صحيفة مسابقة القضاء 2012 - الصفحة 71 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجامعة و البحث العلمي > منتدى الحقوق و الاستشارات القانونية > قسم خاص بالقضاء

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

صحيفة مسابقة القضاء 2012

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-03-11, 09:15   رقم المشاركة : 1051
معلومات العضو
رندة ريال مدريد
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

توقعاتكم لهذا العام









 


رد مع اقتباس
قديم 2012-03-11, 09:51   رقم المشاركة : 1052
معلومات العضو
nydjy
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية nydjy
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

من يخبرني الفرق بين المصطلحات التالية / التقادم ، السقوط ، الإنقضاء ؟










رد مع اقتباس
قديم 2012-03-11, 10:19   رقم المشاركة : 1053
معلومات العضو
MOHAMED_49
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية MOHAMED_49
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

و عليكم السلام

تقادم العقوبة هو التخلي عن تنفيذها لفوات مدة معينة و تكون بـ 20-03-02 جنايات .جنح و مخالفات
في حين تقادم الدعوى هو التخلي عن الدعوى أمام القضاء و تكون بـ 10-03-02. // //


أمــا السقوط هو سقوط الخصومة لعدم تفعيل اجراءتها من الخصوم لمدجة سنتين -م 222----230 ق ا م ا -

أما انقضاء العقوبة فهو اما بالتخلي عن تنفيذها عن طريق العفو و التقادم و الوفاة و إما بمحو اثارها كالعفو الشامل و رد الإعتبار

فالتقادم عنصر من انقضاء العقوبة أو الدعوى حسب ما دكرته

اما السقوط فاعتقد و الله اعلم ميدان ق ا المدنية و الادارية وفق ما وضحته..

بالتوفيق










رد مع اقتباس
قديم 2012-03-11, 10:24   رقم المشاركة : 1054
معلومات العضو
nydjy
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية nydjy
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزيل الشكر لك يا أخي










رد مع اقتباس
قديم 2012-03-11, 11:43   رقم المشاركة : 1055
معلومات العضو
essedik
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية essedik
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ركزوا على هذا الموضوع كيف يمكن الجمع بين اليات اقتصاد السوق وسياسة اجتماعية ناجحة موضوع مسابقة نائب مقتصد لهذا اليوم
الحوار الاجتماعي والاقتصادي محمد صغير باباس الذي اجري لقاءاته السنة الماضية










رد مع اقتباس
قديم 2012-03-11, 12:08   رقم المشاركة : 1056
معلومات العضو
essedik
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية essedik
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بيان مجلس الوزراء

المنعقد يوم الثلاثاء 7 فيفري 2012

ترأس رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة اجتماعا لمجلس الوزراء هذا اليوم الثلاثاء 14 ربيع الأول 1433 ه الموافق 07 فبراير 2012م.

إستهل مجلس الوزراء أعماله متناولا بالدراسة والموافقة مشروع أمر يتضمن قانون المالية التكميلي لسنة 2012.

يتوخى هذا النص التكفل بالإجراءات والقرارات التي تم اتخاذها عقب إيداع قانون المالية للسنة الجارية والمصادقة عليه.

يأتي قانون المالية التكميلي هذا في شقه التشريعي بإجراء وحيد يتضمن تكفل ميزانية الدولة بالزيادات الاستثنائية في معاشات ومنح التقاعد المقررة من قبل مجلس الوزراء يوم 18 ديسمبر 2011.

للتذكير لقد ترتب عن هذه الزيادات رفع الحد الأدنى الشهري لمعاشات التقاعد المباشرة ومعاشات التقاعد الرئيسية المحولة لذوي حقوق الأجراء وغير الأجراء والقيمة الشهرية للمعاش المحول للأرملة ذات الحق الوحيد إلى 15.000 دج. كما تقرر منح زيادة استثنائية على درجات في معاشات ومنح التقاعد بالنسبة للأجراء وغير الأجراء تتراوح مابين 15% بالنسبة لتلك التي تساوي أو تتعدى 40.000 دج إلى 30% بالنسبة لتلك التي تقل عن 20.000 دج. وأصبحت هذه الزيادات كلها سارية المفعول ابتداء من أول يناير 2012.

وفي شقه الميزاني رصد مشروع قانون المالية التكميلي مخصصا ماليا إضافيا قدره 317 مليار دينار لميزانية التسيير.

سيغطي هذا المبلغ الزيادات في الإنفاق المترتبة عن رفع الأجر الوطني الأدنى المضمون ومراجعات القوانين الأساسية والأنظمة التعويضية للموظفين فضلا عن التكفل عن ميزانية الدولة بالزيادات الاستثنائية في معاشات ومنح التقاعد.

أما اعتمادات الدفع الخاصة بميزانية التجهيز فلا يدخل عليها فيما يخصها أي تغيير.

واصل مجلس الوزراء أعماله متناولا بالدراسة والموافقة مشروع أمر يعدل ويتمم القانون رقم: 05-01 المؤرخ في 6 فبراير 2005 والمتعلق بالوقاية من تبييض الأموال وتمويل الإرهاب ومكافحتهما.

تخوض الجزائر كفاحا حازما ضد تبييض الأموال وتمويل الإرهاب بالاعتماد على عدة تشريعية مواتية منها قانون رقم: 05-01 المؤرخ في 6 فبراير 2005 المتعلق بالوقاية من تبييض الأموال وتمويل الإرهاب ومكافحتهما . كما تساهم بفعالية في التعاون الدولي ضد هاتين الآفتين وذلك على الخصوص في إطار الأمم المتحدة والمنظمات شبه الجهوية العربية والإفريقية.

يتوخى الأمر المعتمد هذا اليوم على وجه الخصوص وبالذات مساوقة التشريع الجزائري الخاص بالوقاية من تبييض الأموال وتمويل الإرهاب مع التقنيات الجديدة التي بها يخترق المجرمون الأنظمة المصرفية ومع تكنولوجيات الإعلام والاتصال.

لهذا الغرض يعزز التشريع المعدل استقلالية الخلية الوطنية للاستعلام المالي على غرار الهيئات المماثلة عبر العالم.

وفيما يخص الإجراءات الوقائية ضد تمويل الإرهاب وتبييض الأموال يوسع الأمر التزامات المؤسسات المالية في تعاملها مع زبائنها وفيما يخصها هي نفسها بما في ذلك الالتزام بتكوين مستخدميها في هذا المجال .كما يعزز إلتزامات سلطات الضبط المالي فيما يخص الإجراءات التنظيمية ذات الصلة التي ينبغي لها اعتمادها ومتابعة مراعاتها من قبل المؤسسات المالية لهذه الإجراءات فضلا عن تعاونها مع الهيئات الوطنية المختصة بما في ذلك في مجالي التقصي والمتابعة.

وبرسم إجراءات مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب يرخص الأمر للقاضي بأن يأمر بتجميد أو مصادرة الأموال المملوكة للمنظمات الإرهابية لمدة شهر قابل للتجديد.وهذا الإجراء قابل للطعن.

هذا ويرفع الأمر من قيمة الغرامات ويوسع مجال تطبيق بعض حالات التجريم على انتهاك السر المهني فيما يخص التصريحات بالشك.أما عقوبة جرائم تبييض الأموال وتمويل الإرهاب فتتم وفقا لأحكام قانون العقوبات.

وإذ نوه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بتحيين هذا القانون اعتبر أنه إذا كان إلتزام الجزائر بمحاربة الإرهاب واقعا ملموسا إن الأمر يجب أن يكون سواء بالنسبة للوقاية من تبييض الأموال في إطار محاربة الفساد والجريمة المنظمة.

وأمر رئيس الدولة الحكومة وبنك الجزائر وجميع سلطات الضبط المعنية بالسهر على توخي الاحترام الدقيق للإجراءات التنظيمية المتعلقة بتبييض الأموال وتمويل الإرهاب وتقديم كل المساعدة للخلية الوطنية المكلفة بالاستعلام المالي التابعة لوزارة المالية.

وخلص رئيس الجمهورية إلى دعوة القضاة إلى تطبيق القانون بحذافيره في مجال محاربة الفساد وكافة أشكال الجريمة والجنح المالية الأخرى.

ثم تناول مجلس الوزراء بالدراسة والموافقة مشروع أمر يعدل ويتمم الأمر رقم 97-08 المؤرخ في 6 مارس 1997 الذي يحدد الدوائر الانتخابية وعدد المقاعد المخصصة في الانتخابات البرلمانية.

إن التعديل الذي تم إدخاله على النص المذكور جاء على الخصوص مراعاة لتنامي تعداد السكان الذي تجلى من خلال إحصاء العشرية الذي تم عام 2008. وحرصا على توفير الشروط المواتية لتطبيق التشريع الجديد القاضي بمضاعفة حظوظ تمثيل المرأة ضمن المجالس المنتخبة. عملا بذلك قضى الأمر الذي وافق عليه مجلس الوزراء برفع عدد المقاعد بالمجلس الشعبي الوطني من 389 إلى 462 مقعد.

إلى جانب ذلك تناول مجلس الوزراء بالدراسة والموافقة مرسوما رئاسيا يتضمن تنظيم وسير اللجنة الوطنية للإشراف على الانتخابات.

اللجنة هذه المشكلة كلية من قضاة أنشئت بموجب القانون العضوي المتضمن النظام الانتخابي استجابة للمطلب الذي تقدم به عدد كبير من الأحزاب والشخصيات السياسية. وهي مكلفة بالإشراف على العمليات الانتخابية بدءا من إيداع الترشيحات على غاية انتهاء الاقتراع. ويتم تعيين القضاة الذين تتشكل منهم هذه اللجنة من قبل رئيس الجمهورية الذي يعين أيضا من بينهم رئيس هذه الهيئة من بين هؤلاء.

وبغرض تمكين اللجنة الوطنية للإشراف على الانتخابات من أداء مهمتها بالدقة والسرعة المطلوبتين منها سيتم تدعيمها بلجان فرعية محلية. ولها الحرية في أن تتخذ لنفسها بكل استقلالية قانونا داخليا يتم نشره في الجريدة الرسمية.

ومع مراعاة الصلاحيات التي يخولها الدستور في المجال الانتخابي للمجلس الدستوري ويخولها القانون للجنة مراقبة الانتخابات تتدخل اللجنة الوطنية للإشراف على الانتخابات في حال وجود نقائص في تنفيذ القانون العضوي المتعلق بالنظام الانتخابي. في هذا الصدد تتدخل اللجنة من تلقاء نفسها أو بإخطار من الأطراف المشاركة في الانتخابات أو من لجنة مراقبة الانتخابات.

وللإضطلاع بمهامها يمكن للجنة الوطنية للإشراف على الانتخابات القيام بأي تحر تراه ضروريا أو استقاء أية معلومة أو تكليف أي شخص أو سلطة أو مؤسسة بأية مهمة تفيد في القيام بتحرياتها. ولها أن تصدر قرارات إدارية في أجل أقصاه 72 ساعة وفورية يوم الاقتراع. كما يمكنها عند الاقتضاء الاستعانة بالنيابة العامة لتسخير القوة العمومية من اجل تنفيذ القرارات التي تصدر عنها.

هذا ولما تعتبر أن الوقائع التي رصدتها أو التي وصلت إلى علمها يكون لها طابع جنائي تقوم اللجنة الوطنية للإشراف على الانتخابات فورا بإشعار النائب العام المختص.

عقب الموافقة على الأمر المتضمن عدد المقاعد في المجلس الشعبي الوطني وعلى المرسوم الرئاسي المتعلق بتنظيم وسير اللجنة الوطنية للإشراف على الانتخابات سجل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أنه باستثناء المرسوم المتضمن استدعاء الهيئة الانتخابية الذي سيصدر قريبا أصبحت التدابير القانونية والتنظيمية الرئيسية اللازمة لتنظيم الانتخابات التشريعية المقبلة جاهزة.

وأضاف رئيس الدولة قائلا: "إنني من ثمة انتظر من الحكومة وعلى الخصوص من اللجنة الوطنية المكلفة بتحضير الانتخابات التشريعية إتمام سائر التدابير التنظيمية المادية واللوجيستية اللازمة لأجراء الانتخابات التشريعية في أحسن الظروف".

وأوضح رئيس الجمهورية أنه "لابد في هذا الصدد أن تجهز المقرات اللازمة لعمل اللجنة الوطنية للإشراف على الانتخابات على أتم وجه قبل نهاية هذا الشهر. ولابد أن يكون مقر اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات جاهزا فور استدعاء الهيئة الانتخابية والأمر سواء بالنسبة لمقرات فروع هذه اللجنة وهذا قبل نهاية هذا الشهر. هذا وكلفت الحكومة بدعوة الأحزاب السياسية إلى تعيين ممثليها في اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات وبوضع خبراء أكفاء تحت تصرفها قادرين على مساعدتها طبقا لما ينص عليه القانون".
خطاب رئيس الجمهورية بمناسبة افتتاح السنة القضائية 2011-2012

21 ديسمبر 2011

بسم الله الرحمن الرحيم،
والصلاة و السلام على أشرف المرسلين،
وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين.

أيتها السيدات الفضليات،
أيها السادة الأفاضل،

تكمن غاية إقامة مراسم افتتاح السنة القضائية في الوقوف الـمنتظم على حصيلة إنجازات منظومة العدالة، وما بتـــت فيــــــه مــــن قضـــايــــا ومــــا أصدرته من أحكام، كمــا تكـــمــــن أيضا في تحييـن مســـلك تقــويم الأداء القضـــائي، بما يجعله يستجيب لتطلعات الـمواطنات والـمواطنيـن، الذيـن يـنتظرون من الـمنظومة القضائية تحسيـــن ما تقدّمه من خدمات والارتقاء بما تصدره من أحكام.

و إدراكاً منا لأهمّية رسالة القضاء في بسط سيادة القانون، وصون كرامة الإنسـان وحرمة حقوقه وحرياته، فإنّنا اعتنيـنا، منذ البداية، بالقانون و القضاء معاً، و حرصنا دوما على إحلالهما الصدارة في مسار الإصلاحات، بوصفهما الأساس في بناء صرح الدولة، و إرساء الديمقراطية، و إقامة الحكامة الـرشيدة.

و من هذا الـمنظور، أعدنا النّظر في عُدَّتـنا التشريعية بما يعكس مُثُلنا الوطنية، و بما يتساوق مع القيم الإنسانية، و يـنسجم مع التزامنا بالـمواثيق الدولية.

و ما كان لنا أن نعيد صياغة العدة التشريعية، و ما تكرّسه من حقوق و حريات، دون دعمنا للقضاء، بتعزيز سلطته، و مضاعفة موارده البشرية، في كل التخصصات، بعد تمكيـنها من التكويـن القاعدي، و التكويـن التخصّصي داخل الوطن و خارجه، في مختلف فروع القانون و الـمهارات الـمطلوبة في إدارة دواليب قطاع العدالة. و حرصنا، من جهة أخرى، على تمكيـن القطاع من الوسائل الكفيلة بالارتقاء بالـمؤسسة القضائية إلى الـمستوى الـمأمول في الاضطلاع بمسؤولياتها كاملة، و تزامن مع هذا تسريع وتيرة تنصيب الـمحاكم الإدارية.

أيتها السيدات الفضليات،
أيها الســادة الأفـاضـــل،

يأتي لقاؤنا اليوم في سياق نسعى فيه إلى تثبيت الديـناميكية الإصلاحية التي باشرناها، استكمالا لبناء صرح الديمقراطية في بلادنا، و تجاوبا مع طموحات شعبنا.

إن إعطاءنا الأولوية لقطاع العدالة، لـم يأت للرّفع من قدرات القضاء للـمساهمة في الـمجهود الوطني الرّامي إلى تهذيب الحياة العامّة و محاربة الإجرام و الفساد و الآفات الاجتماعية فحسب، بل كان دافعه الحرص على جعل الـمؤسسة القضائية تقوم بالدور الـمناط بها في مجتمع، هو في تطور مستمر.

أيتها السيدات الفضليات،
أيها الســادة الأفـاضـــل،

على ضوء الـمشاورات حول الإصلاحات السياسية، التي تم إجراؤها مؤخرا مع الأحزاب و الشخصيات الوطنية و ممثلي الـمجتمع الـمدني، تسنى لنا وضعُ مشاريع النصوص القانونية، ذات الصّلة بممارسة الحقوق الـمدنية و بالحياة السّياسية، على نحو يعزز الديمقراطية و يوسع مشاركة الـمواطنيـن و الـمواطنات في العمل السّياسي.

أنا لا أقول إننا اجتزنا كل الـمراحل. نحن في بداية الطريق، بالنسبة للتجربة الديمقراطية، و لا مجال لـمقارنة ما يجري عندنا بما يجري في بريطانيا أو حتى في فرنسا. البلدان هذه سبقتنا في التجربة الديمقراطية منذ قرون، و لئن كنا من الـمتربصيـن في هذا الـمضمار فلا لوم عليـنا لا ممن يتنقدنا من الداخل و لا ممن ينتقدنا من الخارج. فنحن في بداية الطريق و قد تكون هناك نقائص. من الـممكن أن هناك عجــز، و من الـممكن أن هناك أشواط ما زالت تنتظرنا و لكن سنصل إليها بالتي هي أحسن. ستأتي بالتدرج، ستأتي مفروضة من شعبنا الذي هو لا يثق إلا في ما يـنجزه هو بنفسه.

تعالت الأصوات، هنا و هناك تسأل أو تتساءل عن الاستثنائية الجزائرية. هل الجزائر من هذا العالـم الـمحيط بها أو هي خارج هذا العالـم الـمحيط بها ؟ الجزائر من هذا العالـم تتأثر به و تؤثر فيه. و لكن ليس على الجزائر أن تعود إلى ما مرت عليه من تجارب قبل عقود من السنيـن.

شعب الجزائر الحريص على استقلاله و سيادته لا تملى عليه الأمور، فهو نال حريته غلابا. نال حريته كفاحا، نال حريته مقابل تضحيات جسام.

هذا الاستقلال ما جئنا لنساوم به و لا لنا الحق في الـمساومة به. موضوع الديمقراطية إذا كان موضوع انتخابات فضروري أن تكون انتخابات، و ضروري أن أقول إن هذه البلاد تعرف انتخابات و تعرف حتى انتخابات (نايجلند Naegelen ).

و لا بد أن نعيد النظر في هذه الأساليب من خلال تجربتنا الوطنية التي هي تنفرد من حيث خصوصياتها عن غيرها من التجارب. نحن نستقي من عند غيرنا، نأخذ الدروس و لكن نكيفها حسب معطيات الوطن و حسب تقاليدنا السياسية. بطبيعة الحال، هناك تعددية حزبية، و واضح جدا أن هناك أحزاب مؤثرة أكثر من غيرها لأنها متجذرة شعبيا. و لكن إذا كانت الديمقراطية هي تعدد الأحزاب الصغيرة فلتكن الأحزاب الصغيرة و تثبت جدارتها من خلال الانتخابات. الانتخابات هي الـمقياس الحقيقي لكل قوة سياسية و لا أسمح لنفسي بالحكم على هؤلاء و أولئك. فنحن في ظروف كلـما تناقص فيها وزن الأشخاص و الجمعيات في الساحة السياسية كلـما علا صوتهم . لا بد أن يعيد الشعب مصداقية الأحزاب كأحزاب. و من هذا الـمنطلق، إنني لست أتكلـم باسم حزب، أتكلـم باسم الشعب الجزائري . إن الإصلاحات هي إصلاحات الشعب الجزائري. قد تدخل في رؤية حزب أو حزب آخر من الكتلة الحكومية و قد لا تدخل في رؤيته و هذا طبيعي، و هذا من الديمقراطية.

نحن مقبلون على استحقاقات سياسية هامة، تفتح الباب على آفاق تسودها ديمقراطية متكاملة العناصر، تكون هي السبيل إلى إعادة بناء ثقة الـمواطن في الهيئات النيابية على اختلاف مستوياتها. و ستضطلع الـمنـــظومة القضائية بدور هـــــام فــي الوصول، بهذا الـمسعى الإصلاحي الشامل، إلى غايته الـمنشودة.

فالجميع سيخضع لرقابة القضاء أقولها من هذه الدار الـمحترمة، و يذعن لقراراته، في كلّ ما له صلة بالاستحقاقات الوطنية، أو بممارسة حقّ من الحقوق السياسية، أو غيرها.

و ليست الإدارة معفاة من هذه الرّقابة و من الالتزام بتـــنفيــذ ما يصدره القضاء من أحكام. فجميع الحقوق و الحريات و السّلطات و الصّلاحيات ستمارس في ظلّ احترام القانون، و تحت رقابة القضاء.

و ما من شكّ في أن جدوى الاعتماد على القضاة في مراقبة الانتخابات، ستثبتها الانتخابات الـمقبلة، فيـكون ذلك تكريسا لدورهم في تجذير الديمقراطية و الشفافية و التنافس الحر النزيه بيـن مختلف القوى السياسية، و برهانا على نجاح إصلاح العدالة في تحقيق ما رسم له من أهداف، و على رأسها استعادة الـمواطنيـن بصفة عامة، و الـمتقاضيـن بوجه أخص، لثقتهم في منظومتنا القضائية، هذه الـمنظومة التي باتت تملك ما تملك من الكفاءة و نجاعة الأداء، بفضل الـجهود الـمتواصلة التي تبذلها أسرة القضاء برمتها.

أيتها السيدات الفضليات،
أيها الســادة الأفـاضــل،

لقد كان طموحنا وسيظل هو نشر العدل في الـمجتمع، و الارتقاء بنوعية العلاقة بيـن القضاء و الـمتقاضيـن، بما يسهم في رأب ما كان من تصدّع في الثّقة بيـن الشعب و مؤسساته، بما يوفر شروط العودة إلى حياة عاديــة و آمنة، و يكفل للبلاد التّقدّم في سيرها نحو استكمال الإصلاحات على أسس متيـنة، تستجيب للـمعايير الـمتعارف عليها في بناء الدولة الحديثة.

و إلى جانب السلطتيـن التشريعية و التنفيذية، تشكل السلطة القضائية جزءا من سلطة الدولة. فهي، من ثمة، مؤتمنة على تطبيق الدستور و قوانيـن الجمهورية، و حماية حقوق الإنسان، وضمان أمن الناس و سلامة ممتلكاتهم.

ذلكم ما يضاعف أهمية مواصلة مسار تحسيـن أداء العدالة في تعاطيها مع القضايا الـمرفوعة إليها، و في تعاملها مع الـمتقاضيـن. و حاصل ذلك يظل مرهونا بسلوك القضاة و تجردهم، و التزامهم بأخلاقيات الـمهنة و أعرافها، و حرصهم على الصالح العام، و جودة أدائهم من حيث نزاهة الأحكام، و سرعة النطق بها من دون إخلال بما يقتضيه القانون.

إن ذلك يوجب على القاضي حفظ الأمانة، و صون الثقة و تطبيق القانون بكلّ نزاهة و استقلالية، و الحرص على النجاعــــة في الأداء، دون مراعاة أيّ اعتبار، إلاّ ما يـنص عليه القانون و يمليه علـــيـــه ضــميره.

أيتها السيدات الفضليات،
أيها الســادة الأفـاضــل،

إنه لـمن الإنصاف اليوم أن نعرب عن تثميـننا لجهود كافة أسرة القضاء، و تقديرنا لأثرها في تحسيـن إقامة العدل في بلادنا بما يلبي تطلع الشعب للإنصاف و الـمساواة أمام القانون.

كما لا يفوتـني، توجيه الثناء إلى جميع من ساهم فيما تم تـنفيذه من مراحل مسار الإصـــلاحات، على مستـــوى قـــطاع العدالة و غيره من القطاعات.

فلهؤلاء جميعا يعود الفضل في تحويل الرؤى و الطموحات إلى واقع نلـمسه، و إلى إنجازات ترسخ دعائم دولة عصريـــة، لا سلطان فيها لغير القانون.

أسأل الله، العلي القدير، العون و التّوفيق للجميع في هذا الـمسعى و أعلن، على بركته تعالى، افتتاح السنة القضائية 2011 -2012.

و السّلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.

بيان مجلس الوزراء
المنعقد يوم الأحد 18 ديسمبر 2011

ترأس، رئيس الجمهورية السيد، عبد العزيز بوتفليقة، هذا اليوم، الأحد 23 محرم 1433 ه، الموافق ل18 ديسمبر 2011، اجتماعا لمجلس الوزراء.

باشر مجلس الوزراء أعماله متناولا بالدراسة والموافقة نصا يعدل المرسوم الرئاسي المؤرخ في 07 أكتوبر 2010، والمتضمن تنظيم الصفقات العمومية.

إن أول تعديل ذي بال جاء به هذا النص، يهدف إلى إضفاء مزيد من الدينامية على إنجاز البرنامج الخماسي 2010-2014 الذي يقتضي إبرام عدة ألاف من الصفقات العمومية على المستويين المركزي والمحلي.

لقد تم بعد تقسيم اللجنة الوطنية للصفقات إلى ثلاثة هياكل أوكلت لها مهام الدراسات والخدمات و الأشغال، إلا أنه اتضح أن التعديل هذا لم يكن كافيا لتقليص الآجال الطويلة التي تستغرقها معالجة الملفات العديدة المودعة من قبل مختلف القطاعات.

لهذا، وتوخيا لتقليص الإجراءات التي تسبق فتح الورشات ومن ثمة تفادي التكاليف الإضافية، سيرخص من الآن فصاعدا لكل قطاع وزاري بإنشاء اللجنة الخاصة به على أن تضم زيادة عن ممثليه، ممثلين عن قطاعات أخرى، وعلى الخصوص قطاع المالية.

ستخضع اللجان القطاعية هذه تمام الخضوع للتنظيم الذي يحكم الصفقات العمومية، وستكون مداولاتها قابلة لرقابة بعدية من قبل مجلس المحاسبة و المفتشية العامة للمالية.

ثاني تغيير ذي بال جاءت به مراجعة تنظيم الصفقات العمومية هذه، سيمكن المقاولين الشباب أصحاب المؤسسات الصغرى من الاستفادة أكثر من الطلبات العمومية.

سينضاف التشجيع هذا إلى القرارات الهامة التي اتخذها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في بداية هذا العام، بغية تشجيع الإدماج المهني والاجتماعي للشباب طلاب الشغل، بما في ذلك من خلال إنشاء المؤسسات الصغرى التي سيخصص لها من الآن فصاعدا 20 % من الطلبات العمومية، في مجال الدراسات و الأشغال والخدمات التي لا تتجاوز قيمتها 12 مليون دج.

بعد ذلك، استمع مجلس الوزراء ووافق على عرض قدمه الوزير المكلف بترقية الاستثمار حول إجراءات تتعلق بمنح امتيازات خاصة للاستثمارات التي ستنجز في ولايات الجنوب والهضاب العليا.

إن هذه الإجراءات المنبثقة من القانون الذي يخول للسطات العمومية منح امتيازات خاصة للاستثمارات المنجزة في المناطق التي تحتاج تنميتها إلى إسهام الدولة، تندرج في إطار سياسة تهيئة الإقليم ومحاربة الفوارق التنموية بين مختلف مناطق البلاد.

من هذا الباب، وباستثناء قطاعي المحروقات والمناجم، ستستفيد الاستثمارات المنجزة في ولايات الجنوب والهضاب العليا من إجراءات النظام العام لقانون الاستثمارات، وكذا من الإعفاءات الضريبية على ربح الشركات، ومن الرسم على النشاطات المهنية لفترة قد تبلغ عشر سنوات.

في تعقبيه على هذا التدبير وذاك المتخذ لصالح المؤسسات الصغرى برسم قانون الصفقات العمومية، سجل رئيس الجمهورية أن كافة هذه التدابير تقيم الدليل على عزم الدولة على بذل كل ما في وسعها في سبيل ترقية إنشاء الثروات خارج مجال المحروقات ومضاعفة عروض العمل.

و أضاف رئيس الدولة أن:" سياستنا في مجال التربية والتعليم والتكوين ترافقها جهود غير مسبوقة لتأمين مناصب الشغل لشبابنا، بما في ذلك من خلال إشراكهم في تنمية البلاد عن طريق مؤسساتهم الصغرى. وتشجيع الاستثمار في سائر ربوع الوطن، هو أفضل وسيلة لترقية سياستنا في مجال العدالة الاجتماعية والتوازن الجهوي".

و إثر ذلك، أوعز رئيس الجمهورية للحكومة أن تتولى وتيرة تنفيذ التدابير التي اتخذتها الثلاثية في اجتماعها الأخير من أجل تحسين مناخ الاستثمار، وجدد نداءه للمؤسسات المحلية إلى التحلي بالمزيد من التجند والحيوية من أجل مواصلة تطورها في كافة المجالات، مستفيدة من التحفيزات التي تمنحها الدولة، ومسهمة بذلك في تنويع الاقتصاد الوطني، وتكثيف عروض الشغل.

واصل مجلس الوزراء أعماله بالاستماع لعرض قدمه الوزير المكلف بالضمان الاجتماعي، يتعلق بملف التقاعد.

سبق لرئيس الجمهورية أن أمر الحكومة قبيل اجتماع الثلاثية، خلال شهر سبتمبر الماضي الذي أسفر على الخصوص عن رفع الأجر الوطني الأدنى المضمون، في سياق حركة رفع الأجور التي شهدها الوظيف العمومي والقطاع الاقتصادي، بإعداد ملف بشأن تمكين المتقاعدين من تحسين قدراتهم الشرائية.

عقب النقاش الذي تلا عرض الوزير المكلف بالضمان الاجتماعي، قرر مجلس الوزراء من منطلق التضامن الوطني، رفع منح المتقاعدين الأجراء منهم وغير الأجراء، وذلك على النحو التالي:

- رفع كافة معاشات ومنح التقاعد التي تقل عن مبلغ 15.000 دج إلى هذا المستوى.

- رفع منح التقاعد التي تعادل 15.000 دج بنسبة 30 % .

- رفع معاشات ومنح التقاعد التي تتجاوز 15.000 دج وتقل عن 30.000 دج بنسب تتفاوت درجاتها بين 28 % و24 %.
- رفع معاشات ومنح التقاعد التي تتجاوز 30.000 دج وتقل عن 40.000 دج بنسب تتفاوت درجاتها بين 22 % و20 %، ورفع المنح التي تعادل أو تتجاوز 40.000 دج بنسبة 15 %.

سيستفيد من هذه التدابير التي ستكون محل شرح واسع من قبل الإدارة المعنية حوالي 2.400.000 متقاعد أجير وغير أجير، وستدخل حيز التنفيذ ابتداء من أول يناير 2012، ويتم تمويلها من ميزانية الدولة بمبلغ سنوي يفوق 63 مليار دج.

للتذكير، فإن هذه التدابير جاءت بمثابة ثالث تدخل على نفقة ميزانية الدولة لصالح المتقاعدين بقرار من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بعد اللذين تما في 2006 و2009، ومكنا على وجه الخصوص رفع منح التقاعد الضعيفة إلى حد أدنى قدره 10.000 دج، ثم إلى 11.000 دج، و إنشاء صندوق وطني لاحتياطات التقاعد يمول بنسبة 3 % من الجباية النفطية.

و إذ علق على التدابير الجديدة هذه التي تعكس تضامن الأمة مع من أفنوا حياتهم في خدمتها، أكد رئيس الدولة أن هذه التدابير لا ينبغي أن تحجب عنا ضرورة تعزيز الجهاز الوطني للتقاعد من أجل ضمان ديمومته ومستوى الخدمات التي يقدمها للمستفيدين منه.

في هذا الصدد، كلف رئيس الجمهورية الحكومة بالعمل على تحسين محاربة الغش في التصريح بمناصب الشغل الذي يحرم منظومة الحماية الاجتماعية من إيرادات معتبرة، وبالتفكير في إطار المراجعات المقبلة للتشريع الخاص بنظام التقاعد بالتشاور مع أرباب العمل وممثلي العمال، في إجراءات كفيلة بمواصلة الحفاظ على مستقبل الصندوق الوطني للتقاعد.

استمع مجلس الوزراء وناقش بعد ذلك عرضا قدمه وزير الداخلية والجماعات المحلية حول التحضير للانتخابات التشريعية المقبلة.

تبين من هذا العرض أن اللجنة الوطنية التحضيرية التي تم تنصيبها طبقا للتعليمات الرئاسية، حققت بعد تقدما كبيرا في أعمالها.

في الجانب المادي، يتم حاليا صنع 113.000 صندوق اقتراع شفاف في ورشات محلية، في حين انتهت أشغال تهيئة المقرين المخصصين للجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات واللجنة الوطنية المشكلة من قضاة التي ستتولى الإشراف على الانتخابات.

أما النصوص التنظيمية اللازمة لتنظيم الانتخابات التشريعية، فقد شرع في صياغتها وستكون جاهزة خلال الأيام القليلة التي ستعقب استدعاء الهيئة الانتخابية.

في الأخير، ستنطلق عملية تحسيس الناخبين بشأن الاستحقاق القادم ابتداء من الشهر المقبل، عبر وسائل الإعلام المسموعة والمرئية.

لدى تدخله عقب هذا العرض، سجل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بارتياح احترام الرزنامة التي تم تحديدها لتنفيذ الإصلاحات التي أعلنها في 15 أفريل الفارط.

وذكر رئيس الجمهورية بأن "الحكومة كانت في الموعد، إذ أودعت مجمل مشاريع القوانين المتعلقة بالإصلاحات لدى مكتب البرلمان، والبرلمان منكب حاليا بكل سيادة وديمقراطية على استكمال بته في مشاريع القوانين هذه، بما فيها القوانين العضوية التي ستعرض على المجلس الدستوري لإصدار رأيه بشأنها ".

كما ذكر رئيس الدولة أنهظ"سيتم استدعاء الهيئة الانتخابية فور اختتام الدورة الخريفية للبرلمان، من أجل إجراء الانتخابات التشريعية خلال الربيع المقبل. إثر ذلك، وكما سبق و أن أعلنت في أفريل المنصرم، سأعرض على البرلمان مشروع مراجعة الدستور في كنف احترام الإجراءات التي ينص عليها القانون الأساسي".
و أضاف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قائلا " في انتظار ذلك، مغتبط لكون الانتخابات التشريعية المقبلة ستجري في كنف تعددية غير مسبوقة بمشاركة طبقة سياسية ستتعزز بأحزاب سياسية جديدة، وبالتسهيلات التي أقرها القانون لصالح المرشحين الأحرار".

وحرص رئيس الجمهورية على تجديد عزمه على السهر على تأمين كافة ضمانات الشفافية في الانتخابات التشريعية المقبلة، معلنا أن الجزائر ستوجه الدعوة بهذه المناسبة للملاحظين الدوليين.

وفي هذا الاطار، أوكل رئيس الدولة للحكومة مهمة الشروع، دون تأخير، في الإجراءات اللازمة لدى جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي و منظمة التعاون الاسلامي والاتحاد الاوروبي ومنظمة الأمم المتحدة، من أجل دعوة كل هذه المنظمات إلى إيفاد ملاحظيها للتشريعيات القادمة على نحو ملموس.

كما استمع مجلس الوزراء وناقش عرضا قدمه وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال حول تطوير الوصول إلى شبكة الانترنت ذات السرعة العالية والعالية جدا، بغرض تمكين المرتفقين والاقتصاد من الانتفاع من كل المزايا التي توفرها تكنولوجيات الإعلام والاتصال الجديدة، ذلكم الرافد الجديد للتنمية. يتضمن البرنامج المعروض على مجلس الوزراء جملة من الإجراءات تتوخى:

- ترقية الوصول بالسرعة العالية والعالية جدا إلى شبكات الاتصال السلكي واللاسلكي عبر كامل التراب الوطني، بغية جعلها في متناول المواطنين.

- تعميم الاستعمال الانترنت وتكنولوجيات الإعلام والاتصال الأخرى بما في ذلك من أجل تحسين الخدمة العمومية.

- ترقية تقنية الشريط العريض كمحرك نمو إضافي يكون أساسا للاستثمار في النشاط الرقمي، ومن ثمة إحداث دينامية تنموية معززة في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال الجديدة.
وبالنظر إلى ضرورة ضم جهود العديد من المتدخلين التي يمليها تطوير استعمال الانترنت ذي السرعة العالية والعالية، جدا قرر مجلس الوزراء إنشاء لجنة وطنية قطاعية مشتركة تسهر على تنقيح البرنامج المقترح ومتابعة تنفيذه.

سيشمل البرنامج هذا على الخصوص، جملة من الإجراءات التنظيمية الملائمة، إلى جانب عدة من الأجهزة الخاصة بأمن الشبكات وصحة المعلومات وحماية البيانات والحياة الخاصة للأشخاص، وسيشمل كذلك عددا من التدابير القمينة بتشجيع الاستثمار بما فيه الاستثمار الخاص في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال الجديدة، زيادة على تدابير تهدف إلى رفع وتيرة استعمال هذه التكنولوجيات الجديدة، لاسيما في الخدمة العمومية الموجهة للمواطن.

واصل مجلس الوزراء أعماله متناولا بالدراسة والموافقة خمسة مراسيم رئاسية متضمنة الموافقة على عقود البحث على المحروقات واستغلالها تخص على التوالي:

- ملحقا بعقد البحث والاستغلال في المساحة المسماة "ازارين" " الكتلتات: 228 و229 أ" المبرم في 28 أفريل 2011، بين شركة " سوناطراك" وشركتي "بيتروسلتيك انترناسيونال" و" اينيل ترايد".

- عقدا يتضمن الرفع من نسبة استرجاع احتياطي البترول الخام في حقل "غورد البقل"، المبرم في 20 يوليو 2011 بين " ألنفط" و" سوناطراك".

- ملحق بعقد البحث واستغلال المحروقات في المساحة المسماة " غورد الروني الكتلة 401 ج"، المبرم في 9 أكتوبر 2011، بين شركة "سوناطراك" وشركتي "هيس ليميتد" و"بتروناس كريغالي أوفرسياس".

- ملحقا بعقد البحث واستغلال المحروقات في المساحة المسماة "العسل الكتل 236 ب و404 أ1 و405 ب 1"، المبرم في 12 اكتوبر 2011، بين "ألنفط و"سوناطراك" وشركة "غاز بروم".
- ملحق بعقد البحث وتطوير واستغلال المحروقات في المساحة المسماة "حاسي باحمو الكتل 317 ب و322 ب 3 و347 ب 348 و349 ب"، المبرم في 11 اكتوبر 2011 بين "سوناطراك" وشركة "ب غ نورث سي هولدينقس.

إلى جانب ذلك، وافق مجلس الوزراء طبقا للقوانين ذات الصلة السارية، على جملة من العقود بالتراضي البسيط تخص طلبات عمومية.

تتعلق هذه العقود على التوالي باقتناء تجهيزات للمديرية العامة للأمن الوطني، وانجاز مشروع تحويل المياه بتيمياوين ولاية أدرار، ودراسات وانجاز خط سككي وتدعيم أرضية محطة الحاويات على مستوى ميناء الجزائر، وبصفقة دراسات ابرمها المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي.

ختم مجلس الوزراء أعماله بالموافقة على قرارات فردية متعلقة بالتعيين في وظائف عليا في الدولة و إنهاء المهام فيها".
كلمة رئيس الجمهورية خلال القمة الأولى لمنتدى البلدان المصدرة للغاز
الدوحة، 15 نوفمبر 2011

بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة والسلام على أشرف المرسلين
وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين

صاحب السمو؛
السادة رؤساء الدول و الحكومات؛
السيد الأمين العام لمنتدى البلدان المصدرة للغاز؛
أصحاب المعالي و السعادة؛
حضرات السيدات و السادة؛

أود، بداية، أن أعرب عن امتناني لصاحب السمو، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير دولة قطر، على حفاوة الاستقبال و دلائل التكريم التي حظيت بها أنا و الوفد المرافق لي، منذ وصولنا، و أعرب بوجه أخص، عن اغتباطي لانعقاد هذه القمة الأولى لمنتدى البلدان المصدرة للغاز.

ولا يفوتني أن أعرب لكم، أخي، صاحب السمو، عن تهاني بتعيينكم رئيسا لقمتنا هذه التي ستوفقون ولا شك بما تتمتعون به من حكمة و حنكة، في إدارة مداولاتها، على النحو الذي تتحقق به نتائج ترضي الجميع، وتسهم في تعزيز منتدانا و تزيده فعالية.

السيد الرئيس،

يتيح لنا فضاء للتشاور و التعاون منتدانا هذا الذي وفق منذ إنشائه بتاريخ ليس منا ببعيد، في أن يصبح أكثر نضجا ومصداقية، و في أن يتحول إلى منظمة حكومية مشتركة تضم إلى يومنا هذا خمسة عشر من منتجي الغاز و مصدريه من سائر القارات، منهم ثلاثة بلدان بصفة ملاحظ.

و إنه لا يفوتني أن أهنئ سلطنة عمان بانضمامها حديثا إلى منتدانا، و هذا يدل بكل تأكيد على أهمية الرهان الذي يمثله الغاز في الحصيلة الطاقوية العالمي، وأهمية المكانة التي تؤول له في العلاقات الاقتصادية الدولية في من العولمة، و هو الأشد دلالة على أهمية تأثيره في الاقتصاد الوطني لكل بلد من بلداننا.

الجدير بالتأكيد أن البلدان الخمسة عشر هذه، تمتلك زهاء 66 % من احتياطي الغاز الطبيعي على مستوى العالم، وتؤمن 42 % من إنتاج مصدر الطاقة هذا، و 63% من صادراته، ونحن نرصد المداخيل التي نستدرها من تصدير مواردنا الغازية لتنمية مجتمعاتنا اقتصاديا و اجتماعيا.

إن المعطيات هذه تعكس على أتم وجه، و نحن يجمعنا تمام الوعي بذلك، أهمية ما تضطلع به بلداننا من دور ومسؤولية في تلبية الطلب العالمي على الغاز و ليس ما تتحمله بلداننا من الجهود و الاستثمارات، وما تتعهد به من الالتزامات و تتعرض له من المخاطر في مجال التنقيب عن هذا المورد، إلا دليلا على ذلك.

السيد الرئيس،

لئن لاحظنا أن الصناعة الغازية قد تطورت إلى غاية سنة 2008 بعيدا نسبيا عن اضطرابات الاقتصاد العالمي، فإن انخفاض الطلب المسجل ابتداء من 2009 خاصة في كبريات البلدان المستهلكة جراء انكماش اقتصاداتها، يستوقفنا عند المخاطر التي تحيق بالأسواق الغازية و الضرر الذي تلحقه من حيث طبيعتها بالتطور الثابت و المنتظم لكافة أقسام الصناعة الغازية الذي يتوق إليه المنتجون و المستهلكون.

و هذا إنما يعني أن قمتنا تنعقد في ظرف متفرد بخصوصيته. فهناك في الواقع و من حيث إن نفس الأسباب تؤدي إلى نفس النتائج، مخاوف من أن الارتياب بشأن الانتعاش السريع و المستدام للنمو في الدول المصنعة الواقعة تحت طائلة أزمة اقتصادية حادة، يؤثر سلبا على المداخيل المستدرة من الغاز التي كان من المزمع أن نضعها في خدمة التنمية الاقتصادية لبلداننا. بالإمكان، في هذه الحال، أن نشهد عودة إشكالية أمن الإمدادات الطاقوية بالنسبة للبلدان المستهلكة و أمن الأسواق بالنسبة للبلدان المنتجة. وهل ستصمد العقود الطويلة المدى أمام القرارات السياسية القاضية بتفكيك قواعد الضبط والمتخذة أحاديا، دون أدنى تشاور مع البلدان المنتجة المصدرة.

أعتقد أننا في منتدانا نتفق على وجوب أن يدرك الجميع أن الأمنين هذين لا يختلفان في حقيقة الأمر في جوهرهما، وأنهما المفتاح لاستقرار العلاقات بين المنتجين والمستهلكين و ديمومتها.

هذه هي، بالأساس، المقاربة الأنجع لترجيح كفة التشاور و تغليب مختلف أشكال التعاون و الشراكة بين سائر الأطراف الفاعلة في الصناعة العالمية و التجارة الدولية للغاز والطاقة من الفاعلين المؤساتيين والمتعاملين الاقتصاديين. لقد أثبت منتدانا هذا، من خلال الأمثلة الثرية التي قدمها كل عضو من أعضائه، والتجربة الجماعية الغنية التي يتقاسمونها، أن الحرص على التبادل و التشاور بين المنتجين والمستهلكين ضروري للمصلحة المتبادلةن ويكتسي بالغ الأهمية في فترات الاضطراب الاقتصادي على المستوى العالمي.

