ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺒﺎﻗﻼﻧﻲ ﺭﺣﻤﻪ
ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﻋﻠﻤﺎء ﻋﺼﺮﻩ, ﻓﺎﺧﺘﺎﺭﻩ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﺃﺭﺳﻠﻪ
ﻓﻲ ﻋﺎﻡ371ﻟﻠﻬﺠﺮﺓ ﻟﻤﻨﺎﻇﺮﺓ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﺴﻄﻨﻄﻴﻨﻴﺔ ..
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻤﻊ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﺑﻘﺪﻭﻡ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺒﺎﻗﻼﻧﻲ
ﺃﻣﺮ ﺣﺎﺷﻴﺘﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﺼﺮﻭﺍ ﻣﻦ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺑﺤﻴﺚ
ﻳﻀﻄﺮ ﺍﻟﺒﺎﻗﻼﻧﻲ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺧﻔﺾ ﺭﺃﺳﻪ
ﻭﺟﺴﺪﻩ ﻛﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﺮﻛﻮﻉ ﻓﻴﺬﻝ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﺮﻭﻡ
ﻭﺣﺎﺷﻴﺘﻪ !
ﻟﻤﺎ ﺣﻀﺮ ﺍﻟﺒﺎﻗﻼﻧﻲ ﻋﺮﻑ ﺍﻟﺤﻴﻠﺔ ﻓﺄﺩﺍﺭ ﺟﺴﻤﻪ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺨﻠﻒ ﻭﺭﻛﻊ ﺛﻢ ﺩﺧﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﻫﻮ ﻳﻤﺸﻲ
ﻟﻠﻮﺭﺍء ﺟﺎﻋﻼ ﻗﻔﺎﻩ ﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﻪ !
ﻫﻨﺎ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺃﻧﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﺩﺍﻫﻴﺔ !
ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺒﺎﻗﻼﻧﻲ ﻓﺤﻴﺎﻫﻢ ﻭﻟﻢ ﻳﺴﻠﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ (ﻟﻨﻬﻲ
ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻦ ﺍﺑﺘﺪﺍء ﺃﻫﻞ
ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺑﺎﻟﺘﺴﻠﻴﻢ) ﺛﻢ ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﺍﻫﺐ ﺍﻷﻛﺒﺮ
ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ :
"ﻛﻴﻒ ﺣﺎﻟﻜﻢ ﻭﻛﻴﻒ ﺍﻷﻫﻞ ﻭﺍﻷﻭﻻﺩ؟"
ﻏﻀﺐ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﻭﻗﺎﻝ :
"ﺃﻟﻢ ﺗﻌﻠﻢ ﺑﺄﻥ ﺭﻫﺒﺎﻧﻨﺎ ﻻ ﻳﺘﺰﻭﺟﻮﻥ ﻭﻻ ﻳﻨﺠﺒﻮﻥ
ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ؟؟!!!"
ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ : ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ !!!
ﺗﻨﺰﻫﻮﻥ ﺭﻫﺒﺎﻧﻜﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﺍﻹﻧﺠﺎﺏ ﺛﻢ ﺗﺘﻬﻤﻮﻥ
ﺭﺑﻜﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﺗﺰﻭﺝ ﻣﺮﻳﻢ ﻭﺃﻧﺠﺐ ﻋﻴﺴﻰ ؟؟؟!!!"
ﻓﺰﺍﺩ ﻏﻀﺐ ﺍﻟﻤﻠﻚ !!!
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﻠﻚ -ﺑﻜﻞ ﻭﻗﺎﺣﺔ:-
"ﻓﻤﺎ ﻗﻮﻟﻚ ﻓﻴﻤﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ؟؟!!!"
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ :
" ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻗﺪ ﺃﺗﻬﻤﺖ
(ﺍﺗﻬﻤﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻮﻥ ﻭﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ( ﻓﺈﻥ ﻣﺮﻳﻢ ﻗﺪ ﺃﺗﻬﻤﺖ
ﺃﻳﻀﺎ (ﺍﺗﻬﻤﻬﺎ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ), ﻭﻛﻼﻫﻤﺎ ﻃﺎﻫﺮﺓ, ﻭﻟﻜﻦ
ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺗﺰﻭﺟﺖ ﻭﻟﻢ ﺗﻨﺠﺐ, ﺃﻣﺎ ﻣﺮﻳﻢ ﻓﻘﺪ ﺃﻧﺠﺒﺖ
ﺑﻼ ﺯﻭﺍﺝ !
ﻓﺄﻳﻬﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻭﻟﻰ ﺑﺎﻟﺘﻬﻤﺔ ﺍﻟﺒﺎﻃﻠﺔ ﻭﺣﺎﺷﺎﻫﻤﺎ ﺭﺿﻲ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ؟؟؟!!!"
ﻓﺠﻦ ﺟﻨﻮﻥ ﺍﻟﻤﻠﻚ!
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﻠﻚ: "ﻫﻞ ﻛﺎﻥ ﻧﺒﻴﻜﻢ ﻳﻐﺰﻭ؟!"
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ: "ﻧﻌﻢ"
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﻠﻚ: "ﻓﻬﻞ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺎﺗﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ؟!"
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ: "ﻧﻌﻢ"
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﻠﻚ: "ﻓﻬﻞ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺘﺼﺮ؟!"
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ: "ﻧﻌﻢ"
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﻠﻚ: "ﻓﻬﻞ ﻛﺎﻥ ﻳﻬﺰﻡ؟!"
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ: "ﻧﻌﻢ"
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﻠﻚ: "ﻋﺠﻴﺐ ! ﻧﺒﻲ ﻭﻳﻬﺰﻡ ؟؟؟!!!"
ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ: "ﺃﺇﻟﻪ ﻭﻳﺼﻠﺐ؟؟؟!!!"
ﻓﺒﻬﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻔﺮ!!
ﺗﺎﺭﻳﺨﻨﺎ ﻏﻨﻲ ﺑﺎﻟﻤﻮﺍﻗﻒ !!