*365 يوما من أجل أمهاتنا - الصفحة 8 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتدى الأسرة و المجتمع > أرشيف منتديات الاسرة و المجتمع

أرشيف منتديات الاسرة و المجتمع هنا توضع المواضيع القديمة والمفيدة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

*365 يوما من أجل أمهاتنا

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-01-24, 16:21   رقم المشاركة : 106
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اليوم *80*

تلطفك مع الأخوات، والتودد لهن، وحسن التعامل
معهن، وتقديم الهدايا كل فترة لهن. يويد من سعادة الأم، لأن الأم
تحب من يلطف بفتياتها.









 


رد مع اقتباس
قديم 2012-01-24, 16:22   رقم المشاركة : 107
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اليوم *81*

لا تخجل من أي تصرف تقوم به الأم قد يناسب سنها
ولا يناسب من حولها، بل كن فخورًا بها، وارض عن أفعالها رضي
من رضي، وسخط من سخط، وكل ذلك إذا كان لا يخالف
الشرع، ولا يناقض الأعراف.










رد مع اقتباس
قديم 2012-01-24, 16:23   رقم المشاركة : 108
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اليوم * 82*

على الفتاة أن لا تنشغل بحياتها الزوجية عن أمها،
وأن لا يؤثر ارتباطها بزوجها وأسرتها على برها بها، فإن الأم ومهما

كثر الأبناء من حولها فإن للبنت مكانة أخرى في صدر الأم، فهن
محل الاستشارة بما تضيق به النفس.










رد مع اقتباس
قديم 2012-01-24, 16:25   رقم المشاركة : 109
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اليوم *83*
يحسن بالأبناء إن اتصلوا بالأمهات للسلام عليهن، أن
لا يتعجلوا بالمكالمة، بل يتمهلوا ويسمعوا منها بغيتها، فيجدر بنا أن
نسأل عن حالها، ونقص عليها أحسن القصص في حياتنا، ونطمئنها
على حالنا، وكل ذلك بلا ملل، أو تضجر، أو ضيق من طول
المكالمة، أو قصر الوقت لدى الأبناء، وأن لا ننهي المكالمة حتى
تنهيها هي بنفسها.










رد مع اقتباس
قديم 2012-01-24, 16:26   رقم المشاركة : 110
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اليوم *84*

في حال أن نهرتك أو غضبت عليك، لا ترد عليها،
أو تبرز موقفك أمامها في نفس اللحظة، اصبر وتحيَّن الفرصة المناسبة
لشرح موقفك الذي تسبب في غضبها عليك، وإن كنت مخطًئا
فقدم اعتذارك، وقبِّل رأسها، واطلب العفو منها.










رد مع اقتباس
قديم 2012-01-24, 16:27   رقم المشاركة : 111
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اليوم *85*

تأمل من حولك، وانظر لمن فقدوا أمهاتهم، وأنهم قد
حرموا من خير كثير، فلماذا التقصير وأنت لا يزال الباب أمامك
مفتوحًا، فأحسن العمل قبل أن لا يمهلك الأجل.










رد مع اقتباس
قديم 2012-01-24, 16:45   رقم المشاركة : 112
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اليوم *86*

قال لي الأمير أسامة بن منقذ: كان عمي نصر قد أخرج حجة عن والدته, فراها في النوم كأنها تنشده, فأتيته والأبيات على حفظه وهي:

جزيت من ود بر بصالحة
فقد كسبت ثوابا آخر الزمن
وقد حججت إلى البيت الحرام وقد
أتيته زائرا ياخير محتضن
تنلك يد الأيام ماطلعت شمس
وما صدحت ورقاء في فنن










رد مع اقتباس
قديم 2012-01-24, 16:47   رقم المشاركة : 113
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اليوم *87*

حكي أنه كان في بلد ولد له والدة ووالده متوفي وهي لا تزال في ربيع الشباب , فتزوج الولد , والأم سيئة الحظ وتوفيقها وسط , والولد على أول البلوغ وأخذ زوجة حسناء باهرة الجمال وتحابا وتالفا مما جعل الأم تشعر بشيء من الغيرة

, وتجسد هذا الشعور حتى ولد الشجار بن الأم , فصارت الأم تنغص عليهما عيشهما من جراء نصائحها المتوالية اللازمة وغير اللازمة وكان الولد بارا بأمه كثيرا والأم لاتزال في عنادها ومنع الزوجة من التجميل والتزيين مع توبيخها كل آونة وأخرى , ففكر الولد بحل للمشكلة لأن توبيخ أمه وصل إليه إذ كانت توقظه صباحا باكرا والبرد شديد .... كي يذهب إلى المسجد ليؤدي صلاة الصبح مع الجماعة قبل الأذان .. , فصار الولد يبحث عن رجل كفوا لوالدته فوجد رجلا صالحا, فسلم عليه وقال له توجد امرأة حسناء وفراش وثير وبيت جميل مفتوح ومهر مدفوع..... وفتى لك بار فهل لك رغبة ؟ وكان الرجل منقطعا ليس له زوجه وكأن الرجل يحلم بمثل هذا الأمر منذ بلوغه... , فقال للغلام بفرح كبير, أيقظة هذه أم منام ! قال الغلام يقظة ياعم , فقال الرجل أين الزوجة التي الزوجة التي ستتمايل أمامي بدلال كغصن ألبان .... وأين ذلك الفتى البار الذي سأجعله كابن لي والذي سيدافع عني عند الشدائد ؟ فقال الغلام : أنا ذلك الفتى والزوجة أمي , فإن شئت فقم على راحتك في بيتي المتوفر فيه شروط الراحة , فبكى الرجل المسكين وكاد يطير من شدة الفرح . ومن ثم قال الغلام له احضر بعد صلاة الظهر إلى البيت , ثم دعا القاضي والأقارب وهيأ وليمة وعقد القاضي الزفاف ودخل الرجل في تلك الليلة على الأم , وفي الصباح الباكر طرق الغلام الباب فخرجت الأم متثائبة .... وفتحت الباب بهدؤ .... , وقالت هامسة بصوت خافت وناعم : لازلنا مبكرين , لاتخجلني مع عمك فتقلق راحت , ولكن الولد قال مازحا : يجب أن تستيقظا , فعرفت الأم خطئها عندما كانت توقظه هو وزوجته في مثل هذا الوقت وقالت : سامحني ياولدي سوف لن أوقظكما أنت وزوجتك إلا في الوقت المناسب . وحسنت حال الجميع, وأصبحت أما مثالية تعرف حقوق زوجها وولدها وكنتها فتعطي كل ذي حق حقه وعاش الجميع بتفاهم ووئام تامين.










رد مع اقتباس
قديم 2012-01-24, 16:48   رقم المشاركة : 114
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اليوم *88*

يروي الإمام اللالكائي في كتابة "شرح السنة" وغنجار في "تاريخ بخاري" هذه القصة :


كان البخاري قد ذهبت عيناه في صغره , فرأت والدته الخليل إبراهيم عليه السلام في المنام فقال لها : ياهذه قد رد الله على ابنك بصره بكثرة دعائك , قال : فأصبح وقد رد الله عليه بصره










رد مع اقتباس
قديم 2012-01-24, 16:50   رقم المشاركة : 115
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اليوم *89*

قال سهل الإسفراييني :
حدثني سلم – أي أبو الفتح الرازي – انه كان في سفرة بالري , وله نحو عشر سنين , فضحر بعض الشيوخ , وهو يلقن , فقال لي : تقديم فاقرأ.


فجهدت أن أقرأ الفاتحة , فلم أقدر على ذلك , لانغلاق لساني .
فقال : ألك والدة ؟
قلت :نعمم .
قال: قل لها تدعو لك أن يرزقك الله القران والعلم
فرجعت , فسألتها الدعاء , فدعت لي , ثم إني كبرت , ودخلت بغداد , فقرأت بها العربية والفقه , ثم عدت إلى الري , فبينما أنا في الجامع , أقابل "مختصر المزني" وإذا الشيخ قد حضر , وسلم علينا , وهو لايعرفني , فسمع مقالتنا , وهو لايعلم مانقول , ثم قال : حتى نتعلم مثل هذا .
فأردت أن أقول : إن كانت لك والدة قل لها تدعو لك , فاستحييت منه . أو كما قال










رد مع اقتباس
قديم 2012-01-24, 16:51   رقم المشاركة : 116
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اليوم *90*
قال حسان محمد أبو الوليد النيسابوري : قالت لي والدتي : كنت حاملا بك , وكان للعباس بن حمزة مجلس , فاستأذنت أباك أن أحضر مجلسه , في أيام العشر , فأذن لي

, فلما كان في أخر المجلس قال العباس بن حمزة : قوموا , فقاموا وقمت معهم , فأخذ العباس يدعو , فقلت :
اللهم هب لي ابنا عالما.
فرجعت إلى المنزل, فبت تلك الليلة فرأيت فيما يرى النائم, كأن رجلا أتاني, فقال:
أبشري, فإن الله استجاب دعوتك, ووهب لك ولدا ذكرا, وجعله عالما, ويعيش كما عاش أبوك.
قالت: وكان أبي عاش اثنتين وسبعين سنة
قال الأستاذ , وهذه قد تمت لي اثنتن وسبعون سنة .
قال الحاكم : فعاش الأستاذ بعد هذه الحكاية أربعة أيام .










رد مع اقتباس
قديم 2012-01-24, 16:53   رقم المشاركة : 117
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اليوم *91*

قال أبو يوسف :
حلفت أم أبي حنيفة بيمين, فقالت له: سل القاص – وكان خالي أبو طالب يقص – وكانت أم أبي حنيفة تحضر مجلسه.


فدعاه أبو حنيفة , وسأله وقال :
أن أمي حلفت على يمين وأمرتني أن أسالك, فكرهت خلافها.
فقال له أبو طالب : فأفتني بالجواب !
فقال: الجواب كذا.
قال: قل لها عني أن الجواب كذا وكذا !
قال : فأخبرها , فرضيت بقول القاص .










رد مع اقتباس
قديم 2012-01-24, 16:55   رقم المشاركة : 118
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اليوم *92*

قال عبد الرحمن بن أحمد , سمعت أبي يقول : جاءت امرأة إلى الإمام الحافظ بقي بن مخلد فقالت : إن ابني قد أسره الروم ولا أقدر على مال أكثر من دويرة , ولا اقدر على بيعها , فلو أشرت إلى من يفديه بشيء فليس لي ليل ولا نهار ولانوم ولا قرار .


فقال: انصرفي حتى أنظر في أمره إن شاء الله تعالى
قال : وأطرق الشيخ وحرك شفتيه . قال: فلبثنا مدة فجاءت المرأة مع ابنها وأخذت تدعو له وتقول: قد رجع سالما, وله حديث يحدثك به. فقال الشاب: كنت في يدي بعض ملوك الروم مع جماعه من الساري, وكان له إنسان يستخدمنا. كل يوم يخرج إلى الصحراء ثم يردنا وعلينا قيود, فبينا نحن نجيء من العمل بعد المغرب انفتح القيد من رجلي ووقع في الأرض ووصف اليوم والساعة موافق اليوم الذي جاءت المرأة ودعا الشيخ. قال: فنهض إلى الذي كان يحفظني وقال: قد كسرت القيد. قلت: لا . انه سقط من رجلي . قالوا:أخبر صاحبه وأحضر الحداد وقيدني, فلما مشيت خطوات سقط القيد من رجلي, فتحيروا في أمري فدعوا رهبانهم فقالوا لي: ألك والدة ؟ قلت : نعم . قالوا : قد رافق دعاءها الإجابة . وقالوا : أطلقك الله لايمكننا نقيدك , فردوني وأصطحبوني إلى ناحية المسلمين .










رد مع اقتباس
قديم 2012-01-24, 16:57   رقم المشاركة : 119
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اليوم *93*

تقول صاحبة القصة

فاجأني المخاض بعد تسعة أشهر مريرة لا يمكن وصفها بأبلغ من "وهن على وهن" كان ذلك في يوم 25 رمضان (في نهار شهر ديسمبر البارد)، وفي تلك الليلة المباركة التي يكثر فيها الدعاء وتزيد فيها نبرات الإلحاح في الابتهال والرجاء كان رجائي أن يرزقني الله تعالى بذرية صالحة.



جلست على السرير أنظر في ترقب شديد تحرك عقرب الدقائق ، باقي 10 دقائق حتى تنطلق الطلقة الثانية، بدأت الأمور تنتظم، وبينما عيناي ترقبان الساعة وعقاربها وتحركها البطيء، سرح خيالي بعيدًا إلى 33 عامًا مضت على سرير أشبه بهذا، وفي شتاء أشد بردًا، وفي بيت أضيق من بيتي جلست أمي - رحمها الله وأنزلها فسيح جناته - تنظر هي الأخرى إلى عقارب الساعة، وسط أجواء احتفالية - ولكن من نوع آخر - كان الناس في الخارج يحتفلون على ضوء الشموع حول شجرة الكريسماس بميلاد السيد المسيح، في الليل تجتمع العائلات في ألمانيا، حيث قدر لي أن أخرج إلى الدنيا بجوار المدفئة وحول شجرة الكريسماس المزينة بكافة الألوان وأنواع الزينة المضيئة والمتلألئة؛ ليتسامروا ويتحدثوا سويًّا في جو هادئ، ترى ماذا كان دعاء أمي في مثل هذا اليوم، حيث كانت آنذاك وظلت لسنوات طويلة امتدت إلى ما يزيد على 20 عامًا على دينها - النصرانية الكاثوليكية؟

ليس سهلاً على الإنسان أن يعيش وسط بيئتين متباينتين مثلما عشت أنا - الأم ألمانية نصرانية لا تتكلم العربية إلا قليلاً - الأب مصري متمسك بتقاليد وعادات بلاده إلى حد كبير.

لكن ومع ذلك فقد حاولت أمي بكل حكمة وفطنة أن تقرب بين الحضارتين، وأن تزيل كل أسباب التباين والصدام، حتى إنني ما زلت أتذكر جيدًا عندما كنت في سن العاشرة وطلبت من عمي أن يكتب لي كلمة للذكرى في دفتري الخاص، وصفني يومها ببنت الحضارتين؛ وذلك لجمعي بين أخلاق ودفء مشاعر أهل الشرق، مع أساليب التفكير العلمي العقلاني الذي ميّز الغرب.

حبل الرحم الممدود

لم تكن مهمة أمي - رحمها الله – سهلة، فكيف يمكن لأم أن تربي أولادها على تقاليد وعادات لا تدري عنها شيئًا، بل ودين هي غير مقتنعة به، وكان هذا هو التحدي الأكبر الذي اجتازته بكل نجاح، كانت أمي عندما بدأنا نتعلم الصلاة في المدرسة، وبدأنا ننتظم فيها، تذكرنا بها. أليس هذا عجيبًا؟! وعندما كنت أحفظ القرآن لامتحان المدرسة كانت تمسك بالكتاب وتساعدني، كانت لا تقبل إفطارنا في رمضان، بل تحثنا عليه وتشجعنا.

كانت أكثر من كثير من المسلمين واصلةً للرحم، حتى حينما حدث خلاف عميق بين أبي وإخوته ظلت هي حبل الرحم الوحيد الممدود بين الأخوين، ولم يهدأ لها بال إلا عندما تحول الحبل إلى جسر ممدود، ويرجع لها وحدها - بعد الله سبحانه وتعالى - الفضل في إعادة العلاقات إلى طبيعتها، كانت تتحرك مدفوعة بالأخلاقيات الحميدة التي تربت عليها، حتى إن الكثيرين كانوا يتعجبون عدم إسلامها، فهي كما كان يصفها الجيران الأخلاق تمشي على الأرض.

أدركت بعد زمن طويل، بعد 26 سنة من حياتي معها أنه كان هناك اتفاق مسبق قبل زواجها من أبي ألا تتدخل في تربيتنا الدينية، ولكن إحساسها الداخلي بأن التربية الروحية والدينية هي جزء لا يتجزأ من البنيان النفسي للشخصية المتكاملة، دفعها دومًا إلى حثّنا على التقرب لله - تعالى - وعلى التمسك بالأخلاقيات والآداب.

الامتحان الصعب

في إحدى مراحل حياتي أعدت التفكير فيما حولي من أمور، وقررت أن أرتدي الحجاب بعد اقتناع داخلي لم أناقش فيه أحدًا بالمرة، وهو القرار الذي فاجأت به أهلي عند عودتهم من سفر طويل. وكان رد فعل أمي هو كل ما يشغلني - كيف ستقبل أمرًا لا تدري عن فرضيته وثوابه شيئًا - كيف سترضى بأمر ديني ظاهر وواضح، وله - يقينًا - تأثير على حياتي كلها.

لم يَدُر في خلدي - ولو للحظة واحدة - أن أجابه بحرب شعواء ضارية من قبل والدي المسلم والتي استخدم فيها كافة وسائله كأب من تهديد ووعيد وتوبيخ إلى ضرب وطرد من المنزل، لماذا؟ لأنه غير مقتنع؟!

لكن أمي – رحمها الله رحمة واسعة – وقفت بجانبي تهدئ من روعي، وحينما سألتها: هل أنت راضية عني؟! أجابت بحزم: "لن أناقشك في أمر ديني، فلكل منا دينه، ولكني لست راضية من داخلي عن فعلك هذا، افعلي ما يحلو لك ولكني غير راضية".

غير راضية!! إحساس قاس جدًّا، امتحان صعب للغاية؟ ولكن أقسى منه وأشد إيلامًا هو التفكير في "ماذا بعد"؟ أنا أحبها – أحبها لأنها كانت أمًّا بكل ما تحمله الكلمة من معان سامية، ولكن كيف ستكون الآخرة؟ هل إذا توفاك الله وأنت على هذه الحالة، سيكون فراقنا الفراق الأبدي؟

يهدي الله من يشاء

وفي يوم ذهبت إلى أستاذ في الشريعة أسأله عن المدخل الصحيح لإقناع أمي التي عاشت بين المسلمين 26 عامًا ولم تسلم – بالإسلام وبعقيدة الإسلام – من أين أبدأ؟ هل بالحديث عن العقيدة، عن سماحة الإسلام، عن أركان الإسلام؟!

ولكن جاءت الإجابة على غير توقعي.. "القلوب بين يدي الرحمن يقلبهما كيف شاء، عليك بالدعاء والابتهال حتى تسيل الدموع في قيام الليل، والقرب من الله، والرجاء…"، على قدر حبي لها على قدر شوقي لإسلامها، وعلى قدر الشوق كان الدعاء والابتهال والتقرب إلى الله تعالى في قيام الليل.

لم تمضِ سوى أسابيع قليلة حتى جاءت البشرى، من حيث لا نحتسب، جاء أبي وأخبرني أن أمّنا لا تمانع في دخول الإسلام، ولكن كيف؟ منذ متى وهي تتكلم عن هذا الموضوع؟ لطالما حاولنا فتح أي موضوع ديني معها ولطالما صدتنا ورفضت هي ذلك.

لكنها أسلمت بفضل الله وكرمه وإحسانه علينا بعد أن سألتنا بعض الأسئلة البسيطة في العقيدة، ولم تمضِ سوى أيام معدودة حتى أشهرت إسلامها في الجامع الأزهر، ونطقت بالشهادتين، وأقرت "بأن عيسى هو عبد الله ورسوله" مثلما يطلب من النصارى عندما يشهرون إسلامهم، فعمت قلوبنا – نحن أبناءها – فرحة لو وُزِّعت على أهل الأرض والسماء لوسعتهم وفاضت، ولو حاول أدباء الكون وصفها لعجزوا جميعًا.

هذه قصتك يا أمي الحبيبة أكتبها لتنشر على الإنترنت الذي لم تعيشي حتى تشاهدي دخوله بيننا، تغيّر في حياتي الكثير منذ رحيلك عنا، رزقت من الأبناء من لم تَرَهُم عيناكِ، غيّرت مسار حياتي ومهنتي، تغير مكان إقامتي.

ولكن الشيء الوحيد الذي لم يتغير ولن يتغير أبدًا هو حبي لك، شكرًا أهديتني الدنيا.. وأهديتك الآخرة.

الكاتبة :
منى يونس
18/03/2001

إسلام أونلاين










رد مع اقتباس
قديم 2012-01-26, 14:29   رقم المشاركة : 120
معلومات العضو
راجي الصّمدِ
عضو متألق
 
الصورة الرمزية راجي الصّمدِ
 

 

 
الأوسمة
مبدع في خيمة الجلفة 
إحصائية العضو










افتراضي

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رحم الله البطن التي حملتك
بارك الله فيك أستاذي
إن شاء الله تكون بخير.....










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
*365, أمهاتنا, دوما


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 20:54

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc