الى كل الحيارى و المهمومين ...
و لك اختي ام لينة ...
قَالَ رَسُولُ الله ï·؛
ينزلُ ربُّنا تبارك وتعالى كلَّ ليلةٍ إلى السماءِ الدنيا .
حين يبقى ثلُثُ الليلِ الآخِرُ .
فيقولُ : من يدعوني فأستجيبَ له ومن يسألُني فأُعطِيَه
ومن يستغفرُني فأغفرَ له
الراوي : أبو هريرة المحدث : مسلم المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 758 خلاصة حكم المحدث : صحيح
شرح الحديث
بيَّن النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم في هذا الحديثِ
أنَّ اللهَ تبارك وتعالى ينزِلُ من كلِّ ليلة
حينَ يبقى الثُّلثُ الأخير مِن اللَّيل، ويقول:
مَن يدعوني فأستجيبَ له، ومَن يسأَلُني فأُعطيَه
ومَن يستغفِرُني فأغفِرَ له؟
فهذا وقتٌ شريفٌ مرغَّبٌ فيه، خصَّه اللهُ تعالى بالنُّزولِ فيه
وتفضَّلَ على عبادِه بإجابةِ مَن دعا فيه، وإعطاءِ مَن سأَله
إذ هو وقتُ خَلوةٍ وغفلةٍ واستغراقٍ في النَّومِ، واستلذاذٍ به
ومفارقةُ اللَّذَّةِ والرَّاحةِ صعبةٌ على العبادِ
فمَن آثَر القيامَ لمناجاة ربِّه والتضرُّعِ إليه في غفران ذنوبِه
وفَكاكِ رقبتِه مِن النَّار، وسأَله التَّوبةَ في هذا الوقتِ الشَّاقِّ
على خَلوةِ نفسِه بلذَّتِها، ومفارقةِ راحتِها وسَكَنِها-
فذلك دليلٌ على خُلوصِ نيَّتِه، وصحَّةِ رغبته فيما عند ربِّه
فضُمِنت له الإجابةُ الَّتي هي مقرونةٌ بالإخلاصِ
وصدقِ النِّيَّةِ في الدُّعاء
إذ لا يقبَلُ اللهُ دعاءً مِن قلبٍ غافلٍ لاهٍ
فلذلك نبَّه اللهُ عبادَه إلى الدُّعاء في هذا الوقتِ
الَّذي تخلو فيه النَّفسُ مِن خواطرِ الدُّنيا
ليستشعِرَ العبدُ الإخلاصَ لربِّه، فتقَعَ الإجابةُ منه تعالى
رِفقًا مِن اللهِ بخَلقِه، ورحمةً لهم.
وفي الحديثِ
بيانُ فضلِ الثُّلثِ الأخيرِ مِن اللَّيل
وفضلِ الصَّلاةِ، والدُّعاء فيه.