية وكانت السيطرة للتجارة الداخلية للمغاربة والتونسيون والسيطرة التجارية الخارجية كانت لليهود.

-النظام الاقتصادي المتبع كان يعرقل التجارى الداخلية والخارجية.


4-الجانب الاجتماعي:

مثلما كان عليه الوضع السياسي والاقتصادي والعسكري يكوث اكثر الجوانب تأثرا بهذ الوضع السياسي والاقتصادي , وانتشرت الأفات الاجتماعية فظهرت المخامر واغلبها يسير من طرف اليهود والمسيحين وهذه الحانات كثيرا ماكانت تسبب مشاكل واظطرابات في المدن ,كذلك في هذه المرحلة وجود اسواق العبيد او سوق النخاسة حيث كان يبيع فيها الأطفال المسيحيون هؤلاء كان يجلبهم رواس البحر ويباعون كما الجيش الانكشاري سبب ايضا في تردي الأخلاق وانتشار الأفات واليهود كان لهم دور في كل المجالات التي ادت الى الانحرافات.

5-الجانب الثقافي:
يعرف عن الدولة العثمانية تاريخيا انها لم تهتم ابدا بالجانب الثقافي والعلمي وبالتالي الأمر نفسه يسقط على الجزائر مدام ان العثمانيون هم من كانوا يحكمون في الجزائر.

أرجو ان تكون ردود مشجعة


تقبلوا تحياتي
القلم أمانه .... والكلمه سلاح ...
فإن لم تكن كاتبا يفيد غيره ... فكن قارئا جيد يفيد نفسه ...

آمل الفائدة للجميع وشكرا لكم
منقول للفائدة العلمية
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
https://forum.egypt.com/arforum/%C7%E...ED-782810.html









رد مع اقتباس
قديم 2012-11-21, 17:37   رقم المشاركة : 1254
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة asma anoucha مشاهدة المشاركة
السلام وعليكم اريد منك بعض المراجع ان امكن حول بحتي الاوضاع العامة في الجزائر قبل دخول العتمانين الى الجزائر
الجزائر في ظل الحكم العثماني


** الجزائر في ظل الحكم التركي العثماني: (1518-1830م)**
كان لظهور الأتراك في الجزائر دورا فعالا في إنقاذ هذا البلد من الاحتلال الاسباني، الذي كان أمرا واقعا لا محالة، لذلك قبل السكان بالانضواء تحت لواء الخلافة العثمانية بعد الاستنجاد بالأخوين "عروج وخيرالدين برباروس". وكان لرابطة الدين الدور الرئيسي للقبول، خاصة وأن الصراع بين المسلمين والصلبيين كان على أشده، فقد بذل العثمانيون جهودا كبيرة في حماية الجزائر من التحديات الاستعمارية طيلة ثلاثة قرون من الزمن تحفظ لهم في التاريخ.
– إلحاق الجزائر بالخلافة العثمانية:
بعد استشهاد عروج كان خيرالدين قد أعلن تبعيته للسلطان العثماني "سليم الأول" ليس لأنه كان من أصل تركي، ولكن بعد بروز الخلافة العثمانية بوصفها أكبر دولة إسلامية تتجه نحو حماية المسلمين، لذلك قرر خيرالدين إلحاق دولته الناشئة بالخلافة العثمانية، فأرسل إلى السلطان العثماني يعرض عليه مباعيته، وحدث ذلك عام 1518م، فكان رد السلطان القبول وكان وقتذاك بالقاهرة، فأرسل إليه "2000 جندي مسلحين بالبنادق وعددا من رجال المدفعية والمتطوعين، وبل وقام بتوجيه رسائل إلى حكام تونس وتلمسان يحذرهم فيها من الاعتداء على إمارة الجزائر، وبعد تعيين خيرالدين حاكما للجزائر صار يلقب بالبايلرباي، وأصبحت الجزائر من إحدى ولايات الدولة العثمانية، وغدت قوة لا يستهان بها على المستوى الدولي.
** مراحل الحكم العثماني:
استمر الحكم العثماني بالجزائر من 1518م إلى غاية الاحتلال الفرنسي عام 1830م وقد مر بأربعة عهود هي:
1- عهد البايلربايات: 1518-1587م:
تميزت هذه المرحلة بالقوة وتوطيد ركائز الحكم، وتوحيد رقعة البلاد والقضاء على التوسع الاسباني وعلى الكثير من التمردات، وقد اتخذ خيرالدين من مدينة الجزائر مركزا لحكومته، وعين "أحمد بن القاضي الغبريني" سلطان جبل كوكو ( تبعد 18كلم من أربعاء نايت ايراتن ببلاد القبائل) حاكما على بلاد القبائل والناحية الشرقية، ومن مميزات هذا العصر:
أ- على المستوى السياسي:
تم إلحاق الجزائر بالخلافة العثمانية، وأصبحت الجزائر إحدى ولايات الخلافة العثمانية، مما جعلها تكتسب قوة في الداخل والخارج.
وقد استطاع البايلربايات أن يحققوا الوحدة الإقليمية والسياسية للجزائر، التي امتد نفوذها وسيطرتها إلى كل الجهات شرقا وغربا وجنوبا، والقضاء على كل الإمارات المحلية: إمارة تلمسان، الإمارات الحفصية، قسنطينة وعنابة، وإمارة جبل كوكو، ويعد السلطان "صالح رايس"( 1552-1556) البطل في تحقيق هذه الوحدة، لاجتهاده في مد نفوذ الأتراك إلى واحات الجنوب وقضى على الدولة الزيانية بتلمسان، وقام بفرض طاعة سلطة الجزائر على كل المناطق، لتصل تخوم الجزائر إلى ما هي عليه الآن.
أما على مستوى العلاقات السياسية، فبفضل امتلاك الجزائر لأسطول قوي، فقد استطاعت أن تفرض إرادتها على الدول الأوروبية وإرغامها على دفع إتاوات مقابل ضمان الأمن والسلام لمراكبها في حوض البحر الأبيض المتوسط، وما يعاب على هذه العلاقات هو بدء تسرب النفوذ الفرنسي إلى الجزائر، نتيجة للعلاقات الطيبة التي كانت تربط بين البلدين، وبسبب عداء الجزائريين والأتراك للأسبان، إضافة إلى تنافس فرنسا التقليدي حول وراثة مشاكل القارة الإفريقية. " وتعود العلاقات الطيبة بين فرنسا والدولة العثمانية إلى أيام السلطان سليمان القانوني وفرانسوا الأول، حيث حصلت فرنسا على امتيازات واسعة في أملاك الخلافة العثمانية عام 1535، وهو كما سنرى سيمهد إلى تلك النهاية المأسوية للدولة الجزائرية بالاحتلال الفرنسي لها…".
ب- على المستوى العسكري:
– في عام 1519 م:
قامت اسبانيا بشن حملة على الجزائر ولكنها منيت بهزيمة نكراء، في وقت تمرد فيه احمد بن القاضي وقطع خط الرجعة على خيرالدين إلى الجزائر وهو في جهاده ضد الأسبان، إذ استقر بالجزائر مدة 06 سنوات من(1521-1527م) وهو يحارب الأسبان إلى أن تمكن من فتح الجزائر من جديد وكان ذلك عام 1527م. والقضاء على الحصن الاسباني ببرج الفتار في 16/05/1529م. " وأسر الأسبان الموجودين فيه وكان عددهم 700 جندي ووصلوا البرج بالساحل وانشئوا رصيفا لحماية الميناء، فأصبح ميناء الجزائر في غاية الروعة، وأقاموا قرب البرج ثكنة عسكرية واعتبارا من ذلك التاريخ تأسس أوجاق الجزائر واستمر الأمر حتى 1830م".
– حملة أندري دوريا الاسبانية على مدينة شرشال عام 1531م:
انتقاما للهزيمةالتي منيت بها اسبانيا عام 1519م دخلت على مدينة شرشال عام 1531م وعاثوا فيها فسادا وخرابا وتقتيلا، عندها تدخل خيرالدين بقواته فاضطر الأسبان إلى التراجع والفرار، ونظرا للقدرة والجدراة التي يمتلكها خيرالدين تم استدعاؤه إلى القسطنطينية عام 1535م ليعين وزيرا على رأس البحرية أو أمير البحر العام لجميع الأسطول العثماني، فلبى النداء واستخلفه نائبه محمد حسن آغا على رأس الدولة الجزائرية.
– حملة شارلكان الاسبانية على الجزائر 1541م:
برحيل خير الدين اعتقد الأسبان أن الأمر أصبح سهلا لاحتلال الجزائر وطرد الأتراك، فاحتلوا موانئ تونس وشارك في الصراع ضدهم خيرالدين نفسه، ثم قاموا بحملة قادها شارلكان نفسه ونزلوا بجهة حسين داي يوم 23/10/1541م . كان مصيرها الفشل. " ولقد شوهد شارلكان لأول مرة في تاريخه يبكي على الخسائر التي مني بها جيشه وأسطوله". وبعد هذه الهزيمة حولوا جهدهم إلى الناحية الغربية إلى إمارة بن زيان الضعيفة وذلك لنجدة الأمير الزياني عبد الله ضد شقيقه احمد، فأبيدت حملتهم عن آخرها، بالقرب من عين تموشنت عام 1543م ، وأعادوا الكرة على تلمسان في العام الموالي فاقتحموها ونهبوا خزائنها، ونصبوا فيها عبد الله الزياني مدة إلى أن ثار السكان ضده، فطردوه وأعادوا أخاه احمد، ليتم في نهاية المطاف إلحاق تلمسان بالجزائر وعزل أسرة بني زيان عام 1554م.
– فتح بجاية:
لم يكن صالح رايس يهتم إلا بمحاربة الأسبان، وكان يرى أنه من الضروري فتح مدينة وهران أولا ثم النزول بالبلاد الاسبانية، وفي إحدى الأيام وصلت إليه أنباء بوهن القوى الاسبانية ببجاية، فجهز حملة قوية في جوان 1555م واقتحم المدينة واستطاع تحريرها، وتم إزالة أثر الاحتلال الاسباني بالساحل الشرقي (القل)، وفي المقابل ظلت مدينة وهران تحت الاحتلال، وقد كان هم "صالح رايس" هو تحرير وهران والاتجاه صوب الأندلس في وقت كان فيه التراجمة اليهود يحاولون الوصول إلى اتفاق حربي- سياسي ضد الجزائر يقضي عليها ويقسمها، فوصل الخبر إلى الجزائر، فأبلغت بدورها السلطان "سليم" في اسطنبول، الذي كان رده سريعا وحاسما بوجوب فتح وهران قبل أن تستقر المفاوضات بين مراكش والأسبان عن نتائج عملية، فأرسل السلطان مددا بحريا كبيرا، وفي والوقت الذي كان يتأهب فيه صالح رايس للإقلاع أصيب بالطاعون وتوفي عام 1556م، فحمل يحي الراية مؤقتا ليأتي أمرا من السلطان يأمر فيه برفع الرايس حسان قورصو إلى منصب البايلرباي، ووصل الجيش إلى مدينة وهران التي حوصرت حصارا شديدا ولكن لم يتمكنوا من فتحها بسبب الرد الاسباني العنيف، فتم الاضطرار إلى رفع الحصار ورجع حسان قورصوا يالجيش البري إلى الجزائر، وما كان من الشريف السعدي بالمغرب الأقصى إلا أن ينتهز هذه الفرصة ليقتحم تلمسان وعين على رأسها ابن غانم زعيم قبائل بن راشد.
– أحداث 1557م:
عاشت الجزائر أثناء ذلك أحداث وقلائل خطيرة، فعقب وفاة صالح رايس حدث هيجان شديد نتيجة غضب الانكشارية من انسحاب الأسطول العثماني أثناء محاصرة مدينة وهران، إضافة إلى ما أصابهم من متاعب وعدم الرضا عن الأداء في الحرب.
بعد مصرع حسان قورصو والبايلرباي محمد باشا، اضطر السلطان إلى إعادة تعيين حسن بن خير الدين ثانية نظرا لما يمتلكه من قدرة في مخاطبة الأهالي وصداقته لجميع الرياس، وقد وصل الجزائر عام 1557م، وبهذه القوة وقوة الجزائر تمكن من إقرار السلم والأمن، وقد تمكن حسن بن خير الدين من استرجاع تلمسان وبفتح مدينة مستغانم في 26/08/1558م.
وهكذا أصبحت للجزائر هبة تتخطى حدودها وأصبح لقادتها وأسطولها دورا كبيرا في أحداث منطقة البحر الأبيض المتوسط، وفي مراحل تالية جرت محاولات لدخول المغرب الأقصى في ولاية البايلرباي "قايد رمضان" وعاود "جعفر باشا" المحاولة ولكن تم رفع الحصار نتيجة لتوسلات حكومة فاس إلى السلطان العثماني.
جـ-على المستوى الإداري:
عرف الجهاز الإداري للجزائر في العهد العثماني تطورا ملحوظا، وذلك منذ استقرار الحكم التركي بالجزائر، وامتد نفوذ السلطة التركية إلى معظم المناطق الشرقية والغربية والجنوبية للبلاد، وقد اهتم البايلرباي حسن باشا بن خير الدين في ولايته الثانية بتنظيم إدارتها، حيث قسمها إلى أربعة بايلكات (عمالات):
- بايلك الجزائر ومركزها مدينة الجزائر.
- بايلك الشرق ومركزها مدينة قسنطينة.
- بايلك التيطري ومركزها مدينة المدية.
- بايلك الغرب ومركزها مدينة مازونة ثم معسكر ثم وهران.
وكان ولاة هذا العهد كلهم أقوياء اثبتوا جدارتهم سواء في الداخل أو الخارج، وبفضل مركزهم ومكانتهم مدوا سيطرتهم على تونس وطرابلس، وتحكموا في تسييرها والوصاية عليها، فبحكم لقبهم البايلرباي يعينون باشوات تونس وطرابلس، وذلك نيابة على الدولة العثمانية وكذا من يخلفهم بالجزائر.
د - على المستوى الاقتصادي والعمراني:
أما على المستوى الاقتصادي والعمراني، فقد اهتم البايلربايات بتشييد المساجد وسخروا الأوقاف الطائلة على مشاريع البر والإحسان، وقاموا بتأجير المياه في سبيل المنفعة العامة، وشهدت مدينة الجزائر العاصمة خاصة حركة عمرانية كبيرة: بناء الحصون، المدارس، القصور، حمامات، مستشفيات، وقلاع ضخمة لا تزال آثارها شاهدة إلى الوقت الحالي. وقد لعب مهاجري الأندلس دورا كبيرا في الازدهار العمراني بفضل ما يتمتعون به من خبرة فائقة في مجال الزخرفة والعمارة.
ومن الناحية الاقتصادية امتازت البلاد بغناها الاقتصادي الكبير مصدره الثروات الزراعية والحيوانية، وما يأتيها من أموال الزكاة على الماشية والحبوب والزيتون وأنواع المدخولات الأخرى من رسوم وضريبة الصادرات وأموال الجزية التي كانت مفروضة على الدول الأوروبية، وعلى المستوى الصناعي فقد عرفت الصناعة تطورا كبيرا مثل: صناعة النسيج، البرانس، الزرابي، والحياك، كما كانت تصدر كميات وفيرة من الحبوب والبضائع: الصوف، الجلود، الشمع والنسيج إلى الخارج.


2- عهد الباشوات (1587-1659):
أ– أسباب استبدال نظام البايلربايات بنظام الباشوات:
- الصراع القائم بين طبقة الرياس وجنود الانكشارية, منذ نشأة الدولة الجزائرية فقد قامت وتأسست على أكتاف رجال طائفة الرياس مثل خيرالدين ومن خلفه، وبالتالي كان هذا الصراع من الأسباب الرئيسية التي دفعت غلى تغيير النظام السابق.
- طوال فترة حكم البايلربايات ظلت الانكشارية تثير تخوفات وشكوك الباب العالي في نية البايلربايات، الأمر الذي جعل من رجال الدولة العثمانية يرون أن السلطة في الولايات الثلاث: الجزائر, تونس, طرابلس تحت حكم رجل واحد قد يشكل خطرا على الإمبراطورية العثمانية, وبالتالي لابد من تقسيم الحكم وفصل الولايات عن بعضها البعض، وإسناد كل إدارة إلى باشا يحكم لمدة ثلاث سنوات, وذلك لإحكام السيطرة على البلاد ومنع حدوث أي تمرد ضدها.
- نظرا للنفوذ الذي كان يتمتع به البايلربايات، ولفضلهم في فتح كل من تونس وطرابلس وإلحاقها بالدولة العثمانية إضافة إلى الفترة غير المحدودة للحكم، بدأت الدولة العثمانية تشم رائحة التمرد ومحاولة الانفصال والاستقلال بهذه البلاد، لاسيما أن الشقة كانت بعيدة بين الجزائر والقسطنطينية، لذلك فكرت في تغيير النظام السابق بنظام الباشاوات عله يحقق لها السيطرة الكاملة على البلاد.
– سياسة الباشاوات: إن تعيين الباشا لمدة ثلاث سنوات على رأس الحكم قد جعل منه يشعر أنه ليس بحاجة لولاء الشعب مادامت مدة ولايته محدودة، فأصبح همه الوحيد هو جمع أكبر قدر ممكن من الأموال طوال فترة حكمه, ويحصل الباشوات على هذا المنصب بشرائه من الباب العالي عن طريق دفع الرشوة أو الهدايا نظرا للأموال الطائلة التي يدرها هذا المنصب, وما دام الحصول على الثروة أصبح هدفا أساسيا للباشوات، فقد باتت قضية الحكم لهم مسالة ثانوية, ومن ثم غدت السلطة فاقدة لعنصر التآلف والتآخي والمحبة والدفاع عن راية الإسلام, وبات ولاء الانكشارية للمال والنفوذ والسلطة, أما بالنسبة للفداء والتضحية والتفاني فقد أصبحت مبادئ ميتة منذ أن تخلى السلطان عن مسؤوليته.
وكان من نتيجة هذه السياسة هو زيادة سخط العلماء والذين كانوا يحذرون من عواقب وأخطار هذه السياسة ويقدمون لهم النصح بضرورة إقامة العدل والاهتمام بشؤون الرعية والحرص على مصالحها, التي أرهقت بالضرائب والتكاليف التي لا تحتمل فظهرت القلائل وتمردت القبائل.
وبعد تفاقم الاضطرابات والصراع على الحكم تم القضاء على نظامهم عام 1659م أين تم القضاء على سلطة الباشا وأحيلت السلطة التنفيذية للآغا رئيس فرقة عسكرية بشرط أن لا تتجاوز مدة حكمه شهرين(02 شهر)، في حين أعطيت السلطة التشريعية إلى الديوان، وهكذا أصبحت طائفة الديوان تحتل مكانة ثانوية في الحكم.
ب– أبرز أحداث عهد الباشوات:
إذا كان عهد البايلربايات يمثل عهد رجال البحر والرياس الذين صانوا الشمال الإفريقي من الأسبان، فإن عهد الباشوات يمثل عهد موظفي عهد الخلافة العثمانية، وإذا كانت الوحدة في الشمال الإفريقي تشكل عنصر قوي تعتز به الدولة العثمانية وتحافظ عليه، فقد أصبحت تشكل مصدر خطر وقلق بالنسبة لها ويثير مخاوفها من انفصال الجزائر. " لأن المبدأ الذي اعتمدته بتجديد مدة الباشا بثلاث سنوات، قد أثار في نفس الباشا مسألة الفصل بينه وبين رعيته الأمر الذي يدفع مباشرة إلى جمع المال وشراء المناصرين له طمعا بالمطالبة به لعهدة أخرى، والباشا المعين مدرك تماما أن قضاء الفترة المحددة لن يتم إلا إذا زاد في تعميق الخلاف بين العناصر الانكشارية وطائفة الرياس".
– على الصعيد الخارجي:
- في عام 1588م هاجم أحمد باشا شواطئ نابولي صقلية والدولة البابوية وكورسيكا واسبانيا، وعاد بثروة ضخمة إلى الجزائر ثم خلفه "خضر باشا" الذي واصل الجهاد ونال شهرة عظيمة.
- بعد فشل الحملة الاسبانية على مدينة الجزائر عام 1601م . والتي وضع خطتها قرصان فرنسي "روكي" عمل باشوات الجزائر على وضع حد لامتيازات التجار الفرنسيين فقام الباشا خضر بتحطيم المركز الفرنسي بالقالة وأسر رواده.
- بعدها أخذ الفرنسيون يعتدون على السفن الجزائرية وكان رد الجزائر بالمثل، حيث أسر القنصل الفرنسي.
- تعقدت العلاقات الفرنسية مع الجزائر من جهة ومع الخلافة العثمانية من جهة أخرى، فاضطرت فرنسا إلى التفاوض وإبرام معاهدة بتاريخ 19/09/1628م. نصت على مايلي:
— إطلاق صراح الأسرى من الجانبين.
— التوقف عن الأسر من الجانبين.
— مسالمة البواخر الفرنسية في البحر.
— تعيين قنصل فرنسي بالجزائر يتمتع بحصانة.
– إعادة بناء المركز الفرنسي بالقالة.
- لم تحافظ فرنسا على نصوص المعاهدة وقامت بالاعتداء المتكرر وقتلت الكثير من الجزائريين، وكان رد الجزائر بالمثل بتتبع مراكب فرنسا وأسر ما فيها.
- سوء العلاقة السياسية بين الجزائر وتونس بسبب تدخل البايات التونسيين في بشؤون شرق الجزائر، وتمت المصالحة بين البلدين بإبرام معاهدة صلح عام 1628م.
– على الصعيد الداخلي:
لقد اشتد الصراع بين القوة العسكرية وطائفة الرياس وبات ضباط الإنكشارية يتطلعون إلى السيطرة والحكم بشتى الوسائل، فحاول ولاة البايلربايات التخلص من عناصرها المتمردة وإدماجها في فرقة البحارة وتحت سلطة الرياس واستحداث فرقة المشاة الجزائريين، إلا أن كل هذه المحاولات باءت بالفشل، وأصبحت البلاد مهددة في عصر الباشوات فاضطربت البيئة وانتشر القتل والنهب والسلب.
لقد حاول البشر "خضر " التخلص من هذه الفرقة (1583م-1592م) التي لم يعد لها ولاء لا للسلطة ولا للدين ولا للشعب، وإنما للمال والنفوذ والسلطان، ولكن المحاولة فشلت وعزل الباشا خضر إلى أن تدخل السلطان العثماني وعالج الوضع بصفة مؤقتة.
وقد ازدادت عمليات السلب والنهب التي ترتكبها عناصر الانكشارية وازداد تسلطها، حيث برزت عد مظاهر تركت آثارها على البلاد وهي:
– الصراع بين الانكشارية وطائفة الرياس:
هذا الصراع راح ضحيته الأهالي وذلك بسبب ظلم الانكشارية وانصراف طبقة الرياس إلى مصالحها وعدم الاهتمام بالرعية، أما الباشوات فكان همهم هو جمع أكبر قدر ممكن من المال، ونتيجة لهذه الأوضاع السياسية وغياب روح المسؤولية؛ فإن هذه الأوضاع المزرية ستتطور في المستقبل وستمهد بدون شك إلى النهاية المأسوية والتي أدت بالبلاد إلى الاحتلال.
– ثورة الكراغلة:
كان من أهم القرارات التي اتخذها الديوان ضد الباشوات هو إخضاع خزينة الدولة تحت إدارته، وإرغام الباشوات على دفع مرتبات الجنود، وقد أدى هذا الحدث إلى إشعال فتيل الثورة عام 1633م. تزعمتها عناصر الكراغلة الذين هاجموا مدينة الجزائر وحاصروا القوات التركية بالقصبة بسبب عجز الولاة عن دفع تجور الجنود، وانتهى الأمر إلى سيطرة الرايس العلج بتشيني ذو الشهرة الواسعة، ولم تمض سنوات على ثورة الكراغلة حتى نشبت ثورة أخرى، امتدت إلى أعماق الصحراء وإلى منطقة القبائل، وقد تعرض الحكم العثماني إلى هزات عنيفة وفي ميادين عدة، نجم عنها اضطراب كبير على المستوى الإداري بالجزائر.
– ثورة القبائل 1643م:
لم تكن حكومة تركيا تتدخل في شؤون القبائل منذ البداية، واكتفت منها بدفع ما عليها من ضرائب وكانت القبائل ترفض الخضوع لزعامة غير زعامتها المحلية، وقد حدثت ثورة القبائل خلال عهد الباشوات بسبب محاولة الباشوات الجمع المزيد من المال وبسرعة، واعتقدوا أن القبائل لا يمكنها أن تثور في الوقت الذي تحالفت فيه مع الكراغلة، أما الأسبان فكانوا يشجعون القبائل على التمرد طمعا في الاستيلاء على بعض المناطق، فعمت الثورة في مختلف أنحاء الجزائر ضد الأتراك، فاضطرب الأمن وخشي التجار من التحرك، وامتنع الجباة عن القيام بدور الجباية، فتناقصت موارد الخزينة ولم يعد بمقدار الباشا حتى دفع مرتبات الجنود، وتزامنا مع ثورة القبائل نشبت خلاف بين ولاة تونس والجزائر من جهة، والفرنسيين من جهة أخرى، إضافة إلى كارثة لافلون. " فقد استنجد الباب العالي بأسطول الجزائر لمساعدته في حروبه في منطقة البحر الأدرياتيكي بشرق المتوسط، وذهب العلج بتشيني على رأس هذا الأسطول، واضطرته العواصف الهوجاء إلى الاحتماء ببعض الموانئ الإيطالية لافلون، حيث تعرض لهجوم غادر أدى إلى تحطيم نصفه تقريبا ومقتل الكثير من قادته، ورغم أن الباب العالي وعد بتعويض تلك الخسائر إلا أنه لم يف بعهده، مما جعل الجزائر تعمل بجد على معارضة كل التعليمات التي تأتي منه ما دامت لا تكترث بما يجري من أحداث واضطرابات في الداخل".
وفي أواخر عهد الباشا إبراهيم (1656-1659م). قامت ثورة عارمة ضده تزعمها رياس البحر
والانكشاريون". أما الرياس فثاروا بسبب قيام الباشا "ابراهيم" بحرمانهم من المبالغ المالية التي خصصها لهم الباب العالي كتعويض عن الخسائر التي مني بها في الادرياتيكي والتي دفعت كرشاوى لرجالات الدولة في القسطنطينية حتى يبقوه في منصبه، وقد هاجم الرياس قصره واعتقلوه وحبسوه ثم رحل. وأما الانكشاريون فكانوا يحاولون اغتنام فرصة الاستيلاء على الحكم فقاموا بانقلاب مفاجئ على الرياس وقضوا على سلطة الباشا وإسناد السلطة التنفيذية للآغا على أن لا تزيد مدة حكمه عن شهرين فقط.
إن ظلم الانكشارية وعصية البحارة وفساد الإدارة وعدم تنفيذ أوامر الإدارة المركزية، إضافة إلى ثورة الكراغلة التي أدت إلى تعقد الوضع الداخلي واتساع الهوة بين المجتمع والسلطة وعدم الثقة كلها عوامل أدت إلى القضاء على نظام الباشاوات وسيطرة الانكشارية على الحكم، حيث تقرر إعطاء السلطة التنفيذية للأغا (رئيس الفرقة العسكرية يشرط أن لا تتجاوز مدة حكمه شهرين) أما السلطة التشريعية فقد تقرر بأن تكون بيد الديوان ومن ثم أصبحت طائفة الرياس تحتل مكانة ثانوية.
3-عهد الأغوات (1659-1671):
تميزت فترة الأغوات بوضع أسوا من ذي قبل,(اهتزاز نظام الحكم, الاغتيالات, التآمر ضد الحكام, الخسائر بسبب أساطيل أوروبا, الفوضى, عدم الاستقرار, قصر مدة حكم الأغا, معظم الأغوات يموتون ميتة غير طبيعية, تغذية طائفة الرياس وإثارتها للقلائل والاضطرابات ضد الأغوات سعيا لاسترجاع الحكم.
– أبرز الأحداث:
أ-على الصعيد الداخلي: كانت مهمة الأغا كمحاولة للانفصال على الخلافة العثمانية والاستقلال بالجزائر من الناحية الشكلية, وقام هذا النظام انتقاما من طبقة الرياس، علما أن الأهالي لم يكونوا راضين على الطبقة الانكشارية, وقد ازداد هذا النظام سوءا وتفجرت صراعات داخلية, وامتنع الرياس عن تقديم الدعم الاقتصادي للانكشاريين " الطبقة الحاكمة" وكانوا يسعون إلى إثارة الاضطرابات ضد الأغوات محاولة منهم لاستعادة السلطة, وبسبب رفض الأغوات التخلي عن الحكم, فقد مات معظمهم مقتولا.
ب-على الصعيد الخارجي: لقد سعى ديوان الأوجاق إلى تحسين علاقته مع فرنسا ولكنها أعرضت واستمر القراصنة الفرنسيون في اعتداءاتهم على السفن الجزائرية في البحر وعلى شواطئ الجزائر، ودخل في الصراع إلى جانب فرنسا كل من الانجليز والأسبان والهولنديين، وكاد الأمر يتحول إلى تحالف أوروبي ضد الجزائر، إلا أن الجزائر تفطنت وفوتت الفرصة فصالحت الهولنديين عام 1663 لمحاربة الفرنسيين، وصالحت الفرنسيين لتحارب الانجليز والهولنديين، وفي عام 1671 صالحت فرنسا وهكذا.
ولقد كان لويس الرابع عشر (1643-1715) شديد الحقد على الإسلام وكانت له أطماع لاحتلال الجزائر، فأرسل إليها جواسيس (إلى القل وجيجل) منذ عام 1558. وحشدت قوات كبيرة لاحتلال القل عام 1663. ولكنها فشلت. وتعرضت لهزيمة أيضا عندما اتجهت نحو مدينة الجزائر في نفس العام, وفي عام 1664 . شن لويس الرابع عشر حملة عسكرية ضد جيجل واحتلها قرابة 03 أشهر وقد فشلت وانسحبت "وتذكر المصادر التركية أن الفرنسيين كانوا يصيحون سندخل الإسلام". ولقد خسر الفرنسيون في هذه المعركة (1400قتيل و100مدفع)، وقد اضطرت فرنسا إلى مفاوضة الجزائر وإمضاء اتفاقية في 07ماي 1666م. والتي نصت على إطلاق الأسرى من الجانبين والمسالمة؛ ليحصل هدوء نسبي بين البلدين، ثم بدأت تتدخل قوات أخرى في الصراع. وما بين 1669-1671. قام الانجليز بمحاولات عديدة على الجزائر والاعتداء على مراكبها ومينائها.
ولم يلتزم الفرنسيون بالاتفاقية التي عقدها معهم علي أغا عام 1666م. بل شاركت سفنهم إلى جانب السفن الانجليزية والهولندية, وقد أدى سخط طائفة الرياس التي ظنت أنها دفعت ثمن سياسة الأغا إلى قتل هذا الأخير، وعقب مقتله عين خمسة أغوات أو ستة في ظرف 03 أيام, وقد اقتنع عدد كبيرمن الضباط بعدم الجلوس على كرسي الأغوية لأنه يؤدي إلى الموت.
وما يمكن استنتاجه أن نظام الأغوات الذي دام 12 عاما كان يحمل بين طياته بذور فنائه، لأنه جاء نتيجة لرغبة الطبقة العسكرية الحاكمة في فرض رقابة مستمرة على السلطة التنفيذية وحرصها على تلبية رغبات رؤسائها، فسادت الصراعات والمنافسات بينهم، وقد دفع الأهالي الثمن باهظا، وتحفز الرياس لاستعادة السلطة من الأغا الذي كان همه الوحيد نزواته، فلم يعد هذا النظام قادرا على المواصلة، وتردى وضع البلاد في وقت كانت تسعى فيه الدول الغربية إلى تحطيم هذه القوة العسكرية مستندين إلى ضعف الخلافة العثمانية وانقسامها واحتدام الصراع بين أجزائها، وفشلها في إقامة أمة واحدة، وبعد اغتيال علي أغا عام 1671. ألغي هذا النظام بقرار من ديوان الأوجاق والذي عوض بنظام الدايات، حيث يظل الداي في الحكم طوال حياته دون أن يكون له الحق في تعيين من يخلفه.
4-عهد الدايات(1671-1830):
كان عصر الدايات مليئا بالمؤامرات والثورات. ولم تكن مدة حكمهم تستمر طويلا، باستثناء الداي محمد بن عثمان (1766-1791)، وفي فترة حكم هذا الداي عرفت الجزائر هدوءا نسبيا، وتغلبت على العجز الذي كانت تعاني منه في الميزانية بسبب التقشف وحسن التصرف، والسعي نحو تحقيق الازدهار. كما عرف الغرب الجزائري هو الآخر حركة نشيطة، حيث تم تحرير المرسى الكبير ومدينة وهران من الاحتلال الاسباني الذي لبث فيها ما يربو عن قرنين، ونظرا للحنكة السياسية التي كان يتمتع بها كل من محمد بن عثمان باشا والباشا محمد الكبير وصالح باي قسنطينة، فقد تمكنوا من إدارة البلاد داخليا وخارجيا، إلا أن حكومة الأوجاق بدأت منذ مطلع القرن الثامن تسير نحو الانهيار الكلي، لا سيما في الوقت الذي تتوقف فيه المنافسات الأوروبية بين بعضها البعض.
أ– الوضع الداخلي:
لا شك في أن بقاء الداي في منصب الرياسة لمدة طويلة أعطى للداي سلطة واسعة حدت من سلطة الديوان، وقد أبقى الداي على منصب الباشوية الشرفي لمدة، ليصبح في مراحل تالية هو نفسه الباشا، وبذلك استأثروا بكل مظاهر السلطة والنفوذ، واستطاعوا أن يحققوا للجزائر استقلالها الحقيقي عن الدولة العثمانية التي لم يكن لها يد في هذا الانقلاب، ولم تستطع مواجهته ولم يكن للسلطان نفوذ سوى الموافقة على تسمية الدايات الذي يعينهم الديوان. ولكن تعيين الباشا أصبح مشكلة للداي، لأن السلطان كان بواسطته يحاول استعادة ما فقد من نفوذ، وبدأ يشعر الدايات بوجود مضايقة وازدواجية في الحكم فسعوا للقضاء عليه فأدمج منصب الباشوية مع منصب الداي، وأكثر من ذلك قاوم الدايات حتى وساطة الباب العالي في المشاكل الداخلية والخارجية للجزائر، ولم يعد للسلطان أي نفوذ في الجزائر، وأصبحت تبعية الجزائر للخلافة العثمانية تبعية اسمية، وبالرغم من ذلك تميزت الأوضاع الداخلية بالقلائل والاضطرابات المستمرة، والتناحر على الحكم والاستبداد، والاغتيالات ونشوب الفتن الأهلية والتمرد والعصيان من طرف الأهالي بسبب السياسة التي انتهجها الدايات بإرهاق الأهالي بالضرائب والإتاوات، وكان التمرد والعصيان يواجه بالقوة وسفك الدماء. وفي مراحل تالية كثرت التمردات والثورات (القبائل- كراغلة تلمسان-القبائل الكبرى- سكان البليدة- الحضنة- واحات الجنوب- الاوراس). وظهرت حوادث بقسنطينة أدت إلى مقتل صالح باي عام 1792. وبعد ذلك ظهرت ثورة بن الاحرش وبعد سلسلة من الملاحقات تمكن الباي من وضع حد لابن الاحرش الذي التحق بمجموع درقاوة بالغرب الجزائري التي أعلنت الثورة على الأتراك بزعامة ابن الشريف عبد القادر الدرقاوي ليخوض معه عدة معارك مهمة، كما ثار التيجانيون بعين ماضي ضد الحكم التركي.
وكان أبرز دوافع هذه الثورات هو ما ناله الفقراء والمساكين وسائر الرعية من تعسف الأتراك وظلمهم واستخدامهم لأسلوبي القتل والطرد، إضافة إلى معاداة شيوخ الزوايا للحكم؛ الأمر الذي دفع ببعضهم إلى الانضمام ثورة ابن الأحرش(مقدم الطريقة الرحمانية، الدرقاوية)، وأصبحت الطريقة الدرقاوية القوة الرئيسية المعادية للأتراك التي قامت بتجنيد الفلاحين ضد سلطة البايلك عام 1780. واقتنع سكان الأرياف بإمكانية الثورة على سلطة الأتراك ورفض دفع الضرائب. كما ظهرت حركات تمرد أخرى بالجهات الشمالية .
وقد انتشرت هذه الحركات التمردية لتشمل أوساط القبائل الجبلية والجهات الشرقية والوسطى من البلاد، وكان من نتائجها حصول اضطرابات في الأوضاع الاقتصادية، حيث أهملت الفلاحة وحدثت مجاعات من جراء كثرة الفتن والأهوال واهتزاز المجتمع . كما أغلقت الأسواق خوفا من قطاع الطرق. إضافة إلى ظاهرة الجفاف وارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة، وانتشار الأوبئة، وانتشار الزلازل التي هلكت الكثير من الأرواح والممتلكات. فكان الوضع مأساويا حقا كما نشأت طبقة من الدخلاء غالبيتها كان من اليهود الذين لعبوا دورا كبيرا في وقوع الجزائر تحت الاحتلال الفرنسي، بسيطرة بوخريص وبوشناق على التجارة الخارجية لتتأزم العلاقات مع فرنسا . ولتكون الجالية اليهودية أموال ضخمة على حساب الجزائر وتوجه الاحداث لصالحها. وبات نفوذها على البلاد والأتراك واضحا، واصبح الحكام ألعوبة في أيديهم. هذا إضافة إلى الخطر الذي كانت تشكله الدولة الصليبية على الإسلام والجزائر والخلافة العثمانية.
ب- السياسة الخارجية:
- على المستوى المغاربي: كانت السياسة المغاربية متوترة . فكانت الجزائر تعتبر تونس إقليما تابعا لها وكانت تونس ترفض ذلك. وكانت لتونس أطماع في قسنطينة. وكان المغرب ينظر للجزائر كخطر يهدده ويجب تفاديه حتى وان اقتضى الأمر التحالف مع الغرب، وكان للمغرب أطماع قديمة في تلمسان . وقد ظهرت مؤامرات كثيرة بين البلدان المغاربية من أبرزها زحف تونس والمغرب والأقصى وطرابلس متحالفين من تونس إلى قسنطينة عام 1702. وزحف المغرب على تلمسان، وهكذا ظلت الحوادث مستمرة إلى أن بدأت التحالفات الأوروبية تتهيأ لاقتسام ممتلكات ما يسمى بالرجل المريض.
-على المستوى الأوروبي: كانت الجزائر لا سيما في عهد البايلربايات تتمتع بمكانة مرموقة، يحسب لها ألف حساب من الدول الأوروبية، إذ كانت تقدم لها الهدايا وتدفع لها الضرائب. أما الأسبان فقد استمر في حملاته الصليبية على الجزائر منها: حملة 1770 بالحراش، حملة أوريللي 1775، حملة 1784، وكلها منيت بشر الهزيمة ، وظل الأسبان في مدينة الأسبان يعيثون فيها فسادا وتخريبا.

https://azouzabdn.maktoobblog.com/%D8...7%D9%86%D9%8A/









رد مع اقتباس
قديم 2012-11-21, 17:43   رقم المشاركة : 1255
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة asma anoucha مشاهدة المشاركة
السلام وعليكم اريد منك بعض المراجع ان امكن حول بحتي الاوضاع العامة في الجزائر قبل دخول العتمانين الى الجزائر
https://www.istifada.eb2a.com/details-189.html









رد مع اقتباس
قديم 2012-11-21, 17:47   رقم المشاركة : 1256
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بحث جاهز حول ~ الجزائر قبل وإبان العهد العثماني ~ الجمعة مايو 13, 2011 3:52 pm

------------------------------المشاركة الأصلية كتبت بواسطة asma anoucha
السلام وعليكم اريد منك بعض المراجع ان امكن حول بحتي الاوضاع العامة في الجزائر قبل دخول العتمانين الى الجزائر--------------------------------------------------

العوامل الداخلية و الخارجية لدخول العثمانيين:
تختلف المراجع القديمة و الحديثة حول تاريخ دخول العثمانيين إلى مدينة جيجل، فبعضها يحدده بسنة 1513م و بعضها بسنة 1514م و البعض الآخر بسنة 1515م، و سبب الخلط يعود في تقديرنا إلى الخلط بين المحاولات الفاشلة لتحرير بجاية، لأن الأولى وقعت سنة 1513م و جرح فيها عروج جروحا بليغة، و من ثم يستحيل الهجوم على جيجل في السنة نفسها، و لهذا فالأرجح أن الهجوم وقع سنة 1514م أو 1515م.
على أن تحديد التاريخ بالضبط ليس بالإشكالية، و إنما الإشكالية التي يلاقيها الباحث في التاريخ الجهوي عموما هو قلة المصادر و على الأخص المصادر العربية، لأنها لا تهتم بالأحداث الجزئية التي تجري في المناطق التي لا يستقرّ بها سلطان أو أمير أو حاكم، مثل منطقة جيجل، لهذا لا يزال تاريخ المنطقة في تلك العهود بما فيها العهد العثماني لم يكتب بعد، و ليس بالمقدور إعطاء صورة واضحة و مفصلة لتاريخ المنطقة في تلك العهود باستثناء العهد الفرنسي ( 1830 – 1962)، أما قبل ذلك فالمعلومات المفصلة شحيحة، بما في ذلك العهد العثماني الذي يبدأ من التاريخ المحدد أعلاه. لقد تكلمت المصادر التاريخية كثيرا عن المنطقة عندما حل بها مؤسسا العهد العثماني عروج و خير الدين، لكنها سكتت عندما رحلا عنها. و لهذا أشرنا في المقدمة بأن تاريخ منطقة جيجل لم يكتب بعد في مختلف العهود و الفترات باستثناء العهد الفرنسي و بداية العهد العثماني.
و للكتابة عن تاريخ هذا العهد، من الضروري البدأ بالعوامل التي ساعدت على قيامه.
هناك عدّة عوامل داخلية و خارجية ساعدت الأخوين بابا عروج و خير الدين على الإستلاء على مدينة جيجل سنة 1514م، و الجزائر العاصمة سنة 1516م، ثم القطر الجزائري بكامله، و قد دام هذا العهد أكثر من ثلاثة قرون.
فالعوامل الداخلية الخاصة بالنصف الشرقي للقطر الجزائري الممتد من دلس إلى الحدود التونسية الحالية هي ضعف الدولة الحفصية التي كانت تحكم ذلك النصف من الجزائر قبل العهد العثماني.
أما العوامل المتعلقة بالنصف الغربي من دلس إلأى الحدود المغربية الحالية و الذي كانت تحكمه الدولة الزيانية من تلمسان، فقد وصفها يحي المازوني الذي عايشها بنص نادرا ما نجد مثله في التراث العربي الإسلامي، لأنه يصف بدقة الحياة اليومية للأغلبية الساحقة من سكان مازونة و ما جاورها من المناطق الغربية في كتابه ** الدرر المكنونة في نوازل مازونة ** ، حيث يقول فيه '' عمت اللصوصية و الظلم و المجاعات و الأوبئة أرغمت الناس على مغادرة منازلهم و أوطانهم من الحروب و الغارات لم تسمح للفلاحين بزراعة الأرض و توفير الإنتاج و انعدام الأمن و تراخي قبضة السلطان ...''.
تلك هي العوامل الداخلية بإجاز في شرق الجزائر و غربها. أما العوامل الخارجية فأولها سقوط الأندلس سنة 1942م و بداية النهضة الأوربية الحديثة في كافة جوانب الحياة العلمية و الصناعية و السياسية و الإدارية و العسكرية بالإضافة إى الإكتشافات الجغرافية و ما نتج عنها من ثروات خاصة و عامة، و ما تبع ذلك من انتقام الدول المسيحية و على الأخص الإسبان من المسلمين الذين كانوا سادة على المدن الساحلية الإسلامية الواقعة في المنطقة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط بالنسبة إليهم. ففي ظرف خمس سنوات ( من 1505 إلى سنة 1510) بالنسبة للجزائر فقط احتلوا المرسى الكبير، وهران، أرزيو، و مستغانم، و شرشال و الجزائر و بجاية و عنابة، و أصبحوا يتدخلون في الشؤون الداخلية لبقايا تلك الدول و الإمارات. و الكتب التاريخية مملوءة بأخبار اتصالات أمرائها بالإسبان لمساعدة طرف على الآخر في جميع المستويات، فمثلا أمير تنس الزياني يتآمر مع الإسبان على أخيه و ابن عمه أمير مستغانم و العكس صحيح ، كما أن أمير بجاية الحفصي يتآمر على الأمير الحفصي بقسنطينة و العكس وقع فعلا. هذا على مستوى الولايات، و نفس الشيئ على مستوى العواصم، فالسلطان الحفصي بتونس تآمر مع الإسبان على السلطان الزياني بتلمسان و العكس حدث أيضا.
أما المدن الساحلية المنكوبة بالإحتلال الإسباني فأغلبهم هاجروا و استقروا بالمرتفعات القريبة منها. فالبنسبة لمدينة بجاية، روى المؤرخون على سبيل المثال بعض الفظائع التي إرتكبها الإسبان بعد إحتلالهم لها سنة 1510م، منها مصرع حوالي 4100 من سكانها البالغ عددهم حوالي 20000 نسمة، أي أنهم قتلوا حوالي ربع السكان، كما إستحوذوا على تحفها و نفائسها و جميع ثرواتها، و نقلوها كغنائم حرب إلى إسبانيا على متن ثلاثين سفينة، كما خرّبوا معالم المدينة كقصر الجوهرة و الجامع الكبير.
هذه العوامل القاسية الداخلية و الخارجية، و هذه الظروف المؤلمة التي عاناها سكان المدن الساحلية من ظلم و خذلان و خيانة الحكام من جهة، و الفظائع التي إقترفها الإسبان تجاههم من جهة أخرى جعلتهم يستنجدون بالأخوين بربروس عروج و خير الدين.
المحاولة الأولى لتحرير بجاية
طلب أحد أ‘يان بجاية يدعى عبد الرحمن سنة 1513م من عروج، الذي اشتهر بالبطولة في البحر الأبيض المتوسط كله ، مساعدة أهل بجاية لتحريرها من الإسبان، فلبى عروج طلبه و خرج من تونس بأربعة سفن على ظهرها حوالي مائة مقاتل، و وجد عبد الرحمان في انتظاره بشرق المدينة و معه حوالي ثلاثة ألاف مقاتل، فباشروا الهجوم و حاصروا المدينة حوالي ثمانية أيام، و في اليوم التاسع احتلوا المناء و كادت المدينة تسقط في أيديهم، و لكن قديفة سقطت على دراع عروج الأيسر فجرحته جرحا بليغا، فأسرع رفاقه و نقلوه إلأى السفينة و أوقفوا المعركة و انسحبوا إلى تونس. و رغم المداوات و العناية الطبية التي تلقاها عروج بعد رجوعه إلى تونس، فإن جرحة البليغ لم يشف، فاضطر الأطباء إلى قطعها، و لهذا بقي مجمدا في تونس حوالي سنتين في بعض المراجع و حوالي سنة في المراجع الأخرى، و لكن أخاه خير الدين واصل نشاطه البحري بنجاح، و على الأخص في إنقاذ الأندلسيين الهاربين من محاكم التفتيش الإسبانية، لقد كان النجاح الذي حققه خير الدين و شفاء عروج من جرحه حافزا للأخوين لكي يعيدا الكرّة لتحرير بجاية، و لكن المحاولة أجلت لأن الأمير الحفصي الذي سمح لهما في الأول بالنشاط البحري من مناء حلق الوادي و جزيرة جربة بتونس خشي من شهرتهما و سمعتهما الطيبة في الأوساط الشعبية بأن ينقلبا عليه بعد طرد الإسبان من المدن الساحلية, فبدأ يضايقهما, و لهذا فكرا في الإبتعاد عنه . هذا من جهة، و من جهة أخرى فكّرا في إيجاد نقطة إسناد قريبةمن بجاية التي صمما على طرد الإسبان منها فوجد ضالتهما المنشودة في مدينة جيجل الجارة الشرقية لمدينة بجاية.
مدينة جيجل النواة الأولى للعهد العثماني
لقد وجد الأخوان عروج و خير الدين العثمانيان ضالتهما المنشودة في مدينة جيجل، فهي محتلة من طرف دولة مسيحية و قريبة من بجاية و صالحة لأن تكون نقطة إسناد عندما يحاولان الهجوم على بجاية للمرة الثانية، و لذلك خططا لنزعها من الجنويين المسحيين، و قاما باتصالات سرية مكثفة مع رجال مدينة جيجل و القبائل المحيطة بها، و بعد الإستعدادات المحكمة باشر الأخوان الهجوم من كل الجهات، و بعد مقاومة بسيطة استسلم جنود الحامية الجنوية التي قدّرتهم المراجع بحوالي مائة جندي، و تم إحتلال المدينة التي تعد أول مدينة جزائرية حررها العثمانيون بقيادة الأخوين عروج و خير الدين حيث جعلا منها النواة الأولى للدولة الجزائرية الحالية جغرافيا و سياسيا، لأنهما جمعا بين القسم الشرقي الذي كان تابعا للدولة الحفصية بتونس و القسم الغربي الذي كان تابعا للدولة الزيانية بتلمسان’ كما تعد النواة الأولى للعهد العثماني الذي حكم الجزائر لأكثر من ثلاثة قرون.
و في الوقت الذي تم فيه طرد الجنويين من مدينة جيجل ارتفعت استغاثات الأندلسيين الهاربين من محاكم التفتيش الإسبانية يطلبون الإنقاذ، فبعث عروج أخاه خير الدين على رأس قوة بحرية لينقذ ما يمكن إنقاذه من الرجال و النساء و الأطفال من داخل البحر و خارجه.
أما هو فبقي في المدينة و جمع سكانها و سكان القبائل المحيطة بها و طلب منهم العون و المساندة مستقبلا، فعاهدوه عليها و على القتال إلى جانبه، و بايعوه أميرا عليهم، ففرح بهذا التشريف و استقر بينهم، و بدأ يكون منهم نواة الجيش البري المنظم، و بدأ يدربهم على إستخدام الأسلحة الحديثة النارية و الرمي بها ليحرر بذلك الجيش بقية المدن الساحلية المحتلة من طرف الإسبان. في تلك الأثناء رجع أخوه خير الدين من المهمة التي كلفه بها، فأنزل من سفنه الأندلسيين الذين أنقذهم من جحيم الإسبان، و أجرى لهم جرايات شهرية، كما أعطى الفلاحين أراضي البور لإستصلاحها و استغلالها. و بعد ذلك إستقر الأخوان بمدينة جيجل طيلة سنة 1514م يستعدان للجولة الثانية للهجوم على بجاية من نقطة قريبة منها، و بعدما أتمّا استعدادهما بريا و بحريا انطلقا نحوى بجاية.
الهجوم على بجاية للمرة الثانية
في ربيع سنة 1515م خرج عروج من مدينة جيجل متجها نحوى بجاية للهجوم عليها ثانية، يقود جيشا بريا قدرته المراجع بحوالي عشرين ألف مقاتل، كما أمر أسطوله البحري بالتوجه إليها، و التقى الجيشان البري و البحري شرق المدينة في مصب وادي الصومام، حيث مازالت مياهه صالحة للملاحة، فاقتحمته سفن الأسطول ليتم إحكام حصار المدينة من كل الجهات، و شرع في الهجوم العام الذي إستمرت معاركه أربعة و عشرين يوما.
و لطول الحصار و شراسة المعارك نفد البارود لجيش عروج، و كان من قبل ذلك قد طلب من سلطان تونس تزويده بالبارود الكافي للحصار الطويل، و لكن هذا الأخير تماطل في إرسالهن و لذلك أوقف عروج الحصار و فشل تحرير بجاية للمرة الثانية. و كانت نتائج تلك المعارك مؤلمة بالنسبة للطرفين، حيث فقد الإسبان حوالي ألفين بين قتيل و جريح و أسسير، كما فقد عروج حوالي ربع قواته البرية و البحرية، كما اضطر إلى حرق سفن الأسطول التي دخل بها وادي الصومام بعد جفاف مياهه لأن الفصل هو أواخر الربيع. و عاد مع من بقي من جيشه عن طريق البر إلى مدينة جيجل.
إمتداد نواة العهد العثماني إلى مدينة الجزائر
بعد فشل عروج في تحرير بجاية للمرة الثانية استقر بمدينة جيجل ينتظر و يستعد للجولة الثالثة، و رغم الفشل و الإحباط الذي لقيه في الجولة الثانية، إلا أن شهرته و بطولته انتشرت بصورة عجيبة، و لذلك كثرت الوفود المرسلة لمدينة جيجل من جميع أنحاء القطر الجزائري تطلبه لتحريرها من الإسبان و من الأمراء المحليين المتخاذليين في محاربتهم.
و من الوفود التي جاءت إلى مدينة جيجل سنة 1516م وفد مدينة الجزائر الذي يضم أعيانها و علماءها المتذمرين من شيخ مدينتهم سالم التومي، و قد دعمهم أحمد بن القاضي أمير جبل كوكو برسالة يعد فيها عروج بتقديم الدعم المادي و المعنوي لطرد الإسبان من حصن الصخرة ( قلعة البنيون) الذي يتحكم في مدخل و مخرج المدينة الذي احتلوه سنة 1510م.
و من حسن حظهم أنه في الوقت الذي طلبوا فيه النجدة من عروج وصلته إعانات و إمدادات عسكرية ضخمة من السلطان سليم العثماني تتمثل في أربعة عشر سفينة حربية محملة بالمقاتلين و أسلحة و ذخائر و تجهيزات حربية متنوعة، و لذلك درس الطلب مع الوفد و قبله. و في الحين جهز جيشا بريا من القبائل المحيطة بمدينة جيجل و من الأتراك الذين بعثهم السلطان سليم. و في الطريق انظن إليهما حوالي 5000 متطوع، كما أمر أخاه خير الدين التوجه بحرا بحوالي ثماني عشر سفينة محملة بحوالي ألفين و خمسمئة مقاتل. و وصلت القوات البحرية و البرية إلى مدينة الجزائر فاستقبلها سكان المدينة إستقبالا حارا، و فرروا إسناد الجهاد إلى عروج، فبعث أولا رسالة إلى قائد الحامية الإسبانية يطلب منه الإنسحاب من حصن الصخرة و تسليمه له، فرد عليه قائد الحامية بالنفي، فبدأ عروج يقصفه بالمدافع قصفا مستمرا، لكن تلك المدافع كانت ضعيفة لم تأثر على جدار الحصن، لأنها كانت لا تصله، لهذا أوقف عروج القصف فغضب السكان لهذا الفشل، و بدأوا يشكون في مقدرة عروج على طرد الإسبان، فاغتنم شيخ المدينة السابق سالم التومي هذا الغضب و بدأ يتآمر مع الإسبان، فقتله عروج، و بدأ ينشر سلطته على المناطق المحيطة بمدينة الجزائر و رفع الأ‘لام على قلاع المدينة كلها، كما صك النقود الخاصة و كتب عليها ضرب بالجزائر.
و بعدها اتجه نحوى الغرب الجزائري لإخضاعه، و لكنه مات أثناء إحدى المعرك قرب تلمسان، كما قتل أخوه إسحاق في ضواحي حوض الشلف و بقي من الإخوة الثلاثة خير الدين الذي رجع إلى مدينة الجزائر مهموما مغموما لفقدان أخويه، لينقذ ما يمكن إنقاذه، و في سنة 1520م ساءت العلاقة بينه و بين حليفهم السابق أحمد بن القاضي أمير جبل كوكو فانقلب عليه هذا الأخير و حاصر مدينة الجزائر فاضطر خير الدين إلى الإنسحاب منها و التوجه إلى مدينة جيجل.


المصدر: كتاب تاريخ منطقة جيجل قديما و حديثا
تأليف: علي خنوف
الطبعة الأولى
منشورات الأنيس


https://www.ouargla.org/t6478-topic










رد مع اقتباس
قديم 2012-11-21, 18:32   رقم المشاركة : 1257
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ahmedboulanwar مشاهدة المشاركة
السلام عليكم : اريد بحث حول تطور ونشأة علم النفس الاجتماعي


جميع الباحثين والدارسين إرسال استمارات الاستبيان في حالة طلب تحكيمها من إدارة الموقع على هيئة ملف وورد لنتمكن من وضع التحكيم داخلها ... وذلك عن طريق خدمة راسلنا بالموقع مع ذكر البريد الاليكتروني لشخصكم لكي نعيد إرسال الاستمارة لكم مرة أخرى بعد تحكيمها... إدارة موقع العلوم الاجتماعية.


















علم النفس الاجتماعي - تعريفه – موضوعه – علاقته بالعلوم الأخرى

الأحد, يناير 23, 2011 | إعداد : حمدى عبد الحميد أحمد مصطفى


أولاً: علم النفس الاجتماعي (النشأة والتطور):
بدأ علم النفس الاجتماعي كأي علم آخر في أحضان الفلسفة، فلو نظرنا إلى تاريخ هذا العلم لوجدنا أنه يرجع إلى تاريخ الفلسفة اليونانية.
إن أفلاطون هو مؤسس معظم قضايا علم النفس الاجتماعي، وأنه كان ينظر إلى الإنسان كما لو أنه نتاج نموذج اجتماعي ما، وكان يرى أنه بالإمكان تكييف الطبيعة الإنسانية في أي اتجاه عن طريق الاستخدام المناسب للمؤسسات التربوية والاجتماعية.
وكان أرسطو يرى الإنسان كائناً بيولوجياً وكان يفسر سلوك الإنسان على أساس الوراثة الحيوية أي أن الإنسان يخضع في أنماط حياته المختلفة للمؤثرات والاستجابات البيولوجية فالجماعة لديه خاضعة في مكوناتها للسلوك الفردي.
في عام 1908م أصدر ويليام ماكدوجال عالم النفس المشهور كتابه في علم النفس الاجتماعي وقد تعرض فيه أيضاً لدور التقليد في تفسير تشابه السلوك بين أعضاء الجماعة الواحدة ولقد ساعد هذا الكتاب في نمو هذا العلم مساعدة كبيرة، وفي عام 1920م ظهر كتابه الثاني "العقل الجمعي" وأوضح فيه الأسس العامة والخطوط الرئيسية لعلم النفس الاجتماعي ولقد نشأت فكرة هذا العقل الجمعي من اختلاف سلوك الأفراد عن سلوك الجماعة، فقد تجنح الجماعة إلى سلوك عدائي شاذ وقد تثور وهي بسلوكها هذا تختلف عن سلوك كل فرد فيها لو كان بمعزل عنها وعن تأثيرها الجماعي ولقد افترض ماكدوجال وجود عقل جمعي عام يسيطر على سلوك الجماعات ويتميز عن مكوناته الفردية.
يمكن القول بصفة عامة أن ما يميز علم النفس الاجتماعي في نهاية القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين عما قبله وكذلك عنه في منتصف القرن العشرين هو محاولة تحديد عنصر هام يعتبر مسئولاً عن تحديد النفسية الاجتماعية والفردية بصفة عامة، وكان هذا عند "دوركاين" هو القوة القهرية أو الإجبارية للفكر الجماعي وعند "تارد" تقليد الجماعة للأبطال كشخصيات بارزة ومختارة وعند ليبون روح الوطنية أو العنصرية وعند "وارد" الرغبة أو الأماني وعند "فرويد" الميل الجنسي وعند "سبنسر" التكيف البيولوجي وتنافس الأفراد وعند "وليم جيمس" العادات.
والمرحلة الهامة الثانية في تطور علم النفس الاجتماعي الغربي تشمل الفترة التي تبدأ من عشرينات وثلاثينات هذا القرن حتى وقتنا هذا، وهذه المرحلة يطغى فيها المجال التطبيقي وينحسر مجال النظرية وإذا كانت السمات المميزة لأوائل القرن هي دراسة علم نفس المجموعات الاجتماعية الكبيرة أو دراسة علم نفس القوميات أو الجماهير مثل "تارد وفونت وسيجيل" فإن الفترة الأخيرة تركز على بحث نفسية الجماعات الاجتماعية الصغيرة والتي تقدم لنا أحياناً معطيات خاصة جداً.
مع الانتشار الواسع لمدرسة السلوكيين في أمريكا في الربع الأول من القرن العشرين فإن الاهتمام كله كان مركزاً على سلوك الفرد في الجماعات الاجتماعية غير الكبيرة وعلى سلوك أفراد هذه الجماعات تدريجياً وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية فإن علماء الاجتماع وعلماء النفس الاجتماعي الغربيين قد خرجوا تماماً من دراسة نفسية القوميات والكتل البشرية إلى دراسة نفسية الجماعات الاجتماعية مما يعكس العلاقة النفس اجتماعية بين الناس ففي أبحاث علماء النفس الاجتماعي في أمريكا مثل بوجاردوس ومورينو وشريف وألبورت فإن الجماعات الصغيرة تمثل منطلق أساس كل الدراسات النفس اجتماعية وهي الموضوع الرئيسي في هذه الدراسات.
ثانياً: تعريف علم النفس الاجتماعي:
هو دراسة الأفراد في صلاتهم البيئية المتبادلة دراسة تهتم بما تحدثه هذه الصلات البيئية من آثار على أفكار الفرد ومشاعره وعاداته وانفعالاته.
علم النفس الاجتماعي عند شريف وشريف هو "الدراسة العلمية لخبرة الفرد وسلوكه في علاقتها بالمواقف الاجتماعية" ويستخدم هذان العالمان في تعريفهما لفظ الخبرة والسلوك معاً وذلك على الرغم من أن الكثيرين من علماء النفس يستخدمون أحدهما دون الآخر وكثيراً ما يقتصرون على استخدام لفظ السلوك.
ويعرف مصطفى فهمي علم النفس الاجتماعي بأنه "العلم الذي يدرس سلوك الفرد في علاقته بالآخرين إذ يستطيع هؤلاء الآخرون أن يحدثوا أثرهم في الفرد إما بشكل فردي أو بشكل جماعي كما يمكنهم أن يؤثروا فيه بصورة مباشرة عن طريق وجودهم في تحاور مباشر مع الفرد أو بصورة غير مباشرة من خلال نماذج السلوك التقليدية أو المتوقعة من الناس والتي تؤثر في الفرد حتى لو كان بمفرده".
ويقدم سارضت ووليامسون تعريفاً لعلم النفس الاجتماعي بأنه "الدراسة العلمية للأفراد بوصفهم أعضاء في جماعات مع تأكيدهما على دراسة العلاقات الشخصية والاجتماعية والتركيز على التفاعل الاجتماعي أي تلك العلاقة بين طرفين (فردين أو جماعتين صغيرتين أو فرد وجماعة صغيرة أو كبيرة) والتي تجعل من سلوك أي منهما سبباً لسلوك الآخر".
وبالنظر لهذه التعريفات يلاحظ أنه على رغم من أن كل منها يركز على جانب أساسي باعتباره بؤرة الاهتمام في مجال علم النفس الاجتماعي فإنها تشترك جميعها في ثلاث عناصر هي:
1 – أن هذا العلم هو دراسة علمية شأن الدراسات في العلوم الأخرى.
2 – أن الموضوع الرئيسي لهذا العلم هو السلوك.
3 – أن المواقف الاجتماعية والمثيرات الاجتماعية المتضمنة منها هي المجال الأساسي الذي يدور فيه ذلك السلوك الذي يهتم علم النفس الاجتماعي بدراسته.
ثالثاً : موضوع علم النفس الاجتماعي:
علم النفس الاجتماعي يدرس الصور المختلفة للتفاعل الاجتماعي أي التأثير المتبادل بين الأفراد بعضهم وبعض وبين الجماعات بعضها وبعض وبين الأفراد والجماعات وبين الكبار والصغار في الأسرة والمدرسة، بين العمال وأصحاب العمل أو بين الرؤساء ومرؤوسيهم، كما يهتم بدراسة صورة التفاعل الاجتماعي من حب وكراهية ومخاوف وتعصب وتعاون وتشجيع وتنافس، كذلك يدرس نتائج هذا التفاعل ومنها تكون الآراء والمعتقدات والاتجاهات والقيم والعادات الاجتماعية.
ومن بين القضايا التي يعنى بها في الوقت الحاضر علماء النفس الاجتماعي:
1 – مفهوم الطبيعة الإنسانية وإلى أي حد تتأثر الشخصية بالوسط الثقافي والاجتماعي الذي تنشأ فيه.
2 – التنشئة الاجتماعية للطفل والطريقة التي تتم بها تربيته ويتحول بموجبها من طفل صغير إلى مراهق فراشد متآلف اجتماعياً.
3 – دراسة المظاهر المرضية للحياة الاجتماعية مثل انحرافات الأحداث، مشكلات الجريمة والإدمان والاغتراب.
4 – المواقف والآراء ويشمل هذا المجال الطرق المختلفة لقياس المواقف ثم البحث عن الآثار المختلفة المترتبة على وسائل الإعلام وأحسن طرق الدعاية واتجاهات الرأي العام.
5 – التفاعل الاجتماعي وكيف يتم داخل الجماعات المختلفة الصغيرة والكبيرة.
6 – القيادة وظائفها وأنواعها والتدريب عليها.
7 – دراسة الميول والاتجاهات وأثرها على السلوك.
8 – دراسة صور العداء بين الجماعات.
رابعاً: علاقة علم النفس الاجتماعي بالعلوم الأخرى:
علاقة علم النفس الاجتماعي بعلم الاجتماع:
إن علم النفس الاجتماعي هو نتاج امتزاج بين علم النفس وعلم الاجتماع ومن هنا تبدو الصلة قوية بين علم الاجتماع وعلم النفس الاجتماعي فالعلم الأول يهتم بدراسة الهيكل العام للتنظيمات الاجتماعية من حيث شكلها وهيكلها العام والعناصر المكونة لهذه التنظيمات وحجم الجماعة وتماسكها، في حين أن علم النفس الاجتماعي يقصر دراساته على التفاهم الذي يتم داخل هذه الجماعات وكيف يصبح الفرد متطابقاً اجتماعياً وكيف يمتص الاتجاهات النفسية والاجتماعية السائدة في هذه المجتمعات وكيف يؤثر الفرد بدوره على سلوك أفراد الجماعة التي يعيش فيها فكل من العلمين يهتم بعناصر مختلفة من واقع لا يتجزأ فالأفراد لا يمكن فهمهم بعيداً عن علاقاتهم بعضهم ببعض والعلاقات لا يمكن أن تفهم جيداً بعيداً عن وحدات العلاقة وهكذا تبين لعلماء النفس استحالة إقامة حدود فاصلة تماماً، فما يكادون يقتربون من الحقيقة الإنسانية حتى يجدوا أنفسهم وجهاً لوجه أمام المظهر النفسي والاجتماعي معاً.
علاقة علم النفس بعلم الأنثروبولوجيا (علم الإنسان):
إن الموضوع الرئيسي لهذا العلم هو وصف أشكال السلوك في الحضارات المختلفة، والأنماط المختلفة من السلوك والتفكير والمعاملات التي اصطلحت عليها الجماعة في حياتها والتي تناقلتها الأجيال المتعاقبة عن طريق الاتصال والتفاعل الاجتماعي لا عن طريق الوراثة البيولوجية.
ولقد حدد مصطفى سويف الفائدة التي يمكن أن يجنيها علم النفس الاجتماعي من الاطلاع على الدراسات الخاصة بعلم الأنثروبولوجيا في ثلاث جوانب:
1 – إدخال العنصر الحضاري كمتغير مستقل في تصميم التجارب العلمية.
2 – اعتبار العنصر الحضاري متغيراً مستقلاً في مجموعة من المشاهدات المضبوطة التي يجريها الباحث على عدد من الحضارات باعتبارها تجارب على التاريخ.
3 – التنبيه إلى مشكلة خفية هي كيف يتم نقل العناصر الحضارية أثناء عملية التطبيع.
علاقة علم النفس الاجتماعي بالدراسات الاقتصادية:
الاقتصاد هو الدراسة العلمية لمجموعة من الظواهر الاجتماعية التي تدور مباشرة حول تدبير ثورة المجتمع المادية ومركز الاهتمام في دراسات الاقتصاد ينصب على بعض ظواهر النشاط الإنساني في المستوى الفردي.
إن علم النفس الاجتماعي يفيد من دراسات الاقتصاد في زيادة التبصر بمقومات الموقف الاجتماعي الذي يحيط بالفرد ويتدخل بصورة أو بأخرى في تشكيل تفاعلاته الاجتماعية.
علاقة علم النفس الاجتماعي بعلم النفس العام:
هدف علم النفس العام هو اكتشاف قوانين السلوك التي لا تتأثر بالفروق في التنشئة الاجتماعية مثل القوانين الأساسية في الدافعية والإدراك والتعلم والتذكر والتفكير والتي تصدق على كل البشر بصرف النظر عن البيئة الاجتماعية أو الثقافية التي يعيشون فيها أي ينظر إلى الفرد مجرداً.
وحيث أن علم النفس الاجتماعي يعالج سلوك الفرد بالنسبة للمثيرات الاجتماعية فإننا نجد أن ما هو غير هام بالنسبة لعلم النفس العام يصبح هاماً جداً بالنسبة لعلم النفس الاجتماعي الذي يدرس السلوك الإنساني في المواقف الاجتماعية.
وعلى ذلك فعلم النفس الاجتماعي مكمل ضروري لعلم النفس العام وأن الإطلاع على دراسات علم النفس العام من شأنه أن يذكرنا بأهمية عوامل البيئة الفيزيقية في بعض مواقف الحياة الإنسانية وهذا من شأنه أن يساعدنا على وضع العوامل الاجتماعية المؤثرة في السلوك في موضعها الصحيح دون مغالاة في أهميتها.
علاقة علم النفس الاجتماعي بعلم النفس الفسيولوجي:
تشير الدراسات التي تناولت الشخصية من ناحية العوامل التي تساهم في إكسابها سمات سلوكية معينة إلى ضرورة الاهتمام بالدور الذي تعلبه الغدد الصماء وما تفرزه من هرمونات بصورة مباشرة في الدم وحيث تساهم في تحقيق التكامل الوظيفي بين أعضاء الجسم المتباعدة، كما أنها تؤثر على سمات الشخصية، على سبيل المثال فإن هرمون الغدة الدرقية الذي يؤدي انخفاض نسبته في الدم إلى تغيرات في الصورة العامة للشخص فيصبح من الناحية العقلية كثير النسيان وتقل قدرته على تركيز الانتباه وبفقدان القدرة على حل المشكلات.
والواقع أن الكثيرين يبالغون في الدور الذي تقوم به الاضطرابات الفسيولوجية في حياتنا بنفس القدر الذي يبالغ فيه البعض بدور العوامل الاجتماعية في حياتنا والصواب هو النظر إلى تلك العوامل في إطار تفاعلي بمعنى أن هناك تفاعلاً بين العوامل الاجتماعية وبين الحياة العضوية للفرد وأن السلوك هو محصلة التفاعل بينهما.
علاقة علم النفس الاجتماعي بعلم نفس النمو:
يهدف علم نفس النمو إلى دراسة تطور سلوك الفرد في مراحل عمره المختلفة ابتداء من المرحلة الجنينية مروراً بمرحلة الطفولة فالمراهقة فالرشد حتى الكهولة والشيخوخة ويحاول الباحث المختص في هذا الفرع من فروع علم النفس دراسة الأشكال التي تتشكل بها مظاهر السلوك المختلفة في كل مرحلة عمرية وكيف تنشأ هذه الأشكال بالإضافة إلى الدور الذي تلعبه العوامل المختلفة من بيئة ووراثة ونضج في تحديد هذه الأشكال.
وتدل الدراسات التي تمت في مجال علم نفس النمو على أن تأثير البيئة بما له وما عليه محدود بمستوى النضج ويظهر تأثير البيئة الاجتماعية بوضوح في دراسات النشاط اللغوي ولم تقتصر إفادة علم النفس الاجتماعي من دراسات علم النفس النمو حول الحدود التي ينبغي أن يلتزموا بها بل في دراسات التنشئة الاجتماعية وهو من أهم موضوعات علم النفس الاجتماعي إن لم يكن أهمها.
علاقة علم النفس الاجتماعي بالصحة النفسية:
أصبح مفهوم الصحة النفسية مرتبطاً ارتباطاً كبيراً بالقدرة على التكيف مع نفسه ومع ظروفه التي يحيا فيها وتشمل هذه الظروف النواحي المادية والنواحي الاجتماعية ومن هنا فإن العلاقة بين العلمين قائمة طالما أن قدرة الفرد على التكيف والتي تعتبر الأساس الأول للصحة النفسية تعتمد اعتماداً كبيراً على ظروف الإنسان الاجتماعية وقد أدى هذا الوضوح في تأثير الجانب الاجتماعي على شخصية الفرد إلى ظهور النظرة الاجتماعية النفسية الجديدة في الشخصية على يد أدلر وهورني وفروم وسوليفان ورغم أن هؤلاء جميعاً من أتباع فرويد إلا أنهم قدموا هذه النظرة الجديدة احتجاجاً على قصور مفهوم فرويد عن دور الظروف الاجتماعية في نمو الشخصية الإنسانية بل أن سوليفان يكاد يطابق بين علم النفس الاجتماعي وعلم الطب النفسي العام إذ يرى أن الأخير يقوم أساساً على العلاقات الشخصية المتبادلة.
ودراسة أسباب الأمراض النفسية يكشف بوضوح الدور الذي تعلبه العوامل الاجتماعية، ودراسة أعراض الأمراض النفسية تظهر خطورة الأعراض الاجتماعية، ويعتمد التشخيص على دراسة الجوانب الاجتماعية والسلوك الاجتماعي للمريض والعلاج النفسي يتضمن العلاج الاجتماعي والعلاج الجمعي.

https://hamdisocio.blogspot.com/2011/...g-post_23.html









رد مع اقتباس
قديم 2012-11-21, 18:47   رقم المشاركة : 1258
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ahmedboulanwar مشاهدة المشاركة
السلام عليكم : اريد بحث حول تطور ونشأة علم النفس الاجتماعي

علم النفس الاجتماعي


- هو علم حديث النشأة القرن 19 يهتم بدراسة الظواهر النفسية لدى الفرد
وهي قسمين :
-1- الظواهر الشعورية : مثل التذكر والتخيل
-2- الظواهر اللاشعورية : من روادها ( فرويد ) هي كل الظواهر التي لا يشعر بها الفرد ولكنها تؤثر في سلوكه ، وتشكل القسم الأكبر من حياته النفسية .
← أول فيلسوف عبر عن هذا العلم هو سقراط (( اعرف نفسك ))
← جاء بعده أفلاطون (( كتاب الجمهورية )) حيث قسم النفس إلى ثلاثة :
-1- النفس الشهوانية -2- النفس الغاضبة -3- النفس الناطقة
← جاء بعدهم أرسطو (( كتاب حول النفس ))
← المسلمون كذالك اهتمو بموضوع النفس منهم ابن سينا وفرقة إخوان الصفى
☻لم يدرس الفلاسفة النفس كغاية بل كوسيلة لأجل غايات أخرى ☻

☻أي أنها بعيدة عن العلمية ☻

← الفيلسوف الألماني ° وولف° هو من حقق الاستغلال المنهجي لهذا العلم في كتابه ( السيكولوجية التجريبية ) سنة 1732 وكتابه ( السيكولوجية العقلية ) سنة 1734

☻إذن إمكانية الدراسة العلمية للظواهر النفسية ☻
أسباب تأخر ظهور علم النفس :
-1- المنهج التأملي الاستبطاني : كان سبب في تأخر ظهور علم النفس لصعوبة تطبيقه
-2- هناك أسباب تتعلق بالظاهرة النفسية نفسها وهي :
- نقص خصائص هذه الظاهرة
- تعقدها وصعوبة تفسيرها وتحديد أسبابها
- الظاهرة النفسية غير قابلة للقياس
- عدم قابليتها للتجربة لأنها غير ثابتة
- إذن كيف بدأت الدراسة العلمية ؟
- بدأت إمكانية الدراسة العلمية بعد تحديد نقطتين هما : هامتين هما :
-1- تحديد الموضوع -2- تنوع المنهج
-1- تحديد الموضوع علم النفس : إن موضوع علم النفس هو الإنسان من حيث هو كائن يشعر ويدرك ويتخيل وهو يتأثر بالمحيط الاجتماعي
← علم النفس علم حديث النشأة لكنه تطور بسرعة كبيرة فمن دراسة الروح والعقل قديما إلى دراسة سلوك الفرد حديثا خاصة بعد تحرره من القيود الفلسفية
- علم النفس يدرس مراحل نمو الفرد
- علم النفس يدرس التعليم التذكر الإدراك ..........لخ
-2- تنوع المناهج : - قديما كان العلماء يستخدمون المنهج التأملي أو الاستبطاني وهو أول وأقدم المناهج استعمالا في الظواهر النفسية
- وهو يقوم على الملاحظة الداخلية والتأمل التي يقوم بها الفرد نفسه (( الشعور بالشعور ))
←هذا المنهج بعيد عن العلمية وهو سبب في تأخر ظهور علم النفس ، لأنه لا يطبق على الطفل ، والحيوان
ولا على الأبكم والأصم كما أن الشخص نفسه قد لا يستطيع أن يعبر عن الظاهرة بشكل دقيق .
- المدرسة السلوكية : - ترى انه يجب دراسة الظواهر النفسية على أنها أشياء أو ظواهر من نفس نوع الظواهر الطبيعية ( المنهج السلوكي )
أي دراسة التفكير من خلال ملاحظة الحركة الباطنية لاعظاء الكلام كا لحنجرة واللسان
و دراسة الانفعال بملاحظة جملة الحركات الفيزيولوجي مثل نبض القلب ، اضطرابات التنفس ، ويمكن تسمية هذا المنهج بالمنهج الموضوعي الخارجي وهو أكثر المناهج استخداما اليوم لأنه يعتمد على الملاحظة والفرضية والتجربة .
- خلاصة : من غير المعقول دراسة ظاهرة نفسية من خلال منهج واحد لذا يمكن أن يكون هناك تكامل منهجي بين مدرسة التحليل النفسي ( المنهج الاستبطاني ) و المدرسة السلوكية ( المنهج الموضوعي الخارجي )
- فروع علم النفس : في البداية كان يشمل كل المواضيع ، ثم ظهرت التخصصات :
-1- علم النفس الفيزيولوجي : يدرس الظواهر النفسية الداخلية مثل الجهاز العصبي
-2- علم النفس الصناعــــــي : يدرس العمل والعامل
-3- علم النفس الجنائـــــــي : يدرس الجريمة
-4- علم النفس الفار قــــــي : يدرس الفروق بين الفرد والجماعات
-5- علم النفس الشــــــــــواذ : يدرس السلوكات الشاذة من الفرد
-6- علم النفس التربــــــــوي : يدرس شؤون التعليم
-7- علم النفس النمــــــــــــو : يدرس التغيرات الجسمية التي تطرأ على الطفل
-8- علم النفس الحيوانــــــي : يدرس سلوك الحيوان
-9- علم النفس الاجتمـاعـــي : يدرس الظواهر النفسية الاجتماعية
علم النفس الاجتماعي : ظهر في القرن التاسع عشر .
- يدرس العلمين معا علم النفس وعلم الاجتماع
- يدرس الظواهر النفسية في ضوء الحياة الجماعية
لايمكن إعطاء تعريف دقيق لسببين :
1- سرعة نمو علم النفس وتطوره ، حيث تظهر في كل مرة موضوعات جديدة .
2- تنوع موضوعات علم النفس الاجتماعي مما يصعب تحديدها
أهم التعاريف :
- هو العلم الذي يدرس الفرد من خلال تفاعله في الوسط الاجتماعي
- هو علم يدرس سلوك الفرد من خلال صلته مع الآخرين.

☻ من خلال هذين التعريفين نستنتج أن الركيزة الأساسية التي يقوم عليها علم النفس لاجتماعي ☻

☻هي التفاعل الاجتماعي☻

- إن التفاعل كمفهوم يشير إلى العلاقة بين الطرفين ، بحيث تجعل من السلوك لأي منهما منبها للأخر .

أهداف علم النفس الاجتماعي :
1- يهدف إلى كشف العوامل التي بتأثيرها يتغير سلوك الفرد
2- يهدف إلى دراسة التفاعل الاجتماعي
مجالات علم النفس الاجتماعي :
1- التنشئة الاجتماعية ( تحويل الفرد من كائن بيولوجي إلى كائن اجتماعي ) 3- الحرب النفسية
2- سيكولوجيا الإعلام 4- اللغة والاتصال
- كما يدرس بعض الأمراض الاجتماعية : مثل الجريمة بأنواعها ، والإدمان ، والمخدرات ..... لخ
- أهم مجالاته في الحياة الاجتماعية :

☼- التربية والتعليــــــم : تتلخص في تعريف المربين بعملية التنشئة الاجتماعية ، وإبراز العوامل المؤثرة فيها
وتعريفهم بأنماط القيادة ☼- الخدمة الاجتماعية : هي طريقة علمية لخدمة الإنسان
تساعد النظم الاجتماعية من اجل القيام بدورها في خدمة الفرد وتحديد التغير الاجتماعي
☼- الصحة النفســـــية : علاج الأمراض النفسية وتوضيح الدور الذي تلعبه العوامل الاجتماعية

☼- الإعلام والعلاقات العامة : الاتصال بالجماهير ودراسة الراى العام عن طريق الجرائد والإعلام

☼- الصناعة والعـــمل : تهتم بتدريب العامل واختيار مؤهلاته الفكرية والجسمية

- علاقة علم النفس الأج بالعلوم السلوكية :
- العلوم السلوكية : هو مصطلح يطلق على العلوم التي تدرس السلوك الاجتماعي وهي : - الانثروبيولوجيا ( علم الإنسان)
- القانون - الاقتصاد - السياسة - علم الأج - علم النفس
- هناك علاقة بين علم النفس الاجتماعي وهذه العلوم
1- علم النفس الأج يدرس الفرد بخلاف هذه العلوم التي تدرس الجماعات والتنظيمات الأج
2- هناك تداخل بين علم النفس وهذه العلوم لان أي ظاهرة هي تفاعل عدة عوامل منها ماهو
نفسي ومنها ماهو اجتماعي و ماهو تاريخي
- علاقة علم النفس الاجتماعي بعلم الاجتماع العام :
لما كان علم النفس الأج يدرس الظواهر النفسية الفردية داخل وسط اجتماعي وعلم الأج يدرس السلوك والتفاعل الاجتماعي بصفة عامة

☻ إذن العلاقة هي علاقة الجزء بالكل ☻

- علاقة علم النفس الأج بعلم النفس العام :
- إن علم النفس الاجتماعي هو فرع من علم النفس العام وبتالي تكون العلاقة هي علاقة
الجزء بالكل ، كما أنهما يشتركان في نفس الهدف وهو دراسة الإنسان ككائن اجتماعي

☻ إذن العلاقة هي علاقة الجزء بالكل ☻

- علاقة علم النفس الاجتماعي بعلم النفس الفيزيولوجي :
- إن سلوك الفرد لا تحدده البيئة الاجتماعية فقط ، بل هناك عوامل داخلية وراثية تؤثر على شخصية الفرد إنها الغدد الصماء ( نحن تحت رحمة غددنا الصماء )
-1- الغدة النخامية : تقع بين الأجزاء المركزية للمخ وتتكون من فصين أمامي وخلفي يفرز
مجموعة من الهرمونات منها هرمون النمو يعمل على نمو الجسم في
السنوات المبكرة من العمر ، ونقصها يؤدي إلى القصر الشديد والعكس
إذا هي تؤثر على الشخصية
-2- الغدة الدرقية : تتكون من فصين على جانبي القصبة الهوائية ، يختلف وزنها من شخص
إلى أخر، ويزيد وزنها عند المرأة الحامل ، مهمتها تحويل المواد الغذائية
إلى طاقة جسمية جديدة .
-3- البنكرياس : هو غدة كبيرة ، وزنها من 80 إلى 90 غرام ، تقع تحت المعدة وتفرز
الأنسولين ، الذي يحدد نسبة السكر في الدم .


← وراء كل سلوك دافع وقوة موجودة داخل كل فرد وهو موضوع هام في علم النفس ، المعالج النفسي يريد مثلا : معرفة الدوافع وراء المرض النفسي
تعريف : الدافع هو حالة داخلية تثير السلوك في ظروف معينة حتى ينتهي إلى غاية معينة مثل : الجوع مثير قوي ، يدفع الكائن الحي ليسلك سلوك بصورة ما لتخفيف حدة هذا المثير ، وهو أيضا عملية استثارة وتحريك السلوك بهدف معين وهو إشباع حاجات الإنسان .
- هل يمكن ملاحظة الدافع ؟ لا يمكن ، لأنه حالة داخلية ، ونستنتجها من خلال الاتجاه العام للسلوك الصادر عن الكائن الحي .
أهمية الدافع :
- لقد اتضح للعلماء أن القوة الدافعة للإنسان ليس الفكر وإنما الدوافع الأولية الداخلية وما ينشا عنها من ميول ورغبات و غرائز
- معرفة دوافع السلوك يؤدي إلى توسيع فهم الشخص لنفسه ولغيره من الناس
- معرفة الدافع تمكننا من التنبؤ بالسلوك وتوجيهه
شروط الدافع : باعتبار أن الدافع هو قوة كامنة لا تتحول إلى قوة فاعلة إلا إذا تحققت لها شروط داخلية وخارجية
1/ الشروط الداخليــة : نقصد بها العوامل التي توقض الإحساس النفسي بالحاجة
2/ الشروط الخارجية : نقصد بها تلك المنبهات التي يوفرها المحيط الخارجي ( جغرافي أو اجتماعي )

- إن كل من الشروط الداخلية والخارجية هي متكاملة فيما بينها والإحاطة بها تمكننا من التحكم في السلوك-

تتأثر الدوافع بعاملين - -- :مستوى الإشباع ودرجة الحرمان ، كلما تنقص درجة الإشباع هذه الحاجات كلما تزداد قوة الدافع –

ملاحظات :
- إن إرضاء الدافع تتخذ عدة أشكال مختلفة مثل دافع الجوع
- إن إشباع الدافع ليس بالأمر السهل فقد يجد الفرد عقبات كبيرة في طريقه ، وفي هذه الحالة يزداد الدافع قوة ويتضاعف الجهد المبذول للتغلب على العقبة
- لكن إذا كانت هذه العقبة صعبة أدى هذا إلى الاحتمالات التالية :
1- أن يدب اليأس في نفس الفرد ويصمد الدافع
2- أن يتخذ الفرد هدفا أخر أسهل منه

أنواع الدوافع :

1/ دوافـــع أولية فطريـة. : هي دوافع فطرية موروثة تولد مع الإنسان ، وهي عامة يشترك فيها أفراد النوع الواحد مهما
اختلفت البيئة ، يمارسها الإنسان دون أن يتعلمها من البيئة مثل : ( دافع التملك ، وهو ليس
غاية بل وسيلة لإشباع دوافع أخرى مثل :الشهرة والسيطرة )
2/ دوافع ثانوية مكتسبة. : هي عكس الفطرية ، تنمو مع الفرد ( هناك مجموعة كبيرة من الدوافع المكتسبة هي مشتقة
من الدوافع الأولية ) تكتسب من خلال تفاعلنا مع البيئة مثل : ( العادات )
الدوافع اللاشعوريـــــــــة : إن اللاشعور هو مجال يشغل حيز كبير من الحياة النفسية ، توجد فيه الرغبات تكون في حالة نشاط ولها تأثير على حياتنا الشخصية ، لكننا نجهل الكيفية التي تؤثر بها علينا ، فكثير من الذكريات تضل باقية في اللاشعور ، بواسطة الكبت : ( هو عملية دفاعية لاشعورية تستبعد الأفكار غير المقبولة والدوافع التي تؤلم الفرد ويمنعها من دخول حيز الشعور ، ولأنها لا تهدأ تحاول أن تعبر عن نفسها عن طريق الأحلام )
أحلام اليقظة : هي مجال تعمل فيه المكبوتات
النسيان اللاشعوري : تدفع إليه الرغبات المكبوتة ، و النزاعات الخفية ( من ينسى بعض المواعيد مع أصدقائه له الدلالة على عدم الاهتمام والرغبة في لقائهم ، كذلك زلات اللسان والقلم )
الأمراض والعقد النفسية : يفسرها فرويد ( بدوافع لاشعورية ، مثل عقدة النقص , التقمص ، التعويض )
عقدة النقص: هي التي تدفع الشخص إلى تعويض النقص ، قد يكون النقص في الجانب الاجتماعي أو الاقتصادي
عقدة التقمص : هو عملية لاشعورية حيث يتصور الشخص نفسه كما لو انه شخص أخر، وهو وسيلة دفاعية يلجا إليه الإنسان لإثبات نفسه ، أو للتشبه بصفات حسنة يراها في غيره فيرغب فيها
عقدة التعويض : هي وسيلة من وسائل الدفاع للتكيف ، يستخدمها الإنسان كتعويض لما يشعر به من نقص ، وهو وسيلة سليمة وضرورية لصحته العقلية ، لكنها تصبح خطيرة إذا أدت إلى سلوك هدام
تعديل الدوافع وتوجيهها : إن مرونة الدوافع الفطرية لدى الإنسان وقدرته على الاكتساب من التجارب السابقة وتأثير المجتمع فيه يعدل الكثير من دوافعه ن عن طريق تبديل المثير الطبيعي ، فبعد أن تكون الدوافع تستثار من الدوافع الفطرية تصبح استثارتها ممكنة بموضوعات أخرى غير المثيرات الفطرية مثل إن المعلم لا يثير الخوف لكونه إنسان ، لكن إذا كان يضرب الطفل يصبح مثير للخوف ، لان الضرب هو المثير الطبيعي للخوف ، والمعلم عندما يقترن بالضرب في ذهن الطفل يصبح مثير للخوف )
- تتعدل الدوافع بالطرق التوجيهية ومن بعضها :
- الإعلاء : هو السمو بدافع السلوك إلى المستوى الخلقي والاجتماعي مثل ( إعلاء دافع السيطرة بسلوك التفوق العلمي بدلا من التغريب والخروج عن النظام )
- الإبدال ( التحويل ) : نقل موضوع الدافع والانفعال من موضوعها الأول إلى موضوع أخر له صلة به ، من اجل التخفيف من حدة التوتر، لكن دون الافرط لكي لا نهرب من مواجهة الأمور
نظرية تدرج الحاجات
براهام ماسلو
- 1/ إن الإنسان كائن يشعر بحاجته لأشياء معينة مما يؤثر على سلوكه
- 2/ الحاجات الغير مشبعة هي المؤثرة في السلوك ، بخلاف الحاجات المشبعة
- 3/ ترتقي حاجات الفرد في شكل نظامي متدرج ومتتالي من الحاجات الأدنى إلى الحاجات الأعلى تباعا لأهميتها
- 4/ الحاجات التي يجد الفرد صعوبة في إشباعها تؤدي إلى الأم نفسية ، على شكل إحباط وتوتر
- 5/ تتوقف سعادة الفرد على مستوى الحاجات التي يستطيع إشباعها ، فكلما استطاع إشباع حاجات اكبر زادت سعادته
.
https://elhelmia.123.st/t601-topic









رد مع اقتباس
قديم 2012-11-21, 18:48   رقم المشاركة : 1259
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ahmedboulanwar مشاهدة المشاركة
السلام عليكم : اريد بحث حول تطور ونشأة علم النفس الاجتماعي

..
.نشأة وتطور علم النفس الإجتماعيشاطر.
hourilaz
.

hourilaz
ظيف عزيز




عدد المساهمات: 85
السٌّمعَة: 0
تاريخ التسجيل: 01/10/2009
العمر: 33
مساهمة رقم 1 نشأة وتطور علم النفس الإجتماعي
hourilaz في الثلاثاء نوفمبر 10, 2009 11:10 am
نشأة وتطور علم النفس الإجتماعي
مقدمة :بالرغم من أن التفكير العلمي بالنسبة للظواهر الاجتماعية لا يرجع الى عهد بعيد, فان المسائل التي تتعلق بحياة المجتمع ظلت تشغل عقول المفكرين منذ أزمنة بعيدة ,هناك الكثير من الباحثين السوسيولوجي من يرجع الدراسات الاجتماعية إلى أصول تاريخية ,فمنهم حتى من الغرب خلافا على العرب الذين يهتمون بتاريخ علم الاجتماع ,يرجعونه للعلامة ابن خلدون؛ الذي عرف بعلم الاجتماع البشري او العمران البشري .وآخرون يرون أن العالم الايطالي فيكو هو الأب الحقيقي لعلم الاجتماعة, الا ان كونت فرض نفسه أيضا باعتباره هو من أطلق المصطلح الحديث على هذا العلم (السوسيولوجي), لذالك وجب علينا كباحثين إن نقف على حقيقة هذا العلم وأيضا الإجابة على الأسئلة التالية:ما علم الاجتماع؟ وما هي موضوعاته ؟ ومن هم رواده ؟ وما هي الأسس المرجعية التي يستند إليها هذا العلم ؟
الفصل الأول :ماهية علم الاجتماع
1- التعريف اللغوي :سوسيولوجي كلمة مركبة من مقطعين :الأول لاتيني سوسيو ويعني اجتماع او رفقة والثاني يوناني لوقوس وتعني دراسة أو علم بذلك يتكون لدينا علم الاجتماع
2-اصطلاحا:هو الدراسة العلمية للمجتمعات, التي تعتمد على الملاحظة وتقرير الواقع ثم المقارنة والتفسير 3 – تعريفات إعلام الفكر الاجتماعي :
أ- "هو علم دراسة المجتمع هنري جيدنر"
ب- "هو علم المجتمع لستروا رد"
ت- "العلم الذي يحاول فهم الفعل الاجتماعي ماكس فيبر"
ث- "علم الظواهر الاجتماعية ادوارد"
ج- "العلم الذي يدرس التفاعلات الاجتماعية والعلاقات الإنسانية "
د- "هو العلم الذي يعنى بدراسة خصائص الجماعات البشرية والعلاقات بين إفراد هذه الجماعات "
ه- "وهو أيضا ذلك العلم التحليلي الذي يتناول الوقائع والنظم الاجتماعية بالدراسة والتحليل ثم يستخلص النتائج بشكل علمي" .
ثانيا :موضوع علم الاجتماع
ا-هو العلم الذي يدرس المشكلات الاجتماعية المستعصية مثل مشكلات الأسرة و البطالة و الانحراف ............
ب-دراسة النظم الاجتماعية التي تنشا عن حياة الإنسان داخل المجتمع و تحديد العلاقة بين النظم
ت-دراسة العمليات الاجتماعية
ث- دراسة الثبات لاجتماعي والتغير
ج- دراسة التراث الاجتماعي الثقافي للمجتمعات .
ثالثا أهداف علم الاجتماع :
أ‌- دراسة تستهدف كل الظواهر الاجتماعية والكشف عن الحقائق التي تربط الظواهر الاجتماعية بعضها البعض والوصول إلى قوانين عامة تحكمها
ب‌- إعطاء الإنسان القدرة على التحكم في الظواهر وظروف الحياة لاتزانه الشخصي والتكيف الجماعي
ت‌- السعي إلى تحقيق حياة أفضل والمساهمة الجماعية في بناء النظام الحضاري والصرح المعرفي
ث‌- معرفة التغيرات المؤقتة والدائمة للظاهرة الاجتماعية المدروسة
ج‌- معرفة التغيرات والتطورات من وفيات و مواليد والزيادات الديموغرافية .
الفصل الثاني : لمحة تاريخية عن الفكر الاجتماعي
أولا: في الحضارات القديمة :
تمهيد: إن المجتمعات التاريخية القديمة هي تلك المجتمعات التي خضعت للتطور الحضاري, وانتقلت في هذا السلم من حياة الترحال وعدم الاستقرار إلى حياة الاستقرار والتنظيم الاجتماعي, واستفادة من الخبرات الاجتماعية وتقدم النواحي التكنولوجية الفتية وخلفت آثارا حضارية مادية وكانت لها فلسفة اجتماعية وكونية وعرفت تقسيم العمل والتخصص الاجتماعي, وظهور الوعي بالفكر السياسي ونشأة الوحدة الاجتماعية الكبيرة للمجتمع المحلي في صورة قرية أو مدينة ويمتاز البناء الاجتماعي في هذه المرحلة بوضوح نظام التدرج الطبقي واستناد النظام السياسي والاقتصادي على أساس ديني ويعتبر هذا البناء الاجتماعي في مستواه العام، مرآة للمثل الاجتماعية التي يرتضيها المجتمع كأهداف غائية في العلاقات الإنسانية.
ا- الحضارة الفرعونية:إذا حللنا النظام السائد في مصر الفرعونية فنلاحظ أن البناء الاجتماعي لها كان يرتكز على تقسيم طبقي في قمة هذا البناء الطبقي يقوم الفراعنة لا باعتبارهم مجرد حكاما سياسيين أو رؤساء للدولة ولكن باعتبارهم آلهة لذلك فإنهم كانوا ا يجمعون في آن واحد بين السلطات الدنيوية والأخروية يلي هذه الطبقة طبقة الكهنة الذين يستمدون قداسة أعمالهم في المعبد وتفانيهم في خدمتهم لفرعون باعتباره الاها .ثم ياتي طبقة قوات الجيش وهم القائمون على حراسة الأماكن المقدسة ثم يلي طبقة الحرفيين والشيء الهام في هذا النظام هو الارتكاز على النظام الديني أما بالنسبة للأفكار لاقتصادية والسياسية فإنهم خلفو قدرا غير يسير فلقد أثبتت الوثائق التاريخية التي عثر عليها علماء الاثار ان الفكر الاجتماعي الفرعوني قد وعى بفكرة الملكية باعتبارها إحدى الحقوق القدسية الالهية فممتلكات المعابد من الأموال التي لا يجوز ملكيتها ملكية فردية ولكن ترجع الى الحق الالهي حسب مرسوم نقر كارع فالإله هو صاحب الملك والتصرف والكهنة هم من يقومون علبخدمة الاله اما بالنسبة للافكار القانونية فانها احتلت وضعا خاصا في التفكير الفرعوني فنجد كثيرا من الوصايا على اوراق البردي او النقش الت سطرت على جدران المعابد مضمونها يثبت مجموعة القوانين التي خلفتها المدنية المصرية حيث عرف الفراعنة كيف ينظمون حياتهم مثلا النظم الدستورية في عهد الاسرة الثالثة حيث وحدة مينا القوانين المصرية التي توضح نظم الملكية والارث والهبة والولاية والوصية...الخ
وكذلك المجموعة المعروفة باسم بوخوريوس مؤسس الاسرة الرابعة والعشرين ما نخلص إليه هو أن البناء الاجتماعي الفرعوني بالرغم من انه كان نظاما تيوقراطي وطبقي إلا انه كان نظاما متماسكا هذا لارتكازه على المحور الديني ونتيجة دعم الوحدة الاجتماعية والسياسية على مستوى الدولة ويعتبر الفكر الاجتماعي الفرعوني باكورة التفكير الاجتماعي العلمي لأنه يعكس أول مرحلة من مراحل النضج والوعي السياسي كان له فائدته التاريخية للإنسانية عامة .
ب- الحضارة الصينية :تنازع الفكر الاجتماعي الصيني القديم عدة تيارات متنافسة لعل أهمها الكونفوشيوسية والقانونية والتاوية والموتستية ,نأخذ على سبيل المثال الكونفوشيوسية حيث يعتبر الحكيم كونفوشيوس مؤسس أول مدرسة اجتماعية في الحضارات الشرقية القديمة أسهمت في كثير من الدراسات الاجتماعية والسياسية والأخلاقية وكانت لها أثارها العميقة في الحياة الفكرية والعلمية للصين قبل الثورة الشيوعية المعاصرة لان أراء كونفوشيوي ارتكزت على تمجيد النظام الإقطاعي وتقميته واتخاذه أساسا للبناء الاجتماعي والتنظيم الاقتصادي والسياسي ,فالمجتمع في نظر كونفوشيس لابد ان يكون مجتمعا طبقيا يضع في الاعتبار الأول صيانة حق الملكية وهي رد فعل عنيف ضد ما انتشر في أيام كونفوشيوس من أراء فوضوية أدت إلى انتشار حالة من الاضطراب وعدم الطمأنينة وكان لا بد من مواجهة هذه الحالة سياسة اجتماعية وإصلاحية هدفها إحياء التقاليد على أساس تدعيم النظام الطبقي الصيني القديم حيث كان يجلس في قمة الهرم الإمبراطور وأسرته ثم يليه الأحرار فالنبلاء والإشراف ثم في أخر درج السلم الاجتماعي السوقة وعامة الشعب ان من التقاليد الراسخة لدى الصينيين في فكرهم الاجتماعي القديم أن يحفظوا للأباطرة مكانتهم الدينية وأحقيتهم السلطوية لان العناية الإلهية فوضتهم بمهام مناصبهم نظرا لمواهبهم وقدراتهم العقلية ومواقفهم الخيرة وهم يظلون في مراكزهم طالما ظلوا متمسكين بالقانون الأسمى إذن فلسفة كونفوشيوس ترى أن النظام الاجتماعي الناجح هو الذي يقوم على أساس ديني و أن العلاقات لاجتماعية لابد أن تستمد من الإله الأعظم أما التخطيط التربوي والنظام التعليمي هو الطريق الوحيد إلى الفضيلة حيث أنشا مدرسة في كل قرية يقطنها 25 ألف ساكن وانشأ جامعة في كل مقاطعة أهم القواعد التي أشار إليها كونفوشيوس في المجال التربوي وجوب القائمين على شؤون التعليم التعرف ميول الطالب وقدراته الطبيعية وكان يرى أن يكف المدرسون عن طريق التدريس التي تحول الطلبة إلى مجرد آلات تحفظ الدروس بلا وعي ولا فهم .
ج-الحضارة اليونانية :يزعم كثير من مؤرخي الفكر اليوناني إن أول من وجه الفكر الإنساني المنظم لشؤون النسا الاجتماعية هو الفيلسوف الإغريقي في سقراط الذي ينتمي إليه عادة الفكر الإنساني لأنه أول من دشن التأمل الفلسفي في الطبيعة ونادي للمعرفة المحضة الخالية من شوائب الميتافيزيقا حيث يعتبر أول من انزل الفلسفة من السماء إلى الأرض ومن بواكير ما سجل الفكر اليوناني قصيدة نيوجيس المجاري التي تعتبر أول عمل اجتماعي حيث إشارة الى المثل العليا التي تتمثل في بر الوالدين والأقربين
كما يعتبر المفكر لاجتماعي فيكو ثيوسيد أول من أرخ للحرب الشهيرة التي تعرف بحرب الالبلبونيز حيث عرضها تحليل للقوى المتصارعة في تلك الآونة ومفسرا عوامل تدمير العالم الهي ليني لذاته وحضارته كما لا نمهل إسهامات التفكير الاجتماعي عند جماعة السوفسطائييين لأنها توضح مركزهم ودورهم الفكري ومجهودهم العلمي حيث ارسوا ارضية صلبة لفلاسفة الإغريق مثل أفلاطون واسطوا .
إن الفكر الاجتماعي الإغريقي الطوباوية عند افلاطون انطوى على تصورات ذهنية وتطلعات مثالية حيث يرى افلاطون إن المدينة في إبعادها ليست إلا تجسيدا للمجتمع الكبير على ان هذا لا يعني بحال من الأحوال إن التراث الفكري الاجتماعي اليوناني كان يخلو في هذه المرحلة من تحليل دقيق لمظاهر الحياة الاجتماعية فمثلا التدرج الهرمي البنائي حيث صور افلاطون المدينة الفاضلة وكأنها ارتكزت على ثلاثة طبقات متدرجة هرميا لكل طبقة وظائفها المتخصصة ,طبقة الحكام تتولى سياسة أمور الدولة العليا ثم يليها طبقة الجند التي تقةم بواجب حماية مصالح الطبقة الحاكمة ثم طبقة العمال من فلاحين وصناعيين تعمل توفير حاجيات الشعب.
وكذلك تصورات ذهنية حول أمور التنظيم والإدارة حيث جسد تصورات للتخطيط والتنظيم الاجتماعي المرتكزة على أساس فلسفة أخلاقية .
خلاصة القول إن الحكيم أفلاطون صاحب الجمهورية جسد فيها فلسفته المثالية لا يمكن للمجتمع تحقيقها لأنها بعيدة كل البعد عن الواقع الاجتماعي مما جعله نموذجا فريدا طوبا ويا . أما تلميذه أرسطو فكان عكس أستاذه فقد انطوت أفكاره الواقعية على عديد من المبادئ الاجتماعية التي تعتبر مسلمات كلاسيكية مثل الإنسان حيوان اجتماعي سياسي بمعنى ان لا يمكن إن يعيش منفصلا عن المجتمع ,الأسرة هي الخلية الأساسية الاجتماعية التي تقوم على أساس التعايش الزوجي وبتعدد الأسر والعائلات تولدت القرية وبتعدد القرى تنشا المدينة كوعاء للبناء الاجتماعي الطبقي الذي يرتكز أساسا عادى التخصص المهني الجماعي وعلى التساند والتكامل الاجتماعي والدولة هي الإطار السياسي وهي كهيئة تنظم حياة المواطنين وتحمي القوانين وتصون العدالة .ما يعاب على أرسطو هو انه لم يدخر جهدا في دراسة وتحليل العوامل التي تؤدي إلى تقويض هذا البناء أو اضمحلاله لأنه بناء طبقي حيث توزع له الملكيات والمراكز توزيعا غير عادل .
ثانيـــا:الفكر الاجتماعي عند المسلمين :
ظلت الآراء المثالية خلال العصور الوسطى حتى ظهور الإسلام وتناول بتعاليمه الحياة الاجتماعية ونظمها ,فأفسح المجال للمفكرين المسلمين باب الاجتهاد الفكري ,وظفرت الأبحاث الاجتماعية حينئذ من العناية والالتفات ,ومما ساعد على ذلك قوة الصلة الروحية التي ربطت بين المجتمعات الإسلامية بالرغم من اختلاف عاداتها ولغات ,وقد تنقل كثير من مفكري الإسلام بين إقليم وأخر في إنحاء العالم الإسلامي المترامي الأطراف فاكتسبوا من التجارب والخبرة ماعدتهم على تفسير ما شاهدوه من ظواهر اجتماعية ,ومن بين المفكرين الاجتماعيين الذين كانت لهم إسهامات كبيرة في الفكر الاجتماعي الفيلسوف الفارابي صاحب المدينة الفاضلة) وكذلك أبو حامد الغزالي وغيرهم ,كانت أفكارهم وأرائهم اقرب إلى الأخلاق الاجتماعية منها إلى علم الاجتماع وكانت أرائهم طوباوية ينشدون فيها إلى السعادة والخير الأسمى ...
إلا أن الفكر الاجتماعي ظل في القرون الطوال على هذه الطريقة حيث انتهى فيها البحث الذي الأسس العلمية لعلم مستقل على يد المفكر الإسلامي والعلامة عبد الرحمان ابن خلدون
ثالثــــا :الفكر الاجتماعي في القرنين 17-18 اقتصر الفكر الاجتماعي في المسائل الحياتية بعد ابن خلدون على تقويم بعض الآراء و الأفكار المثالية المدينة الفاضلة ومن أمثلة هذا التفكير (كتاب اليوتوبيا لتوماس مور ) واليوتوبيا معناها البلد الذي لا وجود له الا في الخيال وقد قصد مور نقد الحياة الاجتماعية في عصره والدعوة إلى الإصلاح كما بين فيه الفساد الأخلاقي في المجتمع الانجليزي وذالك عن طريق المقارنة بين هذه الأخلاق و الأخلاق السائدة في مدينة أحلامه فهو يسخر من الثروة ولا يعتقد أنها تحقق السعادة لان الثروة تفسد طبائع البشر وتدفعهم إلى التقاتل والى الحروب حيث يسخر مور من الحكام الذين يعاقبون السارق دون توفير العمل الشريف له , ان الفكر الاجتماعي في القرن 17 لم يقرر من وجهة نظر غائية وجل النظريات وأشهرها ارتكزت على نشدان نظام المدينة الفاضلة.
أما أصحاب العقد الاجتماعي منهم الفيلسوف الانجليزي توماس هوبز صاحب الكتاب المشهور (حرب الكل ضد الكل )الذي كان يرى أن الإنسان أناني بطبعه وان قانون الطبيعة هو القانون السائد أي أن طبيعة الإنسان تنطوي على الغدر والتربص لان الإنسان ذئب لأخيه الإنسان وعليه فطبيعة الغاب طبيعة متأصلة فيه واجتماعية الإنسان في الأخير ماهية إلا حيلة من ذكاء الإنسان اهتدت إليها لتكوين المجتمع لذلك يستدعي على الحكام أن يكونو ذوو سلطات مطلقة لكي يجعلوا ا الناس يرهبونهم ويخشوهم .
أما جون جاك روسو فكان عكس هوبز حيث ردد أن حياة المجتمع ليست من فطرة الإنسان وإنما اهتدى إليها بحكم حاجته إلى الاستقرار لذلك فقد صور روسو الحياة الإنسانية الأولى على أنها حالة شقاء يسودها النزاع والصراع وعدم الاستقرار حيث يعتقد روسو أن الإنسان طيب بفطرته وهو مجبور على حب الخير ولهذا فقد عارض روسو لهذه النظرية الاتجاه العام السائد في فلسفة القرن 18.
ما يعاب على أصحاب نظرية العقد الاجتماعي كما بين علماء الاجتماع الحديث هو ان الاساس والقاعدة التي تسير عليها الكائنات .
أما مونتسكيو صاحب كتاب روح القوانين فهو يعتبر فتحا جديدا في دراسة الظواهر التشريعية ومعرفة أصولها التاريخية لان القوانين ضرورية وهي تستمد أساسا من طبيعة الناس ومن بيئاتهم الاجتماعية حيث وهي تستمد أساسا من حيث يعتبر كتاب هذا رد فعل عنيف على فلسفة هوبز المتشائمة .
الفصل الثالـث :نشأة علم الاجتماع (الرواد و النظرية )
أولا : الرواد الأوائل :
أ-ابن خلدون : ( 1332_1406 )
مؤرخ و فيلسوف وعالم اجتماع ورجل دولة وسياسي عربي، درس المنطق والفلسفة
والفقه والتاريخ، عين واليا" (وزيرا") للكتابة ثم سفيرا" ثم رحل إلى مصر في مرحلة
ثالثة ودرس في الأزهر، وتولى قضاء المالكية فيه حتى توفي.وقام ابن خلدون بدراسة
تحليلية لتاريخ العرب والدول الإسلامية، وعرض محتويات الأحداث التاريخية على معيار
العقل حتى تسلم من الكذب والتزييف، فكان بذلك مجدداً في علم التاريخ.
عمل ابن خلدون دراسة تحليلية
و بخصوص المجتمع والعصبية والدولة, يقول ابن خلدون في الباب الثالث من مقدمته في
الفصل الرابع عشر بعنوان(فصل في أن الدولة لها أعمار طبيعية كما الأشخاص) ويقول: ((
اعلم ان العمر للأشخاص على ما زعم الأطباء والمنجمون أربعون سنة. والدولة في الغالب
لا تعدو أعمار ثلاثة أجيال. والجيل هو عمر شخص واحد من العمر المتوسط. فيكون أربعين
هو انتهاء النمو والنشوء إلى غايته))، ويقول ابن خلدون: وأنا عمر الدولة لا يعدو في
الغالب ثلاثة أجيال:لان الجيل الأول: لم يزل على خلق البداوة وخشونتها ووحشها من
شظف العيش والبسلة والافتراس والاشتراك في المجد، فلا تزال بذلك صورة العصبية
محفوظة فيهم. والجيل الثاني: تجول حلهم من البداوة إلى الحضارة، ومن الاشتراك في
المجد إلى انفراد الواحد به وكسل الباقين عن السعي فيه ومن عز الاستطالة الى ذل
الاستكانة، فتنكسر صورة العصبية بعض الشئ وتؤنس منهم المهانة والخضوع. وأما الجيل
الثالث: فينسون عهد البداوة وكأنها لم تكن ، ويفقدون حلاوة العز والعصبية بما فيهم
من ملكة القهر، ويبلغ فيهم الترف غايته بما تقننوه من النعيم وغضارة العيش ، وتسقط
العصبية بالجملة، وينسون الحماية والمدافعة والمطالبة، فيحتاج صاحب الدولة حينئذ
إلى الاستظهار بسواهم من أهل الخبرة، ويستكثر بالموالي ويصطنع من يغنى عن الدولة
بعض الغناء، حتى يأذن الله بانقراضها، فتذهب الدولة بما حملت..
يفترض ابن خلدون أن الاجتماع الإنساني ظاهرة طبيعية منتظمة،
لها أسسها و قوانينها، كما يقول بتغير هذه المجتمعات من حالة البداوة للحضر، وبهذا
يصنف المجتمعات الإنسانية على أساس التباين في العيش.
فالبداوة ترتبط بالاعتماد الكلي على الحيوان كمصدر أساسي للعيش، وبهذا النمط في العيش بناءا"
اجتماعي قبلي متنقل، وقيام قيم ومعايير سلوكية أساسها الصلات القرابية، وما تفرزه
من عصبية ترابطية. وثم تؤدي الحاجات إلى ضبط العلاقات داخل الجماعة ، وتؤدي الى
ظهور نوع من السلطة، تقوم شرعيتها على تقاليد وأعراف الجماعة ، وقد تمثلت هذه
السلطة في سلطة مجالس الكبار وظهور الرياسة ممثلة في شيخ القبيلة، ولا تكون السلطة
هنا إلا في إطار العصبية القرابية، ومع التطور دخلة الزراعة ، وبدأت أوجه
الاستقرار، وإمكانية الفائض في الإنتاج مما يفسح المجال لتقسيم العمل والتخصص
وتنجلي هذه التغيرات بوضوح بدخول الصنائع والتجارة ،الأمر الذي يترتب عليه تحول
المجتمع إلى مجتمع حضري ويترتب هذا بظهور الدولة.
ب- اوجست كومبت : ولد ( كونت ) بمدينة (مونبليه) الفرنسية لوالدين كاثوليكيين، التحق بمدرسة الفنون التطبيقية بباريس عام 1813م. وفي عام 1816م تزعم حركة عصيان قام بها الطلاب، فصل عقبها من المدرسة. واصل دراسته إلى أن عين معيدا في مدرسة الهندسة، ثم عمل سكرتيرا للكاتب الاشتراكي المعروف (سان سيمون).
وفي عام 1825م تزوج من كارولين ماسان ... بدا في عام 1826م إلقاء سلسلة من المحاضرات العامة في الفلسفة الوضعية، ثم أصيب بمرض عقلي جعله ينقطع عن مواصلة محاضراته، وأفضى به إلى محاولة الانتحار غرقا في نهر السين.
ثم عاد مابين 1830 – 1843م إلى إلقاء محاضراته التي كان قد انقطع عنها، وفيها قدم تصوراته للمعرفة والعلوم، وحاول من خلالها وضع أسس علمه الجديد الذي أطلق عليه في بادئ الأمر (الفيزياء الاجتماعية) ثم عاد تجنبا لتكرار هذا الاسم الذي سبقه إليه (كتيلييه) فوسم العلم الجديد باسم (علم الاجتماع).(1)
ويعد (كونت) ابن عصر التنوير، جرى على تقليد وتراث فلاسفة التقدم في أواخر القرن الثامن عشر، من أمثال تيرجو، وكوندرسيه، ولقد فزع كونت من الاضطرابات التي عانى منها النظام الاجتماعي، ومن ثم جد في طلب النظام والتضامن. ويهمنا هنا التنويه بأنه كان ليبراليا وتأثر بآدم سميث وكانط.(2)
وأما عن النسق المجتمعي العام، الذي عاش خلاله (كونت) وتحرك فيه، وجمع منه ملاحظاته، وكون توجهاته، فبالإمكان القول بأنه ولد في أوقات الثورة الفرنسية، وقبل التمهيد لدكتاتورية حكم الفرد، وأدرك سنوات الصبا والشباب في فترة نمت فيها الإمبراطورية الفرنسية 1804 – 1815م، وعاصر الأزمات التي واجهت هذه الإمبراطورية والتي انتهت بغزو فرنسا 1812 – 1814م وبين هذه السنوات عايش أيضا ما وصفه المؤرخون بالإرهاب الأبيض، بعد عودة الملك إلى باريس سنة 1815م، حيث قتل كثيرين من رجال الثورة القدامى ومن أنصار (بونابرت)، ولم تتردد وقتها حكومة الملك العائد في الانتقام من رجال العهد الماضي، خاصة أولئك الذين حنثوا في يمين الولاء للملك لويس الثامن عشر والذين انضموا إلى نابليون. وفي وسط أمواج الإرهاب العاتية تم في أغسطس 1815م انتخاب المجلس الوطني الأول، الذي سمحت الظروف بدخول عدد كبير من مؤيدي الملكية العائدة إليه، وهم الذين عرفوا باسم الملكيين المتطرفين، وبلغوا في حماستهم للملكية حدا جعل الملك يطلق على مجلسهم اسم (المجلس المنقطع النظير) وما بين 1816 – 1818م كانت الساحة السياسية تجمع ثلاثة أحزاب أساسية: حزب اليمين ويضم الملكيين المتطرفين والذين رفعوا شعار (الحرب ضد الثورة)، وحزب الوسط من الملكيين المعتدلين الذين حاولوا التوفيق بين الملكية والثورة، وأخيرا حزب اليسار من الأحرار. وكان أكثر هذه الأحزاب سطوة حزب اليمين الذي كان برنامج عمله يتوجه بقوة نحو إحياء النظام القديم، مع بعض التعديلات التي تتواءم مع مصالح النبلاء والأشراف. وكان من بين أساليب الحزب في تدعيم هذا التوجيه إعادة الكنيسة الكاثوليكية إلى سابق سطوتها، وعقد حلف وثيق بينها وبين الدولة، أتاح للكنيسة أن تستعيد أملاكها السابقة، وإشرافها على التعليم. ومع كل هذا وإضافة إليه قدر (لكونت) أن يعايش ثورتي 1830،1848 وهما من الثورات الهامة في تاريخ فرنسا الحديث، بغض النظر عن جوانب الإخفاق أو النجاح فيهما.
ت- ايميل دوركايم : موضوع علم الاجتماع عند دور كايم هو الوقائع الاجتماعية، الممثلة في رأيه بالنظم الاجتماعية، وليس الافراد أو ما يرتبط بهم من حوافز ودوافع. ان منهج دور كايم مستند على الناحية الوظيفية التي تحافظ على النظام الاجتماعي واستقراره، هذا بالإضافة الى استخدام البحث الاجتماعي الإحصائي فيدراسته المتعمقة و الدقيقة عن الانتحار في مختلف فئات الشعوب. مؤكدا" ان الانتحار ظاهرة فردية ترجع الى الفروق الفردية للأفراد والتي تنجم عن القوى والخصائص الاجتماعية التي تؤثر على وعي السلوك وتصرفات وقيم مواقف الافراد. لذلك فان ظاهرة الانتحار بالرغم من انها فردية إلا انها مسألة اجتماعية تفسرها التصورات الجمعية. ان عوامل التغير الاجتماعي:كان دور كايم يعزو التطور الاجتماعي الى ثلاثة عوامل: كثافة السكان،وتطور وسائل المواصلات، والوعي الاجتماعي. ويتميز كل مجتمع بالتضامن الاجتماعي. وقد كان التضامن في المجتمع
البدائي تضامنا" ((آليا")) اذ كان يقوم التضامن على روابط الدم، ويتميز هذا النوع
بأنه بسيط غير معقد التركيب، وغير مميز الوظائف، وكما ان الدين هو أقوى مظاهر
الحياة الجمعية في هذا الشكل من المجتمعات ويغلب على هذه المجتمعات سيادة العرف
والتقاليد والخضوع لسلطات العادات الاجتماعية ويسمي دور كايم هذه المجتمعات((
بالبدائية)). وأما المجتمع الحديث فالتضامن ((عضوي))،اذ يقوم على تقسيم العمل،أي
على التعاون الطبقي لكسب ضرورات الحياة،وتتصف هذه المجتمعات بأنها معقدة التكوين
حيث تتوزع فيها الوظائف والأعمال وتزيد درجات التخصص ويصبح الفرد أداة من أدوات
النتاج وعنصرا" من العناصر الاجتماعية ويغلب على هذه المجتمعات سلطة القانون
وهو عالم اجتماع وفيلسوف وضعي فرنسي
تلميذ لكونت، وكان أستاذا" في جامعة السوربون، وكان يعتقد انه يتعين على علم
الاجتماع ان يدرس المجتمع كنوع خاص من الواقع الروحي، وتختلف قوانينه عن قوانين علم
النفس الفردي.وعنده ان كل مجتمع يقوم على الأفكار الجماعية المتفق عليها اتفاقا"
مشتركا"،و يعتبر اميل دور كايم مؤسس علم الاجتماع الحديث والممهد لنقل النظرية
الاجتماعية الغربية من وضعية كونت الى أعتاب الوضعية.بذل اميل دور كايم جهدا"
لتحديد علم الاجتماع،والتأكيد على طابعه النوعي الذي يميزه من العلوم الطبيعية من
جانب، وعن علم النفس من جانب آخر. وتحديد خصائص الظاهرة الاجتماعية بوصفها الموضوع
الأساس للبحث الاجتماعي. ومن مؤلفاته الرئيسية: ((حول تقسيم العمل الاجتماعي1893))
، ((قواعد المنهج في علم الاجتماع 1895)) ، ((الاشكال الاولية للحياة الدينية
1912)).
ث- ماكس فيبر (1864 – 1920م ) : وُلد ماكس فيبر في الثاني والعشرين من شهر نيسان/ابريل عام 1864 في مدينة إيرفورت (ولاية تورينغن) وترعرع في عائلة محافظة. وبعد أن أنهى دراسته، التحق عالم المستقبل بجامعات عديدة في برلين وهايدلبرغ ودرس علوم الحقوق والفلسفة والتاريخ والاقتصاد القومي. وعند بلوغه سن الثلاثين دُعي فيبر للعمل كبروفسور في كلية الاقتصاد القومي في جامعة فرايبورغ (جنوب ألمانيا). وبعد ذلك، انتقل الى جامعة هايدلبرغ. ولكنه بعد انتقاله الى هذه الجامعة العريقة، أُصيب بمرض نفسي أجبره على مزاولة عمله على مدى سبع سنوات بشكل متقطع. وكان عام 1904 بمثابة ولادة جيدة لفيبر، فقد بدأ من جديد بنشر أعمال كان أهمية كبيرة في مجال علوم الاجتماع والفلسفة والاقتصاد. وفي عام 1909 شارك فيبر في تأسيس الجمعية الألمانية لعلوم الاجتماع. ومن ثم بدأ فيبر عام 1913 بكتابة أحد أهم أعماله وهو "الاقتصاد والمجتمع" والذي نُشر لأول مرة عام 1922، أي بعد وفاته. وبدأت تظهر اهتمامات فيبر بالأمور السياسية الراهنة عام 1915. هذا ويُعتبر فيبر أحد المؤسسين للحزب الديمقراطي الألماني عام 1919. وفي نفس العام كتب عملين مهمين هما "العلم كمهنة" و" السياسة كمهنة".
صحيح أن رائد علم الاجتماع ألّف أعمالا كثيرة، ولكن أبرز هذه الأعمال وأكثرها تأثيرا في الفكر الاجتماعي كان كتاب "الأخلاق البروتستانتية وروح الرأسمالية" وبحسب المؤرخين، فإن هذا الكتاب كان قراءة لدور القيم الدينية في ظهور قيم وأخلاق العمل في المجتمعات الصناعية الجديدة التي كانت أساس ظهور النظام الرأسمالي. وتأتي أهمية دراسات وأطروحات فيبر من اهتمامه منقطع النظير بفلسفة العلوم الاجتماعية ومناهجها. وفي هذا الخصوص، استطاع العالم تطوير المفاهيم والجوانب التي أصبحت بعد وفاته من ركائز علم الاجتماع الحديث. ومن أهم المصطلحات التي أثرى بها علم الاجتماع وتعتبر جزءا مهما منه ومرجعا كبيرا للمهتمين بهذا العلم الإنساني هي "العقلانية" و"الكاريزما" و"الفهم" و"أخلاق العمل".
الفصل الرابــع : مجالات علم الاجتماع
أولا علاقة علم الاجتماع بالعلوم الاخرى:
ا-علاقته بعلم الاقتصاد :يعتبر الإنتاج والتوزيع في مقدمة اهتمامات علم الاقتصاد لذلك يصب اهتمامه على علاقات ومتغيرات اقتصادية خالصة كالعلاقة بين العرض والطلب وارتفاع الأسعار وهبوطها... الخ. ولكن بالرغم من تضييق مجال علم الاقتصاد إلاّ ان ذلك أعطاه قدرة على معالجة ظواهره بطريقة منظمة وحدد مصلحاته ومقاييسه ومبادئه الأساسية بدقة متناهية، بل ان قدرة هذا العلم على تحويل النظرية الاقتصادية إلى التطبيق العملي جعله مساهماً أساسيا في رسم السياسات العامة. وبالرغم من ذلك فان التشابه بين علمي الاقتصاد والاجتماع نجده في طابع التفكير، فالاقتصادي كالاجتماعي يهتم بالعلاقات بين الأجزاء والسيطرة والتبادل والمتغيرات، ويستعين بالطرق الرياضية في تحليل بياناته
.علاقته بعلم السياسة: التكيف السياسي مع المجتمع هو صيرورة ترسيخ المعتقدات والمتمثلات المتعلقة بالسلطة وبمجموعات الانتماء. فليس هناك من مجتمع سياسي يكون قابلاً باستمرار للحياة من دون استبطان حد أدنى من المعتقدات المشتركة المتعلقة في آن واحد بشرعية الحكومة التي تحكم، وبصحة التماثل بين الإفراد والمجموعات المتضامنة. يهمُّ قليلاً أن تكون هذه المعتقدات ثابتة أو لا في حجتها، إذ يكفي إن تنتزع الانتماء(16).فدراسة التكيف السياسي مع المجتمع يجب ان يُنظر لها من مظهر مزدوج كيف يمكن بمساعدة تصورات ملائمة عرض هذه المعتقدات والمواقف والآراء المشتركة بين كل أعضاء المجموعة أو جزء منها؟ وكيف يمكن التعرف على صيرورات الترسيخ التي بفضلها يجري عمل التمثل والاستبطان؟
ومن هنا، نجد أن علم الاجتماع يهتم بدراسة كافة جوانب المجتمع بينما علم السياسة يكرس معظم اهتماماته لدراسة القوة المتجسدة في التنظيمات الرسمية. فالأول يولي اهتماماً كبيراً بالعلاقات المتبادلة بين مجموعة النظم (بما في ذلك الحكومة)، بينما الثاني يهتم بالعمليات الداخلية كالتي تحدث داخل الحكومة مثلاً، وقد عبَّر ليبست (lipset) عن ذلك بقوله: «يهتم علم السياسة بالإدارة العامة، أي كيفية جعل التنظيمات الحكومية فعالة،اما علم الاجتماع السياسي فيعنى البيروقراطية، وعلى الأخص مشكلاتها الداخلية». ومع ذلك فان علم الاجتماع السياسي يشترك مع علم السياسة في كثير من الموضوعات بل إن بعض العلماء السياسيين بدأوا يولون اهتماماً خاصاً بالدراسات السلوكية ويمزجون بين التحليل السياسي والتحليل السوسيولوجي(18
علاقته بعلم التاريخ :إن تتبع التاريخ للأحداث التي وقعت، هو في حد ذاته ترتيب وتضيق للسلوك عبر الزمن. وبينما يولي المؤرخون اهتماماتهم نحو دراسة الماضي ويتجنبون البحث عن اكتشاف الأسباب (باستثناء فلاسفة التاريخ)، فان علماء الاجتماع يهتمون بالبحث عن العلاقات المتبادلة بين الاحداث التي وقعت وأسبابها. ويذهب علم الاجتماع بعيداً في دراسة ما هو حقيقي بالنسبة لتاريخ عدد كبير من الشعوب ولا يهتم بما هو حقيقي بالنسبة لشعب معين.والمؤرخون لا يهتمون كثيراً بالأحداث العادية التي تتخذ شكلاً نظامياً كالملكية او العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة كالعلاقة بين الرجل والمرأة مثلا، بينما هي محور إهتمامات علم الاجتماع. إلاّ ان هذه الاختلافات لم تمنع بعض المؤرخين أمثال روستو فتزيف (Rostovtzev) وكولتن (coulton) وبوركهارت (burkhardt) من ان يكتبوا تاريخاً اجتماعياً يعالج الأنماط الاجتماعية والسنن والأعراف والنظم الاجتماعية الهامة(19).ولقد كان ابن خلدون واضحاً في تعريفه لعلم التاريخ عندما ربط الحاضر والماضي بطبيعة «العمران والأحوال في الاجتماع الإنساني» وجعل منه علماً «شريف الغاية، اذ هو يوقفنا على أحوال الماضيين من الامم في اخلاقهم»(20)
علاقته بعلم النفس
:يُعرَّف علم النفس بأنه علم دراسة العقل أو العمليات العقلية وبالتالي فهو يتناول قدرات العقل على إدراك الأحاسيس ومنحها معاني معينة ثم الاستجابة لهذه الأحاسيس العقلية كالإدراك والتعرف والتعلم.كما يهتم بدراسة المشاعر والعواطف والدوافع والحوافز ودورها في تحديد نمط الشخصية.وبينما يعد مفهوم «المجتمع» أو النسق الاجتماعي محور علماء الاجتماع فان مفهوم «الشخصية» محور علماء النفس الذين يعنون بالجوانب السيكولوجية أكثر من عنايتهم بالجوانب الفسيولوجية. وبهذا فان علم النفس يحاول تفسير السلوك كما يبتدي في شخصية الفرد من خلال وظائف أعضائه وجهازه النفسي وخبراته الشخصية. وعلى العكس يحاول علم الاجتماع فهم السلوك كما يبتدئ في المجتمع وكما يتحدد من خلال بعض العوامل مثل عدد السكان والثقافة والتنظيم الاجتماعي.ويلتقي علمي النفس والاجتماع في علم النفس الاجتماعي الذي يهتم من الوجهة السيكولوجية الخالصة بتناول الوسائل التي من خلالها تخضع الشخصية أو السلوك للخصائص الاجتماعية او الوضع الاجتماعي الذي يشغله. ومن الوجهة السوسيولوجي في توضيح مدى تأثير الخصائص السيكولوجية لكل فرد أو مجموعة معينة من الأفراد على طابع العملية الاجتماعية(21).ويؤكد هومانز (Homans) في كتابه عن السلوك الاجتماعي أهمية الدوافع النفسية المفروضة على الجماعات في تفسير بناء الجماعة، ويتضمن ذلك النشاط والتفاعل والمعايير والعواطف التي تنشأ عمّا هو اجتماعي. وهو بذلك يركز على أشكال السلوك الاجتماعي التي تختلف باختلاف المجتمعات والثقافات
ثانيا :ميادين علم الاجتماع :
1-علم الاجتماع الديني: يتناول علم الاجتماع الديني بالتقصي والتحليل النظم والتيارات الدينية السائدة في المجتمعات الإنسانية على اختلاف العصور، واختلاف البيئة الاجتماعية لمجتمع ما في نمط معيشته أو في طبيعة العلاقات الاجتماعية فيه على السواء. ولأن علم الاجتماع الديني يرى في المجتمع العوامل التي تحدد شكل الأديان ووظائفها، لذا فإنه يعني تباين أثر العوامل الاجتماعية، وارتباطها مع الدين بصفته ظاهرةً لايخلو منها أي مجتمع.
2-علم الاجتماع الريفي: يهتم علماء الاجتماع الريفي بدراسة العلاقات الاجتماعية القائمة في الجماعة الإنسانية التي تعيش في بيئة ريفية ويدرسها من حيث طبيعتها إذ تواجه الجماعة الريف وجهاً لوجه. إنه يبحث في خصائص المجتمعات الريفية من حيث نمط المعيشة أو نظام الإنتاج السائد بوصفه أكثر بدائية، كما يعنى بتحليل العلاقات الاجتماعية الأولية، والرباط العائلي (رباط الدم أو الزواج الداخلي)، ويحدد السمات والمميزات التي تميز المجتمعات الريفية من المجتمعات الحضرية. إن هذه السمات كانت منطلقاً لعلماء الاجتماع في دراستهم حين حددوا موضوع علم الاجتماع الريفي، وأبرزوا الصفات المحلية لهذا المجتمع من عوامل وتفاعلات اجتماعية، ويتقبل بعضها التقدم ويرفضه بعضها الآخر ويعوقه. ومع أنه، من الناحية النظرية، يدرس أسس البنيان الاجتماعي الريفي، إلا أنه، من الناحية التطبيقية، يستخدم المعلومات التي جمعت عن السكان الريفيين لتحديد المشكلات التي تعوق نموهم وتقدمهم، لإيجاد الوسائل الكفيلة بحل مجمل المشكلات التي يعانون منها ولتحسين مستوى الحياة الاجتماعية الريفية، وأخيراً لرسم سياسة اجتماعية تعمل على رفع إسهام الريف بيئة وسكاناً في الفعاليات الاجتماعية والاقتصادية وغير ذلك
3-علم الاجتماعي السياسي: يهتم علم الاجتماع السياسي بأثر المتغيرات الاجتماعية في تكوين بنية السلطة السياسية وتطور أنظمة الحكم في المجتمع، فالنظم الاجتماعية من وجهة نظر علم الاجتماع السياسي ليست إلا عوامل متغيرة (أو متحولات) أو عوامل مسببة، وما أمور السياسة وشؤونها غير عوامل تابعة، تتأثر بالعوامل الاجتماعية وتتغير بتغيرها. وعلى هذا فإن أي فهم دقيق للنظم والمؤسسات السياسية يتطلب تحليلاً لمرتكزاتها الاجتماعية ورصداً لعناصر التغير في المجتمع.
4-علم الاجتماع الصناعي: يعنى علم الاجتماع الصناعي بالبناء الاجتماعي للتنظيمات الصناعية من جهة وبالعلاقات والتفاعلات الحادثة بين هذه التنظيمات والبناء الاجتماعي الكلي من جهة أخرى، ويهتم علم الاجتماع الصناعي بكيفية ارتباط نسق اجتماعي فرعي، بالأنساق الفرعية الأخرى (أي النظم الاجتماعية الأخرى)، ويهتم علم الاجتماع الصناعي كذلك بالكيفية التي يبنى بها النسق الاجتماعي الفرعي، كما يهتم كذلك بالكيفية التي يصبح بها الأشخاص مناسبين للأدوار التي يقومون بها. ويشتمل النسق الاجتماعي في هذه الحالة على الأنساق الاجتماعية الفرعية، الأسرية والسياسية والدينية والتربوية والطبقية والقيمة وغيرها من الأنساق الفرعية الأخرى التي ترتبط بالنسق الاجتماعي الاقتصادي الصناعي الفرعي.
5-علم اجتماع العائلة: يتناول علم اجتماع العائلة بالدراسة والتحليل والتعليل خصائص الأسرة، والوظائف التي تؤديها والعوامل التي تتأثر بها وتؤثر فيها، كما يوجه عناية خاصة إلى الدور الذي تقوم به العائلة في تنظيم علاقات الأفراد في المحيط الأسري. ويبحث في النظم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تساعد على استمرار تركيب العائلة وتطورها.
-علم الاجتماع القانوني: يعنى علم الاجتماع القانوني بدراسة القانون والنظم القانونية من جهة تركيبها الاجتماعي، ويهتم بوصف الكثير من الاتجاهات المعنية بالعلاقات الموجودة بين القانون نصاً والمجتمع حيويةً (التحرك الاجتماعي)، كما يصف الحياة القانونية والسياسية بغية فهم مضامينها الاجتماعية العلمية. وهو بالتعريف ذلك الفرع من علم الاجتماع الذي يدرس الحقيقة الكلية للقانون مبتدئاً بأوجه التغير التي يمكن الإحساس بها وملاحظتها وتعرف مداها وآثارها المادية في السلوك الجسمي، ويرمي إلى تفسير هذا السلوك، وتلك المظاهر المادية للقانون تبعاً لما تنطوي عليه من معان خفية، بغية الكشف عن الحقيقة الكاملة للقانون في علاقته بالمتغيرات الاجتماعية التي تعمل على نحو ما في صيرورته وفي وجوده على هذا النمط. إلا أن علم الاجتماع القانوني يختلف في كثير من الحدود عن التحليل القانوني للمعايير والأعراف، وكذلك عن فقه القانون وفلسفته، وليس ثمة انسجام في أسلوب التفكير، أو في طريقة البحث، بين العلماء في ميدان فقه القانون وعلم الاجتماع، لأن القانون يمثل في نظر علماء الاجتماع ميداناً عملياً تطبيقياً، ولأن القانونيين يرون ميدان علم الاجتماع ميداناً نظرياً بحتاً. والحقيقة أن كلاً من الميدانين مرتبط بالآخر ارتباطاً وثيقاً وأن الواحد منهما مكمل للثاني، فيمكن تطبيق علم الاجتماع لدراسة النظام القانوني الذي يحفظ النظام العام في المجتمع، ويمكن أن يدرس رجل القانون - الذي يتجه وجهة اجتماعية - القوانين بوصفها ضابطاً اجتماعياً ذات ميزات خاصة في الدولة
7-علم اجتماع المعرفة: يبحث علم اجتماع المعرفة في صحة التراكيب الفكرية السائدة في المجتمع، مع اهتمام خاص بتفسيرها وربطها بالمعلومات التي توصل إليها علماء الاجتماع بطريق التجريب، وعلى أساس ربطها بالظروف والمتغيرات الاجتماعية
8-علم الاجتماع التربوي: يهتم هذا الميدان من علم الاجتماع ببحث الوسائل التربوية التي تؤدي إلى نمو أفضل للشخصية، لأن الأساس في هذا الميدان هو أن التربية عملية تنشئة اجتماعية. لذا فإن علم الاجتماع التربوي يبحث في وسائل تطبيع الأفراد بحضارة مجتمعهم. والتربية أساساً ظاهرة اجتماعية، يجب أن تدرس في ضوء تأثيرها في الظواهر الاجتماعية الأخرى من سياسية واقتصادية وبيئية وتشريعية، وتأثيرها في المتغيرات الاجتماعية الأخرى من خلال عمليات التفاعل الاجتماعي. من هنا أكد الاجتماعيون ضرورة تحليل الدور الذي يقوم به النظام التربوي في علاقته بأجزاء البناء الاجتماعي الديموغرافية أو الاقتصادية أو السياسية، وعلاقته بمثالية المجتمع أو نظراته العامة والإيديولوجيات التي تفعل فيه
9-علم الاجتماع الحضري: يبحث علم الاجتماع الحضري تأثير حياة المدينة - الحضر - في أنماط السلوك والعلاقات والنظم الاجتماعية، فيدرسها ضمن إطار نشأتها، وطرق تفاعلها في الحياة المدنية، إنه يدرس الحياة المدنية من حيث هي ظاهرة اجتماعية ويتناول تكونها ونموها وتركيبها وجملة الوظائف التي تؤديها، ومنطلقه في ذلك هو أن ثمة عوامل تشترك وتتآلف ينتج عنها مجتمع مدينة على نحو متميز أو مألوف، فالمدينة لاتنشأ عفواً، بل لابد لذلك من عوامل طبيعية وجغرافية وسكانية واجتماعية وسياسية واقتصادية. ثم إن للعوامل الدينية والثقافية دوراً تقوم به في نشوء المدن ولاسيما في المجتمعات المتدنية والشرقية.
10-علم الاجتماع الجنائي: يتناول البحث، في علم الاجتماع الجنائي، أسباب الجريمة والانحراف والعوامل الاجتماعية الممهدة لكليهما، كما يدرس نسبة تواتر الجريمة وتعدد أساليبها وأشكالها، ويربط ذلك باختلاف المجتمعات وتباين النظم وباختلاف أحوال الأفراد المعيشية، وجملة العوامل والظروف الموضوعية والنفسية للموقف أو الحالة، أي الظروف التي تمهد للجريمة على هذا النحو أو ذاك، كما يرجع إلى نمط التفاعلات في البيئة الاجتماعية. وباستخدام لغة البحث العلمي يمكن القول: إن جملة هذه الظروف هي متغيرات تعمل على تفسير أشكال الجريمة ودوافعها
11-علم الاجتماع البدوي: يدرس هذا الفرع من فروع علم الاجتماع النظم الاجتماعية السائدة في المجتمعات البدوية أو المجتمعات التي تعيش على الرعي والانتقال وراء الكلأ. ويعد ابن خلدون أول باحث في علم الاجتماع البدوي إذ يتحدث في مقدمته عن «العمران البدوي والأمم الوحشية» فيصف حياة البدو بما فيها من خشونة العيش، والاقتصار على الضروريات في معيشتهم، وعجزهم عن تحصيل الضروريات... وفي جملة ما يقوله: «وقد ذكرنا أن البدو هم المقتصرون على الضروري في أحوالهم، العاجزون عما فوقه وأن أهل البدو وإن كانوا مقبلين على الدنيا غلا أنه في المقدار الضروري لا في الترف ولا في شيء من أسباب الشهوات واللذات ودواعيها... وإن أهل البدو أقرب إلى الخير من أهل الحضر
».12-وهناك ميادين وفروع أخرى ...
الخاتمة: إن علم الاجتماع اليوم له أهمية بالغة في الحياة اليومية والمعرفية, لذلك يشهد هذا العلم تعددا كبيرا في فروعه وميادين دراسته وذلك لتعقد الحياة ونتيجة التقدم الهائل الذي تشهده البشرية, في شتى العلوم وكذا الانفجار الهائل في المعلومات و التقدم التكنولوجي للإنسان المعاصر ؛ أما بالنسبة لنا كعرب ومسلمين فبدأنا نسمع عن فكرة "نحو علم اجتماع عربي "أو إسلامي ,لان الإسلام يرى أن الظواهر الاجتماعية لها تأصيل رباني وروحي وكذا أن الإنسان لا يستطيع العيش دون دينه وواجبه الإسلامي , يقول تعالى {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين وحده لا شريك له بذالك أمرت وانا أول المسلمين }. فبالنسبة للظاهرة الاجتماعية عند الغرب, فان علم الاجتماع عاجز عن إيجاد الحلول لها لتعقدها وتغيرها الدائم, لذلك لا نجد نظرية عامة ومحددة تحكمها ؛أما الإسلام فنجده دائم الاستجابة والقدرة على التكيف في مختلف العصور وعبر مختلف الزمان والمكان, ان الإسلام لا يعترف بالحدود والزمان والمكان فهو دوما قادر على حل المشكلات والمعضلات التي تشهدها البشرية .
• المصادر والمراجع :
1- د.السيد محمد بدوي :مبادئ علم الاجتماع ,دار المعارف ,الطبعة الثانية,مصر ,1976 .
2- د.احمد الخشاب : دار النهظة العربية , الطبعة الاولى , بيروت , 1981 .
3- علي عبد الواحد وافي، عبد الرحمن ابن خلدون، بيروت: سلسلة أعلام العرب، العدد 54؛ وزارة الثقافة، القاهرة . 4- مصطفى الخشاب، علم الاجتماع ومدارسه، مكتبة الأنجلوا المصرية، 1977،
5- محمد عاطف غيث، علم الاجتماع، -ط – النظرية والمنهج والموضوع، دار القاهرة .
6- أحمد أبوزيد، البناء الاجتماعي، مدخل لدراسة المجتمع، المفهومات الهيئة المصرية العامة، للتـأليف والنشر، 1970م،
7-شبكة ومنتديات الطلبة الجزائريين https://etudiantdz.com/vb/t11256.html



أخلاقيات البحث في علم النفس الاجتماعي:
تدور معظم بحوث علم النفس الاجتماعي حول السلوك الاجتماعي البشري،
وقد ازدهرت بحوث علم النفس الاجتماعي أثناء الحربين العالميتين الأولى والثانية وأثناء حرب فيتنام، وجاءت بعضها متــضمنة خداع الأفراد والجماعات المشتركة في البحوث، أو تعرضــهم لبعــض الضرر. وعلى الرغم من أن من قاموا بمثل هذه البــحوث، أكدوا أن فوائدها كانت أكثر من أضرارها،فقد قامت جمعية علم النفس الأمريكية American psychological Association بوضع أخلاقيات للبحث في علم النفس يجب الألتزام بها.
ومن أهم أخلاقيات البحث في علم النفس الإجتماعي، والتي يجب الإلتزام بهامايلي:
*وضع القيم العلمية والقيم الأخلاقية في ا لحساب عند تخطيط البحث..
*إعلام المشتركين في البحث والحصول على قبولهم وموافقتهم قبل إجراءالبحث عليهم..
*إجراء البحث برضاء المشتركين فيه،وعدم إجبارهم لأي سبب من الأسباب..
*الإفصاح عن طبيعة البحث وهدفة للمشتركين فيه ،وعدم إخفاء ذالك عنهم.
*مصارحه المشتركين في البحث وعدم خداعهم .
*الامانه في التعامل مع المشتركين في البحث .
*الاتفاق مع المشتركين في البحث في خصوص مسؤليات كلَ من الطرفين والالتزام بذالك.
*المحافظه على شخصيات المشتركين في البحث،وعدم دفعهم ألى القيام بسلوك يقلل من إحترامهم لذواتهم.
*إحترام حقوق المشتركين في البحث وإتخاذ قرارتهم بإنفسهم،وعدم إجبارهم على تغييرارائهم او سلوكهم .
*المحافظه على الصحه النفسيه والجسميه للمشتركين في البحث،وعدم تعريضهم للتوتر والضرر..
* احترام خصوصيات المشتركين وأسرارهم،وعدم نشرها أوإفشائهــا..
*احترام حقوق المشتركين في الجماعات الضابطة،وعدم إهمال انتفاعهم بالبحث...
*احترام المشتركين في البحث، ومعاملتهم معاملة عادلة وتقديهم..
* المحافظة على مسار النمو الوى والسلوك للمشتركين في البحث، وعدم التدخل في ذلك..
* احترام العتقدات الدينية للمشتركين في البحث وعدم المساس بها...
علم النفس الاجتماعي بين الماضي والحاضر والمستقبل
يقال إن علم النفس بصفة عامة له ماضٍ طويل ولكن له تاريخ قصير. وينطبق هذا على علم النفس الاجتماعي،فلنقلب صفاحات ماضيه ولنستعرض تاريخه..
النشأة الفلسفية:
نشأ علم النفس الاجتماعي كسائر العلوم الإنسانيه نشاه فلسفيه ونما بين احضان الفلسفه.ويرجع بعض الباحثين نشأة علم النفس الاجنماعي
إلى اراء فلاطون وأرسطو عن جوهرة الطبيعة البشرية.(انظر فؤاد البهاء السيد، 1955، وكمال دسوقي، 1969، وتومسون Thomson، 1968).
وكما يتضح في جمهورية أفلاطون Plato (427_347ق.م)نجد انه رغم تقسيمه المجتمع إلى طبقات مقفلة يشير إلى ا ثر التقاليد والعادات في المجتع، وإلى ب.
https://abd01979.yoo7.com/t49-topic









رد مع اقتباس
قديم 2012-11-21, 19:08   رقم المشاركة : 1260
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة insaf mellal مشاهدة المشاركة
من فضلك انا ابحث عن نظريات علم اجتماع المدينة و جزاك الله كل خير و جعلها في ميزان حسناتك
https://www.ingdz.com/vb/showthread.php?t=48408
https://boutlouj.maktoobblog.com/9948...5%D8%A7%D8%B9/









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مرجع, يبدة, ساساعده


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 13:30

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc