مساوئ الأخلاق ومذمومها - الصفحة 8 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مساوئ الأخلاق ومذمومها

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2022-01-05, 14:13   رقم المشاركة : 106
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

معاونة الظالم على ظلمه

من يعين الظالم فهو ظالم مثله، ومشارك له في الإثم:

الظلم من الإثم والعدوان والله سبحانه وتعالى أمر بالتعاون

على البرِّ والتقوى، ونهى عن التعاون على الإثم

والعدوان فقال: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ

عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [المائدة:2]


https://www.dorar.net/tafseer/5/1

وعن جَابِرٍ رضي الله عنه قال:

((لَعَن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكِلَ الرِّبَا

وموكله وَكَاتِبَه وَشَاهِدَيْه وقال: هُم سَواء


https://www.dorar.net/hadith/sharh/17199

رواه مسلم (1598).

قال النووي:

(هذا تصريح بتحريم كتابة المبايعة بين المترابين والشهادة

عليهما وفيه: تحريم الإعانة على الباطل)


((شرح صحيح مسلم)) للنووي (11/36).

وقال ميمون بن مهران:

(الظالم، والمعين على الظلم، والمحب له سواء)


((مساوئ الأخلاق)) للخرائطي (ص 220).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُق الظلم









 


رد مع اقتباس
قديم 2022-01-08, 14:05   رقم المشاركة : 107
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

صور الظلم

لا شكَّ أنَّ الظلم له صور كثيرة

وسنقتصر على ذكر بعضها حتى نكون منها على حذر

وهذه الصور منها:


أولًا: ظلم العبد نفسه

1- أعظمه الشرك بالله:

قال تعالى: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان:13]

https://www.dorar.net/tafseer/31/4

https://www.dorar.net/hadith/sharh/2088

قال ابن تيمية:

(ومما ينبغي أن يُعلم أنَّ كثيرًا من الناس لا يعلمون

كون الشرك من الظلم، وأنَّه لا ظلم إلا ظلم الحكام

أو ظلم العبد نفسه، وإن علموا ذلك من جهة الاتباع

والتقليد للكتاب، والسنة، والإجماع، لم يفهموا وجه ذلك

ولذلك لم يسبق ذلك إلى فهم جماعة من الصحابة

لما سمعوا قوله: الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ [الأنعام:82]


https://www.dorar.net/tafseer/6/21

كما ثبت ذلك في الصحيحين من حديث ابن مسعود

أنهم قالوا: أيُّنا لم يظلم نفسه؟! فقال رسول الله:

((ألم تسمعوا إلى قول العبد الصالح:

إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان:13]


https://www.dorar.net/tafseer/31/4

https://www.dorar.net/hadith/sharh/2088

وذلك أنهم ظنُّوا أنَّ الظلم- كما حدَّه طائفة

من المتكلمين- هو إضرار غير مستحقٍّ

ولا يرون الظلم إلا ما فيه إضرار بالمظلوم

إن كان المراد أنهم لن يضروا دين الله وعباده المؤمنين

فإنَّ ضرر دين الله وضرر المؤمنين بالشرك

والمعاصي أبلغ وأبلغ)


((جامع المسائل)) (6/235).

2- التعدِّي على حدود الله:

تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ

فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [البقرة:229].


قال ابن جرير:

(تلك معالم فصوله، بين ما أحل لكم، وما حرم عليكم

أيها الناس، قلا تعتدوا ما أحل لكم من الأمور التي بينها

وفصلها لكم من الحلال، إلى ما حرم عليكم

فتجاوزوا طاعته إلى معصيته، وإنما عنى تعالى

ذكره بقوله: تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا

هذه الأشياء التي بينت لكم في هذه الآيات التي مضت:

من نكاح المشركات الوثنيات

وإنكاح المشركين المسلمات، وإتيان النساء

في المحيض، وما قد بين في الآيات الماضية قبل قوله:

تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ، مما أحل لعباده

وحرم عليهم، وما أمر ونهى)


((جامع البيان)) للطبري (4/583).

3- الصدُّ عن مساجد الله أن يُذكر فيها اسمه:

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا

اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا

إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ

وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ [البقرة: 114].


قال ابن جرير:

(وأي امرئ أشد تعديًا وجراءة على الله وخلافًا لأمره

من امرئ منع مساجد الله أن يعبد الله فيها)


((جامع البيان)) للطبري (2/519).

4- كتم الشهادة:

قال تعالى: أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ

وَإِسْحَـقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطَ كَانُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى

قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ

مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [البقرة: 140].


قال السعدي:

(فهي شهادة عندهم، مودعة من الله، لا من الخلق

فيقتضي الاهتمام بإقامتها، فكتموها، وأظهروا ضدها

جمعوا بين كتم الحق، وعدم النطق به، وإظهار الباطل

والدعوة إليه، أليس هذا أعظم الظلم؟

بلى والله، وسيعاقبهم عليه أشد العقوبة)


((تيسير الكريم الرحمن)) (69).

5- الإعراض عن آيات الله بتعطيل أحكامها:

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا

وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ

وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى

فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا [الكهف: 57].


قال ابن كثير:

(يقول تعالى: وأي عباد الله أظلم ممن ذكر بآيات الله

فأعرض عنها، أي: تناساها وأعرض عنها

ولم يصغ لها، ولا ألقى إليها بالًا)


((تفسير القرآن العظيم)) (5/172).

6- الكذب على الله:

قال تعالى: فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا

لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [الأنعام: 144].


