|
فقه المرأة المسلمة في ضوء الكتاب والسنّة |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
مُدَارَسَةُ كِتَابِ شَرْحِِ: حِلْيَةُ طَالِبِ العِلْمِ ..
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2015-09-19, 14:22 | رقم المشاركة : 106 | ||||
|
بسم الله الرحمان الرحيم -أولا : فالخشية من الله تعالى في السر والعلن هي ميزان الأعمال وزينتها لكن كمال الخشية يكون للعلماء فهم لكمال علمهم وبصيرتهم بالله وكمال معرفتهم بالحق كانوا أشد الناس خشية لله وأكثر الناس خوفا من الله وتعظيما له سبحانه وتعالى ولهذا قال الله تعالى: ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) [فاطر: 28].-الأدب الثّالِث: مُلازمة خشية الله تعالى - ومن خشيته سبحانه عمل العالم بمقتضى علمه، قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: " إنما العلم خشية الله ". جامع بيان العلم وفضله ( 1/106) -الفرق بين الخوف والخشية: -الخوف : يفيد معنى توقع المكروه عن أمارة مظنونة أو معلومة، وهو جبلّة وغريزة في الإنسان والحيوان. -والخشية: تفيد معنى الخوف إلا أنها أشدّ منه؛ لأنها الخوف مع تعظيم أو هي الخوف الذي يشوبه تعظيم للمخوف والمخيف منه. -ثانيا : العلماء الربانيين هم ورثة الأنبياء يهدون إلى الحق ويرشدون إليه ، فهم منارات الهدى ومصابيح الدجى ، الذين ينيرون للناس الطريق، قال الإمام ابن القيم - رحمه الله- واصفا العلماء:" هم في الأرض بمنزلة النجوم في السماء بهم يهتدي الحيران في الظلماء وحاجة الناس إليهم أعظم من حاجتهم إلى الطعام و الشراب..". إعلام الموقعين (1/9) -فالرباني هو العالم العامل المعلم الفقيه البصير بحال الناس ، قال ابن قتيبة :"واحدهم رباني وهم العلماء المعلمون ".زاد المسير لابن الجوزي (1/413)-قال البخاري في صحيحه ( 1/160) : "الرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره ". -قال العلامة المفسر عبد الرحمن بن ناصر السعدي –رحمه الله- : الربانيين أي العلماء العاملين المعلمين الذين يربون الناس بأحسن تربية ويسلكون معهم مسلك الأنبياء.." . تفسير السعدي ( ص232) -ثالثا :نسيان العلم على طالب العلم أن يجتهد و يستيعن بالله وليفعل الأسباب التي ترسخ العلم بنفسه، ولا سيما أن العمل بالعلم من أسباب ثبات العلم، فمن تعلم علما وعمل به فعمله به يسبب ثباته في قلبه وتصوره دائما له، وأما من علم علما وضيعه ولم يعمل به فإنه سبب لنسيانه . -وخلاصة القول : على طالب العلم أن يلازم خشية الله في السر والعلن وأن يكون عالما عاملا بعلمه ،داعيا الى الله بالقول والعمل مُتَحَلِياًّ بِالرُّجولَةِ، وَالْمُساهَلَةِ، وَالسَّمَتِ الصَالِحِ وهذا يزيده هدى وتقوى ويورثه علم مالم يعلم.
|
||||
2015-09-19, 19:37 | رقم المشاركة : 107 | |||
|
السلاام عليكم ورحمة الله وبركااته |
|||
2015-09-20, 19:00 | رقم المشاركة : 108 | ||||
|
اقتباس:
وعليكم السّلام ورحمة الله
أيّ تنبيهات أختي أجبت عن جميع الأسئلة |
||||
2015-09-20, 19:03 | رقم المشاركة : 109 | |||
|
السلام عليكم |
|||
2015-09-20, 19:40 | رقم المشاركة : 110 | ||||
|
اقتباس:
وعليكِ السّلام ورحمة الله
آمين وإيّاكِ أختي .. وحيّاكِ الله دومًا ومرحبا بأسئلتكِ ولا داعي للإعتذار أختي بالعكس أفرح بأسئلتكن فالسؤال مهم جدًا ويساعد على الفهم وأنا أستفيد جدًا من جميع ما تطرحنه من أسئِلة أختي العلم الذي يأثم صاحبه إذا ترك العمل به هو العلم بفرائِض الله فمن علم فرضية الصلاة -مثلاً- وتركها فإنه يأثم بتركه لها، لأنه بذلك صار أشبه باليهود وبإبليس، فاليهود علموا العلم وتركوا العمل. أمّا العلوم الدنيوية فهي فرض كفاية، إن قامت به طائِفة سقطت عن الباقي، فلا حرج عن الطبيب إن عمل بالتجارة مثلا إلاّ في حالة واحدة إذا لم يقم به أحد فهنا يُصبح فرض عين والله أعلم |
||||
2015-09-21, 01:41 | رقم المشاركة : 111 | |||
|
بسم الله الرّحمن الرّحيم السّلام عليكنّ ورحمةُ الله وبركاته ثالِثا : مُلازمةُ خشيةِ الله تعالى -على طالبِ العِلم أن يلزمَ خشيةَ اللهِ في السِّر والعلانية، لأنّ أصل العِلم الخشية، قال تعالى :{إنّما يخشَى اللهَ من عبادهِ العُلماءُ }
-الخشيةُ : هي الخوفُ المبنيُّ على العِلمِ والتعظيمِ الفرقُ بين الخوفِ والخشيةِ : -الخشيةُ :تكون مِن عِظمِ المخشِيِّ. -الخَوفُ : يكونُ من ضُعفِ الخائفِ وإن لم يكنِ المَخُوفُ عظيما. * قد يُستعمل الخوف مكان الخشية في مقابلةِ فِعل الذين يخافون النّاس ولا يخشون الله، قال تعالى:{ فلا تخافوهم وخافوني إن كُنتم مومنين } *العالمُ الرّبّانيّ : هو العامل بعلمهِ ، الذي يُربّي نفسهُ أولا ثمّ غيره. *من لم يعمل بِعلمِهِ : -كان من أوّل من تًسعّرُ بهمُ النّار يوم القيامة كما في حديث أبي هريرة عن النّبي -صلى الله عليه وسلم-. -أُورِث الفشل وعدم البركةِ ونسيان العلم ، قال تعالى:{فبما نقضهم ميثاقهم لعنّاهم وجعلنا قلوبهم قاسية يُحرِّفونَ الكَلِم من بعدِ مواضعِهِ ونسوا حظًّا ممّا ذُكّروا به } والنِسيان : إمّا ذهني ، وإمّا بتركِه لعدم العملِ به. *من عمِل بعلمهِ : -زادهُ الله هُدىً وتقوىً ، قال تعالى :{والذين اهتدَوا زادهم هُدىً وءاتاهم تقواهم} -أُورِث عِلمَ ما لم يعلم ،عن عليّ -رضي الله عنه- قال : "هتف العِلم بالعملِ فإن أجابهُ وإلاّ ارتحلَ " ، فالعاملُ بعلمهِ يتذكّرهُ ، وأمّا غير العامل يرتحلُ عنه العِلم. والحمدُ لله ربّ العالمين |
|||
2015-09-21, 13:46 | رقم المشاركة : 112 | |||
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
|||
2015-09-21, 16:43 | رقم المشاركة : 113 | ||||
|
اقتباس:
سلاااام
باركك الرحمن حبيبتي ,,, وجزااكِ الله خير الجزااااء شكرا على الاجابة الكافية الواافية |
||||
2015-09-21, 18:50 | رقم المشاركة : 114 | |||
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
07 ذي الحجّة 1436 من الهجرة النّبويّة 1)-أصل العلم خشية الله تَعَالىٰ :(( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)).الأدب الثّالث من آداب طالب العلم فـي نفسه (ملازمة خشية الله تَعَالىٰ ) 2)- الخشية هـي الخوف المبنيّ علىٰ العلم والتّعظيم وتكون من عظم المخشــيّ. 3)-الخوف يكون من ضعف الخائف و إن لـم يكن الـمخوف عظيما. 4)-مقام الخشية أعظم من الخوف ! 5)- العالم الـرّبانـيّ هـــو الذي يربّـي نفسه أولّا ثـمّ يربّـي غيره وهذا لا يكون إلّا بالعمل بالعلم! 6) مضارّ عدم العمل بالعلم :
7)- النّسيان في اللّغة يكون بمعنىٰ التّرك. 8)-ثمرات العمل بالعلم :
9)-حثّ السّلف الصّالح علىٰ العمل بالعلم واجتهادهم في نقل النّصوص الدّالّــة علىٰ أهمّيّته ! |
|||
2015-09-29, 10:38 | رقم المشاركة : 115 | |||
|
السّلام عليكم ألم نأخذ استراحة طويلة بعض الشيء ؟! |
|||
2015-09-29, 15:16 | رقم المشاركة : 116 | |||
|
....................
|
|||
2015-09-30, 16:14 | رقم المشاركة : 117 | |||
|
السلام عليكم |
|||
2015-09-30, 20:42 | رقم المشاركة : 118 | |||
|
نواصل على بركة الله وأعتذر مُجدّدًا
قال المُصنّف -رحمه الله-: الأدب الرّابع: دَوامَ الْمُراقَبَة: التَّحَلي بِدَوامِ الْمَراقَبَةِ لله تَعالى في السِّرِ وَالْعَلَنِ؛ سائِراً إِلى رَبِّكَ بَيْنَ الْخَوْفِ وَالرَّجاءِ، فَإِنَّهُما لِلْمُسْلِمِ كَالجناحَيْنِ لِلطَّائِرِ، فَأَقْبِلْ عَلى الله بِكُلِّيََتِكَ، وَليَمْتَلِئ قَلْبَكَ بِمَحَبَّتِهِ، وَلِسانَكَ بِذِكْرِهِ، وَالاسْتِبْشارِ وَالْفَرَحِ وَالسُّرورِ بِأَحْكامِهِ وَحِكَمهِ سُبْحانَهُ. [1] الأدب الخامِس: خَفْضُ الْجَناحِ وَنَبْذُ الخُيَلاءِ وَالْكِبْرِياء: تحل بِآدابِ النَّفْسِ؛ مِنَ الْعَفافِ، وَالْحِلْمِ، وَالصَّبْرِ، وَالتَّواضُعِ لِلْحَقِّ، وَسُكونِ الْطائِرِ؛ مِنَ الْوَقارِ، وَالرَّزانَةِ، وَخَفْضِ الْجَناحِ، مُتَحَمِّلاً ذُلَّ التَّعَلُّم. لِعَزَّةِ الْعِلْمِ، ذَليلاً لِلْحَقّ.ِ [2] وَعَلَيْهِ؛ فَاحْذَرْ نَواقِضَ هذِهِ الآداب، فَإِنَّها مَعَ الإِثْمِ تُقيمُ عَلى نَفْسِكَ شاهِداً عَلى أَنَّ في الْعَقْلِ عِلَّةً، وَعَلى حِرْمانٍ مِنَ الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ بِهِ، فَإِيّاكَ وَالْخُيَلاءِ؛ فَإِنَّهُ نِفاقٌ وَكِبْرِياءٌ، وَقَدْ بَلَغَ مِنْ شِدَّةِ التَّوَقّي مِنْهُ عِنْدَ السَّلَفِ مَبْلَغاً. [3] وَمِنْ دَقيقِهِ ما أَسْنَدَهُ الذَّهْبِيِّ في تَرْجَمْةِ عَمْرو بن الأَسْوَدِ الْعَنْسِّي الْمُتَوَفّى في خِلافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بنِ مَرْوان- رَحِمَهُ الله تَعالى- أَنَّهُ كانَ إِذا خَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ قَبَضَ بِيَمينِهِ عَلى شِمالِهِ، فَسَئُلِ عَنْ ذلكَ؟ فَقالَ: مَخافَةَ أَنْ تُنافِقَ يَدي. قُلْتُ: يُمْسِكُها خَوْفاً مِنْ أَنْ يَخْطُرَ بِيَدِهِ في مَشْيِتهِ؛ فَإِنَّ ذلِكَ مِنَ الْخُيَلاءِ. وَهذا الْعارِضُ عَرض لِلْعَنْسِيِّ- َرحِمَهُ الله تَعالى- . وَاحْذَرْ داءَ الْجَبابِرَةَ: (الْكِبر)؛ فَإِنَّ الْكِبْرَ وَالْحِرْصَ وَالْحَسَدَ أَوَّلُ ذَنْبٍ عُصِيَ الله بِهِ، فَتَطاوُلُكَ عَلى مُعَلِّمِكَ كِبْرِياء، وَاسْتِنْكافُكَ عَمَّنْ يُفيدُكَ مِمَّنْ هُوَ دونَكَ كِبْرِياء، وَتَقْصيرُكَ عَنِ الْعَمَلِ بِالْعِلْمِ حَمْأَةَ كِبرٍ، وَعُنْوانُ حِرْمانٍ. الْعِلْمُ حَرْبٌ لِلْفَتِيِّ الْمُتَعالي كَالسَّيْلِ حَرْبٌ لِلْمَكانِ الْعالي [4] فَالزَمْ - رَحِمَكَ الله- اللُّصوقَ إِلى الأَرْضِ، وَالإِزْراءَ عَلى نَفْسِكَ، وَهَضْمِها، وَمُراغَمَتِها عِنْدَ الاسْتِشْرافِ لِكِبْرياءٍ أَوْ غَطْرَسَةٍ، أَوْ حُبِّ ظُهورٍ، أَوْ عُجُبٍ .. وَنَحْوِ ذلكَ مِنْ آفاتِ الْعِلْمِ الْقاتِلَةِ لَهُ، الْمُذْهِبَةِ لِهَيْبَتِهِ، الْمُطْفِئَةِ لنِورِهِ، وَكُلَّما ازْدَدَتْ عِلْماً أَوْ رِفْعَةً في وِلايَةٍ، فَالزَمْ ذلكِ؛ تَحْرُزْ سَعادَةً عُظْمى، وَمَقاماً يُغْبِطُكَ عَلَيْهِ النّاسُ، وَعَنْ عَبْدِ الله بن الإِمام الْحُجَّة الرّاوِيَةِ في الْكُتُبِ السِّتَةِ بَكْرٍ بن عَبْدِ الله الْمُزْنّي- رَحِمَهُما الله تَعالى- قال: سَمِعْتُ إنْساناً يُحدِّث عَنْ أَبي، أَنَّهُ كانَ واقِفاً بِعَرَفَةَ، فَرَقَّ، فَقال: لَوْلا أَنّي فيهمْ لَقُلْتُ قَدْ غُفِرَ لَهُمْ. خَرَّجَهُ الذَّهْبِيِّ، ثُمَّ قال: قُلْت كَذلِكَ يَنْبَغي لِلْعَبْدِ أَنْ يُزْري عَلى نَفْسِهِ وَيَهْضُمُها. [5] الشّرح: [1] هذا من المهم؛ دوام المراقبة لله، وهذا من ثمرات الخشية أن الإنسان يكون مع الله دائماً يعبد الله كأنه يراه. يقوم للصلاة فيتوضأ وكأنه ينفذ قوله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ) [المائدة: 6] يقوم يتوضأ وكأنه ينظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتوضأ، ويقول: (من توضأ نحو وضوئي هذا)، كمال المراقبة.. وهذا أمر مهم.. وقوله: يكون سائراً بين الخوف والرجاء فإنهما للمسلم كالجناحين للطائر، هذا أحد الأقوال في هذه المسألة، وهي: هل الأولى للإنسان أن يسير إلى الله بين الخوف والرجاء؟ أو يغلِّب جانب الخوف؟ أو يغلِّب جانب الرجاء؟ الإمام أحمد رحمه الله يقول: ينبغي أن يكون خوفه ورجاه واحداً فأيهما غلب هلك صاحبه. ومن العلماء من يفصٍّل ويقول: إذا هممت بطاعة فغلب جانب الرجاء، فإنك إذا فعلتها قبلها الله منك ورفعك بها درجات-من أجل أن تقوى -، وإذا هممت بمعصية فغلب جانب الخوف حتى لا تقع فيها، فعلى ذلك يكون التغليب لأحدهما بحسب حال الإنسان. ومنهم من قال: بحسب الحال، على وجه آخر، فقال: أما في المرض فيغلب جانب الرجاء، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بربه) ولأنه إذا غلب في حالة المرض جانب الخوف فربما يدفعه ذلك إلى القنوط من رحمة الله، في حال الصحة يغلب جانب الخوف لأن الصحة مدعاة للفساد كما قال الشاعر الحكيم: إن الشباب والفراغ والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة إذا قال قائل: تغليب جانب الرجاء هل يجب أن يكون مبنياً على سبب صالح للرجاء، أو يكون رجاء المفلسين؟ الإجابة: الأولى. إنسان مثلاً يعصي الله دائماً وأبداً ويقول: رحمة الله واسعة، هذا غلط، لأن إحسان الظن بالله ورجاء الله لا بد أن يكون هناك سبباً ينبني عليه الرجاء وإحسان الظن، وإلا كان مجرد أمنية، والتمني كما يقول عامة أهل نجد التمني رأس مال المفاليس- إلي ما عندهم شيء-. [2] قوله : (تحلَّ بآداب النفس) لأن المقام يقتضي هكذا أن يكون عند طالب العلم عفة عما في أيدي الناس، وعفة عما يتعلق بالنظر المحرم، وحلم لا يُعاجل بالعقوبة إذا أساء إليه أحد، وصبر على ما يحصل من الأذى مما يسمعه إما من عامة الناس وإما من أقرانه وإما من معلمه، فليصبر وليحتسب، والتواضع للحق وكذلك للخلق، يتواضع للحق، بمعنى: أنه متى بان له الحق خضع له ولم يبغ سواه بديلاً، وكذلك للخلق فكم من طالب فتح على معلمه أبواباً ليست على بالٍ منه، ولا تحقرنَّ شيئاً. وقوله : (سكون الطائر، من الوقار) هذه أيضاً ينبغي لطالب العلم أن يبتعد عن الخفة سواء في مشيته أو في معاملته للناس وألا يكثر من القهقهة التي تُميت القلب وتذهب الوقار، بل يكون خافضاً للجناح متحلياً بالآداب التي تليق بطالب العلم. وقوله: (متحملاً ذل التعلم لعزة العلم) هذا جيد، يعني أنك لو أذللت نفسك للتعلم، فإنما تطلب عزَّ هذا العلم، فيكون تذليلها بالتعلم؛ لأنه ينتج ثمرة طيبة. [3] الخيلاء هذه تحدث للإنسان طالب العلم، وللإنسان كثير المال، وللإنسان سديد الرأي، وكذلك في كل نعمة أنعم الله بها على العبد، ربما يحدث له فيها خيلاء. والخيلاء هي: إعجاب بالنفس مع ظهور ذلك على هيئة البدن، كما جاء في الحديث "من جرَّ ثوبه خيلاء" فالإعجاب يكون بالقلب فقط، فإن ظهرت آثاره فهو خيلاء. وقوله: (فإنه نفاق وكبرياء) أما كونه ( كبرياء ) فواضح، أما قوله: ( نفاق ) فلأن الإنسان يظهر بمظهر أكبر من حجمه الحقيقي، وهكذا المنافق يظهر بمظهر المخلص المناصح وهو ليس كذلك. احذر داء الجبابرة وهو الكبر وقد فسره النبي صلى الله عليه وسلم بأجمع التفسير وأبينه وأوضحه فقال: ((الكبر بطر الحق وغمط الناس)) . وبطر الحق: هو ردُّ الحق، وغمط الناس: يعني احتقارهم وازدرائهم. وقوله: (إن الكبر والحرص والحسد أول ذنب عُصي الله به) يريد فيما نعلم لأننا نعلم أن أول من عصى الله عز وجل هو الشيطان حين أمره الله تعالى أن يسجد لآدم لكن منعه الكبرياء، {أبى واستكبر} وقال: { أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا}، وقال: {هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ} وقال لما أمره ربه أن يسجد- قال: {أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ}، فقوله: (إنه أول ذنب عُصي الله به) يعني باعتبار ما نعلم، وإلا فإن الله تعالى قال للملائكة: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ}، قال أهل العلم: إنما قال الملائكة ذلك لأنه كان على الأرض أمة من قبل آدم وبنيه، كانوا يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء. [4] ثم ذكر أمثلة، قال: (تطاولك على معلمك كبرياء) التطاول يكون باللسان ويكون أيضاً بالانفعال، قد يمشي مع معلمه وهو يتبختر، ويقول فعلت وفعلت، وكذلك أيضاً استنكافك عمن يفيدك من علومه كبرياء، وهذا أيضاً يقع لبعض الطلبة إذا أخبره أحد بشيء وهو دونه في العلم يستنكف ولا يقبل. (تقصيرك عن العمل بالعلم حمأة كبر، وعنوان حرمان) نسأل الله العافية، يعني هذا نوع من الكبر، ألاّ تعمل بالعلم. وقوله: (العلم حرب للفتى المتعالي) يعني أن الفتى المتعالي لا يمكن أن يُدرك العلم، لأن العلم حرب له، (كالسيل حرب للمكان العالي)، صحيح؟ نعم، المكان العالي ينفض عنه السيل يميناً وشمالاً ولا يستقر عليه. [5] وهذه العبارات التي تطلق عن السلف من مثل هذا، يريدون به التواضع، وليسوا يريدون أنهم يُغَلِّبون جانب سوء الظن بالله عز وجل أبداً، لكنهم إذا رأوا ما هم عليه خافوا وحذروا وجرت منهم هذه الكلمات، وإلا فإن الأولى بالإنسان أن يُحسن الظن بالله ولا سيما في هذا المقام، في مقام عرفة الذي هو مقام دعاء وتضرع إلى الله عز وجل، ويقول مثلاً: إن الله لم ييسر لي الوصول إلى هذا المكان إلا من أجل أن يغفر لي لأني أسأله المغفرة، والله تعالى يقول: { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}، لكن تظهر مثل هذه العبارات من السلف من باب التواضع وسوء الظن بالنفس لا بالله عزَّ وجل. آخر تعديل تصفية وتربية 2015-09-30 في 20:53.
|
|||
2015-10-02, 15:00 | رقم المشاركة : 119 | |||
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
18 ذي الحجّة 1436 من الهجرة النّبويّة 1)-دوام الـمراقبة وكمالها من ثمرات خشية اللهالأدب الـــــرّابع من آداب طالب العلم فـي نفسه (دوام المراقبة ) 2)-ماهيّة الـمراقبة : أن يعبد الله كأنّـــه يراه ويـخافــه ويرجوه ويـحبّه ويذكره ويفرح بأحكامه وحكمه! 3)-أحوال المسلم في الخوف والرّجاء:
4)- التّحذير من رجاء المفلسين ! الأدب الـــــخامس من آداب طالب العلم فـي نفسه 1)- على طالب العلم التّحلّي بآداب النّفس التّالية :(خفض الجناح ونبذ الخيلاء والكبرياء )
3) – ماهيّة الـخيلاء : الإعجاب بالنّفس مع ظهور ذلك على هيئة البدن وربّـما تحصل في كلّ نعمة ينعم الله بها على العبد! الإعجاب يكون بالقلب فإن ظهرت آثاره فهو خيلاء! 4)- الـــتّحذير من داء الـجبابرة (الكبر) وتعريفه : بطر الــحقّ (ردّه) وغمط النّاس ( احتقارهم ) 5) – من صور الكبر :
والحمد لله! |
|||
2015-10-02, 15:24 | رقم المشاركة : 120 | |||
|
هذا ما دوّنتُه والله الموفق:
الأدب الرّابِع: دوامُ المُراقبة - على طالب العِلم أن يُراقِب الله في السّر والعلَنِ وأن يسير بين الخوْفِ والرّجاءِ. - ودوام المُراقبة من ثمرات الخشية. - اِنقسَم أهل العِلم حول تغليب الخوفِ أو الرجاءِ إلى ثلاثة أخوال: * أن لا يُرجّح جانِبا على آخر، وهو قول الإمام أحمد. * أن يُرجّح الرجاء حال الطاعة والخوف حال المعصية. * أن يُرجّح الرّجاء حال المرض والخوف حال الصحّة. والرّاجح -والله أعلم- هو القول الثاني. الأدب الخامِس: خفضُ الجناحِ ونبذ الخُيلاء والكبرياء - يجب أن تكون عند طالب العِلم عفّة عمّا في أيدي النّاس وعن النظر المُحرّم، كما يجب أن يتحلّى بالحِلم والصبر على الأذى من عامّة النّاس أو من أقرانه أو من مُعلّمه، وعليه أن يتواضع للحق وللخَلق. - على طالب العلم التزام الوقار والرزانة والابتعاد عن الخِفة. - الإعجاب بالنّفس يكون بالقلب والخُيلاء ما يظهر على البدن. - الخُيلاء نِفاق لأن المرء يظهر بمظهر أكبر من حقيقته. - على طالب العِلم أن يحذر من الكِبر، وهو بطر الحق أي ردّه وغمط النّاس أي احتقارهم وازدراءهم. آخر تعديل تصفية وتربية 2015-10-02 في 15:32.
|
|||
الكلمات الدلالية (Tags) |
مُدَارَسَةٍ, العِلْمِ, حِلْيَةُ, شَرْحِِ:, طَالِبِ, كِتَابِ |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc