طلباتكم اوامر لأي بحث تريدونه بقدر المستطاع - الصفحة 71 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات التعليم المتوسط > قسم النشاطات الثقافية والبحوث واستفسارات الأعضاء > قسم البحوث و الاستفسارات و طلبات الأعضاء

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

طلباتكم اوامر لأي بحث تريدونه بقدر المستطاع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-05-14, 22:16   رقم المشاركة : 1051
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة REDMAN-05 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم الرجاء بحث حول الاصول النفسية في التربية

وراثية
بيئية
نفسية

الأصول النفسية للتربية
للاطلاع على المقال إضغط هنا








 


رد مع اقتباس
قديم 2011-05-14, 22:20   رقم المشاركة : 1052
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

لأنثروبولوجيا الاجتماعية :

إن اصطلاح الانثروبولوجيا هو اصطلاح شامل وواسع حيث أنه يشمل دراسة التطور البيولوجي والحضاري للإنسان، العلاقات البيولوجية والمبادئ التي تحكم علاقات الشعوب بعضها ببعض. تتكون الانثروبولوجيا من كلمتين لاتينيتين هما َ (Anthropos وتعني الإنسان ، logos وتعني العلم)
أي أن رالانثروبولوجيا تعني علم الإنسان، وهي كعلم تنقسم إلى قسمين :
الانثروبولوجيا الفيزيقية أو البيولوجية.
الانثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية.
تهتم الانثروبولوجيا الفيزيقية بدراسة تطور الانسان وسلوكه وكذلك الخصائص البيولوجية التي يتباين فيها البشر القدامى والمحدثين، أما الانثروبولوجيا الاجتماعية فتنقسم إلى ثلاثة اقسام هي :
علم اللغويات : يبحث في تحليل اللغات وتصنيفها.
علم الآثار Archéologie: يدرس الفترات التاريخية في حياة المجتمعات والثقافات بالاعتماد علة وثائق قديمة والشواهد من المواقع الثرية كالمدن القديمة والبنايات، والمتوجات المادية بها وإعادة رسم صورة ثقافات ما قبل التاريخ.
الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية: تهتم بدراسة المجتمعات والثقافات الكثيرة المتنوعة التي تسير عليها المجتمعات، وقد اختصت وعرف عليها أنها تهتم بدراسة المجتمعات البدائية.
فالانثروبولوجيا عامة تجتمع في علم واحد وتحت اسم واحد بين نظرتي كل من العلوم البيولوجية والعلوم الاجتماعية، فتركز مشكلاتها من ناحية على الإنسان ككائن بيولوجي وعلى سلوك الإنسان ككائن اجتماعي.
أول من استعمل كلمة الانثروبولوجيا الاجتماعية فو فريزر سنة 1908 في محاضرة تحت عنوان : مجال الانثروبولوجيا الاجتماعية، وعرفها بأنها "محاولة الكشف عن تسمية القوانين العامة التي تحكم الظاهرات وتفسر ماضي مجتمعات الإنسان حتى نتمكن بفضلها من أن نتنبأ بمستقبل البشرية استنادا إلى تلك القوانين السوسيو العامة التي تنظم تاريخ الإنسان" أما رادكليف براون فيقول " يمكننا أن نعرف الانثروبولوجيا الاجتماعية بأنها دراسة طبيعة المجتمع الإنساني دراسة منهجية منظمة تعتمد على مقارنة الأشكال المختلفة للمجتمعات الإنسانية بالتركيز على الأشكال الأولية للمجتمع البدائي"
والانثروبولوجيا كعلم تتميز بدراستها للإنسان والمجتمعات البشرية استنادا إلى بعض المفاهيم التي أصبح لها بعد عنصري واستعماري (الفوارق العرقية من خلال حجم الجمجمة ولون الجلد، المركزية الثقافية، لبدائية...)
وأيضا أجريت الكثير من الأبحاث الانثروبولوجية بهدف استنباط طرق ووسائل لتنفيذ سياسات الإدارة الاستعمارية فهي اختصت بدراسة الأشكال الأولى للمجتمعات البشرية والمتمثلة في الوقت الحاضر في المجتمعات البدائية المتخلفة، المجتمعات التي لا تعرف الكتابة، المجتمعات ذات الثقافة الشفوية، المجتمعات غير الغربية، أي تهتم بدراسة الآخر المتوحش.
الانثروبولوجيا بهذا الاسم مزدهرة أكثر في بريطانيا فقد عرفت تطورا كبيرا على حساب علم الاجتماع في حين تعرف في الولايات المتحدة الأمريكية باسم الانثروبولوجيا الثقافية لأنها تهتم بدراسة ثقافة الشعوب على شاكلة المدرسة الثقافية، في حين تعرف في فرنسا باسم الاثنولوجيا وهي كلها أسماء تشير إلى الانثروبولوجيا الاجتماعية التي تتميز بدراساتها وأبحاثها الميدانية المتعلقة بالمجتمع.

الانثروبولوجيا وعلاقتها بالعلوم الأخرى
الانثروبولوجيا هي دراسة الإنسان بشكل عام تقسم إلى انثروبولوجيا طبيعية (دراسة الإنسان في مظهره البيولوجي) وانثروبولوجيا اجتماعية وثقافية (تعنى بالطريقة التي تطورت بها النظم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدينية والألسنية (اللسانيات)) ويدخل هذا العلم في إطار العلوم الاجتماعية كما يدخل في العلوم الطبيعية لذا نجده يحتل مكانة متميزة بين العلوم، واهتمامنا ينصب على القسم الاجتماعي من الانثروبولوجيا أي الانثروبولوجيا الاجتماعية وسوف نحاول عرض علاقته بالعلوم الاجتماعية والإنسانية الأخرى.
الانثروبولوجيا والفلسفة: الفلسفة سابقة للأنثروبولوجيا وهي أهم العلوم ولكن أي معرفة إذا أصبحت ممكنة في ميدان ما حتى تخرج عن مسمى الفلسفة ووتخذ لنفسها موضوعا وإطارا مستقلين. والانثروبولوجيا كانت ضمن التراث الفلسفي تأسست كعلم قائم بنفسه في القرن 19 لينفتح مجال للمجابهة لأن أساس البحث الانثروبولوجي العمل الحقلي الميداني مقابل الفرضيات المجردة للفلسفة، حتى أن مارسيل موس عبر عن أمله في أن الانثروبولوجيا الكاملة قد تحل محل الفلسفة لكونها تتوصل بالتحديد إلى فهم تاريخ الفكر البشري التي تفترض الفلسفة وجوده ". ولكن الواقع يشير إلى أن التجربة الانثروبولوجية تنطوي على بعد فلسفي واضح لأنه موجود داخل إطار من الأفكار والمبادئ الأساسية والبديهيات الأولية المنتمية للفلسفة، فليس هناك من نظرية انثروبولوجية متحررة بالكامل من فلسفة الظل حسب ميشال فوكو إضافة إلى كون عين الملاحظ عضو في تراث فكري، فهل يمكننا حقا بناء علم مستقل عن الفلسفة؟
الانثروبولوجيا والتاريخ : يدرسان الإنسان والمجتمع ولكن يختلفان في كيفية الاقتراب، فالتاريخ يدرس ماضي الشعوب في حين أن الانثروبولوجيا تدرس المجتمعات البدائية الباقية هذه المجتمعات لم تدخل التاريخ حسب الطرح الغربي وبالتالي حرمت الانثروبولوجيا من التاريخ حتى فيما يخص مجتمعات لها نسق تاريخي مغاير للنسق التاريخي الغربي كالمجتمعات العربية والتركية والصينية. بعد تجدد الانثروبولوجيا أصبحت تتجنب المقابلة القديمة بين المجتمعات البدائية الجامدة (الباردة أي بدون تاريخ) والمجتمعات المعقدة الحيوية (ذات تاريخ) وهذا باكتشاف البعد التاريخي للمجتمعات المدروسة في الحين (التغير الاجتماعي، التغير الإثني والتغيات الحاصلة في المجتمات الريفية) إضافة إلى أنها تحولت إلى دراسة المجتمعات القريبة وبالتالي أصبحت ملزمة بالنظر في التاريخ والذاكرة المكتوبة لمعرفة الحاضر.
من جانب آخر تجدد علم التاريخ بتوسعه لدراسة الواقع العميق للجماهير والظواهر الاجتماعية ، كما أدخل المدة الطويلة في تحاليله بحيث أصبح المؤرخ يستشف البنى الخفية والحركات التي تفعل المجتمع، فالتاريخ لم يعد صدفة أو حدثا فجائيا ولكن يصبح بعدا داخليا للمجتمع، كما توسع التاريخ في مجال كان مهمشا من قبل كالأساطير والممارسات الشعبية التي أصبحت ذات معنى عند المؤرخ..
الانثروبولوجيا وعلم الاقتصاد :علم الاقتصاد هو وصف ميكانيزمات إنتاج وتوزيع ثروات المجتمعات الحديثة (من أين تأتي ثروات الأمم وكيف يتم توزيعها على مختلف الفئات الاجتماعية). وهو يفترض أن الانسان الاقتصادي هو فاعل يتصرف بعقلانية ويختزل المجتمع في السوق والمجال الذي تتم فيه عملية العرض والطلب، كما يقر عالم الاقتصاد عالمية الممارسات والسلوكات الاقتصادية العقلانية المبنية على العلاقة العامة بين بين الامكانات والغايات وعلى مضاعفة الرغبات المرادة.
الجانب الاقتصادي في المجتمع موجود في الانثروبولوجيا ولكن يتسم ببعده الاجتماعي والثقافي، فالانثوبولوجيا لا تربط الحاجة والندرة بالجانب البيولوجي النفعي العالمي وإنما هما حسبها أمران نسبيان يختلفان من ثقافة لأخرى، وكمثال على ذلك النظام الغذائي للمجتمع لا يرتبط باقتصاده أي الثمن والعرض والطلب وإنما بإطار ثقافي أكبر.
الانثروبولوجي ساهلين SAHLIN أثبت أن المجتمعات البسيطة مكتفية اقتصاديا أو تعيش الوفرة لأنها تنتج ما تحتاج إليه فهي تمارس الوفرة بتحديد منتوجاتها وهذا ما لا ينطبق على المجتمعات الرأسمالية لأن نظامها الاقتصادي للإنتاج التجاري يخلق اصطناعيا حاجات إما من أجل إعادة بعث الإنتاج أو لتوظيفها على أعلى ريتم، وميكانزمات هذا النظام تتم مثلا بالطرح المستمر لمنتوجات جديدة تستجيب لنفس الحاجة، خلق حاجات متسلسلة، استعمال منتوج يفرض استعمالا آخر.
فالانثروبولوجيا عكس الاقتصاد تنظر إلى الممارسات الاقتصادية (العرض، الطلب، الإنتاج، التبادل والاستهلاك)في إطار ثقافي اجتماعي بعيدا عن فكرة الإنسان الاقتصادي المنفعة الاقتصادية وعالمية الممارسة الاقتصادية العقلانية.
الانثروبولوجيا وعلم النفس : مرت كل من الانثروبولوجيا وعلم النفس بمسار مشابه انطلق تحت تأثير العلوم الطبيعية وكلاهما يدرس السلوك الإنساني. فعلم النفس بأنواعه (علم النفس، التحليل النفسي، علم النفس الاجتماعي) يدرس السلوك الفردي، الشعور، الشخصية، واللاوعي في مستوى الفرد مهملا بذلك المستوى الاجتماعي (ما عدا علم النفس الاجتماعي) ولكن تطوره جعل علماء النفس يهتمون أكثر بالبيئة الاجتماعية التي ينشأ فيها الأفراد والخبرات المشتركة بين الناس ليقتربوا أكثر من علماء الاجتماع والانثروبولوجيين.
نتائج علم النفس حول معايير الشخصية لا يمكن أن تعمم لأنها اعتمدت على دراسة أفراد نشؤوا في ظل الحضارة الحديثة، فلجأوا إلى الانثروبولوجيين ليمدوهم بنتائج أخرى بينت نسبية ما توصلوا إليه ما جعل علم النفس يصل إلى فهم أفضل للمبادئ التي يقوم عليها تشكيل الشخصية على المدى الواسع من الأشكال التي تتخذها شخصيات البدائيين والأفراد العاديين، كما اكتشفوا النسق الحضاري من خلال تحليل بعض الأمراض النفسية المرتبطة بالجذور الاجتماعية، فتفسير فرويد الأحلام قاد العلماء إلى تاريخ المجتمعات الإنسانية (دراسة الأحلام،الرموز و المرض...)كما أرجع قانون الهلوسة والمرض إلى عوامل اجتماعية لا نفسية كالاحتلال والظلم.
أما الانثروبولوجيا فأصبحت تنظر للفرد كناقل للثقافة وليس كعنصر سلبي وهذا بفضل علم النفس الذي جعلها تهتم بالفروق بين الأنماط الأساسية للشخصية في المجتمعات المختلفة وهذا ما ساعدها على حل مشكلة الأسباب التي تجعل مجتمعات معينة تطور محاور اهتمام خاصة بها، فتقبل وترفض تجديدات معينة، وهي أيضا قدمت خدمة كبرى لعلم النفس الاجتماعي بطرحها في شكل نفسي دراسات حول الاندماج الثقافي (غياب التوترات النفسية لمرحلة المراهقة) جعلها تستخدم مفاهيم نفس اجتماعي، ثم قدمت بعد ذلك أمثلة وتغيرات لعلماء النفس الاجتماعي الذين يعتبرون فرضياتهم في إطار ضيق (المجتمعات الحديثة) مما جعلهم يقيسونها بما هو موجود في أطر أخرى لمعرفة قيمة نتائجه.
علاقة الانثروبولوجيا بعلم الاجتماع: كلاهما يبحث في المجتمعات الإنسانية، كيف تعمل؟ وكيف ولماذا تتغير الثقافات؟ فما هي نقاط التقارب والاختلاف بينهما؟
نقاط الاختلاف :
في مستوى التفكير : علم الاجتماع أقدم وأشد نزوعا إلى الاتجاه الفلسفي ويرتبط دائما بالنظريات الفلسفية العامة وهو أكثر تطورا وتفوقا في نوع المفاهيم والنظريات.
أما الانثروبولوجيا الاجتماعية فأفضل ما يهمها في البحث هو الوفرة والثراء في المعطيات الميدانية التي يجمعها الباحث في بحثه الحقلي، كما أنها تتميز بارتباطها الدائم بخلفيتها الطبيعية لذلك نجدها تجعل من الوصف ضرورة علمية ملحة في حين أن عل الاجتماع لا يلتزم بذلك.
على مستوى الموضوع : الانثروبولوجيا تدرس المجتمعات البدائية على مستوى الميكرو سوسيولوجي ، في حين يدرس علم الاجتماع المجتمعات الحديثة على مستوى الماكرو سوسيولوجي (الماكرو = العام).
الانثروبولوجيا تكون تجانسا في موضوعها ومنهجها عكس علم الاجتماع الذي يدرس موضوعا أكثر تعقيدا نظرا للتعقيد الشديد في مشاكل المجتمعات الحالية وبالتالي يصعب عليه استخراج إجابات من خلال منهج مقارنة نسقية كما هو الحال في المجتمعات البسيطة المغلقة.
الانثروبولوجيا تدرس ثقافة غريبة أي تستكشف سلم المعايير وتلاحظ إطار الممارسات وتلجأ إلى الشرح المعمق لكل المظاهر الثقافية حتى اليومية منها، ففي ميدان مجهول العادي (التافه) يصبح ذا قيمة وأهمية في حين أن علم الاجتماع يهمل الجوانب اليومية (العادية، الجزئية) المعروفة حسب اعتقاد العلماء.
على مستوى المنهج : الانثروبولوجيا تقرر تجانس المجتمع بتقطيع طبيعي أو اصطناعي كما تتميز بمنهج فريد يستند على الحميمية والاقتراب المعمق الذي يجمل بعدا كيفيا وهذا ما انعكس على أدوات وتقنيات البحث المستعملة حيث يميل الانثروبولوجي إلى استخدام الملاحظة بالمشاركة، الإقامة الطويلة، المقابلة المعمقة، قصة الحياة، ويصبح الباحث أيضا فاعلا وملاحظا في آن واحد.
أما علم الاجتماع فيميل أكثر إلى المناهج الكمية كما لا يقصي أي فئة بل يعتمد على مبدأ العينة ولكي يصل إلى مستوى التعميم يعتمد أكثر على الاستمارة لأنها تمس أكبر قدر ممكن من المبحوثين.
نقاط التشابه :
كلاهما يدرس المجتمع في كليته ويكملان بعضهما البعض بحيث يقدم علم الاجتماع للانثروبولوجيا مستقبل المجتمعات البدائية في حين يقدم الثاني للأول أصل نشوء وماضي المؤسسات والبنى الاجتماعية والأديان والقيم والعادات.
هناك الكثير من المفاهيم والنظريات المشتركة انتقلت من الانثروبولوجيا إلى علم الاجتماع والعكس (الوظيفية، لبنيوية، التطورية...) وأيضا هناك الكثير من المواضيع المشتركة (الأساطير، الخيال، الثقافة...)
هناك تشابه كبير بين علم الاجتماع البدوي والانثروبولوجيا الاجتماعية.
التغيرات الاجتماعية الحديثة ساهمت كثيرا في التقارب بين العلمين ما أنتج مفهوم علم الاجتماع الانثروبولوجي, وعلى العمم هناك تقارب وتداخل كبيرين بين العلمين ما جعل أنثروبولوجيا كبيرا بحجم رادكليف براون يقول "أن الانثروبولوجيا الاجتماعية هي علم الاجتماع المقارن".

الانثروبولوجيا والعالم المعاصر
استهل كل من فيليب لابورت تولرا و جون بيار فاريني كتابهما "الاثنولوجيا، الانثروبولوجيا" بسؤال مفاده : هل ستختفي الاثنولوجيا مع أواخر البدائيين، الذين حددت لنفسها مهمة دراستهم؟.
فراح الانثروبولوجيون في الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين يبحثون عن إثنيات قد تكون في منأى عن هجمات الحضارة، في تلك الفترة كان المتوحش وعالم الاثنولوجيا الطفيلي الذي يتغذى من تقاليده مسجلين على لائحة الأجناس المرشحة للانقراض.
حقيقة أصبح الميدان المفضل للانثروبولوجيين يندر شيئا فشيئا ولكن هذا الأمر وعوامل أخرى جعلتهم ينفتحون أكثر فاكثر على العالم المعاصر أو العوالم المعاصرة كما يحلو لانثروبولوجيي اليوم تسميته، كانوا يتخيلون أنهم مسافرون في الزمان، فيما هم يسافرون في المكان (مارك أوجيه وكولاين) لأن المعاصرة هو فعل العيش في الفترة نفسها وتقاسم المعايير المشتركة.
هناك معايير يتقاسمها البشر اليوم وهذا رغم وجود معالم محلية، فالانثروبولوجيا تعترف بتعددية الثقافات كما تعترف بمعاييرها المشتركة (تشترك في ثقافة عالمية تستند إلى معايير أخرى) وبالاختلافات الداخلية في ثقافة محلية بعينها.
وقوة التحليل الانثروبولوجي تكمن في الوصف الدقيق للتصرفات الإنسانية في مساقها التاريخي والثقافي من جهة، والمقارنة بأشكال أخرى في الزمان والمكان من جهة أخرى.
لقد تغيرت الانثروبولوجيا لأن العالم (الواقع الاجتماعي) تغير، فالمجتمعات لتقليدية احتكت بالحضارة ومسها الغزو الثقافي، فلم يعد هناك وجود لثقافات مستقلة خارج السياق العالمي وهذا ما جعل الانثروبولوجيا تنتقل من دراسة الشعوب إلى دراسة المواضيع واستخدام ميادين جديدة.
تغير العالم حتى أصبح كل البشر حتى البدائيين منهم يرون شروط حياتهم وقد تحددت بقرارات تنتج بعيدا عنهم وهم يخضعون لسيطرة اقتصادية وسياسية وثقافية تمارس من قبل سلطات وقوى خارجية (الأزمة الاقتصادية، العولمة، التكنولوجيا...) وهذا ما يقارب بين المجتمعات البدائية والتقليدية والحديثة ضحايا القوى نفسها، فهي تعيش نفس المظاهر والمشاكل وهذا ينطبق على حقول الانثروبولوجيا الجديدة ذاتها سواء القاسية منها (ضواحي المدن، اللاجئين، الهجرات السرية، المخدرات، الدعارة...) أو الهانئة (سياسة، موسيقى عالمية، حركات ثقافية وفنية...) لذا تدرس الانثروبولوجيا العلاقات التذاوتية بين المعاصرين سواء كانوا بدائيين أو من سكان المدن، سواء كانوا قراء أو أغنياء، أميين أو مثقفين، علاقات الغيرية والهوية التي تنتج في سيرورة متواصلة ضمن عمل مستمر يعبر عن عمل لا ينقطع داخل كل مجتمع من أجل تحديد الذات والآخر.
انثروبولوجيا اليوم تدرس المجتمعات التقليدية لأنها تخترع تقاليد لكي تبرر التحديث كما تدرس المجتمعات الحديثة (لعصرية) التي تلجأ للتحديث لكي تبرر ممارسات قديمة وهذا ما جعل برونو لاثور يعنون كتابه "نحن لم نكن عصريين أبدا".
انتقلت الانثروبولوجيا من دراسة الآخر وأصبحت اليوم تهتم بالأنا والإنسان عامة، ومن الشعوب إلى المواضيع، ومن المحلي إلى المحلي في سياق عالمي، ومن العالم البدائي إلى عوالم معاصرة.

ميادين الانثروبولوجيا
إذا قلنا أن علم الإنسان يختص بدراسة المجتمعات البدائية التقليدية البسيطة، المجتمعات المنعزلة اجتماعيا، فيتبادر إلى اذهاننا أن هذا العلم ليس عمليا ولا يفيد عمليا، ولكنه على العكس من ذلك هو علم ما بعد حداثي فتح الكثير من الآفاق للعلوم الأخرى، لأن مجرد دراسة سلسلة من القبائل البدائية مع ما يتبع ذلك من مقارنات وتحليلات قد يزودنا بمعلومات ثرية وقيمة عن العناصر الحقيقية التي تدوم طويلا، ولكن لظروف وأسباب علمية وعملية تفتحت على ميادين ومواضيع جديدة عليها، لتواصل بذلك في سيرورة تطورها وتطويرها للفكر الإنساني.
تنوع المواضيع المعالجة في انثروبولوجيا اليوم يؤكد أنها تخصص متصاعد، وحسب مارك أوجيه و كولاين هذه المواضيع ليست مجالات خاصة وإنما هي مجالات مترابطة لذا الخلفية الانثروبولوجية المتمثلة في اعتبار الإنسانية كحقل تحتم أبعادها بكاملها(فكرة رؤية انثروبولوجيا موحدة)ومن بين المواضيع الهامة نذك ما يلي :
انثروبولوجيا الأدب : ظهر الأدب كموضوع بحث للانثروبولوجيا منذ بداياتها، فالمجتمعات البدائية ذات التراث الصغير، ذات الثقافة الشفوية : كلام، خطاب، غناء، فكتابات الأثر منبعها التناقل الشفوي، ثم انتقل البحث الانثروبولوجي للمجتمعات الحديثة ليدرس الخطاب المتجسد في الكتابة عن طريق تجميع النصوص وتحليل القراءات التي أجريت عليها، أو بإنتاج النصوص ونتائج الكتابة في تكون الأشكال الثقافية.
انثروبولوجيا السياسة : الاهتمام بالجانب السياسي في الانثروبولوجيا بدأ مع مورغان الذي اكتشف خصائص سياسية مجهولة عن المجتمعات البدائية، محورها أن صلات القرابة تشكل البنية الأساسية لكل الشأن الاجتماعي وبالتالي السياسي (التميز بين المجتمعات القرابية أو العرقية ومجتمعات الدولة) ثم أصبحت الانثروبولوجيا السياسية تهتم بالعمل أكثر من البنى كما جاء في تعريفها (سوارتز، تورنر، تادن) هي دراسة عمليات فرضتها الخيارات وتحقيق الأهداف العامة والاستعمال التفضيلي للسلطة من قبل أفراد المجموعة المعنيين بهذه الأهداف. لقد تم التركيز في العمل السياسي على التفاعل الفردي والجماعي في توازنات السلطة فالسياسة كلعبة لها نوعان من القواعد : القواعد المعيارية والعملية (العنف، الإضراب عن الطعام، المسيرات...)
انثروبولوجيا الاقتصاد :الانثروبولوجيا أعطت في بدايتها أهمية كبيرة للوسائل التقنية، أدوات العمل وأنماط التصرف، لكن هذا الاهتمام ذو البعد الطبيعي والذي ينظر إلى هذه الأدوات كأحد أهداف تحسين العلاقة مع الطبيعة، وإنما تدخل في الميكانيزمات الاجتماعية والسياسية والطقوسية، فأصبحت تحلل المظاهر القديمة للاقتصاد بهدف تأسيس نظرية عامة بين الاقتصاد والمجتمع أو الثقافة (الشكلانيين) أو تعتبر الأنظمة الاقتصادية هي في حالة تقطع متواصلة لانتظامها عبر إجراءات غير اقتصادية.
لقد اهتمت الانثروبولوجيا الاقتصادية بالجانب المادي للمجتمع بكل أشكاله: الإنتاج، التقنيات، الهبة، الاستهلاك، الندرة، إعادة التوزيع، البيئوية الثقافية. كما أعطت أهمية مميزة لعملية التبادل الموجود في كل زمان ومكان (الاقتصاد السياسي، علاقات القرابة)
انثروبولوجيا المعرفة : تبرز مقولات العقل المدركة قبل تدجينها عبر فكرة عالمة، فهي تحاول الإجابة على السؤال الرامي إلى معرفة كيفية تكون العالم لطبيعي محليا.



منهجية البحث في الأنثروبولوجيا
البحث في الأنثروبولوجيا ما هو إلا حالة خاصة من البحث في العلوم الاجتماعية، فهو يخضع لنفس النموذج والذي يحتوي على أربعة مراحل :
1. مشروع البحث :
قبل الانطلاقة الفكرية لأي بحث أنثروبولوجي يحدد الباحث الأهداف الحقيقية التي تتبعها الدراسة سواء كانت أهداف علمية كاختبار نظرية، تجربة أساليب مستحدثة أو أهداف عملية العلاقات العرقية والتحضر، يجب عليه تحديد الموضوع الذي يريد دراسته ويتجه فيما بعد إلى الميدان لاختيار الجماعة الأولى أو المجال الذي يقيم عليه الدراسة.
2. تقنيات ومناهج البحث :
في هذه المرحلة يضطر الباحث إلى اختيار منهج بحث معين يتماشى وطبيعة الموضوع المراد دراسته ومع القناعات المنهجية للباحث، ثم يختار من بين الأدوات المنهجية (تقدير البحث) أساليب جمع البيانات التي يراها مناسبة وفعالة في هذا الموضوع بالذات ومن أهم هذه الأساليب المتوفرة في الأنثروبولوجيا ما يلي :
‌أ- الملاحظة بالمشاركة: يعتمد الباحث في هذا الأسلوب على ملاحظة حياة المجتمع المبحوث عن طريق الاندماج فيه وبالتالي يصبح عنصرا كباقي العناصر التي تكون هذا المجتمع فيعيش وينام ويأكل بنفس الطريقة التي يعيشها أفراد هذا المجتمع. وقد جاءت هذه التقنية مع مالينوفسكي الذي رفض قطعيا وبدل أن يأتي بالمبحوث إلى مقر سكناه توجه هو إلى ميدان المبحوث وعاش حياته بطريقة عادية حتى أن بعض الباحثين استعملوا حيلا وإغراءات من أجل الحصول على قدر كبير من البيانات كإخفاء أدوات التسجيل وشراء المعلومات وسرقة بعض الأدوات، ويظهر من خلال هذه التقنية أن الباحث بقوم بوظيفتين مختلفتين، تتمثل الأولى في المشاركة والثانية في الملاحظة.
‌ب- المقابلة: يعتبر الحوار والاستجواب م النقاط الضرورية في البحث الأنثروبولوجي، وتميل هذه المقابلة لأن مقابلة غير موجهة لأنها تشتمل على الحديث الهادئ وتوجيه أسئلة ذات نهايات مفتوحة تعطي فرصة للمبحوث لإبداء رأيه في مختلف المواضيع المطروحة وتتميز المقابلة في البحث الأنثروبولوجي بأنها أكثر مرونة بحيث يتغاضى الباحث على جهل المبحوث الذي يخرج عن الموضوع، ولا يفوتنا أن نشير إلى أن النقطة الرئيسية في المقابلة هي تولد الثقة بين الباحث والمبحوث.
‌ج- تاريخ الحياة: تعالج الأنثروبولوجيا عملية نمو الفرد في إطار الثقافة أو المجتمع من جانبين، يركز الجانب الأول على دورة الحياة وعلى تاريخ الحياة، ففي دورة الحياة يعالج الباحث أسلوب المجتمع في تنشئته وتهيئته للصغار ليصبحوا أعضاء منتمين إليه من خلال التنشئة الاجتماعية. أما تاريخ الحياة فيعتمد على رواية أحد الإخباريين لقصة حياته من فترة الطفولة ومرحلة النضج، ويسرد الإخباري ذكرياته والأحداث المؤثرة في حياته الفعلية ويسجل الباحث كل التفاصيل الجزئية التي يقوم بتحليلها للكشف عن الروابط الوثيقة بين الشخصية والثقافة.
‌د- الطريقة الجينيالوجية: وضع هذه الطريقة ريفرز وهو يعمل ضمن بعثة جامعة كمبردج عام 1898 وهي تقوم على أساس تتبع العلاقات بين الإخباري وسائر المرتبطين به قرابيا وتسجيل ما يراه مناسبا من بيانات تشمل الأسماء والأنواع وتواريخ الميلاد والزواج والطلاق والوفاة والإقامة والعمل وغير ذلك من البيانات التي تفيد موضوع الدراسة وهي توضع في صورة تخطيط هندسي يأتي على الشكل التالي:
‌ه- استخدام الآلات الحديثة: أدخلت في الدراسات الحقلية الأنثروبولوجية بعض الآلات والتجهيزات الحديثة كاستخدام آلات التصوير في كل مراحل البحث وأسلوب الأفلام السينمائية في عرض التجارب الإثنوغرافية وآلات التسجيل الصوتي.
3. تحديد البيانات:
تبدأ بوادر التحليل في مرحلة مشروع البحث لأن الباحث يضع في بداية الدراسة اختيارات خاصة بالموضوع، الموقع الجغرافي والنظرية التي تؤدي إلى تعريف وتحديد الميدان. أما في مرحلة ما بعد البحث الميداني ينتقل الباحث إلى تحليل البيانات الكيفية والكمية التي تختبر الفروض أو التساؤلات التي طرحها الباحث في الدراسة وتنتشر في الأنثروبولوجيا التحاليل الكيفية التي تفيء إجابات المقابلات المفتوحة ومعطيات الطريقة الجينيالوجية.
4. عرض النتائج (تقرير الدراسة):
تشمل هذه المرحلة الأخيرة على حوصلة شاملة لمختلف مراحل الدراسة حيث يبدأ الباحث تقريره بمرحلة بناء الموضوع، أهداف الدراسة، الإشكالية، الفرضيات إن وجدت النظرية، ثم يعرف المناهج وأساليب جمع المعطيات التي اختارها ليخلص إلى تحليل البيانات وتبيين النتائج التي وصل إليها من خلال هذه الدراسة.

الاتجاه التطوري
أخذ التطوريون على عاتقهم مهمة أساسية هي تفسير وفهم المؤسسات الاجتماعية من حيث نشأتها وتطورها في الزمان، ويرى التطوريون أن المجتمعات الإنسانية قد طورت أنساقا ثقافية واجتماعية معقدة من بدايات بسيطة وهذا من خلال فكرة اعتبار أن الإنسان قادر على الاختراع وتحقيق الابتكارات في أي مكان إذا ما هيأت له الطبيعة الظروف المواتية وتنوع هذه الأخيرة هو ما يؤدي إلى تفاوت المستويات الاقتصادية والثقافية.
مبادئ التطورية :
1. وجود قوانين ودية تحكم الثقافة الإنسانية التي تمر بمراحل تطورية حتمية متمايزة.
2. التغير الثقافي حتمي يرجع إلى اختلاف المراحل التطورية.
3. العقل البشري قادر على اكتساب السمات الثقافية.
4. إمكانية الاستعارة من السمات الثقافية لثقافات أخرى.
مراحل التطور الثقافي حسب مورغان:
هناك ثلاث مراحل أساسية تمر بها المجتمعات الإنسانية وهي مراحل حتمية لا مفر منها:
1. المرحلة الهمجية: تبدأ من فترة ما قبل اكتشاف النار واختراع اللغة إلى مرحلة استخدام الأقواس والسهام.
2. المرحلة البربرية: تبدأ من فترة صنع الفخار إلى بداية استخدام الحديد.
3. مرحلة الحضارة: تبدأ من بداية الحضارة الأوربية والأمريكية وبداية استخدام الطباعة والكتابة.
نقد التطورية:
• يقول أوجيه: «أصبح كل من مورغان وتيلور مؤرخين للحضارات فهما يريان في المجتمعات الإنسانية مراحل على طريق تطور أحادي الخط، كما لو أن الإنسانية قد توافقت على غاية واحدة هي خلق المجتمع الغربي».
• تطورية القرن 19 والقرن 20 بفكرتها المركزية للتاريخ، أعطت غطاء علميا لخطاب إيديولوجي يهدف إلى تقنين (ضرورة) أو (عقلانية) الاستعمار.
• خطأ تفسير ما هو مختلف انطلاقا من تجربة تاريخية خاصة وتقييم الآخرين بمقياس خاص وهذا ما أنتج ثنائية المجتمع: البسيط والبدائي من جهة، والمعقد والمتطور من جهة أخرى.
• الاعتماد على مصادر غير دقيقة وغياب الدراسات الميدانية.
• التركيز على مفهوم المركزية الإثنية الذي يقول بأفضلية المجتمع الغربي خاصة المجتمعين البريطاني والأمريكي.
• يرى مالينوفسكي أن التطوريين اختاروا بعض السمات الثقافية وانتزعوها من سياقها الاجتماعي الكلي وقاموا بالمقارنة بينها بشكل غير علمي لإثبات فروق مسبقة تتعلق بالتطور الاجتماعي.



المدرسة الانتشارية
ظهرت المدرسة الانتشارية في النصف الثاني من القرن 19 في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وبريطانيا، وهي تنطلق من فكرة مشتركة مفادها أن نمو المجتمعات يتم أكثر ما يتم عن طريق التقليد والاستعارة وذلك بفعل الاحتكاكات الثقافية بين الشعوب (الهجرات والحروب). ويعتقد الانتشاريون بالمساواة بين البشر والتفاوت بين الثقافات، وهذا التفاوت يتحدد بدرجة الاحتكاك والقدرة على الاستعارة ضاربين عرض الحائط عبقرية الإنسان وقدرته على التقدم الدائم عن طريق الاختراعات.
تتجسد فكرة الانتشار في وجود مركز حضاري أو ثقافي تنتقل من خلاله السمات الثقافية إلى مجتمعات أخرى (الهلال الخصيب في العصر الحجري، مصر في العهود القديمة، والغرب في العصر الحديث) وهذا ما يعني طمس وإنكار جميع الحضارات اللاعقلانية ما قبل العلمية وتحويلها تابعا للنمط الغربي المصنع، فكانت جهود الانتشاريين منصبة حول البحث عن صيغ الانتشار من ثقافة أخرى بنظرة تاريخية تتناول كيفية حصول التغير عبر الزمن لتصبح فيما بعد نظرة جغرافبة فلم يعد السؤال مقتصرا على أسباب تنوع الثقافات بل صار بشكل آخ كيف كان لهذا التنوع أن يحصل؟ وأهم ما جاء في هذا الاتجاه هو التأكيد على أهمية الاتصال الثقافي وكون النظم والبنى الاجتماعية والسمات الثقافية كثيرا ما تستعار وتنتقل وهذا من خلال ملاحظة التشابهات السطحية لتأكيد التقارب الثقافي بتوزيع الدوائر الثقافية (هي دوائر جغرافية تتسم بتماسك الصفات الثقافية).
عرفت المدرسة الانتشارية ثلاث مدارس واتجاهات :
1. المدرسة البريطانية: يرى أصحابها (إليوت سميت، بيري، ريفرز) أن هناك مركزا رئيسيا للحضارات هو مصر القديمة والتي كانت أساسا للانتشار الثقافي.
2. المدرسة الألمانية والنمساوية: (راتزل، غرونبر، فروبينيوس) هناك دوائر ثقافية تمثل مراكز حضارية تشترك في سمات ثقافية واحدة وتزداد درجتها كلما اقتربنا أكثر من المركز.
3. المدرسة الأمريكية: (ويسلر، غروبنر، كلاكهون) هم تلامذة بواس صاحب المدرسة الأمريكية، يرى أصحاب هذا الاتجاه أن السمات المميزة لثقافة ما قد وجدت أولا في مركز جغرافي ثقافي محدد ثم انتقلت إلى مناطق أخرى لكنهم في نفس الوقت لم ينفوا إمكانية التطور الموازي المستقل كون البشر مبتكرين بطبعهم.
نقد الأفكار الانتشارية:
• يرى بوارييه أن المسلمات الانتشارية مبالغ فيها إذ يقول أن المسافة الجغرافية لا أهمية لها بالنسبة للانتشار مهما كانت كبيرة.
• نوهت المدرسة الانتشارية بالثوابت لثقافية واختزلت جهود الإنسان في التقليد والاتباع وجعل تاريخ البشرية مجرد سلسلة من الاستعارات الثقافية دون الاعتراف بالإبداع البشري وقدرته على الابتكار.
• انطلق إليوت سميث وبيري من فكرة وجود مركز حضاري (مصر الفرعونية) انتشرت من خلاله المؤسسات والتقنيات والأفكار وهذا ما ينفي وجود نمو قائم بذاته، لكن الاكتشافات الفنية والأثرية بينت أم هناك بؤر حضارية أخرى في العالم عرفت نموا مستقلا وهذا ما يلاحظ مثلا في الفنون الإفريقية بالبنين والتي تختلف كليا عن تلك المعروفة في مصر.

المدرسة الوظيفية
ظهرت المدرسة الوظيفية في العلوم الاجتماعية مع منتسكيو وتجلت أكثر مع مماثلة سبنسر
الوظيفية بالمعنى البيولوجي وهو المعنى الذي أكد عليه سبنسر، هي الدور الذي يقوم به عضو من الأعضاء ضمن النشاط العام الذي يزاوله جسم من الأجسام وقد حملت فيما بعد ثلاث دلالات مختلفة :
‌أ- الحد الأدنى، ويقتصر على مجرد السعي لإقامة الصلة بين ظواهر معينة ودراسة فعلها المتبادل بينها.
‌ب- الوظيفة لا تقتصر على إبراز العلاقة بل تصبح وسيلة متكيفة مع خدمة ظاهرة معينة أي هي المساهمة التي يقدمها نشاط جزئي للنشاط الكلي الذي يندرج ضمنه باعتباره جزءا منه.
‌ج- إضافة إلى الشروط السابقة يضيف مالينوفسكي شرط الاستجابة لحاجات المجتمع بما فيها حاجاته الأولية البيولوجية.
الوظيفية هي تشكيل نظري ومنهجي يستنبط من واقع وجود علاقات اتصال وظيفية بين الوقائع الاجتماعية تقوم بتحليل متزامن لهذه الوقائع دون النظر في تاريخ نشأتها أو الاستعانة بأي نهج تاريخي وهي تستند إلى عدة فرضيات:
1. الإنسان في المجتمع يمكن أن يكون موضوع علم وضعي على شاكلة علوم الطبيعة الحتمية.
2. تلجأ إلى التماثل العضوي لتفسير الواقع الاجتماعي استنادا على مبدأ وحدة المادة بين المجتمع و العضو الحي.
3. ترتبط بمفهوم موحد للعالم الاجتماعي أي أن كل المجتمعات تخضع لقوانين عمل متشابهة.
4. تعطي أولوية للكل على الجزء.
5. تتبنى موقفا مناهضا للتاريخ (لأن التاريخ مشكوك فيه نظرا لعدم توفر الشواهد التاريخية).
الوظيفية المطلقة:
يرى مالينوفسكي أن كل مجتمع يختلف تماما عن المجتمعات الأخرى بثقافته الأصلية المتميزة، والشيء الذي يمنح الثقافة هو الترتيب المحدد لأجزائها والمكان الذي يشغله كل عنصر والأسلوب الذي ترتبط من خلاله هذه العناصر بعضها ببعض، وقد شكلت هذه الفكرة ثلاث قضايا هامة :
1. جوانب الثقافة لا تدرس منفصلة بل يجب أن تفهم في سياقها الداخلي أي لا يمكن عزل جوانبها بعضها عن بعض.
2. عدم الاعتماد على الوصف الذي يدلي به الإخباري فالناس تفعل ما لا تقول.
3. سياق الثقافة يكشف عن عقلية متميزة للبدائي.
وقد أدت دراسات مالينوفسكي وأبحاثه إلى بناء ثلاث مسلمات أساسية:
1. الوحدة الوظيفية: كل عنصر من المجتمع يؤدي حتما وظيفة إيجابية للنظام الاجتماعي بمجمله.
2. الوظيفة الكلية: كل عنصر له وظيفة داخل المجتمع.
3. الوظيفة الضرورية: كل عنصر من المجتمع هو جزء أساسي منه ولا يمكن بأي حال من الأحوال الاستغناء عنه أو عن وظيفته.
الوظيفية البنائية:
راد كليف براون أول من نظر للبنية وقرنها بالمفهوم الوظيفي، لذا انصرف علماء الأناسة البريطانية إلى دراسة التنظيمات بدل الثقافات. فهو توجه سوسيولوجي يتقاسمه مع دوركايم إذ يعتبر استحالة بناء علم للثقافة ويقترح علما خاصا بالأنساق المجتمعية. رفض راد كليف براون على غرار مالينوفسكي نظريات التطوريين والانتشاريين، ووقف مثله ضد المقاربة التاريخية، لكنهما لم يفهما مفهوم الوظيفة فهما واحدا لأن راد كليف براون كان يرى أن الثقافة مفهوم فضفاض غير واضح المعالم بحيث يتعذر التقرب إليه بصورة علمية، لذا قام بدراسة البنية الاجتماعية معتقدا بأن العلوم المجتمعية قادرة على إنتاج قوانين ذات صفة جامعة.
الوظيفة عند راد كليف براون هي مساهمة العضو الاجتماعي الواحد في عمل الأعضاء الاجتماعية الأخرى والمساهمة في الحفاظ على حياة الجسم الاجتماعي بمعنى أن كل مؤسسة أو نسق يساهم في الحفاظ على استمرارية المجتمع لكن الوظيفة عنده لا تفهم إلا مع مقولة البنية لأن الأولى تضمن استمرارية الثانية والبنية عنده تظهر من المعاينة المباشرة التي تبين أن الكائنات البشرية تتوحد ضمن شبكة معقدة من العلاقات المجتمعية وعبارة البنية المجتمعية إنما تدل على هذه الشبكة من العلاقات القائمة بالفعل، فبالبنية المجتمعية :
• تحدد بعلاقات مجتمعية متصلة بالأفراد أو بالجماعات.
• العلاقات محكومة بالتمايز المجتمعي، أي تمايز الأفراد والطبقات من حيث الأدوار المجتمعية التي يقومون بها.
• هذه العلاقات تتصف بضرب من الاستمرارية من حيث المكان والزمان فهي ليست ظرفية طارئة أو عابرة.
نقد النظرية الوظيفية :
تعرضت النظرية الوظيفية لكثير من الانتقادات من طرف المعارضين والأتباع وهذه أهم الانتقادات :
1. المماثلة: يرى إيفانز بريتشارد أن المجتمعات هي أنظمة معنوية وليست طبيعية ودراستها تنتمي إلى النوع التأويلي أكثر من التفسيري، وهذا ما أكده ساهلينز أنها البعد والرمزي في المجتمع مكتفية بوصف خصائص التنظيم الاجتماعي.
2. الحتمية الوظيفية: يقول ليفي ستروس «إن القول بأن المجتمع يعمل هو أمر بديهي ولكن القول بأن كل شيء في المجتمع يعمل هذا أمر عبثي». كما أكد ليش على «أن الاستخدام الوظيفي للوظيفية يقوم على التباس منطقي يغطي فئتين مختلفتين وقائع مرئية وغايات محتملة». وبين لويس مير أيضا أن «مفهوم الوظيفة اتخذ دلالات شديدة الاختلافات حالت دون تمتعه بفعالية إجرائية كافية».
3. التوازن: هناك نظرة تفاؤلية مفرطة فيما يخص التأكيد على التوازن ونكران الخلافات والتوترات، لذا ركز الماركسيون في انتقاداتهم على عجز الوظيفية في تفسير وتبيان التوترات والتناقضات والتغير الاجتماعي كما أكد على ذلك الوظيفيون الجدد من أمثال غلوكمان لذي أكد على أهمية الخلافات والتناقضات من خلال وجود دينامية داخلية وهذا ما ذهب إليه سبرتشا من خلال وجود التضاد والتكامل في مجتمع "النوير بالسودان".
4. اللاتاريخانية: أكد باحثون ماركسيون ووظيفيون من أمثال غلوكمان على أهمية التاريخ في دراسة المجتمعات الإنسانية وأدانوا الخيار الوظيفي المناهض للتاريخ.
5. نقد المسلمات الوظيفية روبرت ميرتون:
‌أ- هناك عناصر يمكن أن تكون وظيفية بالنسبة لجماعات وغير وظيفية بالنسبة لجماعات أخرى كالدين الذي يؤدي وظيفة اندماج اجتماعي كما يمكن أيضا أن يكون مصدرا للصراع.
‌ب- يمكن أن يكون هناك عنصر لا وظيفي.
‌ج- هناك بدائل وظيفية تسمح بتوقع تحولات في الوضعيات الاجتماعية (مثل تربية الأبناء، دور الحضانة، المربيات...)

الاستاد قرار كريم جامعة المسيلة استاد الانتربولوجيا










رد مع اقتباس
قديم 2011-05-14, 22:21   رقم المشاركة : 1053
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

لأنثروبولوجيا الاجتماعية :

إن اصطلاح الانثروبولوجيا هو اصطلاح شامل وواسع حيث أنه يشمل دراسة التطور البيولوجي والحضاري للإنسان، العلاقات البيولوجية والمبادئ التي تحكم علاقات الشعوب بعضها ببعض. تتكون الانثروبولوجيا من كلمتين لاتينيتين هما َ (Anthropos وتعني الإنسان ، logos وتعني العلم)
أي أن رالانثروبولوجيا تعني علم الإنسان، وهي كعلم تنقسم إلى قسمين :
الانثروبولوجيا الفيزيقية أو البيولوجية.
الانثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية.
تهتم الانثروبولوجيا الفيزيقية بدراسة تطور الانسان وسلوكه وكذلك الخصائص البيولوجية التي يتباين فيها البشر القدامى والمحدثين، أما الانثروبولوجيا الاجتماعية فتنقسم إلى ثلاثة اقسام هي :
علم اللغويات : يبحث في تحليل اللغات وتصنيفها.
علم الآثار Archéologie: يدرس الفترات التاريخية في حياة المجتمعات والثقافات بالاعتماد علة وثائق قديمة والشواهد من المواقع الثرية كالمدن القديمة والبنايات، والمتوجات المادية بها وإعادة رسم صورة ثقافات ما قبل التاريخ.
الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية: تهتم بدراسة المجتمعات والثقافات الكثيرة المتنوعة التي تسير عليها المجتمعات، وقد اختصت وعرف عليها أنها تهتم بدراسة المجتمعات البدائية.
فالانثروبولوجيا عامة تجتمع في علم واحد وتحت اسم واحد بين نظرتي كل من العلوم البيولوجية والعلوم الاجتماعية، فتركز مشكلاتها من ناحية على الإنسان ككائن بيولوجي وعلى سلوك الإنسان ككائن اجتماعي.
أول من استعمل كلمة الانثروبولوجيا الاجتماعية فو فريزر سنة 1908 في محاضرة تحت عنوان : مجال الانثروبولوجيا الاجتماعية، وعرفها بأنها "محاولة الكشف عن تسمية القوانين العامة التي تحكم الظاهرات وتفسر ماضي مجتمعات الإنسان حتى نتمكن بفضلها من أن نتنبأ بمستقبل البشرية استنادا إلى تلك القوانين السوسيو العامة التي تنظم تاريخ الإنسان" أما رادكليف براون فيقول " يمكننا أن نعرف الانثروبولوجيا الاجتماعية بأنها دراسة طبيعة المجتمع الإنساني دراسة منهجية منظمة تعتمد على مقارنة الأشكال المختلفة للمجتمعات الإنسانية بالتركيز على الأشكال الأولية للمجتمع البدائي"
والانثروبولوجيا كعلم تتميز بدراستها للإنسان والمجتمعات البشرية استنادا إلى بعض المفاهيم التي أصبح لها بعد عنصري واستعماري (الفوارق العرقية من خلال حجم الجمجمة ولون الجلد، المركزية الثقافية، لبدائية...)
وأيضا أجريت الكثير من الأبحاث الانثروبولوجية بهدف استنباط طرق ووسائل لتنفيذ سياسات الإدارة الاستعمارية فهي اختصت بدراسة الأشكال الأولى للمجتمعات البشرية والمتمثلة في الوقت الحاضر في المجتمعات البدائية المتخلفة، المجتمعات التي لا تعرف الكتابة، المجتمعات ذات الثقافة الشفوية، المجتمعات غير الغربية، أي تهتم بدراسة الآخر المتوحش.
الانثروبولوجيا بهذا الاسم مزدهرة أكثر في بريطانيا فقد عرفت تطورا كبيرا على حساب علم الاجتماع في حين تعرف في الولايات المتحدة الأمريكية باسم الانثروبولوجيا الثقافية لأنها تهتم بدراسة ثقافة الشعوب على شاكلة المدرسة الثقافية، في حين تعرف في فرنسا باسم الاثنولوجيا وهي كلها أسماء تشير إلى الانثروبولوجيا الاجتماعية التي تتميز بدراساتها وأبحاثها الميدانية المتعلقة بالمجتمع.

الانثروبولوجيا وعلاقتها بالعلوم الأخرى
الانثروبولوجيا هي دراسة الإنسان بشكل عام تقسم إلى انثروبولوجيا طبيعية (دراسة الإنسان في مظهره البيولوجي) وانثروبولوجيا اجتماعية وثقافية (تعنى بالطريقة التي تطورت بها النظم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدينية والألسنية (اللسانيات)) ويدخل هذا العلم في إطار العلوم الاجتماعية كما يدخل في العلوم الطبيعية لذا نجده يحتل مكانة متميزة بين العلوم، واهتمامنا ينصب على القسم الاجتماعي من الانثروبولوجيا أي الانثروبولوجيا الاجتماعية وسوف نحاول عرض علاقته بالعلوم الاجتماعية والإنسانية الأخرى.
الانثروبولوجيا والفلسفة: الفلسفة سابقة للأنثروبولوجيا وهي أهم العلوم ولكن أي معرفة إذا أصبحت ممكنة في ميدان ما حتى تخرج عن مسمى الفلسفة ووتخذ لنفسها موضوعا وإطارا مستقلين. والانثروبولوجيا كانت ضمن التراث الفلسفي تأسست كعلم قائم بنفسه في القرن 19 لينفتح مجال للمجابهة لأن أساس البحث الانثروبولوجي العمل الحقلي الميداني مقابل الفرضيات المجردة للفلسفة، حتى أن مارسيل موس عبر عن أمله في أن الانثروبولوجيا الكاملة قد تحل محل الفلسفة لكونها تتوصل بالتحديد إلى فهم تاريخ الفكر البشري التي تفترض الفلسفة وجوده ". ولكن الواقع يشير إلى أن التجربة الانثروبولوجية تنطوي على بعد فلسفي واضح لأنه موجود داخل إطار من الأفكار والمبادئ الأساسية والبديهيات الأولية المنتمية للفلسفة، فليس هناك من نظرية انثروبولوجية متحررة بالكامل من فلسفة الظل حسب ميشال فوكو إضافة إلى كون عين الملاحظ عضو في تراث فكري، فهل يمكننا حقا بناء علم مستقل عن الفلسفة؟
الانثروبولوجيا والتاريخ : يدرسان الإنسان والمجتمع ولكن يختلفان في كيفية الاقتراب، فالتاريخ يدرس ماضي الشعوب في حين أن الانثروبولوجيا تدرس المجتمعات البدائية الباقية هذه المجتمعات لم تدخل التاريخ حسب الطرح الغربي وبالتالي حرمت الانثروبولوجيا من التاريخ حتى فيما يخص مجتمعات لها نسق تاريخي مغاير للنسق التاريخي الغربي كالمجتمعات العربية والتركية والصينية. بعد تجدد الانثروبولوجيا أصبحت تتجنب المقابلة القديمة بين المجتمعات البدائية الجامدة (الباردة أي بدون تاريخ) والمجتمعات المعقدة الحيوية (ذات تاريخ) وهذا باكتشاف البعد التاريخي للمجتمعات المدروسة في الحين (التغير الاجتماعي، التغير الإثني والتغيات الحاصلة في المجتمات الريفية) إضافة إلى أنها تحولت إلى دراسة المجتمعات القريبة وبالتالي أصبحت ملزمة بالنظر في التاريخ والذاكرة المكتوبة لمعرفة الحاضر.
من جانب آخر تجدد علم التاريخ بتوسعه لدراسة الواقع العميق للجماهير والظواهر الاجتماعية ، كما أدخل المدة الطويلة في تحاليله بحيث أصبح المؤرخ يستشف البنى الخفية والحركات التي تفعل المجتمع، فالتاريخ لم يعد صدفة أو حدثا فجائيا ولكن يصبح بعدا داخليا للمجتمع، كما توسع التاريخ في مجال كان مهمشا من قبل كالأساطير والممارسات الشعبية التي أصبحت ذات معنى عند المؤرخ..
الانثروبولوجيا وعلم الاقتصاد :علم الاقتصاد هو وصف ميكانيزمات إنتاج وتوزيع ثروات المجتمعات الحديثة (من أين تأتي ثروات الأمم وكيف يتم توزيعها على مختلف الفئات الاجتماعية). وهو يفترض أن الانسان الاقتصادي هو فاعل يتصرف بعقلانية ويختزل المجتمع في السوق والمجال الذي تتم فيه عملية العرض والطلب، كما يقر عالم الاقتصاد عالمية الممارسات والسلوكات الاقتصادية العقلانية المبنية على العلاقة العامة بين بين الامكانات والغايات وعلى مضاعفة الرغبات المرادة.
الجانب الاقتصادي في المجتمع موجود في الانثروبولوجيا ولكن يتسم ببعده الاجتماعي والثقافي، فالانثوبولوجيا لا تربط الحاجة والندرة بالجانب البيولوجي النفعي العالمي وإنما هما حسبها أمران نسبيان يختلفان من ثقافة لأخرى، وكمثال على ذلك النظام الغذائي للمجتمع لا يرتبط باقتصاده أي الثمن والعرض والطلب وإنما بإطار ثقافي أكبر.
الانثروبولوجي ساهلين SAHLIN أثبت أن المجتمعات البسيطة مكتفية اقتصاديا أو تعيش الوفرة لأنها تنتج ما تحتاج إليه فهي تمارس الوفرة بتحديد منتوجاتها وهذا ما لا ينطبق على المجتمعات الرأسمالية لأن نظامها الاقتصادي للإنتاج التجاري يخلق اصطناعيا حاجات إما من أجل إعادة بعث الإنتاج أو لتوظيفها على أعلى ريتم، وميكانزمات هذا النظام تتم مثلا بالطرح المستمر لمنتوجات جديدة تستجيب لنفس الحاجة، خلق حاجات متسلسلة، استعمال منتوج يفرض استعمالا آخر.
فالانثروبولوجيا عكس الاقتصاد تنظر إلى الممارسات الاقتصادية (العرض، الطلب، الإنتاج، التبادل والاستهلاك)في إطار ثقافي اجتماعي بعيدا عن فكرة الإنسان الاقتصادي المنفعة الاقتصادية وعالمية الممارسة الاقتصادية العقلانية.
الانثروبولوجيا وعلم النفس : مرت كل من الانثروبولوجيا وعلم النفس بمسار مشابه انطلق تحت تأثير العلوم الطبيعية وكلاهما يدرس السلوك الإنساني. فعلم النفس بأنواعه (علم النفس، التحليل النفسي، علم النفس الاجتماعي) يدرس السلوك الفردي، الشعور، الشخصية، واللاوعي في مستوى الفرد مهملا بذلك المستوى الاجتماعي (ما عدا علم النفس الاجتماعي) ولكن تطوره جعل علماء النفس يهتمون أكثر بالبيئة الاجتماعية التي ينشأ فيها الأفراد والخبرات المشتركة بين الناس ليقتربوا أكثر من علماء الاجتماع والانثروبولوجيين.
نتائج علم النفس حول معايير الشخصية لا يمكن أن تعمم لأنها اعتمدت على دراسة أفراد نشؤوا في ظل الحضارة الحديثة، فلجأوا إلى الانثروبولوجيين ليمدوهم بنتائج أخرى بينت نسبية ما توصلوا إليه ما جعل علم النفس يصل إلى فهم أفضل للمبادئ التي يقوم عليها تشكيل الشخصية على المدى الواسع من الأشكال التي تتخذها شخصيات البدائيين والأفراد العاديين، كما اكتشفوا النسق الحضاري من خلال تحليل بعض الأمراض النفسية المرتبطة بالجذور الاجتماعية، فتفسير فرويد الأحلام قاد العلماء إلى تاريخ المجتمعات الإنسانية (دراسة الأحلام،الرموز و المرض...)كما أرجع قانون الهلوسة والمرض إلى عوامل اجتماعية لا نفسية كالاحتلال والظلم.
أما الانثروبولوجيا فأصبحت تنظر للفرد كناقل للثقافة وليس كعنصر سلبي وهذا بفضل علم النفس الذي جعلها تهتم بالفروق بين الأنماط الأساسية للشخصية في المجتمعات المختلفة وهذا ما ساعدها على حل مشكلة الأسباب التي تجعل مجتمعات معينة تطور محاور اهتمام خاصة بها، فتقبل وترفض تجديدات معينة، وهي أيضا قدمت خدمة كبرى لعلم النفس الاجتماعي بطرحها في شكل نفسي دراسات حول الاندماج الثقافي (غياب التوترات النفسية لمرحلة المراهقة) جعلها تستخدم مفاهيم نفس اجتماعي، ثم قدمت بعد ذلك أمثلة وتغيرات لعلماء النفس الاجتماعي الذين يعتبرون فرضياتهم في إطار ضيق (المجتمعات الحديثة) مما جعلهم يقيسونها بما هو موجود في أطر أخرى لمعرفة قيمة نتائجه.
علاقة الانثروبولوجيا بعلم الاجتماع: كلاهما يبحث في المجتمعات الإنسانية، كيف تعمل؟ وكيف ولماذا تتغير الثقافات؟ فما هي نقاط التقارب والاختلاف بينهما؟
نقاط الاختلاف :
في مستوى التفكير : علم الاجتماع أقدم وأشد نزوعا إلى الاتجاه الفلسفي ويرتبط دائما بالنظريات الفلسفية العامة وهو أكثر تطورا وتفوقا في نوع المفاهيم والنظريات.
أما الانثروبولوجيا الاجتماعية فأفضل ما يهمها في البحث هو الوفرة والثراء في المعطيات الميدانية التي يجمعها الباحث في بحثه الحقلي، كما أنها تتميز بارتباطها الدائم بخلفيتها الطبيعية لذلك نجدها تجعل من الوصف ضرورة علمية ملحة في حين أن عل الاجتماع لا يلتزم بذلك.
على مستوى الموضوع : الانثروبولوجيا تدرس المجتمعات البدائية على مستوى الميكرو سوسيولوجي ، في حين يدرس علم الاجتماع المجتمعات الحديثة على مستوى الماكرو سوسيولوجي (الماكرو = العام).
الانثروبولوجيا تكون تجانسا في موضوعها ومنهجها عكس علم الاجتماع الذي يدرس موضوعا أكثر تعقيدا نظرا للتعقيد الشديد في مشاكل المجتمعات الحالية وبالتالي يصعب عليه استخراج إجابات من خلال منهج مقارنة نسقية كما هو الحال في المجتمعات البسيطة المغلقة.
الانثروبولوجيا تدرس ثقافة غريبة أي تستكشف سلم المعايير وتلاحظ إطار الممارسات وتلجأ إلى الشرح المعمق لكل المظاهر الثقافية حتى اليومية منها، ففي ميدان مجهول العادي (التافه) يصبح ذا قيمة وأهمية في حين أن علم الاجتماع يهمل الجوانب اليومية (العادية، الجزئية) المعروفة حسب اعتقاد العلماء.
على مستوى المنهج : الانثروبولوجيا تقرر تجانس المجتمع بتقطيع طبيعي أو اصطناعي كما تتميز بمنهج فريد يستند على الحميمية والاقتراب المعمق الذي يجمل بعدا كيفيا وهذا ما انعكس على أدوات وتقنيات البحث المستعملة حيث يميل الانثروبولوجي إلى استخدام الملاحظة بالمشاركة، الإقامة الطويلة، المقابلة المعمقة، قصة الحياة، ويصبح الباحث أيضا فاعلا وملاحظا في آن واحد.
أما علم الاجتماع فيميل أكثر إلى المناهج الكمية كما لا يقصي أي فئة بل يعتمد على مبدأ العينة ولكي يصل إلى مستوى التعميم يعتمد أكثر على الاستمارة لأنها تمس أكبر قدر ممكن من المبحوثين.
نقاط التشابه :
كلاهما يدرس المجتمع في كليته ويكملان بعضهما البعض بحيث يقدم علم الاجتماع للانثروبولوجيا مستقبل المجتمعات البدائية في حين يقدم الثاني للأول أصل نشوء وماضي المؤسسات والبنى الاجتماعية والأديان والقيم والعادات.
هناك الكثير من المفاهيم والنظريات المشتركة انتقلت من الانثروبولوجيا إلى علم الاجتماع والعكس (الوظيفية، لبنيوية، التطورية...) وأيضا هناك الكثير من المواضيع المشتركة (الأساطير، الخيال، الثقافة...)
هناك تشابه كبير بين علم الاجتماع البدوي والانثروبولوجيا الاجتماعية.
التغيرات الاجتماعية الحديثة ساهمت كثيرا في التقارب بين العلمين ما أنتج مفهوم علم الاجتماع الانثروبولوجي, وعلى العمم هناك تقارب وتداخل كبيرين بين العلمين ما جعل أنثروبولوجيا كبيرا بحجم رادكليف براون يقول "أن الانثروبولوجيا الاجتماعية هي علم الاجتماع المقارن".

الانثروبولوجيا والعالم المعاصر
استهل كل من فيليب لابورت تولرا و جون بيار فاريني كتابهما "الاثنولوجيا، الانثروبولوجيا" بسؤال مفاده : هل ستختفي الاثنولوجيا مع أواخر البدائيين، الذين حددت لنفسها مهمة دراستهم؟.
فراح الانثروبولوجيون في الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين يبحثون عن إثنيات قد تكون في منأى عن هجمات الحضارة، في تلك الفترة كان المتوحش وعالم الاثنولوجيا الطفيلي الذي يتغذى من تقاليده مسجلين على لائحة الأجناس المرشحة للانقراض.
حقيقة أصبح الميدان المفضل للانثروبولوجيين يندر شيئا فشيئا ولكن هذا الأمر وعوامل أخرى جعلتهم ينفتحون أكثر فاكثر على العالم المعاصر أو العوالم المعاصرة كما يحلو لانثروبولوجيي اليوم تسميته، كانوا يتخيلون أنهم مسافرون في الزمان، فيما هم يسافرون في المكان (مارك أوجيه وكولاين) لأن المعاصرة هو فعل العيش في الفترة نفسها وتقاسم المعايير المشتركة.
هناك معايير يتقاسمها البشر اليوم وهذا رغم وجود معالم محلية، فالانثروبولوجيا تعترف بتعددية الثقافات كما تعترف بمعاييرها المشتركة (تشترك في ثقافة عالمية تستند إلى معايير أخرى) وبالاختلافات الداخلية في ثقافة محلية بعينها.
وقوة التحليل الانثروبولوجي تكمن في الوصف الدقيق للتصرفات الإنسانية في مساقها التاريخي والثقافي من جهة، والمقارنة بأشكال أخرى في الزمان والمكان من جهة أخرى.
لقد تغيرت الانثروبولوجيا لأن العالم (الواقع الاجتماعي) تغير، فالمجتمعات لتقليدية احتكت بالحضارة ومسها الغزو الثقافي، فلم يعد هناك وجود لثقافات مستقلة خارج السياق العالمي وهذا ما جعل الانثروبولوجيا تنتقل من دراسة الشعوب إلى دراسة المواضيع واستخدام ميادين جديدة.
تغير العالم حتى أصبح كل البشر حتى البدائيين منهم يرون شروط حياتهم وقد تحددت بقرارات تنتج بعيدا عنهم وهم يخضعون لسيطرة اقتصادية وسياسية وثقافية تمارس من قبل سلطات وقوى خارجية (الأزمة الاقتصادية، العولمة، التكنولوجيا...) وهذا ما يقارب بين المجتمعات البدائية والتقليدية والحديثة ضحايا القوى نفسها، فهي تعيش نفس المظاهر والمشاكل وهذا ينطبق على حقول الانثروبولوجيا الجديدة ذاتها سواء القاسية منها (ضواحي المدن، اللاجئين، الهجرات السرية، المخدرات، الدعارة...) أو الهانئة (سياسة، موسيقى عالمية، حركات ثقافية وفنية...) لذا تدرس الانثروبولوجيا العلاقات التذاوتية بين المعاصرين سواء كانوا بدائيين أو من سكان المدن، سواء كانوا قراء أو أغنياء، أميين أو مثقفين، علاقات الغيرية والهوية التي تنتج في سيرورة متواصلة ضمن عمل مستمر يعبر عن عمل لا ينقطع داخل كل مجتمع من أجل تحديد الذات والآخر.
انثروبولوجيا اليوم تدرس المجتمعات التقليدية لأنها تخترع تقاليد لكي تبرر التحديث كما تدرس المجتمعات الحديثة (لعصرية) التي تلجأ للتحديث لكي تبرر ممارسات قديمة وهذا ما جعل برونو لاثور يعنون كتابه "نحن لم نكن عصريين أبدا".
انتقلت الانثروبولوجيا من دراسة الآخر وأصبحت اليوم تهتم بالأنا والإنسان عامة، ومن الشعوب إلى المواضيع، ومن المحلي إلى المحلي في سياق عالمي، ومن العالم البدائي إلى عوالم معاصرة.

ميادين الانثروبولوجيا
إذا قلنا أن علم الإنسان يختص بدراسة المجتمعات البدائية التقليدية البسيطة، المجتمعات المنعزلة اجتماعيا، فيتبادر إلى اذهاننا أن هذا العلم ليس عمليا ولا يفيد عمليا، ولكنه على العكس من ذلك هو علم ما بعد حداثي فتح الكثير من الآفاق للعلوم الأخرى، لأن مجرد دراسة سلسلة من القبائل البدائية مع ما يتبع ذلك من مقارنات وتحليلات قد يزودنا بمعلومات ثرية وقيمة عن العناصر الحقيقية التي تدوم طويلا، ولكن لظروف وأسباب علمية وعملية تفتحت على ميادين ومواضيع جديدة عليها، لتواصل بذلك في سيرورة تطورها وتطويرها للفكر الإنساني.
تنوع المواضيع المعالجة في انثروبولوجيا اليوم يؤكد أنها تخصص متصاعد، وحسب مارك أوجيه و كولاين هذه المواضيع ليست مجالات خاصة وإنما هي مجالات مترابطة لذا الخلفية الانثروبولوجية المتمثلة في اعتبار الإنسانية كحقل تحتم أبعادها بكاملها(فكرة رؤية انثروبولوجيا موحدة)ومن بين المواضيع الهامة نذك ما يلي :
انثروبولوجيا الأدب : ظهر الأدب كموضوع بحث للانثروبولوجيا منذ بداياتها، فالمجتمعات البدائية ذات التراث الصغير، ذات الثقافة الشفوية : كلام، خطاب، غناء، فكتابات الأثر منبعها التناقل الشفوي، ثم انتقل البحث الانثروبولوجي للمجتمعات الحديثة ليدرس الخطاب المتجسد في الكتابة عن طريق تجميع النصوص وتحليل القراءات التي أجريت عليها، أو بإنتاج النصوص ونتائج الكتابة في تكون الأشكال الثقافية.
انثروبولوجيا السياسة : الاهتمام بالجانب السياسي في الانثروبولوجيا بدأ مع مورغان الذي اكتشف خصائص سياسية مجهولة عن المجتمعات البدائية، محورها أن صلات القرابة تشكل البنية الأساسية لكل الشأن الاجتماعي وبالتالي السياسي (التميز بين المجتمعات القرابية أو العرقية ومجتمعات الدولة) ثم أصبحت الانثروبولوجيا السياسية تهتم بالعمل أكثر من البنى كما جاء في تعريفها (سوارتز، تورنر، تادن) هي دراسة عمليات فرضتها الخيارات وتحقيق الأهداف العامة والاستعمال التفضيلي للسلطة من قبل أفراد المجموعة المعنيين بهذه الأهداف. لقد تم التركيز في العمل السياسي على التفاعل الفردي والجماعي في توازنات السلطة فالسياسة كلعبة لها نوعان من القواعد : القواعد المعيارية والعملية (العنف، الإضراب عن الطعام، المسيرات...)
انثروبولوجيا الاقتصاد :الانثروبولوجيا أعطت في بدايتها أهمية كبيرة للوسائل التقنية، أدوات العمل وأنماط التصرف، لكن هذا الاهتمام ذو البعد الطبيعي والذي ينظر إلى هذه الأدوات كأحد أهداف تحسين العلاقة مع الطبيعة، وإنما تدخل في الميكانيزمات الاجتماعية والسياسية والطقوسية، فأصبحت تحلل المظاهر القديمة للاقتصاد بهدف تأسيس نظرية عامة بين الاقتصاد والمجتمع أو الثقافة (الشكلانيين) أو تعتبر الأنظمة الاقتصادية هي في حالة تقطع متواصلة لانتظامها عبر إجراءات غير اقتصادية.
لقد اهتمت الانثروبولوجيا الاقتصادية بالجانب المادي للمجتمع بكل أشكاله: الإنتاج، التقنيات، الهبة، الاستهلاك، الندرة، إعادة التوزيع، البيئوية الثقافية. كما أعطت أهمية مميزة لعملية التبادل الموجود في كل زمان ومكان (الاقتصاد السياسي، علاقات القرابة)
انثروبولوجيا المعرفة : تبرز مقولات العقل المدركة قبل تدجينها عبر فكرة عالمة، فهي تحاول الإجابة على السؤال الرامي إلى معرفة كيفية تكون العالم لطبيعي محليا.



منهجية البحث في الأنثروبولوجيا
البحث في الأنثروبولوجيا ما هو إلا حالة خاصة من البحث في العلوم الاجتماعية، فهو يخضع لنفس النموذج والذي يحتوي على أربعة مراحل :
1. مشروع البحث :
قبل الانطلاقة الفكرية لأي بحث أنثروبولوجي يحدد الباحث الأهداف الحقيقية التي تتبعها الدراسة سواء كانت أهداف علمية كاختبار نظرية، تجربة أساليب مستحدثة أو أهداف عملية العلاقات العرقية والتحضر، يجب عليه تحديد الموضوع الذي يريد دراسته ويتجه فيما بعد إلى الميدان لاختيار الجماعة الأولى أو المجال الذي يقيم عليه الدراسة.
2. تقنيات ومناهج البحث :
في هذه المرحلة يضطر الباحث إلى اختيار منهج بحث معين يتماشى وطبيعة الموضوع المراد دراسته ومع القناعات المنهجية للباحث، ثم يختار من بين الأدوات المنهجية (تقدير البحث) أساليب جمع البيانات التي يراها مناسبة وفعالة في هذا الموضوع بالذات ومن أهم هذه الأساليب المتوفرة في الأنثروبولوجيا ما يلي :
‌أ- الملاحظة بالمشاركة: يعتمد الباحث في هذا الأسلوب على ملاحظة حياة المجتمع المبحوث عن طريق الاندماج فيه وبالتالي يصبح عنصرا كباقي العناصر التي تكون هذا المجتمع فيعيش وينام ويأكل بنفس الطريقة التي يعيشها أفراد هذا المجتمع. وقد جاءت هذه التقنية مع مالينوفسكي الذي رفض قطعيا وبدل أن يأتي بالمبحوث إلى مقر سكناه توجه هو إلى ميدان المبحوث وعاش حياته بطريقة عادية حتى أن بعض الباحثين استعملوا حيلا وإغراءات من أجل الحصول على قدر كبير من البيانات كإخفاء أدوات التسجيل وشراء المعلومات وسرقة بعض الأدوات، ويظهر من خلال هذه التقنية أن الباحث بقوم بوظيفتين مختلفتين، تتمثل الأولى في المشاركة والثانية في الملاحظة.
‌ب- المقابلة: يعتبر الحوار والاستجواب م النقاط الضرورية في البحث الأنثروبولوجي، وتميل هذه المقابلة لأن مقابلة غير موجهة لأنها تشتمل على الحديث الهادئ وتوجيه أسئلة ذات نهايات مفتوحة تعطي فرصة للمبحوث لإبداء رأيه في مختلف المواضيع المطروحة وتتميز المقابلة في البحث الأنثروبولوجي بأنها أكثر مرونة بحيث يتغاضى الباحث على جهل المبحوث الذي يخرج عن الموضوع، ولا يفوتنا أن نشير إلى أن النقطة الرئيسية في المقابلة هي تولد الثقة بين الباحث والمبحوث.
‌ج- تاريخ الحياة: تعالج الأنثروبولوجيا عملية نمو الفرد في إطار الثقافة أو المجتمع من جانبين، يركز الجانب الأول على دورة الحياة وعلى تاريخ الحياة، ففي دورة الحياة يعالج الباحث أسلوب المجتمع في تنشئته وتهيئته للصغار ليصبحوا أعضاء منتمين إليه من خلال التنشئة الاجتماعية. أما تاريخ الحياة فيعتمد على رواية أحد الإخباريين لقصة حياته من فترة الطفولة ومرحلة النضج، ويسرد الإخباري ذكرياته والأحداث المؤثرة في حياته الفعلية ويسجل الباحث كل التفاصيل الجزئية التي يقوم بتحليلها للكشف عن الروابط الوثيقة بين الشخصية والثقافة.
‌د- الطريقة الجينيالوجية: وضع هذه الطريقة ريفرز وهو يعمل ضمن بعثة جامعة كمبردج عام 1898 وهي تقوم على أساس تتبع العلاقات بين الإخباري وسائر المرتبطين به قرابيا وتسجيل ما يراه مناسبا من بيانات تشمل الأسماء والأنواع وتواريخ الميلاد والزواج والطلاق والوفاة والإقامة والعمل وغير ذلك من البيانات التي تفيد موضوع الدراسة وهي توضع في صورة تخطيط هندسي يأتي على الشكل التالي:
‌ه- استخدام الآلات الحديثة: أدخلت في الدراسات الحقلية الأنثروبولوجية بعض الآلات والتجهيزات الحديثة كاستخدام آلات التصوير في كل مراحل البحث وأسلوب الأفلام السينمائية في عرض التجارب الإثنوغرافية وآلات التسجيل الصوتي.
3. تحديد البيانات:
تبدأ بوادر التحليل في مرحلة مشروع البحث لأن الباحث يضع في بداية الدراسة اختيارات خاصة بالموضوع، الموقع الجغرافي والنظرية التي تؤدي إلى تعريف وتحديد الميدان. أما في مرحلة ما بعد البحث الميداني ينتقل الباحث إلى تحليل البيانات الكيفية والكمية التي تختبر الفروض أو التساؤلات التي طرحها الباحث في الدراسة وتنتشر في الأنثروبولوجيا التحاليل الكيفية التي تفيء إجابات المقابلات المفتوحة ومعطيات الطريقة الجينيالوجية.
4. عرض النتائج (تقرير الدراسة):
تشمل هذه المرحلة الأخيرة على حوصلة شاملة لمختلف مراحل الدراسة حيث يبدأ الباحث تقريره بمرحلة بناء الموضوع، أهداف الدراسة، الإشكالية، الفرضيات إن وجدت النظرية، ثم يعرف المناهج وأساليب جمع المعطيات التي اختارها ليخلص إلى تحليل البيانات وتبيين النتائج التي وصل إليها من خلال هذه الدراسة.

الاتجاه التطوري
أخذ التطوريون على عاتقهم مهمة أساسية هي تفسير وفهم المؤسسات الاجتماعية من حيث نشأتها وتطورها في الزمان، ويرى التطوريون أن المجتمعات الإنسانية قد طورت أنساقا ثقافية واجتماعية معقدة من بدايات بسيطة وهذا من خلال فكرة اعتبار أن الإنسان قادر على الاختراع وتحقيق الابتكارات في أي مكان إذا ما هيأت له الطبيعة الظروف المواتية وتنوع هذه الأخيرة هو ما يؤدي إلى تفاوت المستويات الاقتصادية والثقافية.
مبادئ التطورية :
1. وجود قوانين ودية تحكم الثقافة الإنسانية التي تمر بمراحل تطورية حتمية متمايزة.
2. التغير الثقافي حتمي يرجع إلى اختلاف المراحل التطورية.
3. العقل البشري قادر على اكتساب السمات الثقافية.
4. إمكانية الاستعارة من السمات الثقافية لثقافات أخرى.
مراحل التطور الثقافي حسب مورغان:
هناك ثلاث مراحل أساسية تمر بها المجتمعات الإنسانية وهي مراحل حتمية لا مفر منها:
1. المرحلة الهمجية: تبدأ من فترة ما قبل اكتشاف النار واختراع اللغة إلى مرحلة استخدام الأقواس والسهام.
2. المرحلة البربرية: تبدأ من فترة صنع الفخار إلى بداية استخدام الحديد.
3. مرحلة الحضارة: تبدأ من بداية الحضارة الأوربية والأمريكية وبداية استخدام الطباعة والكتابة.
نقد التطورية:
• يقول أوجيه: «أصبح كل من مورغان وتيلور مؤرخين للحضارات فهما يريان في المجتمعات الإنسانية مراحل على طريق تطور أحادي الخط، كما لو أن الإنسانية قد توافقت على غاية واحدة هي خلق المجتمع الغربي».
• تطورية القرن 19 والقرن 20 بفكرتها المركزية للتاريخ، أعطت غطاء علميا لخطاب إيديولوجي يهدف إلى تقنين (ضرورة) أو (عقلانية) الاستعمار.
• خطأ تفسير ما هو مختلف انطلاقا من تجربة تاريخية خاصة وتقييم الآخرين بمقياس خاص وهذا ما أنتج ثنائية المجتمع: البسيط والبدائي من جهة، والمعقد والمتطور من جهة أخرى.
• الاعتماد على مصادر غير دقيقة وغياب الدراسات الميدانية.
• التركيز على مفهوم المركزية الإثنية الذي يقول بأفضلية المجتمع الغربي خاصة المجتمعين البريطاني والأمريكي.
• يرى مالينوفسكي أن التطوريين اختاروا بعض السمات الثقافية وانتزعوها من سياقها الاجتماعي الكلي وقاموا بالمقارنة بينها بشكل غير علمي لإثبات فروق مسبقة تتعلق بالتطور الاجتماعي.



المدرسة الانتشارية
ظهرت المدرسة الانتشارية في النصف الثاني من القرن 19 في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وبريطانيا، وهي تنطلق من فكرة مشتركة مفادها أن نمو المجتمعات يتم أكثر ما يتم عن طريق التقليد والاستعارة وذلك بفعل الاحتكاكات الثقافية بين الشعوب (الهجرات والحروب). ويعتقد الانتشاريون بالمساواة بين البشر والتفاوت بين الثقافات، وهذا التفاوت يتحدد بدرجة الاحتكاك والقدرة على الاستعارة ضاربين عرض الحائط عبقرية الإنسان وقدرته على التقدم الدائم عن طريق الاختراعات.
تتجسد فكرة الانتشار في وجود مركز حضاري أو ثقافي تنتقل من خلاله السمات الثقافية إلى مجتمعات أخرى (الهلال الخصيب في العصر الحجري، مصر في العهود القديمة، والغرب في العصر الحديث) وهذا ما يعني طمس وإنكار جميع الحضارات اللاعقلانية ما قبل العلمية وتحويلها تابعا للنمط الغربي المصنع، فكانت جهود الانتشاريين منصبة حول البحث عن صيغ الانتشار من ثقافة أخرى بنظرة تاريخية تتناول كيفية حصول التغير عبر الزمن لتصبح فيما بعد نظرة جغرافبة فلم يعد السؤال مقتصرا على أسباب تنوع الثقافات بل صار بشكل آخ كيف كان لهذا التنوع أن يحصل؟ وأهم ما جاء في هذا الاتجاه هو التأكيد على أهمية الاتصال الثقافي وكون النظم والبنى الاجتماعية والسمات الثقافية كثيرا ما تستعار وتنتقل وهذا من خلال ملاحظة التشابهات السطحية لتأكيد التقارب الثقافي بتوزيع الدوائر الثقافية (هي دوائر جغرافية تتسم بتماسك الصفات الثقافية).
عرفت المدرسة الانتشارية ثلاث مدارس واتجاهات :
1. المدرسة البريطانية: يرى أصحابها (إليوت سميت، بيري، ريفرز) أن هناك مركزا رئيسيا للحضارات هو مصر القديمة والتي كانت أساسا للانتشار الثقافي.
2. المدرسة الألمانية والنمساوية: (راتزل، غرونبر، فروبينيوس) هناك دوائر ثقافية تمثل مراكز حضارية تشترك في سمات ثقافية واحدة وتزداد درجتها كلما اقتربنا أكثر من المركز.
3. المدرسة الأمريكية: (ويسلر، غروبنر، كلاكهون) هم تلامذة بواس صاحب المدرسة الأمريكية، يرى أصحاب هذا الاتجاه أن السمات المميزة لثقافة ما قد وجدت أولا في مركز جغرافي ثقافي محدد ثم انتقلت إلى مناطق أخرى لكنهم في نفس الوقت لم ينفوا إمكانية التطور الموازي المستقل كون البشر مبتكرين بطبعهم.
نقد الأفكار الانتشارية:
• يرى بوارييه أن المسلمات الانتشارية مبالغ فيها إذ يقول أن المسافة الجغرافية لا أهمية لها بالنسبة للانتشار مهما كانت كبيرة.
• نوهت المدرسة الانتشارية بالثوابت لثقافية واختزلت جهود الإنسان في التقليد والاتباع وجعل تاريخ البشرية مجرد سلسلة من الاستعارات الثقافية دون الاعتراف بالإبداع البشري وقدرته على الابتكار.
• انطلق إليوت سميث وبيري من فكرة وجود مركز حضاري (مصر الفرعونية) انتشرت من خلاله المؤسسات والتقنيات والأفكار وهذا ما ينفي وجود نمو قائم بذاته، لكن الاكتشافات الفنية والأثرية بينت أم هناك بؤر حضارية أخرى في العالم عرفت نموا مستقلا وهذا ما يلاحظ مثلا في الفنون الإفريقية بالبنين والتي تختلف كليا عن تلك المعروفة في مصر.

المدرسة الوظيفية
ظهرت المدرسة الوظيفية في العلوم الاجتماعية مع منتسكيو وتجلت أكثر مع مماثلة سبنسر
الوظيفية بالمعنى البيولوجي وهو المعنى الذي أكد عليه سبنسر، هي الدور الذي يقوم به عضو من الأعضاء ضمن النشاط العام الذي يزاوله جسم من الأجسام وقد حملت فيما بعد ثلاث دلالات مختلفة :
‌أ- الحد الأدنى، ويقتصر على مجرد السعي لإقامة الصلة بين ظواهر معينة ودراسة فعلها المتبادل بينها.
‌ب- الوظيفة لا تقتصر على إبراز العلاقة بل تصبح وسيلة متكيفة مع خدمة ظاهرة معينة أي هي المساهمة التي يقدمها نشاط جزئي للنشاط الكلي الذي يندرج ضمنه باعتباره جزءا منه.
‌ج- إضافة إلى الشروط السابقة يضيف مالينوفسكي شرط الاستجابة لحاجات المجتمع بما فيها حاجاته الأولية البيولوجية.
الوظيفية هي تشكيل نظري ومنهجي يستنبط من واقع وجود علاقات اتصال وظيفية بين الوقائع الاجتماعية تقوم بتحليل متزامن لهذه الوقائع دون النظر في تاريخ نشأتها أو الاستعانة بأي نهج تاريخي وهي تستند إلى عدة فرضيات:
1. الإنسان في المجتمع يمكن أن يكون موضوع علم وضعي على شاكلة علوم الطبيعة الحتمية.
2. تلجأ إلى التماثل العضوي لتفسير الواقع الاجتماعي استنادا على مبدأ وحدة المادة بين المجتمع و العضو الحي.
3. ترتبط بمفهوم موحد للعالم الاجتماعي أي أن كل المجتمعات تخضع لقوانين عمل متشابهة.
4. تعطي أولوية للكل على الجزء.
5. تتبنى موقفا مناهضا للتاريخ (لأن التاريخ مشكوك فيه نظرا لعدم توفر الشواهد التاريخية).
الوظيفية المطلقة:
يرى مالينوفسكي أن كل مجتمع يختلف تماما عن المجتمعات الأخرى بثقافته الأصلية المتميزة، والشيء الذي يمنح الثقافة هو الترتيب المحدد لأجزائها والمكان الذي يشغله كل عنصر والأسلوب الذي ترتبط من خلاله هذه العناصر بعضها ببعض، وقد شكلت هذه الفكرة ثلاث قضايا هامة :
1. جوانب الثقافة لا تدرس منفصلة بل يجب أن تفهم في سياقها الداخلي أي لا يمكن عزل جوانبها بعضها عن بعض.
2. عدم الاعتماد على الوصف الذي يدلي به الإخباري فالناس تفعل ما لا تقول.
3. سياق الثقافة يكشف عن عقلية متميزة للبدائي.
وقد أدت دراسات مالينوفسكي وأبحاثه إلى بناء ثلاث مسلمات أساسية:
1. الوحدة الوظيفية: كل عنصر من المجتمع يؤدي حتما وظيفة إيجابية للنظام الاجتماعي بمجمله.
2. الوظيفة الكلية: كل عنصر له وظيفة داخل المجتمع.
3. الوظيفة الضرورية: كل عنصر من المجتمع هو جزء أساسي منه ولا يمكن بأي حال من الأحوال الاستغناء عنه أو عن وظيفته.
الوظيفية البنائية:
راد كليف براون أول من نظر للبنية وقرنها بالمفهوم الوظيفي، لذا انصرف علماء الأناسة البريطانية إلى دراسة التنظيمات بدل الثقافات. فهو توجه سوسيولوجي يتقاسمه مع دوركايم إذ يعتبر استحالة بناء علم للثقافة ويقترح علما خاصا بالأنساق المجتمعية. رفض راد كليف براون على غرار مالينوفسكي نظريات التطوريين والانتشاريين، ووقف مثله ضد المقاربة التاريخية، لكنهما لم يفهما مفهوم الوظيفة فهما واحدا لأن راد كليف براون كان يرى أن الثقافة مفهوم فضفاض غير واضح المعالم بحيث يتعذر التقرب إليه بصورة علمية، لذا قام بدراسة البنية الاجتماعية معتقدا بأن العلوم المجتمعية قادرة على إنتاج قوانين ذات صفة جامعة.
الوظيفة عند راد كليف براون هي مساهمة العضو الاجتماعي الواحد في عمل الأعضاء الاجتماعية الأخرى والمساهمة في الحفاظ على حياة الجسم الاجتماعي بمعنى أن كل مؤسسة أو نسق يساهم في الحفاظ على استمرارية المجتمع لكن الوظيفة عنده لا تفهم إلا مع مقولة البنية لأن الأولى تضمن استمرارية الثانية والبنية عنده تظهر من المعاينة المباشرة التي تبين أن الكائنات البشرية تتوحد ضمن شبكة معقدة من العلاقات المجتمعية وعبارة البنية المجتمعية إنما تدل على هذه الشبكة من العلاقات القائمة بالفعل، فبالبنية المجتمعية :
• تحدد بعلاقات مجتمعية متصلة بالأفراد أو بالجماعات.
• العلاقات محكومة بالتمايز المجتمعي، أي تمايز الأفراد والطبقات من حيث الأدوار المجتمعية التي يقومون بها.
• هذه العلاقات تتصف بضرب من الاستمرارية من حيث المكان والزمان فهي ليست ظرفية طارئة أو عابرة.
نقد النظرية الوظيفية :
تعرضت النظرية الوظيفية لكثير من الانتقادات من طرف المعارضين والأتباع وهذه أهم الانتقادات :
1. المماثلة: يرى إيفانز بريتشارد أن المجتمعات هي أنظمة معنوية وليست طبيعية ودراستها تنتمي إلى النوع التأويلي أكثر من التفسيري، وهذا ما أكده ساهلينز أنها البعد والرمزي في المجتمع مكتفية بوصف خصائص التنظيم الاجتماعي.
2. الحتمية الوظيفية: يقول ليفي ستروس «إن القول بأن المجتمع يعمل هو أمر بديهي ولكن القول بأن كل شيء في المجتمع يعمل هذا أمر عبثي». كما أكد ليش على «أن الاستخدام الوظيفي للوظيفية يقوم على التباس منطقي يغطي فئتين مختلفتين وقائع مرئية وغايات محتملة». وبين لويس مير أيضا أن «مفهوم الوظيفة اتخذ دلالات شديدة الاختلافات حالت دون تمتعه بفعالية إجرائية كافية».
3. التوازن: هناك نظرة تفاؤلية مفرطة فيما يخص التأكيد على التوازن ونكران الخلافات والتوترات، لذا ركز الماركسيون في انتقاداتهم على عجز الوظيفية في تفسير وتبيان التوترات والتناقضات والتغير الاجتماعي كما أكد على ذلك الوظيفيون الجدد من أمثال غلوكمان لذي أكد على أهمية الخلافات والتناقضات من خلال وجود دينامية داخلية وهذا ما ذهب إليه سبرتشا من خلال وجود التضاد والتكامل في مجتمع "النوير بالسودان".
4. اللاتاريخانية: أكد باحثون ماركسيون ووظيفيون من أمثال غلوكمان على أهمية التاريخ في دراسة المجتمعات الإنسانية وأدانوا الخيار الوظيفي المناهض للتاريخ.
5. نقد المسلمات الوظيفية روبرت ميرتون:
‌أ- هناك عناصر يمكن أن تكون وظيفية بالنسبة لجماعات وغير وظيفية بالنسبة لجماعات أخرى كالدين الذي يؤدي وظيفة اندماج اجتماعي كما يمكن أيضا أن يكون مصدرا للصراع.
‌ب- يمكن أن يكون هناك عنصر لا وظيفي.
‌ج- هناك بدائل وظيفية تسمح بتوقع تحولات في الوضعيات الاجتماعية (مثل تربية الأبناء، دور الحضانة، المربيات...)

الاستاد قرار كريم جامعة المسيلة استاد الانتربولوجيا










رد مع اقتباس
قديم 2011-05-14, 22:22   رقم المشاركة : 1054
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sérine-s مشاهدة المشاركة
من فضلكم أريد بحث حول اسهامات مالينوفسكي أو راد كليف براون في الأنتربولوجيا الدينية
وأريد البحث غدا

03:32
ظهرت كتابات مالينوفسكى عن جماعات جزر تروبرياند بماليزيا فيما بين 1922-1935 وقد شكلت تلك الدراسات،كما يرى الكثيرون من العلماء، جل إنتاجه العلمي في الفترة التى أمضاها مدرساً بجامعة لندن، وقد شكلت معلوماته التى جمعها من جزر تروبرياند جوهر محاضراته ودروسه التى ألقاها في لندن بخاصة ما تعلق منها بخبرته في جمع تلك المعلومات وطريقته التي انتهجها في الدراسة الحقلية.



يلاحظ أن مالينوفسكى سعى لتحقيق بعض الغايات من خلال ما نشره، ويمكن أن يكون من بين تلك الغايات التأكيد على رأيه القائل بأن مظاهر الثقافة لا يمكن دراستها في ذاتها، أي بمعزل عن الغايات التى تسعى لتحقيقها، بمعنى أنه يجب على الباحث فهمها في حدود استخداماتها: فالقارب، على سبيل المثال، عند جماعات التروبرياند لا يُعد في حد ذاته أكثر من مجرد قطعة مادية، لكنه مصنوع لعدة أغراض. عند صناعته يواجه الناس بعدة صعوبات قد لا يمكن التغلب عليها إلا في حدود العمل التطوعي الجماعي، كما أن لكل خطوة من خطوات صناعة القارب طقوسها الخاصة بها وأن تلك الطقوس والاعتقادات لا تكمن في مجرد خطوات صناعة القارب وإنما حتى عند استخدامه في الإبحار، وفي مجابهة الأخطار، وفي نجاح التجارة وما إلى ذلك. ويلاحظ مالينوفسكى بفعل خبرته الدقيقة بقضايا منهج الأنثروبولوجيا الاجتماعية أنه يجب على الباحث ألا يعتمد كثيراً على العموميات، كما ويجب عليه ألا يعَّول كثيراً على شروح مخبره المرافق له في الدراسة الحقليَّة من أجل الوصول إلى فهم الحقيقة الاجتماعية وذلك لأن الناس دائماً يقولون شيئاً ويفعلون شيئاً مغايراً. ويسدى مالينوفيسكى نصيحة لطلاب الأنثروبولوجيا الاجتماعية مفادها أن الإنسان البدائي الذى صُور لنا على أنه إنسان متوحش هو في الواقع إنسان مثلنا يتمتع بعقل ويستخدم هذا العقل مثلنا، على أن مالينوفسكى كان قد استخلص هذه المبادئ في دراساته التي قام بها في جزر تروبرياند حيث اكتشف حقيقة الإنسان البدائي وعقليته، وأن مسألة العقلانية هذه مهمة جداً عند مالينوفسكى إذ كتب في مقدمة كتابه "الجريمة والعادة في مجتمع متوحش" أن الباحث الأنثروبولوجي الحديث قد جبل على طريقة الوصول إلى بعض القواعد العامة في بعض المسائل مثل قضية ما إذا كان العقل البدائي يختلف عن عقولنا أو أنه مثل عقولنا، أو ما إذا كانت حياة الجماعات المتوحشة كلها مسيَّرة وبصورة دائمة بعالم الغيبيات أو بقوى ما وراء طبيعية أو على العكس من ذلك إلى غير ذلك من القضايا. على أن هذه المشكلات العقلانية العامة، أي القوى والقواعد العامة وغيرها يمكن أن تكون من وجهة نظر مالينوفسكى الأساس لنظرية عالمية للإنسان الاجتماعي.



يقدم مالينوفسكى في كتابه "أبطال المحيط الهادي الغربي" تحليلاً يجوز عده نموذجاً من نماذج الأنثروبولوجيا الحديثة وإن كانت بعض تفسيراته موضع اعتراض اليوم. يعرض مالينوفسكى تداخل عناصر ثقافة جماعات تروبرياند من خلال وصف النظام الاقتصادي للأسر الأموية حيث يلتمس الفرد أصله وقرابته عن طريق الأم وحيث لا يرتبط الابن بأبيه وإنما بخاله الذى هو عشيرته. الفرد من التروبرياند يعمل بجد واجتهاد في بستانه لكي يعول أخته وأولادها وليس زوجته وأولاده، وأن أكثر من 75% من إنتاجه يوزع على أقاربه من أمه. هنا يتضح تداخل النظام الاقتصادي بنظام القرابة في مجتمع التروبرياند كما يحلله مالينوفسكى من واقع حياتهم الاجتماعية. يسمح هذا النظام الاجتماعي للزعماء بتعدد الزوجات، ويفضل الزعماء الزواج بالنساء اللائي لهن إخوة أغنياء ليكون لهم عدد من الأصهار الأثرياء وبما أن النظام الأمومي في تروبرياياند يضع واجبات على الأخ نحو أخته فإن الزعيم يجد نفسه غارقاً في الثروة التى تقدم لزوجاته من أخواتهن. ما يتحصل عليه الزعيم من ثروة لا يخزنه، بخاصة السلع الغذائية، بل يقوم بتوزيعه في عدد من المناسبات والاحتفالات. أنه من خلال التزام الزعيم بالتوزيع المستمر للثروة في مثل تلك الاحتفالات فإنه يعنى بالمهام المناط بها زعيماً من جهة، ومن جهة ثانية فإن استمرار هذا الالتزام يعتمد على استمرار النظام القرابى.



يقدم تحليل مالينوفسكى للسلطات التى يمارسها الزعيم في قرية أوماركانا التى تهيمن على مقاطعة كيريوينا إشارة إلى أن القرية تمثل الوحدة السياسية الأساسية لمجتمع تروبرياند، ويمارس حتى أكثر الزعماء شأناً سلطتهم على قريتهم بصورة رئيسة، وعلى مقاطعتهم بصورة ثانوية. تستثمر المشاعة القروية بساتينها جماعياً وتشن الحرب، وتقيم الاحتفالات الدينية، وترسل البعثات التجارية. يبقى استقلالها الذاتي السياسي والاقتصادي على جانب كبير من الأهمية. يمارس زعيم القرية شيئاً من السلطة على المقاطعة، أي على مجموعة من القرى تنضم إلى قريته في الحرب وفي الاحتفالات الدينيَّة الكبيرة. يتوزع جميع الرجال من ذوى الرتب في شكل هرم يترأسه زعيم أوماركانا. هذا الزعيم هو سيد أقوى القوى السحريَّة التى تتحكم بالمطر والشمس. يتحلى الرجال ذوو الرتب بحلي مميزة، لكنهم يتميزون قبل كل شئ عن العوام بوجود محرمات (تابو) يتكاثر عددها كلما ارتقينا سلم الهرم. لا يتمتع الأشخاص من ذوى الرتب العالية والزعماء بأي سلطة قضائية أو تنفيذية على الأفراد من ذوى الرتب الدنيا في القرى غير المرتبطة بقريتهم. عندما يطلب زعيم من الزعماء من أفراد قريته أو مقاطعته أو من الأجانب بذل الخدمات فإنه يكون ملزماً بالتعويض عن هذه الخدمات. وكما أوضحنا فأن الزعيم يتحصل على الموارد الضرورية عن طريق تعدد الزوجات الذى هو امتياز الزعماء، وعن طريق الهبة التى يدين بها كل صهر لزوج أخته. الزعيم ذو الرتبة يتزوج واحدة من أخوات كل زعيم من زعماء قرى مقاطعته فيصبحون مدينين له بجزء من محاصيلهم وأشيائهم الثمينة. يستخدم الزعيم ذو الرتبة هذا الثراء في إقامة الاحتفالات الكبيرة، وبوجه عام في دمج عدد من القرى بـ "اقتصاد المقاطعة". وبهذا فأن الزعيم هو الأداة لاقتصاد أوسع نطاقاً من اقتصاد القرية.



لا يتمتع الزعيم بأية قوة عامة لتسوية المنازعات التى تظل من اختصاص الأنساب. يتمتع الزعيم بسلاح أوحد هو السحر، ويكون خيرة السحرة تحت تصرفه. وعلى هذا لا يعرف مجتمع تروبرياند حكومة مركزية. إن مجتمع تروبرياند يجسد مثالاً لتسلسل هرمي وراثي يربط بين مختلف الأنساب والمشاعات القروية المحلية من دون أن يؤدى الوظيفة التي تؤديها بنية سياسية ظاهرة. أن سلطة الزعماء هي ركيزة العلاقات الاقتصادية والدينية التى تتخطى إطار المشاعات القروية الخصوصية من غير أن تدمج مع ذلك هذه المشاعات في شبكة اقتصادية واحتفالية واحدة تغطى الجزيرة بأسرها. ويتمتع الزعماء بأقوى السلطات السحرية التى ينبغي عليهم أن يضعوها في خدمة مشاعاتهم . ولهذا فأن إمتيازاتهم هى الوجه الآخر لواجباتهم والمكافأة على الخدمات الاستثنائية التى يبذلونها لمشاعاتهم على كافة المستويات وهمية كانت أم فعلية.



ويمثل مجتمع تروبرياند أشهر مثال على الأهمية والشكل اللذين قد تتلبسهما المبادلات في المجتمعات البدائية المجزأة. فعلاوة على تبادل القلائد والأساور، تتيح البعثات البحرية الكبيرة إمكانية التموين بالمواد الأولية الضرورية من حجارة للفؤوس وخيزران وصلصال وما إلى ذلك. لقد كانت شبكة توزيع الكولا تؤلف رابطة سياسية واسعة تربط بين مجتمعات مجزأة يتوجب عليها أن تكفل الانتظام لتجارة حيوية من دون مساعدة حكومة مركزية تحفظ السلام وتوطده. حاول مالينوفسكى لدى تحليل نظام شبكة توزيع الكولا توضيح النشاطات الاقتصادية ومزجها بالنظام الطقوسي المتمثل في السحر والشعوذة. تمارس جماعات تروبرياند الزراعة وبناء القوارب وصيد الأسماك من خلال أسلوب لتقسيم العمل بين الأفراد وفق أنواع النشاطات الاقتصادية الشئ الذى يدفعهم إلى تبادل السلع بين جزر تروبرياند المختلفة عن طريق شبكة توزيع الكولا. يحلل مالينوفسكى شبكة الكولا بحسبانها أنساق مركبة من الشعائر الدينية والطقوس والاحتفالات التى يتم فيها تبادل بعض المواد الطقوسية بين أفراد الجماعات التى تنتمى إلى شبكة كولا معينة.



ورغم النسق المركب لشبكة الكولا فإنها تمارس دوراً تجارياً ذلك أنه عندما يرغب أحد الأفراد في شبكة ما زيارة شريكه في جزيرة أخرى عليه أن يحمل معه منتجاته ومصنوعاته التى يرى ضرورة حملها معه. يحلل مالينوفسكى طقوس الاستقبال والاحتفالات الدينية التى يتم خلالها تبادل السلع وكذلك تقديم الهدايا بمدى رضا الإنسان المتحصل على الهديَّة. هكذا يفسر مالينوفسكى فلسفة جماعات تروبرياند من توزيع سلعهم من خلال تحليله لشبكة توزيع الكولا.



راد كليف بروان (1881-1955)
حاول رادكليف براون أن يطور الأنثروبولوجيا الاجتماعية إلى علم طبيعي يقوم على الدراسة العلمية المقارنة للأنساق الاجتماعية عند الشعوب البدائية. أسهم إسهاماً بناءً في دراسة البناء الاجتماعي وأنساق القرابة. يعد هو ومالينوفسكى المؤسسين لمدرسة الأنثروبولوجيا البريطانية الحديثة. ألف كتاب: "جزر الاندمان" (1922). وجمعت مقالاته العلمية ومحاضراته في ثلاثة كتب: "البنية والوظيفة في المجتمع البدائي" (1952)، "علم طبيعي للمجتمع" (1957)، "المنهج في الأنثروبولوجيا الاجتماعية" (1958).



من أهم الاتجاهات التي تأثر بها بروان وهيمنت على أفكاره مسألة المماثلة بين الكائنات الحية والحياة الاجتماعية، أي على أساس المشابهة بين الحياة الاجتماعية والحياة العضوية البيولوجية كما كان الحال عند إميل دور كايم. يرى بروان أن المجتمع مثله مثل الكائن الحي يتألف من أجزاء أو وحدات تتداخل وظيفياً وتعتمد على بعضها البعض، فمثلاً أنه كما تتعاضد أعضاء الكائن الحي للحفاظ على الكائن حياً تعمل نظم المجتمع وتقاليده بدورها على بقاء المجتمع واستمراره. يُعرِّف بروان الوظيفة بأنها الدور الذى يؤديه أي نشاط جزئي في النشاط الكلى الذى يكون هو جزء فيه. هكذا تكون وظيفة أي نظام اجتماعي كامنة في الدور الذي يؤديه في البنية الاجتماعية المكونة من أفراد يرتبطون ببعضهم في كلٍ واحدٍ متماسكٍ للعلاقات الاجتماعية المحددة، ووظيفة أية عادة اجتماعية هي الدور الذى تقوم به العادة المعينة في مجمل الحياة الاجتماعية على أساس أن هذه الحياة هي عماد النسق الاجتماعي الكلى. يعطى براون أهميَّة للحياة الاجتماعية في أي مجتمع من المجتمعات الإنسانية طالما أن النسق الاجتماعي يؤلف، في رأيه، وحدة كيان ووظيفة، أي أنه ليس مجرد تجمع أو حشد وإنما هو كل متكامل مثله مثل الكائن العضوي.



رأينا كيف أن مالينوفسكى اهتم بمفهوم الثقافة وجعلها محوراً وأساساً لدراساته وتحليلاته الوظيفية. أما براون فيهتم بالمجتمع عاداً إياه نسقاً طبيعياً. اهتم براون من ثم بالأشخاص Persons عاداً إياهم وحدات بنيوية حيث أن هذه الوحدات تكوَّن الكل وتجعل منه بنيَّة، هذه الأهميَّة التى أولاها براون للأشخاص جعلته يفرق بينهم وبين الأفراد Individuals. الأشخاص أعضاء المجتمع يمكن أن يكون كل منهم مواطناً له مهنة معينة، أي أن الشخص عند براون يجسد مجموعة علاقات اجتماعية، في حين أن الفرد هو كائن بيولوجي بمعنى أنه يجسد مجموعة من العمليات الفسيولوجية والسلوكية ويقوم علماء الفسيولوجيا وعلماء النفس بدراسته. أما الأشخاص فأن دراستهم تقع في نطاق البنية الاجتماعية ولا يمكن دراسة أية بنية اجتماعية ودونهم بحسبانهم وحدات البنية الرئيسة. لهذا فأن دراسة المجتمع عند براون بمعناها البنيوي تشير إلى الترابط الداخلي الذى يربط بين البنية الاجتماعية وبين صيرورة الحياة الاجتماعية. عليه فأن استخدام مفاهيم مثل صيرورة Process ، وبنية Structure ، ووظيفة Function ما هي إلا محاور بنى عليها براون نظريته في تفسير الأنساق الاجتماعية. تقوم فكرة الوظيفة بمعناها البنيوي عند براون على أساس أن البنية تؤلف مجموعة من العلاقات التى تربط بين تلك الوحدات البنيوية بدرجات متفاوتة. فالأسرة عند براون هي بمثابة وحدة بنيوية والعلاقات الأسرية القائمة بين أفرادها هي علاقات بنيوية تستحيل رؤيتها في عموميتها في أية لحظة لكننا نستطيع ملاحظتها. أن أهمَّ ما يميز تفسيرات براون وتحليلاته الوظيفية هو تركيزها على البنية الاجتماعية هو تركيزها على البنية الاجتماعية ووظيفتها وهو ما أدى إلى انبثاق اتجاه جديد في الأنثروبولوجيا صار يعرف بالاتجاه البنيوي الوظيفي.



اضطر رادكليف براون، في محاولته إعطاء الأنثروبولوجيا نقاءً جديداً ومنهجية، أن يذوب هذا العلم في النظرية العامة المتعلقة بالمجتمعات، أي في علم الاجتماع، وفي الوقت نفسه أعطى براون الأنثروبولوجيا تمايزاً معرفياً. وبما أن المجتمعات غير المعقدة (البدائية/غير المعقدة) نسبياً هي مادة موضوع دراسة الأنثروبولوجيا، فقد ارتأى براون إمكانية أخذ مفاهيم علم الاجتماع الأساسية (بنية، ووظيفة، ومجتمع الخ. كما أشرنا). هكذا تبدى لبراون بأنه يمكنه، انطلاقا من أجزاء طفيفة في علم الاجتماع، إثراء طريقته. الأمر كذلك يجوز القول بأن فكرة البنية الاجتماعية ظهرت في الأنثروبولوجيا مع التحليلات التى قدمها براون ومع تعريفه لمفهوم البنية.



الحق يقال فأن مفهوم البنية شابه قدر من الغموض لوروده بأشكال عديدة في أعمال الكثيرين من علماء الاجتماع. تعددت الآراء وتنوعت حول هذا المفهوم لدرجة استحالت معها فرصة الوصول إلى تعريف واحد شامل ومحدد يتفق حوله العلماء. ففي كتابه "البنية الاجتماعية" (1965) يرى موردوك أن مفهوم البنية الاجتماعية يدل على تماسك المؤسسات الاجتماعية إذ ليست تلك المؤسسات تجمعاً عشوائياً بل أن لها بنية. أحد أغراض هذا النوع من التحليل هو بالتحديد فهم تماسك المؤسسات الاجتماعية وإظهار تبعيتها المتبادلة، ولذلك فإنه يلاحظ استبعاد هذه الفكرة في شكل التحليل البنيوى الوظيفي. بصورة أعم غالباً ما ينال مفهوم البنية عند الوظيفيين والبنيويين تفسيراً قريباً من مفهوم النمط. في حالات يتم استخدام مفهوم البنية بمواجهة تعبيرات أخرى أو بالعلاقة معها إذ نجد أن غورفتش في مقال نشره بعنوان "مفهوم البنية الاجتماعية" (1955) يميز مثلاً المجموعات المبنية عن المجموعات المنظمة وهكذا فإنه يعتقد بإمكانية أن تكون الطبقات الاجتماعية "متبنية" دون أن تكون "منظمة". ويواجه مفهوم البنية في ظروف أخرى بمفهوم المصادفة. كذلك فأن مفهوم البنية غالباً ما يشير إلى العناصر الثابتة لنظام معين مقابل عناصره المتغيرة … وهكذا تشير فكرة المفهوم إلى نموذج معين، إما إلى ثوابت النموذج، وإما إلى مجمل الثوابت والوظائف التى تربط المتغيرات فيما بينها، وإما أيضاً إلى مجمل الثوابت والوظائف. وفي حالات أخرى أيضاً يستعمل مفهوم البنية بشئ من التردد لتمييز الأساسي من الثانوي والجوهري من غير الجوهري والأصلي من المشتق … هكذا يرى مانهايم أن البنية الاجتماعية هي "نسيج القوى الاجتماعية في نشاطها المتبادل والذي تخرج منه مختلف نماذج الملاحظة والفكر"…في هذه الحالة فأن مفهوم البنية الاجتماعية يشير بصورة ضمنية إلى مجمل العناصر لنظام اجتماعي معين يخمن عالم الاجتماع أنه يسيطر عليها ويحدد الأخرى. بالنسبة لمانهايم يتعلق الأمر بالعناصر المادية (التى يشار إليها بغموض بعبارة "القوى الاجتماعية" التى تسمح بتفسير العناصر الفكرية، وهو ما يذكرنا بالتمييز الذى يقيمه ماركس بين البنية التحتية والبنية الفوقية. ويستعمل بعض علماء الاجتماع مفهوم البنية الاجتماعية بحسبانه مرادفاً "لنظام التدرج" وتعد متغيرات التدرج في هذه الحال أولية وحاسمة.



وقد رفض علماء الأنثروبولوجيا من أمثال كروبر وايفانز برتشارد وراد كليف بروان عد بعض فئات المتغيرات بصفتها حاسمة بحيث أصبح مفهوم البنية الاجتماعية عندهم مرادفاً بسيطاً لمفاهيم أخرى، مثل مفاهيم التنظيم الاجتماعي أو تنظيم العلاقات الاجتماعية. هكذا يمكن أن يظهر مفهوم البنية مترابطاً مع مفهوم النظام إذا اعتبرنا أن النظام هو مجمل "العناصر ذات التبعية المتبادلة". ولكن يمكن أن يظهر كذلك وكأنه معَّرف ضمنياً أو صراحة بمواجهة مجموعة أخرى من المفاهيم أو من التصاق بها، في اتجاهات متنوعة جداً ربما يستطيع الوضع العام وحده أن يحددها.



على كل فقد اقترن مفهوم البنية عند أصحاب الاتجاه الوظيفي بالدراسات الحقليَّة المعمقة بخاصة تلك التى قام مالينوفسكى في جزر تروبرياند وكذلك راد كليف بروان في جزر الاندمان حيث ظهرت تبعاً لذلك تعريفات للبنية الاجتماعية بعيدة عن الارتباط بالوظيفة عند براون وآخرين وظهور اتجاه جديد يجمع بين البنية والوظيفة عرف بالاتجاه البنيوي الوظيفي.



يرى بروان أن مفهوم البنية يشير بالضرورة إلى وجود نوع من الترتيب بين الأجزاء التى تدخل في تركيب الكل وذلك لأن ثمة علاقات وروابط معينة بين الأجزاء التى تؤلف الكل وتجعل منه بنية متماسكة ومتمايزة. ومن ثم تكون الوحدات الجزئية التى تدخل في تكوين البنية الاجتماعية هم الأشخاص أعضاء المجتمع الذين يحتل كل منهم مركزاً معيناً في المجتمع ويؤدى دوراً معلوماً في الحياة الاجتماعية. وكما أشرنا سابقاً فأن هذه تشكل النقطة الأساسية في نظرية راد كليف بروان عن البنية الاجتماعية لأن الإنسان فرداً لا يعد جزءاً مكوناً للبنية التى تتألف من أشخاص هم أعضاء المجتمع لا من حيث أنهم أفراد.



الإنسان فرداً هو كائن بيولوجي يتكون من مجموعة كبيرة من وحدات وعمليات عضوية ونفسية وبالتالي مداراً لبحث البيولوجيا وعلم النفس. أما الإنسان شخصاً فهو مجموعة من العلاقات الاجتماعية تتحد طبقاً لمكانته الاجتماعية مواطناً، وزوجاً، وأباً، وعضواً في مجتمع الخ. من هنا يصبح الإنسان "الشخص" لا "الفرد" هو موضوع بحث الأنثروبولوجيا الاجتماعية التى تستمر باستمرار النظام الاجتماعي الذى ينظم أدوار الأشخاص ويشخص علاقاتهم بين بعضهم البعض ويحددها … هذا ما يفسر، في رأي براون، استمرار العشيرة، والقبيلة، والأمة بحسبانها تجسيداً لتنظيمات معينة من الأشخاص رغم التغير الذى يصيب الوحدات المؤلفة له من وقت إلى آخر . يقصد براون بالبنية الاجتماعية الآتي:



أولاً: الجماعات الاجتماعية الموجودة لفترة طويلة وكافية، وهى الأشكال المورفولوجية للمجتمع الإنساني والتي تمثل تجمع الأنساق في وحدات اجتماعية مختلفة الأحجام.

ثانياً: التباين القائم بين أفراد وجماعات مجتمع من المجتمعات، ويحدد ذلك التباين الأدوار الاجتماعية التى يقوم بها الأفراد والجماعات في المجتمع الواحد، مثل اختلاف المركز الاجتماعي بين الرجال والنساء، وبين الشيوخ والشباب، وبين الشباب والأطفال، وبين الرئيس والمرؤوس، وبين صاحب العمل والعمال.

ثالثاً: كل العلاقات الاجتماعية التى تقوم بين شخص وآخر من البنية التى تتكون من العلاقات الثنائية مثل العلاقات بين الأب وابنه، وابن الخال وابن أخته الخ. ويعد النظام القرابى في المجتمعات غير المعقدة أهم النظم الاجتماعية وهو الذى يحدد شبكة العلاقات الاجتماعية للمجتمع.



وتتميز البنية الاجتماعية وفقاً لبروان بعدة خصائص:

1- البنية الواقعية التى هي مجموعة من العلاقات الواقعيَّة بين شخصين على الأقل، وقد تضم عدداً كبيراً من الأشخاص. ما يميز هذه العلاقات طابعها المتغير سواء بين الأشخاص أو الجماعات، بمعنى أنها غير ثابتة بفعل دخول أعضاء جدد في المجتمع عبر الولادة أو الهجرة إلى المجتمع، والهجرة من المجتمع، والوفيات. تشمل البنية الاجتماعية الواقعية أيضاً جميع العلاقات الاجتماعية الجزئية المتغيرة بين أعضاء أي مجتمع من المجتمعات البشرية.

2- الصورة البنيوية التي تتميز بالثبات النسبي لفترة زمنية تطول أو تقصر وفق متغيرات معينة. وتتعرض الصورة البنيوية للتغير في حالات بصورة فجائية أو تدريجية … فالثورة أو الغزو الخارجي قد يؤديان إلى حدوث تغير فجائي عارم.

3- لا يمكن رؤية البنية الاجتماعية بصورة مباشرة، لكن يمكن للباحث ملاحظة البنية في صورة علاقات اجتماعية محسوسة بين أفراد وجماعات مجتمع من المجتمعات …. ثم أن دراسة البنية الاجتماعية شئ ودراسة العلاقات الاجتماعية شئ آخر. يستخدم بعض الأنثروبولوجيين مصطلح البنية الاجتماعية للإشارة إلى الجماعات الاجتماعية الثابتة فقط مثل الأمم، والقبائل، والعشائر…إلخ التى تحتفظ باستمراريتها وكياناتها بالرغم من التغيرات التى تتعرض لها عضويتها زيادة أو نقصاناً.

5- يدرس الباحث الأنثروبولوجي البنية الاجتماعية بهدف الوصول إلى نتائج موضوعية مستخدماً منهجاً شمولياً، أي دراسة تشمل جميع أجزاء البنية الاجتماعية وكافة مظاهرها ذلك أن عناصر البنية وأجزاءها تتفاعل ككل وعلى الباحث أن يكشف عن العلاقات المباشرة وغير المباشرة التي تربط تلك العناصر والأجزاء. بمعنى آخر عليه أن يحدد عملية التأثيرات المتبادلة بين وحدات البنية الاجتماعية.

6- استمرار البنية الاجتماعية وبقائها فترة طويلة من الزمن، وهى خاصة تميز البنية وتؤهلها للقيام بوظيفتها الاجتماعية الأساسية المتمثلة في الحفاظ على تماسك المجتمع وبقائه، ويكون بقاء البنية بقاءً متجدداً لا جامداً، بمعنى أنه متغير وليس ساكن.



لقد أصبحت البنيوية الوظيفية دراسة لا لنمط الحياة بل لنمط وجود فعلى متخطية نزعة المركزة الاثنية التى ميزت الأنثروبولوجيا في النصف الأول للقرن التاسع عشر والتي لم تر في المجتمعات الأخرى إلا أنواعاً من الحياة التى تخطاها التطور.



وتعد البنيوية الوظيفية أن كل مجتمع، بحسبانه نظام مؤسسات وممارسات لها دلالتها، قادر على الاستمرار في حركته وتحولاته والقيام بوظيفته رغم التغيرات الظاهرة داخلياً وخارجياً على المستوى "الشخصي"، وقادر على الممارسات غير الهامة. فالمجتمع ليس مجرد ركام لا عضوي كما تصور أنثروبولوجيو النصف الأول من القرن التاسع عشر، بل هو "نظام" وظيفي من مؤسسات تلبى حاجات إنسانية أساسية. فالوظيفة الإنسانية والاجتماعية لهذه المؤسسات هي التى تعطيها شبه شرعيتها وديمومتها. وقد عبرت عالمة الأنثروبولوجيا البريطانية لوسى ماير عن ذلك بقولها: "أن تفسير الثقافة الإنسانية بحسبانها آلية تضامن تهدف لتحقيق الحاجات الاجتماعية بحيث يرتبط كل عنصر فيها بالباقي ويظل مشروطاً به، يفرض ضرورة الاهتمام بجدية أكثر بالمؤسسات غير المعقدة للشعوب غير المتحضرة أكثر مما تم في الماضي، وطالما أننا نؤكد أن القبائل مازالت تعيش شروط البربرية غير المنتظمة،و هى شروط تعترف بقسوتها حتى القبائل، يصبح يسيراً علينا أن نتطلع إلى انتصار المدنية مع ما يلحق بها من حسنات، وأن تعد كل مقاومة حيوية مؤقتة سترتفع حين يتبنى السكان الأصليون مفهوماًُ أكثر عقلانية".


الاتجاه الثقافوى النسبي الأمريكي
أن يكون لكل مجتمع إنساني نظامه القيمي، والمستند إلى اختيار ثقافي مميز، وإلى خلفيات سماها كادرينر لاحقاً بالشخصية القاعدة، كل ذلك سمح للأنثروبولوجيا الأمريكية أن تتخطى في الفترة 1930-1950 الكثير من الغيوم التى شابت البنيوية الوظيفية البريطانية. نجحت منهجية الدراسات الأمريكية ولغتها في التوصل إلى خطاب جديد معادٍ للأيدولوجيا الاستعمارية ومتوافق مع مطالبة المجتمعات غير المعقدة الخاضعة للاستعمار بحقها في الوجود.



رأى الفريد كروبر (1876-1960) أن التاريخ لا يعنى قط دراسة تتابع الظواهر والأحداث في الزمن، كما فهمه الوظيفيون، وإنما يهدف في النهاية إلى إعطاء وصف متكامل لموضوع الدراسة، وبهذا يمكن استخدام التاريخ في دراسة الوقائع والأحداث الجارية في مجتمع معين، على أساس هذا التوسع في مفهوم التاريخ عند كروبر بحسبانه منهجاً يأخذ في الحسبان عنصري الزمان والمكان، تصبح الأنثروبولوجيا دراسة تاريخية في المقام الأول ويكون هدفها هو التمييز بين الأنماط الثقافية التى يمكن استخلاصها من الدراسة المقارنة للشعوب. لكن علماء أنثربولوجيا أمريكيون آخرون من أمثال روث بناديكت، ومرجريت ميد، وإدوارد سابير، ومكاردينر رأوا أن التاريخ وحده لا يكفي لتفسير الثقافة، ذلك لأن الثقافة مسألة معقدة تجمع، في اعتقادهم، بين التجربة المكتسبة عبر الزمن وخلال التاريخ وبين التجربة النفسية (السيكولوجية)، وأن أية سمة من السمات الثقافية تضم بذلك مزيجاً من النشاط النفسي والثقافي بالنسبة إلى بيئة معينة. نتج عن ذلك لجوء أولئك الأنثروبولوجيين إلى الاستعانة بمفاهيم علم النفس.



كانت دراسة روث بناديكت "أنماط الثقافة" الذى نشرته في عام 1934 بداية حقيقية لبلورة الاتجاه الثقافوى النسبي (ما يعرف في حالات بالاتجاه التاريخى النفسي) في دراسة الثقافات. ويبدو أن نزعة المقارنة التى ميزت دراستها لا يجوز بحال ردها إلى النزعة التى كان قد اقترحها راد كليف براون. لا شك أن الدراسات التى أجريت لأنماط المجتمعات التى تميزت بممارساتها الاقتصادية والاجتماعية والدينية (الدوبو، والزونى ، والكواكيت من شعوب أمريكا الأصليين) إلى جانب التقصي عن الأنظمة الثقافية التى لا بدَّ منها والتي تعد نماذج قصوى عن طواعية الإنسان، هي التى مكنت روث بناديكت من تطوير نظريَّة "الصيغ الثقافية". ترتكز كل ثقافة، في اعتقاد بناديكت، حول مبدأ أساسي يعطيها نمطاً أو تشكيلاً خاصاً بها يميزها عن غيرها من الثقافات. إن كل مجتمع لا يستعمل سوى جزء محدد من الصيغة الثقافية التي باستطاعة الإنسان استخدامها . وأجرت بناديكت دراسة مقارنة بين عدة ثقافات غير معقدة أوضحت من خلالها العلاقة القائمة بين "الصيغة الثقافية العامة ومظاهر الشخصية كما تنعكس لدى الأفراد في تلك المجتمعات". وكما أشار أحمد أبو زيد فإنه في حين "بدأ مالينوفسكى نظرته للثقافة من الفرد عاداً الظواهر الثقافية مشتقات من الحاجات الفردية، بدأت روث بناديكت من الصيغ الثقافية عادة السلوك الفردي مجرد اتفاق وتواؤم مع التعاليم، والمثل ، والقيم، والاتجاهات الثقافية الموجودة بالفعل". هكذا تمَّ طرح لا الفكرة ذات الخط الواحد وحسب، بل فكرة التطور أيضاً بمعناها التقليدي.



وهكذا تم إحلال فكرة الاختيار الثقافي بدلاً عن مفهوم الطبقة، أو التماهي أو التوازي في مسيرة كل مجتمع. الاختلاف ليس هو بغية الانتظام، أي التأخر وسط التطور الوحيد، بل أنه محصلة الاختيار والطرق المتباينة. وفقاً لهذا المنظور تنتمي كل مقاومة وتفقد دلالتها. هكذا لا يعود لأي مجتمع طموح أو عجرفة الحكم على الآخرين وتكتسب تخريجات غير متنافسة للممارسات والعقائد، وهى لا تختلف عن بعضها بعضاً، لأن خطاً معيناً يكون حاضراً هنا غائباً هناك، أو لأن خطاً آخراً موجود في منطقتين اثنتين، ولكن بأشكال مختلفة. إنها تختلف ككل في اتجاهات مختلفة. إنها تتقدم في طرق مختلفة بحثاً عن غايات مختلفة، وهذه الغايات والوسائل التى نجدها في مجتمع ما لا يمكن الحكم عليها بعبارات مجتمع آخر لأنه لا يمكن قياسها".



لقد ساعدت شمولية معنى المؤسسات الإنسانية (القرابة والاقتصاد والسياسة) كل من راد كليف براون ومالينوفسكى على إرساء نظرية المقارنة. إلا أن الأمر بالنسبة لبناديكت يختلف ذلك أن المؤسسات ليس سوى إطار شكلي لكنه فارغ، ويكون من اليسر إظهار شموليتها حين نترك المعنى العيني والفعال الذى تمثله في ثقافة ما، أو من أجلها . ينطبق هذا بدوره على مفهوم "الوظيفة" بالمعنى الذى أدخله عليه كل من مالينوفسكى وبروان، وهو أمر يعود لتفسير المؤسسات لقيم خاصة ومميزة. إن "الاختيارات" مرتبطة بمجتمع معين، لا بحسبانها استجابة لحاجات أساسية كما يعتقد مالينوفسكى (شمولية الحاجة الجنسية تقابلها شمولية العائلة، والجوع تقابله المؤسسة الاقتصادية، وشمولية القلق تقابله المؤسسة الدينية).



يوجد نموذج ثان للاتجاه الثقافوى النسبي الأمريكي يتمثل في مؤلفات ابرام كاردينر التي تطرح مفهوم الشخصية القاعدة الذى يشير إلى مجموعة الخصائص النفسية والسلوكية، التى تتطابق مع كل النظم والعناصر والسمات المؤلفة لأية ثقافة. يركز كاردينر على ما أسماه النظم الأولية المرتبطة بتربية الأطفال في سنواتهم الأولى، والتي تختلف من ثقافة إلى أخرى. يفترض كاردينر أنه نتيجة لاشتراك مجموعة من الناس في نوع معين من النشأة والتربية خلال مرحلة طفولتهم، تسود سمات شخصية مشتركة بينهم عندما يكبرون. ومن ثم ترتبط هذه الصفات بالتشكيل النهائي للثقافة السائدة بين هؤلاء الأفراد. ومع أنه لا يمكن للنمط أو التشكيل الثقافي السائد أن يزيد من وجود الفوارق الفردية و يقللها في نطاق الثقافة الواحدة إلا أن العلاقة بين الأنماط الثقافية والشخصية الفردية والتأثيرات المتبادلة بينها أمر لا يجوز إهماله. وعرض كاردنر في كتابه "التخوم النفسية للمجتمع" عدداً من أنماط الثقافة: ثقافة الكومانشى أو ثقافة شعوب الألور، بمواجهة الثقافة الغربية كما تجسدها مدينة أمريكية صغيرة. وقد اعتمد تفسير كاردنر إلى قيم أساسية، أو كما يقول كاردنر استنادا إلى "نظم إسقاط" الشخصية الأساسية التى تتمثل في كل ثقافة دون اللجوء إلى قيم أو مفاهيم خارجية، وذلك يعود، كما يقول "لامتلاك كل ثقافة تركيباً نفسياً فريداً، ولا وجود لثقافتين متشابهتين".



لا يعنى ذلك، في رأى دعاة الاتجاه الثقافوى النسبي الأمريكيين، أن تكون الثقافات بمثابة "نجاح ثقافي" دوماً بالدرجة نفسها، ذلك أن بعضها يكون أكثر انسجاما وتكيفاً من بعضها الآخر. فالتكيف لا يقاس مباشرة بدرجات التقدم التقني أو "الثقافي" بل بالعكس قد يرى البعض أن الثقافة الغربية أقل تكيفاً من كثير من المجتمعات غير المعقدة، ثم أن التغير الذى نتج عن التناقص لا قيمة له في حد ذاته. فلكل ثقافة طريقتها في إدراك التغير ومعايشته … فهي إما أن تقبله بصمت، أو أنها ستحاول إعدامه. يمكن أن يستنتج من ذلك أن الفرض القسري لنمط تغير معين غالباً ما يؤدى إلى تشويهات في النظام الثقافي، وهى تشويهات قد تتحول إلى كبت على مستوى الأفراد أو إلى خلل نفسي وأمراض عقلية.



أما سابير فقد اقترح تمييزاً بين ثقافات "أصيلة" وثقافات "غير أصيلة" الأولى: "ثقافات منسجمة، متوازنة، وتعيش في تطابق كلى مع ذاتها". أما الأخرى فتحيل الفرد إلى حالة من الصدأ، كما تولد الكبت والاغتراب. ومهما كانت فاعلية الصنف الثاني من الثقافات وقوتها التقنية بارزة، فهي لا تستطيع إخفاء "إخفاقها الثقافي": ليس هناك من وهم أكبر سخرية وأكثر من الوهم الذي نتقاسمه جميعاً، والناجم عن امتداحنا التخصص والدقة التقنية المتنامية والكمال الذى أدخله العلم على تقنيتنا، بحيث يخال لنا الوصول إلى نتائج متشابهة فيما يتعلق بعمق ثقافتنا ومطابقتها وانسجامها كلياً مع حياتنا".



يعود الفضل إلى هرسكوفيتز في اختراع مصطلح "نسبية الثقافة" إذ أنه قد تساءل "كيف يمكن إطلاق أحكام قيمة على هذه الثقافة أو تلك، أو على الثقافة غير المعقدة بشكل عام طالما أن هذه الأحكام مبنية على التجربة، وطالما أن كل فرد يفسر التجربة بحدود تناقضه الخاص؟. لا وجود لـ"تجربة" (حسية، أو فنية، أو دينية..إلخ) بذاتها، طالما أن كل تجربة هي نسبية بالنسبة لنسق المجتمع الثقافي، وطالما أن كل مجتمع هو نظام تجربة وأحكام.



ويعود الفضل إلى ميلفن هرسكوفيتز بالاشتراك مع رالف لنتون وروبرت ردفيلد في النظر للتناقض بحسبانه يشمل التغير الثقافي في تلك الظواهر التى تنشأ حين تدخل جماعات من الأفراد الذين ينتمون إلى ثقافتين مختلفتين في اتصال مباشر معها، مما يترتب عليه حدوث تغيرات في الأنماط الثقافية الأصلية السائدة في إحدى هاتين الجماعتين أو فيهما معاً. هكذا فإن المفهوم العام للتناقض هو الطريقة التي تقبل بها ثقافة وافدة أو جديدة وتهضمها داخل محتواها بحيث تصبح هذه العناصر الجديدة أو الوافدة جزءاً لا يتجزأ من المضمون الثقافي العام. وبذلك فإن دراسة التناقض والتغير الاجتماعي هي عبارة عن دراسة عملية التغير والتقبل في الكثير من النظم والعناصر الثقافية، لكى تتلاءم العناصر الجديدة مع الكم الثقافي أو يتلاءم الكم الثقافي مع العناصر الجديدة، أو أن تحدث العمليتان معاً بدرجات مختلفة حسب قوة









رد مع اقتباس
قديم 2011-05-14, 22:28   رقم المشاركة : 1055
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sérine-s مشاهدة المشاركة
من فضلكم أريد بحث حول اسهامات مالينوفسكي أو راد كليف براون في الأنتربولوجيا الدينية
وأريد البحث غدا
برونيسلو مالينوفسكي (1884-1942)

تمثل إسهام مالينوفسكى في النظرية الوظيفية في طرحه لتوجيه نظري يقوم على فرضية مفادها أن جميع السمات الثقافية تشكل أجزاء مقيدة للمجتمع الذى توجد فيه، أي أن كل نمط ثقافي، وكل معتقد ديني، أو موقف من المواقف يمثل جزءاً من ثقافة المجتمع يؤدى وظيفة في تلك الثقافة. ويرى مالينوفسكي أن ثقافة أي مجتمع تنشأ وتتطور في إطار إشباع الاحتياجات البيولوجية للأفراد، وحصرها في التغذية، والإنجاب، والراحة البدنية، والأمان والاسترخاء، والحركة والنمو. ويرى مالينوفيسكى الثقافة بأنها "ذلك الكل من الأدوات وطبائع الجماعات الاجتماعية والأفكار الإنسانية والعقائد والعادات التى تؤلف في مجموعها الجهاز الذى يكون فيه الإنسان في وضع يفرض عليه أن يكيف نفسه مع هذا الجهاز الكلى لكي يحقق حاجاته الضرورية". ويؤكد مالينوفسكى أن كل ثقافة هي كيان كلى وظيفي متكامل ويشبهها بالكائن الحي بحيث لا نستطيع فهم أي جزء من الثقافة إلا في ضوء علاقته بالكل، وأن الوظيفة التى يؤديها بعناصر الثقافة الأخرى، أي أن الثقافة تدرس كما هي موجودة بالفعل وليس من الضروري أن نبحث في تاريخ نشأتها وتطورها.



ويؤكد مالينوفسكى على الأسس البيولوجية التى تقوم عليها النظرية الأنثروبولوجية ذلك أن البشر في كل زمان ومكان عليهم أن يشبعوا حاجاتهم الضرورية التى تؤهلهم على البقاء، أي أن على البشر أن يشبعوا حاجاتهم الضرورية من غذاء وهواء، وعليهم أن يتناسلوا، وأن يزودوا أنفسهم بالراحة والصحة والأمن وغيرها من الحاجات الضرورية التى تحفظ للنوع البشرى البقاء والاستمرار، أي أن الإنسان ليس مثل بقية الحيوانات يعيش فقط على الدوافع الجسمية، وإنما على الدوافع الثقافية. ونرى في كل مجتمع أنواعاً من الاستجابات الثقافية لكل تلك الاحتياجات الضرورية ذلك أنه وفقاً لرأي مالينوفسكى "لا يمكن تعريف الوظيفة إلا بإشباع الحاجات عن طريق النشاط الذى يتعاون فيه الأفراد ويستخدمون الآلات ويستهلكون ما ينتجونه".



يرى مالينوفسكى أن الاستجابات الثقافية للحاجات البيولوجية الضرورية هي التى فرضت على الإنسان عدداً من الضرورات الناتجة عن هذه الاحتياجات الضرورية التي تتمثل في:



أولاً: نتيجة للحاجة الضرورية للغذاء ظهرت استجابات ثقافية تتمثل في الحصول على الغذاء والذي يعرف بالتنظيم الاقتصادي أياً كان هذا التنظيم ساذجاً غير معقد أو معقداً أو شاملاً لعدد من القواعد المنظمة للنشاط الاقتصادي والمتمثلة في صنع الآلات والأدوات اللازمة لإنتاج الغذاء واستخدامها لأغراض أخرى مختلفة، إلى جانب ظواهر أخرى مصاحبة مثل ملكية الأرض وتقسيماتها وتوزيع الثروة بين أفراد المجتمع وتقسيم العمل وما إلى ذلك.

ثانياً: تظهر الضرورة الثانية، وهى ضرورة معيارية أي ثقافية، استجابة للاحتياج لتفسير الثقافة ذاتها بقصد الوصول إلى الوظيفة الأساسية للثقافة البشرية المتمثلة في عمليات التعاون والحياة المشتركة مع ما يتطلبه ذلك من مظاهر العمل المشترك بين أفراد المجتمع من أجل المصلحة العامة، وتظهر بفعل ذلك قواعد اجتماعية معينة.

ثالثاً: التنظيم السياسي الذى يحدد السلطات في أي مجتمع، ويرتبط في معظم المجتمعات بالتسلط والقهر، ويرمى إلى تنظيم العلاقات بين أفراد المجتمع فيما بينهم، وينظم علاقاتهم بغيرهم من المجتمعات، ويوفر لهم الحماية ضد الاعتداءات التى قد تقع عليهم من الخارج.

رابعاً: الضرورة التى تمثلها الطرق والوسائل التى ينتقل بها التراث الاجتماعي الثقافي من جيل إلى جيل، أي التربيَّة المسئولة عن إعداد أفراد المجتمع تربوياً وتزويدهم بالمعارف اللازمة التى تؤهلهم للقيام بأدوارهم المحددة في المجتمع، وهى تمثل القوانين المنظمة للسلوك الإنساني من جميع جوانبه.



ظهرت كتابات مالينوفسكى عن جماعات جزر تروبرياند بماليزيا فيما بين 1922-1935 وقد شكلت تلك الدراسات،كما يرى الكثيرون من العلماء، جل إنتاجه العلمي في الفترة التى أمضاها مدرساً بجامعة لندن، وقد شكلت معلوماته التى جمعها من جزر تروبرياند جوهر محاضراته ودروسه التى ألقاها في لندن بخاصة ما تعلق منها بخبرته في جمع تلك المعلومات وطريقته التي انتهجها في الدراسة الحقلية.



يلاحظ أن مالينوفسكى سعى لتحقيق بعض الغايات من خلال ما نشره، ويمكن أن يكون من بين تلك الغايات التأكيد على رأيه القائل بأن مظاهر الثقافة لا يمكن دراستها في ذاتها، أي بمعزل عن الغايات التى تسعى لتحقيقها، بمعنى أنه يجب على الباحث فهمها في حدود استخداماتها: فالقارب، على سبيل المثال، عند جماعات التروبرياند لا يُعد في حد ذاته أكثر من مجرد قطعة مادية، لكنه مصنوع لعدة أغراض. عند صناعته يواجه الناس بعدة صعوبات قد لا يمكن التغلب عليها إلا في حدود العمل التطوعي الجماعي، كما أن لكل خطوة من خطوات صناعة القارب طقوسها الخاصة بها وأن تلك الطقوس والاعتقادات لا تكمن في مجرد خطوات صناعة القارب وإنما حتى عند استخدامه في الإبحار، وفي مجابهة الأخطار، وفي نجاح التجارة وما إلى ذلك. ويلاحظ مالينوفسكى بفعل خبرته الدقيقة بقضايا منهج الأنثروبولوجيا الاجتماعية أنه يجب على الباحث ألا يعتمد كثيراً على العموميات، كما ويجب عليه ألا يعَّول كثيراً على شروح مخبره المرافق له في الدراسة الحقليَّة من أجل الوصول إلى فهم الحقيقة الاجتماعية وذلك لأن الناس دائماً يقولون شيئاً ويفعلون شيئاً مغايراً. ويسدى مالينوفيسكى نصيحة لطلاب الأنثروبولوجيا الاجتماعية مفادها أن الإنسان البدائي الذى صُور لنا على أنه إنسان متوحش هو في الواقع إنسان مثلنا يتمتع بعقل ويستخدم هذا العقل مثلنا، على أن مالينوفسكى كان قد استخلص هذه المبادئ في دراساته التي قام بها في جزر تروبرياند حيث اكتشف حقيقة الإنسان البدائي وعقليته، وأن مسألة العقلانية هذه مهمة جداً عند مالينوفسكى إذ كتب في مقدمة كتابه "الجريمة والعادة في مجتمع متوحش" أن الباحث الأنثروبولوجي الحديث قد جبل على طريقة الوصول إلى بعض القواعد العامة في بعض المسائل مثل قضية ما إذا كان العقل البدائي يختلف عن عقولنا أو أنه مثل عقولنا، أو ما إذا كانت حياة الجماعات المتوحشة كلها مسيَّرة وبصورة دائمة بعالم الغيبيات أو بقوى ما وراء طبيعية أو على العكس من ذلك إلى غير ذلك من القضايا. على أن هذه المشكلات العقلانية العامة، أي القوى والقواعد العامة وغيرها يمكن أن تكون من وجهة نظر مالينوفسكى الأساس لنظرية عالمية للإنسان الاجتماعي.



يقدم مالينوفسكى في كتابه "أبطال المحيط الهادي الغربي" تحليلاً يجوز عده نموذجاً من نماذج الأنثروبولوجيا الحديثة وإن كانت بعض تفسيراته موضع اعتراض اليوم. يعرض مالينوفسكى تداخل عناصر ثقافة جماعات تروبرياند من خلال وصف النظام الاقتصادي للأسر الأموية حيث يلتمس الفرد أصله وقرابته عن طريق الأم وحيث لا يرتبط الابن بأبيه وإنما بخاله الذى هو عشيرته. الفرد من التروبرياند يعمل بجد واجتهاد في بستانه لكي يعول أخته وأولادها وليس زوجته وأولاده، وأن أكثر من 75% من إنتاجه يوزع على أقاربه من أمه. هنا يتضح تداخل النظام الاقتصادي بنظام القرابة في مجتمع التروبرياند كما يحلله مالينوفسكى من واقع حياتهم الاجتماعية. يسمح هذا النظام الاجتماعي للزعماء بتعدد الزوجات، ويفضل الزعماء الزواج بالنساء اللائي لهن إخوة أغنياء ليكون لهم عدد من الأصهار الأثرياء وبما أن النظام الأمومي في تروبرياياند يضع واجبات على الأخ نحو أخته فإن الزعيم يجد نفسه غارقاً في الثروة التى تقدم لزوجاته من أخواتهن. ما يتحصل عليه الزعيم من ثروة لا يخزنه، بخاصة السلع الغذائية، بل يقوم بتوزيعه في عدد من المناسبات والاحتفالات. أنه من خلال التزام الزعيم بالتوزيع المستمر للثروة في مثل تلك الاحتفالات فإنه يعنى بالمهام المناط بها زعيماً من جهة، ومن جهة ثانية فإن استمرار هذا الالتزام يعتمد على استمرار النظام القرابى.



يقدم تحليل مالينوفسكى للسلطات التى يمارسها الزعيم في قرية أوماركانا التى تهيمن على مقاطعة كيريوينا إشارة إلى أن القرية تمثل الوحدة السياسية الأساسية لمجتمع تروبرياند، ويمارس حتى أكثر الزعماء شأناً سلطتهم على قريتهم بصورة رئيسة، وعلى مقاطعتهم بصورة ثانوية. تستثمر المشاعة القروية بساتينها جماعياً وتشن الحرب، وتقيم الاحتفالات الدينية، وترسل البعثات التجارية. يبقى استقلالها الذاتي السياسي والاقتصادي على جانب كبير من الأهمية. يمارس زعيم القرية شيئاً من السلطة على المقاطعة، أي على مجموعة من القرى تنضم إلى قريته في الحرب وفي الاحتفالات الدينيَّة الكبيرة. يتوزع جميع الرجال من ذوى الرتب في شكل هرم يترأسه زعيم أوماركانا. هذا الزعيم هو سيد أقوى القوى السحريَّة التى تتحكم بالمطر والشمس. يتحلى الرجال ذوو الرتب بحلي مميزة، لكنهم يتميزون قبل كل شئ عن العوام بوجود محرمات (تابو) يتكاثر عددها كلما ارتقينا سلم الهرم. لا يتمتع الأشخاص من ذوى الرتب العالية والزعماء بأي سلطة قضائية أو تنفيذية على الأفراد من ذوى الرتب الدنيا في القرى غير المرتبطة بقريتهم. عندما يطلب زعيم من الزعماء من أفراد قريته أو مقاطعته أو من الأجانب بذل الخدمات فإنه يكون ملزماً بالتعويض عن هذه الخدمات. وكما أوضحنا فأن الزعيم يتحصل على الموارد الضرورية عن طريق تعدد الزوجات الذى هو امتياز الزعماء، وعن طريق الهبة التى يدين بها كل صهر لزوج أخته. الزعيم ذو الرتبة يتزوج واحدة من أخوات كل زعيم من زعماء قرى مقاطعته فيصبحون مدينين له بجزء من محاصيلهم وأشيائهم الثمينة. يستخدم الزعيم ذو الرتبة هذا الثراء في إقامة الاحتفالات الكبيرة، وبوجه عام في دمج عدد من القرى بـ "اقتصاد المقاطعة". وبهذا فأن الزعيم هو الأداة لاقتصاد أوسع نطاقاً من اقتصاد القرية.



لا يتمتع الزعيم بأية قوة عامة لتسوية المنازعات التى تظل من اختصاص الأنساب. يتمتع الزعيم بسلاح أوحد هو السحر، ويكون خيرة السحرة تحت تصرفه. وعلى هذا لا يعرف مجتمع تروبرياند حكومة مركزية. إن مجتمع تروبرياند يجسد مثالاً لتسلسل هرمي وراثي يربط بين مختلف الأنساب والمشاعات القروية المحلية من دون أن يؤدى الوظيفة التي تؤديها بنية سياسية ظاهرة. أن سلطة الزعماء هي ركيزة العلاقات الاقتصادية والدينية التى تتخطى إطار المشاعات القروية الخصوصية من غير أن تدمج مع ذلك هذه المشاعات في شبكة اقتصادية واحتفالية واحدة تغطى الجزيرة بأسرها. ويتمتع الزعماء بأقوى السلطات السحرية التى ينبغي عليهم أن يضعوها في خدمة مشاعاتهم . ولهذا فأن إمتيازاتهم هى الوجه الآخر لواجباتهم والمكافأة على الخدمات الاستثنائية التى يبذلونها لمشاعاتهم على كافة المستويات وهمية كانت أم فعلية.



ويمثل مجتمع تروبرياند أشهر مثال على الأهمية والشكل اللذين قد تتلبسهما المبادلات في المجتمعات البدائية المجزأة. فعلاوة على تبادل القلائد والأساور، تتيح البعثات البحرية الكبيرة إمكانية التموين بالمواد الأولية الضرورية من حجارة للفؤوس وخيزران وصلصال وما إلى ذلك. لقد كانت شبكة توزيع الكولا تؤلف رابطة سياسية واسعة تربط بين مجتمعات مجزأة يتوجب عليها أن تكفل الانتظام لتجارة حيوية من دون مساعدة حكومة مركزية تحفظ السلام وتوطده. حاول مالينوفسكى لدى تحليل نظام شبكة توزيع الكولا توضيح النشاطات الاقتصادية ومزجها بالنظام الطقوسي المتمثل في السحر والشعوذة. تمارس جماعات تروبرياند الزراعة وبناء القوارب وصيد الأسماك من خلال أسلوب لتقسيم العمل بين الأفراد وفق أنواع النشاطات الاقتصادية الشئ الذى يدفعهم إلى تبادل السلع بين جزر تروبرياند المختلفة عن طريق شبكة توزيع الكولا. يحلل مالينوفسكى شبكة الكولا بحسبانها أنساق مركبة من الشعائر الدينية والطقوس والاحتفالات التى يتم فيها تبادل بعض المواد الطقوسية بين أفراد الجماعات التى تنتمى إلى شبكة كولا معينة.



ورغم النسق المركب لشبكة الكولا فإنها تمارس دوراً تجارياً ذلك أنه عندما يرغب أحد الأفراد في شبكة ما زيارة شريكه في جزيرة أخرى عليه أن يحمل معه منتجاته ومصنوعاته التى يرى ضرورة حملها معه. يحلل مالينوفسكى طقوس الاستقبال والاحتفالات الدينية التى يتم خلالها تبادل السلع وكذلك تقديم الهدايا بمدى رضا الإنسان المتحصل على الهديَّة. هكذا يفسر مالينوفسكى فلسفة جماعات تروبرياند من توزيع سلعهم من خلال تحليله لشبكة توزيع الكولا.



راد كليف بروان (1881-1955)

حاول رادكليف براون أن يطور الأنثروبولوجيا الاجتماعية إلى علم طبيعي يقوم على الدراسة العلمية المقارنة للأنساق الاجتماعية عند الشعوب البدائية. أسهم إسهاماً بناءً في دراسة البناء الاجتماعي وأنساق القرابة. يعد هو ومالينوفسكى المؤسسين لمدرسة الأنثروبولوجيا البريطانية الحديثة. ألف كتاب: "جزر الاندمان" (1922). وجمعت مقالاته العلمية ومحاضراته في ثلاثة كتب: "البنية والوظيفة في المجتمع البدائي" (1952)، "علم طبيعي للمجتمع" (1957)، "المنهج في الأنثروبولوجيا الاجتماعية" (1958).



من أهم الاتجاهات التي تأثر بها بروان وهيمنت على أفكاره مسألة المماثلة بين الكائنات الحية والحياة الاجتماعية، أي على أساس المشابهة بين الحياة الاجتماعية والحياة العضوية البيولوجية كما كان الحال عند إميل دور كايم. يرى بروان أن المجتمع مثله مثل الكائن الحي يتألف من أجزاء أو وحدات تتداخل وظيفياً وتعتمد على بعضها البعض، فمثلاً أنه كما تتعاضد أعضاء الكائن الحي للحفاظ على الكائن حياً تعمل نظم المجتمع وتقاليده بدورها على بقاء المجتمع واستمراره. يُعرِّف بروان الوظيفة بأنها الدور الذى يؤديه أي نشاط جزئي في النشاط الكلى الذى يكون هو جزء فيه. هكذا تكون وظيفة أي نظام اجتماعي كامنة في الدور الذي يؤديه في البنية الاجتماعية المكونة من أفراد يرتبطون ببعضهم في كلٍ واحدٍ متماسكٍ للعلاقات الاجتماعية المحددة، ووظيفة أية عادة اجتماعية هي الدور الذى تقوم به العادة المعينة في مجمل الحياة الاجتماعية على أساس أن هذه الحياة هي عماد النسق الاجتماعي الكلى. يعطى براون أهميَّة للحياة الاجتماعية في أي مجتمع من المجتمعات الإنسانية طالما أن النسق الاجتماعي يؤلف، في رأيه، وحدة كيان ووظيفة، أي أنه ليس مجرد تجمع أو حشد وإنما هو كل متكامل مثله مثل الكائن العضوي.



رأينا كيف أن مالينوفسكى اهتم بمفهوم الثقافة وجعلها محوراً وأساساً لدراساته وتحليلاته الوظيفية. أما براون فيهتم بالمجتمع عاداً إياه نسقاً طبيعياً. اهتم براون من ثم بالأشخاص Persons عاداً إياهم وحدات بنيوية حيث أن هذه الوحدات تكوَّن الكل وتجعل منه بنيَّة، هذه الأهميَّة التى أولاها براون للأشخاص جعلته يفرق بينهم وبين الأفراد Individuals. الأشخاص أعضاء المجتمع يمكن أن يكون كل منهم مواطناً له مهنة معينة، أي أن الشخص عند براون يجسد مجموعة علاقات اجتماعية، في حين أن الفرد هو كائن بيولوجي بمعنى أنه يجسد مجموعة من العمليات الفسيولوجية والسلوكية ويقوم علماء الفسيولوجيا وعلماء النفس بدراسته. أما الأشخاص فأن دراستهم تقع في نطاق البنية الاجتماعية ولا يمكن دراسة أية بنية اجتماعية ودونهم بحسبانهم وحدات البنية الرئيسة. لهذا فأن دراسة المجتمع عند براون بمعناها البنيوي تشير إلى الترابط الداخلي الذى يربط بين البنية الاجتماعية وبين صيرورة الحياة الاجتماعية. عليه فأن استخدام مفاهيم مثل صيرورة Process ، وبنية Structure ، ووظيفة Function ما هي إلا محاور بنى عليها براون نظريته في تفسير الأنساق الاجتماعية. تقوم فكرة الوظيفة بمعناها البنيوي عند براون على أساس أن البنية تؤلف مجموعة من العلاقات التى تربط بين تلك الوحدات البنيوية بدرجات متفاوتة. فالأسرة عند براون هي بمثابة وحدة بنيوية والعلاقات الأسرية القائمة بين أفرادها هي علاقات بنيوية تستحيل رؤيتها في عموميتها في أية لحظة لكننا نستطيع ملاحظتها. أن أهمَّ ما يميز تفسيرات براون وتحليلاته الوظيفية هو تركيزها على البنية الاجتماعية هو تركيزها على البنية الاجتماعية ووظيفتها وهو ما أدى إلى انبثاق اتجاه جديد في الأنثروبولوجيا صار يعرف بالاتجاه البنيوي الوظيفي.



اضطر رادكليف براون، في محاولته إعطاء الأنثروبولوجيا نقاءً جديداً ومنهجية، أن يذوب هذا العلم في النظرية العامة المتعلقة بالمجتمعات، أي في علم الاجتماع، وفي الوقت نفسه أعطى براون الأنثروبولوجيا تمايزاً معرفياً. وبما أن المجتمعات غير المعقدة (البدائية/غير المعقدة) نسبياً هي مادة موضوع دراسة الأنثروبولوجيا، فقد ارتأى براون إمكانية أخذ مفاهيم علم الاجتماع الأساسية (بنية، ووظيفة، ومجتمع الخ. كما أشرنا). هكذا تبدى لبراون بأنه يمكنه، انطلاقا من أجزاء طفيفة في علم الاجتماع، إثراء طريقته. الأمر كذلك يجوز القول بأن فكرة البنية الاجتماعية ظهرت في الأنثروبولوجيا مع التحليلات التى قدمها براون ومع تعريفه لمفهوم البنية.



الحق يقال فأن مفهوم البنية شابه قدر من الغموض لوروده بأشكال عديدة في أعمال الكثيرين من علماء الاجتماع. تعددت الآراء وتنوعت حول هذا المفهوم لدرجة استحالت معها فرصة الوصول إلى تعريف واحد شامل ومحدد يتفق حوله العلماء. ففي كتابه "البنية الاجتماعية" (1965) يرى موردوك أن مفهوم البنية الاجتماعية يدل على تماسك المؤسسات الاجتماعية إذ ليست تلك المؤسسات تجمعاً عشوائياً بل أن لها بنية. أحد أغراض هذا النوع من التحليل هو بالتحديد فهم تماسك المؤسسات الاجتماعية وإظهار تبعيتها المتبادلة، ولذلك فإنه يلاحظ استبعاد هذه الفكرة في شكل التحليل البنيوى الوظيفي. بصورة أعم غالباً ما ينال مفهوم البنية عند الوظيفيين والبنيويين تفسيراً قريباً من مفهوم النمط. في حالات يتم استخدام مفهوم البنية بمواجهة تعبيرات أخرى أو بالعلاقة معها إذ نجد أن غورفتش في مقال نشره بعنوان "مفهوم البنية الاجتماعية" (1955) يميز مثلاً المجموعات المبنية عن المجموعات المنظمة وهكذا فإنه يعتقد بإمكانية أن تكون الطبقات الاجتماعية "متبنية" دون أن تكون "منظمة". ويواجه مفهوم البنية في ظروف أخرى بمفهوم المصادفة. كذلك فأن مفهوم البنية غالباً ما يشير إلى العناصر الثابتة لنظام معين مقابل عناصره المتغيرة … وهكذا تشير فكرة المفهوم إلى نموذج معين، إما إلى ثوابت النموذج، وإما إلى مجمل الثوابت والوظائف التى تربط المتغيرات فيما بينها، وإما أيضاً إلى مجمل الثوابت والوظائف. وفي حالات أخرى أيضاً يستعمل مفهوم البنية بشئ من التردد لتمييز الأساسي من الثانوي والجوهري من غير الجوهري والأصلي من المشتق … هكذا يرى مانهايم أن البنية الاجتماعية هي "نسيج القوى الاجتماعية في نشاطها المتبادل والذي تخرج منه مختلف نماذج الملاحظة والفكر"…في هذه الحالة فأن مفهوم البنية الاجتماعية يشير بصورة ضمنية إلى مجمل العناصر لنظام اجتماعي معين يخمن عالم الاجتماع أنه يسيطر عليها ويحدد الأخرى. بالنسبة لمانهايم يتعلق الأمر بالعناصر المادية (التى يشار إليها بغموض بعبارة "القوى الاجتماعية" التى تسمح بتفسير العناصر الفكرية، وهو ما يذكرنا بالتمييز الذى يقيمه ماركس بين البنية التحتية والبنية الفوقية. ويستعمل بعض علماء الاجتماع مفهوم البنية الاجتماعية بحسبانه مرادفاً "لنظام التدرج" وتعد متغيرات التدرج في هذه الحال أولية وحاسمة.



وقد رفض علماء الأنثروبولوجيا من أمثال كروبر وايفانز برتشارد وراد كليف بروان عد بعض فئات المتغيرات بصفتها حاسمة بحيث أصبح مفهوم البنية الاجتماعية عندهم مرادفاً بسيطاً لمفاهيم أخرى، مثل مفاهيم التنظيم الاجتماعي أو تنظيم العلاقات الاجتماعية. هكذا يمكن أن يظهر مفهوم البنية مترابطاً مع مفهوم النظام إذا اعتبرنا أن النظام هو مجمل "العناصر ذات التبعية المتبادلة". ولكن يمكن أن يظهر كذلك وكأنه معَّرف ضمنياً أو صراحة بمواجهة مجموعة أخرى من المفاهيم أو من التصاق بها، في اتجاهات متنوعة جداً ربما يستطيع الوضع العام وحده أن يحددها.



على كل فقد اقترن مفهوم البنية عند أصحاب الاتجاه الوظيفي بالدراسات الحقليَّة المعمقة بخاصة تلك التى قام مالينوفسكى في جزر تروبرياند وكذلك راد كليف بروان في جزر الاندمان حيث ظهرت تبعاً لذلك تعريفات للبنية الاجتماعية بعيدة عن الارتباط بالوظيفة عند براون وآخرين وظهور اتجاه جديد يجمع بين البنية والوظيفة عرف بالاتجاه البنيوي الوظيفي.



يرى بروان أن مفهوم البنية يشير بالضرورة إلى وجود نوع من الترتيب بين الأجزاء التى تدخل في تركيب الكل وذلك لأن ثمة علاقات وروابط معينة بين الأجزاء التى تؤلف الكل وتجعل منه بنية متماسكة ومتمايزة. ومن ثم تكون الوحدات الجزئية التى تدخل في تكوين البنية الاجتماعية هم الأشخاص أعضاء المجتمع الذين يحتل كل منهم مركزاً معيناً في المجتمع ويؤدى دوراً معلوماً في الحياة الاجتماعية. وكما أشرنا سابقاً فأن هذه تشكل النقطة الأساسية في نظرية راد كليف بروان عن البنية الاجتماعية لأن الإنسان فرداً لا يعد جزءاً مكوناً للبنية التى تتألف من أشخاص هم أعضاء المجتمع لا من حيث أنهم أفراد.



الإنسان فرداً هو كائن بيولوجي يتكون من مجموعة كبيرة من وحدات وعمليات عضوية ونفسية وبالتالي مداراً لبحث البيولوجيا وعلم النفس. أما الإنسان شخصاً فهو مجموعة من العلاقات الاجتماعية تتحد طبقاً لمكانته الاجتماعية مواطناً، وزوجاً، وأباً، وعضواً في مجتمع الخ. من هنا يصبح الإنسان "الشخص" لا "الفرد" هو موضوع بحث الأنثروبولوجيا الاجتماعية التى تستمر باستمرار النظام الاجتماعي الذى ينظم أدوار الأشخاص ويشخص علاقاتهم بين بعضهم البعض ويحددها … هذا ما يفسر، في رأي براون، استمرار العشيرة، والقبيلة، والأمة بحسبانها تجسيداً لتنظيمات معينة من الأشخاص رغم التغير الذى يصيب الوحدات المؤلفة له من وقت إلى آخر . يقصد براون بالبنية الاجتماعية الآتي:



أولاً: الجماعات الاجتماعية الموجودة لفترة طويلة وكافية، وهى الأشكال المورفولوجية للمجتمع الإنساني والتي تمثل تجمع الأنساق في وحدات اجتماعية مختلفة الأحجام.

ثانياً: التباين القائم بين أفراد وجماعات مجتمع من المجتمعات، ويحدد ذلك التباين الأدوار الاجتماعية التى يقوم بها الأفراد والجماعات في المجتمع الواحد، مثل اختلاف المركز الاجتماعي بين الرجال والنساء، وبين الشيوخ والشباب، وبين الشباب والأطفال، وبين الرئيس والمرؤوس، وبين صاحب العمل والعمال.

ثالثاً: كل العلاقات الاجتماعية التى تقوم بين شخص وآخر من البنية التى تتكون من العلاقات الثنائية مثل العلاقات بين الأب وابنه، وابن الخال وابن أخته الخ. ويعد النظام القرابى في المجتمعات غير المعقدة أهم النظم الاجتماعية وهو الذى يحدد شبكة العلاقات الاجتماعية للمجتمع.



وتتميز البنية الاجتماعية وفقاً لبروان بعدة خصائص:

1- البنية الواقعية التى هي مجموعة من العلاقات الواقعيَّة بين شخصين على الأقل، وقد تضم عدداً كبيراً من الأشخاص. ما يميز هذه العلاقات طابعها المتغير سواء بين الأشخاص أو الجماعات، بمعنى أنها غير ثابتة بفعل دخول أعضاء جدد في المجتمع عبر الولادة أو الهجرة إلى المجتمع، والهجرة من المجتمع، والوفيات. تشمل البنية الاجتماعية الواقعية أيضاً جميع العلاقات الاجتماعية الجزئية المتغيرة بين أعضاء أي مجتمع من المجتمعات البشرية.

2- الصورة البنيوية التي تتميز بالثبات النسبي لفترة زمنية تطول أو تقصر وفق متغيرات معينة. وتتعرض الصورة البنيوية للتغير في حالات بصورة فجائية أو تدريجية … فالثورة أو الغزو الخارجي قد يؤديان إلى حدوث تغير فجائي عارم.

3- لا يمكن رؤية البنية الاجتماعية بصورة مباشرة، لكن يمكن للباحث ملاحظة البنية في صورة علاقات اجتماعية محسوسة بين أفراد وجماعات مجتمع من المجتمعات …. ثم أن دراسة البنية الاجتماعية شئ ودراسة العلاقات الاجتماعية شئ آخر. يستخدم بعض الأنثروبولوجيين مصطلح البنية الاجتماعية للإشارة إلى الجماعات الاجتماعية الثابتة فقط مثل الأمم، والقبائل، والعشائر…إلخ التى تحتفظ باستمراريتها وكياناتها بالرغم من التغيرات التى تتعرض لها عضويتها زيادة أو نقصاناً.

5- يدرس الباحث الأنثروبولوجي البنية الاجتماعية بهدف الوصول إلى نتائج موضوعية مستخدماً منهجاً شمولياً، أي دراسة تشمل جميع أجزاء البنية الاجتماعية وكافة مظاهرها ذلك أن عناصر البنية وأجزاءها تتفاعل ككل وعلى الباحث أن يكشف عن العلاقات المباشرة وغير المباشرة التي تربط تلك العناصر والأجزاء. بمعنى آخر عليه أن يحدد عملية التأثيرات المتبادلة بين وحدات البنية الاجتماعية.

6- استمرار البنية الاجتماعية وبقائها فترة طويلة من الزمن، وهى خاصة تميز البنية وتؤهلها للقيام بوظيفتها الاجتماعية الأساسية المتمثلة في الحفاظ على تماسك المجتمع وبقائه، ويكون بقاء البنية بقاءً متجدداً لا جامداً، بمعنى أنه متغير وليس ساكن.



لقد أصبحت البنيوية الوظيفية دراسة لا لنمط الحياة بل لنمط وجود فعلى متخطية نزعة المركزة الاثنية التى ميزت الأنثروبولوجيا في النصف الأول للقرن التاسع عشر والتي لم تر في المجتمعات الأخرى إلا أنواعاً من الحياة التى تخطاها التطور.



وتعد البنيوية الوظيفية أن كل مجتمع، بحسبانه نظام مؤسسات وممارسات لها دلالتها، قادر على الاستمرار في حركته وتحولاته والقيام بوظيفته رغم التغيرات الظاهرة داخلياً وخارجياً على المستوى "الشخصي"، وقادر على الممارسات غير الهامة. فالمجتمع ليس مجرد ركام لا عضوي كما تصور أنثروبولوجيو النصف الأول من القرن التاسع عشر، بل هو "نظام" وظيفي من مؤسسات تلبى حاجات إنسانية أساسية. فالوظيفة الإنسانية والاجتماعية لهذه المؤسسات هي التى تعطيها شبه شرعيتها وديمومتها. وقد عبرت عالمة الأنثروبولوجيا البريطانية لوسى ماير عن ذلك بقولها: "أن تفسير الثقافة الإنسانية بحسبانها آلية تضامن تهدف لتحقيق الحاجات الاجتماعية بحيث يرتبط كل عنصر فيها بالباقي ويظل مشروطاً به، يفرض ضرورة الاهتمام بجدية أكثر بالمؤسسات غير المعقدة للشعوب غير المتحضرة أكثر مما تم في الماضي، وطالما أننا نؤكد أن القبائل مازالت تعيش شروط البربرية غير المنتظمة،و هى شروط تعترف بقسوتها حتى القبائل، يصبح يسيراً علينا أن نتطلع إلى انتصار المدنية مع ما يلحق بها من حسنات، وأن تعد كل مقاومة حيوية مؤقتة سترتفع حين يتبنى السكان الأصليون مفهوماًُ أكثر عقلانية".









رد مع اقتباس
قديم 2011-05-15, 18:02   رقم المشاركة : 1056
معلومات العضو
sérine-s
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية sérine-s
 

 

 
إحصائية العضو










B8

من فضلكم أريد مقالة استقصاء بالوضع حول :
ان الاخر ليس شرطا لوجود ي فقط، بل هو أيضا شرط للمعرفة التي أكونها عن نفسي.
أريدها غدا وشكرا










رد مع اقتباس
قديم 2011-05-15, 18:09   رقم المشاركة : 1057
معلومات العضو
sérine-s
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية sérine-s
 

 

 
إحصائية العضو










B8

من فضلكم أريد مقالة جدلية حول:الفلسفة اليونانية.
هل أصل الكون يعود الى المحسوسات أم العقل؟
من فضلكم أريد هذه المقالة غدا










رد مع اقتباس
قديم 2011-05-15, 19:42   رقم المشاركة : 1058
معلومات العضو
djamel74
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

قائمة الوسائل التعليمية في المواد العلمية بحث اذا امكن غدا ان شاء الله










رد مع اقتباس
قديم 2011-05-15, 21:05   رقم المشاركة : 1059
معلومات العضو
nadir31
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اسم العضو :.نادر.............................

الطلب :.......بحث حول العولمة واثارها على المؤسسة..............................


أجل التسليم :...بعد 3 أيام ..........
شكراااااااا لك أخي ...............










رد مع اقتباس
قديم 2011-05-16, 07:57   رقم المشاركة : 1060
معلومات العضو
dolfin311981
عضو جديد
 
إحصائية العضو










Hot News1 طلب بحوث

اسم العضو :dolfin311981

الطلب :اريد بحوث عن استخدام الانترنت وعلاقته بالعلاقات الاسريه
مع التوثيق والمراجع
تانى شئ اريد بحث عن العلوم السلوكيه ضروررى مع التوثيق والمراجع

المستوى :.دراسات عليا (دبلومه) جامعى.

أجل التسليم :....بعد غد ........................










رد مع اقتباس
قديم 2011-05-16, 11:58   رقم المشاركة : 1061
معلومات العضو
ABDOBAR39
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

سم العضو :abdobar39

الطلب :اريد بحث عن Pâtes du sersou ghardaia
المستوى :.دراسات عليا () جامعى.

أجل التسليم :....بعد غد .
اريد مساعدة في هدا البحت بارك الله فيكم في اقرب وقت










رد مع اقتباس
قديم 2011-05-16, 17:24   رقم المشاركة : 1062
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة djamel74 مشاهدة المشاركة
قائمة الوسائل التعليمية في المواد العلمية بحث اذا امكن غدا ان شاء الله

الوسائل التعليمية

نوع الملف: Microsoft Powerpoint - عرض سريع
مما سبق: اللوحات التعليمية والدمى والمجسمات والنماذج هي أمثلة على: مواد خام أم مواد علمية أم مواد تعليمية أم وسائل تعليمية ؟ و. تصنف الوسائل التعليمية






الوسائل التعليمية

نوع الملف: Microsoft Powerpoint - عرض سريع
إعــداد قائمــة بالوسائــل التعليميـة المناسبــــــة. - تحديد المعوقات العلمية التي تؤثر في استخدام ... تأثر المادة العلمية بالحرارة عند إطالة في العرض. جهاز عرض الأفلام الثابتة ... إمكانيـــة إنتـــاج مـواد تعليمية بأقــل تكلفـة









رد مع اقتباس
قديم 2011-05-16, 17:25   رقم المشاركة : 1063
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

الوسائل التعليمية
مفهومها ـ فوائدها ـ أنواعها
توطئة : ـ

تختلف مسميات الوسائل التعليمية من مستعمل لأخر ، فأحيانا تسمى وسائل إيضاح ، لأنها تهدف إلى توضيح المعلومات ، وتسمى أحيانا أخرى الوسائل السمعية والبصرية ، لن بعضها يعتمد على السماع كالمذياع ، والتسجيلات الصوتية ، والمحاضرات . . . إلخ ، وبعضها يعتمد على حاسة البصر كالأفلام الصامتة ، والصور الفوتوغرافية وغيرها ، وبعضها يستمل الحاستين كالأفلام الناطقة ، والتلفاز .
غير أن الوسائل التعليمية بأنواعها المختلفة لا تغني عن المدرس ، أو تحل حله ، فهي عبارة عن وسيلة معينة للمدرس تساعده على أداء مهمته التعليمية ، بل إنها كثيرا ما تزيد من أعبائه ، غذ لا بد له من اختيارها بعناية فائقة ، وتقديمها في الوقت التعليمي المناسب ، والعمل على وصل الخبرات التي يقدمها المعلم نفسه ، والتي تعالجها الوسيلة المختارة ، وبذلك تغدو رسالته أكثر فاعلية ، وأعمق تأثيرا .
مفهوم الوسيلة التعليمية : ـ

يمكن القول إن الوسيلة التعليمية : هي كل أداة يستخدمها المعلم لتحسين عملية التعلم والتعليم ، وتوضيح المعاني والأفكار ، أو التدريب على المهارات ، أو تعويد التلاميذ على العادات الصالحة ، أو تنمية الاتجاهات ، وغرس القيم المرغوب فيها ، دون أن يعتمد المعلم أساسا على الألفاظ والرموز والأرقام .
وهي باختصار جميع الوسائط التي يستخدمها المعلم في الموقف التعليمي لتوصيل الحقائق ، أو الأفكار ، أو المعاني للتلاميذ لجعل درسه أكثر إثارة وتشويقا ، ولجعل الخبر التربوية خبرة حية ، وهادفة ، ومباشرة في نفس الوقت .
دور الوسائل التعليمية في عملية التعليم والتعلم : ـ

يقصد بعملية التعليم توصيل المعرفة إلى المتعلم ، وخلق الدوافع ، وإيجاد الرغبة لديه للبحث والتنقيب ، والعمل للوصول إلى المعرفة ، وهذا يقتضي وجود طريقة ، أو أسلوب يوصله إلى هدفه . لذلك لا يخفى على الممارس لعملية التعليم والتعلم ما تنطوي عليه الوسائل التعليمية من أهمية كبرى في توفير الخبرات الحسية التي يصعب تحقيقها في الظروف الطبيعية للخبرة التعليمية ، وكذلك في تخطي العوائق التي تعترض عملية الإيضاح إذا ما اعتمد على الواقع نفسه .
وتنبع أهمية الوسيلة التعليمية ، وتتحدد أغراضها التي تؤديها في المتعلم من طبيعة الأهداف التي يتم اختيار الوسيلة لتحقيقها من المادة التعليمية التي يراد للطلاب تعلمها ، ثم من مستويات نمو المتعلمين الإدراكية ، فالوسائل التعليمية التي يتم اختيارها للمراحل التعليمية الدنيا تختلف إلى حد ما عن الوسائل التي نختارها للصفوف العليا ، أو المراحل التعليمية المتقدمة ، كالمرحلة المتوسطة والثانوية .
ويمكن حصر دور الوسائل التعليمية وأهميتها في الآتي : ـ
1 ـ تقليل الجهد ، واختصار الوقت من المتعلم والمعلم .
2 ـ تتغلب على اللفظية وعيوبها .
3 ـ تساعد في نقل المعرفة ، وتوضيح الجوانب المبهمة ، وتثبيت عملية الإدراك .
4 ـ تثير اهتمام وانتباه الدارسين ، وتنمي فيهم دقة الملاحظة .
5 ـ تثبت المعلومات ، وتزيد من حفظ الطالب ، وتضاعف استيعابه .
6 ـ تنمي الاستمرار في الفكر .
7 ـ تقوّم معلومات الطالب ، وتقيس مدى ما استوعبه من الدري .
8 ـ تسهل عملية التعليم على المدرس ، والتعلم على الطالب .
9 ـ تعلم بمفردها كالتلفاز ، والرحلات ، والمتاحف . . . إلخ .
10 ـ توضيح بعض المفاهيم المعينة للتعليم .
11 ـ تساعد على إبراز الفروق الفردية بين الطلاب في المجالات اللغوية المختلفة ، وبخاصة في مجال التغيير الشفوي .
12 ـ تساعد الطلاب على التزود بالمعلومات العلمية ، وبألفاظ الحضارة الحديثة الدالة عليها .
13 ـ تتيح للمتعلمين فرصا متعددة من فرص المتعة ، وتحقيق الذات .
14 ـ تساعد على إبقاء الخبرة التعليمية حية لأطول فترة ممكنة مع التلاميذ .
15 ـ تعلم المهارات ، وتنمي الاتجاهات ، وتربي الذوق ، وتعدل السلوك .

شروط اختيار الوسائل التعليمية ، أو إعدادها : ـ
لكي تؤدي الوسائل العلمية الغرض الذي وجدت من أجله في عملية التعلم ، وبشكل فاعل ، لا بد من مراعاة الشروط التالية : ـ
1 ـ أن تتناسب الوسيلة مع الأهداف التي سيتم تحقيقها من الدرس .
2 ـ دقة المادة العلمية ومناسبتها للدرس .
3 ـ أن تناسب الطلاب من حيث خبراتهم السابقة .
4 ـ ينبغي ألا تحتوي الوسيلة على معلومات خاطئة ، أو قديمة ، أو ناقصة ، أو متحيزة ، أو مشوهة ، أو هازلة ، وإنما يجب أن تساعد على تكوين صورة كلية واقعية سليمة صادقة حديثة أمينة متزنة .
5 ـ أن تعبر تعبيرا صادقا عن الرسالة التي يرغب المعلم توصيلها إلى المتعلمين .
6 ـ أن يكون للوسيلة موضوع واحد محدد ، ومتجانس ، ومنسجم مع موضوع الدرس ، ليسهل على الدارسين إدراكه وتتبعه .
7 ـ أن يتناسب حجمها ، أو مساحتها مع عدد طلاب الصف .
8 ـ أن تساعد على اتباع الطريقة العلمية في التفكير ، والدقة والملاحظة .
9 ـ توافر المواد الخام اللازمة لصنعها ، مع رخص تكاليفها .
10 ـ أن تناسب ما يبذل في استعمالها من جهد ، ووقت ، ومال ، وكذا في حال إعدادها محليا ، يجب أن يراعى فيها نفس الشرط .
11 ـ أن تتناسب ومدارك الدارسين ، بحيث يسل الاستفادة منها .
12 ـ أن يكون استعمالها ممكنا وسهلا .
13 ـ أن يشترك المدرس والطلاب في اختيار الوسيلة الجيدة التي تحقق الغرض ، وفيما يتعلق بإعدادها يراعى الآتي :
أ ـ اختبار الوسيلة قبل استعمالها للتأكد من صلاحيتها .
ب ـ إعداد المكان المناسب الذي ستستعمل فيه ، بحيث يتمكن كل دارس أن يسمع ، ويرى بوضوح تامين .
ج ـ تهيئة أذهان الدارسين إلى ما ينبغي ملاحظته ، أو إلى المعارف التي يدور حولها موضوع الدرس ، وذلك بإثارة بعض الأسئلة ذات الصلة به ، لإبراز النقاط المهمة التي تجيب الوسيلة عليها .

بعض القواعد العامة في استخدام الوسائل وفوائدها : ـ
يتفق التربويون وخبراء الوسائل التعليمية بعد أن عرفت قيمتها ، والعائد التربوي منها بأنها ضرورة من ضرورات التعلم ، وأدواته لا يمكن الاستغناء عنها ، لهذا رصدت السلطات التعليمية لها ميزانيات ضخمة لشرائها ، أو لإنتاجها ، أو لعرضها وبيعها .
غير أن المشكلة تكمن في عالمنا العربي أن كثيرا من المعلمين لا يستعينون بها بالقدر الكافي لسباب منها :
1 ـ أن هؤلاء المعلمين لم يتدربوا عليها وهم طلاب في مراحل التعليم العام ، ولا هم في مراحل الدراسة في كليات التربية ، ودور المعلمين .
2 ـ أن بعضهم لا يؤمن بفائدتها ، وجدواها ، ويعتبر استخدامها مضيعة للوقت ، والجهد ، وأن الطلاب لن يستفيدوا منها شيئا .
3 ـ والبعض يخشى تحمل مسؤوليتها خوفا من أن تكسر ، أو تحرق ، أو تتلف ، فيكلف بالتعويض عنها .
ورغم الأسباب السابقة ، وغيرها لا يوجد مطلقا ما يبرر عدم استخدامها ، والاستفادة منها ، ومما تتيحه من فرص عظيمة لمواقف تربوية يستفيد منها الطلاب ، ويبقى أثرها معهم لسنوات طويلة . لذلك ينبغي على المعلم عند استعمال الوسائل التعليمية مراعاة التالي : ـ
1 ـ قبل استخدام الوسيلة التعليمية 8لى المعلم أن يحضر درسه الذي سيقوم بتدريسه ، ثم يحدد نوع الوسيلة التي يمكن أن تفيد فيه ، ومن ثم لم يجد صعوبة في تجهيزها ، واستخدامها .
2 ـ ينبغي على المعلم إلا يستخدم أكثر من وسيلة في الدرس الواحد ، ضمانا لتركيز الطلاب عليها من جانب ، ولحسن استخدامها من جانب آخر .
3 ـ ينبغي ألا يكون استخدام الوسيلة التعليمية هو الأساس في الدرس ، إذ هو جزء مكمل له ، لهذا يجب التنبه لعنصر الوقت الذي ستستغرقه ، خاصة وأن بعض الطلاب قد يطلبون من المعلم الاستمرار في الاستمتاع بها مما يضع جزءا كبيرا من الفائدة التي استخدمت من أجلها .
4 ـ على المعلم أن يخبر طلابه عن الوسيلة التي سيستخدمها أمامهم ن وعن الهدف منها ، ذلك قبل أن يبدأ الدرس ، حتى لا ينصرف جزء من تفكيرهم في تأملها ، في الوقت الذي يكون فيه منشغلا في شرح الدرس .
5 ـ إذا كان المعلم سيستخدم جهازا دقيقا كوسيلة من وسائل التعلم ، عليه أن يختبره قبل أن يدخل به حجرة الدراسة ، وأن يتأكد من سلامته ، حتى لا يفاجأ بأي موقف غير متوقع أمام الطلاب ، مما قد يسبب له حرجا .
6 ـ ينبغي ألا يترك المعلم حجرة الدراسة أثناء عمل الآلة ، حتى لا تتعرض هي أو ما في داخلها من صور أو أفلام ـ إذا كانت جهاز عرض علوي ـ أو جهاز عرض أفلام " فيديو " ـ للتلف ، أو أن يخلق عرض الشريط جوا عاما من عدم الاهتمام بالموقف التعليمي ، واحترامه ، بذلك يصبح الفلم أداة ضارة تساعد على تكوين عادات ، واتجاهات غير مرغوب فيها .
7 ـ يحسن أن يستعين المعلم ببعض الطلاب لتشغيل الوسيلة التي أحضرها لهم ، ذلك لاكتساب الخبرة من ناحية ، ولجعلهم يشعرون أنهم مشاركون في أنشطة الصف من ناحية أخرى .

فوائد الوسائل التعليمية : ـ
للوسائل التعليمية إذا أحسن استخدامها فوائد كثيرة منه :
1 ـ تقدم للتلاميذ أساسا ماديا للإدراك الحسي ، ومن ثم تقلل من استخدامهم لألفاظ لا يفهمون معناها .
2 ـ تثير اهتمامهم كثيرا .
3 ـ تجعل ما يتعلمونه باقي الأثر .
4 ـ تقدم خبرات واقعية تدعو التلاميذ إلى النشاط الذاتي .
5 ـ تنمي فيهم استمرارية التفكير ، كما هو الحال عند استخدام الصور المتحركة ، والتمثيليات ، والرحلات .
6 ـ تسهم في نمو المعاني ن ومن ثم في تنمية الثروة اللغوية عند التلاميذ .
7 ـ تقدم خبرات لا يمكن الحصول عليها عن طريق أدوات أخرى ، وتسهم في جعل ما يتعلمه التلاميذ أكثر كفاية وعمقا وتنوعا .

أنواع الوسائل التعليمية : ـ
يصنف خبراء الوسائل التعليمية ، والتربويون الذين يهتمون بها ، وبآثارها على الحواس الخمس عند الدارسين بالمجموعات التالية : ـ
المجموعة الأولى : الوسائل البصرية مثل :
1 ـ الصور المعتمة ، والشرائح ، والأفلام الثابتة .
2 ـ الأفلام المتحركة والثابتة .
3 ـ السبورة .
4 ـ الخرائط .
5 ـ الكرة الأرضية .
6 ـ اللوحات والبطاقات .
7 ـ الرسوم البيانية .
8 ـ النماذج والعينات .
9 ـ المعارض والمتاحف .

المجموعة الثانية : الوسائل السمعية :
وتضم الأدوات التي تعتمد علة حاسة السمع وتشمل : ـ
1 ـ الإذاعة المدرسية الداخلية .
2 ـ المذياع " الراديو " .
3 ـ الحاكي " الجرامفون " .
4 ـ أجهزة التسجيل الصوتي .

المجموعة الثالثة : الوسائل السمعية البصرية : ـ
وتضم الأدوات والمواد التي تعتمد على حاستي السمع والبصر معا وتحوي الآتي :
1 ـ الأفلام المتحركة والناطقة .
2 ـ الأفلام الثابتة ، والمصحوبة بتسجيلات صوتية .
3 ـ مسرح العرائس .
4 ـ التلفاز .
5 ـ جهاز عرض الأفلام " الفيديو " .

المجموعة الرابعة وتتمثل في : ـ
الرحلات التعليمية .
2 ـ المعرض التعليمية .
3 ـ المتاحف المدرسية .
وسوف نتحدث باختصار عن بعضها بغد أن نختارها عشوائيا ، لا عن طريق المفاضلة ، إذ إن جميعها يتم استخدامه حسب الحاجة إليه ، ولا يمكن الاستغناء عنه ، أو التقليل من أهميته

أولا الرحلات التعليمية : ـ
تعد الرحلات التعليمية من أقوى الوسائل التعليمية تأثيرا في حياة الطلاب ، فهي تنقلهم من جو الأسلوب الرمزي المجرد إلى مشاهدة الحقائق على طبيعتها ، فتقوي فيهم عملية الإدراك ، وتبث عناصرها فيهم بشكل يعجز عنه الكلام والشرح . كما أن في الرحلات تغييرا للجو المدرسي من حيث الانطلاق والمرح اللذان يسيطران على جوها ، ومما يصادفه الطالب من أمور جديدة في الرحلة ، كالاعتماد على النفس ، ومساعدة غيره من الطلاب الأمر الذي ينمي شخصيته ويخلق عنده الشعور بالمسؤولية .
ويمكن تعريف الرحلة المدرسية التعليمية بأنها : خروج الطلاب من المدرسة بشكل جماعي منظم لتحقيق هدف تعليمي مرتبط بالمنهج الدراسي المقرر ، ومخطط له من قبل .
ومن خلال التعريف السابق نلخص أن الرحلة التعليمية يجب أن تبنى على هدف تعليمي وتحقق أبعاده المختلفة ، وهي بذلك تختلف عن الرحلة المدرسية التي يقصد بها الترويح والسمر واللهو البريء .
وللإفادة التعليمية المرجوة من الرحلات التعليمية يجب مراعاة أن تستهدف كل رحلة غرضا محددا يربطها بالمناهج الدراسية ، كما هو واضح من التعريف السابق ، على أن يكون رائدها تحقيق الدراسة العلمية للبيئة ، وأن توضع لها النظم الدقيقة الكفيلة بالإفادة التعليمية القصوى لكل مشترك .
وغالبا ما تكون الرحلات التعليمية موجهة إلى الأماكن التالية : ـ
المصانع ، المؤسسات الحكومية والأهلية ، المعارض التعليمية أو الصناعية أو الزراعية ، معارض التقنية الحديثة " الحاسوب " والأجهزة الطبية ، الموانئ والمطارات ، مراكز التدريب المهني ، المزارع ، المناجم ، المتاحف ، الأماكن الأثرية ، وغيرها .

ثانيا ـ المعارض التعليمية :
تعد المعارض التعليمية من الوسائل الجيدة في نقل المعرفة لعدد كبير من المتعلمين ، لهذا فإنها تشكل دافعا للخلق والابتكار في إنتاج الكثير من الوسائل التعليمية ، وجمع العديد منها لإبراز النشاط المدرسي . وتشمل المعارض التعليمية كل ما يمكن عرضه لتوصيل أفكار ، ومعلومات معينة إلى المشاهد ، وتتدرج محتوياتها من أبسط أنواع الوسائل ، والمصورات ، والنماذج ، إلى أكثرها تعقيدا كالشرائح والأفلام .

أنواع المعارض : ـ
هناك عدة أنواع من المعارض التعليمية التي يمكن إقامتها على مستويات مختلفة ، بحيث يحقق كل منها العرض الذي أعد من أجله ، ومن هذه المعارض الآتي :
1 ـ معرض الصف الدراسي :
وهو ما يشترك في إعداده طلاب صف دراسي معين ، حيث يقوم الطلاب وتحت إشراف رائد الصف بجمع كثير من الوسائل التعليمية المختلفة ، التي قاموا بإعدادها من مواد البيئة المحيطة بهم ، كالخرائط والمجسمات ، وما يرسمونه من لوحات وتصميمات ، أو شراء بعضها ، أو جلبها من بيوتهم باعتبارها ممتلكات خاصة كالسيوف والخناجر والمصنوعات اليدوية من خسف النخيل ، أو الصوف ، وغيرها ، ثم تعرض تلك الوسائل داخل حجرة الدراسة ، وتقوم بقية الصفوف الأخرى بزيارة المعرض والاطلاع على محتوياته ، ثم بعد ذلك يقوم المعرض من قبل لجنة مختصة من داخل المدرسة ، وتختار بعض الوسائل المتميزة للمشاركة بها في معرض المدرسة ، ويعتبر هذا النوع من المعارض بمثابة تسجيل لنشاط طلبة الصف .
2 ـ المعرض المدرسي :
يضم الإنتاج الكلي من الوسائل التعليمية التي تم اختيارها من معارض الصفوف مضافا إليه ما ترى المدرسة أهمية في عرضه ، ويضم أيضا المعروضات التي يقوم أعضاء جمعيات النشاط التربوي بالمدرسة بصنعها ، وإعدادها للمعرض العام للمدرسة .
3 ـ المعرض العام بالمنطقة التعليمية :
يتكون المعرض من مجموع الوسائل التعليمية ، واللوحات الفنية والمجسمات المتميزة التي تم اختيارها من المعارض المدرسية بوساطة لجنة مختصة بتقويم المعرض ، مشكلة من بعض المشرفين التربويين للوسائل التعليمية ، ومشرفي التربية الفنية ، وغيرهم من مشرفي المواد الدراسية الأخرى ، ويخصص عادة لكل مدرسة مشاركة في المعرض ركن خاص بها لعرض منتجاتها ، وغالبا ما يقام هذا المعرض في إحدى القاعات الخاصة بالمنطقة التعليمية ، على ألا تزيد مدة العرض على عشرة أيام .
4 ـ المعرض العام على مستوى الدولة :
يشتمل هذا المعرض على مجموعات من إنتاج المناطق التعليمية المختلفة التي يتم اختيارها بعناية ، ويستمر عرضها لمدة لا تتجاوز خمسة عشر يوما .
ويمكن لهذه المعارض أن تحقق كثيرا من الفوائد التربوية التي يمكن إجمالها في الآتي :
1 ـ توصيل الأفكار التعليمية لعدد كبير من الدارسين والمهتمين بها في وقت قصير .
2 ـ إبراز مناشط المدارس ، إذ يبعث فيها المعرض التنافس الشريف للخلق والإبداع والابتكار في إنتاج الوسائل التعليمية .
3 ـ تبادل الخبرات التعليمية بين المدار للوصول إلى مستويات جيدة في إنتاج الوسائل التعليمية .
4 ـ دراسة الموضوعات المختلفة عن طريق المعروضات التي تضمها تلك المعارض .

ثالثا ـ اللوحات التعليمية ، أو التوضيحية :
تضم هذه اللوحات كلا من الآتي : ـ
1 ـ لوحة الطباشير " السبورة " .
2 ـ اللوحة الوبرية " لوحة الفنيلا "
3 ـ لوحة الجيوب .
4 ـ اللوحة المغناطيسية .
5 ـ اللوحة الكهربائية .
6 ـ لوحة المعلومات " اللوحة الإخبارية " .
وسنتحدث في عجالة عن الأنواع الثلاثة الأول لأهميتها ، وكثرة استعمالها .

أولا ـ لوح الطباشير ، أو ما يعرف بالسبورة :
تعتبر السبورة من أقدم الوسائل التعليمية المستعملة في حقل التعليم ، وهي قاسم مشترك في جميع الدروس ، وكل الصفوف ، والمدارس ، وتعد أكثر الوسائل التعليمية انتشارا ، وتوافرا واستعمالا . ويعود السبب في انتشارها إلى سهولة استعمالها من قبل المعلم والمتعلم ، إضافة إلى مرونتها عند الاستعمال . إذ يمكن تسخيرها لجميع المواد الدراسية من علوم ولغات ورياضيا واجتماعيات وغيرها . ناهيك عن قلة تكاليفها ، وإزالة ما يكتب عليها بسهولة .
وقد تطورت سبورة الطباشير في كثير من المدارس الحديثة ، والنموذجية ، حيث استخدمت فيها ألواح من الخشب الأبيض المغطى بطبقة مصقولة تعرف بـ : الفورمايكا " تسمح بالكتابة عليها بالألوان الزيتية الملونة ، والتي يتم إزالتها بسهولة .
أنواعها : ـ
1 ـ اللون الثابت على أحد جدران الصف الدراسي ، وكان قديما من الإسمنت الناعم المدهون بالطلاء الأسود أو الأخضر الغامق . أما اليوم فأكثره من الخشب المدهون أيضا بالطلاء الأخضر ، والمثبت على أحد جدران الصف ، ويستخدم في الكتابة عليه الطباشير بألوانه المختلفة ، وقد يكون من الخشب المكسو بطبقة مصقولة كما ذكرنا .
2 ـ اللوح ذو الوجهين : ـ
وهو لوح نقال يتكون من واجهتين خشبيتين مثبت من الوسط على حامل ، ويستفاد منه في الحجرات الدراسية ، وقاعات المحاضرات ، والملاعب ، وأفنية المدارس .
3 ـ اللوح المتحرك مع الحامل ، ولكنه بوجه واحد .
4 ـ اللوح المنزلق : ـ
يتكون من عدة قطع مثبتة على جدار تنزلق بوساطة بكرات إلى الأعلى ، والأسفل ، إما باليد ، أو الكهرباء .
5 ـ اللوح ذو الستارة : ـ
غالبا ما يكون من النوع الثابت ، وغطي بستارة متحركة تشبه في شكلها ستائر النوافذ العادية ، وباستعماله يسهل إعداد مواد تعليمية ، أو رسومات ، أو أسئلة في وقت مسبق من بدء الحصة ، وإظهارها تدريجيا ، أو دفعة واحد أمام الطلبة .
6 ـ اللوح المغناطيسي : ـ
يتكون من واجهة حديدية ، ويمكن أن يكون من النوعين الثابت والمتحرك ، ومن ميزته سهولة تثبيت بعض المواد المكتوبة كالحروف ، والكلمات ، أو بعض الرسومات ، أو المجسمات الصغيرة بوساطة قطع مغناطيسية .
7 ـ سبورة الخرائط الصماء : ـ
هي السبورة التي ترسم عليها الخرائط عادة باللون الأحمر الزيتي ، بحيث يمكن الكتابة عليها ثم مسحها دون الخريطة .

شروط استخدام السبورة : ـ
1 ـ ألا يملأ المدرس السبورة بالكتابة ، بل يجب تنسيق الكتابة عليها بخط واضح ، وأن يقسم السبورة حسب ما يدون عليها من معلومات .
2 ـ أن يترك جزءا من الجانب الأيسر للسبورة لكتابة المصطلحات الجديدة ، أو رسم شكل
تخطيطي ، أو ما إلى ذلك .
3 ـ أن يخصص جزءا من الجانب الأيمن لكتابية البيانات المطلوبة عن الصف الذي يشغله بالدرس ، كاليوم ، والتاريخ ، واسم المادة والحضور ، والغياب .
4 ـ يحسن استخدام الأدوات الهندسية في الرسم عليها .
5 ـ أن يحافظ على تنظيمها في نهاية كل حصة ، ويمحو ما كتب عليها بمجرد الاستغناء عنه .
6 ـ الاختصار في الكتابة عليها قدر الإمكان ، حتى لا تتشتت أذهان الطلاب بكثرة ما كتب عليها ، وعدم تنظيمه ، وتداخله مع بعضه البعض .

فوائد ومجالات استخدامها : ـ
1 ـ نسخ مواد غير موجودة في الكتاب المدرسي ، أو كتابة المواد التي تلزم أثناء مناقشة الدرس .
2 ـ ضرورة الكتابة عليها خاصة في المرحلة الابتدائية ، لتجنب إملاء التلاميذ ، ولضمان إملائهم مواد صحيحة خالية من الأخطاء اللغوية .
3 ـ إبراز المواد المهمة ، كالكلمات الجديدة ، أو الصعبة في دروس اللغات ، أو القواعد الإملائية ، أو النحوية ، أو الأفكار الرئيسة في دروس القراءة ، والنصوص الأدبية ، والعناصر الأساس في موضوعات التعبير الشفوي ، والتحريري وغيرها .
4 ـ كتابة أسئلة الاختبارات .
5 ـ حل التمارين لكثير من المواد الدراسية ، كالقواعد ، والعلوم ، والرياضيات ، والكيمياء والفيزياء .
6 ـ يرسم عليها المعلم بعض الخرائط التوضيحية ، والرسوم الهندسية .

ثالثا ـ اللوحة الوبرية ( لوحة الفنيلا ) : ـ
لوحة عادية ذات حجم مناسب ، تصنع من خشب " الأبلكاش " ، أو الكرتون السميك ، وتغطى بقطعة من قماش " الفنيلا " وبرية الوجهين ، وتستعمل معها عناصر توضيحية من صور ، أو رسومات ، أو أحرف ، أو أشكال ، أو أي مادة سطحية خفيفة .
ويراعى في قطعة القماش التي يغطى بها اللوح الخشبي ، أو الكرتون أن تكون قاتمة اللون قليلة الاتساخ ، وأنسب الألوان اللون الرمادي، أو الخضر الغامق . كما ويجب الاهتمام بمساحة اللوحة حتى يكون استعمالها بمواد بمواد ذات قياس معقول يستطيع مشاهدتها جميع تلاميذ الصف ، وانسب قياس لها 100 × 70 سم ، وإلى جانب اللوح والقماش نحتاج إلى دبابيس طبعة ، وخيط أضابير .
أشكال اللوحة الوبرية :
للوحة الوبرية أشكال مختلفة كل منها يستعمل حسب الحاجة إليه ، ومن هذه الأشكال :
اللوحة العادية ، واللوحة على شكل كيس ، واللوحة على شكل إضبارة ، واللوحة على شكل حقيبة .

تجهيز اللوحة الوبرية العادية :
يتم تجهيز اللوحة الوبرية العادية على النحو التالي :
1 ـ نقوم بثقب الأبلكاش ، أو الكرتون السميك من أحد أطرافه الأربعة بغرض تعليقه عند الاستعمال ، ثم نثبت به خيط الأضابير .
2 ـ نبدأ شد قطعة قماش الفنيلا على اللوح ، وتثبيتها من جميع الأطراف بوساطة الدبابيس ، وبذلك تكون اللوحة جاهزة للاستعمال .
والأساس في استعمال اللوحة الوبرية بمختلف أنواعها مبني على التصاق سطحين من الفنيلا حال استعمالها ، وذلك لوجود الوبر على كل منها ، كما يمكن أن يلصق عليها
الزجاج ، والإسفنج .

مجالات استخدام اللوحة الوبرية :
يمكن استخدام اللوحة الوبرية في تعليم ، أو إيضاح كثير من مواد التدريس ، كاللغات ، والاجتماعيات ، والعلوم ، والرياضيات . . . إلخ
ويوصي خبراء الوسائل التعليمية ، والتربويون عند استخدام اللوحة الوبرية بما يلي :
1 ـ استعمال اللوحة لفكرة واحده ، وتجنب ازدحامها بالمعلومات .
2 ـ مراعاة حجم ما يعرض عليها من صور ، ورسومات ، وكلمات ، بحيث يسهل مشاهدتها من قبل كافة تلاميذ الصف .
3 ـ تثبيت اللوحة في مكان جيد الإنارة ن كما ينبغي أن تتناسب ارتفاعا وانخفاضا مع أعمار التلاميذ .
4 ـ إعداد المواد وتصنيفها قبل تثبيتها على اللوحة .
5 ـ حفظ موادها داخل علب كرتون ن أو ملفات حسب موضوعاتها ، حتى يسهل تناولها عند الحاجة .

مزايا اللوحة الوبرية :
1 ـ 1 ـ يمكن تحضير عناصرها مسبقا ن مما يوفر وقت المعلم ، كما يمكن استخدامها مرارا .
2 ـ يتم تحريك البيانات عليها بسهولة ، لتكوين أفكار جديدة ، وليتمكن التلاميذ من التدريب عليها .
3 ـ تساعد في تثبيت المعلومات ، وتنشيط عملية التعلم .
4 ـ تجلب انتباه التلاميذ ، وتشوقهم إلى الدرس .
5 ت لا تزدحم اللوحة بالبيانات جميعها ، طالما يمكن تغيير البيانات ، أو المعلومات بسهولة .

لوحة الجيوب : ـ
تماثل لوحة الجيوب اللوحة الوبرية في استعمالها ، إلا أنها تختلف عنها من حيث إن البطاقات والصور والرسوم لا تثبت عليها بوساطة الالتصاق ، وإنما تنزلق عليها في ممرات أفقيه تشبه الجيوب ، وهذه من أهم ميزاتها ، إذ إنها تتيح للمعلم وضع البيانات ، وترتيبها في سرعة وسهولة ، وحسب الاحتياجات الفعلية للدرس .

طريقة إعدادها : ـ
تعتبر طريقة إعداد لوحة الجيوب من السهولة بمكان ، إذا توافرت المواد التالية : ـ
1 ـ طبق ( فرخ ) ورق برستول مقاس 100 ×70 سم .
2 ـ لوح من الأبلكاش ، أو الكرتون " المقوى " المضغوط نفس المقاس .
3 ـ دبابيس دباسة ، أو دبابيس طبعة .
4 ـ خيط تعليق .
5 ـ شريط عريض من الورق المصمغ .
ويتم إعدادها على الشكل التالي : ـ
1 ـ يقسم المعلم طبق الورق إلى أقسام متوازنة مستخدما القلم الرصاص حسب الترتيب الآتي : ـ
13 سم ، ثم 4 سم على التوالي حتى نهاية الطبق ، ويبقى الجزء العلوي بارتفاع 15 سم .
2 ـ يثني المعلم الورق حسب المقاسات التي سطرها ويثبتها بالدباسة .
3 ـ يثبت الطبق المثنى على لوح الأبلكاش ، أو الكرتون بوساطة دبابيس الطبعة ، أو دبابيس الدباسة .
4 ـ يمكن إحاطة اللوح بشريط من الورق المصمغ حتى يثبَّت طبق الورق تماما على اللوح أو الكرتون .
5 ـ يثقب اللوح ، أو الكرتون مع الطبق من الأعلى لوضع خيط الإضبارة كعلاقة لها .

مجالات استخدامها : ـ
تستخدم لوحة الجيوب عادة في تعليم اللغات ، والحساب ، والقراءة العربية ، لتلاميذ المرحلة الابتدائية ، ولا سيما الصفوف الدنيا ، حيث يستطيع المعلم كتابة كل ما يريده من كلمات ، أو حروف ، أو أرقام ، وكل ما يريد رسمه من صور على بطاقات ذات مقاسات مناسبة لارتفاع الجيوب ، وبحيث تظهر المادة المكتوبة على البطاقة عند وضعها في الجيب . كما يمكن استخدامها في أغراض كثيرة داخل المدرسة ، والمكتبة المدرسية ، وغرف المدرسين ، والإدارة ، وذلك باستعمالها كصندوق بريد ، أو حافظة كتب ، ومجلات ، أو تصنيف بطاقات المكتبة ن وغيرها .

وفيما يلي وصف للبطاقات التي يمكن استعمالها في لوحة الجيوب :
1 ـ بطاقات تحمل صورة تحتها كلمة ن أو جملة ، وتستخدم في تعليم تلاميذ الصف الأول الابتدائي على القراءة .
2 ـ بطاقات تحمل تفسيرا للمفردات الجديدة ، أو الصعبة الواردة في الدرس .
3 ـ بطاقات تحمل سؤلا يجيب عليه التلميذ بعد القراءة الصامتة .
4 ـ بطاقات تحتوي على اختيار إجابات من متعدد .
5 ـ بطاقات تحمل تدريبا لغويا يراد من التلاميذ حله .
6 ـ بطاقات متسلسلة تحتوي على مشاهد من قصة رويت للتلاميذ .
7 ـ بطاقات تحمل أسئلة متسلسلة ، تكوّن إجاباتها قصة كاملة عرفها التلاميذ ، أو استمعوا إليها .
8 ـ بطاقات توظف فيها الأنماط اللغوية الجميلة الواردة في الدرس ضمن جمل ن ومواقف تعبيرية جديدة .
9 ـ بطاقات تعالج قضيا إملائية .
10 ـ بطاقات المطابقة بين : ـ
الكلمة والصورة الدالة عليها .
الجملة والصورة الدالة عليها .
الكلمة ، وعكس معناها " تضادها " .
الكلمة ومرادفها .

صور لنماذج من الوسائل التعليمية














ونكتفي بهذا القدر من استعراض لبعض الوسائل التعليمية ، وسنخص الأنواع الأخرى بدراسة مستقلة إن شاء الله ، والله ولي التوفيق .

تم بحمد الله

إعداد
المشرف والمطور التربوي
الدكتور / مسعد محمد زياد










رد مع اقتباس
قديم 2011-05-16, 17:27   رقم المشاركة : 1064
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

بحث آخر


الوسائل التعليمية
المقدمة
لـم يعد اعتماد أي نظام تعليمي على الوسائل التعليمية درباً من الترف ، بل أصبح ضرورة من الضرورات لضمان نجاح تلك النظم وجزءاً لا يتجزأ في بنية منظومتها 0
ومع أن بداية الاعتماد على الوسائل التعليمية في عمليتي التعليم والتعلم لها جذور تاريخية قديمة ، فإنها ما لبثت أن تطورت تطوراً متلاحقاً كبيراً في الآونة الأخيرة مع ظهور النظم التعليمية الحديثة 0
وقد مرت الوسائل التعليمية بمرحلة طويلة تطورت خلالها من مرحلة إلى أخرى حتى وصلت إلى أرقى مراحلها التي نشهدها اليوم في ظل ارتباطها بنظرية الاتصال الحديثة CommunicationTheory واعــتـــمادهـا على مـدخل النظم Systems Approach.
وسوف يقتصر الحديث على تعريف للوسائل ودورها في تحسين عملية التعليم والتعلم والعوامل التي تؤثر في اختيارها وقواعد اختيارها وأساسيات في استخدام الوسائل التعليمية وعن الأجهزة التعليمية وبعض الإرشادات لمسئول الوسائل التعليمية بالمدرسة.
وقد تدّرج المربون في تسمية الوسائل التعليمية فكان لها أسماء متعددة منها :
وسائل الإيضاح ، الوسائل البصرية ، الوسائل السمعية ، الوسائل المعينة ، الوسائل التعليمية ، وأحدث تسمية لها تكنولوجيا التعليم التي تعني علم تطبيق المعرفة في الأغراض العلمية بطريقة منظمة 0
وهي بمعناها الشامل تضم جميع الطرق والأدوات والأجهزة والتنظيمات المستخدمة في نظام تعليمي بغرض تحقيق أهداف تعليمية محددة .



تصنيف الوسائل التعليمية:
1- سمعية: الراديو، المسجل.
2- مرئية : الشفيفة – الشرائح – الصور .
3- مرئية وسمعية : تلفزيون –أشرطة الفيديو – الحاسب الآلي.
4- ملموسة : الأدوات التعليمية المحسوسة كالمجسمات.
5- واقعية : مثل الرحلات والزيارات الميدانية.
6- ممثلة: تمثيل مواقف معينة.
7- مجردة: الكلمة المكتوبة.
دور الوسائل التعليمية في تحسين عملية التعليم والتعلم :
يمكن للوسائل التعليمية أن تلعب دوراً هاماً في النظام التعليمي . ورغم أن هذا الدور أكثر وضوحاً في المجتمعات التي نشأ فيها هذا العلم ، كما يدل على ذلك النمو المفاهيمي للمجال من جهة ، والمساهمات العديدة لتقنية التعليم في برامج التعليم والتدريب من جهة أخرى.
ويمكن أن نلخص الدور الذي تلعبه الوسائل التعليمية في تحسين عملية التعليم والتعلم بما يلي :
أولاً : إثراء التعليم :
إن الوسائل التعليمية تلعب دوراً جوهرياً في إثراء التعليم من خلال إضافة أبعاد ومؤثرات خاصة وبرامج متميزة. إن هذا الدور للوسائل التعليمية يعيد التأكيد على نتائج الأبحاث حول أهمية الوسائل التعليمية في توسيع خبرات المتعلم وتيسير بناء المفاهيم وتخطي الحدود الجغرافية والطبيعية ولا ريب أن هذا الدور تضاعف حالياً بسبب التطورات التقنية المتلاحقة التي جعلت من البيئة المحيطة بالمدرسة تشكل تحدياً لأساليب التعليم والتعلم المدرسية لما تزخر به هذه البيئة من وسائل اتصال متنوعة تعرض الرسائل بأساليب مثيرة ومشرقة وجذابة .


ثانياً : اقتصادية التعليم :
ويقصد بذلك جعل عملية التعليم اقتصادية بدرجة أكبر من خلال زيادة نسبة التعلم إلى تكلفته . فالهدف الرئيس للوسائل التعليمية تحقيق أهداف تعلم قابلة للقياس بمستوى فعال من حيث التكلفة في الوقت والجهد والمصادر .
ثالثاً : تساعد الوسائل التعليمية على استثارة اهتمام التلميذ وإشباع حاجته للتعلم.
يأخذ الطالب من خلال استخدام الوسائل التعليمية المختلفة بعض الخبرات التي تثير اهتمامه وتحقق أهدافه.وكلما كانت الخبرات التعليمية التي يمر بها المتعلم أقرب إلى الواقعية أصبح لها معنى ملموساً وثيق الصلة بالأهداف التي يسعى الطالب إلى تحقيقها والرغبات التي يتوق إلى إشباعها 0
رابعاً : تساعد على زيادة خبرة التلميذ مما يجعله أكثر استعداداً للتعلم .
هذا الاستعداد الذي إذا وصل إليه التلميذ يكون تعلمه في أفضل صورة 0ومثال على ذلك مشاهدة فيلم فيديو حول بعض الموضوعات الدراسية تهيئ الخبرات اللازمة للطالب وتجعله أكثر استعداداً للتعلم 0
خامساً : تساعد الوسائل التعليمية على اشتراك جميع حواس المتعلم 000
إنّ اشتراك جميع الحواس في عمليات التعليم يؤدي إلى ترسيخ وتعميق هذا التعلّم والوسائل التعليمية تساعد على اشتراك جميع حواس المتعلّم ، وهي بذلك تساعد على إيجاد علاقات راسخة وطيدة بين ما تعلمه الطالب ، ويترتب على ذلك بقاء أثر التعلم 0
سادساً : تساعد الوسائل التعليمية عـلى تـحاشي الوقوع في اللفظية 000
والمقصود باللفظية استعمال المعلم ألفاظا ليست لها عند الطالب الدلالة التي لها عند المعلم ولا يحاول توضيح هذه الألفاظ المجردة بوسائل مادية محسوسة تساعد على تكوين صور مرئية لها في ذهن الطالب ، ولكن إذا تنوعت هذه الوسائل فإن اللفظ يكتسب أبعاداً من المعنى تقترب به من الحقيقة، الأمر الذي يساعد على زيادة التقارب والتطابق بين معاني الألفاظ في ذهن كل من المعلم و الطالب .



سابعاً : يؤدي تـنويع الوسائل التعليمية إلى تكوين مفاهيم سليمة ...
ثامناً : تساعد في زيادة مشاركة الطالب الإيجابية في اكتساب الخبرة 000
تنمي الوسائل التعليمية قدرة الطالب على التأمل ودقة الملاحظة واتباع التفكير العلمي للوصول إلى حل المشكلات . وهذا الأسلوب يؤدي بالضرورة إلى تحسين نوعية التعلم ورفع الأداء عند الطلاب.
تاسعاً : تساعد في تنويع أساليب التعزيز التي تؤدي إلى تثبيت الاستجابات الصحيحة .
عاشراً : تساعد على تنويع أساليب التعليم لمواجهة الفروق الفردية بين المتعلمين 0
الحادي عشر : تؤدي إلى ترتيب واستمرار الأفكار التي يكونها الطالب 0
الثاني عشر : تـؤدي إلـى تعـديل الــسـلوك وتـكـويــــن الاتـجـاهـات الجديدة0
* قواعد اختيار واستخدام الوسائل التعليمية ...
1- التأكيد على اختيار الوسائل وفق أسلوب النظم 0
أي أن تخضع الوسائل التعليمية لاختيار وإنتاج المواد التعليمية ، وتشغل الأجهزة التعليمية واستخدامها ضمن نظام تعليمي متكامل ، وهذا يعني أن الوسائل التعليمية لم يعد ينظر إليها على أنها أدوات للتدريس يمكن استخدامها في بعض الأوقات ، والاستغناء عنها في أوقات أخرى ، فالنظرة الحديثة للوسائل التعليمية ضمن العملية التعليمية ، تقوم على أساس تصميم وتنفيذ جميع جوانب عملية التعليم والتعلم ، وتضع الوسائل التعليمية كعنصر من عناصر النظام ، وهذا يعني أن اختيار الوسائل التعليمية يسير وفق نظام تعليمي متكامل ، ألا وهو أسلوب النظم الذي يقوم على أربع عمليات أساسية بحيث يضمن اختيار هذه الوسائل وتصميمها واستخدامها لتحقيق أهداف محددة.

2- قواعد قبل استخدام الوسيلة..
أ - تحديد الوسيلة المناسبة.
ب- التأكد من توافرها .
ج- التأكد من إمكانية الحصول عليها.
د- تجهيز متطلبات تشغيل الوسيلة.
و- تهيئة مكان عرض الوسيلة.
3- قواعد عند استخدام الوسيلة..
أ- التمهيد لاستخدام الوسيلة .
ب- استخدام الوسيلة في التوقيت المناسب .
ج- عرض الوسيلة في المكان المناسب .
د- عرض الوسيلة بأسلوب شيق ومثير .
هـ- التأكد من رؤية جميع الطلاب للوسيلة خلال عرضها .
و- التأكد من تفاعل جميع الطلاب مع الوسيلة خلال عرضها .
ز- إتاحة الفرصة لمشاركة بعض الطلاب في استخدام الوسيلة .
ح- عدم التطويل في عرض الوسيلة تجنباً للملل .
ط- عدم الإيجاز المخل في عرض الوسيلة .
ي- عدم ازدحام الدرس بعدد كبير من الوسائل .
ك- عدم إبقاء الوسيلة أمام التلاميذ بعد استخدامها تجنبا لانصرافهم عن متابعة المعلم .
ل- الإجابة عن أية استفسارات ضرورية للمتعلم حول الوسيلة .



4- قواعد بعد الانتهاء من استخدام الوسيلة ...
أ- تقويم الوسيلة : للتعرف على فعاليتها أو عدم فعاليتها في تحقيق الهدف منها ، ومدى تفاعل الطلاب معها ، ومدى الحاجة لاستخدامها أو عدم استخدامها مرة أخرى .
ب- صيانة الوسيلة : أي إصلاح ما قد يحدث لها من أعطال ، واستبدال ماقد يتلف منها ، وإعادة تنظيفها وتنسيقها ، كي تكون جاهزة للاستخدام مرة أخرى .
ج- حفظ الوسيلة : أي تخزينها في مكان مناسب يحافظ عليها لحين طلبها أو استخدامها في مرات قادمة.
* أساسيات في استخدام الوسائل التعليمية ...
1- تحديد الأهداف التعليمية التي تحققها الوسيلة بدقة ..
وهذا يتطلب معرفة جيدة بطريقة صياغة الأهداف بشكل دقيق قابل للقياس ومعرفة أيضاً بمستويات الأهداف : العقلي ، الحركي ، الانفعالي … الخ .
وقدرة المستخدم على تحديد هذه الأهداف يساعده على الاختيار السليم للوسيلة التي تحقق هذا الهدف أو ذاك .
2- معرفة خصائص الفئة المستهدفة ومراعاتها ..
ونقصد بالفئة المستهدفة الطلاب ، والمستخدم للوسائل التعليمية عليه أن يكون عارفاً للمستوى العمري والذكائي والمعرفي وحاجات المتعلمين حتى يضمن الاستخدام الفعّال للوسيلة 0
3- معرفة بالمنهج المدرسي ومدى ارتباط هذه الوسيلة وتكاملها من المنهج ..
مفهوم المنهج الحديث لا يعني المادة أو المحتوى في الكتاب المدرسي بل تشمل : الأهداف والمحتوى ، طريقة التدريس والتقويم ، ومعنى ذلك أن المستخدم للوسيلة التعليمية عليه الإلمام الجيّد بالأهداف ومحتوى المادة الدراسية وطريقة التدريس وطريقة التقويم حتى يتسنى له الأنسب والأفضل للوسيلة فقد يتطلب الأمر استخدام وسيلة جماهيرية أو وسيلة فردية .


4- تجربة الوسيلة قبل استخدامها ..
والمعلم المستخدم هو المعني بتجريب الوسيلة قبل الاستخدام وهذا يساعده على اتخاذ القرار المناسب بشأن استخدام وتحديد الوقت المناسب لعرضها وكذلك المكان المناسب ، كما أنه يحفظ نفسه من مفاجآت غير سارة قد تحدث كأن يعرض فيلماً غير الفيلم المطلوب أو أن يكون جهاز العرض غير صالح للعمل ، أو أن يكون وصف الوسيلة في الدليل غير مطابق لمحتواها ذلك مما يسبب إحراجاً للمعلم وفوضى بين الطلاب.
5- تهيئة أذهان الطلاب لاستقبال محتوى الرسالة ..
ومن الأساليب المستخدمة في تهيئة أذهان الطلاب :
• توجيه مجموعة من الأسئلة إلى الطلاب تحثهم على متابعة الوسيلة .
• تلخيص لمحتوى الوسيلة مع التنبيه إلى نقاط هامة لم يتعرض لها التلخيص .
• تحديد مشكلة معينة تساعد الوسيلة على حلّها .
6- تهيئة الجو المناسب لاستخدام الوسيلة :
ويشمل ذلك جميع الظروف الطبيعية للمكان الذي ستستخدم فيه الوسيلة مثل : الإضاءة ، التهوية ، توفير الأجهزة ، الاستخدام في الوقت المناسب من الدرس 0فإذا لم ينجح المستخدم للوسيلة في تهيئة الجو المناسب فإن من المؤكد الإخفاق في الحصول على النتائج المرغوب فيها .
7- تقويم الوسيلة 00
ويتضمن التقويم النتائج التي ترتبت على استخدام الوسيلة مع الأهداف التي أعدت من أجلها 0ويكون التقويم عادة بأداة لقياس تحصيل الطلاب بعد استخدام الوسيلة ، أو معرفة اتجاهات الطلاب وميولهم ومهاراتهم ومدى قدرة الوسيلة على خلق جو للعملية التربوية 0وعند التقويم على المعّلم أن يذكر فيها عنوان الوسيلة ونوعها ومصادرها والوقت الذي استغرقته وملخصاً لما احتوته من مادة تعليمية ورأيه في مدى مناسبتها للطلاب والمنهاج وتحقيق الأهداف … الخ 0
8- متابعة الوسيلة 00
والمتابعة تتضمن ألوان النشاط التي يمكن أن يمارسها المعلم بعد استخدام الوسيلة لإحداث مزيد من التفاعل بين الطلاب.


• (أجهزة الوسائل التعليمية)

نظرًا لأهمية أجهزة الوسائل التعليمية لما تقدمه لأبنائنا الطلاب في جميع مراحلهم التعليمية من معلومات قيمة ومفيدة وتنمي فيهم روح التخيل والإبداع وترسيخ المعلومات على اختلاف أنواعها عن طريق الصورة الثابتة والمتحركة والأشكال والرسومات و الأصوات خصوصاً وأننا أصبحنا في عصر التقدم التكنولوجي والعلمي الذي ليس له حدود في جميع المجالات وهذا مما دفع الدولة ممثلةً في وزارة التربية والتعليم إلى أن لا تدخر جهداً في سبيل توفير هذه الأجهزة على اختلاف أنواعها وأشكالها لجميع مراحل التعليم وعلى جميع المناطق التعليمية بالسلطنة 0
من أجل هذا حرصنا على أن يكون هناك إرشادات موضحة بأسلوب سهل وميسر تساعد مستخدم أجهزة الوسائل التعليمية 0

الأسس الفنية عند استخدام الأجهزة التعليمية :

1- جميع الأجهزة تعمل بالكهرباء .
2- جميع الأجهزة مع اختلاف أنواعها دقيقة التركيب وتحتاج من المستخدم إلى عناية فائقة ولطف ومهارة فنية.
3- عند استخدام أي جهاز تعليمي لابد من وضعه على حامل مناسب ليسهل تحريكه ونقله من مكان إلى آخر ووضعه في المكان المناسب في الصف.
4- قبل وضع المادة التعليمية على أي جهاز يجب التأكد من نظافته أولاً قبل كل شيئ.
5- يتم تنظيف الأجهزة باستخدام فرشاة سميكة ناعمة وعند استخدام القماش في التنظيف تأكد من أن القماش من النوع المتماسك ، أما العدسات فلها أوراق خاصة تستخدم في تنظيفها.






6- أوصل كيبل الجهاز في فتحة التيار الكهربائي بعد التأكد من أن جميع مفاتيح الجهاز مغلقة .
7- إذا تم تشغيل الجهاز تأكد من أن حركته طبيعية وأن مصدري الصوت والإضاءة يعملان بشكل صحيح وأن الجهاز مثبت بشكل جيد ومكان بعيد عن الصدمات وأن بعده عن الشاشة مناسب لوضع الطلاب .
8- بعد الإنتهاء من استخدام أي جهاز يجب إعادته إلى وضعه الأصلي قبل الاستخدام ثم وضع ما يرافقه من وصلات وملحقات في مكان تخزينه وإعادة المادة العلمية التي استخدمت مع الجهاز إلى مكانها .
















أجهزة الوسائل التعليمية:*
1- المسجل:

المسجل يعتبر من الوسائل التعليمية البسيطة الاستعمال في العملية التعليمية كما أنه سهل التشغيل والصيانة .. كما يتمكن الطالب من إيقافه وإعادة استخدامه أكثر من مرة والقيام بعمليات التسجيل كما يمكن الطالب من الاستماع إلى صوته أو المعلم مرات ومرات.كما يمكن للمسجل إثراء الجانب السمعي لدى الطلاب عن طريق استماعهم للأشرطة التعليمية.
حفظ الجهاز:
المحاولة قدر الإمكان إبعاد الجهاز عن أماكن الرطوبة والأتربة .

الصيانة:
التأكد أولا أن الجهاز يشتغل على الفولتية الصحيحة ((240v. تنظيف الجهاز بين الفترة والأخرى وخاصة الرأس (Head) وذلك بقطعة قطن نظيفة لظمان نقاء الصوت.




2- جهاز التلفزيون:
أصبح التلفزيون منذ نشأته من أكثر وسائل الاتصال فاعلية في تثقيف الجماهير والتأثير في سلوكها على اختلاف أعمارهم ومستوياتهم التعليمية سواء داخل المؤسسات التعليمية أو خارجها .يعتبر التلفزيون أحد المؤسسات الثقافية الهامة في المجتمع التي كان لها أثر كبير على تعديل السلوك ويرى البعض أنه أهم وسائل الاتصال الجماهيرية تأثيرا على الثقافة والإنسانية بوجه عام . ومنذ ظهور التلفزيون ظهر دوره واضحاً كوسيلة تعليمية وتثقيفية فعالة وذلك ما أثبتته نتائج البحوث والدراسات التي أجريت على هذا المجال.
منذ ظهور التلفزيون واستجابة المربين له على اعتبار أنه قوة تعليمية تختلف من جماعة إلى أخرى ، فالبعض يشعر بعدم المبالاة نحوه ، والبعض الآخر يتشكك في قيمته التعليمية وفي إمكانية استخدامه على نطاق واسع في المدارس ، بينما ينظر إليه البعض الآخر على أنه مجرد وسيلة للإعلام يغلب عليها نواحي التسلية والترويج إلا أن النتائج والأبحاث والدراسات التجريبية وخبرات المعلمين تؤكد الفوائد لمثل هذه الوسائل في عمليات التعليم والتعلم . ومن ثم أقبلت المدارس على استخدامها داخل حجرات الدراسة.
حفظ الجهاز:
يحفظ الجهاز في مكن جاف وجيد التهوية حتى لا يتعرض للرطوبة التي تعتبر من أكبر المشاكل التي تصيب التلفزيون وتتسبب بتلفه.عدم وضع أكواب الماء أو أي سوائل فوق الجهاز حتى لا تتسرب عند تحريك الجهاز إلى الدوائر الكهربائية الموجودة بالجهاز.
الصيانة:
نذكر بأنه يجب التعامل مع الجهاز بحذر وعدم فكه. ينظف الجهاز من الغبار من الخارج.ترك فترة زمنية تتراوح ما بين دقيقتين إلى ثلاث دقائق لتشغيل الجهاز مرة أخرى.
3- جهاز العرض العلوي: ( Over Head Projector ) :

هو من أبسط وسائل الاتصال البصري وأكثرها استعمالا في المؤسسات التعليمية حيث تعرض المادة العلمية ضوئيا على الشاشة و يستخدم في جميع المواد الدراسية والشفافيات الجاهزة المعدة من قبل مختصين.
مميزات استخدام جهاز عرض الشفافيات وفوائده:-
1- يمكن استعماله في ضوء الغرفة العادي.
2- يسمح للمعلم أن يكون وجها لوجه أمام طلبته.
3- إمكانية القيام بسهوله بتحضير الشفافيات مع استخدام الألوان لتوضيح الأمور المهمة.
4- يعطي وجوده أو أي وسيلة أخرى مساعدة نوعا من التغيير في طبيعة عرض المعلومات مما يثير الدافعية والاهتمام.
الصيانة :
التأكد من أن اللمبات صالحة أولا حيث أن هذه المشكلة هي الغالبة على هذا الجهاز. تنظيف الجهاز من الأتربة لضمان وضوح العرض. عدم إمساك الجهاز من الحامل مما قد يعرض الحامل للكسر.التأكد من تطابق اللمبات من حيث الفولت و الوات عند تغيير لمبة البروجكتر.




4- جهاز العرض الإلكتروني (فيديو بروجكتر):


يعتبر جهاز العرض الإلكتروني من الأجهزة الحديثة التي ظهرت حديثاً ويعمل هذا الجهاز بالإلكترونات حيث يتم توصيله بالكمبيوتر أو التلفاز ليعرض المحتوى على شاشة العرض وهو يتوفر الآن في كثير من المدارس. وهذا الجهاز صغير الحجم مما سهل من عملية استخدامه في كثير من مجال العرض .

حفظ الجهاز :
يجب تنظيف الجهاز من الأتربة وحفظه في الحقيبة الخاصة به بعد ألانتهاء من الاستخدام.






5-جهاز الفلكس كام ( الفلكس فيجن):



وهو جهاز متنقل يقوم بنقل متميزة واضحة المعالم (متحركة) إلى الشاشة في أي وقت بطريقة سهلة وبسيطة. وهو يغني عن استخدام ثلاثة أجهزة ( جهاز عرض الشرائح – جهاز عرض الصور المعتمة – جهاز عرض الشفافيات ) ويمكن ربط الجهاز إلى (تلفاز - فيديو بروجكتر........)
حفظ الجهاز :
لا تقوم بلي عنق الجهاز بشكل حاد و يجب تنظيف الجهاز من الأتربة وحفظه في الحقيبة الخاصة به بعد ألانتهاء من الاستخدام.





6- جهاز الفيديو :

الفيديو وسيلة من الوسائل التكنولوجية الحديثة المستخدمة في مجال الاتصال قام بقفزة نوعية كبيرة في سلسلة التطور والتقدم التكنولوجي التواصلي.فبعض من الوسائل يقتصر على عرض المثيرات أو تسجيل الاستجابات أما الفيديو فيجمع بين المثيرات وتسجيل وإعطاء التغذية الراجعة وهذا ما جعل من هذه التقنية وسيلة تعليمية لها مكانتها المتميزة في العملية التربوية.ويتمتع الفيديو كوسيلة اتصال وتعلم سمعية بصرية بمزايا تجعل منه ثورة حقيقية في عالم الاتصالات والمعلوماتية ونذكر منها :
• يعرض برنامج الفيديو مثيرات متنوعة في طبيعتها وذلك في آن واحد
• حرية المعلمين والمتعلمين باختيار مكان عرض برنامج الفيديو في العملية التعليمية وزمانه .
• إمكان تطبيق طرائق متعددة من طرائق التعليم من خلال الفيديو كالمحاضرات والندوات وعمل التجارب.
• إمكان تخزين عدد كبير من الشرائح والشفافيات والصور والخرائط على فيديو كاسيت واحد.
• يمكن ربط الفيديو بالعديد من الأجهزة التعليمية الأخرى.
الصيانة :

التعامل مع الجهاز بتأني من ناحية التشغيل حيث أن بعض الأنواع تحتاج إلى وقت لإدخال الشريط ,وعدم الضغط على الأزرار بقوة مما يسبب تلفها فينصح باستعمال الريموت لتشغيل الجهاز.التأكد من صلاحية الشريط فقد تتسبب بعض الأشرطة بسبب رداءتها إلى تلف الفيديو.






7- جهاز عرض الأفلام الثابتة والشرائح ( السلايدات):

يعتبر جهاز عرض الأفلام الثابتة والشرائح من الأجهزة العلمية التي شاع استعمالها أخيراً في المجال التربوي لسهولة تشغيلها من ناحية وسهولة إنتاج البرامج الخاصة بها من ناحية أخرى – والتي يمكن للمعلم إنتاجها بنفسه إذا ما توفرت لديه الإمكانيات بالإضافة إلى سهولة نقل واستخدام الجهاز داخل الفصل الدراسي مع ما يحققه استخدام مثل هذا الجهاز من شد انتباه الطلاب للمادة المقدمة عليه.
وجهاز عرض الأفلام الثابتة والشرائح مجهز لعرض الصور الشفافة التي يمكن للضوء اختراقها فتظهر الصور مكبرة على الشاشة أو على الحائط وهو من أجهزة العرض المباشر .
الصيانة:
القيام بتنظيف حامل الشرائح من المواد التي تفرزها الشرائح وقاعدة الجهاز.




8- جهاز عرض الصور المعتمة ( الفانوس السحري ) :

هو من الأجهزة الحديثة المخصصة لعرض الصور المعتمة عن طريق المرآة العاكسة وهو جهاز واسع الانتشار في كثير من المدارس ويعود ذلك إلى سهولة استعماله وما يؤديه من خدمات للمعلم والطالب في تكبير الرسومات والخرائط والصور المعتمة أو في عرضها على الطلاب بمساحات كبيرة تسهل مشاهدتها من الجميع بشكل واضح كما يستخدم أيضاً في عرض بعض الأجسام محدودة التجسيم كالعملات المعدنية وأجزاء من النباتات والنسيج.

الصيانة :
ينصح بعدم لمس اللمبة إلا في حالة تغييرها. تنظيف الشاشة الزجاجية والعدسة ليسهل رؤية المادة المعروضة بوضوح.






9- الكاميرا الرقمية:

تعتبر الكاميرا الرقمية من وحدات الإدخال الفوري إلى الحاسب الآلي وهى أسهل من الماسحة الضوئية وقد زودت بكثير من الخصائص الحديثة المتطورة والتي يمكن أخد صوره من أي موقع بصورة فورية ويتم تخزينها في الكاميرا.
ويمكن استخدام الكاميرا الرقمية في إنتاج الوسائل التعليمية :
1- الشفافيات.
2- الشرائح الشفافة ( سلايدات).
3- لوحات ورقية وكرتونية.

10- الحاسب الآلي:

هو عبارة عن جهاز الكتروني يعمل طبقا لتعليمات محددة ويمكن استقبال البيانات وتخزينها والقيام بمعالجتها بدون تدخل الإنسان ثم استخراج النتائج المطلوبة .
استخدام الحاسب الآلي كوسيلة تعليمية:
1- في عملية تدريس المواد : أصبح من الضروري استخدام الحاسب الآلي في تدريس المواد وذلك لعدة أسباب.
• التحديث في عملية التعليم.
• أهمية التعليم الذاتي.
• تنوع طرق التعليم عن طريق الكمبيوتر.
• جودة أسلوب عرض البرامج التعليمية.
• وجود برامج تعليمية لمختلف المواد الدراسية التعليمية بكميات كبيرة.


2- في جميع المراحل التعليمية : إن الكمبيوتر يصلح لجميع مراحل التعليم التي يمر بها الإنسان وتبدأ من مرحلة الحضانة وحتى ما بعد الجامعة فلكل مرحلة برامج تعليمية تتناسب معها.
3- في إنتاج الوسائل التعليمية :
• عمل شفافيات العرض المستخدمة في جهاز العرض الرأسي.
• إنتاج الخرائط والمصورات عن طريق الماسحة الضوئية.
• إنتاج بطاقات الحروف والجمل المراد تعليمها للطالب.
• يستخدم في عملية تعليم وتحفيظ القراّن الكريم .... وغيرها
* إرشادات توضيحية حول الوسائل التعليمية الموجودة بالمدارس.
1- تحديد مسئول أو مسئولة عن الوسائل والبرامج التعليمية بالمدرسة لمن يراه المدير مناسبا وإسناد عهدة الوسائل له ويكون مسئولا عن مراجعة قسم تقنيات التعليم في حالة طلب وسائل للمدرسة.وفي مدارس التعليم الأساسي يكون المعلم الأول لكل مجال مسئول عن وسائله.
2- تخصيص مكان مناسب يليق بحفظ الوسائل التعليمية بالمدرسة.
3- عند استلام وسائل جديدة من شعبة الوسائل والبرامج التعليمية يرجى توقيع جميع المعلمين والمعلمات بالمدرسة بالعلم بوجود هذه الوسائل.
4- يجب استخدام أجهزة الوسائل المتوفرة بالمدرسة مع إخطار قسم تقنيات التعليم في حالة وجود عطل بأحد الأجهزة.
5- يجب أن يكون هناك سجل خاص للوسائل التعليمية ( سجل العهدة ) يسجل فيه كافة الوسائل والأجهزة التعليمية الموجودة بالمدرسة كل مادة على حدة.
6- يجب أن يكون هناك سجل يتابع سير حركة الوسائل والأجهزة التعليمية بالمدرسة ( سجل التداول ) .


7- يجب علي مسئول الوسائل تكوين جماعة للوسائل والبرامج التعليمية من الطلاب مثل أي جماعة من جماعات النشاط بالمدرسة.
8- يجب تشكيل لجنة للوسائل والبرامج التعليمية بالمدرسة مكونة من ( مدير المدرسة - مسئول الوسائل التعليمية - معلم من كل مادة - طلاب جماعة الوسائل والبرامج التعليمية ).
9- لابد من خلق روح المنافسة بين المعلمين والمعلمات بالمدرسة في إنتاج الوسائل التعليمية من خامات ونفايات البيئة المحيطة بالمدرسة. وقبل استخدامها في الصف يمكن عرضها على عضو الوسائل التعليمية بالمديرية ومشرف المادة عند زيارتهما للمدرسة.
دور مسئول الوسائل التعليمية والمعلم الأول في تحسين وتطوير أسلوب استخدام الوسائل التعليمية بالمدرسة:
على مسئول الوسائل التعليمية والمعلم الأول أن يراعي النقاط التالية:
1- حصر أعداد وأنواع الوسائل التعليمية المتاحة في مدرسته للإفادة منها .
2- التعرف على البيئة المحلية ومصادرها المختلفة ومدى إمكانية استغلالها في عمل الوسائل التعليمية فمثلا: (زيارة مكتبة المدرسة للتعرف على ما فيها من كتب ومراجع - زيارة مرافق الأنشطة المدرسية).
3- حصر ما تحتاجه من وسائل تعليمية وتحديد مصادر الحصول عليها.
4- زيارة المعارض الفنية والمؤسسات التربوية والاطلاع على الكتب والمجلات والدوريات المتخصصة للتعرف على أنواع الوسائل التعليمية.
5- التعرف على الوسائل التعليمية المتاحة في قسم تقنيات التعليم (شعبة الوسائل والبرامج التعليمية) ومعرفة ما تحتاجه منها.
6- معرفة طبيعة وخصائص وطرق استخدام التقنيات التربوية.
7- تعريف المعلمين الجدد بالوسائل التعليمية المتاحة في المدرسة .
8- عمل لقاءات دورية مع المعلمين لشرح كيفية استخدام بعض الوسائل التعليمية لتحديد الاستفادة القصوى منها .



9- العمل على تقوية الاتجاهات الإبداعية و الابتكارية لدى المعلمين بتشجيعهم على تصميم نماذج مستحدثة من التقنيات التربوية وتطوير استخدام الأنواع التقليدية منها باستحداث وظائف تعليمية جديدة.

تنويه:
- السبورة والكتاب المدرسي من أهم الوسائل التي لا غنى للعلم عنها إضافة إلى ما يستخدمه من وسائل أخرى لذا يجب أن يحسن توظيفهما في درسه.
- في حال مشاركة الطلاب في إعداد الوسائل التعليمية على المعلم أن يراعي ما يلي:
1- عدم تكليف الطلاب بعمل وسائل تعليمية لدى مكاتب إعداد الوسائل حتى لا تفقد الهدف منها.
2- أن تكون الوسائل من عمل الطلاب بأيديهم وتحت إشراف معلمهم .










وزارة التربية والتعليم ( نموذج سجل العهد)
المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة ظفار
دائرة الإشراف التربوي ( قسم تقنيات التعليم )
(شعبة الوسائل والبرامج التعليمية)
(سجل عهدة الوسائل التعليمية بمدرسة ...........................)
م اسم الوسيلة الوحدة الكمية تاريخ الصرف جهة الصرف الرصيد بعد الصرف ملاحظة

























وزارة التربية والتعليم ( نموذج سجل التداول)
المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة ظفار
دائرة الإشراف التربوي ( قسم تقنيات التعليم )
(شعبة الوسائل والبرامج التعليمية)
(سجل تداول الوسائل التعليمية بمدرسة )
اسم الوسيلة نوع الوسيلة المادة الدراسية اسم المستعير تاريخ الإعارة تاريخ الإعادة التوقيع























وزارة التربية والتعليم ( نموذج لسجل اجتماعات لجنة الوسائل التعليمية )
المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة ظفار
دائرة الإشراف التربوي ( قسم تقنيات التعليم )
(شعبة الوسائل والبرامج التعليمية)
(بسم الله الرحمن الرحيم)
• الزمان : .............................................
• المكان :.............................................
• التاريخ :.............................................
• جدول الأعمال :
1-.............................................
2 - .............................................
3-.............................................
ما يستجد من أعمال ,,,,,,,,
متابعة ما تم الاتفاق عليه بمحضر الاجتماع السابق
(محضر الاجتماع)
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ...........
الاسم الوظيفة التوقيع
1-................ .............. .............
يعتمد مدير المدرسة





* الجرد السنوي للوسائل التعليمية0
يتم تشكيل لجنة جرد من المعلمين الأوائل بالمدرسة أو معلم من كل مادة من معلمي المدرسة على أن يكون مسئول الوسائل بالمدرسة رئيسا لهذه اللجنة ويكون مدير المدرسة مشرفاَ عاماَ على هذه اللجنة ، ويراعى عند إجراء عملية الجرد التعليمات الآتية :-
1- أن يكون جرد كل مادة دراسية أو مجال علي حدة0
2- أن تكون أجهزة الوسائل في كشف منفصل 0
3- يراعى الدقه التامة في عملية الجرد مع إضافة الأصناف التي صرفت هذا العام0
4- يتم عمل كشوف الجرد من أصل وصورة موقعة ومختومة بختم المدرسة0
5- يتم ترشيح مسئول الوسائل بالمدرسة لمراجعة جرد الوسائل مع لجان جرد الوسائل والبرامج والأجهزة التعليمية التابعة للمديرية.
6- تخزين الوسائل التعليمية أو حفظها في مكان مناسب يقيها من الغبار والرطوبة و التلف.
7- يتم حفظ الأجهزة في حقائبها أو تغطيتها بقماش أو بلاستيك ووضع الوسائل التعليمية في صناديق (كراتين) وحفظها في مكان آمن وجاف.
8- يتم إغلاق جميع الغرف والمخازن التي بها الوسائل والأجهزة التعليمية وتسليم المفاتيح إلى مدير المدرسة بعد المراجعة والتحقق من وجودها.





وزارة التربية والتعليم ( نموذج استمارة جرد الوسائل)
المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة ظفار
دائرة الإشراف التربوي (قسم تقنيات التعليم)
(شعبة الوسائل والبرامج التعليمية)
استمارة جرد الوسائل التعليمية للعام الدراسي ____________________0
اسم المدرسة:_____________________ جرد مادة :ـــــــــــــ.
م اسم الوسيلة الوحدة الكمية ملاحظات












مسئول العهدة: مدير المدرسة:
التوقيع: التوقيع:
(ختم المدرسة)


وزارة التربية والتعليم ( نموذج استمارة جرد الأجهزة)
المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة ظفار
دائرة الأشراف التربوي (قسم تقنيات التعليم
(شعبة الوسائل والبرامج التعليمية)

استمارة جرد للعام الدراسي ____________________0
اسم المدرسة:___________________________ جرد أجهزة الوسائل التعليمية
م اسم الجهاز العدد حالة الجهاز ملاحظات













مسئول العهدة: مدير المدرسة:
التوقيع : التوقيع :
(ختم المدرسة)


* شعبة الوسائل والبرامج التعليمية.
شعبة الوسائل والبرامج التعليمية هي جزء من قسم تقنيات التعليم وتقوم بأعمال إدارية وفنية كثيرة سوف نوجزها في النقاط التالية:

أ- الأعمال الإدارية:
• متابعة الوسائل والبرامج والأجهزة التعليمية في مدارس المحافظة من خلال الزيارات الإشرافية للأعضاء الفنيين بالشعبة.
• استلام الوسائل والحقائب والنماذج التعليمية من الوزارة وتصنيفها وتوزيعها على المدارس.
• تجهيز كشوفات وقوائم الوسائل والبرامج التعليمية وتوزيعها على المدارس.
• تصنيف أشرطة الكاسيت وشرائح السلايدات وأشرطة CD وتوزيعها على المدارس.
• استقبال طلبات المدارس للوسائل والبرامج التعليمية.
• توفير بعض الوسائل التعليمية للمدارس بشرائها من معرض الكتاب الدولي بمسقط.
• عمل مشاغل تدريبية بقسم خدمات التدريب للمعلمين الجدد ومسئولي الوسائل بالمدارس مع بداية كل عام دراسي.
• عمل مشاغل تدريبية مصغرة في مجال الوسائل والبرامج التعليمية بالمدارس عندما يطلب من الأعضاء الفنيين ذلك من قبل إدارة المدرسة.
• تقييم مسابقة الوسائل والبرامج التعليمية.
• الجرد السنوي للوسائل والبرامج والأجهزة التعليمية الموجودة في المدارس اّخر كل عام دراسي.

ب- أعمال الصيانة:
• تقوم الشعبة بصيانة الأجهزة التعليمية وهي ( جهاز البروجكتر – جهاز عرض الصور المعتمة – جهاز عرض الشرائح – جهاز التلفزيون – جهاز الفيديو – المسجل) من حيث الأعطال الفنية والكهربائية وتبديل اللمبات والفيوزات وذلك لجميع المدارس أما الأعطال التي بسبب سوء الاستخدام مثل كسر ذراع جهاز البروجكتر أو كسر عدسة أحد الأجهزة أو تسرب بعض السوائل إلى الدوائر الكهربائية للجهاز فتتحمل المدرسة الأعباء المالية لصيانة الجهاز من حيث قطع الغيار أو تغيير الجهاز إن كان غير قابل للتصليح.

• تقوم الشعبة بصيانة الوسائل التعليمية مثل الخرائط والمصورات التي بها بعض التمزق أو تحتاج إلى تغيير الحوامل والخشب والبلاستيك.



ج- الإنتاج:

• إنتاج نماذج تعليمية ( خشبية – بلاستكية ) لمدارس التعليم الأساسي الحلقة الأولى والثانية.
• إنتاج سبورات رسم بياني التي تستخدم بالتباشير وأقلام السبورة.
• تجليد المصورات بالاستيكر وعمل سدابات خشب وخيوط للتعليقها في الصف.
• تغيير الوسائل التعليمية التي تلفت وتحتاج إلى تغييرها بوسائل جديدة .
• نسخ أشرطة الفيديو التي ترد من الوزارة النسخ الأصلية لها وتوزيعها على المدارس.
• نسخ الشفافيات التي ترد من الوزارة وتوزيعها على المدارس.
• إنتاج برامج تعليمية بالتعاون مع المدارس.
















الخاتمة:
الوسائل التعليمية أصبحت ركنا أساسيا من أركان العملية التربوية لذا أصبح من المستحيل الاستغناء عنها في المواقف التدريسية حتى يتمكن الطالب من الاستيعاب والتحصيل بأقل جهد ممكن.ولقد أثبتت الدراسات التربوية أنه كلما أحسن اختيار التقنيات التربوية واستخدمت بطريقة علمية سليمة أدى ذلك إلى تطوير العملية التربوية بشكل إيجابي.
ندعو الله العلي القدير أن يكون في هذا العمل الفائدة المرجوة ونجد فيه ما يعيننا ويساعدنا في التعامل مع هذه الوسائل و الأجهزة التعليمية حتى تكون عوناً لنا ولأبنائنا الطلاب الذين هم عماد المستقبل0
وفقنا الله وإياكم لمـا فيه الخير والصواب 0

المصادر:
1- الأستاذ/ إبراهيم العبيد ( الوسائل التعليمية – تقنيات التعليم) مرجع في الانترنت
2- المهندس / أمين محمود الأشقر ( الدليل الفني لأجهزة الوسائل التعليمية) مرجع في الانترنت
3- ورقة عمل فريق التدريب التابع لقسم تقنيات التعليم (ظفار)










رد مع اقتباس
قديم 2011-05-16, 17:33   رقم المشاركة : 1065
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dolfin311981 مشاهدة المشاركة
اسم العضو :dolfin311981

الطلب :اريد بحوث عن استخدام الانترنت وعلاقته بالعلاقات الاسريه
مع التوثيق والمراجع
تانى شئ اريد بحث عن العلوم السلوكيه ضروررى مع التوثيق والمراجع

المستوى :.دراسات عليا (دبلومه) جامعى.

أجل التسليم :....بعد غد ........................




وسائل الاتصال الحديثة وتأثيرها على الأسرة

التاريخ : 30/12/31 12:00:00 ص
الكاتب : إعداد مجلة البيان

وسائل الاتصال الحديثة وتأثيرها على الأسرة

قربت وسائل الاتصال الحديثة بين الأشخاص المتباعدين جغرافيا، وجعلت العالم يبدو بحق كقرية صغيرة من حيث سهولة التواصل وتبادل المعلومات والخبرات، وإن كانت هذه القرية الصغيرة اتصالاً، لاتزال عالمًا متنائيًا متنافرًا أفكارًا وقيمًا.
ولكن المفارقة المدهشة في ثورة الاتصالات أنها قربت المبتاعدين وأبعدت المتقاربين، فالمرء يتواصل بانسيابية واستمتاع مع أشخاص من أقاصي الأرض، ويخصص لذلك أوقاتًا غالية، ولكنه يستثقل أن يمر على أمه للاطمئنان عليها، أو أن يمنح أبناءه ساعة من نهار يتعارفون خلالها، أو أن يفارق مقعده ليتنزه مع أصدقائه الحقيقيين.
والمرأة قد يكون لديها عشرات الصديقات من دول مختلفة، فهذه صديقة من الهند، وتلك أخرى من السند، وثالثة من القطب الشمالي، ورابعة من جبال الأنديز، تبني جسور تواصل وتفاهم مع أشخاص مختلفين، ولكنها تضيق ذرعًا ببناء جسر مع جارة قريبة لها ولو بإلقاء السلام، أو تهنئة بالعيد، فجسر التواصل محبب وسهل في العالم الافتراضي، ومع الأشخاص الإلكترونيين، ولكن حاجز الفرقة والانعزال للمقربين مكانيًا، في ذلك العالم الحقيقي الممل التقليدي، الذي لا تديره "الكليك"، وليس فيه خيار "الظهور دون اتصال".
هذه النظرة السلبية لوسائل الاتصال الحديثة، والتي تتهمها بإفساد الإحساس الاجتماعي لدي الأفراد، لا تتفق عليها الدراسات، فالبعض يعتبرها مغالاة، وتصلب أمام تطور هائل وإيجابي من أروع ما اختبرته البشرية.
·العلاقة بين تقنيات الاتصال والعزلة الاجتماعية
توصلت الدراسة التي أجراها مشروع "بيو للإنترنت والحياة الأمريكية" إلى أن الأمريكيين الذين يستخدمون تقنيات الاتصال الحديثة اجتماعيون أكثر من غيرهم، وأن الإنترنت والهواتف المحمولة لا تشد الناس بعيدا عن الأوساط الاجتماعية التقليدية بل تعززها، حيث يرتبط استخدامها بشبكات مناقشة أوسع وأكثر تنوعًا.
ورغم أن الدراسة الجديدة أشارت إلى أن استخدام الشبكات الاجتماعية مثل الفيس بوك قد يحتل مكان العلاقات مع الجيران، إلا أنها تظهر أن مستخدمي الانترنت قد يزورون جيرانهم مثلهم مثل الآخرين، كما أن الأشخاص الذين يستخدمون الهواتف المحمولة وشبكة الإنترنت بكثرة في العمل، غالباً ما ينتمون إلى مجموعات تطوعية محلية أيضاً.
ولكن ما مدى صلة هذه الدراسة بالمجتمعات العربية التي تتخذ فيها العلاقات الأسرية والاجتماعية أبعادا أعمق وأوثق من مثيلاتها في الثقافات الأخرى؟
قال أستاذ علم النفس الاجتماعي في جامعة اليرموك الدكتور عدنان العتوم أن ثورة المعلومات والاتصالات وانتشار الانترنت في البيوت والمؤسسات والمقاهي تعد ظاهرة تستحق الاهتمام والدراسة لمعرفة اثارها الاجتماعية والنفسية كما تركت اثارها في الجوانب الأخرى العديدة.
وأضاف، لوكالة الأنباء الأردنية، إن استخدام الانترنت من قبل العديد من الناس وخصوصًا شرائح المراهقين والشباب أصبح من الظواهر التي يرى الإنسان العادي انعكاساتها مع كل من يتعامل مع هذه الشرائح .. فاستخدام الانترنت أصبح بديلاً للتفاعل الاجتماعي الصحي مع الرفاق والأقارب وأصبح هم الفرد قضاء الساعات الطويلة في استكشاف مواقع الانترنت المتعددة مما يعني تغيرًا في منظومة القيم الاجتماعية للافراد حيث يعزز هذا الاستخدام المفرط القيم الفردية بدلا من القيم الاجتماعية وقيم العمل الجماعي المشترك الذي يمثل عنصرًا هامًا في ثقافتنا0
وأشارإلى أن الاستخدام الفردي للحواسيب والانترنت يعزز الرغبة والميل للوحدة والعزلة للمراهقين والشباب مما يقلل من فرص التفاعل والنمو الاجتماعي والانفعالي الصحي الذي لا يقل أهمية عن النمو المعرفي وحب الاستطلاع والاستكشاف، وأن بعض الدراسات الأولية تشير الى أن استخدام الانترنت يعرض الاطفال والمراهقين الى مواد ومعلومات خيالية وغير واقعية مما يعيق تفكيرهم وتكيفهم وينمي بعض الافكار غير العقلانية وخصوصا ما يتصل منها بنمط العلاقات الشخصية وأنماط الحياة والعادات والتقاليد السائدة في المجتمعات الاخرى0
وبين أن دخول الانترنت مجالات الحياة الواسعة أصبح عاملاً مساعدًا في تقوية الفجوة بين الاجيال فيما يتعلق بثقافة الحوسبة والاتصال مع العالم الخارجي، بل إن الكثير من الناس الذين لا يتمتعون بميزة استخدام الانترنت أصبحوا عرضة للاتهام بالتخلف والغباء مما يساعد على تطوير نموذج من الصراع الاجتماعي والثقافي بين الاجيال أو شرائح المجتمع أو بين الصغار والكبار أو الابناء والاباء.
أما عن تأثير هذه الوسائل الحديثة على الأطفال فقد كشفت دراسة أجرتها منظمة "أنقذوا الأطفال" العالمية، أن تقنيات الاتصال الحديثة أوجدت جيلاً من الأطفال يعاني من الوحدة وعدم القدرة علي تكوين صداقات.
واعتمدت النتائج على استطلاع أُجري على عينة من 100 معلم أكد 70% منهم على أن قضاء الأطفال لساعات طويلة بشكل منفرد مع التقنيات وبخاصة الإنترنت يؤثر سلبًا على مهاراتهم الاجتماعية.
·أرامل الإنترنت
ومن اخطر الأمور على الأسرة هو إدمان أحد الزوجين للإنترنت، وافتتانه بمواقع الرذيلة، فهذا الأمر لا يضرب الثقة الزوجية في مقتل وحسب، وإنما يغير طبيعة التفكير والإحساس، ويجعل الرغبة الطبيعية توجد في ظروف خاصة، ولا يعد للمؤثرات العادية بين الزوجين أي قوة تذكر.
فخطورة ممارسة الرذيلة عبر الإنترنت ليست كغيرها، فالرجل المفتون بالمواقع الإباحية يزهد في زوجته، وتصبح الرغبة عنده مشفرة، ولا يفكها سوى جو العزلة والسرية والإلكترونية الذي توفره غرف الدردشة، والمواقع المشبوهة.
وقد حدت هذه الحالة بالبعض إلى إطلاق لقب "أرامل الإنترنت" على الزوجات اللاتي يعانين من سقوط أزواجهن في مستنقع المواقع الإباحية، ويغيبون عن ممارسة أي دور حقيقي في حياتهن أو حياة الأبناء.
ولا تقتصر الخطورة على مواقع الرذيلة، بل إن طول البقاء أمام الإنترنت يقتطع وقت الأسرة في كثير من الأحيان.
تقول "مها إبراهيم"، 35 عاما، أعلم تماما أن زوجي لا يستخدم الإنترنت لدخول مواقع سيئة، ولكنني أكره هذه الشبكة لأنها سلبت أسرتي لحظات الاجتماع الدافئة الجميلة.
وتضيف: يحب زوجي الجلوس طويلاً على الإنترنت، فعندما ياتي من عمله الطويل، يتناول الطعام بسرعة، ليهرول إلى الحاسوب ويفتح الإنترنت، وهو مغرم بالمنتديات الحوارية التي يشارك فيها مشاركات رائعة، وينصح الآخرين، ولكنني أنا وأبناءه أحوج إليه من غيرنا.
وتستطرد قائلة: إنني أتذكر حياتي قبل اختراع الهاتف المحمول، والإنترنت، كانت أكثر سعادة وهدوءًا وتواصلاً، فوسائل الاتصال الفظيعة هذه قطعت الصلات بين أفراد الأسرة والأشخاص المقربين لصالح عالم وهمي.
·المشكلات قرينة الإدمان
وتقول الباحثة النفسية أ/ داليا حنفي إن الحد الفاصل بين إيجابية وسائل الاتصال الحديثة أو سلبيتها يتحدد وفقا لطبيعة الاستعمال وإذا ما كان في الحدود الطبيعية أم إدمانًا، فالإدمان لا يقتصر على تعاطي مواد لها تأثير معين على الجسم، وإنما هو حالة الاعتمادية وعدم الاستغناء عن شيء ما، والشعور بالحاجة إلى المزيد لحصول الإشباع، وترتب اضطرابات في السلوك.
وتضيف: إذا أردنا معرفة تأثير استخدام تقنيات الاتصال على السلوك الاجتماعي والعلاقات الأسرية فلا يمكننا إصدار حكم عام، فالأمر يعتمد أساسًا وبالدرجة الأولى على حجم الاستخدام، وعدد الساعات التي ينفقها الشخص مستخدمًا للموبايل أو لشبكة الإنترنت، وفي نظر عالمة النفس الأمريكية "كيمبرلي يونج" وهي أول من اهتم بإدمان الإنترنت، فإن استخدامه لأكثر من 38 ساعة أسبوعيا هو مؤشر الإدمان.
وتؤكد "داليا" على أن مدمن الإنترنت أو من يسرف في استخدامه غالبا ما يسيء هذا الاستخدام، ويكون أكثر عرضة للانجراف في المواقع الإباحية، وعلى أية حال فإنه يسعى لتأسيس حياة منفصلة له في هذا العالم الافتراضي يهرب فيها من واقعه كما هو حال "المدمن" بشكل عام، وهذا يؤثر على واقعه ويجعله أكثر تعقيدًا وبرودة، ويفاقم مشكلاته الاجتماعية والأسرية، وأخطر ما في الأمر هو أن وجود العالم الإلكتروني الممتع الذي يهرب إليه يفقده الرغبة في إحداث تغيير أو تحسين حياته الحقيقية فتزداد سوءًا كلما ازداد إدمانًا.
·رأي الأسر
كشف استطلاع أجراه (مركز استطلاع الرأى العام) في مصر عن رأي الشباب في استخدامهم للإنترنت أنه على الرغم من قناعة هؤلاء الشباب بأن أهم مميزات الإنترنت هى توسيع المدارك وزيادة المعلومات إلا أن استخدامهم لها انحصر فى المحادثة وتحميل الأغانى والأفلام واستخدام البريد الالكترونى.
وأشار معظم الشباب إلى عدم تأثير استخدام الإنترنت على اهتماماتهم الأخرى مثل مشاهدة التليفزيون وقراءة الصحف والمجلات.
أما عن رأي الأسر ففي استطلاع آخر أجراه المركز تبين أن أكثر من نصف العينة يرون أن تأثير الإنترنت يعتبر إيجابياً على أبناءهم، وأكد أكثر من ثلاثة أرباع العينة أن أهم ميزة للإنترنت هى الوصول السريع للمعلومات.
أما الدراسة التي قام بها كل من الدكتور محمد سعيد ودكتور وجدي شفيق بكلية الآداب جامعة طنطا عن (الآثار الاجتماعية للإنترنت على الشباب) فقد كشفت أن 50.07 % من العينة يذهبون إلى أن شبكة الإنترنت تؤثر سلباً على الوقت الذي يتم قضائه مع أسرهم، ورأى 52.5% من المبحوثين أن لشبكة الإنترنت تأثير سلبي على العلاقات الأسرية، وذهب 60.8 أن لها تأثير سلبي على العلاقات مع الأقارب حيث تقل معدلات الزيارات الأسرية.
تقول الأخصائية الاجتماعية أ/عفت جمعة أنها وصلت إلى طريق مسدود مع ابنها الكبير الذي دمر الإنترنت حياته، وسرق زهرة شبابه، وما باليد حيلة!
وتستطرد قائلة: ابني يتمتع بذكاء حاد، وبطبع خجول ويميل للانطوائية منذ الصغر، ولكنه لم يخرج أبدًا عن الحد المعقول، فكان يلعب في طفولته مع الأطفال، وكان له أصدقاء، وكان يحب الجلوس معنا، ولكن مع دخوله عالم الإنترنت، فقدناه تمامًا أو فقد هو حياته وكل أحبابه.
وتضيف بمزيد من الأسى: لقد أصر زوجي على ألا يحرم ابنه المتفوق من تقنية حديثة تعزز معلوماته، وتسهل دراسته، فمكنه من الإنترنت في حجرته المغلقة وهو في الصف الثاني الثانوي، ولم تتأثر دراسته فقد تخرج من كلية الطب كما أراد، ولكن ما فائدة ذلك وهو أسير للحاسوب، وإذا فارقه كان معنا جسدًا بلا روح أو قلب، وهو يرفض العمل والزواج، فأي حياة هذه؟
وتقول إنها على الرغم من عملها كأخصائية اجتماعية لم تستطع مساعدة ابنها الأكبر، وفي كل مرة كانت تصر على منعه من الإنترنت كانت تواجه بالاستخدامات الجيدة والوجه الحسن لهذا العالم العنكبوتي، وانه لا حق لها في حرمانه من هذا الخير العميم.
وعلى الضفة الأخرى يقف "أحمد ابراهيم" ـ طالب في الفرقة الرابعة بكلية الهندسة جامعة حلوان ـ حيث يبدي دهشته من تعامل الكثير من الآباء والأمهات مع الإنترنت وكأنه "رجس من عمل الشيطان".
ويقول: هذه الشبكة من نعم الله على البشرية، فكم من شخص اهتدي وعرف الله من خلالها؟، وكم من أشخاص تلقوا المساعدة النفسية أو الاجتماعية بسلاسة ويسر وخصوصية عبرها؟، وكم من طالب وباحث وعالم تيسرت أمورهم بهذه الثورة المعلوماتية؟
ويتساءل: لماذا نصر على رؤية الجوانب المظلمة؟ ثم لماذا لا نتمتع بالموضوعية ونقر بأن هذه الجوانب المظلمة ليست حكرا على الإنترنت، وان من يريد الرذيلة والضلال فلن يعجز عنهما سواء بالإنترنت أو بدونه.
·تأثير الإنترنت على المجتمع السعودي
أجرت الباحثة الهام بنت فريح بن سعيد العويضي دراسة على عينة مكونة من 200 أسرة سعودية في إطار رسالة الماجيستير (أثر استخدام الانترنت على العلاقات الأسرية بين أفراد الأسرة السعودية).
وخلصت الدراسة إلى عدد من النتائج:
1- يعد تأثير استخدام الانترنت على العلاقات الأسرية بين أفراد الأسر في مجتمع الدراسة تأثير محدود وبسيط.
2- نصف المبحوثين تقريباً ينظمون استخدامهم للإنترنت بمستوى متوسط كما أنهم يخضعون لرقابة متوسطة.
3- ارتفاع نسبة أفراد العينة الذين يرون أن الانترنت ذات تأثير سلبي على المجتمع السعودي دينياً وأخلاقياً.
4- توجد فروق ذات دلالة معنوية بين جنس الزوجين وبين تأثير استخدام الانترنت على العلاقة بينهما.
5- توجد فروق ذات دلالة معنوية بين مدة استخدام الزوج للانترنت وبين تأثير ذلك الاستخدام على العلاقة فيما بينه وبين زوجته.
6- اتضح وجود علاقة ارتباطيه طردية معنوية بين مدة استخدام الأبناء للانترنت وبين تأثير ذلك الاستخدام على العلاقة بين الوالدين والأبناء من وجهة نظر الوالدين.
كما قدمت بعض التوصيات:
1- ضرورة توعية أفراد المجتمع بشكل عام والشباب منهم بشكل خاص بما يمكن القيام به من خلال الشبكة وتوجيههم ناحية الاستغلال الأمثل لها بما يعود عليهم وعلى مجتمعاتهم بالنفع.
2- يتضح ضرورة التأكيد على دور الآباء والأمهات في رعاية ووقاية الأبناء من مخاطر الإنترنت من خلال التوجيه والمتابعة والرقابة والتنظيم.
3- إجراء المزيد من الأبحاث في مجال تأثير الانترنت على الأسرة والمجتمع.









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
المستطاع, اوامر, تريدونه, تقدر, طلباتكم


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 10:43

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc