شرح الشمقمقية متجدد

[أبو عاصم مصطفى السُّلمي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اوتشيها مادارا

بارك الله فيك

و فيك بارك الرحمن

[أبو عاصم مصطفى السُّلمي]

و عذرا على الإنقطاع ...........
و لنا عودة لإتمام الشرح بعد زوال المانع إن شاء الله

[أبو عاصم مصطفى السُّلمي]

رفقا بها شفيعُها هوادجٌ ............. غدت سماءَ كلِّ بدرٍ مُشرقِ
من كلِّ غَيــدَاءَ عَــروبٍ بَضَّةٍ............... رُعْبــوبَةٍ عَيــطَاءَ ذاتِ رونقِ
خـــريدةٍ مَمْسودةٍ رقـــراقةٍ ............. وَهْنانةٍ بَهـــنانةِ المُعْتَـــنَقِ

هذا انتقال من غرض إلى غرض ، و قد مهّد له الناظم فأحسن ، فلما تخلّص إليه لم يكن ثقيلا على السّمع ، و لا نابيا عن الطبع ، و الغرض المُنتقَل منه ذكر رحيل الأحبة ، و وصف الإبل التي تحمّلوا عليها ، و البيد التي تعسّفوها ، و لوم الحادي على جده السير ليلا و نهارا ، حتى أضر بالإبل ضررا بليغا ، و تذكيره بمن تحمل على ظهورها من النساء اللاتي لا طاقة لهن بذلك السير العنيف ، و إظهاره شديد العطف على هذه الأبل ، حتى تبرع و هو يسرّ حسوا في ارتغاء بالريادة لها و القيام عليها أحسن قيام ، و هذه الفنون من الكلام هي ما يعبر عنه الأدباء بالنسيب .
و العرض المتنقل إليه ، التغزل بصفات محبوبه ، و ذكر ما هو عليه من فنون المحاسن و ضُروب المفاتن .
فقوله : رفقا بها شفيعُها هوادجٌ ، هو من الكناية عن الحال باسم المحل إذا قلنا أنه يتشفَّع إليه بتلك السيدات اللاتي في داخل الهوادج ، أو الكلام على حقيقته ، و إنما صانهن عن التشفع بهن قصد ، لأنه يرى أن قدرهن أرفع من التوسل به إلى الحادي ، و في البيت استعارة و تشبيه ، فإنه لما استعار البدور المشرقة للنساء شبه الهوادج بالسماء ، و قوله : من كل غيداء ، بيان لكل بدر ، و الغيداء تقدم تفسيرها ، و العَروب : الحسنة الجمولة ، و البَضَّةُ : الرَّخصة البدن الناعمة ، الرُّعبوبة : البيضاء المنعمة ، و العيطاء : طويلة العنق و هو مما يُتمدّح به ، و يكنون عنها ببعيدة مهوى القرط ، ذات رونق ، أي صاحبة حسن و رواء ، و الخريدة : البكر التي لم تُمس ،و يقال لؤلؤة خريدة لم تثقب ، و الممسودة : المجدولة الخَلق الممشوقة القد ، و الرقراقة : المتلألئة البرّاقة ، و الوَهنانة : الكسلى عن العمل تنعما ، و عنها كنى امرؤ القيس بقوله : نئوم الضحى ، و بهنانة المعتنق : طيبته لينته .

[الألمعي]

بارك الله فيك وجزاك كل خير على هذا المتصفح الذي يضوع منه أريج البليغ عبقاً ، وازداد بجمال الفصيح ألَقاً.
أثمن مجهودك أخي الفاضل وصبرك على كتابة شرح العلامة عبد الله كنون للأرجوزة الشمقمقية لابن الونان في وقت قصرت الهمم عن مطالعة كتب الأدب، وكان الأحرى أن يكون هذا المتصفح مزارًا لمن أراد تنمية رصيده اللغوي وذلك لنفاسة البضاعة.
وهنا أشير إلى ما روي عن القاضي عياض رحمه الله عند دخول " مقامات الحريري" إلى المغرب و لم يكن قد رآها من قبل، فقد أخبر بأنه لم ينم ليلة مطالعته لها حتى أتمها كلها.فانظروا يا رعاكم الله إلى تَشوُّف الهمم إلى جديد الأدب عند سلفنا.

[أبو عاصم مصطفى السُّلمي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عزيز87

بارك الله فيك وجزاك كل خير على هذا المتصفح الذي يضوع منه أريج البليغ عبقاً ، وازداد بجمال الفصيح ألَقاً.
أثمن مجهودك أخي الفاضل وصبرك على كتابة شرح العلامة عبد الله كنون للأرجوزة الشمقمقية لابن الونان في وقت قصرت الهمم عن مطالعة كتب الأدب، وكان الأحرى أن يكون هذا المتصفح مزارًا لمن أراد تنمية رصيده اللغوي وذلك لنفاسة البضاعة.
وهنا أشير إلى ما روي عن القاضي عياض رحمه الله عند دخول " مقامات الحريري" إلى المغرب و لم يكن قد رآها من قبل، فقد أخبر بأنه لم ينم ليلة مطالعته لها حتى أتمها كلها.فانظروا يا رعاكم الله إلى تَشوُّف الهمم إلى جديد الأدب عند سلفنا.

و فيك بارك الرحمن أخي عزيز
و شكر الله لك وصفك لهذه الصفحة بذاك الوصف ، و ذاك دليل على مكانة العربية في فؤادك
أما عن مجهودي في النقل ، فهو لا شيء يذكر ، يا رعاك الله
و تذييلك بخبر مقامات الحريري ، زاد الصفحة رونقا و جمالا
جزاك الله خيرا

[أبو عاصم مصطفى السُّلمي]

جزاك الله خيرا و أحسن إليك و بارك فيك
مرور طيب مشكور

[الألمعي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المهاجر الى الله السُّلمي

و فيك بارك الرحمن أخي عزيز
و شكر الله لك وصفك لهذه الصفحة بذاك الوصف ، و ذاك دليل على مكانة العربية في فؤادك
أما عن مجهودي في النقل ، فهو لا شيء يذكر ، يا رعاك الله
و تذييلك بخبر مقامات الحريري ، زاد الصفحة رونقا و جمالا
جزاك الله خيرا

السلام عليكم أخي المهاجر.
علمت من بحثي في "النت" أن هناك شرحاً للأرجوزة الشمقمقية يعد أحسنها وأفضلها شرحًا ،يحوي الكثير من نوادر العرب وهو " زهر الأفنان من حديقة ابن الونان" للأديب العلامة أحمد الناصري السلاوي ،ووجود هذا الشرح صار اليوم أعز من بيض الأنوق كما قال ذلك مختصرُه في كتابه " قطوف الريحان من زهر الأفنان" .وبعد بحث حثيث في "النت" وجدته في مجلدتين ولكنها للأسف عبارة عن مخطوط مصور لا تكاد تستوضح شيئاً من كتابته، والعجيب ان مختصر الشرح جاء في مجلد جيد وكتابته واضحة منمقة ، وحتى شرح العلامة عبد الله كنون قديم ،فلم يتجشم أحد أن يخرجه في أبهى حلّة، وهذا من عيوب المغاربة (المغرب العربي) فهم لا يهتمون بتراثهم وكنوزهم الأدبية والعلمية وقد يتركونها حتى تاكلها الأرضة ،عكس المشارقة فهم لا يتركون كتاباً وإن كان مغمورًا فيتناولونه بالتحقيق والتمحيص مع العناية بجودة الطباعة والتجليد ، وربما قاموا - أي المشارقة - باستخراج كنوزنا من خزائننا المهترئة فاستنقذوها من عوامل الزمن وصروفه.

[أبو عاصم مصطفى السُّلمي]

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
زهر الأفنان ، للناصري ، شرح جيد ماتع ، جامع لما تفرق ، راتق لما تمزق
لكنه يعد من المطولات ، التي تقصر همم كثير من الخاملين أمثالنا عن الوقوف بعتباتها ، فضلا عن النزهة في جنباتها
و هو مما لا يصلح للمبتدىء ، لما فيه من الحشو و الاستطراد ، و التفصيل و التذييل ، و بذاك تنشتت المعلومة عن الطالب و تعزب عن فكره ، و تشرد عن إدراكه ، لما يزاحمها من الفوائد و الأوابد ، و الغرائب و الطرائف ، و حتى ذكر الأوجه و الاحتمالات ...
و هي طبعة حجرية ، بخط مغربي قديم جميل منمق ، و قد تكون حروفها كالطلاسم لكثير من الناس اليوم ، لاندثار ذاك الرسم ، و دروس ذاك الفن
لكن مختصرها أوفى بالمقصود ، و أظن أنه أربى عن المنشود
و ما ذكرته عن المغاربة ، فتلك شكوى قديمة من أيام ابن حزم رحمه الله تعالى
أيدك الله بتوفيقه

[أبو عاصم مصطفى السُّلمي]

يـــــــــــرفع

[الألمعي]

ليأذن لي أخي صاحب المتصفح في رفع هذه الصفحة الأدبية التي تحوي كنوزا أدبية جمة .