مَلَفٌّ خَاصٌّ بِحُكْمِ الْمُظَاهَرَاتِ - الصفحة 7 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم خاص لطلبة العلم لمناقشة المسائل العلمية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مَلَفٌّ خَاصٌّ بِحُكْمِ الْمُظَاهَرَاتِ

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-11-18, 02:27   رقم المشاركة : 91
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

نصيحة أهل الإسلام ببيان حقيقة موقف الخوارج من الإمام






الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
كثر الكلام في هذه الأيام حول الأحداث الجارية، أعني ما حصل في تونس وفي مصر وفي ليبيا واليمن وغيرها من بلاد المسلمين من مظاهرات -أي تجمعات لعموم الناس- مطالبين بخلع الحاكم وإزالة الحكومة، ودعوة إلى استحداث دساتير جديدة -أي قوانين وأحكام جديدة- ودعوة إلى فتح باب الحريات من غير معرفة ضابط في ذلك ولا قيود، ودعوة إلى فتح باب إنشاء الأحزاب -أي الفرق والتعصبات- من غير بيان قيد ولا ضابط، ودعوة إلى ممارسة الديمقراطية.
ولاشك أن كل مسألة من هذه المسائل تحتاج إلى مناقشة وبيان، لأن المسلم حريص على معرفة حكم الله تعالى فيما يجري حوله وفيما هو مقدم عليه أو فاعل له، ليعرف حقيقة حاله هل هو قائم بمقتضى العبودية لله رب العالمين ومستقيم على ما يريده منه سيده ومولاه؟! أم أنه معرض متبع لهواه؟! وفي هذه الكلمة سأقف مع القارئ وقفة تبين له إن شاء الله حقيقة ما يفعله هؤلاء الذين يتجمهرون مطالبين بعزل الإمام وإزالة الحكومة، هل هو مما أباحه الله ورسوله؟ وهل هو من هدي الإسلام أم هو من هدي أهل الأهواء والبدع؟
وعلى أي تقدير فإن كلام أهل العلم في بيان مذهب أهل السنة والجماعة في هذه المسألة، وفي أن مذهبهم يقتضي السمع والطاعة للإمام وإن كان جائراً ظالماً، غير أنه لا يطاع في معصية، وفي أن مذهبهم هو بذل النصيحة بالحكمة والتي هي أحسن من غير تجريح ولا تعنيف ولا مجاهرة بذلك.
فلا ينبغي بعد ذلك لعاقل أن يقول أن مذهبهم يضاد أو ينافي العدل أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو يزعم أنه يقتضي الرضا بالظلم أو الإعانة عليه.
والذي أريد بيانه في هذه الكلمة وهو ما سيجلي للقارئ حقيقة مذهب المخالفين لمنهج السلف، الذين يزعمون أن من حق الشعب أن يقف أمام الحكام الظالمين ويدعو إلى عصيانهم ومنابذتهم أو يسعى إلى عزلهم، مدعياً أنه بذلك يمارس حريته وحقاً من حقوقه، ويحافظ على كرامته ومقدراته وما شابه ذلك من الكلام العاطفي والإنشائي المفتقر إلى دليل صحيح يمكن الاعتماد عليه في معرفة الحكم الذي حكم به رب الشعب ورب الحكام في هذه المسألة وهذا المقام.
وأنا أدعو أخي القارئ أن يرجع إلى الحقائق التاريخية ليعرف من أين جاء هذا المبدأ ومن هو أول المنادين به والمروجين له أو المحسنين لهذه الطريقة المتبنين لها، هل هم أهل الإسلام وعلماء الدين؟ أم هم أهل البدع والخوارج المارقون؟
من المعلوم أن الخوارج هم أول أهل البدع والطوائف الخارجة عن الجماعة والمخالفة لهدي السلف الصالح، وقد كان مما أحدثوه وتميزوا به هو جحد حق الإمام في الطاعة في المعروف عند جوره أو فسقه ونبذ إمامته.
يقول الإمام أبو الحسن الأشعري وهو من علماء أهل السنة المتوفى عام (330) في كتابه "مقالات الإسلاميين" لما ذكر قول الخوارج: ”وأما السيف فإن الخوارج جميعاً تقول به وتراه، إلا أن الأباضية لا ترى اعتراض الناس بالسيف، ولكنهم يرون إزالة أئمة الجور، ومنعهم أن يكونوا أئمة بأي شيء قدروا عليه، بالسيف أو بغير السيف“[1].
ثم قال عن الخوارج: ”ولا يرون إمامة الجائر“[2] أي لا يرونها صحيحة نافذة، بل يجب عزله.
ويقول البغدادي (ت429) في كتابه "الفَرْق بين الفِرَق" لما ذكر المخازي التي يجتمع عليها الخوارج قال: ”قال شيخنا أبو الحسن الذي يجمعها إكفار علي وعثمان وأصحاب الجمل والحكمين ومن رضي بالتحكيم وصوب الحكمين أو أحدهما والخروج على السلطان الجائر“[3].
ويقول الإمام أبو محمد بن حزم في كتابه "الفصل في الملل والأهواء والنحل": ”وأما الخوارج فعمدة مذهبهم الكلام في الإيمان والكفر ما هما والتسمية بهما والوعيد والإمامة“[4].
فهذه المسائل هي عمدة مذهبهم وهي ما يميزهم عن أهل السنة أو عن غيرهم من الفرق الأخرى، ولذلك يقول ابن حزم: ”ومن وافق الخوارج في إنكار التحكيم وتكفير أصحاب الكبائر والقول بالخروج على أئمة الجور، وأن أصحاب الكبائر مخلدون في النار وأن الإمامة جائزة في غير قريش فهو خارجي“[5].
وهذا واضح أن القول بالخروج على الإمام الجائر هو أحد البدع والمقالات الفاسدة التي تميز بها الخوارج ودعوا إليها، فمن حَسّن هذا الفعل أو دعى إليه فهو موافق للخوارج في أشهر ضلالاتهم والعياذ بالله.
ويقول الشهرستاني في وصف مذهب هذه الفرقة الضالة التي أجمع الناس على أنها أول فرقة خرجت في الإسلام ومزقت كلمة المسلمين وشقت صفهم: ”وكبار فرق الخوارج ستة: الأزارقة والنجدات والصفرية والعجاردة والأباضية والثعالبة، والباقون فروعهم، ويجمعهم القول بالتبرؤ من عثمان وعلي ويقدمون ذلك على كل طاعة [أي أن ذلك عندهم من أعظم الأعمال الصالحة] ولا يصححون المناكحات إلا على ذلك [أي لا يرون صحة عقد النكاح إلا لمن قال بذلك] ويكفرون أصحاب الكبائر، ويرون الخروج على الإمام إذا خالف السنة حقاً واجباً“[6].
فمن الذي يقول بأن عزل الإمام حق للرعية أو يقول إن منعهم من ذلك هو مصادمة للحرية أو لحقوق الشعب؟ هل هم أهل الإسلام والسنة أم أهل البدعة والهوى؟ أليسوا هم الخوارج الذين خرجوا على علي وعثمان وعلى من بعدهم من الأئمة وإلى يومنا هذا هم مستمرون على أفعالهم القبيحة الشنيعة ويحاولون أن يلبسوها لبوس الحقوق والحرية والكرامة.
يقول الشهرستاني في وصف المحكمة الذين خرجوا في الزمن الأول: ”وكل من ينصبونه برأيهم وعاشر الناس على ما مثلوا له من العدل واجتناب الجور كان إماماً، ومن خرج عليه يجب نصب القتال معه، وإن غير السيرة وعدل عن الحق وجب عزله أو قتله“[7].
فهل نرى هناك فرقاً بين أولئك المحكمة الخوارج الأول وبين فعل هؤلاء الناس اليوم؟؟ ألا فليتق الله من يحسن لهم صنيعهم ذلك وإن كان من المنتسبين إلى العلم فإن عليه وزراً عظيماً، فإن أولئك العوام ربما يجهلون أن فعلهم هذا محرم وأنه من الأمور المحدثة أومن جملة صفات الخوارج المذمومة التي ذمهم عليها وضللهم بها أهل العلم من قديم الزمن وحتى العصر الحاضر، يقول أحد علماء الأزهر وهو الشيخ محمد أبو زهرة في كتابه "تاريخ المذاهب الإسلامية" معنوناً: ”المبادئ التي تجمع فرق الخوارج: من الكلام السابق عرفنا عقلية الخوارج وقبائلهم، والآن نريد أن نعرف مبادئهم، والحق أن مبادئهم مظهر واضح لتفكيرهم وسذاجة عقولهم ونظرتهم السطحية ونقمتهم على قريش وكل القبائل المضرية.
أ‌- وأول هذه الآراء -وهو من بين آرائهم السديدُ المحكمُ[8]- أن الخليفة لا يكون إلا بانتخاب حر صحيح، يقوم به عامة المسلمين لا فريق منهم، ويستمر خليفة مادام قائماً بالعدل مقيماً للشرع، مبتعداً عن الخطأ والزيغ، فإن حاد وجب عزله أو قتله“[9].
ويقول أستاذ الدراسات الإسلامية الأستاذ ناصر بن عبد الكريم العقل في تعريف الخوارج: ”الخوارج هم الذين يكفرون بالمعاصي ويخرجون على أئمة المسلمين وجماعتهم، ويشمل ذلك الخوارج الأولين (المحكمة الحرورية) ومن تفرع عنهم من الأزارقة والصفرية والنجدات -وهذه الثلاثة انقرضت- والأباضية وهم باقون إلى اليوم.
كما يشمل اسم الخوارج كل من أخذ باصولهم وسلك سبيلهم كجماعات التكفير والهجرة في هذا العصر ونحوهم، وعلى هذا فإن الخوارج قد يخرجون في كل زمان“[10].
ولما ذكر أصول الخوارج وسماتهم العامة ذكر منها:
”2- الخروج على أئمة المسلمين اعتقاداً وعملاً غالباً أو أحدهما أحيانا ....
4- صرف نصوص الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى منازعة الأئمة والخروج عليهم وقتال المخالفين“[11].
وهذه الطريقة في التعامل مع النصوص وحملها على غير المراد منها راجع إلى جهلهم وفهمهم الخاطئ للنصوص وهذا ناتج عن اعتدادهم بأنفسهم وتجهيلهم للصحابة والسلف الصالح فضلوا هذا الضلال ولذلك وقفوا موقفهم ذلك من علي رضي الله عنه لما قالوا له حَكَّمْتَ الرجال والله تعالى يقول: {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ} ورتبوا على ذلك أنه لابد أن يقر ويعترف بكفره ثم يتوب منه، فلما لم يجبهم إلى ضلالهم نبذوه وقاتلوه، وهكذا هم دائماً أصحاب أفهام سقيمة وتحريف للنصوص، وهؤلاء أصحاب هذه المظاهرات مشابهون لهم، فإنهم سلكوا سبيلهم في الخروج على الأئمة وأخذوا طريقهم في الاستدلال بالنصوص استدلالاً باطلاً فزعموا أن عملهم نوع من إنكار المنكر أو النصيحة أو رفع الظلم أو تحقيق الحرية والعدل والكرامة.
فهل كان السلف والعلماء لا يعرفون تحقيق الحرية ولا رفع الظلم ولا إنكار المنكر؟ أم أن هؤلاء يسمون الأمور بغير اسمها إما جهلاً أو تمويهاً؟ لاشك أن الجواب هو هذا، فهم ما بين جاهل غُرر به وفُهِّم أن هذا من الحقوق ومن المطالبة بالعدل وإنكار المنكر ورفع الظلم، وما بين صاحب هوى ركب هذه الأمور لتحقيق مآربه ومطامعه، غير مكترث بما يصيب الناس والأمة من الخراب والدمار وسفك الدماء وضياع الحقوق والمقدرات.
يقول الأستاذ غالب بن علي العواجي في أسباب ظهور الخوارج:
”3- جور الحكام وظهور المنكرات: هكذا كان الخوارج يرددون في خطبهم ومقالاتهم، ان الحكام ظلمة والمنكرات فاشية، والواقع أنهم حينما خرجوا فعلوا أضعاف ما كان موجوداً من المظالم والمنكرات ....“[12].
إن القيام بالنصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ورفع الظلم له طرقه الكثيرة المعروفة والصحيحة شرعاً، ولكن ليس من طرقه هذه الطريقة المنكرة التي استحدثها واستحسنها الخوارج ثم تبعهم عليها غيرهم من أهل البغي والجهل.
ولو كان ذلك من الحق والهدى لبينه لنا صلى الله عليه وسلم، ولكن الواقع أن ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم وأمر به هو على العكس تماماً من هذه الطريقة، فإنه عليه الصلاة والسلام لما ذكر الحكام الظلمة والطغاة الفسقة أمر بالصبر على جورهم وعدم منازعتهم، وأمر بطاعتهم فيما أمروا به ما لم يكن الأمر معصية، ففي صحيح مسلم عن عوف بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم) قلنا يا رسول الله أفلا ننابذهم بالسيف عند ذلك؟ قال: (لا ما أقاموا فيكم الصلاة، لا ما أقاموا فيكم الصلاة، ألا من ولي عليه والٍ فرآه يأتي شيئاً من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يداً من طاعته)
والأحاديث في ذلك كثيرة جداً، ونصوص أهل العلم متوافرة، والمقصود أن ترك الطاعة والخروج على الأمراء والحكام صفة ذميمة وفعلة شنيعة، وإن كان الحكام على جور وظلم، فلم يأذن الشرع في ترك طاعتهم والخروج عليهم ولم يعتبر ذلك من طرق الإصلاح والعدل ورفع الظلم، وأول من زعم ذلك وفعل ذلك هم الخوارج الذين اتفقت كلمة العلماء على ذمهم بذلك، وأنه من صفاتهم التي خالفوا بها أهل السنة وسائر الفرق الأخرى، ثم شابههم في هذه الفعلة الشنيعة والفتن المنكرة البغاة.
الخوارج والبغاة يتفقون في منازعة الإمام والخروج عن حكمه وترك طاعته أو السعي في عزله.
ولكن البغاة يختلفون عن الخوارج من حيث أن الخوارج يدفعهم إلى ذلك اعتقاد التكفير بالذنوب والكبائر ويتدينون بفعلهم هذا وبخروجهم وقتالهم السلطان ومن معه من المسلمين.
أما البغاة فإنهم يخرجون عن الجماعة ويتركون الطاعة وينازعون السلطان لأجل مطالب دنيوية ومصالح يريدونها أويدعونها.
قال شيخ الإسلام موفق الدين ابن قدامة رحمه الله تعالى لما ذكر أصناف الخارجين عن طاعة الإمام وقبضته: ”.... الصنف الرابع: قوم من أهل الحق[13] يخرجون عن قبضة الإمام ويرومون خلعه لتأويل سائغ وفيهم مَنَعَةٌ، يحتاج في كفهم إلى جمع الجيش، فهؤلاء البغاة الذين نذكر في هذا الباب حكمهم، وواجبٌ على الناس معنونة إمامهم في قتال البغاة لما ذكرنا في أول الباب ولأنهم لو تركوا معونته لَقَهَرَهُ أهل البغي وظهر الفساد في الأرض“[14].
وهذا الأصل وهو قتال الخارج عن الجماعة والتارك للطاعة مأخوذ من قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من خرج على أمتي وهم جميع فاضربوا عنقه بالسيف كائناً من كان)[15]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من أعطى إماماً صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه ما استطاع فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر)[16].
قال ابن قدامة رحمه الله: ”فكل من ثبتت إمامته[17] وجبت طاعته وحرم الخروج عليه وقتاله لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} وروى عبادة بن الصامت قال: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في المنشط والمكره وألا ننازع الأمر أهله، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات فميتته جاهلية) رواه ابن عبد البر من حديث أبي هريرة وأبي ذر وابن عباس كلها بمعنى واحد، وأجمعت الصحابة رضي الله عنهم على قتال البغاة“[18].
وبهذه الأدلة والنقول يتبين لنا أن البغاة والخوارج يشتركون في الخروج عن طاعة الإمام وفي منازعته الإمامة وفي ذمهم بذلك وفي وجوب قتالهم وإعادتهم إلى حظيرة المسلمين وطاعة إمامهم وإن اختلفوا في أحكام أخرى.
والمقصود أن المظاهرات وإعلان العصيان وعدم الطاعة والسعي في عزل الإمام ليس نوعاً من الإصلاح ولا نوعاً من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا نوعاً من تحقيق العدالة ورفع الظلم في نظر الشرع واعتباره، وإن ادَّعاه الخوارج الذين أحدثوا ذلك في هذه الأمة أو ادَّعاه وزعمه غيرهم ممن أخذ ذلك عنهم، كالبغاة أو جهلة المسلمين وعوامهم، والإسلام يدعو إلى الإصلاح ورفع الظلم بطرق شرعها الله ومنها الصبر ومناصحة الإمام برفق مع الاستمرار في الطاعة في المعروف والتعاون على الخير، وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة الذي يحقق أكبر عدد من المصالح ويدرأ أكثر ما يمكن من المفاسد، والحمد لله على نعمة الإسلام وشرائعه العظيمة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

كتبه: إسماعيل بن غصاب العدوي

ـــــــــــ
[1]مقالات الإسلاميين: (1/204).
[2]مقالات الإسلاميين: (1/204).
[3]الفرق بين الفرق للبغدادي ص: 79.
[4]الفصل في الملل والأهواء والنحل: (1/370).
[5]الفصل في الملل والأهواء والنحل: (1/370).
[6]الملل والنحل للشهرستاني ص: 107.
[7]الملل والنحل للشهرستاني ص: 108.
[8]هذا على سبيل التهكم بهم وبيان شدة انحرافهم، كما يفيده السياق، فتنبه.
[9]ص: 63.
[10]رسائل ودراسات في الأهواء والافتراق والبدع: (2/26).
[11]رسائل ودراسات في الأهواء والافتراق والبدع: (2/35).
[12] فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام وبيان موقف الإسلام منها: (1/74).
[13]أي ليسوا من أهل البدع كالخوارج الذي سبق ذكرهم.
[14]المغني: (12/242).
[15]رواه مسلم: (3/1479).
[16]رواه مسلم: (3/1472).
[17]أي بإحدى الطرق الثلاثة التي ذكرها العلماء، وهي: اختيار أهل الحل والعقد أو بعهد الإمام السابق للاحق أو بالقهر والغلبة حتى يستتب له الأمر.
[18]المغني: (12/238).









 


رد مع اقتباس
قديم 2011-11-18, 02:31   رقم المشاركة : 92
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

المظاهرات والثّورات والانتخابات شرٌ شرعاً وعاقبةً للشيخ العلامة سعد بن عبدالرحمن الحصين

المظاهرات والثّورات والانتخابات شرٌ شرعاً وعاقبةً
لفضيلة الشيخ العلامة سعد بن عبدالرحمن الحصين – حفظه الله –
بسم الله الرحمن الرحيم
أ – قبل أن تدخل هذه المصطلحات الشيطانية قاموس اللغة العربية العصرية وحياة مسلمي العصر : وسوس الشيطان وسوّلت الأنفس الأمّارة بالسوء لبعض مسلمي القرن الأول الهجري الخروج على وليّ الأمرهم الخليفة الراشد المهدي الثالث عثمان بن عفان – رضي الله عنه وأرضاه – الذي شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة والشهادة والمغفرة من الله ، وأنه تستحي منه الملائكة ؛ خرج عليه أوائل الخوارج بالقول ثم بشرِ العمل فقتلوه بالتهمة التي يرددها الخوارج على ولاة أمرهم حتى اليوم وربما إلى يوم القيامة : توليته بعض أقاربه وغيرهم ، أو منحهم المال أو الأرض دون بعض ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي الواحد الوادي من الغنم ، ويقسم الذهبة في تربتها بين الثلاثة ، ويٌقطع الأرض من يشاء دون غيرهم ، وربما غضب بعض الصحابة فأرضاهم بتذكيرهم أن الناس يذهبون بالشاة والبعير ، ويذهبون هم وحدهم برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رحالهم ، وربما أرضى بعضهم بأنه يتألف غيرهم بالعطاء الدنيوي ويكلهم هم إلى إيمانهم ، وربما أعلن سلف الخوارج الخروج على الرسول بالقول ؛ ( إعدل يا محمد ) أو : ( أن كان ابن عمّتك ؟ ) ؛ تشابهت قلوبهم وألفاظهم .
ووسوس الشيطان وسوّلت الأنفس الأمّارة بالسوء لبعض مسلمي القرن الأول الهجري الخروج على الخليفة الراشد المهدي ابن عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وعلى آله وصحبه ) ووليّه وصفيّه ( علي بن أبي طالب – رضي الله عنه وأرضاه - ) الذي شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة وبمحبة الله ورسوله ؛ خرج عليه أوائل الخوارج بالقول ثم بشرِ العمل فقتلوه بالتهمة التي يرددها خلف الخوارج حتى اليوم : ( الحكم بغير ما أنزل الله ) ، تشابهت قلوبهم وألفاظهم .
وإذا كان الشيطان قد خص غير الحزبيين بدعوى الخوارج على عثمان :
( عدم العدل في توزيع الوظائف والمنح والجوائز ) فقد جمع للحزبيين ( الموصوفين زوراً بالإسلامين ) دعوى الخوارج على عثمان ومعها دعوى الخوارج على علي – رضي الله عنهما وأرضاهما - : ( الحكم بغير ما أنزل الله ) وتولى كِبر هذا الأمر حزب الإخوان المسلمين الذي أسس من أول يوم على الخروج على ولاة الأمر صالحين أو دون ذلك ،
وشرع الله خلاف ذلك ، فلا يجوز الخروج على وليّ الأمر ولو ظلم ، ولو فجر ( إلا أن تروا كفراً بواحاً ) فيجوز لأهل الحلّ والعقد ( لا الغوغاء ) أن يقرروا كفره ، ويختاروا الأصلح لولاية الأمر ، أما ما دون الكفر الصريح البواح فقد شرع رسول الله بأمر الله تعالى له ( السمع والطاعة ) للأمير ، ولو ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع ، ولو كان الأمراء ( لا يستنون بسنته ولا يهتدون بهديه ) فيما دون الاعتقاد : ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) .
والإخوانيون لم يكونوا بعدين عن الشرك ( منذ حسن البنا وعمر التلمساني – رحمهما الله – لو ماتا على التوحيد ) ( أنظر كاب مذكرات الدعوة والداعية للبنا وشهيد المحراب للتلمساني ) ، وإلى رئيس حماس اليوم ) قولاً أو فعلاً أو تجنباً للأمر بالتوحيد في العبادة أو النهي عن الشرك بأوثان المقامات والمزارات والمشاهد ، ابتداءً من ضريح الحصافي ( شيخ طريقة البنا الصوفية ) إلى ضريح الخميني الأب الروحي لحماس ، كما أعلن رئيس حماس الحالي ، ولن تجد نهياً عن الشرك الأكبر في واجبات الإخواني ولا منجياته ولا مهلكاته ولا موبقاته ولا وصاياه ، كأنما يتعمد التلبس بهذه الجريمة أبداً .
ب – وجاءت الثورة الفرنسية الوحشية قبل 220 سنة قدوة جديدة للمتظاهرين والثّوار المحدثين ؛ جاءت تطالب بالعدالة والحرية والدستور وحقوق الإنسان والمواطن ( تشابهت قلوبهم وألفاظهم ) ؛ وفقد الناس – يومها ، بل أعوامها – الحرية والديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان والمواطن ، ومعها الأمن على الأرواح والأعراض ، وحاول لويس ( 16 ) أن يطفئ الثورة باعطاء ( الثائرين شيئاً مما يطلبون ، وكأنما كان هذا فاتحاً للشهية الثورية فكلما تحقق مطلب زادت مطالبهم ، فالمهم هو الثورة والمطلب مجرد ذريعة ، ثم تنادى الغوغاء للهجوم على قلعة الباستيل ( لتحرير السجناء السياسيين بزعمهم ) وتم لهم فتح القلعة وتحرير السجاء وعددهم سبعة من أعتى المجرمين القتلة لم يكن بينهم سحين سياسي واحد ، وبعد أن نجحت الثورة ثار بعض الثوار على رفقائهم في الثورة ، ويروى أن إحدى الثائرات اتهمت بالخيانة وعداوة الحرية ، وفي طريقها إلى المفصلة نادت نٌصٌبا للحرية : ( أيتها الحرية كم باسمك تٌقترف الآثام ) .
ثم تحولت الثورة إلى ثورات مضادة ودكتاتوريات شعبية ؛ اقتدت بها الثورة العراقية الوحشية على الهاشميين ، ثم على الثائرين الأوائل ، ثم على من بعدهم إلى حزب البعث وثورة رفيقٍ بعثيي على رفيقٍ بعثيي ... إلخ . كفى الله المسلمين شرهم .
ج – وسواء كانت الثورة سوقية كالثورة الفرنسية أو عسكرية كالثورات العربية والجنوب أمريكية ونحوها .
ومثلها المظاهرات والاعتصامات والانتخابات والاضرابات فإن قاسمها المشترك : الجهل بشرع الله ؛ فلا تجوز شرعاً ولا عقلاً ولا عاقبةً ، ولا يسوغها ظلم ولا فجور ، ولا زمان ولا مكان ولا حال ، فالأمر بطاعة ولاة الأمر والنهي عن معصيتهم مطلق في الكتاب والسنة ( في المنشط والمكره وعلى أثرة علينا ، وألا ننازع الأمر أهله ، وعلى أن نقول الحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم ) ، ومن فضل الله أن جمع في الحديث بين الأمر بالطاعة والنهي عن المعصية والخروج ، وبين الأمر بقول الحق رغم لوم اللائمين ، لأن كثيراً من الخوارج الجهلة العصاة يستدلون بذلك الحديث على جواز الخروج بالقول على ولاة الأمر اتباعاً لمنهاج حزب الإخوان وفروعه : الإنكار على الحاكم ومداهنة المحكوم ابتغاء تأييده الغوغائي للحزب الضال فيما يظهر .
والاستثناء الوحيد من الأمر بطاعة وليّ الأمر والنهي عن معصيته والخروج عليه بالقول أو العمل : أن يرى أهل العلم الشرعي ( كفراً بواحاً عندهم من الله فيه برهان ) ، وهذا الأمر بعيد عن متناول الفكريين والحركيين والحزبيين ، لا يجوز لهم ولا يقبل منهم القول فيه .
د – والانتخاب وحكم الأغلبية مخالف للشرع والعقل ، فأكثر الناس ( لا يعلمون ) و ( لا يؤمنون ) و ( لا يفقهون ) و ( لا يشكرون ) كما قال خالقهم تبارك وتقدس اسمه وتعالى جدّه .
ولو تنازل ولاة الأمر ( لنبض الشارع ) كما ينعق بعضه الصحفيين ، وللمتظاهرين والمعتصمين والمضربين والمنتخبين والصحفيين عن شيء مما ولاهم الله من قيادة الأمة إلى ما أراهم الله من الخير ؛ فالعاقبة : مخالفة شرع الله وسنة رسوله وسنة الخلفائه وفقه الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان ، ثم الضياع ؛ فلن يهدي إلى الخير ( من لا يهِدِّيِ إلا أن يٌهدَى ) ، ومن لا يهدي بهدي الله ورسوله ؛ وكل هؤلاء الغوغائيين منهم ، هداهم الله ، وكفى المسلمين شرهم .
وبلاد ودولة الدعوة إلى التوحيد والسنة ( بخاصة ) مصطفاة من الله ومميزة منه على جميع بلاد المسلمين والكافرين بتجديد الدين والدعوة في كل قرن من القرون الثلاثة الأخيرة بتحكيمها شرع الله في كل مسائل الاعتقاد والعبادة وجل مسائل المعاملات ، وبتطهيرها من أوثان المقامات والمزارات والمشاهد والأضرحة ، ومن معابد الأديان الباطلة ، وزوايا الصوفية ، وبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وقد راعت الأمم المتحدة تميزها ، فأقرت رفع رايتها إذا خفضت كل الرايات الأخرى ؛ فلتخرس الأصوات التي تطالبها بما يسمى زوراً : حق التظاهر والانتخاب وحرية التعبير والدين .
فلا حرية في بلد ودولة التوحيد والسنة إلا لما شرع الله .
1432 هـ .









رد مع اقتباس
قديم 2011-11-18, 02:34   رقم المشاركة : 93
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

المظاهرات والثّورات والانتخابات شرٌ شرعاً وعاقبةً للشيخ العلامة سعد بن عبدالرحمن الحصين

المظاهرات والثّورات والانتخابات شرٌ شرعاً وعاقبةً
لفضيلة الشيخ العلامة سعد بن عبدالرحمن الحصين – حفظه الله –
بسم الله الرحمن الرحيم
أ – قبل أن تدخل هذه المصطلحات الشيطانية قاموس اللغة العربية العصرية وحياة مسلمي العصر : وسوس الشيطان وسوّلت الأنفس الأمّارة بالسوء لبعض مسلمي القرن الأول الهجري الخروج على وليّ الأمرهم الخليفة الراشد المهدي الثالث عثمان بن عفان – رضي الله عنه وأرضاه – الذي شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة والشهادة والمغفرة من الله ، وأنه تستحي منه الملائكة ؛ خرج عليه أوائل الخوارج بالقول ثم بشرِ العمل فقتلوه بالتهمة التي يرددها الخوارج على ولاة أمرهم حتى اليوم وربما إلى يوم القيامة : توليته بعض أقاربه وغيرهم ، أو منحهم المال أو الأرض دون بعض ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي الواحد الوادي من الغنم ، ويقسم الذهبة في تربتها بين الثلاثة ، ويٌقطع الأرض من يشاء دون غيرهم ، وربما غضب بعض الصحابة فأرضاهم بتذكيرهم أن الناس يذهبون بالشاة والبعير ، ويذهبون هم وحدهم برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رحالهم ، وربما أرضى بعضهم بأنه يتألف غيرهم بالعطاء الدنيوي ويكلهم هم إلى إيمانهم ، وربما أعلن سلف الخوارج الخروج على الرسول بالقول ؛ ( إعدل يا محمد ) أو : ( أن كان ابن عمّتك ؟ ) ؛ تشابهت قلوبهم وألفاظهم .
ووسوس الشيطان وسوّلت الأنفس الأمّارة بالسوء لبعض مسلمي القرن الأول الهجري الخروج على الخليفة الراشد المهدي ابن عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وعلى آله وصحبه ) ووليّه وصفيّه ( علي بن أبي طالب – رضي الله عنه وأرضاه - ) الذي شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة وبمحبة الله ورسوله ؛ خرج عليه أوائل الخوارج بالقول ثم بشرِ العمل فقتلوه بالتهمة التي يرددها خلف الخوارج حتى اليوم : ( الحكم بغير ما أنزل الله ) ، تشابهت قلوبهم وألفاظهم .
وإذا كان الشيطان قد خص غير الحزبيين بدعوى الخوارج على عثمان :
( عدم العدل في توزيع الوظائف والمنح والجوائز ) فقد جمع للحزبيين ( الموصوفين زوراً بالإسلامين ) دعوى الخوارج على عثمان ومعها دعوى الخوارج على علي – رضي الله عنهما وأرضاهما - : ( الحكم بغير ما أنزل الله ) وتولى كِبر هذا الأمر حزب الإخوان المسلمين الذي أسس من أول يوم على الخروج على ولاة الأمر صالحين أو دون ذلك ،
وشرع الله خلاف ذلك ، فلا يجوز الخروج على وليّ الأمر ولو ظلم ، ولو فجر ( إلا أن تروا كفراً بواحاً ) فيجوز لأهل الحلّ والعقد ( لا الغوغاء ) أن يقرروا كفره ، ويختاروا الأصلح لولاية الأمر ، أما ما دون الكفر الصريح البواح فقد شرع رسول الله بأمر الله تعالى له ( السمع والطاعة ) للأمير ، ولو ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع ، ولو كان الأمراء ( لا يستنون بسنته ولا يهتدون بهديه ) فيما دون الاعتقاد : ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) .
والإخوانيون لم يكونوا بعدين عن الشرك ( منذ حسن البنا وعمر التلمساني – رحمهما الله – لو ماتا على التوحيد ) ( أنظر كاب مذكرات الدعوة والداعية للبنا وشهيد المحراب للتلمساني ) ، وإلى رئيس حماس اليوم ) قولاً أو فعلاً أو تجنباً للأمر بالتوحيد في العبادة أو النهي عن الشرك بأوثان المقامات والمزارات والمشاهد ، ابتداءً من ضريح الحصافي ( شيخ طريقة البنا الصوفية ) إلى ضريح الخميني الأب الروحي لحماس ، كما أعلن رئيس حماس الحالي ، ولن تجد نهياً عن الشرك الأكبر في واجبات الإخواني ولا منجياته ولا مهلكاته ولا موبقاته ولا وصاياه ، كأنما يتعمد التلبس بهذه الجريمة أبداً .
ب – وجاءت الثورة الفرنسية الوحشية قبل 220 سنة قدوة جديدة للمتظاهرين والثّوار المحدثين ؛ جاءت تطالب بالعدالة والحرية والدستور وحقوق الإنسان والمواطن ( تشابهت قلوبهم وألفاظهم ) ؛ وفقد الناس – يومها ، بل أعوامها – الحرية والديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان والمواطن ، ومعها الأمن على الأرواح والأعراض ، وحاول لويس ( 16 ) أن يطفئ الثورة باعطاء ( الثائرين شيئاً مما يطلبون ، وكأنما كان هذا فاتحاً للشهية الثورية فكلما تحقق مطلب زادت مطالبهم ، فالمهم هو الثورة والمطلب مجرد ذريعة ، ثم تنادى الغوغاء للهجوم على قلعة الباستيل ( لتحرير السجناء السياسيين بزعمهم ) وتم لهم فتح القلعة وتحرير السجاء وعددهم سبعة من أعتى المجرمين القتلة لم يكن بينهم سحين سياسي واحد ، وبعد أن نجحت الثورة ثار بعض الثوار على رفقائهم في الثورة ، ويروى أن إحدى الثائرات اتهمت بالخيانة وعداوة الحرية ، وفي طريقها إلى المفصلة نادت نٌصٌبا للحرية : ( أيتها الحرية كم باسمك تٌقترف الآثام ) .
ثم تحولت الثورة إلى ثورات مضادة ودكتاتوريات شعبية ؛ اقتدت بها الثورة العراقية الوحشية على الهاشميين ، ثم على الثائرين الأوائل ، ثم على من بعدهم إلى حزب البعث وثورة رفيقٍ بعثيي على رفيقٍ بعثيي ... إلخ . كفى الله المسلمين شرهم .
ج – وسواء كانت الثورة سوقية كالثورة الفرنسية أو عسكرية كالثورات العربية والجنوب أمريكية ونحوها .
ومثلها المظاهرات والاعتصامات والانتخابات والاضرابات فإن قاسمها المشترك : الجهل بشرع الله ؛ فلا تجوز شرعاً ولا عقلاً ولا عاقبةً ، ولا يسوغها ظلم ولا فجور ، ولا زمان ولا مكان ولا حال ، فالأمر بطاعة ولاة الأمر والنهي عن معصيتهم مطلق في الكتاب والسنة ( في المنشط والمكره وعلى أثرة علينا ، وألا ننازع الأمر أهله ، وعلى أن نقول الحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم ) ، ومن فضل الله أن جمع في الحديث بين الأمر بالطاعة والنهي عن المعصية والخروج ، وبين الأمر بقول الحق رغم لوم اللائمين ، لأن كثيراً من الخوارج الجهلة العصاة يستدلون بذلك الحديث على جواز الخروج بالقول على ولاة الأمر اتباعاً لمنهاج حزب الإخوان وفروعه : الإنكار على الحاكم ومداهنة المحكوم ابتغاء تأييده الغوغائي للحزب الضال فيما يظهر .
والاستثناء الوحيد من الأمر بطاعة وليّ الأمر والنهي عن معصيته والخروج عليه بالقول أو العمل : أن يرى أهل العلم الشرعي ( كفراً بواحاً عندهم من الله فيه برهان ) ، وهذا الأمر بعيد عن متناول الفكريين والحركيين والحزبيين ، لا يجوز لهم ولا يقبل منهم القول فيه .
د – والانتخاب وحكم الأغلبية مخالف للشرع والعقل ، فأكثر الناس ( لا يعلمون ) و ( لا يؤمنون ) و ( لا يفقهون ) و ( لا يشكرون ) كما قال خالقهم تبارك وتقدس اسمه وتعالى جدّه .
ولو تنازل ولاة الأمر ( لنبض الشارع ) كما ينعق بعضه الصحفيين ، وللمتظاهرين والمعتصمين والمضربين والمنتخبين والصحفيين عن شيء مما ولاهم الله من قيادة الأمة إلى ما أراهم الله من الخير ؛ فالعاقبة : مخالفة شرع الله وسنة رسوله وسنة الخلفائه وفقه الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان ، ثم الضياع ؛ فلن يهدي إلى الخير ( من لا يهِدِّيِ إلا أن يٌهدَى ) ، ومن لا يهدي بهدي الله ورسوله ؛ وكل هؤلاء الغوغائيين منهم ، هداهم الله ، وكفى المسلمين شرهم .
وبلاد ودولة الدعوة إلى التوحيد والسنة ( بخاصة ) مصطفاة من الله ومميزة منه على جميع بلاد المسلمين والكافرين بتجديد الدين والدعوة في كل قرن من القرون الثلاثة الأخيرة بتحكيمها شرع الله في كل مسائل الاعتقاد والعبادة وجل مسائل المعاملات ، وبتطهيرها من أوثان المقامات والمزارات والمشاهد والأضرحة ، ومن معابد الأديان الباطلة ، وزوايا الصوفية ، وبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وقد راعت الأمم المتحدة تميزها ، فأقرت رفع رايتها إذا خفضت كل الرايات الأخرى ؛ فلتخرس الأصوات التي تطالبها بما يسمى زوراً : حق التظاهر والانتخاب وحرية التعبير والدين .
فلا حرية في بلد ودولة التوحيد والسنة إلا لما شرع الله .
1432 هـ .









رد مع اقتباس
قديم 2011-11-18, 02:40   رقم المشاركة : 94
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

سم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


تنبيهات على مقالٍ حول إباحة المظاهرات السلمية/ لفضيلة الشيخ عبد المحسن العباد
و بعد، فقد اطلعت على كلمة لأحد المشايخ بعنوان: ((نظرات شرعية في وسائل التعبير العصرية)) نشرت في 25/3/1432هـ بعد المظاهرات والأحداث التي حصلت في بعض دول شمال أفريقيا، وقد اشتملت على تأييد المظاهرات السلمية وأنها شرعية، وكان اطلاعي عليها بعد نصف شهر من نشرها، وقد نشر بعد هذه الكلمة إيضاحاً ذكر فيه أن صاحب الموقع الذي نُشرت فيه الكلمة اقترح عليه حذفها مخافة أن يستغلها أهل السوء والجهل من بعض الشباب والكتاب والصحفيين وأنه وافق على هذا الاقتراح، وقد أحسنا جميعاً في حذفها، ولكون الكلمة انتشرت في مواقع أخرى أعلق على بعض ما جاء فيها بما يلي:
1ـ قوله: ((وقد كثر الخوض في حكمها (المظاهرات السلمية) بعد الثورة الشعبية السلمية في تونس ومصر وليبيا وغيرها، وكل هذه الثورات لم يسفك المظاهرون فيها دما ولم يشهروا سلاحا ولم ينهكوا نفسا أو يفسدوا شيئا من الممتلكات))، لا يخفى أن هذه المظاهرات التي ذهب فيها دولتان صاحبها اختلال في الأمن وحصول مفاسد وترتب عليها سلب ونهب وسفك دماء وأقل أضرارها التضييق على الناس في طرقاتهم وحصول الرعب للآمنين ثم إن الذين يقومون بتصريف الأعمال في الفترة الانتقالية بين الماضي والمستقبل لم يجر على ألسنتهم ـ في ما علمت ـ ذكر أي شيء فيه السعي لتطبيق شريعة الله في هذين البلدين المسلمين وكل ما في الأمر عندهم هو الدندنة حول ترسيخ الديمقراطية المستوردة من الغرب المباينة لشريعة الإسلام وإذا لم يتم للمسلمين في تلك البلاد حكمهم بشريعة ربهم فأي مكاسب ينشدونها بعد تلك الثورات التي لا يعدو الحال فيها أن يجيء وجوه بدل وجوه مع بقاء حليمة على عادتها القديمة كما في المثل، والله المستعان.
2ـ قوله: ((إن حق المسلم في حرية التعبير عن رأيه أكثر الحقوق التصاقاً بحق الحياة ... إن التعدي على حرية التعبير ظلم وإهدار لكرامة الإنسان و تقييدها و إلزامه بتقليد الغير ووجوب التبعية له))، حرية التعبير للمسلم تكون في حدود ما هو سائغ شرعاً، وما أُطلق عليه تعبير سلمي كالمظاهرات والاعتصامات والمسيرات يُرجع في معرفة حكمه شرعاً إلى أهل العلم، ومن أبرز علماء الشريعة في هذا العصر شيخنا الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله وقد قال: ((فالمسيرات في الشوارع والهتافات والمظاهرات ليست هي الطريق للإصلاح والدعوة، فالطريق الصحيح بالزيارة والمكاتبات بالتي هي أحسن فتنصح الرئيس والأمير وشيخ القبيلة بهذا الطريق لا بالعنف والمظاهرة، فالنبي صلى الله عليه وسلم مكث في مكة ثلاث عشرة سنة لم يستعمل المظاهرات ولا المسيرات ولم يهدد الناس بتخريب أموالهم واغتيالهم)) مجلة البحوث الإسلامية (38/210)، وكلامه واضح في منع المظاهرات السلمية وغير السلمية لا كما فهمه عنه صاحب المقال في قوله: ((فسماحته لم يعترض على المظاهرات السلمية وإنما منع المظاهرات غير السلمية وهي التي ينتج منها المفاسد والفتن وهذه حرام ولا شك))، قال ذلك تعليقاً على قول سماحته رحمه الله: ((إن العلماء وجميع الدعاة وأنصار الحق أوصوا بتجنب المسيرات والمظاهرات التي تضر بالدعوة ولا تنفعها وتسبب الفرقة بين المسلمين والفتنة بين الحكام والمحكومين)) مجموع الفتاوى (7/344)، ومنهم الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله فقد قال في لقاء الباب المفتوح (179) في جواب سؤال يتعلق بالمظاهرات؛ قال: ((عليك باتباع السلف، إن كان هذا موجوداً عند السلف فهو خير، وإن لم يكن موجوداً فهو شر، ولا شك أن المظاهرات شر؛ لأنها تؤدي إلى الفوضى لا من المتظاهرين ولا من الآخرين، وربما يحصل فيها اعتداء؛ إما على الأعراض، وإما على الأموال. ، وإما على الأبدان؛ لأن الناس في خضم هذه الفوضوية قد يكون الإنسان كالسكران ما يدري ما يقول ولا ما يفعل، فالمظاهرات كلها شر سواء أذن فيها الحاكم أو لم يأذن، وإذن بعض الحكام بها ما هي إلا دعاية، وإلا لو رجعت إلى ما في قلبه لكان يكرهها أشد كراهة، لكن يتظاهر بأنه كما يقولون: ديمقراطي وأنه قد فتح باب الحرية للناس، وهذا ليس من طريقة السلف))، ومنهم الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله فقد وصف المظاهرات بأنها من عادات الكفار وأساليبهم التي تتناسب مع زعمهم أن الحكم للشعب وتتنافى مع قوله صلى الله عليه وسلم: ((خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم)) السلسلة الضعيفة (6531)، ومما جاء في بيان هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية بتاريخ 1/4/1432هـ: ((وبما أن المملكة العربية السعودية قائمة على الكتاب والسنة والبيعة ولزوم الجماعة والطاعة فإن الإصلاح والنصيحة فيها لا تكون بالمظاهرات والوسائل والأساليب التي تثير الفتن وتفرق الجماعة، وهذا ما قرره علماء هذه البلاد قديماً وحديثاً من تحريمها، والتحذير منها، والهيئة إذ تؤكد على حرمة المظاهرات في هذه البلاد، فإن الأسلوب الشرعي الذي يحقق المصلحة، ولا يكون معه مفسدة، هو المناصحة وهي التي سنها النبي صلى الله عليه وسلم وسار عليها صحابته الكرام وأتباعهم بإحسان))، وليس من اللائق بصاحب المقال تسويغه في مقاله قيام عدد من النساء قل أو كثر أمام وزارة الداخلية أو وزارة العدل أو المحكمة الشريعة أو دار الإفتاء يطالبن بتوظيفهن أو رفع ظلم أوليائهن ...، والطريق السليم أن تتقدم كل واحدة إلى الجهات المسئولة في حاجتها أو بيان مظلمتها وطلب رفع الظلم عنها.
3ـ قوله: ((إن حرية التعبير في الإسلام هي أساس الدعوة إلى الخير قال تعالى: «وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ»، وأصول المعروف والمنكر منصوصة كلها في الكتاب والسنة ولكن أصنافها وأنواعها وأعدادها تتكاثر وتتسارع بتكاثر البشر وتوالدهم قال تعالى: «ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ»، والمظاهرة السلمية أحد مظاهر حرية التعبير لأنها تسعى لإعادة حقوق الشعب المسلوبة و المتعدى عليها ...))، ليس من اللائق إقحام ما يسمى بالمظاهرات السلمية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الخير لأنها مستوردة من الغرب ويترتب عليها مفاسد أقلها التضييق على الناس في طرقاتهم كما أشرت إلى ذلك آنفاً، وهي من جملة المظاهرات التي منع منها علماء هذه البلاد وغيرهم الذين نقلت كلامهم في ذلك.
4ـ جاء في المقال وصف ولي الأمر الذي يسمع له ويطاع بالعادل في ثلاثة مواضع، وهذا التقييد بالعدل خلاف ما دلت عليه النصوص من الكتاب والسنة التي أمرت بالسمع والطاعة للولاة مطلقاً ما لم يأمروا بمعصية، منها ما رواه مسلم في صحيحه (1846) من حديث وائل بن حجر رضي الله عنه قال: ((سأل سلمةُ بن يزيد الجعفي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا نبيَّ الله! أرأيتَ إن قامتْ علينا أُمراءُ يسألونا حقَّهم ويمنعونا حقَّنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اسمعوا وأطيعوا؛ فإنَّما عليهم ما حُمِّلوا وعليكم ما حُمِّلتُم))، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((ستكون أثرة وأمور تنكرونها، قالوا يا رسول الله فما تأمرنا؟ قال: تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله الذي لكم)) رواه البخاري (3603) ومسلم (4775) عن ابن مسعود رضي الله عنه، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّه يُستعمل عليكم أُمراءُ، فتعرفون وتنكرون، فمن كره فقد برئَ، ومَن أنكر فقد سلِم، ولكن مَن رضي وتابع، قالوا: يا رسول الله! ألا نقاتلُهم؟ قال: لا! ما صلّوا)) رواه مسلم (1854) عن أمّ سلمة رضي الله عنها، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((خيارُ أئمَّتكم الذين تحبُّونهم ويحبّونكم، وتُصلُّون عليهم ويُصلُّون عليكم، وشِرارُ أئمَّتكم الذين تُبغضونهم ويُبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم، قالوا: قلنا: يا رسول الله! أفلا ننابذُهم عند ذلك؟ قال: لا! ما أقاموا فيكم الصلاةَ، لا! ما أقاموا فيكم الصلاةَ، ألا مَن وليَ عليه والٍ، فرآه يأتِي شيئاً مِن معصية الله، فليكره ما يأتِي مِن معصية الله، ولا ينزعنَّ يداً مِن طاعةٍ)) رواه مسلم (1855) عن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية، فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة)) رواه البخاري (7144) ومسلم (4763) واللفظ له عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وحديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: ((دعانا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعناه، فقال فيما أخذ علينا: أن بايعنا على السَّمع والطَّاعة في مَنشَطِنا ومَكرَهِنا وعُسرِنا ويُسرِنا، وأثرَةٍ علينا، وأن لا نُنازع الأمرَ أهلَه، إلا أن ترَوا كفراً بَواحاً عندكم مِن الله فيه بُرْهانٌ)) رواه البخاري (7055) ومسلم (4771)، وهذان الحديثان عن عبد الله بن عمر وعبادة بن الصامت رضي الله عنهم؛ ذكرهما صاحب المقال وهذا يشعر أن وصفه الوالي بالعادل سهو أو سبق قلم، وإنما نبهت على هذا لئلا يُفهم وصفه الوالي بالعادل فهماً خاطئاً.
5ـ ذكر أربعة أدلة لجواز المظاهرات السلمية قال عن أولها: ((الأصل فيها الإباحة والبقاء على البراءة الأصلية حتى يرد دليل خاص في المنع وهي وسيلة جديدة ولا يترتب عليها مفسدة لأنها سلمية بحتة ومتى ترتب عليها مفسدة فهي محظورة))، تقدم أن الأصل فيها استيرادها من الغرب وأنها لا تخلو من مفاسد وأضرار أقلها التضييق على الناس في طرقاتهم وأن كبار العلماء في هذه البلاد وكذا الشيخ محمد بن ناصر الدين الألباني قالوا بتحريمها لما يترتب عليها من أضرار، وقال عن ثانيها: ((جميع آيات وأحاديث الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كلها أدلة للمظاهرات السلمية ...))، تقدم أنه ليس من اللائق إقحام المظاهرات السلمية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الخير وأيضاً فإن هذا الاستلال عليها من التكلف وهو خلاف ما فهمه كبار العلماء الذين أشرت إليهم، ودليله الثالث: حديث أبي هريرة رضي الله عنه في قصة الرجل الذي آذاه جاره وأرشده النبي صلى الله عليه وسلم أن يُخرج متاعه إلى الطريق، ولفظه عند أبي داود (5153) بإسناد حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه يشكو جاره، فقال: اذهب فاصبر! فأتاه مرتين أو ثلاثاً، فقال: اذهب فاطرح متاعك في الطريق، فطرح متاعه في الطريق فجعل الناس يسألونه فيخبرهم خبره، فجعل الناس يلعنونه فعل الله به وفعل وفعل، فجاء إليه جاره فقال له: ارجع لا ترى مني شيئاً تكرهه))، والحديث لا يدل على جواز المظاهرات المحدثة، وإذن الرسول صلى الله عليه وسلم للرجل بإخراج متاعه حصل لصحابي، والصحابة أهل صدق، وليس كل من جاء بعدهم يرشد إلى ذلك؛ لأنه ليس كل من يدعي مثل هذا يكون صادقاً بل قد يكون مبطلاً مؤذياً لجاره، أما دليله الرابع: فحديث إياس بن عبد الله بن أبي ذباب رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تضربوا إماء الله! فجاء عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله قد ذئـر النساء فأمر بضربهن، فضربن فطاف بآل محمد صلى الله عليه وسلم نساء كثير، فلما أصبح قال: لقد طاف الليلة بآل محمد سبعون امرأة كل امرأة تشتكي زوجها، فلا تجدون أولئك خياركم)) وهو حديث صحيح رواه أبو داود (2145) وابن ماجه (1985) واللفظ له؛ قال في وجه الاستدلال بالحديث: ((فإذا كان النساء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم خرجن جماعات أو فرادى يشتكين ضرر أزواجهن! أليست هذه مظاهرة سلمية؟))، ويجاب عنه بأن مجيء هؤلاء النسوة ليس من المظاهرات في شيء؛ لأن مجيئهن جميعاً لم يكن عن مواطئة ومواعدة بل كل واحدة جاءت على حدة فاتفق أن تلاقين عند بيوت النبي صلى الله عليه وسلم، والغالب أن ذكر السبعين فيه للتكثير كقوله تعالى: «اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ»، ونظير هذا التلاقي اتفاقاً عند بيوت الرسول صلى الله عليه وسلم التقاء زينب امرأة عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما التي جاءت تسأل عن الصدقة على الزوج بامرأة من الأنصار بباب رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجتها مثل حاجتها رواه البخاري (1466) ومسلم (2318).
وأسأل الله عز وجل أن يرينا الحق حقاً ويوفقنا لاتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويوفقنا لاجتنابه وأن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان إنه سميع مجيب.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
22/4/1432
هـ، عبد المحسن بن حمد العباد البدر










رد مع اقتباس
قديم 2011-11-18, 02:46   رقم المشاركة : 95
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

]المظاهرات وسيلة طارئة

والوسيلة لها حكم المقصد كما هو معروف عند أهل العلم

والقول أن المظاهرات بدعة حرام لأنها لم تكن على زمن السلف قول غير موفق

فليس من شرط الوسيلة ثبوت حصولها زمن السلف

بالصوت : (( حكم المظاهرات للشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله )) .

بالصوت : (( حكم المظاهرات للشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله





للتحميل

هنا









رد مع اقتباس
قديم 2011-11-18, 02:49   رقم المشاركة : 96
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

فتوى الشيخ محمد بن عبدالله الإمام حفظه الله على دعوة القرضاوي إلى دولة مدنية وبيان مفاسد المظاهرات

الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد:

هذا الكلام خطير جداً، فالعلماء الذين يعرفون سيرة القرضاوي في مناصرة كثير مما جاء به الأعداء لا يستغربون هذا؛ لما له من سوابق من مثل هذا الاتجاه، كالدعوة إلى حوار الأديان، التي حقيقتها وحدة الأديان ومؤاخاتها. مما جعل شيخنا الوادعي يقول: «القرضاوي قرض نصف الدين» وأنا أقول: «هو ساع في قرض النصف الباقي» فكلمة القرضاوي فيها أمران:


الأول: قوله: «توجهي لإقامة دولة مدنية» وقد ظنَّ من ظن أن القرضاوي جعل كلمة (دولة مدنية) بمقابل (دولة عسكرية) يعني: أنه لا يريدها دولة بحكم عسكري، وإنما بحكم مدني، ولكن لما القرضاوي مراده بكل إيضاح بقوله: «أنا ضد الدولة الدينية تماماً» زال هذا الظن وظهر المراد بدون لبس ولا خفاء، واقشعرت جلود المؤمنين من خطر هذه الكلمة.


والحاجة هنا ماسة إلى بيان ما هي الدولة المدنية؟


الدولة المدنية: أي: العلمانية على طريقة الغرب.


ولا ينسى القراء أن الأعداء يتحينون الفرص لفرض السيطرة على المسلمين، ففي الأمس كانت السيطرة للاتحاد السوفييتي، حتى إن كثيراً من الأحزاب في الوطن العربي كانت تجعل شعاراتها ناطقة بالانتساب للاتحاد السوفييتي، القائم على الشيوعية الاشتراكية، ففي جنوب اليمن: الحزب الاشتراكي اليمني، وفي العراق: حزب البعث الاشتراكي العربي، وفي سوريا: حزب البعث الاشتراكي السوري، أو تنتسب إليه بالمضمون كما حصل من قِبَل حزب جمال عبد الناصر، ولما سقط الاتحاد السوفييتي سعى الغرب الأمريكي والأوروبي بقيادة أمريكا إلى السيطرة على العالم الإسلامي خصوصاً العرب، ومعلوم أن الغرب الأوربي والغرب الأمريكي يسيران على العلمانية، فأراد الغرب أن يتحول انتساب وسير الدول العربية والإسلامية إلى العلمانية الغربية، وحتى لا يكون هذا التحول مفضوحاً؛ جعله الأعداء في مخططاتهم مبلسماً فقالوا: دول عربية مدنية، والتمدن المذكور قد نُص عليه في مؤامرة أمريكا الكبرى على العرب، المعروفة بمشروع الشرق الأوسط الكبير، كما في كتاب «مشروع الشرق الأوسط الكبير» (ص/98) وقد أوضحنا هذا في كتابنا «نفوذ التنصير في المسلمين بالأموال»


ومما يدل على أن المراد بالدولة المدنية (العلمانية على طريقة الغرب): أن العلمانيين الذين هم من صناعة الأعداء في الوطن العربي وغيره يقولون: «الدين لله، والوطن للجميع» والمراد بالدين عندهم: الصلاة والصيام. والمراد بالوطن للجميع: أن أمور المسلمين من سياسة واقتصاد وأخلاق وغير ذلك يحكمها العلمانيون، وهذا هو مضمون الشعار المعلوم (فصل الدين عن الدولة) وهو مضمون المادة في أغلب الدساتير العربية التي تنص على أن «الشعب مالك السلطة ومصدرها» وهو مضمون قول العلمانيين: الدين علاقة بين العبد وربه، والوطن للجميع، فكل هذه التعريفات والشعارات العلمانية اختصرت إلى (دول مدنية) ويؤكد أن المراد هذا قول القرضاوي: «أنا ضد الدولة الدينية» فهذا تأكيد وإيضاح للجملة التي قبلها لأن معناه: أنا لا أقبل دولة تحكم بالشريعة الإسلامية، ولكن أقبل دولة تحكم بالديمقراطية الغربية.


الثاني: قول القرضاوي: «أنا ضد الدولة الدينية» هذا يوافق قول العلمانيين: إن الشريعة الإسلامية لا تصلح لهذا العصر، فلماذا لا تريد يا قرضاوي الشريعة الإسلامية؟! ألم تؤلف يا قرضاوي كتاباً بعنوان «وجهاًَ لوجه.. الإسلام والعلمانية» وقررت فيه ما نصه: «الآن حصص الحق، ووضح الصبح لكل ذي عينين، وتبين لكل منصف أن العلمانية لا مكان لها في مصر، ولا في ديار العروبة والإسلام، بأي منطق أو بأي معيار، لا بمعيار الدين، ولا بمعيار المصلحة، ولا بمعيار الديمقراطية، ولا بمعيار الأصالة، وأن الشبهات التي أثارها العلمانيون لا تقوم على ساق ولا قدم» فما الذي دهاك إلى هذا القول الخطير؟! وما بالها قُبلت الآن عندك بالمعايير التي كنت ترفضها بالأمس.


وأما قول القرضاوي: «لكن بمرجعية إسلامية» فهذا لا يغيّر شيئاً من الدولة المدنية المذكورة أعلاه، فهو إما من باب ذر الرماد على العيون، أو من باب أن القرضاوي وأمثاله يريدون هذا كوجهة نظر، قد تُقبل، وقد لا تُقبل، لأن الدول المدنية غير معنية بهذا.


وأقول للقرضاوي: أين ذهبت الآيات القرآنية التي كنت أنت وبقية علماء حزب الإخوان المسلمين تنزلونها على حكام العصر


{ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}[المائدة: 44]


{ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }[المائدة: 45]


{ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [المائدة: 47]


وقوله تعالى: { إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ }[الأنعام: 57]


وقوله تعالى: { وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا}[الكهف: 26] وغير ذلك؟


فهل كنتم مقتنعين أن قولكم هذا من أجل الدين، أم من أجل الحزبية؟!


لأننا نرى هؤلاء - إذا كانت القضية متعلقة بحزب الإخوان المسلمين - خولوا لأنفسهم أن يقولوا حسب طلب قيادتهم، فأين هم من قوله تعالى:


{ وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) }[الحاقة: 44 – 47]


ومن قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160)} [البقرة: 159 – 160]


فكم حقاً كتموه، وباطلاً أذاعوه.


وبما سبق ذكره من بيان اتضح أن القرضاوي قد طمأن الأعداء إلى حد كبير أن الدول الجديدة التي هي في المخاض الآن ستكون على العلمانية الغربية، ومعلوم أن القرضاوي مرجعية حزب الإخوان المسلمين وهو بهذا التحول سيصير حجة للعلمانيين، وأما بقية علماء حزب الإخوان المسلمين، فإما أن يوافقوا على ما قاله القرضاوي، وهنا يقعون فيما حذر الله منه أشد تحذير قال تعالى:


{ وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (73) وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا (74) إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا (75)}[الإسراء: 73 – 75]


وإما أن يخالفوه فسيكونون عند الحزب: هم الرجعيون السطحيون، الذين يستحقون الحرمان والهجر وغير ذلك، وهذا لن يضرهم، ونبشرهم بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «من أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس»


وعلى هذا: فإني أدعوا الشيخ القرضاوي أن يتوب إلى الله من هذه الدعوة العلمانية.


وأما الإجابة عن بقية السؤال المتعلق بالمظاهرات لإسقاط دول، وجعلها جهاداً في سبيل الله؛ فقد سبق أن أصدرنا فتوى توضح أن المظاهرات المذكورة قد احتوت على جميع الشرور والفتن، فجعلها جهاد في سبيل الله من تقليب الحقائق، فكيف تكون في سبيل الله؟!! ومعلوم أن هذه المظاهرات من أجل الملك لا من أجل الدين، واللهث وراء الملك مرض خطير أبانه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله:


«ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حب المال والشرف لدينه» رواه الترمذي، وهو حديث صحيح قال الحافظ ابن رجب في «ذم الجاه والمال» (ص/29):


«وأما حرص المرء على الشرف فهو أشد هلاكاً من الحرص على المال، فإن طلب شرف الدنيا والرفعة فيها والرياسة على الناس والعلو في الأرض أضر على العبد من طلب المال، وضرره أعظم، والزهد فيه أصعب»


وأنى تكون المظاهرات جهاداً في سبيل الله وهي انتصار للحزبية التي حرمها الإسلام، وبرأ الله رسوله صلى الله عليه وسلم من أهلها قال تعالى:


{ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (159)} [الأنعام: 159 ]


وعن أم سلمة قالت: «إن نبيكم قد برئ ممن فرق دينه واحتزب» وهو صحيح، أليس حزب الإخوان المسلمين من جملة الأحزاب السياسية وهو عندنا في اليمن من أحزاب المعارضة.


وأنى تكون في سبيل الله وهي مظاهرات قائمة على السب والشتم واللعن، والرسول صلى الله عليه وسلم قال: «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر»


وقال: «لعن المسلم كقتله»


وكيف تكون في سبيل الله وفيها ترويع المسلمين وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم:


«لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً»


وأنى تكون في سبيل الله وهي قائمة على التخريب، والسلب، والنهب، وسفك الدماء، وإزهاق الأرواح.


وأنى تكون في سبيل الله وقد اجتمع قطاع الصلاة والسكارى والراقصين والقتلة وغيرهم.


وأنى تكون في سبيل الله وهي تنفيذ لمطالب أعداء الله.


وكيف تكون في سبيل الله وهي قائمة على الغدر والمكر والكذب وغير ذلك.


وكيف تكون في سبيل الله والمتظاهرون تدفعهم أحزابهم إلى قتل الأنفس البريئة، وقد تتابع علماء حزب الإخوان في الدعوة إلى المظاهرات والتهييج إليها، ومنهم عبد المجيد الزنداني الذي فتن بدعوته هذه من فتن من المتظاهرين وجرأتهم على ارتكاب البوائق وتعاطي الفتك ولا حول ولا قوة إلا بالله.


ومن أنكر المنكرات وأعظم المفاسد في هذه الاعتصامات: تواجد النساء مع الرجال، فكفى بهذا الاختلاط مفسدة، فكيف إذا وُجدت الخلوة التي هي مدرجة هلاك.


فلو أنصف علماء حزب الإخوان لقالوا: إنها في سبيل الشيطان، وهي كذلك، فها هو الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في شاب خرج يكتسب: «إن كان خرج رياء ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان»


فما بالك بمن خرج ليفعل ما ذكرنا، وأقول لعماء حزب الإخوان: لماذا ما أفتيتم بأن المظاهرات جهاد في سبيل الله إلا هذه الأيام؟!! مع العلم أن لها سنوات تقام، ولا يعرف الناس إلا أنها تقليد الكفار، فما هو السر في هذا التوقيت لهذه الفتوى؟! فما أظنه إلا أنكم ترون أنكم قد قربتم من الوثوب على الملك، فغيركم لا تفتونه بها؛ خشية أن يسبقكم إلى الملك فماذا يعني هذا؟!


وأما قولكم: «من قتل في المظاهرات إنه شهيد في سبيل الله»


فنقول لكم: هذه المسألة قد حسمها الرسول صلى الله عليه وسلم فجعل قِتلته جاهلية بقوله:


«من قتل تحت راية عمية يدعو لعصبية أو ينصر عصبية فقتلته جاهلية» رواه مسلم.


ولو أنصف علماء حزب الإخوان لوافقونا على أن قتلى المتظاهرين والمعتصمين ضحية الديمقراطية، لأن الأعمال التي يقوم بها المتظاهرون أكثرها تنفيذاً لديمقراطية الأعداء، فلا داعي لتوزيع الشهادات بالانتماء الحزبي.


وعلى كلٍ: علماء حزب الإخوان تغيرت فتواهم كثيراً إلى جهة الانحراف السياسي منذ قبلوا الحزبية السياسية - وإن كانت كل حزبية في الإسلام محرمة - حتى ركبوا الصعب والذلول، وأيضاً ضيعوا مكانتهم، وضيعوا الانتصار للإسلام حينما سلموا الأمور لقيادة الحزب السياسية، ولسنا نكفر حزب الإخوان المسلمين، ولكن نقول: زاد فيهم الانحراف منذ دخلوا في الحزبية السياسية، فقد حصل لهم مسخ خطير عما كانوا عليه قبل ذلك من خير، خصوصاً عندما قبلوا الدخول والتحالف مع الأحزاب العلمانية، ومن سار بسيرها.


وكون حزب الأخوان يريد الملك؛ فليأت الأمور من أبوابها، فلو اتقى الله، وتمسك بشرع الله صدقاً وإخلاصاً؛ لجعل الله له من القبول، ونفوذ القول بين المسلمين ما يفوق به غيره، أما هذا الطريق الذي سلكه فهو مؤد إلى خسارة في الدنيا وخسارة في الآخرة، ويكفيه عبرة ما قد حصل له في عشرات السنين من محاولات الوصول إلى الملك دون نجاح، إلى جانب ما يلحقهم من انتقامات تسببوا فيها، وإن نجحوا بهذه الطرق المشتملة على المخالفات لشرع الله، ومنها الغدر والمكر؛ فأخشى أن يسلط الله عليهم من يأخذ الملك عليهم، كما أخذوه على غيرهم بغير حق، فإن الجزاء من جنس العمل، ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول:


«إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته» متفق عليه من حديث أبي موسى رضي الله عنه.ألا وإن تواطأهم في هذ المرة مع جهات كافرة لاستلاب الحكم من الحكومات القائمة لأمر جلل، وفتح باب فتنة لا تنتهي، وقد قال الله:


{إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ} [يونس: 81].












رد مع اقتباس
قديم 2011-11-18, 02:58   رقم المشاركة : 97
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الثورات التظاهرية بحجة الإصلاح تبدأ وتنتهي بالإفساد / لفضيلة الشيخ سعد بن عبدالرحمن الحصين - حفظه الله تعالى -


بسم الله الرحمن الرحيم
الثورات التظاهرية بحجة الإصلاح تبدأ وتنتهي بالإفساد
1 – كل الثورات والمظاهرات والإضرابات والإعتصامات خرجت على وليّ الأمر بحجة تحقيق العدل ( والحرية والمساوة والديمقرطية )
2 – وكلها ( بصرف النظر عن صلاح الولاة أو فسادهم ) مخالفة لشرع الله في كتابه : ( ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) ، وفي الحديث المتفق على صحته : ( وألاّ ننازع الأمر أهله ) وفي الحديث الصحيح : ( وإن ضٌرِبَ ظهرك وأٌخذ مالك فسمع وأطع ) الصحيحة ( 2739 ) .
3 – وكلها ( منذ الثورة الفرنسية – القدوة السيئة ) بل ( منذ الخروج على عثمان رضي الله عنه وأرضاه في خلافة النبوة ، في خير القرون وخير الناس ) ، بدأت بالقتل ، وفتحت الباب لما دونه من الفساد في الأرض والفتن الظاهرة والباطنة .
4 – الاستثناء الذي أعرفه : ثورة الجيش عام 1372 – على ولاة مصر ( منذ عام 1920 – أي قبلها بمائة وخمسين سنة ) ، ولم ترق فيها قطرة دم ، وإن بدأ عهد الولاة قبلهم بمذبحة المماليك ثم بعد بضع عشرة سنة بقتل ونفي المئات من علماء وأمراء دولة تجديد الدّين السعودية الأولى عام ( 1233 ) ولكنّ محمد علي كان خيراً من سلطان الخرافة العثمانية ( الذي أمر بالغزو وتقرب إلى الله بقتل وصلب الإمام عبد الله بن سعود ورفيقيه ) ؛ فقد عاملهم محمد علي معاملة حسنة ، ومع أنه أعجمي الأصل ( ألبانيّ ) فقد كان يٌلزم الأعاجم الذين يرغبون العمل في خدمته باللباس العربي والكلام بالعربية ( على على نحو ما فعل معمّر القذافي ) .
ومع هذا الاستثناء لا أعرف بلداً عربياً صار بعد الثورة خيراً من قبلها .
5 – والثورات والمظاهرات الأخيرة أسوأ من غيرها ؛ بدأت برجل ينتمي إلى الإسلام يٌحرق نفسه كما فعل البوذيون الوثنيون أو الشيوعيون كفراً بنعمة الله عليه بالحياة ، ومعصية لأمر الله تعالى بالمحافظة على الحياة ومعصية لنهيه عن التفريط فيها ، وجزاؤه يوم القيامة مثل عمله فلا يزال يٌحرق نفسه لا تنفعه شفاعة القرضاوي وأمثاله ، إلا أن تشمله مغفرة الله ما دون الشرك :
( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) .
6 – ثم بدأ الإصلاح الثّوري التّظاهري بالإفساد العام : تخريب وحرق مؤسسات وممتلكات الأمة ( الأمنيّة بخاصة وغيرها بعامة ) وتَهٌبّ الدولة للدفاع عن سلطانها وممتلكاتها ومنجزاتها ومسؤليّتها ( وكلٌّ راع ومسؤل عن رعيته ) ، وأعلى المسؤليات وأولاها بالحفظ مسؤلية الولاية لعمومها البلاد والعباد والدين والدنيا وأهمية بقائها لصالح كل فرد ، ولشرع الله قتل من يحاول سلبها الولاية كما في صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري : ( إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما ) ، وصح عن ابن مسعود وأبي هريرة ومعاوية بن أبي سفيان وأنس رضي الله عنهم جميعاً ( الصحيحة 3089 ) ، ويهب المتظاهرون للدفاع ويٌقتل ويٌسجن أو يٌنفى من شاء الله له ذلك من ولاة الأمر أو من الخارجين عليهم .
وقد يستعين بعض الخوارج بقوات التحالف الأمريكي الأوروبي الذي كان يٌوصف بالصليبية عندما استأجرته دول الخليج لأنهاء احتلال حزب البعث العراقي الكويت عام 1410 ، وادعى مفتوا الحركيين أنه ( إذا دخل لا يخرج ) وأنه ( جاء للتنصير ) رغم أنه دخل عشرات السنين ( في الخليج والعراق والأردن وبلاد العجم ) ثم خرج ولم يٌنصر ؛ فيٌقتل المسلمون بالنيران الصديقة ( الغربية ) أو العدوّة ( العربية ) وتٌدمر الطائرات والدبابات ومخازن السلاح ومنشآت النفط ( العربية ) ويحتفل العرب بهذا العدوان التطوعي ( الأطلسي ) بالتكبير قليلاً ويرفع علامة النصر ( 7 ) اقتداءً بتشرشل كثيرا وبتباري رؤساء الغرب ( الصليبيون سابقا المغيثون لاحقاً ) في النباح استنكاراً لمقاومة دولة المسلمين ( بالعهد أو الغلبة ) الخارجين عليها ، وانتصاراً للحرية ( للخوارج لا للولاة ) .
7 – وليت العرب يٌحصون ( مرة واحدة
) كم خسرت البلاد التي ابتٌليت بالثورات والمظاهرات من الأنفس والأموال والممتلكات ، وكم ربحت ؟ لو ربحت ! .
أما نعمة الله بالأمن فلا يحتاج أمرها إلى حساب ، يكفي أن يرجعوا البصر كرة واحدة في حال الصومال وأفغانستان والعراق منذ سنين ، بل في حال مصر اليوم بعد اختيارها أن تسلم للتظاهرات الغوغائية ، كانت الشائعات كالعادة في كل زمان ومكان دون تبين هي الحكم ،
وقد أمر الله عباده المؤمنين بالتبين قبل تصديق الخبر ، وردّه إلى أولي العلم والأمر دون إشاعته ، وكان الشيطان ينسيهم نِقم الله عليهم بالأمن والدين وكفاية المؤنة في حدود الضرورة ، واليوم لا يأمن الناس على أنفسهم ولا أهليهم ولا أموالهم .
هدى الله الجميع لأقرب من هذا رشدا .
- 1432 -









رد مع اقتباس
قديم 2011-11-18, 03:00   رقم المشاركة : 98
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أدلة تحريم المظاهرات للشيخ سعد بن ناصر الشثري حفظه الله تعالى بتاريخ: 5-4-1432

هنا









رد مع اقتباس
قديم 2011-11-18, 03:02   رقم المشاركة : 99
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

رد الكذب والبهتان فيما ادعاه الحركي من الهذيان في جواز المظاهرات والخروج على السلطان

رد الكذب والبهتان فيما ادعاه الحركي من الهذيان في جواز المظاهرات والخروج على السلطان
ان الحمد لله نحمده ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا
أما بعد فأن مما لا يخفى على كثير من العقلاء ما تعيشه الأمة الإسلامية من فتن وبلايا وعناء وظلم من الحكام والمحكومين سواء إذ إن الأمر ليس كما يظن كثير من الأذكياء!!!
أن ما تمر به الأمة من الذل والهون هو بسبب ظلم الحكام فحسب بل هو أيضا بما كسبت أيدي الناس وهذا المعنى عبر عنه القرآن الكريم بقول الحق جل وعلا{وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الأنعام:129] أي نجعل بعضهم أولياء بعض بجامع كسبهم الشر والفساد.بمعنى كذلك من سنتنا أن نولي كل ظالم ظالما مثله، يؤزه إلى الشر ويحثه عليه، ويزهده في الخير وينفره عنه، وذلك من عقوبات الله العظيمة الشنيع أثرها، البليغ خطرها.
والذنب ذنب الظالم، فهو الذي أدخل الضرر على نفسه، وعلى نفسه جنى { وَمَا رَبُّكَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ } ومن ذلك، أن العباد إذا كثر ظلمهم وفسادهم،ومنْعهم الحقوق الواجبة، ولَّى عليهم ظلمة، يسومونهم سوء العذاب، ويأخذون منهم بالظلم والجور أضعاف ما منعوا من حقوق الله، وحقوق عباده، على وجه غير مأجورين فيه ولا محتسبين.
(ينظر تفسير السعدي وايسر التفاسير)
فهذا اصل يجب ان تربى عليه الأمة الإسلامية ابتدائاً وما أجمل مقولة كان يرددها الإمام العلامة الشيخ الألباني حيث كان يقول"دود الخل منه وبيه" نعم يجب أن يعلم الناس أن الحكام الذين يحكموننا ما نزلوا من كوكب آخر وانما هم من بني جلدتنا!!!
وهذا ليس دفاعا عن الحكام الظلمة ولا مداهنة ومن أصر وركب رأسه وادعى ان هذا دفاع عن الطواغيت كما زعم ذلك الحركي العنيد فعليه ان يتهم تلك النصوص المستفيضة التي تارة تأمر بطاعة من تولى كائناً من كان وتارة تأمر بعدم الخروج عليه مهما كان بأنها مداهنة وانها تنصر الظلمة ودونه في ذلك خرط القتاد وإلا فهو يكيل بميزانين وقوله يكون دعوى عارية عن الدليل ومتى تعرت الدعوى عن الدليل فلا قيمة لها كما هو معلوم0
ولذلك ظطر ذلكم الحركي الأفاك إلى امر عجيب جبن عنه هو وأسلافه من الحزبيين من قبل ألا وهو التجرؤ على أحد الصحيحين بالتضعيف وذلك منهم أمر غريب حيث كانوا بالأمس القريب يشنعون ويجعجعون على ريحانة بلاد الشام العلامة محمد ناصر الدين الألباني بأنه ضعف بعض أحاديث الصحيحين علماً ان الشيخ لم يأتي بشيء جديد بل هو مسبوق بأئمة هذا الفن بذلك التضعيف وكذلك فأن الشيخ لم يخاطب جمهور العامة بذلك التضعيف وإنما خاطب فئة معينة من الأمة وهم طلبة العلم0
أما ذلك الحركي البغيض تكلم عن ضعف حديث في أحد الصحيحين على شاشات التلفاز وذلك فيه ما لايخفى من تجرؤ العامة على الصحيحين الذين هما عند اهل السنة والجماعة اصح كتابين بعد كتاب الله تعالى0
سبحان الله ما أشبه اليوم بالأمس قالت المرجئة قديماً"لا يضر مع الايمان معصية"
ولسان حال الأحزاب اليوم "لا يضر مع الحركي الثوري ذنب" فها نحنُ نرى الأنفس تزهق ولاختلاط من الرجال والنساء في تلك المظاهرات وغير ذلك من المفاسد التي رأيناها على شاشات التلفاز ومع ذلك تجد من ينتسب للعلم والايمان من يبارك ويشجع تلك الحشود الهائلة من الجماهير الذين جهلوا حقيقة التغيير الشرعي0
الذي بينه المولى تعالى:في كتابه العزيز{إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ}وقوله تعالى{وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} قال:العلامة الشنقيطي في اضواء البيان "بين تعالى في هذه الآية الكريمة، أنه لا يغير ما بقوم من النعمة والعافية، حتى يغيروا ما بأنفسهم من طاعة الله جل وعلا.والمعنى: أنه لا يسلب قوماً نعمة أنعمها عليهم، حتى يغيروا ما كانوا عليه من الطاعة والعمل الصالح، وبين هذا المعنى في مواضع أخر كقوله: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}
قال:العلامة السعدي" بأن ينتقلوا من الإيمان إلى الكفر, ومن الطاعة إلى المعصية. أو من شكر نعم الله إلى البطر بها, فيسلبهم الله إياها عند ذلك. وكذلك إذا غير العباد, ما بأنفسهم من المعصية, فانتقلوا إلى طاعة الله, غير الله عليهم, ما كانوا فيه من الشقاء, إلى الخير والسرور والغبطة والرحمة"
وقال:العلامة ابو بكر الجزائري" يخبر تعالى عن سنة من سننه في خلقه ماضية فيهم وهي أنه تعالى لا يزيل نعمة أنعم بها على قوم من عافية وأمن ورخاء بسبب إيمانهم وصالح أعمالهم حتى يغيروا ما بأنفسهم من طهارة وصفاء بسبب ارتكابهم للذنوب وغشيانهم للمعاصي نتيجة الإعراض عن كتاب الله وإهمال شرعه وتعطيل حدوده والانغماس في الشهوات والضرب في سبيل الضلالات"
(ايسر التفاسيرج4_ص60)
وهذا اصل ثان يجب ان تعلمه الأمة المحمدية المرحومة لا بد ان نبدل حالنا من الشرك بالله تعالى إلى توحيده ومن البدعة الى اتباع نبيه ومن الهوى والمعصية الى الطاعة والامتثال وهكذا نسير على خطا التغيير قال: الحق تعالى{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ}
فأن القرآن الكريم يرشد الأمة أذا ما وقع عليها الظلم والاستئثار بالأموال ان تتقي الله وتعود أليه سبحانه وهكذا كان الرسل يأمرون أتباعهم اذا اصابهم مكروه {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً} لا بالخروج على الظلمة فتكون النتيجة ما وقع وما يقع الآن على أخوننا في ليبيا الحبيبة بلد الحفاظ لكتاب الله ومن قبلها مصر الحبيبة الغالية على القلوب شوكة اهل السنة بوجه الترفض والمجوس!!!
وعوداً على بدء أقول لذلك الحركي الخُرافي هب أن ما قلته في الحديث الذي في صحيح مسلم بأنه ضعيف!!! فما انت فاعل مع قول الحق جل وعلا{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ }ومعلوم لدى مثلك ان اولي الامر المقصوديين في الاية هم العلماء والأمراء وكلا المعنيين وارد عن الصحابة رضي الله عنهم والامر بطاعة أولي الامر في الاية مطلق لم يقيد بالامير العادل وانما الضابط في ذلك هو المأمور به0 فأن كان طاعة أطعته وان كان معصية فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق
وما انت فاعل مع الاحاديث التي أمر النبي فيها الصحابة بالصبر على جور السلطان فان قلت تلك النصوص موجهة لحكام عادلين فهذا من اعظم الجهل بدين الله اذ كيف يخبر النبي بانهم سيلقون جوراً وأثاره وتقول انت هذه النصوص موجهه لحكام عادلين!!!
ثم أن كانوا غير ظلمة فما معنى مخاطبة الصحابة والأمة بالصبر عليهم؟؟؟ فعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ : بَايَعَنَا رَسُولُ اللَّهِ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا ، وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا وَأَثَرَةٍ عَلَيْنَا ، وَأَنْ لا نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ إلا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ فِيهِ مِنْ اللَّهِ بُرْهَانٌ"مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
اود ان أرى من الشيخ جرأة اقوى فيظهر لنا على شاشة تلفاز يتلاعب به اعلامي ! لا تعرف الأمة هويته؟؟!! على قناة لا نعرف اشراً ارادت بالمسلمين أم أردت بهم؟؟؟فيضعف هذا الحديث الصريح الذي هو في صحيحي البخاري ومسلم أم أن شجاعته ستخونه هذه المرة ففي هذا الحديث أمور واضحة بينة:
الأولى: تروا_اي لا مجرد أخبار ليس لها خُطم ولا أزمة فتؤدي في الأمة البلايا؟!
الثانية: كفراً_ اي ليس معصية ولا ذنباً!
الثالث: بواحاً_اي صريحا ظاهرا ليس به خفاء؟
الرابع: عندكم فيه من الله برهان_ اي دليل شرعي مقنع لا هوى متبع!
ثم بعد كل هذه الشروط التي هي اشبه بأن تكون تعجيزية لابد من النظر في المصالح والمفاسد وهذا الامر يرجع فيه لاهل العلم الراسخين فيه الحريصين على دماء الأمة واعراضهم0
وعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ  عَنْ النَّبِيِّ  أَنَّهُ قَالَ إِنَّهُ يُسْتَعْمَلُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ فَمَنْ كَرِهَ فَقَدْ بَرِئَ وَمَنْ أَنْكَرَ فَقَدْ سَلِمَ وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا نُقَاتِلُهُمْ قَالَ لَا مَا صَلَّوْا أَيْ مَنْ كَرِهَ بِقَلْبِهِ وَأَنْكَرَ بِقَلْبِهِ"رواه مسلم(4907)
وعَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ:" خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ0 قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلاَ نُنَابِذُهُمْ بِالسَّيْفِ فَقَالَ: لاَ مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلاَةَ وَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ وُلاَتِكُمْ شَيْئًا تَكْرَهُونَهُ فَاكْرَهُوا عَمَلَهُ وَلاَ تَنْزِعُوا يَدًا مِنْ طَاعَةٍ "مسلم(4910)
عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود يحدث عن أبيه عن النبي قال : "نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم : إخلاص العلم لله ومناصحة أئمة المسلمين ولزوم جماعتهم فإن الدعوة تحيط من ورائهم" رواه أحمد(13350) والترمذي(2658) وابن ماجة(230 )وصححه الشيخ الألباني
وعن أبى هريرة أن رسول الله  قال :" ان الله يرضى لكم ثلاثا ويسخط لكم ثلاثا يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم ويكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال":وانظر صحيح الادب المفرد(442)
قال:شيخ الإسلام رحمه الله تعالى:" وفي صحيح مسلم عن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سيكون أمراء فتعرفون وتنكرون فمن عرف برىء ومن أنكر سلم ولكن رضي وتابع قالوا أفلا نقاتلهم قال لا ماصلوا- فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتالهم مع إخباره أنهم يأتون أمورا منكرة فدل على أنه لا يجوز الإنكار عليهم بالسيف كما يراه من يقاتل ولاة الأمر من الخوارج والزيدية والمعتزلة وطائفة من الفقهاء وغيرهم0
وفي الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكم سترون بعدي أثرة وأمورا تنكرونها قالوا فما تأمرنا يا رسول الله قال تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله الذي لكم فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الامراء يظلمون ويفعلون أمورا منكرة ومع هذا فأمرنا أن نؤتيهم الحق الذي لهم ونسأل الله الحق الذي لنا ولم يأذن في أخذ الحق بالقتال ولم يرخص في ترك الحق الذي لهم"
(منهاج السنة النبوية ج3_ص194)
ثم قال: ولهذا كان المشهور من مذهب أهل السنة أنهم لا يرون الخروج على الأئمة وقتالهم بالسيف وإن كان فيهم ظلم كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة المستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم لأن الفساد في القتال والفتنة أعظم من الفساد الحاصل بظلمهم بدون قتال ولا فتنة فلا يدفع أعظم الفسادين بالتزام أدناهما ولعله لا يكاد يعرف طائفة خرجت على ذي سلطان إلا وكان في خروجها من الفساد ما هو أعظم من الفساد الذي أزالته"
(منهاج السنة النبوية ج3_ص191)
هذا وليعلم ذلك الحركي ان ورائه يوما هو مسؤل فيه عن دماء الأبرياء الذين يغرر بهم ويزجُ بهم تحت نيران الظلمة الذين لا يفكرون إلا بالمحافظة على مناصبهم
وان ورائه رجال من أهل السنة يردون عليه باطله لعل الله ان ييسر ردا مفصلاً عليه من طلبة العلم الأقوياء
{وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ}
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
تتمة
بقي لنا تتمة مع قول النبي " كلمة حق عند سلطان جائر" فعن طارق بن شهاب أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه و سلم وقد وضع رجله في الغرز : أي الجهاد أفضل فذكره
يستدل به اهل الأهواء على ثوريتهم فنقول:
أولا: أن سمة أهل الباطل إما أن يستدلوا بنص ضعيف أو بنص صحيح لكن لا يدل على ما استدلوا به! أو بنص متشابه! فنقول:له نعم التزم بالحديث يقول"عند"وأنت تقف على المنبر! وتهيج وتحرش وتدفع بالشباب المتحمس تحت نيران الحكام! فالنبي قال: (عند) ليس في الشوارع وأمام العامة حتى يتجرأ الهمج الرعاع وتعم الفوضى وقال: كلمة حق لا سلاح وقتل وتحريش وغير ذلك ثم أين النصوص الكثيرة التي تأمر بالصبر وعدم نزع اليد من طاعة وعدم مفارقة الجماعة؟ فهذه العندية فسرها النبي بقوله "من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبديها علانيةً ولكن ليأخذ بيده فيخلوا به فإن قبل ذاك وإلا كان أدى الذي عليه" فقوله يفسره قوله عليه السلام وهذه الطريقة لم يعمل بها القوم لأنها لا توافق هواهم فأقل ما يقال في هذا الحديث أنه من المتشابه وتلك النصوص المتقدمة محكمة واضحة صريحة في تحريم الخروج على ولاة الأمور هذا ان قلنا بالتعارض بينها وبين وهذا الحديث أصل









رد مع اقتباس
قديم 2011-11-18, 03:08   رقم المشاركة : 100
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

  1. موسوعة أقوال علماء ومشايخ الإسلام في تحريم المظاهرات (( أكثر من 100 عالم وشيخ )) ..



    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

    فنظراً لما يحصل للأمة الأسلامية والعربية من أحداث ومظاهرات وفوضى ، أحببت أن أشارك بهذه المشاركة لعل الله أن يجعل فيها خير وصلاح للإسلام والمسلمين .

    وجمعت فيها (( بالصوت )) أقوال علماء ومشايخ الإسلام في جميع أقطار الأرض في تحريم المظاهرات ، وللعلم أن هناك علماء آخرون قالوا بالتحريم ولكن للأسف لم أجد شيئاً مسجلاً لهم وإنما وجدت ذلك في بعض مؤلفاتهم ومقالاتهم ، وأزددت يقيناً أن هذه المظاهرات محرمة شرعاً ، وليس هناك نص لا من كتاب ولا من سنة بيح هذه المظاهرات سواء كانت سلمية وغير سلمية ، بل هناك أدلة تحرمها .

    وكاد أن يكون تحريمها إجماعاً عند العلماء المعاصرين ، حيث وصل عدد الصوتيات إلى أكثر من 100 مادة صوتية سترونها كلها هنا إن شاء الله تعالى .

    فلا أطيل عليكم إليكم روابط التحميل .

    ----------

    ( 1 ) الشيخ العلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله

    للتحميل : أضغظ هنا

    ----------

    ( 2 )الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

    للتحميل : أضغظ هنا

    ----------

    ( 3 )الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله

    للتحميل : أضغظ هنا : وهنا

    ----------

    ( 4 )الشيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله

    للتحميل : أضغظ هنا

    ----------

    ( 5 )الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله

    للتحميل : أضغظ هنا
    : وهنا

    ----------

    ( 6 )الشيخ العلامة صالح اللحيدان حفظه الله

    للتحميل : أضغظ هنا

    ----------

    ( 7 )الشيخ العلامة عبدالمحسن العباد حفظه الله تعالى

    للتحميل : أضغظ هنا

    ----------

    ( 8 )الشيخ العلامة يحيى بن علي الحجوري حفظه الله تعالى

    للتحميل : أضغظ هنا

    ----------

    ( 9 )الشيخ العلامة صالح السدلان حفظه الله

    للتحميل : أضغظ هنا

    ----------

    ( 10 )الشيخ العلامة : ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله

    للتحميل : أضغظ هنا

    ----------

    ( 11 )الشيخ العلامة / عبدالعزيز آل الشيخ حفظه الله

    للتحميل : أضغظ هنا

    ----------

    ( 12 )الشيخ العلامة / عبدالعزيز الراجحي حفظه الله

    للتحميل : أضغظ هنا

    ----------

    ( 13 )الشيخ العلامة / محمد بن عبدالوهاب الوصابي حفظه الله

    للتحميل : أضغظ هنا وهنا .

    ----------

    ( 14 )الشيخ العلامة / عبيد الجابري حفظه الله

    للتحميل : أضغظ هنا وهنا

    ----------

    ( 15 )الشيخ العلامة أحمد النجمي رحمه الله

    للتحميل : أضغظ هنا

    ----------

    ( 16 )الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله

    للتحميل : أضغظ هنا

    ----------

    ( 17 )الشيخ / محمد المختار الشنقيطي حفظه الله

    للتحميل : أضغظ هنا

    ---------

    ( 18 )الشيخ علي الحذيفي حفظه الله

    للتحميل : أضغظ هنا

    ----------

    ( 19 )الشيخ / محمد بن هادي المدخلي حفظه الله

    للتحميل : أضغظ هنا وهنا وهنا

    ----------

    ( 20 )الشيخ عبدالعزيز البرعي حفظه الله

    للتحميل : أضغظ هنا

    ----------

    ( 21 )الشيخ صلاح البدير حفظه الله

    للتحميل : أضغظ هنا

    ----------

    ( 22 )الشيخ عبدالله الظفيري حفظه الله

    للتحميل : أضغظ هنا

    ----------

    ( 23 )الشيخ / عبدالعزيز الريس حفظه الله

    للتحميل : أضغظ هنا

    ----------

    ( 24 )الشيخ / سليمان الرحيلي حفظه الله

    للتحميل : أضغط هنا

    ---------

    ( 25 )الشيخ / سليم الهلالي حفظه الله

    للتحميل : أضغظ هنا

    ----------

    ( 26 )الشيخ / علي الحلبي حفظه الله

    للتحميل : أضغظ هنا

    ----------

    ( 27 )الشيخ فلاح مذكار حفظه الله

    للتحميل : أضغظ هنا

    ----------

    ( 28 )الشيخ / محمد بن عبدالله الإمام حفظه الله

    للتحميل : أضغظ هنا وهنا

    ----------

    ( 29 )الشيخ زيد المدخلي حفظه الله تعالى

    للتحميل : أضغظ هنا

    ----------

    ( 30 )الشيخ العيد شريفي حفظه الله تعالى

    للتحميل : أضغظ هنا وهنا

    ----------

    ( 31 )الشيخ سلطان العيد حفظه الله تعالى

    للتحميل : أضغظ هنا

    ----------

    ( 32 )الشيخ رمزان الهاجري حفظه الله تعالى

    للتحميل : أضغظ هنا وهنا

    ----------

    ( 33 )الشيخ عثمان السالمي حفظه الله تعالى

    للتحميل : أضغظ هنا

    ----------

    ( 34 )الشيخ محمد الفيفي حفظه الله تعالى

    للتحميل : أضغظ هنا

    ----------

    ( 35 )الشيخ أحمد بن علي علوش مدخلي حفظه الله

    للتحميل : أضغظ هنا

    ----------

    ( 36 )الشيخ أبوفريحان حفظه الله تعالى

    للتحميل : أضغظ هنا

    ----------

    ( 37 )الشيخ عبدالله بن عبدالرحيم البخاري حفظه الله

    للتحميل : أضغظ هنا

    ----------

    ( 38 )الشيخ / محمد رسلان حفظه الله تعالى

    للتحميل : أضغظ هنا

    ----------

    ( 39 )الشيخ ماهر القحطاني حفظه الله

    للتحميل : أضغظ هنا

    ----------

    ( 40 )الشيخ أبوعبدالباري عبدالحميد العربي حفظه الله

    للتحميل : أضغظ هنا

    ----------

    ( 41 )الشيخ عبدالرحمن العدني حفظه الله

    للتحميل : أضغظ هنا

    ----------

    ( 42 )الشيخ محمد بن زيد المدخلي حفظه الله

    للتحميل : أضغظ هنا

    ----------

    ( 43 )الشيخ سعد الشثري حفظه الله

    للتحميل : أضغظ هنا وهنا وهنا

    ----------

    ( 44 )الشيخ علي رضا حفظه الله

    للتحميل : أضغظ هنا

    ----------
    ( 45 )الشيخ حسن البنأ حفظه الله تعالى

    للتحميل : أضغظ هنا

    ----------

    ( 46 )الشيخ عبد الحميد الجهني حفظه الله

    للتحميل : أضغظ هنا

    ----------

    ( 47 )الشيخ مشهور حسن سلمان حفظه الله تعالى

    للتحميل : أضغظ هنا

    ----------

    ( 48 )الشيخ أسامة العتيبي حفظه الله

    للتحميل : أضغظ هنا وهنا

    ----------

    ( 49 )الشيخ عبدالله عثمان الذماري حفظه الله

    للتحميل : أضغظ هنا وهنا

    ----------

    ( 50 )الشيخ محمد عبدالوهاب العقيل حفظه الله

    للتحميل : أضغظ هنا

    ----------

    ( 51 )الشيخ أبو بكر يوسف لعويسي حفظه الله

    للتحميل : أضغظ هنا

    ----------

    ( 52 )الشيخ هشام البيلي حفظه الله تعالى

    للتحميل : أضغظ هنا

    ----------

    ( 53 )الشيخ عبدالله مرعي حفظه الله

    للتحميل : أضغظ هنا

    ----------

    ( 54 )الشيخ صالح السحيمي حفظه الله تعالى

    للتحميل : أضغظ هنا

    ----------

    ( 55 ) الشيخ عز الدين رمضاني حفظه الله تعالى

    للتحميل : أضغظ هنا

    ----------

    ( 56 )الشيخ إبراهيم محمد الهلالي

    للتحميل : أضغظ هنا

    ----------

    ( 57 )الشيخ عبدالرزاق النهمي حفظه الله

    للتحميل : أضغظ هنا

    ----------

    ( 58 )الشيخ نعمان بن عبدالكريم الوتر حفظه الله

    للتحميل : أضغظ هنا

    ----------

    ( 59 )الشيخ حسين الحطيبي حفظه الله

    للتحميل : أضغظ هنا

    ----------

    ( 60 )الشيخ عبدالله الأشموري حفظه الله

    للتحميل : أضغط هنا

    ----------

    ( 61 )الشيخ محمد جاد المصري حفظه الله

    للتحميل : أضغط هنا

    ----------

    ( 62 )الشيخ مصطفى العدوي حفظه الله

    للتحميل : أضغط هنا

    ----------

    ( 63 )الشيخ صادق البيضاني حفظه الله

    للتحميل : أضغط هنا

    ----------

    ( 64 )الشيخ عبدالوهاب الشميري حفظه الله

    للتحميل : أضغط هنا

    ----------

    ( 65 )الشيخ أبو إسحاق الحويني حفظه الله

    للتحميل : أضغط هنا

    ----------

    ( 66 )الشيخ أحمد النقيب حفظه الله

    للتحميل : أضغط هنا

    ----------

    ( 67 )الشيخ عبدالرحمن محي الدين حفظه الله

    للتحميل : أضغط هنا

    ----------

    ( 68 )الشيخ أبو عبدالأعلى حفطه الله تعالى

    للتحميل : أضغط هنا وهنا وهنا وهنا

    ----------

    ( 69 )الشيخ عثمان الخميس حفطه الله

    للتحميل : أضغط هنا وهنا وهنا

    ----------

    ( 70 )الشيخ أبومالك القفيلي حفطه الله

    للتحميل : أضغط هنا

    ----------

    ( 71 )الشيخ محمد حزام البعداني حفظه الله

    للتحميل : أضغط هنا

    ----------

    ( 72 )الشيخ سعد عرفات حفظه الله

    للتحميل : أضغط هنا

    ----------

    ( 73 )الشيخ محمد باموسى حفظه الله

    للتحميل : أضغط هنا

    ----------

    ( 74 )الشيخ إسماعيل بن غصاب العدوي حفظه الله

    للتحميل : أضغط هنا

    ----------

    ( 75 )الشيخ فلاح إسماعيل حفظه الله

    للتحميل : أضغط هنا

    ----------
    ( 76 )الشيخ عبدالخالق العماد الوصابي حفظه الله

    للتحميل : أضغط هنا

    ----------

    ( 77 )الشيخ طلال الدوسري حفظه الله

    للتحميل : أضغط هنا

    ----------

    ( 78 )الشيخ عبدالغني العمري حفظه الله

    للتحميل : أضغط هنا

    ----------

    ( 79 )الشيخ معافى بن علي المغلافي حفظه الله

    للتحميل : أضغط هنا

    ----------

    ( 80 )الشيخ خالد بن علي المشيقع حفظه الله

    للتحميل : أضغط هنا

    ----------

    ( 81 )الشيخ مرضي الحبشان حفظه الله

    للتحميل : أضغط هنا

    ----------

    ( 82 )الشيخ أسامة سليمان حفظه الله

    للتحميل : أضغط هنا

    ----------

    ( 83 )الشيخ صالح الهليل حفظه الله

    للتحميل : أضغط هنا

    ----------

    ( 84 )الشيخ عبدالله المسلم حفظه الله

    للتحميل : أضغط هنا

    ----------

    ( 85 )الشيخ حمزة الطيار حفظه الله

    للتحميل : أضغط هنا

    ----------

    ( 86 )الشيخ حمد بن عبدالله الحمد حفظه الله

    للتحميل : أضغط هنا

    ----------

    ( 87 ) الشيخ عبدالعزيز بن وحيد حفظه الله

    للتحميل : أضغط هنا

    ----------

    ( 88 ) الشيخ عبد المحسن القاضي حفظه الله

    للتحميل : أضغط هنا

    ----------

    ( 89 )الشيخ محمود هاشم حفظه الله

    للتحميل : أضغط هنا

    ----------

    ( 90 )الشيخ عبدالله محمد الطيار حفظه الله

    للتحميل : أضغط هنا

    ----------

    ( 91 )الشيخ طارق مسعد حفظه الله

    للتحميل : أضغط هنا

    ----------

    ( 92 )الشيخ الشيخ عبدالرحمن بن صالح الدهش حفظه الله

    للتحميل : أضغط هنا

    ----------

    ( 93 )الشيخ عواد سبتي حفظه الله

    للتحميل : أضغط هنا

    ----------

    ( 94 )الشيخ عبدالله السالم حفظه الله

    للتحميل : أضغط هنا

    ----------

    ( 95 )الشيخ عبدالعزيز السعيد حفظه الله

    للتحميل : أضغط هنا

    ----------

    ( 96 )الشيخ طلعت زهران حفظه الله

    للتحميل : أضغط هنا

    ----------

    ( 97 )الشيخ عبدالله القرعاوي حفظه الله

    للتحميل : أضغط هنا

    ----------

    ( 98 )الشيخ فهد بن حسن الغراب حفظه الله

    للتحميل : أضغط هنا

    ----------

    ( 99 )الشيخ ناصر حمدان الجهني حفظه الله

    للتحميل : أضغط هنا

    ----------

    ( 100 )الشيخ عبدالله بن محمد آل يحي الغامدي حفظه الله

    للتحميل : أضغط هنا

    ----------

    ( 101 ) الشيخ سعيد آل زعير حفظه الله

    للتحميل : أضغط هنا

    ----------

    ( 102 ) الشيخ سعد بن ناصر الغنام حفظه الله

    للتحميل : أضغط هنا

    ----------

    وفي الختام نسأل الله العظيم رب العش العظيم أن يجنب المسلمين الفتن ماظهر منها وما بطن
    وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم


    ولا تنسونا من صالح دعائكم

  2. منقول









رد مع اقتباس
قديم 2011-11-18, 03:11   رقم المشاركة : 101
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حكم اعتبار القتيل في المظاهرات من الشهداء لأبي عبد المعز محمد علي فركوس الجزائري حفظه الله تعالى

في حكم اعتبار القتيل في المظاهرات من الشهداء

الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:


فالمظاهرات والمسيرات والاعتصامات بالساحات -بغضّ النظر عن صفتها عنفيّةً كانت أو سلميّةً- فليست من عملنا -نحن المسلمين- ولا من دعوتنا، ولا هي من وسائل النهي عن المنكر، بل هي من أساليب النظام الديمقراطي الذي يُسند الحكمَ للشعب، فمنه وإليه.


فضلاً عن أنّ عامّة المظاهر الثوريّة والاحتجاجيّة في العالَم الإسلاميّ متولّدةٌ من الثورة الفرنسيّة وما تلاها من ثوراتٍ وانقلاباتٍ في أوربا في العصر الحديث، فأمّتنا بهذا النمط من التقليد والاتّباع تدعّم التغريب وتفتح باب الغزو الفكري، باتّخاذ الأساليب الثوريّة وأشكال الانتفاضات أنموذجًا غربيًّا وغريبًا عن الإسلام، يحمل في طيّاته الفتن والمضارّ النفسيّة والماليّة والخُلُقيّة، قال ابن القيّم -رحمه الله-: «وهذا كالإنكار على الملوك والولاة بالخروج عليهم؛ فإنه أساس كلّ شرٍّ وفتنةٍ إلى آخر الدهر»(١- «إعلام الموقّعين» لابن القيّم (3/ 4).).


والحقوق إنّما يُتوصّل إليها بالوسائل المشروعة والبدائل الصحيحة.


أمّا الشهداء فهُمْ على ثلاثة أقسامٍ(٢- انظر: «المجموع» للنووي (5/ 225)، «عمدة القاري» للعيني (11/ 371)، «فتح الباري» لابن حجر (6/ 44).):


الأوّل: شهيدٌ في الدنيا والآخرة، وهو: من يُقتل بسببٍ من أسباب قتال الكفّار مخلصًا صابرًا محتسبًا مقبلاً غير مدبرٍ، وذلك قبل انقضاء الحرب، فإنه تجري عليه أحكام الشهيد في الدنيا، فلا يُغسَّل الشهيدُ قتيلُ المعركة ولو اتّفق أنه كان جُنُبًا؛ لقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «ادْفِنُوهُمْ فِي دِمَائِهِمْ» -يَعْنِي يَوْمَ أُحُدٍ- وَلَمْ يُغَسِّلْهُمْ(٣- أخرجه البخاري في «الجنائز» باب من لم يَرَ غَسْلَ الشهداء (1346)، من حديث جابر رضي الله عنه.).


وفي استشهاد حنظلة بن أبي عامرٍ رضي الله عنه قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «إِنَّ صَاحِبَكُمْ تُغَسِّلُهُ الْمَلاَئِكَةُ»، فَسَأَلُوا صَاحِبَتَهُ فَقَالَتْ: إِنَّهُ خَرَجَ لَمَّا سَمِعَ الهَائِعَةَ(٤- الهَيْعَة: هي الصوت الذي تفزع منه وتخافه من عدوّ [«النهاية» لابن الأثير (5/ 288)].) وَهُوَ جُنُبٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِذَلِكَ غَسَّلَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ»(٥- أخرجه ابن حبّان في «صحيحه» (7025)، والحاكم في «مستدركه» (4917) واللفظ له وقال: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه»، والبيهقي في «السنن الكبرى» (6814)، من حديث عبد الله بن الزبير عن أبيه رضي الله عنهما، وصحّحه الألباني في «الإرواء» (713)، و«السلسلة الصحيحة» (326).)، ولا يجوز نزعُ ثياب الشهيد التي قُتل فيها؛ لقوله صلّى الله عليه وسلّم في قتلى أحدٍ: «زَمِّلُوهُمْ فِي ثِيَابِهِمْ»(٦- أخرجه أحمد (23657)، من حديث عبد الله بن ثعلبة بن صُعَيْر، وانظر: «أحكام الجنائز» للألباني (60).)، ولا يُصلَّى عليه لقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «لاَ تُغَسِّلُوهُمْ، فَإِنَّ كُلَّ جُرْحٍ -أَوْ كُلَّ دَمٍ- يَفُوحُ مِسْكًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ»، وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِمْ(٧- أخرجه أحمد (14189)، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وانظر: «أحكام الجنائز» للألباني (54).)، ولحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْمَعُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ مِنْ قَتْلَى أُحُدٍ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ يَقُولُ: «أَيُّهُمْ أَكْثَرُ أَخْذًا لِلْقُرْآنِ»، فَإِذَا أُشِيرَ لَهُ إِلَى أَحَدِهِمَا قَدَّمَهُ فِي اللَّحْدِ، وَقَالَ: «أَنَا شَهِيدٌ عَلَى هَؤُلاَءِ يَوْمَ القِيَامَةِ»، وَأَمَرَ بِدَفْنِهِمْ فِي دِمَائِهِمْ، وَلَمْ يُغَسَّلُوا، وَلَمْ يُصَلَّ عَلَيْهِمْ(٨- أخرجه البخاري في «الجنائز» باب الصلاة على الشهيد (1343)، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.).


مع جواز الصلاة عليهم من غير وجوب؛ لحديث أنسٍ: «أَنَّ شُهَدَاءَ أُحُدٍ لَمْ يُغَسَّلُوا، وَدُفِنُوا بِدِمَائِهِمْ وَلَمْ يُصَلَّ عَلَيْهِمْ»(٩- أخرجه أبو داود في «الجنائز» باب في الشهيد يُغَسَّل (3135)، والدارقطني في «سننه» (4207)، والحاكم في «مستدركه» (1352) وقال: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه»، انظر: «أحكام الجنائز» للألباني (55).) غير حمزة(١٠- لحديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ مَرَّ بِحَمْزَةَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، وَقَدْ جُدِعَ وَمُثِّلَ بِهِ، فَقَالَ: «لَوْلا أَنْ تَجْزَعَ صَفِيَّةُ، لَتَرَكْتُهُ حَتَّى يَحْشُرَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ بُطُونِ الطَّيْرِ وَالسِّبَاعِ»، فَكَفَّنَهُ فِي نَمِرَةٍ، إِذَا خَمَّرَ رَأْسَهُ بَدَتْ رِجْلاهُ، وَإِذَا خَمَّرَ رِجْلَيْهِ بَدَا رَأْسُهُ، فَخَمَّرَ رَأْسَهُ، وَلَمْ يُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنَ الشُّهَدَاءِ غَيْرَهُ، وَقَالَ: «أَنَا شَهِيدٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ» [أخرجه ابن أبي شيبة (4913)، وانظر: «أحكام الجنائز» للألباني (55)].)، ويُدفن الشهداء في مواطن استشهادهم ولا يُنقلون إلى المقابر؛ لحديث جابرٍ رضي الله عنه وفيه: «أَلاَ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَرْجِعُوا بِالْقَتْلَى، فَتَدْفِنُوهَا فِي مَصَارِعِهَا حَيْثُ قُتِلَتْ»، قَالَ: «فَرَجَعْنَاهُمَا مَعَ الْقَتْلَى حَيْثُ قُتِلَتْ»(١١- أخرجه ابن حبّان في «صحيحه» (3184)، من حديث جابر رضي الله عنه، انظر: «أحكام الجنائز» للألباني (138).) -يعني جابرٌ أباه وخاله-.


كما يجري على الشهيد حكمُ الشهادة في الآخرة من نيل الثواب الخاصّ به في قوله تعالى: ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ. فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ. يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [آل عمران: 169-171]، وله خصالٌ أخرى ثابتةٌ في السنّة الصحيحة في قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللهِ سِتُّ خِصَالٍ: يُغْفَرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْعَةٍ، وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الجَنَّةِ، وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَيَأْمَنُ مِنَ الفَزَعِ الأَكْبَرِ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الوَقَارِ: اليَاقُوتَةُ مِنْهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَيُزَوَّجُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنَ الحُورِ العِينِ، وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِهِ»(١٢- أخرجه الترمذي في «فضائل الجهاد» باب في ثواب الشهيد (1663)، وابن ماجه في «الجهاد» باب فضل الشهادة في سبيل الله (2799)، وأحمد (17182)، وصحّحه الألباني في «المشكاة» (3834)، و«صحيح الترغيب والترهيب» (1375).).


قلت: ويُستثنى من عموم ما يُكفَّر عن الشهيد من خطيئاته وسيّئاته الدَّيْنُ؛ فإنه لا يَسْقُطُ بالشهادة(١٣- لقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : «يُغْفَرُ لِلشَّهِيدِ كُلُّ ذَنْبٍ إِلاَّ الدَّيْنَ» [أخرجه مسلم في «الإمارة» (1/ 912) رقم (1886) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما].)؛ لأنه حقٌّ آدميٌّ لا يسقط إلا بالوفاء أو الإبراء.


ويُعَدّ شهيدًا من هذا القسم -أيضًا- المقتولُ من الطائفة العادلة القائمة بالحقّ والمحكِّمة للشرع في قتالها الطائفةَ الباغيةَ، فإنّ المقتول منها لا يُغسَّل ولا يُصلّى عليه؛ لأنه في قتالٍ أَمَر اللهُ به، فهو مثلُ الشهيد في قتاله للكفّار؛ لقوله تعالى: ﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [الحجرات: 9].


الثاني: شهيدٌ في الآخرة دون أحكام الدنيا، وهو: المبطون، والمطعون، والغريق، وموت المرأة في نفاسها بسبب ولدها وأشباهم؛ لقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «الشُّهَدَاءُ سَبْعَةٌ سِوَى الْقَتْلِ فِي سَبِيلِ اللهِ: الْمَطْعُونُ شَهِيدٌ، وَالْغَرِقُ شَهِيدٌ، وَصَاحِبُ ذَاتِ الْجَنْبِ شَهِيدٌ، وَالْمَبْطُونُ شَهِيدٌ، وَالْحَرَقُ شَهِيدٌ، وَالَّذِي يَمُوتُ تَحْتَ الْهَدْمِ شَهِيدٌ، وَالْمَرْأَةُ تَمُوتُ بِجُمْعٍ(١٤- جُمع: أي تموت وفي بطنها ولد [«النهاية» لابن الأثير (1/ 296)].) شَهِيدٌ»(١٥- أخرجه مالك -واللفظ له- في «الموطأ» (36)، وأبو داود في «الجنائز» باب في فضل من مات في الطاعون (3111 ) والنسائي في «الجنائز» باب النهي عن البكاء على الميّت (1846)، وابن حبّان في «صحيحه» (3189)، من حديث جابر بن عتيك رضي الله عنه، وصحّحه الألباني في «مشكاة المصابيح» (1561).).


ويدخل في هذا القسم -أيضًا- من قُتل في سبيل الدفاع عن دينه، ونفسه، وأهله، وماله؛ لقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ»(١٦- أخرجه الترمذي في «الديات» باب ما جاء فيمن قتل دون ماله فهو شهيد (1421)، والنسائي -واللفظ له- في «تحريم الدم» باب من قاتل دون دينه (4095)، من حديث سعيد بن زيد رضي الله عنه، وأخرج الفقرةَ الأولى منه البخاريُّ في «المظالم والغصب» باب من قاتل دون ماله (2480)، ومسلم في «الإيمان» (1/ 75) رقم (141)، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، والحديث بتمامه صحّحه الألباني في «الإرواء» (708)، و«صحيح الترغيب والترهيب» (1411).).


وحقيقٌ بالتنبيه أنّ الشهيد من القسم الأوّل الذي يجاهد الكفّار في سبيل الله، وقصدُه نصرُ دين الله تعالى لتكونَ كلمة الله هي العليا، إعزازًا للإسلام والمسلمين وإذلالاً للشرك والمشركين، فهو شهيدٌ حقيقةً، بينما الشهيد في القسم الثاني جعله الله في حكم القسم الأوّل فضلاً من الله ومنّةً: يُعطى من جنس أجر الشهيد، ولا تجري عليه أحكامُ الدنيا، قال العيني -رحمه الله-: «وأمّا ما عدا ما ذكرْناهم الآن فهُم شهداءُ حكمًا لا حقيقةً، وَهَذَا فضلٌ من الله تعالى لهذه الأمّة، بأَنْ جعل ما جرى عليهم تمحيصًا لذنوبهم وزيادةً في أجرهم، بلّغهم بها درجاتِ الشهداء الحقيقيّةَ ومراتبَهم، فلهذا يُغسَّلون ويُعْمَل بهم ما يُعْمَل بسائر أموات المسلمين»(١٧- «عمدة القاري» للعيني (11/ 371).).


الثالث: شهيدٌ في الدنيا دون الآخرة، وهو: المقتول في حرب الكفّار، وقد قاتل رياءً أو سُمعةً أو نفاقًا أو ليُرى مكانُه، أو قاتل حميّةً أو لغيرها من النيّات، ولمّا كانت النيّات خفيّةً لا يعلمها إلاّ الله فقد أُعطوا حُكْمَ الشهداء في الدنيا دون الآخرة.


فإذا تقرّر حصرُ الشهداء في الأقسام الثلاثة المتقدِّمة بحسب أحكامهم في الدنيا والآخرة؛ فإنّ من عداهم ليسوا من الشهداء مطلقًا: لا في أحكام الدنيا ولا في الآخرة، بل قد يكون قتالُهم جاهليًّا كالموت من أجل القوميّة العربيّة أو غيرها من القوميّات، أو عصبيّةً لدولةٍ على أخرى، أو حميّةً لقبيلةٍ على أختها، أو يموت في سبيل المطالبة بتحكيم النُّظُم والتشريعات الوضعيّة أو ترسيخها كالنظام الديمقراطيّ أو الاشتراكيّ أو اللبيراليّ وغيرها من الأنظمة المستوردة، أو يُقتل من أجل تحقيق المبادئ والإيديولوجيّات الفلسفيّة: شرقيّةً كانت أم غربيّة، ونحوها من الأنواع المعدودة من القتال الجاهليّ الذي لا صلةَ له البتّةَ بالجهاد في سبيل الله، الذي يكون المقصودُ منه إعلاءَ كلمة الله ونصْرَ الإسلام والتمكينَ للمسلمين لإقامة الدين وإظهار شعائره، مصداقًا لقوله تعالى: ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ. الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَللهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ﴾ [الحج: 40-41]، وقوله تعالى: ﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ [محمد: 7]، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الرَّجُلِ يُقَاتِلُ شَجَاعَةً، وَيُقَاتِلُ حَمِيَّةً، وَيُقَاتِلُ رِيَاءً، أَيُّ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا، فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ»(١٨- أخرجه البخاري في «العلم» باب من سأل وهو قائمٌ عالمًا جالسًا (123)، ومسلم -واللفظ له- في «الإمارة» (2/ 919) رقم (1904)، من حديث أبي موسى رضي الله عنه.).


هذا، وكلّ دعوةٍ إلى الروابط النَّسَبِيّة والمذهبيّة والطائفيّة والعصبيّة مهما كانت صفتُها وتنوّعت، فهي -في ميزان الشرع- من عزاء الجاهليّة، وفي هذا المعنى يقول ابن تيمية -رحمه الله-: «وكلُّ ما خرج عن دعوة الإسلام والقرآن: من نسبٍ أو بلدٍ أو جنسٍ أو مذهبٍ أو طريقةٍ: فهو من عزاء الجاهلية، بل لمّا اختصم رجلان من المهاجرين والأنصار، فقال المهاجريّ: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ، وقال الأنصاريّ: يَا لَلأَنْصَارِ، قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «أَبِدَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ» وغضب لذلك غضبًا شديدًا(١٩- أخرجه البخاري في «المناقب» باب ما يُنهى من دعوى الجاهلية (2/ 224) رقم (3518)، ومسلم في «البرّ والصلة والآداب» (2/ 1200) رقم (2584) من حديث جابر رضي الله عنه. ولفظ البخاري: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ ثَابَ مَعَهُ نَاسٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ حَتَّى كَثُرُوا، وَكَانَ مِنَ المُهَاجِرِينَ رَجُلٌ لَعَّابٌ فَكَسَعَ أَنْصَارِيًّا، فَغَضِبَ الأَنْصَارِيُّ غَضَبًا شَدِيدًا حَتَّى تَدَاعَوْا وَقَالَ الأَنْصَارِيُّ: يَا لَلأَنْصَارِ، وَقَالَ المُهَاجِرِيُّ: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَا بَالُ دَعْوَى أَهْلِ الجَاهِلِيَّةِ؟»، ثُمَّ قَالَ: «مَا شَأْنُهُمْ»، فَأُخْبِرَ بِكَسْعَةِ المُهَاجِرِيِّ الأَنْصَارِيَّ، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «دَعُوهَا، فَإِنَّهَا خَبِيثَةٌ». )»(٢٠- «السياسة الشرعيّة» لابن تيميّة (84).).


وحاصلُه: أنّ الإسلام إذا كان ينهى أشدّ النهي عن دعوة الجاهليّة، ويحذّر منها لأنّها تشكّل خطرًا عظيمًا على عقيدة المسلم ودينه؛ فإنّ الموت في سبيلها أعظمُ خطرًا وأكبرُ جُرْمًا وأسوأُ مصيرًا، نسأل اللهَ السلامةَ والعافيةَ وحُسْنَ الخاتمة.


والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدّين وسلّم تسليمًا.


الجزائر في: 24 جمادى الأولى 1432ﻫ

المـوافق ﻟ: 28 أبـريــل 2011م

١- «إعلام الموقّعين» لابن القيّم (3/ 4).


٢- انظر: «المجموع» للنووي (5/ 225)، «عمدة القاري» للعيني (11/ 371)، «فتح الباري» لابن حجر (6/ 44).


٣- أخرجه البخاري في «الجنائز» باب من لم يَرَ غَسْلَ الشهداء (1346)، من حديث جابر رضي الله عنه.


٤- الهَيْعَة: هي الصوت الذي تفزع منه وتخافه من عدوّ [«النهاية» لابن الأثير (5/ 288)].


٥- أخرجه ابن حبّان في «صحيحه» (7025)، والحاكم في «مستدركه» (4917) واللفظ له وقال: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه»، والبيهقي في «السنن الكبرى» (6814)، من حديث عبد الله بن الزبير عن أبيه رضي الله عنهما، وصحّحه الألباني في «الإرواء» (713)، و«السلسلة الصحيحة» (326).


٦- أخرجه أحمد (23657)، من حديث عبد الله بن ثعلبة بن صُعَيْر، وانظر: «أحكام الجنائز» للألباني (60).


٧- أخرجه أحمد (14189)، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وانظر: «أحكام الجنائز» للألباني (54).


٨- أخرجه البخاري في «الجنائز» باب الصلاة على الشهيد (1343)، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.


٩- أخرجه أبو داود في «الجنائز» باب في الشهيد يُغَسَّل (3135)، والدارقطني في «سننه» (4207)، والحاكم في «مستدركه» (1352) وقال: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه»، انظر: «أحكام الجنائز» للألباني (55).


١٠- لحديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ مَرَّ بِحَمْزَةَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، وَقَدْ جُدِعَ وَمُثِّلَ بِهِ، فَقَالَ: «لَوْلا أَنْ تَجْزَعَ صَفِيَّةُ، لَتَرَكْتُهُ حَتَّى يَحْشُرَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ بُطُونِ الطَّيْرِ وَالسِّبَاعِ»، فَكَفَّنَهُ فِي نَمِرَةٍ، إِذَا خَمَّرَ رَأْسَهُ بَدَتْ رِجْلاهُ، وَإِذَا خَمَّرَ رِجْلَيْهِ بَدَا رَأْسُهُ، فَخَمَّرَ رَأْسَهُ، وَلَمْ يُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنَ الشُّهَدَاءِ غَيْرَهُ، وَقَالَ: «أَنَا شَهِيدٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ» [أخرجه ابن أبي شيبة (4913)، وانظر: «أحكام الجنائز» للألباني (55)].


١١- أخرجه ابن حبّان في «صحيحه» (3184)، من حديث جابر رضي الله عنه، انظر: «أحكام الجنائز» للألباني (138).


١٢- أخرجه الترمذي في «فضائل الجهاد» باب في ثواب الشهيد (1663)، وابن ماجه في «الجهاد» باب فضل الشهادة في سبيل الله (2799)، وأحمد (17182)، وصحّحه الألباني في «المشكاة» (3834)، و«صحيح الترغيب والترهيب» (1375).


١٣- لقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : «يُغْفَرُ لِلشَّهِيدِ كُلُّ ذَنْبٍ إِلاَّ الدَّيْنَ» [أخرجه مسلم في «الإمارة» (1/ 912) رقم (1886) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما].


١٤- جُمع: أي تموت وفي بطنها ولد [«النهاية» لابن الأثير (1/ 296)].


١٥- أخرجه مالك -واللفظ له- في «الموطأ» (36)، وأبو داود في «الجنائز» باب في فضل من مات في الطاعون (3111 ) والنسائي في «الجنائز» باب النهي عن البكاء على الميّت (1846)، وابن حبّان في «صحيحه» (3189)، من حديث جابر بن عتيك رضي الله عنه، وصحّحه الألباني في «مشكاة المصابيح» (1561).


١٦- أخرجه الترمذي في «الديات» باب ما جاء فيمن قتل دون ماله فهو شهيد (1421)، والنسائي -واللفظ له- في «تحريم الدم» باب من قاتل دون دينه (4095)، من حديث سعيد بن زيد رضي الله عنه، وأخرج الفقرةَ الأولى منه البخاريُّ في «المظالم والغصب» باب من قاتل دون ماله (2480)، ومسلم في «الإيمان» (1/ 75) رقم (141)، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، والحديث بتمامه صحّحه الألباني في «الإرواء» (708)، و«صحيح الترغيب والترهيب» (1411).


١٧- «عمدة القاري» للعيني (11/ 371).


١٨- أخرجه البخاري في «العلم» باب من سأل وهو قائمٌ عالمًا جالسًا (123)، ومسلم -واللفظ له- في «الإمارة» (2/ 919) رقم (1904)، من حديث أبي موسى رضي الله عنه.


١٩- أخرجه البخاري في «المناقب» باب ما يُنهى من دعوى الجاهلية (2/ 224) رقم (3518)، ومسلم في «البرّ والصلة والآداب» (2/ 1200) رقم (2584) من حديث جابر رضي الله عنه. ولفظ البخاري: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ ثَابَ مَعَهُ نَاسٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ حَتَّى كَثُرُوا، وَكَانَ مِنَ المُهَاجِرِينَ رَجُلٌ لَعَّابٌ فَكَسَعَ أَنْصَارِيًّا، فَغَضِبَ الأَنْصَارِيُّ غَضَبًا شَدِيدًا حَتَّى تَدَاعَوْا وَقَالَ الأَنْصَارِيُّ: يَا لَلأَنْصَارِ، وَقَالَ المُهَاجِرِيُّ: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَا بَالُ دَعْوَى أَهْلِ الجَاهِلِيَّةِ؟»، ثُمَّ قَالَ: «مَا شَأْنُهُمْ»، فَأُخْبِرَ بِكَسْعَةِ المُهَاجِرِيِّ الأَنْصَارِيَّ، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «دَعُوهَا، فَإِنَّهَا خَبِيثَةٌ».


٢٠- «السياسة الشرعيّة» لابن تيميّة (
84)
هنا









رد مع اقتباس
قديم 2011-11-18, 03:16   رقم المشاركة : 102
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

تنبيه الأصحاب إلى خطر المظاهرات والاضراب لفضيلة الشيخ الدكتور عبدالعزيز بن ندَى العتيبي حفظه الله تعالى

تنبيه الأصحاب إلى خطر المظاهرات والاضراب

الحمد لله رب العالمين، الذي كرم ابن آدم بِهذا الدين، وأعزه بسنة سيد المرسلين، نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:
لا يخفى على العارفين والعقلاء على مر العصور والأزمان، أهمية الأمن ونعمة الأمان، وأثره في استقرار البنيان، وبقاء مصالح الأمم، واستمرار الحضارات، بل ان عناصر النجاح وبقاء الأمم؟ قائمة على أمرين، أولهما: وجود الأمن، وثانيهما: قوة الحالة الاقتصادية، لوفرة النعم وسهولة الرزق، ولقد قال الله تعالى: {الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ}[ قريش: 4]، وقوله: {الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ}، أي: ان كل بلد ومجتمع بلا جوع فهو في نعمة، بعد توحيد الله، وهو دليل على تقلب الناس في النعم الوفيرة، ورغد العيش، في بيئة تنعم بالنمو الاقتصادي، وقوله: {وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ}، أي: ان نعمة الأمن ضرورة للوجود الانساني، بل من أكبرِ النعم على الانسان وجود الأمن، وان الحياة في بلاد آمنة، ورزق مُتَيَسِّر لا يحمل الانسان هم تحصيله وجمعه، فهذه أركان بناء الدول والحضارات، مع وجود الامام الذي يجتمع حوله الناس، خوفاً من ضرر تعدد الزعماء، فبتعدد الزعماء يُنزع للأمن وينهار، ويمنع الرزق واليسار.

السعادة الدنيوية في ثلاث


ان السعادة في الحياة الدنيا جمعها النبي صلى الله عليه وسلم في توفر ثلاثة أمور، لَما روى الترمذي في سننه (2346) وحسنه، وابن ماجه في سننه (4141) من حديث عُبيد الله بن مِحصن الأنصاري الخَطْمِيِّ رضي الله عنه، قال: قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «من أَصبح منكم آمِنًا في سِرْبه، مُعَافًى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حِيزت له الدنيا». قال الترمذي: «حديث حسن».قلت: وهو كما قال، حسن بالشواهد.فان مجاوزة بيان النبي صلى الله عليه وسلم، وطلب العلاج في المظاهرات والاضرابات خطر وزلل.


حكم المظاهرات والإضرابات


وهذه مقدمة للدخول في حكم المظاهرات والاضرابات، وما جرته على كثير من الأمم من الفساد والويلات، وذلك بعدما لوحظ في الآونة الأخيرة من تفشي الدعوة الى الاضرابات والاعتصامات، باسم المطالبة بالحقوق وانتزاعها، ومن المؤلم مشاركة كثير ممن عرف بالحكمة والعقل، وغيرهم ممن نحسن الظن به، وان كانت عند آخرين عمل ومنهج ذا تأصل اسْتُلَّ من عقولٍ لا تدرك مطالب الشرع أو لا تعبأ به، فأصبحت تعيش هذه الثقافة المنكرة، ولا تقبل ان تحيد عنها أو تُراجع فيها، الا ان يكتب الله لهم الخير والهداية.قال تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [البقرة: 272]، وقال تعالى: {نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ} [النور:35]، وقال تعالى: {مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا} [الكهف: 17].


كيف نشعر بقيمة لحظة أمان واطمئنان؟!


أيها الانسان! ان يُسمحَ لك بوجود مساحة للتفكير، وتجد أملاً في العيش، ولو كان زمناً محدوداً، وتحظى بلحظات من الشعور بالأمن والطمأنينة، وراحة البال في الأوطان، بين الأهل والخلان، لَهو أمر عزيز تبذل المهج من أجل تحصيله، وان هذا الجزء من الأمن وراحة البال والاطمئنان، يتجاوز بمراحل مجموعة المطالب والحقوق، التي يسعى الى تحصيلها كثير من الناس بالمظاهرات والاعتصامات والاضرابات، وهي في نهاية الأمر وسائل غريبة، ومسالك غير مشروعة.


درء المفاسد مقدم على جلب المصالح في مجالس العلم والحكمة، لا أماكن الفوضى والفتن


من المعلوم لدى العلماء والحكماء، وفي مجالس العلم والحكمة، لا أماكن الفوضى وطلاب الفتن، ومجامع الغوغاء والدهماء، ان درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، وكذلك عند التزاحم والتنازع بين أمرين، فعند تزاحم المصالح، نسعى الى تحصيل المصلحة الكبرى وتقديمها على المصلحة الصغرى.

قال تعالى: {وَلاَ تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} [الأنعام: 108]، ان كشف الباطل وبيان عيبه وضلاله، أمر مطلوب ومصلحة شرعية، حث عليه الشارع، ومنها بيان هذه المعبودات الباطلة، والآلهة التي تعظم وتعبد من دون الله فوقع الناس في الشرك، وبما ان ذلك سيئول الى مفسدة كبرى وهي سب المشركين لله، جاء المنع من التشريع من ذلك: {وَلاَ تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ}، فان عدم بيان الضلال وسب آلهة المشركين، مفسدة صغرى الى جانب المفسدة الكبرى وهي سب الله سبحانه وتعالى: {فَيَسُبُّوا اللَّهَ} حكم انتزاع الحقوق من ولاة الأمر أولا: روى البخاري في صحيحه (2377)، وأحمد في المسند (111/3) من حديث أنس رضي الله عنه، دعا النبي صلى الله عليه وسلم الأنصار ليقطع لهم بالبحرين، فقالوا: يا رسول الله! ان فعلت، فاكتب لاخواننا من قريش بِمثلها، فلم يكن ذلك عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «انكم سترون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني».قال الحافظ ابن حجر في الفتح(48/5): قوله: «سترون بعدي أَثَرةً»، بفتح الهمزة والمثلثة على المشهور، وأشار صلى الله عليه وسلم بذلك الى ما وقع من استئثار الملوك من قريش عن الأنصار بالأموال والتفضيل في العطاء، وغير ذلك، فهو من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: «فاصبروا»، وقال الأنصار: سنصبر


ثانيا: روى مسلم في صحيحه (1059) من حديث أنس رضي الله عنه في قصة الرسول صلى الله عليه وسلم مع الأنصار يوم حنين قال: «فانكم ستجدون أثرة شديدة، فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله، فاني على الحوض»، قالوا: سنصبر.

ثالثاً: وروى البخاري (1955)، ومسلم(38/1839) في صحيحيهما من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره، الا ان يؤمر بمعصية، فان أمر بمعصية فلا سَمع ولا طاعة».
رابعاً: وروى البخاري (7056)، ومسلم (42/1709) في صحيحيهما عن جنادة بن أبي أمية قال: دخلنا على عبادة بن الصامت وهو مريض فقلنا: حدثنا أصلحك الله بحديث ينفع الله به، سَمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: دعانا رسول صلى الله عليه وسلم فبايعناه، فكان فيما أخذ علينا، ان بايعنا على السمع والطاعة، في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا، وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله، قال: «الا ان تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان».
خامساً: وروى البخاري (3603)، ومسلم(1843) في صحيحيهما من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «انها ستكون بعدي أثرة، وأمور تنكرونها»، قالوا: يا رسول الله! كيف تأمر من أدرك منا ذلك؟ قال: «تؤدون الحق الذي عليكم، وتسألون الله الذي لكم».
سادساً: وروى البخاري (7053)، ومسلم (1849) في صحيحيهما من حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنهما عن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قال: «من كره من أميره شيئاً فليصبر فانه من خرج من السُّلطان شِبْرًا مات مِيتَةً جاهلية». العلاج بالصبر المشروع لا بالاضراب الممنوع.
جاء في الآثار السابقة الحث على الصبر والتوجيه اليه:
- «فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله».
- «على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره - السمع والطاعة، في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا، وأثرة علينا.
- قال: «وأمور تنكرونها»، قال: «تؤدون الحق الذي عليكم، وتسألون الله الذي لكم».
- «من كره من أميره شيئاً فليصبر».
هذا هو العلاج الذي دلنا عليه ووجهنا اليه النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينبغي الالتفات الى الأساليب الأخرى من اضراب أو غيره من نتاج العقل البشري الذي يقصر عن علاج كثير من الأمور وجلب مصالح المسلمين والمحافظة عليها فلا للجوء الى البشر والترهيب بالتجمعات والخطابات بل عليكم بمشكاة النبوة، فالصبر الصبر عباد الله! وقد قالها من هم خير منا، قال الأنصار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم:سنصبر، وقال تعالى: {انَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10]، وقال تعالى: {وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا ان اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال: 46].

أضرار الاضراب


أولا: نزع هيبة الدولة

الاضراب المراد به التجمع والتجمهر لمعارضةِ ما عليه الواقع، وعدم الرضى بالمحيط، فان أصله يعود الى جهتين، الأصل القديم: وهو تعبير وأسلوب سلكه الخوارج في العهد الأول، وأصبح فيما بعد عرفاً ومنهجاً يميز منهج الخوارج، فكان سبباً لتحريك شهوات الطامعين، وزرع عدم الأمن بين المسلمين.
وهناك نسخة الاضراب المستوردة من الجهات الغربية، والعادات والأعراف الشاذة والغريبة على مجتمعاتنا، مما جعل المجتمعات الغربية مسرحاً للفوضى، وميداناً للجريمة، ومصدر قلق على الأمم فهي المصدر الرئيس لتصدير الثورات الى الدول الآمنة يمثل هذا السلوك تعطيل الأعمال وعدم التعاون من أجل الحق الذي يدعون مصادرته، وتعبيرا عن عدم الرضى.

ثانياً: الاضرابات مقدمات للفتن


كانت بداية كثير من القلاقل والفتن هو تجمع الناس (الاضراب) لهدف معين، لا يكاد يلبث حتى ينقلب الى لهيب نار تأكل الأخضر واليابس، وما التجمع حول بيت عثمان بن عفان الصحابي الخليفة الشهيد وأدى اليه ذلك التجمع، الا دليل جلي على ان المطالب والحقوق أو ما يظن أنها حقوق، ليس هذا الطريق الى حلها، بل ما حدث من قتل لعثمان بن عفان رضي الله عنه الا عار دون في التاريخ علامة على الخزي الذي تجره المظاهرات والاعتصامات والاضرابات.


التجمهر حول بيت الخليفة عثمان ومحاصرته


وروى البخاري في صحيحه (695) عن عبيد الله بن عدي بن خيار أنه دخل على عثمان بن عفان رضي الله عنه وهو محصور فقال: انك امام عامة، ونزل بك ما ترى، ويصلي لنا امام فتنة ونتحرج؟ فقال: الصلاة أحسن ما يعمل الناس، فاذا أحسن الناس فأحسن معهم، واذا أساءوا فاجتنب اساءتهم.


ثالثاً: تعطيل مصالح الأمة ومنافع المسلمين


ان العاملين في الدولة القائمة على مصالح العباد تربطهم علاقة الأجير الذي يأخذ منفعة من المالك (الْمُستأْجر) مقابل عمل بأجر متفق عليه مسبقاً، فالاضراب وعدم التعاون اخلال بالعقد بين الطرفين، وفي ذلك ضرر بالغ يقع على عامة المسلمين، والمضربون يقدمون مصلحة صغرى – ان وجدت – على مصلحة كبرى، وهذا خلل في المفاهيم أو انحراف في المنهج وخلل في السلوك، لابد من تقويمه، من أجل مصلحة الأمة ولبقاء هيبة الدولة حتى لا يتلاعب بأمنها بعض الخارجين على النظام السليم والطريق القويم..


رابعاً: عمل غريب على أخلاق المسلمين


ان الاضراب ليس عملا أخلاقيا، وقائم على رفض التعاون على الخير، قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الاثْمِ وَالعُدْوَانِ} [المائدة: 2]، بل فيه من الغرابة والشذوذ عن أخلاق وعادات وأعراف المسلمين على مر العصور والدول التي تناوبت على المجتمعات، الا ما كان يصدر من فرق الخوارج، والطوائف المنحرفة.ولكن هذه السلوك تسلل الى من نحسن الظن به لجهله بمصدره، وعدم الالمام بخطورته.


خامساً: الاضراب: معناه الترك والاعراض


قال في المعجم الوسيط: الاضراب مصدر أضرب.وقال: في العرف الكف عن عمل ما.وذكر أيضاً في المعجم الوسيط: من معناه العرفي عدم التعاون.

قلت: لا يعرف الاضراب عند المسلمين، ومعنى الاضراب في اللغة العربية اما الابطال واما الانتقال عن غرض الى غرض، وان تلاها مفرد فهي عاطفة، ومن حروف الاضراب: بل وأم...
والاضراب سلوك غير شرعي، بل لا صلة له بالثقافة العربية، ولم أقف على ان الاضراب مفردة في معاجم اللغة العربية فهي عمل مستورد سلوكا واسما، والدليل غرابة لفظه فهل وجد وأخذ سماعاً من العرب الأقحاح.

لا مرحباً بسرور عاد بالضرر

سادساً: القضاء بين الحاكم والمحكوم

قال تعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ الَى اللَّهِ} [الشورى:10]، وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَانْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ الَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ ان كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا} [النساء: 59]، وقال تَعَالَى: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 65]. وترك الدعوى الجوفاء من طلب التحاكم الى منظمات العمل الدولية، وما يسمونه بمنظمة حقوق الانسان. ولذا كما بُيِّنَ فاللجوء الى الجهات القضائية التي تحكم بالكتاب والسنة، والأخذ بالتشريعات الادارية التي تحكم العلاقة بين الأطراف المختلفة والمتنازعة، وتقضي بالحق لأهله، وتحسم مادة التمرد، وأما القيام بأعمال استعراضية، واظهار نوع من القوة وعدم الخوف من العقاب أمام جموع العوام والدهماء، فهذا منذر بنهاية الدول.

وقيل في الحكمة: أول العشق النظر وأول الحريق الشرر
كل الحوادث مبداها من النظر
ومعظم النار من مستصغر الشرر
والمرء ما دام ذا عين يقلبها
في أعين الغيد موقوف على الخطر
كم نظرة فعلت في قلب فاعلها
فعل السهام بلا قوس ولا وتر

الدكتور عبدالعزيز بن ندَى العتيبي

جريدة الوطن الكويتية
8-5-2011
(منقول)









رد مع اقتباس
قديم 2011-11-18, 03:24   رقم المشاركة : 103
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي واخيرا اختمها بكلام أسد السنة حفظه الله حوار مع الدكتور سعود بن عبد الله الفنيسان

حكم المظاهرات في الإسلام
ـ الشيخ ربيع بن هادي المدخلي ـ حفظه الله ـ 2)

حكم المظاهرات في الإسلام

حوار مع الدكتور سعود بن عبد الله الفنيسان


(الحلقة الثانية
)



قال الدكتور في (ص7-8):

"الوقفة السادسة: أدلة المظاهرات السلمية:



1- الأصل فيها الإباحة والبقاء على البراءة الأصلية حتى يرد دليل خاص في المنع وهي وسيلة جديدة ولا يترتب عليها مفسدة لأنها سلمية بحته. ومتى ترتب عليها مفسدة فهي محظورة.

2- جميع آيات وأحاديث الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كلها أدلة للمظاهرات السلمية كقوله تعالى:" كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله.... "،[آل عمران: 110].
وقوله صلى الله عليه وسلم في الصحيحين :" من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان".

ويجوز الاحتجاج([1]) على المنكر بسائر الجوارح ويقاس على اليد واللسان- كل وسيلة مناسبة كما قرره السلف والخلف في مصنفاتهم.


كما قرر العلماء إذا حضر جماعة مكانا أو حفلا فيه منكر ولم يستطيعوا أن يغيروه فيجب عليهم أن يخرجوا و يفارقوا المكان. وهذا هو عين الاحتجاج على المنكر وأهله".


التعليق: أقول:


أمر عجيب هذا:



1- إذ يعترف أن المظاهرات الأصل فيها الإباحة والبقاء على البراءة الأصلية، ثم يدّعي أن جميع آيات وأحاديث الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كلها أدلة للمظاهرات السلمية، وهذا منه اضطراب وتناقض واضح.
وهذا تعريف الإباحة والبراءة الأصلية عند الأصوليين.

قال ابن قدامة -رحمه الله- في "روضة الناظر" مع مذكرة أصول الفقه (ص44-4 5) :


"القسم الثالث (المباح) وحده ، ما أذن الله في فعله وتركه غير مقترن بذم فاعله وتاركه ولا مدحه، وهو من الشرع .."، الخ كلامه .


علّق عليه العلامة الشنقيطي –رحمه الله- بقوله:


"اعلم أن الإباحة عند أهل الأصول قسمان :


(أ) الأولى : إباحة شرعية، أي عرفت من قبل الشرع كإباحة الجماع في ليالي رمضان المنصوص عليها بقوله : (أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم )، [سورة البقرة: 187]، وتسمى هذه الإباحة الإباحة الشرعية .


(ب) الثانية : إباحة عقلية وهي تسمى في الاصطلاح البراءة الأصلية، والإباحة العقلية وهي بعينها (استصحاب العدم الأصلي حتى يرد دليل ناقل عنه ).


ومن فوائد الفرق بين الإباحتين المذكورتين أن رفع الإباحة الشرعية يسمى نسخا كرفع إباحة الفطر في رمضان ، وجعل الإطعام بدلا عن الصوم المنصوص في قوله : ( وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين )، [سورة البقرة:184]، فإنه منسوخ بقوله : ( فمن شهد منكم الشهر فليصمه) [سورة البقرة: 185].


وأما الإباحة العقلية فليس رفعها نسخا؛ لأنها ليست حكما شرعيا، بل عقليا".




أ- فهي إباحة عقلية وليست شرعية.


ب- استصحاب هذه الإباحة والبراءة حتى يرد دليل شرعي ناقل عنها، ولا دليل مع الدكتور.


جـ- أنها ليست حكماً شرعياً، بل هي حكم عقلي، وهذا على التسليم بأن الأصل في المظاهرات والمسيرات الإباحة، والحق أنها محرمة، وتتناولها بالتحريم عدد من الأدلة، ومنها أدلة تحريم الإحداث والابتداع في الدين، وآيات وأحاديث النهي عن الفساد والإفساد في الأرض، والأحاديث الآمرة بالصبر على جور الأمراء واستئثارهم وإتيانهم بما ينكره المسلمون عليهم.



2- من قال من علماء الإسلام المعتبرين أن الأصل في المظاهرت الإباحة؟

3- إن المظاهرات فيها مطالبات الحكام بالحريات ومطالباتهم بالحقوق، وهذا العمل من الشغب والفساد يأباه الإسلام بأدلته الجلية الواضحة.
ومن الأدلة قول الرسول الكريم والناصح الأمين:

"إِنَّهَا سَتَكُونُ بَعْدِي أَثَرَةٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا، قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ تَأْمُرُ من أَدْرَكَ مِنَّا ذلك؟ قال: تُؤَدُّونَ الْحَقَّ الذي عَلَيْكُمْ، وَتَسْأَلُونَ اللَّهَ الذي لَكُمْ"، متفق عليه، أخرجه البخاري حديث (3603)، ومسلم حديث (1843).


فهذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد أطلعه الله على ما سيكون في هذه الأمة من جور الأمراء واستئثارهم بالأموال والمناصب وغيرها، ولما أخبر أصحابه بهذا الواقع الذي سيكون لا محالة، سأله أصحابه الكرام: كَيْفَ تَأْمُرُ من أَدْرَكَ مِنَّا ذلك؟


فأجابهم -صلى الله عليه وسلم- بما يجنبهم الخوض في الفتن وسفك الدماء، فقال: "تُؤَدُّونَ الْحَقَّ الذي عَلَيْكُمْ، وَتَسْأَلُونَ اللَّهَ الذي لَكُمْ".


ولم يقل -صلى الله عليه وسلم-: ثوروا عليهم وتظاهروا،، وطالبوا بحقوقكم، وامنعوهم حقهم كما منعوكم حقوقكم.


ولا تنس أن الدكتور قد ادّعى أن المظاهرة حصلت في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد بيّنا بطلان هذه الدعوى.


وقال -صلى الله عليه وسلم- للأنصار الكرام: "إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً فَاصْبِرُوا حتى تَلْقَوْنِي على الْحَوْضِ"، أخرجه البخاري حديث (
3792)، ومسلم (1845).


فلم يأمر الأنصار الذين قامت على كواهلهم وكواهل المهاجرين نصرة الرسول والإسلام ودولة الإسلام العظمى التي لا نظير لها، لم يأمرهم إلا بالصبر في هذه الدنيا حتى يلقوه -صلى الله عليه وسلم- على الحوض.


إن حق الأنصار على المسلمين والحكام لعظيم وعظيم، ومع ذلك يأمرهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالصبر عند وجود الأثرة لا بمناهضة الحكام الذين لا دور لهم في إقامة دولة الإسلام ونصرة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في حال الشدة والقلة في العدد والعدة والمال.


وهذا أصل ربّى عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمته، ودان به أئمة الإسلام وقرروه، ورفضه الخوارج الذين نكبوا الإسلام والمسلمين بفتنهم وسفكوا دماءهم.


وقد حذَّر منهم النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ حُدَثَاءُ الْأَسْنَانِ سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ يَمْرُقُونَ مِنْ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ لَا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"، أخرجه البخاري في "صحيحه" حديث (3611)، ومسلم في "صحيحه" حديث (1066).


وقال -صلى الله عليه وسلم-: "...يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنْ الرَّمِيَّةِ يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ لَئِنْ أَنَا أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ"، أخرجه البخاري في "صحيحه" حديث (3344)، ومسلم في "صحيحه" حديث (1064).


وقال -صلى الله عليه وسلم-: "هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ طُوبَى لِمَنْ قَتَلَهُمْ وَقَتَلُوهُ يَدْعُونَ إلى كِتَابِ اللَّهِ وَلَيْسُوا منه في شيء"، أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" (3/224).


وقال -صلى الله عليه وسلم-: " الخوارج كلاب النار"، أخرجه أحمد في "مسنده" (4/355)، وابن ماجه في "سننه" حديث (173).


ومعلوم عند أهل العلم والتأريخ أن الخوارج قسمان:


قسم يسلون السيوف على الحكام والأمة.


وقسم يحركون الفتن بالكلام والإثارة والتهييج على الخروج.


وهم المعرفون بالقعد، ورأس هذا الصنف عمران بن حطان مادح ابن ملجم قاتل علي.


وبعض الأحزاب السياسية هم امتداد لهذا النوع من الخوارج، كما أن المعتزلة امتداد لهم.


وهاك كلام بعض أهل العلم في وصف الخوارج القعد.


قال أبو بكر البيهقي في "القضاء والقدر" (330) رقم (573):


أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال : سمعت أبا يعلى حمزة بن محمد العلوي النهدي يقول : سمعت أبا القاسم عبد الرحمن بن محمد بن القاسم الحسني - وما رأيت علويا أفضل منه زهدا وعبادة - يقول : المعتزلة قعدة الخوارج عجزوا عن قتال الناس بالسيوف فقعدوا للناس يقاتلونهم بألسنتهم أو يجاهدونهم - أو كما قال -.










وقال الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (5/303):


" وكان من رءوس الخوارج من القعدية بفتحتين وهم الذين يحسنون لغيرهم الخروج على المسلمين ولا يباشرون القتال قاله المبرد قال وكان من الصفرية وقيل القعدية لا يرون الحرب وإن كانوا يزينونه".




وقال الحافظ ابن حجر في "هدي الساري" (454):


"عمران بن حطان السدوسي الشاعر المشهور كان يرى رأي الخوارج. قال أبو العباس المبرد: كان عمران رأس القعدية من الصفرية وخطيبهم وشاعرهم انتهى. والقعدية قوم من الخوارج كانوا يقولون بقولهم ولا يرون الخروج بل يزينونه وكان عمران داعية إلى مذهبه وهو الذي رثى عبد الرحمن بن ملجم قاتل علي -رضي الله عنه- بتلك الأبيات السائرة".


فالمظاهرات تنطوي على مقدمات من إثارة الأحقاد والتهييج على طريقة الخوارج القعد، وإشعار الناس بالظلم، وحث للناس على المطالبات بالحقوق والحريات وغير ذلك من المثيرات، وقبل ذلك نفخ ونفث الشيطان في النفوس، ثم يندفع الناس في الشوارع والميادين في هياج وفوضى وصخب والغالب أن يكون من المتظاهرين تحد وتخريب، لا يحكمهم ولا يحكم عواطفهم عقل ولا شرع.


فتأتي النتائج المرة من الاصطدام بقوات الدولة؛ الأمر الذي يؤدي إلى سفك الدماء وإهدار الأموال ونهبها إلى آخر المفاسد التي حصلت وتحصل.




وقول الفنيسان عن المظاهرات: " وهي وسيلة جديدة ولا يترتب عليها مفسدة".


كلام باطل ومصادم للواقع، بل للشرع الإسلامي، فكم يقع بها ويترتب عليها من المفاسد الكثيرة والكبيرة من التخريب والتدمير للممتلكات وإزهاق الأرواح وغرس الشحناء والأحقاد، (وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ)، [سورة البقرة: 205].


وكل فساد وإفساد في الأرض إلى يوم القيامة تتناوله الآيات والأحاديث الناهية عن الفساد والإفساد، وأصول الإسلام وفروعه كذلك، ومن أعظم الفساد والإفساد المظاهرات وما يترتب عليها من الشرور وأخطر أنواع الفساد والإفساد، ولا ينكر ذلك إلا مكابر.


قال الدكتور: "2- جميع آيات وأحاديث الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كلها أدلة للمظاهرات السلمية".


التعليق:



1- تذكّر أيها القارئ تقريره السابق بأن الأصل في المظاهرات الإباحة، وتذكّر أنها لا ترقى حتى إلى الإباحة، وقد بيّنتُ لك فيما سلف أن الأصل فيها التحريم.

2- ليس للمظاهرات أي صلة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا بآياته وأحاديثه، وحاشا هذه الشريعة الحكيمة الغراء أن تشرع الفوضى التي لا يقوم بها إلا الدهماء وأهل الغوغاء وأهل المطامع الدنيوية والأهواء ومن ينخدع بهم من البلهاء.

3- إن المظاهرات معروفة لدى العرب والعجم، وهي عبارة عن تجمعات غوغائية، يشترك في المطالبات بها المسلم الغِرّ والكافر يجوبون فيها الشوارع والميادين، ولهم شعارات وهتافات بأصوات عالية منكرة وحركات بغيضة واختلاط منكر بين الرجال والنساء يحرمه الإسلام ويأباه الشرف والمروءة.
وغالباً أو تسعة وتسعين في المائة أن يكون فيها تخريب وتدمير للممتلكات، ونهب للمتاجر، وإحراق للسيارات، ويكون فيها سفك للدماء، ويندر جداً أن تكون سلمية، والحكم للغالب لا للنادر.

أفيجوز لمسلم أن يدَّعي هذه الدعوى العريضة أن جميع آيات وأحاديث الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كلها أدلة للمظاهرات؟


فالأحاديث التي أسلفناها ومنهج أهل السنة والجماعة وأئمتهم كلها تدين الديمقراطية أم المظاهرات، وتدين المظاهرات القائمة فعلاً على الفساد والإفساد.


ومن يقول غير هذا فقد صادم نصوص القرآن والسنة وما عليه أئمة الإسلام وأهل الحق والسنة.



4- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أصول الإسلام، والمعروف أول ما يدخل فيه التوحيد، والمنكر أول ما يدخل فيه الشرك والبدع الكبرى.
فهل المظاهرات التي شرعها اليهود والنصارى من أهدافها وأولوياتها الدعوة إلى التوحيد ومحاربة الشرك والبدع والضلالات؟

وعلى فقهك هذا الذي لم تسبق إليه تكون المظاهرات لأتفه الأسباب من أوجب الواجبات.


فاتق الله في الإسلام والمسلمين، فلقد أدخلتَ المظاهرات في التشريع الإسلامي من باب المباحات، ثم قفزت بها قفزة هائلة إلى أن جعلتها من أوجب الواجبات، فجعلت آيات وأحاديث الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أدلة على المظاهرات السلمية، وهذا والله من أنكر المنكرات.


ومعروف أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أصول الإسلام، ومن أوجب الواجبات، فكيف تجعل المظاهرات من أصول الإسلام، ومن أوجب الواجبات مع أنها في الحقيقة من أخبث البدع ومن أنكر المنكرات؟



5- إن المظاهرات من أقذر تشريعات اليهود والنصارى، فلا يجوز لمسلم أن يدنس بها الإسلام، وهي من أنكر المنكرات، فالآيات والأحاديث الآمرة بالمعروف والناهية عن المنكر تتناولها باعتبارها من أنكر المنكرات، وهي ضد المعروف الذي شرعه الإسلام، ودان به المسلمون الملتزمون بعقائد الإسلام وعباداته وسياسته وأخلاقه.

6- إن الآيات والأحاديث التي تذم التفرق والاختلاف وأسبابهما لتنطبق على المظاهرات وما يترتب عليها.

7- إن الأحاديث التي تذم البدع وتحذر منها وتصفها بأنها من شر الأمور لتنطبق على المظاهرات مهما كان شكلها.
ولقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول في جل خطبه أو كلها:

"أَمَّا بَعْدُ فإن خَيْرَ الحديث كِتَابُ اللَّهِ وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ"، أخرجه مسلم حديث (867)، وأحمد (3/371).


والمظاهرات من شر البدع والمحدثات، وليست من هدي محمد –صلى الله عليه وسلم-، نزهه الله عنها.


ويقول -صلى الله عليه وسلم- في موعظته العظيمة التي ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، قال العرباض -رضي الله عنه- فقلنا: يا رَسُولَ اللَّهِ كأن هذه مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَأَوْصِنَا، قال:


" أوصيكم بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وإن كان عَبْداً حَبَشِيًّا، فإنه من يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى بعدي اخْتِلاَفاً كَثِيراً، فَعَلَيْكُمْ بسنتي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ وَعَضُّوا عليها بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فإن كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وإن كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ"، أخرجه أحمد في "مسنده" (4/126)، وأبو داود حديث (4607)، والترمذي حديث (2676).


والمظاهرات من شر البدع والضلالات التي حذرنا منها رسول الله -صلى الله عليه وسلم، وهي مخالفة لسنته وسنة خلفائه الراشدين المهديين التي أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نعض عليها بالنواجذ.


وقال -صلى الله عليه وسلم-: " لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ من كان قَبْلَكُمْ شِبْرًا بشبر وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حتى لو دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ قُلْنَا يا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى قال فَمَنْ"، أخرجه البخاري حديث (3456)، ومسلم حديث (2669).


والمظاهرات من سنن اليهود والنصارى، ولا يأخذ بها ويتبعهم فيها إلا من خذله الله فيخالف المنهج الإسلامي والنصوص القرآنية والنبوية، فيتعلق بها ويحرِّف لها النصوص القرآنية والنبوية، فيزداد فتنة على فتنته، ويفتن الناس بهذا العمل، " وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ ينقصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ"، أخرجه مسلم في "صحيحه" حديث (1017)، وأحمد في "مسنده" (4/357) .


وقد يكون من هذه الأوزار دماء وأشلاء المسلمين.



8- كل الآيات والأحاديث الناهية عن الفساد والإفساد تنطبق على المسيرات والمظاهرات بكل أشكالها وآثارها.
قال الدكتور في (ص8):

"3- حديث أبي هريرة عند أبي داوود والبخاري في (الأدب المفرد 1/216) قال:" قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن لي جارا يؤذيني فقال له أصبر - ثلاثا- فكرر عليه. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : انطلق فأخرج متاعك في الطريق. فأخرج متاعه فاجتمع الناس عليه فقالوا ما شأنك؟ قال لي جار يؤذيني فذكرت ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: انطلق فاخرج متاعك إلى الطريق فجعلوا يقولون: اللهم العنه. اللهم أخزه، فأتاه جاره فقال له: ارجع إلى منـزلك فو الله لا أوذيك".


أقول:



1- تذكّر أنه قد ادّعى أن الأصل في المظاهرات الإباحة، وقد عرفت معنى الإباحة، وأنها ليس لها دليل شرعي.

2- إن هذا الحديث لا يدل على المظاهرات، لا من قريب ولا من بعيد، وفي الاستدلال به على المظاهرات غلو شنيع.
إذ مؤدى هذا الاستدلال أنه كلما وقع ظلم على شخص من حاكم أو محكوم ولو كان ضعيفاً قام الشعب بمسيرات ومظاهرات، وتصب على الظالم اللعنات.

فهذه المظاهرات لا يقول بها ولا يدعو إليها حتى الغلاة في الديمقراطية ولا من اخترعوها، فاتق الله، فلا تحمل النصوص النبوية ما لا تحتمله وما لا يقبله عقل ولا شرع، ولا حتى الغلاة في الديمقراطية والمظاهرات؛ لأن مؤدى فقهك أن الناس سيعطلون مصالحهم الدينية والدنيوية لانشغالهم بالمظاهرات على مر الأيام والسنوات؛ لأنه لا يخلو وقت من ظلم الأفراد للآخرين.



3- هذا الاجتماع المذكور في الحديث لم يكن عن تنسيق سابق ممن اجتمعوا على هذا الرجل، وليس لهم مطالب ضد الحاكم، كما هو واقع المظاهرات، وكل ما في الأمر أن رجلاً جلس في قارعة الطريق بطريقة عجيبة، والناس يخرجون إلى أعمالهم، فيأتي الرجل فيقف عند هذا المشهد الغريب، ويأتي الثاني والثالث كذلك، فحصل منهم في هذا الاجتماع استنكار على أذى جاره، فقد ظهر لك أن هذا الاجتماع الذي حصل على الوجه الذي ذكرنا ليس من المظاهرات في شيء، فلا سبب ولا غاية، ولا تجمع مقصود، ونعوذ بالله من الجرأة على تحريف الكلام عن مواضعه.
وأنا أسأل من سبقك إلى هذا الفقه من فحول الإسلام؛ فقهاء ومحدثين ولغويين؟

قال الدكتور في (ص8-9):


"4- ومنها الحديث الصحيح عند أصحاب السنن أبو داوود (2/245) وابن ماجه (2/366) والنسائي في الكبرى ( 5/371)والحاكم (المستدرك 2/188) على شرط مسلم ووافقه الذهبي . وأخرجه ابن حبان في (صحيحه 9/499) وعبد الرزاق في (مصنفه 9/442) عن إياس بن عبد الله قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:" لا تضربوا إماء الله فجاء عمر إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله قد ذئـر(اجترأ) النساء على أزواجهن فأمر بضربهن. فلما أصبح قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : لقد طاف البارحة بآل محمد سبعون امرأة كل امرأة تشتكي زوجها ثم قال : فلا تجدون أولئك خياركم"ا.هـ .


فإذا كان النساء في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- خرجن جماعات أو فرادى في ليلة واحدة يشتكين ضرر أزواجهن أليست هذه هي مظاهرة سلمية؟! فما الفرق بين هذا لو خرج اليوم أو غدا مثل هذا العدد أو أقل أو أكثر أمام وزارة الداخلية، أوزارة العدل، أو المحكمة الشرعية، أو دار الإفتاء، يطالبن بتوظيفهن أو رفع ظلم أوليائهن أولئك الذين يمنعونهن من الزواج أو خرجن يطالبن بإطلاق أولادهن أو أزواجهن الذين طال سجنهم مع انتهاء مدة الإحكام الصادرة بحقهم أو لم يحاكموا أصلا !! وإذا جاز هذا للنساء كما جرى في عهد النبوة فما الذي يمنعه في حق الرجال قولوا الحق يا رعاكم الله!!؟".


التعليق:


أقول:



1- أعتقد أنه لا توجد في الدنيا مظاهرات مثل هذه المظاهرات التي يدعو إليها هذا الرجل، وما أعتقد أن أحداً يفكر هذا التفكير.
أرأيت لو كان هذا الرجل وزيراً أو قاضياً أو رئيساً لدار الإفتاء أيقبل مثل هذه الفتن والفوضى ضده وضد غيره في المؤسسات الأخرى إذا كانوا من أصدقائه؟


2- إن هذا الحديث مداره على رجل اسمه إياس بن عبد الله بن أبي ذباب الدوسي، وقد اختلف في صحبته.
قال ابن أبي حاتم في كتاب "الجرح والتعديل" (2/280):

" إياس بن عبد الله بن أبى ذباب الدوسي مديني له صحبة، روى عنه عبد الله بن عبد الله بن عمر سمعت أبي وأبا زرعة يقولان ذلك".


والظاهر أن أبا حاتم وأبا زرعة إنما حكما له بالصحبة بناء على إسناد هذا الحديث.


وهذا وحده لم يقنع الأئمة أحمد والبخاري وابن حبان، فنفوا صحبته، وهذا النفي حال بين الذهبي والحافظ ابن حجر وبين الجزم بصحبته.


قال الذهبي في "الكاشف": مختلف في صحبته، وعنه ولد لابن عمر د س ق.


ولم يزد على ذلك.


وقال في "تذهيب التهذيب": د س ق إياس بن عبد الله بن أبي ذباب الدوسي مختلف في صحبته له عن النبي –صلى الله عليه وسلم- "لا تضربوا إماء الله، وعنه عبد الله ويقال عبيد الله بن عبد الله بن عمر".


ولم يزد على ذلك، ولم يرجح صحبته، ولا عدم صحبته.


وترجم الحافظ ابن حجر لإياس هذا في كتابه "تهذيب التهذيب" (1/389)، وقال :


"مختلف في صحبته...، ثم قال: قلت: جزم أحمد بن حنبل والبخاري وابن حبان أن لا صحبة له، ولم يخرج أحمد حديثه في مسنده، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وذكره في الصحابة، والراجح صحبته".


وقال الحافظ ابن حجر في "التقريب" خلال ترجمته لإياس: "مختلف في صحبته، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين" ، ولم يرجح الحافظ هنا صحبته كما ترى.


والظاهر أنه غير رأيه في الترجيح، والدليل على ذلك أنه ألّف "تقريب التهذيب" بعد تأليفه لتهذيب التهذيب، وقد نصَّ على ذلك في مقدمة "تقريب التهذيب" فيكون رأيه الأخير هو ما قاله في "التقريب"، وهو عدم الجزم بصحبته.


وقال الحافظ في "الإصابة" (رقم382):


" إياس بن عبد الله بن أبي ذباب الدوسي من أهل مكة قال ابن حبان يقال: إن له صحبة، ثم أعاده في التابعين، وقال: لا يصح عندي أن له صحبة، روى له أبو داود والنسائي وغيرهما حديثاً بإسناد صحيح، لكن قال ابن السكن: لم يذكر سماعاً، وقال البخاري: لا نعرف له صحبة".


وقول الحافظ: "بإسناد صحيح" ، يقصد أن الإسناد صحيح إلى إياس لا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.


أقول: والذي يترجح لي أنه لا تثبت له الصحبة.


وذلك أن العلماء قد قرروا الأمور التي تثبت بها صحبة الصحابي، وهي:


كما قال الحافظ في "الإصابة" (1/14):


" الفصل الثاني: في الطريق إلى معرفة كون الشخص صحابياً.


وذلك بأشياء : أولها أن يثبت بطريق التواتر أنه صحابي ، ثم بالاستفاضة والشهرة


ثم بأن يروى عن آحاد من الصحابة أن فلانا له صحبة مثلا ؛ وكذا عن آحاد التابعين ، بناء على قبول التزكية من واحد ؛ وهو الراجح، ثم بأن يقول هو إذا كان ثابت العدالة والمعاصرة : أنا صحابي .


أما الشرط الأول - وهو العدالة - فجزم به الآمدي وغيره ؛ لأن قوله قبل أن تثبت عدالته : أنا صحابي أو ما يقوم مقام ذلك - يلزم من قبول قوله إثبات عدالته ؛ لأن الصحابة كلهم عدول ، فيصير بمنـزلة قول القائل : أنا عدل ؛ وذلك لا يقبل.."([2]) .


أقول: إن إياساً لم يوجد له من الأشياء المذكورة أي شيء، فلم تثبت صحبته عن طريق التواتر، ولا عن طريق الاستفاضة والشهرة، ولا بشهادة أحد من الصحابة أنه من الصحابة، ولم يقل هو: إني صحابي، ولا قال أحد من ثقات التابعين: إنه صحابي.


ثم هو قد روى هذا الحديث بصيغة لا يثبت بها سماعه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهو ليس له إلا حديث واحد فقط، لم يقل: حدثني أو حدثنا رسول الله أو سمعت أو سمعنا رسول الله يقول كذا، وإنما قال في روايته لهذا الحديث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وبمقتضى قواعد أهل الحديث يصير إياس تابعياً مجهولاً، فحديثه هذا حسب أصول أهل العلم ضعيف؛ لأنه حديث مرسل، فيه جهالة.


أضف إلى هذا أنه معارض لقول الله تعالى: (وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً)، [سورة النساء : 34].


فقد أباح الله للرجال ضرب النساء إذا استدعى الحال ذلك.


ومعارض أيضاً للحديث الصحيح عن جابر بن عبد الله –رضي الله عنهما- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال في حجة الوداع: "... فَاتَّقُوا اللَّهَ في النِّسَاءِ فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللَّهِ وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ ولكم عَلَيْهِنَّ أَنْ لَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ فَإِنْ فَعَلْنَ ذلك فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غير مُبَرِّحٍ، وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ.."([3]).


فقد أباح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للرجال ضربهن إذا وجد موجب لضربهن.


قال ابن كثير –رحمه الله- في تفسير هذه الآية (4/27):


"وكذا قال ابن عباس وغير واحد ضرباً غير مبرح، قال الحسن البصري: يعني غير مؤثر، وقال الفقهاء هو أن لا يكسر فيها عضوا ولا يؤثر فيها شيئا".


فقد ظهر أن حديث إياس بن عبد الله مع ضعفه، قد خالف نصاً قرآنياً وحديثاً نبويّاً صحيحاً وعليه عمل فقهاء الإسلام.


قال البغوي بعد إيراد هذا الحديث: " فيه دليل على جواز ضرب النساء على ما أتين به من الفواحش ، وتركن من الفرائض ، وكذلك إذا خرجت بغير إذنه من بيته ، أو أدخلت بيته غير ذي محرم لها ، أو خانته خيانة ظاهرة ، فله تأديبها بالضرب ، لأنه قيم عليها ، ومسؤول عنها" ، "شرح السنة"، (9/159).


فبطل قول الدكتور: " فإذا كان النساء في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- خرجن جماعات أو فرادى في ليلة واحدة يشتكين ضرر أزواجهن أليست هذه هي مظاهرة سلمية؟!".






وأقول:



1- إن هذا لفقه باطل، فالحديث على ضعفه لا يدل على مظاهرة سلمية، ولا غير سلمية، وهو على ضعفه لا يدل على تجمع مقصود ولا غير مقصود، وإنما فيه أن نساء جئن إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، كل واحدة جاءت على انفرادها تشكو زوجها، ثم تذهب، وتأتي الأخرى تشكو زوجها وتذهب، فأين هي المظاهرات المعروفة بصخبها وهتافاتها في الشوارع والميادين بتجمعاتها المعروفة.

2- إن هذا الفقه فيه إساءة إلى ذلك المجتمع النبوي الطاهر المنـزه عن أفكار وأعمال اليهود والنصارى وتشريعاتهم المناقضة لهدي محمد –صلى الله عليه وسلم-.
ثم قال الدكتور داعياً إلى المظاهرات النسائية مع الأسف الشديد على الطريقة الأوربية:

" فما الفرق بين هذا لو خرج اليوم أو غدا مثل هذا العدد أو أقل أو أكثر أمام وزارة الداخلية، أوزارة العدل، أو المحكمة الشرعية، أو دار الإفتاء، يطالبن بتوظيفهن أو رفع ظلم أوليائهن أولئك الذين يمنعونهن من الزواج أو خرجن يطالبن بإطلاق أولادهن أو أزواجهن الذين طال سجنهم مع انتهاء مدة الإحكام الصادرة بحقهم أو لم يحاكموا أصلا !! وإذا جاز هذا للنساء كما جرى في عهد النبوة فما الذي يمنعه في حق الرجال قولوا الحق يا رعاكم الله!!؟".


أقول: إن في هذا الكلام لدعوة خطيرة إلى أعمال لا تعرفها الجزيرة العربية في جاهلية ولا في الإسلام ، فأي مسلم حر أبي يرضى لزوجته أو أخته أو ابنته أن تخرج فتشترك في أفعال قبيحة من الفوضى والجلبة والصياح ما ينافي المنهج الإسلامي الذي يأمر النساء بالحجاب والقرار في البيوت والحياء والحشمة، وخفض الأصوات، وغض الأبصار، ومن يأمن أن يهرع أهل الفجور إلى حضور هذه المظاهرات النسائية الشبابية التي تقوم على الهتافات المنكرة المنطوية على الفحش في الأقوال والأفعال، والتي من لوازمها قيام المجرمين بالتخريب والتدمير، بل وسفك الدماء، ومشاركة عُبّاد القبور الذين يستغيثون بغير الله ويلجؤون إليهم في الشدائد.


لقد نهى الإسلام عن التشبه بالكفار فيما هو أدنى من المظاهرات، كمشابهتهم في طريقة الأكل والشرب واللباس، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من تشبه بقوم فهو منهم"، رواه أبو داود([4]) بإسناد حسن من حديث ابن عمر –رضي الله عنه-، وله شواهد، وقد ورد من قول عمر بن الخطاب، ومن قول حذيفة نحوه، فهو يرتقي إلى درجة الصحة.


لا مانع في الإسلام أن يشتكي المظلوم إلى من يزيل الظلم عنه، بطريقة شريفة، أما أن يتجمهر الرجال أو النساء أمام الوزارات والمحاكم للمطالبة بالحقوق، وقد يكون بعضها حقوقاً مفتعلة، فهذا لا يعرفه الإسلام، ولا يعترف به، ويعده تهديداً وإرجافاً بالفتن، وخروجاً عن الآداب والأخلاق الإسلامية، بل هو خروج على الحاكم المسلم.


وهذه الأعمال الشنيعة لا يعرفها المسلمون على مر التأريخ الإسلامي، حتى جاء تلاميذ أوروبا وأمريكا وأفراخها، فأخذوا من عقائد الأوروبيين والأمريكان وأخلاقهم ومظاهرهم وتشريعاتهم ومنها المظاهرات التي يقومون بها، تحقيقاً لمصالح سادتهم وتنفيذاً لتشريعاتهم وإفساداً في بلدان المسلمين، وتمرداً على الأخلاق والتشريعات الإسلامية الحكيمة التي تنهى عن الفساد والمفاسد التي تؤدي إليها هذه المظاهرات.


وأنا لا أظن أن في دعاة المظاهرات من دعا إلى مثل هذه الصور الغريبة البغيضة التي يدعو إليها هذا الرجل، وأعتقد أنهم يستغربونها.


ومن المستغرب جداً أن تأتي دعوة هذا الرجل إلى المظاهرات بهذا الحماس في هذا الوقت العصيب الذي يعاني العالم الإسلامي من ويلات المظاهرات ونتائجها المرة في الأنفس والأموال ما يشيب لهوله النواصي.


ألا يدرك هذا الرجل ومن وراءه ما حصل من المصائب والكوارث المهولة الناشئة عن المظاهرات من سفك الدماء الذي ذهب فيه آلاف القتلى وآلاف الجرحى وآلاف المشردين والترويع العام للنساء والأطفال، بل والرجال، وإهلاك الأموال والحرث والنسل.


وكم ستترك في نفوس الألوف المؤلفة من البغضاء والأحقاد والتعطش للانتقام والأخذ بالثأر، فما هو رأي أهل الدين والنهى والأبصار؟


يا هذا إن الله يقول: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً..)، [سورة المائدة : 32].


ورسول الهدى –صلى الله عليه وسلم- يقول: "لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ على اللَّهِ من قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ".


أخرجه الترمذي في "جامعه" حديث (1395)، وابن ماجه في "سننه" حديث (2619)، والنسائي في "المجتبى" حديث (3987) من طرق مرفوعاً وموقوفاً على عبد الله ابن عمرو، ورجح الترمذي وقفه، وصححه الألباني في "صحيح ابن ماجه" حديث (2609)، وفي صحيح الترغيب والترهيب حديث (2438)، وفي "صحيح الجامع الصغير" حديث (5077)، ويبدو لي أن هذا الحديث صحيح موقوفاً على عبد الله بن عمرو وحسن مرفوعاً بمجموع طرقه؛ لأنه روي مرفوعاً عن البراء بن عازب وبريدة وعبدالله بن عمرو من طرق فيها كلام، لكن يقوي بعضها بعضاً.




ونسأل الله العافية من الأهواء الداعية إلى الفتن والزلازل.


قال الدكتور في (ص9):


"5-قال محمد بن حرب سئل الإمام أحمد عن الرجل يسمع المنكر في دار بعض جيرانه قال يأمره قلت فإن لم يقبل؟ قال: تجمّع عليه الجيران وتهوّل عليه لعل الناس يجتمعون ويشهرون به) (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للخلال صـ117".


أقول:



1- لا ندري من هو محمد بن حرب الذي روى هذا القول عن الإمام أحمد.

2- فيقال لهذا الرجل: أثبت العرش ثم انقش، أي أثبت أن هذا القول صدر عن الإمام أحمد.

3- أنه لو ثبت هذا القول عن الإمام أحمد فلا علاقة له بأي وجه من الوجوه بالمظاهرات.

4- أن الإمام أحمد وعلماء السنة واجهوا محنة القول بتعطيل صفات الله، والقول بخلق القرآن وإنكار رؤية الله في الدار الآخرة في عهد ثلاثة من خلفاء الدولة العباسية المأمون والمعتصم والواثق، فواجهوا تلك المحنة الشديدة بالحكمة والصبر انطلاقاً من التوجيهات النبوية، مع أنهم يعتقدون أن هذه العقائد التي دُعوا إليها عقائد كفرية.
جاء في "ذكر محنة الإمام أحمد بن حنبل" (ص70-71) لحنبل بن إسحاق قوله:

"فلما أظهر الواثق هذه المقالة، وضرب عليها وحبس، جاء نفر إلى أبي عبد الله، من فقهاء أهل بغداد، فيهم بكر بن عبد الله، وإبراهيم بن علي المطبخي، وفضل بن عاصم، وغيرهم، فأتوا أبا عبد الله، وسألوا أن يدخلوا عليه، فاستأذنت لهم، فأذن لهم([5])، فدخلوا عليه، فقالوا له: يا أبا عبد الله إن الأمر قد فشا وتفاقم، وهذا الرجل يفعل ويفعل، وقد أظهر ما أظهر، ونحن نخافه على أكثر من هذا، وذكروا له أن ابن أبي دؤاد مضى على أن يأمر المعلمين بتعليم الصبيان في الكتاب مع القرآن، القرآن كذا وكذا.


فقال لهم أبو عبد الله: وماذا تريدون؟ قالوا: أتيناك نشاورك فيما نريد، قال: فما تريدون؟ قالوا: لا نرضى بإمرته ولا بسلطانه، فناظرهم أبو عبد الله ساعة، حتى قال لهم، وأنا حاضرهم: أرأيتم إن لم يبق لكم هذا الأمر، أليس قد صرتم من ذلك إلى المكروه، عليكم بالنكرة بقلوبكم، ولا تخلعوا يداً من طاعة، ولا تشقوا عصا المسلمين، ولا تسفكوا دماءكم ولا دماء المسلمين معكم، انظروا في عاقبة أمركم، ولا تعجلوا، واصبروا حتى يستريح بر، ويستراح من فاجر، ودار بينهم في ذلك كلام كثير لم أحفظه، واحتج عليهم أبو عبد الله بهذا. فقال له بعضهم: إنا نخاف على أولادنا، إذا ظهر هذا، لم يعرفوا غيره ويمحى الإسلام ويدرس. فقال أبو عبد الله : كلا، إن الله عز وجل ناصر دينه وإن هذا الأمر له رب ينصره، وإن الإسلام عزيز منيع.


فخرجوا من عند أبي عبد الله، ولم يجبهم إلى شيء مما عزموا عليه أكثر من النهي عن ذلك، والاحتجاج عليهم بالسمع والطاعة، حتى يفرج الله عن الأمة، فلم يقبلوا منه".




وقال أبو بكر الخلال في "السنة" ( 1/ 132):


" وأخبرنا أبو بكر المروذي قال: سمعت أبا عبد الله يأمر بكف الدماء وينكر الخروج إنكارا شديدا.


أخبرنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي قال: ثنا معاوية بن هشام قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد وإبراهيم أنهما كرها الدم يعني في الفتنة.


أخبرني محمد بن أبي هارون([6]) ومحمد بن جعفر أن أبا الحارث([7]) حدثهم قال: سألت أبا عبد الله في أمر كان حدث ببغداد، وهَمَّ قوم بالخروج فقلت: يا أبا عبد الله ما تقول في الخروج مع هؤلاء القوم؟ فأنكر ذلك عليهم وجعل يقول: سبحان الله الدماء الدماء، لا أرى ذلك ولا آمر به الصبر على ما نحن فيه خير من الفتنة يسفك فيها الدماء ويستباح فيها الأموال وينتهك فيها المحارم، أما علمت ما كان الناس فيه ( يعني أيام الفتنة )؟ قلت: والناس اليوم، أليس هم في فتنة يا أبا عبد الله؟ قال: وإن كان فإنما هي فتنة خاصة فإذا وقع السيف عمت الفتنة وانقطعت السبل، الصبر على هذا، ويسلم لك دينك خير لك، ورأيته ينكر الخروج على الأئمة، وقال: الدماء لا أرى ذلك ولا آمر به".


فموقف الإمام أحمد هذا مستمد من منهاج النبوة في حماية الأمة من الفتن التي تؤدي إلى سفك الدماء ونهب الأموال وإهدارها وقطع السبل إلى شرور أخرى.


ومن هذه الفتن التي حذَّر منها الإمام أحمد وغيره المظاهرات والمسيرات الوافدة من بلدان الكفر والفتن.


وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- يحدثنا عن تلك الفتنة وصبر أهل السنة عليها.


قال –رحمه الله- في "مجموع الفتاوى" (6/214-215):


" وأحمد إنما اشتهر أنه إمام أهل السنة، والصابر على المحنة؛ لما ظهرت محن "الجهمية" الذين ينفون صفات الله تعالى، ويقولون: إن الله لا يرى في الآخرة، وإن القرآن ليس هو كلام الله؛ بل هو مخلوق من المخلوقات، وإنه تعالى ليس فوق السماوات، وان محمداً لم يعرج إلى الله، وأضلوا بعض ولاة الأمر؛ فامتحنوا الناس بالرغبة والرهبة، فمن الناس من أجابهم رغبة، ومن الناس من أجابهم رهبة، ومنهم من اختفى فلم يظهر لهم.


وصار من لم يجبهم قطعوا رزقه وعزلوه عن ولايته، وان كان أسيرا لم يفكوه ولم يقبلوا شهادته، وربما قتلوه أو حبسوه.


"والمحنة" مشهورة معروفة، كانت في إمارة المأمون، والمعتصم، والواثق، ثم رفعها المتوكل؛ فثبت الله الإمام أحمد، فلم يوافقهم على تعطيل صفات الله تعالى، وناظرهم في العلم فقطعهم، وعذبوه فصبر على عذابهم، فجعله الله من الأئمة الذين يهدون بأمره كما قال تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ)، [سورة السجدة : 24].


فمن أعطي الصبر واليقين جعله الله إماما في الدين".


أقول: معلوم أن السلف، ومنهم الإمام أحمد كانوا يُكفِّرون بتعطيل صفات الله وبالقول بخلق القرآن وبإنكار رؤية الله في الآخرة، ولم يكتف الجهمية بهذه الفتنة، بل أضافوا إليها تكفير من يخالفهم وامتحانهم بما ذكره شيخ الإسلام، ومع كل هذا فلم يقوموا بمظاهرات ولا خروج، وإنما قاموا بالصبر المشروع دفعاً لمفسدة كبرى عن المسلمين تهدر فيها أرواحهم وأموالهم إلى غير ذلك من المفاسد.


قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- في "منهاج السنة النبوية" (4/527-528):


" وقل من خرج على إمام ذي سلطان إلا كان ما تولد على فعله من الشر أعظم مما تولد من الخير كالذين خرجوا على يزيد بالمدينة وكابن الأشعث الذي خرج على عبد الملك بالعراق وكابن المهلب الذي خرج على ابنه بخراسان وكأبي مسلم صاحب الدعوة الذي خرج عليهم بخراسان أيضا وكالذين خرجوا على المنصور بالمدينة والبصرة وأمثال هؤلاء


وغاية هؤلاء إما أن يغلبوا وإما أن يغلبوا ثم يزول ملكهم فلا يكون لهم عاقبة فإن عبد الله بن علي وأبا مسلم هما اللذان قتلا خلقا كثيرا وكلاهما قتله أبو جعفر المنصور وأما أهل الحرة وابن الأشعث وابن المهلب وغيرهم فهزموا وهزم أصحابهم فلا أقاموا دينا ولا أبقوا دنيا".


وقال –رحمه الله- في "منهاج السنة النبوية" (4/529-530):


"وكان الحسن البصري يقول إن الحجاج عذاب الله فلا تدفعوا عذاب الله بأيديكم ولكن عليكم بالاستكانة والتضرع فإن الله تعالى يقول ) ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون ( وكان طلق بن حبيب يقول اتقوا الفتنة بالتقوى فقيل له أجمل لنا التقوى فقال أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو رحمة الله وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عذاب الله رواه أحمد وابن أبي الدنيا


وكان أفاضل المسلمين ينهون عن الخروج والقتال في الفتنة كما كان عبد الله بن عمر وسعيد بن المسيب وعلي بن الحسين وغيرهم ينهون عام الحرة عن الخروج على يزيد وكما كان الحسن البصري ومجاهد وغيرهما ينهون عن الخروج في فتنة ابن الأشعث ولهذا استقر أمر أهل السنة على ترك القتال في الفتنة للأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي e وصاروا يذكرون هذا في عقائدهم ويأمرون بالصبر على جور الأئمة وترك قتالهم وإن كان قد قاتل في الفتنة خلق كثير من أهل العلم والدين.


وباب قتال أهل البغي والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يشتبه بالقتال في الفتنة وليس هذا موضع بسطه ومن تأمل الأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي e في هذا الباب واعتبر أيضا اعتبار أولى الأبصار علم أن الذي جاءت به النصوص النبوية خير الأمور".


وقال –رحمه الله- في "منهاج السنة النبوية" (4/531):


"وهذا كله مما يبين أن ما أمر به النبي e من الصبر على جور الأئمة وترك قتالهم والخروج عليهم هو أصلح الأمور للعباد في المعاش والمعاد وأن من خالف ذلك متعمدا أو مخطئا لم يحصل بفعله صلاح بل فساد ولهذا أثنى النبي e على الحسن بقوله إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين ولم يثن على أحد لا بقتال في فتنة ولا بخروج على الأئمة ولا نزع يد من طاعة ولا مفارقة للجماعة.


وأحاديث النبي e الثابتة في الصحيح كلها تدل على هذا".


وقال –رحمه الله- في "منهاج السنة النبوية" (4/536):


" لكن إذا لم يزل المنكر إلا بما هو أنكر منه صار إزالته على هذا الوجه منكرا وإذا لم يحصل المعروف إلا بمنكر مفسدته أعظم من مصلحة ذلك المعروف كان تحصيل ذلك المعروف على هذا الوجه منكرا


وبهذا الوجه صارت الخوارج تستحل السيف على أهل القبلة حتى قاتلت عليا وغيره من المسلمين وكذلك من وافقهم في الخروج على الأئمة بالسيف في الجملة من المعتزلة والزيدية والفقهاء وغيرهم".


وقال –رحمه الله- في "منهاج السنة النبوية" (4/538):


"ومما ينبغي أن يعلم أن أسباب هذه الفتن تكون مشتركة فيرد على القلوب من الواردات ما يمنع القلوب عن معرفة الحق وقصده ولهذا تكون بمنزلة الجاهلية والجاهلية ليس فيها معرفة الحق ولا قصده والإسلام جاء بالعلم النافع والعمل الصالح بمعرفة الحق وقصده فيتفق أن بعض الولاة يظلم باستئثار فلا تصبر النفوس على ظلمه ولا يمكنها دفع ظلمه إلا بما هو أعظم فسادا منه ولكن لأجل محبة الإنسان لأخذ حقه ودفع الظلم عنه لا ينظر في الفساد العام الذي يتولد عن فعله


ولهذا قال النبي e إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض".


وقال –رحمه الله- في "منهاج السنة النبوية" (4/540):


"وكذلك ثبت عنه في الصحيح أنه قال على المرء المسلم السمع والطاعة في يسره وعسره ومنشطه ومكرهه وأثرة عليه.


وفي الصحيح عن النبي e عن عبادة قال بايعنا رسول الله e على السمع والطاعة في عسرنا ويسرنا ومنشطنا ومكرهنا وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله وأن نقول أو نقوم بالحق حيثما كنا لا نخاف في الله لومة لائم.


فقد أمر النبي e المسلمين بأن يصبروا على الاستئثار عليهم وأن يطيعوا ولاة أمورهم وإن استأثروا عليهم وأن لا ينازعوهم الأمر".


أقول: تأمل هذه الأقوال السديدة لشيخ الإسلام ابن تيمية القائمة على النصوص النبوية وعلى مراعاة المصالح والمفاسد وعلى معرفة تأريخ الثورات ونتائجها المدمرة، والعاقل من يعتبر.


فعلى من ينشد الحق أن يستفيد من المنهج الإسلامي في مواجهة الفتن وأن يحذر المسلمين من مخالفة هذا المنهج، وأن يحذرهم أن يجرهم الشيطان إلى الفتن وسفك الدماء، وأن يستفيدوا مما قرره أئمة السلف وطبّقوه فعلاً.


وأقوال شيخ الإسلام التي سقناها هنا تدور في هذا الفلك وتبينه وتدعو إليه.


نسأل الله أن يبصر المسلمين بالحق في السراء والضراء وعند حلول دواعي الفتن وأن يجنبهم الخوض فيها ويقيهم شرورها.


وقال ابن القيم –رحمه الله- في "إعلام الموقعين" (3/15):


" إنَّ النبي -صلى اللَّهُ عليه وسلم- شَرَعَ لِأُمَّتِهِ إيجَابَ إنْكَارِ الْمُنْكَرِ لِيَحْصُلَ بِإِنْكَارِهِ من الْمَعْرُوفِ ما يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ فإذا كان إنْكَارُ الْمُنْكَرِ يَسْتَلْزِمُ ما هو أَنْكَرُ منه وَأَبْغَضُ إلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فإنه لَا يَسُوغُ إنْكَارُهُ وان كان اللَّهُ يُبْغِضُهُ وَيَمْقُتُ أَهْلَهُ وَهَذَا كَالْإِنْكَارِ على الْمُلُوكِ وَالْوُلَاةِ بِالْخُرُوجِ عليهم فإنه أَسَاسُ كل شَرٍّ وَفِتْنَةٍ إلَى آخِرِ الدَّهْرِ وقد اسْتَأْذَنَ الصَّحَابَةُ رَسُولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم في قِتَالِ الْأُمَرَاءِ الَّذِينَ يُؤَخِّرُونَ الصَّلَاةَ عن وَقْتِهَا وَقَالُوا أَفَلَا نُقَاتِلُهُمْ فقال لَا ما أَقَامُوا الصَّلَاةَ وقال من رَأَى من أَمِيرِهِ ما يَكْرَهُهُ فَلْيَصْبِرْ وَلَا ينـزعن يَدًا من طَاعَتِهِ وَمَنْ تَأَمَّلَ ما جَرَى على الْإِسْلَامِ في الْفِتَنِ الْكِبَارِ وَالصِّغَارِ رَآهَا من إضَاعَةِ هذا الْأَصْلِ وَعَدَمِ الصَّبْرِ على مُنْكَرٍ فَطَلَبَ إزَالَتَهُ فَتَوَلَّدَ منه ما هو أكبر منه فَقَدْ كان رسول اللَّهِ -صلى اللَّهُ عليه وسلم- يَرَى بِمَكَّةَ أَكْبَرَ الْمُنْكَرَاتِ وَلَا يَسْتَطِيعُ تَغْيِيرَهَا بَلْ لَمَّا فَتَحَ اللَّهُ مَكَّةَ وَصَارَتْ دَارَ إسْلَامٍ عَزَمَ على تَغْيِيرِ الْبَيْتِ وَرَدِّهِ على قَوَاعِدِ إبْرَاهِيمَ وَمَنَعَهُ من ذلك مع قُدْرَتِهِ عليه خَشْيَةُ وُقُوعِ ما هو أَعْظَمُ منه من عَدَمِ احْتِمَالِ قُرَيْشٍ لِذَلِكَ لِقُرْبِ عَهْدِهِمْ بِالْإِسْلَامِ وَكَوْنِهِمْ حَدِيثِي عَهْدٍ بِكُفْرٍ وَلِهَذَا لم يَأْذَنْ في الْإِنْكَارِ على الْأُمَرَاءِ بِالْيَدِ لِمَا يَتَرَتَّبُ عليه من وُقُوعِ ما هو أَعْظَمُ منه كما وُجِدَ سَوَاءٌ".




أقول: كلام الإمام ابن القيم مستمد من منهاج النبوة القائم على الحكمة والنظر في العواقب والنتائج التي تترتب على التصرفات الهوجاء والعواطف العمياء، التي لا تنضبط بالتوجيهات النبوية الحكيمة، التي يراعى فيها مصالح الأمة في دينها ودنياها، وما يدرأ عنها المفاسد الكبيرة والفتن العظيمة في دينها ودنياها.


وتأمل جيداً في مقال ابن القيم هذا، ومنه قوله: " وَمَنْ تَأَمَّلَ ما جَرَى على الْإِسْلَامِ في الْفِتَنِ الْكِبَارِ وَالصِّغَارِ رَآهَا من إضَاعَةِ هذا الْأَصْلِ وَعَدَمِ الصَّبْرِ على مُنْكَرٍ فَطَلَبَ إزَالَتَهُ فَتَوَلَّدَ منه ما هو أكبر منه".


وقوله: " وَهَذَا كَالْإِنْكَارِ على الْمُلُوكِ وَالْوُلَاةِ بِالْخُرُوجِ عليهم فإنه أَسَاسُ كل شَرٍّ وَفِتْنَةٍ إلَى آخِرِ الدَّهْرِ".


فكيف لو رأى علماء السلف من الصحابة فمن بعدهم ما يجري في هذا العصر من المظاهرات والفتن لا من أجل الإسلام ولا من باب تغيير المنكرات الشركية والبدعية والإلحادية، وإنما للمطامع الدنيوية، واللهث على المناصب السياسية، ولتطبيق التشريعات والأنظمة اليهودية والنصرانية.


فاللهم نعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك.


قال الدكتور في (ص9):


" وملخص القول في طاعة ولي الأمر إذا أمر أو نهى عن شيء مباح إن كان الأمر والنهي متوجها على فرد بذاته كأن يمنعه من السفر أو أن يتزوج من خارج البلاد ونحو ذلك. فهذا جائز وعليه السمع والطاعة لولي الأمر . أما إذا أصدر الحاكم تنظيما أو تعميما أو قانونا يمنع فيه عامة الشعب من شيء هو مباح بأصل الشرع فإن هذا تقييد لحرية التعبير".


التعليق:



1- يقال: إن هذا الكلام عجيب وتقرير غريب.
قارن بين التوجيهات النبوية وتوجيهات أهل العلم والسنة والحق ومنهم الإمام أحمد بن حنبل والإمام ابن تيمية وابن القيم وما فيها من حكمة وعلم صحيح ووعي عظيم وابتعاد بالأمة عن الفتن المدمرة للدنيا والدين.

قارن بين هذه التوجيهات الحكيمة وبين ما يقرره هذا الرجل بهذا الأسلوب البعيد عن هدي محمد –صلى الله عليه وسلم- والسلف الصالح.



2- يرى القارئ أنه فرّق بين الفرد والجماعة في طاعة ولي الأمر إذا أمر بأمر مباح أو نهى عنه، بدون دليل شرعي على هذا التفريق.
إن فقهاء الإسلام ليعلمون أن الشريعة الإسلامية قائمة كلها على مراعاة المصالح والمفاسد، فتأمر بكل ما فيه صلاح للناس في دينهم ودنياهم، وتنهى عن كل ما فيه فساد في دينهم ودنياهم، وهذا المنهج يغيب عن هذا الرجل.

فالحاكم المسلم في ضوء هذا المنهج له أن يجتهد -حيث لا يوجد نص يمنعه- فيما يحقق لرعيته الخير والمصلحة، ويدفع عنهم المفاسد والأضرار، فإذا أخطأ، فمعالجة خطئه يقوم بها أهل الحل والعقد من العلماء والعقلاء فقط بالمناصحة الحكيمة دون تشهير وإعلان المعارضات، ولا يجوز أن يتدخل في هذه الأمور السياسية الجهلة والسفهاء وأهل الأغراض، فإن رجع الحاكم عن خطئه بعد النصيحة فالحمد لله، وإن لم يرجع فالشرع الحكيم يأمر المسلمين بالصبر حتى يفرِّج الله، (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ..)، [سورة الطلاق: 2-3]، وهذا العلاج الإسلامي الحكيم خير وأنفع بمئات المرات من العلاج بالهوى والفتن والمسيرات والمظاهرات.




قال شيخ الإسلام في "منهاج السنة النبوية" (4/527):


"ففي الجملة أهل السنة يجتهدون في طاعة الله ورسوله بحسب الإمكان، كما قال تعالى: ( فاتقوا الله ما استطعتم)، [سورة التغابن:16].


وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم"، ويعلمون أن الله تعالى بعث محمدا -صلى الله عليه وسلم- بصلاح العباد في المعاش والمعاد، وأنه أمر بالصلاح ونهى عن الفساد، فإذا كان الفعل فيه صلاح وفساد رجّحوا الراجح منهما، فإذا كان صلاحه أكثر من فساده رجّحوا فعله، وإن كان فساده أكثر من صلاحه رجّحوا تركه.


فإن الله تعالى بعث رسوله -صلى الله عليه وسلم- بتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها".


وهذا الرجل لم ينظر إلى مراعاة المصالح ولا إلى درء المفاسد، ولم يتطرق إلى الترجيح بين المصالح والمفاسد؛ الأمر الذي بُعث به محمد –صلى الله عليه وسلم- وسار على هديه فيه علماء وفقهاء الإسلام الراسخون، وانحرف عنه أهل الأهواء.


وهذا الخليفة الراشد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- يتصرف في شئون الأمة بناء على مراعاة جلب المصالح ودرء المفاسد.


قال أبو بكر بن أبي شيبة –رحمه الله-:


حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر: "أن عمر حمى الربذة لنعم الصدقة"([8]).


وقال -رحمه الله-: حدثنا عَفَّانَ قال حدثني مُعْتَمِرُ بن سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ قال سَمِعْت أبي قال حدثنا أبو نَضْرَةَ عن أبي سَعِيدٍ([9]) مولى أبي أُسَيْدَ الأَنْصَارِيِّ قال سمع عُثْمَان أَنَّ وَفْدَ أَهْلِ مِصْرَ قد أَقْبَلُوا فَاسْتَقْبَلَهُمْ فَكَانَ في قَرْيَةٍ خَارِجًا من الْمَدِينَةِ أو كما قال قال فلما سَمِعُوا بِهِ أَقْبَلُوا نَحْوَهُ إلَى الْمَكَانِ الذي هو فيه قال أَرَاهُ قال وَكَرِهَ أَنْ يَقْدُمُوا عليه الْمَدِينَةَ أو نَحْوًا من ذلك فَأَتَوْهُ فَقَالُوا اُدْعُ بِالْمُصْحَفِ فَدَعَا فَقَالُوا افْتَحْ السَّابِعَةَ وَكَانُوا يُسَمُّونَ سُورَةَ يُونُسَ السَّابِعَةَ فَقَرَأَهَا حتى إذَا أتى على هذه الْآيَةِ ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ ما أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ من رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ منه حَرَامًا وَحََلاَلاً قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ على اللهِ تَفْتَرُونَ ) قَالَوا أَرَأَيْت ما حَمَيْت من الْحِمَى آللَّهُ أذن لَك بِهِ أَمْ على اللهِ تَفْتَرِي فقال أَمْضِهِ أَنْزَلَتْ في كَذَا وَكَذَا وَأَمَّا الْحِمَى فإن عُمَرَ حَمَى الْحِمَى قَبْلِي لإبل الصَّدَقَةِ فلما وُلِّيتُ زَادَتْ إبِلُ الصَّدَقَةِ فَزِدْت في الْحِمَى لِمَا زَادَ من إبِلِ الصَّدَقَةِ..."([10]).


فالربذة أرض غير مملوكة لأحد، بها مراع مباحة لكل المسلمين، رأى أمير المؤمنين عمر أن يجعلها حمى ترعى فيه إبل وخيل الصدقة خاصة، ومنع منها المسلمين إلا من يأذن له أمير المؤمنين.


وهذا العمل من عمر –رضي الله عنه- من باب مراعاة المصالح، ومن أبواب الاجتهاد التي قال فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ وَإِذَا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ"([11]).


وأقر الصحابة الكرام هذا الاجتهاد، وهذا أمر لا يجوز عند الديمقراطيين الذين يلبسون الديمقراطية لباس الإسلام.


وأمير المؤمنين عثمان -رضي الله عنه- انطلق من هذا المنطلق الذي انطلق منه عمر ابن الخطاب -رضي الله عنه- إن صح هذا الأثر عنه، ولم يعارضه إلا أهل البغي والفتن.


حَدَّثَنَا صَدَقَةُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَنْ مَالِكٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "لَوْلَا آخِرُ الْمُسْلِمِينَ مَا فَتَحْتُ قَرْيَةً إِلَّا قَسَمْتُهَا بَيْنَ أَهْلِهَا كَمَا قَسَمَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَيْبَرَ"([12]).


ومن اجتهادات عمر -رضي الله عنه- بناء على مراعاة جلب المصالح جعله سواد العراق وقفاً على سائر المسلمين، ولم يقسمه على الغانمين، وأقره الصحابة الكرام على هذا التصرف، وما قالوا: السواد ملكنا، ويجب قسمه على الغانمين كما فعل رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في أرض خيبر، وليس لك منه إلا الخمس الذي قال الله فيه: (وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، [سورة الأنفال : 41].


قال الحافظ ابن رجب في "الاستخراج لأحكام الخراج" (ص9):


" وقد تقدم قول الإمام أحمد -رضي الله عنه- إنما كان الخراج على عهد -عمر رضي الله عنه- يعني أنه لم يكن في الإسلام قبل خلافة عمر -رضي الله عنه- ولا ريب أن عمر -رضي الله عنه- وضع الخراج على أرض السواد ولم يقسمها بين الغانمين وكذلك غيرها من أراضي العنوة.


وذكر أبو عبيد أن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ومعاذ بن جبل أشارا على عمر -رضي الله عنهم- بذلك".


ولأمير المؤمنين عمر اجتهادات أخرى منها وضع بيت لمال المسلمين، انطلاقاً من مراعاة المصالح للمسلمين، والصحابة والمسلمون يطيعونه في ذلك، تنفيذاً لأوامر الله ورسوله –صلى الله عليه وسلم- بطاعة أولياء الأمور وإيماناً بمراعاة المصالح للأمة، وهذا هو منهج الصحابة الكرام وأهل السنة والجماعة إلى يومنا هذا.


بعد أن ذكر أبو يعلى –رحمه الله- ما يجب على الأمير بيّن ما يلزم من تحت إمرته من المسلمين.


قال في "الأحكام السلطانية" (ص46-47):


"فأما ما يلزمهم في حق الأمير عليهم أربعة أشياء: أحدها: التزام طاعته، والدخول في ولايته. قال تعالى (4: 59 - يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم).قيل: هم الأمراء. وقيل: هم العلماء. وروى أبو هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال " من أطاعني فقد أطاع الله، ومن أطاع أميري فقد أطاعني، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن عصى أميري فقد عصاني([13]).


الثاني: أن يفوضوا الأمر إلى رأيه، ويكلوه إلى تدبيره حتى لا تختلف آراؤهم، وقد قال تعالى: (ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم).فإن ظهر لهم صواب خفي عليه بيّنوه له، وأشاروا به عليه، وقد ندب الله تعالى إلى المشاورة. الثالث: أن يسارعوا إلى امتثال أمره، والوقوف عند نهيه وزجره، فإن توقفوا عما أمرهم، وأقدموا على ما نهاهم عنه، كان له تأديبهم على المخالفة حسب أحوالهم، ولا يغلظ فينفر، وقد قال الله تعالى لنبيه: (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك ). وروى ابن المسيب عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: "خير دينكم أيسره".


الرابع: أن لا ينازعوه في الغنائم إذا قسموها بينهم، ويرضوا فيها بتعديل القسمة عليهم".






أقول:


انظر إلى قوله: "الثاني: أن يفوضوا الأمر إلى رأيه، ويكلوه إلى تدبيره حتى لا تختلف آراؤهم".


فإنه يرى الاجتهاد لولي الأمر في مصلحة المسلمين ابتعاداً بهم عن اختلاف آرائهم، واستدل على ذلك بالآية.


وقوله: " فإن ظهر لهم صواب خفي عليه بيّنوه له، وأشاروا به عليه".


والذي يبينه ويشير عليه هم العلماء الكبار النابهون أهل الاستنباط من النصوص ومن الأحداث التي تلم بالأمة.


فيقدمون للإمام تنبيههم ومشاورتهم الحكيمة، ولا دخل لعامة الشعب، فإنهم بعيدون عن إدراك المشكلات وحلولها.


وانظر إلى قوله: " الثالث: أن يسارعوا إلى امتثال أمره، والوقوف عند نهيه وزجره، فإن توقفوا عما أمرهم، وأقدموا على ما نهاهم عنه، كان له تأديبهم على المخالفة حسب أحوالهم، ولا يغلظ ...الخ.


انظر إلى قوله: " أن يسارعوا إلى امتثال أمره...الخ" ، أي أمره الاجتهادي.


وانظر إلى قوله: " فإن توقفوا عما أمرهم، وأقدموا على ما نهاهم عنه، كان له تأديبهم على المخالفة..الخ".


وذلك لأنهم خالفوا من أَمَرَ الله بطاعته في غير معصية، فإذا أمرهم بغير معصية ولم ينفذوا أمره فله تأديبهم؛ لأنهم بمعصيته عصوا الله ورسوله.


فكان على الدكتور أن يعلم توجيهات رسول الله – صلى الله عليه وسلم –، ويعلم منهج العلماء الربانيين في هذا الباب، ويسلك سبيلهم؛ سبيل العلم والعقل والخير والهدى والسلامة من الفتن وأسباب الردى.


وساق ابن زنجويه آثاراً أخرى تتعلق بوقف أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لسواد العراق وكذلك وقفه لأرض الجابية بالشام وما فتح عنوة من أرض مصر([14])، وكلها من اجتهاد هذا الإمام العادل –رضي الله عنه-.


قال سعود الفنيسان في (ص9):


" والمظاهرة السلمية يجب أن تنضبط بالضوابط الشرعية:




1- أن تكون المطالب مشروعة وعادلة فإن تضمنت مفسدة أو حراما فلا تجوز. 2- ألا تؤدي المظاهرة إلى منكر آخر يساوي أو يزيد عن المنكر الذي خرج المتظاهرون لتغييره.

3- ألا يصحب المظاهرة ترك واجب كصلاة الجمعة أو الجماعة أو تشتمل على اختلاط محرم بين الرجال والنساء.

4- ألا تتسبب بإلحاق ضرر في الأنفس والممتلكات.
فالمظاهرات السلمية التي لا تشهر سلاحا ولا تسفك دما ولا تتعدى على الأنفس والممتلكات المعصومة- جائزة شرعا. والله أعلم".

التعليق:



1- برأ الله الإسلام من المظاهرات، فلا يجوز أن تُلْصقَ بالإسلام.

2- لا علاقة للديمقراطية ولا بالمظاهرات ولا بمطالب أهلها بالإسلام، فكيف تكون هذه المطالب مشروعة وعادلة، فالإسلام يحرِّم ويجرِّم هذه الأعمال والمطالب؛ لأنه يأمر بالصبر والطاعة، فهي وما شرعته بكل أشكاله فيها مصادمات للتشريعات الإسلامية.

3- إن المظاهرات ليست من المعروف في شيء، فهي وإن كانت سلمية من المنكرات، فكيف إذا ترتب عليها منكرات.

4- غالب من يخوض في المظاهرات غير ملتزمين، والإسلام يمنع اختلاط الرجال بالنساء حتى في المساجد، والمظاهرات يحصل فيها الاختلاط المحرم، ولا ندري ما هو الاختلاط المحرم عند هذا الرجل وما هو الاختلاط الجائز.

5- إلحاق الضرر بالناس في الأنفس والممتلكات من لوازم المظاهرات تسعة وتسعين في المائة ولا عبرة بالنادر الذي لا نعرفه ولم نسمع به.
فما من مظاهرة إلا ويصحبها أضرار وفساد؛ لأن من يخوضها غالبهم غير ملتزمين بعقائد الإسلام وأحكامه وآدابه، فإذا خاضوا في المظاهرات سهل على كثير منهم أن يروي ظمأه ويشفي غليله فهذا يدمر وهذا يضرب وهذا يقتل وهذا ينهب...الخ، وكأن الكاتب يعيش في عالم الخيال أو يتصور أن المتظاهرين معصومون أو شبه الملائكة، فيضع هذه الشروط التي يعتقد كل عاقل مجرب أنها لن تتحقق، فيذكرنا بقول الشاعر:

ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء


فإذا أجزت للناس المظاهرات السلمية المزعومة، فقد فتحت أمامهم أبواب الفتن الخطيرة المدمرة التي تتولد عن المظاهرات وذلك أن شياطين الإنس والجن يتخللونها ثم يحققون ما يطمحون إليه من الفساد والإفساد وسفك الدماء ونهب الممتلكات وتدميرها، والمتسبب في هذه الشرور شريك لفاعليها.


هذا ونسأل الله أن يوفقنا والدكتور سعود وسائر المسلمين للثبات على الحق والتمسك بالكتاب والسنة عقيدة ومنهجاً وسياسة وأخلاقاً، وأن يجنبنا الفتن وأسبابها وكل ما يؤدي إليها، وأن يجمع كلمة المسلمين حكاماً وشعوباً على الحق والهدى.


إن ربنا لسميع الدعاء.


وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.




كتبه


ربيع بن هادي عمير المدخلي



12/4/1432هـ




--------------------------------------------------------------------------------

الحواشي:
[1] - لو قلت: ويجب إنكار المنكر باليد واللسان والقلب كل على حسب طاقته من السلطان إلى أضعف المسلمين، ووقفت لأصبت. لكن قولك: "كل وسيلة مناسبة" ، تريد أن تدخل في هذه الوسائل المظاهرات والتصوير بكل أنواعه والتمثيل، وهذا قول باطل، ولم يقرره السلف والخلف من أهل السنة والحق؛ لأنه يصادم النصوص النبوية الصحيحة.

[2] - انظر "علوم الحديث" لابن الصلاح (ص264)، و"اختصار علوم الحديث" لابن كثير (ص517)، النوع التاسع والثلاثون.

[3] - أخرجه مسلم في "صحيحه" برقم (1218)، وأبو داود في "سننه" حديث (1905)، والنسائي في "الكبرى" حديث (4001)، وابن ماجه في "السنن" حديث (3074)، وابن أبي شيبة (5/485) حديث (14908)، وابن حبان حديث (1457)و (3944).

[4] - "سنن أبي داود"، حديث (4031).

[5] - في الأصل " فأذنوا لهم".

[6] - قال فيه الخطيب في "تأريخ بغداد" (4/395) برقم (1591): "وكان مشهوداً له بالصلاح والصدق"، وقال الذهبي في "تأريخ الإسلام" (21/291): "صالح، فاضل، واسع العلم".

[7] - قال فيه الخطيب في "تأريخ بغداد" (6/328) رقم (2823): "...كان أبو عبد الله يأنس به وكان يقدمه ويكرمه وكان له عنده موضع جليل، وروى عن أبي عبد الله مسائل كثيرة جدا بضعة عشر جزءا، وجوّد الرواية عن أبي عبد الله"، ومثل هذا المدح في "طبقات الحنابلة" (1/74) رقم (59)..

[8] - "مصنف ابن أبي شيبة" رقم (23535).

[9] - ذكره أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5/2911) رقم (3244)، وذكره ابن الأثير في "أسد الغابة في معرفة الصحابة" (6/141) رقم (5951)، وذكره الذهبي في "تجريد أسماء الصحابة" (2/173) رقم (2015)، وذكره الحافظ ابن حجر في "الإصابة" في قسم الكنى (7/95) برقم (588)، فقال: " أبو سعيد مولى أبي أسيد بالتصغير الساعدي، ذكره ابن منده في الصحابة ولم يذكر ما يدل على صحبته، لكن ثبت أنه أدرك أبا بكر الصديق -رضي الله تعالى عنه- فيكون من أهل هذا القسم، قال ابن منده روى عنه أبو نضرة العقدي قصة مقتل عثمان بطولها وهو كما قال، وقد رويناها من هذا الوجه وليس فيها ما يدل على صحبته".



[10] - أخرجه الإمام أحمد في "فضائل الصحابة" (1/470)، و ابن أبي شيبة في " مصنفه" (38686)، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" رقم(859).

[11] - أخرجه البخاري في "الاعتصام" حديث (7352)، ومسلم في "الأقضية" حديث (1716).

[12] - أخرجه البخاري في "صحيحه" حديث (2334).

[13] - من مجالات طاعة الأمراء الأمور التي يجوز فيها الاجتهاد، ومنها جلب المصالح للأمة ودرء المفاسد عنها.

[14] - "الأموال" (1/190-195).
ملفات مرفقة









آخر تعديل جواهر الجزائرية 2011-11-18 في 03:29.
رد مع اقتباس
قديم 2011-11-18, 22:04   رقم المشاركة : 104
معلومات العضو
قاهر العلمانيين
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

قال القرطبي في المفهم (12/89) : ( وكذلك : لو ترك إقامة قاعدة من قواعد الدين ؛ كإقام الصلاة ، وصوم رمضان ، وإقامة الحدود ، ومَنَع من ذلك . وكذلك لو أباح شرب الخمر ، والزنى ، ولم يمنع منهما ، لا يختلف في وجوب خَلْعِهِ )

وقال ابن حزم في الفصل في الملل (4\135) ( فَإِن امْتنع - أي الحاكم الظالم - من إِنْفَاذ شَيْء من هَذِه الْوَاجِبَات عَلَيْهِ وَلم يُرَاجع وَجب خلعه وَإِقَامَة غَيره مِمَّن يقوم بِالْحَقِّ لقَوْله تَعَالَى "وتعاونوا على الْبر وَالتَّقوى وَلَا تعاونوا على الْإِثْم والعدوان" ).










رد مع اقتباس
قديم 2011-11-18, 22:25   رقم المشاركة : 105
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قاهر العلمانيين مشاهدة المشاركة
قال القرطبي في المفهم (12/89) : ( وكذلك : لو ترك إقامة قاعدة من قواعد الدين ؛ كإقام الصلاة ، وصوم رمضان ، وإقامة الحدود ، ومَنَع من ذلك . وكذلك لو أباح شرب الخمر ، والزنى ، ولم يمنع منهما ، لا يختلف في وجوب خَلْعِهِ )

وقال ابن حزم في الفصل في الملل (4\135) ( فَإِن امْتنع - أي الحاكم الظالم - من إِنْفَاذ شَيْء من هَذِه الْوَاجِبَات عَلَيْهِ وَلم يُرَاجع وَجب خلعه وَإِقَامَة غَيره مِمَّن يقوم بِالْحَقِّ لقَوْله تَعَالَى "وتعاونوا على الْبر وَالتَّقوى وَلَا تعاونوا على الْإِثْم والعدوان" ).
هناك فرق بين الخلع وبين الخروج فالخلع: يكون من ذوي الشوكة والاقتدار من أهل الحَلِّ والعَقْد؛ وكذلك النَّصْبُ، وهو واجب كما ذكر. أما الخروج: فيكون على السلطان (المسلم) الذي قهر من ولي عليهم بشوكته، فلا اعتبار لأحد مع ذلك القهر؛ فلا أهل حل! ولا أهل عقد!، وهذا الخروج محرم (بالإجماع) ما لم تكفر عين هذا المُتَغَلِّب.
قال القرطبي في تفسيره ( 2 / 370 ) : و الذي عليه الأكثر من العلماء أن الصبر على طاعة الإمام الجائر أولى من الخروج عليه ، لأن في منازعته و الخروج عليه استبدال الأمن بالخوف ، و إراقة الدماء ، و انطلاق أيدي السفهاء ، و شن الغارات على المسلمين ، والفساد في الأرض ، و الأول مذهب طائفة من المعتزلة ، وهو مذهب الخوارج ، فاعلمه .)) انتهى بنصه









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
(مُتَجَدِّدٌ), مَلَفٌّ, الْمُظَاهَرَاتِ, بِحُكْمِ, خَاصٌّ


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 06:36

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc