الأجهزة الأمنية تلاحق شبانًا أحيوا ذكرى صديقهم الشهيد برام الله
تشنّ الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، منذ عدة أيام، حملة اعتقالات طالت حتى الآن 7 شبان في قريتي كفر نعمة وبيت سيرا غرب رام الله، أفرجت عن أحدهم لاحقًا، وذلك بدعوى تنظيمهم ومشاركتهم بحفل تأبين الذكرى الحادية عشر لرفيقهم الشهيد.
وكان عدد من الشبان قد نظموا خلال أيام العيد حفل تأبينٍ للشهيد معاذ زراع، الذي ارتقى برصاص الاحتلال عام 2006، حيث شارك فيها عشرات الشبان والأهالي دعمًا لوالدته المسنة التي تعيش وحدها في المنزل بعد رحيل نجلها وزوجها، وقد لاقى الحفل حضورًا جماهيريًا واسعًا من مختلف الأحزاب كما هي العادة في كُفر نعمة.
وفي اليوم التالي، عمدت الأجهزة الأمنية لتقديم استدعاءات لبعض الشبان من البلدتين، فيما يؤكد الأهالي أن الحفل تضمَّن صورة مطبوعة للشهيد وحبل علقت عليه رايات حركة الجهاد الإسلامي حتى مسجد البلدة، وهو أمر اعتيادي بالمنطقة التي لا توجد فيها نزاعات حزبية.
فمن البلدة نفسها، اعتقلت الأجهزة الأمنية الشابين “إبراهيم يوسف، ومحمد حسام حنيني” بعد اقتحام منزليهما، كما اعتقلت الشاب خالد خليل التايه الذي أفرجت عنه لاحقًا بعد ساعات من اعتقاله.
وأفاد والد المعتقل إبراهيم يوسف، أن “اعتقال نجله والشبان الآخرين هو مساس وطني وأهلي غير سليم، لأن الشبان المعتقلين لم يفعلوا شيئًا سوى إحياء ذكرى رفيقهم الشهيد بوضع صورته وبعض الرايات حركة الجهاد التي ينتمي إليها، علقت من المسجد إلى المنزل، وهو أمر ليس غريبًا على المنطقة التي تشهد احتفالات للشهداء من كافة الأحزاب”.
وأضاف في حديثه لـ”قُدس الإخبارية“، أن الأجهزة الأمنية اقتحمت منزل العائلة الساعة الواحدة والنصف ليلًا قبل 3 أيام، واعتقلت نجلي إبراهيم (24 عامًا)، وهو معروف بأنشطته الاجتماعية ويعمل في إطار العمل التطوعي والأهلي، بجانب عمله في مركز للإحصاء وتخرجه من كلية التجارة قبل سنوات.
وبحسب والد إبراهيم، فإن الأجهزة الأمنية اعتقلت كذلك الشاب محمد حنيني (18 عامًا) من كُفر نعمة، على خلفية مشاركته في حفل التأبين كذلك، والشاب خالد التايه الذي أفرج عنه لاحقًا، حيث أبلغ أهالي المعتقلين أن كل التحقيق كان حول الحفل والمطبعة التي طبعت صورة الشهيد معاذ ولم يتطرقوا إلى أي أمرٍ آخر.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحدّ، ففي بلدة بيت سيرا، الملاصقة لكفر نعمة، اعتقلت الأجهزة الأمنية 4 من الشبان هم “عبد الرحمن حامد الواوي (22 عامًا) ، والأسير المحرر مجاهد محمود علقم وشقيقه أحمد (17 عامًا)، والأسير المحرر سالم مشهور أبو صفية”.
وأوضح حامد الواوي والد المعتقل عبد الرحمن لـ”قُدس الإخبارية“، أن الأجهزة الأمنية سلمت نجله استدعاء للمقابلة يوم السبت الماضي، وذهب للمقابلة الساعة العاشرة صباحا من يوم الأحد لكنّه لم يعد، وبعد السؤال عنّه لم نحصل على جواب من الجهاز سوى سجنه في سجن “بيتونيا” في رام الله، ومعلومات حول تعرضه للتعذيب لرفضه للاستجابة مع المحققين.
وبحسب الأهالي واستنادًا إلى المعلومات التي نقلها أحد المعتقلين المفرح عنهم، بأن الشاب عبد الرحمن الواوي قد تعرض للتعذيب والشبح والشتائم لدفعه للاعتراف حول ما إذا تلقوا دعما من حركة الجهاد لتنظيم احتفالات وأنشطة للحركة، وسؤاله حول المطبعة التي طبعت الأوراق وصورة الشهيد، حيث جرى تعليقه على سارية العلم في أعلى السجن لدفعه على الاعتراف.
وأضاف الواوي، أنّ عملية اعتقال نجله ليست المرة الأولى، حيث سبق واعتقله جهاز الوقائي لمدة 6 شهور على خلفية نشاطه بالجهاد الإسلامي، وهو منسق الرابطة الإسلامية في جامعة القدس أبو ديس، وهو طالب في سنته الجامعية الثالثة ويدرس العلوم المصرفية، كما اعتقل لدى الاحتلال سابقًا وجرى التحقيق معه على كتاباته عبر فيسبوك، مردفًا “الأجهزة تأبى أن تتركه هذه المرة دون ملف أمني، وبلا أسباب”.
الجهاد الإسلامي تدين
حركة الجهاد الإسلامي أدانت استمرار جهاز الأمن الوقائي في اعتقال شبان ينتمون للحركة في مدن الضفة المحتلة، محملةً السلطة الفلسطينية كامل المسؤولية عن ذلك.
كما دعت الحركة، في بيان صحفي لها اليوم، القوى والفصائل والمؤسسات والشخصيات كافة “بتحمل مسؤولياتها في التصدي للتعدي على الحريات والمساس بحقوق المواطنين وحريتهم وكرامتهم”، مطالبة بالإفراج الفوري عن كافة المعتقلين السياسيين “ووقف الافتراء عليهم وتلفيق التهم الباطلة التي يحاول ضباط الأمن الصاقها ظلماً وعدواناً ببعض الشباب والإخوة الشرفاء”، على حد وصف البيان.
وذكرت الحركة، أن جهاز الأمن الوقائي اقتحم الليلة الماضية عددا من منازل أنصار وأبناء حركة الجهاد الإسلامي ببلدتي كفر نعمة وبيت سيرا الواقعتين في محافظة رام الله. واعتدى عناصر الأمن الوقائي على الأهالي بالضرب والإساءة والتجريح وتفتيش المنازل والعبث بمحتوياتها ، دون أي مبرر أو وجه حق ودونما أي مراعاة للضوابط الأخلاقية أو القانونية.
وأضافت، “اعتقل الجهاز سبعة من أبناء وكوادر الحركة في القريتين، ونقلهما لمراكز التحقيق وأفرج عن أحدهم، مضيفة “يتعرض شبابنا لتعذيب شديد وضرب وإهانة لا يمكن أبداً السكوت عنها”
وأكدت الحركة، على أن “هذه الاعتقالات تأتي بعد اتصالات أجرتها الحركة مؤخراً بشخصيات قيادية من حركة فتح والسلطة الفلسطينية، تلقت خلالها الحركة وعوداً بوقف الاعتقالات والإفراج عن المعتقلين والعمل على رفع مستوى التنسيق مراعاة لمصالح الأهالي والبلاد، بعد تكرار هذا النهج لأكثر من مرة”.
https://www.qudsn.co/article/127085