قال ابن جرير في تفسير هذه الآية:

(يقول: فمن أشد ظلمًا لنفسه، وأبعد عن الحق

ممن تخرص على الله قيل الكذب

وأضاف إليه تحريم ما لم يحرم، وتحليل ما لم يحلل)


((جامع البيان)) (12/189).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُق الظلم










رد مع اقتباس
قديم 2022-01-12, 18:03   رقم المشاركة : 108
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

صور الظلم

لا شكَّ أنَّ الظلم له صور كثيرة

وسنقتصر على ذكر بعضها حتى نكون منها على حذر

وهذه الصور منها:


ثانيًا: ظلم العباد بعضهم لبعض

وظلم العباد بعضهم لبعض أنواع

وهو أشهر أنواع الظلم وأكثرها.قال سفيان الثوري:

(إن لقيت الله تعالى بسبعين ذنبًا فيما بينك وبين الله تعالى؛

أهون عليك من أن تلقاه بذنب واحد فيما بينك وبين العباد)

ويمكن تقسيمه إلى ظلم قولي، وظلم فعلي:

من صور الظلم القولي:

التعرض إلى الناس بالغيبة، والنَّمِيمَة، والسباب والشتم،

والاحتقار، والتنابز بالألقاب، والسخرية،

والاستهزاء، والقذف،...ونحو ذلك.

من صور الظلم الفعلي:


1- القتل بغير حق:

قال تعالى: وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ

وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف

فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا [الإسراء: 33].


قال السعدي في تفسير قوله تعالى

وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ. (وهي: النفس المسلمة

من ذكر وأنثى، صغير وكبير، بر وفاجر

والكافرة التي قد عصمت بالعهد والميثاق.

إِلاَّ بِالحَقِّ كالزاني المحصن

والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة..

. وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا أي: بغير حق فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ

وهو أقرب عصباته وورثته إليه سُلْطَانًا

أي: حجة ظاهرة على القصاص من القاتل)


((تيسير الكريم الرحمن)) للسعدي (69).

2- الظلم الواقع على المسلمين بسبب تمسكهم بدينهم.

3- أخذ أرض الغير أو شيء منها:

قال صلى الله عليه وسلم:

((من أخذ شبرًا من الأرض ظلمًا؛ فإنه يطوقه

يوم القيامة من سبع أرضين


رواه البخاري (3198)، ومسلم (1610)

من حديث سعيد بن زيد رضي الله عنه.


4- الظلم الواقع في الأُسَر:

ومنه:

- ظلم الأولاد لوالديهما بعقوقهما.

- ظلم الأزواج لزوجاتهم في حقهنَّ سواء كان صداقًا

أو نفقةً، أو كسوةً.

- ظلم الزوجات لأزواجهنَّ بـتقصيرهن

في حقهم، وتنكُّر فضلهم.

- ظلم البنات بعضلهنَّ عن الزواج.

قال تعالى: وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ [النساء: 19].

(العضل : التضييق، والمنع، والشدة ...

والمعنى: لا يحل لكم إرث النساء، ولا عضلهن

أي ولا التضييق عليهن، لأجل أن تذهبوا ببعض

ما آتيتموهن، أي أعطيتموهن من ميراث

أو صداق، أو غير ذلك.

والخطاب لمجموع المؤمنين لتكافلهم فيصدق بما أعطوه

للنساء من ميراث، ومهر زواج، وغير ذلك

وجعله بعضهم للأزواج، وبعضهم للورثة

وكل منهم كان يعضل النساء)


((تفسير المنار)) لمحمد رشيد رضا (4/372).

- الدعاء على الأولاد، والقسوة في التعامل معهم.

- تَفضيل بعض الأولاد على بعض:

عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما، قال:

((سألت أمي أبي بعض الموهبة لي من ماله

ثم بدا له فوهبها لي، فقالت: لا أرضى حتى

تشهد النبي صلى الله عليه وسلم، فأخذ بيدي

وأنا غلام، فأتى بي النبي صلى الله عليه وسلم

فقال: إن أمه بنت رواحة سألتني بعض الموهبة لهذا

قال: ألك ولد سواه؟ قال: نعم

قال: فأراه قال: لا تشهدني على جور ))


https://www.dorar.net/hadith/sharh/14642

رواه البخاري (2650) واللفظ له، ومسلم (1689).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُق الظلم










رد مع اقتباس
قديم 2022-01-14, 14:44   رقم المشاركة : 109
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

و مازلنا مع صور الظلم

5- ظلم أصحاب الولايات والمناصب:

ومنه:

- نبذ كتاب الله وتحكيم القوانين الوضعية.

- عدم إعطاء الرعية حقوقهم.

- تقديم شخص في وظيفة ما

وهناك من هو أكفأ منه وأقدر على العمل.


6- ظلم العمال:

ومنه:

- أن يعمل له عمل ولا يعطيه أجره:


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

((ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر

ورجل باع حرًّا فأكل ثمنه، ورجل استأجر

أجيرًا فاستوفى منه ولم يعطه أجره ))


https://www.dorar.net/hadith/sharh/15879

رواه البخاري (2227).

- أن يبخسه حقوقَه أو أن يؤخرها عن وقتها.

- تكليفه بأمور غير ما اتفق عليها معه

أو بأمور لم تجرِ العادة تكليفه بها:

قال صلى الله عليه وسلم: ((إخوانكم خولكم

جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده

فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس

ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم ))


https://www.dorar.net/hadith/sharh/5976

رواه البخاري (30).

7- أكل مال الغير بغير حق:

وهو أنواع ومنه:

أ- أكل أموال الناس بالباطل:

قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ

إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ

إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا

فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرًا [النساء: 29-30]


(ينادي الله تعالى عباده المؤمنين بعنوان

الإيمان فيقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ. وينهاهم عن أكل

أموالهم بينهم بالباطل بالسرقة أو الغش أو القمار

أو الربا وما إلى ذلك من وجوه التحريم العديدة فيقول

: لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ، أي: بغير عوض مباح

أو طيب نفس، ثم يستثني ما كان حاصلًا عن تجارة قائمة

على مبدأ التراضي بين البيعين

لحديث: ((إنما البيع عن تراض


https://www.dorar.net/hadith/sharh/42569

و((البيعان بالخيار ما لم يتفرقا))

https://www.dorar.net/hadith/sharh/6884

فقال تعالى: إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ.

فلا بأس بأكله فإنه حلال لكم. هذا ما تضمنته الآية

كما قد تضمنت حرمة قتل المؤمنين لبعضهم بعضًا

فقال تعالى: وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ.

والنهي شامل لقتل الإنسان نفسه وقتله أخاه المسلم

لأن المسلمين كجسم واحد، فالذي يقتل مسلمًا منهم

كأنما قتل نفسه. وعلل تعالى هذا التحريم لنا

فقال: إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا، فلذا حرم عليكم قتل بعضكم بعضًا.


هذا ما تضمنته الآية الأولى

أما الآية الثانية فقد تضمنت وعيدًا شديدًا بالإصلاء

بالنار والإحراق فيها كل من يقتل مؤمنًا عدوانًا وظلمًا

أي: بالعمد والإصرار والظلم المحض

فقال تعالى: وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ أي: القتل عُدْوَانًا

وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ أي: الإصلاء

والإحراق في النار عَلَى اللّهِ يَسِيرًا لكمال قدرته

بهذا العذاب إذا لا يستطيع أن يدفع ذلك

عن نفسه بحال من الأحوال)


((أيسر التفاسير)) للجزائري (1/466-467).

ب- أكل أموال الضعفاء كاليتامى:

قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا

إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا [النساء: 10].


يقول الفخر الرازي: (اعلم أنه تعالى

أكد الوعيد في أكل مال اليتيم ظلمًا، وقد كثر الوعيد

في هذه الآيات مرة بعد أخرى على من يفعل ذلك

كقوله: وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ

إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا [النساء: 2]


https://www.dorar.net/tafseer/4/2

وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا [النساء: 9]

https://www.dorar.net/tafseer/4/3

ثم ذكر بعدها هذه الآية مفردة في وعيد

من يأكل أموالهم، وذلك كله رحمة من الله تعالى باليتامى

لأنهم لكمال ضعفهم وعجزهم استحقوا من الله مزيد العناية

والكرامة، وما أشد دلالة هذا الوعيد على سعة رحمته

وكثرة عفوه وفضله؛ لأن اليتامى لما بلغوا في الضعف

إلى الغاية القصوى بلغت عناية الله بهم

إلى الغاية القصوى)


((مفاتيح الغيب)) للرازي (9/506).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُق الظلم










رد مع اقتباس
قديم 2022-01-17, 15:56   رقم المشاركة : 110
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

و مازلنا مع صور الظلم

7- أكل مال الغير بغير حق:

ج- الرِّبا:

قال تعالى: فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ

وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللّهِ كَثِيرًا وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ

أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا [النساء: 160-161].

(ما زال السياق في اليهود من أهل الكتاب يبين جرائمهم

ويكشف الستار عن عظائم ذنوبهم

ففي الآية الأولى سجل عليهم الظلم العظيم والذي به

استوجبوا عقاب الله تعالى حيث حرم عليهم طيبات كثيرة

كانت حلالًا لهم، كما سجل عليهم أقبح الجرائم

وهي صدهم أنفسهم وصد غيرهم عن سبيل الله تعالى

وذلك بجحودهم الحق وتحريفهم كلام الله

وقبولهم الرشوة في إبطال الأحكام الشرعية.

هذا ما تضمنته الآية الأولى

أما الثانية فقد تضمنت تسجيل جرائم أخرى على اليهود

وهي أولًا استباحتهم للربا وهو حرام، وقد نهوا عنه

وثانيًا أكلهم أموال الناس بالباطل؛ كالرشوة والفتاوى

الباطلة التي كانوا يأكلون بها.

وأما قوله تعالى في ختام الآية:

وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا

فهو زيادة على عقابهم به في الدنيا أعد لمن كفر

منهم ومات على كفره عذابًا أليمًا موجعًا يعذبون به يوم القيامة)


((مفاتيح الغيب)) للرازي (1/573).

د- الرشوة:

قال صلى الله عليه وسلم:

((لعن الله الرَّاشي والمرتشي ))


https://www.dorar.net/hadith/sharh/36447

رواه أحمد (2/387) (9019)

قال المناوي معلقًا على هذا الحديث:

(أي ليس على منهاجنا؛ لأن وصف المصطفى صلى الله عليه

وآله وسلم وطريقته الزهد في الدنيا والرغبة فيها

وعدم الشره والطمع الباعثين علي الغش)


((فيض القدير)) (6/186).

ويقول ابن حجر الهيتمي:

(ليتأمل الغشاش بخصوصه قوله صلى الله عليه وسلم:

((من غشنا فليس منا)) يعلم أن أمر الغش عظيم

وأن عاقبته وخيمة جدًّا فإنه ربما أدت إلى الخروج

عن الإسلام والعياذ بالله تعالى

فإن الغالب أنه صلى الله عليه وسلم لا يقول ليس منا

إلا في شيء قبيح جدًّا يؤدي بصاحبه إلى أمر خطير

ويخشى منه الكفر، فإن لمن يعرض دينه إلى زوال

ويسمع قوله صلى الله عليه وسلم:

((من غش فليس منا))، ولا ينتهي عن الغش

إيثارًا لمحبة الدنيا على الدين ورضا بسلوك سبيل الضالين)


((الزواجر عن اقتراف الكبائر)) (1/401).

و- الميسر:

قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ

وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ 90

إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء

فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ

فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ [المائدة:90-91].


ز- الغلول:

قال تعالى: وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ

تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ [آل عمران: 161]

https://www.dorar.net/tafseer/3/47

(الغلول هو: الكتمان من الغنيمة، والخيانة

في كل مال يتولاه الإنسان وهو محرم إجماعا

بل هو من الكبائر، كما تدل عليه هذه الآية الكريمة وغيرها

من النصوص، فأخبر الله تعالى أنه ما ينبغي ولا يليق بنبي

أن يغل، لأن الغلول -كما علمت- من أعظم الذنوب وأشر العيوب..

..ثم ذكر الوعيد على من غل

فقال: وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

أي: يأت به حامله على ظهره، حيوانا كان أو متاعا

أو غير ذلك، ليعذب به يوم القيامة

ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ الغال وغيره

كل يوفى أجره ووزره على مقدار كسبه

وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ أي: لا يزاد في سيئاتهم

ولا يهضمون شيئا من حسناتهم.)


((تتيسير الكريم الرحمن)) السعدي (ص 155).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُق الظلم










رد مع اقتباس
قديم 2022-01-18, 15:54   رقم المشاركة : 111
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

التحذير من دعوة المظلوم:

قال صلى الله عليه وسلم:

((واتق دعوة المظلوم

فإنه ليس بينها وبين الله حجاب


https://www.dorar.net/hadith/sharh/13126

رواه البخاري (1496)، ومسلم (19)

من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه.


(أي: مانع بل هي معروضة عليه تعالى.

قال السيوطي: أي ليس لها ما يصرفها ولو كان المظلوم

فيه ما يقتضي أنه لا يستجاب لمثله من كون مطعمه

حرامًا أو نحو ذلك، حتى ورد في بعض طرقه

(وإن كان كافرًا) رواه أحمد من حديث أنس.

قال ابن العربي: ليس بين الله وبين شيء حجاب

عن قدرته، وعلمه، وإرادته، وسمعه، وبصره

ولا يخفى عليه شيء، وإذا أخبر عن شيء

أنَّ بينه وبينه حجابًا، فإنما يريد منعه)


((تحفة الأحوذي)) للمباركفوري (3/260).

ولربما تأخرت إجابة الدعوة

ولكن الله ليس بغافل عما يعمل الظالمون

قال سبحانه: وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ

إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي

رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء [إبراهيم:42-43].


وقال ميمون بن مهران:

في قوله تبارك وتعالى:

وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ.

قال: (تعزية للمظلوم، ووعيد للظالم)


((مساوئ الأخلاق)) للخرائطي (ص 220).

(وقيل: لما حبس بعض البرامكة وولده قال

: يا أبت، بعد العزِّ صرنا في القيد والحبس.


فقال: يا بني، دعوة مظلوم سرت بليل غفلنا عنها

ولم يغفل الله عزَّ وجلَّ عنها)


((الزواجر عن اقتراف الكبائر)) لابن حجر (2/122).

(وكان يزيد بن حكيم يقول:

ما هبت أحدًا قطُّ هيبتي

رجلًا ظلمته، وأنا أعلم أنه لا ناصر له إلا الله

يقول لي: حسبي الله، الله بيني وبينك)


((الزواجر عن اقتراف الكبائر)) لابن حجر (2/122).

وقيل لإبراهيم بن نصر الكرماني:

(إنَّ القرمطي دخل مكة، وقتل فيها، وفعل، وصنع

وقد كثر الدعاء عليه، فلم يستجب للداعين؟

فقال: لأن فيهم عشر خصال، فكيف يستجاب لهم؟

فقلت: وما هنَّ؟ قال: أوَّلهنَّ: أقرُّوا بالله وتركوا أمره

والثاني: قالوا: نحبُّ الرَّسول، ولم يتبعوا سنته

والثالث: قرؤوا القرآن ولم يعملوا به

والرابع: قالوا: نحبُّ الجنَّة، وتركوا طريقها

والخامس: قالوا: نكره النَّار، وزاحموا طريقها

والسادس: قالوا: إنَّ إبليس عدُّونا، فوافقوه

والسابع: دفنوا أمواتهم فلم يعتبروا

والثَّامن: اشتغلوا بعيوب إخوانهم ونسوا عيوبهم

والتَّاسع: جمعوا المال ونسوا الحساب

والعاشر: نقضوا القبور وبنوا القصور)


((مختصر تاريخ دمشق)) لابن منظور(4/169).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُق الظلم










رد مع اقتباس
قديم 2022-01-19, 14:47   رقم المشاركة : 112
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

معاونة الظالم على ظلمه

من يعين الظالم فهو ظالم مثله، ومشارك له في الإثم:

الظلم من الإثم والعدوان والله سبحانه وتعالى

أمر بالتعاون على البرِّ والتقوى، ونهى عن التعاون

على الإثم والعدوان فقال: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ

عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [المائدة:2]


https://www.dorar.net/tafseer/5/1

وعن جَابِرٍ رضي الله عنه قال:

((لَعَن رسول الله صلى الله عليه وسلم

آكِلَ الرِّبَا وموكله وَكَاتِبَه وَشَاهِدَيْه وقال: هُم سَواء ))

https://www.dorar.net/hadith/sharh/17199

رواه مسلم (1598).

قال النووي:

(هذا تصريح بتحريم كتابة المبايعة بين المترابين والشهادة

عليهما وفيه: تحريم الإعانة على الباطل)


((شرح صحيح مسلم)) للنووي (11/36).

وقال ميمون بن مهران:

(الظالم، والمعين على الظلم، والمحب له سواء)


((مساوئ الأخلاق)) للخرائطي (ص 220).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُق الظلم










آخر تعديل *عبدالرحمن* 2022-01-19 في 14:48.
رد مع اقتباس
قديم 2022-01-21, 15:07   رقم المشاركة : 113
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

خوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

هل للظالم توبة؟

باب التوبة مفتوح لكل من عصى الله إذا توفرت شروطها

قال تعالى: وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ

يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا [النساء:110]


https://www.dorar.net/tafseer/4/31

[ وقال تعالى: فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ

فَإِنَّ اللّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [المائدة:39]


https://www.dorar.net/tafseer/5/13

شروط التوبة كما ذكرها العلماء:

- أن يقلع عن الذنب.

- وأن يندم على ما قد مضى

- وأن يعزم في المستقبل على ألا يعود إليه.

- وإذا كان الأمر يتعلق بحقوق الآدميين، سواء بأموالهم

أو أعراضهم، أو أبدانهم، فعليه أن يطلب المسامحة

ممن له عليه حق، أو يؤدي الحقوق إلى أهلها.


قال ابن القيم:

(والظلم عند الله عزَّ وجلَّ يوم القيامة له دواوين ثلاثة:

ديوان لا يغفر الله منه شيئًا، وهو الشرك به

فإن الله لا يغفر أن يُشْرَك به. وديوان لا يترك الله تعالى

منه شيئًا، وهو ظلم العباد بعضهم بعضًا

فإن الله تعالى يستوفيه كله. وديوان لا يعبأ

الله به شيئًا، وهو ظلم العبد نفسه بينه


وبين ربه عزَّ وجلَّ، فإن هذا الديوان

أخف الدواوين وأسرعها محوًا، فإنه يُمحى بالتوبة

والاستغفار، والحسنات الماحية، والمصائب المكفرة

ونحو ذلك. بخلاف ديوان الشرك

فإنه لا يُمحى إلا بالتوحيد، وديوان المظالم

لا يُمحى إلا بالخروج منها إلى أربابها واستحلالهم منها)


((الوابل الصيب)) (1/24).

فمن ابتلي بشيء من الظلم

والتسلط على الناس سواء كان بأخذ مال، أو بغيره

من أنواع الظلم، فليتحلل منه في هذه الدنيا الفانية

فليس في الآخرة دينار ولا درهم، وإنما هي الحسنات

والسيئات يؤخذ من حسناته بقدر مظلمته ويعطى للمظلوم

فإن نفدت حسناته أُخذ من سيئات المظلوم

وحمله الظالم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه،

أو من شيء، فليتحلله منه اليوم، قبل أن لا يكون

دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أُخذ منه

بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات

أُخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه


https://www.dorar.net/hadith/sharh/16324

رواه البخاري (6534) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

((لتؤدنَّ الحقوق إلى أهلها يوم القيامة،

حتى يُقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء


https://www.dorar.net/hadith/sharh/21781

رواه مسلم (2582).

وعن عبد الله بن أنيس قال: سمعت

رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

((يحشر العباد يوم القيامة حفاة عراة غرلًا بهمًا


البهم جمع بهيم، وهو في الأصل الذي

لا يخالط لونه لون سواه، يعني ليس فيهم شيء من العاهات

والأعراض التي تكون في الدنيا كالعمى والعور

والعرج وغير ذلك.

انظر: ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (1/167).


فيناديهم مناد بصوت يسمعه

مَن بعُد كما يسمعه مَن قرُب: أنا الملك، أنا الديَّان

لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة

وأحد من أهل النار يطلبه بمظلمة، حتى اللطمة

فما فوقها، ولا ينبغي لأحد من أهل النار

أن يدخل النار وعنده مظلمة

حتى اللطمة فما فوقها وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا [[الكهف:49]


https://www.dorar.net/hadith/sharh/92514

قلنا: يا رسول الله، كيف وإنما نأتي

حفاة عراة غرلًا بهمًا؟ قال: بالحسنات

والسيئات جزاءً وفاقًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا )


https://www.dorar.net/hadith/sharh/92514

رواه أحمد (3/495) (16085)

وقال أبو الزناد:

(كان عمرُ بنُ عبد العزيز يردُّ المظالم إلى أهلها بغير

البينة القاطعة، كان يكتفي باليسير، إذا عرف وجه

مَظْلِمةِ الرَّجُلِ ردَّها عليه، ولم يكلِّفْه تحقيق البيِّنة

لما يعرف من غشم الوُلاة قبله على الناس

ولقد أنفد بيت مال العراق في ردِّ المظالم

حتى حُمِلَ إليها من الشَّام)


((جامع العلوم والحكم)) لابن رجب (ص 241).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُق الظلم










رد مع اقتباس
قديم 2022-01-23, 13:21   رقم المشاركة : 114
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

قصص في الظلم... عبر وعظات:

1- من القصص في الظلم التي حدثت في زمن الصحابة

قصة الرجل الذي ظلم سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه

فدعا عليه سعد، وقد كان مستجاب الدعوة

فاستجاب الله دعاءه، والقصة

كما رواها البخاري في (صحيحه)

عن جابر بن سمرة، قال: (شكا أهل الكوفة سعدًا إلى عمر،

رضي الله عنه، فعزله، واستعمل عليهم عمارًا،

فشكوا، حتى ذكروا أنه لا يحسن يصلي، فأرسل إليه،

فقال: يا أبا إسحاق، إنَّ هؤلاء يزعمون أنك لا تحسن تصلي؟

قال أبو إسحاق: أما أنا والله، فإني كنت أصلي

بهم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما أخرم


ما أخرم، أي ما ترك.

انظر ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (2/27).


عنها، أصلي صلاة العشاء، فأركد

فأركد في الأوليين

أي أقيم طويلا أي أطول فيهما القراءة.

انظر: ((فتح الباري)) لابن حجر (2/238).


في الأوليين، وأخف في الأخريين

قال: ذاك الظنُّ بك يا أبا إسحاق. فأرسل معه، رجلًا

أو رجالًا، إلى الكوفة، فسأل عنه أهل الكوفة

ولم يدع مسجدًا إلا سأل عنه، ويثنون معروفًا

حتى دخل مسجدًا لبني عبس، فقام رجل منهم

يقال له: أسامة بن قتادة، يكنى أبا سعدة

قال: أما إذ نشدتنا، فإنَّ سعدًا كان لا يسير بالسرية


لا يسير بالسرية ظاهره أنه لا يخرج مع سراياه

وقيل معناه لا يسير بالسيرة السوية أي العادلة.

انظر: ((فتح الباري)) لابن حجر (1/136).


، ولا يقسم بالسوية، ولا يعدل في القضية.

قال سعد: أما والله لأدعونَّ بثلاث: اللهم إن كان عبدك

هذا كاذبًا، قام رياءً وسمعةً، فأطل عمره، وأطل فقره

وعرضه بالفتن، وكان بعد إذا سئل يقول: شيخ كبير مفتون

أصابتني دعوة سعد، قال عبد الملك:

فأنا رأيته بعد قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر

وإنه ليتعرض للجواري في الطرق يغمزهنَّ)


رواه البخاري (755).


2- ومنها أيضًا: قصة سعيد بن زيد رضي الله عنه

فقد روى مسلم في (صحيحه):

((أن أروى بنت أويس ادعت على سعيد بن زيد

أنَّه أخذ شيئًا من أرضها، فخاصمته إلى مروان بن الحكم.

فقال سعيد: أنا كنت آخذ من أرضها شيئًا بعد الذي سمعت

من رسول الله صلى الله عليه وسلم،

قال: وما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم،

قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

من أخذ شبرًا من الأرض ظلمًا طُوِّقه إلى سبع أرضين.

فقال له مروان: لا أسألك بينة بعد هذا.

فقال اللهم إن كانت كاذبة فعمِّ بصرها،

واقتلها في أرضها. قال: فما ماتت حتى ذهب بصرها،

ثم بينا هي تمشي في أرضها

إذ وقعت في حفرة فماتت))


رواه مسلم (1610).


3- قصة أوردها الهيثمي في كتابه

(الزواجر عن اقتراف الكبائر) قال:


(وقال بعضهم: رأيت رجلًا مقطوع اليد من الكتف

وهو ينادي من رآني فلا يظلمنَّ أحدًا، فتقدمت إليه وقلت له

: يا أخي ما قصتك؟ فقال: يا أخي قصتي عجيبة

وذلك أني كنت من أعوان الظلمة، فرأيت يومًا

صيادًا قد اصطاد سمكة كبيرة، فأعجبتني

فجئت إليه فقلت: أعطني هذه السمكة.

فقال: لا أعطيكها، أنا آخذ بثمنها قوتًا لعيالي.

فضربته وأخذتها منه قهرًا، ومضيت بها،

قال: فبينما أنا ماشٍ بها حاملها إذ عضت على إبهامي

عضة قوية، فلما جئت بها إلى بيتي،

وألقيتها من يدي ضربت علي إبهامي،

وآلمتني ألـمًا شديدًا، حتى لم أنم من شدة الوجع،

وورمت يدي، فلما أصبحت أتيت الطبيب، وشكوت

إليه الألم، فقال: هذه بدو أكلة


الأكلة: داء يقع في العضو فيأتكل منه.

انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (11/22).


، اقطعها وإلا تلفت يدك كلُّها،

فقطعت إبهامي ثم ضربت يدي، فلم أطق النوم ولا القرار

من شدة الألم، فقيل لي: اقطع كفك. فقطعتها،

وانتشر الألم إلى الساعد، وآلمني ألما شديدًا،

ولم أطق النوم ولا القرار، وجعلت أستغيث من شدة الألم،

فقيل لي: اقطعها من المرفق. فانتشر الألم إلى العضد،

وضربت علي عضدي أشد من الألم، فقيل لي: اقطع يدك

من كتفك، وإلا سرى إلى جسدك كلِّه. فقطعتها،

فقال لي بعض الناس: ما سبب ألمك؟

فذكرت له قصة السمكة، فقال لي: لو كنت

رجعت من أول ما أصابك الألم إلى صاحب السمكة

فاستحللت منه، واسترضيته ولا قطعت يدك

فاذهب الآن إليه، واطلب رضاه

قبل أن يصل الألم إلى بدنك.


قال: فلم أزل أطلبه في البلد حتى وجدته،

فوقعت على رجليه أقبلهما وأبكي، وقلت: يا سيدي،

سألتك بالله إلا ما عفوت عني. فقال لي: ومن أنت؟

فقلت: أنا الذي أخذت منك السمكة غصبًا. وذكرت

له ما جرى وأريته يدي، فبكى حين رآها،

ثم قال: يا أخي، قد حاللتك منها لما قد رأيت بك

من هذا البلاء. فقلت له: بالله يا سيدي،

هل كنت دعوت علي لما أخذتها منك؟ قال: نعم.


قلت: اللهم، هذا تقوَّى عليَّ بقوته على ضعفي

وأخذ مني ما رزقتني ظلمًا، فأرني فيه قدرتك.

فقلت له: يا سيدي، قد أراك الله قدرته في

وأنا تائب إلى الله عزَّ وجلَّ عما كنت عليه)


((الزواجر عن اقتراف الكبائر)) (2/124).


و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُق الظلم










رد مع اقتباس
قديم 2022-01-23, 21:58   رقم المشاركة : 115
معلومات العضو
BERROUAG MADANI
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

لاحول ولاقوة إلا بالله العظيم










رد مع اقتباس
قديم 2022-01-24, 14:40   رقم المشاركة : 116
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

قصص في الظلم... عبر وعظات:

4- قصة تبين نهاية الظالمين

وهي أنَّ أحمد بن أبي دؤاد، ومحمد بن عبدالملك

بن الزيات، وهرثمة، كانوا ممن ظلموا الإمام أحمد

في محنة القول بخلق القرآن، فكانت نهايتهم

كما ذكرها ابن كثير في (البداية والنهاية)

قال: (دخل عبد العزيز بن يحيى الكتاني

صاحب كتاب الحيدة -

على المتوكل وكان من خيار الخلفاء

-لأنَّه أحسن الصنيع لأهل السنة، بخلاف أخيه الواثق

وأبيه المعتصم وعمه المأمون، فإنهم أساؤوا

إلى أهل السنة وقربوا أهل البدع والضلال من المعتزلة

وغيرهم - فأمره أن ينزل جثة أحمد بن نصر ويدفنه ففعل

وقد كان المتوكل يكرم الإمام أحمد بن حنبل

إكرامًا زائدًا جدًّا.


والمقصود أن عبد العزيز صاحب كتاب الحيدة قال

للمتوكل: يا أمير المؤمنين ما رأيت أو ما رئي

أعجب من أمر الواثق، قتل أحمد بن نصر

وكان لسانه يقرأ القرآن إلى أن دفن.

فوجل المتوكل من كلامه

وساءه ما سمع في أخيه الواثق، فلما دخل عليه الوزير

محمد بن عبد الملك بن الزيات قال له المتوكل:

في قلبي شيء من قتل أحمد بن نصر.

فقال: يا أمير المؤمنين أحرقني الله بالنار

إن قتله أمير المؤمنين الواثق إلا كافرًا،

ودخل عليه هرثمة فقال له في ذلك

فقال: قطعني الله إربًا إربًا إن قتله إلا كافرًا

ودخل عليه القاضي أحمد بن أبي دؤاد

فقال له مثل ذلك فقال: ضربني الله بالفالج

إن قتله الواثق إلا كافرًا


قال المتوكل: فأما ابن الزيات فأنا أحرقته بالنار.

وأما هرثمة فإنه هرب فاجتاز بقبيلة خزاعة

فعرفه رجل من الحي، فقال: يا معشر خزاعة

هذا الذي قتل ابن عمكم أحمد بن نصر فقطعوه.

فقطعوه إربًا إربًا. وأما ابن أبي دؤاد

فقد سجنه الله في جلده - يعني بالفالج -

ضربه الله قبل موته بأربع سنين

وصودر من صلب ماله بمال جزيل جدًّا)


((البداية والنهاية)) (10/337).


اخوة الاسلام

و لمن يريد الاطلاع علي المزيد

يمكنه من خلال الروابط التالية


ذم الظلم في واحة الشعر

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

من اجل الاستفادة من خلق اخر










آخر تعديل *عبدالرحمن* 2022-01-24 في 14:43.
رد مع اقتباس
قديم 2022-01-26, 14:49   رقم المشاركة : 117
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18

اخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

خُلُق العُجْب

معنى العُجْب لغةً:

العُجْب بالضم: الزَّهْوُ والكِبْـرُ

ورجلٌ مُعْجَبٌ: مَزْهُوٌّ بِمَا يكون منه حسنًا أَو قبيحًا.

وقيل: المعْجَبُ، الإِنسانُ المعْجَب بنفسه أَو بِالشَّيْءِ.

وقد أُعْجِبَ فلان بنفسه إذا ترفع وتكبر

فهو مُعْجَب برأْيه وبنفسه.

والاسم العُجْبُ وهذه المادة

مما تدلُّ عليه كبر واستكبار للشَّيء


انظر: ((لسان العرب)) (1/582)

((مقاييس اللغة)) لابن فارس (4/243)

((تاج العروس)) للزبيدي (3/318)

((المصباح المنير)) للفيومي (2/393).


معنى العُجْب اصطلاحًا:

قال الجرجاني:

(العُجْب: هو عبارة عن تصور استحقاق الشخص

رتبة لا يكون مستحقًّا لها)


((التعريفات)) (ص 147).

وقال الغزالي:

(العُجْب: هو استعظام النعمة، والركون إليها،

مع نسيان إضافتها إلى المنعم)


((إحياء علوم الدين)) (3/371)

قال أبو العباس القرطبي:

(إعجاب الرجل بنفسه هو ملاحظته لها بعين الكمال

والاستحسان، مع نسيان منة الله تعالى)

كما في ((طرح التثريب)) لأبي الفضل للعراقي (8/168).


وقال أحمد بن يحيى بن المرتضى:

(العُجْب: مسرة بحصول أمر، يصحبها تطاول به على

من لم يحصل له مثله، بقول أو ما في حكمه

من فعل، أو ترك، أو اعتقاد)


((البحر الزخار)) (6/490).

- الفرق بين العُجْب والكبر:

قال أبو هلال العسكري:

(إنَّ العُجْب بالشيء، شدة السرور به حتى لا يعادله

شيء عند صاحبه، تقول: هو معجب بفلانة.

إذا كان شديد السرور بها، وهو معجب بنفسه.

إذا كان مسرورًا بخصالها.


ولهذا يقال أعجبه كما يقال سر به فليس العُجْب

من الكبر في شيء، وقال علي بن عيسى: العُجْب عقد النفس

على فضيلة لها ينبغي أن يتعجب منها، وليست هي لها)


((الفروق اللغوية)) (ص 352).

وقال الغزالي:

(فإنَّ الكبر يستدعي متكبرًا عليه، ومتكبرًا به

وبه ينفصل الكبر عن العُجْب...

فإن العُجْب لا يستدعي غير المعجب

بل لو لم يخلق الإنسان إلا وحده تصور أن يكون معجبًا

ولا يتصور أن يكون متكبرًا إلا أن يكون مع غيره)


((إحياء علوم الدين)) (3/341).

- الفرق بين العُجْب والتيه:

قال مرتضى الزَّبيدي:

(ونقل شيخنا عن الرَّاغب في الفرق بين المعْجب والتائه

فقال: المعْجب يصدق نفسه فيما يظنُّ بها وهمًا

. والتَّائه يصدقها قطعًا)


((تاج العروس)) (3/318).

- الفرق بين العُجْب والإدلال:

يقول المحاسبي:

(إن الإدلال معنى زائد في العُجْب

وهو أن يعجب بعمله أو علمه،

فيرى أنَّ له عند الله قدرًا عظيمًا قد استحق

به الثواب على عمله،

فإنَّ رجاء المغفرة مع الخوف لم يكن إدلالًا،

وإن زايل الخوف ذلك فهو إدلال)


((الرعاية لحقوق الله)) (343-344).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُق العُجْب










رد مع اقتباس
قديم 2022-01-29, 15:30   رقم المشاركة : 118
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

أولًا: ذم العُجْب والنهي عنه في القرآن الكريم

أما العُجْب في القرآن الكريم

فقد وردت فيه عدة آيات تبين خطره

وتنبه على أنه آفة تجرُّ وراءها آفات دنيوية

وعقوبات أخروية، فمن تلك الآيات:


- قال الله تبارك وتعالى: لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ

وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ

عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ [التوبة: 25]


https://www.dorar.net/tafseer/9/10

(قال جعفر: استجلاب النصر في شيء واحد

وهو الذلة والافتقار والعجز...

وحلول الخذلان بشيء واحد وهو العُجْب...)


((تفسير السلمي)) (1/272).

- وقال الله تبارك وتعالى:

وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ

وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ

آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلالَهُمَا نَهَرًا

وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ

مَالاً وَأَعَزُّ نَفَرًا وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ

قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً

وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا [الكهف: 32-36].


قال ابن عاشور:

(ضرب مثلًا للفريقين: للمشركين، وللمؤمنين

بمثل رجلين كان حال أحدهما معجبًا مؤنقًا

وحال الآخر بخلاف ذلك، فكانت عاقبة صاحب

الحال المونقة تبابًا وخسارةً، وكانت عاقبة

الآخر نجاحًا، ليظهر للفريقين ما يجرُّه الغرور

والإعجاب والجبروت إلى صاحبه من الإزراء،

وما يلقاه المؤمن المتواضع، العارف بسنن الله

في العالم، من التذكير، والتدبر في العواقب،

فيكون معرضًا للصلاح والنجاح)


((التحرير والتنوير)) (15/315).

- وقال الله تبارك وتعالى:

وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ

الْجِبَالَ طُولاً كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيٍّئُهُ

عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا [الإسراء: 37-38].


يقول العزُّ بن عبد السلام:

(زجره عن التطاول الذي لا يدرك به غرضًا،

أو يريد: كما أنك لا تخرق الأرض ولا تبلغ الجبال طولًا،

فلذلك لا تبلغ ما تريده بكبرك وعجبك،

إياسًا له من بلوغ إرادته)


((تفسير العز بن عبد السلام)) (2/219).

- وقال الله تبارك وتعالى:

وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا

إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ [لقمان: 18].


قال ابن كثير:

(لا تعرض بوجهك عن الناس إذا كلمتهم أو كلموك،

احتقارًا منك لهم واستكبارًا عليهم،

ولكن ألن جانبك وابسط وجهك إليهم...

وقوله تعالى: وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا.

أي: خيلاءً متكبرًا جبارًا عنيدًا،

لا تفعل ذلك يبغضك الله،

ولهذا قال: إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ

أي: مختال معجب في نفسه فَخُورٍ. أي: على غيره)


((تفسير القرآن العظيم)) (6/339).

- وقال الله تعالى:

فَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا

قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ

وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ [الزمر: 49].


قال ابن كثير:

(يقول تعالى مخبرًا عن الإنسان أنه في حال الضراء

يضرع إلى الله عز وجل، وينيب إليه ويدعوه

وإذا خوله منه نعمة بغى وطغى،

وقال: إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ أي: لما يعلم الله

من استحقاقي له ولولا أني عند الله تعالى

خصيص لما خولني هذا)


((تفسير القرآن العظيم)) (7/105).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُق العُجْب










رد مع اقتباس
قديم 2022-01-30, 13:37   رقم المشاركة : 119
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

ثانيًا: ذم العُجْب والنهي عنه في السنة النبوية

- عن أَبي هريرة رضي الله عنه:

((بينا رجل يمشي في حلة، تعجبه نفسه، مرجل


(مرجل) من الترجيل بالجيم وهو تسريح شعر الرأس.

((عمدة القاري)) (21/298).


جمته

(جمته) مجتمع شعر الرأس وهو أكبر من الوفرة

ويقال: هو الشعر الذي يتدلى من الرأس إلى المنكبين

وإلى أكثر من ذلك. ((عمدة القاري شرح صحيح البخاري)) (21/298).


إذ خسف الله به فهو يتجلجل

يتجلجل: يتحرك فيها أي يغوص في الأرض

حين يخسف به. ((لسان العرب)) (11/121).


إلى يوم القيامة

https://www.dorar.net/hadith/sharh/26829

رواه البخاري (5789)، ومسلم (2088).

قال أبو العباس القرطبي:

(يفيد هذا الحديث ترك الأمن من تعجيل المؤاخذة

على الذنوب، وأن عجب المرء بنفسه وثوبه

وهيئته حرام وكبيرة)


((طرح التثريب)) (8/169).

- وعن أنس رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((لو لم تذنبوا، لخشيت عليكم ما هو أكبر منه العُجْب


https://www.dorar.net/hadith/sharh/89014

قال المناوي تعليقًا على هذا الحديث:

(لأن العاصي يعترف بنقصه، فترجى له التوبة

والمعجب مغرور بعمله فتوبته بعيدة)


((فيض القدير شرح الجامع الصغير)) (5/422).

- وعن سلمان رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((ثلاثة لا يدخلون الجنة: الشيخ الزاني

والإمام الكذَّاب، والعائل المزهو


https://www.dorar.net/hadith/sharh/23635

واه البزار (6/493) (2529).

وجوَّد إسناده المنذري في ((الترغيب والترهيب)) (3/189


و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُق العُجْب










رد مع اقتباس
قديم 2022-02-01, 12:59   رقم المشاركة : 120
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

صور العُجْب

قد يحصل العُجْب بصفات اضطرارية

و قد يحصل بصفات اختيارية

والفرق بينهما أن الصفات الاضطرارية هي ما خلقت

في الإنسان ابتداء دون أن يكون له تدخل فيها

كالجمال والنسب وغيرها

أما الاختيارية فهي ما تحصل عليها ببذل مجهود واكتسبها

بعد أن لم يكن متصفًا بها

كالعلم والمال والجاه وغيرها.

وكلها العُجْب بها مذموم

(ولا فرق بين أن تكون تلك الخصلة

التي حصل بها الإعجاب اضطرارية، كجمال، أو فصاحة

أو كثرة عشيرة، أو مال، أو بنين، أم اختيارية

كإقدام، أو كثرة علم، أو طاعة، أو نحو ذلك

فإن العُجْب بذلك كله قبيح شرعًا

ولا أعرف فيه خلافًا)


ونذكر هنا الإعجاب ببعض الصفات الاضطرارية والاختيارية ومنها:

- الإعجاب بالعقل الراجح، والذكاء.

- الإعجاب بالرأي السديد.

- الإعجاب بالعلم وغزارته

والتفوق على الأقران فيه.

- الإعجاب بالشَّجَاعَة، والإقدام، والقوة والبأس.

- الإعجاب بجمال الصورة، وحسن المظهر.

- الإعجاب بالجاه، والمنصب، والرئاسة، والتصدر.

- الإعجاب بالعبادة، والطاعة.

- الإعجاب بما يقدمه من خير، ومنفعة للناس.

- الإعجاب بالنسب، والشرف، أو العشيرة، والقبيلة.

- الإعجاب بالمال، والغنى، والتجارة، وسعة الرزق.

- الإعجاب بكثرة الأتباع، والأنصار والمريدين.

- الإعجاب بكثرة الأبناء.

وغير ذلك من الخصال التي يحصل بها العُجْب.


((البحر الزخار الجامع لمذاهب علماء الأمصار))

لابن المرتضى (6/491).


و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُق العُجْب










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 22:38

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc