كالعادة ,, السلفيون سيكسبون الرهان والحركيون سيخسرون - الصفحة 8 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأخبار و الشؤون السياسية > النقاش و التفاعل السياسي

النقاش و التفاعل السياسي يعتني بطرح قضايا و مقالات و تحليلات سياسية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

كالعادة ,, السلفيون سيكسبون الرهان والحركيون سيخسرون

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-01-12, 00:32   رقم المشاركة : 106
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *ابن الاسلام* مشاهدة المشاركة
اذا كيف قامت الدولة السعودية السلفية؟

بالتصفية والتربية على يد الإمام المجدد محمد ابن عبد الوهاب وبن سعود فالدولة خرجت من الدين وليس الدين خرج من الدولة. راجع سيرة الإمام محمد ابن عبد الوهاب فطريقته لم تختلف عن طريقة محمد صلى الله عليه وسلم لأن بن عبد الوهاب اقتدى بالطريق النبوي لا الحركي فلا أقام أحزاب ولا خرج على مسلم ودون ذلك خرط قتاد ولا يلتفت إلى ما كتبه الصوفية وخصوم الدعوة في هذا المجال كما لا يخفاك .








 


قديم 2012-01-12, 02:02   رقم المشاركة : 107
معلومات العضو
pak_fa50
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

كالعادة يخرج علينا اهل الارجاء ليحتكروا نسبة المنهج السلفى اليهم, فعندنا فى مصر عندما ينزل الشيخ محمد عبد المقصود والشيخ محمد حسان والشيخ نشأت احمد والشيخ حازم ابو اسماعيل والشيخ حافظ سلامة والشيخ صفوت حجازى والشيخ فوزى السعيد والشيخ احمد السيسى والشيخ محمد يسرى والشيخ نصر فريد واصل والشيخ جمال عبد الهادى والشيخ رفاعى سرور وغيرهم كثير من المشايخ والعلماء وينضموا لركب الثورة على المخلوع مبارك فكل هؤلاء ليسوا سلفيين فى عرف اهل الارجاء بل هم بين حركيين وجاهليين وخوارج .
عندنا فى مصر تعودنا على دأب اهل الارجاء فهو احذية السلطان عملاء امن الدولة استمرأوا الكذب على الله والرسول واباحوا انتهاك الحرمات وسفك الدماء للسلطان واعتادوا طعن اهل الاسلام فى ظهورهم , ليس فى مصر فقط انما فى العالم الاسلامى كله , فهذا المدعو سعيد رسلان وسفالته المتكررة على الشهيد سيد قطب وطعنه فى المجاهدين فى فلسطين وهجومه وتطاوله على المشايخ فى مصر غير خاف على احد اما الصبية الاخرين من هذا المنهج المنحرف من امثال محمود عامر وطلعت زهران وباقى العصابة فعمالتهم لأمن الدولة اشهر من ان تحكى , فهل هؤلاء هم السلفيين فى مصر الذين كسبوا الرهان؟ فما بالنا فى مصر لا نرى احدا يكسب الا الحرية والعدالة الاخوانى وحزب النور السلفى حتى حصدوا ثلاثة ارباع البرلمان ؟ والرئاسة فى الطريق الان .
اما العضوة اعتماد التى اعتدنا على عدائها لكل الثورات العربية لسبب لا نعلمه فتبشرنا بمستقبل شبيه بمستقبل العراق متجاهلة ان ماحدث فى العراق احتلال وليس ثورة كمصر وتونس , واحب ان ابشر كل كاره للثورات بما يسوؤه اننا نلمس التغيير والانجازات الحقيقية , فلم يعد امن الدولة يحصى علينا انفاسنا ولم نعد نطلب الاذن منهم للاعتكاف فى رمضان , ويكفى اننا صلينا العيدين الماضيين بحرية كاملة وبغير رقابة امنية , ناهيك عن خروج الالاف من شباب الامة وشيوخها من المعتقلات وتحرر النقابات والجامعات من سيطرة عملاء امن الدولة , وقدرة كل فرد على ان ينتقد المسئول مهما علا وبكل قوة , اما الفتن المزعومة التى لا توجدالا فى رؤوس الخائفين او المجهلين فأقول له ان كل من ارتقوا فى احداث الثورة المصرية المباركة لم يصل عددهم الى عدد ضحايا العبارة التى غرقت فى عهد الحاكم الظلوم ولا عدد ضحايا القطار الذى احترق فى عهد نفس الحاكم الظلوم ولا عدد الشباب الاسلامى الذى قتل بدم بارد فى المعتقلات فى عهد نفس الحاكم الظلوم , فان كان ما نحن فيه هو عين الفنتة فأسأل الله ان يديم علينا الفتنة التى من هذا النوع ويبعد عنا الحاكم الظلوم من ذاك النوع البائد .










قديم 2012-01-12, 04:01   رقم المشاركة : 108
معلومات العضو
أبو خالد سيف الدين
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو خالد سيف الدين
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم أخي جمال
إسمح لي أن أحشر نفسي هذه المرة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال البليدي مشاهدة المشاركة


لست أدري ماذا تقصد بكلامك؟ فعن أي تضحيات تتكلم؟ إن كنت تقصد تضحيات الحركيين فخلافنا معهم ليس في وجوب التضحيات بل طريقتها كما سبق وأشرت, ولا شك أن الطريق الذي خاضوه سواء طريقهم القديم الذي يعتمد على السلاح أو طريقهم الجديد الذي يعتمد على الدخول في شراك البرلمانات فهذه الطرق لا هي شرعية في أسبابها ولا في نتائجها فلا الأسباب كانت سلمية أو شرعية ولا النتيجة كانت مرضية فقد وصلوا السلطة في السودان فكانت النتيجة الإنقسام ونفس الحال في فلسطين


ما دام الأختلاف هو في طريقة التغيير,لنترك تضحيات الحركيين كما تسميهم و ننتقل الى تضحيات السلفيين و طرق تغييرهم ... ماذا غير السلفيون في المجتمعات الأسلامية ؟
سؤال جانبي : تقولون أن المظاهرات حرام و هي من صنع الغرب, طيب ... مادامت المظاهرات تترتب عليها مفاسد عظيمة تؤدي الى سفك الدماء و سقوط الحاكم, لماذا لا يضغط العلماء على الحكام لأزالتها من القانون الوضعي ؟


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال البليدي مشاهدة المشاركة
على مهلك أخي الحبيب فتفكير السلفي يختلف عن تفكيرك . السلفي في كل الحالات يعتبر نفسه ناجحا ففي حالة الضعف وتسلط الحكام فإنه يتعبد الله بالصبر والنصح للحاكم وقول الحق إتجاهه فإن قتله مات شهيدا(أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر)) وبالتالي لا يحتاج إليك لتصل الحكم على جماجم المسلمين ثم تمن عليه بمثل كلامك!.
يقول الله تعالى ( وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ [الأعراف : 137]

أريد واحد من هؤلاء الحركيين يفسر لي لماذا أثنى الله على بني اسرائيل بما صبروا ولم يقل بما تظاهروا أو خرجوا!

مع أن فرعون كان يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم

يقول تعالى ( وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ [البقرة : 49]
هذه الثورات جاءت بعد سنوات عديدة من الصبر على ظلم و جور الحكام و إستشهادك بالأية في غير محله و إلا ما قولك في الأية:

( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللَّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ
الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَ لَوْ لا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَ بِيَعٌ
وَ صَلَواتٌ وَ مَساجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَ لَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ
) (الحج 39-40 )


و إن الله على نصرهم لقدير, جاء في التفسير أن الله تعالى قادر على نصرهم من غير قتال


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال البليدي مشاهدة المشاركة

وفي حال القوة يعمل السلفي بقوله تعالى(( الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْـمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْـمُنكَرِ وَلِلَّـهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾[الحج:41].

ففي كلا الحالتين السلفي ينجح خلافا للحركي فإنه في زمن الضعف يلطخ نفسه بالدماء والفتن والإضطرابات ويصل إلى الحكم عن طريق الجماجم وأصوات الأكثرية بالتنازل عن الكثير من أمور الشريعة وفي حالة وصوله إلى الحكم(=حال القوة)) لا يقيم شرع الله. فهو خاسر في كلتا الحالتين.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال البليدي مشاهدة المشاركة
إذن كيف تراهنون على الحكام و وجوب طاعتهم و الدعاء لهم بالتسديد و التأييد و هم من إعتلى هرم السلطة بالأنقلابات و سفك الدماء و تزوير الأنتخابات ؟












قديم 2012-01-12, 07:48   رقم المشاركة : 109
معلومات العضو
حمدي آل زيد
عضو جديد
 
إحصائية العضو










Smile

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *الفتى الصغير* مشاهدة المشاركة
و عليكم السلام و رحمة الله

بسيطة

لا يُظهر وقوعه في الكُفر البواح

و لن تجد دليلا واحدا على ذلك - إن حصل -


هل سنبقى تحت حُكم العلمانيين الى ابد الدهر؟؟؟؟
إذًا قد أفتيتَ نفسكَ.
غير أني أؤكد لكَ -ولغيركَ من الإخوة والأخوات- أن الظلم لا يدوم، والتاريخ خير شاهد على ذلك، بل الواقع الآن ماثلٌ أمامك في زوال ملك بعض الحكام الظلمة والكفرة.
ثم إن الله حَكَمٌ عَدْل لا يرضى بالظلم؛ فالليل مهما طال لابد من طلوع الفجر، وكذلك الظلم مهما طال لابد أن ينجلي.
اقرءوا إن شئتم قوله تعالى: وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ".












قديم 2012-01-12, 08:24   رقم المشاركة : 110
معلومات العضو
حمدي آل زيد
عضو جديد
 
إحصائية العضو










Smile

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة pak_fa50 مشاهدة المشاركة
كالعادة يخرج علينا اهل الارجاء ليحتكروا نسبة المنهج السلفى اليهم, فعندنا فى مصر عندما ينزل الشيخ محمد عبد المقصود والشيخ محمد حسان والشيخ نشأت احمد والشيخ حازم ابو اسماعيل والشيخ حافظ سلامة والشيخ صفوت حجازى والشيخ فوزى السعيد والشيخ احمد السيسى والشيخ محمد يسرى والشيخ نصر فريد واصل والشيخ جمال عبد الهادى والشيخ رفاعى سرور وغيرهم كثير من المشايخ والعلماء وينضموا لركب الثورة على المخلوع مبارك فكل هؤلاء ليسوا سلفيين فى عرف اهل الارجاء بل هم بين حركيين وجاهليين وخوارج .
عندنا فى مصر تعودنا على دأب اهل الارجاء فهو احذية السلطان عملاء امن الدولة استمرأوا الكذب على الله والرسول واباحوا انتهاك الحرمات وسفك الدماء للسلطان واعتادوا طعن اهل الاسلام فى ظهورهم , ليس فى مصر فقط انما فى العالم الاسلامى كله , فهذا المدعو سعيد رسلان وسفالته المتكررة على الشهيد سيد قطب وطعنه فى المجاهدين فى فلسطين وهجومه وتطاوله على المشايخ فى مصر غير خاف على احد اما الصبية الاخرين من هذا المنهج المنحرف من امثال محمود عامر وطلعت زهران وباقى العصابة فعمالتهم لأمن الدولة اشهر من ان تحكى , فهل هؤلاء هم السلفيين فى مصر الذين كسبوا الرهان؟ فما بالنا فى مصر لا نرى احدا يكسب الا الحرية والعدالة الاخوانى وحزب النور السلفى حتى حصدوا ثلاثة ارباع البرلمان ؟ والرئاسة فى الطريق الان .
اما العضوة اعتماد التى اعتدنا على عدائها لكل الثورات العربية لسبب لا نعلمه فتبشرنا بمستقبل شبيه بمستقبل العراق متجاهلة ان ماحدث فى العراق احتلال وليس ثورة كمصر وتونس , واحب ان ابشر كل كاره للثورات بما يسوؤه اننا نلمس التغيير والانجازات الحقيقية , فلم يعد امن الدولة يحصى علينا انفاسنا ولم نعد نطلب الاذن منهم للاعتكاف فى رمضان , ويكفى اننا صلينا العيدين الماضيين بحرية كاملة وبغير رقابة امنية , ناهيك عن خروج الالاف من شباب الامة وشيوخها من المعتقلات وتحرر النقابات والجامعات من سيطرة عملاء امن الدولة , وقدرة كل فرد على ان ينتقد المسئول مهما علا وبكل قوة , اما الفتن المزعومة التى لا توجدالا فى رؤوس الخائفين او المجهلين فأقول له ان كل من ارتقوا فى احداث الثورة المصرية المباركة لم يصل عددهم الى عدد ضحايا العبارة التى غرقت فى عهد الحاكم الظلوم ولا عدد ضحايا القطار الذى احترق فى عهد نفس الحاكم الظلوم ولا عدد الشباب الاسلامى الذى قتل بدم بارد فى المعتقلات فى عهد نفس الحاكم الظلوم , فان كان ما نحن فيه هو عين الفنتة فأسأل الله ان يديم علينا الفتنة التى من هذا النوع ويبعد عنا الحاكم الظلوم من ذاك النوع البائد .
طيب لنرى مَن هم المرجئة؟!
الشيخ محمد عبد المقصود -وهو أول مَن استشهدتَ به- قبل الثورة يُفتي بأن الدخول لمجس الشعب كفر مجرد بإجماع المسلمين!!
ويقول: ولا تلتفتوا إلى الترهات التي يُشوِّش بها مرجئة العصر على عقيدة أهل السنة والجماعة!!!!

لمشاهدة المقطع من هنا:
https://www.youtube.com/watch?v=QqW2s_HbTxs

تفريغ المقطع:
"ما حكم الإسلام في الترشيح لمجلس الشعب؟
هذا المجلس يتحاكم إلى غير شريعة الله -عز وجل- ويجعل الدستور الذي وضعه حاكمًا على شريعة الله -عز وجل- وأعضاء هذا المجلس جعلوا في دستورهم هذا، جعلوا لأعضاء المجلس حقًا في أن يوافقوا على تطبيق الشريعة أو أن يرفضوا تطبيق الشريعة، وهذا كفرٌ مجردٌ بإجماع المسلمين ولا تلتفتوا إلى الترهات التي يُشوِّش بها مرجئة العصر على عقيدة أهل السنة والجماعة.
ولعلكم قرأتم مرارًا بيان (اللجنة الدائمة)، أنا أعلم أن (العَنْبَرِي) قد أرسل رسالةً إلى (اللجنة الدائمة)، وهي رسالة مُشوشة، باطلة، كاسِدة، وهذه الرسالة -إن شاء الله- ربما تعرضنا لها مستقبلًا -بإذن الله تعالى- لكن حتى لا نضيع الأوقات.
فإذا كان المجلس على هذه الصفة لم يجز لإنسانٍ أن يُرشِّحَ نفسه لدخول مثل هذه المجالس، وهو يُقسِمُ أن يحترمَ الدستور، ويفعلُ هذا وقد نَسِيَ ما ثبتَ في "الصحيحين" من حديث (ابن عباس) -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أبغضُ الناسِ إلى الله ثلاثة: مُلحدٌ في الحَرم، ومبتغٍ في الإسلام سنةً جاهليةً، وطالب دم امرئٍ بغير حق؛ ليهرقَ دمه".
محل الشاهد، قوله -عليه الصلاة والسلام-: " ومبتغٍ في الإسلام سنةً جاهليةً "، ومعلومٌ أن هذه الأحكام أحكام جاهلية، وقد أمرنا الله -عز وجل- أن نتحاكمَ إلى شريعته، ونعى، وذمَّ، ووبَّخَ مَن لجأ إلى حكمٍ غير حكمه، فقال: (أفحكم الجاهلية ... يوقنون).
وفي "صحيح مسلم" من حديث (جابر بن عبدالله) -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال في خُطبة يوم عرفة: (إن دماءكم وأموالكم حرامٌ عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا وإن كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي هاتين موضوع).
ولو أن الناس صوتوا في هذا المجلس لصالح تطبيق الشريعة؛ فطبقت لأن المجلس وافق على ذلك ما كان هذا إسلامًا أبدًا، لكن ينبغي أن تُطبق الشريعة رغم أنف الرافضين؛ لأنها حُكم الله -عز وجل-، والذين يملكون تطبيقها الآن يملكون إلغاءها في المستقبل!
فإذا طُبقت الشريعة، لأن الغالبية وافقت على تطبيقها والدستور ينص على أن الحكم للغالبية، معنى هذا أن يكون الدستور حاكمًا على شريعة الله -عز وجل- وهذا كفرٌ مجرد بإجماع المسلمين كما ذكرتُ مرارًا وتكرارًا في تعليقي على أربع رسائل صدرت من الأردن".
انتهى التفريغ
قلتُ: فهل ما كان بالأمس كفرًا مجردًا بإجماع المسلمين صار اليوم واجبًا شرعيًا؟!
تناقض ما لنا إلا السكوت له *** وأن نعوذ بمولانا من النار.
إن الحق واضح وعليه نور تأنس به القلوب وتطمئن به الأرواح أما الباطل فعليه ظلمة وهو مبعث الحيرة؛ فاتقِ الله ربك ولا تغرنك الكثرة.

فإن الله ما ذكر الكثرة في كتابه العزيز إلا ذمها، وما ذكر القلة إلا مدحها.
قال تعالى: "وإن تطع أكثر مَن في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون".
وقال تعال: "وقليل من عبادي الشكور".
رضي الله عن ابن مسعود عندما سُئل عن الجماعة؛ فقال: "إنما الجماعة ما وافق طاعة الله وإن كنتَ وحدك".

ما زال سؤالي مطروحًا:
مَن يجيز هذه الثورات والخروج على الحكام؛ فليجب عن كل شرط من الشروط الخمسة التي اشترطها علماء أهل السنة والجماعة للخروج على الحاكم الكافر؟
إننا حينما ننصاع لأوامر ربنا، وسنة نبينا في الصبر على ولاة أمورنا ليس ذلك حبًا ورضًا بالظلم -والعياذ بالله- ولكن نقول: يُسعى في النصح لهم، والدعاء لهم بالصلاح والمعافاة.
قال
الحسن البصري رحمه الله : ” والله لو أن الناس إذا ابتلوا من قِبَلِ سلطانهم صبروا ما لبثوا أن يرفع الله ذلك عنهم ، وذلك أنهم يفزعون إلى السيف فيوكلوا إليه ، و والله ما جاءوا بيوم خير قط، ثم تلا : { وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه ، وما كانوا يعرشون } ” [ الشريعة للآجري ]










قديم 2012-01-12, 08:25   رقم المشاركة : 111
معلومات العضو
محبة الحبيب
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محبة الحبيب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال البليدي مشاهدة المشاركة
بالتصفية والتربية على يد الإمام المجدد محمد ابن عبد الوهاب وبن سعود فالدولة خرجت من الدين وليس الدين خرج من الدولة. راجع سيرة الإمام محمد ابن عبد الوهاب فطريقته لم تختلف عن طريقة محمد صلى الله عليه وسلم لأن بن عبد الوهاب اقتدى بالطريق النبوي لا الحركي فلا أقام أحزاب ولا خرج على مسلم ودون ذلك خرط قتاد ولا يلتفت إلى ما كتبه الصوفية وخصوم الدعوة في هذا المجال كما لا يخفاك .
ماهذا الاستغباء للعقول فالجميع يعلم كيف جاءت الدولة السعودية إلا إذا اعتقدت ان اعضاء الجلفة لا يقرؤون التاريخ يا أخي كفاك مغالطات









آخر تعديل محبة الحبيب 2012-01-12 في 09:53.
قديم 2012-01-12, 09:09   رقم المشاركة : 112
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طاهر القلب مشاهدة المشاركة
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
الآن بدأت تفهمني أخي جمال وإني محدثك لو شئت قليلا ... ثم بارك الله فيك على كرم التعليق الطيب والرد الكريم ... وأعلم أنني لا أدافع على أحد ولا أنافح أيا كان وإنما همي فيها هو فُرْقَةُ الأمة وتشتت شوكتها وهُزَالُ بَدَنِهَا وذهاب قوتها شيئا فشيئا, وكثرة آلامها ومواجعها, وصدود حماتها وإعراضهم عن صد طغاتها والذود عن حياضها, وتحقيق أمانيها وكل طموحاتها والعودة بها إلى بَرّ الآمان لِرَيِِيِهَا من منابعها الأصيلة الصافية, وتخيّر ولاتها بمن خاف واتقى وتنادى لخيرها وبقائها وإقامة شرائعها الدينية والدنيوية, لأنه يَكْمُنُ فيها معاش الخلق ومعادهم ... و بعد:
فيا أخي الحبيب... إنما قصدت بـ"العادة" صراع ((الرأس للرأس)) بين أخوين مهمين في الساحة الإسلامية, وهذه كما تعلم أخي معركة فرعية والواجب أن لا تخرج خارج حدود بيتنا الإسلامي القائم, حتى نُنَحِي سبيل الشيطان أولا ونُنَحِي سبيل أعوان الشيطان ثانيا ونُنَحِي سبيل أي متدخل في شأننا الداخلي ثالثا, لننزع السلعة من تجارها المتربصين, لأنه فيها مفسدة ما بعدها مفسدة قال تعالى: (قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ)(النمل:34), والاختلاف والخلاف بين الأخوين وارد الحدوث وهو فرعي وليس جوهري في أساسه, لأنه محدود بأسوار ذلك البيت المتينة, ثم ما قصدته بـ"العادة" أنني قد قرأت لكم العديد من المواضيع الطيبة والعديد من الردود الصَيِّبَة فكانت متقاربة جدا من حيث زاوية طرحها أو من حيث نقطة انطلاقها وهي محصورة في ذلك الصراع (للرأس بالرأس) الذي حدثتك قبلا ... ثم في قولك:



فقولك هذا ليس بالموضوعي وبعيد عن متداخلات الواقع, وهذا لتحليل ومناقشة أي قضية مهما كانت من كل نقاطها, والواجب أن تأخذ كل جوانبها من النقاش حتى لا ينحصر في بضع نتائج تكون قاصرة في التطبيق أو غير قادرة على مُجَارَاتْ الواقع كواقع معاش وتنفيذه, ثم ربما هي حلول مشلولة في نهايتها, لأنها تركزت على الجانب الشرعي فقط وتجردت من جميع باقي جوانبها التنظيمية والواقعية والحياتية للناس وكل ما يندرج تحت هذا العنوان من فرعيات, وهي الأخرى مهمة في حَلْحَلَتْ القضية والخروج بالنتيجة الختامية المقبولة شرعا و واقعا, تجلب النفع للناس في دينهم ودنياهم وهذا طبعا ضمن أطرها الشرعية المعروفة ... ثم ربما هي كذلك أقوال لا تتبعها أفعال, ولعلها أفعال مجردة من الأقوال, فلا تكون الأولى صالحة ولا تكون تلك الثانية صالحة والواجب أن تكون من تلك وتلك لتحقق التوازن, فحياة الناس محدودة بين معاش ومعاد... أما قولك:


فأنظر يرحمني ويرحمك الله أيها الفاضل إلى تكرر لفظ ((معرفة)), فنحن قد"شبعنا" معرفة وسلمنا وآمنا بالطريقة الشرعية في التغيير ولم نختلف عليها إطلاقا ولو في حدها الأدنى, وما نريده حقا هنا لفظ آخر, وليكن ((فعل)) أو أي لفظ آخر يؤدى إلى ((الحركة)) في إطار تلك ((المعرفة)), وهذا لنخرج من زمرة من يقولون ما لا يفعلون أو ذلك النفاق المتجرد أو نُصَنَفَ ضمن من قال الله تعالى فيهم: (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ)(البقرة: 44) أو من قال فيهم: (كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ) (الصف: 3) ...ثم قولك:


فأقول وهل رأيت أخي الحبيب, أن المفسدة قد تجنبتنا وذهبت إلى سبيلها دونا عنا, كلا والله, بل حدثت وأحدثت وأمعنت الحدوث, وإن كان المتهم فيها شخص أو مجموعة أشخاص أو طائفة منهم, فواجب التصدي لها يقع على مجموع الأمة قاطبة, لأنهم جزء بسيط من هذه الأمة والواجب على باقي الأمة أن يظهروا الحق ولو على أنفسهم, فالصورة في نهايتها صورة الإسلام السمحة, ثم لعلنا نرجع إلى المفسدة ونعرّفها لنعلمها ونعلم المتسبب فيها, فهناك أمران يجلبان المفسدة الأول: البعد عن الشرع الإلهي والثاني: عدم القيام بشؤون الناس والنظر في جميع أمورهم و أحوالهم, أما الأولى فأتفق معك تماما فيها أن الواجب أن تنبع من نفس كل فرد وهي مصداق التغيير الحقيقي الذي أراده الله تعالى في قوله: (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ)(الرعد:11) ... أما الثانية أيها الطيب فلا نرى في كثير من ولاة الأمور من يقوم بشؤون الناس وخدمتهم والنظر في شكاويهم ومصالحهم وكل حوائجهم, وبالتالي هو خائن للأمانة المنوطة به وقد انحرف عن النهج الذي ولي به على الناس... ثم إنه معك كل الحّق إن قلت لي ((كما تكونوا يولى عليكم)), فالثورة يجب أن تكون في النفوس لتكون محققة على أرض تلك النفوس, وإنها لعظيمة تلك الثورة في النفوس إن حدثت وتحققت, وقام لها رجالها تبليغًا ونصحًا وتصويبًا, لإسقاط نظام الهوى والفساد فيها, وهذا أمر يجلب النفع لها ولغيرها من الناس حتمًا ولزمًا وحقًا عليها ذلك, هذا لتكون مجبولة على التصرف انطلاقا من قناعات ومبادئ سامية محققة دينا ودنيا... ثم إن قلت لي طاعة ولي الأمر واجبة شرعا وقانونا, فأقول معك حق, فطاعة ولي الأمر من طاعة الله ورسوله, وهذا ما ألزمنا به الشرع الحنيف وما خلفه لنا سلفنا الصالح في آثارهم الزاخرة وهذه طائفة من تلك الآثار:
يقول عثمان بن عفان رضي الله عنه : (إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن)(1).
ويقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه : (لا بد للناس من إمارة برة كانت أو فاجرة), فقيل: يا أمير المؤمنين هذه البرة قد عرفناها فما بال الفاجرة؟ فقال : (يقام بها الحدود، وتأمن بها السبل، ويجاهد بها العدو، ويقسم بها الفيء)(2).
ويقول الإمام أحمد (ت 241هـ) : (الفتنة إذا لم يكن إمام يقوم بأمر الناس)(3).
ويقول ابن تيمية (ت 728ه‍) : (يجب أن يعرف أن ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين، بل لا قيام للدين إلا بها. فإن بني آدم لا تتم مصلحتهم إلا بالاجتماع لحاجة بعضهم إلى بعض، ولا بد لهم عند الاجتماع من رأس حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم : (إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم))(4) ولأنّ الله تعالى أوجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا يتمّ ذلك إلا بقوة وإمارة) (5) .
ويقول : (يجب أن يعرف أن ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين؛ بل لا قيام للدين ولا للدنيا إلا بها) (6).
ويقول ابن خلدون (ت 808هـ) : (إن نصب الإمام واجب قد عرف وجوبه في الشرع بإجماع الصحابة والتابعين؛ لأن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عند وفاته بادروا إلى بيعة أبي بكر رضي الله عنه وتسليم النظر إليه في أمورهم، وكذا في كل عصر من بعد ذلك ولم يترك الناس فوضى في عصر من الأعصار، واستقر ذلك إجماعا دالا على وجوب نصب الإمام)(7)).
ويقول : (وإذ قد بيّنّا حقيقة هذا المنصب، وأنّه نيابة عن صاحب الشّريعة في حفظ الدّين وسياسة الدّنيا به، تسمّى خلافة وإمامة، والقائم به خليفة وإماما؛ فأمّا تسميته إماما فتشبيها بإمام الصّلاة في اتّباعه والاقتداء به، ولهذا يقال: الإمامة الكبرى، وأمّا تسميته خليفة فلكونه يخلف النّبيّ في أمّته؛ فيقال: خليفة بإطلاق، وخليفة رسول الله، واختلف في تسميته خليفة الله؛ فأجازه بعضهم اقتباسا من الخلافة العامّة الّتي للآدميّين في قوله تعالى : (إِنِّي جاعِلٌ في الْأَرْضِ خَلِيفَةً)(البقرة:30)، وقوله : (جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ)(الأنعام:165)(8).
ويقول الشيخ الطاهر بن عاشور (ت 1393هـ) : (وَهَذِهِ الْآيَةُ أَصْلٌ مِنْ نِظَامِ الْجَمَاعَاتِ فِي مَصَالِحِ الْأُمَّةِ لِأَنَّ مِنَ السُّنَّةِ أَنْ يَكُونَ لِكُلِّ اجْتِمَاعٍ إِمَامٌ وَرَئِيسٌ يُدِيرُ أَمْرَ ذَلِكَ الِاجْتِمَاعِ. وَقَدْ أَشَارَتْ مَشْرُوعِيَّةُ الْإِمَامَةِ إِلَى ذَلِكَ النِّظَامِ. وَمِنَ السُّنَّةِ أَنْ لَا يَجْتَمِعَ جَمَاعَةٌ إِلَّا أَمَّرُوا عَلَيْهِمْ أَمِيرًا فَالَّذِي يَتَرَأَّسُ الْجَمْعَ هُوَ قَائِمٌ مَقَامَ وَلِيِّ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ فَهُوَ فِي مقَام النبي- صلى الله عليه وسلم) (9).
ولكن السؤال هنا بعد كل هذه الآثار الطيبة, من ولى هذا الإنسان علينا؟ أليست تلك الديمقراطية العفنة, أو لأكون دقيقا في قولي أليست تلك الدكتاتورية المنتنة, ثم ولي الأمر مطاع ما دام آخِذٌ بشرع الله و رافعه على يمينه وآخِذٌ لشؤون الناس وحوائجهم بشماله, وهو بعد ذلك قائم بها خير قيام, ومادام كذلك فالسمع والطاعة من الرعية واجبة, أما إن خالف ذلك فلا طاعة له و لا إلزام, ثم "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق", والمعصية في حال كثير من حكامنا بَائِنَةٌ بَيْنُونَةً كبرى ولا تحتاج لدليل وبرهان شرعي, وإن اختلف كل هذا الميزان والكيل, فهذا يعتبر كيل المطففين المنهي عنه, وحكم الجائرين الظلمة في أرض الله, ولا يرضى الله الظلم في أرضه وعلى عباده, وصورة لفرعون جديد باسم جديد وفعل قديم, يَحُفُهُم أسباطهم وهم خير خلف له (أي فرعون) , وبئس الـمُخَلِّفْ وَالخَالِفْ له, وكذا هم أولئك الأمناء الذين أضاعوا الأمانة واتبعوا شهوات الدنيا وعَمَاهُمْ الجاه وعَلاَهُمْ السلطان بغير حق ولا وجه حق, ثم هل هناك حاكم قائم بشرع الله ولو بنسب قليلة حتى ولو كان ظالم جائر متجبر على رعيته, وهل نفع معهم نصح الناصحين وقول الراسخين في رعيّتهم ومسؤوليتهم العظيمة أمام الله والرسل والناس أجمعين... ثم أين دور ذلك العالم الرباني في هذه الحالة أليس هم أمناء الرسل في الأمة, ألا يجب أن يكون قابضا على شرع الله في تأدية الأمانة المنوطة به وتبليغها شاء من شاء وكره من كره, حتى ولو كان بِشِّقِ كلمة حق, وهو يرى الظُلم العميم وإِيْذَاءٌ للناس وخيم وفوق هذا بَطْرُ الحّق ومحقه, وإظهار الحّق باطلا والباطل حقًا وغيرها من سيئات كل سلطان في رعيته, أليست هذه شِرْكَةٌ في الجرم نفسه وعينه, ونحن نعلم أن أفضل الجهاد ((كلمة حق عند سلطان جائر)), فهل هذه الرؤية واضحة أما أنها تحتاج لوضوح أكثر وأكبر, لأن الله أخذ علينا وعليهم الميثاق في قولها: (لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ) (آل عمران: 187). وضرب لنا المثل بأَشقى الأُمم ممن سبقنا بقوله تعالى: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) (المائدة: 78-79) ... أو من أولئك الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما هلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها"(رواه البخاري) .
يا أخي جمال أليس هذا من المنكر نكير ظاهر وظهير, أن ترى وتسمع سلطانا جائر ظالما وتتعهده بالسمع والطاعة وتدانيه ولا ترميه بسهام الحق ولو بمجرد كلمة حق في رعيته وفي نفسه وبلاده ... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يحقرنَّ أحدكم نفسه، قالوا: يا رسول الله، كيف يحقر أَحدنا نفسه؟ قال: يرى أمراً لله عليه فيه مقال، ثم لا يقولُ فيه؛ فيقولُ الله عز وجل له يوم القيامة: ما منعك أن تقولَ فيَّ كذا وكذا؟ فيقولُ خَشْيَة الناس، فيقول: فإياي كنتَ أَحقَّ أن تَخْشَى) (رواه ابن ماجه).
بل نريد أن تقال ((كلمة الحق)) في شؤون المسلمين كلها, رَعِيَتِهَا وَرَاعِيْهَا على السواء, لا أن نحجب الراعي بحجاب السمع والطاعة ونلوم الرعية ونلزمها السمع والطاعة, فمنطلق السمع والطاعة في حدود قيامه بما هو واجب عليه القيام به تجاههم, فتلك من تلك وتلك ترادف تلك, وهي معادلة بشقّين لا يصلح أولها إلا بصلاح ثانيها والعكس صحيح، ونحن نريد أن ننافح عن الإسلام ما استطعنا، بالقول الفصل، والكلمة الصريحة، لا نخشى أحداً إلاَّ الله... ثم أليست ضرورة دينية دفع الأذى عن الناس والقيام بشؤونهم, ألم يقل علي بن أبي طالب: "ما رأيت عمر بن الخطاب يغدو على قتل، فقلت: يا أمير المؤمنين، إلى أين؟ فقال: بعير ند من الصدقة أطلبه. فقلت: لقد ذللت الخلفاء بعدك يا أمير المؤمنين. فقال: لا تلمني يا أبا الحسن، فوالذي بعث محمداً بالنبوَّة لو أن سخلة ذهبت بشاطئ الفرات لأخذ بها عمر يوم القيامة إنه لا حرمة لوالٍ ضيع المسلمين"(10).
وانظر معي أيها الحبيب لهذا القبس من "أصول سعادة الأمة" للشيخ محمد الخضر حسين (ت :1377هـ): "وقد عني الإسلام – فيما عني – بهاتين الخصلتين العظيمتين: إخلاص ولاة الأمور للأمة، وطاعة الأمة لولاة أمورها، فأوجب على الولاة أن يقيموا سياستهم على رعاية الحقوق والمصالح، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من عبد يسترعيه الله رعية، فلم يحطها بنصحه، إلا لم يجد ريح الجنة).ثم التفت إلى الرعية، فأمرهم بحسن الطاعة. ومن شواهد هذا: قوله -عليه الصلاة والسلام-: (السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية، فإذا أمر بمعصية، فلا سمع ولا طاعة).
فالحق أن سعادة الأمة في أيدي رؤسائها، فإذا استقاموا على الطريقة، وساسوها برفق وحرص على مصالحها وكرامتها، سرت بجانبهم مستقيمة، فلا تلبث أن تنجح في سيرتها، وتظفر ببغيتها؛ {الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم} [يونس: 63-64]".
أخي الحبيب... طيب إن كانت كل تلك المكاسب هي نتيجة لكل ما أوردته في ردك القيّم, فأين هو مكسبهم من قضايا الأمة المصيرية, أين المكسب عندما تم حصار غزّة لمدّة طويلة حتى كاد الناس يموتون جوعا, و ولاة الأمر حيارى يلطمون الخدود ويغلقون الأبواب و لسان حالهم يقول "هيت لك يا دنيا", ولا يدرون ما العمل, بل منهم من أقام أبواب الفولاذ والحراس الشداد الغلاظ على حدود تلك البقعة المهمشة من أرض المسلمين, ولم يكتفي بهذا بل أمعن في خنق الناس فبنى الجدران الغليظة وأوغل أساسها في الأرض ليهدم تلك الإنفاق التي كانت متنفسا ورمق الروح المتبقي لهم ... أفَنُدْهِنُ فَيُدْهِنُونْ ... وأين المكاسب والعراق يئن تحت وطئ أخطبوط التشيع الزاحف وتركهم إياه بل وتقديمه على أطباق الذهب المطرزة بالحرير لألد أعداء الأمة ونحن نعلم جيدا الخلفيات والأسباب والمنطلقات... أين المكاسب والجور قد استشرى عديد عالمنا الإسلامي ظاهره وباطنه وتعددت أشكاله وألوانه في الحاكم و حاشيته وبطانته, وإن أمعنت النظر وجدت مفسدته الماحقة بسبب هاته الشرذمة الفاسقة منه, و التي تولت أموره في غفلة الإستدمار أو الاستعمار, فقد بيعت الأوطان بأسماء عديدة قد أرهقنا بها ولاة الأمور سابقا وكانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه, بل وكادوا المكائد و بثوا الفرقة بين المسلمين, ثم خدروا الشعوب وحكموها بيد الحديد ولم يراعوا فيها إلاّ ولا ذمة, ولم يكتفوا بذلك, بل خذلوا وتخاذلوا في عديد قضياها المصيرية و ركنوا إلى الذل والهوان وهو ليس من أنفس الناس بل من أنفسهم هم, فأين فلسطين وقضيتها في إعرابهم لها, أين ليبيا وهم يجحدون فضلها, و أين السودان و هم يتقاذفونها قتشققت أرضها وقسمت ثرواتها, وأين إقتصاد الشعوب وثرواتها, وأين الحكم بشريعة الله في بين عباد الله وعلى أرض الله, وأين... وأين... وأين... تتكاثر الأسئلة يوميا ولا مجيب للسائل ولا حسيب على المجيب... فكيف يعقل هذا؟... ثم لعلى أقارن هنا بين فعل فرعون في بني إسرائيل وفعل هؤلاء في بني الجلدة والدين والأرض والعرض ... وحقّ علينا الانتصار للحّق مهما كانت كلفته وثمنه , و لا تثريب بعدها ...
ما كان يرضى رسول الله فعلهم ... و العمران أبو بكر و لا عمر
ثم أيها الأخ الكريم... فكأني أراك تتشفى فيمن أخطأ على وجهة نظرك له أو لعله لم يخطأ في نظرنا نحن, المهم أنه وإن حدث وأخطأ أحد من الإخوة ألا يجب علينا أن لا نتشفى فيه ونسخر منه, هكذا تعلمنا, ولا نستهزء به ونتهكم عليه, فإن كنا كذلك, فأين نحن من قول الله تعالى: "لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم" , ولماذا يوجّه بعضنا التهم لبعضنا وكل منا ينأى عن نفسه أن يلزمها الإنصاف, ثم أين نحن من قوله تعالى : "رحماء بينهم" ومن قول النبي صلوات الله عليه : (المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا) ... أيها الحبيب يجب علينا أن نراعي ذات بيننا و نحفظها و نُمَتِّنَ وثاقها, لا أن نرخي لها الوثاق و نمزقها كل ممزق ...
كتبتُ وقد أيقنت يوم كتابتي ... بأن يـدي تفنى و يبقى كتابها
فإن عملت خيراً ستجزى بمثله ... وإن عملت شراً علي حسابها
أسأل الله عز وجل أن يوفق الجميع لما فيه خير البلاد والعباد، وأن يجمع بينهم على الحق والهدى, ويؤلف بين قلوبهم، ويسلمهم من الفتن ما ظهر منها وما بطن، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

ليبرالية بقشرة إسلامية ... بندر بن عبد الله الشويقي


ــــــــــــــــــ
(1) (أثر صحيح) أخرجه الفاكهي في «أخبار المدينة» لأبي زيد البصري (2/115)، والخطيب البغدادي في «تاريخ بغداد» (4/107)، عن عثمان بن عفان رضي الله عنه وهو ثابت عنه، ويروى عن عمر رضي الله عنه أيضا.
(2) انظر: (مجموع الفتاوى) (ج28 ص297) .
(3) انظر: الأحكام السلطانية) للقاضي أبي يعلى محمد بن الحسين الفراء الحنبلي (ص 23) خدمها محمود حسن ط. دار الفكر - بيروت 1414هــ، وهي رواية محمد بن عوف بن سفيان الحمصي عن أحمد، كما يذكر أبو يعلى.
(4) (صحيح) أخرجه أبو داود (ح2608)، والطبراني في (الأوسط) (ح8093) من حديث أبي سعيد -رضي الله عنه- وأبو داود أيضا (ح2609)، والبيهقي في (سننه) (ح10129) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- وقال الهيثمي في (مجمع الزوائد) (ج5 ص249) (رجاله رجال الصحيح) .
(5) انظر: (السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية) لابن تيمية ط. دار المعرفة - بيروت.
(6) انظر: (مجموع الفتاوى) (ج6 ص410) .
(7) انظر: (مقدمة ابن خلدون) لأبي زيد عبد الرحمن بن محمد بن خلدون (ص520) تحقيق/ د. علي عبد الواحد وافي - القاهرة 1960م.
(8) انظر: (العبر وديوان المبتدأ والخبر) (تاريخ ابن خلدون) لعبد الرحمن بن خلدون (ج1 ص239) ط. مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت.
(9) انظر: (التحرير والتنوير) للطاهر بن عاشور (ج18 ص308) ط. دار سحنون - تونس.
(10) تاريخ الطبري ج 3/ص 272 .


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته :
حقيقة لقد استمتعت بكلامك العذب حتى أنني كررت قراءته فلله درك من أخ الحبيب رغم أنك لم تختلف عن بعض الإخوة من إصدارك لبعض الأحكام المسبقة عني-عن غير قصد منك طبعا- فاسمحلي أن أقف وقفات يسيرة مع كلامك الذي- اتفق معك في جله- في المشاركة التي تليها إن شاء الله فصبرا جميل.

يتبع إن شاء الله....









قديم 2012-01-12, 10:14   رقم المشاركة : 113
معلومات العضو
محمد 1392
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية محمد 1392
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

[quote=محبة الحبيب;8534406]

ماهذا الاستغباء للعقول فالجميع يعلم كيف جاءت الدولة السعودية إلا إذا اعتقدت ان اعضاء الجلفة لا يقرؤون التاريخ يا أخي كفاك مغالطات
[/quo



سبحان الله ، أهكذا يرد أهل العلم ؟ إن لكم أدلة فادلوا بها ، نريد أدلة مفيدة نستقي منها و نستنير ، و الناس أكرموا بشهداء ــ عقولهم ــ ليستقرأوا ما كتب القوم ، فنحتاج إلى من يقودنا بالأدلة لتصلح أحوالنا ، لا لضجيج يصم الآذان ، و بارك الله في كل أخ ناصح أمين . نريـــــــــــــــــــــــد الإفادة !









قديم 2012-01-12, 11:09   رقم المشاركة : 114
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وقفات مع ماذكره أخونا "طاهر القلب" من كلمات

الجزء الأول


الحمد لله الذي هدانا لهذا ولولاه لما كنا من المهتدين أما بعد :

أخي الحبيب الغالي "طاهر القلب" –طهر الله قلبي وقلبك وقلب كل مسلم من كل حسد وضغينة – تأملت كلامك الآنف الذكر فوجدته قيما في البيان ناصعا في البرهان لولا بعض الدخن الذي فيه ,والزلل طبيعة الإنسان .
فاسمح لي من باب الأخوة والتناصح أن أقف مع كلامك وقفات رغم أنني لست في مستواك الأدبي (وفوق كل ذي علم عليم)) فلا يمنعنَّك من قبول الحق جهلك بقائله، ولا يحملنَّك على أخذ الخطإ علمك بصاحبه؛ فلا يستهوينَّك الشيطان ، فإنها من حبائله.


الوقفة الأولى :
قولك أستاذي الحبيب :

اقتباس:
وإنما همي فيها هو فُرْقَةُ الأمة وتشتت شوكتها وهُزَالُ بَدَنِهَا وذهاب قوتها شيئا فشيئا, وكثرة آلامها ومواجعها, وصدود حماتها وإعراضهم عن صد طغاتها والذود عن حياضها, وتحقيق أمانيها وكل طموحاتها والعودة بها إلى بَرّ الآمان لِرَيِِيِهَا من منابعها الأصيلة الصافية,
أقول :
لا شك أن المتأمل لأحوال المسلمين يتفطر قلبه مما يرى من انحرافات عقائدية وفقهية وأخلاقية وسلوكية وتفرق إلى أحزاب وجماعات كل حزب بما لديهم فرحون إلا أن أدعياء الإصلاح اختلفوا في معرفة المرض التي أدى إلى هذه الأعراض
فمن قائل : إن المرض هو: مكر الأعداء، وتغلبهم.
فعليه ظن الدواء: إشغال المسلمين بالعدو، ومخططاته، وأقواله، وتصريْحَاته.
ومن قائل : أن المرض: تسلط الحكام الظلمة في بعض الدول الإسلامية.
فعليه ظن الدواء: إسقاط هؤلاء الحكام، وشحن نفوس الناس تجاههم.
ومن قائل أن المرض: تفرق المسلمين في الأبدان.
فعليه ظنت الدواء: جمعهم، وتوحيدهم ؛ ليكثروا.
ومن قائل أن المرض: ترك الجهاد.
فعليه ظن الدوء: رفع راية الجهاد، وقتال الكفار شرقاً وغرباً.
.

وكل هؤلاء مخطئون في تشخيص الداء بصريح القرآن والسنة فضلاً عما ظنوه دواء

""ووجه خطأ الطائفة الأولى: أننا إذا اتقينا الله لا يضرنا كيد الأعداء، قال ـ تعالى ـ: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً}، وقال: {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}، وقال: {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً . وَأَكِيدُ كَيْداً . فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً}.
وأثر هذا الخطأ أنهم أشغلوا أنفسهم وغيرهم من شيب وشباب الإسلام بالسياسة (تتبع الصحف والمجلات والقنوات والإذاعات)، التي لا تخرج عن كونها نقلاً غير مصدق، إما بطريق كافر أو فاسق، أو ظنون لا يبنى عليها حكم.
ووجه خطأ الطائفة الثانية: أن الحكام الظلمة عقوبة يسلطهم الله على الظالمين؛ بسبب ذنوب المحكومين، قال ـ تعالى ـ: {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}، فليس الحكام الظلمة ـ إذن ـ الداء، بل الداء المحكومون أنفسهم.
قال ابن القيم في "مفتاح دار السعادة" (2/177-178):
"وتأمل حكمته ـ تعالى ـ في أن جعل ملوك العباد وأمراءهم وولاتهم من جنس أعمالهم، بل كأن أعمالهم ظهرت في صور ولاتهم وملوكهم:
- فإن استقاموا؛ استقامت ملوكهم.
- وإن عدلوا؛ عدلت عليهم.
- وإن جاروا؛ جارت ملوكهم وولاتهم.
- وإن ظهر فيهم المكر والخديعة؛ فولاتهم كذلك.
- وإن منعوا حقوق الله لديهم وبخلوا بها؛ منعت ملوكهم وولاتهم مالهم عندهم من الحق، وبخلوا بها عليهم.
- وإن أخذوا ممن يستضعفونه ما لا يستحقونه في معاملتهم؛ أخذت منهم الملوك ما لا يستحقونه، وضربت عليهم الْمُكوس والوظائف، وكل ما يستخرجونه من الضعيف يستخرجه الملوك منهم بالقوة، فَعُمَّالُهم ظهرت في صور أعمالهم.
وليس في الحكمة الإلهية أن يولَّى على الأشرار الفجار إلا من يكون من جنسهم.
وَلَمَّا كان الصدر الأول خيار القرون وأبرها؛ كانت ولاتهم كذلك، فلما شابوا شيبت لهم الولاة، فحكمة الله تأبى أن يولِّي علينا في مثل هذه الأزمان مثل معاوية، وعمر بن عبد العزيز، فضلاً عن مثل أبى بكر وعمر، بل ولاتنا على قدرنا، وولاة من قبلنا على قدرهم، وكلا الأمرين موجب الحكمة ومقتضاها
" اهـ.
وأثر هذا الخطأ إشغال الناس بأخطاء الحكام؛ لزعزعة الثقة بهم؛ ليتمكنوا من الخروج عليهم، وهذا فيه من تفويت مصالح الدين والدنيا على الناس وإزاحة الأمن بإحلال الفوضى والرعب مكانه.

ووجه خطأ الطائفة الثالثة: أن الكثرة وتوحيد الصفوف مع الذنوب لا تنفع، كما قال ـ تعالى ـ: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً}، ألم تر كيف أن ذنب العجب بَدَّدَ هذه الكثرة فهزم الصحابة يوم حنين؟!
ومن الذنوب: توحيد الصفوف مع المبتدعة من الصوفية والأشاعرة والمعتزلة؛ لأن الواجب تجاههم الإنكار عليهم، وأقل أحوال الإنكار القلبي مفارقتهم لا مجالستهم، قال ـ تعالى ـ: {إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ}.
فمن أعظم سيما أهل السنة عداء أهل البدع وبغضهم، وعلى ذلك تواترت كلماتهم المسطورة في كتب الاعتقاد المعروفة.
ووجه خطأ الطائفة الرابعة: أنها طالبت الأمة بالجهاد في وقت ضعفها، وهذا مِمَّا يرديها أرضاً ويزيد تسلط الأعداء عليها، لأجل هذا؛ لم يشرع الله الجهاد لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لَمَّا كان في مكة؛ لأنه يضر أكثر مما ينفع، ومن هنا تعلم خطأ المقولة التي يرددها المؤسس الأول لجماعة الإخوان المسلمين حسن البنا: "نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه"، وهي من الأسس التي قامت عليها هذه الجماعة، لذا؛ ترى حسناً البنا وأتباعه طبقوها عملياً مع الرافضة والصوفية وغيرهما.
وأثر هذا الخطأ تضييع معتقد السلف رويداً رويداً ليحل مكانها الاعتقادات البدعية، وإحلال الشرك مكان التوحيد.

2-وقد يسأل القارئ البسيط ويقول إن كنا كل هؤلاء مخطئون في تشخيص الداء فضلا عن إيجاد الدواء فما هو الداء وما هو الدواء ؟
الجواب : تواترت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية في أن المصائب التي تنزل بالعباد بسبب ذنوبهم، قال ـ تعالى ـ: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.

فالداء والمرض هو: تقصير المسلمين في دينهم، ومخالفتهم لشريعة نبيهم.
ورأس ذلك: تحقيقهم للتوحيد حق الله على العبيد، وإن في تحقيق التوحيد ـ إفراد الله بالعبادة، وإثبات أسمائه وصفاته ـ فوائد عظيمة في الدنيا والآخرة منها:
1- فشو الأمن، قال ـ تعالى ـ: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ}، فَسَّرَ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قوله ـ تعالى ـ: {وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} أي: الشرك، فإقامة التوحيد ونشره من أعظم أسباب الأمن.
2- النجاة من النار، أخرج الشيخان في حديث عتبان أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله".
3- إدخاله الجنة، أخرج الشيخان عن عبادة بن الصامت أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "من شهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق، والنار حق؛ أدخله الله الجنة على ما كان من العمل".
4- أن القيام بالتوحيد الحق سبب لصلاح الظاهر، كما قال ـ تعالى ـ: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} أي: في الدنيا والآخرة، وهداية الدنيا تقتضي صلاح الباطن والظاهر.
وإن الدواء والشفاء هو: إرجاعهم إلى دينهم الحق لقول النبي صلى الله عليه وسلم((حتى ترجعوا إلى دينكم)) أي الدين الذي تضمنته النصوص القرآنية والنبوية وليس دين الرافضة ولا دين الحلاج ولا الصوفية ولا البدع الحزبية المعاصرة ولا يكون الرجوع إلى الدين إلى بتعلمه(المعرفة) ثم العمل به(الحركة)) فالحركة إن لم تقم على علم فهي حركة فاشلة فالعلم أسبق من العمل كما قال تعالى((فاعلم أنه لا إله إلا أنت واستغفر لذنبك وللمؤمنين)) فبدأ سبحانه بالعلم قبل العمل فتأمل.
وأعراض هذا الداء هو: غلبة الكفار، وتسلطهم، وتسليط الحكام الظلمة على بعض دول المسلمين.
فإذا كنا صادقين، ولأمتنا راحمين، فلا نشتغل بالعرض عن علاج الداء، وهو إرجاعهم إلى دينهم. أسأل الله أن يهدينا جميعاً لصراطه المستقيم، وَيُقِرَّ أعيننا بعز الإسلام والمسلمين. ""(1)



الوقفة الثانية :
قولك أخي الغالي :

اقتباس:
فيا أخي الحبيب... إنما قصدت بـ"العادة" صراع ((الرأس للرأس)) بين أخوين مهمين في الساحة الإسلامية, وهذه كما تعلم أخي معركة فرعية والواجب أن لا تخرج خارج حدود بيتنا الإسلامي القائم, حتى نُنَحِي سبيل الشيطان أولا ونُنَحِي سبيل أعوان الشيطان ثانيا ونُنَحِي سبيل أي متدخل في شأننا الداخلي ثالثا, لننزع السلعة من تجارها المتربصين, لأنه فيها مفسدة ما بعدها مفسدة قال تعالى: (قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ)(النمل:34), والاختلاف والخلاف بين الأخوين وارد الحدوث وهو فرعي وليس جوهري في أساسه, لأنه محدود بأسوار ذلك البيت المتينة
أقول :

1- إن خلاف أهل السنة مع فرقة الإخوان المسلمين ليس فرعيا كما تتصور بل هو عقائدي خلاف بين سنة وبدعة ولعلك لم تطلع على كتب الإخوان وما تحوتيه من إنحرافات وردود أهل السنة عليها ولست أدري هل هذا مقام سرد مخالفاتهم العقائدية أم أنني سأكتفي بالإشارة مستغنيا عن كثرة العبارة !.
عـقـائـد زعـمـاء إخـوان

فهرس بمحتويات الصفحة:

1. من أقوالهم التي تضاد التوحيد أو تقدح فيه

2. التهوين من شرك القبور

3. بدعة التفويض

4. الطعن في الأنبياء

5. وحدة الوجود

6. بدعة التأويل

7. الطعن في الصحابة

8. بدعة الطرق الصوفية

9. وحدة الأديان

10. الاشتراكية

11. الخروج على الحكام المسلم

12. تكفير المجتمعات الإسلامية

13. الثناء على رؤوس أهل البدع وتوليهم والدفاع عنهم

14. إبطال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيما يتعلق بالعقيدة والتوحيد

15. الطعن في السلفية

16. بدعة المولد

17. الغلو في حسن البنا

18. بدعة الأناشيد الصوفية والتمثيل

19. إباحة الموسيقى

20. بدعة الحزبية والتحزب الممقوت


21. الطعن في العلماء السلفيين وخاصة علماء الحرمين.

والتوثيق على كل ما ذكرته لك تجده في الرابط أدناه :
https://www.djelfa.info/vb/showpost.php?p=8444969&postcount=2

فهل بعد هذا يقال أن الخلاف فرعي لا عقدي !.

2- تقرر فيما سبق أن سبب ضعف المسلمين ذنوبُهم، وأن هذا هو الداء، فعلاجه ودواؤه أن يؤمروا بالرجوع إلَى الله، وترك ما هم عليه من المخالفات الشرعية، وإن الرد على المخالف كالإخوان المسلمين والحركيين وببيان أخطائهم حَتَّى يتوبوا إلَى الله ولا يتبعهم غيرمه، صورة من صور دواء هذا الداء، وسبيل من سبل عزِّ هذه الأمة وتَمكينها.

أما المثبطة الجهل الذين ينشرون قاعدة التخذيل بين الطلبة بتدليسات خبيثة جدا منها:
-أن الأمة متفرقة لا تحتاج إلى افتراق كثير

-أن الأعداء يتربصون بنا الدوائر ونحن نتناحر ونتقاذف التهم

-أنك شديد على أخيك ساطت عن الشيوعيين والنصارى
-لا تصدعوا الصف من الداخل
-لا تثيروا الغبار من الخارج
-نلتقي فيما اتفقنا فيه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه.وهكذا..
.)
(2) إلى غيرها من التخذيلات التي تشبه قولك:
اقتباس:

حتى نُنَحِي سبيل الشيطان أولا ونُنَحِي سبيل أعوان الشيطان ثانيا ونُنَحِي سبيل أي متدخل في شأننا الداخلي

إن هذا التخذيل المشوب بالإعراض عن مواجهة الباطل من باب تحريف الكلم عن مواضعه,والتولي يوم الزحف,وترك مواقع الحراسة لدين الله والذب عنه.
وأضعف الإيمان أن يقال لهؤلاء : هل سكت المبطلون لنسكت، أم أنهم يهاجمون ‏الاعتقاد على مرأى ومسمع، ويُطلب السّكوت؟ اللهمّ لا... ‏
ونُعيذ بالله كل مسلم من تسرّب حجّة اليهود، فهم مختلفون على ‏الكتاب، مخالفون للكتاب، ومع هذا يظهرون الوحدة والاجتماع، وقد ‏كذّبهم الله تعالى فقال سبحانه : {تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وقُلُوبُهُمْ شَتَّى}، وكان من ‏أسباب لعنتهم ما ذكره الله بقوله :{كانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُنكَرٍ ‏فَعَلُوهُ}".‏

3-أما استدلالك بقوله تعالى (قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ))).
فلست أدري ما وجه إستدلالك بمثل هذه الآية في هذا المقام !.
وسبق وبينت لك أن تسلط الحكام الظلمة على العباد إنما هو أحد أعراض المرض وليس هو المرض فتسلط الحكام عقوبة إلهية كما قال الله تعالى((: {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}، فليس الحكام الظلمة ـ إذن ـ الداء، بل الداء المحكومون أنفسهم.
وقد بينا لنا نبينا عليه الصلاة والسلام طريقة رفع الذل فقال(((( إذا تبايعتم بالعينة، ورضيتهم بالزرع، واتبعتم أذناب البقر، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم )) رواه أحمد وأبو داود وهو حسنٌ..

وهنا فائدة مهمة :
أن الناس قد اختلفوا في معالجة هذه الأدواء المذكورة، فمنهم من يرى الحل السياسي، ومنهم من يرى الحل الدموي، ومنهم من يرى الحل الحضاري، ومنهم.. ومنهم... وأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فيرى الحل الديني الدعوي التربوي، لأن الناس إذا تدينوا بدين الحق، وعملوا بسنة سيد الخلق، صلح أمرهم جميعاً، وأما إذا تخلفوا عن الرجوع إلى دينهم، فإنه حريٌ بهم أن يجبنوا عن تحقيق بقية الحلول.
ولهذا لم يصح اجتهاد أصحاب الحلول السياسية أو الدموية أو الحضارية أو غيرها، مع قوله صلى الله عليه وسلم الصريح: (( حتى ترجعوا إلى دينكم ))، ولا سبيل إلى الرجوع إلى الدين إلا بتعلمه، فعاد الأمر إلى التعليم، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إنما العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم )) رواه البخاري في الأدب المفرد وهو صحيح.
وأعظم شيء يعدّه المؤمنون ليتقووا على عدوهم، أن يتصلوا بالله، توحيدا، محبة، رجاء، خوفا، إنابة، تخشعا، وقوفا بين يديه، استغناء عما سواه، قال الله تعالى: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليـبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا}.



الوقفة الثالثة :

قولك أستاذي الحبيب:
اقتباس:

ثم ربما هي حلول مشلولة في نهايتها, لأنها تركزت على الجانب الشرعي فقط وتجردت من جميع باقي جوانبها التنظيمية والواقعية والحياتية للناس وكل ما يندرج تحت هذا العنوان من فرعيات, وهي الأخرى مهمة في حَلْحَلَتْ القضية والخروج بالنتيجة الختامية المقبولة شرعا و واقعا.
وقولك :
اقتباس:
ولعلها أفعال مجردة من الأقوال, فلا تكون الأولى صالحة ولا تكون تلك الثانية صالحة والواجب أن تكون من تلك وتلك لتحقق التوازن, فحياة الناس محدودة بين معاش ومعاد...

وقولك :
اقتباس:
فأنظر يرحمني ويرحمك الله أيها الفاضل إلى تكرر لفظ ((معرفة)), فنحن قد"شبعنا" معرفة وسلمنا وآمنا بالطريقة الشرعية في التغيير ولم نختلف عليها إطلاقا ولو في حدها الأدنى, وما نريده حقا هنا لفظ آخر, وليكن ((فعل)) أو أي لفظ آخر يؤدى إلى ((الحركة)) في إطار تلك ((المعرفة)), وهذا لنخرج من زمرة من يقولون ما لا يفعلون أو ذلك النفاق المتجرد أو نُصَنَفَ ضمن من قال الله تعالى فيهم: (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ)(البقرة: 44) أو من قال فيهم: (كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ) (الصف: 3)

أقول :

1-هذا فصل منك بين الشرع والواقع و كأن الشرع لا يهتم بالواقع وكأن الشرع مجرد نصوص في الأذهان ولا علاقة له بالواقع والأعيان وهذا غير صحيح فعن عائشة رضي الله عنها قالت((فإن خلق نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كان القرآن)) فانظر إلى التكامل بين الشرع والواقع فالقرآن يمكن تجسيده على واقع وهذا ما ينادي به أصحاب الحل الديني (=السلفيون)) فلا يوجد في دعوتهم فصل الدين عن الواقع !.
فأهل السنة والجماعة يخالطون الناس وينصحونهم ويوجهونهم ويرشدونهم ويعلمونهم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم و يناصحون الحاكم والمحكوم ولديهم أنشطة كثيرة موجودة في الساحة ومن أعظمها الرد على أهل البدع والأهواء ودعاة الفتن والضلال الذين يسعون في تمزيق الأمة وضياعها والذين يهيجون الشعوب على ولاة أمرها فهذه من أعظم الأنشطة التي أستطيع وأنا أجزم أنه لا يقوم به أحد غير علماء السنة والمنهج السلفي ،وكذلك أيضاً من أنشطتهم التأليف والتحقيق والتعليم والدعوة إلى الله عز وجل وإلى توحيده، وينطلقون من مدينة إلى مدينة ومن منطقة إلى منطقة فكيف يقال أن هذه حلول بعيدة عن الواقع !.

2-الأولى لك أن توجه كلامك هذا إلى أصحاب الحلول السياسة (المشلولة شرعا وواقعا))) فشعاراتهم أبعد ما تكون عن الواقع فلا يوجد مساواة في الطبيعة ولا حرية ولا شيء من تلك الشعارات الزائفة على أرض الواقع فلا أحد منهم استطاع أن يعطي لنا تعريفا صحيحا للمساواة والحرية بل كلها نغمات تخديرية متناقضة مع بعضهما البعض باعتراف الغربيين أنفسهم !.
وأقوالهم ووعودهم أبعد ما تكون عن التطبيق فأين الحاكمية التي طالما ألفوا فيها المؤلفات وكفروا فيها من كفروا ورموا أهل السنة بالإرجاء؟ لماذا تنكبوا عنها حين وصلوا إلى الحكم؟ هل سيحكمون على أنفسهم بالكفر كما حكموا على من قبلهم أم أنها سياسة ((أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ) (الصف: 3)
وأين الخلافة التي وعدوا بها هل هي في السودان الذي قسموه أم هي في تونس الذي أحرقوه !.

3-لا شك أن القول يجب أن يجسده العمل لكن قبل القول والعمل يجب العلم إذ لو أن العمل لم يبنى على علم صحيح فإنه سيتحول إلى فتنة تعصف بالأخضر واليابس كما هو حال أصحاب الأعمال والحلول الدموية والثورية والسياسية !.
وهؤلاء ممن ينطبق عليهم قوله تعالى( قل هل ننبؤكم بالاخسرين اعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا ))

فهؤلاء لم تشفع لهم أعمالهم ومحاولاتهم لأنها لم تبنى على علم صحيح وعقيدة راسخة وقد "شبعنا" أعمال لا تغني ولا تسمن من جوع!

ومن معجزات القرآن أن هذه الآية جاء سياقها في الكلام عن الذين يستهزؤون بالرسل , ولست هنا أتهم إخواني أصحاب الحلول السياسية والدموية بذلك –حاشا والله- لكن ألا ترى بعضهم إذا قيل له قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(((( تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع )). تمعر وجهه وانتفخت أوداجه !

بل ومنهم من يستهزأ صراحة بالسلفيين من أجل هذا الحديث فقد وقفت على الكثير من مقالات ومحاضرات الحركيين يأتون بهذا الحديث على سبيل الاستهزاء ولا حول ولا قوة إلا بالله و مادرى المساكين الحيارى أتباع اليهود والنصارى أن هذا الأمر النبوي من تمام العدل الذي جاء به الإسلام، فإن هذا المضروب إن لم يسمع ويطع، وذك المضروب إذا لم يسمع ويطع ... أفضي ذلك إلي تعطيل المصالح الدينية والدنيوية فيقع الظلم على جميع الرعية أو أكثرهم، وبذلك يرتفع العدل عن البلاد فتتحقق المفسدة وتلحق بالجميع.
بينما لو ظلم هذا فصبر واحتسب، وسأل الله الفرج، وسمع وأطاع لقامت المصالح ولم تتعطل، ولم يضع حقه عند الله – تعالي -، فربما عوضه خير منه وربما ادخره له في الآخرة.
وهذا من محاسن الشريعة، فإنها لم ترتب السمع والطاعة على عدل الأئمة، ولو كان الأمر كذلك، لكانت الدنيا كلها هرجاً ومرجاً، فالحمد لله على لطفه بعباده.
لهذا العلم يسبق القول والعمل ألم تسمع قوله تعالى(فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات))) فبدأ بالعلم قبل القول والعمل.

4-إن أهل السنة :
يسخرون طاقتهم في تعليم الناس كتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم على فهم السلف الصالح من الصحابة والتابعين واتباعهم ممن ترسم خطاهم.
يعلمونهم العقيدة الصحيحة السالمة من لوثات الشرك بنوعيه والبدع بأنواعها.
يعلمونهم ما يجب اعتقاده في أسماء الله وصفاته على الوجه اللائق به تعالى
يعلمونهم السنة الصحيحة في العبادات والمعاملات والسلوكيات والأخلاق.
يحذرونهم من البدع سواء أكانت قولية إعتقادية أم فعلية عملية.
ويحذرونهم من المعاصي كبيرها وصغيرها.

أفليس هذا هو عين الإهتمام بأحوال المسلمين؟ !!وهذا إن تحقق فيستتب الأمن والأمان في أرجاء المعمورة مصداقا لقوله تعالى « وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ » الأعراف96

يتبع بالجزء الثاني إن شاء الله فترقبوه مشكورين ونرجوا منك أخي الحبيب عدم المقاطعة حتى أكمل....

__________________________________________________ __________________
(1) مستفاد من مقال بعنوان((أسباب ضعف المسلمين الداء والدواء" لعبد العزيز الريس مع بعض التصرف.
(2) الشيخ العلامة بكر أبو زيد رحمه الله: كتاب الرد على المخالف .










قديم 2012-01-12, 12:35   رقم المشاركة : 115
معلومات العضو
محبة الحبيب
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محبة الحبيب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي

[quote=محمد 1392;8534714]

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محبة الحبيب مشاهدة المشاركة
ماهذا الاستغباء للعقول فالجميع يعلم كيف جاءت الدولة السعودية إلا إذا اعتقدت ان اعضاء الجلفة لا يقرؤون التاريخ يا أخي كفاك مغالطات

[/quo



سبحان الله ، أهكذا يرد أهل العلم ؟ إن لكم أدلة فادلوا بها ، نريد أدلة مفيدة نستقي منها و نستنير ، و الناس أكرموا بشهداء ــ عقولهم ــ ليستقرأوا ما كتب القوم ، فنحتاج إلى من يقودنا بالأدلة لتصلح أحوالنا ، لا لضجيج يصم الآذان ، و بارك الله في كل أخ ناصح أمين . نريـــــــــــــــــــــــد الإفادة !
سنرجع للموضوع و با لأدلة فلا تستعجل أخي الفاضل









قديم 2012-01-12, 12:44   رقم المشاركة : 116
معلومات العضو
*ابن الاسلام*
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال البليدي مشاهدة المشاركة
بالتصفية والتربية على يد الإمام المجدد محمد ابن عبد الوهاب وبن سعود فالدولة خرجت من الدين وليس الدين خرج من الدولة. راجع سيرة الإمام محمد ابن عبد الوهاب فطريقته لم تختلف عن طريقة محمد صلى الله عليه وسلم لأن بن عبد الوهاب اقتدى بالطريق النبوي لا الحركي فلا أقام أحزاب ولا خرج على مسلم ودون ذلك خرط قتاد ولا يلتفت إلى ما كتبه الصوفية وخصوم الدعوة في هذا المجال كما لا يخفاك .



ما قولك في
قتال العثمانيين وتكفيرهم وتكفير الدولة العثمانية على يد الأئمة النجديين

غدر عبد العزيز آل سعود بحاكم بريدة وقيامه باغتيالات لأمراء القبائل

تكفير دولة حاكمها مسلم

كيف تفسر وصول النجديين الى ضفاف الشام والعراق أوليست هذه ولايات عثمانية؟

حسب منهجك

فان النجديين كانوا من الخوارج كلاب النّار.











قديم 2012-01-12, 12:45   رقم المشاركة : 117
معلومات العضو
*ابن الاسلام*
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

[quote=محمد 1392;8534714]

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محبة الحبيب مشاهدة المشاركة

نريد أدلة !

الدرر السنية في الاجوية النجدية ( 10 /429 )
سئل *** عبد الله بن عبداللطيف آل الشيخ, عمن لم يُكفِّر الدولة (يعني العثمانية), ومن جرَّهم على المسلمين, واختار ولايتهم, وأنه يلزمه الجهاد معه, والآخر لا يرى ذلك كله, بل الدولة ومن جرهم بغاة, ولا يحل منهم إلا ما يحل من البغاة, وأن ما يغنم من الأعراب حرام ؟


فأجاب:



من لم يُكفِّر الدولة , ولم يُفرق بينهم وبين البغاة من المسلمين, لم يعرف معنى لا إله إلا الله , فإن اعتقد مع ذلك: أن الدولة مسلمون, فهو أشد وأعظم , وهذا هو الشك في كفر من كفر بالله, وأشرك به, ومن جرهم وأعانهم على المسلمين, بأي إعانة, فهي ردة صريحة. أ.هــ









قديم 2012-01-12, 13:09   رقم المشاركة : 118
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وقفات مع ماذكره أخونا "طاهر القلب" من كلمات


الجزء الثاني والأخير

الحمد لله الذي هدانا لهذا ولولاه لما كنا من المهتدين أما بعد :



الوقفة الرابعة:
قلت أستاذي الحبيب :
اقتباس:
فأقول وهل رأيت أخي الحبيب, أن المفسدة قد تجنبتنا وذهبت إلى سبيلها دونا عنا, كلا والله, بل حدثت وأحدثت وأمعنت الحدوث, وإن كان المتهم فيها شخص أو مجموعة أشخاص أو طائفة منهم, فواجب التصدي لها يقع على مجموع الأمة قاطبة, لأنهم جزء بسيط من هذه الأمة والواجب على باقي الأمة أن يظهروا الحق ولو على أنفسهم
أقول:

""ليسَ الخلاَفُ هنا في الاعتِرافِ بفَسادِ الحالِ ، ولاَ هو في ضَرورةِ السَّعي لإِصلاَحِه أو عدَم ذَلك؛ ولَكن الخلاَف في طَريقتِه، وأثرُ الاختلاَفِ في ذلكَ مَعلومٌ؛ لأنَّ الطَّريقةَ الإصلاَحيَّةَ إذَا جُهلَت أو أُغفلَت ظلَّ صاحبُها يُكابدُ التَّغييرَ من غَير بابِه، وكانَ كمَن يَقصدُ هدفًا من غَير طَريقِه، فمتَى يَصِل؟!""(1) فلا يغير الفساد بفساد أكبر منه ! لا يغير الفساد بالمظاهرات الغربية التي ينتج عنها إختلاط الرجال بالنساء وتعطيل مصالح الناس وسفك الدماء وتهييج الحكام على شعوبها ولا يغير الفساد بالدخول في البرلمانات بتقديم التنازلات تلوى التنازلات لحشد الأصوات حتى قال أحدهم في مصر (( لو قال النصراني عن نبينا كذاب ما نزعلش منوا) هم حر هذا حقه)) هذه والله لم يقلها مبارك لا حتى الهالك القدافي_قذفه الله في جهنم_ بل الفساد يغير بالطريقة الشرعية النبوية أخي الحبيب.
""ومَن نظَرَ في دَعوةِ الأَنبِياءِ بعَين التَّسليم والاقتِداءِ بانَ له هَذا بجلاَءٍ، وأَيقنَه بلاَ كَبيرِ عَناءٍ؛ فإنَّهم دُعُوا للمُشاركةِ في السُّلطةِ فأَبَوا إلاَّ أن يَقولُوا لقَومِهم ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِين﴾[الشعراء:109]، وقد بُعثَ الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم في وقتٍ عمَّ فيهِ الفَسادُ السِّياسيُّ المَعمورةَ وما كانَ يُركِّز على الإِصلاَح السِّياسيِّ على الرّغم من أنَّ السِّياسةَ من الدِّينِ كما مرَّ، ودُعيَ صلى الله عليه وسلم للمُشاركةِ في المُلكِ من قِبَل كُبراءِ قُريش فأبَى، انظُرْ له «تَفسيرَ ابن كَثير» عندَ أوَّل سورةِ فُصِّلَت، فقَد ذكرَ بعضَ الرِّواياتِ في هَذا المَعنى، وانظُرْ تَخريجَها وتَحسينَ الشَّيخ محمَّد ناصِر الدِّين الألباني لها في تَعليقِه على «فقه السِّيرة» (ص 106)، وفي بَعض طرُقِها أنَّهم قالُوا له صلى الله عليه وسلم: «وإن كنتَ تُريدُ به شرَفًا سوَّدْناكَ علَينا حتَّى لاَ نَقطعَ أَمرًا دُونكَ، وإن كنتَ تُريدُ مُلكًا ملَّكْناكَ علَينا...»، بل مَن قارَنَ دَعوتَه صلى الله عليه وسلم المُلوكَ والرُّؤساءَ بدَعوتِه الشُّعوبَ عرَفَ الفَرقَ:
فقَد كانَ مع الشُّعوبِ يَتحرَّكُ لدَعوتِهم في النَّوادِي والأَسواقِ والبُيوتِ وغيرِها ويتحرَّق لذَلك، ويُنادِيهم قَبائلَ وفُرادَى لاَ يَفترُ حتَّى بلَغَ بهِ الحُزنُ علَيهم مَبلغَه، فقالَ له ربُّه عز وجل: ﴿فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُون﴾ [فاطر:8]، بل كادَ يُهلكُ نفسَه مِن أَجلِهم حتَّى قالَ له ربُّه: ﴿فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا﴾ [الكهف:6].""(1)



الوقفة الخامسة:

قلت أستاذي الفاضل:
اقتباس:
عدم القيام بشؤون الناس والنظر في جميع أمورهم و أحوالهم, أما الأولى فأتفق معك تماما فيها أن الواجب أن تنبع من نفس كل فرد وهي مصداق التغيير الحقيقي الذي أراده الله تعالى في قوله: (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ)(الرعد:11) ... أما الثانية أيها الطيب فلا نرى في كثير من ولاة الأمور من يقوم بشؤون الناس وخدمتهم والنظر في شكاويهم ومصالحهم وكل حوائجهم, وبالتالي هو خائن للأمانة المنوطة به وقد انحرف عن النهج الذي ولي به على الناس...


وقلت:

اقتباس:

يقول عثمان بن عفان رضي الله عنه : (إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن)(1).
ويقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه : (لا بد للناس من إمارة برة كانت أو فاجرة), فقيل: يا أمير المؤمنين هذه البرة قد عرفناها فما بال الفاجرة؟ فقال : (يقام بها الحدود، وتأمن بها السبل، ويجاهد بها العدو، ويقسم بها الفيء)(2).
ويقول الإمام أحمد (ت 241هـ) : (الفتنة إذا لم يكن إمام يقوم بأمر الناس)(3).
ويقول ابن تيمية (ت 728ه‍) : (يجب أن يعرف أن ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين، بل لا قيام للدين إلا بها. فإن بني آدم لا تتم مصلحتهم إلا بالاجتماع لحاجة بعضهم إلى بعض، ولا بد لهم عند الاجتماع من رأس حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم : (إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم))(4) ولأنّ الله تعالى أوجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا يتمّ ذلك إلا بقوة وإمارة) (5)
إلى آخر تلك الأقوال الطيبة التي استشهدت بها.

أقول:
((إنَّ أثرَ صلاح المُلوكِ في صلاَح الرَّعيَّة غيرُ مَجهولٍ؛ لكن لمَّا كانَ صلاحُ الملوكِ أو فسادُهم تابعًا لصلاَح الشُّعوب أو فَسادِها لاَ العَكس، كانَ هذا التَّباينُ في سيرةِ الرَّسول صلى الله عليه وسلم بين إصلاَح الرَّاعي وإصلاَح الرَّعيَّة، وذاكَ الاهتِمامُ الشَّديد بدَعوةِ الشُّعوب أكثر من الاهتِمام بدَعوةِ مُلوكِهم.
ولاَ شكَّ أنَّ فَسادَ حالِ المُسلمِينَ في بلَدٍ ما سببُه فَسادُ الرَّاعِي والرَّعيَّةِ، وإذَا باتَ مَعلومًا أنَّ الرَّاعيَ قد يتسبَّبُ في إِفسادِ الرَّعيَّة بما يَبثُّه فيهم مِن أَنظمةٍ مُخالفةٍ لشَرع ربِّ العالمِينَ، فَلْيُعلَم أنَّ فَسادَ الرَّاعي متسبَّبٌ عن فَسادِ الرَّعيَّة أوَّلاً؛ لأنَّ اللهَ قال: ﴿وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُون﴾ [الأنعام:129]، فأَخبرَ أنَّ مِن قدَرِه سبحانَه تسليطَ الظَّالم على الظَّالم، ومِن هَذا المعنَى قالَ اللهُ تَعالى:﴿وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا﴾ [الإسراء:16]، فأَخبرَ سُبحانَه أنَّه يُسلِّط المَسئولِين المُترَفِين بفِسقِهم على أَهْل القَريةِ المُستحِقَّة للإِهلاَك، ولاَ ريبَ أنَّها ما استَحقَّت الإِهلاَكَ إلاَّ وهيَ ظالِمةٌ؛ كما قالَ تَعالى: ﴿وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا﴾ [الكهف:59].
وبهَذا التَّفسيرِ فَهِم بَعضُ السَّلفِ الآيةَ؛ فقَد روَى أبو نُعيم (6/30) والبيهقي في «شُعب الإيمان» (7389) وأبو عَمرو الدَّاني في «السُّنن الواردة في الفِتن» (299) بسندٍ صَحيحٍ عن كَعب الأَحْبار أنَّه قالَ: «إنَّ لكلِّ زَمانٍ مَلِكًا يَبعثُه اللهُ على قُلوبِ أَهلِه))، فإذَا أَرادَ اللهُ بقَومٍ صلاَحًا بعَثَ فيهم مُصلحًا، وإذَا أَرادَ بقَومٍ هَلكةً بعَثَ فيهم مُترَفًا، ثمَّ قرَأَ: ﴿وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا﴾ [الإسراء:16]»، قالَ المُناوي في «فيض القدير» (1/265): «والتَّقديرُ: بقَومٍ أَهْل سُوءٍ سُوءًا؛ فإنَّه تَعالى إنَّما يُوَلِّي علَيهم مُترَفيهم لعَدَم استِقامتِهم».
وقد صرَّحَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بأنَّ تسلُّطَ السُّلطانِ على النَّاس بظُلمِه مَبدؤُه تسلُّطُ ذُنوبِهم علَيهم أوَّلاً، فقالَ: «ولَمْ يَنْقُصُوا المِكْيَالَ والمِيزَانَ إِلاَّ أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ المُؤنَةِ وجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ» الحديث، أخرجَه ابنُ ماجَه (4019) وصحَّحه الألبانيُّ في تَعليقِه علَيه.
وهكذَا تَفعلُ الذُّنوبُ، ما حلَّت نُذرُها بساحةِ قومٍ إلاَّ ساءَ صَباحُ المُنذَرين، فانكشَفوا عن عدوٍّ أَبادَ خضراءَهم، واجتَنحَ أَرزاقَهم، واستَباحَ حُرماتِهم، وقيَّدَ حرِّيَّاتِهم، وفعلَ بهم من المُنكَرات على قَدْر مَا أَصابُوا من السَّيِّئاتِ، وفاتَهم من المَسرَّاتِ بحسَبِ ما فوَّتوا على أَنفسِهم من الطَّاعاتِ، والرَّبُّ حكَمٌ عَدلٌ، وبه المستعانُ.
ولمَّا كانَ هَذا هو الأَصل، فإنَّ اللهَ عز وجل جعَلَ إِصلاَحَ النَّفْس السَّبيلَ الوَحيدَ لإِصلاَح الرَّاعي والرَّعيَّة، فقالَ: ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ [الرعد:11]، فلذَلكَ كانَ سيِّدُ المُصلحِين صلى الله عليه وسلم لاَ يَزيدُ في افتِتاح خُطبِه على التَّعوُّذ من شرِّ النَّفس، فيَقولُ: «...وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا» رواه أصحابُ السُّنن وصحَّحَه الألبانيُّ فيها، فلِماذَا يُعرِض كَثيرٌ من الدُّعاةِ عن طاعةِ الله في هَذا واتِّباع رَسولِه صلى الله عليه وسلم ؟!))(1)


الوقفة السادسة:

قلت_أرشدك الله إلى طاعته_:
اقتباس:
ولكن السؤال هنا بعد كل هذه الآثار الطيبة, من ولى هذا الإنسان علينا؟ أليست تلك الديمقراطية العفنة, أو لأكون دقيقا في قولي أليست تلك الدكتاتورية المنتنة, ثم ولي الأمر مطاع ما دام آخِذٌ بشرع الله و رافعه على يمينه وآخِذٌ لشؤون الناس وحوائجهم بشماله, وهو بعد ذلك قائم بها خير قيام, ومادام كذلك فالسمع والطاعة من الرعية واجبة, أما إن خالف ذلك فلا طاعة له و لا إلزام, ثم "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق", والمعصية في حال كثير من حكامنا بَائِنَةٌ بَيْنُونَةً كبرى ولا تحتاج لدليل وبرهان شرعي, وإن اختلف كل هذا الميزان والكيل, فهذا يعتبر كيل المطففين المنهي عنه, وحكم الجائرين الظلمة في أرض الله, ولا يرضى الله الظلم في أرضه وعلى عباده, وصورة لفرعون جديد باسم جديد وفعل قديم, يَحُفُهُم أسباطهم وهم خير خلف له (أي فرعون) , وبئس الـمُخَلِّفْ وَالخَالِفْ له, وكذا هم أولئك الأمناء الذين أضاعوا الأمانة واتبعوا شهوات الدنيا وعَمَاهُمْ الجاه وعَلاَهُمْ السلطان بغير حق ولا وجه حق, ثم هل هناك حاكم قائم بشرع الله ولو بنسب قليلة حتى ولو كان ظالم جائر متجبر على رعيته, وهل نفع معهم نصح الناصحين وقول الراسخين في رعيّتهم ومسؤوليتهم العظيمة أمام الله والرسل والناس أجمعين... ثم أين دور ذلك العالم الرباني في هذه الحالة أليس هم أمناء الرسل في الأمة, ألا يجب أن يكون قابضا على شرع الله في تأدية الأمانة المنوطة به وتبليغها شاء من شاء وكره من كره, حتى ولو كان بِشِّقِ كلمة حق, وهو يرى الظُلم العميم وإِيْذَاءٌ للناس وخيم وفوق هذا بَطْرُ الحّق ومحقه, وإظهار الحّق باطلا والباطل حقًا وغيرها من سيئات كل سلطان في رعيته, أليست هذه شِرْكَةٌ في الجرم نفسه وعينه, ونحن نعلم أن أفضل الجهاد ((كلمة حق عند سلطان جائر)), فهل هذه الرؤية واضحة أما أنها تحتاج لوضوح أكثر وأكبر, لأن الله أخذ علينا وعليهم الميثاق في قولها: (لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ) (آل عمران: 187). وضرب لنا المثل بأَشقى الأُمم ممن سبقنا بقوله تعالى: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) (المائدة: 78-79) ... أو من أولئك الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما هلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها"(رواه البخاري) .
أقول :

أولا:بما أنك ذكرت الديمقراطية العفنة ووصول الحكام عن طريقها! فقلي بربك بماذا وصل الحكام الجدد اليوم؟ وما الذي اختلف عن الأمس؟ فكلا الحكام الساقطون و الحركيون الواصلون وصلو عن طريق الديمقراطية العفنة وكلاهما لم يحكموا بالشريعة ولم يلتفتوا إليها فما الفرق بين الأمس واليوم سوى دماء سالت وأعراض انتهكت وشريعة سيست وأموال اتلفت ووعود أخلفت!.
ثانيا: كلامنا ليس عن واقع الحكام لأنه معلوم بل كلامنا عن الطريقة الشرعية الإسلامية التي بينها لنا نبينا عليه الصلاة والسلام في التعامل مع الحكام الظلمة والفسقة الذين استأثروا بالأموال وفتحوا السجون السرية والعلنية وضربوا الظهر وأخذوا المال
هذا ما نريد أن نبحث فيه ونتدارسه تطبيقا منا لشرع الله تعالى لأن الكثير من الناس يجهلها-الطريقة الشرعية في التعامل مع مختلف أصناف الحكام
(ظلمة فسقة كفرة...).
وقد بح صوتنا وجفت أقلامنا ونحن نقول(طاعة الحاكم المسلم في غير المصعية)) أي ليس في المعصية بل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم((إنما الطاعة في المعروف)) فهذا تجده عند كل من يعرف النهج الصحيح .. كما لا يخفى فإن تبين لي أنني خالفت أمرا من أوامر النبي صلى الله عليه وسلم فإنني أعلن تراجعي ولا يضرني ذلك شيئا لأن شعارنا هو شعار السلف(إن صح الحديث فهو مذهبنا)) فلا حزب ولا فرقة فلانية ولا شيخ فلاني بل ما كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم ثم من اجتمع عليه أصحابه ومن تبعهم بإحسان.منهج واضح وعقيدة ناصعة بعيدة عن كل أغلال التعصب والتقليد للأشخاص أو التلوث بالسياسات والإديولوجيات البدعية التي تعصف بالأمة.
وقد بينت فيما بالأحاديث الصحيحة أنه لا يجوز الخروج على الحاكم الظالم الفاسق الذي يضرب الظهر ويأخذ المال فلا داعي للتكرار.

ثالثا:لست أخالفك في أن طاعة الحكام مشروطة بالمعروف لا المعصية لكن أنت كذلك عليك أن لا تخالفني في أن الخروج مشروط بالكفر لا الظلم والفسق لقوله عليه الصلاة والسلام((حتى تروا كفرا بواحا عندنا فيه من الله برهان)) فنزع الطاعة في المعصية شيء والخروج شيء آخر. كما لا يجب أن يخفى عليك أن واقعنا مكرر بكل معنى الكلمة وهذا الواقع قد عايشه جميع أئمة الإسلام وتَكَرَّرَ أمام أعينهم في أزمان عديدة خلال فترة لا تقل عن ستمائة عام سبقت؛ أي منذ دخول التتر بلاد الإسلام، وإليك بعض الأمثلة التاريخية التي تشير إلى وجود مثل حكام زماننا فيما سبق من القرون:

1- جاء في القاموس الإسلامي -التابع لوزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية ص (48) نقلاً عن الموقع الرسمي (http:\www.al-islam.com) بإشراف معالي الوزير الشيخ/صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ- جاء فيه:
أن "القوانين التي وضعها جنكيز خان ورتب فيها أحكاما وحدد فيها حدودا...كانت هي لب القانون الذي يطبق في الخلافات بين المماليك في عصر سلاطين المماليك.‏..."اهـ باختصار.

2- وقال المؤرخ الشهير يوسف بن تغري بردي -في "النجوم الزاهرة" (7/182)- :
(كان الملك الظاهر [بيبرس] رحمه الله يسير على قاعدة ملوك التتار وغالب أحكام جنكزخان من أمر اليسق والتورا..)اهـ.

3- وقال محمد فريد بك المحامي -في "تاريخ الدولة العثمانية"ص (177-178) نقلاً عن كتاب "التبيين والتفصيل في مسألتي التقنين والتبديل" لأبي عمر العتيبي- قال عند ذكر الترتيبات الداخلية للسلطان (محمد الفاتح):
"ووضع أول مبادئ القانون المدني وقانون العقوبات فأبدل العقوبات البدنية أي السن بالسن والعين بالعين وجعل عوضها الغرامات النقدية بكيفية واضحة أتمها السلطان سليمان القانوني الآتي ذكره"اهـ.

ولم يُعْلَم أن أحدًا من أهل العلم -ممن عاصر هؤلاء الحكام الذين حكموا بالياسق أو بالقوانين- نزَعَ يدًا من طاعة ولا رأى الخروج على هؤلاء الحكام المبدلين لشرع رب العالمين لمجرد أنهم حكموا بغير ما أنزل الله على صورة مكفرة؛ بل قد عُلِمَ منهم نقيض ذلك من الاعتراف بإمامة هؤلاء الحكام، والدعاء لهم، والجهاد معهم، وعدم الخروج عليهم...إلخ.

رابعا: أما كلامك عن دور العلماء فاعلم أن العلماء يأمرون، ولكن لا يملكون شرعا ولا قدَرا سلطة التنفيذ مع وجود الحاكم المسلم. أمّا تلك الجماعات التي تثير مثل هذا الشغب وتُلصق هذه الفِرَى بالعلماء فهي ترى التلازم بين إنكار المنكر وبين تغيره، فنزاهم يرددون أنكارنا ثم أنكرنا ولم يغيروا شيئا، وهذا خطأ مخالف لنصوص السنة التي وردت في معاملة الحاكم الذي لم يكفر، فتأمل معي أيضا هذا الحديث وما جاء في صحيح مسلم عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال«إنّهُ يُسْتَعْمَلُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ، فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ، فَمَنْ كَرِهَ فَقَدْ بَرِىءَ، وَمَنْ أَنْكَرَ فَقَدْ سَلِمَ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللّهِ أَفَلاَ نُقَاتِلُهُمْ؟ قَالَ: «لاَ، مَا صَلّوْا» معنى (كَرِهَ) َأَنْكَرَ بِقَلْبِهِ، ومعنى (أَنْكَرَ) أي أنكر بقلبه كما جاء ذلك في صحيح مسلم، وتقدم قبل قليل الحديث الذي فيه (فإن قبل منه فذاك وإلا فقد أدى الذي كان عليه)، فهذه هي نظرة علمائنا رحمة الله عليهم في مثل هذه القضايا، فمن قدح فيهم ورماهم بالمداهنة وقلة العلم فإنما أوتي بجهله من قبل الأحكام الشرعية وبالنصوص النبوية، ولا ريب أيها الإخوان أنّ رمي العلماء بهذه الفَرِية جُرْم شنيع وصدٌّ عن سبيل الله تعالى.
يقول أئمة الدعوة رحمهم الله تعالى كما في الجزء السابع من الدرر السنية: ومما أدخل الشيطانُ على بعض المتدينين اتهام علماء المسلمين بالمداهنة، وسوء الظن بهم، وعدم الأخذ عنهم، وهذا سبب حرمان العلم النافع.انتهي كلامهم رحمة الله عليهم."( الدرر السنية ، كتاب الجهاد ( الطبعة الثانية (7/ 294-298) ، الطبعة الخامسة (9/127-135))).

خامسا:بما أنك تكلمت عن فرعون وخلفه_ رغم أنني لا أوافقك في تشبيهه له بالحاكم المسلم الظالم الفاسق _ فاعلم أن هذا الإحتجاج حجة لك لا عليك وذلك لأن الله تعالى قال((( وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ [الأعراف : 137]
فانظر كيف أثنى عليهم لصبرهم رغم أنهم عاشوا تحت سلطة كافر كان يذبح الأبناء ويستحيي النساء
كما قال تعالى ( وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ [البقرة : 49]

فنجاهم الله تعالى بصبرهم وليس بمظاهراتهم ولا حزبياتهم!
قال الحسن البصري رحمه الله: ((
والله لو أن الناس إذا ابتلوا من قبل سلطانهم صبروا على ما لبثوا أن يرفع الله - عز وجل – ذلك عنهم وذلك أنهم يفزعون إلي السيف فيوكلون إليه، والله ما جاؤوا بيوم خير قط، ثم تلا : ( وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ ))جاء في (( الشريعة )) للأجري( ص 38 )، ط. أنصار السنة.
ولست هنا أنادي بعدم الخروج على الحاكم الكافر كلا معاذ الله بل الخروج على الحاكم الكافر واجب شرعي لا يجب التقاعس عنه ولا الرضا به لكن في حال القوة لا الضعف .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
(( فلما أتى الله بأمره الذي وعده من ظهور الدين وعز المؤمنين أمر رسوله بالبراءة إلى المعاهدين وبقتال المشركين كافة وبقتال أهل الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون؛ فكان ذلك عاقبة الصبر والتقوى اللذين أمر الله بهما في أول الأمر، وكان إذ ذاك لا يؤخذ من أحد من اليهود الذين بالمدينة ولا غيرهم جزية، وصارت تلك الآيات في حق كل مؤمن مستضعف لا يمكنه نصر الله ورسوله بيده ولا بلسانه فينتصر بما يقدر عليه من القلب ونحوه، وصارت أية الصغار على المعاهدين في حق كل مؤمن قوي يقدر على نصر الله ورسوله بيده أو لسانه، وبهذه الآية ونحوها كان المسلمون يعملون في أخر عمر رسول الله  وعلى عهد خلفائه الراشدين، وكذلك هو إلى قيام الساعة لا تزال طائفة من هذه الأمة قائمين على الحق ينصرون الله ورسوله النصر التام.
فمن كان من المؤمنين بأرض هو فيها مستضعف أو في وقت هو فيه مستضعف فليعمل بأية الصبر والصفح عمن يؤذي الله ورسوله من الذين أوتوا الكتاب والمشركين.
وأما أهل القوة فإنما يعملون بآية قتال أئمة الكفر الذين يطعنون في الدين وبآية قتال الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون)) [الصارم المسلول 2\412-414].

سادسا: أما احتجاجك بقول النبي صلى الله عليه وسلم (( أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر)) فهذا الحديث حجة عليك لا لك وذلك لسببين:

الأول: أن النبي صلى الله عليه وسلم أثبت شرعيه هذا الحاكم لتسميته بالسلطان بخلاف خوارج العصر والثوريين الغوغائيين فهم يسقطون شرعيتهم!.
الثاني: أن النبي صلى الله عليه وسلم إشترط العندية وهي ظرف مكان أي عند الحاكم في حضرته لا أمام الملأ كما يفعل الثوريون والحركيون في هذا العصر.


إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.




وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

_________________________________________________
(1) مستفاد من مقال بعنوان(( لماذا لا يلجأ أهل السنة في إصلاحهم إلى الحل السياسي والحل الدّموي)) من هنا









قديم 2012-01-12, 13:14   رقم المشاركة : 119
معلومات العضو
عُضو مُحترم
عضو ماسي
 
الأوسمة
مبدع في خيمة الجلفة 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمدي آل زيد مشاهدة المشاركة
إذًا قد أفتيتَ نفسكَ.
غير أني أؤكد لكَ -ولغيركَ من الإخوة والأخوات- أن الظلم لا يدوم، والتاريخ خير شاهد على ذلك، بل الواقع الآن ماثلٌ أمامك في زوال ملك بعض الحكام الظلمة والكفرة.
ثم إن الله حَكَمٌ عَدْل لا يرضى بالظلم؛ فالليل مهما طال لابد من طلوع الفجر، وكذلك الظلم مهما طال لابد أن ينجلي.
اقرءوا إن شئتم قوله تعالى: وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ".



نعم

و لكن قُلت ان الظُلم لا يدوم
ذ

كيف يزول و يتغير

هل من تلقاء نفسه ؟؟؟؟

لاتقل بالدعاء والصبر

الدعاء للتثيبت و النُصرة و ليس للتغيير

فها انت ذا لو تبقى طول حياتك تدعي على اللُقمة ان تصعد لفمك

لن تصعد ما لم تمد يدك و تجعلها في فمك


التغيير فعل و ليس دعاء واحلام وردية و خُطب رنانة

فبوتفليقة و بقية العُصبة الحاكمة بغير ما امر الله

سيتوارثون الحُكم و لن يخرجوا منه ابدا

و تبقى الجزائر تنحدر للهاوية

ما لم يتم تغييرهم من الشعب

فمن ذاق نعيم الكراسي لن يخرج منها بالكلام و الشعارات

بل بالعمل و البذل و التضحية بالمال والنفس

ام انك تتوقع ان يزول حُكم الجنرالات العلمانيين في بلادنا بين عشية وضحاها

و ياتي حاكم فاضل عادل على بساط الريح و يسكن قصر الرئاسة؟؟؟


==============

و ذكرتُ لي تان الطغاة زال ظُلمُهم من قبل

و لكن كيف

ففرعون زال بموسى و ابو جهل زال بدعوة محمد صلى الله عليه و سلّم

و اُمية بن خلف سقط بسيف سيدنا بلال

و القدس فتحها سيدنا عمر بسيفه و ليس بالهدرة

و سقطت في يد الصليبيين بالسيف

و عادت للمسلمين بالسيف

و الجزائر تحررت بالثورة و الجهاد و القتال و التضحية


لا يوجد شيء ياتي بالصدفة و بالمجان

(ماكاش حاجة تاع باطل )

اذا اردت تحكيم شرع الله

و لإصلاح حال البلاد و اخلاق العباد

يجب ان تعمل و تضحي من اجل ذلك

و بعد العمل تطلب النصر بالدعاء









قديم 2012-01-12, 13:43   رقم المشاركة : 120
معلومات العضو
عصام الجيجلي
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية عصام الجيجلي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



اقتباس:
كيف يكون عنوان المقال حزبية وهو يحذر من فتنة الحزبية والحركية !
حينما تقسم المسلمين إلى سلفيين تمجدهم وتثني عليهم ثم تهمش من خالفهم فتذمهم وتخطئهم وتمعن في كيل التهم لهم وتحاول باسماتة اقصاءهم عن المنهج الحق ..اليست هذه قمة الحزبية والتعصب؟

قلتها قبلا وسأعيدها..ليس هناك اكثر تحزبا وتعصبا من أدعياء السلفية..ومنهجهم منهج إقصائي بامتياز..إذ تراهم طوال الوقت يقسمون ويصنفون ويشغلون كل وقتهم في الحكم على الناس..هذا ضال ..وذاك مبتدع..والآخر كافر ووو القائمة تطول..



اقتباس:
هناك أربع خيارات لا خامس لهما وبيان ذلك كما يلي:
وبيان ذلك كما يلي:
1-اختارات طائفة منهم الطريق الدموي كالإغتيالات و الإنقلابات والحرب المسلحة مع الحكومات كما كان حال الإخوان المسلمين وبعض من تفرع عنهم كالهجرة والتكفير وغيرهم .
العمل المسلح للإخوان لم يكن الا في سوريا فقط وأنت تعترف بهذا إذ تكتب "كما كان حال الإخوان" فهم اليوم قد باتوا موقنين بأن السلاح ضد مجانين الحكم يعد نوعا من الإنتحار..أخطؤوا مرة وتداركوا أخطاءهم ..ولا عيب في هذا..والعبرة بمن يخطئون ويصرون على أخطائهم !..أما إذا تعلق الأمر بالتكفيريين كما تقول فليس هذا مقام الحديث عنهم ولا علاقة لهم بالإخوان..

اقتباس:
-واختارت طائفة أخرى الدخول في البرلمانات مع فيها منكرات لحصد الأصوات ولو على حساب إهمال الشريعة الإسلامية خاصة في مسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فكان همهم الوحيد إرضاء جميع الناس مسلمهم وكافرهم من أجل صوتهم ووصول إلى الحكم على أعناقهم وتتمثل هذه الطائفة في ما يسمى زورا وبهتانا بالأحزاب الإسلامية! كالإخوان المسلمين إذ لما فشلوا في الطريق الدموي اختاروا الطريق البرلماني فدينهم مبني على التجارب لا الأدلة الشرعية كما هو معلوم .


الأخذ بالأسباب يا جمال..خيرمن القعود عن العمل..بعد فشل خيار العمل المسلح كان عليهم البحث على خيار آخر من أجل الوصول إلى الحكم..وهدف الوصول الى الحكم الذي يزهد فيه السلفييون ويستحون منه ليس من اجل أغراض دنية في أنفسهم( هناك استثناءات وحالات شاذة..والشاذ لا يقاس عليه)..بل من اجل إصلاح الوضع في هذه البلاد..إذ أيقنوا ان التغير لا بد أن يكون من قمة الهرم وقاعدته بالتوازي وعلى حد سوااء..وأي شخص يزعم ان البداية تكون فقط من القاعدة فهو يغالط نفسه..فإن لم تتهيء الأجواء الملائمة للإصلاح فلن يكون هناك اي تغيير حتما..
اقتباس:
3-كما اختارت طائفة أخرى المظاهرات الغربية التي يسمونها سلمية كتنظيم المسيرات والإعتصامات والإضرابات وغيرها وتسمى هذه الطائفة اليوم بشباب الثورة-كما هو على إصطلاح الإعلاميين-.
غربية؟ ألأنها غربية نرفضها؟..لو كانت منهجا فكريا شاذا او غريبا لوافقتك أما وهي وسيلة معاصرة من وسائل التعبير والتغيير فلا ادري ماذا اقول ..ولو كانت موجودة في عهده صلى الله عليه وسلم ما توانى في استخدامها..كفانا جمودا بالله..
سبحان ربي العظيم لما تضيقون على الخلق؟
العمل المسلح وتنازلنا عنه واتفقنا على عدم جدواه..العمل السياسي والبرلماني صمتنا على مضض امام امتعاضكم منه..والآن المظاهرات الخيار والوحيد المتبقي تقصونه بكل بساطة؟


اقتباس:
واختارت طائفة طريق الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ثم من تبعهم كالمصلحين والمجددين عبر العصور كالإمام أحمد وابن تيمية وابن باديس وابن عبد الوهاب والألباني ومباركفوري وغيرهم من المصلحين, وتتمثل هذه الطريقة في قول النبي صلى الله عليهم وسلم((حتى ترجعوا إلى دينكم)) وقول الله جل جلاله ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ [الرعد:11] لذلك تجد هذه الطائفة(التي تسمى بطائفة أهل السنة أو السلفيين أو أهل الحديث أو أهل الأثر) تسخر كل ما لديها من طاقة في سبيل تعليم الناس دينهم الحق المبني على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة.
ويمكن إختصار هذا النهج الذي تسلكه هذه الطائفة التي تتبع نهج الأنبياء في كلمتين أساسيتين((التصفية والتربية))
طيب سأتغاضى عن عدم مطابقة ما كتبته هنا لواقع السلفيين اليوم..وسأسألك سؤالا واحدا؟..

برأيك علماء مجدون ومجتهدون ودعوة نشطة منتشرة وفاعلة ..خلفها سلطان جائر طائش يبذل المستحيل في سبيل اخماد هذا الحراك وله من القوة ما له..فيقتل من يقتل ويسجن من يسجن ويفسد على الناس دينهم بالفحش والفجور..بالله عليك كيف ستنجح هذه الدعوة إن لم تستند إلى قوة تدعمها؟..ولا تقل إن الله سينصرهم فالنصرة لا تكون إلا بالإخلاص أولا ..وبالأخذ بالأسباااب ثانيا..

والسلفيون اليوم للأسف يدعون الى الخمود والركود أكثر مما يدعون الى نهج النبي صلى الله عليه وسلم ونهجه من هذا الإذعان للجور والظلم براء..
اقتباس:

قال الشيخ الألباني-وهو أحد كبار العلماء المعاصرين لهذه الطائفة-:إذاً؛ لا بد أن نبدأ نحن بتعليم الناس الإسلام الحق، كما بدأ الرسول عليه الصلاة والسلام، لكن؛ لا يجوز لنا الآن أن نقتصر على مجرد التعليم فقط، فلقد دخل في الإسلام ما ليس منه، وما لا يمت إليه بصلة، من البدع والمحدثات مما كان سبباً في تهدم الصرح الإسلامي الشامخ.
فلذلك كان الواجب على الدعاة أن يبدءوا بتصفية هذا الإسلام مما دخل فيه.
هذا هو الأصل الأول: (التصفية)

وأما الأصل الثاني: فهو أن يقترن مع هذه التصفية تربية الشباب المسلم الناشئ على هذا الإسلام المصفى.


نعم التصفية والتربية أمر لا نختلف عليه ولكن هل اعتماد هذا المبدا يحتم علينا ان نسكت عن الظلم المستشري؟..
فمثلا في سوريا لنفرض ان الثورة لم تقم وشرعنا في التصفية والتربية ونحن نرى اناسا يقتلون ويسجنون لأتفه الأسباب دون ان نحرك ساكانا..هل يعقل ان نسكت على اختطاف فتاة في ربيع عمرها مثل طل الملوحي (اختطفت قبل اندلاع الثورة) ونتجاهل أمرها ونتلهى " بالتصفية والتربية"؟ كلا هذا ليس من الإسلام في شيء والساكت عن الحق شيطان أخرس..لا تقل لي هذا كلام عاطفي..لأن من يسكت عن مثل هكذا جرائم ويتغاضى عنها لا يعد رجلا عدا عن ان يكون مسلما ..






اقتباس:
سبق أن بينت له لك أخي الحبيب .


كلا بل الصحابة سلف لنا وسلفيون أيضا لقول النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها(وإنه نعم السلف أنا لك))) فهم سلفيون وسلفهم محمد صلى الله عليه وسلم.
[/center]
"هو سماكم المسلمين من قبل"...!


اقتباس:
أولا:لا يزال كلامك فيه شيء من الحزبية ومبني على مقدمة فاسدة فأنت تتصور في ذهنك أن السلفيون حزب معين مثله مثل الإخوان المسلمين لهم تنظيم ورئيس يرجعون إليه فرحت تقول ما هي إنجازاتكم؟. لهذا قبل أن تسأل مثل هذا السؤال عليك أن تصحح المقدمة الذي بنيت عليها سؤالك فالسلفيون كل من كان على نهج محمد صلى الله عليه وسلم كالصحابة ثم من بعدهم جيل بعد جيل فهل تخفى عليك آثار هؤلاء وإنجازاتهم؟ من نشر الإسلام ومن فتح السند والهند؟ ومن فتح القدس؟ أليست هذه إنجازات ملموسة.
السلفية التي أنت بصدد الحديث عنها وتمجيدها لا تعدو ان تكون مجرد تياار..مجموعة من الناس تبنوا نفس الفكر ونفس النهج وإن لم يتأطروا في تنظيم يوضح ملامح اتجاههم بشكلأ أفضل..والسلفيون انواع وفرق وكل منها يزعم انه على المنهج القويم ولا واحدة منها أوصلتنا الى بر الامان..
اقتباس:
ثانيا: إضافة إلى مقدمتك الفاسدة التي سبق ذكرها فقد أضفت إليها مقدمة فاسدة أخرى وهي أنك جعلت معيار النجاح هو الوصول إلى الحكم والخلافة و التغلب على الكفار وهذا وإن كان مطلب شرعي إلا أنه ليس بمعيار نجاح أو فشل كما تتوهم إذا كان المسلمون في حالة ضعف وإلا لو كان كذلك لاعتبرنا غالبية الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فشلة عياذ بالله فأغلب الأنبياء لم تكن لهم خلافة ولم يجاهدوا الأعداء لأنهم كانوا في حالة ضعف فهل هذا يقدح فيهم؟
ياا رجل..

وهل كان دأب الأنبياء عليهم السلام الذين لم تؤمن لهم أقوامهم القعود والإكتفاء بالقليل؟..كانت هممهم عاالية تناطح عنان السماء ..كانوا يبذلون أنفسهم ووقتهم لإعلاء كلمة الله في الأرض والتمكين لدين الله وعباده الصالحين..

هل هذا ما تدعون إليه؟ همم تُجر أذيالا وخوف وذل وخنوع؟..كلا اخي ليست هذه من شيم من يقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام الذين لم تخبوا عزائمهم حتى بعد أن أسسوا ركائز الدولة الإسلامية وذكر الله في معظم أقاصي الأرض..
أخي جمال..الإنسان المسلم لا تقف أمام طموحه حدود..والأصل أن يكون التمكين والنصر لدين الله أكبر همه..

اقتباس:
بل الفشل في هذه الحالة هو الجهاد مع الضعف الذي يؤدي إلى سفك الدماء والوصول إلى السلطة مع عدم تحكيم الشريعة هذا هو الفشل بعينه في حالة ضعف المسلمين فحال الضعف يختلف عن حال القوة.
هنا تاكد لديّ ما يقوله عنكم البعض بأنكم بطريقة او بأخرى علمانيون ..لا تضحك كثرا من هذه الكلمة ياا جمال لكنها حقيقة للأسف فكل من يتهاون في تنصيب الإسلام حكما على بلاد الإسلام ولا يجد غضاضة في ذلك لا يمكن أن يعتبر الا علمانيا..والله المستعان
اقتباس:
لهذا إجابة على سؤالك أقول:

1_إن كنت تسأل عن إنجازات السلفيين في حال القوة فعد للتاريخ ستجد ما يسرك وقريب من زماننا نجاح دعوة محمد ابن عبد الوهاب حين أقام الدولة السعودية الأولى(أتكلم عن الأولى وليس الحاضرة فتأمل)) وكذلك نجاح عز الدين قسام في جهاده ضد الإنجليز ونجاح علماء جمعية المسلمين ضد المحتل الفرنسي.
لا تتحدث عن الشهيد عز الدين القسام فأجزم لو أنه شهد مواقفكم السلبية تجاه مايجري في البلدان المحتلة وخصوصا فلسطين لتبرأ منكم..الشيخ عز الدين القسام لم يكن يجاهد اليهود بالتمني وعبارة" لا نملك لهم إلا الدعاء..نحن نربي ونصفي ثم نقاتل" المشهورة..أما عن جمعية العلماء المسلمين في الجزائر فالأمر لا يتوقف عند التغيير الهادئ الذي أحدثته بحيث بمجرد ما تمت نسبة من التربية والتصفية خرجت فرنسا هااربة..بل كانت هناك مرحلة عمل مسلح وانجازات محسوسة..
لحد الآن لم تعطني أمثلة واضحة تعود لكم فعلا ..وما تحدثت عنه ان هي مجرد امثلة مستعارة من هيئات تختلف عنكم
ولا تتبنى نفس نهجكم..
اقتباس:
أما إن كنت تسأل عن إنجازات السلفيين في حال الضعف فيكفي عدم تلطخ أيديهم وفتاويهم بالدماء نجاحا في حين أن أغلب الحركيين فشلوا أيما فشل وتلطخت فتاويهم بالدماء وتقسيم السودان ويكفي في ثباتهم على الكتاب والسنة أمام هذه الفتن نجاحا في حين تنكر من تنكر للهدي النبوي ويكفي في دفاهم عن السنة النبوية وحمايتهم لها نجاحا ويكفي في انتشار التوحيد في أغلب سكان المعمورة نجاحا بعدما كان الناس لا يعرفون شروط لا إله إلا الله ويكفي في محاربتهم للتنصير نجاحا ويكفي في الجزائر محاربتهم للفكر التكفيري نجاحا ويكفي أن الكثير ممن دخلوا إلى الإسلام في إنجلترا وفرنسا وأمريكا كان على يد الكثير من طلبة العلم السلفيين نجاحا ويكفي أن الذين يصلون بالناس التروايح في المساجد سلفيين نجاحا ويكفي في تعلميهم للناس دينهم عبر حلقات العلم في شتى بقاع الأرض نجاحا هذا هو معيار النجاح عندنا أخي وليس السلطة ولا الجهاد في حال الضعف (وإن كانتا مطلب شرعي))

عدم تلطيخ أيديهم وفتاوهيم بالدماء؟..ولكنها ملطخة بالصمت الخبيث والعجز..ملطخة بمداهنة الحكام الفاسدين وتملقهم..بل هي ملطخة بدماء المقموعين وأنات السجناء المعذبين قبل اندلاع الثورات فالدماء المسلمة سيالة دوما سواء قبل الثورات أو بعدها..
عجبا ..متى كان الصمت الأخرس إنجازا ؟..ولحد الآن لم تجب على سؤالي..لإنه كلامكم فقط هو إنجازكم ولا شيء غيره..ومن هنا أعتبر أن حججك كلها داحضة وكلامك كله مردود عليك حتى تأتيني بنجاحكم الباهر الذي لايترجم الا ضعفا وخنوعا وإذلالا..والله المستعان..
وحينما تتتركون الإرجاء كما فعل سلفيو مصر الذين أحني لهم الراس تقديرا وإكبارا..حينئذ فقط ستجدون لنا آذانا صاغية لكم ولوقع انتصاراتكم..


اقتباس:
أقول : سبحانك اللهم هذ بهتان عظيم!
1"""_إن الأهداف العامة التي تطرحها الدعوة السلفية هي أهداف كلها تغيير ومحاولة:
فالرجوع بالأمة إلى الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة: هو تغيير لواقع الأمة.
وتصفية ما علق بحياة المسلمين من الشرك على اختلاف مظاهره، وتحذيرهم من البدع المنكرة، والأفكار الدخيلة الباطلة، وتنقية السنة من الروايات الضعيفة والموضوعة التي شوهت صفاء الإسلام، وحالت دون تقدم المسلمين: هو تغيير لواقع الأمة.
وإن تربية المسلمين على دينهم الحق، ودعوتهم إلى العمل بأحكامه، والتحلي بفضائله وآدابه مما يكفل لهم رضوان اللَّه في الدنيا والآخرة، ويحقق لهم السعادة والمجد: هو تغيير لواقع الأمة.

2_السلفيون يسلكون منهج التغيير القرآني الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهو قول اللَّه -تعالى-: {إن اللّه لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} [الرعد: 11]، فساحة التغيير هي النفس البشرية حتى تستقيم على منهج اللَّه؛ فَتُؤَهَل للاستخلاف.
والتمكين وعد، وتغيير ما في النفوس شرط، ولن يتم الوعد إلا بتحقيق الشرط: {إن تنصروا اللّه ينصركم ويثبت أقدامكم} [محمد: 7].
ولذلك نرى شيخنا الألباني شامة الشام وحسنة هذه الأيام -رحمه اللَّه- مدح الكلمة المشهورة: «أقيموا دولة الإسلام في نفوسكم؛ تَقُمْ لكم على أرضكم»
ورب قائل يقول: إن منهج التصفية والتربية غير واضح؛ فلمثله يقال -مع شيءٍ من الاعتذار!-:عَلَيَّ نحتُ القوافي من معادنها وما عليَّ إذا لم تفهم البقرُ
إن هذا المنهج أوضح من الشمس، ولكن قد تنكر العينُ ضوءَ الشمس من رمد!.
كلام انشائي مكانه الورق والصفحات الإلكترونية..للمرة المليون..نريد تجسيدات وتطبيقات على الواقع..نريد ثمرات هذا العمل الدؤووب!
اقتباس:
الدعوة السلفية بذلك لا تتطلع إلى الصِّدام مع الحكام والأنظمة؛ لأنها تضع في اعتبارها إصلاح ذلك كله؛ لأن ذلك جزء من الأمة التي تسعى لإصلاحها وانتشالها من الحمأة الوبيئة التي أركست نفسها فيها؛
نعم لأنها دعوة سلفية على منهج السلف الصالح سيستحي الحكام منها وسيتنازلون عن الحكم بكل بسااطة او يتبنوا هم ايضا المنهج السلفي ويتركون "ساس ويسوس وسياسة" ويلتفتون الى طلب لبعلم الشرعي؟
اقتباس:
لأن الحكم والحاكم ليس غاية عندها؛ بل وسيلة ليعبد اللَّه وحده، ويكون الدين كله للَّه.
هنا انت تغالط..
الحكم ليس غاية نعم ..ولكن هذا لا يعني ان نزهد فيه ..بل هو وسيلة عظيمة يهدف المسلمون للظفر بها حتى تكون لهم القوة والمنعة ولتحكيم كلمة الله في الأرض..ولو كان الامر بمثل حيائكم من استلام سدة الحكم لما بنى الرسول صلى الله عليه وسلم دولة عظيمة تنطلق منها جحافل الدعوة والتغيير والإصلاح..ولأكتفى بالعمل الفردي وساح في الأرض هو أصحابه رضوان الله عيلهم من اجل نشر هذا الدين...للمرة الثانية تتأكد لدي " علمانيتكم"..
اقتباس:
وثمت أمر آخر، وهو: أن قطع الرأس وقلب نظام الحكم سيفرز -لزاماً- نظاماً أشد وأطغى، ورأساً أظلم وأبقى، ومن كان في ريب؛ فليسأل أدعياء «الفقه الواقع»(!!).

متى قطع رأس الحاكم؟..الا في حالة ليبيا فقط..ولم نسمع لكم حسا ولا ركزا حينما قطعت رؤوس كثيرين قبل الثورات ..وفجاة جاشت عواطفكم وفتاويكم تجاه هذا الحاكم المسكين..عجبا..
اقتباس:
وكذلك؛ فإن النظام الإسلامي لا بدّ له من سند يسنده ويدافع عنه مما يتعرض له من كيد الأعداء وخذلان الأدعياء: {هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين} [الأنفال: 62] ولن يكون المسلمون سنداً للرسل من بعد اللَّه -تعالى- إلا إذا تربوا على منهج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأصحابه -رضي اللَّه عنهم-.... فهذا الجهاد الأفغاني كان له سند من أهله...
تقصد السعودية والولايات المتحدة ؟؟ ونعم السند..مع احترامي الشديد للمن جاهدوا هناك فهم اكبر و أشرف من أن أقصدهم..
اقتباس:
ومع ذلك كله؛ فإن السلفيين لا ينكرون على العاملين ضرورة التغيير، ولكنهم ينكرون عليهم مناهجهم في التغيير التي لا تسمن ولا تغني من جوع بل يركبها المستعجلون والمنتفعون؛ ليقدموا الشباب المسلم قرابين... ويقيموا العقابيل بسبب استعجالهم... ومن ثَمَّ تهافتهم على موائد أعدائهم... وسنة اللَّه خِلْفَة لِمَ أكده العالمون بقولهم: «من استعجل شيئاً قبل أوانه عوقب بحرمانه».
صدقني اخي حتى الخيارات التي تطرحونها ابعد ما تكون عن الواقع وغير مجدية..!
اقتباس:
لست بناسخ إلا عن بحوثي السابقة التي كنت كتبتها في هذا المنتدى أو غيره فليس عيبا إذن مادمت أنسخ عن نفسي أو غيري ممن سبقني للبحث ما دمت أؤمن بما أنسخ وألصق وأنت مطالب بمناقشة الأفكار وليس الأشخاض!
2_أما أسلوب الإختصار فلا ينفع في مثل هذه الحالة لأنه لا يدل على الشيء فالكلام يجب أن يدلل ويوثق بالأدلة النقلية ثم العقلية ثم الواقعية أما مجرد الكلام النثري فهذا ليس من منهجي بارك الله فيك .
والقدرة على الإختصار والإختزال ملكة لا يجيدها الكثيرون..فهي تعتمد على مصطلحات اختصاصية معينة تحصر بين أهداب حرفين مئات المعاني.وأظنك بهذا ستخسر الكثير الكثير وتبعثر وقتك هباء..أعانكم الله

اقتباس:
_ لا يهمني من يقرأ أو لا يقرأ لأنني أعتبر ان الهداية لله وحده والباحث عن الحق يتسبب والله وحده يهديه فلا يضرني من خالفني ولا من خذلني في شيء بل صدري رحب لكل انتقاد .
مخطئ للأسف..
صحيح ان الهداية من الله وحده ..ولكن لا بأس أن نكون أسبابا فيها ..فإن حاولنا الإقناع اعتمدنا كل لوازمه والطرق المؤدية إليه..وإذا كانت النية والأجر هما الغاية فلا بد ان نأخذ الطريقة والنتيجة بعين الإعتبار....

حياك الله










موضوع مغلق

الكلمات الدلالية (Tags)
الرهان, سيكسبون, كالعادة..السلفيون


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 10:28

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc