استشارات نفسية و اجتماعية - الصفحة 8 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم خاص لطلبة العلم لمناقشة المسائل العلمية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

استشارات نفسية و اجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2019-01-07, 18:07   رقم المشاركة : 106
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

يتقدم إليها الخطاب وتتردد في القبول

السؤال

رغم أنني أريد الزواج والأطفال ككل النساء , إلا أني مترددة جدا في الإقدام على ذلك ، مع أنني أتلقى عروضا ، لكنني أخشى ألا يكون الشخص الذي أوافق عليه ذا الخلق ، ثم إنني ـ أيضا ـ لا أدري ما الذي سيحدث لي بعد ذلك !!

أرجو أن تشيروا علي ، وتنصحوني في مشكلتي .

الجواب

الحمد لله

المشروع في حق الشباب - ذكورا وإناثا – هو التعجيل بالزواج ، امتثالا لوصية النبي صلى الله عليه وسلم :

( يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ ) رواه البخاري (5065) ومسلم (1400) ، ولما في ذلك من الصيانة والعفة والاستقرار .

فنصيحتنا لك أيتها الأخت الكريمة أن تقبلي من جاءك من أهل الدين والخلق

بعد الاستخارة والاستشارة ، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم :

( إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض ) رواه الترمذي ( 1084 ) من حديث أبي هريرة ، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي .

وأهل الدين والخلق لا يخفى حالهم فلهم سيماهم وعلاماتهم ، من التمسك بالسنة ، والمحافظة على الصلوات في الجماعة ، ومصاحبة الصالحين ، والبعد عن الفتن ومظاهر الفساد .

وإياك والتردد وكثرة الرفض ، فإن من يذهب اليوم قد لا يأتي مثله في الغد ؛ قال الشاعر :

على فُرصٍ كانت ، لو آني انتهزتها

لقد ِنلتُ فيها من شريف المطالبِ

فإذا تقدم إليك خاطب فصلي صلاة الاستخارة أولا

فإن كان لك خير فيه فإن الله تعالى سييسره ، وإلا صرفه الله عنك بلطفه وعلمه ، سبحانه .

ثم يتحرى أهلك عن الخاطب بالسؤال عنه من يعرفه من جيرانه وزملائه في العمل وإمام مسجده ، فإن كان مستقيما محافظا على الصلوات ، حسن العشرة ، فاقبلي خطبته

واعزمي الأمر ولا تترددي ، فإن كان لك خير فيه فإن الله تعالى سيسره ، وإلا صرفه الله عنك .

كما أن السؤال عن أسرة الخاطب أمر مهم ، فقد لا تكون أمه مرضيّة الخلق ، أو في الأسرة من الانحراف ما لا يرجى معه العيش الهنيء لك .

فإن وفق الله تعالى لك من يظهر منه حسن الخلق ، والحرص على دينه ، والجد في أمر الزواج ، مع الأهلية له ؛ فاقبلي خطبته ، واعزمي الأمر ولا تترددي ؛ قال الشاعر :

وقال طَرَفَة بن العَبْد

إذا كنتَ ذا رأيْ فكُنْ ذا عَزِيمَةٍ
فإنَّ فَسادَ الرَّأْيِ أنْ تَتَردَّدا

نسأل الله لك التوفيق والسداد .

والله أعلم .

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين








 


رد مع اقتباس
قديم 2019-01-11, 19:24   رقم المشاركة : 107
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



زواج .. مع وقف التنفيذ

السؤال

أنا فتاة ملتزمة وعلى قدر من الأخلاق بفضل الله ، من مدة تقدم لخطبتي من نفسي شاب ملتزم خلوق ، حيث أنه من بلد أجنبي ولا يمكنه أن يقدم لبلدي من أجل التأكد من موافقتي

فاتصل بي مباشرة وعرض علي الزواج ، على أن أخبر أنا أهلي حال موافقتي ، فاستخرت الله وقبلت بعد إخبار أهلي وموافقتهم ، وحدد هو موعدا للسفر إلينا من أجل مباشرة مراسيم العقد والزواج

لكن في هذه الفترة ، أصيب بوعكة صحية شديدة وأسفرت نتائج الفحوصات على أنه مصاب بمرض خطير مزمن عضال ، فأخبرني بذلك ، وسألني ألا أتخلى عنه في محنته ، وطلب مني ألا أخبر أحدا من أهلي

وقد وعدته بذلك ، في البداية ، ظننت أنها حكاية للتملص من إتمام الزواج ، لكنني تواصلت مع أكثر من شخص فأكدوا لي حقيقة الأمر ، وأنه فعلا مريض بهذا المرض . المشكلة أنني قد تعلقت به بشكل كبير

وهو أيضا ، وأنا أعلم أنه الآن لا يستطيع أن يقدم شيئا من أجل الارتباط بشكل شرعي . ولا نعلم أيضا هل سيمكنه ذلك أصلا ؟ ومتى يكون ؟ وفي المقابل أعلم أنه من المستحيل أن أتخلى عنه في محنته

خاصة وأنه شاب ملتزم خلوق اجتمعت به من الصفات ما جعلني وعائلتي نوافق عليه

. سؤالي : كيف أحافظ عليه ، وعلى علاقتي به وأبرهن له أنني لن أتخلى عنه ، وفي نفس الوقت دون أن أغضب ربي ؟


الجواب

الحمد لله

أختنا الفاضلة :

نعلم أنه لا أثقل من كلام الحكمة والتعقل والترزن على من لا يستجيب إلا لنداء العاطفة ، ولا يصيخ إلا لصوت المشاعر ، ولا يطربه سوى أنين وخفقان القلب .

ونعلم ـ أيضا ـ أنك قد تلوميننا إن نحن خضنا من البدء في زجرك ونهيك واسترجاع خطوة البداية الخاطئة ، وقد تتهميننا بأننا لا نتفهمك ، ولا نقدر معاناتك .

لكن ، فقط ، نرجو منك أن تقدري صعوبة الموقف الذي نقفه نحن ؛ إننا محكمون بأصل شرعي عام ؛ أن : ( الدين النصيحة ) ، كما قال صلى الله عليه وسلم

وأن : ( المستشار مؤتمن ) ، كما قال صلى الله عليه وسلم ، أيضا .

فدعينا الآن ، نعفيك هنا من تقليب صفحة الماضي ، فما كان قد كان ، وربما لا نحتاج أن نتوقف طويلا عند تقرير أصل عام في سلوك العبد ، وسيرته

وحياته : أن الأنس الحقيقي إنما هو بالله جل جلاله ، البر الرحيم ، وألا يغفل العبد عن معاني مراقبته ؛ مراقبة بره وجوده وإحسان

ومراقبة علمه وحكمته وخبرته ، ومراقبة قدرته وقهره وسلطانه ؛ إننا نظن أن ذلك كله منك على بال .

ولنبدأ من حيث تكلمت أنت عن نفسك ؛ من حيث ذكرت ما أنعم الله به عليك ، من الدين ، والخلق ، من حيث ذكرت مراقبتك لربك جل جلاله

وحرصك على مرضاته ، وخوفك من عصيانه ، والوقوع فيما يغضبه ، سبحانه .

فنقول لك - يا أمة الله - :

إن العبد ـ كما تعلمين جيدا ـ لا يملك من أمر نفسه شيئا ؛ لا خلقا ، ولا تصريفا ، ولا أمرا وتدبيرا ؛ فالعبد لم يخلق نفسه ، ولم يُصرِّفها ، وليس هو مُخولا بأمرها ونهيها ، فيما لله فيه طاعة وشرع.

يا أمة الله ؛

هناك أصلان يحكمان حركة العبد في حياته ، ونظرته لواقع أمره ، واختياره ما يختاره ، قبولا ، أو ردا :

الأول : إيمانه بقدر الله السابق ؛ وهو ركن ركين من إيمان العبد : أن تؤمن بالقدر خيره وشره

حلوه ، ومره ؛ قال الله تعالى : ( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ) القمر/49

وأن يعلم العبد أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه ؛ ويستحضر ذلك في حياته

وحركاته وسكناته ، ويسلم له : ( مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) التغابن/11 .

قال ابن كثير رحمه الله :

" أَيْ : وَمَنْ أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ فَعَلِمَ أَنَّهَا بِقَضَاءِ اللَّهِ وَقَدَرِهِ ، فَصَبَرَ وَاحْتَسَبَ وَاسْتَسْلَمَ لِقَضَاءِ اللَّهِ ، هَدَى اللَّهُ قَلْبَهُ، وعَوَّضه عَمَّا فَاتَهُ مِنَ الدُّنْيَا هُدى فِي قَلْبِهِ ، وَيَقِينًا صَادِقًا ، وَقَدْ يُخْلِفُ عَلَيْهِ مَا كَانَ أَخَذَ مِنْهُ ، أَوْ خَيْرًا مِنْهُ " .

انتهى من "تفسير ابن كثير" (8/137) .

الثاني : أن العبد مأمور بأمر ربه ، مصرف بشرعه : ( أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) الأعراف/54 ،

وقال تعالى : ( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) النساء/65 .

يا أمة الله ؛

إننا الآن أمام مشروع : زواج " ، مع وقف التنفيذ" ؛ لا ، بل واستحالة إتمامه في الظروف المشار إليها ، ثم تعليق إمكان ذلك في المستقبل ، بأجل غير محدد ، ولا معلوم !!

استخارة ، واستشارة ، وبعدها مباشرة ، في الوقت الذي كان مجيء الخاطب مقررا ليتم الزواج ، يسبق القدر ، ليكتشف الخاطب أنه مريض مرضا عضالا .

ألا يشير لك هذا التضافر في الأحداث إلى شيء ؟

ألا يمكن أن يكون مرض هذا الخاطب : علامة على أن زواجك منه لا يصلح لك

وليس لك فيه خير؟ ألا يمكن أن يكون ذلك ثمرة من ثمرات استخارة الله ، والاستعانة به ، وصدق اللجوء إليه ، ونتيجة لمقتضى الدعاء (..إن كان هذا الأمر شرا لي ..) ؟









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-11, 19:24   رقم المشاركة : 108
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

يا أمة الله ؛

ألا يستحق هذا الوضع المعقد ، إلى تأمل أكثر عقلا ؟!

التأمل في حال مشروع "زواج مع إيقاف التنفيذ" ، إيقاف لأجل غير مسمى ، لا يعلم منتهاه إلا الله وحده !!

إن المهمة الصعبة لا بد لها من إعداد مكافئ ، وزاد مناسب ، مناسب لطول الطريق ، خوف الانقطاع ..

إننا إذا كنا سنفكر من منظور "الزواج الشرعي"

على ما نفهمه من شرع الله ، فليس من اليسير القبول بزواج كهذا ، ليس من المرجح أن تبدأ أولى خطواته العملية في وقت قريب ، أو حتى في وقت بعيد ، نعلم نحن أمده ؛ لكن : مجهول !!

ثم نحن نتحدث عن نكاح ، ليس من المرجح ، مع مثل هذا الداء العضال : أن يؤدي مقاصد النكاح التي شرع من أجلها ، وأظهرها الذرية والولد ، مع تمام القدرة على : العفاف ، والإعفاف!!

إننا هنا أمام خلل وقع بينكما ، ونحن بعد لم نصنع شيئا ؛ فكيف بما بعد ذلك ؟!

يتمثل هذا الخلل في اتفاقكما على كتمان المرض عن أهلك !!

إن الله عز وجل شرع الولي في النكاح ، ومنع المرأة من أن تستبد بنكاح نفسها ؛ فلا نكاح إلا بولي ، فإذا كان الولي لم يعلم بمثل ذلك الأمر الخطير المؤثر ، فما قيمة الولي إذا ؟

إنه يتخذ قراره بالقبول أو الرفض ، بناء على معطيات ظاهرة أمامه

فإذا كان مثل هذا المعطَى المؤثر غائبا عنه ، أو مغيبا عنه ـ بتعبير أدق ـ بصورة متعمدة ؛ فكيف يمكن الاطمئنان إلى قراره ؟ بل كيف يمكنه هو أن يتخذ القرار الصحيح ، وبمقتضى الأمانة التي جعلها الله في عنقه ؟!

هل جعلناه صورة ، دمية نلعب بها ، ونحن الذين نقرر ، أو لا نقرر ؛ فلأي شيء شرع الله الولي في النكاح إذا ؟

إن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها ، قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إ" نَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ ، وَأَبَا جَهْمٍ خَطَبَانِي

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( أَمَّا أَبُو جَهْمٍ ، فَلَا يَضَعُ عَصَاهُ عَنْ عَاتِقِهِ ، وَأَمَّا مُعَاوِيَةُ فَصُعْلُوكٌ لَا مَالَ لَهُ ، انْكِحِي أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ ) فَكَرِهْتُهُ

ثُمَّ قَالَ: ( انْكِحِي أُسَامَةَ )، فَنَكَحْتُهُ، فَجَعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرًا، وَاغْتَبَطْتُ بِهِ ". رواه مسلم (1480)
.
فانظري يا أمة الله ، كيف عرضتْ صورة الأمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكيف نظر إلى ما فيه مصلحتها ، وما فيه عون لها على تحقيق مقاصد النكاح .

إننا لو افترضنا أن الشرع لم يشترط موافقة الولي

وتوليه هو أمر النكاح ، لكان واجبا عليك أن تُعلمي أهلك بكل ذلك ؛ فهم شركاؤك في همك وفرحك ، وهم الكنف الذي تأوين إليه في كل مُلمة ؛ فكيف تغررين بهم في مثل ذلك ؟!

لقد ذكر بعض أهل العلم أن من مقاصد اشتراط الولي في النكاح : أن المرأة غالبا ما تنساق وراء عاطفتها ، فكان لا بد لها من صوت العقل ، يسددها ، ويقومها .

لسنا هنا ـ إذا ـ في مقام : نستحب لك ، أو نفضل ، أو ... ، بل إننا نقول : إنه ليس من حقك أن تكتمي ذلك عن أهلك ؛ وليس من حقه هو أن يمنع هذه المعلومة المهمة عن أهلك

وأن يتواطأ معك على ذلك ؛ حتى لو قدر شفاؤه فيما بعد ذلك ، لكن ما دام أن هذا الأمر قد حصل الآن ، فلا بد أن يكون وليك على بينة من أمر الخاطب

لأنه هو الذي يملك أن يقبل أو يرفض ؛ صحيح أن وليك الشرعي لا يملك أن يجبرك على النكاح بمن لا ترغبين ، لكنه أيضا ـ وفي حكم الشرع ـ يملك أن يمنعك من الزواج بمن لا يراه مناسبا لك

ولا يرى في زواجك منه حظك ، ومصلحتك ، وتأملي حديث فاطمة السابق ، بل تأملي مقصد الشرع في تشريع الولي في النكاح ، وإلا فما فائدته إذا .

وليس من حقه أن يمنعك من إخبار أهلك وغشهم .

نعم ، إنه مبتلى ، نسأل الله أن يعافيه ، ويشفيه شفاء لا يغادر سقما ؛ لكن ليس من حق المبتلى أن ينزل بلاءه بالناس ، ولا أن يأخذ ما ليس من حقه ؛ فأعط كل ذي حق حقه .

إن مكارم الأخلاق : أن يؤثر المرء على نفسه ، ولو كان محتاجا ؛ فكيف إذاً يسعى إلى الاستئثار بغيره ، وتحميله مؤنته ، من غير أن يكون على استعداد تام لها ؟!

أختنا الفاضلة ،

نفترض أن وليك قد عرف بذلك ، وقبل هو ، وقبلت أنت ؛ فهنا يأتي الكلام : هل تستمرين ؟!!

فاسألي نفسك حينئذ : هل هي عاطفة عابرة ، أو تصبرين على طول الطريق ؟!

أما إذا فكرت بحكمة ، وروية ، فأنت أبصر بأمرك ، وما فيه مصلحتك
.
لكنك الآن ، امرأة أجنبية عنه ، حتى ولو كان خاطبك ، ليس له منك ، إلا ما للرجل من امرأة أجنبية ، فليس لكما أن تتوسعا في الكلام من غير حاجة ، ولا في التعاملات أيضا ، فيما لا يحتاج إليه .

لك مواساته ، حينما يحتاج ، ولا بأس إن حصل كلام ، أو اتصال ، إذا كان لحاجة ، وأذن لك وليك ، ولم يكن فيه خضوع بقول ، أو ائتمار على شيء ، أو مظنة للفتنة .

ليس لأحد أن يفرض عليك عدم انتظار الفرج من الله بشفائه ، ولا ألا تثقي في منة الله سبحانه عليكما بأن يعافيه ، ويجمع بينكما فيما يحبه ويرضاه

ولا أحد يستطيع أن يجبرك على التنازل عن اختيارك ما دمت ترين أنك متمسكة به ، أو تظنين أنه لا يمكنك العيش بدونه ؛ لكن كل ما نريد أن نقوله هنا : أن تراقبي الله في علاقتك به

وتفكري بحكمة وروية ، وألا تكون شفقتك وحنانك هي الدافع الوحيد ، أو المتحكم الرئيس في قرارك هذا ؛ وألا تستبدي برأي أو قرار

دون أهلك ، ووليك الشرعي ؛ يقف معك على واقع الحال ، ثم تقررون جميعا ما ترونه مناسبا .

فإذا ما بدا لكم أنه من الخير لكم أن تقف العلاقة عند هذا الحد ، ويمضي كل منكما في طريقه ، وما قدره الله له ؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله كتب الإحسان على كل شيء )

فنرى ألا يكون ذلك مفاجئا ، صادما ، بل نرى أن يكون الدور في ذلك لوليك ، يتولى هو معالجة الأمر بحكمة وروية ، وبتدريج مناسب لواقع الحال ، ورفق بالمريض ؛ ألا يصدم بذلك ، ليقلل الأذى والضرر ، قدر الإمكان.

وأيا ما كان اختيارك ، أو قرارك ؛ فليس أقل من أن تفكري فيما أشرنا عليك به ، بحكمة وروية ، وأناة ، وأن تستعيني بالله ، وتسأليه أن يلهمك رشدك ، ويقيك شر نفسك .

يسر الله لك أمرك ، وفرج كربك ، وكشف همك وغمك ، وصرف عنك الفتن ، ما ظهر منها وما بطن .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-11, 19:29   رقم المشاركة : 109
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

يتهمه في عرضه ، ويدعي على أهله ، ويريد أن يقتله ؟

السؤال

ما الحكم في شخص يتصل بك ويقول لك : إنه يعاشر زوجتك ، وأنك الذي يحضرها له ، ويصفك بأنك قواد ؟

وأنا عندي ثقة في زوجتي ، ولا أشك لحظة في تصرفاتها ، وأبحث عن هذا الشخص ، ولو عثرت عليه قررت بأن أقتله بنفسي .


الجواب

الحمد لله

أولا :

لا شك أن تعرض الإنسان لعرض المسلم والوقوع فيه بالبهتان والكذب من كبائر الذنوب وموبقات الأعمال ، وربما ابتلاه الله في عرضه بما يسوؤه جزاء صنعه الخبيث وفعله الشنيع .

وقد روى أبو داود (4876) عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ : ( إنَّ مِنْ أَرْبَى الرِّبَا الِاسْتِطَالَةَ فِي عِرْضِ الْمُسْلِمِ بِغَيْرِ حَقٍّ ) وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " .

وإذا كان سباب المسلم فسوقا ، فكيف بالتعدي عليه في عرضه والتقول على زوجته بالباطل ؟!

ثانيا :

إذا ثبتت عليه بالبينة بأنه يتهم زوجتك المسلمة العفيفة بالفاحشة ظلما : فهذا رجل فاسق ، يقيم عليه الحاكم حد القذف ثمانين جلدة ، وترد شهادته إلا أن يتوب

قال الله تعالى : ( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) النور/ 4، 5 .

قال الشيخ السعدي رحمه الله :

" لما عظم تعالى أمر الزاني بوجوب جلده ، وكذا رجمه إن كان محصنا، وأنه لا تجوز مقارنته ، ولا مخالطته على وجه لا يسلم فيه العبد من الشر، بين تعالى تعظيم الإقدام على الأعراض بالرمي بالزنا فقال

: ( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ) أي: النساء الأحرار العفائف ، وكذاك الرجال

لا فرق بين الأمرين ، والمراد بالرمي الرمي بالزنا، بدليل السياق، ( ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا ) على ما رموا به ( بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ ) أي: رجال عدول، يشهدون بذلك صريحا، ( فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً ) "

انتهى من"تفسير السعدي" (ص/ 561) .

ثالثا :

اتهام المسلم العفيف بأنه قواد : موجب للتعزير والتأديب ، من الحاكم أو من ينوب عنه ، قال النووي رحمه الله :
" ومن الألفاظ الموجبة للتعزير قوله لغيره : يا فاسق

يا كافر ، يا فاجر ، يا شقي ، يا كلب ، يا حمار ، يا تيس ، يا رافضي ، يا خبيث ، يا كذاب ، يا خائن ، يا قواد ، يا ديوث "

انتهى من "المجموع" (20/ 125) .

وقال المرداوي رحمه الله :

" يُعَزَّرُ بِقَوْلِهِ " يَا كَافِرُ، يَا فَاجِرُ، يَا حِمَارُ، يَا تَيْسُ، يَا رَافِضِيُّ ... يَا قَوَّادُ " وَنَحْوَهَا "

انتهى من "الإنصاف" (10/ 217) .

رابعا :

مثل هذا الفعل الذي ذكرته ، إنما يكون عادة من فعل السفهاء ، أهل المجون والفسق ، الذين يسعون في الأرض فسادا ، فلا تلتفت إلى ما يقوله

ولا تشغل نفسك به ، فإنما هي سفاهة من قول سفيه . وكل ما يمكنك أن تفعله : هو أن تبلغ المسؤولين عنه ، ليتتبعوه ، ويعاقبوه بما يردعه ويردع أمثاله
.
وأما ما ذكرته من أمر قتله ، لو قدر أنك وصلت إليه ، فأنت هكذا كمن يفر من الحر إلى النار ، ويعالج الخطأ بخطأ أكبر منه ، فليس للقذف مدخل في القتل ، إنما حده في الشرع ما ذكرناه لك ؛ ثم متى

رأيت القتل علاجا لمثل هذا ؟! لا شك أنك سوف تزيد البلاء ، والضرر ، والشر والأذى ، فلا تشغل قلبك بنيران العداوة ، فتعجز عن النظر إلى الصواب من الأمور .

والذي ننصحك به : ألا تجعل مثل هذا الأذى هاجسا يفسد عليك عقلك وقلبك

ويشتت أمرك ؛ فلمثل هذا يعمل أمثال هؤلاء السفهاء ، فاقطع كل سبيل من ناحيتك للتواصل مع مثل هذا ، ولو بتغيير رقم هاتفك ، أو عدم الرد على الأرقام الغريبة ، ونحو ذلك .

وليكن لك في نبيك صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة ، فقد وقع المنافقون في عرض زوجته العفيفة الصديقة بنت الصديق المبرأة من فوق سبع سموات ، والتي اتفقت الأمة على كفر قاذفها

ومع ذلك فقد صبر النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الأذى العظيم والبلاء الشديد ، ولم يقتل أحدا ممن خاض في ذلك ، وإنما أقام عليه حد الله ، كما روى أبو داود (4474) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا،

قَالَتْ: " لَمَّا نَزَلَ عُذْرِي، قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَذَكَرَ ذَاكَ، وَتَلَا - تَعْنِي الْقُرْآنَ - فَلَمَّا نَزَلَ مِنَ الْمِنْبَرِ، أَمَرَ بِالرَّجُلَيْنِ وَالْمَرْأَةِ فَضُرِبُوا حَدَّهُمْ " وحسنه الألباني في " صحيح أبي داود "
.
والله تعالى أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-11, 19:31   رقم المشاركة : 110
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حد القذف

السؤال

ما هو حد القذف ؟

الجواب

الحمد لله

المراد بـ "القذف" في الحدود : هو الرمي بالزنى أو اللواط ، وهذا مناسب لأصل معنى "القذف" في اللغة ، فإن معناه : الرمي بقوة ، فمن اتهم إنساناً بالزنى أو شتمه به فقد قذفه ، ورماه بشيء شنيع .

والقذف محرم ، بل من كبائر الذنوب إذا كان المقذوف محصناً وعفيفاً عن الزنى .

قال الله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) النور/23 .

قال السعدي رحمه الله :

"ذكر الله تعالى الوعيد الشديد على رمي المحصنات فقال: (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ) أي: العفائف عن الفجور (الْغَافِلاتِ) التي لم يخطر ذلك بقلوبهن (الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ) واللعنة لا تكون إلا على ذنب كبير.

وأكد اللعنة بأنها متواصلة عليهم في الدارين (وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) وهذا زيادة على اللعنة، أبعدهم عن رحمته، وأحل بهم شدة نقمته" انتهى .

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ [أي : المهلكات] . قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَا هُنَّ ؟ قَالَ : الشِّرْكُ بِاللَّهِ ، وَالسِّحْرُ

وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ، وَأَكْلُ الرِّبَا ، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلَاتِ) رواه البخاري (2767) ومسلم (89) .

قال الحافظ ابن حجر : "والمراد بالموبقات هنا : الكبائر" انتهى .

وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة (22/76) : "قذف المسلم لأخيه لا يجوز ، وهو كبيرة من الكبائر ، يجب التوبة من ذلك ، وطلب العفو من المقذوف ، ومن حقه إذا لم يعف أن يطالبه شرعا بحقه .

وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم" انتهى .

الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الشيخ عبد الرزاق عفيفي ... الشيخ عبد الله بن غديان .

وأجمع العلماء على وجوب الحد على من قذف محصناً

وهو أن يجلد ثمانين جلدةً ، لقول الله تعالى : (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ) النور/4 .
الحكمة من مشروعية حد القذف

1- منع الترامي بالفاحشة .

2- صيانة أعراض الناس عن الانتهاك ، وحماية سمعتهم من التدنيس .

3- لئلا تحصل عداءات وبغضاء ، وربما تحصل حروب بسبب الاعتداء على العرض وتدنيسه .

4- تنزيه الرأي العام من أن يسري فيه هذا القول ، ويسمعه الناس بآذانهم .

5- منع إشاعة الفاحشة في المؤمنين ، فإن كثرة الترامي بها ، وكثرة سماعها ، وسهولة قولها ، يجرئ السفهاء على ارتكابها .

فكان من الحكمة تشريع حد القذف حتى ينكف الناس عن الترامي بالفاحشة .

والله أعلم .

انظر : "المغني" (12/383) ، "المحلى" (11/268، 269) ، "المجموع" (22/94، 98) ، "حاشية ابن قاسم" (7/330) ، "الشرح الممتع" (14/278) .









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-11, 19:35   رقم المشاركة : 111
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

طلَّق أمَّهم فحصلت وحشة بينه وبين أولاده منها فما السبيل لإصلاح الأمر ؟

السؤال

لقد قدَّر الله عليَّ أن أطلق زوجتي ولدي منها ولدان وبنت ، وبعدها سُحرتُ وما زلتُ إلى الآن أعاني من السحر فهو يضعف ويقوى وتزيد المشاكل . عاش أطفالي مع أمهم لمدة 13 سنة ، كنت أرسل لهم المصروف وكنتُ لا أستطيع

أن أراهم فكنت أكرههم بسبب كره أمهم التي خانت . والآن أستعيد أطفالي وهم مشبعون بالكره تجاهي ، والمشكلة أن زوجتي عطفتْ عليهم وكانت تخاف من أن يكونوا سبباً في أن تعود أمهم ؛ من غيرتها

وبدأت تعطف عليهم وتحاول أن تقول لهم كلاماً حتى يوصلوه إلى أمهم حتى لا تفكر أن تعود ، والنتيجة أن أولادي بدأ يتعمق كرههم لي وبُعدهم عني ، فأنا أشعر أن ابنتي تكرهني وهي في سن حرجة – 14 سنة -

ولا أريد أن أخسرها ، وأريد أن تطمئن في بيت أبيها مع أن زوجتي - لا أعرف هل هو بقصد بحسن نية أم بنية سيئة – تحاول إبعادهم عني ،

مع أنني حلفت لها كثيراً أنني لن أعيدها إلى ذمتي . فدلني – يا شيخ - على طريق أكسب فيه زوجتي وأطفالي ، جزاك الله خيراً ، وأرجو أن لا تتأخر في الإجابة ، فالوقت يمضي سريعاً نحو الهاوية


الجواب

الحمد لله

نسأل الله تعالى أن يجمع لك أهلك على خير وأن يؤلِّف بين قلوبهم ، ومما ننصحك بفعله :

1. أن تبدأ بعلاج نفسك من السحر الذي زعمت وقوعه .

2. أن تنصح زوجتك وتعظها - بالحسنى – أن تكون زوجة صالحة تجمع ولا تفرِّق ، وتنشر المودة ولا تولِّد العداوة ، وأن تكون مفتاح خير لا مفتاح شر

ولا بأس أن تؤدبها بكل ما ينفع ويناسب ، إن هي استمرَّت في تصديع العلاقة بينك وبين أولادك

ويجب عليك – بعد التأكد من فعلها وقولها - مصارحتها ومواجهتها بالإثم المترتب على فعلها وبخطورة كلامها وأثره على حياتها الزوجية معك .

3. وننصحك بتغيير أسلوبك مع أولادك – الذكور والإناث – فلا بدَّ لك أن تنتبه إلى سنِّهم وإلى أنهم بعيدون عنك بأجسادهم ، فاحرص على التلطف معهم وإظهار الرحمة والحب لهم تأليفاً لقلوبهم

ونقترح عليك أن لا يكون لقاؤك بهم في بيتك ، بل اخرج أنت وإياهم في نزهة إلى مكان

فسيح تصارحهم بشعورك تجاههم وتظهر عظيم شوقك ومحبتك لهم

كما نقترح عليك أن تأخذهم في رحلة إلى بيت الله الحرام لأداء عمرة وللصلاة فيه ، ولعلَّ هذا الأمر أن يزيد في توثيق العلاقة بينك وبينهم ويُكسبك قلوبهم وعقولهم .

4. ونرى أن يكون لمطلَّقتك نصيب في مشروع التأليف بينك وبين أولادك ، فاختر عاقلا من أهلها ينصحها ويرشدها لما فيه الخير لها ولأولادها ، وهو أن تكون العلاقة بين أولادها وبين أبيهم قوية متينة

وأنه يجب عليها أن يكون لها سهم في ترميم تلك العلاقة وتقوية أركانها

ولو لم تجد أحداً فلا بأس أن تكلمها أنت مباشرة وتذكِّرها بأن الأولاد مشتركون بينكما وأنهم من مسئوليتكم الملقاة على عاتقكم وهم أمانة في رقابكم ، فلعلَّ ذلك أن يساهم في تقوية علاقة أولادك بك ويزيد في محبتهم لك .

5. ومع كل ما نصحناك بفعله ، فلا تُخْلِ أمورك من دعاء ربك تعالى أن يؤلف بينك وبين أولادك ، وأن يجمعهم لك خير جمع ، فقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن

وهو الذي يؤلف بين القلوب ، ومهما أنفق الإنسان من وقت وجهد ومال لا يستطيع جذب القلوب له وصناعة الألفة بين وبين غيره إلا أن يشاء الله ذلك .

والله الموفق
.


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-12, 19:23   رقم المشاركة : 112
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



يريد طلاقها بعد خيانتها له في غيبته

السؤال

أنا في يوم من الأيام العادية خرجت أذهب إلى عملي مثل كل يوم ، فذهبت إلى الورشة ونسيت أوراق ترخيص السيارة ، فرجعت إلى المنزل ، فطرقت الباب مدة ما يقرب الربع الساعة

حتى إني اعتقدت أنه لا يوجد أحد في المنزل ، وفجأة فتحت الباب فوجدت حال زوجتي غريبا ، ومرتبكة ، وحالها متغير ، فذهبت مباشرة إلى غرفة النوم فرأيت شخصا يختبئ بين السرير

فضربته وضربتها ، وأنا الآن أنوي الطلاق ، ولي معها طفلان ، والشك يقتلني ، ولا أنوي معاشرتها ثانية ، مع العلم أني قلت لها إنك محرمة علي كأمي وأختي ؟


الجواب

الحمد لله

نسأل الله تعالى أن يعينك على هذا الابتلاء ، وأن يلهمك الصبر والسلوان ، فخيانة الزوجة مقتل في صميم القلب ، وجرح لا يكاد يندمل ، ولكن المؤمن يحتسب أمره عند الله تعالى

ويعلم أن له عنده سبحانه الأجر العظيم إذا صبر على بلائه

وحمد الله على الضراء كما كان يحمده على السراء ، يقول الله عز وجل : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ . الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ )

البقرة/155-156.

ومثل هذه المرأة لا يقبل الحر العفيف أن يعاشرها ، أو يمسكها عنده ، سواء وقعت في الزنا الصريح أم لم تقع ، وذلك خوفا على العرض من التدنيس ، وعلى النسب من الاختلاط ، ودرءا لإثم الدياثة

فإمساك الزوجة رغم ما يَعرِف عنها زوجها من معاشرتها الرجال – من غير توبة - انخرام للمروءة ، وانعدام للغيرة ، إلا إذا كان معذورا في ذلك لسبب أو لآخر .

يقول ابن حجر الهيتمي رحمه الله – في بيان حالات استحباب الطلاق -
:
" أو تكون غير عفيفة ما لم يخش الفجور بها "

انتهى من " تحفة المحتاج " (8/2)

وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عمن اطلع إلى بيته ووجد عند امرأته رجلا أجنبيا ، فوفاها حقها وطلقها ؛ ثم رجع وصالحها ، وسمع أنها وجدت بجنب أجنبي ؟

فأجاب
:
" في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم ( أن الله سبحانه وتعالى لما خلق الجنة قال :

وعزتي وجلالي لا يدخلك بخيل ، ولا كذاب ، ولا ديوث ) – رواه الخرائطي في " مساوئ الأخلاق " (ص/198) بلفظ ( مدمن خمر ولا ديوث )

وأصح منه حديث : ( ثلاثة لا ينظر اللّه عزّ وجلّ إليهم يوم القيامة : العاقّ لوالديه ، والمرأة المترجّلة ، والدّيّوث ) رواه النسائي (2561)، وصححه الألباني في " صحيح سنن النسائي
"-.
والديوث الذي لا غيرة له . وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن المؤمن يغار ، وإن الله يغار ، وغيرة الله أن يأتي العبد ما حرم عليه )

وقد قال تعالى : ( الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ) النور/3؛ ولهذا كان الصحيح من قولي العلماء أن الزانية لا يجوز تزوجها إلا بعد التوبة

وكذلك إذا كانت المرأة تزني ، لم يكن له أن يمسكها على تلك الحال ، بل يفارقها ، وإلا كان ديوثا "

انتهى من " مجموع الفتاوى " (32/141)

وأما قولك لها " إنك محرمة علي كأمي وأختي " فليس طلاقا إلا إذا نويت به الطلاق ، وإلا فهو ظهار سبق بيان حكمه في الفتوى الاولي و الثانية القادمة

فإذا قررت فراقها ، وهو ما نشير عليك به ، لم يكف ما سبق ، بل لا بد من الطلاق الصريح ، ولكن قبل ذلك من حقك ممارسة الضغط على زوجتك كي تتنازل عن مهرها

فقد قال تعالى : ( وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ ) النساء/19

يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله :

" ( إلا أن يأتين بفاحشة مبينة ) قال ابن مسعود ، وابن عباس ، وسعيد بن المسيب ، والشعبي ، والحسن البصري ، ومحمد بن سيرين ، وسعيد بن جبير ، ومجاهد ، وعكرمة ، وعطاء الخراساني

والضحاك ، وأبو قلابة ، وأبو صالح ، والسدي ، وزيد بن أسلم ، وسعيد بن أبي هلال :

يعني بذلك الزنا ، يعني : إذا زنت فلك أن تسترجع منها الصداق الذي أعطيتها وتضاجرها حتى تتركه لك وتخالعها ، كما قال تعالى في سورة البقرة :

( ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به ) البقرة/229.

وقال ابن عباس ، وعكرمة ، والضحاك : الفاحشة المبينة : النشوز والعصيان .

واختار ابن جرير أنه يعم ذلك كله : الزنا ، والعصيان ، والنشوز ، وبذاء اللسان ، وغير ذلك .

يعني : أن هذا كله يبيح مضاجرتها حتى تبرئه من حقها أو بعضه ويفارقها ، وهذا جيد ، والله أعلم "

انتهى من " تفسير القرآن العظيم " (2/241)

يقول العلامة ابن عثيمين رحمه الله – في شرح قول " متن الزاد " " فإن عضلها ظلما للافتداء ، ولم يكن لزناها ، أو نشوزها ، أو تركها فرضا ، ففعلت ، لم يصح الخلع ":

" قوله : ( ولم يكن لزناها ) فإذا كان لغير زناها ، لكن لتوسعها في مخاطبة الشباب ، تتكلم في الهاتف ، وما أشبه ذلك ، فهل نقول : إن هذا من سوء الخلق الذي يبيح له أن يعضلها لتفتدي منه ؟

نعم ، ونجعل قوله : ( لزناها ) شاملاً لزنا النطق ، والنظر ، والسمع ، والبطش ، والمشي ، كما أخبر الرسول عليه الصلاة والسلام : ( أن العين تزني ، والأذن تزني

واليد تزني ، والرجل تزني )، فهذا الرجل يقول : ما أصبر على هذه المرأة ، وهي بهذه الحال ، فصار يضيق عليها لتفتدي منه ، فهذا جائز .

فإن قال قائل : إن الله يقول : ( إِلاَّ أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ ) والكلام أو النظر ليس من الفواحش؟

فنقول : إن هذا وسيلة إلى الفواحش ، ثم إن كثيراً من الناس يكون عنده غَيْرة أن تخاطب امرأته الرجال ، أو أن تتحدث إليهم .

ولكن إذا قدر أنه عضلها لزناها فلم تبذل ، ولم يهمها ، فهل يجوز أن يبقيها عنده على هذه الحال ؟

الجواب : لا يجوز ، ويجب أن يفارقها ؛ لأنه لو أبقاها عنده وهي تزني والعياذ بالله صار ديوثاً .

وقوله : ( أو نشوزها ) وهو معصية الزوجة زوجها فيما يجب عليها ، فإذا صار عندها نشوز وعضلها وضيق عليها لتفتدي فلا حرج .

قوله : ( أو تركها فرضاً ) كأن تترك الصلاة دون أن تصل إلى الكفر ، أو تترك الصيام ، أو تترك الزكاة

أو تترك أي فرض ، أو تترك الحجاب ، وتقول : سأخرج مكشوفة الوجه ، فله أن يعضلها إذا لم يمكن تربيتها ، أما إذا كان يرغب في المرأة ويمكن أن يربيها فلا حرج أن تبقى معه "

انتهى من " الشرح الممتع " (12/463)

وانظر للمزيد الفتوى الثالثة القادمة

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-12, 19:25   رقم المشاركة : 113
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

قال لامرأته : أنت عليّ مثل أمي

السؤال

امرأة قال لها زوجها : أنت علي مثل أمي وأختي . فهل هذا يعتبر طلاقاً أم أن هناك كفارة ؟

وما هي الكفارة ؟.


الجواب

الحمد لله

أولاً :

هذا اللفظ لا يعتبر طلاقا ، وإنما هو من ألفاظ الظهار التي ليست صريحة في الظهار ، بل يحتمل الظهار وغيرَه .

ثانياً :

حكم هذا اللفظ يرجع فيه إلى نية المتكلم (الزوج) والقرائن التي تدل عليها .

أما النية ؛ فقد يقصد الزوج بهذا الكلام أنها محرمة عليه مثل أمه فيكون ظهاراً .

وقد يقصد أنها مثل أمه في الإكرام والمحبة ونحو ذلك فلا يكون ظهاراً ، ولا يترتب عليه شيء .

وأما القرينة ؛ فقد يدل سياق الكلام والحادثة التي قيل فيها أن الزوج أراد بذلك الظهار فيكون ظهاراًَ

ومثال القرينة لو كان الزوج في نزاع مع زوجته وشجار فقال لها في أثناء ذلك : أنت علي مثل أمي ، فظاهر هذا السياق أنه أراد الظهار فيكون ظهاراً .

سئل شيخ الإسلام في "مجموع الفتاوى"(34/5) عن رَجُلٍ قَالَ لامْرَأَتِهِ : أَنْت عَلَيَّ مِثْلُ أُمِّي , وَأُخْتِي ؟

فَأَجَابَ : "إنْ كَانَ مَقْصُودُهُ أَنْتِ عَلَيَّ مِثْلُ أُمِّي وَأُخْتِي فِي الْكَرَامَةِ فَلا شَيْءَ عَلَيْهِ . وَإِنْ كَانَ مَقْصُودُهُ يُشَبِّهُهَا بِأُمِّهِ وَأُخْتِهِ فِي " بَابِ النِّكَاحِ "

فَهَذَا ظِهَارٌ عَلَيْهِ مَا عَلَى الْمُظَاهِرِ فَإِذَا أَمْسَكَهَا فَلا يَقْرَبُهَا حَتَّى يُكَفِّرَ كَفَّارَةَ ظِهَارٍ" اهـ .

وقال أيضاً (34/7) :

"وَإِنْ أَرَادَ بِهَا عِنْدِي مِثْلُ أُمِّي . أَيْ فِي الامْتِنَاعِ عَنْ وَطْئِهَا وَالاسْتِمْتَاعِ بِهَا وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا يَحْرُمُ مِنْ الأُمِّ فَهِيَ مِثْلُ أُمِّي الَّتِي لَيْسَتْ مَحَلا لِلاسْتِمْتَاعِ بِهَا : فَهَذَا مُظَاهِرٌ يَجِبُ عَلَيْهِ مَا يَجِبُ عَلَى الْمُظَاهِرِ

فَلا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَطَأَهَا حَتَّى يُكَفِّرَ كَفَّارَةَ الظِّهَارِ ، فَيَعْتِقَ رَقَبَةً ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا" اهـ .

وقال ابن قدامة في "المغني" (11/60) :

"وَإِنْ قَالَ : أَنْتِ عَلَيَّ كَأُمِّي . أَوْ : مِثْلُ أُمِّي . وَنَوَى بِهِ الظِّهَارَ , فَهُوَ ظِهَارٌ , فِي قَوْلِ عَامَّةِ الْعُلَمَاءِ ; مِنْهُمْ أَبُو حَنِيفَةَ , وَصَاحِبَاهُ , وَالشَّافِعِيُّ , وَإِسْحَاقُ .

وَإِنْ نَوَى بِهِ الْكَرَامَةَ وَالتَّوْقِيرَ , أَوْ أَنَّهَا مِثْلُهَا فِي الْكِبَرِ , أَوْ الصِّفَةِ , فَلَيْسَ بِظِهَارٍ . وَالْقَوْلُ قَوْلُهُ فِي نِيَّتِهِ" اهـ .

أي : أن المرجع إلى الزوج لا إلى غيره في تحديد ما نواه .

وجاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (20/274) :

"إذا قال الزوج لزوجته : أنا أخوك أو أنت أختي ، أو أنت أمي أو كأمي ، أو أنت مني كأمي أو كأختي

فإن أراد بذلك أنها مثل ما ذكر في الكرامة أو الصلة والبر أو الاحترام أو لم يكن له نية ولم يكن هناك قرائن تدل على إرادة الظهار ، فليس ما حصل منه ظهارا ، ولا يلزمه شيء ،

وإن أراد بهذه الكلمات ونحوها الظهار أو قامت قرينة تدل على الظهار مثل صدور هذه الكلمات عن غضب عليها أو تهديد لها فهي ظهار ،

وهو محرم وتلزمه التوبة وتجب عليه الكفارة قبل أن يمسها ، وهي : عتق رقبة ، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين ، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا اهـ .

والخلاصة:

إذا كان الزوج قصد بهذا الكلام الظهار أو دلت القرينة على ذلك فهو ظهار ، وفيما عدا ذلك لا يكون ظهاراً ، ولا يترتب عليه شيء .

ثالثاً :

الظهار محرم ، فقد وصفه الله تعالى بأنه منكر من القول وزور ، وذلك في قوله : ( الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلا اللائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً ) المجادلة/2.

فعلى من ظاهر من امرأته أن يتوب إلى الله تعالى .

رابعاً :

تجب الكفارة على الزوج المظاهر من زوجته إذا أراد أن يمسكها ولا يطلقها ، ولا يحل له أن يجامعها قبل أن يأتي بالكفارة ، والكفارة هي عتق رقبة ، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين

فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً ، ودليل ذلك قول الله تعالى : ( وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ

* فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) المجادلة/3-4 .









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-12, 19:28   رقم المشاركة : 114
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

كيف يتصرف مع زوجته التي وقعت في الحرام

السؤال


أنا متزوج منذ 10 سنوات ، وعندي طفلان ، وفي آخر أسبوع من رمضان الماضي استلمت رسالة بطريق الخطأ على هاتفي المحمول وعند قراءة الرسالة وجدتها مبعوثة من هاتف زوجتي لرجل آخر وبسؤال زوجتي

أنكرت بشدة عجيبة لدرجة أنني كنت على وشك تصديقها ولكن بحثت بوسائلي الخاصة واستطعت الحصول على معلومات كاملة عن هذا الشخص وبمواجهتها بكل المعلومات التي لدى اعترفت لي ولوالدتها بمعرفتها

بهذا الشخص منذ شهر ونصف وأنها كانت تجري معه اتصالات هاتفية أثناء تواجدي في عملي وأنها أحضرته إلى منزلي مرتين ، في المرة الأولى لم يحدث سوى قبلات لكن المرة الثانية

هي التي حدث فيها حيث إنها قالت إن الرجل قال لها إنه يعاني من عجز جنسي وإنه يريد أن يجرب نفسه معها ليطمأن على نفسه فوافقت وعندما تقابلا معا كان بالفعل عاجزا جنسيا حيث لم يحدث

انتصاب وأمضيا الوقت في الملامسة والمداعبة. كل ذلك هي روته في حضور والدتها ثم في حضور والدي ووالدتي وهي الآن تقول إن هذا الحدث لم يتم إلا مرة واحدة فقط وإنها تابت توبة نصوحا لله سبحانه وتعالى

وهي الآن محافظة على الصلوات الخمس حيث إنها تقضي ما يقارب 30 دقيقة في صلاة العشاء وتطلب مني أن أسامحها وتبقى معي مع أولادها وهي تقسم أن ما حدث حدث وهى مشلولة

العقل وأنها تحبني وما تحب رجلا سواي . أنا الآن في حيرة لا أستطيع تصديقها وكلما ذهبت إلى عملي تقتلني الظنون والشكوك . دلني دلكم الله على الخير ماذا أفعل؟ هل أطلقها أم ماذا أفعل؟


الجواب


الحمد لله

نسأل الله تعالى أن يأجرك في هذا المصاب العظيم ، وأن يحفظك ويحفظ أهلك من كل سوء ، وأن يرد عنكما أهل الشر والفساد ، العابثين بالأعراض ، المستهترين بالحرمات .

ولكَم شعرنا بالمرارة والألم ونحن نقرأ هذه الحادثة الأليمة ، والمصيبة العظيمة ، نسأل الله أن يلطف بك ، ويخفف عنك ، ويجعل لك من هذا الضيق مخرجا وفرجا .

وأما سؤالك عن المخرج من هذه الحيرة ، والخلاص من هذه الظنون والشكوك ، فإن جوابنا : أن تلجأ إلى الله تعالى ، وأن تنطرح بين يديه ، ليدلك على الصواب

ويرشدك إلى السداد ، وأن تفتش في حالك ، فربما أذنبت ذنبا كبيرا عوقبت به ، فبادر بالتوبة والأوبة ، وأقبل على عبادتك وطاعتك ، فإن الله تعالى ولي المؤمنين ، يدافع عنهم وينصرهم

ويرد عنه كيد الكائدين ومكر الماكرين .

وتأمل في حال زوجك ، فإن رأيت فيها صلاحا وانكسارا وتوبة وندما ، فأمسكها ، فلعل الله أراد بها خيرا ، وعجَّل فضيحتها ، لتتوب إليه ، وتزداد تقربا منه . وكم من عاص ، تاب فحسنت توبته

وتُقبلت أوبته ، فبدل الله سيئاته حسنات ، وغفر له الزلات والخطيئات ، رحمةً منه وفضلا ، وجوداً منه وكرما ، سبحانه ما أعظمه ، وما أحلمه

وما أكرمه . وهو القائل : ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ) طه/82 .

والقائل : ( وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ) النساء/27 .

والقائل : ( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ) الشورى/25 .

والقائل : ( يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ ) حديث قدسي رواه مسلم (2577) .

فإن أمسكتها ، فاحبس عنها وسائل الشر والفساد التي قد تعيدها إلى ما كانت عليه ، أو تفتح لها باب الفساد مرة أخرى

ولك أن تمنعها من الاتصال في غيبتك ، ومن أن يكون لها جوال خاص ، حتى تطمئن إلى حالها ، وصدق توبتها .

وإن لم تطمئن إلى صدقها ، أو شعرت أن الظنون تفسد عليك عيشك ، وتشتت عليك أمرك ، وأن الحياة لن تستقيم بينكما بالمعروف بعدها

فسرحها بإحسان ، ولا تفضح لها سرا ، ولا تهتك لها سترا : ( وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ) رواه مسلم (2699) .

نسأل الله أن يحفظنا وإياك والمسلمين من كل سوء .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-12, 19:34   رقم المشاركة : 115
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ظاهر من امرأته ولم يكفِّر وجامعها وأنجبت منه ، فماذا عليه ؟

السؤال

قلت لزوجتي أنتِ عليَّ حرام كأمي ، وبعد ذلك جامعتها ، وأتاني أولاد ، ولم أكفِّر ، ليس لدي مال ، ولا أستطيع أن أصوم شهرين ، وأنا تبت إلى الله ، واستغفرته ، فماذا أفعل ؟ .

الجواب

الحمد لله


أولاً:

هذا اللفظ الوارد في السؤال هو من ألفاظ الظهار المحرَّم ، وقد وصفه الله تعالى في كتابه بأنه منكر من القول وزور ، فلا يحل لمسلم قوله ، وليست زوجته أمَّه ، ولا مثل أمه

فزوجته له حلال ، وأمه عليه حرام ، وتحريم الزوج لزوجته مثل تحريم الأم يوجب على قائله الكفارة المغلظة ، وهي عتق رقبة مسلمة ، فإن لم يجد فيصوم شهرين متتابعين

فإن لم يستطع فيُطعم ستين مسكيناً ، ولا يحل له مجامعة زوجته بعد قوله المنكَر ذاك إلا بعد أن يعتق ، أو يصوم ، أو يُطعم ، فإن جامعها قبل ذلك : أثِم ، ولزمه الامتناع حتى يؤدي الكفارة .

قال تعالى : ( الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ

. وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ . فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ

أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) المجادلة /2-4 .

قال ابن القيم – رحمه الله -
:
الظهار حرام ، لا يجوزُ الإقدامُ عليه ؛ لأنه كما أخبر الله عنه " منكر من القول وزور " ، وكلاهما حرام ، والفرقُ بين جهة كونه منكراً ، وجهةِ كونه زوراً : أن قوله : " أنت عليَّ كظهر أمي

" يتضمنُ إخباره عنها بذلك ، وإنشاءه تحريمها ، فهو يتضمن إخباراً ، وإنشاءً ، فهو خبرٌ زُورٌ ، وإنشاءٌ منكر ؛ فإن الزور هو الباطل ، خلاف الحق الثابت ، والمنكر : خلاف المعروف

وختم سبحانه الآية بقوله تعالى : ( وَإنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ غَفُور ) المجادلة/2 ، وفيه إشعار بقيام سبب الإثم الذي لولا عفوُ الله ومغفرتُه : لآخذ به .

" زاد المعاد في هدي خير العباد " ( 5 / 326 ) .

ثانياً:

الصحيح من أقوال العلماء فيمن جامع امرأته قبل الكفارة : أنها لا تسقط عنه ، ولا تتضاعف عليه ، بل تلزمه الكفارة ذاتها ، مع وجوب التوبة ، والكف الفوري عن جماعها حتى يكفِّر .

قال ابن القيم – رحمه الله - :

الكفارة لا تسقُط بالوطء قبلَ التكفير ، ولا تتضاعف ، بل هي بحالها ، كفارةٌ واحدة ، كما دل عليه حكمُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذي تقدم

قال الصلتُ بنُ دينار : سألتُ عشرة مِن الفقهاء عن المظاهر يُجامع قبل أن يُكفر ، فقالوا : كفارة واحدة ، قال : وهم الحسنُ ، وابنُ سيرين ، ومسروق ، وبكر ، وقتادة ، وعطاء

وطاووس ، ومجاهد ، وعكرمة ، قال : والعاشر : أراه نافعاً ، وهذا قولُ الأئمة الأربعة . "

زاد المعاد " ( 5 / 343 ) .

ثالثاً:

لا تسقط الكفارة عنك أخي السائل إلا بالعجز التام عن إيجاد رقبة ، والعجز عن الصيام

والعجز عن الإطعام ، وفي المسألة خلاف أصلاً ، فمنهم من يرى سقوط الكفارة بالعجز ، ومنهم من يراها باقية في ذمتك ، والأرجح أنها تسقط بالعجز التام .

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :

والقول الراجح : أنّها تسقط ، وهكذا أيضاً نقول في جميع الكفارات ، إذا لم يكن قادراً عليها حين وجوبها : فإنها تسقط عنه

إمّا بالقياس على كفارة الوطء في رمضان

وإما لدخولها في عموم قوله تعالى : ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) التغابن/ 16 ، ( لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ مَا آتَاهَا ) الطلاق/ 7 ، وما أشبه ذلك

وعلى هذا فكفّارة الوطء في الحيض - إذا قلنا : إن الوطء في الحيض يوجب الكفّارة - : فإنّها تسقط .

وفدية الأذى إذا لم يجد ، ولم يستطع الصوم : تسقط ، وهكذا جميع الكفارات بناءً على ما استدللنا به لهذه المسألة ، وبناءً على القاعدة العامة الأصوليّة التي اتفق عليها الفقهاء في الجملة ، وهي أنّه " لا واجب مع عجز "
.
" الشرح الممتع على زاد المستقنع " ( 6 / 418 ) .

وحالك لا يعلم به إلا الله ، فالواجب عليك أن تتقي الله ربك ، وأن تعلم أن جماعك لزوجتك مع قدرتك على الصيام ، أو الإطعام في حال عجزك عن الصيام : جماع محرَّم ، تستوجب به الإثم

وإن كنت عاجزاً عن الصوم لمرض ، أو كبر سنّ ، أو مشقة بالغة : فأنت معذور به ، ولكن هل تعجز أن تُطعم مسكيناً كلَّ يوم وجبة واحدة ، غداء ، أو عشاء ؟!

الذي يظهر لنا من حال عموم الناس أنه لا يُعجزهم ذلك ، فإن أمكنك إطعام مسكين كلَّ يوم : فباشر ذلك من الآن ، وامتنِع عن قربان زوجتك حتى تطعم ستين مسكيناً ، لا يحل لك غير ذلك
.
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :

وقوله : ( أطعم ستين مسكيناً ) هل إطعام الستين مسكيناً تمليك أو إطعام ؟ نقول : في القرآن الكريم أنه إطعام

ولم يقل : أعطوا ، بل قال : أطعموا ، وحينئذٍ نعلم أنه ليس بتمليك ، وبناء على ذلك نقول : إطعام ستين مسكيناً له صورتان :

الأولى : أن يصنع طعاماً - غداء أو عشاء - ، ويدعو المساكين إليه ، فيأكلوا ، وينصرفوا .

الثانية : أن يعطي كلَّ واحد طعاماً ، ويصلحه بنفسه ، ولكن مما يؤكل عادة ، إما مُدُّ بُرٍّ ، أو نصف صاع من غيره ، وفي عهدنا ليس يكال الطعام

ولكنه يوزن ، فيقال : تقدير ذلك كيلو من الأرز لكل واحد ، وينبغي أن يجعل معه ما يؤدمه من لحم ، ونحوه ، ليتم الإطعام ، وهل هذا العدد مقصود

أو المقصود طعام هذا العدد ؟

المقصود إطعام هذا العدد ، لا طعامه ، بمعنى لو أن إنساناً تصدق بما يكفي ستين مسكيناً على مسكين واحد : لا يجزئ .

ولو أطعم ثلاثين مرتين : لا يكفي ؛ لأن العدد منصوص عليه ، فلا بد من اتباعه ، اللهم إلا ألا يجد إلا ثلاثين مسكيناً فهنا نقول : لا بأس ، للضرورة .

" الشرح الممتع على زاد المستقنع " ( 13 / 256 ، 257 ) .

وإن لم تستطع حتى هذا : فقد سقطت عنك الكفارة ؛ لقوله تعالى ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا ) البقرة/من الآية 286
.
والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-12, 19:39   رقم المشاركة : 116
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

كيف تواجه مشكلاتها مع أم زوجها ؟

السؤال

تزوجت منذ ست سنوات ، ولأن زوجي هو الولد الوحيد في أسرته كان لزاماً علينا أن نسكن مع أبويه ، ومنذ اليوم الأول من زواجنا وأمّه تريني شتى أنواع العذاب بسبب سوء خلقها ومعاملتها

أتذكر أن أخي في إحدى المرات كان قادماً إلينا من باكستان إلى بريطانيا ؛ لكي يكمل دراسته

وبحكم أنه أخي وأنه سيحل غريباً على هذه البلدة أحببت أن أستقبله عندي في البيت لمدة يوم أو يومين قبل أن يذهب إلى المدينة الأخرى التي فيها جامعته

ولكن أمّ زوجي أقامت الدنيا ولم تقعدها وكانت تصرخ بأعلى صوتها فسمعنا كل من في الجوار ، وقالت : إنه ليس من عادات أسرتهم أن يستقبلوا الغرباء !! .

أكاد لا أحصي مواقفها السيئة التي تنبئ عن امرأة جشعة ، ففي حفل زواجي كنّا قد أقمنا حفلاً متواضعا نظراً لبعض الظروف وكانت والدتي قد أعطتها فستاناً كهدية في تلك المناسبة

فكأنه لم يعجبها فبدلاً من أن تسكت وتحترم مشاعرنا بدأت بالسخرية والتذمر . إنها تهينني على كل صغيرة وكبيرة وتستعمل معي كل أنواع السب والشتم ، وكل أنواع الكلمات السيئة

وإذا ما اعترضتُ أو أردتُ أن أدافع عن نفسي قالت : أنا لا أقصدك ! إنها تجيد حبك الأمور والتلاعب بالألفاظ بشكل عجيب .

ليس هذا خُلقها معي فحسب بل حتى مع زوجها نفسه فهو رجل مريض مقعد ولا يستطيع أن يتحرك إلا بمساعدة ، لذا فهي تتذمر وتسبه وتشتمه وتعصيه ، وهو حيال كل هذا لا يملك إلا الصمت

بل إنها توقفت عن خدمته منذ أن مرضت وأصابها السرطان ، ولكنها قد عوفيت من ذلك المرض ، ومع هذا ما زالت معرضةً عن خدمته ، وأصبح زوجي هو من يقوم بذلك ، مسكين زوجي لا يدري

كيف يواجه كل هذا الضغط ، إنه يعود من العمل مرهقاً يأمل أن يجد وقتاً يرتاح فيه ، ولكنه يجد نفسه أمام والده المقعد الذي يحتاج إلى الرعاية والعناية فيضطر للقعود بجانبه

ولو كان فيها خير هذه المرأة لقامت بذلك فهي زوجته على كل حال ولكن غلبتها طباعها الخبيثة فحالت بينها وبين طاعة زوجها.

فبعد أن عرفتم حالي مع هذه المرأة وما أعانيه من سوء خُلقها ، ما هي نصيحتكم ؟


الجواب

الحمد لله


ننبهك - أولاً – أنه قد يقع منك تجاه أم زوجك ما يقتضي وقوعك في الإثم كسبها وشتمها واتهامها بما ليس فيها وغيبتها

فعليك أن تحذري من هذا فإنه حتى لو كانت في الأصل سيئة التعامل معك أو مع غيرك فإن هذا ليس بمسوِّغ لك لأن يصدر منك تجاهها ما هو محرَّم عليك مما ذكرناه آنفاً .

وأما بخصوص طريقة التعامل معها فإنه يمكننا القول إن لك أن تهجريها وأن تردي الإساءة بمثلها

وأنه لا يلزمك شرعاً برَّها ولا زيارتها ، لكن هناك خصوصيات عديدة

ووضعا اجتماعيا معقدا يجعلنا لا نفضل لك ذلك ، لا سيما ومعيشتكم في مكان مشترك ؛ فهذا يتطلب قدرا من الحكمة والواقعية في التعامل ، فنحن نطمع منك في أمور ، ولا نظنك تضعفين عنها ، إن شاء الله :

1. أن تحتملي أذى أم زوجك وأن تصبري على ما ابتليتِ به إكراماً لزوجك وأداء لحسن العشرة معه ، قال تعالى : ( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ .

الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) آل عمران/ 133 ، 134 .

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله -

: " وصف المتقين وأعمالهم ( والكاظمين الغيظ ) أي : إذا حصل لهم من غيرهم أذية توجب غيظهم - وهو امتلاء قلوبهم من الحنق الموجب للانتقام بالقول والفعل

- هؤلاء لا يعملون بمقتضى الطباع البشرية بل يكظمون ما في القلوب من الغيظ ويصبرون عن مقابلة المسيء إليهم .

( والعافين عن الناس ) يدخل في العفو عن الناس العفو عن كل من أساء إليك بقول أو فعل ، والعفو أبلغ من الكظم ؛ لأن العفو ترك المؤاخذة مع السماحة عن المسيء

وهذا إنما يكون ممن تحلى بالأخلاق الجميلة وتخلى عن الأخلاق الرذيلة ، وممن تاجر مع الله وعفا عن عباد الله رحمة بهم ، وإحساناً إليهم

وكراهة لحصول الشر عليهم ، وليعفو الله عنه ويكون أجره على ربه الكريم لا على العبد الفقير ، كما قال تعالى : ( فمن عفا وأصلح فأجره على الله ) "

انتهى من " تفسير السعدي " ( ص 148 ) .

فالصبر على الأذى وكظم الغيظ ثم العفو عن المسيء والإحسان إليه هذه أخلاق الصالحين .

2. أن تصفحي عنها ؛ امتثالا لوصية الله تعالى في قوله : ( خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ) آل عمران/ 199 ، وهذه الآية جامعة لمحاسن الأخلاق

وإن أم زوجك قد بلغت من العمر ما بلغت وربما تجلس قليلا ثم تفارق الدنيا فراقاً لا لقاء بعده إلا في الآخرة ، فاعفي واصفحي واطلبي أجر ذلك وثوابه من الكريم الجليل – سبحانه - .

3. ابتعدي عن كل ما يثيرها ويزعجها ، وأقلِّي من الخلطة معها إلا لإيصال الخير إليها ، كما قال تعالى : ( وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ) .

4. أن تكثري من الدعاء لها بالهداية والصلاح ؛ فإن الدعاء أثره عظيم على الداعي والمدعو له ، وإن الالتجاء إلى الله لا ينتج عنه إلا الخير .

5. لا تدعي النصح لها وابذلي القول والفعل الحسن لها ، منك ومن غيرك ممن تظنين أن كلامهم مسموع لديها ، وربما زوجك يكون له أثر كبير إذا وعظها وأرشدها

أو من خلال كتاب أو برنامج تلفزيوني لشيخ تثق به وتستمع له .

6. استشعري الأجر على كل ما سبق ذكره ، واعلمي أن المحن تأتي بالمنح ، فَعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ " أَنَّ رَجُلاً قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ : إِنَّ لِى قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ "

فَقَالَ : ( لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمُ الْمَلَّ وَلاَ يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللَّهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ ) رواه مسلم ( 2558 ) .

ومعنى تسفهم المل : تطعمهم الرماد الحار .

07 فإذا ضاق صبرك عن أن تحتملي هذا الوضع ، فليس إلا أن تفترقي مع زوجك في مسكن خاص ، ومع أن هذا حق لك ، لا شك فيه ، إلا أن المتعين على المرأة العاقلة قبل أن تفكر في حقها الخالص

أن تنظر في ظروف زوجها ، والظروف المحيطة بكم ؛ وتتريثي في طلب ذلك الحق ، إلى أن تجدي من زوجك القدرة على تنفيذه .

ونسأل الله تعالى أن يسددك ويوفقك لما فيه رضاه .

وانظري جواب السؤال القادم

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-12, 19:44   رقم المشاركة : 117
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

تعيش مع حماتها وبينهما مشاكل كثيرة

السؤال

أنا زوجة منذ 10 سنوات تقريبا ولديَّ طفلان ، أعيش منذ أن تزوجت مع والد ووالدة زوجي ، بدأت حياتي وأنا أرجو أن نكوِّن أسرة وأن أعامل وكأني ابنة لهم وأعاملهم بنفس الطريقة

ولكن الحياة بيننا أصبحت ما يمكن أن يسمى " تعايش سلمي " ، فهناك حوار ما دامت ليس لها ملاحظات عليَّ ، لكني أفتقد الإحساس بالمحبة وخصوصا عندما أكون مريضة أو أحس بالتعب

لا أحس أنها تسأل عن صحتي باهتمام الأم ، إن أنا قلت إني أحس بالتعب لا تسألني إن تحسنت حالتي أو كيف أصبحت فصرت لا أقول ، وفي بعض الأحيان ردها على كلامي يوصل الإحساس أنها ترى أني أتصنع ذلك

وهذا يحز في نفسي ، فأنا لا أطلب أن أستريح وتقوم هي بعمل المنزل ولكن مجرد الاهتمام بالسؤال عن صحتي ، والمشكلة الأخرى تكمن في طبع والدة زوجي أنها كثيرة الانتقاد لتصرفات الآخرين

تكون في بعض الأحيان على صواب وأحيانا أخرى تكون فيها مبالغة ، فهي تريد الأمور أن تتم كما تراها وغير ذلك فهو في نظرها خطأ

المشكلة أن حديثنا في الغالب ما يكون انتقادا لأشخاص سواء من الأصدقاء أم من الأقارب من جهتهم أو من جهتي ، وانتقادها يكون غالباً حادّاً وخاصة إن كانت في حالة غضب

من الشخص وفي بعض الأحيان يصل إلى حد الشتم ، أولاً أنا أحس أننا نرتكب الكثير من الغيبة ، وإن لم أرد عليها أو حاولت أن أبرر تصرفات من تنتقده في محاولة لرد غيبة الشخص المتحدث عنه انقلب عليَّ الحال

فالوضع الوحيد الذي يرضيها أن أقول إنها على حق وأن الطرف الآخر قد أخطأ ، ولكن ذلك لا يتم إلا وقد جرحنا في الناس كثيراً

ويزيد من ضيقي أن يكون هذا النقد اللاذع لأهلي ( أبى وأمي وإخوتي وأزواجهم ) ، وقد يكون معها الحق أحيانا ، فهم بشر ولهم عيوبهم وأخطاؤهم

ولكن أن نظل نتحدث عما حدث وننتقدهم والانتقاد لا يكون فقط على السلوك الذي حدث منهم وأغضبها ( وطبعا بشكل لاذع ) بل يكون أحيانا على تصرفاتهم في حياتهم الشخصية

وإن ظهر عليَّ الضيق غضبت مني ، وقد توفي والد زوجي منذ ما يقل من عام فأصبح الوضع أكثر سوءا ؛ أصبحتْ أشد حساسية وانتقاداً للنظرة والحركة والكلمة وطريقة كلام من نعرفهم

وانتقل هذا الانتقاد لي أنا شخصيّاً في كل أمور حياتنافأرجوا النصح والتوجيه.


الجواب

الحمد لله

أولاً :

ينبغي أن تعلمي – أختنا السائلة - اختلاف طبيعة البشر ، فهم ليسوا سواء من حيث الخلُق والدين والعقل والتصرفات ، وينبغي عليكِ -

كذلك - مراعاة من كان كبيراً في السنِّ فإن عقله يضعف ويعود صغيراً في كثيرٍ من تصرفاته

وعليكِ – أيضاً – مراعاة أنكِ تتعاملين مع أم زوجكِ ، وغالب هؤلاء الأمهات تدب فيهن غيرة الضرائر من زوجات أبنائهنَّ .

فإذا راعيتِ كل ما سبق وفطنتِ له فإنه تهون عليك مشاكلك وتفرَّج همومك ، فما تعانين منه تعاني منه كثيرات ، وهو يحتاج لأمرين مهمين : الصبر والحكمة .

فاصبري على ما ترينه وتسمعينه من أهل زوجك ، وكوني حكيمة في تعاملك معهم

وبخاصة أم زوجك ؛ فإنه بحكمتك تستطيعين تجنب كثير من المشاكل ، وتفوزين برضاهم أو على الأقل كف شرهم عنكِ ، وتفوزين بقلب زوجك ورضاه عنكِ .

والحكمة في تعاملك مع أم زوجكِ تقتضي منكِ إسماعها الكلام الحسن ، والثناء عليها ، والدعاء لها ، وتلبية طلباتها ، وأن تكوني أحرص منها على نفسها إن كانت تتناول دواء

مثلاً – أو لها موعد زيارة طبيبة ، كما أن للهدية دوراً كبيراً في ترقيق قلبها وتغيير معاملتها تجاهك .

مع العلم أنه لا يجب عليكِ خدمتها ولا العناية بها من حيث الوجوب الشرعي ، فما تفعلينه هو أمر مستحب محبوب للشرع ، وهو من حسن العشرة لزوجكِ

ولعلَّها إذا عرفت أنكِ تقومين بما لا يجب عليكِ شرعاً ، وعرف زوجكِ ذلك – أيضاً – أن يكون لك مكانة عندهما عالية .

ثانياً :

هذا لا يعني أنكِ تجارينها في الغيبة التي تفعلها ، بل يجب عليكِ نصحها بترك أكل لحوم الناس باغتيابهم ، فإن انتهت فهو خير لها ، ولكِ أجر ذلك ، فإن استمرت ولم تنته فلا يحل لك الجلوس معها وهي تغتاب الآخرين

بل يجب مفارقة مجلسها ، وقد يكون تصرفك هذا مساهماً في تركها للغيبة ، ولا يكفي إنكارك بقلبك في الحال

لأنك لستِ في حكم المكرَهة ، ولا بدَّ أن تفهم هي وابنها هذا الحكم ، واعلمي أنكِ إن بقيتِ معها وهي على ذلك الحال فأنت شريكة معها في إثم الغيبة ، فكيف إن شاركتِ معها بلسانك ؟! .

ثالثاً

لك كل الحق في أن يكون لكِ بيتٌ مستقل تعيشين فيه مع زوجكِ وأبنائكِ

ولك الحق أن يكون لك كثير من الخصوصية إن كان زوجك يريد أن يكون مسكنكم مع أهله ، ولا يكون عاقّاً لأمه لو فعل ذلك ، فالرجل العاقل الحكيم يزن الأمور بميزان الشرع ، ويعطي كل ذي حقٍّ حقَّه

ولا ينتقص لواحدٍ من الآخر .

على أننا ، مع ذلك ، نعلم صعوبة الاستقلال بمسكن في كثير من الأحيان ، لا سيما مع الظروف المعاصرة التي جعلت من الحصول على المسكن الملائم ، خاصة في المدن الكبرى

أمرا صعب المنال ، وهنا يتوجب على المرء أن ينظر في الظروف المحيطة به ، بشكل عام ، وبأفق أرحب ، من أجل ألا يشق على نفسه ، ولا على من حوله ، والله تعالى كتب الإحسان على كل شيء .

ويجب على زوجكِ أن يعلم بحقيقة وضعك مع أمه ؛ لأن هذا سبَّب لك عصبية ظهر أثرها على أبنائك ، وقد يكون أثر على زوجك أيضاً ، لذا ينبغي عليه أن يسارع في حل مشكلات البيت

وعليك أن يتقبل منكِ المصارحة في الأمور كلها ؛ وعليه أن يتحمل المسئولية التي أوجبها عليه الشرع ، فعليه برُّ أهله ، ومن برِّهما نصحهما وتذكيرهما إن وقعا في مخالفة الشرع

كما أن عليه مسئولية عِشرة زوجته بالمعروف ، وعليه مسئولية تربية أولاده ، فهو أحوج ما يكون للمصارحة والمعاونة على ذلك ، وأنتِ الطرف الأساس الذي يعينه على ذلك كله .

ونسأل الله تعالى أن يهديكم ويصلح بالكم ، وأن يجمع بينكم على خير ، وأن تكونوا أسرة واحدة سعيدة في الدنيا والآخرة .

والله أعلم


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-17, 14:09   رقم المشاركة : 118
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



هل تصبر على زوج سيء الأخلاق أم تحرص على الفراق ؟

السؤال

أنا شابة في الرابعة والعشرين ، متزوجة منذ خمس سنوات ونصف ، ولدي طفلة في الثالثة من العمر ، ليس لدي أسرة ، فوالدي توفي عندما كنت في الثامنة عشرة

أما أمي فتركتني بعد أن طلقها والدي وأنا في الشهر الأول من عمري ، ومع هذا فلديّ أعمام ولكنهم لا يتصلون بي إلا قليلاً ؛ لأنهم يكرهون زوجي ، وأنا أيضاً أكرهه ، إنه منافق يُبطن ما لا يُظهر

فتراه يتمثل الصلاح أمام الناس ، فإذا ما خلا لم يُبق ولم يذر ، يتكاسل في صلاته ، يسيء إليّ ، يحتقرني ، يهزأ بي وبما أقول من نُصح .. الخ ، إنه يضرب أسوء الأمثلة أمام الطفلة الصغيرة

كما أنه فوق هذا وذاك بخيل قابض اليد ، كثير الوعود قليل الإيفاء . وبالرغم من كل ذلك فإني أراقب الله فيه ، وأسعى للقيام بطاعته على أتم وجه

غير أن ذلك لا ينفي كرهي له ، إني أكرهه بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، حتى عندما يأتي للنوم معي لا أشعر بما يشعر به كل النساء مع أزواجهن من متعة ، بل أشعر كما لو أني أخضع لعذاب لا خيار لي حياله إلا الصبر .

كلما حاولت التوصل إليه بالنصح نهرني وقال : لقد سمعت هذا كثيراً ، إنه يسيء فهمي في كل صغيرة وكبيرة ويحمّلني الخطأ دائماً ، ما جعلني أعزف عنه عزوفاً تامّاً

لدرجة أني أخشى أن لا تُقبل صلاتي ؛ لشدة ما أجد في نفسي تجاهه . فما العمل من وجهة نظركم ؟ لقد فكرت بالطلاق ولكني لا أريد لابنتي أن تعيش نفس الحياة الذي عاشتها والدتها

ومع هذا فما زال هذا الخيار قائماً ، فالطلاق من وجهة نظري أقل وطأة على نفسي وأحب إليَّ من البقاء معه ، فأرجو التوجيه .


الجواب

الحمد لله

الأصل في الزواج أن يقوم على المودة والرحمة بين الزوجين ، وحفظ العهد وحسن الرعاية والعفاف ، والتعاون فيما بينهما على وتربية الأولاد

ومعانٍ كثيرة شُرع الزواج من أجلها ، وقام عليها ، وقد تفقد المرأة معنى من هذه المعاني ، وتحافظ على بيتها حرصا على أمور أخَر كحفظ العهد ، أو الخوف على مستقبل الأولاد .

ولقد ضربتِ مثلاً حسناً في الإحسان إلى زوجك ، والحرص على القيام بحقوقه ، مع ما يفعله معك من إساءة ، ونرجو أن تداومي على هذا الأمر محتسبة الأجر عند الله ؛ فإنه لا يضيع أجر من أحسن عملاً

وإن الزوج طريقك إلى الجنة .

وإن الزوجة كما هي مطالبة بحسن العشرة كذلك يطالب الزوج ، فهو مأمور بحسن الخلق والمعاشرة

قال تعالى : ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) النساء/ 19 ، وقال تعالى : ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) البقرة/ 228 .

ومما يطالب الزوج به : النفقة ، قال تعالى : ( وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) البقرة/ 233 .

وهو مأمور بحسن تربية الأولاد وهو محاسَب عند الله على نصحهم والعناية بهم ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( كُلُّكُمْ رَاعٍ ومَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهْوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ

وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهْىَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ ، أَلاَ فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ) رواه البخاري ( 2278 ) ومسلم ( 1829 ) .

فإن فُقدت هذه المعاني من الحياة الزوجية أصبح العيش فيها مضرّاً مهلِكاً للنفس والبدن ، ولكن إذا كان النصح واجباً لعامة المسلمين فإن زوجك أولى الناس به

فلو عرضتِ حالته على من يستحيي منه من الناس لعله ينصحه فتكون هذه النصيحة سببا في هدايته ، فلعل أن يكون في ذلك خير له في دينه ودنياه وآخرته .

فإن لم يجد ذلك معه شيئا ، فانظري إلى أمرك ، وشاوري الثقات القريبين منك ، والعارفين بحالك : فإن غلب على ظنك أن تؤدين له حقه

وتحستبين عند الله ما ضيعه من حقك ، وعلمت أن ذلك أحفظ لابنتك ، خاصة في البيئة التي تعيشين فيها

فاصبري معه ، واحتسبي أجر ذلك عند الله .

وإن غلب على ظنك أنك لن تتمكني من تحمل ذلك ، فالكي آخر الدواء

والطلاق آخر ما يلجأ إليه الزوجان

لكنه مع ذلك حل واقعي ، وشرعي ، لكثير من المشكلات التي لا حل لها إلا ذلك

وقد قال الله تعالى : ( وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا ) النساء/ 130

ولعل الله أن يبدلك خيرا منه ، وأن يبدل ابنتك خيرا من تلك الحال .

وانظري جوابي السؤالين القادمين

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-17, 14:13   رقم المشاركة : 119
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل تطلب الطلاق من زوجها الذي لا يحافظ على الصلاة ويقصر في حقوقها ؟

السؤال

لقد تقدم لخطبتي شاب أقل مني في المستوى التعليمي فلم يحصل إلا على الثانوية ، وأنا جامعية فرفضت ، فادعت أمه أنه معه دبلوم في اللغة الإنجليزية ثم تبين لي بعد ذلك أنه لا يعرف شيئا عن اللغة الإنجليزية

وقالت إنه موظف وراتبه 4000 ريال وهذا الراتب يكفي لأن جده سيعطيه شقة له على سبيل الهدية ، وتم الزواج فعلا ولكن ظهر لي بعد ذلك أن عليه ديونا للبنوك تخصم من راتبه ، ولا يعطيني في الشهر إلا 100 ريال فقط

ومنذ ثلاثة أشهر ترك العمل ولم يجد غيره ، ولم ننتقل إلى الشقة التي أعطاها له جده مع أنه مضى من الوقت الآن سنة وأربعة أشهر على زواجنا . لأنه لا يستطيع أن ينفق علي ، بل نقيم مع أهله .

وهو مع ذلك متهاون في الصلاة ، لا يصلي إلا إذا طلبت منه ذلك ، وهو أيضا بدين جدا مما يمنعني من الحصول على اللذة معه ، ولا يهتم بنظافته الشخصية ، حتى بدأت أنفر منه .


الجواب


الحمد لله

الزواج آية من آيات الله ، ونعمة من نعمه ، يجد فيها الزوجان السكن والأنس

والمودة والرحمة ، مع العفة والإحصان ، وإنجاب الذرية الصالحة التي تعمر الأرض وفق منهج الله

. كما قال سبحانه : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) الروم/21 .

وهذه مقاصد الزواج التي شرع من أجلها ، فإذا لم تتحقق هذه المقاصد ، كان الطلاق سبيلا مشروعا ، يمهّد للانتقال لحياة زوجية أخرى ، تتحقق فيها أهداف النكاح ومقاصده .

وما ذكرتِه من الأسباب ، يبيح لك سؤال الطلاق ؛ وقد روى الترمذي (1187)

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا طَلاقًا مِنْ غَيْرِ بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ ) . والحديث صححه الألباني في صحيح الترمذي.

فقوله : "من غير بأس" أي : من غير شدة تلجئها إلى سؤال المفارقة .

قال الشيخ ابن باز رحمه الله : " فالواجب على المرأة أن عاشر بالمعروف ، وأن تسمع وتطيع لزوجها بالمعروف ، وألا تطلب الطلاق إلا من علة ، فإذا كان هناك علة ، فلا بأس

مثل أن يكون بخيلا لا يؤدي حقها ، أو كان كثير المعاصي ، كالسُّكر ونحو ذلك ، أو كان يسهر كثيرا ويعضلها ، أو ما أشبه ذلك من الأسباب فهذا عذر معتبر " انتهى ، نقلا عن "فتاوى الطلاق" ص 264 .

وهذه الأسباب التي ذكرت وإن كانت تبيح لك سؤال الطلاق ، إلا أنه ينبغي أن تفكري في هذا الأمر تفكيرا كثيرا قبل الإقدام عليه ، مراعية عدة أمور :

الأول : الأمل في صلاح حاله ، لاسيما إذا انتقلتما إلى شقة خاصة ، ولعله بتشجيعك يلتزم بصلاته ، ويفتح الله عليه برزق حسن ، ويسعى لإرضائك والتخلص مما يؤذيك

ويكون لك أجر الصبر والإحسان إليه ، وإعانته على تغيير حاله . فراجعي نفسك ، وتدبري في حال زوجك ، فإن رجوت منه صلاحا وتغيرا ، فاصبري واحتسبي ، واعلمي أن الصبر عاقبته الفرج والظفر

وكم من امرأة صبرت على زوجها وسوء خلقه ، ثم غير الله حاله ، وصار من أحسن الأزواج ، لا ينسى صبرها

ومعروفها وإحسانها ، وقد قال الله تعالى : ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ) فصلت/34، 35 .

والمرأة لها دور عظيم يمكن أن تقوم به في مجال إصلاح زوجها ، ودعوته إلى الخير والفلاح

إذا أوتيت الحكمة والرفق والأسلوب الحسن . وينبغي أن يتجه الإصلاح أولا إلى الدين ، قبل الجسم والمادة ، فإنه إن صلح دينه جاءه التوفيق والتسديد في أموره كلها بإذن الله وفضله .

الثاني : أن تنظري في أمرك فيما لو وقع الطلاق ، وكيف سيكون حالك ، وهذا أمر لا يُحكم عليه في وجود الغضب أو النفور من الزوج ، بل يحتاج إلى روية ونظر وتأمل

والعاقلة قد ترضى بالحياة المنغّصة مع زوج فيه خير وشر ، وصلاح وفساد ، وتفضل ذلك على أن تكون مطلقة

تعاني من الوحدة والقلق والبحث عن الزوج ، في زمان انتشرت فيه العنوسة ، وصعب فيه أمر الزواج من الأبكار ، فضلا عن المطلقات .

وهذا يختلف من امرأة لأخرى ، فربما كانت المطلقة مرغوبة لدينها أو لجمالها أو مالها أو نسبها .

الثالث : ينبغي أن تكثري من اللجوء إلى الله تعالى ، وسؤاله أن يلهمك رشدك ويقيك شر نفسك ، وألا تتخذي قرارا إلا بعد أن تستخيري ربك جل وعلا .

ولمعرفة صلاة الاستخارة ينظر السؤالين القادمين

ونسأل الله تعالى أن يوفقك لما فيه الخير والهدى والفلاح .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-17, 14:21   رقم المشاركة : 120
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

صلاة الاستخارة

السؤال

أود معرفة المزيد عن صلاة الاستخارة . ماذا أتلو ، وأدعو ، كم عدد الركعات ، وما هو الأجر من ذلك . وهل صلاة المذهب الحنبلي والشافعي والحنفي بنفس الطريقة .

الجواب


الحمد لله

صلاة الاستخارة سنة شرعها النبي صلى الله عليه وسلم لمن أراد أن يعمل عملاً ولكنه مترددٌ فيه ، وسيكون الحديث عن صلاة الاستخارة من خلال ثمان نقاط :

1ـ تعريفها .
2ـ حكمها .
3ـ الحكمة من مشروعيتها .
4ـ سببها .

5ـ متى تبدأ الاستخارة .
6ـالاستشارة قبل الاستخارة .
7ـ ماذا يقرأ في الاستخارة ؟ .

8ـ متى يكون الدعاء ؟ .

المطلب الأول : تعريفها .

الاسْتِخَارَةُ لُغَةً : طَلَبُ الْخِيَرَةِ فِي الشَّيْءِ . يُقَالُ : اسْتَخِرْ اللَّهَ يَخِرْ لَك . وَاصْطِلَاحًا : طَلَبُ الاخْتِيَارِ . أَيْ طَلَبُ صَرْفِ الْهِمَّةِ لِمَا هُوَ الْمُخْتَارُ عِنْدَ اللَّهِ وَالأَوْلَى , بِالصَّلاةِ , أَوْ الدُّعَاءِ الْوَارِدِ فِي الِاسْتِخَارَةِ .

المطلب الثاني : حكمها .

أَجْمَعَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ الاسْتِخَارَةَ سُنَّةٌ , وَدَلِيلُ مَشْرُوعِيَّتِهَا مَا رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ : ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ

: إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ : اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ ,

وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ , وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ , وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ , وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ , اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ

: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ , فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ , اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ :

عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ , فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ . وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ ) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي مَوَاضِعَ مِنْ صَحِيحِهِ (1166) وَفِي بَعْضِهَا ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ .

المطلب الثالث : الحكمة من مشروعيتها .

حِكْمَةُ مَشْرُوعِيَّةِ الاسْتِخَارَةِ , هِيَ التَّسْلِيمُ لأَمْرِ اللَّهِ , وَالْخُرُوجُ مِنْ الْحَوْلِ وَالطَّوْلِ , وَالالْتِجَاءُ إلَيْهِ سُبْحَانَهُ .

لِلْجَمْعِ بَيْنَ خَيْرَيْ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ . وَيَحْتَاجُ فِي هَذَا إلَى قَرْعِ بَابِ الْمَلِكِ (سبحانه وتعالى) ,

وَلا شَيْءَ أَنْجَعُ لِذَلِكَ مِنْ الصَّلاةِ وَالدُّعَاءِ ; لِمَا فِيهَا مِنْ تَعْظِيمِ اللَّهِ , وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ , وَالافْتِقَارِ إلَيْهِ قَالا وَحَالا ، ثم بعد الاستخارة يقوم إلى ما ينشرح له صدره .

المطلب الرابع : سببها .

سَبَبُهَا ( مَا يَجْرِي فِيهِ الاسْتِخَارَةُ ) : اتَّفَقَتْ الْمَذَاهِبُ الْأَرْبَعَةُ عَلَى أَنَّ الِاسْتِخَارَةَ تَكُونُ فِي الْأُمُورِ الَّتِي لَا يَدْرِي الْعَبْدُ وَجْهَ الصَّوَابِ فِيهَا , أَمَّا مَا هُوَ مَعْرُوفٌ خَيْرَهُ أَوْ شَرَّهُ كَالْعِبَادَاتِ وَصَنَائِعِ الْمَعْرُوفِ وَالْمَعَاصِي

وَالْمُنْكَرَاتِ فَلا حَاجَةَ إلَى الاسْتِخَارَةِ فِيهَا , إلا إذَا أَرَادَ بَيَانَ خُصُوصِ الْوَقْتِ كَالْحَجِّ مَثَلا فِي هَذِهِ السُّنَّةِ ; لِاحْتِمَالِ عَدُوٍّ أَوْ فِتْنَةٍ , وَالرُّفْقَةِ فِيهِ , أَيُرَافِقُ فُلانًا أَمْ لا ؟ وَعَلَى هَذَا فَالاسْتِخَارَةُ لا مَحَلَّ لَهَا فِي الْوَاجِبِ وَالْحَرَامِ وَالْمَكْرُوهِ

, وَإِنَّمَا تَكُونُ فِي الْمَنْدُوبَاتِ وَالْمُبَاحَاتِ . وَالاسْتِخَارَةُ فِي الْمَنْدُوبِ لا تَكُونُ فِي أَصْلِهِ ; لِأَنَّهُ مَطْلُوبٌ , وَإِنَّمَا تَكُونُ عِنْدَ التَّعَارُضِ , أَيْ إذَا تَعَارَضَ عِنْدَهُ أَمْرَانِ أَيُّهُمَا يَبْدَأُ بِهِ أَوْ يَقْتَصِرُ عَلَيْهِ ؟ أَمَّا الْمُبَاحُ فَيُسْتَخَارُ فِي أَصْلِهِ .

المطلب الخامس : مَتَى يَبْدَأُ الاسْتِخَارَةَ ؟

يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ الْمُسْتَخِيرُ خَالِيَ الذِّهْنِ , غَيْرَ عَازِمٍ عَلَى أَمْرٍ مُعَيَّنٍ , فَقَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم فِي الْحَدِيثِ : " إذَا هَمَّ " يُشِيرُ إلَى أَنَّ الِاسْتِخَارَةَ تَكُونُ عِنْدَ أَوَّلِ مَا يَرِدُ عَلَى الْقَلْبِ , فَيَظْهَرُ لَهُ بِبَرَكَةِ الصَّلَاةِ وَالدُّعَاءِ مَا هُوَ الْخَيْرُ ,

بِخِلَافِ مَا إذَا تَمَكَّنَ الْأَمْرُ عِنْدَهُ , وَقَوِيَتْ فِيهِ عَزِيمَتُهُ وَإِرَادَتُهُ , فَإِنَّهُ يَصِيرُ إلَيْهِ مَيْلٌ وَحُبٌّ , فَيَخْشَى أَنْ يَخْفَى عَنْهُ الرَّشَادُ ; لِغَلَبَةِ مَيْلِهِ إلَى مَا عَزَمَ عَلَيْهِ .

وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِالْهَمِّ الْعَزِيمَةَ ; لأَنَّ الْخَاطِرَ لا يَثْبُتُ فَلَا يَسْتَمِرُّ إلَّا عَلَى مَا يَقْصِدُ التَّصْمِيمَ عَلَى فِعْلِهِ مِنْ غَيْرِ مَيْلٍ . وَإِلا لَوْ اسْتَخَارَ فِي كُلِّ خَاطِرٍ لاسْتَخَارَ فِيمَا لا يَعْبَأُ بِهِ , فَتَضِيعُ عَلَيْهِ أَوْقَاتُهُ . "

المطلب السادس : الاسْتِشَارَةُ قَبْلَ الاسْتِخَارَةِ .

قَالَ النَّوَوِيُّ : يُسْتَحَبُّ أَنْ يَسْتَشِيرَ قَبْلَ الاسْتِخَارَةِ مَنْ يَعْلَمُ مِنْ حَالِهِ النَّصِيحَةَ وَالشَّفَقَةَ وَالْخِبْرَةَ , وَيَثِقُ بِدِينِهِ وَمَعْرِفَتِهِ . قَالَ تَعَالَى : وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ وَإِذَا اسْتَشَارَ وَظَهَرَ أَنَّهُ مَصْلَحَةٌ , اسْتَخَارَ اللَّهَ تَعَالَى فِي ذَلِكَ

. قَالَ ابْنُ حَجَرٍ الْهَيْثَمِيُّ : حَتَّى عِنْدَ الْمُعَارِضِ ( أَيْ تَقَدُّمِ الاسْتِشَارَةِ ) لأَنَّ الطُّمَأْنِينَةَ إلَى قَوْلِ الْمُسْتَشَارِ أَقْوَى مِنْهَا إلَى النَّفْسِ لِغَلَبَةِ حُظُوظِهَا وَفَسَادِ خَوَاطِرِهَا .

وَأَمَّا لَوْ كَانَتْ نَفْسُهُ مُطْمَئِنَّةً صَادِقَةٌ إرَادَتَهَا مُتَخَلِّيَةً عَنْ حُظُوظِهَا , قَدَّمَ الاسْتِخَارَةَ .

المطلب السابع : الْقِرَاءَةُ فِي صَلاةِ الاسْتِخَارَةِ .

-فِيمَا يَقْرَأُ فِي صَلاةِ الاسْتِخَارَةِ ثَلاثَةُ آرَاءٍ :

أ - قَالَ الْحَنَفِيَّةُ , وَالْمَالِكِيَّةُ , وَالشَّافِعِيَّةُ : يُسْتَحَبُّ أَنْ يَقْرَأَ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى بَعْدَ الْفَاتِحَةِ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ , وَفِي الثَّانِيَةِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ .

وَذَكَر النَّوَوِيُّ تَعْلِيلًا لِذَلِكَ فَقَالَ : نَاسَبَ الْإِتْيَانُ بِهِمَا فِي صَلَاةٍ يُرَادُ مِنْهَا إخْلَاصُ الرَّغْبَةِ وَصِدْقُ التَّفْوِيضِ وَإِظْهَارُ الْعَجْزِ , وَأَجَازُوا أَنْ يُزَادَ عَلَيْهِمَا مَا وَقَعَ فِيهِ ذِكْرُ الْخِيَرَةِ مِنْ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ .

ب - وَاسْتَحْسَنَ بَعْضُ السَّلَفِ أَنْ يَزِيدَ فِي صَلاةِ الاسْتِخَارَةِ عَلَى الْقِرَاءَةِ بَعْدَ الْفَاتِحَةِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى : وَرَبُّك يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ . مَا كَانَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ . وَرَبُّك يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ .

وَهُوَ اللَّهُ لا إلَهَ إلا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ . فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى ,

وَفِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ قوله تعالى : وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا

ج - أَمَّا الْحَنَابِلَةُ وَبَعْضُ الْفُقَهَاءِ فَلَمْ يَقُولُوا بِقِرَاءَةٍ مُعَيَّنَةٍ فِي صَلاةِ الِاسْتِخَارَةِ .

المطلب الثامن : مَوْطِنُ دُعَاءِ الاسْتِخَارَةِ .

قَالَ الْحَنَفِيَّةُ , وَالْمَالِكِيَّةُ , وَالشَّافِعِيَّةُ , وَالْحَنَابِلَةُ : يَكُونُ الدُّعَاءُ عَقِبَ الصَّلاةِ , وَهُوَ الْمُوَافِقُ لِمَا جَاءَ فِي نَصِّ الْحَدِيثِ الشَّرِيفِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم . أنظر الموسوعة الفقهية ج3 ص241

قال شيخ الاسلام في الفتاوى الكبرى ج2 ص265 : مَسْأَلَةٌ فِي دُعَاءِ الِاسْتِخَارَةِ , هَلْ يَدْعُو بِهِ فِي الصَّلاةِ ؟ أَمْ بَعْدَ السَّلامِ؟ الْجَوَابُ : يَجُوزُ الدُّعَاءُ فِي صَلاةِ الاسْتِخَارَةِ , وَغَيْرِهَا :

قَبْلَ السَّلامِ , وَبَعْدَهُ , وَالدُّعَاءُ قَبْلَ السَّلامِ أَفْضَلُ ; فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَكْثَرُ دُعَائِهِ قَبْلَ السَّلامِ , وَالْمُصَلِّي قَبْلَ السَّلامِ لَمْ يَنْصَرِفْ , فَهَذَا أَحْسَنُ ,

وَاَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ ..


..........

كيفية صلاة الاستخارة وشرح دعائها

السؤال

كيف تكون صلاة الاستخارة ؟

وماهو الدعاء الذي يقال فيها ؟.

الجواب

الحمد لله

صفة صلاة الاستخارة قد رواها جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّلَمِيُّ رضي الله عنه قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُ أَصْحَابَهُ الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُهُمْ السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ :

" إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ اللَّهُمَّ فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ

هَذَا الأَمْرَ ثُمَّ تُسَمِّيهِ بِعَيْنِهِ خَيْرًا لِي فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ قَالَ أَوْ فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي

وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاصْرِفْنِي عَنْهُ [ واصرفه عني ] وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ . " رواه البخاري 6841 وله روايات أخرى في الترمذي والنسائي وأبو داود وابن ماجة وأحمد

قال ابن حجر رحمه الله في شرح الحديث :

الاستخارة : اسم ، واستخار الله طلب منه الخِيَرة , والمراد طلب خير الأمرين لمن احتاج إلى أحدهما .

قوله ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة .. في الأمور كلها ) قال ابن أبي جمرة :

هو عام أريد به الخصوص , فإن الواجب والمستحب لا يستخار في فعلهما والحرام والمكروه لا يستخار في تركهما , فانحصر الأمر في المباح وفي المستحب إذا تعارض منه أمران أيهما يبدأ به ويقتصر عليه . قلت

: .. ويتناول العموم العظيم من الأمور والحقير , فرب حقير يترتب عليه الأمر العظيم .

قوله ( إذا هَمَّ ) .. وقع في حديث ابن مسعود " إذا أراد أحدكم أمرا فليقل " .

قوله ( فليركع ركعتين .. من غير الفريضة ) فيه احتراز عن صلاة الصبح مثلا .. وقال النووي في " الأذكار " : لو دعا بدعاء الاستخارة عقب راتبة صلاة الظهر مثلا أو غيرها من النوافل الراتبة والمطلقة .

. ويظهر أن يقال : إن نوى تلك الصلاة بعينها وصلاة الاستخارة معا أجزأ , بخلاف ما إذا لم ينو .

وقال ابن أبي جمرة . الحكمة في تقديم الصلاة على الدعاء أن المراد بالاستخارة حصول الجمع بين خيري الدنيا والآخرة فيحتاج إلى قرع باب المَلِك ,

ولا شيء لذلك أنجع ولا أنجح من الصلاة لما فيها من تعظيم الله والثناء عليه والافتقار إليه مآلا وحالا .

وقوله ( ثم ليقل ) ظاهر في أن الدعاء المذكور يكون بعد الفراغ من الصلاة ويحتمل أن يكون الترتيب فيه بالنسبة لأذكار الصلاة ودعائها فيقوله بعد الفراغ وقبل السلام .

قوله ( اللهم إني أستخيرك بعلمك ) الباء للتعليل أي لأنك أعلم , وكذا هي في قوله " بقدرتك " ويحتمل أن تكون للاستعانة .. وقوله " وأستقدرك " .

. معناه أطلب منك أن تجعل لي قدرة على المطلوب , ويحتمل أن يكون المعنى أطلب منك أن تقدِّره لي , والمراد بالتقدير التيسير .

قوله ( وأسالك من فضلك ) إشارة إلى أن إعطاء الرب فضل منه , وليس لأحد عليه حق في نعمه كما هو مذهب أهل السنة .

قوله ( فإنك تقدر ولا أقدر , وتعلم ولا أعلم ) إشارة إلى أن العلم والقدرة لله وحده , وليس للعبد من ذلك إلا ما قدّر الله له .

قوله ( اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر ) .. في رواية .. " ثم يسميه بعينه " .. وظاهر سياقه أن ينطق به , ويحتمل أن يكتفي باستحضاره بقلبه عند الدعاء .

قوله ( فاقدره لي ) .. أي نَجِّزه لي " , وقيل معناه يسره لي .

قوله ( فاصرفه عني واصرفني عنه ) أي حتى لا يبقى قلبه بعد صرف الأمر عنه متعلقا به ,

قوله ( ورَضِّني ) .. أي اجعلني بذلك راضيا فلا أندم على طلبه ولا على وقوعه لأني لا أعلم عاقبته وإن كنت حال طلبه راضيا به ..

والسرّ فيه أن لا يبقى قلبه متعلقا به فلا يطمئن خاطره . والرضا سكون النفس إلى القضاء .

انتهى ملخّصا من شرح الحافظ ابن حجر رحمه الله في شرح الحديث في كتاب الدعوات وكتاب التوحيد من صحيح البخاري .

: الشيخ محمد صالح المنجد










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 12:23

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc