رحلة عبر الكون
بنـــا نتعمــق أكثر مع أبعـــاد {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.. ولقد أمرنا الله عزَّ وجلَّ أن ننظر ونتفكَّر في خلق السماوات والأرض، فقال تعالى {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ..} [يونس:101]
وبعد أن غُصنَّا المرة السابقة بداخل الخلية وأدركنا مدى صغرها .. فلنسبح اليوم في رحلة عجيــبة جميـــلة، تأخذنا إلى أبعــــاد أكبر وأبعد بكثيــــر ..
ستنطلق رحلتنا من مدينة البُندقية بإيطاليـــا، ثمَّ نبتعد أكثر فأكثر إلى أن نخرج خارج كوكب الأرض .. ويبدأ الكوكب في الابتعاد والتقلُص إلى أن يصير كالقمر في السمــــاء ..
ثمَّ نمُّر بجانب القمر الحقيقي .. وكلما ابتعدنا أكثر، صار منظر الأرض كإنها نجمة من النجوم التي نراها في السمـــاء ..
وأثنــاء تجولنا في المجموعة الشمسية، تمر علينا مسارات لكواكب المجموعة المختلفة .. وسنقطع المجموعة الشمسية بأكملها في أكثر من خمس ساعات ضوئية ..
وسنخرج خارج المجموعة الشمسية، إلى أن تصير الشمس وتوابعها كالنجم المُعلَّق في الفضـــاء .. فلربما إذا رأيت نجمة في السماء، تكون لمجموعة كاملة كما هو الحال مع المجموعة الشمسية ..
وأقرب النجوم إلى مجموعتنا الشمسية تُسمى: سنتوري أ وسنتوري ب .. وتبعُد عنا بمسافة أربع سنوات وربع ضوئية ..
وعدد النجوم بمجرة درب التبانة وحدها = 10,000000,000000,000000,0000 نجم !!
فلنخرج خارج مجرتنا (درب التبانة)، وسنُلاحظ أن مجموعتنا الشمسية تقع بطرف المجرة .. وأقرب المجرات إلينا، هي مجرة المرأة المُسلسلة (Andromeda) ..
ولقد انتقلنا خلال رحلتنا من مرحلة الكواكب إلى النجوم، إلى المجرات التي تحتوي على مجموعات من النجوم .. وكلما ابتعدنا أكثر، صارت المجرات كالنقطة في السمـــاء ..
ونبتعد أكثر فأكثر إلى أن نصل إلى مرحلة التجمعـــات، التي هي مجموعة من المجرات ..
وبعد أن ابتعدنا بمليارت السنين الضوئية، وصلنا إلى المرحلة التي لا نستطيع أن نرى معها شيئًا من كثرة التجمعــــات التي في السمــــــاء ..
والآن، هل أدركت كم هو حجمك مقارنة بالمجرات الموجودة حولك؟
وكم هو البُعد بينك وبين السمـــــــاء؟
{.. أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ} [الأنعام: 50]