و سيتعين علينا كذلك، بالتأكيد، التفكير في أدوات جديدة و تمهيد سبل جديدة في هذا الاتجاه. و قد أفصحت منظمتنا منذ البداية عن انفتاحها على الحوار المسؤول على أساس قواعد الحكم الراشد التي تضبط اتخاذ قرارات عقلانية من الجانب الاقتصادي، و مدرة للربح على المدى الطويل.
السيد الرئيس،

دعوني أستشهد بالمثال الذي أعرفه أفضل معرفة، و هو مثال بلادي. إن الجزائر تقيدت على الدوام بالتزاماتها إزاء شركائها، سواء فيما تعلق بالغاز أم بالنفط. وذلكم هو ثمن صدقيتنا التي لم يطعن فيها أبدا و الذي دفعناه باهظا في بعض الأحيان. إننا، من ثمة، لن نحيد عن هذا النهج فيما يخص تلبية طلب البلدان المستهلكة.

و مع ذلك، لا بد لنا من التذكير بأن رؤوس الأموال التي يتعين استثمارها في تطوير الصناعة الغازية هي من الجسامة بحيث لا يمكن أن التصور بأنها تبقى من مسؤولية البلد المنتج المصدر وحده. و على ذات المنوال، لا بد أن يكون استقرار مداخيلنا المحصلة من المحروقات و استقرار قدرتها الشرائية، من حيث إنهما يشكلان أحد المقاليد الأساسية للتنمية الاقتصادية و الاجتماعية لمعظم بلداننا، نتاج مقاربة هيكلية وألا يعرضا بصفة منهجية لمخاطر التقلبات الظرفية.

في هذا الصدد، تطرق خبراؤنا مطولا، موفقين، للمسائل المتعلقة بالاستراتيجيات الغازية و بآجال الاستيفاء الطويلة، و بالمسألة المترتبة عن الإبقاء على العقود الطويلة المدى في تجارة الغاز. هذا النقاش تفرضه ضرورة تأمين الشروط لتقاسم الأخطار بين البلدان المنتجة المصدرة و البلدان المستهلكة بالإنصاف، بما يشجع على إقامة مشاريع غازية جديدة، و هو ما يجري اليوم في ظرف تطبعه تحولات كبرى في الصناعة الغازية، و ستكون إحدى أوائل انشغالاتنا الخروج بقرارات ملموسة للحفاظ على استقرارها و تأمين التقدم الذي تستحقه. وهذا ينطبق خاصة على مناهج التكيف الأمثل من أجل تجنب الصدمات المضرة بمداخيلنا، وتحقيق الاستقرار لسوق الغاز مع ضمان تموين البلدان المستهلكة. و ذلكم هو الذي ما فتئت الجزائر تدعو إليه على الدوام.

و هذا، ينسحب كذلك، على الجهود التي يتعين بذلها من أجل مواصلة و تعميق التفكير حول العروض العالمية على المدى المتوسط، و من أجل القيام جماعيا بتقويم مدى تأثيرها على التدفقات وعلى مداخيل البلدان المصدرة للغاز.
من جهة أخرى، تشغل المشاكل المتصلة بحماية البيئة حيزا هاما ضمن انشغالات الأمم والرهانات العالمية للقرن الحادي و العشرين. ولهذا السبب، يتم غالبا الإعلان عن تحولات مؤسساتية بصفة أحادية في إطار محاربة التغيرات المناخية وسياسات فرض رسوم متباينة على الطاقات التقليدية، بما يضيق آفاق سوق الغاز.

من الواضح أن حماية البيئة انشغال مشترك بين البشر ولا بد أن تحظى بمكانتها في السياسات الطاقوية المنتهجة من قبل أعضاء المجموعة الدولية. و نحن فيما يخصنا، نعتبر أن الغاز الطبيعي من حيث هو المصدر الأنظف للطاقة، هو طاقة الحاضر و المستقبل و أن حصته من الهيكل الطاقوي العالمي لا بد أن تزداد مقدارا في إطار محاربة التغيرات المناخية.

إنني على يقين من أن قمتنا ستكون بالنسبة لهذه الانشغالات كلها، فرصة لتأكيد مقدرتنا على إعطاء مزيد من القوة لعوامل تكاملنا في أسواق غاز واعد تطورها، حتى تتحقق الغلبة للمصالح المتبادلة الجلية التي حددناها، و حتى لا يتسبب التذبذب الكبير الذي سجلته الأسواق في النهاية في إلحاق الضرر بالمصالح الأساسية لقاطبة العاملين الاقتصاديين من بلدان منتجة مصدرة، و بلدان مستهلكة.

السيد الرئيس،

أكتفي بهذه الأفكار التي وددت تقاسمها معكم.قصارى القول ينبغي لمنتدانا أن يسهم في تقديم الأجوبة عن أسئلة العصر المتصلة بالأهمية المتنامية للصناعة الغازية في تنمية الاقتصاد العالمي. و القمة هذه تشكل محطة حاسمة نتبادل خلالها الاستفادة من تجارب كل منا، ولا يسعني إلا أن أتمنى أن يفضي هذا الحدث الاستثنائي إلى ما فيه الخير كل الخير.

أشكركم على كرم الإصغاء،
و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.
بيان مجلس الوزراء
المنعقد يوم الاثنين 12 سبتمبر 2011

ترأس رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، يومي الأحد 13 والاثنين 14 شوال 1432 ه، الموافقين 11 و12 سبتمبر 2011 اجتماعا لمجلس الوزراء.

1- باشر مجلس الوزراء أعماله متناولا بالدراسة والموافقة مشروعا لقانون عضوي متعلق بالإعلام.
يندرج النص هذا في إطار الإصلاحات السياسية التي بادر بها رئيس الدولة يوم 15 أفريل الفارط. وقد أخذ بما أدلى به من اقترحات وعروض، كل من الشخصيات الوطنية، والأحزاب والجمعيات، وممثلو الصحافة الوطنية الذين شاركوا في المشاورات التي جرت قبل بضعة أسابيع. من ثمة إنه جاء بأسيسة ركينة لحرية ممارسة النشاط الإعلامي في كنف احترام القوانين والقيم الوطنية.
من هذا الباب، إنه يدعم حرية الصحافة المكتوبة، وذلك على الخصوص باقتراحه أن يكون الاعتماد وكذا أية مسألة ذات الصلة بالنشريات الصحفية مستقبلا من مسؤولية سلطة ضابطة للصحافة المكتوبة يعين نصف عدد أعضائها من قبل رئيس الدولة وغرفتي البرلمان، في حين يعين النصف الباقي من قبل الأسرة الصحفية.
هذا، ويأتي مشروع هذا القانون العضوي بتكفل صريح بقضية الوسائط الإعلامية السمعية البصرية والوسائط الإعلامية العاملة على شبكة الأنترنت.
وأما المجال السمعي البصري، فإنه تم اقتراح إحداث سلطة ضابطة تتولى التكفل به. كما تم اقتراح فتح النشاط السمعي البصري على أساس اتفاقية تبرم بين الشركة الجزائرية التابعة للقانون الخاص المعنية، والسلطة الضابطة للمجال السمعي البصري، يصدقها ترخيص يعطى من قبل السلطات العمومية. سيتم لاحقا إصدار قانون خاص يتعلق بالمجال السمعي البصري لاستكمال ضبطه.
ينطق هذا النص بمبادئ منبثقة من القواعد القانونية العالمية ومن قيمنا الوطنية، ويقترح هيئة وطنية لأدبيات الصحافة وأخلاقياتها. والهيئة هذه التي ينتخب أعضاؤها من قبل محترفي الصحافة ستسهر على امتثال الوسائط الإعلامية للقواعد الأخلاقية.
فضلا عن ذلك، يقترح مشروع القانون المسوغ القانوني لمساعدة الدولة للصحافة ويعزز جانب الصحافيين من حيث صون حقوقهم الاجتماعية والمهنية.
أخيرا، يقصر النص أحكامه الجزائرية على المخالفات المرتبطة مباشرة بنشاط الصحافة لا غير، ولا ينص على أي عقاب بالحبس.

2- وعلى غرار النصوص المنبثقة من برنامج الإصلاحات السياسية، تناول مجلس الوزراء بالدراسة والموافقة مشروعا لقانون عضوي يتعلق بالأحزاب السياسية.
النص هذا أخذ بعين الاعتبار الاقتراحات ذات الصلة التي جاء بها المشاركون في المشاورات حول الإصلاحات السياسية.
وإذ أنه يتوخى تعزيز التعددية الديمقراطية، فإن هذا النص يقترح ما يثري الأحكام التي تضبط إنشاء الأحزاب السياسية وعلاقة هذه الأخيرة بالسلطات العمومية، واحترام المبادئ المنصوص عليها في الدستور ومراعاتها، وكذا الشفافية في تسيير مالية الأحزاب السياسية.
وأما فيما يخص ضمان الحق في إنشاء الأحزاب، فيحدد مشروع هذا القانون العضوي المعايير والإجراءات المطلوبة لهذا الغرض ويكلف الإدارة العمومية بالسهر على مراعاتها، على أن يكون حكم تجاوز سكوت الإدارة للآجال حكم اعتماد. وكل رفض من قبل السلطات العمومية في هذه المرحلة أو تلك من مراحل إنشاء حزب ما، يخول الحق في الطعن لدى مجلس الدولة الذي يبت في الأمر بتا نهائيا.
وأما فيما يخص صون حقوق المجموعة الوطنية، فإن النص يقترح من بين ما يتقرح أحكاما قمينة باتقاء تجدد المأساة الوطنية، وبمنع أي تراجع عن الحريات الأساسية، وعن الطابع الديمقراطي والجمهوري للدولة، وبصون الوحدة الوطنية والسلامة الترابية والاستقلال الوطني، وكذا مكونات الهوية الوطنية.
كما ينص مشروع القانون على المنازعات أو الخلافات التي قد تنشب بين الإدارة من حيث هي ضامنة احترام القانون والنظام العام من جهة، وحزب سياسي معتمد من جهة أخرى. وفي مثل هذه الحالات، فإن كل إجراء تحفظي منصوص عليه في القانون يسوغ الطعن لدى مجلس الدولة الذي يتعين عليه في كل الأحوال البت في المسألة في أجل أقصاه ستون يوما.
إلى جانب ذلك، لم يسوغ مشروع القانون أي تدخل في التنظيم الداخلي للأحزاب السياسية، مقتصرا على النص على ما يلزم قوانينها التأسيسية بسن قواعد ديمقراطية لتدبير سيرهان وعلى تشجيع ترقية الانتساب النسوي إلى هيئاتها القيادية، وعلى النص على قواعد لضمان الشفافية في تمويل الأحزاب ومن أجل مكافحة كل شكل من أشكال الفساد في الحياة السياسية.
هذا، ولا يحتوي مشروع القانون العضوي المتعلق بالأحزاب السياسية على أية عقوبة بالحبس.

3- عقب ذلك، تناول مجلس الوزراء بالدراسة والموافقة مشروع قانون يتعلق بالجمعيات.
النص هذان الذي يعكس على أوسع نطاق وجهات النظر والاقتراحات المعبر عنها بمناسبة المشاورات مع الشخصيات والأحزاب والجمعيات، يأتي ليعزز حرية إنشاء جمعيات وليضبط بشكل أدق النشاط الجمعوي. كما أنه سيسد ثغرات قانونية، وذلك على الخصوص فيما يتعلق بالمؤسسات والوداديات والجمعيات الأجنبية القائمة بالجزائر.
من هذا المنظور المتوخى، هو تعزيز حرية النشاط الجمعوي بإلزام الإدارة بالرد في أجل مدته ثلاثة شهور على طلب الاعتماد الذي تقدمه جمعية ما، واعتبار عدم الرد اعتمادا تلقائيا، كما أن أي رفض للاعتماد قابل للطعن لدى الجهة القضائية الإدارية.
من جانبها، تلزم الجمعيات بالامتثال لجملة من الالتزامات المتعارف عليها منها على الخصوص:

- استقامة مسيريها والشفافية في تسييرها المالي بوجه خاص
- احترام قانونها التأسيسي بما في ذلك ما يتعلق منه بمجال نشاطها
- مراعاة الدستور والقوانين السارية وكذا النظام العام.

وبحكم ما يولى من أهمية لمشاركة المجتمع المدني في الحياة الوطنية، فإن مشروع القانون يقترح تمكين الجمعيات من اكتساب صفة المنفعة العامة عندما يكون مجال نشاطها أولويا بالنسبة للمجموعة.
يقترح النص كذلك استفادة الجمعيات من الإعانات العمومية من باب الإسهام في تنفيذ برنامج عملهان وذلك بناء على دفتر أعباء على أن تخضع هذه الإعانات لقواعد مراقبة أموال الدولة.
عقب دراسة مشاريع القوانين الثلاثة هذه المتعلقة بالإعلام والأحزاب السياسية والجمعيات، والموافقة عليها، عبر رئيس الجمهورية عن أمله في أن يتناول البرلمان بالمناقشة والإثراء والمصادقة جملة النصوص ذات الصلة بالإصلاحات السياسية في إطار ما خوله إياه الدستور من صلاحيات سيادية، ولكن أيضا من منطلق ترجيح كفة تعزيز الديمقراطية ومبادئ بلادنا وقيمها على أية اعتبارات حزبية.

4- واصل مجلس الوزراء أعماله متناولا بالدراسة والموافقة مشروع قانون المالية لسنة 2012.
توقعت ميزانية الدولة للسنة المقبلة نفقات تبلغ جملتها 7428 مليار دج مرصودة للسياسة الاجتماعية للبلاد ولتنفيذ البرنامج الخماسي للتنمية، وكذا للدعم العمومي للاستثمار الاقتصادي.
لقد رصد حوالي 3150 مليار دج لسير الخدمة العمومية، منها 2850 مليار دج موجهة لأجور أعوان الدولة.
وسيخصص مبلغ 1300 مليار دج للنفقات الاجتماعية ونفقات التضامن الوطني، وبخاصة لدفع المنح العائلية لكافة العمال، بما فيهم عمال القطاع الخاص وتسديد مكملات منح التقاعد ودعم أسعار الحليب والحبوب والزيوت والسكر والماء وتوصيل البيوت بالكهرباء والغاز، وكذا التضامن الوطني مع المعوزين والمعوقين.
ورصد ما يقارب180 مليار دج للدعم العمومية لإنشاء مناصب الشغل من قبل المؤسسات المصغرة وللإدماج المهني بواسطلة الأجهزة العمومية.
أما إنجاز البرنامج الخماسي للاستثمارات العمومية، فإنه سيستفيد خلال سنة 2012 من 2849 مليار دج في شكل تراخيص برامج. وبذلك ستبلغ جملة التراخيص الممنوحة للشروع في الدراسات وفي فتح ورشات الإنجازات المسجلة للفترة 2010-2014 نسبة 87 %.
إلى جانب ذلك، اقترحت ميزانية 2012 اعتمادات دفع معتبرة لتمويل البرنامج الخماسي نذكر منها:

- 746 مليار دج مخصصة للسكن والتعمير
- 716 مليار دج مخصصة لقطاعي النقل والأشغال العمومية
- 232 مليار دج مخصصة لقطاع الموارد المائية
- 168 مليار دج مخصصة للتعليم والتكوين والصحة
- 70 مليار دج مخصصة للبرامج التنموية البلدية.

هذا، واستفاد الدعم العمومي للتنمية الاقتصادية من 135 مليار دج موزعة بين الفلاحة وتأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتخفيف نسب الفوائد.
والإسهام المباشر للدولة هذا في الاستثمار الاقتصادي سينضاف إلى البرامج الهامة المعتمدة لفائدة المؤسسات العمومية والخاصة والفلاحين في شكل قروض تمنحها الخزينة أو البنوك بنسب فوائد جد مخففة من قبل الدولة.
من حيث الأحكام التشريعية، يتميز مشروع قانون المالية لسنة 2012 أولا باقتراح زيادة 50 % من حصة الجباية البترولية المخصصة سنويا لصندوق احتياطات التقاعد الذي أنشئ سنة 2007. ويتعلق الأمر في هذا المقام بتنفيذ قرار صدر حديثا عن رئيس الدولة يقضي بالحفاظ على المنظومة الوطنية للتقاعد وديمومة التضامن بين الأجيال.
هذا، ولا يتضمن مشروع قانون المالية أي اقتراح بمضاعفة قيمة الرسوم بل إنه يتضمن شتى الإجراءات الغاية منها تحسين المحيط الضريبي للمؤسسة والاستثمار بصفة عامةن وذلك طبقا لما أوصت به الثلاثية المنعقدة في مايو الفارط.
عقب الموافقة على مشروع قانون المالية لسنة 2012، أبرز الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الاهتمام المتزايد بالنفقات العمومية قصد الاستجابة لتطلعات المجتمع وتنفيذ البرنامج الوطني الهام للتنمية.
ودعا رئيس الدولة الحكومة إلى اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة من أجل إثمار هذه النفقات العمومية من خلال الإسراع في إنجاز البرامج المسجلة واستفادة المواطنين من الخدمات العمومية في كنف المزيد من الشفافية، وكذا تقديم الدعم الملموس للاستثمار ولتنويع الاقتصاد الوطني.
كما سجل رئيس الجمهورية أن "بلادنا تمتلك ولله الحمد قسطا من الموارد المالية التي لا بد من تخصيصها للتكفل بتحديات التنمية الوطنية. لكن هذا لا يعني البتة أن مواردنا لا تعد ولا تحصى أو أننا في مأمن من تقلبات الاقتصاد العالمي".
وأضاف رئيس الدولة أنه "يتعين على الحكومة من ثمة أن تتابع الوضع الاقتصادي الدولي من خلال آليات اليقظة الدائمة التي تمت إقامتها وتأخذ في الحسبان عند الاقتضاء أي ضغط شديد على إيرادات الدولة".
ختم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ملاحظاته حول هذا الملف بدعوة من الحكومة إلى اغتنام مناسبة انعقاد الثلاثية القادمة للعمل مع شركائها الاقتصاديين والاجتماعيين على تعميق الحوار وعلى التحسين المستمر للمناخ الاجتماعي ومحيط الاستثمار.

5- كما تناول مجلس الوزراء بالدراسة والموافقة مشروع قانون لتسوية الميزانية لعام 2009.
ينبثق قانون تسوية الميزانية هذا من أحكام الدستور ومن القانون الإطار المتعلق بقوانين المالية، وهذا بغرض تمكين البرلمان من ممارسة سلطته الرقابية البعدية على تنفيذ الميزانيات التي يصادق عليها سنويا.
يسجل مشروع قانون تسوية الميزانية المرفق بتقرير تحليلي أعده مجلس المحاسبة أن تنفيذ ميزانية سنة 2009 التي صادق عليها البرلمان نتج عنه 3275,3 مليار دج من حيث الإيرادات و4656,6 مليار دج من حيث النفقات، وعجز للخزينة تم تقديره ب 1381,2 مليار دينار، غير أنه تم تحجيمه في حدود 630,8 مليار دينار بعد التدقيق في حصيلة النفقات التي تم تنفيذها فعليا.

6- في الأخير، تناول مجلس الوزراء بالمناقشة والموافقة عرضا حول تحويل قطع أرضية بولاية الجزائر لإنجاز برامج سكنية ومنشآت عمومية".










رد مع اقتباس
قديم 2012-03-11, 12:10   رقم المشاركة : 1057
معلومات العضو
essedik
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية essedik
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بيان مجلس الوزراء
المنعقد يوم الأحد 10 يوليو 2011

ترأس رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، هذا اليوم، الأحد 9 شعبان 1432 ه، الموافق 10 يوليو 2011، اجتماعا لمجلس الوزراء حيث قام بدراسة مشروع قانون متعلق بالولاية.

بعد ذلك، تناول مجلس الوزراء بالدراسة مشروع قانون عضوي يحدد حالات التنافي مع العهدة البرلمانية.

وواصل مجلس الوزراء أعماله بدراسة مشروع قانون عضوي يحدد كيفيات توسيع تمثيل المرأة في المجالس المنتخبة.

عقب نقاش واسع، قرر مجلس الوزراء في هذه المرحلة تأجيل البت في شأن مشاريع القوانين الثلاثة المذكورة أعلاه، لتمكين الحكومة من الأخذ بأي اقتراح وجيه جاء في إطار المشاورات السياسية الأخيرة ومن المحتمل أنه كان محل إغفال.

واغتنم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة هذه المناسبة، مذكرا الحكومة بضرورة الاستمرار بدون انقطاع في إعداد المشاريع التمهيدية للقوانين المتعلقة بالنظام الانتخابي والأحزاب السياسية والجمعيات والإعلام.

وإذ أكد على وجوب إحالة كافة مشاريع القوانين ذات الصلة بالإصلاحات السياسية على البرلمان خلال دورته المقبلة، جدد رئيس الدولة الإعراب عن إصراره على الوصول من خلال هذه الإصلاحات التشريعية، ومن خلال المراجعة المقبلة للدستور إلى استكمال تعزيز دولة الحق والقانون القائمة على الفصل الواضح الصريح بين السلطات، وضمان أوفى للحقوق والحريات الفردية والجماعية، وتعزيز التعددية الديمقراطية إلى جانب نظام انتخابي يكفل الشفافية والحياد بضمانات أقوى.

وسجل رئيس الجمهورية قائلا إن "الاستشارة الواسعة التي قررناها مؤخرا أتاحت معرفة رأي الطبقة السياسية والشخصيات الوطنية والمجتمع المدني. ويبقى المسعى هذا مفتوحا أمام أي طرف ما تزال لديه الرغبة في تقديم إسهامه فيه".

وختم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مصرحا بأن "الإسهامات والآراء التي تم استقاؤها ستؤخذ بعين الاعتبار عند صياغة كافة مشاريع النصوص، بما في ذلك النص المتعلق بمراجعة الدستور في كنف مبادئ وثوابت ومصالح الأمة. وسيؤول للشعب صاحب السيادة في نهاية المطاف التعبير عن رأيه في تعزيز دولة الحق والقانون والديمقراطية التي كان مصدرها وصانعها منذ أن تحررت البلاد وعلى امتداد مراحل تاريخنا الحديث".

بعد ذلك، تناول مجلس الوزراء بالدراسة والموافقة مراجعة المرسوم الرئاسي المتضمن استحداث جائزة رئيس الجمهورية في العلوم والتكنولوجيا.

تعزز المراجعة هذه الغاية المتوخاة من الجائزة المتمثلة في مكافأة عمل علمي أو تكنولوجي يضطلع به باحثون أو أساتذة باحثون فرديا أو جماعيا.

لقد تم توسيع قائمة المجالات المعنية بهذه الجائزة بحيث صارت تشمل العلوم الطبية والصحة، والعلوم الأساسية وعلوم الحياة، والعلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية والعلوم التكنولوجية.

إن تكييف جائزة رئيس الجمهورية للعلوم والتكنولوجيا التي سيتم من الآن فصاعدا منحها سنويا بمناسبة إحياء يوم العلم، الغاية منه أولا وقبل كل شيء تجديد التأكيد على عزم الدولة على ترقية البحث العلمي خدمة للتنمية الوطنية.

إثر ذلك، تناول مجلس الوزراء بالدراسة والموافقة مشروعي مرسومين رئاسيين يتضمنان قبول الجزائر للتعديلات التي أدخلت على القانون الأساسي لصندوق النقد الدولي، والمتعلقة على التوالي بإصلاح حصص الدول الأعضاء وتمثيلها فيما يخص المرسوم الأول، وبتوسيع القدرات الاستثمارية للصندوق، فيما يخص المرسوم الثاني.

كما تناول مجلس الوزراء بالدراسة والموافقة مرسوما رئاسيا يتضمن الموافقة على عقد البحث عن المحروقات واستغلالها في مساحة "غورد الروني ii" الذي أبرم بين الوكالة الوطنية لتثمين الموارد من ا لمحروقات "النفط"، ومجموعة تضم "سوناطراك" وشركة سيبسا cepsa الإسبانية.

عقب ذلك، استمع مجلس الوزراء إلى عرض لوزير التضامن الوطني والأسرة حول التحضيرات لعملية التضامن خلال شهر رمضان المقبل وتناوله بالمناقشة.

تجلى من هذا العرض أن جميع الإجراءات اللازمة تم اتخاذها على المستويين المحلي والوطني على حد سواء من أجل التحضير للنشاط التضامني الذي تنظمه السلطات العمومية سنويا خلال شهر رمضان.

بعد ذلك، تناول مجلس الوزراء بالمناقشة والموافقة عرضا يتعلق بتعبئة الوعاء العقاري لإنجاز البرنامج العمومي للإسكان.

لقد أتاحت البرامج العمومية للاستثمار التي باشرها رئيس الجمهورية منذ بداية العقد الماضي تلبية جزء كبير من حاجات الساكنة العديدة التي بقيت عالقة في مجال التنمية البشرية.

الجهود هذه ما تزال متواصلة بشكل مكثف برسم البرنامج الخماسي 2010-2014 الذي استفاد من تعبئة ما يفوق 000 20 مليار دج. و يشمل البرنامج هذا ضمن أهدافه، بناء الآلاف من مؤسسات التعليم والتكوين، والمئات من مؤسسات الصحة العمومية، زيادة عن برنامج هام للسكن ستتولى الدولة إنجازه أو تمويله بصفة جزئية من الميزانية العمومية.

إلى جانب ذلك، وبالنظر إلى الطلب الكبير على السكن، فإن البرنامج الخماسي الذي تم تحديده بمليوني وحدة سنة 2010 أضيفت له 500 ألف وحدة سكنية في فبراير الماضي، بما يجعل مجموعه يصل إلى ما يقارب مليوني ونصف مليون وحدة سكنية. وإذا كان إنجاز البرنامج هذا في آجاله المحددة أمر يمليه التسيير الرشيد، فإنه أيضا ضرورة عاجلة من أجل الاستجابة للطلبات الملحة للأسر التي تنجز هذه السكنات لصالحها.

لهذا الغرض، سيتم تخصيص 9974 هكتارا موزعة على 22 ولاية لبناء ما يقارب 550.000 مسكن عمومي.

وإذ تدخل عقب هذا العرض، أكد رئيس الجمهورية على حتمية إنجاز برامج الإسكان العمومية في الآجال المحددة، وأوعز للحكومة السهر على أن تتم تعبئة الوعاء العقاري الذي يقتضيه إنجاز هذه البرامج في كنف احترام القوانين السارية.

واصل مجلس الوزراء أعماله متناولا بالدراسة والموافقة عددا من مشاريع الصفقات العمومية وفقا للإجراءات ذات الصلة المتضمنة في قانون الصفقات العمومية.

تعني هذه الصفقات كلا من قطاع النقل وقطاع الموارد المائية وقطاع الأشغال العمومية إلى جانب السكن والعمران.

و ختم مجلس الوزراء أعماله بالموافقة على قرارات فردية متعلقة بالتعيين في وظائف عليا في الدولة وإنهاء المهام فيها










رد مع اقتباس
قديم 2012-03-11, 12:12   رقم المشاركة : 1058
معلومات العضو
essedik
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية essedik
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بيان مجلس الوزراء
المنعقد يوم الأحد 10 يوليو 2011

ترأس رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، هذا اليوم، الأحد 9 شعبان 1432 ه، الموافق 10 يوليو 2011، اجتماعا لمجلس الوزراء حيث قام بدراسة مشروع قانون متعلق بالولاية.

بعد ذلك، تناول مجلس الوزراء بالدراسة مشروع قانون عضوي يحدد حالات التنافي مع العهدة البرلمانية.

وواصل مجلس الوزراء أعماله بدراسة مشروع قانون عضوي يحدد كيفيات توسيع تمثيل المرأة في المجالس المنتخبة.

عقب نقاش واسع، قرر مجلس الوزراء في هذه المرحلة تأجيل البت في شأن مشاريع القوانين الثلاثة المذكورة أعلاه، لتمكين الحكومة من الأخذ بأي اقتراح وجيه جاء في إطار المشاورات السياسية الأخيرة ومن المحتمل أنه كان محل إغفال.

واغتنم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة هذه المناسبة، مذكرا الحكومة بضرورة الاستمرار بدون انقطاع في إعداد المشاريع التمهيدية للقوانين المتعلقة بالنظام الانتخابي والأحزاب السياسية والجمعيات والإعلام.

وإذ أكد على وجوب إحالة كافة مشاريع القوانين ذات الصلة بالإصلاحات السياسية على البرلمان خلال دورته المقبلة، جدد رئيس الدولة الإعراب عن إصراره على الوصول من خلال هذه الإصلاحات التشريعية، ومن خلال المراجعة المقبلة للدستور إلى استكمال تعزيز دولة الحق والقانون القائمة على الفصل الواضح الصريح بين السلطات، وضمان أوفى للحقوق والحريات الفردية والجماعية، وتعزيز التعددية الديمقراطية إلى جانب نظام انتخابي يكفل الشفافية والحياد بضمانات أقوى.

وسجل رئيس الجمهورية قائلا إن "الاستشارة الواسعة التي قررناها مؤخرا أتاحت معرفة رأي الطبقة السياسية والشخصيات الوطنية والمجتمع المدني. ويبقى المسعى هذا مفتوحا أمام أي طرف ما تزال لديه الرغبة في تقديم إسهامه فيه".

وختم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مصرحا بأن "الإسهامات والآراء التي تم استقاؤها ستؤخذ بعين الاعتبار عند صياغة كافة مشاريع النصوص، بما في ذلك النص المتعلق بمراجعة الدستور في كنف مبادئ وثوابت ومصالح الأمة. وسيؤول للشعب صاحب السيادة في نهاية المطاف التعبير عن رأيه في تعزيز دولة الحق والقانون والديمقراطية التي كان مصدرها وصانعها منذ أن تحررت البلاد وعلى امتداد مراحل تاريخنا الحديث".

بعد ذلك، تناول مجلس الوزراء بالدراسة والموافقة مراجعة المرسوم الرئاسي المتضمن استحداث جائزة رئيس الجمهورية في العلوم والتكنولوجيا.

تعزز المراجعة هذه الغاية المتوخاة من الجائزة المتمثلة في مكافأة عمل علمي أو تكنولوجي يضطلع به باحثون أو أساتذة باحثون فرديا أو جماعيا.

لقد تم توسيع قائمة المجالات المعنية بهذه الجائزة بحيث صارت تشمل العلوم الطبية والصحة، والعلوم الأساسية وعلوم الحياة، والعلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية والعلوم التكنولوجية.

إن تكييف جائزة رئيس الجمهورية للعلوم والتكنولوجيا التي سيتم من الآن فصاعدا منحها سنويا بمناسبة إحياء يوم العلم، الغاية منه أولا وقبل كل شيء تجديد التأكيد على عزم الدولة على ترقية البحث العلمي خدمة للتنمية الوطنية.

إثر ذلك، تناول مجلس الوزراء بالدراسة والموافقة مشروعي مرسومين رئاسيين يتضمنان قبول الجزائر للتعديلات التي أدخلت على القانون الأساسي لصندوق النقد الدولي، والمتعلقة على التوالي بإصلاح حصص الدول الأعضاء وتمثيلها فيما يخص المرسوم الأول، وبتوسيع القدرات الاستثمارية للصندوق، فيما يخص المرسوم الثاني.

كما تناول مجلس الوزراء بالدراسة والموافقة مرسوما رئاسيا يتضمن الموافقة على عقد البحث عن المحروقات واستغلالها في مساحة "غورد الروني ii" الذي أبرم بين الوكالة الوطنية لتثمين الموارد من ا لمحروقات "النفط"، ومجموعة تضم "سوناطراك" وشركة سيبسا cepsa الإسبانية.

عقب ذلك، استمع مجلس الوزراء إلى عرض لوزير التضامن الوطني والأسرة حول التحضيرات لعملية التضامن خلال شهر رمضان المقبل وتناوله بالمناقشة.

تجلى من هذا العرض أن جميع الإجراءات اللازمة تم اتخاذها على المستويين المحلي والوطني على حد سواء من أجل التحضير للنشاط التضامني الذي تنظمه السلطات العمومية سنويا خلال شهر رمضان.

بعد ذلك، تناول مجلس الوزراء بالمناقشة والموافقة عرضا يتعلق بتعبئة الوعاء العقاري لإنجاز البرنامج العمومي للإسكان.

لقد أتاحت البرامج العمومية للاستثمار التي باشرها رئيس الجمهورية منذ بداية العقد الماضي تلبية جزء كبير من حاجات الساكنة العديدة التي بقيت عالقة في مجال التنمية البشرية.

الجهود هذه ما تزال متواصلة بشكل مكثف برسم البرنامج الخماسي 2010-2014 الذي استفاد من تعبئة ما يفوق 000 20 مليار دج. و يشمل البرنامج هذا ضمن أهدافه، بناء الآلاف من مؤسسات التعليم والتكوين، والمئات من مؤسسات الصحة العمومية، زيادة عن برنامج هام للسكن ستتولى الدولة إنجازه أو تمويله بصفة جزئية من الميزانية العمومية.

إلى جانب ذلك، وبالنظر إلى الطلب الكبير على السكن، فإن البرنامج الخماسي الذي تم تحديده بمليوني وحدة سنة 2010 أضيفت له 500 ألف وحدة سكنية في فبراير الماضي، بما يجعل مجموعه يصل إلى ما يقارب مليوني ونصف مليون وحدة سكنية. وإذا كان إنجاز البرنامج هذا في آجاله المحددة أمر يمليه التسيير الرشيد، فإنه أيضا ضرورة عاجلة من أجل الاستجابة للطلبات الملحة للأسر التي تنجز هذه السكنات لصالحها.

لهذا الغرض، سيتم تخصيص 9974 هكتارا موزعة على 22 ولاية لبناء ما يقارب 550.000 مسكن عمومي.

وإذ تدخل عقب هذا العرض، أكد رئيس الجمهورية على حتمية إنجاز برامج الإسكان العمومية في الآجال المحددة، وأوعز للحكومة السهر على أن تتم تعبئة الوعاء العقاري الذي يقتضيه إنجاز هذه البرامج في كنف احترام القوانين السارية.

واصل مجلس الوزراء أعماله متناولا بالدراسة والموافقة عددا من مشاريع الصفقات العمومية وفقا للإجراءات ذات الصلة المتضمنة في قانون الصفقات العمومية.

تعني هذه الصفقات كلا من قطاع النقل وقطاع الموارد المائية وقطاع الأشغال العمومية إلى جانب السكن والعمران.

و ختم مجلس الوزراء أعماله بالموافقة على قرارات فردية متعلقة بالتعيين في وظائف عليا في الدولة وإنهاء المهام فيها










رد مع اقتباس
قديم 2012-03-11, 12:13   رقم المشاركة : 1059
معلومات العضو
essedik
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية essedik
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بيان مجلس الوزراء

المنعقد يوم الإثنين 02 مايو 2011

ترأس رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، هذا اليوم، الإثنين 28 جمادى الأولى 1432هـ الموافق 02 مايو2011، اجتماعا لمجلس الوزراء.

إفتتح رئيس الدولة الجلسة بكلمة تناول فيها برنامج الإصلاحات التي أطلع بها الأمة يوم 15 أفريل 2011، وكان نصها كالتالي :
« قبل مباشرة جدول أعمال اجتماعنا هذا ، أبدأ باستئناف الحديث عن برنامج الإصلاحات الذي أطلعت به الأمة قبل بضعة أيام.
لقد قوبل البرنامج هذا بردود أفعال شتى، وذلك أمر عادي في بلد تسوده الديـمقراطية والتنوع السياسي. كما أثار بعض التساؤلات التي استوجبت ما ارتأيت من الفائدة الإتيان به، في هذا المقام ، من توضيحات.

في المقام الأول، أجزم مرة أخرى أن الإصلاحات السياسية ستكون عميقة ومراعية للمبادئ الأساسية وثوابت الهوية الوطنية، ألا وهي الإسلام والعروبة والأمازيغية، المنصوص عليها في الدستور الحالي.

هذا، وإن الدستور ينص في مادته 178 على أنه لا يُسوَّغ لأي تعديل دستوري الـمساسُ بالطابع الجمهوري للدولة و النظام الديمقراطي القائم على التعددية الحزبية والإسلام من حيث هو دين الدولة، والعربية من حيث هي اللغة الوطنية الرسمية، والحريات الأساسية وحقوق الإنسان والمواطن ، وسلامة التراب الوطني ووحدته، وكذا العلم الوطني والنشيد الوطني بصفتهما رمزين للثورة والجمهورية.

من ثمة، ما عدا هذه الثوابت الوطنية ، ستعكس القوانين التي ستتم مراجعتها وكذا مشروع مراجعة الدستور، ما سيصدر ديمقراطيا عن الأغلبية من أراء واقتراحات.

في المقام الثاني، ستُسْتشار الأحزاب السياسية، والشخصيات الوطنية استشارة واسعة حول كل ما يُزْمع العمد إليه من إصلاحات سياسية.

في هذا الإطار، ستعقد قريبا لقاءات تحت إشراف شخصية










رد مع اقتباس
قديم 2012-03-11, 12:14   رقم المشاركة : 1060
معلومات العضو
essedik
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية essedik
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

خطاب رئيس الجمهورية إلى الأمة
15 أفريل 2011

بسم الله الرحمن الرحيم،
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،
وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين،

أيتها المواطنات الفضليات،
أيها المواطنون الأفاضل،

إن رهان الوطن في مطلع العشرية الفارطة كان يكمن في إخماد نار الفتنة، والعمل على استتباب السلم واستعادة الوئام، وصولا إلى إفاضة المصالحة الوطنية.

بعون الله وبفضل وقوفكم إلى جانبي، تم تحقيق هذه الأهداف وفقا لما جبلنا عليه من شيم عريقة، شيم الرحمة والصفح الصادق. لقد اطمأنت القلوب وزالت المخاوف.

و مع استعادة السلم، بات لزاما علينا تجاوز مظاهر التدمير واستدراك التأخر. فباشرنا إذن، برنامجين ضخمين متتاليين للاستثمارات العمومية في سائر الميادين، ويجري الآن إنجاز برنامج ثالث. و أثمرت هذه البرامج بنتائج لا جدال فيها. وأصبحت عشرية 2000 غنية بالإنجازات على مستوى كامل أرجاء الوطن وفي كافة المجالات، خاصة منها مجال المنشآت القاعدية والتجهيزات الاجتماعية والاقتصادية.

وفي نفس الفترة، تم تدارك العجز في السكنات بقدر معتبر بإنجاز مليون وحدة سكنية كل خمس سنوات، وتم تقليص البطالة بقدر بالغ، واسترجعت بلادنا عهدها بمبادئها المتمثلة في مسعى العدالة الاجتماعية و التضامن الوطني، كما تشهد على ذلك أهمية التحويلات الاجتماعية وتعدد أوجه دعم الدولة للمواد الأساسية الضرورية، وتحسين الخدمات العمومية.

كما رافق الإنجازات هذه، تسديد الجزائر المسبق لمديونيتها الخارجية، واستعادة مكانة البلاد على المستوى الإفريقي والعربي والدولي في ظل احترامها للآخرين واحترام الجميع لها.

أيتها المواطنات الفضليات،
أيها المواطنون الأفاضل،

إن الجزائر تتابع، بطبيعة الحال، التغيرات التي تحدث في الساحة الدولية وببعض البلدان العربية خاصة. وأمام هذا الوضع، تؤكد الجزائر تشبثها بسيادة البلدان الشقيقة ووحدتها ورفضها لكل تدخل أجنبي، واحترامها لقرار كل شعب من محض سيادته الوطنية.

أما على الصعيد الوطني، وما دمنا نعيش في مجتمع تعددي، فمن الطبيعي وجود تيارات منشغلة بما يجري حولها من رياح التغيير.

ومن البديهي أن تتجه ميولنا أكثر نحو مواقف القوى السياسية المتشبعة بالروح الوطنية التي ترفض كل تدخل في شؤون الغير، ولا ترضى في المقابل بتدخل الغير في شؤونها.

وهذا رأي الأغلبية الغالبة لشعبنا التي تتابع باهتمام المبادرات المختلفة، وتحتفظ بالتعبير عن رأيها إذا ما تعلق الأمر بتهديد استقرار البلاد.

تصبو الشعوب والشباب فيها خاصة إلى التقدم الاقتصادي والاجتماعي، و إلى مزيد من العدل والحرية وأكثر من ذلك، إلى حكامة أفضل. إن الديمقراطية والحرية والعدالة ودولة الحق والقانون مطالب مشروعة، لا يسوغ لأي كان تجاهلها. علما بأن شعبنا شاب يافع وطموح، وهو ما يعني ضرورة تلبية الكثير من المطالب يوم بعد يوم، في شتى الميادين. وإننا اليوم أكثر من أي وقت مضى تستوقفنا رياح الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي و كذا السياسي.

أيتها المواطنات الفضليات،
أيها المواطنون الأفاضل،

من هذا المنطلق، بادرنا بالتحرك من أجل تلبية المطالب الاجتماعية المشروعة لمواطنينا بحيث تم إحداث آلية جديدة لتثبيت أسعار المواد الغذائية الأساسية التي تعرف التهابا على المستوى العالمي. واستفاد دعم الاستثمار من تشجيعات معتبرة من خلال الحصول على العقار وتحسين وفرة القروض البنكية. وسيسمح هذا الإجراء بتكثيف نماء الثروة ورفع عروض التشغيل.

كما تعززت بشكل محسوس مختلف أشكال الدعم الموجه للشباب وللعاطلين عن العمل الراغبين في إنشاء مؤسساتهم الصغرى. وبالموازاة مع ذلك، تم تطوير آليات الدولة كما ونوعا من أجل تشجيع توظيف الشباب من حملة الشهادات. فمدة العقود جرى تمديدها وأصبحت قابلة للتجديد، وسيحظى المستفيدون منها بالأولوية في التثبيت.

أما بخصوص السكن، فثمة جهد جبار يبذل منذ سنة ألفين 2000 إلى يومنا هذا، وذلك بتلبية أكبر قسط ممكن من الطلب والتقليص من حجم الاحتجاجات.

وإنني لعلى يقين، رغم البرنامج الطموح الجاري إنجازه، من أن ثمة طلبات ستظهر مجددا، علينا معالجتها بكل موضوعية ورزانة.
إن البرنامج الخماسي الحالي يروم إنجاز مليونين اثنين وحدة سكنية، منها أكثر من مليون وحدة سيتم تسليمها قبل 2014.

كما قررنا تعزيز استفادة المواطنين من السكن الريفي بما في ذلك داخل التجمعات السكنية الصغيرة، ورفع نسبة الاستفادة من القروض بالنسبة للأسر الراغبة في بناء سكناتها أو شرائها.

باختصار، فالإنجازات شاخصة أمامكم والإحصائيات بادية للجميع. وهي كلها ملك للمجموعة الوطنية دون سواها، ولا أحد يوهمنا بأن منفعة ثمار التنمية قد تعود لبعض الفئات الاجتماعية خاصة دون الأخرى. لكن هل يمكن القول أن كل شيء على ما يرام؟ لا بكل تأكيد، فثمة أمراض اجتماعية مستشرية كالرشوة والمحاباة والتبذير والفساد وما إليها، والدولة عاكفة لا محالة على محاربتها بكل صرامة وإصرار. إنها معركة أخرى لا يمكن الانتصار فيها إلا بمشاركة كل فئات الشعب إذ كل ما يتحقق في البلاد يكون لكم ومعكم و بفضلكم.

أيتها المواطنات الفضليات،
أيها المواطنون الأفاضل،

سيتم قريبا اتخاذ إجراءات هامة تعطي نفسا جديدا لإدارة برامجنا ولتنشيط جهاز الدولة. وستأتي هذه الإجراءات لدعم محاربة البيروقراطية و الاختلالات المسجلة في إداراتنا والتصدي لأي تلاعب ومساس بالأموال العمومية.

وخلال هذه السنة، سيشرع في عملية تشاورية على المستوى المحلي مع المواطنين والمنتخبين والحركة الجمعوية والإدارة، لتحديد أهداف التنمية المحلية على نحو أفضل وتكييفها مع تطلعات الساكنة.

وضمن هذا السياق، سيشرع في عملية جادة تعنى بالمؤسسة الاقتصادية عمومية كانت أو خاصة، بوصفها المصدر المتميز لخلق الثروة وتوفير مناصب الشغل من أجل ضمان نموها وتحديثها.

إن ترقية المؤسسة وتأهيلها يستهدفان أساسا تقوية الإنماء الاقتصادي للبلاد، ورفع مستوى الإنتاجية، وتحسين التنافسيه.

ومن ثم، يتعين على الحكومة رسم برنامج وطني للاستثمار موجه للمؤسسات الاقتصادية في كافة قطاعات النشاط، وذلك في إطار تشاوري مع كل المتعاملين الاقتصاديين والاجتماعيين.

كما يتعين على الحكومة أيضا إيجاد الشروط المثلى لتحرير المبادرات من خلال تحسين محيط المؤسسة، وبصفة عامة توفير مناخ ملائم للأعمال والاستثمار.

أيتها المواطنات الفضليات،
أيها المواطنون الأفاضل،

منذ أكثر من عقدين من الزمن، باشرت الجزائر نظام التعددية السياسية، كان لها ثمن باهظ سدد ضريبتها شعبنا بلا دعم ولا مساعدة من أي كان في العالم.

وتتمثل التعددية السياسية في بلادنا عبر وجود ما يقارب الثلاثين حزبا سياسيا وبرلمان تعددي في أغلبيته وأقليته.

كما تنعكس التعددية كذلك في حرية التعبير التي هي واقع يشهد عليه تنوع وسائلنا الإعلامية وجرأة نبرتها. وإنه لجدير بنا أن نعتز بانتمائنا إلى بلد تشكل فيه حرية الصحافة واقعا ملموسا؛ بلد خال من أي سجين رأي أو معتقل سياسي. إن هذا لمكسب لافت ينبغي دعمه دوما لكي يظل مكسبا دائما.

إن دماء كثيرة سالت والفتنة أشد من القتل، و دموعا غزيرة ذرفها شعبنا من أجل صون الجزائر موحدة وشامخة، ومن أجل الحفاظ على الجمهورية ومكتسباتها الديمقراطية حتى يعود الأمل من جديد.

لا يحق لأحد أن يعيد الخوف بهذا الأسلوب أو ذاك إلى الأسر الجزائرية القلقة على أمن أبنائها وممتلكاتها، أو عن ما هو أخطر، وأعني بذلك خوف الأمة قاطبة على مستقبل الجزائر ووحدتها وسيادتها.

أيتها المواطنات الفضليات،
أيها المواطنون الأفاضل،

إن المطلوب اليوم، هو المضي قدما نحو تعميق المسار الديمقراطي وتعزيز دعائم دولة الحق والقانون، وتقليص الفوارق وتسريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

إن المهمة هذه الشاحذة للهمم والحاسمة بالنسبة لمستقبل بلادنا، تقتضي انخراط الأغلبية ومشاركة كافة القوى السياسية والاجتماعية، وإسهام الكفاءات الوطنية. كما تتطلب دولة عتيدة الأركان مهيبة الجانب دولة قادرة على إحلال ثقة أكبر بين الإدارة والمواطنين، دولة مرتكزة على إدارة تتمتع بالكفاءة والمصداقية، وعلى عدالة لا خضوع لها سوى لسلطان القانون.كما تتطلب بالخصوص تمكين هيئاتنا المنتخبة من الاعتداد بمشروعية لا غبار عليها.

فبعد استعادة السلم والأمن وإطلاق برامج تنموية طموحة، وبعد رفع حالة الطوارئ، قررت استكمال المسعى هذا ببرنامج إصلاحات سياسية الغاية منه تعميق المسار الديمقراطي، وتمكين المواطنين من مساهمة أوسع في اتخاذ القرارات التي يتوقف عليها مستقبلهم ومستقبل أبنائهم.

إن دور مختلف المجالس المنتخبة دور حيوي سيتم تعزيزه من حيث أن المنتخبين هم الذين لهم الصلة المباشرة بالمواطنين وبالواقع المعيش.

أيتها المواطنات الفضليات،
أيها المواطنون الأفاضل،

استنادا مني إلى الدستور، سأعمد إلى استعمال الحق الذي يخولني إياه وأطلب من البرلمان إعادة صياغة جملة العدة التشريعية التي تقوم عليها قواعد الممارسة الديمقراطية وما هو مخول للمواطنين من حيث ممارسة اختيارهم بكل حرية.

وإدراكا مني للمسؤولية الواقعة على عاتقي، واعتدادا مني بدعمكم ومراعاة للحفاظ على توازن السلطات، سأعمل على إدخال تعديلات تشريعية ودستورية من أجل تعزيز الديمقراطية النيابية ببلادنا.

ستجرى مراجعة عميقة لقانون الانتخابات. ويجب لهذه المراجعة أن تستجيب لتطلع مواطنينا إلى ممارسة حقهم الانتخابي في أوفى الظروف ديمقراطية وشفافية لاختيار ممثليهم في المجالس المنتخبة.

إننا نطمح إلى الارتقاء بنظامنا الانتخابي إلى مصاف أحدث قواعد الديمقراطية النيابية المكرسة بنص الدستور، حتى يعبر شعبنا بكل سيادة ووضوح عن صميم قناعته.

لهذا الغرض، سيتم إشراك كافة الأحزاب الممثلة منها وغير الممثلة في البرلمان، واستشارتها من أجل صياغة النظام الانتخابي الجديد.

وعقب المصادقة على هذا القانون الانتخابي، سيتم اتخاذ جميع الترتيبات اللازمة لتأمين ضمانات الشفافية والسلامة، بما في ذلك المراقبة التي يتولاها ملاحظون دوليون للعمليات الانتخابية، وذلك بالتشاور مع كافة الأحزاب المعتمدة.

ومن جهة مكملة، سيتم إيداع قانون عضوي حول حالات التنافي مع العهدة البرلمانية، وذلك طبقا للأحكام المنصوص عليها في الدستور.

فللأحزاب أن تنظم نفسها، وتعزز صفوفها، وتعبر عن رأيها، وتعمل في إطار الدستور والقانون حتى تقنع المواطنين وبالخصوص الشباب منهم بوجاهة برامجها وفائدتها.

وسوف يتعزز هذا المسعى بمراجعة القانون المتعلق بالأحزاب السياسية من خلال مراجعة دور الأحزاب ووظيفتها وتنظيمها لجعلها تشارك مشاركة أنجع في مسار التجدد. وسيتم تعجيل إيداع وإصدار القانون العضوي المتعلق بتمثيل النساء ضمن المجالس المنتخبة قبل الاستحقاقات الانتخابية القادمة.

أيتها المواطنات الفضليات،
أيها المواطنون الأفاضل،

في إطار لامركزية أوسع وأكثر نجاعة، وحتى يصبح المواطنون طرفا في اتخاذ القرارات التي تخص حياتهم اليومية وبيئتهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، لا بد من مضاعفة صلاحيات المجالس المحلية المنتخبة وتمكينها من الوسائل البشرية والمادية اللازمة لممارسة اختصاصاتها. ولهذه الغاية ذاتها ستتم مراجعة قانون الولاية.

إن المسعى هذا سيشمل أيضا توسيع وتوضيح مجال الحركة الجمعوية وأهدافها ووسائل نشاطها وتنظيمها من أجل إعادة تأهيل مكانة الجمعيات في المجتمع بصفتها فضاءات للتحكيم والوساطة بين المواطنين والسلطات العمومية. وريثما تتم المراجعة المزمعة للقانون الذي يسير نشاط الجمعيات، أدعو منظمات الحركة الجمعوية إلى تكثيف المبادرات التي تخولها رسالتها من خلال الانخراط من الآن ضمن هذا المنظور.

كما ينبغي أن يصبح احترام حقوق الإنسان انشغالا دائما لدى مختلف الرابطات والجمعيات الوطنية المتكفلة بهذا الشأن. وسيتم تأمين كافة الظروف لتمكينها من إسماع صوتها وأداء مهامها بوجه أفضل. ويتعين على المؤسسات والإدارات المعنية أن تسهم في ذلك على أكمل وجه.

أيتها المواطنات الفضليات،
أيها المواطنون الأفاضل،

فمن أجل تتويج هذا الصرح المؤسساتي الرامي إلى تعزيز الديمقراطية، يتعين إدخال التعديلات اللازمة على دستور البلاد. لقد سبق لي وأن أعربت مرارا على رغبتي في إخضاع الدستور للمراجعة، وجددت تأكيد قناعتي ورغبتي هاتين في عدة مناسبات.

سيتم ذلك من خلال إنشاء لجنة دستورية تشارك فيها التيارات السياسية الفاعلة وخبراء في القانون الدستوري، وستعرض علي اقتراحات أتولاها بالنظر قبل عرضها بما يتلاءم مع مقومات مجتمعنا على موافقة البرلمان أو عرضها لاقتراعكم عن طريق الاستفتاء.

أيتها المواطنات الفضليات،
أيها المواطنون الأفاضل،

لا بد لي من تذكيركم بأن أجهزة الإعلام الثقيلة المتمثلة في التلفزة والإذاعة هي كذلك صوت الجزائر المسموع في العالم. وذلك يلزمها الإسهام في ترسيخ الهوية والوحدة الوطنية، وفي الآن ذاته تعميم الثقافة والترفيه. لكنها مطالبة فوق ذلك بالانفتاح على مختلف تيارات الفكر السياسي في كنف احترام القواعد الأخلاقية التي تحكم أي نقاش كان.

فمن أجل توسيع هذا الانفتاح على المواطنين وممثليهم المنتخبين ومختلف الأحزاب الحاضرة في الساحة الوطنية على حد سواء، سيتم دعم الفضاء السمعي البصري العمومي بقنوات موضوعاتية متخصصة ومفتوحة لجميع الآراء المتعددة والمتنوعة.

هذا، وسيأتي قانون الإعلام بمعالم لمدونة أخلاقية ويتمم التشريع الحالي على الخصوص برفع التجريم عن الجنح الصحفية.

أيتها المواطنات الفضليات،
أيها المواطنون الأفاضل،

لا يفصلنا سوى عام واحد عن موعد الاستحقاقات الانتخابية الوطنية المقبلة. وهي فترة زمنية كافية للقيام بمراجعة الأسس القانونية لممارسة الديمقراطية والتعبير عن الإرادة الشعبية وتحسينها وتعزيزها، بما يستجيب لآمالكم في تمثيل نوعي أوفى ضمن المجالس المنتخبة.

إنني أدعو كل مواطن وكل مواطنة منكم على اختلاف مشاربكم، إلى تضافر وطني للجهود حتى تكون هذه السانحة الجديدة فرصة للتفتح على حياة سياسية تعددية تعكس نص الدستور وروحه بما سيتيح لكل واحد وواحدة المشاركة في تجدد الدولة الجزائرية ورقيها، وتعزيز أركانها الدولة التي افتداها الكثير من الرجال والنساء بأرواحهم في سبيل الانعتاق من الهيمنة الاستعمارية والنهوض من وهدة الجهل والتخلف.

وبما أن الدولة مسؤولة عن سياسة التنمية وبسط النظام العام ونشر الأمن في ربوع الوطن، فسأظل حريصا كل الحرص على تحقيق أهدافنا بالاعتماد على مساهمة المواطنين والارتكاز على المؤسسات الشرعية للدولة، وفقا لأحكام الدستور وقوانين الجمهورية.

إنني أتوجه إلى كافة المواطنات والمواطنين راجيا منهم العون على النهوض ببلادنا وتحقيق طموحات شعبنا للتطور في كنف الحرية والسلم والتآزر.

فكلما كنا يدا واحدة جعلنا من بلدنا العزيز وطنا للنماء والعدل و الإخاء. المجد والخلود لشهدائنا الأبرار.

أشكركم على كرم الإصغاء.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.










رد مع اقتباس
قديم 2012-03-11, 12:17   رقم المشاركة : 1061
معلومات العضو
essedik
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية essedik
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بيان مجلس الوزراء

المنعقد يوم الثلاثاء 22 فبراير 2011

ترأس رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، هذا اليوم، الثلاثاء 19ربيع الأول 1432هـ الـموافق 22 فبراير 2011، اجتـماعا لـمجلس الوزراء عقد بوجه أخص لـمتابعة تنفيذ القرارات التي اتخذها رئيس الدولة في اليوم الثالث من شهر فبراير الـجاري.

أولا - استهل مجلس الوزراء أعماله متناولا بالدراسة والموافقة مشاريع ثلاثة أوامر ومشروع مرسوم رئاسي تتعلق برفع حالة الطوارئ. والنصوص هذه هي:

أ - مشروع أمر يلغي الـمرسوم التشريعي الصادر بتاريخ 06 فبراير 1993، الـمتضمن تمديد حالة الطوارئ التي سنت بـمقتضى الـمرسوم الرئاسي الصادر بتاريخ 09 فبراير 1992. يدخل مشروع الأمر هذا حيز التنفيذ فور نشره الوشيك بالـجريدة الرسمية.
ب - مشروع أمر يعدّل ويتمم القانون رقم 91- 23 الصادر بتاريخ 06 ديسمبر 1991
والمتعلق بمساهمة الجيش الوطني الشعبي في مهام حفظ النظام العام خارج الحالات الاستثنائية.
إن هذه التتمة تدخل في النص إجراء اللجوء إلى وحدات وتشكيلات الجيش الوطني الشعبي لتلبية مقتضيات محاربة الإرهاب والتخريب.
ج - مشروع مرسوم رئاسي يتعلق باستخدم و تعبئة الـجيش الوطني الشعبي في محاربة الإرهاب والتخريب. يؤكد النص هذا أن إدارة و تنسيق عمليات محاربة الإرهاب والتخريب مهمة تتولاها قيادة أركان الجيش الوطني الشعبي. وسيتـم تحديد كيفيات تنفيذ مشروع المرسوم الرئاسي هذا من خلال قرار مشترك بيـن وزير الدفاع الوطني و وزير الداخلية والجماعات المحلية.

ويجدر توضيح أن مشروع الأمر و مشروع الـمرسوم الرئاسي المتعلقين بـمشاركة وحدات وتشكيلات الجيش الوطني الشعبي في محاربة الإرهاب و التخريب جاءا للنص على مرتكز قانوني وتنظيمي جديد و إحلاله محل الـمرتكز الوارد في الـمرسوم التشريعي الصادر سنة 1993 والمتضمن تـمديد حالة الطوارئ. و عليه، فإن هذيـن النصيـن لن يحدثا أي وضع جديد، إلا أنهما يتيحان استـمرار مشاركة الـجيش الوطني الشعبي في محاربة الإرهاب إلى أن تبلغ الغاية الـمنشودة منها.
د - مشروع أمر يتـمم قانون الإجراءات الـجزائية لـمساوقته مع متطلبات محاربة الإرهاب بتأميـن الـحماية لفئة خاصة من الـمتهميـن بسبب ما في حوزتهم من معلومات من شأنها أن تساعد جهاز العدالة على تعميق التـحريات و تـحقيق الوقاية من الأعمال الإرهابية.
من هذا الباب ، يُتـمم إجراء الرقابة القضائية المنصوص عليه في المادة 125 مكرر1 من قانون الإجراءات الـجزائية بإجراء جديد يتيح وضع المتهم الـمتابع بتهمة الإرهاب في إقامة مؤمنة يحدّدها قاضي التـحقيق.

ويجدر توضيح أن هذا الإجراء يخص، بصفة حصرية، الأفعال الموصوفة بالجرائم الإرهابية. وسيحظى تطبيقه بكافة الضمانات الواردة في الدستور و الأدوات الدولية التي صدقت عليها الجزائر وفي القوانيـن ذات الصلة الـجاري بها العمل، علـما أن الـمتهم يتـمتع، على الخصوص، بحق الاتصال بـمحاميه و حق الطعن ضد الإجراء و الـحق في أن يُزار . وحُدِّدت مدة الوضع في إقامة مؤمنة بثلاثة أشهر يـمكن للقاضي أن يجدّدها مرتيـن لا أكثر.

ثانيا - تناول مجلس الوزراء ، بعد ذلك، بالدراسة والموافقة التوصيات التي قدمتها الحكومة بغرض تنشيط الاستثمار و تحسين نجاعة الآليات العمومية المتعلقة بالإعداد للإدماج المهني أو بمناصب الشغل المؤقتة.

1 - في هذا السياق، و إتماما للإعفاءات الجبائية الهامة التي نص عليها قانون الاستثمارات، صادق مجلس الوزراء على جملة من التدابير الجديدة لتيسير إنشاء الـمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

أ - فيـما يخص العقار الـموجه للاستثمار، يتعلق الأمر بأربعة قرارات هي:
أ - 1 - تأميـن الـمستثمرين على القطع الأرضية بحق الإمتياز على أساس دفتر أعباء بصيغة التراضي وإتاوة إيجارية تـحددها مصالـح أملاك الدولة؛
أ - 2 - تخفيض سعر هذه الإتاوة الإيجارية بنسبة 90 % أثناء فترة إنـجاز الاستثمار (03 سنوات كحد أقصى)، و50 % في مرحلة انطلاق نشاط الاستثمار (03 سنوات كأقصى حد). أما في ولايات الجنوب والهضاب العليا، فإن الإتاوة الإيجارية ستكون بالدينار الرمزي للمتر المربع مدة عشر سنوات و ترتفع بعد هذه المدة إلى50 % من قيمتها المحددة من قبل إدارة أملاك الدولة؛
أ - 3 - رصـد مـخـصـص مـيـزاني بـقـيـمة أقصاها 15 مليار دج سنويا خلال 2011 و 2012 لفائدة الـجماعات الـمحلية من أجل تأهيل و تطوير مناطق النشاط؛
أ - 4 - و رصد إسهام مالي وقرض طويل الأمد، خلال الأسابيع الـمقبلة، بواسطة الصندوق الوطني للاستثمار، لإنـجاز ثلاثيـن منطقة صناعية جديدة بـمساحة إجمالية تقارب 4000 هكتار عبر كافة أرجاء التراب الوطني.

ب - فيـما يخص تـحسيـن تـمويل الاستثمار، تتعلق القرارات الـخمسة التي اتخذها مجلس الوزراء بـما يلي:
ب - 1 - قيام الـخزيـنة العمومية بوضع خط قرض طويل الـمدى بقيـمة 100 مليار دج قابل للتـجديد تـحت تصرف البنوك العمومية لتمكينها من تـمويل الـمشاريع التي يحتاج نضجها إلى فترة طويلة؛
ب - 2 - تعبئة شركات الاستثمار التي انتهت البنوك العمومية من إنشائها لتسيـير أموال الاستثمار الولائية، وترقية مشاركتها، في مرحلة أولى، في رأس مال الـمؤسسات الصغيرة و الـمتوسطة التي ترغب في ذلك؛
ب - 3 - إطلاق شركات عمومية للبيع الايجاري ، ابتداء من مارس2011 ، بغية تخفيف تكاليف بيع التجهيزات بالإيجار لفائدة المؤسسات الصغيرة والـمتوسطة الراغبة في اللجوء إلى هذا الجهاز؛
ب - 4 - تنشيط الآليات القائمة الـمعتمدة لضمان القروض الـمقدمة للـمؤسسات الصغيرة و المتوسطة وتخفيف الإجراءات ذات الصلة بـمساعدة السلطة الـنقدية؛
ب - 5 - و تدخُّل الصندوق الوطني للاستثمار إلى جانب المستثمريـن الجزائريين الراغبين في ذلك بنسبة إسهام تصل إلى 34 % من رأس المال والتمويل، و كذا بغرض تنشيط إنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

ج - فيما يخص تخفيف أعباء أرباب العمل لتوظيف الشباب الباحث عن الشغل، قرر مجلس الوزراء:
ج - 1 - رفع نسبة الإعفاء التي يستفيد منها أرباب العمل في مجال التأمين الاجتماعي والتي تتحملها الدولة بحيث تنتقل من 56 % إلى 80 % في ولايات الشمال ومن 72 % إلى 90 % في ولايات الهضاب العليا والـجنوب؛
ج - 2 - و تـحسيـن شروط استعمال الآليات العمومية لتسهيل إدماج طلاب الشغل لأول مرة، و هي موضحة أدناه.

2 - حظي تطوير القطاع الفلاحي الذي يشكل خزانا هاما لـمناصب الشغل هو الآخر بجملة القرارات التي أصدرها مجلس الوزراء.

أ - ذلكم هو الأمر بالنسبة لإنشاء مستثمرات فلاحية جديدة، و هذا من خلال:
- رفع مساحة المستثمرة الفلاحية بـ 5 و10 هكتارات، حسب المنطقة، مع تطبيق تخفيضات على إتاوة الإمتياز الـمحددة للاستثمار في الـمؤسسات الصغيرة و الـمتوسطة؛
- تسهيل استصلاح المحيطات الفلاحية الواسعة من قبل متعامليـن اقتصاديـيـن جزائريين مهتميـن، على أساس دفتر أعباء؛
- توسيع المساعدات العمومية لاستصلاح الأراضي لتشمل ملاك الأراضي الخاصة، على أساس دفتر أعباء يخص نوع الـمنتوج الفلاحي الواجب تطويره؛
- وكذا منح قروض ميسرة بمبلغ لا يتجاوز 01 مليون دج عن كل هكتار من أجل إستصلاح الأراضي وإنشاء مستثمرات.

ب - والأمر سواء بالنسبة لدعم خيار الفروع التي تشرك المنتجين الفلاحيين مع العاملين في نشاط التحويل. في هذا الصدد، سيتـم تخصيص قروض ميسرة محددة الآجال لوحدات الصناعات الغذائية (الـملبنات ومصانع تصبير الطماطم ...) التي ستقدم بدورها، تسبيقات مالية لمربي المواشي والفلاحين العاملين في مجال نشاطها؛

ج - تقرر إحداث جهاز لضمان القروض البنكية الـموجهة للفلاحيـن؛

د - سيتم إشراك آليات القرض الـمصغر و إدماج حملة الشهادات في تنـمية نسيج مؤسسات الخدمات الفلاحية و في تحسيـن الاستشارة الـمقدمة لأصحاب المستثمرات الفلاحية من قبل أصحاب الـخبرة في هذا المجال :


3 - اتخذ مجلس الوزراء، كذلك ، قرارات هامة تهدف إلى زيادة تثميـن الآليات التي تشجع الراغبين في إنشاء نشاطات و مناصب شغل لأنفسهم بواسطة الاستثمار الـمصغر.
أ - من هذا الباب، و فضلا عن الامتيازات الـممنوحة لهم بعدُ، سيستفيد الـمترشحون للاستثمار الـمصغر في إطار الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب و الصندوق الوطني للبطالة من الآن فصاعدا من التشجيعات الآتية:
- تخفيض إسهامهم الشخصي في تمويل الاستثمار (من 5 % إلى 1 % بالنسبة للاستثمارات التي لا تتجاوز 5 ملايين دج ومن 10 % إلى 2 % بالنسبة للاستثمارات التي تصل إلى 10 ملايـيـن دج)؛
- توسيع الـحد الأقصى لنسب الفوائد الـميسرة على القروض البنكية (و هو يبلغ 80% في الشمال و5 % في الجنوب و الهضاب العليا) ليشمل نشاطات البناء والأشغال العمومية والمياه والصناعات التـحويلية ؛
- تـمديد فترة مؤجل دفع الفوائد بسنة واحدة ومؤجل تسديد أصل القرض البنكي بثلاث سنوات؛
- منـح قرض إضافي بلا فوائد بقيـمة 500.000 دج ، عند الاقتضاء، لتأجير محل يستغل في النشاط أو لـحيازة مركبة تتـم تهيئتها في شكل ورشة في حالة النشاط الـمهني الممارس من قبل خريجي التكويـن الـمهني؛
- منـح قرض إضافي دون فوائد بقيـمة1 مليون دج، عند الاقتضاء، لتأجير محل يُستغل كعيادة طبية أو مكتب هندسة معمارية أو مكتب محاماة أو غيره، لاثنيـن على الأقل من حملة الشهادات الـجامعية؛
- تـحديد فترة ثلاث سنوات تتطور خلالها الـمؤسسة الـمصغرة بصفة تدريجية باتـجاه الـخضوع التام للـجباية، بعد انقضاء فترة الإعفاء الـجبائي؛
- وكذا تخصيص حصة من العقود العمومية الـمحلية للـمؤسسات الـمصغرة.

ب - فيـما يخص آلية القرض الـمصغر التي تسيرها الوكالة الوطنية للقرض الـمصغر، فإنها ستستفيد من الآن فصاعدا من:
- رفع قيـمة القرض بلا فوائد الـموجه لاقتناء الـمادة الأولية من 30.000 إلى 100.000 دج. تسجل هذه الآلية إقبالا كبيرا من لدن النساء الـماكثات في البيوت اللواتي يـمارسن نشاطا لتـحسيـن الدخل العائلي؛
- و رفع قيـمة القرض الـموجه لاقتناء أدوات بسيطة و تـجهيزات بغرض مزاولة نشاط يدوي من 400.000 إلى 1 مليون دج.


4 - قرر مجلس الـوزراء، بعـد ذلك، إدخـال تـحسيـنات على آليات الإدماج في عالـم الشغل أو الـمناصب الـمؤقتة. من هذا الباب:
أ - تشهد آلية تسهيل الإدماج الـمهني الـخاصة بحملة الشهادات الـجامعية و التقنيـيـن الساميـن والـمترشحيـن للإدماج الـمهني التـحسيـنات الآتية:
- تـمديد فترة عقد التشغيل من سنة واحدة إلى 03 سنوات إذا كان صاحب العمل إدارة، مع إمكانية التـجديد؛
- يصبح عقد إدماج خريجي التكويـن المهني لدى مؤسسات القطاع الاقتصادي لـمدة 12 شهرا قابلا للتـجديد.

ب - من جهتها تسجل آلية عقد العمل المستفيد من الدعم التحسينات الآتية :
- يحتفظ حملة الشهادات الجامعية والتقنيون السامون المدمجون لدى العامليـن الاقتصاديين لفترة ثلاث سنوات بنفس الإسهام العمومي في أجورهم، عوضا عن النظام القائم حاليا على الخفض التدريجي للإسهام العمومي؛
- يحتفظ خريجو التربية الوطنية والتكوين المهني المدمجون لدى العاملين الاقتصاديين من فترة تشغيل مدتها ثلاث سنوات بدلا من سنتين، و من إلغاء الخفض التدريجي للإسهام العمومي في أجورهم؛

ج - بالنسبة لآليات الـمناصب المؤقتة، صادق مجلس الوزراء على التحسينات الآتية:
- دمج آلية "التعويض عن نشاط الـمنفعة العامة" في آلية "نشاطات الإدماج الاجتماعي" بما يمكّن الأشخاص الذيـن لا يـملكون أي دخل من ممارسة نشاط جزئي و مؤقت مقابل الحصول على منـحة معتبرة؛
- تمديد فترة و مجال استعمال "آلية أشغال المنفعة العامة ذات الحاجة المكثفة لليد العاملة" إلى 12 شهرا عوضا عن 9 أشهر؛


5 - و في الأخير، قرر مجلس الوزراء:
أ - إلغاء جميع الشروط، بما في ذلك الشروط الـمتعلقة بالنشاطات التـجارية، الـموضوعة لاستفادة الشباب من المحلات الـمنجزة في إطار برنامج "100 محل في كل بلدية". و للتذكير، فإن هذا البرنامج يشمل ما يقارب 140.000 محل أغلبها لـم يستغل بعد معظمها أو تكاد ؛

ب - و رصد مخصص مالي سنوي إضافي بقيـمة ملياري (2) دج خلال 2011 و 2012 برسم البرامج البلدية التنـموية من أجل تهيئة " أسواق جوارية " في الـمحلات والأحياء الـحضرية موجهة لاستقبال الشباب الذي يـمارس نشاطا تـجاريا غير رسمي.

و إذ تدخل عقب دراسة جملة هذه التشجيعات الـجديدة على الاستثمار و التشغيل و الـموافقة عليها، ذكر رئيس الـجمهورية بأن الأمر يتعلق بأشواط إضافية يتم قطعها باتـجاه هدفيـن وطنيـيـن استراتيجيـيـن هما النـمو الاقتصادي و محاربة البطالة.

فيـما يخص الاستثمار في الـمؤسسات الإنتاجية أو الـخدمية و كذا في القطاع الفلاحي، أبرز الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أن بلادنا، التي انفردت إلى غاية اليوم بتشجيعات هامة، ترتقي بجهودها في هذا الـمجال إلى مستوى لا نظير له في البلدان النامية.

و استطرد رئيس الدولة موضحا "يبقى على إداراتنا و مؤسساتنا الـمالية تنفيذ كافة هذه الإجراءات بفعالية. كما يبقى على الـمستثمريـن في بلادنا رفع تـحدي تشيـيد الصرح الاقتصادي للبلاد بل و تـحدي تأميـن مناصب الشغل الدائمة للـمواطنيـن العاطليـن، لا سيـما الشباب منهم".

وأضاف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة : "إن بطالة الشباب، و بالـخصوص حملة الشهادات منهم شديد وقعها في كافة أصقاع العالم. و الـجزائر ليست في منأى عن هذا الواقع ، لا سيـما و أن الشبيبة تشكل الفئة الغالبة من الساكنة و أن بلادنا تفتخر بتسجيل تـمدرس ما يفوق ربع العدد الإجمالي من شعبنا كل عام. لذلك، فإننا سنبذل قصارى جهودنا لرفع نسبة إدماج شبيبتنا في عالـم الشغل".

وفي حديثه عن الآليات العمومية الـخاصة بتوظيف حملة الشهادات في إطار الإعداد للإدماج، دعا رئيس الـجمهورية الـعامليـن الاقتصاديـيـن الذيـن يستقبلون الشباب في إطار العقود العمومية الـمستفيدة من دعم عمومي هام إلى منـح هذا الشباب الأولوية في التوظيف من قبل مؤسساتهم.

كما أوعز رئيس الدولة للإدارات المعنية بذات الوضع بإعطاء الأولوية للأعوان الموظفين في إطار الدعم العمومي عندما تفتح مناصب مالية للتوظيف. وأمر بأن "ترجح النصوص الجديدة هذا الـمسعى على الـمقاربات الآلية القائمة على التوظيف على أساس المسابقات".
كما أوعز رئيس الـجمهورية للإدارات و الـمصالـح العمومية الـمعنية بتخصيص ما لا يقل عن 20% من الطلبيات العمومية الـمحلية للـمؤسسات الـمصغرة.

إلى جانب ذلك، أوعز رئيس الدولة للـحكومة بـمواصلة مسار الدمج و التنسيق بيـن أجهزة دعم الاستثمار الـمصغر و الإدماج الـمهني و التشغيل الـمؤقت الذي تـمت مباشرته.

و أوضح رئيس الدولة في هذا الصدد أن جميع الـجهود الهادفة إلى ترقية التشغيل لا بد أن تـجمّع بصفة تدريجية حول قطاع العمل و لا بد من إحداث " شباك فريد " لكافة هذه الآليات ، مضيفا أنه يتعيـن على قطاع التضامن الوطني أن يكرس الـمزيد من جهوده لهذه الـمهمة الجليلة المنبثقة من الـمبادئ الأساسية لبلادنا.

و في الأخير، أمر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الـحكومة بالقيام بترويج واسع لكافة هذه التدابير الرامية إلى ترقية الاستثمار و التشغيل و بالـخصوص التدابير الـموجهة لتشغيل الشباب.

ثالثا - درس مجلس الوزراء، بعد ذلك ، التوصيات التي قدمتها الحكومة بغرض تـحسيـن العروض السكنية لفائدة الـمواطنيـن.

للتذكير، فإن البرنامج الـخماسي الـجاري ينص على تسليـم 1,2 مليون وحدة سكنية في آفاق 2014 (مقابل مليون وحدة خلال الفترة الـخماسية السابقة)، من مجموع مليوني وحدة.
في نهاية 2010، تم تسليم 190.000وحدة، بينما يتـم إنـجاز 510.000 وحدة حاليا وتوجد 400.000 وحدة أخرى في طور إنـجاز الدراسات.
وتوخيا لـمرافقة و تنشيط هذا البرنامج، اتخذ مجلس الوزراء القرارات الآتية :

أ - التعجيل بإجراء مسح للوعاء العقاري الذي سيستقبل البرامج السكنية التي لـم يشرع في بنائها بعدُ، لا سيـما في كبريات الـمدن؛
ب - رفع نسبة إطلاق البرنامج السكني الـخماسي بتسجيل أغلب إعتماداته الـمالية للقيام بالدراسات أو ، عند الإقتضاء، لإنـجاز ، ابتداء من هذه السنة ؛
ج - التعجيل بإطلاق 400.000 مسكن ريفي يضاف إلى 200.000 مسكن ريفي هي اليوم قيد البناء و ذلك لتنفيذ التعليمة الرئاسية المتعلقة بالشروع فورا في الـجزء الأكبر من البرنامج الخماسي للسكن الريفي الذي يشمل 700.000 وحدة في الـمجموع؛
د - تنشيط السكن الترقوي المدعم بتشجيع البنوك العمومية على مشاركة أكبر في هذا المجال إلى جانب المرقين و في إنشاء فروعها الخاصة في مجال الترقية العقارية. زيادة على ذلك، ستؤسس السلطات العمومية خلال الأسابيع المقبلة صندوقا لضمان القروض البنكية المقدمة للمواطنين الراغبين في حيازة أو بناء سكناتهم الـخاصة.
هـ - تـحسيـن استفادة الشباب من السكن أولا بتعميـم الآليات الـمعمول بها لفائدتهم فيـما يخص السكن الاجتـماعي الإيجاري. زيادة على ذلك، سيتم تسجيل برنامج إضافي يشمل 50.000 مسكن ترقوي خلال هذه السنة يخصص للشباب من خلال بيع بالتقسيط.
و - تحسين قدرات الإنـجاز في مجال السكن بـما في ذلك من خلال ما شرع فيه من تحديث مؤسسات البناء العمومية.
ز - و تخفيف الإجراءات الـمتصلة ببناء السكنات، لا سيـما من خلال الترخيص للقطاع باللـجوء، في كنف احترام الإجراءات القانونية و التنظيـمية السارية، إلى صيغة التراضي البسيط للقيام بعمليات الدراسات والإنـجاز و في حالة الاقتضاء باللـجوء إلى وسائل الإنـجاز الأجنبية.

تدخل رئيس الجمهورية حول ملف السكن هذا، فألح على متابعة برنامج العمل هذا و على التعجيل بتوزيع جميع السكنات المستلمة، موضحا أن هذه العملية لا بد أن تتـم و تستكمل في كنف الإنصاف و الشفافية قبل نهاية شهر يونيو الـمقبل.

رابعا - قبل تـناول ما تبقى من جدول أعمال مجلس الوزراء، استوقف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الـحكومة و من خلالها الإدارة العمومية بشأن الضرورة الـملـحة لتـحسيـن طرائق العمل و تكثيف الـجهود.

وفي ذلك أكد رئيس الدولة قائلا "إن انشغالنا بالتعجيل بصياغة برامج عمل والعمل دون أية مـماطلة على تحسين الخدمة العمومية و جودة استقبال الـمرتفقيـن في الإدارات لا بد أن يتـحوّل إلى مـمارسة دائمة"، وكلف الحكومة أيضا بتنفيذ سلسلة من التعليمات الصادرة في هذا الشأن، وبالخصوص من أجل :

أ - تأهيل دور الجهاز التـنفيذي الولائي في إدارة وت










رد مع اقتباس
قديم 2012-03-11, 12:19   رقم المشاركة : 1062
معلومات العضو
essedik
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية essedik
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بيان مجلس الوزراء
المنعقد يوم الخميس 03 فبراير 2011

ترأس رئيس الجمهورية ، السيد عبد العزيز بوتفليقة ، إجتماعا لمجلس الوزراء هذا اليوم الخميس 29 صفر 1432 الموافق 03 فبراير2011.

استهل مجلس الوزراء أعماله باستعراض الأحداث التي شهدتها البلاد، و كذا ما تم اتخاذه، عقبها، من الإجراءات و فتحه من الورشات، بأمر من رئيس الدولة.

بهذه المناسبة، ترحم رئيس الجمهورية على أرواح ضحايا الاضطرابات الأخيرة. وأشاد باحترافية أفراد الدرك الوطني والأمن الوطني الذين لم يدخروا جهدا ولا تضحية في سبيل الحفاظ على الأملاك وصون النظام العمومي، في كنف التقيد التام بالقانون ، ممتثليـن للأوامر الرئاسية التي بموجبها مُنِعَ استعمال الأسلحة النارية بالذخيرة الحية أثناء الحفاظ على النظام.

وإذ أشار إلى أن ما حصل من مظاهرات كان مرفوقا، في بعض الحالات ، باللجوء إلى العنف والمساس بالممتلكات ، صرح رئيس الدولة بأن مثل هذه الأعمال المؤسفة جديرة بالشجب والإدانة.

واستطرد رئيس الجمهورية قائلا : " لا يمكن لأي مطلب كان أن يُخول المساس بالأرواح والممتلكات. إنه يؤسف لمثل هذه التجاوزات التي طرأت في وقت حققت فيه البلاد كمّـاً غير مسبوق من الإنجازات لتدارك تأخرها وتلبية التطلعات الاجتماعية للساكنة، وفي ظرف يجري فيه إطلاق برامج جديدة هامة و إنجاز إصلاحات جوهرية ، وفي حيـن يظل فيه تحسين ظروف معيشة المواطنين في صدارة السياسة العمومية ".

وأضاف الرئيس بوتفليقة في معرض حديثه : " مع هذا ، ومهما كانت النتائج الـمحققة بعدُ في مجال الاستجابة لتطلعات شعبنا ، فإن المظاهرات الأخيرة تشكل ، و لا ريب ، تعبيرا عما يساور مواطنينا من قلق وقنوط. ومن واجبنا ، من ثمة، أخذها في الحسبان والتعاطي معها ببذل الـمزيد من الـجهود ".

واستطرد رئيس الدولة قائلا : " منذ بضع سنوات خلت ، سبق و أن جاء إلتزامي بالتكفل بتطلعات شعبنا وآماله على رأس الأولويات المتمثلة في السلم، والوئام والمصالحة الوطنية. ولما أخذ هذان الـمطلبان الـحيويان يتـجسدان شيئا فشيئا ، صار إنعاش التنمية الغاية الجديدة. والآن وقد أصبحت ثمار تلك الجهود بارزة للعيان كل يوم أكثر ، فإنه من الأهمية بمكان الاستـمرار في تلبية احتياجات شعبنا بالتكفل على نحو أفضل بالحالات الاستعجالية وتحسيـن نوعية الخدمات والأداء العموميين وبإشاعة الطمأنينة ، كذلك ، في قلوب مواطنينا في مواجهة تبعات الأزمة الاقتصادية العالمية أو أي تحد آخر. ذلكم هو المبتغى من الإجراءات و الورشات التي أمرتُ باتخاذها و فتحها منذ بداية الشهر الجاري ".

وذكّر رئيس الجمهورية بأن " كل واحد سجّـل ، من جهة أخرى، التعليقات والتحليلات أو حتى المطالب ذات الصبغة السياسية ، التي تم الجهر بها مؤخرا . إن التعبير عنها على تَنَوُّعِهِ جدير بالاحترام من حيث إننا في بلد تسود فيه ديمقراطية تعددية تم افتداؤها بقدر باهظ من التضحيات الوطنية . لكن وجهات النظر هذه تستدعي ، كذلك ، التذكير بأمور و توضيح أخرى ".

وأكد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أن " لا أحد يمكنه إنكار احترام الحقوق المدنية والسياسية والحريات الأساسية وحمايتها في بلادنا . والدليل على ذلك تَعَدُّد مشارب وانتماءات أحزابنا السياسية العديدة، وتنوع الصحافة الوطنية وحيويتها وكون شعبنا يُدعى، دوريا، للاقتراع كي يختار ، بكل سيادة ، من يحكمه على كافة الـمستويات، من بين المترشحين الـمتعددين الذيـن يعرضون أنفسهم على اختياره ، بعد استيفاء الشروط القانونية ".

" أما فيـما يخص حالة الطوارئ ، فإنه تـم فرضها من منطلق الاستـجابة لمقتضيات مكافحة الإرهاب لا غير، و السبب هذا هو وحده الذي يـملي الإبقاء عليها بـمقتضى القانون . إن حالة الطوارئ لم تَحُلْ ، في أي وقت من الأوقات ، دون حراك سياسي تعددي نشِط ولا هي عرقلت إجراء حملات انتاخبية حامية متحمسة، بشهادة الملاحظين الذين تابعوها ".

وأردف رئيس الجمهورية قائلا : " من ثمة ، ومن أجل وضع حد لأي جدال غير مؤسس حول هذه الـمسألة، أُكلف الحكومة بأن تنكب ، فورا ، على صياغة النصوص المواتية التي ستتيح للدولة مواصلة مكافحة الإرهاب إلى النهاية بنفس الفعالية وفي إطار القانون . و بالتالي سيؤدي ذلك إلى رفع حالة الطوارئ في أقرب الآجال ".

كما ذكّر رئيس الجمهورية بأنه " باستثناء ولاية الجزائر ، لا مانع لتنظيم المسيرات في كافة الولايات الأخرى، شريطة تقديم الطلبات واستيفاء الشروط التي يقتضيها القانون . حقا، إن العاصمة مستثناة في هذا الـمجال لأسباب معروفة لها صلة بالنظام العام وليس أصلا لِلَجْم حرية التعبير فيها. و من الـمعلوم أن مديـنة الـجزائر تتوافر على عدد جَـمٍ من القاعات ذات السعة الـمتفاوتة هي بلا مقابل تـحت تصرف أي حزب أو جمعية على أن يقدم طلب ، قانوني لذلك ، بغية الـجهر برأيه على الـملأ ".

واستطرد رئيس الدولة قائلا : " أما فيما يخص ارتفاق الأحزاب السياسية بالتلفزيون والإذاعة ، فليس هناك لا قانون ولا تعليمة يـمنعه على أية تشكيلة أو جمعية شرعية. من ثمة ، يتعيـن على التلفزيون والإذاعة أن يقوما بتغطية نشاطات سائر الأحزاب والمنظمات الوطنية المعتمدة وفتح القنوات أمامها بالإنصاف.

" و يتعين على الأحزاب السياسية والمنظمات الوطنية المعتمدة أن تراعي، على الخصوص، أحكام الدستور والقوانين المتصلة بالنشاط السياسي ، ذلك أن الحرية لا يمكنها أن تُفْضِيَ ، بأي حال من الأحوال ، إلى الانزلاقات و الفوضى التي سبق للجزائر أن دفعت ثمنها باهظا ".

وإذ عاد إلى موضوع ما ينتظره المواطنون، أمر رئيس الجمهورية الحكومة بتوخي السرعة في إنهاء عديد الورشات الهامة ، محددا لها آجالا قصيرة وملزمة.

في المقام الأول ، و برسم استحداث فرص الشغل، الذي شهد بعدُ نتائج هامة رافقها تراجع قوي لنسبة البطالة خلال العشرية الفارطة ، أمر رئيس الجمهورية الحكومة بالسرعة في صياغة إجراءات جديدة الغرض منها على وجه الخصوص :

1- تحسين أشكال الدعم العمومي للشباب المترشح للاستفادة من آلية القروض المصغرة و توسيع هذه الآلية بحيث تشمل إنشاء مكاتب جماعية من قبل حملة الشهادات من خريجي الجامعة وتخفيف الشروط و الإجراءات الـمتصلة بذلك وتفعيل استغلال المحلات الـمنشأة لصالـح الشباب العاطل؛

2 - تـمديد فترات صلاحية آلية ما قبل الاندماج في الحياة الـمهنية السارية، من أجل تحسيـن فعاليتها ؛

3 - رفع قدرة استيعاب آليات التشغيل المؤقت استـجابة للطلب الكبير عليها ، مع تـحسيـن جاذبيتها؛

4 - توسيع الإجراءات الـمحفزة على توظيف الشبان طلاب العمل من قبل الـمُرَقِّيـن والمستثمريـن في كافة مجالات النشاط ، بما فيها الـمجال الفلاحي ؛

5 - زيادة التـحفيزات و التشجيعات على إنشاء مؤسسات صغيرة و متوسطة مُحْدِّثة لـمناصب الشغل، مع الفراغ عاجلا من إعداد العُدَّة الـموجهة لتسهيل حصول الـمؤسسات الصغيرة و الـمتوسطة على القروض البنكية .

و ستتـم دراسة جملة الترتيبات التي تتطلبها الإجراءات الـخمس هذه من قبل مجلس الوزراء نهاية هذا الشهر.

في المقام الثاني ، و فيـما يخص الاستـجابة للطلب على السكن ، أشار رئيس الدولة إلى أن سنة 2010 شهدت استلام أكثر من 190.000 وحدة سكنية من البرنامج الجاري لإنجاز مليوني مسكن تـم الشروع في بناء ما يربو عن الربع منها. وأوعز للحكومة أن تبادر إلى :

1 - تعجيل منح الكمية الهائلة من السكنات الاجتـماعية ذات الطابع الإجاري التي تم تسليـمها محليا؛

2 - استكمال بعض ورشات السكن الترقوي التي ما تزال معطلة بسبب نزاعات شتى. و يتعين إيجاد حل للوضع القانوني لهذه الحالات وتهيئة السكنات كي لا تبقى غير مأهولة؛

3 - تعجيل تـنفيذ برنامج السكن الريفي الذي يصل مجموعه إلى 700.000 وحدة سكنية؛ و يـنبغي إطلاق ثُلُث هذا الـمجموع على الأقل قبل نهاية السنة الـجارية؛

4 - تكثيف وتيرة إنـجاز الـ 340.000 وحدة سكنية الـموجهة للقضاء على السكنات الهشة في كامل التراب الوطني، و هو الانـجاز الذي تـمت مباشرته؛

5 - تشجيع البنوك الـمحلية على تسهيل استفادة الـمواطنين من قروض الترقية العقارية في إطار الآليات التي تـم إحداثها خلال السنة الماضية. وعند الاقتضاء، تُـنشِئ الحكومة صندوق ضمان خاص بالقروض الـممنوحة للمواطنين بغرض بناء أو شراء سكن فردي في مجمعات سكنية.

وأوضح رئيس الدولة أنه ينتظر من الحكومة، في نهاية هذا الثلاثي، تقريرا مرحليا حول تقدم هذه التدابير الرامية إلى مضاعفة الاستجابة لطلبات السكن.

وفي المقام الثالث ، وبخصوص ضبط السوق والحفاظ على القدرة الشرائية للـمواطنين في مواجهة تقلبات أسعار الـمواد الغذائية الأساسية في الأسواق الدولية، اعتبر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أنه لا بد من دعم هذه الـمسألة الجوهرية دعما يصب في اتجاه القرارات التي تم اتـخاذها السنة الـماضية ومنذ مطلع هذه السنة. و من هذا الباب، أوعز للحكومة أن تكفل:

1 - توسيع نطاق تطبيق آلية تثبيت أسعار الـمواد الاستهلاكية الأساسية بحيث يشمل الخضر الـجافة، علـما أن هذه الآلية، الـمطبقة بعدُ على القمح والحليب، تم توسيعها بحيث صارت تشمل كذلك مادتي السكر والزيوت الغذائية؛

2 - تحديد هوامش الأسعار القصوى التي تطبق على هذه الـمواد و مشتقاتها، وعند الإنتاج أو الاستيراد وعند مختلف مستويات التوزيع و البيع بالتجزئة وذلك بالتـنسيق مع العاملين الاقتصاديين والـمنظمات المعنية؛

3 - إقحام السلطات العمومية في تموين السوق المحلية بالمواد الاستهلاكية الأساسية وضبطها ؛

4 - إيلاء المزيد من التحفيز لتطوير الإنتاج الفلاحي و الفلاحي الغذائي على الصعيد المحلي إلى جانب ضبط سوق الخضر واللحوم؛

5 - تعزيز إدارة الرقابة التـجارية من أجل تأطير أفضل للسوق. من هذا المنظور، يتعين على الإدارة هذه أن تتخذ الترتيبات اللازمة كي تستعمل ، قبل نهاية السنة المقبلة، الخمسة آلاف (5000) منصب مالي الموضوعة بعدُ تحت تصرفها برسم الفترة الخماسية. وسترافق الـحكومة هذا الإجراء بما يلزم من أشكال الدعم حسب الـحاجة ؛

6 - تعميق التحضيرات المتعلقة بـمختلف الإجراءات المقررة من أجل تحسين الضبط والشفافية في مجال النشاطات الاقتصادية والتـجارية بـما يجنب أية محاولة لتوظيف هذه الإجراءات ضد الصالـح العام. في هذا الصدد، أُنِيطَ بالـحكومة أن تتولى:


- تخفيف الصيغ والإجراءات الموجهة لتحويل النشاط التجاري الصغير غير الرسمي الممارس في الطريق العمومي نحو أماكن مُعَدَّة لذلك، و هذا بالتنسيق مع الجمعيات وممثلي المعنيين؛

- وتعميق التشاور والشرح و الاتصال فيما يخص المزايا التي يُجْنِيها الاقتصاد من اعتماد الدفع بالصكوك بالنسبة للمبالغ التي تعادل أو تفوق 500.000 د ج، وكذلك تعميم الفَوْترة في كافة المعاملات التجارية. لذا ، يؤجل تطبيق التدابير الـمتصلة بهذين الإجراءين إلى حين استيفاء الشروط المطلوبة .

فالحكومة مأمورة بأن تشرع، دونـما تأجيل، في تنفيذ التعليمات الرئاسية المتعلقة بتثبيت وضبط سوق المواد الغذائية الأساسية وترفع تقريرا مرحليا بشأن ذلك في نهاية شهر مارس المقبل.

هذا، واغتنم رئيس الدولة المناسبة فذكّر بما يُوليه من أهمية للحفاظ على حرمة المال العام و لـمكافحة الفساد ، قائلا :

" هناك مساس بالمال العام وآفة الفساد قد استفحلت. فلا أحد يحاول إخفاء هذا الأمر الذي يستنكره الـمجتمع و لكن ليس بإمكان أحد أن ينكر إصرار الدولة و تصميمها على محاربة هذه الانحرافات بكل ما يخوله القانون من صرامة ".

واستطرد رئيس الدولة مشيرا إلى أن " آليات الوقاية من هذه الانحرافات تـم تعزيزها على غرار مجلس المحاسبة الذي وُسِّعَتْ صلاحياته بحيث صارت تشمل، من الآن فصاعدا، فضلا عن الإدارات، الشركات العمومية. يعد تشريعنا الـمتعلق بهذه الآفات من أقسى التشريعات و الدليل على ذلك هو أن الفساد يعتبر في نظر القانون جنحة لا يسري عليها التقادم ".

وأضاف رئيس الجمهورية قائلا : " بالتالي، إنني أؤكد من جديد أنه لن يُفلت من القصاص ما تثبته العدالة من جريمة أو جنحة من جرائم وجنح الفساد أو المساس بالمال العام. هذا مع مراعاة قرينة البراءة طبقا للقانون. وعليه، أدعو الإطارات والمسيّرين العموميين إلى النهوض بمهامهم في كنف الطمأنينة واضعيـن ثقتهم في الدولة التي يخدمونها و في العدالة المستقلة ".

ومن هذا المنطلق، كلّف رئيس الدولة الحكومة بإعداد الأحكام التشريعية المواتية بغية رفع التجريم عن فعل التسيير وهذا لزرع المزيد من الثقة في نفوس الإطارات المسيرين على ألا يعني ذلك تخويلا لِلاَّعِقَاب.

في المقام الرابع : أوعز رئيس الدولة للحكومة أن تسهر على تحسيـن أداء الخدمة العمومية، وبالخصوص :

1 - اغتـنام فرصة دراسة مشروع مراجعة قانون البلديات الجارية على مستوى البرلمان من أجل أن تُولَى الصدارة لدور و إسهام المجالس الشعبية البلدية في الاستجابة لتطلعات المواطنين على المستوى المحلي، والشروع فورا في برنامج تعزيز وتأطير البلديات بالكفاءات القادرة على تحسيـن نوعية الخدمات؛

2 - السهر على توحيد الإجراءات التـنظيمية التي تطبقها الإدارات والجماعات المحلية في كامل التراب الوطني في إطار مهامها الـمتعلقة بالضبط والـحفاظ على النظام العام؛

3 - تخفيف قوام الملفات الإدارية وإجراءات معالجتها كلما كان ذلك ممكنا. وبدءا من الآن، يجب تأمين وفرة أوفى للمستندات المطلوبة لاستخراج وثائق إثبات الهوية الجديدة واعتماد إجراءات أسرع في تسليمها؛

4 - مراعاة الجودة والسرعة والفعالية في الخدمات التي تقدمها الإدارات والمؤسسات العمومية. وعلى الولاة أن يسهروا فعليا على تحقيق هذا المبتغى، كل في مقاطعته.

وأضاف رئيس الدولة أنه " إلى جانب ما سبق، يتعين على كل مسؤول السهر على تحسين الإصغاء للمواطنين والتواصل معهم و كذا الاتصال ما بيـن مختلف الإدارات المركزية والمحلية ".
كما سجل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أنه " يـنبغي للمَرَفَق العام الكَّفُّ عن القُبُوع في الرتابة وعن الإقتصار على التجند الظرفي عند حصول الأزمات. فلا بد له أن يعود إلى ما تمليه رسالته ويجدد عهده بأخلاقياته. لا أحد ينتظر تغيُّـر الأمور بين عشية و ضحاها في هذا الـمجال، لكنه من حق المواطنيـن أن يلمسوا التحسن السريع و التغيُّر النوعي ".

وأردف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قائلا: " و على أية حال، فإن كل مسؤول، مهما كانت درجة مسؤوليته، ملزم ، أكثر من أي وقت مضى ، بواجب النجاعة ، وهذا من خلال التواجد في الميدان ومن خلال جودة الخدمات التي تقدمها الإدارات أو المصالـح أو المؤسسات الـموضوعة تـحت إِمْرَتِهِ. وهذه معايير لن تقل أهميتها في المستقبل عن أهمية تـنفيذ البرامج الـمرسومة ".

وختم رئيس الدولة توجيهاته و تعليماته حول هذا الـملف موضحا أنه، فضلا عما تـم إصداره اليوم من تعليمات و تحديده من آجال ، فإن جملة الـمسائل الـتي تـم تناولها ستكون دوريا محل متابعة و تقويـم .

بعد أن تناول الأحداث التي شهدتها بلادنا في مطلع شهر يناير 2011 بالـمناقشة واتخذ على ضوئها القرارات اللازمة ، تولى مجلس الوزراء بالدراسة والموافقة مشروع قانون عضوي يحدد تنظيم المحكمة العليا وسيرها وصلاحياتها.

الغرض الـمتوخى من هذا النص هو تيسير تـنفيذ الأحكام الدستورية التي تـنص على أنه يتـم تحديد تـنظيم المحكمة العليا وسيرها و صلاحياتها بـمقتضى قانون عضوي.
من هذا الباب، يأتي مشروع القانون العضوي المعروض على المجلس ليُقنـن مـمارسة يسري العمل بها منذ أن تـم، في بلادنا، اعتـماد نظامين قضائييـن ، أولهما ذو طابع عادي تختص به الـمحكمة العليا وثانيهما ذو طابع إداري يختص به مجلس الدولة.

يوضح النص الـمذكور أن المحكمة العليا، التي تـنظر في مراعاة القانون ، تسهر على حسن تطبيق القانون عن طريق الأوامر و الأحكام و القرارات القضائية الصادرة عن المحاكم ومحاكم الاستئناف، وعلى احترام شكل الإجراءات و قواعدها. كما يمكن للمحكمة العليا، بصفة استثنائية ، وفي حالات يحددها القانون، أن تبت في الـمضمون.

و فضلا عن القواعد الـمتعلقة بتـنظيـم هذه الـجهة الـقضائية، يدعم مشروع القانون هذا استقلاليتها بـمنحها الاستقلالية الـمالية و استقلالية التسيير.

يجدر التذكير بأن رئيس الـجمهورية، رئيس الـمجلس الأعلى للقضاء ، حرص، في إطار إصلاح الـمنظومة القضائية الـجاري منذ عقد من الزمن، على تأميـن كافة الشروط و الوسائل للـمحكمة العليا و للقضاة الـمستشاريـن حتى يؤدوا مهامهـم على أحسن وجه، وهذا مراعاة لـجلال الـمهمة التي يتولونها.

من جهتها ، اتخذت الـمحكمة العليا عدة إجراءات رافقت عمليات مراجعة قوانيـن الإجراءات القضائية وقلصت بصفة ملـموسة من آجال نطقها بقراراتها.

تـناول مجلس الوزراء، بعد ذلك، بالدراسة والـموافقة مشروع قانون يعدل القانون العضوي الـمتعلق بصلاحيات مجلس الدولة و تـنظيـمه وسيره.

ففيما يخص صلاحيات مجلس الدولة، يـنص مشروع القانون على أن هذا الـمجلس يـنظر في الـمقام الأول و الأخير في طعون الإلغاء، و ذلك بتأويل أو تقدير مطابقة الدعاوى الـمرفوعة ضد القرارات الإدارية الصادرة عن السلطات الإدارية والمؤسسات والـمنظمات الـمهنية الوطنية للقانون.

كما يـنص مشروع القانون العضوي هذا على اختصاص المجلس بالبت عند الاستئناف ضد الأحكام القضائية و القرارات التي تصدرها الـجهات القضائية الإدارية وكذلك البت في قضايا الطعن بالنقض ضد الأحكام النهائية التي تصدرها الـجهات القضائية الإدارية.

وإلى جانب توضيح الصلاحيات القضائية لـمجلس الدولة في الـمجال الإداري، يضفي مشروع القانون العضوي الـمزيد من الدقة على الإجراءات الـمتعلقة بالآراء الصادرة عن مجلس الدولة بشأن مشاريع القوانيـن التي تُعِدُّها الـحكومة قبل عرضها على مجلس الوزراء.

إن اقتراح مراجعة القانون العضوي الـمتعلق بـمجلس الدولة هذا سيعزز النظام القضائي الإداري الذي يشهد التواتر التدريجي لإنشاء الـمحاكم الإدارية .

كما تـناول مجلس الوزراء بالدراسة و الـموافقة أربعة مشاريع مراسيـم رئاسية تتعلق بالتـنقيب عن الـمحروقات و استغلالها.

مشروع الـمرسوم الرئاسي الأول يخص الموافقة على الـملـحق رقم 4 بالعقد المبرم بتاريخ 10 يوليـو 2002 بيـن شركة سوناطراك و ثلاثة شركاء لها هم "repsol exploration algelia sa " و " rwe dea ag " و "edison international " من أجل التنقيب عن المحروقات و تقديرها واستغلالها في الـمحيط الـمسمى " رقان الشمالي، الكتلتيـن 315ج و 352 ج ".

ويتضمن مشروع الـمرسوم الرئاسي الثاني الـموافقة على ستة عقود للتـنقيب عن المحروقات و استغلالها أبرمت بتاريخ 30 يونيو 2010 بين الوكالة الوطنية لتثميـن الموارد من الـمحروقات (alnaft ) وشركة سوناطراك.

و يتعلق مشروع المرسوم الرئاسي الثالث بالملحق رقم 02 التابع للعقد المبرم بتاريخ 23 أفريل 2005 المبرم بيـن شركة سوناطراك و شركتي " غولف كيستون بتروليوم ليميتد gulf keystone petroleum limited " و " ب غ نورث سي هولدينقس ليميتد bg north sea holdings limited " من أجل التنقيب عن المحروقات وتقديرها وتطويرها واستغلالها في المحيط الـمسمى حاسي باحمو ( الكتل: 317ب و 322 ب3 و 347 ب و 348 و 349 ب ).

أما مشروع الـمرسوم الرئاسي الرابع، فيتضمن الـموافقة علـى الـملـحق رقم 1 بالعقد الـمبرم بتاريخ 20 يوليو2009 بين الوكالة الوطنية لتثمين الموارد من المحروقات (alnaft ) و شركة سوناطراك. سيشرك الـملـحق هذا، بنسبة ضئيلة، شركة "eni algeria exploration bv " في استغلال الـمحروقات بالمحيط المسمى " رورد مسعود الشمال ".

بعد ذلك، تـناول مجلس الوزراء بالدراسة و الـموافقة مشروع مرسوم رئاسي يتضمن إنشاء مجموعة منـجمية عمومية تدعى " مناجم الـجزائر".

سيتـم تزويد الـمجموعة الصناعية هذه برأس مال تـملكه الدولة، غير قابل للتقادم و لا للتصرف، تبلغ قيمته 5 ملايير دج، و ستـحول لها أصول الـمؤسسات العمومية الـخمس التي تـنشط حاليا في مجال الـمناجم.

سيتولى مجمع " مناجم الـجزائر " الإسهام بقوة في تكثيف التنقيب عن الثروات المنجمية في البلاد واستغلالها، و هو ما سيساعد في إنشاء الكثير من مناصب الشغل و رفع نسبة الصادرات من غير الـمحروقات. إن المقاربة هذه التي سيتم تغليب الاستثمارات الوطنية فيها ستتيح ، كذلك، إشراك الأطراف الأجنبية الـمستعدة لنقل التكنولوجيا والـخبرة.

هذا، وواصل مجلس الوزراء أعماله متـناولا بالدراسة و الـموافقة مشروعي صفقتيـن بالتراضي البسيط.

المشروع الأول يتعلق بإنـجاز مقر معهد الدبلوماسية و العلاقات الدولية التابع لوزارة الشؤون الـخارجية.

سيعهد الـمشروع هذا، الذي تبلغ قيـمته الإجمالية 700 مليون دج ، إلى مؤسستيـن تتوليان حاليا بناء مقر وزارة الشؤون الـخارجية الذي ستـنتهي الأشغال به قريبا.

أما الملف الثـاني، فيتعلق بصفقتيـن لإنـجاز خطوط سككية .
من ثمة، سيتـم إبرام عقد، تقارب قيمته 45 مليار دج و يخص إنـجاز خط سككي بيـن مديـنتي بوغزول والـمسيلة بطول 151 كلـم، مع تكتل يضم مؤسستيـن عموميتيـن تتوليان نسبة تفوق 75 بالمائة من الصفقة تشاركهما مؤسستان مختلطتان. وسيتـم الاتفاق مع ثلاثة مكاتب دراسات وطنية للإشراف على الإنـجاز.

أما العقد الثاني، و قيمته تفوق 44 مليار دج، فيخص إنـجاز خط سككي بيـن مدينتي بوغزول وتيسمسيلت بطول 139 كلم. و قد أوكل إلى مجمع يضم خمس مؤسسات وطنية تـحوز نسبة تقارب 80 بالـمائة من العقد و تشاركها مؤسسة مختلطة. و تتولى ثلاثة مكاتب دراسات وطنية مهمة الإشراف على الإنـجاز.

تم منح عقود الأشغال السككية هذه بطريقة التراضي القانونية بناء على تعليـمات رئيس الجمهورية الذي أمر بتأهيل المؤسسات المحلية التي تملك حصصا في الصفقات و بإنعاشها بإيلائها حصصا من العقود العمومية.

كما تناول مجلس الوزراء بالدراسة اقتراحا يتعلق ببرنامج تطوير الطاقات الجديدة و الـمتـجددة و تعزيز النـجاعة الطاقوية قدمه السيد وزير الطاقة و الـمناجم.

يأتي مشروع البرنامج هذا عملا بتعليـمات رئيس الدولة بـمناسبة جلسة مصغرة عقدت في شهر غشت الماضي لدراسة ملف قطاع الطاقة في إطار تخطيط احتياجات البلاد من الطاقة على المديين المتوسط و البعيد وفي سياق التطورات الدولية المتصلة بحماية البيئة.
سيتـم تطوير إنتاج الكهرباء باستعمال الطاقات الـمتجددة على ثلاث مراحل متتابعة.

من ذلك، أن سنوات 2011 و2012 و2013 ستكرس لتدعيـم جانب المعطيات من خلال إجراء دراسات ومشاريع نـموذجية الغاية منها اختيار أنجع التكنولوجيات الجديرة بوضعها حيز التـنفيذ. أما سنتا 2014 و2015 ، فستشهدان اطلاق قدر معتبر من الاستثمارات اللازمة التي سترتفع إلى أن تصل في آفاق 2030 مستوى إنتاج يعادل 22000 ميغاواط من الكهرباء باستعمال الطاقات الـجديدة و الـمتـجددة، و هو ما يـمثل أكثر من ضعف القدرات الـحالية التي تعتـمد على الغاز الطبيعي.
وبالـموازاة مع ذلك، سيعتـمد تطوير النجاعة الطاقوية على عدة مناهج منها العزل الحراري للمساكن ومسخنات الماء العاملة بالطاقة الشمسية و تعميـم الإنارة باستعمال الأدوات الـمقلة من استهلاك الكهرباء، وخفض استهلاك الطاقة في القطاع الصناعي، إلى بالإعتماد على تحفيزات عمومية، وتطوير وسائل النقل العمومية والخاصة التي تعتمد على الغاز وقودا.

هذا المسعى، الذي يتطلب استثمارات هامة، سيمكننا من توفير ما يقارب 600 مليار متر مكعب من الغاز في ظرف 25 سنة. من ثمة ، سيتم الاحتفاظ بنصف هذا الحجم للعقود الزمنية المقبلة، بينما سيدر النصف الآخر المصدر إيـرادات إضافية لبلادنا لا تقل عن 200 مليار دولار خلال السنوات الخمس والعشريـن المقبلة.

كما سترفق هذه السياسية الطاقوية الـجديدة بتطوير صناعة مناولة محلية في مجال الطاقات الجديدة والمتجددة تكون قادرة على إحداث ما لا يقل عن 100.000 منصب شغل بقيـمة مضافة عالية.

عقب مناقشة هذا الـملف، صرح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أن الـجزائر ستطلق برنامجها الوطني للطاقات الـجديدة و الـمتـجددة و سياسة لاقتصاد الطاقة.

و بالنظر إلى جِدَّة التكنولوجيات التي ستطبق مستقبلا من طابع جديد، ألـح رئيس الدولة على تكريس فترة 2011-2013 كلية للتحكم في المعارف والتكنولوجيات ذات الصلة بهذا الـمجال الـحديث الولادة، حتى على الـمستوى العالمي.

من هذا الباب، أوعز رئيس الـجمهورية للـحكومة أن تسهر على ترقية التعاون مع كافة الشركاء الأجانب العمومييـن منهم و الـخواص، الـمستعدين لاقتسام معارفهم مع بلادنا، و أن تسعى لإقامة شراكة قوامها الاقتسام الـمنصف للمنافع . كما تـم تكليف الحكومة بأن تشجع، عن طريق أفضل التـحفيزات المتضمنة في قانون الاستثمار، الشراكة مع المجمعات الصناعية الدولية الـمتخصصة من أجل إنتاج التجهيزات والتكنولوجيات التي تـحتاجها الطاقات الجديدة والمتـجددة بعيـن الـمكان بالجزائر.
كما أمر رئيس الـجمهورية الـحكومة أن تعمل ، خلال السنوات الثلاث هذه، على حشد مبلغ 2 مليار دج اللازم لإنـجاز الدراسات و مخصصا ماليا بقيـمة 12 مليار دج موجه لدعم الكهرباء التي سيتـم إنتاجها في الهياكل التجريبية للطاقات الـجديدة والمتجددة، و كلف الـحكومة بتسهيل حشد أكثر من 50 مليار دج من القروض البنكية بشروط تـحفيزية لإتاحة إنـجاز الوحدات التـجريبية خلال هذه الفترة.

هذا، ووافق رئيس الدولة على إنشاء محافظة للطاقات الـجديدة وأمر باتخاذ الترتيبات اللازمة لـجمع الكفاءات والخبرات الوطنية الـمتوفرة في مراكز البحث العلمي ذات الصلة بهذا الـملف.

كما قرر مجلس الوزراء أن يدرج ، ضمن مشروع قانون الـمالية الـمقبل، تخصيص نسبة 1 بالـمائة من الـجباية الـمحصلة من الـمحروقات لتطوير الطاقات الـجديدة و الـمتجددة و لترقية الاستعمال الأنـجع للطاقات التقليدية.

وأوضح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أن " هذا التخصيص الـمالي يعكس عزمنا على جعل المحروقات التي تـملكها بلادنا ترافق، من الآن فصاعدا، الاستثمارات اللازمة لتطوير الطاقات الـجديدة والـمتـجددة لفائدة أجيال الـمستقبل ".

عقب ذلك ، استمع مجلس الوزراء و ناقش عرضا قدمه وزير الـمالية حول مشروع مرسوم تنفيذي يتضمن الـموافقة على النظام الداخلي النـموذجي للجان الصفقات العمومية .

النص هذا ، الذي جاء عملا بالمرسوم الرئاسي الصادر في أكتوبر 2010 والمتضمن مراجعة القوانيـن الـمطبقة على الصفقات العمومية، يدخل، بوجه أخص، إجراءات جديدة قميـنة بتعجيل أشغال لـجان الصفقات العمومية نذكر منها:

- تثبيت أعضاء اللـجان الوطنية للصفقات؛
- إلغاء مكتب هذه اللـجان بغرض تخفيف فترة معالـجة الـملفات؛
- تعييـن مستخلفيـن لأعضاء اللجان، بـما في ذلك رؤساء اللجان و مقرريها ، وذلك تجنبا للتأخر الذي قد يـنـجم عن أي غياب للـمعنييـن؛
- توضيح مهام لـجان الصفقات العمومية بـما يـمكنها من السهر على احترام الإجراءات والشفافية عند إعلان الـمناقصات و فتـح العروض، أما الاختيار التقني للمتعهديـن فهو من الـمسؤولية القانونية للـمشرف على الإنـجاز.
- و كذا تـحديد أجل دراسة الطعون بخمسة عشرة يوما.

وإذ سجل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أن التدابير الـجديدة هذه تأتي في أوانها لتقلص أجل دراسة الـملفات من قبل لـجان الصفقات العمومية، ألـح على ضرورة إصدار الهيئات الـمختصة قراراتها حول الصفقات العمومية في شفافية تامة، و أمر الـحكومة بالعمل، على مستوى مختلف القطاعات، على اطراد تـنشيط أداء البرنامج الـخماسي للاستثمارات العمومية الـجاري.

بعد ذلك، استـمع مجلس الوزراء و ناقش عرضا حول المجلس الوطني للشراكة بصفته آلية تعزز السياسة الوطنية للتكوين والتعليم المهنييـن، تماشيا مع السوق الوطنية للشغل.

يأتي تـنصيب الـمجلس هذا تطبيقا للأوامر الرئاسية الـمتوخية الـمساوقة الدائمة بيـن احتياجات السوق الوطنية للشغل و نتاج التعليـم والتكويـن الـمهنييـن.

هذه الهيئة، التي انتخبت حديثا مدير مؤسسة لرئاستها ، تضم، إلى جانب مندوبي التعليـم والتكويـن الـمهنييـن، مـمثليـن عن أرباب العمل العمومييـن والـخواص و الغرف و جمعيات أرباب العمل و كذلك أجهزة ترقية التشغيل و تطوير الاستثمارات. كما سيتـم إنشاء فروع محلية لها .

وخلصت دراسة هذا الـملف إلى تعليـمة أصدرها رئيس الـجمهورية للـحكومة بأن تعمق، على كافة الـمستويات، تقويـم و تكييف منظومة التعليـم الوطنية بـما يجعلها تستجيب، على نحو أفضل، لـما هو مطلوب من الإطارات و الكفاءات التي تـحتاجها التنمية الوطنية.

وأضاف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قائلا " إنني أقول و أكرر اليوم إنه بإمكان الشعب الـجزائري أن يفخر بحق و هو يرى ما يقارب 10 ملاييـن من أبنائه يتوجهون يوميا إلى الـمدارس و الـجامعات أو مراكز التكويـن. فذلكم دليل على تعلق بلادنا بالعلـم و بإتاحة الترقية الاجتـماعية لـجميع مواطنيها ".

و ختم رئيس الدولة بالقول " ومع ذلك فإن هذه النتيجة التي هي في حاجة إلى تدعيـم تفرض عليـنا وثبة نوعية حتى نكيف ، علـى نحو أفضل ، التكويـن الـملقن في كافة الـمستويات مع السوق المحلية للشغل و نقلص بذلك بطالة حملة الشهادات. من ثمة، أنتظر من الـحكومة أن تجد الإجابات التي تواجه بها هذا التـحدي مواجهة ناجعة ".

وختم مجلس الوزراء أعماله بالـموافقة على قرارات فردية بالتعيين والإعفاء في مناصب عليا للدولة.










رد مع اقتباس
قديم 2012-03-11, 12:25   رقم المشاركة : 1063
معلومات العضو
malek-droit
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mohamed_49 مشاهدة المشاركة
و عليكم السلام

تقادم العقوبة هو التخلي عن تنفيذها لفوات مدة معينة و تكون بـ 20-03-02 جنايات .جنح و مخالفات
في حين تقادم الدعوى هو التخلي عن الدعوى أمام القضاء و تكون بـ 10-03-02. // //


أمــا السقوط هو سقوط الخصومة لعدم تفعيل اجراءتها من الخصوم لمدجة سنتين -م 222----230 ق ا م ا -

أما انقضاء العقوبة فهو اما بالتخلي عن تنفيذها عن طريق العفو و التقادم و الوفاة و إما بمحو اثارها كالعفو الشامل و رد الإعتبار

فالتقادم عنصر من انقضاء العقوبة أو الدعوى حسب ما دكرته

اما السقوط فاعتقد و الله اعلم ميدان ق ا المدنية و الادارية وفق ما وضحته..

بالتوفيق

تصحيح فقط الاخ محمد و هو ان تقادم العقوبة في الجنح هو 5 سنوات و ليس 3 كما ذكرت









رد مع اقتباس
قديم 2012-03-11, 12:26   رقم المشاركة : 1064
معلومات العضو
essedik
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية essedik
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

كلمة رئيس الجمهورية بمناسبة الافتتاح الرسمي للسنة القضائية 2010-2011
الجزائر، 28 أكتوبر 2010

بسم الله الرحمن الرحيم،
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،
وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين،

أيتها السيدات الفضليات،
أيها السادة الأفاضل،
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،

إن افتتاح السنة القضائية مناسبة لتأكيد ما أوليناه من عناية لقطاع العدالة، ضمن مسار الإصلاحات التي أطلقناها ومخططات التنمية التي بادرنا بها.

لقد اعتمدنا منذ البداية، جملة من الإصلاحات جعلنا على رأسها إصلاح العدالة الذي تضمن أهدافا سامية، من إعادة الاعتبار لسلطة الدولة وسيادة القانون وحماية الحريات الفردية والجماعية، بما تساهم في إرساء السلم الاجتماعي وضمان ممارسة كل مواطن لحقوقه الأساسية في كنف الطمأنينة والعدل.

لقد جعلنا من مراجعة منظومتنا القانونية مرتكزا لهذا الإصلاح، بهدف تكييفها مع مستلزمات التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي عرفها مجتمعنا، وكذا ملاءمتها مع التزاماتنا الدولية.
كما تركز اهتمامنا على دعم القاضي وترقيته بما يبوؤه المكانة الاجتماعية التي يستحق باعتباره محور حركية النهوض بالعدالة لتمارس دورها في حماية الحقوق والحريات، وتهذيب الحياة العامة بما يضفي مصداقية على مؤسسات الدولة.

وتوسع هذا الاهتمام ليشمل زيادة معتبرة في تعداد القضاة مع تحسين مستوى تكوينهم وتأهيلهم لمواجهة الكم الهائل من القضايا، وتحكم أفضل في معالجتها. كما اتجهت عنايتنا لتوفير الظروف البشرية والمادية والمعنوية الكفيلة بجعل القضاة يمارسون مهامهم في حدود حقوقهم وواجباتهم المنصوص عليها في الدستور، وفي القانون الأساسي للقضاء، حتى يتسنى لهم بسط سيادة القانون.

وجاء إدخال تكنولوجيات الإعلام والاتصال في مؤسستنا القضائية ليضيف جودة وسرعة على الخدمات المقدمة للمواطنين والمتقاضين، ويساهم في عصرنة إدارة القضاء.

يضاف إلى ذلك، الإصلاحات التي عرفتها السجون عبر إقامة نظام حبس عصري وفقا للمعايير الدولية، وبما يتوافق مع قيمنا الأصيلة ويتماشى مع ما صادقت عليه بلادنا من معاهدات واتفاقيات.

أيتها السيدات الفضليات،
أيها السادة الأفاضل،

فضلا عن دور العدالة باعتبارها حصنا للديمقراطية وحماية الحريات وحقوق الإنسان وركنا في ترسيخ دعائم دولة القانون، فإن مهامها أساسية كذلك في بناء المجتمع السليم وتحقيق التنمية الشاملة.

وفي هذا السياق، اتخذنا تدابير تمنح صلاحيات واسعة للسلطة القضائية في الإدارة والإشراف والمراقبة لضباط الشرطة القضائية وأعوانها أثناء مباشرتهم مهام الضبط لقضائي، لاستتباب الأمن والاستقرار ومحاربة الجريمة بكل أنواعها، وذلك في كنف حماية الحريات والحقوق واحترام قرينة البراءة المنصوص عليها في الدستور، والمدونة في التشريع الوطني.

ومن أجل إعطاء فعالية أكثر لعمل السلطة القضائية في محاربة الآفات الاجتماعية، سيما الإجرام المنظم والفساد بكل أنواعه، فقد عمدنا إلى إنشاء هيئة وطنية للوقاية من الفساد ومكافتحه، ودعمها بأداة عملية متمثلة في ديوان مركزي لمحاربة الفساد، فضلا عن إنشاء وتنصيب أقطاب قضائية ذات اختصاص إقليمي واسع لمتابعة ومحاكمة مرتكبي الجريمة المنظمة التي بدأت تأخذ أبعادا خطيرة، من شأنها أن تعيق التنمية الوطنية وتضر بالاقتصاد الوطني.

كما تم الانطلاق، خلال هذه السنة، في تنصيب المحاكم الإدراية التي تسمح بتعزيز صلاحيات القضاء الإداري عند الفصل في دعاوى المواطنين التي تكون الإدارة طرفا فيها.

ولتحسين الخدمة القضائية، فقد تم دعم وتكوين الموثقين والمحضرين القضائيين وغيرهم من مساعدي العدالة الذين ارتفع عددهم خلال السنوات الثلاث الأخيرة، بما يستجيب للتطورات الاقتصادية والتحولات الاجتماعية التي تعرفها بلادنا.

ولتنظيم مهنة المحاماة، فقد أعدت الحكومة مشروع قانون يكرس الحق في الدفاع بما يحمي الحقوق والحريات. يضاف إليه اعتماد التحكيم والصلح والوساطة كإجراءات بديلة لفض النزاعات بما يخفف من عدد القضايا المطروحة أمام المحاكم.

لقد أثمرت جهود الإصلاح نتائج حميدة على المجتمع والوطن، وفي الميادين الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، ساهمت إلى حد كبير في تقليص الإجرام والجريمة وفي استتاب الأمن والاستقرار.

وانطلاقا من كل ما تحقق من نتائج على أرض الواقع، يتحدد نطاق مسؤولية قطاع العدالة في التكفل بانشغالات المواطنين وطموحاتهم المشروعة التي هي ضمان عيشهم في جو يسوده الأمن والسلم، ويبعث فيهم الاطمئنان على حقوقهم وحرياتهم وممارستها دون قيد أو خوف.

بيد أن كل ما تحقق من نتائج إصلاح العدالة في سائر المهام والوظائف الموكولة للمؤسسة القضائية في علاقاتها بالمواطنين والمتقاضين، وإن رفعت من الكفاءة المهنية للقضاة ومساعدي القضاء وأعوانه، فإنها تبقى وسائل لهدف أسمى هو الارتقاء بالفرد أيا كانت مكانته الاجتماعية، إلى مستوى احترام القانون في كل معاملاته وعلاقاته بغيره، باعتبار ذلك شرطا أساسيا لتحقيق السلم الاجتماعي.

أيتها السيدات الفضليات،
أيها السادة الأفاضل،

وقناعة منا بإصلاح العدالة، ما هو إلا حلقة في سلسلة أدوات محاربة الآفات الاجتماعية ومظاهرها في المجتمع، فقد دعمناه بإطلاق مشاريع تنموية كبيرة في جميع الميادين تعود فائدتها على المواطنين في حياتهم وتقضي على جيوب الهشاشة باعتبارها أسبابا ومنافذ لاستشراء الرذيلة وتنامي الجريمة في المجتمع.

فبناء دولة القانون وترسيخ أسسها لا يقتصر على إقامة سلطة قضائية وسن تشريعات راقية تترصد المخالفين بالردع والعقاب، بل يتعدى إلى اضطلاع مختلف السلطات والهيئات العمومية بدورها في السهر على تفعيل القوانين المؤطرة للحياة العامة التي تدخل ضمن صلاحياتها لحمل الجميع على الخضوع للقانون في كل الظروف، كما يتعدى إلى تحمل مسؤوليتها أيضا في عصرنة الخدمات العمومية وتحديثها لتقديمها بشكل مرض للمواطنين.

أيتها السيدات الفضليات،
أيها السادة الأفاضل،

بودي في الختام، أن أشيد بهذه التطورات التي أحرزها قطاع العدالة في تحسين خدماته للمواطنين وعلاقاته بالمتقاضين، وما بلغه بالمؤسسة القضائية من منزلة من حيث الكفاءة والاحترافية واحترام لمبادئ وأسس المحاكمة العادلة، مما أكسب العدالة الوطنية مصداقية أكثر لدى المواطنين.

وإني، إذ أسأل الله العلي القدير أن يكلل بالتوفيق والنجاح أعمالكم، أهنئكم بالسنة القضائية الجديدة، وأعلن على بركة الله عن افتتاحها، سائلا الموالى عز وجل أن يلهمنا السداد في أداء الواجب خدمة للبلاد والعباد.

أشكركم على كرم الإصغاء،
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.










رد مع اقتباس
قديم 2012-03-11, 12:27   رقم المشاركة : 1065
معلومات العضو
essedik
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية essedik
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

كلمة رئيس الجمهورية بمناسبة الافتتاح الرسمي للسنة القضائية 2010-2011
الجزائر، 28 أكتوبر 2010

بسم الله الرحمن الرحيم،
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،
وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين،

أيتها السيدات الفضليات،
أيها السادة الأفاضل،
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،

إن افتتاح السنة القضائية مناسبة لتأكيد ما أوليناه من عناية لقطاع العدالة، ضمن مسار الإصلاحات التي أطلقناها ومخططات التنمية التي بادرنا بها.

لقد اعتمدنا منذ البداية، جملة من الإصلاحات جعلنا على رأسها إصلاح العدالة الذي تضمن أهدافا سامية، من إعادة الاعتبار لسلطة الدولة وسيادة القانون وحماية الحريات الفردية والجماعية، بما تساهم في إرساء السلم الاجتماعي وضمان ممارسة كل مواطن لحقوقه الأساسية في كنف الطمأنينة والعدل.

لقد جعلنا من مراجعة منظومتنا القانونية مرتكزا لهذا الإصلاح، بهدف تكييفها مع مستلزمات التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي عرفها مجتمعنا، وكذا ملاءمتها مع التزاماتنا الدولية.
كما تركز اهتمامنا على دعم القاضي وترقيته بما يبوؤه المكانة الاجتماعية التي يستحق باعتباره محور حركية النهوض بالعدالة لتمارس دورها في حماية الحقوق والحريات، وتهذيب الحياة العامة بما يضفي مصداقية على مؤسسات الدولة.

وتوسع هذا الاهتمام ليشمل زيادة معتبرة في تعداد القضاة مع تحسين مستوى تكوينهم وتأهيلهم لمواجهة الكم الهائل من القضايا، وتحكم أفضل في معالجتها. كما اتجهت عنايتنا لتوفير الظروف البشرية والمادية والمعنوية الكفيلة بجعل القضاة يمارسون مهامهم في حدود حقوقهم وواجباتهم المنصوص عليها في الدستور، وفي القانون الأساسي للقضاء، حتى يتسنى لهم بسط سيادة القانون.

وجاء إدخال تكنولوجيات الإعلام والاتصال في مؤسستنا القضائية ليضيف جودة وسرعة على الخدمات المقدمة للمواطنين والمتقاضين، ويساهم في عصرنة إدارة القضاء.

يضاف إلى ذلك، الإصلاحات التي عرفتها السجون عبر إقامة نظام حبس عصري وفقا للمعايير الدولية، وبما يتوافق مع قيمنا الأصيلة ويتماشى مع ما صادقت عليه بلادنا من معاهدات واتفاقيات.

أيتها السيدات الفضليات،
أيها السادة الأفاضل،

فضلا عن دور العدالة باعتبارها حصنا للديمقراطية وحماية الحريات وحقوق الإنسان وركنا في ترسيخ دعائم دولة القانون، فإن مهامها أساسية كذلك في بناء المجتمع السليم وتحقيق التنمية الشاملة.

وفي هذا السياق، اتخذنا تدابير تمنح صلاحيات واسعة للسلطة القضائية في الإدارة والإشراف والمراقبة لضباط الشرطة القضائية وأعوانها أثناء مباشرتهم مهام الضبط لقضائي، لاستتباب الأمن والاستقرار ومحاربة الجريمة بكل أنواعها، وذلك في كنف حماية الحريات والحقوق واحترام قرينة البراءة المنصوص عليها في الدستور، والمدونة في التشريع الوطني.

ومن أجل إعطاء فعالية أكثر لعمل السلطة القضائية في محاربة الآفات الاجتماعية، سيما الإجرام المنظم والفساد بكل أنواعه، فقد عمدنا إلى إنشاء هيئة وطنية للوقاية من الفساد ومكافتحه، ودعمها بأداة عملية متمثلة في ديوان مركزي لمحاربة الفساد، فضلا عن إنشاء وتنصيب أقطاب قضائية ذات اختصاص إقليمي واسع لمتابعة ومحاكمة مرتكبي الجريمة المنظمة التي بدأت تأخذ أبعادا خطيرة، من شأنها أن تعيق التنمية الوطنية وتضر بالاقتصاد الوطني.

كما تم الانطلاق، خلال هذه السنة، في تنصيب المحاكم الإدراية التي تسمح بتعزيز صلاحيات القضاء الإداري عند الفصل في دعاوى المواطنين التي تكون الإدارة طرفا فيها.

ولتحسين الخدمة القضائية، فقد تم دعم وتكوين الموثقين والمحضرين القضائيين وغيرهم من مساعدي العدالة الذين ارتفع عددهم خلال السنوات الثلاث الأخيرة، بما يستجيب للتطورات الاقتصادية والتحولات الاجتماعية التي تعرفها بلادنا.

ولتنظيم مهنة المحاماة، فقد أعدت الحكومة مشروع قانون يكرس الحق في الدفاع بما يحمي الحقوق والحريات. يضاف إليه اعتماد التحكيم والصلح والوساطة كإجراءات بديلة لفض النزاعات بما يخفف من عدد القضايا المطروحة أمام المحاكم.

لقد أثمرت جهود الإصلاح نتائج حميدة على المجتمع والوطن، وفي الميادين الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، ساهمت إلى حد كبير في تقليص الإجرام والجريمة وفي استتاب الأمن والاستقرار.

وانطلاقا من كل ما تحقق من نتائج على أرض الواقع، يتحدد نطاق مسؤولية قطاع العدالة في التكفل بانشغالات المواطنين وطموحاتهم المشروعة التي هي ضمان عيشهم في جو يسوده الأمن والسلم، ويبعث فيهم الاطمئنان على حقوقهم وحرياتهم وممارستها دون قيد أو خوف.

بيد أن كل ما تحقق من نتائج إصلاح العدالة في سائر المهام والوظائف الموكولة للمؤسسة القضائية في علاقاتها بالمواطنين والمتقاضين، وإن رفعت من الكفاءة المهنية للقضاة ومساعدي القضاء وأعوانه، فإنها تبقى وسائل لهدف أسمى هو الارتقاء بالفرد أيا كانت مكانته الاجتماعية، إلى مستوى احترام القانون في كل معاملاته وعلاقاته بغيره، باعتبار ذلك شرطا أساسيا لتحقيق السلم الاجتماعي.

أيتها السيدات الفضليات،
أيها السادة الأفاضل،

وقناعة منا بإصلاح العدالة، ما هو إلا حلقة في سلسلة أدوات محاربة الآفات الاجتماعية ومظاهرها في المجتمع، فقد دعمناه بإطلاق مشاريع تنموية كبيرة في جميع الميادين تعود فائدتها على المواطنين في حياتهم وتقضي على جيوب الهشاشة باعتبارها أسبابا ومنافذ لاستشراء الرذيلة وتنامي الجريمة في المجتمع.

فبناء دولة القانون وترسيخ أسسها لا يقتصر على إقامة سلطة قضائية وسن تشريعات راقية تترصد المخالفين بالردع والعقاب، بل يتعدى إلى اضطلاع مختلف السلطات والهيئات العمومية بدورها في السهر على تفعيل القوانين المؤطرة للحياة العامة التي تدخل ضمن صلاحياتها لحمل الجميع على الخضوع للقانون في كل الظروف، كما يتعدى إلى تحمل مسؤوليتها أيضا في عصرنة الخدمات العمومية وتحديثها لتقديمها بشكل مرض للمواطنين.

أيتها السيدات الفضليات،
أيها السادة الأفاضل،

بودي في الختام، أن أشيد بهذه التطورات التي أحرزها قطاع العدالة في تحسين خدماته للمواطنين وعلاقاته بالمتقاضين، وما بلغه بالمؤسسة القضائية من منزلة من حيث الكفاءة والاحترافية واحترام لمبادئ وأسس المحاكمة العادلة، مما أكسب العدالة الوطنية مصداقية أكثر لدى المواطنين.

وإني، إذ أسأل الله العلي القدير أن يكلل بالتوفيق والنجاح أعمالكم، أهنئكم بالسنة القضائية الجديدة، وأعلن على بركة الله عن افتتاحها، سائلا الموالى عز وجل أن يلهمنا السداد في أداء الواجب خدمة للبلاد والعباد.

أشكركم على كرم الإصغاء،
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
2012, 2012فلنبدأ, 2013/2012, لمسابقة, للقضاء, مدرسة،عليا, مسابقة, المدرسة, المشاركة, الله, الامتحان, الاعلان, الاقصائية, التحضير, التسجيلات, التقافة, العليا, العامة, النقطة, القضا, القضاء, القضاء:, القضاة, الكتابي, تحضير, بركة, تسجيلات, تفاصيل, توجد, تنطلق, tفيما, فيكم, واحد, نصائح


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 22:18

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc