![]() |
|
الجلفة للنقاش الجاد قسم يعتني بالمواضيع الحوارية الجادة و الحصرية ...و تمنع المواضيع المنقولة ***لن يتم نشر المواضيع إلا بعد موافقة المشرفين عليها *** |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
السعودية ..إيران ...خطر..على الأمة..
مشاهدة نتائج الإستطلاع: iهل توافق صاحب الطرح ؟؟؟ | |||
نعم |
![]() ![]() ![]() ![]() |
25 | 55.56% |
لا |
![]() ![]() ![]() ![]() |
20 | 44.44% |
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 45. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 106 | ||||
|
![]() تراث وتاريخ مكة يزال ولن يبقَ سوى الحرم والقصور الملكية!
قلوبنا تبكي قبل عيوننا.. تدمير شامل لتراث الإسلام في مكّة د. فايز صالح جمال • أوقفوا هدم مكة: لم نسمع، ولم نرَ، أن أُزيل تراث مدينة بالكامل مثلما حدث في مكة. نحن ندفع المليارات لمحو تاريخ أقدم وأعظم مدينة على الأرض. في السنوات الأخيرة مُحيت جميع أحياء مكة القديمة بكل عبقها وتاريخها وما تحمله من قصص وذكريات.. حرام والله. قلوبنا تبكي قبل عيوننا ولا أدري ما الاحساس لو تم الاستمرار في الهدم بعد الحج لبقية أحياء مكة القديمة. المبالغة كانت في إزالتها إذ لم يبق منها شيء. لقد مُحيث الآثار ومُحيت ذاكرة أهل مكة. أخشى أن تتحول مكة إلى محطة ترانزيت بينما أرادها الله أمّاً للقرى! إن تحويل مكة إلى محطة ليس من تعظيمها. كم من المخططات عُملت ولم تُنفذ؟ المخطط الشامل شيء وما يجري على الأرض ومخططات شركة بن لادن ومن معها شيء آخر. • أوقفوا هدم مكة: التاريخ و الهوية ليست مبان ونمط عمراني. إنها إنسان وذاكرة وتاريخ وعلاقات إنسانية ووشائج.. وهذه للأسف أمور ليست في قاموس من يخطط و ينفذ هدم أحياء مكة القديمة. وقد لا يصدق أحدهم أن هناك من يبكي جبال مكة ووديانها عندما يتذكر أنها أرض مشى عليها الحبيب صلى الله عليه وسلم يوماً، وأن هناك من يمشي حافياً في المدينة تأدباً وخوفاً من أن يطأ بحذائه موضعاً مشى عليه الحبيب صلى الله عليه وسلم. • أوقفوا هدم مكة: فمكة أعظم وأجل من أن يقرر مصيرها ويكتب تاريخها حفنة من المستمرين والمتنفذين بعيداً عن بقية أهلها. أوقفوا الهدم في مكة، فالقرار في مكة الآن أصبح يُصنع وفقاً لمحددات الاستثمار والجدوى الاقتصادية ومكاسب المستثمرين. مكة وفقاً لما يجري وبسبب تهجير سكانها من حول الحرم، ستتحول إلى محطة ترانزيت كبرى تستقبل وتودع ملايين البشر الذين لن يعودوا إليها مرة أخرى.. فالحذر من تسليم مكة للمستثمرين والرأسماليين. لقد هُدم حتى الآن 4000 عقار للطريق الموازي لخدمة جبل عمر و2000 عقار لخدمة الوقف الجديد وجبل خندمة! ألم نقل أن صوت الاستثمار هو الأعلى؟ لا يجوز أن ننزع عقارات خاصة ريعية لأصحابها لتكون ريعية للحرم. • أوقفوا هدم مكة: من خلال الخبر المنشور يتضح أن الهدميات هي خدمة وقف الحرم الجديد ، وفي هذا ظلم بيّن والظلم في مكة متوعّد صاحبه من القوي سبحانه. من الظلم في أن تقوم الدولة بنزع ملكيات خاصة لتستأثر هي بريعها بحجة أنها وقف للحرم وقد قيل أن البيت أولى من الجامع. كثير من العقارات التي نُزعت والتي ستُنزع هي أوقاف ريعها يذهب للآلاف من الأسر فكيف يُحرموا منها وتحوّل للحرمين؟ الحرم في غنىً عن أي مال تشوبه شبه ظلم أو اغتصاب ، ومنذ ما قبل الإسلام يتم اختيار أطيب المال لعمرانه. لا أدري كيف يُستساغ أن يتم نزع مليكات تُدرّ دخلاً لأعداد كبيرة من الناس لتحويل دخلها لصالح الحرم؟! لم يعد الحرم رئة بل أحاطت به الناطحات من غربه وجنوبه حتى أضحت سداً. أنا ضد التطاول وتكثيف السكن حول الحرم وهو ما يجري غربه وجنوبه الآن. عندما تشمل الهدميات العقارات التي في أعلى الجبال، يُصبح الهدف ليس المصلحة العامة وإنما شيء آخر، مثل إزالة منظر بيوت الفقراء! • أوقفوا هدم مكة:هناك حلول بديلة عن الهدميات الجائرة التي طالت رؤوس جبال مكة، والجبال المحيطة بالحرم، في حين أنه لا يُتصور إقامة محطات نقل أو أي مرافق مكانها، ويمكن بل الواجب تمهيد طرق الوصول إليها، وإيصال الخدمات لسكانها الذين حرموا منها بسبب تقصير الجهات الحكومية المعنية. وفي تصوري فإن مثل هذه المبادرات سوف تمكن من إفساح المجال لأهالي مكة للسكن بجوار المسجد الحرام واستعادة روح المدينة، وعلاقاتها الاجتماعية والانسانية الطبيعية. • أوقفوا هدم مكة:عندما نقول أوقفوا الهدم فلأننا نؤمن بأن التطوير يمكن أن يتم دون هدم وإزالة أحياء مكة بأكملها ومحو ذاكرة أهلها وتدمير وجدانهم. ولأننا نؤمن بحق سكان الأحياء القديمة أن يستفيدوا من التطوير الذي أتى متأخراً لا أن يجني غيرهم ثمار التطوير. أوقفوا الهدم، فسكان الجبال المحيطة بالحرم يتطلعون إلى أن يتم تمهيد الطرق إلى مساكنهم و أن توفر لهم الخدمات بدلاً من هدمها. ما نتطلع إليه في مكة هو أن يتم تطوير الأحياء المحيطة بالحرم لا إزالتها. نطالب بإيقاف الهدم الجائر في مكة الذي يتجاوز الحاجة الحقيقية لتوفير الخدمات والمرافق، والتي بحجتها يُهجّر أهل مكة من حول الحرم. إن حقّ أهل مكة أعظم من حق الزوار، فهم جيران الله سبحانه، وجيران رسوله صلى الله عليه وسلم، وهم من يقوم على خدمة الزوار وإكرامهم. المقيمون الدائمون هم أهل المدينة المنورة ومثلهم أهل مكة المكرمة، ولهم الحق في السكن قرب الحرمين الشريفين مثلهم مثل الزوار.
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 107 | |||
|
![]() والعبرة ليست بكثر النسخ واللصق هذه طروحات جد مهمة توضح العرض من تدمير الاثار الاسلامية الممنهج والمقصد في الحجاز المبارك
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 108 | |||
|
![]() ........................................... |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 109 | |||
|
![]() .................................................. ...
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 110 | |||
|
![]() هذا عدد قيم وقيم جدا من مجلة الحجاز
رقم العدد 123 يروي ماسات مقدسات المسلمين والهدف من تدميرها وهو هدية لكم https://www.alhejazi.net/pdf/Alhejaz_123.pdf |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 111 | |||||
|
![]() اقتباس:
في رأيك ما الذي سيجعلني أرواغ لأخفي عقيدتي ومنهجي؟ لست مراوغا ولا مداهنا وأنا في العالم الواقعي فكيف سأراوغ وأداهن وأنا في هذا العالم الذي يسمونه إفتراضيا. هل هناك في المنتدى من يستحق أن نخاف منه حتى نتملق له ونداهنه ونسترضيه بتزييف عقائدنا ؟؟؟ هذا أولا، وثانيا: لما أخبرتني بأنك سلفي صدقتك من دون أدنى شك ولم أقل في نفسي ياترى ما هي السلفية التي يعتقدها الأستاذ عمر؟ فالسلفية هي سلفية واحدة وهي اتباع الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح فإذا اتفقنا على هذه الأصول فبعدها كل يؤخذ من قوله ويرد. وفي حال اختلفنا فإن الخلاف مرده دائما وأبدا إلى الأصول التي اتفقنا عليها سابقا (الكتاب والسنة وفهم السلف الصالح). لكني أراك يا عمر بمجرد أن خالفتك الرأي سارعت إلى الحكم علي ليس بالخطأ في الرأي وحسب بل بالخطأ حتى في الإعتقاد والمنهج! ولا أدري كيف أعطيت الحق لنفسك بإطلاق الأحكام على الناس بهذا الشكل؟؟؟ وقبل هذا كيف حكمت على نفسك بأنك على الحق وأن مخالفك على الباطل بمجرد الإختلاف في الرأي وحسب؟؟ اقتباس:
هل اخترقت المخابرات السعودية والأمريكية وكشفت مخططاتهما الرامية إلى إدارة شؤون العالم الإسلامي من غرفة عمليات واحدة في الرياض ولصالح أمريكا ؟؟؟ إنك بهذا القول تحكم بالكفر والردة عن الإسلام على كل من في قائمتك من العلماء والدعاة والأمراء الذين ترى أنهم يعملون من أجل إنشاء التيار السلفي الذي تحدثت عنه والذي يهدف إلى تحقيق المخطط الأمريكي الرامي إلى إحكام قبضته على العالم الإسلامي. طبعا ستسارع لنفي هذه التهمة عنك وتتبرأ من التكفير وأهله، لكنك في الواقع وقعت فيه من حيث لا تدري.. فمن نواقض الإسلام: مظاهرة الكافرين على المسلمين. قال الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب: [اعلم أن نواقض الإسلام عشرة:... الثامن: مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين، والدليل قوله تعالى {ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين} ولا فرق في جميع هذه بين الهازل والجاد والخائف إلا المكره، وكلها من أعظم ما يكون خطراً وأكثر ما يكون وقوعاً، فينبغي للمسلم أن يحذرها ويخاف منها على نفسه، نعوذ بالله من موجبات غضبه وأليم عقابه. وقال ابن باز رحمه الله: [وقد أجمع علماء الإسلام على أن من ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم عليهم بأي نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم] مجموع فتاوي ابن باز 1/274. ولا أطيل عليك بفتاوى العلماء في المسألة فأنت بلا شك على علم بها وإنما الغرض هو التذكير فقط. فهل لازلت مصرا على رأيك خصوصا أنك قلت بأن السعودية " لاأجندة لها سوى تنفيذ مخطط الغرب" وهل أنت مستعد لمقابلة ربك بهذه الشهادة العظيمة في حق جمع غفير من المسلمين؟؟؟ ربما سأعود لاحقا إن شاء الله لأكمل مناقشة ما جاء في ردودك الأخرى. |
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 112 | |||
|
![]() وقد سبق هذا الخطر الذي يتهدد مقدساتنا خطرا لا يقل عنه فداحة
وهي موجة الالحاد الملفتة للنظر في الجزيرة العربية في الاعوام والعقود الفارطة وهي لم تحصل ابدا في تاريخ الجزيرة ا لعربية الاسلامي بهذا الحجم |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 113 | |||
|
![]() ماوراء الإرتدادات الدينية في السعودية الوهابيّة تخلق تطرّفاً ضدّ الدين سعد الشريف الحقيقة على الأرض تقول بأن هناك ردّة حادّة عن الدين في السعودية، ليس التجلّي الوحيد لها تزايد الأفراد الذين تحولوا الى المسيحية فحسب، بل التحلّل من الدين بكامله، حتى أنك تجد تعبيرات إلحادية، ونقاشات حامية حول موضوعات تشكيكية في الدين، تدور في المنتديات السعودية، يستحيل أن تجد مثيلاً لها في أي بلد عربي آخر. كما أن درجة الإنحلال الأخلاقي غير مسبوقة في تاريخ المملكة، لا من حيث الكتابة حوله، كما فعلت الروايات السعودية ـ مزيّفة الأسماء ـ والتي انتشرت في السنوات الأخيرة، ولا من جهة تصاعد حجم التحلل ممارسة فحسب، بل أن هناك ما يشبه التنظير للتحلّل والدعوة الفجّة إليه وتمجيده. خلال الشهرين الماضيين ارتفع منسوب كل هذا التوجّه، في ظل إسقاط المقدّس الديني، ومن يزعم أنه يمثله من مشايخ السلفية. حيث شهدنا مواجهات فكرية وتشهيرية مفتوحة، تغذّيها أطراف سياسية رسمية، عبر المقالات الصحافية والمنتديات الممولة من أمراء العائلة المالكة. لم تقف المسألة عند إثارات الشيخ محمد العريفي التكفيرية للآخر وإعلان عزمه الساذج لزيارة القدس لبث برنامج تلفزيوني؛ بل تطوّر الأمر الى طرح موضوع الإختلاط والتنديد بالمشايخ الذين قالوا بكفر من اعتقد به، والذين كان بينهم الشيخ السلفي الغامدي، ليتوّج الأمر بقضية الشيخ النجيمي وزيارته للكويت واختلاطه بالنساء ـ حسب توصيف السلفية ـ ومن ثمّ الهجوم على المفتي السعودي عبدالعزيز آل الشيخ، ولاتزال المعركة مفتوحة من كل الجهات. ليس ما يجري اليوم يمثل تصادماً بين الإيمان والكفر، ولا بين العفّة والتحلل.. يعبّر عنه مشايخ السلفية من طرف، وفي الطرف الآخر التيار الليبرالي. كلا. فالقضية في جذورها أبعد من هذا. يمكن القول بضرس قاطع، أن التطرف السلفي في المملكة صنع في السابق ويصنع حالياً نقيضه. وهو تطرف أدّى فيما سبق الى تحلل جمهرة عن الدين وعن الأعراف الاجتماعية أيضاً، كرد فعل. لعلنا لسنا بحاجة الى ذكر عبدالله القصيمي، الذين كان شيخاً سلفياً تكفيرياً كما تعبر عن ذلك كتاباته العديدة منذ الثلاثينيات الميلادية، ثم تحوّل الى الإلحاد والدفاع عن الشيطان نفسه في كتبه الأخيرة. هذا مجرد نموذج واحد، وهناك نماذج ليس من المستحسن ذكرها. التطرف الديني السلفي أخرج الناس من دين الله أفواجا. وبالتالي فهو أخرج نقيضه، خاصة بين أفراد بيئة التيار السلفي الإجتماعية، والذين يأتي منهم اليوم ـ وليس من البيئات المذهبية الأخرى في الحجاز والشرق والجنوب ـ المصادمة الحادّة للمقدس، وللمشاعر الدينية. وهذا بحدّ ذاته يكشف أن الأفراد الذين تعرّضوا لضغوط السلفية فكانوا مختبر تجاربها، هم أكثر من تمرّد على التيار السلفي ومشايخه، بل وصل الحال الى التمرّد على كل ما له علاقة بالدين. لكن هناك وجهاً آخر للقضية. ويتعلق بانسداد طرق الإصلاح السياسي بشكل تام. فهذا الجدل والتحوّل غير المسبوق في انحدار موقع السلفية ورجالها في المملكة، يأتي في ظل غياب أية حديث عن الإصلاح، أياً كانت وجهته أو طريقة مقاربته. فلماذا تحوّلت النخب ـ أو بعضها ـ عن هذا المعترك، وتركت الموضوع السياسي، وانشغلت بموضوع آخر فيه الكثير من المناكفة لمشايخ السلفية وليس للنظام السياسي ورموزه؟ ![]() ابتنيت آمال أخرى في التغيير الآتي من خلال الإنشقاقات في العائلة المالكة، وفعلاً فإن الإنشقاقات اتسعت خلال العقد الماضي بشكل كبير، ولكن امراء العائلة المالكة أثبتوا حتى الآن أنهم قد تعلّموا من تجربتهم التاريخية في الستينيات الميلادية الماضية (صراع سعود وفيصل) وبالتالي فإن الصمت والرهان على ضعف النظام من خلال الانشقاقات الداخلية، أمرٌ سلبي ولن يتحقق على الأرجح. آخرون راهنوا على ضعف النظام من خلال متغيرات إقليمية ودولية: حروب مثلاً، أو تدخلات أجنبية في الشأن الداخلي تضغط عليه للإصلاح. ومثل هذا الرهان تصاعد بعيد أحداث سبتمبر 2001، والآمال بشأنه تبخّرت أيضاً، فلا أحد من الغرب مستعد لقبول تحول ديمقراطي في السعودية في وقت تلبّي فيه العائلة المالكة للغرب كل ما يريده من خلال سياساتها تجاه القضايا العربية او من خلال سياساتها النفطية والمالية وغيرها. الآن هناك من لا يريد أن يراهن على قواه الذاتية، ولا على مواجهة النظام بشكل مباشر، وإنما على تخريب النسيج الإجتماعي عامّة. ولكن ما يحدث اليوم ليس بعيداً عن السلطة نفسها، إن لم تكن هي وراء ظاهرة التمرّد على الدين والأخلاق. وإن الأقطاب التي تدفع بهذا الإتجاه، معروفة الأسماء، ولها صلة قويّة بأمراء محددين في العائلة المالكة، ما يعني أنهم لا يستهدفون إصلاحاً سياسياً كما يفترض عبر إزالة إحدى العقبات التي تقف أمامه، وهي قوة مشايخ السلفية الرسميين، بل همّهم الوحيد زيادة الفسحة والحرية الإجتماعية التي خنقها المشايخ بحجّة (سدّ الذرائع). وما يرجّح هذا، أن الحكومة هي التي أفسحت المجال للصحافة والمنتديات (التي هي خاضعة للرقابة المباشرة) بأن تنال من المؤسسة الدينية ورجالها، بالخبر والمقالة والنكتة والشتيمة والتعيير وتصيّد الأخطاء. هل يمكن القول ـ إذن ـ بأن المقصود من كل هذا هو تمرير سياسات حكومية معيّنة بعد أن يتمّ إضعاف المشايخ المتشددين وقوّتهم؟. مثلاً: سواقة المرأة، التي يتداول الحديث بأنه قد يفسح المجال لها خلال بضعة أشهر؛ وكذلك مسألة الإختلاط في الدراسة في المرحلة الإبتدائية كما في العمل. هناك رأي يقول، بأن العائلة المالكة، لا تريد التخلّي عن الشرعية الدينية المحدودة التي يوفرها مشايخ السلفية، باعتبارهم يمثلون شريحة لا تتجاوز ربع السكان، وجل ما تسعى إليه إضعافهم بشكل كبير، على أن يبقوا في اليد وقت الحاجة السياسية. بمعنى آخر، فإن إضعاف المؤسسة الدينية شأن مؤقت، ورهين ببعض اطراف الحكم وليس كلهم (الملك وليس نايف وزير الداخلية والجناح السديري)، وبالتالي فهو لن يؤدي الى إضعاف النظام حين يتخلّى عن بعض قوته، بل سيكسب من سياسته هذه شرائح ساخطة بسبب التضييقات غير المحتملة من متطرفي السلفية، وليبرّيء نفسه ويحوّل كامل اللوم على المشايخ. في المدى البعيد، قد يقود هذا الحراك المعارض لمشايخ السلفية الى تهيئة الأجواء لتغيير سياسي. فتقليص اعتماد نظام الحكم على الشرعية الدينية بحاجة الى توفيرها من مكان آخر: زيادة حجم الإنجاز المادي الذي تفتقد اليه العائلة المالكة اليوم؛ أو الإنتخابات وصناديق الإقتراع. الطريق الى ذلك بعيد، ما لم يدفع الشعب ثمن التغيير. |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 114 | |||
|
![]() قراءة في نشأتها ودوافعها ومستقبلها ظاهرة الإلحاد في السعودية لماذا غزا الإلحاد مركز الوهابية في نجد وانتشر رغم أنها قلعة المشايخ وطلبة العلم؟! محمد فلالي في رد الفعل الأولي إزاء الظواهر الاجتماعية والفكرية النافرة يفرز المجتمع ما يشبه أجسام مضادة لمنع تسلل الظواهر الجديدة الى داخله قبل أن يتكيّف معها أو يتعامل معها تدريجاً بكونها واقعاً لا مناص من استعمال أدوات مختلفة في سبيل احتوائه أو على الأقل تقليل حجم الأضرار الناجمة عنه، كأن تبدأ حالات تحوّل من الاسلام الى المسيحية أو أن يكفّ عدد من المسلمين عن الالتزام بالإسلام عقيدة ومنهاجاً وبصورة علنية..نشير هنا الى ظاهرة ضعف الالتزام بالدين، التي بدأت تبرز منذ سنوات في ظل تنامي موجات العولمة الاتصالية والثقافية.. قبل سنوات قليلة، لم يكن في هذا البلد من هو على استعداد للإذعان لحقيقة كانت تجسّد نفسها في العالم الافتراضي بصورة واضحة لالبس فيها من خلال المناقشات المفتوحة حول الكون وفلسفة الوجود والغاية من الخلق وموضوعات أخرى مماثلة، فيما كان التيار الديني السلفي منغمساً في مقاربات سطحية لقضايا تزداد تعقيداً وإلحاحاً.. ![]() في حوار عادي بين مواطنين يكشف عن طبيعة ردود الفعل إزاء ظاهرة الالحاد، يقول أحدهم بأن ثمة شيئاً يعتمل في داخله منذ فترة وقد جعله مهموماً (إلى حد التشاؤم والإحباط) حسب قوله، ألا وهو (ظاهرة الالحاد في مجتمعنا الخليجي والسعودي)، ثم يعلّق (والله إنني ذهلت وصدمت من واقع لم اكن أتوقعه)، وهذا الشعور تولّد لديه بعد أن دخل (منتديات الليبراليين والعلمانيين)، ويضيف (دخلت وكنت أعتقد أن خلافي معهم فكري، لكن وجدت العجب العجاب، وجدت الإلحاد بتطرفه والكفر..). ويوضح (ذهلت لمّا وجدت أغلبية المنتدى العربي الليبرالي من السعودية.. حتى في الرومات والبالتوك تجد أكثر الاعضاء الملحديين من السعودية..). فماذا كان تعليق الآخر: (الليبراليون..هؤلاء هم مجموعة حثالة يبحثون عن الشهوات فقط.. فكانوا يلاقون مواجهة من المجتمعات العربية والأسلامية .. فكانت هذه المواجهات حصاة عثرة في طريقهم للوصول لشهواتهم.. فلم يجدوا حل لهذه المواجهة.. الا بالبحث عن عدم وجود عقاب لفعلهم وشهواتهم.. فالأمر بالعذاب أو النعيم هو سبحانه وتعالى.. قالوا نحن ننكر وجود الله حتى نستريح بالكلية.. فهم يخادعون الله والله خادعهم.. فلا تنزعج أخي من الحاد هؤلاء، فهؤلاء قد كتبهم الله من الأشقياء). لا ليست هذه حالة حوارية معزولة، بل تمثّل نموذجاً معيارياً لكل الحوارات التي كانت تجري طيلة العقود الماضية على اعتبار أن الآخر المختلف مجرد شرّ مطلق وضئيل الأثر ويجب مواجهته بكل قوة حتى لا يشتّد عوده ويزداد خطره..فيما يغفل البحث عن عوامل نشأة الظاهرة مهما كانت، والمصادر الداعمة لها، وصولاً الى تقرير سبل فهمها وخيارات التعامل معها.. ![]() بالنسبة للمشايخ ورجال الدين الرسميين والمتشدّدين فإن أسباب نشوء ظاهرة الالحاد وانتشارها واضحة: الانفتاح الاعلامي، الابتعاث للخارج، ضعف أدوات الضبط والرقابة على المطبوعات..أحد أئمة المساجد نقل بأن لديه ما يفيد بدخول ثلاثين مبتعثاً في الدين النصراني.. الشيخ محمد النجيمي، أحد روّاد لجنة المناصحة، يحذّر من (قراءة الفلسفة قبل التحصين)، فيما شنّ المفتي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ على دعاة أفكار (الصوفية)..والحل دائماً هو فرض المزيد من القيود على حرية التعبير ومعاقبة المخالفين، وفي نهاية المطاف كلما ازداد القيود المفروضة على الحرية ازداد التحرر من الدين. فالسؤال عن أصل وجود ظاهرة الالحاد في السعودية بات ماضياً، لأن حتى الذين أدمنوا إنكار مثل هذه الظواهر انتصاراً لأوهام التفوق لديهم باتوا اليوم يعلنوها صراحة أن الألحاد واقع لا يمكن جحوده.. من الأسئلة المشروعة في هذا الصدد: لماذا تنشأ وتنشر ظاهرة الالحاد في بلد يخرّج أعلى نسبة في العالم من الخريجين في العلوم الشرعية، وفي دولة تضم أكبر عدد من الكليات المختصّة بالعلوم الدينية؟ في اعتراف للشيخ الصحوي ناصر العمر بانتشار ظاهرة الالحاد في السعودية، كما جاء في درسه الديني في 19 مايو الماضي كشف عن اجتماع لعلماء دين من جميع أنحاء المملكة برئاسة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر البراك الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقا، وقال (تمّت مناقشة هذه الموجة الإلحادية، والتواصل مع هيئة كبار العلماء في الوقت نفسه، والسعي لتحويلهم للمحاكم الشرعية). وأرجع أهم سبب لانتشار هذه الظاهرة الى (الانفتاح الإعلامي غير المراقب وكذلك أمن العقوبة). ومن الواضح أن العمر يرجع الظاهرة الإلحادية الى أسباب خارجية يعبّر عنها اختصاراً واختزالاً بـ (الانفتاح الاعلامي)، ويربط ذلك بأمن العقوبة. فهو يتعامل مع الظاهرة الالحادية من منظور جنائي ويعتبرها جريمة تستحق العقاب، ويجب تقديم كل من تثبت عليه تهمة (الإلحاد) الى المحاكم الشرعية، مستبعداً عوامل أخرى ثقافية وفكرية وسياسية واجتماعية واقتصادية وغيرها يستوجب التأمّل فيها عميقاً! الجدير بالذكر، كان الشيخ العمر قد تحدّث في محاضرة له سابقة عن تناقص أعداد المصلين في المساجد، وكان يقول ذلك في سياق التبرّم والحسرة.. في السياق نفسه، أصدر مايربو عن مائة رجل دين سلفي بياناً في 9 يونيو الماضي حول (موجة الإلحاد في بلاد الحرمين) استنكروا فيه ما انتشر في بلاد الحرمين مما أسموه (إعلان شرذمة من الزنادقة الكفر الواضح المخرج من الملة بإجماع علماء الأمة..). ويلفت البيان الى أن هذه الموجة ليست عفوية بل هي (أمر منظم عبر مواقع وشخصيات مدعومة من الداخل والخارج)، واستدلوا على ذلك بالقول (ظهر بداية على شكل روايات وكتب لبعض هؤلاء الزنادقة تنقص فيها الرب جل وعلا ونبيه صلى الله عليه وسلم، ثم سمحت وزارة الإعلام لهذه الكتب أن تباع وتنتشر، الأمر الذي أدّى إلى ظهور هؤلاء الملاحدة المتجرئين على الله.. وعلى مواقع التواصل الاجتماعي يشنون فيها حملات تطاول على رب العالمين وعلى رسوله الكريم وعلى الشرع المطهر). ![]() حمزة كشغري، مثال صارخ، شاب في العشرينات من العمر عاش ردحاً من الزمان في بيوت المشايخ والمساجد ولم يختلط بغيرهم، وحين نشر تغريداته المسيئة والطائشة تراجع عنها على الفور وكتب اعتذراً وأعلن توبته وصدّقت توبته المحكمة العليا بالرياض، ولكن حكم التكفير لايزال يطارده، بل هناك من لا يزال يصرّعلى إنزال عقوبة الاعدام بحقه..في الوقت نفسه، لم يشر أحد الى استهزاء الشيخ المثير للجدل محمد العريفي بالرسول صلى الله عليه وسلم بإتهامه ببيع الخمر أو بإهدائه..في مثل هذه المقارنة يكمن التمرّد على من يتقمّص دور حارس الفضيلة. وفي البيان أيضاً مطالبة للدولة بكل مؤسساتها الاعلامية والثقافية والتعليمية والدينية بـ (منع كل ما يسبب الإلحاد أو التشكيك أو ينشره بين أبناء المسلمين سواء كانت كتباً أو مواقع أو قنوات أو برامج أو مقاهٍ أو تجمعات). بطبيعة الحال، فإن لدى الموقعين معايير خاص في المنع. في المقابل، يطالب الموقّعون بأن يفسح في المجال أمام المؤسسة الدينية والمشايخ عبر توجيه وزارة الاعلام للقيام بدورها كيما تبث (البرامج النافعة التي تغرس الإيمان وترد على شبه الإلحاد والتشكيك وتعظيم الدين والشريعة في قلوب الناس بكل الوسائل الإعلامية المتاحة. وأن تحاسب كل من يظهر في وسائل الإعلام وتطبق السياسة الإعلامية التي تخصّها بمنع كل ما يتعارض مع شريعة الإسلام أو يسيء إلى علمائه). اللافت في قائمة الموقّعين أنها خلت من أسماء لامعة كانت تتصدّر البيانات ومن بينها الشيخ سفر الحوالي الشيخ سلمان العودة والشيخ عايض القرني، وحتى الشيخ عبد الرحمن البراك والشيخ ناصر العمر وغيرهم من مشايخ الصحوة الذين باتوا يصنّفون في خانة (الحركيين). ما يلفت في البيان أيضاً هو الاقرار بوجود ما نعتوها بـ (موجة) إلحاد، ولكّن طريقة المعالجة المقترحة تشي بنزعة وصائية من نوع ما حين توسّلوا بالدولة من أجل القضاء على الموجة الالحادية، فاختاروا (منطق القوة) وليس (قوة المنطق) بديلاً.. إختيار أسماء محدّدة يكشف عن أن الموقّعين يلوذون بأسلوب تصفية الحسابات واقحام السلطة في صراع فكري لوأد حق التعبير عن الرأي، وتوظيف قائمة التهويل الديني (الكفر، الردّة، الإفساد في الأرض..)، والأخطر هو المطالب بإنزال عقوبة الاعدام بحقهم.. ![]() القيود على حرية التعبير! مقالات بحثية كتبت خلال العام الجاري تحاول تلمّس أسباب نشوء ظاهرة الإلحاد وانتشارها، بعضها يسترشد بمعايير علمية لفهم الظواهر الاجتماعية والفكرية نشوءاً وانتشاراً وحتى اندثاراً، وبعضها يتوكأ على فلسفة تبريرية تنزع نحو تبرئة الذات وتجريم الآخر، وبعضها يروم تضليل القارىء وتضييع الأثر كي لا تحدد المسؤولية.. في مقالة كتبها الإعلامي عبد العزيز القاسم بعنوان (ملحدون سعوديون) في صحيفة (الوطن) بتاريخ 2 يوليو الماضي نثر خلالها قائمة من أسباب وقوع الشباب في الالحاد ومنها: التأزمات والأمراض النفسية، والقراءات الفلسفية المعمقة، والدخول في نقاشات (الإنترنت) دون تحصين فكري حقيقي..وكما يبدو فإن القاسم اختار أسباباً مريحة لا تنطوي على مسؤولية للذات، تماماً كاختياره جدة التي وصفت بأنها (وكر للإلحاد) بحسب بعض طلبة العلم الشرعيين، وإن اختيار جدة لا يخلو من استبطان عنصري خفي. والحال، أن كلاماً كثيراً قيل عن ظاهرة انتشار الالحاد في المركز، بل في عقر الوهابية، وهنا موضع التساؤل الكبير، وهناك قرعت أجراس خطر الإلحاد قبل أي مكان آخر. سؤال القاسم عمّا إذا أصبح الإلحاد ظاهرة في السعودية أم لا، جاء على خلفية صدور بيان المائة من المشايخ حول الملحدين، ولكّنه لفت الى شحّة المعلومات والاحصاءات حول الالحاد من حيث عدد المنتمين اليها أو مساحة انتشارها أو تجسيداتها الاجتماعية والثقافية (ذلك أنّ الملحد أو القريب منه لا يمكن له أن يعترف في بلاد التوحيد بإلحاده). ويبقى السبيل الوحيد لمعرفة آثار ذلك من خلال كتابات وخواطر بعض الشباب على شبكات التواصل الاجتماعي والمنتديات الحوارية، وقد ثبت بأن هناك مجموعة من الشباب والفتيات خضعت تحت تأثير الافكار الإلحادية، وباتت جزءً من ظاهرة الالحاد. لم يبرح القاسم الهامش المسموح التفكير فيه، وعلى طريقة العمر فقد أحال الظاهرة الالحادية الى (الانفتاح العولمي الكبير وتقارب الثقافات، وتوافرها أمام الأجيال الجديدة، بفعل “الميديا”..)..وحتى يترك الباب مفتوحاً لنقاش أوسع أشار الى أسباب أخرى مواربة ولكّنها تلتقي عند نقطة (الآخرـ الخارج) في توليد حالة الالحاد منها: التأزمات والأمراض النفسية، القراءات الفلسفية المعمقة، والدخول في نقاشات (الإنترنت) دون تحصين فكري حقيقي. ويخلط القاسم بين السبب والقانون الطبيعي، فهو يحيل الإلحاد الى سبب أهم وهو (المرحلة العمرية التي يمرون بها، فهؤلاء الشباب مستعدون لتلقّف أي فكر يميزهم عن لداتهم، ويشبع نرجسيتهم العالية، خصوصاً أن الغرور المعرفي من قراءتهم المكثفة؛ أذكت هذه النرجسية..). فلماذا المرحلة العمرية في ظروف سابقة أنجبت أجيالاً شديدة الإلتزام بالدين، ومحصّنة إزاء الأفكار الإلحادية، بالرغم من انتشار الكتب الالحادية، ولماذا كان تأثير الافكار اليسارية مقتصراً على فئة محدودة من الشباب، وما لبث أن تخلى منهم عن تلك الافكار واعتنق أفكاراً دينية شديدة التطرّف.. ولماذا في ظل ظروف العولمة الاتصالية يقود الشباب ثورات الربيع العربي ويحملون أفكاراً دينية وشعارات مناهضة للغرب والاستعمار بكل تظهيراته؟ المرحلة العمرية ليست سبباً بل هي قانون بيولوجي يسري على بني البشر، وقد تشهد مرحلة عمرية أوضاعاً تختلف في ظروف معينة عنها في مرحلة عمرية مماثلة.. ![]() يبدأ النقيدان مقالته بما نصّه (قبل خمس سنوات أفضى إليّ إمام مسجد سابق بأنه كان يتقدّم الجماعة في مسجده بدون وضوء، ويتقدمهم أحياناً في صلاة الفجر وهو جنب. كان بحاجة إلى بيت الإمام ولم يكن قادراً على التخلي عن هذه الوظيفة، وبعد أن تحسنت أوضاعه المالية، وأصبح قادراً على استئجار بيت تخلى عن وظيفته، انهمك بعد ذلك في ملذات الجسد والكدح في الحياة، والتعويض عما فاته في ريعان الشباب وزهرته التي قضاها متديناً عاكفاً على كتب القدماء من فقهاء المسلمين. في رسالة أرسلها إلي قال إنه اليوم يجد ثمار اجتهاده في العمل عاجلاً، وليس معنياً بما قد يكون بعد الموت. فقد نسي تلك الأيام الحزينة). ويعلّق النقيدان بعد ذلك (هل للتدين اليابس السلفي تأثير سلبي على أتباعه بحيث يجعل من احتمال انسلاخهم من الإسلام أو علوقهم في مرتبة البين بين، أكثر ممن عداهم من طوائف المسلمين الذين يمنحون التدين القلبي والباطن منزلة تضاهي أو تفوق الواجبات الحسية والأعمال المادية كالمتصوفة مثلاً؟). تساؤل، دون ريب، مشروع لأنه يضعنا في مواجهة مباشرة مع الطبيعة البشرية، لأن أولئك الذين يصوّرون الدين منفصلاً عن الطبيعة البشرية إنما يؤسسون لكل أشكال النفاق الاجتماعي المتخيّلة. وفي تواصل مع الكتابات السابقة، نعود قليلاً الى ما كتبه عنصر بارز في التيار السلفي ابراهيم السكران في بحث له بعنوان (مآلات الخطاب المدني) المنشور العام 2007. يقول فيه: (كثير من تلك الطاقات الشبابية المفعمة التي بدأت مشوارها بلغة دعوية دافئة أصبحت اليوم – ويالشديد الأسف - تتبنى مواقف علمانية صريحة، وتمارس التحييد العملي لدور النص في الحياة العامة، وانهمكت في مناهضة الفتاوى الدينية والتشغيب عليها، وانجرت إلى لعب دور كُتّاب البلاط فأراقت كرامتها ودبجت المديح، وأصبحت تتبرم باللغة الإيمانية وتستسذجها وتتحاشى البعد الغيبي في تفسير الأحداث، بل وصل بعضهم إلى التصريح باعتراضات تعكس قلقاً عميقاً حول أسئلة وجودية كبرى، واستبدلت هذه الشريحة بمرجعية “الدليل” مرجعية “الرخصة” أينما وجدت بغض النظر هل تحقق المراد الإلهي أم لا؟ وتحولت من كونها مهمومة بتنمية الخطاب الإسلامي إلى الوشاية السياسية ضده، والتعليق خلف كل حدث أمني بلغة تحريضية ضد كل ما هو “إسلامي”، وغدت مولعة بالربط الجائر بين أحداث العنف والمؤسسات الدعوية، وبالغت في الاستخفاف بكل منجز تراثي، وتحتفي بالأدبيات الفرانكفونية في إعادة التفسير السياسي للتراث وأنه حصيلة صراعات المصالح وتوازنات القوى وليس مدفوعاً بأية دوافع أخلاقية أو دينية، بل ووصل بعضهم إلى اعتياد اللمز في مرويات السنة النبوية وخصوصاً مصادرها ذات الوزن التاريخي واعتبارها مصدر التشوش الاجتماعي المعاصر). يفترض السكران بأن الخطاب العلماني (خطاب نشط ومتنام في أوساط الشباب المولعين بالثقافة وذوي المنزع الفكري..)، ولذلك فهو يطالب بقراءة وتأمل وتحليل الخطاب الذي قاد الشباب الى (المآلات الموحشة) حسب وصفه، وصولاً الى تعزيز الثقة (الدعوية في الأوساط التربوية والعلمية للاتجاه الإسلامي أمام سلاطة هذا الخطاب وتجريحه المستمر ودعايته المضادة، ونشاطه في التعبئة الإعلامية..). ومن الواضح أن السكران يصدر في مقاربته عن هواجس مرحلة نكوص الخطاب السلفي عقب تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر العام 2001، وتقهقر التيار الديني السلفي الذي بات في مرمى الخطابات المضادة. ![]() أجمل السكران ورقته في أن إعادة الاعتبار والمركزة للدين، باعتبار أن العبودية هي الغاية الكبرى وأن العلوم المدنية وسيلة تابعه لها، وأن التنوير الحقيقي هو الاستنارة بالعلوم الدينية التي تضمنها الوحي وأن الظلامية والانحطاط الرئيسي هو الحرمان من أنوار الوحي مهما بلغت درجة العلوم المدنية، وأن أشرف مراتب العمارة هي العمارة الإيمانية، وأن جوهر وظيفة الاستخلاف هو تمكين الدين، وأن الإسلاميين ليسوا ضد المثاقفة، ولكن لديهم موقف تفصيلي يفرق بين الانتفاع والانبهار، ويفرق بين مستويات الإنتاج في الحضارات الأخرى، وأن خطاب أنسنة التراث آل إلى تغييب دور النص في تشكيل التراث، ورد العلوم الإسلامية إلى عنصرين: الثقافات السابقة وصراعات المصالح، بما ترتب عليه انفصال الشاب المسلم عن نماذجه الملهمة. وأن المغالاة في مفهوم الإنسان آلت إلى طمس المعايير القرآنية في التمييز على أساس الهوية الدينية.وأن التبرم بمرجعية الوحي، والإزدراء بالقرون المفضلة، واللهج بتعظيم الكفار، من أكثر شعب النفاق المعاصرة التي تستدعي التحصين الإيماني، وأن المغالاة في النسبية يقود إلى العدمية، بما يترتب عليه خسارة فضيلة اليقين ومنزلة الإحسان، والإغراق في الارتياب والحيرة واللاحسم..وأن الاستغراق في ربط الشعائر بعلل سلوكية محضة، أو ربط التشريعات بحكم اجتماعية محضة، من أعظم أسباب توهين الانقياد وذبول الدافعية. في حقيقة الأمر، أن الورقة تعكس قلقاً عميقاً وواسعاً لدى جيل السكران، وكما قال النقيدان بأن أفكار السكران لا تزال حتى اليوم (تثير قلقاً بين رفقاء دربه السابقين، لأن ما أضمرته تلك الورقة قد يفوق ماكشفته، لهذا تجنَّد ضد مقالاته أحياناً أقلام تخوض بالوكالة معركة ليست لها..). وينقل النقيدان طرفاً من مراسلات بينه وبين السكران، ويقول (وتشفّ الرسائل التي تبادلتها معه في الفترة الماضية عن حزنه لاستفحال ظاهرة لصوص الدين وانحسار العباد المخبتين وانزواء المتقين). وينقل النقيدان وقائع لقاء جمع شباب مع أحدهم في بيوتات صوفية بالمملكة، حيث ينقل صديق له (عن دهشته من مستوى الجرأة التي كانوا يتحدثون بها، وكان بعضها يفصح عن كراهية للإسلام وتشكيك في عدل الله). ويعلّق بعد ذلك (لهذا يبدو أن إرجاع أسباب الانسلاخ إلى طريقة التدين التي ينشأ الأفراد في أحضانها ليس سبباً كافياً..). ورغم أن القاسم لا يميل الى وصف النقيدان للتيار السلفي باليبوسة، إلا أنه لا يلبث أن يستدرك عليه بسرد قصة للمتصدين لظاهرة الالحاد في السعودية، حيث نقل عن صديقه عايض الدوسري في أحد المواقع الإلكترونية قوله: (لقد حدّثني أحد الشباب - الذين تأثروا ببعض الشبهات - أنه ذهب إلى أحد العلماء الكبار؛ كي يدفع عنه آثار تلك الشبهات بالحجج العقلية والنقلية، فإذا به يُصدم بهذا العالم الجليل وهو يطرده من مجلسه، ويُهدده باستدعاء الشرطة!). ![]() عبد العزيز الخضر الباحث المقرّب من التيار الديني السلفي لسنوات طويلة والذي كتب فيه وعنه اشتغل على مناقشة الخطاب الديني وتداعياته الفكرية، وخلص فيما خلص الى أن الخطاب الديني مسؤول عن انتشار ظاهرة الإلحاد. وقال في محاضرة بعنوان (التحديث الفكري) ألقاها في جامعة الملك سعود ونشرت على موقع (الجزيرة أون لاين) في نيسان (إبريل) الماضي يقول (أن الجيل الجديد حين يواجه مسألة فكرية حديثة لا يجد لها جواباً لدى المحافظ، فإن ذلك يقوده للبحث عند غيره، وهنا قد يظهر الإلحاد). الكاتب البراء العوهلي أثار سؤالاً مباشراً بعنوان (لماذا يلحد بعض شبابنا؟ محاولة لفهم وتحليل ظاهرة الإلحاد) نشر في شباط (فبراير) الماضي، وفيما أقرّ بأنها ظاهرة معقدة وتتداخل فيها العوامل الفكرية والنفسية والاجتماعية وأن تحليلها يتطلب جهداً كبيراً وتخصّصات متعددة..من ناحية حجم الظاهرة، فإن (غالبية من يلحد أو يترك الدين يكتم هذا ولا يعلنه خصوصاً في مجتمعنا المتدين الذي يصعب أن يعلن فيه الإنسان مثل هذا الخيار، ولكن الكثير من المؤشرات تؤكد أن الإلحاد واللادينية واللاأدرية والشك موجودة في بلادنا بشكل أكبر مما يتوقعه غالبية الناس، وخصوصاً بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين العشرين والثلاثين). ورصد العوهلي مجموعة أسباب للإلحاد منها: 1 ـ التطرف والجمود الديني. ويقول في هذه النقطة بالتحديد (الغالبية العظمى ممن ألحدوا - في مجتمعنا السعودي - كان إلحادهم ردة فعل نفسية من التشدد الديني والاجتماعي!). 2 ـ تساؤلات تبحث عن إجابة، وردود فعل تكبت وتخرس، ويعلق (الكثير ممن ألحدوا كان إلحادهم نتيجة لتساؤلات أربكت عقولهم فبحثوا عن إجابات لها ولم يجدوا شيئاً… كبت الأسئلة وقمعها وعدم الترحيب بالاختلاف في الرأي ومنع الحوار سبب ردة فعل لدى البعض أدت إلى نفور من الدين والتدين…). ٣- الثورة على العقلية الأسطورية. ٤- غرس الكراهية باسم الدين. ٥- تقديس الأشخاص. ٦- وجود الشر. ٧- القتل والحروب والعنف الذي يحصل باسم الدين والإله. ٨- فكرة القضاء والقدر. ٩- وهم اليقين الكامل / المطلق. ١٠- تخلف الأمة. ١١- تمزق الأمة وتفرقها. ١٢- واقع المرأة. ١٣- الجفاف الروحي. ١٤- الاندفاع والعجلة. ١٥- الاعتداد بالذات والغرور المعرفي. ١٦- سطوة الشهوات ومحاولة الهروب من وخز الضمير. ١٧- السطحية الفكرية. ١٨- الأسباب العلمية الطبيعية. ١٩- الإلحاد كموضة فكرية. ٢٠- الاضطرابات النفسية. في استبيان وضع على الشبكة حول ظاهرة الالحاد في المجتمع السعودي، جاءت الاسئلة بطريقة إيحائية حيث ربط السؤال التاسع بين عدم التصريح بالإلحاد والخوف من المجتمع بما يخفي حقيقة الظاهرة وحجمها. وحدد أسباب لظاهرة الالحاد منها: التشدد والخطاب الديني، وتناقض بعض المسلمين في تطبيق تعاليم الإسلام، وعدم التأسيس الديني (أي بدون اقتناع)، والانفتاح الثقافي والاتصالات الحديثة، والابتعاث والسفر الى الخارج، وتقديس الاشخاص، والتردد على المقاهي والأندية الثقافية، وقراءة الكتب والروايات، والخوف من طرح الاسئلة الفلسلفية والفكرية المتعلّقة بالإله والكون، وغياب دور العلماء والمفكرين، والصراع بين التنويريين والمتشدّدين، ووجود اتجاهات فكرية متعدد.. في تقديري، أن ثمة خلطاً بين الاسباب الرئيسية والثانوية، وبين المرض وأعراضه، فالظواهر الفكرية كما الظواهر الطبيعية لا تنشأ إلا حين تقع تغييرات في القوانين الضالعة في تشكيلها وليس في العناصر التي طرأت عليها أو ساهمت وفق ظروف خاصة في التأثير فيها..فظاهرة إلحاد في مجتمع شديد المحافظة لا تقع لمجرد ابتعاث بعض أبنائه للتعليم في مدارس خارجية، خصوصاً في ظل تجارب سابقة تنفي وقوع الظاهرة، ففي نهاية السبعينيات ومطلع الثمانينات كان هناك ما يربو عن 30 آلاف طالب مبتعث الى الولايات المتحدة. وعلى العكس مما كان متوقعاً فقد عاد كثير منهم أشدّ التزاماً بالدين، بفعل نشاط الجماعات والمراكز الدينية في الولايات المتحدة..وكذلك الحال بالنسبة للإتصالات الحديثة فقد كان الطلاّب يعيشون في مجتمعات غربية تصخب بكل أشكال التسلية والتغريب، ولم تترك تأثيرات من نوع الذي تشهده البلاد الآن.. وفي مقالة صحافية للكاتب حبيب طرابلسي بعنوان (خلايا إلحادية تنشط في بلاد الحرمين)، اعتبر أن التشدد الديني هو السبب الرئيسي وراء الظاهرة وانتشارها. وتحت عنوان (بلاد التوحيد تنتج ملحدين)، يلفت طرابلسي الى ما تحدّثت عنه الصحف المحلية من وجود (خلايا إلحادية) تنشط في وضح النهار..ولكن طرابلسي يرسم خطاً فاصلاً بين الإلحاد والدعوات الليبرالية، لأن كما يبدو من بيانات وفتاوى مشايخ السلفية أن لا حدود فاصلة بين الخطين، فقد تطال ليبرالي وصمة الالحاد وهو ليس كذلك، ولكن ثمة من يصر في التيار الديني السلفي على الربط بين الالحاد والليبرالية بعد أن صبح من لوازم الصراع وتصفية الحسابات.. غالباً ما يشار الى جدة ومقاهيها باعتبارها حاضنة للخلايا الإلحادية، والحال أننا قد أوردنا في مناسبات سابقة أن ظاهرة الالحاد تنتشر في منطقة نجد أكثر من أي منطقة أخرى، بل أخذت الظاهرة فيها شكلاً راديكالياً متطرفاً. نعم، برزت ظاهرة بعنوان (الحملة الإلحادية) نسبت الى عبد الله حميد الدين، وهو يمني يحمل الجنسيتين السعودية والأميركية، إلا أن من الصعب إضفاء أهمية استثنائية على الحملة، خصوصاً في بلد يمنع فيه التعبير عن الأفكار والمواقف بصورة جماعية، فكيف بحركة إلحادية تنزع للعمل في الهواء الطلق..ومن الواضح، أن كثيراً من المعلومات التي تروج عن الحملة هذه مستمدة من مشايخ سلفيين يبالغون في تضخيم الحملة وتأثيراتها، كالقول بأن مقاهي جدة تحتوي على كتب 70 بالمئة منها ممنوعة في عرف وزارة الإعلام..ويكفي جنوحاً أن يتّهم الداعية الصحوي الشيخ سلمان العودة بأنه يعمل على (إشاعة روح الإلحاد في المجتمع السعودي..بدعم من قطر)! والسؤال ماهو مستقبل ظاهرة الالحاد؟ تغيّرت أشياء كثيرة من حولنا، وجاء العالم بأسره الى مجتمعنا، وانكشف كل شيء على العالم ولا تزال الرؤى السلفية للعالم والكون والآخر بالمعنى الديني والاجتماعي هي ذاتها..وفيما تزداد مساحة الاسئلة القلقة، يعجز المطمئنون الوهميون عن إنتاج اجابات مريحة مقنعة وقاطعة..أولئك الذين ربطوا الإيمان بالتسليم الساذج لم يعوا حتى الآن أن ثمة ثورة شكوك إندلعت وسط جيل من الشباب وهي بحاجة الى مقاربات أشدّ عمقاً ومباشرة، كيما تلتحم بالمسائل الحرجة وتنجب إجابات بمستوى تطلعات الشباب أنفسهم..بل إن المقارنات التي يجريها الشباب المنفتح على الثقافة الحديثة هي المسؤولة بدرجة أساسية عن انزياح المعتقدات الراسخة، والسبب ببساطة لأن صانعي الخطاب الديني مازالوا مشغولين بقضايا خارج حركة التاريخ، فيما حركة الافكار الحديثة تسير بوتيرة سريعة للغاية، ولا سبيل حينئذ سوى إحداث ثورة شاملة في واقعنا الراهن فكرياً وسياسياً واجتماعياً واقتصادياً كيما يتأهل تدريجاً للمواكبة مع حاجات العصر وتحدياته..إن ثورة من هذا القبيل وحدها القادرة على استعادة التوازن، وإن موجات العودة الى الدين التي جرت في تاريخ البشرية تأتي غالباً بعد ثورة مراجعات ومحن كبرى تستوجب تحريراً للعقل من العقل، واستعادة موقع الروح الايمانية المصادر..مستقبل ظاهرة الالحاد بحسب المعطيات الراهنة قابلة للانتشار طالما بقيت مصادر تغذيتها الفكرية والاجتماعية والنفسية والسياسية والاقتصادية، ولا سبيل الى وقف تمدّدها الا بمصادر بديلة وبمفعولات أقوى أثراً. |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 115 | |||
|
![]() ![]() ![]() ![]() |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 116 | |||
|
![]() هؤلاء المفكرين الثلاث هم الذين اجابو بطريقة صحيحة على السبب الحقيقي لزيادة الالحاد في الجزيرة العربية
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 117 | |||
|
![]() في بلد الهيئة والدعوة والإرشاد!
ملحدون في السعودية عمر المالكي مذكرة أمريكية رسمية: الملك فهد أبلغ الأميركيين بأنه ليس مقتنعاً بالإسلام لأنه دين (الإهتياج) ويرفض النظام المَلَكِي؛ وأنه يتمنى (أن يؤول هذا الدين والقيود التي يفرضها إلى زوال). الحجاج بن يوسف الثقفي (41 ـ 95هـ) كان والياً من قبل الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان على مكة ثم على العراق. واشتهر عن الحجاج إسرافه في الدماء، وقد ضرب مكّة بالمنجنيق في حربه مع عبد الله بن الزبير، وشكى الأهالي في مكة والمدينة من قسوة الحجاج. وفي قصة مشهورة وقعت في زمن الحجاج: بينما كان يستعد لتجيهز الجيش لخوض معركة سمع صوت طفل يقرأ القرآن، وقد استوقفه الصوت، وكان الحجاج معروفاً بحفظه القرآن وتلاوته، فاقترب الحجّاج من الطفل وقال له: اقرأ علي مما تحفظ من كتاب الله. فقرأ الطفل (إذا جاء نصر الله والفتح، ورأيت الناس يخرجون من دين الله أفواجا) فقال الحجاج: حسبك يا غلام لقد أخطات في الآية (يدخلون في دين الله أفواجا) وليس يخرجون من دين الله أفواجا، فأجابه الغلام: كان هذا على زمن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، لكن في زمن الحجاج فإنهم يخرجون من دين الله، فبهت الحجاج من بلاغة الطفل وشجاعته. ذاك كان في القرن الهجري الأول، أما في القرن الخامس عشر الهجري فثمة رواية أخرى مماثلة تذكر بعض تفاصيلها المذكرة التي رفعتها لجنتان تابعتان للخارجية والكونغرس في بداية عهد الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون (وصل الى البيت الأبيض العام 1992). جاء في المذكرة أن الملك فهد أخبر أحد أعضاء اللجنتين بأنه ليس مقتنعاً بالإسلام لأنه، بحسب رأيه، دين الثورة (الإهتياج) ويرفض الملكيّة كنظام سياسي. فالقرآن ينص على (إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها) (سورة النمل ـ 34). ولهذا السبب، فإن الملك منع تلاوة سورة النمل وسورة الكهف، وكل السور التي تدعو للعدالة والمساواة. وبناء على المصدر نفسه، فإن فهد أبلغه: (أصدرت أوامر للمطاوعة بإنزال أقسى العقوبات بأفراد الشعب، بما قد يجعلهم يكرهون الدين كله، وإنزال عقوبة أيضاً بالمسيحيين، العاملين في السعودية، بتهمة التعرّض للدين). وينقل العضو عن الملك فهد قوله (أتمنى ان يؤول هذا الدين والقيود التي يفرضها إلى زوال). إذاً، فإن ما تمناه الملك فهد أصبح واقعاً، وعلى أيدي (المطاوعة)، فظاهرة التمرّد على الدين والارتداد تتمدّد في المحيط الذي نشأت فيه الدعوة الوهابية، وكرد فعل على تشدّدها. ما نقرأه من قصص المتمرّدين ينبىء عن أن المطاوعة والمشايخ المتشدّدين يشكّلون عاملاً رئيسياً في انقلاب كثيرين على الدين بنسخته الوهابية، بسبب صرامة المعتقدات، وجفاف الروح الإنسانية التي جعلت من الدين مصدر شقاء وليس عنوان محبة وسلام وأمن. فقد تحوّلت (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) وبفعل الانتهاكات المتواصلة والمنظّمة لحقوق الآدميين وخصوصياتهم، الى أحد العوامل الرئيسية في خروج الناس عن الدين (بما يحقق أمنية الملك فهد ومن قبله وبعده). القصص التي تنقلها المواقع الحوارية على الشبكة تبعث على الإزدراء من سلوك المؤسسة الدينية برمتها، ومن يقف ورائها من أهل الحكم. نشر موقع (ساحاتنا) على شبكة الإنترنت في 24 إبريل الماضي حادثة ذكرها أحد أعضاء المنتدى وكان شاهداً عليها وقعت له قبل إسبوعين من تاريخ النشر. يقول مانصه ![]() ![]() وصورة أخرى نقلها موقع (الوئام) على الإنترنت في 22 إبريل عمّا جرى في مركز الهرم (النسيم) التجاري في الرياض. وجاء في خبر الموقع بعنوان (مضاربة وفوضى بطلها رجل هيئة)، لم يدر في خلد المواطن (ح . الحربي) وهو يرافق والدته وشقيقته الكبرى بسوق (الهرم بحي النسيم بالرياض) بأنه سيقضي ليلته في سجن مركز المنار بالرياض بلا ذنب يستحق أو جريمة إرتكبها بحق وطنه أو الآخرين. وفي التفاصيل، بحسب الموقع، حضر شاب تظهر عليه ملامح الإلتزام في مقتبل العمر بدأ بجولة على السيارات المتوقفة أمام مركز التسوق مع انتهاء صلاة العشاء ويطالب الجميع بمغادرة الموقع للصلاة وكان الشاب (ح الحربي) قد ركب سيارته ولحقت به والدته وشقيقته لركوب السيارة بانتظار فتح المحل لإعادة إحدى القطع التي تم شرائها ولكن المفاجئة كان ذلك الأسلوب القاسي الذي انتهجه الشاب الملتزم والذي عرّف بنفسه بأنه من رجال الهيئة وحدث تلاسن قاس فيما بينهما لتنتهي المشكلة بعد تدخل الحضور. ومع افتتاح المركز التجاري، وأثناء حديث مراسل موقع (الوئام)، مع الشاب ح. الحربي حول الحادثة وقعت مداهمة أخرى قام بها رجل الهيئة نفسه وهو في حالة عصبية شيدة ليهاجم الشاب ويتهمه بأنه أسقط شعيرة من شعائر الإسلام، ويجب أن يعاقب ويتم اقتياده إلى مقر الهئية فوراً (لتأديبه) وحاول الحضور فك الخلاف إلا أن رجل الهيئة بدا متعنتاً ومترصداً للشاب وعائلته من خلال مطاردته له في أكثر من موقع. يضيف الموقع: بأن شاهدي عيان حاولا تهدئة رجل الهئية وبينا له أن هنالك ظروفاً قد تمنعه من إقامة الصلاة بوقتها، فربما يكون الرجل مسافراً فجمع صلاة العشاء بالمغرب وليس لكم حق في استخدام هذا الأسلوب المنفّر من الدين ومشاجرة هذا المواطن أمام والدته التي بدأ عليها التعب والانهيار، عندها قام رجل الهيئة بسحب الشاب مما تسبب بدفع والدته التي سقطت أرضاً أمام الحضور وحصلت هنالك مشاكل ومضاربات بعد تدخل رجل عسكري مرافق للهيئة وكذلك رجل الهيئة الآخر وحدثت مشاكل عديدة في المحلات الخارجية وسط صياح من النساء وترويع للأطفال المتسوقين. لم ينتهِ السيناريو بعد، فيبدو أن رجل الهيئة أصّر على تصعيد الموقع، ويقول شاهد عيان: قمنا بإخراج الشاب من السوق وركب سيارته وترافقه عائلته إلا أن المفاجأة هي انطلاق سيارة الهيئة من الجهة الأخرى لتوقف سيارة الشاب (ح الحربي)، والذي فقد أعصابه وبدأ في حالة غضب عارمة وصراخ كبير وفشلت محاولات والدته لتهدئته وقام بعكس المسار بطلب من الحضور وعندما قفز فوق الرصيف تفاجأ بسيارة أخرى للهيئة تحاصره وتوقف عندها وهو في حالة من الغضب، وشهد الموقع تجمهر عدد كبير من المواطنين والمواطنات وقامت النساء المتسوقات بإطلاق هتافات تطالب رجال الهيئة بالخوف من الله وترك المواطن المغلوب على أمره فلم يفعل شيئاً يستدعي كل ذلك. ويقول أحد الشهود: بعد حضور سيارة الهيئة الأخرى قال أحد المواطنين أنا شاهد على كل ماحدث وسوف أسجل شهادتي في مركز الشرطة نظراً لتجاوز البعض حدوده واستغلال نفوذه في ظلم الآخرين ليقوم العسكري المرافق بمهاجمة الشاب (الشاهد) والقبض عليه وإرغامه على الركوب بسيارة الهيئة، لأنه ذكر أنه سيشهد بالحق على تجاوز رجل الهيئة مما تسبب بحالة من الفوضى والإرباك للمتسوقين وعلى الفور ذكر العديد من المواطنين أنهم مستعدون للشهادة ضد تصرف رجال الهيئة.. ماجري في (النسيم) ليس استثناءً، فبإمكان المرء أن يعثر من خلال عملية واحدة في محرّكات البحث على شبكة الانترنت على فيض من القصص المماثلة، إن لم تكن أشد إيلاماً وهي شاهدة على تجاوزات المؤسسة الدينية بكل فروعها والتي أدّت في بعض الحالات الى القتل، والاعتقال التعسفي، والتعذيب الوحشي، والاهانات، والتشهير. ![]() يعلّق أحد كتّاب المواقع الحوارية السعودية متسائلاً:هل أن الضغط والوعظ الديني أثبتا فشلهما ففرّ الشباب إلى الضفة الأخرى كي يعيشوا مثل بقية الناس؟ ويجيب بـ: نعم، ويمضي في أسئلته: هل الازدواجية والعيش بأكثر من وجه تجرّ المجتمع إلى هوية أخرى وإلى نمط آخر من الحياة غير مبالين بما يتلقون كل يوم من أفكار لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تملأ الفراغ المادي الذي هو ضرورة يصعب تجاوزها فالحياة ليست كلها روحية؟ ويجيب كذلك بـ نعم. في مقالة مطوّلة للشيخ عائض بن سعد الدوسري بعنوان (عقولنا تحت القصف) نشرتها مجلة (المنار الجديد)، عدد شوال 1429، أكتوبر 2008 ما يلفت إلى ظاهرة التمرّد على الدين وسط الشباب في منطقة نجد. يقول الشيخ الدوسري بأنه تلقى اتصالاً قبل سنوات من شاب مبدياً رغبتة الشديدة في مقابلتي بصورة شخصية. يقول: وكان أولَ شيءٍ استوقفني منه مظهرُه، الذي يوحي أنه شاب متدين فاضل. بدأ الشاب في طرح أسئلة تدور حول (المسائل الوجودية الكبرى) وناقشني فيها.. يستدرك الدوسري: كان ذلك منذ زمن، ثم ازداد اهتمامي بهذا الموضوع.. كنتُ أعتقد اعتقادًا جازمًا أن بلادي - السعودية - في منأى عن تلك الأخطار الفكريَّة، كان ذلك اعتقادي الراسخ حتى زمنٍ ليس بالبعيد..) وقد أرجع ما جرى لاحقاً الى عوامل خارجية: العولمة، والانفجار الثقافي الهائل.. والحرب الفكرية التي تشنّها جهات أجنبية، ودور القنوات الفضائي الخارجية..وأضاء في وقت لاحق على دور (تصرفات كثير من المتدينين والتي تحلّت بالقسوة والخشونة في التعامل مع الآخرين). في ظل صراع التيارين الليبرالي والتقليدي، ثمة تيار شبابي، بحسب الشيخ الدوسري، (حديث، منقطع عن الجذور، ومتمرد على التصورات التقليدية والتنويرية، منكر للرب، هاجر للعبادات، ويقتات على النقد والصراع الجديد بين ما يُسمى بالمحافظين والليبراليين الجدد..). واعتبر الروايات التي تطرح بين حين وآخر ومن خلال الكتابات واللقاءات التلفزيونية والكتابات الحادة، والتي تصل إلى الإلحادية، أحد أبرز افرازات (البيئة التنازعية القلقة) كما يصفها. يقول: (لقد كنتُ أُشكك في انتماء كثير من تلك الأسماء - التي تكتب في تلك المنتديات - إلى وطننا، وكنتُ أظنهم أجانبَ يتخفون بالأسماء الوطنية؛ لتمرير أفكارهم الإلحادية، لكن بعد متابعة دقيقة لتلك المنتديات وتلك الأسماء، وطريقتها في الكتابة، ولغتها ولكناتها، وما كُشف منها عن طريق الصدفة، دلَّ دلالة واضحة أن كثيرًا منها ينتمي لنا ولبيئتنا، وهذه حقيقة مؤلمة جدًّا). ويضيف (ثم زاد قناعتي الجديدةَ رسوخًا، ما حدث لي شخصيًّا في السنوات الأخيرة، حيثُ قابلتُ واتصل بي كثير من الشباب الذي يُخفي إلحاده، أو على أقل تقدير شكوكه في كل شيء!). وينقل الشيخ الدوسري من وحي تجربته الشخصية (لقد زارني - فقط - السنة الماضية (2007) في مدينة الرياض ما يُقارب ثمانية من الشباب، كلٌّ منهم على حدة، وهم - والله - من أذكياء الشباب، وعلى قدرٍ عالٍ من الثقافة العامة، وقد صارحوني بإلحادهم..). ويذكر مثالاً آخر عن (مجموعة من الشباب، يتجمعون كل نهاية أسبوع، ويعقدون جلسات فكرية، تُروَّج فيها الأفكار، وتوزَّع فيها الكتب الإلحادية. ومجموعة أخرى من طلاب التخصصات العلمية يُناقشون نظرية "تشارلز دارون" بإعجاب وإكبار، ويعبِّرون عن إيمانهم بها في ثوبها الجديد المطور، وأنه لا وجود لخالق لهذا الكون، وكل هذا بفضل ما تبثه بعض القنوات العربية، والمحسوب بعضها على السعودية). يضيف الدوسري (بعض هؤلاء الشباب الذين التقيت بهم، أخبَروني أن أصحابهم كثرة كاثرة..). وللعلماء نصيب في تكاثرهم (لقد حدثني أحد الشباب - الذين تأثروا ببعض الشبهات - أنه ذهب إلى أحد العلماء الكبار؛ كي يدفع عنه آثار تلك الشبهات بالحجج العقلية والنقلية، فإذا به يُصدم بهذا العالم الجليل وهو يطرده من مجلسه، ويُهدده باستدعاء الشرطة!). ما يمكن الخروج به من المطالعة أن عوامل التمرّد على الدين هي: ـ التشدد الديني وسوء استعمال السلطة الدينية ـ الاستبداد السياسي خصوصاً ذاك المؤسس على مدّعيات دينية ـ الانفتاح الثقافي والاجتماعي الناشيء عن العولمة بعض المواقع الحوارية السعودية يشرف عليها ويشارك في مداخلاتها أفراد هم في الغالب من المنتمين سابقاً للتيار السلفي، ويشعر من يتصفّح هذه المواقع أن ثمة نزعة تمرّد تضطرم داخل جيل جديد من الناقمين على الدين، في ظاهرة لا تكاد تجد نظيراً لها في مواقع حوارية أخرى، والأخطر ما فيها أن الظاهرة تأخذ وتيرة متصاعدة، وتهدد الحصون التقليدية من الداخل. https://www.alhejazi.net/qadaya/039102.htm |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 118 | |||
|
![]() وقد لعب هذا المجرم الهالك فهد دورا كبيرا في تغذية ظاهرة الالحاد في الجزيرة العربية
وهذا بتشجيع التشدد في الدين الى اقصى حد ممكن حتى يخرج اكبر عدد ممكن من المسلمين من الدين الاسلامي الى الالحاد ودينات اخرى فهنا زيادة التشدد ليست عفوية اوجائت دون قصد وانما جائت مدروسة ومركزة بعناية قصد القضاء على الدين الاسلامي وتشوييه الى اقصى درجة ممكنة وهو مانجح في بعضه الهالك فهد ومانراه اليوم من الالحاد والاستخفاف بمحارم الله في الجزيرة العربية هو قطف لثمار لما زرعه هذا المجرم العميل |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 119 | |||
|
![]() |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 120 | |||
|
![]() كما لا يخفى عليكم ارتباط هذا النظام الشرير بالدوائر الماسونية الشيطانية العالمية
وعلاقاته الحميمية مع المنظمات الصهيونية اليهودية ومن اجل عيونها الزرق اوالخضر حرم الدعاء على اخوانه واحبابه اليهود بل ذهب يقدم مباردة سلام عربية في بداية هذه الالفية من لبنان 2002 فبصق الكيان العبري على وجهه ولم يعطه ادنى قيمة |
|||
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
...خطر..على, ..إيران, الأمة.., السعودية |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc