المولد بدعة ..ومن كان له شبهة أو استفسار فليتفضل..ونحن في الخدمة - الصفحة 8 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد > أرشيف قسم العقيدة و التوحيد

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

المولد بدعة ..ومن كان له شبهة أو استفسار فليتفضل..ونحن في الخدمة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-04-09, 15:13   رقم المشاركة : 106
معلومات العضو
عبد الله ياسين
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

الأخ الكريم " مهاجر إلى الله " قلت :

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مهاجر إلى الله مشاهدة المشاركة

مع التركيز مع ما لون بالأحمر تجد انه حجة عليك .....فالنبي عليه الصلاة والسلام صرحت بأنه أقرّ هولاء الصحابة على ما فعلوه ...فأخبرني بالله عليك من أقرك أو أقركم أو أي نبي أقركم على الاحتفال بالمولد ؟؟؟؟


فقياسك قياس باطل وبطلانه يغني عن التكلف في رده.....فالنبي عليه الصلاة والسلام كان حيا موجودا وكان يقر أشياء أفعالا وأقوالا تصدر من الصحابة وينكر أخرى وإن أردت الدليل اعطيناك فليس كل ماصدر من الصحابة الكرام قد أقره عليه الصلاة والسلام....بل غضب أحيانا على بعض التغييرات أو الزيادات...وحاشا رسول الله ان يقر شيئا خاطئا أو لا يجوز....وكان يصوّب فلان ويخطئ فلان ...وهذا بعد موته محال فبطل القياس فأين الرسول الذي يقول للمحتفل بالمولد إن احتفالك بالمولد جائز ؟؟ أويقره عليه ؟؟
قال الأستاذ عيسى بن عبد الله بن محمد بن مانع الحميري في بحثه " البدعة الحسنة أصل من أصول التشريع " :
إن السنة التقريرية تعني أن يقول أحد الصحابة قولاً أو أن يفعل فعلاً ابتداءً من نفسه دون أن يكون له سند من كتاب أو سنة يخصه بعينه ثم يبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فيسكت عنه صلى الله عليه وسلم و لا ينكره ، أو يقرره بقول منه أو فعل من جنسه أو استبشار به أو دعاء لفاعله إلى غير ذلك مما يعلم به جواز هذا الفعل أو القول ، فيصير سنة نبوية شريفة بهذا الإقرار يعلم بها جواز ما أقره له و لغيره من الأمة كما فصله و قرره علماء الشريعة الغراء.

فالناظر في هذا الكلام يعلم أن للسنة التقريرية أركاناً لا بدّ منها :
(1) إحداث أحد الصحابة الكرام شيئاً لم يكن.

(2) بلوغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم.

(3) إقراره صلى الله عليه وسلم لذلك بسكوت أو قول أو فعل أو غير ذلك.
و من هذا البيان و التفصيل تتبيّن لنا العلاقة الوثقى بين سنة الإقرار و مفهوم البدعة حيث إنّ سنة الإقرار في أصلها بدعة أحدثها الصحابي ثم بلغت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقرّ فاعلها و جوّز فعلها.

و لو أ
نّ " كل بدعة ضلالة في الدين " لا يجوز فعلها لأنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم كل فعل للصحابة لم يكن لهم به سند من كتاب أو سنة و لكن الناظر في سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم يعلم أنه يقرّرهم على كثير من الأفعال و الأقوال التي ابتدؤوها من أنفسهم إن كانت داخلة في عموم دليل شرعي أو راجعة إلى قاعدة شرعية.انتهى

سنكتفي بمحاولة تسليط الضوء على مثال واحد من الأمثلة السالفة الذكر و التي تدلّ دلالة واضحة على هديه صلى الله عليه و سلّم في التعامل مع ما أحدثه سادتنا الصّحابة - رضوان الله عليهم - و لم يسبق و أن حثهم عليه الشارع الحكيم بالدّليل التفصيلي لا أمراً و لا فعلاً.

روى الإمام البخاري في صحيحه عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏لِبِلَالٍ ‏ ‏عِنْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ يَا ‏ ‏بِلَالُ ‏ ‏حَدِّثْنِي ‏ ‏بِأَرْجَى ‏ ‏عَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِي الْإِسْلَامِ فَإِنِّي سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ فِي الْجَنَّةِ قَالَ مَا عَمِلْتُ عَمَلًا ‏ ‏أَرْجَى ‏ ‏عِنْدِي أَنِّي لَمْ أَتَطَهَّرْ طَهُورًا فِي سَاعَةِ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ إِلَّا صَلَّيْتُ بِذَلِكَ الطُّهُورِ مَا كُتِبَ لِي أَنْ أُصَلِّيَ ‏

قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح و هو يعدّد فوائد الحديث :
يُسْتَفَاد مِنْهُ جَوَاز الِاجْتِهَاد فِي تَوْقِيت الْعِبَادَة , لِأَنَّ بِلَالًا تَوَصَّلَ إِلَى مَا ذَكَرْنَا بِالِاسْتِنْبَاطِ فَصَوَّبَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .انتهى


فسيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم قد ترك التوقيت لهاتين الرّكعتين ، و الصّحابي الجليل سيّدنا بلال - رضوان الله عليه - لم يفهم من هذا التّرك ما فهمه المُخالف مع أنّ المقام مقام عبادة كما لا يخفى !

قال الأستاذ عيسى بن عبد الله بن محمد بن مانع الحميري :
فانظر ـ رعاك الله ـ إلى سيدنا بلال رضي الله عنه كيف أحدث عبادة لم يرد بها نص من قرآن أو أمر من رسول الله صلى الله عليه و سلم يخصّها بعينها و واظب عليها مدّة من الزّمن دون الرّجوع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم و وقعت موقع القبول من الله تعالى بحيث كانت سبباً في دخوله الجنة فقد قال له صلى الله عليه وسلم ـ كما في رواية الترمذي ـ " بهما " أي : بهاتين الركعتين نلت هذه المنزلة العظيمة ، فكان ذلك إقراراً منه صلى الله عليه و سلم لسيّدنا بلال على ما أحدث و أضحت هاتان الركعتان بعد الوضوء سنة في حق الأمة كلها.انتهى

أخي الكريم " مهاجر إلى الله " :
(1) حسب منطق المُخالف ؛ كان يتوجّب على سيّدنا بلال - رضي الله عنه - ألاّ يخصّص وقتًا للعبادة حتى يسأل عن هذه الزيادة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلّم ! و لمّا لم يعنّفهُ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلّم على ذلك علم أنّ الترك وحده ليس بدليل بلهُ عدم دليل واحد من الأدلة الشرعية المتبقية ، كالأدلة القولية نصًّا و استنباطاً و من الثاني زيادة سيّدنا بلال رضي الله عنه .

فما هو جوابك ؟!


(2) لماذا لم يقُل سيّدنا رسول صلى الله عليه و سلم لهذا الصّحابي الجليل : لِمَ زِدتَ في أمرنا هذا ما ليس منه ؟! و لو كان خيراً لسبقتكَ إليه ؟!

فلمّا أقرّه صلى الله عليه و سلم على استنباطه بهذه الطّريقة فهذا اقرار لأمّته كذالك على هذه الطّريقة ؛ و ان لم يكن الأمر كذلك لكان بيّن ذلك سيّدنا المُصطفى صلوات ربي و سلامه عليه.

فما هو تفسيرك ؟!
أمّا تشبتكَ بوجود سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلّم بين سادتنا الصّحابة - رضوان الله عليهم - لينظر في تلك الزيادات ، على عكس الحال بعد موته بأبي هو و أمي ؛ فكلامك مردود لأنّ سيّدنا رسول الله - صلى الله عليه و سلّم - أقرّ سيّدنا بلالاً - رضي الله عنه - :
(1) على الرّكعتين و كذالك التوقيت لهما.
( و لم يقل له
) :
{ لمَ فعلتهما قبل أن تعرف الحكم التفصيلي للشرع في هذه الزيادة ؟! }

( أو
) :
{ لمَ واظبت عليها مدة من الزمن دون الرجوع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! }

( أو
) :
{ أصبت حكم الله في الأمر و لكن لا ينبغي لك أن تفعل ذلك قبل أن تسألني ؟! }

( هذا و قد تقرّر في شرعنا ) : " امتناع تأخير البيان عن وقت الحاجة " ؛ فتأمّل !

(2) صلاة الصّحابي الجليل سيّدنا خبيب بن عدي - رضي الله عنه - ركعتين قبل أن يقتل ، حيث جاء في صحيح البخاري عن سيّدنا أبي هريرة قال :
بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشَرَةَ رَهْطٍ سَرِيَّةً عَيْنًا وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَاصِمَ بْنَ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيَّ جَدَّ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَانْطَلَقُوا حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْهَدَأَةِ وَهُوَ بَيْنَ عُسْفَانَ وَمَكَّةَ ذُكِرُوا لِحَيٍّ مِنْ هُذَيْلٍ يُقَالُ لَهُمْ بَنُو لَحْيَانَ فَنَفَرُوا لَهُمْ قَرِيبًا مِنْ مِائَتَيْ رَجُلٍ كُلُّهُمْ رَامٍ فَاقْتَصُّوا آثَارَهُمْ حَتَّى وَجَدُوا مَأْكَلَهُمْ تَمْرًا تَزَوَّدُوهُ مِنْ الْمَدِينَةِ فَقَالُوا هَذَا تَمْرُ يَثْرِبَ فَاقْتَصُّوا آثَارَهُمْ فَلَمَّا رَآهُمْ عَاصِمٌ وَأَصْحَابُهُ لَجَئُوا إِلَى فَدْفَدٍ وَأَحَاطَ بِهِمْ الْقَوْمُ فَقَالُوا لَهُمْ انْزِلُوا وَأَعْطُونَا بِأَيْدِيكُمْ وَلَكُمْ الْعَهْدُ وَالْمِيثَاقُ وَلَا نَقْتُلُ مِنْكُمْ أَحَدًا قَالَ عَاصِمُ بْنُ ثَابِتٍ أَمِيرُ السَّرِيَّةِ أَمَّا أَنَا فَوَاللَّهِ لَا أَنْزِلُ الْيَوْمَ فِي ذِمَّةِ كَافِرٍ اللَّهُمَّ أَخْبِرْ عَنَّا نَبِيَّكَ فَرَمَوْهُمْ بِالنَّبْلِ فَقَتَلُوا عَاصِمًا فِي سَبْعَةٍ فَنَزَلَ إِلَيْهِمْ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ بِالْعَهْدِ وَالْمِيثَاقِ مِنْهُمْ خُبَيْبٌ الْأَنْصَارِيُّ وَابْنُ دَثِنَةَ وَرَجُلٌ آخَرُ فَلَمَّا اسْتَمْكَنُوا مِنْهُمْ أَطْلَقُوا أَوْتَارَ قِسِيِّهِمْ فَأَوْثَقُوهُمْ فَقَالَ الرَّجُلُ الثَّالِثُ هَذَا أَوَّلُ الْغَدْرِ وَاللَّهِ لَا أَصْحَبُكُمْ إِنَّ لِي فِي هَؤُلَاءِ لَأُسْوَةً يُرِيدُ الْقَتْلَى فَجَرَّرُوهُ وَعَالَجُوهُ عَلَى أَنْ يَصْحَبَهُمْ فَأَبَى فَقَتَلُوهُ فَانْطَلَقُوا بِخُبَيْبٍ وَابْنِ دَثِنَةَ حَتَّى بَاعُوهُمَا بِمَكَّةَ بَعْدَ وَقْعَةِ بَدْرٍ فَابْتَاعَ خُبَيْبًا بَنُو الْحَارِثِ بْنِ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَكَانَ خُبَيْبٌ هُوَ قَتَلَ الْحَارِثَ بْنَ عَامِرٍ يَوْمَ بَدْرٍ فَلَبِثَ خُبَيْبٌ عِنْدَهُمْ أَسِيرًا فَأَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عِيَاضٍ أَنَّ بِنْتَ الْحَارِثِ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهُمْ حِينَ اجْتَمَعُوا اسْتَعَارَ مِنْهَا مُوسَى يَسْتَحِدُّ بِهَا فَأَعَارَتْهُ فَأَخَذَ ابْنًا لِي وَأَنَا غَافِلَةٌ حِينَ أَتَاهُ قَالَتْ فَوَجَدْتُهُ مُجْلِسَهُ عَلَى فَخِذِهِ وَالْمُوسَى بِيَدِهِ فَفَزِعْتُ فَزْعَةً عَرَفَهَا خُبَيْبٌ فِي وَجْهِي فَقَالَ تَخْشَيْنَ أَنْ أَقْتُلَهُ مَا كُنْتُ لِأَفْعَلَ ذَلِكَ وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ أَسِيرًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ خُبَيْبٍ وَاللَّهِ لَقَدْ وَجَدْتُهُ يَوْمًا يَأْكُلُ مِنْ قِطْفِ عِنَبٍ فِي يَدِهِ وَإِنَّهُ لَمُوثَقٌ فِي الْحَدِيدِ وَمَا بِمَكَّةَ مِنْ ثَمَرٍ وَكَانَتْ تَقُولُ إِنَّهُ لَرِزْقٌ مِنْ اللَّهِ رَزَقَهُ خُبَيْبًا فَلَمَّا خَرَجُوا مِنْ الْحَرَمِ لِيَقْتُلُوهُ فِي الْحِلِّ قَالَ لَهُمْ خُبَيْبٌ ذَرُونِي أَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ فَتَرَكُوهُ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قَالَ لَوْلَا أَنْ تَظُنُّوا أَنَّ مَا بِي جَزَعٌ لَطَوَّلْتُهَا اللَّهُمَّ أَحْصِهِمْ عَدَدًا

مَا أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا
عَلَى أَيِّ شِقٍّ كَانَ لِلَّهِ مَصْرَعِي
وَذَلِكَ فِي ذَاتِ الْإِلَهِ وَإِنْ يَشَأْ
يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ

فَقَتَلَهُ ابْنُ الْحَارِثِ فَكَانَ خُبَيْبٌ هُوَ سَنَّ الرَّكْعَتَيْنِ لِكُلِّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ قُتِلَ صَبْرًا فَاسْتَجَابَ اللَّهُ لِعَاصِمِ بْنِ ثَابِتٍ يَوْمَ أُصِيبَ فَأَخْبَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَهُ خَبَرَهُمْ وَمَا أُصِيبُوا وَبَعَثَ نَاسٌ مِنْ كُفَّارِ قُرَيْشٍ إِلَى عَاصِمٍ حِينَ حُدِّثُوا أَنَّهُ قُتِلَ لِيُؤْتَوْا بِشَيْءٍ مِنْهُ يُعْرَفُ وَكَانَ قَدْ قَتَلَ رَجُلًا مِنْ عُظَمَائِهِمْ يَوْمَ بَدْرٍ فَبُعِثَ عَلَى عَاصِمٍ مِثْلُ الظُّلَّةِ مِنْ الدَّبْرِ فَحَمَتْهُ مِنْ رَسُولِهِمْ فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَى أَنْ يَقْطَعَ مِنْ لَحْمِهِ شَيْئًا.
انتهى

فها هو الصّحابي الجليل سيّدنا
خبيب بن عدي - رضي الله عنه - اجتهد في توقيت العبادة مع أنّه يدرك تمام الادراك أنّه سيموت قبل أن يعرض عمله هذا على الرسول صلى الله عليه وسلم و يقرّه عليه ؟!

قال الدكتور محمود عبود هرموش في كتابه " البدعة وأثرها في اختلاف الأمة " :
في هذا تصريح واضح بأن خبيباً اجتهد في توقيت العبادة و لم يسبق من الرسول صلى الله عليه وسلم أمر و لا فعل و هو علم أنه سيموت قبل أن يعرض عمله هذا على الرسول صلى الله عليه وسلم و مع ذلك أقدم على هذا العمل وهو يعلم أنه لن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلو أراد أحد إيقاع الصلاة في غير أوقات الكراهة التي نهى الشارع عن إيقاع الصلاة فيها فإن هذا الفعل يكون من قبيل السنة الحسنة و أما من يوقعها في أوقات النهي فإن فعله يكون من قبيل البدعة المذمومة لكونها وقعت مخالفة لهديه و سنته صلى الله عليه وسلم.انتهى

فتأمّل !
و أختم بهذا الكلام العلمي المتين للأستاذ العلامة عيسى بن عبد الله بن محمد بن مانع الحميري في بحثه القيّم " البدعة الحسنة أصل من أصول التشريع " :
الأدلة على ما قلناه كثيرة و الأمثلة وفيرة لمن طالع كتب السنة بعين التحقيق والإنصاف فسوف يرى أن سنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مواجهة البدع و المحدثات لم تكن بردها دائماً بل منها ما يقبله بل و يرتضيه و يقرره و يذكر له فضيلة عظيمة كما في الأمثلة السابقة و منها ما يرده إن كان يخالف مقاصد الشريعة ويفوت مصالحها أو يصادم نصوصها ، كإنكاره صلى الله عليه وسلم على النفر الذين سألوا عن عمله فتقالوه فشددوا على أنفسهم بصوم الدهر و اعتزال النساء و قيام الليل كله ؛ لما في ذلك من التشديد والتنطع المخالف لروح الدين اليسر الحنيف.

( فنستطيع أن نقول
) :
إنّه صلى الله عليه وسلم لم ينكر مبدأ الإحداث قطّ و إنما كان ينكر المحدثات إذا لم تتوفر فيها شروط القبول والموافقة للشرع الإسلامي الحنيف.

بل إ
نّنا لنلاحظ أيضاً أن الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم مع شدة حرصهم على متابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله لم يفهموا من ذلك أن كل محدثة بدعة ضلالة لا ينبغي الإتيان بها بل كانوا يفعلون كما رأينا بعض مالم يكن لهم فيه نص من كتاب أو سنة إن علموا أن مقاصد الشريعة تسعه و نصوصها لا تأباه.

( فإن قال قائل
) :
إنّ ذلك جائز في حياته صلى الله عليه وسلم لأنه سيعلمه إما بإخبارهم أو بوحي من الله تعالى ، فإن كان هدىً أقره ، و إن كان ضلالة رده ، أما بعد حياته صلى الله عليه وسلم و انقطاع الوحي فذلك غير جائز !

( قلنا
) :
إ
نّ من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم من أحدث أشياء ليس له فيها نص بعينها و هو يعلم أنه لن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعد لينظر فيما فعل أهو سنة حسنة أم بدعة ضلالة و من ذلك صلاة سيدنا خبيب بن عدي رضي الله عنه ركعتين قبل أن يقتل حيث جاء في حديث البخاري : " فكان خبيب هو سن الركعتين لكل امرئ مسلم قتل صبراً "...

( أقول
) :
فهل مات سيدنا خبيب ضالاً مبتدعاً بإحداثه هاتين الركعتين قبل أن يعلم بأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقره عليهما ؟! - حاشا و كلا - بل هو المؤمن الصالح و الشهيد الكريم الـذي رد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم سلامه فقال: " وعليك السلام يا خبيب قتلته قريش ".

ثم إ
نّ رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان قد انتقل إلى الرفيق الأعلى و انقطع الوحي فإنّ نصوص القرآن و السنة ما زالت موجودة محفوظة و لله الحمد ، و ما زالت قواعد الشرع الحنيف و مقاصده قائمة معلومة يعرض عليها كل محدث و جديد. فإن قبل في ميزانها كان : " بدعة حسنة " و إلا فهو : " بدعة ضلالة " نبرأ إلى الله منها ، و لسنا ندّعي حسن البدعة دون ضوابط و قواعد و عرض على الكتاب و السنة.انتهى

يُراجع كتاب " السنة و البدعة " للعلامة أبو محمد عبد الله بن محفوظ بن محمد بن إبراهيم الحدّاد باعلوي الحسيني الحضرمي - رحمه الله -
؛ رئيس القضاء الشرعي بحضرموت سابقا ، فقد جمع فأوعى و أجاد و أفاد في المسألة و ما ترك زيادة لمستزيد.

يُتبع / ...








 


قديم 2009-04-09, 17:49   رقم المشاركة : 107
معلومات العضو
عبد الله ياسين
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مهاجر إلى الله مشاهدة المشاركة
ليست دعوى ....فالذي يقرر بان كذا بدعة ثم يؤصل لهذه البدعة فهو عين التناقض...فلو كان للبدعة أصل ولها اصول تؤيدها كما تزعمون لما كان هناك خلاف بين السنة والبدعة إذ الجميع له اصل ؟ وكل واحد ياتي ببدعة جديدة !!!زاعما أن له أصل !!!!!

لا يوجد في أصول الشريعة ما هو ضلال ، و البدعة الضلالة هي كلّ ما لم يندرج تحت أيّ أصل من هذه الأصول و ليست البدعة الشرعية ما لم يكن في عهد سيّدنا - رسول الله صلى الله عليه و سلّم - و قد سبق ذكر كلام أهل العلم بما يغني عن الإعادة ، فكلامك هنا أخي الكريم - سامحك مولاك - فيه خلط و جلط !

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مهاجر إلى الله مشاهدة المشاركة
ثم من أين لك أن الحافظ يقصد بها البدعة اللغوية ؟
سبق توضيح كلام الحافظ بكلام الحافظ نفسه في المشاركة رقم : 80

اقرأ ما كتب هناك جيّداً !

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مهاجر إلى الله مشاهدة المشاركة
ثم هب أنه يقصد بها البدعة اللغوية ؟ ولكن بالنظر لبدعة المولد وما فيها من أفعال وأقوال هل يقول أحد بأنها مجرد بدعة لغوية ؟ كلا والله
يبدو أنّك لم تطالع ما سبق و كتبناه فيما يخصّ فتوى الحافظ !

جاء في
المشاركة رقم 80 :

عمل المولد بدعة بمفهومها اللّغوي لأنّه أمر أحدث على غير مثال فإذا وجد في الشرع أصلٌ يدلّ عليه فهو محمود و إن لم يوجد فهو مذموم بمعنى كونه بدعة ضلالة تمامًا كما قال سيّدنا عمر بن الخطّاب – رضي الله عنه - في قيام رمضان : " نعمت البدعة هذه " يعني أنها محدثة لم تكن. و لم يقل عاقلٌ أنّ سيّدنا
عمر بن الخطّاب – رضي الله عنه - اعترف بأنّ قيام رمضان بدعة ضلالة !!!


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مهاجر إلى الله مشاهدة المشاركة
تأمل جيد :
قال بن حجر : ولكنها مع ذلك قد اشتملت على محاسن وضدها فمن تحرى في عملها المحاسن وتجنب ضدها كان بدعة حسنة وإلا فلا.

ماذا تعني ولكنها ؟ ولكنها وما بعدها في محل عمل مردود وعلامة رده البدعة الظاهرة عليه ....فقد أقر الحافظ كونه بدعة ثم استدرك بلكن ؟ وعلى مذهب من نتبعه ان استدراكه ذلك يناقض اقراره الأول وأن مارآه رحمه الله من محاسن فهذه وجهة نظره وزلة منه بلا شك ونحن ولله الحمد لا نبني ديننا على الزلات
( بالله عليك ) :

كيف صحّ في ذهنك أن يفتي حافظ الدّنيا لأمة الاسلام باستحباب عمل البدع الشرعية المذمومة
؟!!!

كيف استقام في عقلك أن يعترف مثل الحافظ ابن حجر العسقلاني بضلال عمل المولد ثمّ يُفتي للأمة باستحباب الاتيان بهذا الضلال بلهُ يستخرج لهذا الضلال أصلاً من الشريعة ؟!!!

فهمك لكلام الحافظ عجيب غريب مُريب !

يا أخي الكريم كلام الحافظ يعني
كلّ بدعة لغوية فهي إمّا مذمومة و إمّا محمودة و هو المقصود الواضح من صدر كلام الحافظ لأنّ سياق كلامه يدلُّ على أنّه - رحمه الله - يتكلّم عن عدم ثبوت عمل المولد عند الرّعيل الأوّل حيث قال : { أَصْلُ عَمَلِ الْمَوْلِدِ بِدْعَةٌ لَمْ يُنْقَلْ عَنْ أَحَدٍ مِنْ السَّلَفِ الصَّالِحِ مِنْ الْقُرُونِ الثَّلَاثَةِ } فالحافظ يقرّر أنّ عمل المولد بدعة من حيث اللّغة بمعنى أنّه لم يكن لها سابق في عهد السّلف لهذا قال : { لَمْ يُنْقَلْ عَنْ أَحَدٍ مِنْ السَّلَفِ الصَّالِحِ مِنْ الْقُرُونِ الثَّلَاثَةِ } و لم يقل - رحمه الله - أنّ عمل المولد : { لا أصل له في الشريعة } بمعنى كونه بدعة شرعية.

فالحافظ يقرّر بأنّ عمل المولد لم ينقل فعله عن أحدٍ من السّلف يعني تمامًا كما ذكر هو - رحمه الله - في الفتح عند تعريف البدعة اللّغوية : الْبِدْعَة فِي عُرْف الشَّرْع مَذْمُومَة بِخِلَافِ اللُّغَة : فَإِنَّ كُلّ شَيْء أُحْدِث عَلَى غَيْر مِثَال يُسَمَّى بِدْعَة سَوَاء كَانَ : مَحْمُودًا أَوْ مَذْمُومًا.انتهى


أمّا البدعة الشرعية فهي عند الحافظ : { كلّ ما ليس له أصل في الشريعة } و ليس : { ما لم ينقل فعله عن السلف - بدعة من حيث اللغة - } حتى يكون لفهمك معنًى ! ؛ قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح :
" الْمُحْدَثَات " بِفَتْحِ الدَّالّ جَمْع مُحْدَثَة وَالْمُرَاد بِهَا مَا أُحْدِث , وَ لَيْسَ لَهُ أَصْل فِي الشَّرْع وَيُسَمَّى فِي عُرْف الشَّرْع " بِدْعَة " وَ مَا كَانَ لَهُ أَصْل يَدُلّ عَلَيْهِ الشَّرْع فَلَيْسَ بِبِدْعَةٍ.انتهى


فتأمّل !

أحيلك مرة اخرى الى المشاركة رقم 80


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مهاجر إلى الله مشاهدة المشاركة

فهذه هي مصادر
التشريع المُجمع عليها و لا يوجد فيها تروكات سيّد الخلق صلوات ربي و سلامه عليهفما بالك بتروك سادتنا الصحابة رضوان الله عليهم ،فكلّمُحدث و ان لم يكن في الصدر الأول فيجب أن يعرض على أدلة الشرع و منه يُستبط الحكمالشرعي في المسألة.

الترك انواع فما فعله عليه الصلاة والسلام فعلناه وماتركه تركناه فتركه سنة كما أن فعله سنة والقاعدة المتفق عليها (أن ماتركه النبي عليه الصلاة والسلام مع قيامالمقتضى على فعله فتركه السنة وفعله بدعة مذمومة) وأكثر الغلط حاصل بسبب الغفلة عن هذه القاعدة....فهذا الذي يهمنا من أنواع الترك

وهنا نسأل هل كان المقتضي الداعي للاحتفال بالمولد في عهده عليه الصلاة والسلام قائما أم لا ؟


فإن قلتم نعم ؟ قلنا فلم تركه ؟ ألا يسعكم ما وسعه ؟


وإن قلتم لا ؟ قلنا فما المانع الذي جعله عليه الصلاة والسلام يتركه ؟ ثم كيف تفعلون شيئا تركه عليه الصلاة والسلام وكان قادرا على فعله ؟


قال الأستاذ الدكتور محمود أحمد الزين أثناء الردّ على مثل هذا الاعتراض ، كما تجده في كتابه الماتع " البيان النبوي عن فضل الاحتفال بمولد النبي " :
هذا الاعتراض لا يصح إلا إذا كان القائلون بمشروعية المولد يجعلونه " واجبا " ، أما الاستحباب فلا يصح الاعتراض عليه بهذا.

فسيّدنا عمر
- رضي الله عنه - قال : إنَّ الاجتماع في التراويح على قارئ واحد أمثل - أي أفضل - و ترك ذلك سنتين من خلافته و لم يطلبه منه أحد من الصحابة و لم يقولوا : تركه أبو بكر و هو أفضل منك !!! ؛ لأنَّ الأفضلية تقتضي الفعل و لا توجبه ، و إلا لما كانت أفضلية بل تكون إلزاماً !!!

و كذلك استسقى عمر بالعبَّاس - رضي الله عنه - مع وجود أكثر العشرة المبشرين بالجنة ، و هم أفضل ، و مثل ذلك أن أهل المدينة في ولاية - أبان بن عثمان - بين : ( 76 و 83 ) قد صلُّوا التّراويح ستًا و ثلاثين ، مع وجود صغار الصحابة وكبار ال
تّابعين ، و لم ينكروا ذلك ، ولم يقولوا لهم : إنّ الخلفاء الراشدين تركوا هذه الزيادة ، مع وجود المقتضي وهو التقرب إلى الله، و مع عدم المانع !!! ؛ و ذلك لأنّ التّرك - إذا وجد دليل قولي للاستحباب - يدلّ على عدم الوجوب و لا يدل على وجوب التّرك ، سواء كان الذي أحدثوه فاضلاً أو مفضولاً ، فالمفضول مشروع يقابله مشروع أفضل منه ، و كلاهما حق وهدى و مثله أيضا أنّ الصحابة لم يبنوا مثلا مستشفى للفقراء وقفاً لله تعالى ، مع قيام المقتضي و عدم المانع ، و قد فعل ذلك الملوك المتأخّرون عنهم ، فأقرّهم أهل العلم و قالوا : إنّه من أفضل العمل لدخوله ضمن عموم الصدقة الجارية في أقواله صلى الله عليه و سلّم ، و إن لم يوجد مثله في أفعاله فإن مقتضي وجود المستشفى للفقراء هو وجود المرضى والجرحى منهم و المال المحتاج إليه كان موجوداً لاسيّما بعد الفتوحات العظمى و ذوو الخبرة موجودون و هم الذين كانوا يعالجون الجرحى قبل وجود المستشفيات و لا مانع من إقامة المستشفى.

و كذا يقال في كل المستحبات : إنّ عدم فعلهم لها يدلّ على عدم الوجوب فقط و لا
يدلّ على عدم المشروعية فإذا وجد دليل الاستحباب من أقواله أو أي دليل آخر فيستحب العمل به...انتهى

فتدبّر كلامه فإنّه جدّ نفيس...

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مهاجر إلى الله مشاهدة المشاركة
خارج مجال الشرط ؟ نريد أدلة من الكتاب والسنة ؟ واما أفعال الرجال فليست من شرطنا وقد نبهتك على ذلك سابقا ولكن لا حياة لمن تنادي .......
نحنُ لا نحتجّ بأفعال الرّجال للتأصيل لاستحباب عمل المولد - كما سبق توضيحه - و لكن أفعال الكبار تدلّ دلالة واضحة على أنّ تحريركم لمفهوم البدعة الشرعية يخالف تمامًا فهم أئمّة المذاهب السنيّة المتّبعة ؛ فافهم !

يُتبع / ...









قديم 2009-04-09, 19:15   رقم المشاركة : 108
معلومات العضو
عبد الله ياسين
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مهاجر إلى الله مشاهدة المشاركة
ومع ذلك لا يخلوا من تفصيل كما تقدم ؟ وإلا لو اعترض معترض بتجويز الأذان للعيدين والجنازة بأن تركه عليه الصلاة والسلام لهما ليس بدليل لكان اعتراضه صوابا ؟ أو له حظ من النظر ؟أجبني بصراحة .....على تقعيدك هذا أرى التأذين للجنازة جائز:
1-لأن مجرد الترك ليس بدليل
2-أن الترك متوقف على النهي لكي يفيد التحريم وهنا نسأل أين نهى الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام عن التأذين للجنازة ؟
أخي الكريم أصول العبادة كأحكام صلاة الجنازة من العبادات التي تعرّض لها الشارع الحكيم و حدّد هيئاتها ، فكيفيّاتها لا تعدّ ممّا تركه سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلّم ؛ فتنبّه !

فالعبادة التي حدّد كيفيّاتها الشّارع الحكيم لا علاقة لها بالتّرك اذ كيف تكون تروكاً و قد ضبطت الشريعة الغرّاء دقائقها ! فالعبادات المُحدّدة لا يجوز الزّيادة عليها لأنّه تقرّر أنّ : " السكوت في مقام البيان يُفيد الحصر " ، فأين ضوابط العبادة المُحدّدة ممّا نحن بصدد تحريره في مسألة المولد و لم يزعم عاقل يعي ما يقول ؛ أنّها عبادة ؟!!!

قال الأستاذ عيسى بن عبد الله بن محمد بن مانع الحميري في بحثه " البدعة الحسنة أصل من أصول التشريع " :
قسّم ابن تيمية ما تركه النبي صلى الله عليه وسلم قسمين :
الأول : ما تركه مع وجود المقتضي لفعله في عهده صلى الله عليه وسلم و هذا التّرك يدلّ على أنّه ليس بمصلحة و لا يجوز فعله. و يمثّل لذلك بالأذان لصلاة العيدين حيث أحدثه بعض الأمراء فمثل هذا الفعل تركه الرسول صلى الله عليه وسلم مع وجود ما يعتقد مقتضياً مما يمكن أن يستد
لّ به من ابتدعه ككونه ذكر الله و دعاء للخلق إلى عبادة الله فيدخل في العمومات كقوله تعالى [ الأحزاب: 41 ] : { اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا } و قوله [ فصلت: 33 ] : { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا } و يدخل أيضاً في القياس على صلاة الجمعة.

وهذه الأمور كانت موجودة على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم فلما أمر بالأذان للجمعة و صلى العيدين بلا أذان ولا إقامة دلّ تركه على أن ترك الأذان هو السنة فليس لأحد أن يزيد في ذلك بل الزيادة فيه كالزيادة في أعداد الصلوات وأعداد الركعات أو زيادة أيام الصوم المفروضة أو شعائر الحج المطلوبة و نحو ذلك.

و الثاني : ما تركه النبي صلى الله عليه وسلم لعدم وجود ما يقتضيه لحدوث المقتضي له بعد موته صلى الله عليه وسلم و مثل هذا قد يكون مصلحة وقد يكون جائزاً.
ويمثل ابن تيمية لهذا النوع بجمع القرآن فقد كان المانع من جمعه على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم أنّ الوحي كان لا يزال ينزل فيغيّر الله ما يشاء و يحكم ما يريد فلو جمع في مصحف واحد لتعسّر أو لتعذّر تغييره في كل وقت فلما استقرّ القرآن و استقرّت الشريعة بموته صلى الله عليه وسلم أمن النّاس من زيادة القرآن و نقصه و أمنوا من زيادة الإيجاب و التحريم.انتهى بتصرف.

( أقول
) :
هذا كلام ليس بمحرّر و لا محقّق فقد اشتبهت عليه هذه المسألة كما قال الشيخ عبدالله بن الصديق بمسألة السكوت في مقام البيان.

صحيح أنّ الأذان في العيدين بدعة غير مشروعة لكن لا لأنّ النّبي صلى الله عليه وسلم تركه و إنّما لأنّه صلى الله عليه وسلم بيّن في الحديث ما يعمل في العيدين و لم يذكر الأذان فدلّ سكوته على أنّه غير مشروع.

و القاعدة : أنّ السكوت في مقام البيان يفيد الحصر ، و إلى هذه القاعدة تشير الأحاديث التي نهت عن السؤال ساعة البيان.

روى البزار عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وما أحل الله في كتابه فهو حلال وما حرم فهو حرام و ما سكت عنه فهو عفو فاقبلوا من الله عافيته فإن الله لم يكن لينسى شيئاً ثم تلا : وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا". قال البزار : إسناده صالح و صححه الحاكم.

وروى الدارقطني عن أبي ثعلبة الخشني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله فرض فرائض فلا تضيّعوها و حدّ حدوداً فلا تعتدوها و حرّم أشياء فلا تنتهكوها و سكت عن أشياء رحمة بكم من غير نسيان فلا تبحثوا عنها ".

ففي هذين الحديثين إشارة واضحة إلى القاعدة المذكورة و هي غير التّرك الذي هو محلّ بحثنا في هذه الرّسالة فخلط إحداهما بالأخرى ممّا لا ينبغي.اهـ.

و قال الدكتور عزت عطية : و ما قاله هؤلاء العلماء الأجلاّء يمكن أن نصل إليه بغير ما استدلّوا به فالأذان مثلاً خاص بالصلاة المفروضة فنقله إلى غيرها ليس له ما يبرّره و القياس لا يدخل في باب العبادات و ليس الأذان للعيدين ممّا سكت عنه الشّرع و إنّما بيّن
الشّرع أحكام العيدين بما لم يترك زيادة لمستزيد فأيّ زيادة على ذلك تغيير للدّين بالزيادة.

أما جمع القرآن و نحوه فمن الأمور المصلحية و قد اكتفى الرّسول صلى الله عليه وسلم بجمعه في الصّحف على عهده بالنسبة إلى مجموع الصحابة وتداوله بينهم و إن قال بعض العلماء أو أغلبهم بجمع المصحف على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم و هكذا ما يماثله.اهـ.انتهى


فتأمّل !

يُتبع / ...









قديم 2009-04-09, 19:25   رقم المشاركة : 109
معلومات العضو
عبد الله ياسين
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مهاجر إلى الله مشاهدة المشاركة
والله دائما تذهب بعيدا .....ولكن سأختصر لك الطريق هذه المرة....لتفهم مقصودي واضحا


سألني سائل أو سألك سائل أو سال سائل عن ادلة ما يلي فعلا او تركا ( من غير تفصيل أحكام الفعل والترك)

الصلاة
الزاكة
الصيام
الحج
صلاة الجماعة
الصدق
الصدقة
التطوع
الامر بالمعروف
النهي عن المنكر
الكذب
الربا
الغش
السرقة
الأذان
الاقامة
الوضوء
فضائل الوضوء
الذكر بعد الصلاة
الأذكار التي تقال في الصلاة
قراءة القران
طلب العلم
بر الوالدين
عقوق الوالدين
التكبر
السب
النفاق
الخيانة
.
.
.
.
.
..
والقائمة طويلة جدا

ولو طلب من احدنا ولا أبالغ إن كان تلميذا في الإبتدائي ان ياتي بأدلة واضحة وصريحة على فعل بعض ما سبق أو ترك البعض الآخر....
ولكن هل نستطيع ان نجد أدلة واضحة وصريحة لا تقبل الجدال كما تقدم في المذكورات اعلاه .
أم أننا نحفر 70 كيلومتر لنجد عشر معشار شبهة دليل ؟

انا من النوع الأول ؟


والله الموفق

أخي الكريم الأمثلة التي ذكرناها تصبّ في صلب الموضوع و عليك أن ترفع الاشكال الواقع على فهمك و ذلك ببيان موقفك من تلك المُحدثات ؛ ثمّ انّه أمامك جملة من الاشكالات تتعلّق بالبدعة و ضوابطها و غيرها من الأسئلة التي رفعناها لحضرتك - في جلّ المُشاركات السابقة - يتعيّن عليك الفصل فيها بالبيان الشافي و الجواب الكافي.

و الله يقول الحقّ و هو يهدي السّبيل

أخوكم /









قديم 2009-04-09, 19:54   رقم المشاركة : 110
معلومات العضو
نوري32
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية نوري32
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيــــك










قديم 2009-04-10, 09:58   رقم المشاركة : 111
معلومات العضو
مهاجر إلى الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية مهاجر إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله ياسين مشاهدة المشاركة


قال الأستاذ عيسى بن عبد الله بن محمد بن مانع الحميري في بحثه " البدعة الحسنة أصل من أصول التشريع " :

للأسف الشديد فهذا الأستاذ مانع الحميري له نصيب من اسمه وقد منعه الله الفهم السلفي المؤصل على منهاج النبوي فهو داعية للبدعة الضلالة بكل ما أوتي من قوة وما كتابه هذا إلا دليل على تخريف الرجل وما أتى فيه من قواعد فاسدة تهدم منهج السلف من أساسه...فاللهم لطفك

ومن جعل الغراب له دليلا ** يمر به على جيف الكلاب



اقتباس:

إن السنة التقريرية تعني أن يقول أحد الصحابة قولاً أو أن يفعل فعلاً ابتداءً من نفسه دون أن يكون له سند من كتاب أو سنة يخصه بعينه ثم يبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فيسكت عنه صلى الله عليه وسلم و لا ينكره ، أو يقرره بقول منه أو فعل من جنسه أو استبشار به أو دعاء لفاعله إلى غير ذلك مما يعلم به جواز هذا الفعل أو القول ، فيصير سنة نبوية شريفة بهذا الإقرار يعلم بها جواز ما أقره له و لغيره من الأمة كما فصله و قرره علماء الشريعة الغراء.

فالناظر في هذا الكلام يعلم أن للسنة التقريرية أركاناً لا بدّ منها :
(1) إحداث أحد الصحابة الكرام شيئاً لم يكن.

(2) بلوغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم.

(3) إقراره صلى الله عليه وسلم لذلك بسكوت أو قول أو فعل أو غير ذلك.
و من هذا البيان و التفصيل تتبيّن لنا العلاقة الوثقى بين سنة الإقرار و مفهوم البدعة حيث إنّ سنة الإقرار في أصلها بدعة أحدثها الصحابي ثم بلغت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقرّ فاعلها و جوّز فعلها.

و لو أ
نّ " كل بدعة ضلالة في الدين " لا يجوز فعلها لأنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم كل فعل للصحابة لم يكن لهم به سند من كتاب أو سنة و لكن الناظر في سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم يعلم أنه يقرّرهم على كثير من الأفعال و الأقوال التي ابتدؤوها من أنفسهم إن كانت داخلة في عموم دليل شرعي أو راجعة إلى قاعدة شرعية.انتهى

سنكتفي بمحاولة تسليط الضوء على مثال واحد من الأمثلة السالفة الذكر و التي تدلّ دلالة واضحة على هديه صلى الله عليه و سلّم في التعامل مع ما أحدثه سادتنا الصّحابة - رضوان الله عليهم - و لم يسبق و أن حثهم عليه الشارع الحكيم بالدّليل التفصيلي لا أمراً و لا فعلاً.

روى الإمام البخاري في صحيحه عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏لِبِلَالٍ ‏ ‏عِنْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ يَا ‏ ‏بِلَالُ ‏ ‏حَدِّثْنِي ‏ ‏بِأَرْجَى ‏ ‏عَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِي الْإِسْلَامِ فَإِنِّي سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ فِي الْجَنَّةِ قَالَ مَا عَمِلْتُ عَمَلًا ‏ ‏أَرْجَى ‏ ‏عِنْدِي أَنِّي لَمْ أَتَطَهَّرْ طَهُورًا فِي سَاعَةِ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ إِلَّا صَلَّيْتُ بِذَلِكَ الطُّهُورِ مَا كُتِبَ لِي أَنْ أُصَلِّيَ ‏

قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح و هو يعدّد فوائد الحديث :
يُسْتَفَاد مِنْهُ جَوَاز الِاجْتِهَاد فِي تَوْقِيت الْعِبَادَة , لِأَنَّ بِلَالًا تَوَصَّلَ إِلَى مَا ذَكَرْنَا بِالِاسْتِنْبَاطِ فَصَوَّبَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .انتهى


فسيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم قد ترك التوقيت لهاتين الرّكعتين ، و الصّحابي الجليل سيّدنا بلال - رضوان الله عليه - لم يفهم من هذا التّرك ما فهمه المُخالف مع أنّ المقام مقام عبادة كما لا يخفى !

قال الأستاذ عيسى بن عبد الله بن محمد بن مانع الحميري :
فانظر ـ رعاك الله ـ إلى سيدنا بلال رضي الله عنه كيف أحدث عبادة لم يرد بها نص من قرآن أو أمر من رسول الله صلى الله عليه و سلم يخصّها بعينها و واظب عليها مدّة من الزّمن دون الرّجوع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم و وقعت موقع القبول من الله تعالى بحيث كانت سبباً في دخوله الجنة فقد قال له صلى الله عليه وسلم ـ كما في رواية الترمذي ـ " بهما " أي : بهاتين الركعتين نلت هذه المنزلة العظيمة ، فكان ذلك إقراراً منه صلى الله عليه و سلم لسيّدنا بلال على ما أحدث و أضحت هاتان الركعتان بعد الوضوء سنة في حق الأمة كلها.انتهى

أخي الكريم " مهاجر إلى الله " :
(1) حسب منطق المُخالف ؛ كان يتوجّب على سيّدنا بلال - رضي الله عنه - ألاّ يخصّص وقتًا للعبادة حتى يسأل عن هذه الزيادة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلّم ! و لمّا لم يعنّفهُ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلّم على ذلك علم أنّ الترك وحده ليس بدليل بلهُ عدم دليل واحد من الأدلة الشرعية المتبقية ، كالأدلة القولية نصًّا و استنباطاً و من الثاني زيادة سيّدنا بلال رضي الله عنه .

فما هو جوابك ؟!


(2) لماذا لم يقُل سيّدنا رسول صلى الله عليه و سلم لهذا الصّحابي الجليل : لِمَ زِدتَ في أمرنا هذا ما ليس منه ؟! و لو كان خيراً لسبقتكَ إليه ؟!

فلمّا أقرّه صلى الله عليه و سلم على استنباطه بهذه الطّريقة فهذا اقرار لأمّته كذالك على هذه الطّريقة ؛ و ان لم يكن الأمر كذلك لكان بيّن ذلك سيّدنا المُصطفى صلوات ربي و سلامه عليه.

فما هو تفسيرك ؟!
أمّا تشبتكَ بوجود سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلّم بين سادتنا الصّحابة - رضوان الله عليهم - لينظر في تلك الزيادات ، على عكس الحال بعد موته بأبي هو و أمي ؛ فكلامك مردود لأنّ سيّدنا رسول الله - صلى الله عليه و سلّم - أقرّ سيّدنا بلالاً - رضي الله عنه - :
(1) على الرّكعتين و كذالك التوقيت لهما.
( و لم يقل له
) :
{ لمَ فعلتهما قبل أن تعرف الحكم التفصيلي للشرع في هذه الزيادة ؟! }

( أو
) :
{ لمَ واظبت عليها مدة من الزمن دون الرجوع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! }

( أو
) :
{ أصبت حكم الله في الأمر و لكن لا ينبغي لك أن تفعل ذلك قبل أن تسألني ؟! }

( هذا و قد تقرّر في شرعنا ) : " امتناع تأخير البيان عن وقت الحاجة " ؛ فتأمّل !

(2) صلاة الصّحابي الجليل سيّدنا خبيب بن عدي - رضي الله عنه - ركعتين قبل أن يقتل ، حيث جاء في صحيح البخاري عن سيّدنا أبي هريرة قال :
بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشَرَةَ رَهْطٍ سَرِيَّةً عَيْنًا وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَاصِمَ بْنَ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيَّ جَدَّ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَانْطَلَقُوا حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْهَدَأَةِ وَهُوَ بَيْنَ عُسْفَانَ وَمَكَّةَ ذُكِرُوا لِحَيٍّ مِنْ هُذَيْلٍ يُقَالُ لَهُمْ بَنُو لَحْيَانَ فَنَفَرُوا لَهُمْ قَرِيبًا مِنْ مِائَتَيْ رَجُلٍ كُلُّهُمْ رَامٍ فَاقْتَصُّوا آثَارَهُمْ حَتَّى وَجَدُوا مَأْكَلَهُمْ تَمْرًا تَزَوَّدُوهُ مِنْ الْمَدِينَةِ فَقَالُوا هَذَا تَمْرُ يَثْرِبَ فَاقْتَصُّوا آثَارَهُمْ فَلَمَّا رَآهُمْ عَاصِمٌ وَأَصْحَابُهُ لَجَئُوا إِلَى فَدْفَدٍ وَأَحَاطَ بِهِمْ الْقَوْمُ فَقَالُوا لَهُمْ انْزِلُوا وَأَعْطُونَا بِأَيْدِيكُمْ وَلَكُمْ الْعَهْدُ وَالْمِيثَاقُ وَلَا نَقْتُلُ مِنْكُمْ أَحَدًا قَالَ عَاصِمُ بْنُ ثَابِتٍ أَمِيرُ السَّرِيَّةِ أَمَّا أَنَا فَوَاللَّهِ لَا أَنْزِلُ الْيَوْمَ فِي ذِمَّةِ كَافِرٍ اللَّهُمَّ أَخْبِرْ عَنَّا نَبِيَّكَ فَرَمَوْهُمْ بِالنَّبْلِ فَقَتَلُوا عَاصِمًا فِي سَبْعَةٍ فَنَزَلَ إِلَيْهِمْ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ بِالْعَهْدِ وَالْمِيثَاقِ مِنْهُمْ خُبَيْبٌ الْأَنْصَارِيُّ وَابْنُ دَثِنَةَ وَرَجُلٌ آخَرُ فَلَمَّا اسْتَمْكَنُوا مِنْهُمْ أَطْلَقُوا أَوْتَارَ قِسِيِّهِمْ فَأَوْثَقُوهُمْ فَقَالَ الرَّجُلُ الثَّالِثُ هَذَا أَوَّلُ الْغَدْرِ وَاللَّهِ لَا أَصْحَبُكُمْ إِنَّ لِي فِي هَؤُلَاءِ لَأُسْوَةً يُرِيدُ الْقَتْلَى فَجَرَّرُوهُ وَعَالَجُوهُ عَلَى أَنْ يَصْحَبَهُمْ فَأَبَى فَقَتَلُوهُ فَانْطَلَقُوا بِخُبَيْبٍ وَابْنِ دَثِنَةَ حَتَّى بَاعُوهُمَا بِمَكَّةَ بَعْدَ وَقْعَةِ بَدْرٍ فَابْتَاعَ خُبَيْبًا بَنُو الْحَارِثِ بْنِ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَكَانَ خُبَيْبٌ هُوَ قَتَلَ الْحَارِثَ بْنَ عَامِرٍ يَوْمَ بَدْرٍ فَلَبِثَ خُبَيْبٌ عِنْدَهُمْ أَسِيرًا فَأَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عِيَاضٍ أَنَّ بِنْتَ الْحَارِثِ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهُمْ حِينَ اجْتَمَعُوا اسْتَعَارَ مِنْهَا مُوسَى يَسْتَحِدُّ بِهَا فَأَعَارَتْهُ فَأَخَذَ ابْنًا لِي وَأَنَا غَافِلَةٌ حِينَ أَتَاهُ قَالَتْ فَوَجَدْتُهُ مُجْلِسَهُ عَلَى فَخِذِهِ وَالْمُوسَى بِيَدِهِ فَفَزِعْتُ فَزْعَةً عَرَفَهَا خُبَيْبٌ فِي وَجْهِي فَقَالَ تَخْشَيْنَ أَنْ أَقْتُلَهُ مَا كُنْتُ لِأَفْعَلَ ذَلِكَ وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ أَسِيرًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ خُبَيْبٍ وَاللَّهِ لَقَدْ وَجَدْتُهُ يَوْمًا يَأْكُلُ مِنْ قِطْفِ عِنَبٍ فِي يَدِهِ وَإِنَّهُ لَمُوثَقٌ فِي الْحَدِيدِ وَمَا بِمَكَّةَ مِنْ ثَمَرٍ وَكَانَتْ تَقُولُ إِنَّهُ لَرِزْقٌ مِنْ اللَّهِ رَزَقَهُ خُبَيْبًا فَلَمَّا خَرَجُوا مِنْ الْحَرَمِ لِيَقْتُلُوهُ فِي الْحِلِّ قَالَ لَهُمْ خُبَيْبٌ ذَرُونِي أَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ فَتَرَكُوهُ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قَالَ لَوْلَا أَنْ تَظُنُّوا أَنَّ مَا بِي جَزَعٌ لَطَوَّلْتُهَا اللَّهُمَّ أَحْصِهِمْ عَدَدًا

مَا أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا
عَلَى أَيِّ شِقٍّ كَانَ لِلَّهِ مَصْرَعِي
وَذَلِكَ فِي ذَاتِ الْإِلَهِ وَإِنْ يَشَأْ
يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ

فَقَتَلَهُ ابْنُ الْحَارِثِ فَكَانَ خُبَيْبٌ هُوَ سَنَّ الرَّكْعَتَيْنِ لِكُلِّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ قُتِلَ صَبْرًا فَاسْتَجَابَ اللَّهُ لِعَاصِمِ بْنِ ثَابِتٍ يَوْمَ أُصِيبَ فَأَخْبَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَهُ خَبَرَهُمْ وَمَا أُصِيبُوا وَبَعَثَ نَاسٌ مِنْ كُفَّارِ قُرَيْشٍ إِلَى عَاصِمٍ حِينَ حُدِّثُوا أَنَّهُ قُتِلَ لِيُؤْتَوْا بِشَيْءٍ مِنْهُ يُعْرَفُ وَكَانَ قَدْ قَتَلَ رَجُلًا مِنْ عُظَمَائِهِمْ يَوْمَ بَدْرٍ فَبُعِثَ عَلَى عَاصِمٍ مِثْلُ الظُّلَّةِ مِنْ الدَّبْرِ فَحَمَتْهُ مِنْ رَسُولِهِمْ فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَى أَنْ يَقْطَعَ مِنْ لَحْمِهِ شَيْئًا.
انتهى

فها هو الصّحابي الجليل سيّدنا
خبيب بن عدي - رضي الله عنه - اجتهد في توقيت العبادة مع أنّه يدرك تمام الادراك أنّه سيموت قبل أن يعرض عمله هذا على الرسول صلى الله عليه وسلم و يقرّه عليه ؟!

قال الدكتور محمود عبود هرموش في كتابه " البدعة وأثرها في اختلاف الأمة " :
في هذا تصريح واضح بأن خبيباً اجتهد في توقيت العبادة و لم يسبق من الرسول صلى الله عليه وسلم أمر و لا فعل و هو علم أنه سيموت قبل أن يعرض عمله هذا على الرسول صلى الله عليه وسلم و مع ذلك أقدم على هذا العمل وهو يعلم أنه لن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلو أراد أحد إيقاع الصلاة في غير أوقات الكراهة التي نهى الشارع عن إيقاع الصلاة فيها فإن هذا الفعل يكون من قبيل السنة الحسنة و أما من يوقعها في أوقات النهي فإن فعله يكون من قبيل البدعة المذمومة لكونها وقعت مخالفة لهديه و سنته صلى الله عليه وسلم.انتهى

فتأمّل !
و أختم بهذا الكلام العلمي المتين للأستاذ العلامة عيسى بن عبد الله بن محمد بن مانع الحميري في بحثه القيّم " البدعة الحسنة أصل من أصول التشريع " :
الأدلة على ما قلناه كثيرة و الأمثلة وفيرة لمن طالع كتب السنة بعين التحقيق والإنصاف فسوف يرى أن سنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مواجهة البدع و المحدثات لم تكن بردها دائماً بل منها ما يقبله بل و يرتضيه و يقرره و يذكر له فضيلة عظيمة كما في الأمثلة السابقة و منها ما يرده إن كان يخالف مقاصد الشريعة ويفوت مصالحها أو يصادم نصوصها ، كإنكاره صلى الله عليه وسلم على النفر الذين سألوا عن عمله فتقالوه فشددوا على أنفسهم بصوم الدهر و اعتزال النساء و قيام الليل كله ؛ لما في ذلك من التشديد والتنطع المخالف لروح الدين اليسر الحنيف.

( فنستطيع أن نقول
) :
إنّه صلى الله عليه وسلم لم ينكر مبدأ الإحداث قطّ و إنما كان ينكر المحدثات إذا لم تتوفر فيها شروط القبول والموافقة للشرع الإسلامي الحنيف.

بل إ
نّنا لنلاحظ أيضاً أن الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم مع شدة حرصهم على متابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله لم يفهموا من ذلك أن كل محدثة بدعة ضلالة لا ينبغي الإتيان بها بل كانوا يفعلون كما رأينا بعض مالم يكن لهم فيه نص من كتاب أو سنة إن علموا أن مقاصد الشريعة تسعه و نصوصها لا تأباه.

( فإن قال قائل
) :
إنّ ذلك جائز في حياته صلى الله عليه وسلم لأنه سيعلمه إما بإخبارهم أو بوحي من الله تعالى ، فإن كان هدىً أقره ، و إن كان ضلالة رده ، أما بعد حياته صلى الله عليه وسلم و انقطاع الوحي فذلك غير جائز !

( قلنا
) :
إ
نّ من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم من أحدث أشياء ليس له فيها نص بعينها و هو يعلم أنه لن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعد لينظر فيما فعل أهو سنة حسنة أم بدعة ضلالة و من ذلك صلاة سيدنا خبيب بن عدي رضي الله عنه ركعتين قبل أن يقتل حيث جاء في حديث البخاري : " فكان خبيب هو سن الركعتين لكل امرئ مسلم قتل صبراً "...

( أقول
) :
فهل مات سيدنا خبيب ضالاً مبتدعاً بإحداثه هاتين الركعتين قبل أن يعلم بأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقره عليهما ؟! - حاشا و كلا - بل هو المؤمن الصالح و الشهيد الكريم الـذي رد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم سلامه فقال: " وعليك السلام يا خبيب قتلته قريش ".

ثم إ
نّ رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان قد انتقل إلى الرفيق الأعلى و انقطع الوحي فإنّ نصوص القرآن و السنة ما زالت موجودة محفوظة و لله الحمد ، و ما زالت قواعد الشرع الحنيف و مقاصده قائمة معلومة يعرض عليها كل محدث و جديد. فإن قبل في ميزانها كان : " بدعة حسنة " و إلا فهو : " بدعة ضلالة " نبرأ إلى الله منها ، و لسنا ندّعي حسن البدعة دون ضوابط و قواعد و عرض على الكتاب و السنة.انتهى

يُراجع كتاب " السنة و البدعة " للعلامة أبو محمد عبد الله بن محفوظ بن محمد بن إبراهيم الحدّاد باعلوي الحسيني الحضرمي - رحمه الله -
؛ رئيس القضاء الشرعي بحضرموت سابقا ، فقد جمع فأوعى و أجاد و أفاد في المسألة و ما ترك زيادة لمستزيد.

يُتبع / ...
عندما يسبح عبد الله ياسين ضد التيار
يأتي بكلام منهار....

استشكالك لِمَ فعل الصحابي شيئا لم يأمر به الشرع مردود بموقف الرسول صلى الله عليه وسلم له إما اقرارا وإما انكارا ولا نقيس على أفعالهم ما نبتدعه نحن اليوم...لأنه لا يوجد نبي يقرنا على ما نأتي به ونحدثه بخلاف الصحابة ...ولا أدري هل انكارك لهذه الحقيقة والجزئية مكابرة منك أم جهل بها ام ماذا ؟

وأنقل لك من كلامك ما يرد على بعضه على بعض :
إن السنة التقريرية تعني أن يقول أحد الصحابة قولاً أو أن يفعل فعلاً ابتداءً من نفسه دون أن يكون له سند من كتاب أو سنة يخصه بعينه ثم يبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فيسكت عنه صلى الله عليه وسلم و لا ينكره ، أو يقرره بقول منه أو فعل من جنسه أو استبشار به أو دعاء لفاعله إلى غير ذلك مما يعلم به جواز هذا الفعل أو القول ، فيصير سنة نبوية شريفة بهذا الإقرار يعلم بها جواز ما أقره له و لغيره من الأمة كما فصله و قرره علماء الشريعة الغراء.

فالناظر في هذا الكلام يعلم أن للسنة التقريرية أركاناً لا بدّ منها :
(1) إحداث أحد الصحابة الكرام شيئاً لم يكن.

(2) بلوغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم.

(3) إقراره صلى الله عليه وسلم لذلك بسكوت أو قول أو فعل أو غير ذلك.
و من هذا البيان و التفصيل تتبيّن لنا العلاقة الوثقى بين سنة الإقرار و مفهوم البدعة حيث إنّ سنة الإقرار في أصلها بدعة أحدثها الصحابي ثم بلغت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقرّ فاعلها و جوّز فعلها.

أقول :

لا حظ جيدا ما هو بالأحمر يهدم كلامك واستدلاك لبدعة المولد من أقركم أي نبي أقركم ؟
تلك الأفعال التي فعلها الصحابة أقرهم عليها نبي الأمة صلوات ربي وسلامه عليه وهو لا يقر خطأ

وهذا المولد لم يحدثه صحابي وسمعنا بأن النبي عليه الصلاة والسلام سكت عنه وأقره ؟
وإنما اول من أحدثه الخبثاء الفاطميون لا رحم الله فيهم مغرز ابرة

فبالله عليكم ولا تقلي إن كلامي مكرر ؟

من أقركم على بدعة المولد ؟











قديم 2009-04-10, 11:01   رقم المشاركة : 112
معلومات العضو
عبد الله ياسين
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










Exclamation

الأخ الكريم " مهاجر إلى الله " قُلت :

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مهاجر إلى الله مشاهدة المشاركة
للأسف الشديد فهذا الأستاذ مانع الحميري له نصيب من اسمه وقد منعه الله الفهم السلفي المؤصل على منهاج النبوي فهو داعية للبدعة الضلالة بكل ما أوتي من قوة وما كتابه هذا إلا دليل على تخريف الرجل وما أتى فيه من قواعد فاسدة تهدم منهج السلف من أساسه...فاللهم لطفك

ومن جعل الغراب له دليلا ** يمر به على جيف الكلاب

هذه ليست طريقة للحوار و لا اخالك تنكر ذلك !

نصحتك كذا مرة عملاً بشريعتنا ، أن تغيّر لهجتك و أنتَ تحاور مُخالفيك و يبدو أنّ العادة تغلب العبادة !

الشيخ الحميري عضّد بحثه بأقوال و تحقيقات كبار أهل العلم و يمكنك الرجوع الى كتابه لتعلم من ينفخُ في الهواء و ينقش على الماء هو ام أنتَ ! و العاقل يُقابل الحجة بالحجة و ينطح الدّليل بالدّليل !

فهل سينطبق اتّهامك الباطل للشيخ الحميري ؛ على كل جمهرة علماء الاسلام الذين قرّروا ما قرّره الشيخ فـ : " الحكم يدور مع العلّة وجوداً و عدماً " كما هو مُقرّر ؟!

سامحك مولاك على إلقاء الكلام على عواهنه !

قال الله عزّ و جل [ سورة البقرة : 83 ] : { وَ قُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً } ، صدق الله العظيم

قال الإمام القرطبي المالكي رحمه الله في تفسيره :
وَهَذَا كُلّه حَضّ عَلَى مَكَارِم الْأَخْلَاق , فَيَنْبَغِي لِلْإِنْسَانِ أَنْ يَكُون قَوْله لِلنَّاسِ لَيِّنًا وَوَجْهه مُنْبَسِطًا طَلْقًا مَعَ الْبَرّ وَ الْفَاجِر , وَالسُّنِّيّ وَ الْمُبْتَدِع , مِنْ غَيْر مُدَاهَنَة , وَمِنْ غَيْر أَنْ يَتَكَلَّم مَعَهُ بِكَلَامٍ يَظُنّ أَنَّهُ يُرْضِي مَذْهَبه ; لِأَنَّ اللَّه تَعَالَى قَالَ لِمُوسَى وَهَارُون : " فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا " [ طَه : 44 ] . فَالْقَائِل لَيْسَ بِأَفْضَل مِنْ مُوسَى وَهَارُون , وَالْفَاجِر لَيْسَ بِأَخْبَث مِنْ فِرْعَوْن , وَقَدْ أَمَرَهُمَا اللَّه تَعَالَى بِاللِّينِ مَعَهُ . وَقَالَ طَلْحَة بْن عُمَر : قُلْت لِعَطَاءٍ إِنَّك رَجُل يَجْتَمِع عِنْدك نَاس ذَوُو أَهْوَاء مُخْتَلِفَة , وَأَنَا رَجُل فِيَّ حِدَّة فَأَقُول لَهُمْ بَعْض الْقَوْل الْغَلِيظ , فَقَالَ : لَا تَفْعَل ! يَقُول اللَّه تَعَالَى : " وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا " . فَدَخَلَ فِي هَذِهِ الْآيَة الْيَهُود وَالنَّصَارَى فَكَيْف بِالْحَنِيفِيِّ .انتهى

لستَ أخي الكريم خيراً من سيّدنا موسى عليه الصّلاة و السّلام و على نبيّنا و ليس مُخالفك شرّاً من فرعون ؛ فهدّئ من حدّتك و اضبط لسانك و لا تطلق العنان لغضبك.

قال ربّنا [ سورة الإسراء ] : { وَ قُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا (53) رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً (54) } ، صدق الله العظيم

قال الإمام ابن باديس رحمه الله [ " ابن باديس حياته و آثاره " ؛ جمع و دراسة الدكتور عمّار الطّالبي ؛ الجزء الثاني صفحة 283-284 ] :
و التي هي أحسن : هي الكلمة الطيّبة و المقالة التي هي أحسن من غيرها فيعم ذالك ما يكون من الكلام في التخاطب العادي بين الناس حتى ينادي بعضهم بعضاً بأحب الأسماء إليه .

و ما يكون من البيان العلمي فيختار أسهل العبارات و أقربها للفهم حتى لا يحدث الناس بما لا يفهمون ، فيكون عليهم حديثه فتنة و بلاء .

و ما يكون من الكلام في مقام التنازع و الخصام فيقتصر على ما يوصله الى حقه في حدود الموضوع المتنازع فيه ، دون أذاية لخصمه و لا تعرض لشأن من شؤونه الخاصة به.

و ما يكون من باب إقامة الحجة و عرض الأدلة ، فيسوقها بأجلى عبارة و أوقعها في النفس ، خالية من السب و القدح ، و من الغمز و التعريض ، و أدنى تلميح الى شئ قبيح.

و هذا يطالب به المؤمنون سواء كان ذالك فيما بينهم أو بينهم و بين غيرهم .

و قد جاء في الصحيح : "أنّ رهطاً من اليهود دخلوا على النبي - صلى الله عليه و آله و سلم - فقالوا : السام عليكم ، ففهمتها عائشة رضي الله عنها فقالت : و عليكم السام و اللعنة . فقال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم : مهلاً يا عائشة ، إنّ الله يحب الرفق في الأمر كلّه. فقالت : ألم تسمع ما قالوا ؟ فقال : قد قلت : وعليكم".

فكان الرد عليهم بمثل قولهم بأسلوب العطف على كلامهم ، وهو قوله : و عليكم ، أحسن من الرد عليهم باللعنة . فقال - صلى الله عليه و آله و سلم - القولة التي هي أحسن ، و هذا هو أدب الإسلام للمسلمين مع جميع الناس.

و أفاد قوله تعالي : " أحسن " بصيغة اسم التفضيل أنّ علينا أن نتخيّر في العبارات الحسنة فننتقي أحسنها في جميع ما تقدم من أنواع مواقع الكلام .

فحاصل هذا التأديب الرباني هو اجتناب الكلام السئ جملة و الإقتصار على الحسن ، و انتقاء واختيار الأحسن من بين ذالك الحسن . و هذا يستلزم استعمال العقل و الروية عند كل كلمة تقال ، و لو كلمة واحدة :

فرُبَّ كلمة واحدة أوقدت حرباً ، وأهلكت شعباً ، أو شعوباً.

ورُبَّ كلمة واحدة أنزلت أمناً ، وأنقذت أمة أو أمماً .

و قد بيّن لنا النبي - صلى الله عليه و آله و سلم - مكانة الكلمة الواحدة من الأثر في قوله : ( الكلمة الطيّبة صدقة ، واتقوا النّار و لو بكلمة طيّبة )

و هذا الأدب الإسلامي - و هو التروي عند القول و اجتناب السيّء واختيار الأحسن - ضروري لسعادة العباد و هنائهم . و ما كثرت الخلافات و تشعّبت الخصومات و تنافرت المشارب و تباعدت المذاهب حتى صار السلم عدو المسلم ، و النبي - صلى الله عليه و آله و سلم - يقول : " المسلم أخو المسلم " إلا بتركهم هذا الأدب و تركهم للتروي عند القول و التعمّد للسيّء بل للأسوأ في بعض الأحيان.انتهى

و قال بعدها رحمه الله برحمته الواسعة [ نفس المصدر ؛ الجزء الثاني صفحة 285-286 ] :
أقوى الأحوال مظنة لكلمة السوء هي حالة المناظرة و المجادلة .

و أقرب ما تكون الى ذالك اذا كان الجدال في أمر الدين و العقيدة ، فما أكثر ما يضلل بعض بعضاً أو يفسقه أو يكفره ، فيكون ذالك سبباً لزيادة شقة الخلاف اتّساعاً ، و تمسّك كلّ برأيه و نفوره من قول خصمه . دع ما يكون عن ذالك من البغض و الشر .

فذكّر الله تعالى عباده بأنّه هو العالِم ببواطن خلقه و سرائراهم و عواقب أمرهم ، فيرحم من يشاء و يعذب من يشاء بحكمته و عدله :

فلا يقطع لأحد بأنه من أهل النّار لجهل العاقبة سواء كان من أهل الكفر أو كان من أهل الفسق أو كان من أهل الإبتداع.

كما لا يقطع لأحد بالجنة كذالك ، إلاّ من جاء النص بهم.

فلا يقال للكافر عند دعوته أو مجادلته إنك من أهل النار ، لكن تذكر الأدلة على بطلان الكفر و سوء العاقبة.

و لا يقال للمبتدع : يا ضال ، و إنما تبيّن البدعة و قبحها .

و لا يقال لمرتكب الكبيرة : يا فاسق ، ولكن يبيّن قبح تلك الكبيرة و ضررها و عظم إثمها .

فتقبح القبائح و الرذائل في نفسها و تجتنب أشخاص مرتكبيها.

إذ رُبّ شخصٍ هو اليوم من أهل الكفر و الضلال ، تكون عاقبته الى الخير و الكمال . و رُبّ شخص هو اليوم من أهل الإيمان ينقلب - و العياذ بالله تعالى - على عقبه في هاوية الوبال.

و خاطب الله تعالى نبيّه - صلى الله عليه و سلّم - أنه لم يرسله وكيلاً على الخلق حفيظاً عليهم كفيلاً بأعمالهم .

فما عليه الا تبليغ الدعوة و نصرة الحق بالحق و الهداية و الدلالة الى دين الله و صراطه المستقيم.

خاطبه بهذا ليؤكد لخلقه ما أمرهم به من قول التي هي أحسن ، للموافق و المخالف.

فلا يحملنّهم بغض الكفر و المعصية على السوء في القول لأهلها ، فإنما عليهم تبليغ الحق كما بلّغه نبيّهم صلى الله عليه و سلّم .

ولن يكون أحدٌ أحرص منه على تبليغه ، فحسبهم أن يكونوا على سنّته و هديه ، أحيانا الله عليهما ، و أماتنا عليهما ، وحشرنا في زمرة أهلهما آمين.انتهى

اللّهمّ آمين.

قد اطلت نوعا ما في هذه النّقطة بالذات لانّها الدّعامة التي تثمّن الحوار الهادف.

نسأل الله لنا و لكم التحلّي بآداب القرآن.

أخوكم /









قديم 2009-04-10, 12:08   رقم المشاركة : 113
معلومات العضو
مهاجر إلى الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية مهاجر إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله ياسين مشاهدة المشاركة
الأخ الكريم " مهاجر إلى الله " قُلت :



هذه ليست طريقة للحوار و لا اخالك تنكر ذلك !

نصحتك كذا مرة عملاً بشريعتنا ، أن تغيّر لهجتك و أنتَ تحاور مُخالفيك و يبدو أنّ العادة تغلب العبادة !

الشيخ الحميري عضّد بحثه بأقوال و تحقيقات كبار أهل العلم و يمكنك الرجوع الى كتابه لتعلم من ينفخُ في الهواء و ينقش على الماء هو ام أنتَ ! و العاقل يُقابل الحجة بالحجة و ينطح الدّليل بالدّليل !

فهل سينطبق اتّهامك الباطل للشيخ الحميري ؛ على كل جمهرة علماء الاسلام الذين قرّروا ما قرّره الشيخ فـ : " الحكم يدور مع العلّة وجوداً و عدماً " كما هو مُقرّر ؟!

سامحك مولاك على إلقاء الكلام على عواهنه !

قال الله عزّ و جل [ سورة البقرة : 83 ] : { وَ قُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً } ، صدق الله العظيم

قال الإمام القرطبي المالكي رحمه الله في تفسيره :
وَهَذَا كُلّه حَضّ عَلَى مَكَارِم الْأَخْلَاق , فَيَنْبَغِي لِلْإِنْسَانِ أَنْ يَكُون قَوْله لِلنَّاسِ لَيِّنًا وَوَجْهه مُنْبَسِطًا طَلْقًا مَعَ الْبَرّ وَ الْفَاجِر , وَالسُّنِّيّ وَ الْمُبْتَدِع , مِنْ غَيْر مُدَاهَنَة , وَمِنْ غَيْر أَنْ يَتَكَلَّم مَعَهُ بِكَلَامٍ يَظُنّ أَنَّهُ يُرْضِي مَذْهَبه ; لِأَنَّ اللَّه تَعَالَى قَالَ لِمُوسَى وَهَارُون : " فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا " [ طَه : 44 ] . فَالْقَائِل لَيْسَ بِأَفْضَل مِنْ مُوسَى وَهَارُون , وَالْفَاجِر لَيْسَ بِأَخْبَث مِنْ فِرْعَوْن , وَقَدْ أَمَرَهُمَا اللَّه تَعَالَى بِاللِّينِ مَعَهُ . وَقَالَ طَلْحَة بْن عُمَر : قُلْت لِعَطَاءٍ إِنَّك رَجُل يَجْتَمِع عِنْدك نَاس ذَوُو أَهْوَاء مُخْتَلِفَة , وَأَنَا رَجُل فِيَّ حِدَّة فَأَقُول لَهُمْ بَعْض الْقَوْل الْغَلِيظ , فَقَالَ : لَا تَفْعَل ! يَقُول اللَّه تَعَالَى : " وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا " . فَدَخَلَ فِي هَذِهِ الْآيَة الْيَهُود وَالنَّصَارَى فَكَيْف بِالْحَنِيفِيِّ .انتهى

لستَ أخي الكريم خيراً من سيّدنا موسى عليه الصّلاة و السّلام و على نبيّنا و ليس مُخالفك شرّاً من فرعون ؛ فهدّئ من حدّتك و اضبط لسانك و لا تطلق العنان لغضبك.

قال ربّنا [ سورة الإسراء ] : { وَ قُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا (53) رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً (54) } ، صدق الله العظيم

قال الإمام ابن باديس رحمه الله [ " ابن باديس حياته و آثاره " ؛ جمع و دراسة الدكتور عمّار الطّالبي ؛ الجزء الثاني صفحة 283-284 ] :
و التي هي أحسن : هي الكلمة الطيّبة و المقالة التي هي أحسن من غيرها فيعم ذالك ما يكون من الكلام في التخاطب العادي بين الناس حتى ينادي بعضهم بعضاً بأحب الأسماء إليه .

و ما يكون من البيان العلمي فيختار أسهل العبارات و أقربها للفهم حتى لا يحدث الناس بما لا يفهمون ، فيكون عليهم حديثه فتنة و بلاء .

و ما يكون من الكلام في مقام التنازع و الخصام فيقتصر على ما يوصله الى حقه في حدود الموضوع المتنازع فيه ، دون أذاية لخصمه و لا تعرض لشأن من شؤونه الخاصة به.

و ما يكون من باب إقامة الحجة و عرض الأدلة ، فيسوقها بأجلى عبارة و أوقعها في النفس ، خالية من السب و القدح ، و من الغمز و التعريض ، و أدنى تلميح الى شئ قبيح.

و هذا يطالب به المؤمنون سواء كان ذالك فيما بينهم أو بينهم و بين غيرهم .

و قد جاء في الصحيح : "أنّ رهطاً من اليهود دخلوا على النبي - صلى الله عليه و آله و سلم - فقالوا : السام عليكم ، ففهمتها عائشة رضي الله عنها فقالت : و عليكم السام و اللعنة . فقال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم : مهلاً يا عائشة ، إنّ الله يحب الرفق في الأمر كلّه. فقالت : ألم تسمع ما قالوا ؟ فقال : قد قلت : وعليكم".

فكان الرد عليهم بمثل قولهم بأسلوب العطف على كلامهم ، وهو قوله : و عليكم ، أحسن من الرد عليهم باللعنة . فقال - صلى الله عليه و آله و سلم - القولة التي هي أحسن ، و هذا هو أدب الإسلام للمسلمين مع جميع الناس.

و أفاد قوله تعالي : " أحسن " بصيغة اسم التفضيل أنّ علينا أن نتخيّر في العبارات الحسنة فننتقي أحسنها في جميع ما تقدم من أنواع مواقع الكلام .

فحاصل هذا التأديب الرباني هو اجتناب الكلام السئ جملة و الإقتصار على الحسن ، و انتقاء واختيار الأحسن من بين ذالك الحسن . و هذا يستلزم استعمال العقل و الروية عند كل كلمة تقال ، و لو كلمة واحدة :

فرُبَّ كلمة واحدة أوقدت حرباً ، وأهلكت شعباً ، أو شعوباً.

ورُبَّ كلمة واحدة أنزلت أمناً ، وأنقذت أمة أو أمماً .

و قد بيّن لنا النبي - صلى الله عليه و آله و سلم - مكانة الكلمة الواحدة من الأثر في قوله : ( الكلمة الطيّبة صدقة ، واتقوا النّار و لو بكلمة طيّبة )

و هذا الأدب الإسلامي - و هو التروي عند القول و اجتناب السيّء واختيار الأحسن - ضروري لسعادة العباد و هنائهم . و ما كثرت الخلافات و تشعّبت الخصومات و تنافرت المشارب و تباعدت المذاهب حتى صار السلم عدو المسلم ، و النبي - صلى الله عليه و آله و سلم - يقول : " المسلم أخو المسلم " إلا بتركهم هذا الأدب و تركهم للتروي عند القول و التعمّد للسيّء بل للأسوأ في بعض الأحيان.انتهى

و قال بعدها رحمه الله برحمته الواسعة [ نفس المصدر ؛ الجزء الثاني صفحة 285-286 ] :
أقوى الأحوال مظنة لكلمة السوء هي حالة المناظرة و المجادلة .

و أقرب ما تكون الى ذالك اذا كان الجدال في أمر الدين و العقيدة ، فما أكثر ما يضلل بعض بعضاً أو يفسقه أو يكفره ، فيكون ذالك سبباً لزيادة شقة الخلاف اتّساعاً ، و تمسّك كلّ برأيه و نفوره من قول خصمه . دع ما يكون عن ذالك من البغض و الشر .

فذكّر الله تعالى عباده بأنّه هو العالِم ببواطن خلقه و سرائراهم و عواقب أمرهم ، فيرحم من يشاء و يعذب من يشاء بحكمته و عدله :

فلا يقطع لأحد بأنه من أهل النّار لجهل العاقبة سواء كان من أهل الكفر أو كان من أهل الفسق أو كان من أهل الإبتداع.

كما لا يقطع لأحد بالجنة كذالك ، إلاّ من جاء النص بهم.

فلا يقال للكافر عند دعوته أو مجادلته إنك من أهل النار ، لكن تذكر الأدلة على بطلان الكفر و سوء العاقبة.

و لا يقال للمبتدع : يا ضال ، و إنما تبيّن البدعة و قبحها .

و لا يقال لمرتكب الكبيرة : يا فاسق ، ولكن يبيّن قبح تلك الكبيرة و ضررها و عظم إثمها .

فتقبح القبائح و الرذائل في نفسها و تجتنب أشخاص مرتكبيها.

إذ رُبّ شخصٍ هو اليوم من أهل الكفر و الضلال ، تكون عاقبته الى الخير و الكمال . و رُبّ شخص هو اليوم من أهل الإيمان ينقلب - و العياذ بالله تعالى - على عقبه في هاوية الوبال.

و خاطب الله تعالى نبيّه - صلى الله عليه و سلّم - أنه لم يرسله وكيلاً على الخلق حفيظاً عليهم كفيلاً بأعمالهم .

فما عليه الا تبليغ الدعوة و نصرة الحق بالحق و الهداية و الدلالة الى دين الله و صراطه المستقيم.

خاطبه بهذا ليؤكد لخلقه ما أمرهم به من قول التي هي أحسن ، للموافق و المخالف.

فلا يحملنّهم بغض الكفر و المعصية على السوء في القول لأهلها ، فإنما عليهم تبليغ الحق كما بلّغه نبيّهم صلى الله عليه و سلّم .

ولن يكون أحدٌ أحرص منه على تبليغه ، فحسبهم أن يكونوا على سنّته و هديه ، أحيانا الله عليهما ، و أماتنا عليهما ، وحشرنا في زمرة أهلهما آمين.انتهى

اللّهمّ آمين.

قد اطلت نوعا ما في هذه النّقطة بالذات لانّها الدّعامة التي تثمّن الحوار الهادف.

نسأل الله لنا و لكم التحلّي بآداب القرآن.

أخوكم /
بارك الله فيك على المداخلة ولكن ليس كما حجمت الحبة فجعلتها قبة....

مانع الحميري داعية للضلالة وخرافي قبوري صوفي غال حتى النخاع وليس هذا القاء للكلام او اتهام له بالباطل على عواهنه او فحش او....مما خطر على بالك ولكنها شهادة حق ولو شئت لنقلت إليك ما قيل عنه...وإذا عرف الشخص بفساد عقيدته ومنهجه فيجب أن يحذر ولا يوثق بعلمه ولهذا اوردت كلمتي التحذيرية منه....وإن هذا العلم دين فلينظر أحدنا عمن يأخذ دينه...وكلام السلف و أئمة الجرح قديما وحديثا في أهل البدع كثير بل وشديد ولا شك أنك تعرف بعض ما اطلقه السلف على بعض أهل البدع ممن اشتدت منهم مخالفة السنة وغرقوا في البدعة ودعوا إليها...فرماهم أهل السنة بألفظ جارحة كي يحذر منهم...وليس هذا موضوع بسطها...فالقصد هو البيان والتذكير










قديم 2009-04-10, 12:19   رقم المشاركة : 114
معلومات العضو
عبد الله ياسين
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مهاجر إلى الله مشاهدة المشاركة
عندما يسبح عبد الله ياسين ضد التيار
يأتي بكلام منهار....
ما أسهل البناء على الهواء و إلقاء الاحكام بالاقلام !


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مهاجر إلى الله مشاهدة المشاركة
استشكالك لِمَ فعل الصحابي شيئا لم يأمر به الشرع مردود بموقف الرسول صلى الله عليه وسلم له إما اقرارا وإما انكارا ولا نقيس على أفعالهم ما نبتدعه نحن اليوم...
وأنقل لك من كلامك ما يرد على بعضه على بعض :
إن السنة التقريرية تعني أن يقول أحد الصحابة قولاً أو أن يفعل فعلاً ابتداءً من نفسه دون أن يكون له سند من كتاب أو سنة يخصه بعينه ثم يبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فيسكت عنه صلى الله عليه وسلم و لا ينكره ، أو يقرره بقول منه أو فعل من جنسه أو استبشار به أو دعاء لفاعله إلى غير ذلك مما يعلم به جواز هذا الفعل أو القول ، فيصير سنة نبوية شريفة بهذا الإقرار يعلم بها جواز ما أقره له و لغيره من الأمة كما فصله و قرره علماء الشريعة الغراء.

فالناظر في هذا الكلام يعلم أن للسنة التقريرية أركاناً لا بدّ منها :
(1) إحداث أحد الصحابة الكرام شيئاً لم يكن.

(2) بلوغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم.

(3) إقراره صلى الله عليه وسلم لذلك بسكوت أو قول أو فعل أو غير ذلك.
و من هذا البيان و التفصيل تتبيّن لنا العلاقة الوثقى بين سنة الإقرار و مفهوم البدعة حيث إنّ سنة الإقرار في أصلها بدعة أحدثها الصحابي ثم بلغت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقرّ فاعلها و جوّز فعلها.

أقول :

لا حظ جيدا ما هو بالأحمر يهدم كلامك واستدلاك لبدعة المولد من أقركم أي نبي أقركم ؟
تلك الأفعال التي فعلها الصحابة أقرهم عليها نبي الأمة صلوات ربي وسلامه عليه وهو لا يقر خطأ

وهذا المولد لم يحدثه صحابي وسمعنا بأن النبي عليه الصلاة والسلام سكت عنه وأقره ؟
وإنما اول من أحدثه الخبثاء الفاطميون لا رحم الله فيهم مغرز ابرة

فبالله عليكم ولا تقلي إن كلامي مكرر ؟

من أقركم على بدعة المولد ؟
أقرّتنا أصول الشريعة التي لا تريد أن تحتكم لها بحجّة انتقال سيّد الخلق صلى الله عليه و سلّم الى الرّفيق الأعلى ؛ فبالله عليك كيف كان يستنبط علماء الشريعة حكم الاسلام في المسائل و المُستجدّات التى ظهرت بعد عهده صلى الله عليه و سلّم ؟! ؛ هل كانوا يتوقّفون فيها و يكتفون بالتّحريم لأنّها مسائل مُحدثة لم تعرض عليه صلى الله عليه و سلّم ليقرّهم عليها او يبث فيها حكمًا ؟!!!

كلامٌ لا علاقة لا بالتأصيل العلمي و لا بالواقع الشرعي ؛ فتأمّل !

أمّا كلامك عن سنّة الاقرار ؛ فعليك أن تبيّن لنا لمَ لم ينكر الشارع
الحكيم على هؤلاء الصّحابة - رضوان الله عليهم - تلك الطّريقة في الزيادة على ما تركه سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلّم ؟!

فقد أقرّهم الشارع الحكيم
على :
(1) الزيادة بعينها
و
(2) طريقة الزيادة


و قولك :

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مهاجر إلى الله مشاهدة المشاركة
لأنه لا يوجد نبي يقرنا على ما نأتي به ونحدثه بخلاف الصحابة ...ولا أدري هل انكارك لهذه الحقيقة والجزئية مكابرة منك أم جهل بها ام ماذا ؟

تحكّم في المراد بغير دليل و هو مردود لأنّ :
(1) سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يخبر هؤلاء الصّحابة - رضوان الله عليهم - بأنّ هذه الطّريقة تصلح لمن نظر في زيادته سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ؛ و لا تصلح لغيرهم !

ف
سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أقرّ الطّريقة لكلّ أمّة الاسلام و مُحاولة قصرها فقط على الصّحابة الذين عرضوا مُحدثاتهم عليه و أقرّهم عليها ؛ تحكّم بغير دليل لأنّه تقرّر : " امتناع تأخير البيان عن وقت الحاجة " ؛ فافهم !

(2) إذا انتقل سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى الرفيق الأعلى و انقطع الوحي فإنّ نصوص القرآن و السنة ما زالت موجودة محفوظة و لله الحمد فيعرض كلّ مُحدث على أصول الشريعة و منه كما نصّ عليه أئمّة الاسلام : القبول أو الرّفض ؛ فتدبّر !

(3) من أقرّ الصّحابي الجليل سيّدنا خبيب بن عدي - رضي الله عنه - على سَنَّ الرَّكْعَتَيْنِ لِكُلِّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ قُتِلَ صَبْرًا ؟!

(4) من أقرّ سيّدنا الفاروق عمر بن الخطّاب - رضي الله عنه - على جمع النّاس على امام واحد في المسجد عند صلاة التراويح ؟!
...إلخ

أخي الكريم قُلتُ لك سابقًا :

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله ياسين مشاهدة المشاركة

أخي الكريم " مهاجر إلى الله " :
(1) حسب منطق المُخالف ؛ كان يتوجّب على سيّدنا بلال - رضي الله عنه - ألاّ يخصّص وقتًا للعبادة حتى يسأل عن هذه الزيادة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلّم ! و لمّا لم يعنّفهُ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلّم على ذلك علم أنّ الترك وحده ليس بدليل بلهُ عدم دليل واحد من الأدلة الشرعية المتبقية ، كالأدلة القولية نصًّا و استنباطاً و من الثاني زيادة سيّدنا بلال رضي الله عنه .

فما هو جوابك ؟!


(2) لماذا لم يقُل سيّدنا رسول صلى الله عليه و سلم لهذا الصّحابي الجليل : لِمَ زِدتَ في أمرنا هذا ما ليس منه ؟! و لو كان خيراً لسبقتكَ إليه ؟!

فلمّا أقرّه صلى الله عليه و سلم على استنباطه بهذه الطّريقة فهذا اقرار لأمّته كذالك على هذه الطّريقة ؛ و ان لم يكن الأمر كذلك لكان بيّن ذلك سيّدنا المُصطفى صلوات ربي و سلامه عليه.

فما هو تفسيرك ؟!

لا زلنا ننتظر جوابك و تفسيرك !


و عن قولك :
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مهاجر إلى الله مشاهدة المشاركة
لأنه لا يوجد نبي يقرنا على ما نأتي به ونحدثه بخلاف الصحابة ...ولا أدري هل انكارك لهذه الحقيقة والجزئية مكابرة منك أم جهل بها ام ماذا ؟
قُلتُ لك سابقًا :

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله ياسين مشاهدة المشاركة

أمّا تشبتكَ بوجود سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلّم بين سادتنا الصّحابة -
رضوان الله عليهم - لينظر في تلك الزيادات ، على عكس الحال بعد موته بأبي هو و أمي ؛ فكلامك مردود لأنّ سيّدنا رسول الله - صلى الله عليه و سلّم - أقرّ سيّدنا بلالاً - رضي الله عنه - :
(1) على الرّكعتين و كذالك التوقيت لهما.
( و لم يقل له
) :
{ لمَ فعلتهما قبل أن تعرف الحكم التفصيلي للشرع في هذه الزيادة ؟! }

( أو
) :
{ لمَ واظبت عليها مدة من الزمن دون الرجوع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! }

( أو
) :
{ أصبت حكم الله في الأمر و لكن لا ينبغي لك أن تفعل ذلك قبل أن تسألني ؟! }
( هذا و قد تقرّر في شرعنا ) : " امتناع تأخير البيان عن وقت الحاجة " ؛ فتأمّل !

(2) صلاة الصّحابي الجليل سيّدنا خبيب بن عدي - رضي الله عنه - ركعتين قبل أن يقتل ، حيث جاء في صحيح البخاري عن سيّدنا أبي هريرة قال :
بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشَرَةَ رَهْطٍ سَرِيَّةً عَيْنًا وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَاصِمَ بْنَ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيَّ جَدَّ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَانْطَلَقُوا حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْهَدَأَةِ وَهُوَ بَيْنَ عُسْفَانَ وَمَكَّةَ ذُكِرُوا لِحَيٍّ مِنْ هُذَيْلٍ يُقَالُ لَهُمْ بَنُو لَحْيَانَ فَنَفَرُوا لَهُمْ قَرِيبًا مِنْ مِائَتَيْ رَجُلٍ كُلُّهُمْ رَامٍ فَاقْتَصُّوا آثَارَهُمْ حَتَّى وَجَدُوا مَأْكَلَهُمْ تَمْرًا تَزَوَّدُوهُ مِنْ الْمَدِينَةِ فَقَالُوا هَذَا تَمْرُ يَثْرِبَ فَاقْتَصُّوا آثَارَهُمْ فَلَمَّا رَآهُمْ عَاصِمٌ وَأَصْحَابُهُ لَجَئُوا إِلَى فَدْفَدٍ وَأَحَاطَ بِهِمْ الْقَوْمُ فَقَالُوا لَهُمْ انْزِلُوا وَأَعْطُونَا بِأَيْدِيكُمْ وَلَكُمْ الْعَهْدُ وَالْمِيثَاقُ وَلَا نَقْتُلُ مِنْكُمْ أَحَدًا قَالَ عَاصِمُ بْنُ ثَابِتٍ أَمِيرُ السَّرِيَّةِ أَمَّا أَنَا فَوَاللَّهِ لَا أَنْزِلُ الْيَوْمَ فِي ذِمَّةِ كَافِرٍ اللَّهُمَّ أَخْبِرْ عَنَّا نَبِيَّكَ فَرَمَوْهُمْ بِالنَّبْلِ فَقَتَلُوا عَاصِمًا فِي سَبْعَةٍ فَنَزَلَ إِلَيْهِمْ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ بِالْعَهْدِ وَالْمِيثَاقِ مِنْهُمْ خُبَيْبٌ الْأَنْصَارِيُّ وَابْنُ دَثِنَةَ وَرَجُلٌ آخَرُ فَلَمَّا اسْتَمْكَنُوا مِنْهُمْ أَطْلَقُوا أَوْتَارَ قِسِيِّهِمْ فَأَوْثَقُوهُمْ فَقَالَ الرَّجُلُ الثَّالِثُ هَذَا أَوَّلُ الْغَدْرِ وَاللَّهِ لَا أَصْحَبُكُمْ إِنَّ لِي فِي هَؤُلَاءِ لَأُسْوَةً يُرِيدُ الْقَتْلَى فَجَرَّرُوهُ وَعَالَجُوهُ عَلَى أَنْ يَصْحَبَهُمْ فَأَبَى فَقَتَلُوهُ فَانْطَلَقُوا بِخُبَيْبٍ وَابْنِ دَثِنَةَ حَتَّى بَاعُوهُمَا بِمَكَّةَ بَعْدَ وَقْعَةِ بَدْرٍ فَابْتَاعَ خُبَيْبًا بَنُو الْحَارِثِ بْنِ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَكَانَ خُبَيْبٌ هُوَ قَتَلَ الْحَارِثَ بْنَ عَامِرٍ يَوْمَ بَدْرٍ فَلَبِثَ خُبَيْبٌ عِنْدَهُمْ أَسِيرًا فَأَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عِيَاضٍ أَنَّ بِنْتَ الْحَارِثِ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهُمْ حِينَ اجْتَمَعُوا اسْتَعَارَ مِنْهَا مُوسَى يَسْتَحِدُّ بِهَا فَأَعَارَتْهُ فَأَخَذَ ابْنًا لِي وَأَنَا غَافِلَةٌ حِينَ أَتَاهُ قَالَتْ فَوَجَدْتُهُ مُجْلِسَهُ عَلَى فَخِذِهِ وَالْمُوسَى بِيَدِهِ فَفَزِعْتُ فَزْعَةً عَرَفَهَا خُبَيْبٌ فِي وَجْهِي فَقَالَ تَخْشَيْنَ أَنْ أَقْتُلَهُ مَا كُنْتُ لِأَفْعَلَ ذَلِكَ وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ أَسِيرًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ خُبَيْبٍ وَاللَّهِ لَقَدْ وَجَدْتُهُ يَوْمًا يَأْكُلُ مِنْ قِطْفِ عِنَبٍ فِي يَدِهِ وَإِنَّهُ لَمُوثَقٌ فِي الْحَدِيدِ وَمَا بِمَكَّةَ مِنْ ثَمَرٍ وَكَانَتْ تَقُولُ إِنَّهُ لَرِزْقٌ مِنْ اللَّهِ رَزَقَهُ خُبَيْبًا فَلَمَّا خَرَجُوا مِنْ الْحَرَمِ لِيَقْتُلُوهُ فِي الْحِلِّ قَالَ لَهُمْ خُبَيْبٌ ذَرُونِي أَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ فَتَرَكُوهُ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قَالَ لَوْلَا أَنْ تَظُنُّوا أَنَّ مَا بِي جَزَعٌ لَطَوَّلْتُهَا اللَّهُمَّ أَحْصِهِمْ عَدَدًا

مَا أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا
عَلَى أَيِّ شِقٍّ كَانَ لِلَّهِ مَصْرَعِي
وَذَلِكَ فِي ذَاتِ الْإِلَهِ وَإِنْ يَشَأْ
يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ

فَقَتَلَهُ ابْنُ الْحَارِثِ فَكَانَ خُبَيْبٌ هُوَ سَنَّ الرَّكْعَتَيْنِ لِكُلِّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ قُتِلَ صَبْرًا فَاسْتَجَابَ اللَّهُ لِعَاصِمِ بْنِ ثَابِتٍ يَوْمَ أُصِيبَ فَأَخْبَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَهُ خَبَرَهُمْ وَمَا أُصِيبُوا وَبَعَثَ نَاسٌ مِنْ كُفَّارِ قُرَيْشٍ إِلَى عَاصِمٍ حِينَ حُدِّثُوا أَنَّهُ قُتِلَ لِيُؤْتَوْا بِشَيْءٍ مِنْهُ يُعْرَفُ وَكَانَ قَدْ قَتَلَ رَجُلًا مِنْ عُظَمَائِهِمْ يَوْمَ بَدْرٍ فَبُعِثَ عَلَى عَاصِمٍ مِثْلُ الظُّلَّةِ مِنْ الدَّبْرِ فَحَمَتْهُ مِنْ رَسُولِهِمْ فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَى أَنْ يَقْطَعَ مِنْ لَحْمِهِ شَيْئًا.
انتهى

فها هو الصّحابي الجليل سيّدنا
خبيب بن عدي - رضي الله عنه - اجتهد في توقيت العبادة مع أنّه يدرك تمام الادراك أنّه سيموت قبل أن يعرض عمله هذا على الرسول صلى الله عليه وسلم و يقرّه عليه ؟!

قال الدكتور محمود عبود هرموش في كتابه " البدعة وأثرها في اختلاف الأمة " :
في هذا تصريح واضح بأن خبيباً اجتهد في توقيت العبادة و لم يسبق من الرسول صلى الله عليه وسلم أمر و لا فعل و هو علم أنه سيموت قبل أن يعرض عمله هذا على الرسول صلى الله عليه وسلم و مع ذلك أقدم على هذا العمل وهو يعلم أنه لن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلو أراد أحد إيقاع الصلاة في غير أوقات الكراهة التي نهى الشارع عن إيقاع الصلاة فيها فإن هذا الفعل يكون من قبيل السنة الحسنة و أما من يوقعها في أوقات النهي فإن فعله يكون من قبيل البدعة المذمومة لكونها وقعت مخالفة لهديه و سنته صلى الله عليه وسلم.انتهى

فتأمّل !
و أختم بهذا الكلام العلمي المتين للأستاذ العلامة عيسى بن عبد الله بن محمد بن مانع الحميري في بحثه القيّم " البدعة الحسنة أصل من أصول التشريع " :
الأدلة على ما قلناه كثيرة و الأمثلة وفيرة لمن طالع كتب السنة بعين التحقيق والإنصاف فسوف يرى أن سنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مواجهة البدع و المحدثات لم تكن بردها دائماً بل منها ما يقبله بل و يرتضيه و يقرره و يذكر له فضيلة عظيمة كما في الأمثلة السابقة و منها ما يرده إن كان يخالف مقاصد الشريعة ويفوت مصالحها أو يصادم نصوصها ، كإنكاره صلى الله عليه وسلم على النفر الذين سألوا عن عمله فتقالوه فشددوا على أنفسهم بصوم الدهر و اعتزال النساء و قيام الليل كله ؛ لما في ذلك من التشديد والتنطع المخالف لروح الدين اليسر الحنيف.

( فنستطيع أن نقول
) :
إنّه صلى الله عليه وسلم لم ينكر مبدأ الإحداث قطّ و إنما كان ينكر المحدثات إذا لم تتوفر فيها شروط القبول والموافقة للشرع الإسلامي الحنيف.

بل إ
نّنا لنلاحظ أيضاً أن الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم مع شدة حرصهم على متابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله لم يفهموا من ذلك أن كل محدثة بدعة ضلالة لا ينبغي الإتيان بها بل كانوا يفعلون كما رأينا بعض مالم يكن لهم فيه نص من كتاب أو سنة إن علموا أن مقاصد الشريعة تسعه و نصوصها لا تأباه.

( فإن قال قائل
) :
إنّ ذلك جائز في حياته صلى الله عليه وسلم لأنه سيعلمه إما بإخبارهم أو بوحي من الله تعالى ، فإن كان هدىً أقره ، و إن كان ضلالة رده ، أما بعد حياته صلى الله عليه وسلم و انقطاع الوحي فذلك غير جائز !

( قلنا
) :
إ
نّ من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم من أحدث أشياء ليس له فيها نص بعينها و هو يعلم أنه لن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعد لينظر فيما فعل أهو سنة حسنة أم بدعة ضلالة و من ذلك صلاة سيدنا خبيب بن عدي رضي الله عنه ركعتين قبل أن يقتل حيث جاء في حديث البخاري : " فكان خبيب هو سن الركعتين لكل امرئ مسلم قتل صبراً "...

( أقول
) :
فهل مات سيدنا خبيب ضالاً مبتدعاً بإحداثه هاتين الركعتين قبل أن يعلم بأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقره عليهما ؟! - حاشا و كلا - بل هو المؤمن الصالح و الشهيد الكريم الـذي رد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم سلامه فقال: " وعليك السلام يا خبيب قتلته قريش ".

ثم إ
نّ رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان قد انتقل إلى الرفيق الأعلى و انقطع الوحي فإنّ نصوص القرآن و السنة ما زالت موجودة محفوظة و لله الحمد ، و ما زالت قواعد الشرع الحنيف و مقاصده قائمة معلومة يعرض عليها كل محدث و جديد. فإن قبل في ميزانها كان : " بدعة حسنة " و إلا فهو : " بدعة ضلالة " نبرأ إلى الله منها ، و لسنا ندّعي حسن البدعة دون ضوابط و قواعد و عرض على الكتاب و السنة.انتهى
و لا زلنا ننتظر تعقيبك !


أتمنى أن تناقش بكلام علمي رصين متين عوض الكلام عمّا تطلق عليه : المكابرة و الجهل !


نسأل الله التوفيق لنا و لكم

أخوكم /









قديم 2009-04-10, 19:03   رقم المشاركة : 115
معلومات العضو
مهاجر إلى الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية مهاجر إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حتى لا أنسى استوقفتني هذا الفاجعة والمهزلة والله المستعان....

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله ياسين مشاهدة المشاركة


هذه المسألة اختلف فيها أهل العلم فهي مسألة اجتهادية ؛ و ليس هذا موضع التفصيل في الامر...راجع كتاب " ثلاث رسائل في استحباب الدعاء ورفع اليدين فيه بعد الصلوات المكتوبة لثلاثة من كبار الفقهاء المُحدّثين : الشيخ محمد هاشم التّتوي السّندي ، الشيخ أحمد بن الصّدّيق الغماري المغربي ، الشيخ محمد بن عبد الرحمن الأهدل اليمني " باعتناء العلامة عبد الفتّاح أبو غُدّة ؛ و كذالك كتاب " سباحة الفكر في الجهر بالذكر " للامام المُحدّث أبو الحسنات محمد عبد الحيّ اللّكنوي الهندي ؛ و كذالك " نتيجة الفكر في الجهر بالذكر " لخاتمة الحفّاظ جلال الدّين السّيوطي ؛ و يُستحسن أن تعرّج على ردّ الامام ابن لبّ الغرناطيّ على تلميذه الامام الشاطبيّ في هذه المسألة بالذات و قد ذكر بعضه الامام الونشريسي في كتابه الماتع " المعيار" ؛ و غيرها من المؤلفات ...


يُتبع / ...
التسبيح جهرا عقب آذان الصبح مسألة اجتهادية !!!!!!!!!
قاتل الله هذا الاجتهاد

أريد رأيك شخصيا بدل أن تحيليني على مراجع



والله لو عرضنا الأمر في قسم النقاش على الأعضاء الكرام لسمعنا منهم ما يثلج صدر كل غيور على السنة ولا شك أنهم سيجمعون على بدعيتها رغم ضحالة وضآلة علمهم الشرعي عند بعضهم...وأما صاحبنا ياسين وفقه الله للحق ونظر لاتباعه بعض التأصيلات الفاسدة المخرومة فالمسألة اجتهادية فياللعجب....أهذا هو منتهى التأصيل !!!!
أي علماء الاسلام قال بأنها اجتهادية ؟!!!!

والله ما يشك أدنى مسلم أنها بدعة شنيعة لا خير فيها....

اللهم لطفك









قديم 2009-04-11, 19:35   رقم المشاركة : 116
معلومات العضو
عبد الله ياسين
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

الأخ " مهاجر إلى الله " شرح الله صدرك للحقّ ؛ أودّ أن أذكّرك :
(1) الحوار يدور حول " مشروعية عمل المولد " و ليس حول " مشروعية الجهر بالذكر بعد الأذان " ؛ فلا داعي لاقحام شعبان في رمضان !

(2) رفعنا على حضرتك جملة من الاشكالات تتعلّق بالبدعة و ضوابطها و كذالك أسئلة كان من المُفترض عليك أن تفصل فيها بالبيان الشافي و الجواب الكافي و للاسف لحدّ الساعة : " سمعنا جعجعةً و لم نرَ طحينًا " !
فأين أنتَ من الموضوع الرّئيس ؟!

أمّا قولك :

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مهاجر إلى الله مشاهدة المشاركة


التسبيح جهرا عقب آذان الصبح مسألة اجتهادية !!!!!!!!!
قاتل الله هذا الاجتهاد

أريد رأيك شخصيا بدل أن تحيليني على مراجع


والله لو عرضنا الأمر في قسم النقاش على الأعضاء الكرام لسمعنا منهم ما يثلج صدر كل غيور على السنة ولا شك أنهم سيجمعون على بدعيتها رغم ضحالة وضآلة علمهم الشرعي عند بعضهم...وأما صاحبنا ياسين وفقه الله للحق ونظر لاتباعه بعض التأصيلات الفاسدة المخرومة فالمسألة اجتهادية فياللعجب....أهذا هو منتهى التأصيل !!!!
أي علماء الاسلام قال بأنها اجتهادية ؟!!!!



لازلتَ سامحك الله تعالج المسائل بمنظور واحد لدا كثرت أحكامك الجزافية على مسائل وسعتها صدور الأئمة الكبار رغم الاختلاف ؛ و للاسف جئت أنتَ لتقسم يمينًا بأنّ أدنى مسلم لا يشكّ في بطلانها و بدعيّتها !

رغم أنّه ليس موضوع بحثنا الاّ أنّي سأبيّن لك بمثالٍ واحدٍ فقط ، أنّك سامحك الله تخوض في مسائل لا تعرف حتى مذاهب أهل العلم فيها و لله في خلقه شؤون !

قال الامام العلامة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن الطرابلسي المغربي ، المعروف بالحطاب الرعيني المالكي في " مواهب الْجَلِيل فِي شَرْح مُخْتَصَر الشَّيْخ خَلِيل " :
قَالَ السَّخَاوِيُّ فِي " الْقَوْلِ الْبَدِيعِ " : أَحْدَثَ الْمُؤَذِّنُونَ الصَّلَاةَ وَالسَّلَامَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَقِبَ الْأَذَانِ لِلْفَرَائِضِ الْخَمْسِ إلَّا الصُّبْحَ وَالْجُمُعَةَ فَإِنَّهُمْ يُقَدِّمُونَ ذَلِكَ قَبْلَ الْأَذَانِ وَإِلَّا الْمَغْرِبَ فَلَا يَفْعَلُونَهُ لِضِيقِ وَقْتِهَا وَكَانَ ابْتِدَاءُ حُدُوثِهِ فِي أَيَّامِ النَّاصِرِ صَلَاحِ الدِّينِ يُوسُفَ بْنِ أَيُّوبَ وَبِأَمْرِهِ ، وَذَكَرَ بَعْضُهُمْ أَنَّ أَمْرَ الصَّلَاحِ بْنِ أَيُّوبَ بِذَلِكَ كَانَ فِي أَذَانِ الْعِشَاءِ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ ، ثُمَّ إنَّ بَعْضَ الْفُقَرَاءِ زَعَمَ أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَمَرَهُ أَنْ يَقُولَ لِلْمُحْتَسِبِ أَنْ يَأْمُرَ الْمُؤَذِّنِينَ أَنْ يُصَلُّوا عَلَيْهِ عَقِبَ كُلِّ أَذَانٍ فَسُرَّ الْمُحْتَسِبُ بِهَذِهِ الرُّؤْيَا فَأَمَرَ بِذَلِكَ وَاسْتَمَرَّ إلَى يَوْمِنَا هَذَا ، وَ قَدْ اُخْتُلِفَ فِي ذَلِكَ ، هَلْ هُوَ مُسْتَحَبٌّ أَوْ مَكْرُوهٌ أَوْ بِدْعَةٌ أَوْ مَشْرُوعٌ ؟ وَاسْتَدَلَّ لِلْأَوَّلِ بِقَوْلِهِ : " وَافْعَلُوا الْخَيْرَ " وَمَعْلُومٌ أَنَّ الصَّلَاةَ وَالسَّلَامَ مِنْ أَجَلِّ الْقُرَبِ لَا سِيَّمَا وَقَدْ تَوَاتَرَتْ الْأَخْبَارُ عَلَى الْحَثِّ عَلَى ذَلِكَ مَعَ مَا جَاءَ فِي فَضْلِ الدُّعَاءِ عَقِبَهُ ، وَالثُّلُثِ الْأَخِيرِ وَقُرْبِ الْفَجْرِ ، وَ الصَّوَابُ أَنَّهُ : بِدْعَةٌ حَسَنَةٌ وَ فَاعِلُهُ بِحَسَبِ نِيَّتِهِ انْتَهَى.

( قُلْتُ ) - أي العلامة الحطاب - :
وَ قَدْ أَحْدَثَ بَعْضُ الْمُؤَذِّنِينَ بِمَكَّةَ بَعْدَ الْأَذَانِ الْأَوَّلِ لِلصُّبْحِ أَنْ يَقُولَ : يَا دَائِمَ الْمَعْرُوفِ يَا كَثِيرَ الْخَيْرِ يَا مَنْ هُوَ بِالْمَعْرُوفِ مَعْرُوفٌ يَا ذَا الْمَعْرُوفِ الَّذِي لَا يَنْقَطِعُ أَبَدًا ، وَذَكَرَ الْبُرْهَانُ الْبِقَاعِيُّ أَنَّهُ حَصَلَ بَيْنَ فُقَهَاءِ مَكَّةَ اخْتِلَافٌ فِي إنْكَارِ ذَلِكَ ، وَفِتْنَةٌ عَظِيمَةٌ بِحَيْثُ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ ثُمَّ إنَّهُ أُحْدِثَ فِي مِصْرَ فِي سَنَةِ إحْدَى وَسَبْعِينَ ، وَأَنْكَرَ ذَلِكَ وَبَالَغَ فِي ذَلِكَ فَأَلَّفَ فِيهِ جُزْءًا سَمَّاهُ { الْقَوْلُ الْمَعْرُوفُ فِي مَسْأَلَةِ يَا دَايِمَ الْمَعْرُوفِ } ، وَ خَالَفَهُ الْحَافِظُ السَّخَاوِيُّ وَأَلَّفَ جُزْءًا فِي الرَّدِّ عَلَيْهِ سَمَّاهُ { الْقَوْلُ الْمَأْلُوفُ فِي الرَّدِّ عَلَى مُنْكِرِ الْمَعْرُوفِ } ، وَقَالَ فِيهِ بَعْدَ كَلَامٍ كَثِيرٍ : فَعُلِمَ أَنَّ الْمُؤَذِّنَ قَدْ أَتَى بِسُنَّةٍ شَرِيفَةٍ ، وَهِيَ الدُّعَاءُ فِي هَذَا الْوَقْتِ الْمَرْجُوِّ الْإِجَابَةُ ، وَكَوْنُهُ جَهَرَ بِهِ مُلْتَحِقٌ بِالْمَوَاطِنِ الَّتِي جَاءَتْ السُّنَّةُ بِالْجَهْرِ فِيهَا فَهُوَ إنْ شَاءَ اللَّهُ سُنَّةٌ ، وَمَا ذَكَرَهُ يَعْنِي الْبِقَاعِيَّ مِنْ الْمَفْسَدَةِ فَهُوَ فَاسِدٌ كَمَا تَقَرَّرَ وَلَيْسَ بِمُنْحَطِّ الرُّتْبَةِ عَنْ التَّسْبِيحِ الَّذِي كَادَ يُسَمِّيهِ سُنَّةً انْتَهَى .

يَعْنِي مَا تَقَدَّمَ فِي قَوْلِهِ : إنَّهُ مَشْرُوعٌ ، وَأَمَّا الْمَفْسَدَةُ الَّتِي أَشَارَ إلَيْهَا الْبِقَاعِيُّ فَهُوَ أَنَّهُ يَأْتِي بِهِ مُتَّصِلًا بِالْأَذَانِ وَبِصَوْتِ الْأَذَانِ عَلَى الْمَنَارِ فَيَظُنُّ مَنْ لَا عِلْمَ عِنْدَهُ أَنَّ ذَلِكَ مِنْ الْأَذَانِ ، ثُمَّ ذَكَرَ السَّخَاوِيُّ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ الشَّافِعِيَّةِ وَغَيْرِهِمْ أَفْتَوْا بِجَوَازِ ذَلِكَ وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ أَعْلَمُ.انتهى

فالمسألة وقع فيها اختلاف بين فطاحل العلماء و بالتالي فهي محلّ اجتهاد...!

فقسمك :


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مهاجر إلى الله مشاهدة المشاركة
والله ما يشك أدنى مسلم أنها بدعة شنيعة لا خير فيها....
مردود ليس بقول أدنى مسلم - كما تزعم ! - بل بفتاوى أئمّة كبار كالحافظ السخاوي و كفى بها شهادة !

فكيف ستفعل مع قسمك ؟!


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مهاجر إلى الله مشاهدة المشاركة
اللهم لطفك
اللّهمّ آمين

أحسن كلمة قلتها في مُداخلتك !

أخوكم /











قديم 2009-05-20, 14:52   رقم المشاركة : 117
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على نبينا المصطفى وبعد:
لعلي تأخرت قليلا في التعقيب ولعل المولد قد فات ومضى ولكن هذا لا يعني السكوت عن الباطل الصراح والتلبيس الوقاح فيعذرني الإخوة وليتحلملوني فلن أطيل لأن كل ماذكره الأخ ياسين مكرر قد تم الرد عليه مرارا وتكرار لهذا سأختصر التعقيب لهذه الإعتراضات والشبهات الواهيات:

الشبهة الأولى:كثيرا ما يدندن الأخ وينقل عن مشايخه أن الإحتفال بالمولد ليس عبادة بل شعيرة والشعيرة ليست توقيفية .والجواب على هذه الشبهة من أوجه:
الوجه الأول: قولك بأن الإحتفال بالمولد شعيرة وليس عبادة قول يفتقر إلى الدليل الشرعي لأنه لا يوجد أدنى شبه بين مفهوم الشعيرة عند العلماء وبين الإحتفال بالمولد فالشعيرة كما نقلت لك تعريف العلماء تعتبر موضع العبادة فأين تعتبر المولدموضعا للعبادة؟!
أوليس العبادة هي كل فعل ينوى به التقرب إلى الله تعالى؟!
فماذا تنوون أنتم بالمولد؟!
الوجه الثاني:سلمنا لكم أن الإحتفال بالمولد عبارة عن شعيرة!لكن من قال أن الشعيرة ليست توقيفية,والنبي صلى الله عليه وسلم يقول(من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد)؟!
لوسلمنا لكم أن الشعيرة ليست توقيفية للزم من ذلك أمور عظام فقد يأتي أحدهم ويقول:
مادام الشعيرة ليست توقيفية فلماذا لا نجعل الكعبة في الجزائر على أساس أنها شعيرة ؟!
ولماذا لا نجعل الطوائف تسعة أشواط بدلا من السبعة فالشعيرة توقيفية ولا حرج!!!
و...................
وبالتالي قولك أن الشعيرة ليست توقيفية قول مخالف للدليل النقلي والعقلي.

الشبهة الثانية:قولك أن يوجد بدعة حسنة وإستشهادك ببعض أقوال أهل العلم كالشافعي وغيره.

والجواب على هذا:
الإمام الشافعي أو غيره من اهل السنة يقصدون البدعة في اللغة، وليس الإحداث في الدين، ويدل على هذا أن الإمام الشافعي نفسه يقول: "وهذا يدل على أنه ليس لأحد دون رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول إلا بالاستدلال، إلى أن قال: ولا يقول بما استحسن، فإن القول بما استحسن شيء يحدثه لا على مثال سبق". (الرسالة 504) .
وفي هذا يقول ابن رجب: "فكل من أحدث شيئاً ونسبه إلى الدين، ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه، فهو ضلالة والدين بريء منه، وسواء في ذلك مسائل الاعتقادات أو الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة، وأما ما وقع في كلام السلف من استحسان بعض البدع، فإنما ذلك في البدع اللغوية لا الشرعية. فمن ذلك قول عمر رضي الله عنه لمّا جمع الناس في قيام رمضان على إمام واحد في المسجد، وخرج ورآهم يصلون كذلك، فقال: "نعمت البدعة هذه ". (جامع العلوم والحكم ص 252).
وقال الشاطبي في معرض رده على المستحسن للبدع بقول عمر رضي الله عنه، فقال: "إنما سماها بدعة باعتبار ظاهر الحال من حيث تركها رسول الله صلى الله عليه وسلم، واتفق أن لم تقع في زمان أبي بكر رضي الله عنه، لأنها بدعة في المعنى" (الاعتصام 1/195
ويقول شيخ الإسلام ابن تيميةرحمه الله: "كل ما لم يشرع من الدين فهو ضلالة، وما سمي بدعة، وثبت حسنه، بأدلة الشرع فأحد الأمرين فيه لازم، إما أن يقال ليس ببدعة في الدين، وإن كان يسمى بدعة من حيث اللغة كما قال نعمت البدعة هذه". (مجموع الفتاوى 10/471 ـ 22/ 234).


الشبهة الثالثة:إستدلالك ببعض الأمور المستحدثة في عهدالسلف الصالح والخلفاء الراشدون كجمع المصحف والأذان وغيرها.والجواب:
يقول فقه الجزائر أحمد حماني رحمه الله:
فليس في البدع مستحسن لا يقبحه الشرع, بل كل بدعة فهي مقبوحة.
وأما جمع المصاحف والعلوم الشرعية والمساعدة على خدمة الشريعة فلا يصدق عليها تعريف البدعة.
بل يصدق على جمع المصاحف وكتابته أنه سنة أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بإلتزامها وحث عليها في قوله صلى الله عليه وسلم (فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين)وجمع المصاحف مما أجمع عليه الخلفاء الأربعة,شرع فيه أبو بكر وعمر وأكمله عثمان وصرح أنه لو لم يفعله قبله لفعله ,فتسميته بدعة -إذا صحت-تسمية مجازية ,كذلك جمع عمر الناس في صلاة التراويح على قارئ واحد سماه بدعة مجازا,وإلا هي سنة بقول الرسول صلى الله عليه وسلم ,وبفعله وتركها النبي صلى الله عليه وسلم شفقة على أمته أن تفرض عليهم فلما أمن الفرض أمر بها عمر, وكذلك وضع علم النحور ,فقد كان بأمر من علي بن أبي طالب لأبي الأسود الدؤلي كما هو مذكور في تاريخ النحو ,ومثل النحو غيره من العلوم العربية ,وكذلك علم أصول الدين,وعلم أصول الفقه,كل هذه لا يصدق عليها انها بدع.
فإن البدعة (عبارة عن طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشريعة بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه).
فالبدعة خاصتها انها خارجة عما رسمه الشارع,وبهذه الخاصة ينفصل عنها كل ما يظهر لبادئ الرأي أنه مخترع مما هو متعلق بالدين ,فعلم النحو ,والصرف, واللغة,وأصول الفقه,وأصول الدين وكل العلوم الخادمة للشريعة ان لم توجد في الزمان الأول,فان أصولها موجودة ,فالنحو يتوصل للنطق الصحيح لألفاظ القرآن, وبعلوم اللسان يهتدي إلى الصواب في الكتاب والسنة,وبأصول الفقه يمكن استقراء كليات الأدلة لتكون نصب عين المجتهد والطالب.
وتصنيفها على الوجه الذي صنفت عليه مخترع خقا,ولكن في الحديث ما يدل على جواز الإقدام وحتى لو سلم انه لا دليل عليه بالخصوص,فالمصلحة المرسلة تقتضيه والشرع -بجملته يدل على إعتباره- فليس ببدعة ألبتة
)من كتاب الصراع بين السنة والبدعة

الشبهة الرابعة:إستدلالك بفعل بعض الصحابة وإقرار النبي صلى الله عليه وسلم لهم!!!!!

والجواب:
لايصح قياس فعل الصحابة فى العصر النبوى وقت نزول الوحى على فعلهم بعد انقطاع الوحى فالوحى كان يقر بعض ما يفعلونه ،وأحياناً لا يقر بعض مايفعلونه فكيف بمن بعدهم ،وهم أعلم الناس بسنة النبى صلى الله عليه وسلم ؟!وما كانوا يفعلونه وقت نزول الوحى ،وأقره الوحى هذا دليل على أنه من الشرع ألهمهم الله فعله ،وأقرهم النبى على فعلهم ،


ولئن أقر النبي صلى الله عليه وسلم فعل خبيب وبلال في الصلاة بعد كل وضـوء فإنه لم يقر البراء بن عازب على خطئه في الدعاء الذي علمه إياه النبي صلى الله عليه وسلم وفيه: {آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت) ‏‏فقال البراء: "فجعلت استذكرهن: وبرسولك الذي أرسلت"، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( وبنبيك الذي أرسلت} ‏‏رواه البخاري ومسلم.
ولم يقر النبي صلى الله عليه وسلم عثمان بن مظعون على التبتل وسماه رهبنة، ولم يقر الصحابة الذين سألوا عن عبادةِ النبي صلى الله عليه وسلم فلما أخبروا به، كأنهم تقالوه، فقالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم؟
قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال أحدهم: أما أنا؛ فأنا أصلي الليل أبد، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبد، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: {أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟! أما والله؛ إني لأخشاكم لله، وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي؛ فليس مني} رواه البخاري وقد مر معنا سابقاً.
فمن أين تضمنون إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لبدعكم وقد مات؟ وقد بلغكم قبل موته أن كل بدعة في الدين مردودة؟).
وكل هذا يدل على أن ما أحدثه بعض الصحابة من أمور تعبدية أصبح سنة بإقرار الرسول صلى الله عليه وسلملا بمجرد فعل الصحابة.


والثابت عندهم أن العبادة توقيفية ،واستحداثهم بعض الأفعال فى العبادة كان بإلهام من الله ،وإقرار من النبى أما بعد وفاة النبى كيف يعرف إقرار الله على الفعل التعبدى الذى لم يفعله النبى صلى الله عليه وسلم ؟ .
و
الشبهة الخامسة:إستدلالك بقياسات فاسد كاسدة .
القياس الأول:
اقتباس:
وأصل الاجتماع لإظهار شعار المولد مندوب وقربة، وما ضم إليه من بعض الأمور المنكرات كالاختلاط المحرم مذموم ممنوع، كما يقع ذلك أحيانا عند اجتماع الناس في صلاة التراويح أو صلاة العيد في الساحات، فلا نمنع من الاجتماع لها
والجواب على هذا القياس الفاسد أن يقال:
لا بد من قياس أن يستند لدليل شرعي يؤيده وإلى فالعبرة ليس بالإجتماع على أمر حث عليه الشرع كالصلاة في المسجد والساحات وما إلى ذلك بل كلامنا يدور عن الإجتماع على أمر وفعل مبتدع لم يثبت فيه نص شرعي فقياسك هذا فاسد ويفتح باب شر عظيم لكل صاحب بدعة .

القياس الثاني:
اقتباس:
فقياس على الأصل العام من الشريعة بالحث على إظهار شكر النعم، والحث على الصبر والسكون والكتم عند المصائب،
وكلامنا ليس عن شكر النعم ولا عن الصبر بل عن الطريقة الشرعية السنية في ذلك فهل يكون الصبر بإرتكاب البدع التي لم ينص عليها الشرع ؟!!!
وهل يكون إظهار النعم إلا بالمولد؟!


القياس الثالث:
اقتباس:
قال الحافظ ابن حجر: ((وقد ظهر لي تخريجه على أصل ثابت، وهو ما ثبت في الصحيحين من أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فسألهم فقالوا: هو يوم أغرق الله فيه فرعون، ونجى موسى، فنحن نصومه شكرا لله تعالى... )) فيستفاد منه فعل الشكر لله تعالى على ما منّ به في يوم معين إسداء نعمة أو دفع نقمة، ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة، والشكر لله يحصل بأنواع العبادات كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة وأي نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبي - صلى الله عليه وسلم - وعلى هذا فينبغي أن يتحرَّى اليوم بعينه حتى يطابق قصة موسى عليه السلام في يوم عاشوراء... وأما ما يتبع ذلك من السماع واللهو وغير ذلك، فينبغي أن يقال: ما كان من ذلك مباحا بحيث يقتضى السرور بذلك اليوم، لا بأس بإلحاقه به، وما كان حراما أو مكروها فيمنع، وكذا ما كان خلاف الأولى.انتهى
والجواب:


1 – أن هذا القياس قياس فاسد ، والمستدل به قد نصب نفسه مشرعاً للأمة ، فهو يقول : شرع لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم الصيام يوم ولادته ، وشرعت لكم الاحتفال بغير الصيام .



2 – ويقتضي كذلك أن يكون شرع هذا المبتدع أكمل وأفضل من شرع النبي صلى الله عليه وسلم ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم اقتصر شرعه على الصيام كل اثنين ، والصيام قربة واحدة ، مخصوصة بيوم معين كل أسبوع .



ومخترع " المولد " توسع في القربات ، ولم يخصها بنوع واحد ، بل شمل أكثر من قربة وطاعة ، كقراءة القرآن والذكر والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ودراسة السيرة وإطعام الطعام .



كما توسع في الزمان ، فلم يقتصر على يوم واحد في الأسبوع ، بل إن شاء فعل " المولد " كل أسبوع ، وإن شاء فعله كل عام في يوم معين أو في غيره من شهر ربيع الأول ، وإن شاء فعل ذلك في أي وقت بسبب أو من غير سبب .



3 – ونقول أيضاً : إن في هذا الاحتفال ، الذي يجعله كثير من الناس " عيداً " ، مناقضة صريحة لما سنه النبي صلى الله عليه وسلم ، فإنه سن فيه الصوم ، والعيد يخالف الصوم ويعارضه ، ولهذا حرم صوم يومي العيدين ، الفطر والأضحى ، وكذلك أيام التشريق لأنها أيام عيد ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم (( أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله )) رواه مسلم [ 1141 ] .



ولأن يوم الجمعة هو عيد الأسبوع فإنه نهي عن إفراده بالصوم . رواه البخاري ومسلم [ انظر جامع الأصول 6/ 359 ] .



4 – ثم نقول كذلك ، إنه يلزم على هذا أن ينظر في كل ما شرعه النبي صلى الله عليه وسلم وسنه لأمته ، مما كان له سبب ، فيقاس عليه عبادة أخرى من أجل ذلك السبب .



فأصل الطواف بالبيت إنما شرع لسبب ما حصل من بناء إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام للبيت ، والصلاة خلف المقام ، لأنه الحجر الذي رقى عليه إبراهيم عليه السلام ، فهذا سببه في الأصل ، وقد سنَّ النبي صلى الله عليه وسلم للأمة الطواف بالبيت والصلاة خلف المقام .



وأصل السعي بين الصفا والمروة إنما كان بسبب ما حصل من هاجر حين سعت بينهما طلباً للغوث ، ثم سنه النبي صلى الله عليه وسلم للأمة في الحج والعمرة .



فلا يصح أن يبتدع أحد بدعاً في ذلك المكان نظراً للسبب الأول ، بل يقتصر على ما سنه النبي صلى الله عليه وسلم لأمته ولا يقيس عليه .



ثم إن الطواف والسعي يختلفان في بعض الشروط والأحكام ، مع أن سببهما في الأصل ما ذكر من أمر إبراهيم عليه السلام وهاجر ، لكننا التزمنا بعد ذلك بما سنه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في العبادتين من سنن من غير زيادة ولا نقصان .



فالطواف مشروع في كل وقت ، ولا يشترط له الإحرام بالعمرة أو الحج ، والطهارة واجبة فيه ، بخلاف السعي ، فإنه لا يشرع إلا في حج أو عمرة ، ولا تجب له الطهارة .



وقل مثل ذلك فيما روي من أسباب شرع من أجلها بعض المناسك ، كرمي الجمار والهدي والأضحية ، فالذي شرع لنا منه هو ما سنه النبي صلى الله عليه وسلم ، دون النظر إلى السبب الذي من أجله شرع .



ومعلوم بالضرورة أن الزيادة على تلك المناسك المشروعة : كاسـتلام الحجر أو تقبيله ، والتكبير عند كل طواف ، والرمل في الأشواط الثلاثة الأولى للمحرم ، في طواف القدوم أو طواف العمرة ، ثم الصلاة ركعتين خلف المقام ، والإسراع بين العلمين في السعي ، ورمي الجمرات بالحصى بعدد معين والهدي في الأيام المعلومات ... الخ ، معلوم أن الزيادة على ذلك مما لم يسنه النبي صلى الله عليه وسلم في الكيفية أو العدد أو الزمان أو المكان ، يعد من البدع المتفق على تحريمها ومنعها ، فكيف بمن قاس على تلك السنن المشروعة بدعاً متعلقة بعبادات أخرى محتجاً بأصل السبب ؟



5 – واعتبر بتفضيل يوم الجمعة واختياره عيداً لهذه الأمة ، فقد ذكر أن من أسباب ذلك أنه " فيه خُلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها ... " الحديث . رواه مسلم وغيره. انظر جامع الأصول [ 9/266 ] .



وقد شرع في هذا اليوم العظيم شرائع وسنن كالصلاة والخطبة وقراءة سورة الكهف وكثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، وتحري ساعة الإجابة ، التي قيل إنها وقت الخطبة ، وقيل آخر ساعة من اليوم . فلو ابتدع رجل قربات أخرى ، قياساً على ذلك المشروع ، كالصيام أو الذكر بهيئة مخصوصة ، أو الصلاة قبل الجمعة بعدد معين أو غير ذلك ، أو احتفل بذكر سيرة آدم وقراءة ما ورد عنه من الفضائل في القرآن والسنة ، لكان ذلك من المحدثات المنكرات . ولا ريب أن خلق آدم من نعمة الله على الخلق ، لأنه أبو البشر ، وأصل النوع الإنساني ، كما أنه أول الأنبياء ، فالفرح بيوم خلقه نظير الفرح بيوم ولادة غيره من الأنبياء الذين هم من ذريته .

الشبهة السادسة:أنه ليس كل أمر محدث بدعة
والجواب:
المحدث قسمان:
1-محدث في الدين فهذا لا شك أنه بدعة لقول النبي صلى الله عليه وسلم((من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد) فدل قوله(في أمرنا هذا) أي في ماليس له أصل في الشرع ولم يقم به الخلفاء الراشدون المهديون وبالتالي يخرخ جمع المصاحف والآذان وغيرها .
2-محدث في العادات كالسيارات وأجهزة الإعلام فهذه الأصل فيها الإباحة إلا بدليل ويخرج منها المولد .

الشبهة السابعة:كثرةدندنة حول مسألة ترك النبي صلى الله عليه وسلم للفعل هل يقتضي الوجوب أم لا؟والجواب:كان مقتضاه وموجبه موجوداً في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم أو السلف ولم يمنع منه مانع فإن تركه مقصود وفعله بدعة ، ومقتضى الاحتفال بالمولد النبوي موجود وهو الفرح بالرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا مانع منه , فلما تركوه مع ذلك دل على أنه بدعة .
وقد تقدم كلام الإمام الشاطبي في هذا .
ويقول المقريزي:فما لهؤلاء المبتدعة اليوم يجزمون بتجويز أشياء مع المبالغة في مدحها و الدفاع عن شرعيتها بلا دليل إلا دعواهم أنّ ترك النبي صلّى الله عليه وآله وسلم لها يفيد جوازها وهذا أعظم دليل على حرمتها لأن الدين قد تم و لم يترك لكل ذي هوى شيئا يزيده بهواه فهم بتحليلهم لهذه البدع داخلون في عموم الآية المذكورة.
نماذج من الترك:
هذه نماذج لأشياء لم يفعلها النبي صلّى الله عليه وآله وسلم:
1-الاحتفال بالمولد النبوي.
2-الاحتفال بليلة المعراج.
3-إحياء ليلة النصف من شعبان.
4-تشييع الجنازة بالذكر.
5-قراءة القرآن على الميت في الدار.
6-قراءة القرآن عليه في القبر قبل الدفن وبعده..
فمن حرّم هذه الأشياء ونحوها بدعوى أن النبي صلّى الله عليه وآله وسلم لم يفعلها فاتلُ عليه قول الله تعالى:
((ءآلله أذن لكم أم على الله تفترون)).
قال المقري:: و من أحل هذه الأشياء و نحوها بدعوى أنها مباحة إذ لم يفعلها النبي عليه السلام فاتل عليه قول الله تعالى:
((ءآلله أذن لكم أم على الله تفترون)).ءآلله أذن لكم أن تحدثوا في أمره عليه السلام ما ليس منه
لا يقال:وإباحة هذه الأشياء ونحوها داخلة في عموم الآية لأنـا نقول :
ما لم يرد نهي عنه يفيد تحريمه أو كراهته ,فالأفضل فيه الإباحة لقول النبي صلّى الله عليه وآله وسلم: ((وما سكت عنه فهو عفو))أي مباح.
قال المقري:بل ما يستدل به ها هنا هو قوله عليه السلام:
"من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد"

الشبهة الثامنة:إستدلالك ببعض الأفعال التي لها أصل في الشرع ,والشرع لم يقيدها بزمن أو مكان كالوضوء والصلاة وفعل الخيرات على مختلف أنواعها.والجواب:أن هذه العبادات نحن مأمورين بها شرعا فالصلاة هي عماد الدين وكذلك الصدقات فكل هذه العبادات يمكنك أن تفعلها في النهار أو في الليل أو كل أسبوع أو كل شهر لأنها من الخيرات والطاعات التي لم تقيد بزمن معين فتأمل ولا تخلط وتتخبط.
وهاك الأجوبة على أسئلتك:
https://djelfa.info/vb/showpost.php?p...8&postcount=91


والحمد لله رب العالمين.









قديم 2009-05-26, 16:06   رقم المشاركة : 118
معلومات العضو
ضيفي فتحي
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية ضيفي فتحي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اعمر حياتك بالهدى واسلك طريق التائبين
وأعمر فؤادك بالتقى فالعمر محدود السنين
وارضِ الإله بطاعة تسعدك في دنيا ودين
واحمل بصدرك مصحفاً يشرح فؤادك كل حين
ودع الغواية إنها لشقاوة للغافلين
الدين مشكاة الحياة يضئ درب الحائرين
عد للكريم بتوبة واركب جناح العائدين
تلقى السعادة كلها فلنعم درب الصالحين
[IMG]


https://www.shbab1.com/2minutes.htm










قديم 2009-05-26, 16:38   رقم المشاركة : 119
معلومات العضو
محمد1482
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية محمد1482
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

و لقد ورد ان النبي صلى الله عليه و سلم كان يصوم يوم الاثنين و لما سئل عن سبب ذاللك قال انه يوم ولد فيه و احتفال بالمولد ايده الكثير من العلماء من قديم الزمن كلهم لديهم الادلة التي استدلو بها و تذكرو قول الرسول صلى الله عليه و سلم ما اجتمعت امتي على ظلالة و المولد النبوي تحتفل به اغلب الامة الاسلامية










قديم 2009-05-31, 20:30   رقم المشاركة : 120
معلومات العضو
امين مصطفى
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

يبدوا ان البعض يدخل في مفهوم البدعة ماليس ببدعة
فالبدعة لا يدخل في اطارها كل ما ورد فيه حديث صحيح او ضعيف لاحتمال صحته من طرق اخرى
وكذلك لا يدخل في اطار البدعة المسائل الفقهية الخلافية بين العلماء والتي من بينها المولد لان العلماء انقسموا فيه الى مجيز ومانع وكل له ادلته
وقاعدة الترك يفيد التحريم هي قاعدة باطلة
لان التحريم لا يكون الا بنص مثل
التحريم كقوله تعالى حرمت عليكم الميتة
او النهي والوعيد مثل قوله تعالى ...فاجتنبوه
واما من ينزل الفروع منزلة الاصول ولا يعترف بالراي المخالف فيسمى متعصبا مبداه الراي ما ارى ولا غيره










 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 08:11

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc