السلفية - الصفحة 7 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

السلفية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-07-05, 10:28   رقم المشاركة : 91
معلومات العضو
هشام البرايجي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية هشام البرايجي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قذائف الحق مشاهدة المشاركة
فتاوى وأقوال العلماء في فضل الأشاعرة وتغليظهم القول لمن ذمّهم وانتقصهم
اسم الكتاب: أهل السنة الأشاعرة شهادة علماء الأمة وأدلتهم المؤلف: حمد السنان و فوزى العنجرى
فتاوى وأقوال العلماء في فضل الأشاعرة
وتغليظهم القول لمن ذمّهم وانتقصهم

قال الله تعالى ( والّذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا )، وقال تعالى في الحديث القدسي (من عادى لي ولياًّ فقد آذنته بالحرب)، والعلماء هم أولياء الله تعالى وخاصته من خلقه، بهم ينتشر الدين ويُذاد عن عقائد الناس وحرماتهم، وموت آلاف من البشر أهون ضرراً من موت عالم.
وحرمة العلماء من حرمة الدين، فمن وقرهم وعرف لهم أقدارهم فالدين يوقر، ومن تطاول عليهم وحقرهم فعلى الدين يتطاول وله يحقر.
يقول الله تعالى ( ومن يعظِّم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ) .
فأي شعيرة من شعائر الإسلام أعظم من رموزه وأعلامه الذين بهم قوام الدين وصلاح العباد والبلاد؟!
وأي عزيمة أوثق أمراً وأعظم أجراً من تكريمهم وتوقيرهم والاعتراف بفضلهم؟!
وأي جريمة وعظيمة أشد نكراً وأكبر وزراً من تحقيرهم وازدرائهم والحط من أقدراهم؟!
والتطاول على العلماء لا سيما المتقدمون منهم من الذنوب التي تكون في آخر الزمان فقد جاء في الحديث أن من أشراط الساعة لعْنَ آخر هذه الأمة أوّلها، إشارة منه إلى فظاعة هذا الصنيع وشناعته حتى إنه أخّر إلى آخر الزمان!.
ولقد تضافرت أقوال أئمة الإسلام وتواترت فتاواهم في التشنيع على من تطاول على مقام أعلام الشريعة وعلماء الأمة، وأوجبوا على ولاة أمور المسلمين الضرب على يده وتعزيره ومعاقبته.
من ذلك ما أفتى به قدوة المالكية في عصره الإمام ابن رشد (الجد) رحمه الله تعالى، وهذا نص السؤال:
(ما يقول الفقيه القاضي الأجل، أبو الوليد - وصل الله توفيقه وتسديده ونهج إلى كل صالحة طريقه - في الشيخ أبي الحسن الأشعري وأبي إسحق الإسفراييني وأبي بكر الباقلاني وأبي بكر بن فورك وأبي المعالي... ونظرائهم ممن ينتحل علم الكلام ويتكلم في أصول الديانات ويصنف للرد على أهل الأهواء؟ وما يقول في قوم يسبونهم وينتقصونهم، ويسبون كل من ينتمي إلى علم الأشعرية، ويكفرونهم ويتبرؤون منهم وينحرفون بالولاية عنهم، ويعتقدون أنهم على ضلالة، وخائضون في جهالة، فماذا يقال لهم ويصنع بهم ويعتقد فيهم؟ أيتركون على أهوائهم؟ أم يكف عن غلوائهم؟).
فأجاب رحمه الله تعالى بما نصه:
(تصفحت - عصمنا الله وإيـاك - سؤالك هذا ووقفت عليه، وهؤلاء الذين سميت من العلماء أئمة خير وهدى، وممن يجب بهم الاقتداء، لأنهم قاموا بنصر الشريعة، وأبطلوا شبه أهل الزيغ والضلالة، وأوضحوا المشكلات وبينوا ما يجب أن يُدانَ به من المعتقدات، فهم بمعرفتهم بأصول الديانات العلماء على الحقيقة، لعلمهم بالله عزّ وجلّ، وما يجب له وما يجوز عليه وما ينتفي عنه، إذ لا تعلم الفروع إلا بعد معرفة الأصول، فمن الواجب أن يعترف بفضائلهم ويقر لهم بسوابقهم، فهم الذين عنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله (يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين) فلا يعتقد أنهم على ضلالة وجهالة إلا غبي جاهل أو مبتدع زائغ عن الحق مائل، ولا يسبهم وينسب إليهم خلاف ما هم عليه إلا فاسق، وقد قال الله عزّ وجلّ: ( والّذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا ) ، فيجب أن يبصر الجاهل منهم، ويؤدب الفاسق، ويستتاب المبتدع الزائغ عن الحق إذا كان مستسهلاً ببدعة، فإن تاب وإلا ضرب أبداً حتى يتوب، كما فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه بصبيغ المتهم في اعتقاده، من ضربه إياه حتى قال: يا أمير المؤمنين إن كنت تريد دوائي فقد بلغت مني موضع الداء، وإن كنت تريد قتلي فأجهز علي. فخلى سبيله. والله أسأل العصمة والتوفيق برحمته. قاله محمد بن رشد) (فتاوى ابن رشد 2 / 802).
وقال الإمام الكبير أبو المظفر الإسفراييني - رحمه الله تعالى - بعد أن فصّلَ اعتقاد الفرقة الناجية:
(وأن تعلم أن كل من تديّن بهذا الدين الذي وصفناه من اعتقاد الفرقة الناجية فهو على الحق وعلى الصراط المستقيم، فمن بدّعَهُ فهو مبتدع ومـن ضلله فهو ضالّ ومـن كفّره فهو كـافر) اهـ (التبصير في الدين ص / 111).
وقد شدّدَ الإمام النووي - رحمه الله تعالى - النكير على من انتقص العلماء وعَرضَ لهم بالثلب، فقال:
(قال الله تعالى ( ومن يعظِّم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ) وقال تعالى ( ومن يعظِّم حرمات الله فهو خير له عند ربِّه ) وقـال تعالى ( واخفض جناحك للمؤمنين ) وقال تعالى ( والّذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا ) ، وثبت في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أن الله عزّ وجلّ قال (من آذى لي وليّاً فقد آذنته بالحرب).
وروى الخطيب البغدادي عن الشافعي وأبي حنيفة رضي الله عنهما قالا (إن لم تكن الفقهاء أولياء الله فليس لله ولي).
وفي كلام الشافعي: الفقهاء العاملون.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: من آذى فقيهاً فقد آذى رسول الله صلى الله على وسلم، ومن آذى رسول الله فقد آذى الله عز وجل. وفي الصحيح عنه " من صلى الصبح فهو في ذمّة الله فلا يطلبنّكم الله بشيء من ذمّته")ا هـ. (المجموع 1 / 24).
وإن لم يكن أعلام الأمة وأماثلها من أئمة الدين الأشاعرة والماتريدية أولياء الله فمن تراهم يكونون؟!
وقال الحافظ ابن عساكر - رحمه الله - تعالى:
(اعلم يا أخي وفقني الله وإياك لمرضاته، وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته، أن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة، وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب بلاه الله قبل موته بموت القلب (فليحذر الّذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ) اهـ. (تبيين كذب المفتري ص / 425، المجموع 1/24).
وقد سئل الإمام العلامة ابن حجر الهيتمي رحمه الله تعالى: عن الإمام أبي الحسن الأشعري والباقلاني وابن فورك وأبي المعالي إمام الحرمين وأبي الوليد الباجي وغيرهم ممن تكلم في الأصول وسلك مذهب الأشعري في الاعتقاد، وعن حكم من انتقصهم وضللهم؟.
فأجاب رحمه الله بعد أن شنّع على من عرض لهم بشتم أو تضليل أو قدح:
(بل هم أئمة الدين وفحول علماء المسلمين فيجب الاقتداء بهم لقيامهم بنصرة الشريعة وإيضاح المشكلات وردّ شبه أهل الزيغ، وما يجب من الاعتقادات والديانات لعلمهم بالله وما يجب له وما يستحيل عليه وما يجوز في حقه.... والواجب الاعتراف بفضل أولئك الأئمة المذكورين في السؤال وسابقتهم، وأنهم من جملة المرادين بقوله " يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين " فلا يعتقد ضلالتهم إلا أحمق جاهل أو مبتدع زائغ عن الحق، ولا يسبهم إلا فاسق، فينبغي تبصيـر الجاهل وتأديب الفاسق واستتابة المبتدع) اهـ. (الفتاوى الحديثية ص / 205).
ونقل الحافظ ابن عساكر رحمه الله فتوى للإمام محمد بن علي الدامغاني وافقه عليها الإمام أبو إسحاق الشيرازي إبراهيم بن علي الفيروزباذي والإمام أبو بكر الشاشي في فضل الأشاعرة، ووجوب معاقبة منتقصهم والمُعرِّض بهم.
وهذا نص الاستفتاء والفتوى على ما جاء في كتاب " تبيين كذب المفتري " (ص / 332): (بسم الله الرحمن الرحيم. ما قول السادة الأجلة الأئمة الفقهاء أحسن الله توفيقهم ورضي عنهم في قوم اجتمعوا على لعن فرقة الأشعـري وتكفيرهم، ما الذي يجب عليهم في هذا القول؟ أفتونا في ذلك منعّمين مثابين إن شاء الله.
الجواب وبالله التوفيق: أن كل من أقدم على لعن فرقة من المسلمين وتكفيرهم فقد ابتدع وارتكب ما لا يجوز الإقدام عليه، وعلى الناظر في الأمور أعزّ الله أنصاره الإنكار عليه وتأديبه بما يرتدع هو وأمثاله عن ارتكاب مثله. كتب محمد بن على الدامغاني.
وبعده:
الجواب وبالله التوفيق: إن الأشعرية أعيان السنة ونصّار الشريعة، انتصبوا للرّد على المبتدعة.... فمن طعن فيهم فقد طعن على أهل السنة، وإذا رفع أمر من يفعل ذلك إلى الناظر في أمر المسلمين وجب عليه تأديبه بما يرتدع به كل أحد. كتبه إبراهيم بن على الفيروز باذي - أبو إسحاق الشيرازي -.
وبعده:
جوابي مثله. كتبه محمد بن أحمد الشاشي).
قال الحافظ ابن عساكر: (فهذه أجوبة هؤلاء الأئمة الذين كانوا في عصرهم علماء الأمة، فأما قاضي القضاة أبو عبد الله الحنيفي الدامغاني فكان يقال له في عصره أبو حنيفة الثاني، وأما الشيخ الإمام أبو إسحاق فقد طبّق ذكر فضله الآفاق، وأما الشيخ الإمام أبو بكر الشاشي فلا يخفى محله على مُنْتهٍ في العلم ولا ناشي، فمن وفقه الله للسداد وعصمه من الشقاق والعناد انتهى إلى ما ذكروا واكتفى بما عنه أخـبروا، والله يعصمنـا من قـول الـزور والبهتان) اهـ.

وقـال العلامة السيد محمد بن علوي المـالكي الحسيـني رحمه الله في الأشاعرة والماتريدية (مفاهيم يجب أن تصحح ص / 111):
(هم أئمة وأعلام الهدى من علماء المسلمين الذين ملأ علمهم مشارق الأرض ومغاربها، وأطبق الناس على فضلهم وعلمهم ودينهم، هم جهابذة علماء أهل السنة وأعلام علمائها الأفاضل الذين وقفوا في وجه طغيان المعتزلة... إنهم طوائف المحدثين والفقهاء والمفسرين من الأئمة الأعلام كشيخ الإسلام أحمد بن حجر العسقلاني شيخ المحدثين بلا مراء.. أشعري العقيدة، وشيخ علماء أهل السنة الإمام النووي... أشعري العقيدة، وشيخ المفسرين الإمام القرطبي... أشعري العقيدة، وشيخ الإسلام ابن حجر الهيتمي... أشعري العقيدة، وشيخ الفقه والحديث الإمام الحجة الثبت زكريا الأنصاري أشعري العقيدة، والإمام أبو بكر الباقلاني والإمام النسفي والإمام الشربيني وأبو حيان النحوي... والإمام ابن جزي... الخ كل هؤلاء من أئمة الأشاعرة.. وأي خير يرجى فينا إن رمينا علماءنا الأعلام وسلفنا الصالحين بالزيغ والضلال؟ وكيف يفتح الله علينا لنستفيد من علومهم إذا كنا نعتقد فيهم الانحراف والزيغ عن طريق الإسلام؟) اهـ([1]).



فتوى الهيئة الشرعية للإفتاء في دبي
هذا جواب سؤال كنا قد بعثنا به إلى الهيئة الشرعية للإفتاء في دبي – الإمارات عن طريق موقعهم الألكترونى
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً على اتصالكم بنا ، وهذا ردٌّ على رسالتكم التي وردت إلينا
السؤال :
إخواني الأعزاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من هم الأشاعرة ؟ وهل هم من أهل السنة والجماعة ؟ وما حكم من ينتقصهم ويبدِّعهم ويضلِّلهم ؟
الجواب وبالله التوفيق :
الأشاعرة هم من أهل السنة والجماعة من أتباع أبى الحسن الأشعرى ، الذي سار على منهج الصحابة والتابعين وتابعيهم ، أقوالهم المنسوبة إلى السلف والأقوال المنسوبة إلى الخلف ، وكل ما ذكر مستند إلى الأدلة والنصوص ، سواء إمرار الصفات على ظاهرها أو تأويلها بما يتفق مع الآثار واللغة .

فلا يجوز انتقاصهم ولا تبديعهم ولا تضليلهم ، ومن انتقصهم فهو الناقص ، ومن بدّعهم فهو المبتدع ، ومن ضلّلهم فهو الضال ، لأن الأمة من خلال قرونها المتتالية تلقَّت أقوالهم بالقَبول واجتهاداتهم بالرضا والإنصاف .
والله ولىُّ التوفيق

فتوى أ.د. أحمد الحجى الكردي

ورد السؤال الآتي على الشيخ في موقعه في الشبكة الالكترونية وكان جوابه الآتي بعد , وهذا نص السؤال :
السلام عليكم
أود أن تشرحوا لنا أساسيات هذه الفرقة وأيضا شيئا من عقيدتها بالنسبة للأسماء والصفات ، نسألكم العفو للإطالة وأرجو ألا تبخلوا علينا بالشرح الوافي .
الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله وأصحابه أجمعين ، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين
وبعد ...
فالإمام أبو الحسن الأشعرى هو إمام هذه الفرقة وهى فرقة أهل السنة والجماعة وعليها عامة المسلمين في الكرة الأرضية وأصولها مشروحة في كتب العقيدة الإسلامية المختلفة ، ومنها كتاب العقيدة الطحاوية فيستحسن الرجوع إليها لبيان التفاصيل .
والله تعالى أعلم
أ.د. أحمد الحجى الكردي


فتوى مفتى الجمهورية اللبنانية
( ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتّبعها ولا تتَّبع أهواء الذّين لا يعلمون )

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله وأصحابه أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

وبعد ...
فإن الأشاعرة هم أهل السنة والجماعة ينتسبون إلى الإمام أبى الحسن على بن إسماعيل الأشعرى رحمه الله ، وُلد سنة ستين ومئتين للهجرة على الأشهر فى مدينة البصرة ، وتُوفى فى عام أربعة وعشرين وثلاثمئة للهجرة .
والإمام أبو الحسن الأشعرى – رحمه الله تعالى – هو إمام كبير من أئمة أهل السنة والجماعة ، وعقيدة الأشاعرة هى عقيدة أهل السنة والجماعة في إثبات وجود الله تعالى وتوحيده ، وأنه تعالى ليس كمثله شـئ ، لا يشبه شيئاً ولا يشبهه شـئ ، وأنه تعالى يتّصف بكل صفات الكمال ، ويُنّزه عن كل صفات النقص .
والأشاعرة يدحضون آراء المبتدعة كالمعتزلة الذين ينكرون رؤية الله تعالى فى الآخرة ، وقد أثبتها الله تعالى فى القرآن الكريم بقوله تعالى ( وجوه يومئذٍ ناضرة ، إلى ربها ناظرة ) سورة القيامة الآية 22 .

ومن أبرز أئمة الأشاعرة : الإمام الجوينى الشافعي ، والإمام الغزالي الشافعي ، والإمام اللقانى المالكي ، وكثير من المحدثين والفقهاء رضي الله عنهم أجمعين .

ومعظم بلاد الشام وغيرها من بلاد المسلمين على عقيدة أهل السنة والجماعة الأشعرية أو الماتريدية .

والله تعالى أعلم ، وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليما كثيرا ، والحمد لله رب العالمين .
مفتى الجمهورية اللبنانية
الشيخ محمد رشيد راغب قباني
بيروت 12 صفر 1425 هـ
و 22 آذار 2005 م


هذا وكتب علماء الإسلام مزينة بالثناء على الأشاعرة وأهل السنة جميعاً، لا يكاد يخلو من ذلك كتاب، وطافحة بالنكير على من انتقصهم أو عرض لهم بشتم أو سباب، وفي ما نقلنا بلاغ وكفاية لمن أنصف وتجرد، أما المتعسف فلن تغنيه الشمس في كبد السماء دليلاً على النهار. والله المستعان على ما يصفون.


* * * * *

([1]) كتاب (مفاهيم يجب أن تصحح) للعلامة السيد محمد بن علوي المالكي رحمه الله تعالى، وهو من الكتب القيمة النافعة المباركة، وقد قرَّظه جمع من أكابر علماء العالم الإسلامي هذه بعض أسمائهم:
ـ الشيخ حسنين مخلوف مفتي الديار المصرية السابق. ـ الشيخ محمد أحمد بن حسن الخزرجي المؤرخ الفقيه ووزير الشؤون الإسلامية والأوقاف في دولة الإمارات ورئيس لجنة التراث. ـالشيخ محمد الطيب النجار رئيس مركز السنة والسيرة الدولي ورئيس جامعة الأزهر سابقاً. ـ الشيخ عبدالله كنون الحسني رئيسرابطة علماء المغرب وعضو رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة. ـ الدكتور الحسيني هاشم وكيل الأزهر الشريف وأمين عام مجمع البحوث الإسلامية. ـ الدكتور رؤوف شلبي وكيل الأزهر الشريف. ـ الدكتور عبدالفتاح بركة الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية في القاهرة. ـ الشيخ سيد أحمد العوض مفتي السودان ورئيس مجلس الإفتاء. ـ شيخ الحديث ورئيس الجامعة الأشرفية وأمير جمعية الإسلام في باكستان. ـ مدير التعليم بجامعة العلوم الإسلامية في كراتشي. ـ رئيس مجلس علماء الباكستان. ـ الدكتور حسن الفاتح قريب الله مدير الجامعة الإسلامية في السودان. ـ الشيخ يوسف بن أحمد الصديقي وكيل محكمة الاستئناف العليا في البحرين وعضو الرابطة الإسلامية بمكة المكرمة.
وغير هؤلاء من غالب أقطار العالم الإسلامي، مما يؤيد ما ذكرناه في البحث من أن غالب أمة الإسلام في القديم والحاضر وغالب أصقاع العالم الإسلامي على هذا المنهج السديد القويم، ولله الحمد أولاً وآخراً.







site by

اجماع اهل العلم ان الله جل وعلا فوق العرش استوى، وهذا الجهمي ينفي الاله ويشبهه بالعدم، اقرء اجماع اهل العلم لعله يؤثر في تجهمك وتعود الى القرآن والسنة:



قال الامام اسحاق بن راهويه ( 238) رحمه الله: قال الله تعالى: (الرحمن على العرش استوى) إجماع أهل العلم أنه فوق العرش استوى ويعلم كل شيء في أسفل الأرض السابعة. .

ذكر اسناده الحافظ الذهبي في العلو ( برقم 487) وصححه المحدث الألباني في مختصره.
قال الامام الذهبي رحمه الله: اسمع ويحك إلى هذا الإمام كيف نقل الإجماع على هذه المسألة.



قال الامام قتيبة بن سعيد (150-240) هـ رحمه الله: "هذا قول الائمة في الإسلام والسنة والجماعة: نعرف ربنا في السماء السابعة على عرشه ، كما قال جل جلاله : (الرحمن على العرش استوى)".

ذكر اسناده الحافظ الذهبي في العلو ( برقم 470) وصححه المحدث الألباني في مختصره.
قال الامام الذهبي رحمه الله: فهذا قتيبة في امامته وصدقه قد نقل الإجماع على المسألة،وقد لقي مالكا والليث وحماد بن زيد والكبار، وعمر دهرا وازدحم الحفاظ على بابه.


قال ابن أبى حاتم ـ : سألت أبي ت 277 ه وأبا زرعة ت264 هـ عن مذاهب أهل السنة في أصول الدين وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار وما يعتقدان في ذلك ؟
فقالا: أدركنا العلماء في جميع الأمصار حجازا وعراقا وشاما ويمنا فكان مذهبهم:
الإيمان قول وعمل يزيد وينقص.…وأن الله عز وجل على عرشه بائن من خلقه كما وصف نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم بلا كيف أحاط بكل شيء علما ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير(
رواه اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد ( برقم 321).



قال . الامام عثمان بن سعيد الدارمي (280) رحمه الله في النقض على بشر المريسي (ص154):
وقد اتفقت الكلمة من المسلمين أن الله تعالى فوق عرشه فوق سمواته.
وقال رحمه الله في الرد على الجهمية ( ص64):
والأحاديث عن رسول الله وعن أصحابه والتابعين ومن بعدهم في هذا أكثر من أن يحصيها كتابنا هذا غير أنا قد اختصرنا من ذلك ما يستدل به أولوا الألباب أن الأمة كلها والأمم السالفة قبلها لم يكونوا يشكون في معرفة الله تعالى أنه فوق السماء بائن من خلقه غير هذه العصابة الزائغة عن الحق المخالفة للكتاب وأثارات العلم كلها حتى لقد عرف ذلك كثير من كفار الأمم وفراعنتهم.



قال الامام:زكريا الساجي ت 307 هـ رحمه الله: "القول في السنة التي رأيت عليها أصحابنا أهل الحديث الذين لقيناهم أن الله تعالى على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء ".
رواه ابن بطه كما في العلو للذهبي ( برقم 524).
قال الامام الذهبي رحمه الله: وكان الساجي شيخ البصرة وحافظها وعنه اخذ أبو الحسن الاشعري علم الحديث ومقالات أهل السنة.


قال الامام ابن أبي زيد القيرواني ( 386) رحمه الله في الجامع في السنن والآداب والمغازي والتاريخ ( ص 107-108):
فمما أجمعت عليه الأمة من أمور الديانة، ومن السنن التي خلافها بدعة وضلالة؛ أن الله تبارك اسمه له الأسماء الحسنى والصفات العلى لم يزل بجميع صفاته.....وأنه فوق سماواته على عرشه دون أرضه وأنه في كل مكان بعلمه.



قال الامام ابن بطة العكبري ( 304-387) هـ رحمه الله في كتابه الإبانة عن شريعة الفرقة والناجية:
"باب الإيمان بأن الله على عرشه بائن من خلقه وعلمه محيط بخلقه
أجمع المسلمون من الصحابة والتابعين وجميع أهل العلم من المؤمنين أن الله تبارك وتعالى على عرشه فوق سمواته بائن من خلقه وعلمه محيط بجميع خلقه
ولا يأبى ذلك ولا ينكره إلا من انتحل مذاهب الحلولية وهم قوم زاغت قلوبهم واستهوتهم الشياطين فمرقوا من الدين وقالوا : إن الله ذاته لا يخلو منه مكان". انتهى


قال الإمام أبو عمر الطلمنكي الأندلسي (339-429) هـ رحمه الله في كتابه: الوصول إلى معرفة الأصول كما في العلو للذهبي (566):
" أجمع المسلمون من أهل السنة على أن معنى قوله : وهو معكم أينما كنتم . ونحو ذلك من القرآن : أنه علمه ، وأن الله تعالى فوق السموات بذاتـه مستو على عرشه كيف شاء، وقال: قال أهل السنة في قوله :الرحمن على العرش استوى:إن الاستواء من الله على عرشه على الحقيقة لا على المجاز.".



قال شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني ( 372-449) رحمه الله في عقيدة السلف أصحاب الحديث (ص36-37): ويعتقد أصحاب الحديث ويشهدون أن الله فوق سبع سمواته على عرشه كما نطق كتابه وعلماء الأمة واعيان الأئمة من السلف ، لم يختلفوا أن الله على عرشه وعرشه فوق سمواته ".


قال الحافظ أبو نعيم الأصبهاني (336-430) رحمه الله في كتاب الاعتقاد له كما في العلو للذهبي ( برقم 561)
" طريقتنا طريقة السلف المتبعين للكتاب والسنة وإجماع الأمة ، ومما اعتقدوه:
أن الله لم يزل كاملا بجميع صفاته القديمة ، لا يزول ولا يحول …. وأن القرآن في جميع الجهات مقروءا ومتلوا ومحفوظا ومسموعا ومكتوبا وملفوظا: كلام الله حقيقة لا حكاية ولا ترجمة… وأن الأحاديث التي ثبتت في العرش واستواء الله عليه يقولون بها ويثبتونها من غير تكييف ولا تمثيل ، وأن الله بائن من خلقه والخلق بائنون منه لا يحل فيهم ولا يمتزج بهم ، وهو مستو على عرشه في سمائه من دون أرضه". انتهى.
قال الامام الذهبي: " فقد نقل هذا الإمام الإجماع على هذا القول ولله الحمد ، وكان حافظ العجم في زمانه بلا نزاع … ذكره ابن عساكر الحافظ في أصحاب أبى الحسن الاشعري".


قال الإمام أبو نصر السجزي (ت 444 هـ) رحمه الله في كتابه الإبانة كما في العلو للذهبي ( برقم 569) :
" فأئمتنا كسفيان الثوري ومالك وسفيان بن عيينة وحماد بن سلمة وحماد بن زيد وعبد الله بن المبارك وفضيل بن عياض وأحمد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي متفقــــــــــــون على أن الله سبحانه بذاتــــــه فوق العرش وان علمه بكل مكان وانه يرى يوم القيامة بالأبصار فوق العرش وأنه ينزل إلى سماء الدنيا وأنه يغضب ويرضى ويتكلم بما شاء فمن خالف شيئا من ذلك فهو منهم بريء وهم منه براء ".



قال الإمام ابن خزيمة صاحب الصحيح ت 311 هـ: من لم يقل بأن الله فوق سمواته وأنه على عرشه بائن من خلقه وجب أن يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه ثم القي على مزبلة لئلا يتأذى بنتن ريحه أهل القبلة ولا أهل الذمة
انظر درء التعارض 6/ 264
قال عنه الذهبي في السير: 14/ 365
"الحافظ الحجة الفقيه شيخ الإسلام إمام الأئمة ".
ونقل عنه قوله : "من لم يقر بأن الله على عرشه قد استوى، فوق سبع سمواته فهو كافر حلال الدم ، وكان ماله فيئا ". انتهى .








 


قديم 2011-07-05, 10:34   رقم المشاركة : 92
معلومات العضو
قذائف الحق
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

انقل لكم اقوال علماء السادة الحنابلة في السادة الاشاعرة ومن تبعهم

اذكر لكم قول الامام ابن الجوزي الحنبلي رضي الله عنه من كتابه صيد الخاطر باب فصل في التلبيس على الامة ما نصه :-

واستدلوا على انه على الرعش بذاته بقول النبي عليه الصلاة والسلام ( ذكر حديث النزول ) قالوا لا ينزل الا من هو فوق وهؤلاء حملوا نزوله على الامر الحسي الذي يوصف به الاجسام , و هؤلاء المشبهة الذين حملوا الصفات على مقتضى الحس - الى ان قال - ويسمع في الحديث انه يدني عبده المؤمن اليه فيتخيال القرب الذاتي كما يجالس الجنس وهذا كله جهل بالموصوف ومن الناس من يقول لله وجه وهو صفة زائدة على صفة ذاته لقوله عز و جل (( ويبقى وجه ربك )) وله يد وله اصبع لقوله (( يضع السماوات على اصبع )) وله قدم الى غير ذلك مما تضمنته الاخبار وهذا كله انما استخرجوه من مفهوم الحس وما يؤمن هؤلاء ان يكون المراد بالوجه الذات لا انه صفة زائدة وعلى هذا فسر الاية المحققون فقالوا ويبقى ربك , وقالوا - اي المحققين- في قوله يريدون وجهه يريدونه , وما يؤمنهم ان يكون اراد بقوله (( حديث الاصبع )) ان الاصبع لما كانت هي المقبلة للشيء , وان ما بين الاصبعين يتصرف فيه صاحبها كيف شاء ذكر ذلك لا ان ثم صفة زائدة.

ثم قال رحمه الله تعالى ما يؤكد تفويض المعنى : والذي اراه السكوت عن هذا التفسير ايضا الا انه يجوز ان يكون مرادا ولا يجوز ان يكون ثم ذات تقبل التجزؤ والانقسام . انتهى
وقال رحمه الله في كتابه تلبيس ابليس فصل من اراء الخوارج ما نصه :- وكان ابو حسن الاشعري على مذهب الجبائي ثم انفرد عنه الى مثبتي الصفات , ثم اخذ بعض مثبتي الصفات التشبيه واثبات الانتقال في النزول والله الهادي لما يشاء. انتهى


قال الإمام عبد الباقي البعلي الحنبلي في العين والأثر ص(59) :
وللكلام على المقصد الثاني تقدمة،وهي أن طوائف أهل السنة ثلاثة:أشاعرة وحنابلة وماتريدية.



وقال الإمام القدومي الحنبلي:
لأن أهل الحديث والأشعرية والماتريدية: فرقة واحدة متفـقون في أصُول الدين على التوحيد، وتقد يــر الخير والشر، وفي شروط النبوة والرسالة، وفي موالاة الصحابة كلهم، وما جرى مجرى ذلك: كعـــدم وجوب الصلاح والأصلح، وفي إثبـات الكسب، وإثبات الشفـاعة، وخروج عصاة المُوَحِّـــد يــن من النار. والخلافُ بينهم في مسائل قـليلة.


وقال العـلامة ابن الشطي الحنبلي - رحمه الله تعالى - في شرحـه على العقيـدة السفارينية (تبصير القانع في الجمع بين شرحي ابن شطي وابن مانع على العقيدة السفارينية، الصفحة / 73) :
(قال بعض العلماء هم - يعني الفرقة الناجية - أهل الحديث يعني الأثرية والأشعرية والماتريدية) ثم قال بعد ذلك بأسطر:
(فائدة: أهل السنة والجماعة ثلاث فرق، الأثرية وإمامهم الإمام أحمد رضي الله عنه.
والأشعرية وإمامهم أبو الحسن الأشعري رحمه الله تعالى.والماتريدية وإمامهم أبو منصور الماتريدي رحمه الله تعالى)


وقال العلامة المواهبي الحنبلي رحمه الله تعالى (العين والأثر ص/53):
(طوائف أهل السنة ثلاثة: أشاعرة، وحنابلة، وماتريدية، بدليل عطف العلماء الحنابلة على الأشاعرة في كثير من الكتب الكلامية وجميع كتب الحنابلة) اهـ


الإمام محمد السفاريني الحنبلي صاحب العقيدة السفارينية :
حيث قال في كتابه لوامع الأنوار شرح عقيدته 1/ 73 : ( أهل السنة والجماعة ثلاث فرق :
- الأثرية وإمامهم أحمد بن حنبل رضي الله عنه.
- والأشعرية وإمامهم أبوالحسن الأشعري- والماتردية وإمامهم أبو منصور الماتريدي )
وقال ص 1/76 : ( قال بعض العلماء : هم - يعني الفرقة الناجية - أهل الحديث يعني الأثرية والأشعرية والماتريدية )

وهؤلاء العلماء منهم من كان يدرس العقيدة في نجد وغيرها فلا داعي للمحاباة من طرفهم ولا داعي للاخوة الكرام بالتجريح في علماء اهل السنة والجماعة الحنابلة لشهادتهم بالحق على الحق.

اما اذا خالف كل من ذكرناهم وغيرهم عن جادة الحق فلا نعلم بعد ذلك حقا

قال تعالى وهل بعد الحق الا الضلال.

وهذه الشهادة نعتز بها نحن اهل السنة والجماعة السادة الاشاعرة . ولا عبرة باقوال من يخالف اقوال العلماء الربانيين اتباع الامام احمد بن حنبل رضي الله عنه .










»»










قديم 2011-07-05, 10:39   رقم المشاركة : 93
معلومات العضو
محب السلف الصالح
عضو فضي
 
الصورة الرمزية محب السلف الصالح
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










قديم 2011-07-05, 10:48   رقم المشاركة : 94
معلومات العضو
قذائف الحق
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

الأئمة الأربعة على التنزيه في مسئلة الاستواء

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأئمة الأربعة على التنزيه في مسئلة الاستواء

الأئمة الأربعة على التنـزيه
في مسئلة الاستواء
* ثبت عن الإمام مالك رضي الله عنه ما رواه الحافظ البيهقي في كتابه (( الأسماء والصفات ))(ص 408 ) ، بإسناد جيد كما قال الحافظ في (( الفتح )) (ج13/406-407) من طريق عبد الله بن وهب قال :
كنا عند مالك بن أنس فدخل رجل فقال : يا أبا عبد الله الرحمن على العرش استوى كيف استواؤه؟ قال: فأطرق مالك وأخذته الرحضاء ثم رفع رأسه فقال : الرحمن على العرش استوى كما وصف نفسه ولا يقال كيف وكيف عنه مرفوع وأنت رجل سوء صاحب بدعة أخرجوه ، قال : فأخرج الرجل "اهـ
فقول الإمام مالك : (( وكيف عنه مرفوع )) أي ليس استواؤه على العرش كيفًا أي هيئة كاستواء المخلوقين من جلوس ونحوه . وقوله :" أنت رجل سوء صاحب بدعة أخرجوه"، وذلك لأن الرجل سأله بقوله كيف استواؤه ، ولو كان الذي حصل مجرد سؤال عن معنى هذه الآية مع اعتقاد أنها لا تؤخذ على ظاهرها ما كان اعترض عليه .
وروى الحافظ البيهقي في الأسماء والصفات (ص 408) من طريق يحيى بن يحيى قال :
((" كنا عند مالك بن أنس فجاء رجل فقال : يا أبا عبد الله الرحمن على العرش استوى فكيف استوى ؟ قال : فأطرق مالك رأسه حتى علاه الرحضاء ثم قال :الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وما أراك إلا مبتدعا فأمر به أن يخرج" ، قال البيهقي : وروي في ذلك أيضا عن ربيعة بن عبد الرحمن أستاذ مالك بن أنس رضي الله عنهما )) ا هـ .
قال المحدث الشيخ سلامة العزامي– من علماء الأزهر - (فرقان القرءان بين صفات الخالق وصفات الأكوان ص 22):
" قول مالك عن هذا الرجل (( صاحب بدعة )) لأن سؤاله عن كيفية الاستواء يدل على أنه فهم الاستواء على معناه الظاهر الحسي الذي هو من قبيل تمكن جسم على جسم واستقراره عليه وإنما شك في كيفية هذا الاستقرار. فسأل عنها وهذا هو التشبيه بعينه الذي أشار إليه الإمام بالبدعة " ا هـ.
قلنا : وهذا فيمن سأل كيف استوى فما بالكم بالذي فسره بالجلوس والقعود والاستقرار؟
ثم إن الإمام مالكا عالم المدينة وإمام دار الهجرة نجم العلماء أمير المؤمنين في الحديث رضي الله عنه ينفي عن الله الجهة كسائر أئمة الهدى ، فقد ذكر الإمام العلامة قاضي قضاة الإسكندرية ناصر الدين بن المنير المالكي من أهل القرن السابع الفقيه المفسر النحوي الأصولي الخطيب الأديب البارع في علوم كثيرة في كتابه (( المقتفى في شرف المصطفى)) لما تكلم عن الجهة وقرر نفيها ، قال : ولهذا المعنى أشار مالك رحمه الله في قوله صلى الله عليه وسلم : " لا تفضلوني على يونس بن متى" ( رواه البخاري)، فقال مالك: إنما خص يونس للتنبيه على التنـزيه لأنه صلى الله عليه وسلم رُفع إلى العرش ويونس عليه السلام هُبط على قابوس البحر ونسبتهما مع ذلك من حيث الجهة إلى الحق جل جلاله نسبة واحدة ، ولو كان الفضل بالمكان لكان عليه الصلاة والسلام أقرب من يونس بن متى وأفضل مكانا ولما نهى عن ذلك"اهـ ، ثم أخذ الفقيه ناصر الدين يبين أن الفضل بالمكانة لا بالمكان )) ا هـ.
ونقل ذلك عنه أيضا الإمام الحافظ تقي الدين السبكي الشافعي في كتابه (( السيف الصقيل )) (ص 137) والإمام الحافظ محمد مرتضى الزبيدي الحنفي في (( إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين )) (ج2/105) وغيرهما .
وأما ما يرويه سريج بن النعمان عن عبد الله بن نافع عن مالك أنه كان يقول :" الله في السماء وعلمه في كل مكان" ، فغير ثابت . قال الإمام أحمد : عبد الله بن نافع الصائغ لم يكن صاحب حديث وكان ضعيفا فيه .قال ابن عدي: يروي غرائب عن مالك ، وقال ابن فرحون : كان أصم أميا لا يكتب . وراجع ترجمة سريج وابن نافع في كتب الضعفاء، وبمثل هذا السند لا ينسب إلى مثل مالك مثل هذا .
فبان مما ذكرناه أن ما تنسبه المشبهة للإمام مالك تقوٌّلٌ عليه بما لم يقُل .

*وسئل الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه عن الاستواء:
الإمام أبا حنيفة قد صرح بنفي الاستقرار على العرش كما في كتابه الوصية كما في شرح الفقه الأكبر ص61 حيث قال :
(نقر بأن الله على العرش استوى من غير أن يكون له حاجة إليه ، واستقراره عليه وهو الحافظ للعرش وغير العرش فلو كان محتاجا لما قدر على إيجاد العالم وتدبيره كالمخلوق ولو صار محتاجا إلى الجلوس والقرار فقبل خلق العرش أين كان الله تعالى فهو منزه عن ذلك علوا كبيرا .) اهـ
وما جاء في (( شرح الفقه الأكبر )) (ص 197-198) لملا علي القاري :
(( وما روي عن أبي مطيع البلخي أنه سأل أبا حنيفة رحمه الله عمن قال لا أعرف ربي في السماء هو أم في الأرض ، فقال: قد كفر لأن الله تعالى يقول : {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [سورة طه ] ، وعرشه فوق سبع سمواته ، قلت : فإن قال إنه على العرش ولا أدري العرش أفي السماء أم في الأرض !، قال : هو كافر لأنه أنكر كونه في السماء فمن أنكر كونه في السماء فقد كفر لأن الله تعالى في أعلى عليين وهو يدعى من أعلى لا من أسفل )) اهـ.
الجواب : أن هذا الكلام كذب باطل مصنوع على أبي حنيفة كما انه ليس في متن الفقه الأكبر بل من المسائل التي الحقها الشارح بشرح الكتاب.
وذلك لأن الراوي لهذا الكلام هو أبو مطيع البلخي وهو كذاب ، قال ابن معين : ليس بشيء ، وقال مرة ضعيف ، وقال أحمد : لا ينبغي أن يروى عنه شيء ، وقال البخاري : ضعيف صاحب رأي ، وقال النسائي : ضعيف ، وقال أبو حاتم : كان مرجئا كذابا ، وقد جزم الذهبي بأنه وضع حديثا كما في ترجمة عثمان بن عبدالله الأموي ،
قال ابن أبي العز شارح الطحاوية ج2 ص480 نقلاً عن ابن كثير :
وأما أبو مطيع فهو الحكم بن عبد الله بن مسلمة البلخي ، ضعفه أحمد ابن حنبل ويحيى بن معين وعمرو بن علي الفلاس والبخاري وأبو داود وأبو حاتم الرازي وأبو حاتم محمد بن حبان البستي وابن عدي والدار قطني وغيرهم اهـ .
قال الشيخ مصطفى أبو السيف الحمامي في كتابه (( غوث العباد ببيان الرشاد )) ( ص 341-342):
(( ومن هذا الكلام يعلم أمور منها :
الأمر الأول: أن تلك المقالة ليست في (( الفقه الأكبر)) ، وإنما نقلها عن أبي حنيفة رحمة الله عليه ناقل فيكون إسنادها إلى الفقه الأكبر كذبا يراد به ترويج البدعة.
الأمر الثاني: أن هذا الناقل مطعون فيه بأنه وضاع لا يحل الاعتماد عليه في نقل يبنى عليه حكم فرعي فضلا عن أصلي فالاعتماد عليه وحاله ماذكر خيانة يريد الرجل بها أن يروج بدعته .
الأمر الثالث : أن هذا الناقل صرح به إمام ثقة هو ابن عبد السلام بما يكذبه عن أبي حنيفة رحمة الله عليه بالنقل الذي نقله عن هذا الإمام الأعظم رضي الله عنه، فاعتماد الكذاب وإغفال الثقة خيانة يراد به تأييد بدعته وهي جرائم تكفي واحدة منها فقط لأن تسقط الرجل من عداد العدول العاديين لا أقول من عداد العلماء أو أكابر العلماء أو الأئمة المجتهدين ، ويعظم الأمر إذا علمنا أن الخيانات الثلاث في نقل واحد وهو مما يرغم الناظر في كلام هذا الرجل على أن لا يثق بنقل واحد ينقله فإنه لا فرق بين نقل ونقل ، فإذا ثبت خيانته في هذا جاز أن تثبت في غيره وغيره )) انتهى كلام الحمامي .
وعلى تقدير صحة هذا الكلام فقد أجاب عنه الإمام ابن عبد السلام في حل الرموز كما نقله علي القاري في شرح الفقه الأكبر ص271 قال :
(من قال لا أعرف الله تعالى في السماء أم في الأرض كفر ، لأن هذا القول يوهم أن للحق مكانا ومن توهم أن للحق مكانا فهو مشبه . ا هـ
قال القاري : ولا شك أن ابن عبد السلام من أجل العلماء وأوثقهم فيجب الاعتماد عل نقله لا على ما نقله الشارح - يعني شارح الطحاوية- مع أن أبا مطيع رجل وضّاع عند أهل الحديث كما صرح به غير واحد . )ا هـ كلام القاري .
فيستفاد من القول السابق ان الإمام العز ابن عبدالسلام يقول إنما كفر الإمام قائل هاتين العبارتين لأنه جعل الله مختصا بجهة وحيز وكل ما هو مختص بالجهة والتحيز فإنه محتاج محدث بالضرورة أي بلا شك، وليس مراده كما زعم المشبهة إثبات أن السماء والعرش مكان لله تعالى بدليل كلام الإمام أبي حنيفة الكثير في نفي الجهة والمكان.
هذا
مع أن أبا مطيع رجل وضّاع عند أهل الحديث وكذلك قال الامام القاري
والإمام أبا حنيفة قد صرح بنفي الاستقرار على العرش كما في كتابه الوصية كما في شرح الفقه الأكبر كما قلنا ص61 حيث قال :

( نقر بأن الله على العرش استوى من غير أن يكون له حاجة إليه ، واستقراره عليه وهو الحافظ للعرش وغير العرش فلو كان محتاجا لما قدر على إيجاد العالم وتدبيره كالمخلوق ولو صار محتاجا إلى الجلوس والقرار فقبل خلق العرش أين كان الله تعالى فهو منزه عن ذلك علوا كبيرا .) اهـ
وأما ما قاله ابن القيم في نونيته :
كذلك قال النعمان وبعده يعقوب والألفاظ للنعمان
من لم يقر بعرشه سبحانه فوق السماء وفوق كل مكان
ويقر أن الله فوق العرش لا يخفى عليه هواجس الأذهان
فهو الذي لا شك في تكفيره لله درك من إمام زمان
هو الذي في الفقه الأكبر عندهم وله شروح عدة لبيان

نقول : هذا كذب على الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه .
وهذا الفقه الأكبر بين أيدينا فليراجعه من شاء فلا يوجد هذا الكلام ولا يوجد كلام يعقوب وهو الإمام أبو يوسف صاحب الإمام أبي حنيفة رضي الله عنهما

قال الشيخ مصطفى الحمامي – من علماء الأزهر – (ص 342) :
(( لا شك أنه كذب يروج به هذا الرجل بدعته )) ا هـ
وكذا قال الكوثري في (( تكملته ))(ص 108) .

وما وجدناه في الفقه الكبر ينسف هذا الكلام
(( الفقه الأكبر)) (ص 30 - 31) فيه :
(( والله واحد لا من طريق العدد ولكن من طريق أنه لا شريك له لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد لا يشبه شيئا من الأشياء من خلقه ولا يشبهه شئ من خلقه ))
وفيه أيضا (ص 136-137):
(( ويراه المؤمنون وهم في الجنة بأعين رؤوسهم بلا تشبيه ولا كيفية ولا كمية ولا يكون بينه وبين خلقه مسافة )) ،
وفي " الوصية" للإمام (انظر شرح الفقه الأكبر ص 138) :
(( لقاء الله تعالى لأهل الجنة حق بلا كيفية ولا تشبيه ولا جهة )) ،

وفي (( الوصية )) (انظر شرح الفقه الأكبر ص 70) :
((نقر بأن الله على العرش استوى من غير أن يكون له حاجة إليه واستقرار عليه وهو الحافظ للعرش وغير العرش من غير احتياج ، فلو كان محتاجا لما قدر على إيجاد العالم وتدبيره كالمخلوق ولو كان محتاجا إلى الجلوس والقرار فقبل خلق العرش أين كان الله تعالى ! تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا" اهـ.
وفي (( الفقه الأبسط ))(ص 57) :
" كان الله ولا مكان كان قبل أن يخلق الخلق كان ولم يكن أين ولا خلق ولا شئ وهو خالق كل شئ"اهـ

فبهذا ينتسف ما قاله ابن القيم وكذلك ما تنسبه الوهابية إلى أبي حنيفة أنه قال : (( الله في السماء ))
فغير ثابت ففي سنده أبو محمد بن حيان ونعيم بن حماد (انظر تهذيب التهذيب ج10/409)) ونوح بن أبي مريم أبو عصمة (انظر تهذيب التهذيب ج10/433)، فالأول ضعفه بلديُّه الحافظ العسال . ونعيم بن حماد مجسم. وكذا زوج أمه نوح ربيب مقاتل بن سليمان شيخ المجسمة . فنوح أفسده زوج أمه ونعيم أفسده زوج أمه ، وقد ذكره كثير من أئمة أصول الدين في عداد المجسمة ، فأين التعويل على رواية مجسم فيما يحتج به لمذهبه ؟!،
قال الحافظ ابن الجوزي في (( دفع شبه التشبيه)) (الباز الأشهب ص 69-70) عن نعيم بن حماد : " قال ابن عدي (الكامل في الضعفاء ج 7/16 ) : كان يضع الأحاديث وسئل عنه الإمام أحمد فأعرض بوجهه عنه وقال : حديث منكر مجهول " ا هـ.

فإن قالت الوهابية : ذكره الذهبي نقلا عن البيهقي في (( الأسماء والصفات)).
قلنا : رواه البيهقي في (( الأسماء والصفات )) (ص 429) وقال : (( إن صحت الحكاية ))، فهذا يدل على أن الذهبي غفل هذا القيد المهم الذي أشار اليه الإمام البيهقي وهو قوله ا إن صحت الحكاية وهي إشارة قوية إلي ما في الروايه من وجوه الخلل
قال الشيخ الكوثري في تكملته (ص 180) :
((وقد أشار البيهقي بقوله : (( إن صحت الحكاية)) إلى ما في الرواية من وجوه الخلل )) ا هـ.
على أن الإمام البيهقي ذكر في (( الأسماء والصفات )) في كثير من المواضع أن الله منـزه عن المكان والحد ومن ذلك قوله (ص 400) :
(( واستدل بعض أصحابنا في نفي المكان عنه – تعالى – بقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( أنت الظاهر فليس فوقك شئ وأنت الباطن فليس دونك شئ )) (رواه مسلم) وإذا لم يكن فوقه شئ ولا دونه شئ لم يكن في مكان )) ا هـ.
وقوله (ص 415) :
(( وما تفرد به الكلبي وأمثاله يوجب الحد والحد يوجب الحدث لحاجة الحد إلى حاد خصه به والبارئ قديم لم يزل ))ا هـ.
وقوله (ص 448-449) :
((وانّ الله تعالى لا مكان له )) ، ثم قال : (( فإن الحركة والسكون والاستقرار من صفات الأجسام والله تعالى أحد صمد ليس كمثله شئ )) اهـ.
فوضح بعد هذا البيان الشافي أن دعوى إثبات المكان لله تعالى أخذا من كلام أبي حنيفة رضي الله عنه افتراء عليه وتقويل له بما لم يقل .

*وقال إمامنا الشافعي رضي الله عنه لما سئل عن الاستواء :
(( ءامنت بلا تشبيه وصدقت بلا تمثيل واتهمت نفسي في الإدراك وأمسكت عن الخوض فيه كل الإمساك ))اهـ
ذكره الإمام أحمد الرفاعي في (( البرهان المؤيد)) (ص 24) والإمام تقي الدين الحصني في ((دفع شبه من شبه وتمرد )) (ص 18) وغيرهما كثير
وقال أيضا :
(( ءامنت بما جاء عن الله على مراد الله وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله )).
الإمام الحصني في (( دفع شبه من شبه وتمرد)) (ص 56)
والشيخ سلامة العزامي وغيرهم ، ومعناه لا على ما قد تذهب إليه الأوهام والظنون من المعاني الحسية والجسمية التي لا تجوز في حق الله تعالى.
ولما سئل عن صفات الله تعالى قال :
(( حرام على العقول أن تمثل الله تعالى وعلى الأوهام أن تحد وعلى الظنون أن تقطع وعلى النفوس أن تفكر وعلى الضمائر أن تعمق وعلى الخواطر أن تحيط إلا ما وصف به نفسه – أي الله – على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم )). اهـ
ذكره الشيخ ابن جهبل في رسالته(انظر طبقات الشافعية الكبرى ج 9/40 )
في نفي الجهة عن الله التي رد فيها على ابن تيمية.
وقال الإمام المجتهد محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه ما نصه:
"إنه تعالى كان ولا مكان فخلق المكان وهو على صفة الأزلية كما كان قبل خلقه المكانَ لا يجوز عليه التغييرُ في ذاته ولا التبديل في صفاته" اهـ
. كما نقله عنه الزبيدي فـي كتابه (إتحاف السادة المتقين ج 2/24)
وقال الشافعي رضي الله عنه أيضا جامعا جميع ما قيل في التوحيد :
(( من انتهض لمعرفة مدبره فانتهى إلى موجود ينتهي إليه فكره فهو مشبه وإن اطمأن إلى العدم الصرف فهو معطل وإن اطمأن لموجود واعترف بالعجز عن إدراكه فهو موحد))
(انظر شرح الفقه الأكبر ص 152 ).
قلنا : ما أدقها من عبارة وما أوسع معناها شفى فيها صدور قوم مؤمنين فرضي الله عنه وجزاه عنا وعن الإسلام خيرا وقد أخذها من قوله تعالى : {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىءٌ } [سورة الشورى] ، ومن قوله عز وجل : { فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ } [سورة النحل] . ومن قوله تعالى :{هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا } [سورة مريم] ،ومن قوله تعالى : {أَفِي اللّهِ شَكٌّ} [سورة إبراهيم] . وكل هذا يدل على أن الإمام الشافعي رضي الله عنه على تنـزيه الله عما يخطر في الأذهان من معاني الجسمية وصفاتها كالجلوس والتحيز في جهة وفي مكان والحركة والسكون ونحو ذلك
وأما ما ترويه المشبهة عن الشافعي مما هو خلاف العقيدة السنية ففي سنده أمثال العشارى وابن كادش .
أما ابن كادش فهو أبو العز بن كادش أحمد بن عبيد الله المتوفى سنة 526هـ من أصحاب العشارى اعترف بالوضع ، راجع الميزان (ج1/118) وحكم مثله عند أهل النقد معروف . وأما العشارى فهو أبو طالب محمد بن علي العشارى المتوفى سنة 452 هـ مغفل وقد راجت عليه العقيدة المنسوبة إلى الشافعي كذبا وكل ذلك باعتراف الذهبي نفسه في الميزان (ج3/656) وغيره ، وكذا ما ينسب للشافعي
(( وصية الشافعي )) فهو رواية أبي الحسن الهكاري المعروف بوضعه كما هو معروف في كتب الجرح والتعديل (انظر ميزان الاعتدال ج3/112 و ذيل تاريخ بغداد ج18 / 173 لابن النجار) ، فليحذر تمويهات المجسمة فإن هذا دأبهم ذكر ما يوافق هواهم وإن كان كذبا وباطلا.

*وسئل الإمام أحمد رضي الله عنه عن الاستواء فقال :
(( استوى كما أخبر لا كما يخطر للبشر )) ذكره الإمام أحمد الرفاعي في (( البرهان المؤيد )) (ص 24) والإمام الحصني في (( دفع شبه من شبه وتمرد ونسب ذلك على السيد الجليل أحمد )) (ص 17) ، وغيرهما .
فانظر رحمك الله بتوفيقه إلى هذه العبارة ما أرشقها فهي اعتقاد قويم ومنهاج سليم إذ فيها تنـزيه استواء الله على العرش عما يخطر للبشر من جلوس واستقرار ومحاذاة ونحو ذلك ، أما المشبهة ففسروا الاستواء بما يخطر في أذهانهم في جلوس وقعود ونحو ذلك ، وهذا فيه دليل على تبرئة الإمام أحمد رضي الله عنه من المنتسبين إليه زورا الذين يحرفون كلمة ((استوى )) فيقولون جلس ، قعد ، استقر ، تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا كابن تيمية حيث صرح في (( مجموع الفتاوى )) (ج4/374) فقال : ((إن محمدا رسول الله يجلسه ربه على العرش معه )) ا هـ .
وقال فيما رءاه الإمام أبو حيان الأندلسي بخطه( إن الله يجلس على الكرسي وقد أخلى مكانا يقعد فيه رسول الله )) ا هـ كما في (( النهر الماد )) (ج1/254) إلى غير ذلك من تحريفاته.
والإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه من أبعد الناس عن نسبة الجسم والجهة والحد والحركة والسكون إلى الله تعالى ، فقد نقل أبو الفضل التميمي رئيس الحنابلة ببغداد وابن رئيسها في كتابه (( اعتقاد الإمام أحمد )) (ص 45) عن الإمام أحمد أنه قال :
(( وأنكر – يعني أحمد- على من يقول بالجسم وقال إن الأسماء مأخوذة من الشريعة واللغة ، وأهل اللغة وضعوا هذا الاسم على ذي طول وعرض وسمك وتركيب وصورة وتأليف والله تعالى خارج عن ذلك كله، فلم يجز أن يسمى جسما لخروجه عن معنى الجسمية ولم يجئ في الشريعة ذلك فبطل )) اهـ
ونقله الحافظ البيهقي عنه في ((مناقب أحمد )) (ص 42).
ونقل أبو الفضل التميمي في كتاب (( اعتقاد الإمام أحمد )) (ص 38 -39) عن الإمام أنه قال :
(( والله تعالى لا يلحقه تغير ولا تبدل ولا تلحقه الحدود قبل خلق العرش ولا بعد خلق العرش ، وكان ينكر- الإمام أحمد – على من يقول إن الله في كل مكان بذاته لأن الأمكنة كلها محدودة )) اهـ
وبين الإمام الحافظ ابن الجوزي الحنبلي في كتابه (( دفع شبه التشبيه )) (ص 56) براءة أهل السنة عامة والإمام أحمد خاصة من مذهب المشبهة وقال:
(( وكان أحمد لا يقول بالجهة للبارئ )) انتهى بحروفه .
وقال القاضي بدر الدين بن جماعة في كتابه (( إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل (ص 108)
إن الإمام أحمد كان لا يقول بالجهة للبارئ تعالى ))ا هـ.
وعبارته المشهورة التي رواها عنه أبو الفضل التميمي الحنبلي
" مهما تصورت ببالك فالله بخلاف ذلك " دليل على نصاعة عقيدته وأنه على عقيدة التنـزيه.
وقال المحدث الفقيه بدر الدين الزركشي في كتابه (( تشنيف المسامع )) (ج4/648) :
(( ونقل صاحب الخصال من الحنابلة عن أحمد أنه قال عن من قال جسم لا كالأجسام كفر )) اهـ.
وروى الحافظ البيهقي في مناقب أحمد عن الحاكم عن أبي عمرو بن السماك عن حنبل عن أحمد بن حنبل تأول قول الله { وَجَاء رَبُّكَ } [سورة الفجر ] أنه جاء ثوابه
ثم قال البيهقي : (( وهذا إسناد لا غبار عليه )). نقل ذلك ابن كثير في تاريخه (ج10/648) .
وقال الحافظ البيهقي أيضا في (( مناقب أحمد )) :
(( أنبأنا الحاكم قال حدثنا أبو عمرو بن السماك قال حدثنا حنبل ابن إسحاق قال سمعت عمي أبا عبد الله – يعني أحمد – يقول : ((احتجوا علي يومئذ – يعني يوم نوظر في دار أمير المؤمنين – فقالوا تجيء سورة البقرة يوم القيامة وتجيء سورة تبارك، فقلت لهم : إنما هو الثواب قال الله تعالى : { وَجَاء رَبُّكَ } [سورة الفجر] إنما يأتي قدرته وإنما القرءان أمثال ومواعظ . قال الحافظ البيهقي : وفيه دليل على أنه كان لا يعتقد في المجيء الذي ورد به الكتاب والنـزول الذي وردت به السنة انتقالا من مكان إلى مكان كمجيء ذوات الأجسام ونزولها وإنما هو عبارة عن ظهور ءايات قدرته فإنهم لما زعموا أن القرءان لو كان كلامَ الله وصفةً من صفات ذاته لم يجز عليه المجيء والإتيان فأجابهم أبو عبد الله بأنه إنما يجيء ثواب قراءته التي يريد إظهارها يومئذ فعبر عن إظهاره إياه بمجيئه ، وهذا الذي أجابهم به أبو عبد الله لا يهتدي إليه إلا الحذاق من أهل العلم المنزهون عن التشبيه )) ا هـ.
وورد في صحيفة 2/196 من الفتوحات الربّانية على الأذكار النووية للعالم المفسّر محمد بن علاّن الصدّيقي الشافعي الأشعري المكّي المتوفّى سنة 1057 هجرية رحمه الله تعالى في باب الحثّ على الدعاء والإستغفار في النصف الثاني من كلّ ليلة ما نصّه:
وأنّه تعالى منـزّه عن الجهة والمكان والجسم وسائر أوصاف الحدوث، وهذا معتقد أهل الحقّ ومنهم الإمام أحمد وما نسبه إليه بعضهم من القول بالجهة أو نحوها كذب صراح عليه وعلى أصحابه المتقدمين كما أفاده ابن الجوزي من أكابر الحنابلة .انتهى بحروفه.
وذكر الحافظ ابن عساكر رحمه الله تعالى في تبيين كذب المفتري فيما نُسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري صحيفة 164 :
ذكر ابن شاهين قال : رجلان صالحان بُليا بأصحاب سوء، جعفر بن محمد، وأحمد بن حنبل.اهـ
وذكر في صحيفة 144 من الفتاوى الحديثية لإبن حجر الهيتمي المُتوفّى سنة 973 هجرية : عقيدة إمام السُنّة أحمد بن حنبل:
هي عقيدة أهل السُنّة والجماعة من المبالغة التامّة في تنـزيه الله تعالى عمّا يقول الظالمون والجاحدون عُلُوّا كبيرا مِن الجهة والجسمية وغيرهما مِن سائر سمات النقص بل وعن كل وصف ليس فيه كمال مُطْلق، وما اشتُهِرَبين جهلة المنسوبين إلى هذا الإمام الأعظم المجتهد مِنْ أنّه قائل بشيء مِن الجهة أو نحوها فكذب وبهتان وافتراء عليه فلَعن اللهُ مَنْ نسبَ ذلك إليه أو رماه بشيء من هذه المثالب التي برّأه الله منها" اهـ









قديم 2011-07-05, 10:49   رقم المشاركة : 95
معلومات العضو
قذائف الحق
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

مسلك العلماء في تأويل ءاية الاستواء

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مسلك العلماء في تأويل ءاية الاستواء

اعلم أن لعلماء أهل الحق مسلكان كل منهما صحيح :
الأول :
مسلك السلف وهم من كان من أهل القرون الثلاثة الأولى وقرن أتباع التابعين وقرن التابعين وقرن الصحابة وهو قرن الرسول صلى الله عليه وسلم ، هؤلاء يسمون السلف، والغالب عليهم أن يؤولوا الآيات المتشابهة تأويلا إجماليا بالإيمان بها واعتقاد أن لها معنى يليق بجلال الله وعظمته ليست من صفات المخلوقين بلا تعيين معنى خاص كآية : { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } [سورة طه ] وغيرها من المتشابه بأن يقولوا بلا كيف أو على ما يليق بالله، وهذا يقال له تأويل إجمالي، أي قالوا استوى استواء يليق به مع تنـزيهه عن صفات الحوادث، ونفوا الكيفية عن الله تعالى أي من غير أن يكون بهيئة ومن غير أن يكون كالجلوس والاستقرار والحركة والسكون وغيرها مما هو صفة حادثة. هذا مسلك غالب السلف ردّوها من حيث الاعتقاد إلى الآيات المحكمة كقول تعالى : {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىءٌ } [سورة طه ] وتركوا تعيين معنىً معيّن لها مع نفي تشبيه الله بخلقه .
قال الإمام الشافعي رضي الله عنه :
((ءامنت بما جاء عن الله على مراد الله، وبما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على مراد رسول الله ))
يعني رضي الله عنه لا على ما قد تذهب إليه الأوهام والظنون من المعاني الحسية الجسمية التي لا تجوز في حق الله تعالى.
قال الحافظ البيهقي في (( الأسماء والصفات )) ما نصه (ص407) :
(( فأما الاستواء فالمتقدمون من أصحابنا رضي الله عنهم كانوا لا يفسرونه ولا يتكلمون فيه كنحو مذهبهم في أمثال ذلك )) ا هـ، وقال في موضع ءاخر (ص426) : (( وحكينا عن المتقدمين من أصحابنا ترك الكلام في أمثال ذلك، هذا مع اعتقادهم نفي الحد والتشبيه والتمثيل عن الله سبحانه وتعالى )) ا هـ ،
ثم أسند (ص426) إلى أبي داود قوله:
(( كان سفيان الثوري وشعبة وحماد بن زيد وحماد بن سلمة وشريك وأبو عوانة لا يحدون ولا يشبهون ولا يمثلون ، يروون الحديث لا يقولون كيف، وإذا سئلوا أجابوا بالأثر، قال أبو داود: وهو قولنا. قلت: وعلى هذا مضى أكابرنا )) اهـ،
وقال في موضع ءاخر (ص 453) :
(( عن الأوزاعي عن الزهري ومكحول قال : أمضوا الأحاديث على ما جاءت )) اهـ ،
ثم قال :
((سئل الأوزاعي ومالك وسفيان الثوري والليث بن سعد عن هذه الأحاديث التي جاءت في التشبيه – أي ظاهرها يوهم ذلك – فقالوا : أمروها كما جاءت بلا كيفية )) اهـ ،
وقال في موضع ءاخر (ص330):
(( عن سفيان بن عيينة قال : كل ما وصف الله تعالى به نفسه في كتابه فتفسيره تلاوته والسكوت عليه )) اهـ،
وقال الإمام مالك :
(( الرحمن على العرش استوى كما وصف نفسه ، ولا يقال كيف ، وكيف عنه مرفوع ))، وفي رواية(الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول )) اهـ،
رواهما البيهقي في (( الأسماء والصفات )) (ص408)
، وقال الإمام أحمد عندما سئل عن الاستواء :
(( استوى كما أخبر لا يخطر للبشر))
(دفع شبه من شبه وتمرد ص 17) اهـ.
والثاني : مسلك الخلف وهم الذين جاءوا بعد السلف، وهم يؤولونها تفصيلا بتعيين معان لها مما تقتضيه لغة العرب ولا يحملونها على ظواهرها أيضا كالسلف، فيقولون استوى أي قهر، ومن قال استولى فالمعنى واحد أي قهر ، ولا بأس بسلوكه ولا سيما عند الخوف من تزلزل العقيدة حفظا من التشبيه .
قال الحافظ البيهقي في كتابه (( الاعتقاد )) ما نصه (ص72) :
(( وأصحاب الحديث فيما ورد به الكتاب والسنة من أمثال هذا – يعني المتشابه – ولم يتكلم أحد من الصحابة والتابعين في تأويله على قسمين : منهم من قبله وءامن به ولم يؤوله ووكل علمه إلى الله ونفى الكيفية والتشبيه عنه، ومنهم من قبله وءامن به وحمله على وجه يصح استعماله في اللغة ولا يناقض التوحيد، وقد ذكرنا هاتين الطريقتين في كتاب (( الأسماء والصفات )) التي تكلموا فيها من هذا الباب )) اهـ.
وقال القاضي أبو بكر الباقلاني (ت403هـ) في كتابه (( الإنصاف )) ما نصه (ص64-65) : (( إنه تعالى متقدس عن الاختصاص بالجهات والاتصاف بصفات المحدثات ،وكذلك لا يوصف بالتحول والانتقال ولا القيام ولا القعود لقوله تعالى: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىءٌ} [سورة الشورى] ، وقوله : { وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ }[ سورة الإخلاص ] ،ولأن هذه الصفات تدل على الحدوث، والله تعالى يتقدس عن ذلك . فإن قيل أليس قد قال : { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى }[سورة طه ] ، قلنا : بلى قد قال ذلك، ونحن نطلق ذلك وأمثاله على ما جاء في الكتاب والسنة لكن ننفي عنه أمارة الحدوث ، ونقول : استواؤه لا يشبه استواء الخلق ، ولا نقول إن العرش له قرار ولا مكان – أي لا نقول إن العرش مكان له – لأن الله تعالى كان ولا مكان ، فلما خلق المكان لم يتغير عما كان )) اهـ.
وقال البيضاوي في تفسيره (م2 /ج3 /ص12) :
{ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } [سورة الأعراف] استوى أمره أو استولى ، وعن أصحابنا أن الاستواء على العرش صفه لله بلا كيف ، والمعنى أن له تعالى استواء على العرش على الوجه الذي عناه منـزها عن الاستقرار والتمكن )) اهـ.
قال الإمام السلفي أبو بكر محمد بن عزير السجستاني (ت 330هـ) في كتابه نزهة القلوب في تفسير كلام علام الغيوب (1/22)
وقوله: (استوى على العرش) قيل معناه استوى عليه وقهره بعزته وظفر به.
وقيل: معناه: علا عليه، ومعنى العلو والاستيلاء في صفة الله تعالى متشابهان؛ لأنه يعلو قاهرا ومدبرا لأمور، ومستوليا عليها. اهـ.
قال الامام ابن جرير رحمه الله : في تفسيره ج1/ص192 :
"ومنها الاحتياز والاستيلاء كقولهم استوى فلان على المملكة بمعنى احتوى عليها وحازها
ومنها العلو والارتفاع كقول القائل استوى فلان على سريره يعني به علوه عليه
وأولى المعاني بقول الله جل ثناؤه ثم استوى إلى السماء فسواهن علا عليهن وارتفع فدبرهن بقدرته وخلقهن سبع سماوات "
قال الامام ابن جرير الطبري في تفسيره 1/192 عند تأويل قوله تعالى:{ثم استوى إلى السماء}ما نصه
(والعجب ممن أنكر المعنى المفهوم من كلام العرب في تأويل قول الله:{ثم استوى إلى السماء}الذي هو بمعنى العلو والارتفاع هربا من عند نفسه من أن يلزمه بزعمه إذا تأوله بمعناه المفهوم كذلك أن يكون إنما علا و ارتفع بعد أن كان تحتها إلى أن تأوله بالمجهول من تأويله المستنكر,ثم لم ينج مما هرب منه ,فيقال له زعمت أن تأويل قوله (استوى):أقبل,أفكان مدبرا عن السماء فأقبل إليها ؟فإن زعم أن ذلك ليس بإقبال فعل ولكنه إقبال تدبير,قيل له :
فكذلك فقل:علا عليها علو ملك وسلطان لا علو انتقال وزوال) انتهى كلام ابن جرير.
فاتضح بهذا أن السلف كانوا يؤولون الاستواء بعلو الملك والسلطان والقهر وهوعلو رتبة (معنوي) لا علواً حسياً حقيقياً تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
فالحاصل أن الذي لا يحمل الآيات المتشابهة على ظاهرها بل يقول لها معان لا أعلمها تليق بالله تعالى غير هذه الظواهر مثلا استواء الله على العرش له معنى غير الجلوس وغير الاستقرار غير استواء المخلوقين لكن لا أعلمه فهذا سَلِمَ، وهذا هو الغالب على السلف حيث لا يخوضون بتعيين معان لها وتأويلها مع اعتقاد تنـزيه الله عن الجلوس والاستقرار. وكذلك الذي يقول استواء الله على العرش هو قهره للعرش سَلِمَ من التشبيه. فالأول هو التأويل الإجمالي أي يقول استوى استواء يليق به من غير أن يفسره بالقهر، والثاني هو التأويل التفصيلي أي يقول استوى معناه قهر، فمن شاء أخذ بذاك ومن شاء أخذ بهذا.
أما الوهابية فليسوا على ما كان عليه السف ولا الخلف، بل هم على مسلك المجسمة المشبهة، لأن الوهابية حملوا الاستواء على الاستقرار ومنهم من حمله على الجلوس فوقعوا في تشبيه الله بخلقه، فلا يقال عنهم (( السلفيون)) أو (( السلفية )) وإن سموا أنفسهم بذلك ليخدعوا الناس أنهم على مذهب السلف، وقد علمت أن مذهب السلف إنما هو التوحيد والتنـزيه دون التجسيم والتشبيه، والمبتدعة يزعمون أنهم على مذهب السلف، فهم كما قال القائل :
وكل يدعي وصلا بليلى وليلى لا تقر لهم بذاكا











قديم 2011-07-05, 10:50   رقم المشاركة : 96
معلومات العضو
قذائف الحق
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

الاستواء للشيخ سعيد فودة حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الاستواء للشيخ سعيد فودة حفظة الله

كتب الأستاذ المبارك / سعيد فودة في منتدى الأصلين ما نصه :
قلت في كتاب درر الفرائد:
ومن نفس الباب قوله تعالى: " إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا، والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره، ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين " فكل هذه الآية تأكيد لكمال تدبير الله تعالى للمخلوقات من العرش إلى الفرش .
وهذه الآية مقسمة إلى قسمين:
الأول بيان أن الله تعالى هو خالق الكون لا خالق له سواه.
والثاني بيان أن الله تعالى مدبر حكيم للمخلوقات لا يعزب عن علمه وتدبيره شيء كبر أو صغر.
ففي أول الآية يؤكد الله تعالى أنه خالق للسموات والأرض، ثم بعد ذلك لم يتركها بلا تدبير، بل قدرة الله تعالى ممسكة بكل ما في الكون على أحكم وجه .
وهذان المعنيان مذكوران على التفضيل في أول الآية ثم تكرر ذكرهما مرة أخرى على سبيل الإجمال ، وفي آخر الآية مدح لله تعالى بما يستحق.
وسنزيد هذا الكلام بيان ووضوحاً فيما يلي :
وسنعتمد في ذلك على تقسيم الآية وتدبرها والنظر فيها كلها من أولها إلى آخرها، لا كما يفعل المجسمة، كما سننبه إليه .
الآية تنقسم إلى :
كلام تفصيلي .
وكلام إجمالي .
وخاتمة مناسبة .
فأما القسم الأول وهو التفصيلي فيتألف من معنيين:
المعنى الأول: وهو تفصيل قوله تعالى: [إن ربكم الله خلق السموات والأرض في ستة أيام ]. وفيه بيان أن الله تعالى خالق للكون بما فيه.
المعنى الثاني وهو تفصيلي، قوله تعالى: [استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبُه حثيثاً، والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره] .
وفيه بيان أن الله هو المدبر لشؤون الكون، العالم بما فيه، الحكيم في أفعاله .
والربط بين المعنيين في هذا القسم التفصيلي هو حرف [ثم] الذي له هنا معنى الواو، فحرف ثم هنا لا يجوز أن يكون مفيداً للتراخي، لما يلزم عن ذلك من أن الله تعالى ترك الكون فترة غير مدبر أي بلا تدبير، وهذا باطل ومعنى فاسد وخلاف ما هو المقصود بيانه في هذه الآية، لذلك وجب حمل "ثم" هنا على المعنى الذي ذكرناه أي الترتيب بلا تعقيب، وسيأتي زيادة بيان لذلك .
أما القسم الثاني من هذه الآية، فهو الكلام الإجمالي العام وهو قوله تعالى: [ ألا له الخلق والأمر ] وفي الحقيقة فهذا الكلام ما هو إلا تأكيد لما سبق ذكره على سبيل التفصيل، ولذلك فهو يتألف من حيث المعنى من نفس المفردات والمعاني التي يتركب القسم الأول المذكور .
وبيان ذلك كما يلي:
ـ قوله تعالى [ألا] هو حرف تنبيه يراد به هنا التأكيد على المعنى اللاحق .
وهو يقابل قوله تعالى في أول الآية [إن] فهي كما هو معلوم حرف تأكيد .
ـ قوله تعالى: [ له الخلق ] فيه توكيد أن الخلق إنما هو لله تعالى وهو يقابل المعنى الأول من القسم الأول التفصيلي كما رأينا .
ـ قوله تعالى:[ والأمر ] فيه توكيد أن الأمر الذي يتضمن معنى العلم والتدبير التام إنما هو لله رب العالمين. وهو يقابل المعنى الثاني من القسم الأول التفصيلي كما رأينا .
ـ وأما حرف [ ثم ] المذكور في القسم الأول التفصيلي كرابط بين المعنى الأول منه والمعنى الثاني، والذي تكلمنا على معناه في هذا الموضع فيقابل حرف الواو المذكور في قوله تعالى [ألا له الخلق و الأمر] فحرف الواو هنا يربط بين جزأي المقسم الثاني الإجمالي، ويفيد أن الخلق مصاحب وغير متخلف مطلقاً عن الأمر الذي هو التدبير، وهذا فيه توكيد أن حرف "ثم" لا يجوز أن يكون معنا الترتيب مع التراخي كما قلنا، بل الترتيب بلا تعقيب .
وبهذا تكتمل هيكلية الآية الكريمة، وتزداد وضوحاً في أذهان القراء الكرام .
وأما القسم الثالث منها، فهو قوله تعالى: [تبارك الله رب العالمين ] وهي خاتمة مناسبة للمعاني المذكورة منها.
لأن الرب تتضمن معنى المدبر لشؤون الخلق العالم بأحوالهم، إذ لا تدبير بلا علم، وهو المربي لخلقه الدال على ما فيه خيرهم .
ومن كان كذلك استحق أن يكون مباركاً، ومعبوداً من المخلوقات إظهاراً منهم لشكره على ما أنعم به عليهم .
هذا هو المفهوم من الآية كما يفهمها العاقلون، وكل الآيات التي ورد فيها ذكر الاستواء تفهم بنفس الأسلوب المذكور .
ولو أردنا ذكر جميع أدلتنا على ما ذكرناه هنا في فهمنا لهذه الآية للزمنا إفراد كتاب خاص، والمجال لا يتسع ههنا لأكثر مما مضى .
والذي نريد التنبيه إليه هنا هو أن هذه الآية ومثيلاتها تتكلم عن أفعال الله وما يجب علينا تجاه الله تعالى تبعاً لما أنعم به علينا ولما أحاطنا به من نعمة لا تنكر .
وليس المراد هنا مطلقاً الكلام على الصفات الذاتية لله تعالى، لأن كل ما فيها إنما هو كلام عن أفعال الله تعالى التي اقتضتها صفاته الذاتية وليس الكلام عن صفاته الذاتية أصالة .
وبأسلوب آخر نقرر أن المراد من الآية إنما هو إثبات أحكام تصديقية تتعلق بالله تعالى، أي أنها تثبت أن الله تعالى هو خلق العالم، وهو يدبر ما فيه، فمع أن الآية بمضمونها لا تتكلم مطلقاً عن صفات ذاتية لله تعالى، كلاماً مقصوداً بالذات، وإن كان متضمناً، فإن الآيات التي قبلها والآيات التي وردت بعدها تتكلم لا عن الصفات الذاتية لله تعالى بل تتكلم عن وجوب طاعة البشر لله تعالى وعبادته لكونه مدبراً لشؤونهم خالقاً لهم ، وهو نفس معنى الآية محل الكلام، .
ولتحصيل هذا المعنى نذكر فيما يلي الآيات إلى سبقت آية الاستواء محل البحث .
فقد قال تعالى: " ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله ، قالوا: إن الله حرمهما على الكافرين {50}الذين اتخذوا دينهم لهواً ولعباً وغرتهم الحياة الدنيا، فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا وما كانوا بآياتنا يجحدون{51}ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون{52 } هل ينظرون إلا تأويله، يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل، قد خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون{53}".
فهذه هي الآيات التي سبقت الآية المذكورة لا ترى فيها ذكراً لصفة من صفات الله الذاتية، ولكنك ترى فيها تحديداً لعلاقة البشر مع خالقهم، وتفهيمهم أن عليهم أن يعبدوه ويطيعوه فيما يأمر هم به ولا يخالفون أمره، لأنه هو الذي أنعم عليهم بنعمة الوجود.
وأما الآيات التي تلت هذه الآية، فهي تتكلم أيضاً عن نفس الموضوع كما ستراه .
قال الله تعالى: " ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين{55}ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفاً وطمعاً إن رحمة الله قريب من المحسنين{56} وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحاباً ثقالاً سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات، كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون{57}"
إلى آخر الآيات، التي مَن يفهمها يعلم أنّها لا علاقة لها بصفات ذاتيّة للّه تعالى، بل هي توضح للنّاس مدى فضل اللّه عليهم، بحيث يجب عليهم طاعته وعبادته .
والذي نريد قوله هنا،إنّ أصل وضع - أو اعتبار- هذه الآية من آيات الصّفات، أي من الآيات التي تتحدّث عن الصّفات الذّاتيّة للّه تعالى غير المتعدّية إلى الخلق بآثارها، هو اعتبار فاسد، وبالتّالي فمن اعتبرها كذلك، اعترف بأنّه لا يستطيع فهم حقيقة الصّفات –التي توهّم وجودها-، فلزمه القول بأنّ هذه الآية من المتشابهات التي يجب الإيمان بها والسّكوت عنها .
وهذا الاعتبار أي القول بأنّها من المتشابهات، ناتج أصلاً عن اعتبارها تتكلّم عن صفة ذاتيّة للّه تعالى، وفعل لا يتعدّى إلى خلقه، بل يلتزم ذاته تعالى، ولمّا لم يستطع فهم حقيقة وصفه بل – كيفيّة - هذا الفعل الذي زعمه، ادّعى أنّ هذه الآية من المتشابهات كما قلنا.
والحقّ الذي لا شكّ فيه أنّها من المحكمات التي لا يضطّرب المسلم العاقل في فهم المراد منها .
وتوضيح وتفصيل الكلام السّابق كما يلي:
ادّعى بعض النّاس أنّ قوله تعالى: ( استوى على العرش )، أي جلس عليه، واستقرّ وعلا عليه، وكان فوقه، إلى آخر ذلك من المعاني السّاقطة في حقّ اللّه تعالى .
ولم يتوهّم هؤلاء هذا المعنى للآية إلاّ لأنّهم أصلاً يعتقدون أنّ اللّه تعالى محدود من جميع الجهات، أي أنّ لذاته نهايات ومسافات وغايات ينتهي عندها وجوده تعالى اللّه عمّا يصفون .
وهم يعتقدون أنّ اللّه تعالى جسم له حيّز ومكان، وموجود في جهة من بقيّة الأجسام، ويمكن أن يلمس باقي الأجسام بيده التي هي عضو وأداة له من ذاته، كما يشكّل الصّانع إبريق الفخّار من الطّين ثمّ يعرضه للنّار كي يستوي.!!!!!
ويعتقدون أنّ اللّه - تعالى عن ذلك - له أعضاء هي الوجه والعين واليد والقدم والسّاق والأصابع وغير ذلك، وإنّ هذه الأعضاء تشغل ذواتها حيّزاً ومكاناً، لأنّها أجزاء وأبعاض للذّات الإلهيّة، وهم يقرّون أنّ للّه تعالى أجزاء، إلاّ أنّ الفرق بين أجزائه تعالى وأجزاء غيره، أنّ غيره يمكن أن تنفصل أجزاؤه عن بعضها البعض، وأجزاء اللّه وأعضاؤه لا يمكن حدوث ذلك لها .
وأثبتوا للّه تعالى جميع لوازم الأجسام المرئيّة من حركة وسكون، وارتفاع ونزول وغير ذلك، كلّ ذلك قالوه وذكروه في كتبهم، ويوجد فيها غير ذلك من المفاسد والقبائح أعرضنا هنا عن ذكرها بتفصيل لأنّ المقام لا يتّسع، وإن كنّا قد خصّصنا كتابا خاصّاً بذلك .
وهؤلاء هم المجسّمة الذين سبق أن أشرنا إليهم في أكثر من موضع من هذا الكتاب.
وهم عندما اعتقدوا بكلّ تلك المفاسد، وواجهتهم النّصوص التي تقطع بأنّ الباري تعالى ليس كمثله شيء، وأنّه تعالى لم يكن له كفوا أحد، وأنّه لا يشبهه شيء، وتواترت أقوال الأئمّة الكبار في تنزيه الباري عن كلّ ما ذكروه من قبائح، ولمّا وقعوا بين هذين الأمرين، حاولوا الخروج من هذا التّناقض، فلجأوا إلى قول غير مفهوم، ولا مقبول وازدادت خلافاتهم بعد ذلك فيما بينهم.
فقالوا مثلا في هذه الآية محلّ الكلام، الرّحمن على العرش استوى جلس، وكلّ جلوس له هيئة وكيفيّة، فادّعوا أنّهم علموا بنصّ الآية أصل الجلوس، ولم يعلموا كيفيّته ولا هيئته، واكتفوا بقولهم أنّ جلوس اللّه، تعالى عمّا يقولون، ليس كجلوس أحد من خلقه، فالملك يجلس على العرش بكيفيّة معيّنة، والفارس يجلس على ظهر حصانه بكيّفيّة أخرى، والصّبيّ يجلس على الأرض بكيّفيّة أخرى وهكذا، فكلّ واحد من النّاس له هيئة معيّنة عند جلوسه، وكذلك اللّه عندما جلس على العرش، كانت له كيفيّة خاصّة، وهذه الكيفيّة لا نعلمها، ولكنّها لا تشابه أيّ هيئة من الهيئات المعلومة، فقالوا: جلوس يليق به تعالى، جعلوا هذه العبارة تفسيراً لقوله تعالى: (استوى على العرش)، واتّخذوا هذا الفهم أصلا أصيلا من العقائد يكفّرون غيرهم، ويبدّعونهم، ويفسّقون بناء عليه، هم أحقّ بهذه الأسماء.
وازداد خلافهم، فيما بينهم:
فالبعض منهم قال: جلس على العرش، وبينه وبين عرشه الذي يعتقدون أنّه جسم آخر بينهما مسافة معيّنة، فهو غير مماسّ للعرش.
و البعض قال هذه المسافة لا متناهية والبعض جزم بأنها متناهية ومحدودة ولكنّها غير معلومة عندهم.
ومنهم من قال بل لا توجد مسافة بينه وبين العرش، فهو مماسّ للعرش.
وبالغ بعضهم فقال: إن العرش يئطّ عندما يجلس الله عليه، كما يئطّ الكرسي عند جلوس رجل كبير عليه، وما دام يئطّ فلابدّ أن يكون له ثقل، وأكملوا أقوالهم و اعتقادهم بأن الذي له ثقل لابدّ أن ينزل إلى أسفل لثقله، والله تعالى كما يعتقدون في جهة العلوّ.!!! هذا هو اعتقادهم في خالقهم.
ولمّا أدركوا أن هذا فيه تنقيص من قدر الله تعالى فكيف يحمله غيره، قالوا: أن الملائكة لم يكونوا ليحملون الله تعالى إلاّ بالقدرة التي أودعها الله تعالى فيهم.
فحقيقة الأمر عندهم أن الله محمول من قبل الملائكة، وأن هذا ليس فيه تنقيص من قدرة الله تعالى و عظمته لأنه هو الذي أودع فيهم القوة على حمله !!!!!!!!!!!!
هذا هو حاصل ما يعتقدون في الله تعالى من هذه الجهة، وبينهم اختلافات كبيرة، ومفاسد دخلوها على العقائد الإسلامية لوثوا بها عقائد كثيرة من العوام، وقد تكلمنا على هذا في مواضع أخرى غير هذا الكتاب .
وقد بينت أنا في مواضع أخرى إن قوله تعالي: "استوي على العرش"يستحيل أن يكون معناه جلس أو أن يكون أي معنى من المعاني السابقة الساقطة، بل إن استواء الله تعالى على العرش ما هو إلا تمام تدبيره وعلمه وإحكام لشؤون الكون، فالله تعالى بعد خلق العالم دبره وأحكم إدارته، وهذا لا يتم إلا بعلمه بما في الكون .
ولهذا عقب قوله "استوى على العرش" بقوله تعالى: "يغشي الليل النهار" أي أن حالة استواء الله تعالى أو صفته هو إغشاء الليل النهار إلى آخر أفعاله التي ذكرها في الآية وفي غيرها من المواضيع .
فصفة الاستواء هو التدبير التام المحكم لشؤون الكون.
والرحمن على العرش استوى بمعنى دبره بحكمة وعلم، ولذلك ذكر وصفه أو اسمه "الرحمن" أي إن الله تعالى دبر العالم برحمته التي وسعت كل شيء .
هذا هو المعنى الوحيد المفهوم من هذه الآية ومن مثيلاتها، ولا يوجد معنى آخر،كما ترى، وهو ما يراه فحولة العلماء .
ولذلك لا يجوز أن يكون الله تعالى فوق العرش بذاته، أي أن الله تعالى بذاته فوق العرش. وهذا فيه نفي للفوقية المكانية الحسية عن الله تعالى لأنها لا يوصف بها إلا الأجسام والمحدودات، ويبقى لله تعالى الفوقية المعنوية الذاتية التي تليق بذاته، وهي ليست الفوقية المكانية الحسية قطعاً.
وإذا قال بعض العلماء، أو إذا وردت في بعض النصوص إن الله تعالى فوق خلقه فإن معناه أنه فوقهم فوقية قهر، وإنما يستعملها هؤلاء لما مر عند بيان معنى قوله تعالى"وسع كرسيه السموات والأرض"من أن النفوس تجد من التعظيم والهيبة عند سماع الأشياء المحسوسة الدالة على الكبرياء ما لم تجده عند عدم ذلك .
وعين هذا المعنى يقال في معنى قوله تعالى "ثم استوى على العرش" فإنه استعانة بذكر الأمر الحسي لبيان أمر معنوي .
والوارد إنما هو ذكر الفوقية مطلقاً من غير تقييد لها بالذات ، أي أنه لم يرد أن الله فوق عرشه بذاته .
وقد اعترض العلماء على من قالها ، وسئل الشيخ عز الدين بن عبد السلام سلطان العلماء: هل هذا يفهم منه القول بالجهة أم لا .وهل يكفر معتقدها أم لا؟
فأجاب: بأن ظاهره القول بالجهة، والأصح أن معتقدها لا يكفر.
كذا قال ، وما قاله من أن ظاهره القول بالجهة يرده قول الإمام أبي عبد الله محمد بن مجاهد مما أجمعوا على إطلاقه أنه تعالى فوق سمواته على عرشه دون أرضه إطلاقاً شرعياً، ولم يرد الشرع أنه في الأرض، فلذلك قال بعضهم دون أرضه، وهذا مع ثبوت علمهم باستحالة الجهة عليه تعالى.
وإذا تقرر هذا، فالناس عالة على الصدر الأول، فإذا كان إطلاقهم هذا فيتفهم علينا تمثله بالتمثيل والبسط، إذ قد غلبت العجمة على القلوب حتى ظنت أن هذا الإطلاق يلزم منه إثبات الجهة في حق المنزه عنها تقدس وتعالى .
[ الفوقية المعنوية لله تعالى ]
واعلم أن الفوقية عبارة عن كون الشيء أعلا من غيره.
وتكون حسية ومعنوية، كزيد فوق الفرس، والسلطان فوق الوزير.
وأن الذي يحوز عليه المكان يجوز أن تكون فوقيته حسية ومعنوية، والذي يستحيل عليه المكان والجسمية لا تكون فوقيته إلا معنوية، ففوقية الله على عرشه المراد بها فوقية معنوية لما قدمنا .
فعلم مما ذكرنا أن الباري سبحانه وتعالى يوصف بالعلو حقيقة، وبالفوقية مجازاً ، وان كان معناها العظمة .
ولا يوصف سبحانه بالسفل ولا بالتحتية لا حقيقة ولا مجازاً.
وقد تكلم كبار الأئمة يبينون موقفهم في فهم هذه الآية، أي آية الاستواء:
فقال الإمام أبو حنيفة لما سئل عن الاستواء: من قال لا أعرف الله في السماء أم في الأرض كفر.
لأن هذا الفول يوهم أن للحق مكاناً، ومن توهم أن للحق مكاناً كفر .
وقال الإمام الشافعي:استوى بلا تشبيه، وصدقت بلا تمثيل واتهمت نفسي في الإدراك، وأمسكت عن الخوض في ذلك كل الإمساك.
وقال الإمام أحمد:استوى كما أخبر لا كما يخطر للبشر.
وأما الإمام مالك، فقد جاءه أحدهم وقال له: يا أبا عبد الله، الرحمن على العرش استوى ، كيف استوى ؟
وقال الإمام مالك كما روي عنه في بعض الروايات: الاستواء معلوم والكيف مجهول ، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة .
وقد فسرها بعض العلماء فقال: قوله الاستواء معلوم أي إن عقولنا دلتنا على إن الاستواء اللائق بالله هو الاستيلاء دون الاستقرار والجلوس، لأنهما من صفات الأجسام.
وقوله والكيف مجهول معناه إن ذات الله تعالى لا توصف بالأحوال المتعقلة والهيئات الحسية من التربع ونحوه، والإيمان به واجب لوروده في الكتاب.
والسؤال عنه بدعة لأنه لم تجر العادة بالسؤال عنه من السلف ،بل يفوضون معرفته على التحقيق إلى الله تعالى.
وبناء على هذا التفسير لكلمة الإمام مالك، لا يكون مفوضاً، بل يكون الإمام مالك مؤولاً، وذلك لأنه قد فسر معنى الاستواء بما ذكرناه نحن وهو المعنى الصحيح، ونفى أن يكون معناه يستلزم الاستقرار والجلوس، وهذا هو مذهب جمهور العلماء .
وإذا كان هذا هو المعنى الذي أراده الإمام مالك من كلمته، فإن الأصل أن مذهب السلف كان هو التأويل دون التفويض خلافاً لما هو مشهور.
وقد يستعجب بعض الناس هذا التفسير لكلام الإمام،
فنقول له نحن: قد يفهم كلام الإمام على معنى آخر مغايراً للأول غير متضاد معه ولا مناقض له، وذلك كما يلي:
قوله الاستواء معلوم،أي معلوم ذكر الاستواء في القرآن الكريم، ومعلوم نسبته أي نسبة الاستواء إلى الله تعالى.
وأما قوله والكيف مجهول فمعناه أن نسبة الاستواء الكيف مجهولة لا نعرفها لا في القران ولا في السنة ولا في كلام أحد من العلماء المعتبرين، أي أن أصل نسبة الكيف غير معلومة بل مجهولة، وما كان كذلك فهو مردود.
ولذلك قال بعد ذلك: والإيمان به أي الاستواء المعلوم واجب، أي الإيمان بمجرد الاستواء المعلوم واجب، أي الإيمان بمجرد الاستواء كما ذكر في القرآن واجب،
وأما السؤال عنه بكيف فهو بدعة، ومعنى بدعة كما هو مقرر أي مبتدع مخترع لم يكن معروفاً من قبل، لأن مجرد نسبة الكيف إليه تعالى فيها تجسيم وتشبيه كما مضى، وما كان بدعة فهو مردود، ولذلك يفهم لماذا أمر يعد ذلك بالرجل أن يخرج من المسجد.
وبناء على هذا التفسير والشرح لكلام الإمام يكون الإمام مفوضاً التفويض الصحيح وهو السكوت عن الشيء مع نفي اللوازم الفاسدة أو ما يتوهم أنه من اللوازم، وذلك كالتجسيم والتحيز والكون في مكان والحركة وغير ذلك.
وهذا هو التفويض عند أهل السنة، ولذلك يقولون عنه إنه تأويل أجمالي لأنه في الحقيقة ليس سكوتاً محضاً، بل سكوت عن التفصيل، وليس سكوتاً عن المعنى العام المفهوم، فإن كل من قرأ الآية الاستواء يفهم منها أن الله تعالى قادر على كل شيء مسيطر على الكون حكيم مدبر لشؤون الخلائق. ومثل هذا المعنى يسكت عنه السلف، ولكنهم لا ينظرون بل لا يحلمون بما وراءه بل يسكتون.
ومذهب السلف كما وضحه أهل السنة لا يستلزم التجسيم مطلقاً، ولذلك ورد عن كثير منهم نفي الكيف "وكيف عنه مرفوع"، وغير ذلك من العبارات التي فيها نفي أصل نسبة الكيف إلى الله تعالى .
وقد ادعى المجسمة أن المعنى المفهوم من عبارة الإمام مالك ليس كما مضى بل قالوا: إن قوله الاستواء معلوم، أي أن الله استوى ، واستوى عندهم لها معان:استقر وجلس وصعد، ولكن الاستقرار والجلوس والصعود لها كيفيات متعددة، قالوا:فالرجل يستوي استواء معيناً على الكرسي، والفارس يستوي استواء خاصاً على فرسه، والملك يستوي أي يجلس استواء أي جلوساً خاصاً به على العرش، وهكذا فكل مخلوق له استواؤه الذي يختلف عن استواء الذي يختلف عن استواء غيره بكيفية خاصة. وكذلك فالله يستوي بالمعاني السابقة، أي يجلس ويستقر!! لكن كيفية الجلوس والاستقرار والاستواء غير معلومة لدينا، لكن يوجد كيفية وصورة وهيئة معينة يستوي بها الله تعالى عرشه، قالوا:ولذلك قال الإمام مالك والكيف مجهول !!!!!!!!
هكذا فسر المجسمة كلمة الإمام مالك، وهو تفسير غير صحيح قطعاً، وذلك لما مضى ذكره .
وأيضاً لو كان أصل الكيفية ثابتاً، لما استحق الرجل السائل أن يسمى مبتدعاً لمجرد سؤاله عن أمر هو في نفسه ثابت على زعمهم، فما الذي ابتدعه في هذه الحالة، إنه لم يبتدع إلا السؤال عن شيء يدعون أنه في ذاته ثابت، ومجرد هذا الأمر لا يكفي ليرتقي الرجل إلى المنزلة المبتدعة وإن يخرج من المسجد أيضاً، بل كان يكفي أن يقول له الإمام مالك: لا يحوز السؤال عن ذلك.
ولكن الرجل يصبح مبتدعاً حقاً عندما يثبت شيئاً هو في ذاته أصلا غير موجود، ويسأل عنه، حينذاك يصبح مبتدعاً حقاً، لأنه أثبت شيئاً غير موجود، وهذا إنما لو كانت الكيفية أصلاً غير ثابتة، بل منفية عن الله تعالى، فبناءاً على هذا، فمن جاء وقال: كيف استوى الله؟ فإنه يكون بسؤاله قد افترض وجود الكيف لله تعالى ويطلب من المسؤول أن يصوره له ويوضحه، وهذا هو المبتدع حقاً .
ويؤيد كلامنا المذكور هنا أنه قد ورد عن الإمام مالك رواية أخرى بلفظ آخر غير لفظ الرواية السابقة يقول فيها جواباً عن سؤال الرجل:[ الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول والسؤال عنه بدعة والإيمان به واجب].
فقوله غير مجهول، أي معلوم، أي معلوم أنه نسب إلى الله تعالى في القرآن الكريم، ويوضح معناه ما ورد عن الإمام الشافعي من أنه قال: [الاستواء مذكور]، فهذا هو معنى قوله [معلوم].
وأما قوله[غير معقول] أي أن العقل ينفيه ولا يثبته لله تعالى، فالعقل ينفي نسبة الكيف إلى الله تعالى، وهو يرادف قول كثير من السلف "وكيف عنه مرفوع"، وقولهم: "بلا كيف" .
وهذه الرواية التي فيها "والكيف غير معقول" أقوى من حيث السند من الرواية السابقة المشهورة، وهي راجحة عليها من جهة المعنى ومن جهة السند.
ومن جهة ثالثة وهي أن الذين سئلوا عن الاستواء قبل الإمام مالك وهم حماد وأم سلمة أجابوا بنفس هذه الرواية وهي [الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول… إلخ]، وهذا يعني أن الإمام مالك ليس هو صاحب هذا الجواب، بل أخذه عن غيره، وحينذاك ترجح الرواية التي توافق جواب السابقين فهذا هو الوجه الثالث .
ونحن لا نريد أن نطيل الكلام على هذه العبارة، لوجوه عديدة ونحن نعلم أن كثيراً من المجسمة لن يزحزحهم عن موقفهم أي كلام ولو كان مبنياً على قواطع الشرع .
واعلم أن كل الكلام السابق وغيره، مبني وواقع على التسليم، بأن الروايات المذكورة لها سند قوي معتبر يصح الاعتماد عليه ، وفي هذا شك. وإذا لك يكن لها سند قوي فلا حاجة لتسويد الصفحات زيادة .
وفي هذا المقام لا بد أن نوضح مذاهب العلماء في الآيات التي كثر النزاع فيها ويسميها بعضهم آيات الصفات.
ومثالها الآية السابقة وهي آية الاستواء،فمثلاً هذه الآية لا يظهر لنا عند النظر فيها إنها تشير من قريب ولا من بعيد إلى جلوس ولا إلى صعود ولا إلى استقرار، بل الظاهر منها إنما هو بيان عظمة ملك الله تعالى وتدبيره الحكيم لهذا الكون الكبير. فهذا هو الظاهر منها .
ولكن بعض الناس وهم المجسمة بقولون إن الظاهر منها إنما هو الجلوس على العرش، وأما كيفيته فغير ظاهرة، وهو كلام فاسد لما ذكرنا سابقاً .
ولا بد هنا أن نبين ما هو المقصود بلفظ "الظاهر"، فنحن عندما نقول أن هذه الآية ظاهرها هو المعنى الفلاني، نقصد من ذلك أن المفهوم منها هو ذلك المعنى، أي أننا عندما نظرنا فيها وتدبرنا معانيها ظهر لنا أن المعنى الذي تشير إليه هذه الكلمات المكونة للآية هو المذكور.
وكذلك عندما نقول: إن المعنى الظاهر عند غيرنا هو المعنى الفلاني، نقصد أنهم فهموا منها ذلك المعنى، وندعي في نفس الوقت أن ما فهموه ليس لهم عليه دليل مستقيم، ولذلك فنحن نرفض ما يقولون من ادعاءات باطلة.
ونستطيع أن نبرهن بالبراهين القاطعة أن المعنى الذي ظهر لها هو المعنى المراد لا غير .
فكلمة الظاهر لا تعني ما تظهره الآية لنا من المعاني، فإن ما يكون كذلك لا يكون إلا صحيحا ولا تجوز مخالفته .
بل الظاهر هو ما تستظهر نفوسنا من الآية، أي ما يظهر لنا حسب اجتهادنا أنه المراد، واجتهادنا صحيح ، وقد يكون باطلا، والحكم في هذا إنما هو الدليل .
لذلك فعندما يقول العلماء أن لفظ الاستواء من جملة المتشابه، كاليد والوجه والعين والأصابع ونحو ذلك مما ظاهر مستحيل على الباري سبحانه ، فإنهم يقصدون، إننا نحن البشر عندما كثر استعمالنا للكلمة اليد والعين وغيرها في الآلات والأدوات التي هي أجزاء وأعضاء ودلالات على النقص والتركيب، صرنا نتوهم مهما استعملت هذه الكلمات فأن المراد فيها هو هذه المعاني .
وغاب عن ذهن من يفهم هذا الفهم أن ما جاز على المخلوق قد لا يجوز على الخالق،وإنه إذا أطلق فلا بد أن يكون الإطلاق مجازياً لا حقيقياً كما سبق ذكره في الفوقية والعلو.
فصار البعض يتوهمون أن هذه المعاني هي الظاهرة مطلقاً من هذه الألفاظ، ولا يفهمون إنها ظاهرة بشرط إطلاقها على البشر أو على المخلوقات وبشروط معينة كما هو مذكور في كتب اللغة.
هذا ما أردت أن أنقله من ذلك الكتاب.
راجيا أن يكون فيه فائدة ومقنع.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته











قديم 2011-07-05, 10:52   رقم المشاركة : 97
معلومات العضو
قذائف الحق
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

الاستواء للشيخ سعيد فودة حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الاستواء للشيخ سعيد فودة حفظة الله

كتب الأستاذ المبارك / سعيد فودة في منتدى الأصلين ما نصه :
قلت في كتاب درر الفرائد:
ومن نفس الباب قوله تعالى: " إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا، والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره، ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين " فكل هذه الآية تأكيد لكمال تدبير الله تعالى للمخلوقات من العرش إلى الفرش .
وهذه الآية مقسمة إلى قسمين:
الأول بيان أن الله تعالى هو خالق الكون لا خالق له سواه.
والثاني بيان أن الله تعالى مدبر حكيم للمخلوقات لا يعزب عن علمه وتدبيره شيء كبر أو صغر.
ففي أول الآية يؤكد الله تعالى أنه خالق للسموات والأرض، ثم بعد ذلك لم يتركها بلا تدبير، بل قدرة الله تعالى ممسكة بكل ما في الكون على أحكم وجه .
وهذان المعنيان مذكوران على التفضيل في أول الآية ثم تكرر ذكرهما مرة أخرى على سبيل الإجمال ، وفي آخر الآية مدح لله تعالى بما يستحق.
وسنزيد هذا الكلام بيان ووضوحاً فيما يلي :
وسنعتمد في ذلك على تقسيم الآية وتدبرها والنظر فيها كلها من أولها إلى آخرها، لا كما يفعل المجسمة، كما سننبه إليه .
الآية تنقسم إلى :
كلام تفصيلي .
وكلام إجمالي .
وخاتمة مناسبة .
فأما القسم الأول وهو التفصيلي فيتألف من معنيين:
المعنى الأول: وهو تفصيل قوله تعالى: [إن ربكم الله خلق السموات والأرض في ستة أيام ]. وفيه بيان أن الله تعالى خالق للكون بما فيه.
المعنى الثاني وهو تفصيلي، قوله تعالى: [استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبُه حثيثاً، والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره] .
وفيه بيان أن الله هو المدبر لشؤون الكون، العالم بما فيه، الحكيم في أفعاله .
والربط بين المعنيين في هذا القسم التفصيلي هو حرف [ثم] الذي له هنا معنى الواو، فحرف ثم هنا لا يجوز أن يكون مفيداً للتراخي، لما يلزم عن ذلك من أن الله تعالى ترك الكون فترة غير مدبر أي بلا تدبير، وهذا باطل ومعنى فاسد وخلاف ما هو المقصود بيانه في هذه الآية، لذلك وجب حمل "ثم" هنا على المعنى الذي ذكرناه أي الترتيب بلا تعقيب، وسيأتي زيادة بيان لذلك .
أما القسم الثاني من هذه الآية، فهو الكلام الإجمالي العام وهو قوله تعالى: [ ألا له الخلق والأمر ] وفي الحقيقة فهذا الكلام ما هو إلا تأكيد لما سبق ذكره على سبيل التفصيل، ولذلك فهو يتألف من حيث المعنى من نفس المفردات والمعاني التي يتركب القسم الأول المذكور .
وبيان ذلك كما يلي:
ـ قوله تعالى [ألا] هو حرف تنبيه يراد به هنا التأكيد على المعنى اللاحق .
وهو يقابل قوله تعالى في أول الآية [إن] فهي كما هو معلوم حرف تأكيد .
ـ قوله تعالى: [ له الخلق ] فيه توكيد أن الخلق إنما هو لله تعالى وهو يقابل المعنى الأول من القسم الأول التفصيلي كما رأينا .
ـ قوله تعالى:[ والأمر ] فيه توكيد أن الأمر الذي يتضمن معنى العلم والتدبير التام إنما هو لله رب العالمين. وهو يقابل المعنى الثاني من القسم الأول التفصيلي كما رأينا .
ـ وأما حرف [ ثم ] المذكور في القسم الأول التفصيلي كرابط بين المعنى الأول منه والمعنى الثاني، والذي تكلمنا على معناه في هذا الموضع فيقابل حرف الواو المذكور في قوله تعالى [ألا له الخلق و الأمر] فحرف الواو هنا يربط بين جزأي المقسم الثاني الإجمالي، ويفيد أن الخلق مصاحب وغير متخلف مطلقاً عن الأمر الذي هو التدبير، وهذا فيه توكيد أن حرف "ثم" لا يجوز أن يكون معنا الترتيب مع التراخي كما قلنا، بل الترتيب بلا تعقيب .
وبهذا تكتمل هيكلية الآية الكريمة، وتزداد وضوحاً في أذهان القراء الكرام .
وأما القسم الثالث منها، فهو قوله تعالى: [تبارك الله رب العالمين ] وهي خاتمة مناسبة للمعاني المذكورة منها.
لأن الرب تتضمن معنى المدبر لشؤون الخلق العالم بأحوالهم، إذ لا تدبير بلا علم، وهو المربي لخلقه الدال على ما فيه خيرهم .
ومن كان كذلك استحق أن يكون مباركاً، ومعبوداً من المخلوقات إظهاراً منهم لشكره على ما أنعم به عليهم .
هذا هو المفهوم من الآية كما يفهمها العاقلون، وكل الآيات التي ورد فيها ذكر الاستواء تفهم بنفس الأسلوب المذكور .
ولو أردنا ذكر جميع أدلتنا على ما ذكرناه هنا في فهمنا لهذه الآية للزمنا إفراد كتاب خاص، والمجال لا يتسع ههنا لأكثر مما مضى .
والذي نريد التنبيه إليه هنا هو أن هذه الآية ومثيلاتها تتكلم عن أفعال الله وما يجب علينا تجاه الله تعالى تبعاً لما أنعم به علينا ولما أحاطنا به من نعمة لا تنكر .
وليس المراد هنا مطلقاً الكلام على الصفات الذاتية لله تعالى، لأن كل ما فيها إنما هو كلام عن أفعال الله تعالى التي اقتضتها صفاته الذاتية وليس الكلام عن صفاته الذاتية أصالة .
وبأسلوب آخر نقرر أن المراد من الآية إنما هو إثبات أحكام تصديقية تتعلق بالله تعالى، أي أنها تثبت أن الله تعالى هو خلق العالم، وهو يدبر ما فيه، فمع أن الآية بمضمونها لا تتكلم مطلقاً عن صفات ذاتية لله تعالى، كلاماً مقصوداً بالذات، وإن كان متضمناً، فإن الآيات التي قبلها والآيات التي وردت بعدها تتكلم لا عن الصفات الذاتية لله تعالى بل تتكلم عن وجوب طاعة البشر لله تعالى وعبادته لكونه مدبراً لشؤونهم خالقاً لهم ، وهو نفس معنى الآية محل الكلام، .
ولتحصيل هذا المعنى نذكر فيما يلي الآيات إلى سبقت آية الاستواء محل البحث .
فقد قال تعالى: " ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله ، قالوا: إن الله حرمهما على الكافرين {50}الذين اتخذوا دينهم لهواً ولعباً وغرتهم الحياة الدنيا، فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا وما كانوا بآياتنا يجحدون{51}ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون{52 } هل ينظرون إلا تأويله، يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل، قد خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون{53}".
فهذه هي الآيات التي سبقت الآية المذكورة لا ترى فيها ذكراً لصفة من صفات الله الذاتية، ولكنك ترى فيها تحديداً لعلاقة البشر مع خالقهم، وتفهيمهم أن عليهم أن يعبدوه ويطيعوه فيما يأمر هم به ولا يخالفون أمره، لأنه هو الذي أنعم عليهم بنعمة الوجود.
وأما الآيات التي تلت هذه الآية، فهي تتكلم أيضاً عن نفس الموضوع كما ستراه .
قال الله تعالى: " ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين{55}ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفاً وطمعاً إن رحمة الله قريب من المحسنين{56} وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحاباً ثقالاً سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات، كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون{57}"
إلى آخر الآيات، التي مَن يفهمها يعلم أنّها لا علاقة لها بصفات ذاتيّة للّه تعالى، بل هي توضح للنّاس مدى فضل اللّه عليهم، بحيث يجب عليهم طاعته وعبادته .
والذي نريد قوله هنا،إنّ أصل وضع - أو اعتبار- هذه الآية من آيات الصّفات، أي من الآيات التي تتحدّث عن الصّفات الذّاتيّة للّه تعالى غير المتعدّية إلى الخلق بآثارها، هو اعتبار فاسد، وبالتّالي فمن اعتبرها كذلك، اعترف بأنّه لا يستطيع فهم حقيقة الصّفات –التي توهّم وجودها-، فلزمه القول بأنّ هذه الآية من المتشابهات التي يجب الإيمان بها والسّكوت عنها .
وهذا الاعتبار أي القول بأنّها من المتشابهات، ناتج أصلاً عن اعتبارها تتكلّم عن صفة ذاتيّة للّه تعالى، وفعل لا يتعدّى إلى خلقه، بل يلتزم ذاته تعالى، ولمّا لم يستطع فهم حقيقة وصفه بل – كيفيّة - هذا الفعل الذي زعمه، ادّعى أنّ هذه الآية من المتشابهات كما قلنا.
والحقّ الذي لا شكّ فيه أنّها من المحكمات التي لا يضطّرب المسلم العاقل في فهم المراد منها .
وتوضيح وتفصيل الكلام السّابق كما يلي:
ادّعى بعض النّاس أنّ قوله تعالى: ( استوى على العرش )، أي جلس عليه، واستقرّ وعلا عليه، وكان فوقه، إلى آخر ذلك من المعاني السّاقطة في حقّ اللّه تعالى .
ولم يتوهّم هؤلاء هذا المعنى للآية إلاّ لأنّهم أصلاً يعتقدون أنّ اللّه تعالى محدود من جميع الجهات، أي أنّ لذاته نهايات ومسافات وغايات ينتهي عندها وجوده تعالى اللّه عمّا يصفون .
وهم يعتقدون أنّ اللّه تعالى جسم له حيّز ومكان، وموجود في جهة من بقيّة الأجسام، ويمكن أن يلمس باقي الأجسام بيده التي هي عضو وأداة له من ذاته، كما يشكّل الصّانع إبريق الفخّار من الطّين ثمّ يعرضه للنّار كي يستوي.!!!!!
ويعتقدون أنّ اللّه - تعالى عن ذلك - له أعضاء هي الوجه والعين واليد والقدم والسّاق والأصابع وغير ذلك، وإنّ هذه الأعضاء تشغل ذواتها حيّزاً ومكاناً، لأنّها أجزاء وأبعاض للذّات الإلهيّة، وهم يقرّون أنّ للّه تعالى أجزاء، إلاّ أنّ الفرق بين أجزائه تعالى وأجزاء غيره، أنّ غيره يمكن أن تنفصل أجزاؤه عن بعضها البعض، وأجزاء اللّه وأعضاؤه لا يمكن حدوث ذلك لها .
وأثبتوا للّه تعالى جميع لوازم الأجسام المرئيّة من حركة وسكون، وارتفاع ونزول وغير ذلك، كلّ ذلك قالوه وذكروه في كتبهم، ويوجد فيها غير ذلك من المفاسد والقبائح أعرضنا هنا عن ذكرها بتفصيل لأنّ المقام لا يتّسع، وإن كنّا قد خصّصنا كتابا خاصّاً بذلك .
وهؤلاء هم المجسّمة الذين سبق أن أشرنا إليهم في أكثر من موضع من هذا الكتاب.
وهم عندما اعتقدوا بكلّ تلك المفاسد، وواجهتهم النّصوص التي تقطع بأنّ الباري تعالى ليس كمثله شيء، وأنّه تعالى لم يكن له كفوا أحد، وأنّه لا يشبهه شيء، وتواترت أقوال الأئمّة الكبار في تنزيه الباري عن كلّ ما ذكروه من قبائح، ولمّا وقعوا بين هذين الأمرين، حاولوا الخروج من هذا التّناقض، فلجأوا إلى قول غير مفهوم، ولا مقبول وازدادت خلافاتهم بعد ذلك فيما بينهم.
فقالوا مثلا في هذه الآية محلّ الكلام، الرّحمن على العرش استوى جلس، وكلّ جلوس له هيئة وكيفيّة، فادّعوا أنّهم علموا بنصّ الآية أصل الجلوس، ولم يعلموا كيفيّته ولا هيئته، واكتفوا بقولهم أنّ جلوس اللّه، تعالى عمّا يقولون، ليس كجلوس أحد من خلقه، فالملك يجلس على العرش بكيفيّة معيّنة، والفارس يجلس على ظهر حصانه بكيّفيّة أخرى، والصّبيّ يجلس على الأرض بكيّفيّة أخرى وهكذا، فكلّ واحد من النّاس له هيئة معيّنة عند جلوسه، وكذلك اللّه عندما جلس على العرش، كانت له كيفيّة خاصّة، وهذه الكيفيّة لا نعلمها، ولكنّها لا تشابه أيّ هيئة من الهيئات المعلومة، فقالوا: جلوس يليق به تعالى، جعلوا هذه العبارة تفسيراً لقوله تعالى: (استوى على العرش)، واتّخذوا هذا الفهم أصلا أصيلا من العقائد يكفّرون غيرهم، ويبدّعونهم، ويفسّقون بناء عليه، هم أحقّ بهذه الأسماء.
وازداد خلافهم، فيما بينهم:
فالبعض منهم قال: جلس على العرش، وبينه وبين عرشه الذي يعتقدون أنّه جسم آخر بينهما مسافة معيّنة، فهو غير مماسّ للعرش.
و البعض قال هذه المسافة لا متناهية والبعض جزم بأنها متناهية ومحدودة ولكنّها غير معلومة عندهم.
ومنهم من قال بل لا توجد مسافة بينه وبين العرش، فهو مماسّ للعرش.
وبالغ بعضهم فقال: إن العرش يئطّ عندما يجلس الله عليه، كما يئطّ الكرسي عند جلوس رجل كبير عليه، وما دام يئطّ فلابدّ أن يكون له ثقل، وأكملوا أقوالهم و اعتقادهم بأن الذي له ثقل لابدّ أن ينزل إلى أسفل لثقله، والله تعالى كما يعتقدون في جهة العلوّ.!!! هذا هو اعتقادهم في خالقهم.
ولمّا أدركوا أن هذا فيه تنقيص من قدر الله تعالى فكيف يحمله غيره، قالوا: أن الملائكة لم يكونوا ليحملون الله تعالى إلاّ بالقدرة التي أودعها الله تعالى فيهم.
فحقيقة الأمر عندهم أن الله محمول من قبل الملائكة، وأن هذا ليس فيه تنقيص من قدرة الله تعالى و عظمته لأنه هو الذي أودع فيهم القوة على حمله !!!!!!!!!!!!
هذا هو حاصل ما يعتقدون في الله تعالى من هذه الجهة، وبينهم اختلافات كبيرة، ومفاسد دخلوها على العقائد الإسلامية لوثوا بها عقائد كثيرة من العوام، وقد تكلمنا على هذا في مواضع أخرى غير هذا الكتاب .
وقد بينت أنا في مواضع أخرى إن قوله تعالي: "استوي على العرش"يستحيل أن يكون معناه جلس أو أن يكون أي معنى من المعاني السابقة الساقطة، بل إن استواء الله تعالى على العرش ما هو إلا تمام تدبيره وعلمه وإحكام لشؤون الكون، فالله تعالى بعد خلق العالم دبره وأحكم إدارته، وهذا لا يتم إلا بعلمه بما في الكون .
ولهذا عقب قوله "استوى على العرش" بقوله تعالى: "يغشي الليل النهار" أي أن حالة استواء الله تعالى أو صفته هو إغشاء الليل النهار إلى آخر أفعاله التي ذكرها في الآية وفي غيرها من المواضيع .
فصفة الاستواء هو التدبير التام المحكم لشؤون الكون.
والرحمن على العرش استوى بمعنى دبره بحكمة وعلم، ولذلك ذكر وصفه أو اسمه "الرحمن" أي إن الله تعالى دبر العالم برحمته التي وسعت كل شيء .
هذا هو المعنى الوحيد المفهوم من هذه الآية ومن مثيلاتها، ولا يوجد معنى آخر،كما ترى، وهو ما يراه فحولة العلماء .
ولذلك لا يجوز أن يكون الله تعالى فوق العرش بذاته، أي أن الله تعالى بذاته فوق العرش. وهذا فيه نفي للفوقية المكانية الحسية عن الله تعالى لأنها لا يوصف بها إلا الأجسام والمحدودات، ويبقى لله تعالى الفوقية المعنوية الذاتية التي تليق بذاته، وهي ليست الفوقية المكانية الحسية قطعاً.
وإذا قال بعض العلماء، أو إذا وردت في بعض النصوص إن الله تعالى فوق خلقه فإن معناه أنه فوقهم فوقية قهر، وإنما يستعملها هؤلاء لما مر عند بيان معنى قوله تعالى"وسع كرسيه السموات والأرض"من أن النفوس تجد من التعظيم والهيبة عند سماع الأشياء المحسوسة الدالة على الكبرياء ما لم تجده عند عدم ذلك .
وعين هذا المعنى يقال في معنى قوله تعالى "ثم استوى على العرش" فإنه استعانة بذكر الأمر الحسي لبيان أمر معنوي .
والوارد إنما هو ذكر الفوقية مطلقاً من غير تقييد لها بالذات ، أي أنه لم يرد أن الله فوق عرشه بذاته .
وقد اعترض العلماء على من قالها ، وسئل الشيخ عز الدين بن عبد السلام سلطان العلماء: هل هذا يفهم منه القول بالجهة أم لا .وهل يكفر معتقدها أم لا؟
فأجاب: بأن ظاهره القول بالجهة، والأصح أن معتقدها لا يكفر.
كذا قال ، وما قاله من أن ظاهره القول بالجهة يرده قول الإمام أبي عبد الله محمد بن مجاهد مما أجمعوا على إطلاقه أنه تعالى فوق سمواته على عرشه دون أرضه إطلاقاً شرعياً، ولم يرد الشرع أنه في الأرض، فلذلك قال بعضهم دون أرضه، وهذا مع ثبوت علمهم باستحالة الجهة عليه تعالى.
وإذا تقرر هذا، فالناس عالة على الصدر الأول، فإذا كان إطلاقهم هذا فيتفهم علينا تمثله بالتمثيل والبسط، إذ قد غلبت العجمة على القلوب حتى ظنت أن هذا الإطلاق يلزم منه إثبات الجهة في حق المنزه عنها تقدس وتعالى .
[ الفوقية المعنوية لله تعالى ]
واعلم أن الفوقية عبارة عن كون الشيء أعلا من غيره.
وتكون حسية ومعنوية، كزيد فوق الفرس، والسلطان فوق الوزير.
وأن الذي يحوز عليه المكان يجوز أن تكون فوقيته حسية ومعنوية، والذي يستحيل عليه المكان والجسمية لا تكون فوقيته إلا معنوية، ففوقية الله على عرشه المراد بها فوقية معنوية لما قدمنا .
فعلم مما ذكرنا أن الباري سبحانه وتعالى يوصف بالعلو حقيقة، وبالفوقية مجازاً ، وان كان معناها العظمة .
ولا يوصف سبحانه بالسفل ولا بالتحتية لا حقيقة ولا مجازاً.
وقد تكلم كبار الأئمة يبينون موقفهم في فهم هذه الآية، أي آية الاستواء:
فقال الإمام أبو حنيفة لما سئل عن الاستواء: من قال لا أعرف الله في السماء أم في الأرض كفر.
لأن هذا الفول يوهم أن للحق مكاناً، ومن توهم أن للحق مكاناً كفر .
وقال الإمام الشافعي:استوى بلا تشبيه، وصدقت بلا تمثيل واتهمت نفسي في الإدراك، وأمسكت عن الخوض في ذلك كل الإمساك.
وقال الإمام أحمد:استوى كما أخبر لا كما يخطر للبشر.
وأما الإمام مالك، فقد جاءه أحدهم وقال له: يا أبا عبد الله، الرحمن على العرش استوى ، كيف استوى ؟
وقال الإمام مالك كما روي عنه في بعض الروايات: الاستواء معلوم والكيف مجهول ، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة .
وقد فسرها بعض العلماء فقال: قوله الاستواء معلوم أي إن عقولنا دلتنا على إن الاستواء اللائق بالله هو الاستيلاء دون الاستقرار والجلوس، لأنهما من صفات الأجسام.
وقوله والكيف مجهول معناه إن ذات الله تعالى لا توصف بالأحوال المتعقلة والهيئات الحسية من التربع ونحوه، والإيمان به واجب لوروده في الكتاب.
والسؤال عنه بدعة لأنه لم تجر العادة بالسؤال عنه من السلف ،بل يفوضون معرفته على التحقيق إلى الله تعالى.
وبناء على هذا التفسير لكلمة الإمام مالك، لا يكون مفوضاً، بل يكون الإمام مالك مؤولاً، وذلك لأنه قد فسر معنى الاستواء بما ذكرناه نحن وهو المعنى الصحيح، ونفى أن يكون معناه يستلزم الاستقرار والجلوس، وهذا هو مذهب جمهور العلماء .
وإذا كان هذا هو المعنى الذي أراده الإمام مالك من كلمته، فإن الأصل أن مذهب السلف كان هو التأويل دون التفويض خلافاً لما هو مشهور.
وقد يستعجب بعض الناس هذا التفسير لكلام الإمام،
فنقول له نحن: قد يفهم كلام الإمام على معنى آخر مغايراً للأول غير متضاد معه ولا مناقض له، وذلك كما يلي:
قوله الاستواء معلوم،أي معلوم ذكر الاستواء في القرآن الكريم، ومعلوم نسبته أي نسبة الاستواء إلى الله تعالى.
وأما قوله والكيف مجهول فمعناه أن نسبة الاستواء الكيف مجهولة لا نعرفها لا في القران ولا في السنة ولا في كلام أحد من العلماء المعتبرين، أي أن أصل نسبة الكيف غير معلومة بل مجهولة، وما كان كذلك فهو مردود.
ولذلك قال بعد ذلك: والإيمان به أي الاستواء المعلوم واجب، أي الإيمان بمجرد الاستواء المعلوم واجب، أي الإيمان بمجرد الاستواء كما ذكر في القرآن واجب،
وأما السؤال عنه بكيف فهو بدعة، ومعنى بدعة كما هو مقرر أي مبتدع مخترع لم يكن معروفاً من قبل، لأن مجرد نسبة الكيف إليه تعالى فيها تجسيم وتشبيه كما مضى، وما كان بدعة فهو مردود، ولذلك يفهم لماذا أمر يعد ذلك بالرجل أن يخرج من المسجد.
وبناء على هذا التفسير والشرح لكلام الإمام يكون الإمام مفوضاً التفويض الصحيح وهو السكوت عن الشيء مع نفي اللوازم الفاسدة أو ما يتوهم أنه من اللوازم، وذلك كالتجسيم والتحيز والكون في مكان والحركة وغير ذلك.
وهذا هو التفويض عند أهل السنة، ولذلك يقولون عنه إنه تأويل أجمالي لأنه في الحقيقة ليس سكوتاً محضاً، بل سكوت عن التفصيل، وليس سكوتاً عن المعنى العام المفهوم، فإن كل من قرأ الآية الاستواء يفهم منها أن الله تعالى قادر على كل شيء مسيطر على الكون حكيم مدبر لشؤون الخلائق. ومثل هذا المعنى يسكت عنه السلف، ولكنهم لا ينظرون بل لا يحلمون بما وراءه بل يسكتون.
ومذهب السلف كما وضحه أهل السنة لا يستلزم التجسيم مطلقاً، ولذلك ورد عن كثير منهم نفي الكيف "وكيف عنه مرفوع"، وغير ذلك من العبارات التي فيها نفي أصل نسبة الكيف إلى الله تعالى .
وقد ادعى المجسمة أن المعنى المفهوم من عبارة الإمام مالك ليس كما مضى بل قالوا: إن قوله الاستواء معلوم، أي أن الله استوى ، واستوى عندهم لها معان:استقر وجلس وصعد، ولكن الاستقرار والجلوس والصعود لها كيفيات متعددة، قالوا:فالرجل يستوي استواء معيناً على الكرسي، والفارس يستوي استواء خاصاً على فرسه، والملك يستوي أي يجلس استواء أي جلوساً خاصاً به على العرش، وهكذا فكل مخلوق له استواؤه الذي يختلف عن استواء الذي يختلف عن استواء غيره بكيفية خاصة. وكذلك فالله يستوي بالمعاني السابقة، أي يجلس ويستقر!! لكن كيفية الجلوس والاستقرار والاستواء غير معلومة لدينا، لكن يوجد كيفية وصورة وهيئة معينة يستوي بها الله تعالى عرشه، قالوا:ولذلك قال الإمام مالك والكيف مجهول !!!!!!!!
هكذا فسر المجسمة كلمة الإمام مالك، وهو تفسير غير صحيح قطعاً، وذلك لما مضى ذكره .
وأيضاً لو كان أصل الكيفية ثابتاً، لما استحق الرجل السائل أن يسمى مبتدعاً لمجرد سؤاله عن أمر هو في نفسه ثابت على زعمهم، فما الذي ابتدعه في هذه الحالة، إنه لم يبتدع إلا السؤال عن شيء يدعون أنه في ذاته ثابت، ومجرد هذا الأمر لا يكفي ليرتقي الرجل إلى المنزلة المبتدعة وإن يخرج من المسجد أيضاً، بل كان يكفي أن يقول له الإمام مالك: لا يحوز السؤال عن ذلك.
ولكن الرجل يصبح مبتدعاً حقاً عندما يثبت شيئاً هو في ذاته أصلا غير موجود، ويسأل عنه، حينذاك يصبح مبتدعاً حقاً، لأنه أثبت شيئاً غير موجود، وهذا إنما لو كانت الكيفية أصلاً غير ثابتة، بل منفية عن الله تعالى، فبناءاً على هذا، فمن جاء وقال: كيف استوى الله؟ فإنه يكون بسؤاله قد افترض وجود الكيف لله تعالى ويطلب من المسؤول أن يصوره له ويوضحه، وهذا هو المبتدع حقاً .
ويؤيد كلامنا المذكور هنا أنه قد ورد عن الإمام مالك رواية أخرى بلفظ آخر غير لفظ الرواية السابقة يقول فيها جواباً عن سؤال الرجل:[ الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول والسؤال عنه بدعة والإيمان به واجب].
فقوله غير مجهول، أي معلوم، أي معلوم أنه نسب إلى الله تعالى في القرآن الكريم، ويوضح معناه ما ورد عن الإمام الشافعي من أنه قال: [الاستواء مذكور]، فهذا هو معنى قوله [معلوم].
وأما قوله[غير معقول] أي أن العقل ينفيه ولا يثبته لله تعالى، فالعقل ينفي نسبة الكيف إلى الله تعالى، وهو يرادف قول كثير من السلف "وكيف عنه مرفوع"، وقولهم: "بلا كيف" .
وهذه الرواية التي فيها "والكيف غير معقول" أقوى من حيث السند من الرواية السابقة المشهورة، وهي راجحة عليها من جهة المعنى ومن جهة السند.
ومن جهة ثالثة وهي أن الذين سئلوا عن الاستواء قبل الإمام مالك وهم حماد وأم سلمة أجابوا بنفس هذه الرواية وهي [الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول… إلخ]، وهذا يعني أن الإمام مالك ليس هو صاحب هذا الجواب، بل أخذه عن غيره، وحينذاك ترجح الرواية التي توافق جواب السابقين فهذا هو الوجه الثالث .
ونحن لا نريد أن نطيل الكلام على هذه العبارة، لوجوه عديدة ونحن نعلم أن كثيراً من المجسمة لن يزحزحهم عن موقفهم أي كلام ولو كان مبنياً على قواطع الشرع .
واعلم أن كل الكلام السابق وغيره، مبني وواقع على التسليم، بأن الروايات المذكورة لها سند قوي معتبر يصح الاعتماد عليه ، وفي هذا شك. وإذا لك يكن لها سند قوي فلا حاجة لتسويد الصفحات زيادة .
وفي هذا المقام لا بد أن نوضح مذاهب العلماء في الآيات التي كثر النزاع فيها ويسميها بعضهم آيات الصفات.
ومثالها الآية السابقة وهي آية الاستواء،فمثلاً هذه الآية لا يظهر لنا عند النظر فيها إنها تشير من قريب ولا من بعيد إلى جلوس ولا إلى صعود ولا إلى استقرار، بل الظاهر منها إنما هو بيان عظمة ملك الله تعالى وتدبيره الحكيم لهذا الكون الكبير. فهذا هو الظاهر منها .
ولكن بعض الناس وهم المجسمة بقولون إن الظاهر منها إنما هو الجلوس على العرش، وأما كيفيته فغير ظاهرة، وهو كلام فاسد لما ذكرنا سابقاً .
ولا بد هنا أن نبين ما هو المقصود بلفظ "الظاهر"، فنحن عندما نقول أن هذه الآية ظاهرها هو المعنى الفلاني، نقصد من ذلك أن المفهوم منها هو ذلك المعنى، أي أننا عندما نظرنا فيها وتدبرنا معانيها ظهر لنا أن المعنى الذي تشير إليه هذه الكلمات المكونة للآية هو المذكور.
وكذلك عندما نقول: إن المعنى الظاهر عند غيرنا هو المعنى الفلاني، نقصد أنهم فهموا منها ذلك المعنى، وندعي في نفس الوقت أن ما فهموه ليس لهم عليه دليل مستقيم، ولذلك فنحن نرفض ما يقولون من ادعاءات باطلة.
ونستطيع أن نبرهن بالبراهين القاطعة أن المعنى الذي ظهر لها هو المعنى المراد لا غير .
فكلمة الظاهر لا تعني ما تظهره الآية لنا من المعاني، فإن ما يكون كذلك لا يكون إلا صحيحا ولا تجوز مخالفته .
بل الظاهر هو ما تستظهر نفوسنا من الآية، أي ما يظهر لنا حسب اجتهادنا أنه المراد، واجتهادنا صحيح ، وقد يكون باطلا، والحكم في هذا إنما هو الدليل .
لذلك فعندما يقول العلماء أن لفظ الاستواء من جملة المتشابه، كاليد والوجه والعين والأصابع ونحو ذلك مما ظاهر مستحيل على الباري سبحانه ، فإنهم يقصدون، إننا نحن البشر عندما كثر استعمالنا للكلمة اليد والعين وغيرها في الآلات والأدوات التي هي أجزاء وأعضاء ودلالات على النقص والتركيب، صرنا نتوهم مهما استعملت هذه الكلمات فأن المراد فيها هو هذه المعاني .
وغاب عن ذهن من يفهم هذا الفهم أن ما جاز على المخلوق قد لا يجوز على الخالق،وإنه إذا أطلق فلا بد أن يكون الإطلاق مجازياً لا حقيقياً كما سبق ذكره في الفوقية والعلو.
فصار البعض يتوهمون أن هذه المعاني هي الظاهرة مطلقاً من هذه الألفاظ، ولا يفهمون إنها ظاهرة بشرط إطلاقها على البشر أو على المخلوقات وبشروط معينة كما هو مذكور في كتب اللغة.
هذا ما أردت أن أنقله من ذلك الكتاب.
راجيا أن يكون فيه فائدة ومقنع.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته










قديم 2011-07-05, 10:54   رقم المشاركة : 98
معلومات العضو
قذائف الحق
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

الأشاعرة جمهور الأمة أهل السنة والجماعة باعتراف الوهابية أنفسهم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ولي الصالحين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله الأولين والآخرين، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله سيد الخلق أجمعين، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين, وبعد

الأشاعرة جمهور الأمة أهل السنة والجماعة باعتراف الوهابية أنفسهم

إعترف الوهابية بان جمهور الأمة الإسلامية وجل الائمة والعلماء هم من الأشاعرة والماتريدية بل وتراهم يحذرون منهم فلا نعلم ممن يحذر هؤلاء الجهال!!
ممن نقل إلينا هذا الدين ...!!
ونريد أن نسأل الوهابية من نتبع غير السواد الاعظم ؟؟؟
وماذا نفعل في هذا الحديث الصحيح بطرقه
عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم القائل عن ابن عمر-رضي الله عنه-:
"إن الله لا يجمع هذه الأمة على ضلالة أبداً، وإن يد الله مع الجماعة، فاتبعوا السواد الأعظم، فإن من شذ في النار)
رواه الترمذي (٢٠٩٣)، والحاكم (١/١٩٩-٢٠٠)، وأبو نعيم في الحلية (٣/٣٧)وابن مندة،من طريق الضياء عن ابن عمر
عن أبي بصرة الغفاري –رضي الله عنه-: " سألت الله -عز وجل- أن لا يجمع أمتي
على ضلالة فأعطانيها...".
رواه أحمد (25966) والطبراني في الكبير (2171)
وحيث أنهم ضللوا جميع علماء الأمة محدثيها ومفسريها وفقهائها عقائديا
فمن أين أخذوا دينهم ومن نقل إليهم العلوم التي يتظاهرون باتقانها ؟؟
من بقي للوهابية يا ترى ؟
من بقي لهؤلاء الوهابية ليقتدوا به؟
فكيف يقومون بأخذ الدين من أشعري العقيدة؟؟؟
هل يجوز أن نحتفظ بكتب قوم على باطل فى الأعتقاد كما تدعون ؟
هل يا ترى خفي عن كثير من علماء الأمة ممن كان على الأصول الأشعرية أن تلك الأصول التي كانوا عليها كانت غير صحيحة مع علو كعبهم ورسوخ قدمهم في شتى العلوم والمعارف ؟
أريد أخاً سلفياً(وهّابياً) عاقلاً ليجيبني عن أسئلتي فهل أجده ؟

والأن مع الوثائق و
الأشاعرة جمهور أهل السنة والجماعة بإعتراف الوهابية أنفسهم
1- الإمام أبا سليمان الخطابي 319 هـ
الإمام البيهقي 384هـ

صالح الفوزان في كتيب له بعنوان (نظرات وتعقيبات على ما في كتاب السلفية لمحمد سعيد رمضان .. من الهفوات)
وهذه عادة الوهابية فمكتباتهم ملآى بالتعقيبات بالشتم لعلماء المسلمين ولكي نعلم الإسفاف الفكري عند هؤلاء.
يقول: صالح الفوزان
• ص 44 (البيهقي - يرحمه الله – عنده شيء من تأويل الصفات فلا يوثق بنقله في هذا الباب)

• ص45 (الحافظ – أي ابن حجر- متأثر بمذهب الأشاعرة فلا عبرة بقوله في هذا) ويشير بهذا إلى العقيدة.

• ص 47 (الخطابي – يرحمه الله – ممن يتأولون الصفات فلا اعتبار بقوله ، ولا حجة برأيه ، وله تأويلات كثيرة)
2- الإمام القرطبي والإمام الرازي وأبي السعود والنسفي والآلوسي وغيرهم من الأشاعرة والماتريدية
صالح عبدالعزيز آل شيخ في مناهج المفسرين ص15 يقول:-
(( الأشاعرة لهم تفاسير كثيره على هذا النحو مثل القرطبي ومثل تفسير أبي السعود وتفسير الرازي وأشباه هذه التفاسير .
الماتوريديه : أيضا لهم تفاسير مثل تفسير النسفي وتفسير الآلوسي روح المعاني وغير هذه التفاسير , وهذا قسم فسروا القرآن من جهة العقيدة وقد يكون لهم اعتناء باشياء اخر مثل الاعتناء بالفقه لهم اعتناء باللغه الخ )) انتهى كلامه .
3- انظروا إلي إعترافات الوهابية السلفية أن الإمام ابن حجر العسقلاني صاحب فتح الباري شرح صحيح البخاري المجمع علي جلالة قدره وعلمه وعلو كعبه ويلقب بأمير المؤمنين في الحديث وكذلك الإمام النووي شارح صحيح مسلم وهما إمامان لهما قدرهما في العالم الإسلامي
هما من الأشاعرة .

انظروا إلى رسالة مشهور بن حسن آل سلمان التي بعنوان
[ الردود والتعقبات على ما وقع للإمام النووي في شرح صحيح مسلم من التأويل في الصفات وغيرها من المسائل المهمات ]

ورسالة عبد الله بن سعدي الغامدي العبدلي بعنوان
[ الأخطاء الأساسية في توحيد الألوهية لأحمد بن حجر العسقلاني ] .
وقول عبد المحسن بن حمد العباد في كتابه رفقا أهل السنة بأهل السنة ، مانصه :
( ومن العلماء الذين مضوا وعندهم خلل في مسائل العقيدة، ولا يستغني العلماء وطلبة العلم عن علمهم، بل إن مؤلفاتهم من المراجع المهمة للمشتغلين في العلم، الأئمة: البيهقي والنووي
وابن حجر العسقلاني ) انتهى ..
فالنووي وأبن حجر عند رموز الوهابية أصحاب أخطاء في العقيدة !!!!
ولا حول ولا قوة إلا بالله
وكذلك الإمام الحافظ النووي شارح صحيح مسلم فهو اشعري المعتقد كما صرح بذلك الإمام عبد الوهاب السبكي في طبقات الشافعية2/19 حيثُ قال
[ وقد وصل حال بعض المجسمة في زماننا إلى ان كتب شرح صحيح مسلم للشيخ النووي وحذف من كلام النووي ما تكلم به عن احاديث الصفات فإن النووي اشعري العقيدة الخ كلامهِ] .
فهذان الإمامان وهما إماما أهل السنة في عصريهما لم يسلما من طعن الوهابية ومن شايعهم من الجهلة والعوام.
4- فتوى من موقع الإسلام اليوم
الفتوى
الأشاعرة والماتريدية من أهل السنة والجماعة
المجيب جمع من العلماء
التصنيف الفهرسة\ العقائد والمذاهب الفكرية
التاريخ 29/06/1427هـ

السؤال: ( ما حكم التعامل مع المخالف لعقيدة السلف الصالح كالأشاعرة والماتريدية ومن نحا نحوهم والتعاون معهم على البر والتقوى والأمور العامة وهل يحرم العمل معهم سواء كانت الإدارة لنا وهم يعملون تحتنا أو العمل تحت إشرافهم؟ وهل هم من الفرق الضالة الاثنتين والسبعين؟ وهل التعامل معهم يعد من باب تولي غير المؤمنين؟.)

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فجواباً على ذلك نقول: الأشاعرة والماتريدية قد خالفوا الصواب حين أولوا بعض صفات الله سبحانه.
لكنهم من أهل السنة والجماعة، وليسوا من الفرق الضالة الاثنتين والسبعين إلا من غلا منهم في التعطيل، ووافق الجهمية فحكمه حكم الجهمية.
أما سائر الأشاعرة والماتريدية فليسوا كذلك وهم معذورون في اجتهادهم وإن أخطأوا الحق.
ويجوز التعامل والتعاون معهم على البر والإحسان والتقوى، وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قد تتلمذ على كثير من العلماء الأشاعرة، بل قد قاتل تحت راية أمراء المماليك حكام ذلك الزمان وعامتهم أشاعرة، بل كان القائد المجاهد البطل نور الدين زنكي الشهيد، وكذا صلاح الدين الأيوبي من الأشاعرة كما نص عليه الذهبي في سير أعلام النبلاء، وغيرهما كثير من العلماء والقواد والمصلحين، بل إن كثيراً من علماء المسلمين وأئمتهم أشاعرة وماتريدية، كأمثال البيهقي والنووي وابن الصلاح والمزي وابن حجر العسقلاني والعراقي والسخاوي والزيلعي والسيوطي، بل جميع شراح البخاري هم أشاعرة وغيرهم كثير، ومع ذلك استفاد الناس من عملهم، وأقروا لهم بالفضل والإمامة في الدين، مع اعتقاد كونهم معذورين فيما اجتهدوا فيه وأخطأوا، والله يعفو عنهم ويغفر لهم. والخليفة المأمون كان جهمياً معتزلياً وكذلك المعتصم والواثق كانوا جهمية ضُلاَّلاً. ومع ذلك لم يفت أحد من أئمة الإسلام بعدم جواز الاقتداء بهم في الصلوات والقتال تحت رايتهم في الجهاد، فلم يفت أحد مثلاً بتحريم القتال مع المعتصم يوم عمورية، مع توافر الأئمة في ذلك الزمان كأمثال أحمد والبخاري ومسلم والترمذي وأبي داود وعلي بن المديني ويحيى بن معين وأضرابهم من كبار أئمة القرن الهجري الثالث. ولم نسمع أن أحداً منهم حرم التعامل مع أولئك القوم، أو منع الاقتداء بهم، أو القتال تحت رايتهم. فيجب أن نتأدب بأدب السلف مع المخالف.
والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

د. عبد العزيز بن عبد الفتاح القارئ عميد كلية القرآن في الجامعة الإسلامية سابقًا
د. محمد بن ناصر السحيباني المدرس بالمسجد النبوي
د. عبد الله بن محمد الغنيمان رئيس قسم الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية سابقا
الذي علق على الفتوى قائلاً:
"هذا جواب سديد صحيح ولا يسع المسلمين إلا ذلك، ولم يزل الخلاف يقع في صفوف العلماء، ولم يكن ذلك مسبباً لاختلاف القلوب والتفرق، وقصة الصحابة لما ذهبوا إلى بني قريظة معروفة مشهورة وغيرها، قاله عبد الله بن محمد الغنيمان. تحريراً في 22/4/1427هـ
5- تبديع الإمام الشّاطبي لانه من الأشاعرة وإعترافهم بذلك
فممَّن وقفت عليهم أعلن ذلك؛ صاحب رسالة:
الإعلام
بمخالفات الموافقات والاعتصام
تأليف
ناصر بن حمد الفهد
1419هـ
قال في مقدّمة رسالته:
(( ولما كان للشاطبي رحمه الله تعالى جهود في حرب البدعة، وحرب البدع مما اشتهر به السلفيون، فقد انتشر بين الناس أنه سلفي الاعتقاد []– حتى بين بعض طلبة العلم-، والحقيقة التي تظهر لكل من يقرأ كتابيه هذين أنه أشعري المعتقد في باب الصفات والقدر والإيمان وغيرها []، ومرجعه في أبواب الاعتقاد هي كتب الأشاعرة ] كما سيأتي تفصيله إن شاء الله تعالى )) انتهى كلامه.
وقال أيضًا:
(( وموقف الشاطبي رحمه الله تعالى من البدع العملية (وهي البدع في العبادات ) في تحذيره منها وبيان مفاسدها والتشديد على التمسك بالسنة فيها موقف جيد ، وعمل مشكور ، ولكنه مع ذلك وقع في بدع الأشاعرة والمتكلمين الاعتقادية في الصفات والقدر وغيرها[].)) اهـ!!!.
وقال بعد ذلك:
(( ولم ينفرد [1-]الشاطبي رحمه الله تعالى بهذا الأمر بين العلماء [قلت: ما أجمل الصّراحة الوهّابيّة ] ؛ فقد وقع فيه غيره [2-] كأبي بكرٍ الطرطوشي رحمه الله تعالى فإنه ألّف كتاب (البدع والحوادث ) في التحذير من البدع العملية ومع ذلك فقد وافق الأشاعرة في أصولهم ، و [3-] كأبي شامة الدمشقي رحمه الله تعالى فإن له كتاب (الباعث في إنكار البدع والحوادث ) في البدع العملية وهو أشعري المعتقد ، والسبب في ذلك – والله أعلم – أن علماء الكلام لم يتطرقوا لمثل هذه الأمور ؛ لهذا لم يفسدوها بأصولهم فلم تلتبس على من أراد الحق وسعى إليه بخلاف الاعتقادات كالأسماء والصفات والقدر والإيمان وغيرها فإن المتكلمين أفسدوها بأصولهم المبتدعة وشبهوا على كثيرٍ من العلماء الفضلاء فيها فوافقوهم في أصولهم وبدعهم – عفا الله عن الجميع بمنه وكرمه -. )) اهـ كلامه. !! ولا أفهم منه إلاَّ أنَّ هؤلاء الأئمّة كانوا -وحاشاهم- على درجة من [الحذلقة] فلا ينهض ناهض أمام [بدع المتكلّمين] ليصيب الصّواب فيها !!
ثم قال :
(( والمقصود أنني عندما قرأت كتابي الشاطبي (الموافقات ) و( الاعتصام) قمت بتقييد مخالفاته لمعتقد أهل السنة والجماعة [ ورأيت أن أخرجها نصيحة للأمة ،و إتماماً للمنفعة ، بحيث تحذر هذه المواضع من كتابيه هذين ، وقد رتبتها وجعلتها على ثلاثة أبواب كما يلي :
الباب الأول: مخالفاته في التوحيد ، وتحته فصلان:
الفصل الأول: مخالفته في توحيد الربوبية:
الفصل الثاني: مخالفاته في توحيد الأسماء والصفات:
الباب الثاني: مخالفاته في الإيمان و القدر، وتحته فصلان:
الفصل الأول: في مخالفته في الإيمان:
الفصل الثاني: في مخالفاته القدر:
الباب الثالث: مخالفاته الأخرى، وتحته ثلاثة فصول:
الفصل الأول: تأثره بعلم الكلام:
الفصل الثاني:تأثره بالصوفية: ]
الفصل الثالث:إنكاره للمهدي) اهـ كلامه من مقدّمته.
وممّا قاله:
(( المبحث الأول: "في عقيدة التفويض"
يظهر جلياً واضحاً من كلام الشاطبي رحمه الله تعالى عند تعرضه لمذهب السلف في نصوص الصفات ومدحه له وحثه على اتباعه أنه إنما يقصد به مذهب التفويض – تفويض المعنى والكيفية-)) اهـ.
وكلام ابن تيمية عن مذهب التّفويض كلام فظيع لا أطيق أن أحكيه!!
بل ويكفي كلام الوهابية عن الأشاعرة عمومًا، وقول سفيههم القحطاني فيهم، وكلام ابن القيم في نونيته، ووصف ابن تيمية لهم بأنّهم (مخانيث الجهمية) ، أمّا المعاصرين منهم، فكلام بشع، فظيع، نسأل الله لهم الهداية.
فماذا هم قائلون، وهم يجدون جبلاً من جبال الأصول: يُحذَف اسمه بعد محاولات جاهدة لإثباته في قائمتهم، إلى قائمة أهل السنة والجماعة السّادة الأشاعرة والماتريدية ؟
فالحمد لله على ما منَّ به من الهداية إلى عقيدة أهل الحق..
رسالة أخرى: بعنوان:
الإمام الشاطبي
عقيدته وموقفه من البدع وأهلها
تأليف
عبد الرحمن آدم علي
مكتبة الرشد
وهذه الرّسالة أعفُّ لسانًا، وأفضل في المنهجيّة العلميّة من تلك، والأوّل [الفهد] انتقد صاحب هذه الرّسالة لأنه (لم يذكر إلا بعض مخالفاته)؛ فهو غفل عن كثير من مخالفات الشّاطبي !! ولم يتطرّق لموافقة الشّاطبي لبدع المتكلّمين والصُّوفيّة !!!! هذا محصّلة قول الأول.
قال مصنّف الرّسالة فيها ص(196) :
((إن موقف الشاطبي -رحمه الله- من التأويل لا يختلف عن موقف الأشعرية، بل هو تقرير له من غير تعصب)) اهـ.
وقال ص(198) :
((يتضح مما سبق من كلام الشاطبي -رحمه الله- أنه يقول في التأويل خاصة في صفات البارئ بقول الأشعرية، على غير تعصب منه؛ لأنه يرى أن ذلك فرع من الفروع، ومن ثم فهو مسألة اجتهادية)) اهـ.
وقال ص(208) :
((إن مناقشته -رحمه الله- في العقيدة كانت مع المعتزلة كثيرًا، ومع الجهمية قليلاً، ونادرًا ما يشير إلى أهل السنة والجماعة، وإن أشار فمراده بذلك الأشعرية فقط.)) اهـ.
وقال ص(224) :
((يتبين مما تقدم من كلام الشاطبي رحمه الله أنه يذهب إلى مذهب الأشاعرة في مسألة الرؤية فهو يثبتها على منهجهم. وبمقارنته بما ورد في كتب الأشاعرة يتبين ذلك.)) اهـ.
وقال ص(229) :
((اضطربت أقوال الأشعرية في الاستواء ما بين تأويل وتفويض، فحكى بعضهم أن التفويض مذهب مال إليه المتقدمون من الأشعرية، مما جعل كثيرًا من المتأخرين يختارونه بحجة أنه أسلم في زعمهم، وهو الذي ذهب إليه الشاطبي رحمه الله، فقد سلك مسلك التفويض ويرى أن ذلك مذهب السلف، مع أن الحقيقة ليس ذلك بمذهب السلف، وإنما مذهبهم تفويض الكيف والحقيقة لا المعنى)) اهـ كلامه. وليس المجال مجال تعقيبه، بقدر ما نذكر النصوص المحجوج بها مَنْ مِنْ الوهابية ينكر أشعريّة الشّاطبي.
وبهذا يتبيّن لك أخي المسلم،
أولاً: الغش الذي يفعله بعض الوهابية من محاولات جعل الإمام الشاطبي في صفهم،
وثانيًا: يتبيّن لك أخي الكريم أشعريّة إمام عظيم من أئمّة علم أصول الفقه المالكيّة؛ طالما احتجَّ الوهابية بنصوصه في باب البدع والمحدثات، فهم محجوجون بأشعريّته،
وأحكام الوهابية على الأشاعرة شنيعة لا تخفاك، وإن شئت السُّؤال عنها فلنا الجواب، والذي يبحث بنفسه في مواقعهم ويجد مصداق كلامي سيقول: ليس الخبر كالمعاينة..
6- اعترافهم بأن جميع المفسرين هم من السادة الأشاعرة والماتريدية
جاء في موقع (الإسلام اليوم) فتوى بعنوان (عقيدة الشيخ الشعراوي) أجاب عليها:
د. فهد بن عبدالرحمن الرومي
عضو هيئة التدريس بكلية المعلمين بالرياض

فقال في منتصف الفتوي (ليس هناك تفسير مطبوع ليس فيه خطأ في العقيدة) بالنسبة لهم هذا خطا وهل هؤلاء القوم هكذا يتبعون السلف اذا كان السلف جميعه من الأشاعرة اكثر من 99% من الائمة والعلماء كانوا من الأشاعرة ولم يشذ غير الشيخ ابن تيمية وتلميذه ابن القيم والدرامي ومحمد ابن عبد الوهاب ومن تبعهم...


7- إعتراف الراجحي بأن عقيدة الإمام ابن بطال وابن التين والإمام ابن حجر العسقلاني هي عقيدة الأشاعرة رحمهم الله.
وبل ويحذر منهم فلا نعلم بأي سفه يقولون..
فمن يكونوا أمام هؤلاء العلماء وهم لا يصلوا والله حتى إلى قيمة نعلة حذاء في قدم هؤلاء الحفاظ؟؟؟

ويا ليتي حظيت بتقبيل قدمهم رحمهم الله
يقول عبد العزيز بن عبد الله الراجحي في الفتوى.
بعض الشراح الذين يذكرهم ابن حجر - رحمه الله تعالى - كابن بطال وابن أبي جمرة وغيرهم.. ما هي عقيدتهم ؟
الجواب
في الغالب أنهم على طريقة الأشاعرة كابن بطال وابن التين في الغالب أنهم ليسوا على معتقد أهل السنة والجماعة يؤولون الصفات في الغالب، فمثلا مسألة العقيدة إذا تكلموا في العقيدة أو في الصفات لا تأخذ عنهم، لكن تستفيد منهم من شرحهم للحديث.
كذلك الحافظ ابن حجر - رحمه الله - ، على طريقة الأشاعرة في الغالب أنه فسر الصفات على طريقة الأشاعرة وهم علماء كبار، ولهم أياد عظيمة، ولهم اليد الطولى في الحديث، لكن ما وفقوا لمشايخ أهل السنة والجماعة ينشِّئونهم على معتقد أهل السنة والجماعة واجتهدوا وظنوا أن هذا هو الحق، وأن هذا هو التنزيل، فلا تأخذ عن هؤلاء الشراح عقيدة، لا ابن حجر ولا ابن بطال ولا ابن التين ولا غيرهم .



8- وهناك كتاب يسمي التنبيه على المخالفات العقدية في فتح الباري
تقريظ
عبد العزيز بن باز صالح الفـوزان
عبد الله بن عقيل عبد الله بن منيع
عبد الله الغنيمان
وهو إكمال لما بدأه عبد العزيز بن باز على الفتح بإشارته ومتابعته ومراجعته وقراءته
كتبه علي بن عبد العزيز بن علي الشبل
وهو كتاب يحذر من عقيدة الحافظ ابن حجر العسقلاني فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
9- وقال صالح الفوزان عن الإمام السيوطي والإمام جلال الدين المحلي في تفسيرهم المعروف بالجلالين.
ومعترفا أنهم من السادة الأشاعرة.
(تفسير الجلالين) لجلال الدين المحلي، وجلال الدين السيوطي، وهو من أَجَلّ التفاسير وأكثرها فائدة للمتعلم، وفيه عناية باللغة والإعراب وأسباب النزول ومعاني الآيات،فضلاً عن متانة أسلوبه ودقة عبارته، وهو مختصر جميل، غير أنّ فيه أغلاطاً في العقيدة فصاحباه أشعريان، والواجب أن يتولى تنبيهك عليها شيخك، ثم تنتقل إلى تفسي رابن كثير (تفسير القرآن العظيم) فهو من أجل التفاسير وأكثرها فائدة للمتعلم، وفيه عناية بالمأثور والاعتماد عليه، ويمتاز بسلامة العقيدة وصحة تفسير المعنى.)

ولنرى من هم السادة الأشاعرة والماتريدية
ولنذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر :

من أهل التفسير وعلوم القرآن :
الجصاص وأبو عمرو الداني والقرطبي والكيا الهراسي وابن العربي والرازي وابن عطية والمحلي والبيضاوي والثعالبي وأبو حيان وابن الجزري والسمرقندي والواحدي والزركشي والسيوطي والآلوسي والزرقاني والنسفي والقاسمي وابن عاشور وغيرهم كثير
ومن أهل الحديث وعلومه :
الدارقطني والحاكم والبيهقي والخطيب البغدادي وابن عساكر والخطابي وأبو نعيم الأصبهاني والسمعاني وابن القطان والقاضي عياض وابن الصلاح والمنذري والنووي والهيثمي والمزي وابن حجر وابن المنير وابن بطال وغالب شراح الصحيحين , وشراح السنن , والعراقي وابنه وابن جماعة والعيني والعلائي وابن الملقن وابن دقيق العيد وابن الزملكاني والزيلعي والسيوطي وابن علان والسخاوي والمناوي وعلي القاري والجلال الدواني والبيقوني واللكنوي والزبيدي وغيرهم كثير
ومن أهل الفقه وأصوله :
فمن الحنفية : ابن نجيم والكاساني والسرخسي والزيلعي والحصكفي والميرغناني والكمال بن الهمام والشرنبلالي وابن أمير الحاج والبزدوي والخادمي وعبد العزيز البخاري وابن عابدين والطحطاوي وغالب علماء الهند والباكستان وغيرهم كثير
ومن المالكية : ابن رشد والقرافي والشاطبي وابن الحاجب وخليل والدردير والدسوقي وزروق واللقاني والزرقاني والنفراوي وابن جزي والعدوي وابن الحاج والسنوسي وعليش وغالب الشناقطة وعلماء المغرب العربي وغيرهم كثير
ومن الشافعية : الجويني وابنه والرازي والغزالي والآمدي والشيرازي والاسفرائيني والباقلاني والمتولي والسمعاني وابن الصلاح والنووي والرافعي والعز بن عبد السلام وابن دقيق العيد وابن الرفعة والأذرعي والإسنوي والسبكي وابنه والبيضاوي والحصني وزكريا الأنصاري وابن حجر الهيتمي والرملي والشربيني والمحلي وابن المقري والبجيرمي والبيجوري , وابن القاسم العبادي وقلوبي وعميرة وابن قاسم الغزي وابن النقيب والعطار والبناني والدمياطي وآل الأهدل وغيرهم كثير
ومن أهل التواريخ والسير والتراجم :
القاضي عياض والمحب الطبري وابن عساكر والخطيب البغدادي وأبو نعيم الأصبهاني وابن حجر والمزي والسهيلي والصالحي والسيوطي وابن الأثير وابن خلدون والتلمساني والقسطلاني والصفدي وابن خلكان وابن قاضي شهبة وابن ناصر الدين وغيرهم كثير
ومن أهل اللغة :
الجرجاني والغزويني وأبو البركات الأنباري والسيوطي وابن مالك وابن عقيل وابن هشام وابن منظور والفيروزآبادي والزبيدي وابن الحاجب وخالد الأزهري وأبو حيان وابن الأثير والحموي وابن فارس والكفوي وابن آجروم والحطاب والأهدل وغيرهم كثير
ومن القادة :
نور الدين الشهيد وصلاح الدين الأيوبي والمظفر قطز والظاهر بيبرس وسلاطين الأيوبيين والمماليك , والسلطان محمد الفاتح وسلاطين العثمانيين ونظام الملك وغيرهم كثير
وكذا كثير من قادة الحركة الإسلامية المعاصرة في مصر والشام والمغرب العربي والسودان والعراق والهند والباكستان وغيرها من البلدان هم من الأشاعرة أو الماتريدية
كل أولئك أشاعرة أو ماتريدية وهم طائفة قليلة من المشهورين منهم ولو أردنا أن نعدد لطال بنا المقام ومن أراد المزيد فعليه بكتب التراجم والسير والتاريخ
بل لو أردنا أن نعدد من لم يكن أشعريا أو ماتريديا - من غير الحنابلة - لما استطعنا أن نعد بقدر الأصابع , وفي الجملة فإن الحنفية ماتريدية إلا ما ندر , والمالكية والشافعية أشعرية إلا ما ندر , والحنابلة أثرية إلا ما ندر
فإذا كان أولئك الأئمة الذين ذكرناهم - وغيرهم كثير ممن لم نذكرهم – مبتدعين ضالين خارجين عن أهل السنة والجماعة ومن الفرق الهالكة ومن المتوعدين بالنار , أو كان ما هم عليه بدعة وضلالة وخروجا عن السنة والجماعة ومتوعدون بسببه بالهلاك والنار فواخسارة الإسلام والمسلمين .
إن القول بأن الأشاعرة والماتريدية من أهل السنة والجماعة أمر لا ريب فيه فإن الأشاعرة والماتريدية هم نقلة الدين فالطعن فيهم طعن في الدين , فكما نقول : الصحابة نقلة الدين والطعن فيهم طعن في الدين كذلك نقول في الأشاعرة والماتريدية : هم نقلة الدين والطعن فيهم طعن في الدين .

قال الإمام تاج الدين السبكي رحمه الله تعالى (إتحاف السادة المتقين 2/6):
(اعلم أن أهل السنة والجماعة كلهم قد اتفقوا على معتقد واحد فيما يجب ويجوز ويستحيل، وإن اختلفوا في الطرق والمبادئ الموصلة لذلك، أو في لِميّة ما هنالك، وبالجملة فهم بالاستقراء ثلاث طوائف:
الأولى: أهل الحديث ومعتمد مباديهم الأدلة السمعية، أعني الكتاب والسنة والإجماع.
الثانية: أهل النظر العقلي والصناعة الفكرية، وهم الأشعرية والحنفية، وشيخ الأشعرية أبو الحسن الأشعري، وشيخ الحنفية أبو منصور الماتريدي...
الثالثة: أهل الوجدان والكشف، وهم الصوفية، ومباديهم مبادئ أهل النظر والحديث في البداية، والكشف والإلهام في النهاية) اهـ.

وقال الإمام عضد الدين الإيجي - رحمه الله تعالى - في بيان الفرقة الناجية، بعد أن عدد فرق الهالكين (المواقف ص 430):
(وأما الفرقة الناجية المستثناة الذين قال النبي ـ ‘ ـ فيهم "هم الذين على ما أنا عليه وأصحابي" فهم الأشاعرة والسلف من المحدثين وأهل السنة والجماعة، ومذهبهم خالٍ من بدع هؤلاء) اهـ.

وقال الإمام الجلال الدواني رحمه الله تعالى
(شرح العقائد العضدية 1/ 34):
(الفرقة الناجية، وهم الأشاعرة أي التابعون في الأصـول للشيخ أبي الحسـن... فـإن قلت: كيف حكم بأن الفرقة الناجية هم الأشاعرة؟ وكل فرقة تزعم أنها ناجية؟ قلت سياق الحـديث مشعر بأنهم – يعني الفرقة الناجية – المعتقدون بما روي عن النبـي‘ وأصحابه، وذلك إنما ينطبق على الأشاعرة، فإنهم متمسكون في عقائدهم بالأحاديث الصحيحة المنقولة عنه ‘وعن أصحابه، ولا يتجاوزون عن ظواهرها إلا لضرورة، ولا يسترسلون مع عقولهم كالمعتزلة) اهـ.

والاقتصار على الأشاعرة في نصوص الأئمة إنما ذلك لكونهم أغلب أهل السنة فلا يفهم منه إخراج غيرهم من طوائف أهل السنة من الفرقة الناجية فمن لم يكن منهم متبعاً للإمام الأشعري فهو موافق له.

الإمام محمد السفاريني الحنبلي صاحب العقيدة السفارينية :
حيث قال في كتابه لوامع الأنوار شرح عقيدته 1/ 73 : ( أهل السنة والجماعة ثلاث فرق :
- الأثرية وإمامهم أحمد بن حنبل رضي الله عنه.
- والأشعرية وإمامهم أبوالحسن الأشعري
- والماتردية وإمامهم أبو منصور الماتريدي ) اه
وقال ص 1/76 : ( قال بعض العلماء : هم - يعني الفرقة الناجية - أهل الحديث يعني الأثرية والأشعرية والماتريدية ) ا

وقال العارف بالله الإمام ابن عجيبة رحمه الله تعالى
(تفسير الفاتحة الكبير، المسمى بـ " البحر المديد " ص607):
(أما أهل السنة فهم الأشاعرة ومن تبعهم في اعتقادهم الصحيح، كما هو مقرر في كتب أهل السنة)’اهـ.

قال الإمام تاج الدين السبكي رحمه الله تعالى
(طبقات الشافعية 3 / 365):
(قال الشيخ الإمام - يعني والده التقي السبكي - فيما يحكيه لنا: ولقد وقفت لبعض المعتزلة على كتاب سماه طبقات المعتزلة، وافتتح بذكر عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، ظناً منه أنه - برأه الله منهم - على عقيدتهم. قال: وهذا نهاية في التعصب، فإنما ينسب إلى المرء من مشى على منواله. قلت أنا للشيخ الإمام: ولو تم هذا لهم لكان للأشاعرة أن يعدوا أبا بكر وعمر رضي الله عنهما في جملتهم، لأنهم عن عقيدتهما وعقيدة غيرهما من الصحابة فيما يدعون يناضلون، وإياها ينصرون، وعلى حماها يحومون. فتبسم، وقال: أتباع المرء من دان بمذهبه وقال بقوله على سبيل المتابعة والاقتفاء الذي هو أخص من الموافقة، فبين المتابعة والموافقة بون عظيم) اهـ.

وقال الإمام عبد القاهر البغدادي رحمه الله (الفرق بين الفرق ص 19):
(.. فأما الفرقة الثالثة والسبعون فهي أهل السنة والجماعة من فريقي الرأي والحديث دون من يشتري لهو الحديث، وفقهاء هذين الفريقين وقراؤهم ومحدثوهم ومتكلمو أهل الحديث منهم، كلهم متفقون على مقالة واحدة... وليس بينهم فيما اختلفوا فيه منها تضليل ولا تفسيق وهم الفرقة الناجية... فمن قال بهذه الجهة التي ذكرناها ولم يخلط إيمانه بشيء من بدع.... سائر أهل الأهواء فهو من جملة الفرقة الناجية - إن ختم الله له بها - ودخل في هذه الجملة جمهور الأمة وسوادها الأعظم من أصحاب مالك والشافعي وأبي حنيفة والأوزاعي والثوري وأهل الظاهر....) اهـ.

وقال أيضاً (أصول الدين ص309)
بعد أن عدَّدَ أئمة أهل السنة والجماعة في علم الكلام من الصحابة والتابعين وتابعيهم إلى أن قال:
(.. ثم بعدهم شيخ النظر وإمام الآفاق في الجدل والتحقيق أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري الذي صار شجاً في حلوق القدرية..... وقد ملأت الدنيا كتبه، وما رزق أحد من المتكلمين من التبع ما قد رزق، لأن جميع أهل الحديث وكل من لم يتمعزل من أهل الرأي على مذهبه) اهـ.

وقال الإمام الزاهد القدوة أبو عمرو الداني رحمه الله تعالى(الرسالة الوافية في معتقد أهل السنةوالجماعة ص117):
(اعلموا أيدكم الله بتوفيقه وأمدكم بعونه وتسديده، أن قول أهـل السنـة والجماعة من المسلمين المتقدمين والمتأخرين من أصحاب الحديث والفقهاء والمتكلمين..)

ثم شرع ببيان إعتقاد أهل السنة، وقوله (الفقهـاء والمتكلمين) يعني بهم الأشاعرة والماتريدية ورسالته زاخرة بأدلة التقديس رحمه الله وتأثره بشيخه وأستاذه شيخ أهل السنة القاضي أبي بكر الباقلاني رحمه الله تعالى وبطريقة الإمام الأشعري واضح لا يخفى على من طالع كتبه بل إن بعض الألفاظ والعبارات هي هي التي استخدمها الإمام الأشعري في بعض كتبه.

وقال حجة المتكلمين الإمام أبو المظفر الإسفراييني - رحمه الله تعالى- (التبصـير في الدين ص111) بعد أن شرح عقيدة أهل السنة:
(وأن تعلم أنّ كل من تدين بهذا الدين الذي وصفناه من اعتقاد الفرقة الناجية فهو على الحق وعلى الصراط المستقيم فمن بدّعه فهو مبتدع ومن ضلله فهو ضال ومن كفره فهو كافر) اهـ.

فانظر يا رعاك الله كيف هي خطورة الأمر، لتعلم استهتار الذين يقعون في أعراض الأشاعرة ويثلبونهم ويضللون عقائدهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وقال الإمام أبو إسحاق الشيرازي رحمه الله تعالى (طبقات الشافعية 3/ 376):
(وأبو الحسن الأشعري إمام أهل السنة، وعامة أصحاب الشافعي على مذهبه، ومذهبه مذهب أهل الحق) اهـ.

وناهيك بأبي إسحاق الشيرازي علماً وفقهاً وديانة وورعاً وتقدماً في الدين.

وسئل الإمام ابن حجر الهيتمي – رحمه الله تعالى – عن الإمام أبي الحسن الأشعري والباقلاني وابن فورك وإمام الحرمين والباجي وغيرهم ممن أخذ بمذهب الأشعري، فأجاب:

(هم أئمة الدين وفحول علماء المسلمين، فيجب الاقتداء بهم لقيامهم بنصرة الشريعة وإيضاح المشكلات وردّ شبه أهل الزيغ وبيان ما يجب من الاعتقادات والديانات، لعلمهم بالله وما يجب له وما يستحيل عليه وما يجوز في حقه........ والواجب الاعتراف بفضل أولئك الأئمة المذكورين في السؤال وسابقتهم وأنهم من جملة المرادين بقوله ‘ " يحمل هذا العلممن كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين " فلا يعتقد ضلالتهم إلا أحمق جاهل أو مبتدع زائغ عن الحق، ولا يسبهم إلا فاسق، فينبغي تبصير الجاهل وتأديب الفاسق واستتابة المبتدع) اهـ. (الفتاوى الحديثية ص 205).

وقال الإمام المرتضى الزبيدي - رحمه الله تعالى -
(إتحاف السادة المتقين 2 / 6):
(إذا أطلق أهل السنة والجماعة فالمراد بهم الأشاعرة والماتريدية) اهـ.
وقال أيضاً في موضع آخر (2 / 86):
(والمراد بأهل السنة هم الفرق الأربعة، المحدثون والصوفيةوالأشاعرة والماتريدية) اهـ.

ومما يستشهد به في هذا الباب رسالة أبي جعفر الطحاوي - رحمه الله - في العقيدة، المسماة بالعقيدة الطحاوية التي أجمل فيها اعتقاد السلف رضوان الله عليهم وهي مما أطبقت الأمة عليه وتلقته بالقبول وما تضمنته هذه العقيدة هو ما يعتقده الأشاعرة .

وقال الإمام العلامة أحمد الدردير - رحمه الله تعالى - في شرحه على منظومته في العقائد المسماة بـ " خريدة التوحيد " (ص 194):
(واتبع سبيل الناسكين العلماء) ثم شرح عبارته فقال (جمع عالم وهو العارف بالأحكام الشرعية التي عليها مدار صحة الدين اعتقادية كانت أو عملية والمراد بهم السلف الصالح ومن تبعهم بإحسان وسبيلهم منحصر في اعتقاد وعلم وعمل على طبقالعلم، وافترق من جاء بعدهم من أئمة الأمة الذين يجب اتباعهم على ثلاث فرق، فرقة نصبت نفسـها لبيـان الأحكام الشرعية العملية وهم الأئمة الأربعة وغيرهم من المجتهدين، ولكن لم يستقر من المذاهب المرضية سوى مذاهب الأئمة الأربعة، وفرقة نصبت نفسها للاشتغال ببيان العقائد التي كان عليها السلف وهم الأشعري والماتريدي ومن تبعهما، وفرقة نصبت نفسها للاشتغال بالعمل والمجـاهدات على طبق ما ذهب إليه الفرقتان المتقدمتان وهم الإمام أبو القاسم الجنيد ومن تبعه، فهؤلاء الفرق الثلاثة هم خواص الأمة المحمدية ومن عداهم من جميع الفرق على ضلال وإن كان البعض منهم يحكم له بالإسلام فالناجي من كان في عقيدته على طبق ما بينه أهل السنة) اهـ.

قال الإمام عبد الباقي البعلي الحنبلي في العين والأثر ص(59) :
وللكلام على المقصد الثاني تقدمة،وهي أن طوائف أهل السنة ثلاثة:أشاعرة وحنابلة وماتريدية.أ ـ هـ

وقال الإمام القدومي الحنبلي:
لأن أهل الحديث والأشعرية والماتريدية: فرقة واحدة متفـقون في أصُول الدين على التوحيد، وتقد يــر الخير والشر، وفي شروط النبوة والرسالة، وفي موالاة الصحابة كلهم، وما جرى مجرى ذلك: كعـــدم وجوب الصلاح والأصلح، وفي إثبـات الكسب، وإثبات الشفـاعة، وخروج عصاة المُوَحِّـــد يــن من النار. والخلافُ بينهم في مسائل قـليلة.

وقال الإمام العلامة عبد الله بن علوي الحداد رحمه الله تعالى
(نيل المرام شرح عقيدة الإسلام للإمام الحداد الصفحة 8):
(اعلم أن مذهب الأشاعرة في الاعتقاد هو ما كان عليه جماهير أمة الإسلام علماؤها ودهماؤها، إذ المنتسبون إليهم والسالكون طريقهم كانوا أئمة أهل العلوم قاطبة على مرّ الأيام والسنين، وهم أئمة علم التوحيد والكلام والتفسير والقراءة والفقه وأصوله والحديث وفنونه والتصوف واللغة والتاريخ) اهـ.

وقال أيضاً رضي الله عنه
(رسالة المعاونة والمظاهرة والمؤازرة ص/67 ـ 68):
(وعليك بتحسين معتقدك وإصلاحه وتقويمه على منهاج الفرقة الناجية، وهي المعروفة من بين سائر الفرق الإسلامية بأهل السنة والجماعة، وهم المتمسكون بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وأنت إذا نظرت بفهم مستقيم عن قلب سليـم فـي نصوص الكتاب والسنة المتضمنة لعلوم الإيمان، وطالعت سير السلف الصالح من الصحابة والتابعين علمتَ وتحققتَ أن الحق مع الفرقة الموسومة بالأشعرية، نسبة إلى الشيخ أبي الحسن الأشعري رحمه الله، فقد رتب قواعد عقيدة أهل الحق وحرَّرَ أدلتها، وهي العقيدة التي أجمع عليها الصحابة ومن بعدهم من خيار التابعين، وهي عقيدة أهل الحق من أهل كل زمان ومكان، وهي عقيدة جملة أهل التصوف كما حكى ذلك أبو القاسم القشيري في أول رسالته، وهي بحمد الله عقيدتنا.. وعقيدة أسلافنا من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا.. والماتريدية كالأشعرية في جميع ما تقدم) اهـ.

وقال العـلامة ابن الشطي الحنبلي - رحمه الله تعالى - في شرحـه على العقيـدة السفارينية (تبصير القانع في الجمع بين شرحي ابن شطي وابن مانع على العقيدة السفارينية، الصفحة / 73):
(قال بعض العلماء هم - يعني الفرقة الناجية - أهل الحديث يعني الأثرية والأشعرية والماتريدية) ثم قال بعد ذلك بأسطر:
(فائدة: أهل السنة والجماعة ثلاث فرق، الأثرية وإمامهم الإمام أحمد رضي الله عنه.
والأشعرية وإمامهم أبو الحسن الأشعري رحمه الله تعالى.
والماتريدية وإمامهم أبو منصور الماتريدي رحمه الله تعالى) اهـ.

وقال العلامة المواهبي الحنبلي رحمه الله تعالى (العين والأثر ص/53):
(طوائف أهل السنة ثلاثة: أشاعرة، وحنابلة، وماتريدية، بدليل عطف العلماء الحنابلة على الأشاعرة في كثير من الكتب الكلامية وجميع كتب الحنابلة) اهـ

قال الإمام ابن حجر الهيتمي - رحمه الله تعالى -
(الزواجر عن اقتراف الكبائر 82):
(المـراد بالسنة ما عليه إماما أهل السنة والجمـاعة الشيخ أبو الحسن الأشعري وأبو منصور الماتريدي..) اهـ.

وقال العلامة طاش كبري زاده - رحمه الله تعالى -
(مفتاح السعادة 2 / 33):
(ثم اعلم أن رئيس أهل السنة والجماعة في علم الكلام - يعني العقائد - رجلان، أحدهما حنفي والآخر شافعي، أما الحنفي فهو أبو منصور محمد بن محمود الماتريدي، إمام الهدى...
وأما الآخر الشافعي فهو شيخ السنة ورئيس الجماعة إمام المتكلمين وناصر سنة سيد المرسلين والذاب عن الدين والساعي في حفظ عقائد المسلمين، أبو الحسن الأشعري البصري.. حامي جناب الشرع الشريـف من الحديـث المفترى، الذي قـام في نصرة ملـة الإسـلام فنصرها نصراً مؤزراً) اهـ.

الإمام محمد بن إبراهيم ابن الوزير اليماني :
حيث قال رحمه الله في كتابه إيثار الحق 250 :
( اتفق أهل السنة : من أهل الأثر والنظر والأشعرية على أن الإرادة لا يصح أن تضاد العلم ولا يريد الله تعالى وجود ما قد علم أنه لا يوجد ) اه

قال القاضي أبو بكر بن العربي المالكي
[ عمّار طالبي : آراء أبي بكر بن العربي الكلامية و نقده للفلسفة اليونانية ، الجزء الثاني : العواصم من القواصم صفحة 108 ] :
على كل حال فالذي أراه لكم على الإطلاق ، أن تقتصروا على كتب علمائنا الأشعرية ، و على العبارات الإسلامية ، و الأدلة القرآنية.اهــــ
ونختم بهذه الفتوى المهمة
سئل الإمام ابن رشد الجد المالكي رحمه الله تعالى الملقب عند المالكية بشيخ المذهب عن رأي المالكية في السادة الأشاعرة وحكم من ينتقصهم كما في فتاواه ( 2 / 802 ) وهذا نص السؤال والجواب :
السؤاال:
ما يقول الفقيه القاضي الأجل . أبو الوليد وصل الله توفيقه وتسديده ، ونهج إلى كل صالحة طريقه ، في أبي الحسن الأشعري وأبي إسحاق الإسفراييني وأبي بكر الباقلاني وأبي بكربن فورك وأبي المعالي ، ونظرائهم ممن ينتحل علم الكلام ويتكلم في أصول الديانات ويصنف للرد على أهل الأهواء ؟ أهم أئمة رشاد وهداية أم هم قادة حيرة وعماية ؟ .
وما تقول في قوم يسبونهم وينتقصونهم ، ويسبون كل من ينتمي إلى علم الأشعرية ، ويكفرونهم ويتبرأون منهم ، وينحرفون بالولاية عنهم ، ويعتقدون أنهم على ضلالة ، وخائضون في جهالة ، فماذا يقال لهم ويصنع بهم ويعتقد فيهم ؟ أيتركون على أهوائهم ، أم يكف عن غلوائهم ؟ ! .
فأجاب رحمه الله :
تصفحت عصمنا الله وإياك سؤالك هذا ، ووقفت على الذين سميت من العلماء فهؤلاء أئمة خير وهدى ، وممن يجب بهم الاقتداء ، لأنهم قاموا بنصر الشريعة ، وأبطلوا شبه أهل الزيغ والضلالة ، وأوضحوا المشكلات ، وبينوا ما يجب أن يدان به من المعتقدات ، فهم بمعرفتهم بأصول الديانات العلماء على الحقيقة ، لعلمهم بالله عزوجل وما يجب له وما يجوز عليه ، وما ينتفي عنه ، إذ لا تعلم الفروع إلا بعد معرفة الاصول ، فمن الواجب أن يعترف بفضائلهم ، ويقر لهم بسوابقهم ، فهم الذين عنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : ( يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ، ينفون عنه تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين ) .
فلايعتقد أنهم على ضلالة وجهالة إلا غبي جاهل ، أو مبتدع زائغ عن الحق مائل ، ولا يسبهم وينسب إليهم خلاف ما هم عليه إلا فاسق ، وقد قال الله عز وجل : (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا) .
فيجب أن يبصر الجاهل منهم ، ويؤدب الفاسق ، ويستتاب المبتدع الزائغ عن الحق إذا كان مستسهلا ببدعة ، فإن تاب وإلا ضرب أبدا حتى يتوب ، كما فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه بصبيغ المتهم في اعتقاده ، من ضربه إياه حتى قال: يا أمير المؤمنين إن كنت تريد دوائي فقد بلغت مني موضع الداء ، وإن كنت تريد قتلي فأجهز علي ، فخلى سبيله ، والله أسأل العصمة والتوفيق برحمته .
قاله : محمدبن رشد .

ونقول للوهابية
فكيف تطعنون فمن نقل إلينا هذا الدين؟؟
من هم السلف الصالح بالنسبة لمعتقد الوهابية ؟؟
وحيث أنهم ضللوا جميع علماء الأمة محدثيها ومفسريها وفقهائها عقائديا
فمن أين أخذوا دينهم ومن نقل إليهم العلوم التي يتظاهرون باتقانها ؟؟
من بقي للوهابية يا ترى ؟
من بقي لهؤلاء الوهابية ليقتدوا به؟










قديم 2011-07-05, 10:57   رقم المشاركة : 99
معلومات العضو
قذائف الحق
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

عقيدة أهل السنة والجماعة في أن الله موجود بلا مكان ولا جهة وأقوال جل علماء الأمة الإسلامية

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عقيدة أهل السنة والجماعة في أن الله موجود بلا مكان ولا جهة وأقوال جل علماء الأمة الإسلامية
هذه هي عقيدة أهل السنة والجماعة في الاستواء وموضوع الجهة وهي ما اتفقوا عليه وما سار عليه الائمة الأعلام طوال القرون وهي عقيدة السادة الأشاعرة أهل السنة والجماعة
الله موجود بلا مكان وهي عقيدة كل مسلم .
التي خالفها الحشوية المجسمة الطائفة الوهابية
اولاً
تعريف المكان والجهة
عَرَّف المكان جمعٌ من اللغويين وأهل العلم، ونقتصر على ذكر البعض
1- فقد قال اللغوي أبو القاسم الحسين بن محمد المعروف بالراغب الأصفهاني (502هـ) ما نصه: "المكان عند أهل اللغة الموضع الحاوي للشىء" اهـ.
2ـ وقال اللغوي مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزءابادي صاحب القاموس (817هـ) ما نصه: "المكان: الموضع، ج: أمكنة وأماكن" اهـ.
3 ـ وقال العلامة كمال الدين أحمد بن حسن البَياضي الحنفي (1098هـ) ما نصه: "المكان هو الفراغ الذي يشغله الجسم" اهـ.
4 ـ وقال الشيخ يوسف بن سعيد الصفتي المالكي (1193هـ) ما نصه: "قال أهل السُّنة: المكان هو الفراغ الذي يحُلُّ فيه الجسم" اهـ.
5 ـ وقال الحافظ المحدّث الفقيه اللغوي الحنفي السيد مرتضى الزبيدي (1205هـ) ما نصه: "المكان: الموضع الحاوي للشىء" اهـ
6 ـ وقال الشيخ سلامة القضاعي العزامي الشافعي (1376هـ) ما نصه: "المكان هو الموضع الذي يكون فيه الجوهر على قدره، والجهة هي ذلك المكان" اهـ.
ويين وأهل العلم لبيان معنى المكان دليلٌ على أن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم كانوا يعتقدون أن الله تعالى موجودٌ بلا مكان، وأن الله لا يسكن العرش ولا يسكن السماء، لأن القرءان نزل بلغة العرب كما قال الله عزّ وجلّ في القرءان الكريم: {بلسان عربيّ مبين} [سورة الشعراء/195] والنبي أعلم الناس بلغة العرب، فبطل بذلك تمسك المشبهة المجسمة بظواهر بعض الآيات والأحاديث المتشابهة التي ظاهرها يوهم أن لله مكانًا، فمثل هذه النصوص لا تُحمل على الظاهر باتفاق علماء السلف والخلف لاعتقادهم بأن الله تبارك وتعالى يستحيل عليه المكان كما هو ثابت بالقرءان والحديث والإجماع وكلام اللغويين وغيرهم.
وبعد هذا البيان يتبيَّن لك أن الله تعالى ليس في مكان من الأماكن العلوية والسفلية وإلا لكان المكان حاويًا لله تعالى، ومن كان المكانُ حاويًا له كان ذا مقدار وحجم، وهذا من صفات الأجسام والمخلوقين، واتصاف الله تعالى بصفة من صفات البشر محال على الله، وما أدى إلى المحال فهو محال، فثبت صحة معتقد أهل السُّنة الذين ينـزّهون اللهَ عن المكان والجهة
أما موضوع الجهة فإن مجسمة هذا العصر يعمدون إلى التمويه على الناس فيقولون: "الله موجود في جهة ما وراء العالم"، فلبيان الحق من الباطل نبيّن معنى الجهة من أقوال العلماء من فقهاء ومحدثين ولغويين وغيرهم.
8 ـ قال اللغوي الشيخ محمد بن مكرّم الإفريقي المصري المعروف بابن منظور، كان عارفًا بالنحو واللغة والأدب (711هـ) ما نصه: "والجِهةُ والوِجْهةُ جميعًا: الموضع الذي تتوجه إليه وتقصده" اهـ
9 ـ وقال الشيخ مصطفى بن محمد الرومي الحنفي المعروف بالكستلي (901هـ) ما نصه: "قد يطلق الجهة ويراد بها منتهى الإشارات الحِسيّة أو الحركات المستقيمة فيكون عبارة عن نهاية البُعد الذي هو المكان، ومعنى كون الجسم في جهة أنه متمكّن في مكان يلي تلك الجهة، وقد يُسمى المكان الذي يلي جهة ما باسمها كما يقال فوق الأرض وتحتها، فيكون الجهة عبارة عن نفس المكان باعتبار إضافة ما" اهـ.
10ـ وقال اللغويُّ مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزءابادي (817هـ) ما نصه: "والجهة: الناحية، ج: جهات" انتهى باختصار.
11ـ وقال العلاّمة كمال الدين أحمد بن حسن المعروف بالبياضي، وكان وَلِيَ قضاء حلب (1098هـ) ما نصه: "والجهة اسم لمنتهى مأخذ الإشارة ومقصد المتحرك فلا يكونان إلا للجسم والجسمانيّ، وكل ذلك مستحيل ـ أي على الله ـ" اهـ.
12ـ وقال الشيخ عبد الغني النابلسي (1143هـ) ما نصه: "والجهة عند المتكلمين هي نفس المكان باعتبار إضافة جسم ءاخر إليه" اهـ.
13ـ وقال الشيخ سلامة القضاعي الشافعي (1376هـ) ما نصه: "واعلم أن بين المقدرات من الجواهر التي هي الأجسام فما دونها وبين المكان والجهة لزومًا بَيّنًا، وهو ما لا يحتاج عند العقلاء إلى دليل، فإن المكان هو الموضع الذي يكون فيه الجوهر على قدره، والجهة هي ذلك المكان لكن بقيد نسبته إلى جزء خاص من شىء ءاخر" اهـ.

ثانياً:
الدليل على تنزيه الله عن المكان والجهة من الحديث
اعلم أنه جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث تتضمن تنـزيه الله عن المكان والجهة، وقد استدل بها العلماء لتقرير هذه العقيدة السُّنيّة، نذكر منها:
1ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"كان الله ولم يكن شىءٌ غيره" رواه البخاري والبيهقي.
ومعناه أن الله لم يزل موجودًا في الأزل ليس معه غيرُه لا ماءٌ ولا هواءٌ ولا أرضٌ ولا سماءٌ ولا كرسيٌّ ولا عرشٌ ولا إنسٌ ولا جنٌّ ولا ملائكةٌ ولا زمانٌ ولا مكانٌ، فهو تعالى موجودٌ قبل المكان بلا مكان، وهو الذي خلق المكان فليس بحاجة إليه.
والله تعالى لا يوصف بالتغيّر من حالة إلى أخرى لأن التغيّر من صفات المخلوقين، فلا يقال كما تقول المشبّهة إن الله كان في الأزل ولا مكان ثم بعد أن خلق المكان صار هو في مكان وجهة فوق والعياذ بالله تعالى. وما أحسن قول المسلمين المنزهين في لبنان: "سبحان الذي يُغيِّر ولا يتغيَّر"، وهذه عبارة سليمة عند أهل السنة، غير أن المشبهة المجسمة أدعياء السلفية تشمئز نفوسهم منها لأنها تهدم عليهم عقيدة التشبيه.
2ـ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم أنت الأوَّلُ فليس قبلَك شىءٌ، وأنت الآخِر فليس بعدَك شىءٌ، وأنت الظاهرُ فليس فوقَكَ شىءٌ، وأنت الباطن فليس دونَك شىءٌ" رواه مسلم.
قال الحافظ البيهقي الشافعي الأشعري ما نصه: "استدل بعض أصحابنا في نفي المكان عنه ـ أي عن الله ـ بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنت الظاهر فليس فوقك شىء، وأنت الباطن فليس دونك شىء"، وإذا لم يكن فوقه شىء ولا دونه شىء لم يكن في مكان" اهـ كلام البيهقي.
أما ما رُويَ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لو أنكم دَلَّيْتُم رجُلاً بحبلٍ إلى الأرض السفلى لهبط على الله" رواه الترمذي، هو حديث ضعيف، لكن تأوَّله علماء الحديث على أن علم الله شامل لجميع الأقطار وأنه منزه عن المكان، فالشاهد هو في استدلال العلماء به على نفي المكان عن الله، قال الحافظ ابن حجر العسقلاني: "معناه أن علم الله يشمل جميع الأقطار، فالتقدير لهبط على علم الله، والله سبحانه وتعالى تنزه عن الحلول في الأماكن، فالله سبحانه وتعالى كان قبل أن تحدث الأماكن" اهـ، نقله عنه تلميذه الحافظ السخاوي في كتابه "المقاصد الحسنة"، وذكره أيضًا الحافظ المحدِّث المؤرخ محمد بن طولون الحنفي وأقرَّه عليه.
وقال الحافظ المحدّث أبو بكر البيهقي الشافعي الأشعري بعد أن ذكر هذه الروايةَ ما نصه: "والذي رُويَ في ءاخر هذا الحديث إشارةٌ إلى نفي المكان عن الله تعالى، وأن العبد أينما كان فهو في القرب والبعد من الله تعالى سواء، وأنه "الظاهر" فيصح إدراكه بالأدلة، "الباطن" فلا يصح إدراكه بالكون في مكان" اهـ.
وكذلك استدل به أبو بكر بن العربي المالكي في شرحه على سنن الترمذي على أن الله موجود بلا مكان، فقال ما نصه: "والمقصود من الخبر أن نسبة البارىء من الجهات إلى فوق كنسبته إلى تحت، إذ لا ينسب إلى الكون في واحدة منهما بذاته" اهـ. أي أن الله منـزه عن الجهة فلا يسكن فوق العرش كما تقول المجسمة، ولا هو بجهة أسفل، لأن الله تعالى كان قبل الجهات الست، ومن استحال عليه الجهةُ استحال عليه المكانُ، فالله تعالى لا يحُل في شىء ولا يشبه شيئًا، سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوًّا كبيرًا.
3ـ ومن الأحاديث الدالة على تنـزيه الله عن الجهة، ما رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"أقربُ ما يكونُ العبدُ مِن ربّه وهو ساجد، فأكثروا الدُّعاء".
قال الحافظ جلال الدين السيوطي الشافعي :"قال البدر بن الصاحب في تذكرته: في الحديث إشارة إلى نفي الجهة عن الله تعالى".
4ـ ويدل أيضًا على ذلك ما رواه البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"ما ينبغي لعبدٍ أن يقول: إني خيرٌ من يونس بن متَّى" اهـ. واللفظ للبخاري.
قال الحافظ المحدِّث الفقيه الحنفي مرتضى الزبيدي ما نصه: "ذَكر الإمام قاضي القضاة ناصر الدين بن المُنَيِّر الإسكندري المالكي في كتابه "المنتقى في شرف المصطفى" لما تكلم على الجهة وقرر نفيَها قال: ولهذا أشار مالك رحمه الله تعالى في قوله صلى الله عليه وسلم: "لا تفضلوني على يونس بن متى"، فقال مالك: إنما خص يونس للتنبيه على التنزيه لأنه صلى الله عليه وسلم رفع إلى العرش ويونس عليه السلام هبط إلى قاموس البحر ونسبتهما مع ذلك من حيث الجهة إلى الحقّ جل جلاله نسبة واحدة، ولو كان الفضل بالمكان لكان عليه السلام أقرب من يونس بن متى وأفضل وَلمَا نهى عن ذلك. ثم أخذ الإمام ناصر الدين يبدي أن الفضل بالمكانة لا بالمكان، هكذا نقله السبكي في رسالة الرد على ابن زفيل" اهـ. وابن زفيل هو ابن قيم الجوزية المبتدع تلميذ الفيلسوف المجسم ابن تيمية الذي قال مؤيدًا لعقيدة متأخري الفلاسفة: إن الله لم يخلق نوع العالم، وهذا كفرٌ بإجماع المسلمين كما ذكر العلاَّمة الشيخ بدر الدين الزركشي في كتابه "تشنيف المسامع.
وقال المفسّر أبو عبد الله القرطبي في تفسيره ما نصه: "قال أبو المعالي: قوله صلى الله عليه وسلم: "لا تفضّلوني على يونس بن متى" المعنى فإني لم أكن وأنا في سدرة المنتهى بأقرب إلى الله منه وهو في قعر البحر في بطن الحوت، وهذا يدل على أن البارىءَ سبحانه وتعالى ليس في جهة" اهـ.
6ـ ومما يدل أيضًا على تنـزيهه تعالى عن الجهة ما رواه مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك: "أن النبي صلى الله عليه وسلم استسقى فأشار بظهر كَفَّيْه إلى السماء" اهـ. أي أن النبي جعل بطون كفَّيْه إلى جهة الأرض، وفي ذلك إشارة إلى أن الله عز وجل ليس متحيّزًا في جهة العلو كما أنه ليس في جهة السُّفل.

ثالثاً
الدليل على تنـزيه الله عن المكان والجهة من القرءان
1 ـ قال الله تعالى :{ليس كمثلِه شىء} [سورة الشورى/11]، أي أن الله تعالى لا يشبه شيئًا من خلقه بوجه من الوجوه، ففي هذه الآية نفي المشابهة والمماثلة، فلا يحتاج إلى مكان يحُل فيه ولا إلى جهة يتحيز فيها، بل الأمر كما قال سيدنا عليّ رضي الله عنه: "كان الله ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان" رواه أبو منصور البغدادي. وفي هذه الآية دليلٌ لأهل السنة على مخالفة الله للحوادث، ومعْنى مُخالفةِ الله للحوادِثِ أنّه لا يُشْبِهُ المخْلُوقاتِ، وهذِه الصِّفةُ من الصِّفاتِ السّلْبِيّةِ الخمْسةِ أي التي تدُلُّ على نفْي ما لا يلِيْقُ بالله.
والدّلِيْلُ العقْلِيُّ على ذلِك أنّهُ لو كان يُشْبِهُ شيْئًا مِنْ خلْقِه لجاز عليْهِ ما يجُوزُ على الخلْق مِن التّغيُّرِ والتّطوُّرِ، ولو جاز عليْهِ ذلِك لاحْتاج إلى منْ يُغيّرُهُ والمُحْتاجُ إلى غيْرِه لا يكُونُ إِلهًا، فثبت لهُ أنّهُ لا يُشْبِهُ شيئًا.
والبُرْهانُ النّقْلِيُّ لِوُجُوْبِ مُخالفتِهِ تعالى لِلْحوادِثِ قوله تعالى :{ليس كمثله شىء} وهُو أوْضحُ دلِيْلٍ نقْلِيّ في ذلِك جاء في القُرءانِ، لأنّ هذِهِ الآية تُفْهِمُ التّنْزِيْه الكُلِّيّ لأنّ الله تبارك وتعالى ذكر فِيْها لفْظ شىءٍ في سِياقِ النّفْي، والنّكِرةُ إِذا أُوْرِدت في سِياقِ النّفْي فهِي للشُّمُوْلِ، فالله تبارك وتعالى نفى بِهذِهِ الجُمْلةِ عنْ نفْسِهِ مُشابهة الأجْرامِ والأجْسامِ والأعراضِ، فهُو تبارك وتعالى كما لا يُشْبِهُ ذوِي الأرواحِ مِنْ إِنسٍ وجِنّ وملائِكةٍ وغيْرِهِم، لا يُشْبِهُ الجماداتِ من الأجرامِ العُلْوِيّةِ والسُّفْلِيّةِ أيضًا، فالله تبارك وتعالى لم يُقيّد نفْي الشّبهِ عنْهُ بنوْعٍ منْ أنْواعِ الحوادِثِ، بل شمل نفْيُ مُشابهتِهِ لِكُلّ أفْرادِ الحادِثاتِ، ويشْملُ نفْيُ مُشابهةِ الله لخلْقِه تنْزِيْهه تعالى عن المكان والجهة والكميّة والكيْفِيّةِ، فالكمّيّةُ هِي مِقْدارُ الجِرمِ، فهُو تبارك وتعالى ليْس كالجِرمِ الذي يدْخُلُهُ المِقْدارُ والمِساحةُ والحدُّ، فهُو ليْس بِمحْدُودٍ ذِي مِقْدارٍ ومسافةٍ.
فلو كان الله فوق العرشِ بذاتِهِ كما يقولُ المشبِّهةُ لكان محاذيًا للعرشِ، ومِنْ ضرورةِ المُحاذِي أنْ يكون أكبر مِن المحاذى أو أصغر أو مثله، وأنّ هذا ومثله إنما يكونُ في الأجسامِ التي تقبلُ المِقدار والمساحة والحدّ، وهذا مُحالٌ على الله تعالى، وما أدّى إلى المُحالِ فهو محالٌ، وبطل قولُهُم إن الله متحيّزٌ فوق العرشِ بذاتهِ. ومنْ قال في الله تعالى إِنّ لهُ حدًّا فقدْ شبّههُ بخلْقِهِ لأنّ ذلِك يُنافي الألُوهِيّة، والله تبارك وتعالى لو كان ذا حدّ ومِقْدارٍ لاحتاج إِلى منْ جعلهُ بذلِك الحدّ والمِقْدارِ كما تحتاجُ الأجْرامُ إِلى منْ جعلها بحدُوْدِها ومقادِيْرِها لأنّ الشّىء لا يخْلُقُ نفْسه بمِقْدارِه، فالله تبارك وتعالى لو كان ذا حدّ ومِقْدارٍ كالأجْرامِ لاحْتاج إلى منْ جعلهُ بذلك الحدّ لأنّه لا يصِحُّ في العقْلِ أنْ يكُون هُو جعل نفْسه بذلِك الحدّ، والمُحْتاجُ إِلى غيْرِهِ لا يكُونُ إِلهًا، لأنّ مِنْ شرْطِ الإلهِ الاسْتِغْناء عنْ كُلّ شىءٍ.
2ـ قال الله تعالى :{وللهِ المثَلُ الأعلى} [سورة النحل/60] أي الوصف الذي لا يشبه وصف غيره، فلا يوصف ربنا عزَّ وجلَّ بصفات المخلوقين من التغيّر والتطور والحلول في الأماكن والسُّكْنى فوق العرش، تعالى اللهُ عن ذلك علوًّا كبيرًا. قال المفسِّر اللغوي أبو حيان الأندلسي في تفسيره: "{وللهِ المثَلُ الأعلى} أي الصفة العليا من تنـزيهه تعالى عن الولد والصاحبة وجميع ما تنسب الكفرةُ إليه مما لا يليق به تعالى كالتشبيه والانتقال وظهوره تعالى في صورة" اهـ.
3ـ ومما يدل على ما قدمنا قول الله تعالى :{فلا تضربوا للهِ الأمثال} [سورة النحل/74]، أي لا تجعلوا لله الشبيهَ والمِثْل فإن اللهَ تعالى لا شبيه له ولا مثيل له، فلا ذاتُه يشبه الذواتِ ولا صفاتُه تشبه الصفاتِ.
4ـ وقال الله تعالى :{هل تعلمُ لهُ سميًّا} [سورة مريم/65] أي مِثلاً، فالله تعالى لا مِثْلَ له ولا شبيه ولا نظير، فمن وصفه بصفة من صفات البشر كالقعود والقيام والجلوس والاستقرار يكون شَبَّهَهُ بهم، ومن قال بأن الله يسكن العرش أو أنه ملأه يكون شبّه اللهَ بالملائكة سُكّان السّموات. وهذا الاعتقاد كفر والعياذ بالله تعالى لتكذيبه قول الله: {ليس كمثله شىء} [سورة الشورى/11]، وقول الله تعالى :{هل تعلمُ له سميًّا} [سورة مريم/65].
5ـ وكذلك مما يدل على تنـزيهه تعالى عن المكان قول الله تعالى :{هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ} [سورة الحديد/3] قال الطبري في تفسيره: "فلا شىء أقرب إلى شىء منه، كما قال :{وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [سورة ق/16]" اهـ. أي أن الطبري نفى القُرْبَ الحِسِّي الذي تقول به المجسمةُ، أما القرب المعنوي فلا يَنفيه، وهذا دليل على تنزيه الله عن المكان والجهة.
فالله تعالى هو الأول أي الأزلي الذي لا ابتداء لوجوده، كان ولم يكن مكانٌ ولا زمان ثم خلق الأماكنَ والأزمنة ولا يزال موجودًا بلا مكان، ولا يطرأ عليه تغيّر لا في ذاته ولا في صفاته.
6ـ وقال الله تعالى :{وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [سورة الإخلاص/4] أي لا نظير له بوجه من الوجوه، وهذه الآية قد فسَّرتها ءاية الشورى :{ليس كمثله شىء}.
7ـ وقال الله تعالى :{فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ} [سورة البقرة/115] قال المفسّر اللغوي الشيخ أبو حيان الأندلسي ما نصه: "وفي قوله تعالى: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ} [سورة البقرة/115] ردٌّ على من يقول إنه في حيِّز وجهة، لأنه لمّا خيَّر في استقبال جميع الجهات دلَّ على أنه ليس في جهة ولا حيِّز، ولو كان في حيِّزٍ لكان استقباله والتوجه إليه أحق من جميع الأماكن، فحيث لم يُخصِّص مكانًا علِمْنا أنه لا في جهة ولا حيِّز، بل جميع الجهات في ملكه وتحت ملكه، فأيّ جهة توجهنا إليه فيها على وجه الخضوع كنا معظمين له ممتثلين لأمره" اهـ.

رابعاً
بعد معرفة معني المكان والجهة والتي هي عقيدة الوهابية والدليل على تنزيه الله عن المكان والجهة من القرءان والسنة النبوية ننقل إليكم أقوال جل علماء الأمة الإسلامية
في أن الله منزه عن المكان والجهة

1- قال سيدنا علي رضي الله عنه:
( كان- الله- ولا مكان ، وهو الان على ما- عليه- كان اهـ. أي بلا مكان ) الفرق بين الفرق لأبي منصور البغدادي (333).

2- وقال ايضا
( إن الله تعالى خلق العرش إظهارًا لقدرته لا مكانا لذاته ) الفرق بين الفرق لأبي منصور البغدادي ( 333)

3- وقال ايضاً
( من زعم أن إلهنا محدود فقد جهل الخالق المعبود . ) حلية الأولياء: ترجمة علي بن أي طالب (73/1).
4- وقال التابعي الجليل الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي رضي الله عنهم ما نصه:
( أنت الله الذي لا يحويك مكان ) إتحاف السادة المتقين (4/ 380) .
5- وقال ايضاً
( أنت الله الذي لا تحد فتكون محدودا ) إتحاف السادة المتقين (4/ 380)
6- وقال الإمام أبو حنيفة النعمان

( قلت : أرأيت لو قيل أين الله تعالى ؟ فقال - أي أبو حنيفة : يقال له كان الله تعالى ولا مكان قبل أن يخلق الخلق ، وكان الله تعالى ولم يكن أين ولا خلق ولا شىء ، وهو خالق كل شىء ) الفقه الأبسط ضمن مجموعة رسائل أبي حنيفة بتحقيق الكوثري (ص 25) ، ونقل ذلك أيضا المحدث الفقيه الشيخ عبد الله الهرري المعروف بالحبشي في كتابه الدليل القويم (ص54)..
7- وقال أيضا :
( ونقر بأن الله سبحانه وتعالى على العرش استوى من غير أن يكون له حاجة إليه واستقرار عليه ، وهو حافظ العرش وغير العرش من غير احتياج ، فلو كان محتاجا لما قدر على إيجاد العالم وتدبيره كالمخلوقين ، ولو كان محتاجا إلى الجلوس والقرار فقبل خلق العرش أين كان الله، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ) كتاب الوصية ، ضمن مجموعة رسائل أبي حنيفة بتحقيق الكوثري (ص/ 2)، وذكره الشيخ الهرري كذلك في كتابه السابق .
8- وقال الإمام جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين علي بن الحسين رضوان الله عليهم ما نصه :

( من زعم أن الله في شىء ، أو من شىء ، أو على شىء فقد أشرك . إذ لو كان على شىء لكان محمولا، ولو كان في شىء لكان محصورا ، ولو كان من شىء لكان محدثا - أي مخلوقا ) ذكره القشيري في رسالته المعروفة بالرسالة القشيرية (ص6)..
9- وقال الإمام العز بن عبد السلام الشافعي في كتابه (حل الرموز) في بيان مراد أبي حنيفة ما نصه :

( لأن هذا القول يوهم أن للحق مكانا ، ومن توهم أن للحق مكانا فهو مشبه ) نقله ملا علي القاري في شرح الفقه الأكبر بعد أن انتهى من شرح رسالة الفقه الأكبر (ص 198).
10- وأيد ملا علي القاري كلام ابن عبد السلام فقال :

( ولا شك أن ابن عبد السلام من أجل العلماء وأوثقهم ، فيجب الاعتماد على نقله ) نقله ملا علي القاري في شرح الفقه الأكبر بعد أن انتهى من شرح رسالة الفقه الأكبر (ص 198).
13- وقال الإمام محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه ما نصه
:
( إنه تعالى كان ولا مكان فخلق المكان وهو على صفة الأزلية كما كان قبل خلقه المكان لا يجوز عليه التغيير في ذاته ولا التبديل في صفاته ) إتحاف السادة المتقن (2/ 24).
11- وقال الامام أحمد ، فقد نقل ابو الفضل التميمي رئيس الحنابلة عن الامام احمد مانصه :

( كان يقول - أي الإمام أحمد - في معني الاستواء هو العلو والارتفاع ولم يزل الله عاليا رفيعا قبل أن يخلق عرشه فهو فوق كل شىء والعالي علي كل شىء وإنما خص الله العرش لمعني فيه مخالف لسائر الأشياء والعرش أفضل الأشياء وأرفعها فامتدح الله نفسه بأنه (علي العرش استوي) أي عليه علا ولا يجوز أن يقال استوي بمماسه ولا بملاقاه تعالي الله عن ذلك علوا كبيرا والله تعالي لم يلحقه تغيير ولا تبدل ولا تلحقه الحدود قبل خلق العرش ولا بعد خلق العرش ) انظر رساله التميمي في (2/265-290) طبقات الحنابله
ثم قال التميمي في آخر رسالته : ( وهذا - أي المعتقد - وما شابهه محفوظ عنه - أي الإمام أحمد - وما خالف ذلك فكذب عليه و زور )
12- وذكر الشيخ ابن حجر الهيتمي عن الامام احمد أنه كان من المنزهين لله تعالى عن الجهة والجسمية ، ثم قال ابن حجر ما نصه :
( وما اشتهر بين جهلة المنسوبين إلى هذا الإمام الأعظم المجتهد من أنه قائل بشىء سن الجهة أو نحوها فكذب وبهتان وافتراء عليه ) الفتاوى الحدينية (ص144).
13- والإمام البخاري رحمه كان منزها ، فقد فهم شراح صحيحه أن البخاري كان ينزه الله عن المكان والجهة ، قال الشيخ علي بن خلف المالكي المشهور بابن بطال أحد شراح البخاري ما نصه :

( غرض البخاري في هذا الباب الرد على الجهمية المجسمة في تعلقها بهذه الظواهر، وقد تقرر أن الله ليس بجسم فلا يحتاج إلى مكان يستقر فيه، فقد كان ولا مكان ، وانما أضاف المعارج إليه إضافة تشريف ، ومعنى الارتفاع إليه اعتلاؤه - أي تعاليه - مع تنزيهه عن المكان ) فتح الباري (13/416).
14- وقال الامام ابن المنيِّر المالكي (695 هـ) ما نصه :

( جميع الأحاديث في هذه الترجمة مطابقة لها إلا حديث ابن عباس فليس فيه إلا قوله "رب العرش" ومطابقته ، والله أعلم من جهة أنه نبه على بطلان قول من أثبت الجهة أخذا من قوله ( ذِى المَعَارِجِ ) (سورة المعارج 3 ) ، ففهم أن العلو الفوقي مضاف إلى الله تعالى ، فبيَّن المصنف - يعني البخاري - أن الجهة التي يصدق عليها أنها سماء والجهة التي يصدق عليها أنها عرش ، كل منهما مخلوق مربوب محدث ، وقد كان الله قبل ذلك وغيره ، فحدثت هذه الأمكنة ، وقدمه يحيل وصفه بالتحيز فيها ) نقله عنه الحافظ ابن حجر فتح الباري (13/ 418 - 419).وأقره عليه .
15- قال الامام الطبري رحمه الله

( ...... فتبين إذا أن القديم بارىء الأشياء وصانعها هو الواحد الذي كان قبل كل شىء ، وهو الكائن بعد كل شىء ، والأول قبل كل شىء ، والآخر بعد كل شىء، وأنه كان ولا وقت ولا زمان ولا ليل ولا نهار، ولا ظلمة ولا نور ولا سماء ولا أرض ولا شمس ولا قمر ولا نجوم ، وأن كل شىء سواه محدث مدبرمصنوع، انفرد بخلق جميعه بغير شريك ولا معين ولا ظهير، سبحانه من قادر قاهر ) تاريخ الطبري (1/ 26).
16- وقال أيضا عند تفسير قول الله تعالى:

(هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ) (سورة الحديد/3) ما نصه : (لا شىء أقرب إلى شىء منه كما قال: وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) سورة ق 16) جامع البيان ( 27/215) ..
17- وقال اللغوي إبراهيم بن السري الزجاج أحد مشاهير اللغويين (311 هـ) ما نصه :
( العلي : هو فعيل في معنى فاعل ، فالله تعالى عال على خلقه وهو عليٌّ عليهم بقدرته ، ولا يجب أن يذهب بالعلو ارتفاع مكاني ، إذ قد بينا أن ذلك لا يجوز في صفاته تقدست ، ولا يجوز أن يكون على أن يتصور بذهن ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ) تفسير أسماء الله الحسنى (ص 48).
18- وقال أيضا :

( والله تعالى عال على كل شىء، وليس المراد بالعلو: ارتفاع المحلِّ، لأن الله تعالى يجل عن المحل والمكان، وإنما العلو علو الشأن وارتفاع السلطان ) تفسير أسماء الله الحسنى (ص 60 ).
19- وقال الامام الطحاوي في متن عقيدته ما نصه
( وتعالى - أي الله - عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات ، لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات ) انظر متن العقيدة الطحاوية
20- وقال إمام أهل السنة أبو الحسن الأشعري (324 هـ) رحمه الله ما نصه :

( كان الله ولا مكان فخلق العرش والكرسي ولم يحتج إلى مكان ، وهو بعد خلق المكان كما كان قبل خلقه ) أي بلا مكان ومن غير احتياج إلى العرش والكرسي ، نقل ذلك عنه الحافظ ابن عساكر نقلا عن القاضي أبي المعالي الجويني أنظر تبيين كذب المفتري (ص 150).
21- وقال أيضا ما نصه :
( فأما الحركة والسكون والكلام فيهما فاصلهما موجود في القرءان وهما يدلان على التوحيد ، وكذلك الاجتماع والافتراق ، قال الله تعالى مخبرا عن خليله إبراهيم صلوات الله عليه وسلامه –( لَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ) (الانعام/76) في قصة أفول الكوكب والشمس والقمر وتحريكها من مكان إلى مكان ما دل على أن ربه عز وجل لا يجوز عليه شىء من ذلك ، وأن من جاز عليه الأفول والانتقال من مكان إلى مكان فليس بإله ) أنظر رسالته استحسان الخوض في علم الكلام (ص/ 45)
22- وقال إمام أهل السنة أبو منصور الماتريدي (333 هـ) رحمه الله ما نصه :

( إن الله سبحانه كان ولا مكان ، وجائز ارتفاع الأمكنة وبقاؤه على ما كان ، فهو على ما كان ، وكان على ما عليه الان ، جل عن التغير والزوال والاستحالة ) انظر كتابه التوحيد (ص 69).
23- وقال أيضا :
( وأما رفع الأيدي إلى السماء فعلى العبادة ، ولله أن يتعبد عباده بما شاء ، ويوجههم إلى حيث شاء ، وإن ظن من يظن أن رفع الأبصار إلى السماء لأن الله من ذلك الوجه إنما هو كظن من يزعم أنه إلى جهة أسفل الأرض بما يضع عليها وجهه متوجها في الصلاة ونحوها ، وكظن من يزعم أنه في شرق الأرض وغربها بما يتوجه إلى ذلك في الصلاة ، أو نحو مكة لخروجه إلى الحج ، جل الله عن ذلك ). انتهى باختصار . انظر كتابه التوحيد (ص 75- 76).
24- وقال ابن حبان رحمه الله مانصه :

( الحمد لله الذي ليس له حد محدود فيحتوى، ولا له أجل معدود فيفنى، ولا يحيط به جوامع المكان ولا يشتمل عليه تواتر الزمان ) الثقات (1/ 1).
25- وقال أيضا ما نصه :

( كان- الله - ولا زمان ولا مكان ) صحيح ابن حبان، أنظر الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان (8/ 4 )
26- وقال أيضا :

( كذلك ينزل - يعني الله - بلا آلة ولا تحرك ولا انتقال من مكان إلى مكان ) المصدر السابق (2/ 136).
27- وقال الصوفي أبو عثمان المغربي سعيد بن سلام (373 هـ) فيما نقله عنه أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري (469 هـ) ونصه :
( سمعت الإمام أبا بكر محمد بن الحسن بن فورك رحمه الله تعالى يقول : سمعت محمد بن المحبوب خادم أبي عثمان المغربي يقول : قال لي أبو عثمان المغربي يوما: يا محمد ، لو قال لك أحد : أين معبودك أيش تقول ؟ قال: قلت أقول حيث لم يزل، قال: فإن قال أين كان في الأزل، أيش تقول؟ قال: قلت أقول حيث هو الان ، يعني أنه كما كان ولا مكان فهو الآن كما كان ، قال : فارتضى مني ذلك ونزع قميصه وأعطانيه ) الرسالة القشيرية (ص 5).
28- قال أبو القاسم القشيري ما نصه :

( سمعت الإمام أبا بكر بن فورك رحمه الله تعالى يقول سمعت أبا عثمان المغربي يقول: كنت أعتقد شيئا من حديث الجهة فلما قدمت بغداد زال ذلك عن قلبي ، فكتبت إلى أصحابنا بمكة إني أسلمت الان إسلاما جديدا ) الرسالة القشيرية (ص 5).
29- وقال الشيخ أبو بكر محمد بن إسحق الكلاباذي الحنفي (385 هـ) في بيان عقيدة الصوفية ما نصه :

( اجتمعت الصوفية على أن الله لا يحويه مكان ولا يجري عليه زمان ) التعرّف لمذهب أهل التصوف (ص 33).
30- وقال الشيخ أبو سليمان حمد بن محمد الخطابي (388 هـ) صاحب "معالم السنن" ما نصه :

( وليس معنى قول المسلمين إن الله على العرش هو أنه تعالى مماس له أو متمكن فيه أو متحيز في جهة من جهاته ، لكنه بائن من جميع خلقه، وإنما هو خبر جاء به التوقيف فقلنا به ونفينا عنه التكييف إذ (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) أعلام الحديث: كتاب بدء الخلق ، باب ما جاء في قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ) (سورة الروم/27) (2/ ، 147 )
31- وقال الشيخ أبو عبد الله الحسين بن الحسن الحليمي الشافعي (403 هـ) ما نصه :

( وأما البراءة من التشبيه بإثبات أنه - تعالى - ليس بجوهر ولا عرض ، فلأن قوما زاغوا عن الحق فوصفوا البارىء جل ثناؤه ببعض صفات المحدثين، فمنهم من قال : إنه جوهر، ومنهم من قال : إنه جسم ، ومنهم من أجاز أن يكون على العرش كما يكون الملك على سريره ، وكان ذلك في وجوب اسم الكفر لقائله كالتعطيل والتشريك فإذا أثبت المثبت أنه ليس كمثله شيء، وجماع ذلك أنه ليس بجوهر ولا عرض فقد انتفى التشبيه ، لأنه لو كان جوهرا أو عرضا لجاز عليه ما يجوز على سائر الجواهر والأعراض ، ولأنه إذا لم يكن جوهراً ولا عرض لم يجز عليه ما يجوز على الجواهر من حين إنها جواهر كالتآلف والتجسم وشغل الأمكنة والحركة والسكون ، ولا ما يجوز على الأعراض من حيث إنها أعراض كالحدوث وعدم البقاء ) المنهاج في شعب الإيمان (1/ 184).
32- وقال القاضي أبو بكر محمد الباقلاني المالكي الأشعري (403) ما نصه :

( ولا نقول إن العرش له- أي الله- قرار ولا مكان، لأن الله تعالى كان ولا مكان، فلما خلق المكان لم يتغير عما كان ) الانصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به (ص 65).
33- وقال أيضا ما نصه :

( ويجب أن يعلم أن كل ما يدل على الحدوث أو على سمة النقص فالرب تعالى يتقدس عنه، فمن ذلك: أنه تعالى متقدس عن الاختصاص بالجهات، والاتصاف بصفات المحدثات، وكذلك لا يوصف بالتحول والانتقال، ولا القيام ولا القعود، ولأن هذه الصفات تدل على الحدوث، والله تعالى يتقدس عن ذلك ) المرجع السابق (ص 64).
وقال الحافظ المؤرخ ابن عساكر في تبيين كذب المفتري: ترجمة الباقلاني (ص 221) نقلا عن أبي عبد الله الحسين بن محمد الدامغاني : ( وكان أبو الحسن التميمي الحنبلي يقول لأصحابه: تمسكوا بهذا الرجل - أي بالباقلاني - فليس للسنة عنه غنى أبدا. قال : وسمعت الشيخ أبا الفضل التميمي الحنبلي رحمه الله وهو عبد الواحد بن أبي الحسن بن عبد العزيز بن الحرث يقول: اجتمع رأسي ورأس القاضي أبي بكر محمد بن الطيب - يعني الباقلاني - على مخدة واحدة سبع سنين. قال الشيخ أبو عبد الله: وحضر الشيخ أبو الفضل التميمي يوم وفاته العزاء حافيا مع إخوته وأصحابه وأمر أن ينادي بين يدي جنازته: "هذا ناصر السنة والدين، هذا إمام المسلمين، هذا الذي كان يذب عن الشريعة ألسنة المخالفين، هذا الذي صنف سبعين ألف ورقة ردا على الملحدين "، وقعد للعزاء مع أصحابه ثلاثة ايام فلم يبرح، وكان يزور تربته كل يوم جمعة في الدار )
34- وذكر الشيخ أبو الطيب سهل بن محمد الشافعي مفتي نيسابور (404 هـ) ما نقله عنه الحافظ البيهقي :

( سمعت الشيخ أبا الطيب الصعلوكي يقول: "ُتضامّون" بضم أوله وتشديد الميم يريد لا تجتمعون لرؤيته - تعالى - في جهة ولا ينضم بعضكم إلى بعض فإنه لا يرى في جهة ) ، ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في الفتح (447/11)
35- وقال أبو بكر محمد بن الحسن المعروف بابن فورك الأشعري (406 هـ) ما نصه :

( لا يجوز على الله تعالى الحلول في الأماكن لاستحالة كونه محدودا ومتناهيا وذلك لاستحالة كونه محدثا ) مشكل الحديث (ص/ 57).
36- وقال أيضا ما نصه :
( واعلم أنا إذا قلنا إن الله عز وجل فوق ما خلق لم يرجع به إلى فوقية المكان والارتفاع على الأمكنة بالمسافة والإشراف عليها بالمماسة لشىء منها ) مشكل الحديث (ص/ 64).
37- وقال الأديب النحوي أبو علي المرزوقي (421 هـ) ما نصه :

( الله تعالى لا تحويه الأماكن ولا تحيط به الأقطار والجوانب ) لأزمنة والأمكنة (1/ 92).
38- وقال الشيخ الإمام أبو منصور عبد القاهر بن طاهر التميمي البغدادي الإسفراييني (429 هـ) ما نصه :
( وأجمعوا - أي أهل السنة - على أنه - أي الله - لا يحويه مكان ولا يجري عليه زمان ) الفرق بين الفرق (ص/ 333).
39- وقال الشيخ علي بن خلف المشهور بابن بطال المالكي (449 هـ) أحد شراح صحيح البخاري ما نصه :
(غرض البخاري في هذا الباب الرد على الجهمية المجسمة في تعلقها بهذه الظواهر، وقد تقرر أن الله ليس بجسم فلا يحتاج إلى مكان يستقر فيه ، فقد كان ولا مكان ، وإنما أضاف المعارج إليه إضافة تشريف ، ومعنى الارتفاع إليه اعتلاؤه - أي تعاليه - مع تنزيهه عن المكان ) فتح الباري (13/ 416).
40- وقال أيضا ما نصه :
( لا تعلق للمجسمة في إثبات المكان ، لما ثبت من استحالة أن يكون سبحانه جسما أو حالا في مكان ) وقد نقله الحافظ ابن حجر العسقلاني مقرا وموافقا له الفتح (13/ 433).، مما يدل على أن هذه هي عقيدة أهل الحديث أيضا .
41- وقال أبو محمد علي بن أحمد المعروف بابن حزم الأندلسي (456 هـ) ما نصه :
( وأنه تعالى لا في مكان ولا في زمان، بل هو تعالى خالق الأزمنة والأمكنة، قال تعالى: (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً)(سورة الفرقان/2)، وقال (قَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا)(سورة الفرقان/59)، والزمان والمكان هما مخلوقان، قد كان تعالى دونهما، والمكان إنما هو للأجسام ) أنظر كتابه علم الكلام: مسألة في نفي المكان عن الله تعالى (ص/ 65)
42- وقال الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي الشافعي (458 هـ) ما نصه :
( والذي روي في ءاخر هذا الحديث ( أي حديث : "والذي نفس محمد بيده لو أنكم دليتم أحدكم بحبل إلى الأرض السابعة لهبط على الله تبارك وتعالى", وهو حديث ضعيف ) إشارة إلى نفي المكان عن الله تعالى، وأن العبد أينما كان فهو في القرب والبعد من الله تعالى سواء، وأنه الظاهر فيصح إدراكه بالأدلة، الباطن فلا يصح إدراكه بالكون في مكان. واستدل بعض أصحابنا في نفي المكان عنه بقول النبي (صلّى الله عليه و سلّم) "أنت الظاهر فليس فوقك شىء، وأنت الباطن فليس دونك شىء"، وإذا لم يكن فوقه شىء ولا دونه شىء لم يكن في مكان ) الأسماء والصفات (ص/ 400).
43- وقال أيضا ما نصه :
( أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: سمعت أبا محمد أحمد بن عبد الله المزني يقول: حديث النزول قد ثبت عن رسول الله ( صلى الله عليه و سلّم ) من وجوه صحيحة وورد في التنزيل ما يصدقه وهو ( وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً )(الفجر22) والنزول والمجيء صفتان منفيتان عن الله تعالى من طريق الحركة والانتقال من حال إلى حال, بل هما صفتان من صفات الله تعالى بلا تشبيه ، جل الله تعالى عما تقول المعطلة لصفاته والمشبهة بها علوا كبيرا. قلت: وكان أبو سليمان الخطابي رحمه الله يقول : إنما ينكر هذا وما أشبهه من الحديث من يقيس الأمور في ذلك بما يشاهده من النزول الذي هو تدلٍّ من أعلى إلى أسفل وانتقال من فوق إلى تحت وهذه صفة الأجسام والأشباح، فأما نزول من لا تستولي عليه صفات الأجسام فإن هذه المعاني غير متوهمة فيه وإنما هو خبر عن قدرته ورأفته بعباده وعطفه عليهم واستجابته دعاءهم ومغفرته لهم يفعل ما يشاء لا يتوجه على صفاته كيفية ولا على أفعاله كمية سبحانه ليس كمثله شىء وهو السميع البصير ) السنن الكبرى (3/ 3).
44- وقال أيضا ما نصه :
( قال أبو سليمان الخطابي : وليس معنى قول المسلمين : إن الله استوى على العرش هو أنه مماس له أو متمكن فيه أو متحيز في جهة من جهاته ، لكنه بائن من جميع خلقه ، هـانما هو خبر جاء به التوقيف فقلنا به ونفينا عنه التكييف ، إذ ليس كمثله شيء ) الأسماء والصفات: باب ما جاء في العرش والكرسي (ص/396- 397).
45- وقال أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري في رسالته عند ذكر عقيدة الصوفية ما نصه :
( وهذه فصول تشتمل على بيان عقائدهم في مسائل التوحيد ذكرناها على وجه الترتيب ، قال شيوخ هذه الطريقة على ما يدل عليه متفرقات كلامهم ومجموعاتها ومصنفاتهم في التوحيد : إن الحق سبحانه وتعالى موجود قديم لا يشبهه شىء من الفخلوقات ، ليس بجسم ولا جوهر ولا عرض ، ولا صفاته أعراض ، ولا يتصور في الأوهام ، ولا يتقدر في العقول ، ولا له جهة ولا مكان ، ولا يجري عليه وقت وزمان ) انتهى باختصار الرسالة القشيرية (ص 7).
46- وقال الفقيه المتكلم أبو المظفر الإسفراييني الأشعري (471 هـ) ما نصه :
( الباب الخامس عشر في بيان اعتقاد أهل السنة والجماعة : وأن تعلم أن كل ما دل على حدوث شىء من الحد ، والنهاية ، والمكان ، والجهة، والسكون ، والحركة ، فهو مستحيل عليه سبحانه وتعالى ، لأن ما لا يكون محدثا لا يجوز عليه ما هو دليل على الحدوث ) التبصير في الدين (ص 161)
47-وقال الشيخ محمد بن يوسف المعروف بالكرماني البغدادي (786 هـ) وهو أحد.شرَّاح صحيح البخاري ما نصه :
( قوله "في السماء" ظاهره غير مراد ، إذ الله منزه عن الحلول في المكان ) نقله عنه الحافظ ابن حجر في فتح الباري (13/ 412).
48 - وقال الكرماني مانصه :
( قوله ( في السماء ) ظاهره غير مراد ، إذ الله منزه عن الحلول في المكان ، لكن لما كانت جهة العلو أشرف من غيرها أضافها إليه إشارة إلى علو الذات والصفات ، وبنحو هذا أجاب غيره عن الالفاظ الواردة في الفوقية ونحوها ) نقله عنه الحافظ في الفتح ( 13 / 412 ) مقرا له
49- وقال الفقيه الإمام الشيخ أبو إسحاق الشيرازي الشافعي الأشعري (476 هـ) في عقيدته ما نصه :
( وان استواءه ليس باستقرار ولا ملاصقة لأن الاستقرار والملاصقة صفة الأجسام المخلوقة، والرب عز وجل قديم أزلي، فدل على أنه كان ولا مكان ثم خلق المكان وهو على ما عليه كان ) أنظر عقيدة الشيرازي في مقدمة كتابه شرح اللمع (1/ 101).
50 - وقال إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله الجويني الأشعري (478 هـ) ما نصه :
( البارىء سبحانه وتعالى قائم بنفسه ، متعال عن الافتقار إلى محل يحله أو مكان يقله ) الإرشاد إلى قواطع الأدلة (ص 53).
51- وقال أيضا ما نصه:
( مذهب أهل الحق قاطبة أن الله سبحانه وتعالى يتعالى عن التحيز والتخصص بالجهات ) الإرشاد (ص 58 )
52- وقال أيضا ما نصه :









قديم 2011-07-05, 10:59   رقم المشاركة : 100
معلومات العضو
قذائف الحق
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

( واعلموا أن مذهب أهل الحق: أن الرب سبحانه وتعالى يتقدس عن شغل حيز، وبتنزه عن الاختصاص بجهة ، وذهبت المشبهة إلى أنه مختص بجهة فوق ، ثم افترقت ءاراؤهم بعد الاتفاق منهم على إثبات الجهة، فصار غلاة المشبهة إلى أن الرب تعالى مماس للصفحة العليا من العرش وهو مماشه ، وجوزوا عليه التحول والانتقال وتبدل الجهات والحركات والسكنات ، وقد حكينا جملا من فضائح مذهبهم فيما تقدم ) الشامل في أصول الدين (ص 511).
53- وقال امام الحرمين الجويني ( 478 هـ ) مانصه :
( وها أنا أذكر قولاً وجيزاً في ذلك ، محيطاً بمعظم المقصود ، حاكياً ما قيل فيه ، مشيراً إلى الأصح ، وقد سبق مني في بعض الرقاع إلى مجلسه طرفاً من الكلام في ذلك ، يتشبت بالجسمية ومثبتي الجهة.
وجملة القول في ذلك : أن عدم العلم بالصفات النفسية والمعنوية لا يمنع ثبوت المعرفة بالله صانع العالم ، مع عدم الجهل بهذا.
وذلك في ابتداء النظر في افتقار الصنع إلى الصانع ، قبل التوصل إلى درك صفاته بطرق النظر وسبل العبر.
فأما إذا نظر وجهل صفة من صفات الباري، واعتقدها على خلاف ما هي عليه ، فلا يخلو : إما أن تكون صفة نفسية ، وإما أن تكون صفة معنوية .
فإن كانت الصفة التي جهلها صفة نفسية ، مثل أن يعتقد تحيز الباري – والله جلت قدرته منـزه عنه - ، فالأصح أن الجهل بها ينافي المعرفة بالله ) انظر ( أَجــْوبــــَـةُ.. إمـَـــامِ الـحَــرَمَيـــــنِ الـجُــوَيـــْنـِــيّ على أَسئــــلــة الإمــَامِ عَــبــْدِ الـحَــقِّ الصّــقِــلّــي رحمهما الله تعالى ) التي علق عليها وشرح وشرح غوامضها الأستاذ الكبير أبو الفداء سعيد فودة .
54 - وقال الفقيه المتكلم أبو سعيد المتولي الشافعي الأشعري (478 هـ) أحد أصحاب الوجوه في المذهب الشافعي ما نصه :
(ثبت بالدليل أنه لا يجوز أن يوصف ذاته- تعالى- بالحوادث، ولأن الجوهر متحيز، والحق تعالى لا يجوز أن يكون متحيزا ) الغنية قي أضول الدين (ص 83 ).
55- وقال أيضا ما نصه :
( والغرض من هذا الفصل نفي الحاجة إلى المحل والجهة خلافا للكرامية والحشوية الذين قالوا:" إن لله جهة فوق ) المرجع السابق (ص 73).
56- وقال اللغوي أبو القاسم الحسين بن محمد المشهور بالراغب الأصفهاني (552 هـ) ما نصه :
( أوقرب الله تعالى من العبد هو بالإفضال عليه والفيض لا بالمكان ) المفردات في غريب القرءان (مادة: ق رب، ص 399).
57- وقال الامام الغزالي (505 هـ) ما نصه :
( تعالى - أي الله - عن أن يحويه مكان ، كما تقدس عن أن يحده زمان ، بل كان قبل أن خلق الزمان والمكان وهو الان على ما عليه كان ) إحياء علوم الدين: كتاب قواعد العقاند، الفصل الأول (1/ 108).
58- وقال أيضا ما نصه
( الأصل السابع: العلم بأن الله تعالى منزه الذات عن الاختصاص بالجهات ، فإن الجهة إما فوق وإما أسفل وإما يمين وإما شمال أو قدّام أو خلف، وهذه الجهات هو الذي خلقها وأحدثها بواسطة خلق الإنسان إذ خلق له طرفين أحدهما يعتمد على الأرض ويسمى رجلا، والاخر يقابله ويسمى رأسا، فحدث اسم الفوق لما يلي جهة الرأس واسم السفل لما يلي جهة الرِّجل، حتى إن النملة التي تدب منكسة تحت السقف تنقلب جهة الفوق في حقها تحت وإن كان في حقنا فوقًا. وخلق للإنسان اليدين وإحداهما أقوى من الأخرى في الغالب، فحدث اسم اليمين للأقوى واسم الشمال لما يقابله وتسمى الجهة التي تلي اليمين يمينا والأخرى شمالا، وخلق له جانبين يبصر من أحدهما ويتحرّك إليه فحدث اسم القدّام للجهة التي يتقدم إليها بالحركة واسم الخلف لما يقابلها، فالجهات حادثة بحدوث الإنسان. ثم قال: "فكيف كان في الأزل مختصًا بجهة والجهة حادثة؟ أو كيف صار مختصا بجهة بعد أن لم يكن له؟ أبأن خلق العالم فوقه، ويتعالى عن أن يكون له فوق إذ تعالى أن يكون له رأس، والفوق عبارة عما يكون جهة الرأس، أو خلق العالم تحته، فتعالى عن أن يكون له تحت إذ تعالى عن أن يكون له رجل والتحت عبارة عما يلي جهة الرّجل: وكل ذلك مما يستحيل في العقل ولأن المعقول من كونه مختصّا بجهة أنه مختص بحيز اختصاص الجواهر أو مختص بالجواهر اختصاص العرض، وقد ظهر استحالة كونه جوهرا أو عرضا فاستحال كونه مختصًا بالجهة: وإن اريد بالجهة غير هذين المعنيين كان غلطا في الاسم مع المساعدة على المعنى ولأنه لو كان فوق العالم لكان محاذيا له، وكل محاذ لجسم فإما أن يكون مثله أو أصغر منه أو أكبر وكل ذلك تقدير محوج بالضرورة إلى مقدّر ويتعالى عنه الخالق الواحد المدبّر، فأما رفع الأيدي عند السؤال إلى جهة السماء فهو لأنها قبلة الدعاء، وفيه أيضا اشاره إلى ما هو وصف للمدعو من الجلال و الكبرياء تنبيها بقصد جهة العلو على صفة المجد والعلاء، فإنه تعالى فوق كل موجود بالقهر والاستيلاء ) إحياء علوم الدين: كتاب قواعد العقائد، الفصل الثالت، الاصل السابع (1/ 128).
59- وقال لسان المتكلمين الشيخ أبو المعين ميمون بن محمد النسفي (في 50 هـ) ما نصه :
( القول بالمكان - أي في حق الله - منافيا للتوحيد ) تبصرة الأدلة (1/ 171 و 182)
60- وقال أيضا :
( إنا ثبتنا بالآية المحكمة التي لا تحتمل التأويل، وبالدلائل العقلية التي لا احتمال فيها أن تمكنه- سبحانه- في مكان مخصوص أو الأمكنة كلها محال ) تبصرة الأدلة (1/ 171 و 182)
61- وقال الإمام أبو القاسم سليمان (سلمان) بن ناصر الأنصاري النيسابوري (512 هـ) شارح كتاب "الإرشاد" لإمام الحرمين بعد كلام في الاستدلال على نفي التحيز في الجهة عن الله تعالى ما نصه :
( ثم نقول سبيل التوصل إلى درك المعلومات الأدلة دون الأوهام، ورب أمر يتوصل العقل إلى ثبوته مع تقاعد الوهم عنه، وكيف يدرك العقل موجودا يحاذي العرش مع استحالة أن يكون مثل العرش في القدر أو دونه أو أكبر منه، وهذا حكم كل مختص بجهة ) شرح الإرشاد (ق/ 58- 59) ، مخطوط
62- وقال أبو الوفاء علي بن عقيل البغدادي شيخ الحنابلة في زمانه (513 هـ) ما نصه :
( تعالى الله أن يكون له صفة تشغل الأمكنة ، هذا عين التجسيم ، وليس الحق بذي أجزاء وأبعاض يعالج بها ) الباز الأشهب : الحديث الحادي عشر (ص 86).
63- وقال الشيخ أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم المعروف بابن القشيري (514هـ) الذي وصفه العلى عبد الرزاق الطبسي بامام الأئمة كما نقل ذلك الحافظ ابن عساكر في كتابه "تبيين كذب المفتري " ما نصه :
( فالرب إذا موصوف بالعلو وفوقية الرتبة والعظمة منزه عن الكون في المكان ) إتحاف السادة المتقين (108/2).
64- وقال القاضي الشيخ أبو الوليد محمد بن أحمد قاضي الجماعة بقرطبة المعروف بابن رشد الجد المالكي (520 هـ) ما نصه :
( ليس - الله - في مكان ، فقد كان قبل أن يخلق المكان ) ذكره ابن الحاج المالكي في كتابه المدخل: فصل في الاشتغال بالعلم يوم الجمعة (149/2).
65- وقال أيضا :
( فلا يقال أين ولا كيف ولا متى لأنه خالق الزمان والمكان ) المدخل: نصانح المريد (3/ 181).
66- وقال أيضا ما نصه :
( أو إضافته - أي العرش - إلى الله تعالى إنما هو بمعنى التشريف له كما يقال : بيت الله وحرمه، لا أنه محل له وموضع لاستقراره ) المدخل : فصل في الاشتغال بالعلم يوم الجمعة (149/2) ، وذكر ذلك أيضا الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح (7/ 124) موافقا له ومقرا لكلامه .67- وقال أبو الثناء محمود بن زيد اللاَّمشي الحنفي الماتريدي من علماء ما وراء النهر (كان حيّا سنة 539 هـ) ما نصه :
( ثم إن الصانع جل وعلا وعزَّ لا يوصف بالمكان لما مر أنه لا مشابهة بينه تعالى وبين شىء من أجزاء العالم، فلو كان متمكنّا بمكان لوقعت المشابهة بينه وبين المكان من حيث المقدار لأن المكان كل متمكن قدر ما يتمكن فيه. والمشابهة منتفية بين الله تعالى وبين شىء من أجزاء العالم لما ذكرنا من الدليل السمعي والعقلي، ولأن في القول بالمكان قولا بِقِدَمِ المكان أو بحدوث البارىء تعالى، وكل ذلك محالُ، لأنه لو كان لم يزل في المكان لكان المكان قديما أزليا، ولو كان ولا مكان ثم خلق المكان وتمكن فيه لتغير عن حاله ولحدثت فيه صفة التمكن بعد أن لم تكن، وقَبول الحوادث من أمارات الحَدَث، وهو على القدير محالٌ ) التمهيد لقواعد التوحيد (ص62- 63).
68- وقال المحدّث أبو حفص نجم الدين عمر بن محمد النسفي الحنفي (537 ص) صاحب العقيدة المشهورة ب "العقيدة النسفية " ما نصه :
( والمُحدِثُ للعالَم هو الله تعالى ، لا يوصف بالماهيَّة ولا بالكيفية ولا يَتمكَّن في مكان ) انتهى باختصار من كتاب العقيدة النسفية (ضمن مجموع مهمات المتون) (ص 28 )
69- وقال أيضا ما نصه :
( وقد وَرد الدليلُ السمعيُّ بإيجاب رؤية المؤمنين اللهَ تعالى في دار الآخرة، فيرى لا في مكان، ولا على جهة من مقابلة أو اتصال شُعاع أو ثبوتِ مَسافة بين الرائي وبين الله تعالى ) المصدر السابق (ص 29).
70- وقال الحافظ ابن عساكر الدمشقي (571 هـ) في بيان عقيدته التي هي عقيدة أبي الحسن الأشعري نقلاً عن القاضي أبي المعالي بن عبد الملك ما نصه
( قالت النجارية : إن البارىء سبحانه بكل مكان من غير حلول ولا جهة . وقالت الحشوية والمجسمة : إنه سبحانه حالّ . في العرش وإن العرش مكان له وهو جالس عليه فسلك طريقة بينهما فقال : كان ولا مكان فخلق العرش والكرسي ولم يحتج إلى مكان ، وهو بعد خلق المكان كما كان قبل خلقه ) تبيين كذب المفتري (ص 150).
71- وقال أيضا في تنزيه الله عن المكان والجهة ما نصه
( خـلـق السـمـاء كـمـا يـشـاء بـلا دعـائـم مـسـتقـلـه ، لا لـلـتـحـيـز كـي تـكـو ن لـذاتـه جـهـة مـقـلـه ، رب عـلـى الـعـرش اسـتـوى قـهـرا ويـنـزل لا بـنـقـلـه ) أنظر مقدمة تبيين كذب المفتري للكوثري (ص 2).
72- وقال سيدنا الامام أحمد الرفاعي الشافعي الأشعري (578 هـ) ما نصه :
( وطهِّروا عقائدكم من تفسير معنى الاستواء في حقه تعالى بالاستقرار، كاستواء الأجسام على الأجسام المستلزم للحلول ، تعالى الله عن ذلك . وإياكم والقول بالفوقية والسُّفْلية والمكان واليد والعين بالجارحة، والنزول بالإتيان والانتقال ، فإن كل ما جاء في الكتاب والسنة مما يدل ظاهره على ما ذُكر فقد جاء في الكتاب والسنة مثله مما يؤيد المقصود ) البرهان المؤيد (ص 17 - 18 )
73- وقال أيضا ما نصه :
( غاية المعرفة بالله الإيقان بوجوده تعالى بلا كيف ولا مكان ) أنظر كتاب حكم الشيخ أحمد الرفاعي الكبير (ص35- 36).
74- وقال أيضا ما نصه :
( وأنه - أي الله - لا يحل في شىء ولا يحل فيه شىء ، تعالى عن أن يحويه مكان، كما تقدَس عن أن يحده زمان ، بل كان قبل خلق الزمان والمكان، وهو الآن على ما عليه كان ) إجابة الداعي إلى بيان اعتقاد الإمام الرفاعي (ص 44).
75- وقال أيضا ما نصه :
( لا يحده تعالى المقدار، ولا تحويه الأقطار، ولا تحيط به الجهات ، ولا تكتنفه السماوات وأنه مستوٍ على العرش على الوجه الذي قاله وبالمعنى الذي أراده ، استواء منزَها عن المماسة والاستقرار والتمكن والتحول والانتقال ، لا يحمله العرش ، بل العرش وحملتُه محمولون بلطف قدرته ، ومقهورون في قبضته ، وهو فوق العرش ، وفوق كل شىء إلى تخوم الثرى ، فوقية لا تزيده قربا إلى العرش والسماء بل هو رفيع الدرجات عن العرش كما أنه رفيع الدرجات عن الثرى ) المرجع السابق (ص 43).
76- وكذا كان على هذا المعتقد السلطان المجاهد صلاح الدين الأيوبي رحمه الله (589 هـ) كما وصفه أصحاب التراجم :
( شافعي المذهب، أشعري الاعتقاد ) ، وقد كان له اعتناء خاص بنشر عقيدة الإمام الأشعري رحمه الله فقد قال السيوطي ما نصه : ( فلما ولي صلاح الدين بن أيوب أمر المؤذنين في وقت التسبيح أن يعلنوا العقيدة الأشعرية ، فوظف المؤذنين على ذكرها كل ليلة الى و قتنا هذا ) اهـ أي إلى وقت السيوطي المتوفى سنة 911.اهـ ) الوسائل إلى مسامرة الأوانل (ص 15) .
ويقول الشيخ محمد بن علان الصديقي الشافعي ما نصه :
( فلما ولي صلاح الدين بن أيوب وحمل الناس على اعتقاد مذهب الأشعري أمر المؤذنين أن يعلنوا وقت التسبيح بذكر العقيدة الأشعرية التي تُعرف بالمرشدية فواظبوا على ذكرها كل ليلة ) الفتوحات الربانية (2/ 113).
ولما كان للسلطان المذكور هذا الاهتمام بعقيدة الأشعري ألف الشيخ الفقيه النحوي محمد بن هبة الله رسالة في العقيدة وأسماها "حدائق الفصول وجواهر الأصول " وأهداها للسلطان فأقبل عليها وأمر بتعليمها حتى للصبيان في المكاتب، " وصارت تسمى فيما بعد "بالعقيدة الصلاحية".
=ومما جاء في هذه الرسالة : و (صانـع الـعـالـم لا يحويه قـطر ) تعالى الله عن تشبيه قد كـان مـوجـودا. ولا مكـانـا وحكمه الان على ما كانا سبحانه جـل عن المكان وعز عن تغيرِ الزمان فـقـد غـلا وزاد فـي الغلو من خصه بجهة العلو وحصر الصانع فـي السماء مبدعها والعرش فوق الماء وأثـبـتـوا لذاته التحيزا قد ضل ذو التشبيه ) أنظر حدائق الفصول (ص15).
77- قال الإمام الحافظ ابن الجوزي الحنبلي (597 هـ) ما نصه :
( الواجب علينا أن نعتقد أن ذات الله تعالى لا يحويه مكان ولا يوصف بالتغير والانتقال ) صيد الخاطر (ص47 ) .
78- وقال أيضا:
( أفترى اقواما يسمعون أخبار الصفات فيحملونها على ما يقتضيه الحس، كقول قائلهم: ينزل بذاته إلى السماء وينتقل، وهذا فهم ردىء ، لأن المنتقل يكون من مكان إلى مكان، ويوجب ذلك كون المكان أكبر منه، ويلزم منه الحركة، وكل ذلك محال على الحق عز وجل ) دفع شبه التشبيه ، وطبعا كتاب دفع شبه التشبيه هذا الذي رد فيه على المجسمة الذين ينسبون أنفسهم إلى مذهب الامام أحمد والإمام أحمد بريء مما يعتقدون . وقد بين ابن الجوزي في هذا الكتاب أن عقيدة السلف وعقيدة الإمام أحمد تنزيه الله عن الجهة والمكان والحد والجسمية والقيام والجلوس والاستقرار وغيرها من صفات الحوادث وا لأجسام
79- وقال ايضا
( كل من هو في جهة يكون مقدرا محدودا وهو يتعالى عن ذلك ، وإنما الجهات للجواهر والأجسام لأنها أجرام تحتاج إلى جهة، وإذا ثبت بطلان الجهة ثبت بطلان المكان ) دفع شبه التشبيه .
80- وقال ايضأ :
( فإن قيل: نفي الجهات يحيل وجوده، قلنا : إن كان الموجود يقبل الاتصال والانفصال فقد صدقتَ، فأما إذا لم يقبلهما فليس خلوه من طرق النقيض بمحال ) دفع شبه التشبيه .
81- وقال الشيخ تاج الدين محمد بن هبة الله المكي الحموي المصري (599 هـ) في تنزيه الله عن المكان ما نصه :
( وصانع العالم لا يحويه قطر تعالى الله ن تشبيه قد كان موجودا ولا مكانا وحكمه الان على ما كانا سبحانه جل عن المكان وعز عن تغير الزمان ) انظر منظومته "حدائق الفصول وجواهر الأصول" في التوحيد ، التي كان أمر بتدريسها السلطان المجاهد صلاح الدين الأيوبي (ص 10).
قلت : وهذا الشيخ تاج الدين محمد بن هبة الله المكي الحموي المصري قال تاج الدين السبكي في طبقاته : ( كان فقيها فرضيا نحويا متكلما ، أشعري العقيدة ، إماما من أئمة المسلمين ، إليه مرجع أهل الديار المصرية في فتاويهم . وله نظم كثير منه ارجوزة سماها "حدائق الفصول وجواهر الأصول " صنفها للسلطان صلاح الدين ، وهي حسنة جدا نافعة ، عذبة النظم) اهـ. (7/23- 25).
82- وقال المبارك بن محمد المعروف بابن الأثير (606 ص) ما نصه :
( "المراد بقرب العبد من الله تعالى القرب بالذكر والعمل الصالح ، لا قرب الذات والمكان لأن ذلك من صفات الأجسام ، والله يتعالى عن ذلك ويتقدس ) انظر النهاية في غريب الحديث (مادة ق ر ب، 4/ 32).
83- وقال المفسر فخرالدين الرازي (6 0 6 هـ) في قوله تعالى" وهو العلي العظيم ما نصه
( لا يجوز أن يكون المراد بكونه عليا العلو في الجهة والمكان لما ثبتت الدلالة على فساده ، ولا يجوز أن يكون المراد من العظيم العظمة بالجثة وكبر الجسم ، لأن ذلك يقتضي كونه مؤلفا من الأجزاء والأبعاض، وذلك ضد قوله " قل هو الله أَحد " فوجب أن يكون المراد من العلي المتعالي عن مشابهة الممكنات ومناسبة المحدثات، ومن العظيم العظمة بالقدرة والقهر بالاستعلاء وكمال الإلهية ) المصدر السابق (سورة الشورى/ ءاية 4 - 27/ 144 ).
84- وقال الشيخ أبو منصور - فخر الدين عبد الرحمن بن محمد المعروف بابن عساكر (620 هـ) عن الله تعالى ما نصه :
( موجود قبل الخلق ليس له قبل ولا بعد ، ولا فوق ولا تحت، ولا يمين ولا شمال ، ولا أمام ولا خلف ، ولا كل ولا بعض، ولا يقال متى كان ، ولا أين كـان ولا كيف ، كان ولا مكان ، كون الأكوان ، ودبر الزمان ، لا يتقيد بالزمان ، ولا يتخصص بالمكان ) انظر طبقات الشافعية ( 8/ 186).
85- وقال الصوفي الزاهد ذو النون المصري (245) ما نصه :
( ربي تعالى فلا شىء يحيط به رفو المحيط بنا في كل مرتصد *** لا الأين والحيث والتكييف يدركه ولا يـحـد بـمـقـدار ولا امـد
وكـيـف يـدركـه حـد ولـم تـره عين وليس له ير المثل من أحد *** أم كـيف يبلغه وهـم بلا شبه وقد تعالى عن الأشباه والولد )
حلية الأولياء ترجمة ذي النون المصري (9 /388 )
86- وقال الشيخ إسماعيل بن إبراهيم الشيباني الحنفي (629 ه) ما نصه :
( مسألة : قال أهل الحق : إن "الله تعالى متعال عن المكان ، غير متمكن في مكان ، ولا متحيز إلى جهة خلافا للكرامية والمجسمة... والذي يدل عليه قوله تعالى "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير "
فالله سبحانه وتعالى نفى أن يكون له مثل من الأشياء، والمكان والمتمكن متساويان قدرا متماثلا لاستوائهما في العدد، فكان القول بالمكان والتمكن ردا لهذا النص المحكم الذي لا احتمال فيه، ورد مثله يكون كفرا. ومن حيث المعقول: ان الله تعالى كان ولا مكان، لأن المكان حادث بالإجماع، فعلم يقينا أنه لم يكن متمكنا في الأزل في مكان، فلو صار متمكنا بعد وجود المكان لصار متمكنا بعد أن لم يكن متمكنا، ولا شك أن هذا المعنى حادث وحدوث المعنى في الذات أمارة الحدث ، وذات القديم يستحيل أن يكون محل الحوادث على ما مر ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ) أنظر شرحه على العقيدة الطحاوية المسمى بيان اعتقاد أهل السنة (ص45).
87- وقال المتكلم سيف الدين الآمدي (631 هـ) ما نصه :
( وما يروى عن السلف من ألفاظ يوهم ظاهرها إثبات الجهة والمكان فهو محمول على هذا الذي ذكرنا من امتناعهم عن إجرائها على ظواهرها والإيمان بتنزيلها وتلاوة كلءاية على ما ذكرنا عنهم، وبين السلف إلاختلاف في الألفاظ التي يطلقون فيها، كل ذلك اختلاف منهم في العبارة، مع اتفاقهم جميعا في المعنى أنه تعالى ليس بمتمكن في مكان ولا متحيز بجهة، ومن اشتغل منهم بتأويل يليق بدلائل التوحيد قالوا في قوله :" وهو الذي في السماء إِله وفي الأرضِ إِله"(84) سورة الزخرف أراد به ثبوت الألوهية في السماء لا ثبوت ذاته، وكذي في هذا قوله :" وهو اللّه في السماوات وفي الأَرضِ " (3) سورة الأنعام أى ألوهيته فيهمالاذاته، وكذي في (هذا) قوله :" أَأَمنتم من في السماء"(16) سورة الملك ألوهيته إلا أن ألوهيته أضمرت بدلالة ما سيق من الايات، وقوله :" ما يكون من نجوى ثلاثة إِلا هو رابعهم "(7) سورة المجادلة أي يعلم ذلك ولا يخفى عليه شىء، وقوله :" ونحن أَقرب إِليه من حبلِ الورِيد " (16) سورة ق أي بالسلطان والقدرة، وكذي القول بأنه فوق كل شىء أي بالقهر على ما قال تعالى:" وهو القاهر فوق عباده" (18) سورة الأنعام وقالو في قوله :" إِليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه (10) سورة فاطـر، إن الله تعالى جعل ديوان أعمال العباد في السماء والحفظة من الملائكة فيها فيكون ما رفع الى هناك رفعّا اليه، وهذا كما في قوله :" ونحن أقرب إِليه منكم ولكن لا تبصرون "(85/ سورة الواقعة)، وقوله :" وأنتم حينئذ تنظرون "(84/ سورة الواقعة) قالوا ملك الموت وأعوانه، والمجسمة لا يمكنهم أن يقولوا: إنه بالذات عند كل محتضر، ولا أن يقولوا: إنه بالذات في السماء لما يلزمهم القول بجعله تحت العرش وتحت عدد من السموات، فوقعوا بهواهم في مثل هذه المناقضات الفاحشة فيكون معنى قوله :" إِليه يصعد الكلم الطيب"(10/ سورة فاطر) كما في قوله تعالى خبرا عن إبراهيم صلوات الله عليه :" وقال إِني ذاهب إِلى ربي سيهدين "(99/ سورة الصافات) أي إلى الموضع الذي أمرني ربي أن أذهب إليه، وقالوا في في قوله :" إِن الذين عند ربك " (206/سورةالأعراف)، يعني الملائكة، أن المراد منه قرب المنزلة لا قرب المكان كما قال موسى:" وكان عند اللَّه وجيها"(69) سورة الأحزاب وقال تعالى :" واذكر عبادنا إبراهيم وإِسحق ويعقوب أولي الأَيدي والأبصارِ "(45/ سورة ص) قال المفسرون وأئمة الهدى: أي أولو القوة في الدين والبصارة في الأمر، ولم يفهم أحد من السلف والخلف منه الأيدي الجارحة مع كونهم موصوفين حقيقة بالأبصار الجارحة والأيدي الجارحة: فكيف فهمت المشبهة من قوله :" خلقت بيدي "(75) سورة ص اليدين الجارحتين، ومن قوله:" ولتصنع على عيني"(39/ سورة طه) العين الجارحة، ومن الخبر المروي: " إن الصدقة تقع في كف الرحمن " - رواه مسلم - الكف الجارحة مع قوله تعالى :" ليس كمثله شيء"(11/ سورة الشورى) وقوله :" ولم يكن له كفوا أَحد "(4) سورة الأخلاص وقوله :" سبحان اللّه عما يصفون"(91) سورة المؤمنون وقوله :" إِن الله لغني عن العالمين"(6) سورة العنكبوت فـما فهموا من تلك المتشابهات إثبات الجسم والجوارح " الصورة إلا لخبث عقيدتهم وسوء سريرتهم. وبالله العصمة من الخذلان ) أبكار الأفكار (ص 194- 195) ، مخطوط
88- وقال الشيخ جمال الدين محمود بن أحمد الحصيري شيخ الحنفية في زمانه (636 ص) بعد أن قرأ فتوى ابن عبد السلام في تنزيه الله عن المكان والحروف والصوت ما نصه :
( هذا اعتقاد المسلمين ، وشعار الصالحين ، ويقين المؤمنين ، وكل ما فيهما صحيح ، ومن خالف ما فيهما وذهب إلى ما قاله الخصم من إثبات الحرف والصوت فهو حمار ) طبقات الشافعية الكبرى: ترجمة عبد العزيزبن عبد السلام (8/ 237 )
89- وقال الشيخ جمال الدين أبو عمرو عثمان بن عمر المعروف بابن الحاجب المالكي (646 )
مثنيا على العقيدة التي كتبها الشيخ عبد العزيز ابن عبد السلام ومما جاء في هذه العقيدة قول ابن عبد السلام
( كان - الله - قبل أن كون المكان ودبر الزمان ، وهو الآن على ما عليه كان ) طبقات الشافعية الكبرى : ترجمة عبد العزيز بن عبد السلام (8/ 237 )
ومن جملة ما ذكره في ثنائه قوله : ( ما قاله ابن عبد السلام هو مذهب أهل الحق ، وأن جمهور السلف والخلف على ذلك ، ولم يخالفهم إلا طائفة مخذولة ، يخفون مذهبهم ويدسونه على تخوف إلى من يستضعفون علمه وعقله )
90- وقال نجم الدين مَنكُوبَرس (652 هـ) شارح العقيدة الطحاوية ما نصه :
( ولأن من لم يَرُضْ عقله في التفكر والتدبر والنظر في الدلائل يظن أن صانعه بجهة منه لمِا لا يعرفُ أن التحيز بجهة من أمارات الحدث وأنها منفيِّة عن القديم ) النور اللامع والبرهان الساطع في شرح عقائد الإسلام (ص 108 ) من المخطوط .
91- وقال سلطان العلماء العز بن عبد السلام (660 ص) ما نصه :
( ليس - أي الله - بجسم مصوَّر ، ولا جوهر محدود مُقدَّر ، ولا يشبه شيئا ، ولا يُشبهه شىءٌ ، ولا تحيط به الجهات ، ولا تكتنفه الأرضون ولا السموات ، كان قبل أن كوَّن المكان ودبَّر الزمان ، وهو الآن على ما عليه كان ) طبقات الشافعية الكبرى: ترجمة عبد العزيز بن عبد السلام (8/ 219).
92- وقال محمد بن أحمد القرشي الهاشمي (669 هـ) ما نصه :
( كان الله ولا مكان، وهو الان على ما عليه كان ) روض الرياحين (ص 496 )
93- وقال الامام القرطبي المالكي (671 هـ) ما نصه :
( و "العليّ" يراد به علو القدر والمنزلة لا علو المكان ، لأن الله منزه عن التحيز ) الجامع لأحكام القرءان سورة البقرة ، آية/ 55 2 (3/ 278 )
94- وقال أيضا :
( ومعنى"فَوْقَ عِبَادِهِ"(18/ سورة الأنعام) فوقية الاستعلاء بالقهر والغلبة عليهم ، أي هم تحت تسخيره لا فوقية مكان ) المصدر السابق سورة الأنعام، آية/ 18 (6/ 399 )
95- وقال أيضا :
( والقاعدة تنزيهه - سبحانه وتعالى - عن الحركة والانتقال وشغل الأمكنة ) المصدر السابق سورة الأنعام ، آية/ 3 (6/ 390 )
96 - وقال أيضّا عند تفسير"ءاية "أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ "(158) سورة الأنعام مانصه :
( وليس مجيئه تعالى حركة ولا انتقالا ولا زوالا لأن ذلك إنما يكون إذا كان الجائي جسما أو جوهرا ) المصدر السابق سورة الأنعام ءاية/158 (7/ 145 )
97- وقال أيضّا :
( وقال أبو المعالي : قوله صلى الله عليه وسلم " لا تفضلوني على يونس بن متّى " المعنى فإني لم أكن وأنا في سدرة المنتهى بأقرب إلى الله منه وهو في قعر البحر في بطن الحوت. وهذا يدل على أن البارىء سبحانه وتعالى ليس في جهة ) المصدر السابق سورة، الأنبياء، آية / 87 (1 1/333-334).
98- وقال أيضا في تفسير آية :" وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا"(22) سورة الفجر ما نصه :
( والله جل ثناؤه لا يوصف بالتحول من مكان إلى مكان ، وأنَّى له التحول والانتقال ولا مكان له ولا أوان ، ولا يجري عليه وقت ولا زمان ، لأن في جريان الوقت على الشىء فوت الأوقات ، ومن فاته شىء فهو عاجز ) المصدر السابق سورة الفجر ، آية/ 22 (20/ 55).
99- وقال أيضا عند تفسير قوله تعالى :" أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ"(16) سورة الملك ما نصه :
( والمراد بها توقيره وتنزيهه عن السفل والتحت ، ووصفه بالعلوِّ والعظمة لا بالأماكن والجهات والحدود لأنها صفات الأجسام . وإنما ترفع الأيدي بالدعاء إلى السماء لأن السماء مهبط الوحي ومنزل القطر ومحل القُدس ومعدن المطهرين من الملائكة ، واليها ترفع أعمال العباد ، وفوقها عرشه وجنته ، كما جعل الله الكعبة قِبلة للدعاء والصلاة، ولأنه خلق الأمكنة وهو غير محتاج إليها ، وكان في أزله قبل خلق المكان والزمان ولا مكان له ولا زمان ، وهو الآن على ما عليه كان ) المصدر السابق سورة الملك، آية/ 16 (18/ 216).
100- وقال الشيخ ضياء الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن عمر ابن يوسف بن عمر بن عبد المنعم القرطبي (672 هـ) في الرد على المبتدعة المجسمة مُبيِّنّا عقيدة أهل السنة ما نصه :
( هو الله لا أيـن ولا كـيـف عنـده ولا حَدَّ يحويه ولا حصرَ ذي حَدِّ ولا القُرْبُ في الأدنى ولا البعدُ والنَّوى يخالف حالا منه في القُرب والبُعْدِ ) طبقات الشافعية : ترجمة أبي الحسن الأشعري (3/ 428)
101- وقال الامام النووي (676) ما نصه :
( إن الله تعالى ليس كمثله شىء , منزه عن التجسيم والانتقال والتحيز في جهة وعن سائر صفات المخلوق ) شرح صحيح مسلم (19/3 )

102- وقال زكريا بن محمد الأنصاري القزويني (82ه هـ) وهو مؤرخ جغرافي من القضاة رحل إلى الشام والعراق وولي قضاء واسط أيام المعتصم العباسي، وهو صاحب كتاب (عجائب المخلوقات " ما نصه :
( التوحيد : أن يعلم أن الله واحد قديم ، لم يزل ولا يزال ، كان ولا مكان وهو الآن على ما عليه ، كان عالم بعلم أزلي، قادر بقدرة أزلية ) مفيد العلوم (ص 24).
103- وقال العلامة الأصولي الشيخ أحمد بن إدريس القَرَافي المالكي المصري (684 هـ) أحد فقهاء المالكية ما نصه :
( وهو - أي الله - ليس في جهة ، ونراه نحن وهو ليس في جهة ) الأجوبة الفاخرة (ص 93).
104- وقال الإمام القرافي :
( وقال بعض الفضلاء : هذا إنما يلزمهم إذا لم يصرحوا بأنه ليس كمثله شيء وبغير ذلك من النصوص النافية للجهة، وإنما قصدهم إجراء النصوص كما جاءت من غير تأويل ، ويقولون لها معان لاندركها ، ويقولون هذا استواء لا يشبه الاستواءات ، كما أن ذاته لا تشبه الذوات، فكذلك يكون فوق سماواته دون أرضه فوقية لا تشبه الفوقيات. وهذا أقرب لمناصب العلماء من القول بالجهة ) وانظر كلام الإمام القرافي الأشعري في كتابه الذخيرة ( 13 / 242 – 243 )
105- وقال الشيخ البيضاوي (685 هـ) ما نصه :
( ولما ثبت بالقواطع أنه سبحانه منزه عن الجسمية والتحيز امتنع عليه النزول على معنى الانتقال من موضع إلى موضع أخفض منه ) فتح الباري (3/ 31)
106- وقال الشيخ زين الدين علي بن محمد بن منصور المعروف بابن المنَيِّر (695 هـ) ما نصه :
(جميع الأحاديث في هذه الترجمة مطابقة لها إلا حديث ابن عباس فليس فيه إلا قوله "رب العرش " ومطابقته والله أعلم من جهة أنه نبه على بطلان قول من أثبت الجهة أخذا من قوله :" ذِي الْمَعَارِجِ"(3) ففهم أن العلو الفوقي مضاف إلى الله تعالى ، فبيَّن المصنف - يعني البخاري - أن الجهة التي يصدق عليها أنها سماء والجهة التي يصدق عليها أنها عرش ، كل منهما مخلوق مربوب مُحْدَث ، وقد كان الله قبل ذلك وغيره، فحدثت هذه الأمكنة ، وقِدَمه يحيل وصفه بالتحيز فيها ) فتح الباري (13/ 418- 419).
107- وقال الشيخ الصوفي الصالح عبد الله بن سعد المعروف بابن أبي جمرة (699 هـ) ما نصه :
( فمحمد عليه السلام فوق السبع الطباق ويونس علبه السلام في قعر البحار، وهما بالنسبة إلى القرب من الله سبحانه على حد سواء، ولو كان عز وجل مقيدا بالمكان أو الزمان لكان النبي (صلى الله عليه و سلم) أقرب إليه ، فثبت بهذا نفي الاستقرار والجهة في حقه جل جلاله ) بهجة النفوس (3/ 176).
108- وقد أثنى الفقيه الحافظ الشيخ تقي الدين أبو الفتح محمد بن بن وهب القشيري المعروف بابن دقيق العيد الأشعري (752 هـ) على الرسالة التي صنفها ضياء الدين أبو العباس أحمد بن محمد القرطبي يرد بها على ما وقع في عصره من بعض المبتدعة من هجو الإمام أبي الحسن الأشعري، ومن جملة ما جاء في هذه الرسالة :
( هو الله لا أين ولا كيف عنده ولا حد يحويه ولا حصر ذي حد ، ولا القرب في الأدنى ولا البعد والنوى يخالف حالا منه في القرب والبعد ) وبذلك يعلم أن ابن دقيق العيد كان ينزه الله عن الجهة والمكان والحد .
109- وقال الشيخ المتكلم على لسان الصوفية في زمانه أحمد بن عطاء الله الإسكندري الشاذلي (709 هـ) في حكمه التي سارت بها الركبان ما نصه :
( وصولك إلى الله وصولك إلى العلم به والا فجل ربنا أن يتصل به شىء أو يتصل هو بشىء ) نقله عنه الشيخ مصطفى نجا مفتي بيروت في كتابه كشف الأسرار لتنوير الافكار ( ص 90 )
110- وقال الامام النسفي (710 هـ ، وقيل 701 هـ) ما نصه :
( إنه تعالى كان ولا مكان فهو على ما كان قبل خلق المكان، لم يتغير عما كان ) تفسير النسفي سورة طه/ ءاية ه (مجلد 2/2،48).
111- وقال العلامة اللغوي محمد بن مكرّم الإفريقي المصري المعروف بابن منظور (711 هـ) ما نصه :
( وفي الحديث : "من تقرب إليّ شبرا تقربت إليه ذراعًا" المراد بقرب العبد من الله عز وجل : القرب بالذكر والعمل الصالح لا قرب الذات والمكان لأن ذلك من صفات الأجسام ، والله يتعالى عن ذلك ويتقدس ) لسان العرب - مادة : ق رب (1/ 663- 664).
112- وقال الراغب الاصفهاني :
( واستوى امر فلان ، ومتى عدي بعلى اقتضى الاستيلاء كقوله ( " الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى " ) انظر مفرداته كتاب السين ( ص 251 )
113- وقال الراغب الاصفهاني :
( واستوى امر فلان ، ومتى عدي بعلى اقتضى الاستيلاء كقوله ( " الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى " ) انظر مفرداته كتاب السين ( ص 251 )
114- وقال ايضا
( وقيل معناه استوى كل شيء في النسبة اليه فلاء شيء اقرب اليه من شيء ، إذ كان تعالى ليس كالاجسام الحالة في مكان دون مكان ) المصدر السابق
115- وقال القاضي ابن العربي الأشعري المالكي رحمه الله في كتابه الماتع النافع ( العواصم من القواصم ) من الطبعة الكاملة ( التي فيها يفضح ظاهرية العقائد و ظاهرية الأصول ) ( بعد ذكره لطوائف أصابها الخلل بسبب استماعهم لمقولات ضُلال ) فقال ما نصه :
( وسمعوا القدرية يقولون : إن الله في كل مكان , وتكاثرت في ذلك الأقوال من المؤالف والمخالف ، فأنكروا ذلك عليهم, وقالوا : إن أطلق لقط في هذا المعنى فالذي ينطلق أنه على العرش، وسامحوا في (( فوق )) لأنه بمعنى علا و جل , ورددوها في الحديث المذكور آنفاً , ثم جاءت طائفة ركبت عليه , فقالت : إنه فوق العرش بذاته و عليها شيخ المغرب أبو محمد عبد الله بن أبي زيد , فقالها للمعلمين فسدكت بقلوب الأطفال و الكبار ) العواصم من القواصم ( ص215 )
116- يقول الإمام ابن العربي الأشعري المالكي رحمه الله مانصه :
( فإذا ثبت هذا فقوله ( الرحمن على العرش استوى ) إن ما علمنا معناه علماً آمناً قولاً ومعنى وإن لم نعلم معناه قلنا كما قال مالك: ( الاستواء معلوم والكيف مجهول، والسؤال عنه بدعة ) فكيف بتفسير تعلقه بالله، لا يقال: إنه بدعة بل أشد من البدعة عنده، فكيف لو سمع من يقول: إن الله فوقه ؟ فكيف بمن يعين فوقية الذات ؟ فكيف بمن يقول : لأنه يحاذيه ويليه ؟ تباً له.
والحديث الذي فيه: والله فوق ذلك لا حجة فيه لأن في الحديث بعينه، وقد عدد الأرضين أيضاًً، حتى ذكر الأرض السابعة، ثم قال: ( والذي نفسي بيده لو دليتم حبلاً لهبط على الله ) ولم يقتض ذلك أنه تحت الأرض .
فإن قيل : فقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لسعد بن معاذ حين حكم في بني قريضة بأن يقتل مقاتلهم، وتسبى ذراريهم: ( لقد حكمت فيهم بحكم الملك من فوق سبعة أرقعة ) حرف جر يتعلق بحكمت أو بحكم المصدر المتصل، لا بقوله ( الملك ) فافهموا ذلك من الصناعة ) انظر العواصم ( ص 216 ) .
117- وقال القاضي الشيخ بدر الدين محمد بن إبراهيم المعروف بابن جماعة الشافعي الأشعري (733 هـ ) ما نصه :

( كان الله ولا زمان ولا مكان ، وهو الان على ما عليه كان ) إيضاح الدليل (ص103-104 ).
118- وقال أيضا ما نصه :
( فإن قيل: نفي الجهة عن الموجود يوجب نفيه لاستحالة موجود في غير جهة . " قلنا : الموجود قسمان : موجود لا يتصرف فيه الوهم والحس والخيال والانفصال ، وموجود يتصرف ذلك فيه ويقبله . فالأول ممنوع لاستحالته ، والرب لا يتصرف فيه ذلك ، إذ ليس بجسم ولا عرض ولا جوهر، فصح وجوده عقلا من غير جهة ولا حيز كما دل الدليل العقلي فيه ، فوجب تضديقه عقلا، وكما دل الدليل العقلي على وجوده مع نفي الجسمية والعرضية مع بُعد الفهم الحسي له، فكذلك دلّ على نفي الجهة والحيز مع بُعد فهم الحسّ له ) إيضاح الدليل (ص 104- 105).
119- وقد ألَّف الشيخ شهاب الدين أحمد بن يحيى بن إسماعيل الكِلابي الحلبي الأصل المعروف بابن جَهْبَل (733 هـ) رسالة في الرد على ابن تيمية ، قال تاج الدين السبكي ما نصه :

( ووقفتُ له - أي ابن جهبل - على تصنيف صنّفَه في نفي الجهة ردَّا على ابن تيمية لا بأس به ، وهو هذا" )اهـ . ثم ذكر هذه الرسالة بكاملها . وذَكر ابنُ جَهْبَل أنه ضَمَّنَ رسالته هذه عقيدة أهل السنة والرد على المشبهة المجسمة والحشوية والمتسترين بالسلف، ومما قاله : ( ومذهب السلف إنما هو التوحيد والتنزيه دون التجسيم والتشبيه ، والمبتدعة تزعم أنها على مذهب السلف ) طبقات الشافعية الكبرى (9/ 35 - 36 ) .
120- وقال ايضا :
( وها نحن نذكر عقيدة أهل السنة فنقول : عقيدتنا أن الله قديم أزليٌّ ، لا يُشْبِهُ شيئا ولا يشبهه شىء ، ليس له جهة ولا مكان ، ولا يجري عليه وقتٌ ولا زمان ، ولا يقال له أين ولا حيث، يُرَى لا عن مقابلة ولا على مقابلة ، كان ولا مكان ، كوَّن المكان ، ودبَّرَ الزمان ، وهو الآن على ما عليه كان ، هذا مذهب أهل السنة ، وعقيدة مشايخ الطريق رضي الله عنهم ) المصدر السابق (9/ 41).
121- وقال الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد العبدري المعروف بابن الحاج المغربي المالكي (737 هـ) وكان من أصحاب العلاّمة الولي العارف بالله الزاهد المقريء ابن أبي جمرة نفعنا الله به ما نصه :

( لا يقال في حقه - تعالى - أين ولا كيف ) المدخل (3/ 146).
122- وقال أيضا ما نصه :
( فلا يقال أين ولا كيف ولا متى ، لأنه- تعالى - خالق الزمان والمكان ) المدخل (3/ 181).
123- قال المفسّر علي بن محمد المعروف بالخازن (741 هـ)
إن الشيخ فخر الدين الرازى ذكر الدلائل العقلية والسمعية على أنه لا يمكن حمل قوله تعالى :" الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى " على الجلوس والاستقرار وشغل المكان والحيّز ، وقد أصدر الملك الناصر محمد بن قلاون (4) (741 هـ) في سنة خمس وسبعمائة مرسوما يحذر فيه من عقيدة ابن تيمية الزائغة المتضمنة . للتشبيه والتجسيم وأمر بقراءة هذا المرسوم على المنابر في مصر والشام بعد أن عقد له مجلس شرعي حضره قضاه الإسلام وحكام الأنام وعلماء الدين وفقهاء المسلمين واتفقوا على إنكار ما كان يدعو إليه من إثبات الحيز والمكان والجهة في حق الله تعالى. ومما جاء في هذا المرسوم الذي قُرِأ على مسمع من العلماء ما نصه : ( وبلغنا أنه كان استتيب مرارّا فيما تقدم، وأخره الشرع الشريف لما تعرَّض لذلك وأقدم، ثم عاد بعد منعه، ولم تدخل تلك النواهي في سمعه وصح ذلك في مجلس الحاكم المالكي حكم الشرع الشريف أن يسجن هذا المذكور وأن يمنع من التصرف والظهور، ويكتب مرسومنا هذا بأن لا يسلك أحد ما سلكه المذكور من هذه المسالك، وينهى عن التشبيه في اعتقاد مثل ذلك ، أو يعود له في هذا القول متبعاً ، أو لهذه الألفاظ مستمعا ، أو يسري في التشبيه مَسْراه ، أو يفوه بجهة العلو بما فاه ، أو يتحدَّث أحد بحرف أو صوت، أو يفوه بذلك إلى الموت، أو يتفوه بتجسيم، أو ينطق بلفظ في ذلك غير مستقيم، أو يخرج عن رأي الأئمة، أو ينفرد به عن علماء الأمة، أو يُحيِّزَ الله سبحانه وتعالى في جهة أو يتعرض إلى حيث وكيف، فليس لمعتقد هذا إلا السيف ) (( انظر تفسير الخازن (2/ 238). )) ، والمرسوم هذا مأخوذ من كتاب "نجم المهتدي " لابن المعلم القرشي (مخطوط).
124- وقال الشيخ حسين بن محمد الطيبي (743 هـ) عند شرح حديث الجارية ما نصه :
( لم يُرِد - أي الرسول - السؤال عن مكانه - أي الله - فإنه منزه عنه ) شرح الطيبي على مشكاة المصابيح (6/ 340)
125- وقال المفسِّر ابي حيان الأندلسي (745 هـ) عند تفسير قوله تعالى :" وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِه "(19) ما نصه :
( ِوعند هنا لا يراد بها ظرف المكان لأنه تعالى منزه عن المكان، بل المعنى شرف المكانة وعلو المنزلة ) البحر المحيط سورة الأنبياء/ ءاية 19 (6/ 302).
126- وقال أيضا :
( قام البرهان العقلي على أنه تعالى ليس بمتحيز في جهة ) البحر المحيط: (سورة الملك/ ءاية 16- 8/ 302).
127- وقال أيضا ما نصه :
( إنه تعالى ليس في جهة ) البحر المحيط: (سورة فاطر/ ءاية 10- جزء 7 / ص 303).
128- وقال الإمام المحقق القاضي عضد الدين عبد الرحمن الإيجي (756 هـ) في المواقف في الجزء الثالث صفحة 16 في المرصد الثاني في تنزيهه تعالى ما نصه :
( المقصد الأول أنه تعالى ليس في جهة من الجهات ولا في مكان من الأمكنة وخالف فيه المشبهة وخصصوه بجهة الفوق " إلى أن قال: "لنا في إثبات هذا المطلوب وجوه (الأول) لو كان الرب تعالى. في مكان أو في جهة لزم قدم المكان أو الجهة وقد برهنّا أن لا قديم سوى الله تعالى وعليه الاتفاق من المتخاصمين (الثاني) المتمكن محتاج إلى مكان بحيث يستحيل وجوده بدونه والمكان مستغن عن المتمكن لجواز الخلاء فيلزم إمكان الواجب ووجوب المكان وكلاهما باطل (الثالث) لو كان في مكان فإما أن يكون في بعض الأحياز أو في جميعها وكلاهما باطل (أما) الأول فلتساوي الأحياز في أنفسها لأن المكان عند المتكلمين هو الخلاء المتشابه وتساوى نسبته أي نسبة ذات الواجب إليها وحينئذ فيكون اختصاصه ببعضها دون بعضءاخر منها ترجيحا بلا مرجـح إن لم يكن هناك مخصص من خارج، أو يلزم الاحتياج أي احتجاج الواجب في تحيزه الذي لا تنفك ذاته عنه إلى الغير إن كان هناك مخصص خارجي (وأما) الثاني وهو أن يكون في جميع الأحياز فلأنه يلزم تداخل المتحيزين لأن بعض الأحياز مشغول بالأجسام وأنه أي تداخل المتحيزين مطلقا محال بالضرورة، وأيضا فيلزم على التقدير الثاني مخالطته لقاذورات العالم،. تعالى عن ذلك علوا كبيرا (الرابع) لو كان متحيزا لكان جوهرا لاستحالة كون الواجب تعالى عرَضا وإذا كان جوهرا فإما أن لا ينقسم أصلا أو ينقسم وكلاهما باطل (أما) الأول فلأنه يكون حينئذ جزءا لا يتجزأ وهو أحقر الأشياء، تعالى الله عن ذلك (وأما) الثاني فلأنه يكون جسما وكل جسم مركب وقد مرّ أن التركيب الخارجي ينافي الوجوب الذاتي، وأيضا فقد بيَّنا أن كل جسم محدث فيلزم حدوث الواجب ) ذكره محمود خطاب السبكي في ( إتحاف الكائنات (ص 130 -131)
129- وكان العلامة الحافظ الفقيه المجتهد الأصولي الشيخ تقي الدين علي ابن عبد الكافي السبكي الشافعي الأشعري (756 هـ) ينزّه الله عن المكان ورد على المجسمة الذين ينسبون المكان والجهة لله تعالى ، ذكر ذلك في رسالته ( السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل ) وهو ابن قيم الجوزية ، فقال ما نصه :
( ونحن نقطع أيضا بإجماعهم - أي رسل الله وأنبيائه - (على التنزيه) ، أما يستحي من ينقل إجماع الرسل على إثبات الجهة والفوقية الحسية لله تعالى؟ وعلماء الشريعة ينكرونها . أما تخاف منهم أن يقولوا له إنك كذبتَ على الرسل ) السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل (ابن قيم الجوزية): (ص 105)
130- وكذا الحافظ صلاح الدين أبو سعيد خليل العلائي (761 هـ) كان على عقيدة أهل الحق في تنزيه الله عن المكان والجهة ، فقد وقف على رسالة في العقيدة ألَّفها الشيخ أبو منصور فخر الدين بن عساكر وأثنى عليها بقوله :
( وهذه "العقيدةُ المرشدةُ" جرى قائلها على المنهاج القويم، والعَقْد المستقيم، وأصاب فيما نزَّه به العليَّ العظيم ) طبقات الشافعية الكبرى: ترجمة عبد الرحمن بن محمد بن الحسن بن هبة الله (8/ 185).
قلت : قال تاج الدين السبكي عن هذا الحافظ العلائي : (كان حافظا ثبتا ثقة عارفا بأسماء الرجال والعلل والمتون، فقيها متكلما أديبا شاعرا ناظما ناثرا أشعريا صحيح العقيدة سنيا، لم يخلف بعده في الحديث مثله) اهـ، طبقات. ا لشافعية (10/ 36) فتأمل .
131- وكذا الشيخ تاج الدين أبو نصر عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي السبكي الشافعي الأشعري (771 هـ) كان ينزه الله عن المكان والجهة ، فقال مانصه عن الله :
( حيٌّ عـليـمٌ قـادرٌ مـتكـلـمٌ عـال ولا نـعـنـي عُـلُـوَّ مـكـان.ثم قال : "وإلُهنا لاشـىءَ يُشبُههُ ولـيس بمشبه شـيئا من الـحِـدْثـِانِ ، قد كـان ما معه قـديما قـطُّ من شـىء ولـم يَـبْـرح بـلا أعـوان ، خلق الجهات مع الزمان مع المكان الكـل مخـلوق على الإمكـان ، ما إن تحُـلُّ به الحـوادثُ لا ولا كلا وليس يحُلُّ في الجسمان ) المصدر السابق: ترجمة أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري (3 /381 - 382 ).
132- وقال أبو إسحاق إبراهيم بن موسى الشاطبي الأندلسي (790 هـ) مانصه : ( سألني الشيخ الاستاذ الكبير الشهير أبو سعيد فرج بن قاسم ابن لُب التغلبي (782 هـ) أدام الله أيامه عن قول ابن مالك في "تسهيل الفوائد" في باب اسم الإشارة :
"وقد يغني ذو البعد عن ذي القرب لعظمة المشير أو المشار إليه " فقال: إن المؤلف مثل عظمة المشير في الشرح بقوله تعالى :" وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) سورة طه ، ولم يبين ما وجه ذلك ، فما وجهه؟ ففكرت فلم أجد جوابا . فقال : وجهه أن الإشارة بذي القرب ههنا قد يُتوهم فيها القرب بالمكان ، والله تعالى يتقدس عن ذلك، فلما أشار بذي البعد أعطى بمعناه أن المشير مباين للأمكنة، وبعيد عن أن يُوصف بالقرب المكاني، فأتى البعدُ في الإشارة منبها على بعد نسبة المكان عن الذات العلي وأنه يبعد أن يحلَّ في مكان أو يدانيه ) الإفادات والإنشادات رقم 11- إفادة: الإشارة للبعيد باسم الإشارة الموضوع للقريب (ص93- 94).
133- وقال الشيخ عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني (768 هـ) بعد أن ذكر عقيدة الصوفية في تنزيه الله عن الجهة والمكان ما نصه :
( فأنا أذكر الآن عقيدتي معهم على جهة الاختصار فأقول وبالله التوفيق : الذي نعتقده أنه سبحانه وتغالى استوى على العرش على الوجه الذي قاله ، وبالمعنى الذي أراده ، استواء منزها عن الحلول والاستقرار والحركة والانتقال ، لا يحمله العرش بل العرش وحملته محمولون بلطف قدرته ، لا يقال أين كان ولا كيف كان ، ولا متى ، كان ولا مكان ولا زمان، وهو الآن على ما عليه كان ، تعالى عن الجهات والأقطار والحدود والمقدار ) روض الرياحبن (ص498).
134- وقال العلامة الشيخ مسعود بن عمر التفتازاني (791هـ) في تنزيه الله عن المكان والحيز والجهة ما نصه :
( وأما الدليل على عدم التحيز فهو أنه لو تحيز فإما في الأزل فيلزم قدم الحيز، أو لا فيكون محلاًّ للحوادث ، وأيضّا إمّا أن يساوي الحيز أو ينقص عنه فيكون متناهيا ، أو يزيد عليه فيكون متجزئا ، وإذا لم يكن في مكان لم يكن في جهة . لا علو ولا سفل ولا غيرهما ) أنظر شرحه على العقيدة النسفية (ص 72).
135- وقال اللغوي مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزابادى(817 هـ) ما نصه:
( وقرب الله تعالى من العبد هو الإفضال عليه والفيض لا بالمكان ) بصائر ذوى"التمييز (مادة: ق رب، 4/ 254).
136- وقال الحافظ المحدث ولي الدين أبو زرعة أحمد بن عبد الرحيم العراقي (826 هـ) ما نصه :
( وقوله أي النبي - "فهو عنده فوق العرش " لا بد من تأويل ظاهر لفظة" عنده " لأن معناها حضرة الشىء والله تعالى منزه عن الاستقرار والتحيز والجهة ، فالعندية ليست من حضرة المكان بل من حضرة الشرف ، أي وضع ذلك الكتاب في محل مُعظّم عنده ) انظر طرح التثريب (8/،84) . وهذا يدل على أن عقيدة أهل الحديث تنزيه الله عن المكان والجهة ، ومن نسب إليهم خلاف ذلك فقد افترى عليهم .
137- وقال الحافظ ابن حجر (852 هـ) ما نصه :
( ولا يلزم من كون جهتي العلو والسفل محالا على الله أن لا يوصف بالعلو، لأن وصفه بالعلو من جهة المعنى ، والمستحيل كون ذلك من جهة الحس ، ولذلك ورد في صفته العالي والعلي والمتعالي ، ولم يرد ضد ذلك وإن كان قد أحاط بكل شىء علما جلّ وعز )
فتح الباري(6/ 136).
138- وقال أيضا عند شرح حديث النزول ما نصه
: ( استدل به من أثبت الجهة وقال هي جهة العلو ، وأنكر ذلك الجمهور لأن القول بذلك يفضي إلى التحيز ، تعالى الله عن ذلك ) فتح الباري (3/ 30).
139- وقال أيضا :
( فمعتمد سلف الأئمة وعلماء السنة من الخلف أن الله منزه عن الحركة والتحول والحلول، ليس كمثله شىء ) فتح الباري 7/ 124).
140- وقال أيضا عند شرح قول البخاري:
"بابٌ:تحاجَّ آدمُ وموسى عند الله "ما نصه : ( فإن العندية عندية اختصاص وتشريف لا عندية مكان ) فتح الباري (11/ 505).
141- وقال الشيخ بدر الدين محمود بن أحمد العَيْني الحنفي (855 هـ) في شرحه على صحيح البخاري ما نصه:
( ولا يدل قوله تعالى : " وكان عرشه على الماء " (7) سورة طه على، أنه - تعالى - حالّ عليه ، وإنما أخبر عن العرش خاصة بأنه على الماء ، ولم يخبر عن نفسه بأنه حال عليه، تعالى الله عن ذلك، لأنه لم يكن له حاجة إليه ) عمدة القاري (مجلد 12/ 25/ 111).
133- وقال أيضا ما نصه :
( تقرر أن الله ليسى بجسم ، فلا يحتاج إلى مكان يستقر فيه، فقد كان ولا مكان ) عمدة القاري (مجلد 12/ 25/ 117).
142- وقال الشيخ جلال الدين محمد بن أحمد المحلي الشافعي (864 هـ) عند شرح قول تاج الدين السبكي:
"ليس- الله - بجسم ولا جوهر ولا عَرَض لم يزل وحده ولا مكان ولا زمان" ما نصه : ( أي هو موجود وحده قبل المكان والزمان فهو منزه عنهما ) أنظر شرحه على متن جمع الجوامع (مطبوع مع حاشة البناني) (2/ 405).
143- وقال الشيخ محمد بن محمد الحنفي المعروف. بابن أمير الحاج الحنفي (879 هـ) ما نصه : ( ولترجيح الأقوى دلالة لزم نفي التشبيه عن البارىءجل وعز في "عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى" ونحوه مما ظاهره يوهم المكان بقوله تعالى "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ" لأنه يقتضي نفي المماثلة بينه وبين شىء ما ، و المكان والمتمكن فيه يتماثلان من حيث القدر، إذ حقيقة المكان قدر ما يتمكن فيه المتمكن لا ما فضل عنه ، وقدم العمل بهذه الآية لأنها محكمة لا تحتمل تأويلا ) التقرير والتحبير (3/ 18 )
145- وقال الشيخ برهان الدين إبراهيم بن عمر البقاعي الشافعي (885 هـ) صاحب تفسير "نظم الدُّرر" ما نصه :
( ثبت بالدليل القطعي على أنه سبحانه ليس بمتحيِّز في جهة ) نظم الدرر (20/ 248).
146- وقال ابن كثير رحمه الله ( 774 هـ ) في تفسير قوله تعلى ( ثم استوى على العرش ) مانصه :
( وانما نسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح : مالك والاوزاعي والثوري والليث بن سعد والشافعي واحمد واححاق بن راهوية وغيرهم من ائمة المسلمين قديما وحديثا ، وهو امرارها كما جاءت من غير تكييف ولاتشبيه ولاتعطيل ، والظاهر المتبادر الى اذهان المشبهين منفي عن الله تعالى ، فان الله تعالى لايشبهه شيء من خلقه : ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) انظر تفسيره ( 2 / 211 )
147- وقال ايضا عند تفسير قوله تعالى ( وهو العلي العظيم ) مانصه :
( وهذه الآيات ومافي معناها من الاحاديث الصحاح الأجود فيها طريقة السلف : امروها كما جاءت من غير تكييف ولاتشبيه ).
148- وقال ايضا عند تفسير قوله تعالى ( وهو القاهر فوق عباده ) مانصه :
( اي هو الذي خضعت له الرقاب ، وذلت له الجبابرة وعنت له الوجوه ، وقهر كل شيء ، ودانت له الخلائق ، وتواضعت لعظمة جلاله وكبريائه وعظمته وعلوه زقدرته على الاشياء ، واستكانت وتضاءلت بين يديه ، وتحت قهره وحكمه ) .
149- وقال الشيخ أبو عبد الله محمد بن يوسف السنوسي عند ذكر ما يستحيل في حقه تعالى (895 هـ) ما نصه :
( والمماثلة للحوادث بأن يكونَ جرما أي يأخُذُ ذاتُه العلي قدرا من الفراغ ، أو أن يكون عَرضا يقوم بالجرم ، أو يكون في جهة للجرم ، أو له هو جهة ، أو يتقيد بمكان أو زمان ) انظر أم البراهين في العقائد (متن السنوسية) ، المطبوع ضمن مجموع مهمات المتون (ص/ 4).
150- قال الشيخ محمد بن منصور الهدهدي المصري شارحا لكلام السنوسي ما نصه :
( وكذا يستحيل عليه ما يستلزم مماثلته للحوادث بأن يكون في جهة للجرم بأن يكون فوق الجرم أو تحت الجرم أو يمين الجرم أو شمال الجرم أو أمامه أو خلفه ، لأنه لو كان في جهات الجرم لزم أن يكون متحيزا، وكذا يستحيل عليه أن يكونا له جهة لأن الجهة من لوازم الجرم ) شرح الهدهدي على أم البراهين (ص 88 )
151- وقال القاضي مصطفى بن محمد الكستلي الحنفي الرومي (901 هـ) في حاشيته على شرح التفتازاني على النسفية عند شرح قول التفتازاني في تنزيه الله عن الجهة والحيز ما نصه :
( قوله : فيلزم قدم الحيز ) إذ المتحيز لا يوجد بدون الحيز فقدمه يستلزم قدمه ) حاشية الكستلي على شرح العقائد (ص72).
152- وقال الشيخ أبو عبد الله محمد بن يوسف السنوسي عند ذكر ما يستحيل في حقه تعالى (895 هـ) ما نصه :
( والمماثلة للحوادث بأن يكونَ جرما أي يأخُذُ ذاتُه العلي قدرا من الفراغ ، أو أن يكون عَرضا يقوم بالجرم ، أو يكون في جهة للجرم ، أو له هو جهة ، أو يتقيد بمكان أو زمان ) انظر أم البراهين في العقائد (متن السنوسية) ، المطبوع ضمن مجموع مهمات المتون (ص 4).
153- قال الشيخ محمد بن منصور الهدهدي المصري شارحا لكلام السنوسي ما نصه :
( وكذا يستحيل عليه ما يستلزم مماثلته للحوادث بأن يكون في جهة للجرم بأن يكون فوق الجرم أو تحت الجرم أو يمين الجرم أو شمال الجرم أو أمامه أو خلفه ، لأنه لو كان في جهات الجرم لزم أن يكون متحيزا، وكذا يستحيل عليه أن يكونا له جهة لأن الجهة من لوازم الجرم ) شرح الهدهدي على أم البراهين (ص 88 )
154- وقال القاضي مصطفى بن محمد الكستلي الحنفي الرومي (901 هـ) في حاشيته على شرح التفتازاني على النسفية عند شرح قول التفتازاني في تنزيه الله عن الجهة والحيز ما نصه :
( قوله : فيلزم قدم الحيز ) إذ المتحيز لا يوجد بدون الحيز فقدمه يستلزم قدمه ) حاشية الكستلي على شرح العقائد (ص72).
155- الحافظ محمد بن عبد الرحمن السخاوي (902 هـ )ما نصه :
( قال شيخنا - يعني الحافظ ابن حجر - : إن علم الله يشمل جميع الأقطار ، والله سبحانه وتعالى منزه عن الحلول في الأماكن ، فإنه سبحانه وتعالى كان قبل أن تحدث الأماكن ) المقاصد الحسنة (رقم 886 ، ص 342) .
156- وذكر الإمام السيوطي
( قال القرطبي : هذا أقرب بالرتبة والكرامة لا بالمسافة ، لأنه منزه عن المكان والمساحة والزمان . وقال البدر بن الصاحب في تذكرته : في الحديث إشارة إلى نفي الجهة عن الله تعالى ) شرح السيوطي لسنن النساني ( 1 / 576 ).
157- وقال الشيخ أبو العباس شهاب الدين أحمد بن محمد القسطلاني المصري (933هـ) في شرحه على صحيح البخاري ما نصه :
( ذات الله منزه عن المكان والجهة ) إرشاد الساري (15/ 451 ).
158- وقال أيضا ما نصه :
( قول الله تعالى "وُجُوُهٌ" هي وجوه المؤمنين "يَوْمَئًذٍ" يوم القيامة "نَّاضِرَةٌحسنة ناعمة "إلى رَبِّهَانَاظِرَةٌ" بلاكيفية ولاجهة ولا ثبوت مسافة ) إرشاد الساري (15/ 462 ).
159- وقال الشيخ القاضي زكريا الأنصاري الشافعي (926 هـ) في شرحه على"الرسالة القشيرية" ما نصه :
( إن الله ليس بجسم ولا عَرَض ولا في مكان ولا زمان ) حاشية الرسالة القشيرية (ص 2).
160- وقال أيضا عن الله ما نصه :
( لا مكان له كما لا زمان له لأنه الخالق لكل مكان وزمان ) حاشية الرسالة القشيرية ( ص 5 ).
161- وقال في تفسيره ما نصه :
( هو تعالى منزه عن كل مكان ) فتح الرحمن : تفسير سورة الملك (ص 595).
162- وقال الشيخ أبو علي محمد بن علي بن عبد الرحمن الصوفي الزاهد المعروف بابن عِراق الكناني الدمشقي نزيل بيروت (933 ) ما نصه :
( كان الله ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان ، جَلَّ عن التشبيه والتقدير ، والتكييف والتغيير ، والتأليف والتصوير ) انظر تاريخ النور السافر (ص175 ).
قلت وابن عراق هذا ولد بدمشق ورحل إلى مصر والتقى بعدد من العلماء منهم القاضي زكريا وجلال الدين السيوطي ، ورجع إلى الشام ثم انتقل إلى بيروت وقعد لتربية المريدين وبنى بها دارا لعياله ورباطا للفقراء ، وهو صاحـب الزاوية المشهورة بزاوية ابن عِراق في وسط بيروت ، وحج وتردد بين الحرمين مرارا ، وتوفي رحمه الله تعالى بمكة المكرمة ، وهو والد علي بن محمد صاحب كتاب (تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة) . أنظر ترجمته : تاريخ النور السافر (ص174)، شذرات الذهب (8 / 196 )، وغيرها من المصادر 151.
163-وقال أيضا ما نصه :
( ذات الله ليس بجسم ، فالجسم بالجهات محفوف ، هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس ، على العرش استوى من غير تمكن ولا جلوس ) تاريخ النور السافر (ص 175 ) .
164- وقال الحافظ المؤرخ محمد بن علي المعروف بابن طولون الحنفي (953 هـ) ما نصه :
( قال الحافظ ابن حجر : إن علم الله يشمل جميع الأقطار ، والله سبحانه وتعالى تنزه عن الحلول في الأماكن ، فالله سبحانه وتعالى كان قبل أن تحدث الأماكن ) الشذرة في الأحاديث المشتهرة (2 / 72، رقم 758 ) .
165- ويقول الشيخ الشعراني المصري (973 هـ) في لطائف المتن والأخلاق :
( ومما مَنَّ الله تبارك وتعالى به علي عدم قولي بالجهة في !الحق تبارك وتعالى من حين كنت صغير السن عناية من الله سبحانه وتعالى بي ) لطائف المنن والأخلاق (ص 275).
166- وقال الشيخ ابن حجر الهيتمي (974 ) ما نصه :
( عقيدة إمام السُّنة أحمد بن حنبل رضي الله عنه موافقة لعقيدة أهل السنة والجماعة من المبالغة التامّة في تنزيه الله تعالى عما يقول الظالمون والجاحدون علوّا كبيرا من الجهة والجسمية وغيرهما من سائر سمات النقص ، بل وعن كل وصف ليس فيه كمال مطلق ، وما اشتهر بين جهلة المنسوبين إلى هذا الإمام الأعظم المجتهد من أنه قائل بشىء من الجهة أو نحوها فكذب وبهتان وافتراء عليه ) الفتاوى الحديثية (ص 144).
167- وقال الشيخ محمد الخطيب الشربيني المصري (977 هـ) ما نصه
( ثبت بالدليل القطعي أنه - تعالى - ليس بمتحيز لئلا يلزم التجسيم ) تفسير القرءان الكريم (سورة الملك/ ءاية 16- 4/ 344 - 345 )
168- وقال أيضا :
( قال القرطبي - المفسّر - : ووصْفه - تعالى - بالعلوّ والعظمة لا بالأماكن والجهات والحدود لأنها صفات الأجسام ، ولأنه تعالى خلَق الأمكنة وهو غير متحيز ، وكان في أزله قبل خلق المكان والزمان ولا مكان له ولا زمان ، وهو الآن على ما عليه كان ) تفسير القرءان الكريم (سورة الملك/ آية 16- 4/ 344 - 345 )
169- وقال الشيخ مُلاّ علي القاري الحنفي (1014هـ) ما نصه
( وأما علوّه تعالى على خلقه المُستفاد من نحو قوله تعالى :" وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ، فعلو مكانة ومرتبة لا علو مكان كما هو مقرر عند أهل السنة والجماعة بل وسائر طوائف الإسلام من المعتزلة والخوارج وسائر أهل ، البدعة إلا طائفة من المجسمة وجهلة من الحنابلة القائلين بالجهة ، تعالى الله عن ذلك علوا كبير ) انظر شرح الفقه الأكبر : بعد أن انتهى من شرح رسائله الإمام أبي حنيفة (ص 196 -197 ).
170- وقال ما نصه :
( إنه سبحانه ليس في مكان من الأمكنة ولا في زمان من الأزمنة ، لأن المكان والزمان من جملة المخلوقات وهو سبحانه كان موجودا في الأزل ولم يكن معه شىء من الموجودات ) انظر شرح الفقه الأكبر : عند شرح قول أبي حنيفة : "وهو شىء لا كالأشياء"(ص 54 ).
وقال العلامة الدسوقي (1230هـ) في حاشيته على شرح أم البراهين عند قول المصنف في المستحيلات :
( أو يكون في جهة أو يكون له هو جهة ) : حاصله أنه يستحيل أن يكون له تعالى جهة بأن يكون له يمين أو شمال أو فوق أو تحت أو خلف أو أمام لأن الجهات الست من عوارض الجسم ففوق من عوارض الرأس وتحت من عوارض الرجل ويمين وشمال من عوارض الجنب الأيمن والأيسر وأمام وخلف من عوارض البطن والظهر ومن استحال عليه أن يكون جرمّا استحال عليه أن يتصف بهذه الأعضاء ولوازمها ) ذكره محمود خطاب السبكي في كتابه "إتحاف الكائنات" (ص 130).
171- وقال الشيخ العلامة أبو البركات أحمد بن محمد الدردير المالكي المصري (1201هـ) عن الله تعالى ما نصه :
( منزهٌ عن الحـلول والجـهه *** والاتـصـال الانـفـصـال والسَّفـه ) الخريدة البهية ( ضمن مجمرع مهمات المتون ) (رقم البيت 31 / ص 25 ).
172- وقال الامام النفراي رحمه الله ( 1125 هـ ) مانصه :
( ( قوله وسع كرسيه الى قوله في كل مكان بعلمه ) اي لم يضق عنهن إذ فضله على السماوات والارض كفضل الفلاة على الحلقة والكرسي في الاصل واحد الكراسي الذي يجلس عليه ، وهذا مستحيل في حقه تعالى علوا كبيرا ) نقله عنه محمد بن احمد البشير البكري الشنقيطي في كتابه كوثر الاماني والتهاني لموارد النجاح والفلاح ( 2 / 260 )
173- وقال ايضا مانصه :
( واعلم ان الفوقية عبارة عن كون الشيء أعلى من غيره ، وتكون حسية ومعنوية ، والذي يستحيل عليه المكان والحسمية لاتكون فوقيته إلامعنوية ، ففوقية الله على عرشه ؛ المراد بها فوقية معنوية كما قدمنا) نقله عنه محمد بن احمد البشير البكري الشنقيطي في كتابه كوثر الاماني والتهاني لموارد النجاح والفلاح ( 2 / 261)
174- وقال المحدث اللغوي الفقيه السيد محمد مرتضى الزبيدي الحنفي (1205هـ) ما نصه :
( إنه سبحانه لا مكان له ولا جهة ) إتحاف السادة المتقين (2 / 24).
175- وقال أيضا :
( إنه تعالى مقدس منزَّه عن التغير من حال إلى حال والانتقال من مكان إلى مكان ، وكذا الاتصال والانفصال فإن كلاًّ من ذلك من صفات المخلوقين ) المصدر السابق (2 / 25).
176- وقال أيضا :
( تقدس - أي الله - عن أن يَحويه مكان فيُشار إليه أو تضمه جهة ) المصدر السابق (2 / 25).
177- وقال أيضا ما نصه :
( ذات الله ليس في جهة من الجهات الست ولا في مكان من الأمكنة ) المصدر السابق (2 / 103).
178- وسأل الأديبَ أحمد اليافي مفتي الشام محمد خليل المرادي (1206 هـ) ما نصه :
( قلت : ما الدليل على قيامه بنفسه أيها الأجلّ ؟ قال : استغناؤه عن المخصِّص والمحل ، وقال : قلت : ما الدليل على أنه ليس بجسم ولا عرض في زمان ؟ قال : عدم افتقاره إلى المحل والمكان ) علماء دمشق وأعيانها في القرن الثالث عشر الهجري (1 / 172 - 173 ).
قلت : فانظر الى جمال السؤال من السائل ، وانظر الى فطنة ذلك العالم لله دره .











قديم 2011-07-05, 11:00   رقم المشاركة : 101
معلومات العضو
قذائف الحق
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

- وقال الشيخ الصوفي الزاهد العلامة مولانا خالد بن أحمد النقشبندي (1242هـ) دفين دمشق ما نصه :
( أشهد بأن الله ليس بجسم ولا جوهر ولا عرض ، وكذلك صفاته ، لا يقوم به حادث ولا يحل في شىء ولا يتحد بغيره ، مقدس عن التجسم وتوابعه وعن الجهات والأقطار ) علماء دمشق وأعيانها في القرن الثالث عشر الهجرى (1 / 312 ).
180- وقال أيضا ما نصه :
( أشهد بأن الله مقدس عن التجسم وتوابعه وعن الجهات والأقطار ) المصدر السابق (1 / 312).
181- وقال الشيخ الفقيه محمد أمين بن عمر المعروف بابن عابدين الحنفي الدمشقي صاحب الحاشية المعروفة (1252هـ) ما نصه :
( ودنا من الرحمن عز وجل قرب مكانة من غير قرب مكان) المصدر السابق (1 / 422 )
182- وقال مفتي بيروت المحدث الشيخ عبد اللطيف فتح الله الحنفي (1260هـ) عن قول صاحب بدء الأمالي :
( نسمي الله شيئا لا كـالاشياء وذاتا عن جـهات الست خالـي فقال ما نصه : ( قد لم ثبت بالدليلين النقلي ، والعقلي مخالفته تعالى للحوادث قوله تعالى :" لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ وغير ذلك من الأدلة النقلية والعقلية ذكرها أهل الكلام، والكلام عليها طويل ) أنظر ديوان المفتي الشيخ عبد اللطيف فتح الله ، طبع بيروت .
183-قال الشيخ أحمد مرزوقي المالكي المكي(كان حيا سنة1281هـ) مانصه :
( وبـعـد إسراءٍ عُـرُوجٌ لـلسـمـا *** حتى رأى النبيُّ ربَّا كلَّما
من غير كيف وانحصارٍ وافْترضْ *** عليه خَمْسا بعد خمسين فَرَضْ ) منظومته عقيدة العوام
184- وذكر العلامة ابن مرزوق عن العلامة أبي عبد الله بن الجلال مانصه :
( (لو كان - الله - في العالم أو خارجاً عنه لكان مماثلاً ، وبيانُ المماثلة واضح ، أما في الأول : فلأنه إن كان في العالم صار من جنسه، فجيب له ما وجب له ).
قلتُ: أي صار من قبيل الأجسام ومادة العالم ؛ لأنه إن كان داخل العالم فيكون جزءاً منه ، وما كان جزءاً من شيء كان مماثلاً له في الجنس، فالورقُ مثلاً ليس من جنس الحديد إلا باعتبار أن كليهما أجسام ومواد، ولذا لا يمكن أن يكون الورق جزءاً من الحديد ، وكذا الطير ليس جزءاً من الأحجار لاختلاف الجنس ، إلا باعتبار أن كليهما أجسام.
( وأما في الثاني : فلأنه إن كان خارجاً لزم إما اتصاله وإما انفصاله: إما بمسافةٍ متناهية أو غير متناهية، وذلك كله يؤدي لافتقاره إلى مخصص ) انتهى كلام العلامة ، انظر حسن المحاججة للأستاذ العلامة النَّظَّار سعيد فودة حفظه الله تعالى .
185- وقال الشيخ إبراهيم البيجوري الشافعي (1277هـ) ما نصه ( إن يُرى بلا تكيف للمرئي بكيفية من . كيفيات الحوادث من مقابلة وجهة وتحيز وغير ذلك ) تحفة المريد على جوهرة التوحيد (رقم البيت 54 / ص 80 ).
186-وقال الامام الشوكاني في تفسير قوله تعلى ( ثم استوى على العرش ) ما نصه :
( اي استولى عليه بالحفظ والتدبير ، او استوى امره ، او اقبل على خلق العرش ) !!! انظر فتح القدير ( 3 / 63 ) طبعة البابي الحلبي .
ويقول الشيخ عمر بن محمد الأنسي الشافعي البيروتي (293 اهـ) في ديوانه ما نصه :
( مـكـانٌ شـادَه شـرفـا وعِـزَا ** إلـهٌ لا يـحـيـط بـه مـكـانَ ) المورد العذب (ص 276 ).
187- قال الشيخ عبد الغني الغنيمي الميداني الحنفي الدمشقي (298اهـ) ما نصه
( والله تعالى ليس بجسم ، فليست رؤيته كرؤية الأجسام ، فإن الرؤية تابعة للشىء على ما هو عليه ، فمن كان في مكان وجهة لا يرى إلا في مكان وجهة كما . هو كذلك ، ويرى - أي المخلوق - بمقابلة واتصال شعاع وثبوت مسافة ومن لـم يكن في مكان ولا جهه وليس بجسم فرؤيته كذلك ليس في مكان ولا جهة ) انظر شرحه على العقيدة الطحاوية ( ص 69 ).
188- وقال الشيخ المتكلم عبد الله بن عبد الرحمن الدهلي الحنفي ( كان حيا سنة 1299 هـ ) ما نصه :
( أقول : إن معنى كلامهم إن المولى سبحانه وتعالى منزه عن الجهات الستة أن المعنى في ذلك أنه لا تحويه جهة من هذه الجهات الستة بل ولا كلها ) انظر روض المجال في الرد على أهل الضلال (ص 7 ).
189- وقال الشيخ برهان الدين إبراهيم بن إبراهيم بن حسن اللقاني المصري المالكي (1041)هـ صاحب منظومة "جوهرة التوحيد" في العقائد ما نصه :
( ويستحيل ضِدُّ ذي الصفات في حقه كـالكون في الجـهات ) جوهرة التوحيد (ضمن مجموع مهمات المتون) (رقم البيت 43 / ص 13).
190- وقال الشيخ المؤرخ أحمد بن محمد المقري التلمساني المالكي الأشعري (1041هـ) في تنزيه الله عن المكان ما نصه :
( أو بارْتسَام في خيال يُعْتَبَرْ *** أو بزمان أو مكـان أو كِـبَرْ) إضاءة الدُّجْنَة في عقاند أهل السنة (ص 48 ).
191- وقال منزها الله عن الجهة ما نصه :
( جَلَّ عن الجهات ) المصدر السابق (ص 49).
192- وقال المحدِث الشيخ محمد بن علي المعروف بابن علاّن الصّديقي الشافعي (1057هـ) ما نصه:
( إن الله فوق كل موجود مكانة واستيلاء لا مكانا وجهة )
الفتوحات.الربانية (مجلد 4/ 7/327).
193- وقال الشيخ عبد السلام بن إبراهيم اللقاني المصري المالكي (1078ها) عند ذكر ما يستحيل عليه تعالى ما نصه :
( أو يكون في جهة للجرم ، أو له هو جهة ، أو يتقيد بمكان أو زمان ) شرح جوهرة التوحيد (ص 137).
194- وقال العلامة الشيخ كمال الدين البياضي الحنفي (1098هـ) ما نصه :
( وقال في الفقه الأبسط : (كان الله تعالى ولا مكان ، كان قبل أن يخلق الخلق ، كان ولم يكن أين ) أي مكان ، " (ولا خلق ولا شىء، وهو خالق كل شىء ) مُوجد له بعد العدم ، فلا يكون شىء من المكان والجهة قديما ) انظر إشارات المرام (ص 197).
195- وقال أيضا في كتابه "إشارات المرام" ممزوجا بالمتن ما نصه :
( ولقاء الله تعالى لأهل الجنة حق بلا كيفيّة ولا تشبيه له تعالى بشىء من المخلوقات ولا جهة له ولا تحيّز في شىء من الجهات، وفيه إشارات:
الأولى : أنه تعالى يُرى بلا تشبيه لعباده في الجنة بخلق قوة الإدزاك في الباصرة من غير تحيّز ومقابلة ولا مواجهة ولا مسـامته ) إشارات المرام (ص 201).
196- وقال الشيخ محمد بن عبد الباقي الزُّرقاني المالكي (1122هـ) في شرحه على موطأ مالك ما نصه :
( وقال البيضاوي : لما ثبت بالقواطع أنه سبحانه منزه عن الجسمية والتحيز امتنع عليه النزول على معنى الانتقال من موضع إلى موضع أخفض منه ) شرح الزرقاني على موطأ الإمام مالك (2 / 36).
197- وقال الشيخ محمد بن عبد الهادي السِّندي الحنفي شارح سنن النسائي (1138هـ) عند شرح حديث ( أقرب ما بكون العبد من ربه وهو ساجد ) ما نصه :
( قال القرطبي : هذا أقرب بالرتبة والكرامة لا بالمسافة والمساحة ، لأنه تعالى منزه عن المكان والزمان . وقال البدر بن الصاحب في تذكرته : وفي الحديث إشارة إلى نفي الجهة عن الله تعالى ) حاشية السندي على سنن النساني (576 /1 ).

198- وقال الشيخ أبو حفص الفاسي في حواشي الكبرى ما نصه :
( لا شك أن المعتقد هو أن الله تعالى سبحانه ليس في جهة ، وقد أوضح الأئمة تقريره في الكتب الكلامية بما لا مزيد عنه ، فهو سبحانه ليس داخل العالم ولا خارجه ، ولا متصلاً به ولا منفصلاً عنه ، وتوهم أن في هذا رفعاً للنقيضين وهو محال ، باطلٌ ؛ إذ لا تناقض بين داخل وخارج ، وإنما التناقض بين داخل ولا داخل ، وليس خارج مساوياً للداخل ، وإنما هو أخص منه، فلا يلزم من نفيه نفيه ؛ لأن نفي الأخص أعم من نفي الأعم، والأعم لا يستلزم الأخص.
فإن قيل : بم ينفرد هذا الأعم الذي هو لا داخل ، عن الأخص الذي هو خارج.
قلنا: ينفرد في موجود لا يقبل الدخول ولا الخروج ولا الاتصال ولا الانفصال ، وهذا يحمله العقل ، ولكن يقصر عنه الوهم، وقصور الوهم منشأ الشبهة ، ومثار دعوى الاستحالة ) انظر حسن المحاججة للأستاذ العلامة النَّظَّار سعيد فودة حفظه الله تعالى .
199- وفي كتاب (الفتاوي الهندية) لجماعة من علماء الهند ما نصه :
( يكفر بإثبات المكان لله تعالى . ولو قال :الله في السما فإن قصد به حكاية ما جاء فيه ظاهر الأخبار لا يكفر وإن أراد به المكان يكفر ) انظر كتاب (الفتاوي الهندية)لجماعة من علماء الهند(2/259 )
200- وقال ابن نجيم الحنفي في البحر الرائق - وهو من كتب الحنفية المشهورة - مانصه :
( ويكفر بإثبات المكان لله تعالى ، فإن قال : الله في السماء فإن قصد حكاية ما جاء في ظاهر الأخبار لا يكفر، وإن أراد المكان يكفر ) .
201- قال الشيخ محمد بن أحمد عليش المالكي عند ذِكر ما يوقع في الكفر والعياذ بالله مانصه
( وكإعتقاد جسمية الله وتحيّزه،فإنه يستلزم حدوثه واحتياجه لمحدِث ) انظر كتابه منح الجليل شرح مختصر خليل (9/206)
202- قال الشيخ محمد حمدي الجويجاتي الدمشقي (1411 هـ) ما نصه :
( ويستحيل على الله احتياجه لغيره، وللزمان والمكان، إذ هو خالق الزمان والمكان ) العقيدة الاسلامية (ص 8- 9 ).
203- وقال العلامة المحدث محمد زاهد الكوثري الأشعري رحمه الله مانصه :
( وقصة الجارية مذكورة فيما بأيدينا من نسخ مسلم لعلها زيدت فيما بعد إتماماً للحديث, أو كانت نسخة المصنف ناقصة, وقد أشار المصنف إلى اضطراب الحديث بقوله : ( وقد ذكرت في كتاب الظهار مخالفة من خالف معاوية بن الحكم في لفظ الحديث )، وقد ذكر في السنن الكبرى 7 /387 اختلاف الرواة في لفظ الحديث مع أسانيد كل لفظ من ألفاظهم ، وهي : (أين الله ؟ ، فقالت: في السماء ) ، مع لفظ : ( فأنها مؤمنة ) ، وبدونه : ( وأين الله, فأشارت إلى السماء بإصبعها )، و ( من ربك ؟ قالت: الله ربي ) ، و ( أتشهدين أن لا إله إلا الله ؟ ، قالت : نعم )، و (من ربك ؟ ، قالت : الله )، وقد توسعنا في شرح الحديث وبيان مبلغ اضطرابه سنداً و متناً فيما كتبناه على نونية ابن القيم ص94 فليراجع , وهناك بغية الباحث ) انظر تعليقه على كتاب الأسماء والصفات للحافظ البيهقي الأشعري ( ص 533 ) .
204- قال الصوفي الزاهد العارف الشيخ عبد الغني النابلسي الدمشقي الحنفي (1143هـ) ما نصه :
( فيتنزه سبحانه وتعالى عن جميع الأمكنة العلوية والسفلية وما بينهما ) رائحة الجنة شرح إضاءة الدُّجنَة (ص48 - 49 )
205- وقال أيضا :
( الجهات جمع جهة ، وهي ست : فوق وتحت ويمين وشمال وقدام وخلف ، والجهة عند المتكلمين هي نفس المكان باعتبار إضافة جسم ءاخر إليه. ومعنى كون الجسم في جهة كونه مضافا إلى جسم ءاخر حتى لو انعدمت الأجسام كلها لزم من ذلك انعدام الجهات كلها، لأن الجهات من توابع الأجسام واضافاتها كما قدمناه في المكان والزمان وحيث انتفى عن الله تعالى الزمان والمكان انتفت الجهات كلها عنه تعالى أيضا لأن جميع ذلك من لوازم الجسمية وهي مستحيلة في حقه تعالى ) المصدر السابق
206- وقال مفتي ولاية بيروت الشيخ عبد الباسط الفاخوري الشافعي (1323 هـ) عن الله مانصه :
( ليس بجِرم يأخذ قدرا من الفراغ ، فلا مكان له ، وليس بعرض يقوم بالجرم ، وليس في جهة من الجهات ، ولا يوصف بالكِبَر ولا بالصغر ، وكل ما قام ببالك فالله بخلاف ذلك ) انظر الكفاية لذوي العناية ( ص 13 ).
207- وقال أيضا :
( تنزه - أي الله - عن المكان والزمان ) المجالس السنية ( ص 2 ).
قلت: وذكر ذلك في افتتاحية كتابه "المجالس السنية"، مما يدل على أنه كان يعطي علم التوحيد اهتمامه ، ولذلك كان رحمه الله حريصا على تعليم الصغار والكبار تنزيه الله عن المكان والزمان و الجسمية وكل صفات المخلوقين
208- وقال أيضا :
( لا ينبغي للإله الواحد الصمد أن يحتوى بـمكـان هو خـالـقه ، بل كان ربي ولا عرش ولا مَلَكٌ ولا سـمـاء ورب الـعـرش واجـده ،وكـل من في مكان فهو مفتقر إلى المكان ويحويه سرادقه ) المصدر السابق (ص 119 ).
209- وقال أيضا ما نصه :
( إن الله يُرى في الآخرة - بلا كيف ولا شبهٍ ولا مثالٍ ولا حد ولا ند ولا ضد ، ولا مقابلة ولا أمام ولا وراء ولا يمين ولا شمال ، ولا محسوس ولا ملموس ، ولا طويل ولا قصير ولا كبير ولا صغير ولا عريض ) المجالس السنية (ص 119 ).
210- وقال الشيخ حسين بن محمد الجسر الطرابلسي (1327 هـ) في كتابه "الحصون الحميدية للمحافظة على العقائد الإسلامية" مانصه ( إنه تعالى ليس جوهرا ولا جسما ، فلا يحتاج إلى مكان يقوم فيه ، لأن الاحتياج إلى المكان من خواص الجواهر والأجسام ، وثبت هناك أنه تعالى ليس عرضا فلا يحتاج إلى محل يحل فيه ) الحصون الحميدية (ص 18 ).
211- وقال الشيخ عبد القادر الأدهمي الطرابلسي (1328 هـ) ما نصه :
( ولا يحناج الى مكان ومحل ، ولا يغيره زمان ) وسيلة النجاة والإسعاد في معرفة ما بجب من النوحيد والاعتقاد ( ص 4 ).

212- قال الشيخ رجب بن محمد جمال الدين البيروتي الشافعي الملقب بشيخ بيروت (1328 هـ) ما نصه :
( إنه تعالى ليس مماثلا للحوادث ، ثم قال : فليس بجرم يأخذ قذرا من الفراغ فلا مكان له ، وليس بعرض يقوم بالجرم فلا يوصف بالصورة ولا بالشكل ولا باللون ) كتاب الأجوبة الجلية في العقاند الدينية ( ص 4 ) ، طبع في بيروت بالمطبعة الأدبية سنة 1308 هـ ، وهذا الكتاب كان بدرس في مدارس ولاية بيروت في عهد الدولة العثمانيةالإسلامية .
213- وقال ما نصه :
( انه تعالى لا يحتاج إلى محل يقوم به ، ولا إلى مخصص أي موجد يوجده )المرجع السابق ( ص 5 ).
214- وقال الشيخ إسماعيل حقي الرومي الحنفي (1335 هـ) ما نصه :
( خصَّ السماء بالذكر ليعلم أن الأصنام التي في الأرض ليست بالهة لا لأنه تعالى في جهة من الجهات لأن ذلك من صفات الأجسام ) روح البيان ( 6 / 385 ).
قلت : انظروا الى فهم العلماء للنصوص ، وصدق الله تعالى عندما قال ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلون )
215- وقال الشيخ سليم البشري المصري (1335 هـ) شيخ الجامع الأزهر ما نصه :
( إعلم أيدك الله بتوفيقه وسلك بنا وبك سواء طريقه ، أن مذهب الفرقة الناجية وما عليه أجمع السنيون أن الله تعالى منزه عن مشابهة الحوادث مخالف لها في جميع سمات الحدوث ، ومن ذلك تنزهه عن الجهة والمكان كما دلت على ذلك البراهين القطعية ) انظر فرقان القرءان وهو مطبوع مع كتاب الأسماء والصفات للبيهقي (ص 74 ).
216- وقال الشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري (1348 هـ) ما نصه :
( فهو سبحانه لا يحده زمان ولا يقله مكان بل كان ولا مكان ولا زمان وهو الآن على ما عليه كان ) شرح تائية السلوك إلى ملك الملوك ( ص 60 ).
217- وقال مانصه :
( خلق الله العرش إظهارا لقدرته لا مكاناً لذاته ) المصدر السابق ( ص 29 ).
218- وقال أيضا ما نصه :
( الحمد لله المنزه في كماله عن الكيفية والأينِيَّة ، المقدس في جَلاله عن الضِّديَّة والنِّدِّية ، المتعالي بألوهيته عن الفوقية والتحتية ) الرائية الكبرى ( ص 3 ).
219- وقال الشيخ يوسف النبهاني الشافعي البيروتي (1350 هـ) ما نصه :
( فلاجهةٌ تحويه لا جهةٌ له تـنـزَّهَ ربـي عـنـهـا وَعـلاَ قـَدْرَا ) ديوان خطب الشرنوبي : الخُطبة الثالثة لصفر ( ص 16 ).
220- وقال الشيخ مصطفى نجا الشافعي مفتي بيروت (1351 هـ) ما نصه :
( ومعنى العلي المتعالي في جلاله وكبريائه إلى غير غاية ولا نهاية ، والمراد به علو القدر والمنزلة لا علو المكان لأنه تعالى منزه عن التحيز والجهة ) كشف الأسرار لتنوير الأفكار ( ص 118 ).
221- وقال الشيخ مصطفى نجا الشافعي مفتي بيروت (1351 هـ) ايضأ ما نصه :
( فإنها - يعنيءاية الكرسي - دالة على انه تعالى موجود واحد في الألوهية ، متصف بالحياة ، واجب الوجود لذاته موجد لغيره ، منزه عن التحيز والحلول ) كشف الأسرار لتنوير الأفكار ( ص 122 ).
222- وقال الشيخ عبد المجيد المغربي الطرابلسي أمين الفتوى في طرابلس الشام (1352 هـ) عن الله تعالى ما نصه :
( لا يحويه مكان ولا تحصره جهة لا فوق ولا تحت ، كان الله تعالى في أزليته ولم يكن شىء من الكائنات والأمكنة والجهات على الإطلاق ) رسالة علميه في الإسراء والمعراج ( ص 24 ).
223- وقال أيضا ما نصه :
( وليعلم ههنا أن الله صانع الكائنات ومحدثها يجب عقلا أن لا يكون مماثلا لشىء منها من كل وجه ، ولا شىء من هذه الكائنات إلا ويحصره المكان وتحده الجهة ، وكل مكان محدود ، وكل محدود ومحصور حادث ، والله عز وجل قديم فلا يجوز عقلا أن يكون في مكان أو تحده جهة ) الكوكب الشرقي في رد نظرية لابلاس ورفقائه ( ص 57 ).
224- قال الشيخ محمود بن محمد خطاب السبكي (1352هـ) وهو من مشايخ الأزهر بمصر ما نصه
( وأما مذهب السلف والخلف بالنسبة للآيات والأحاديث المتشابهة فقد اتفق الكلّ على أن الله تعالى منزه عن صفات الحوادث ، فليس له عز وجل مكان في العرش ولا في السماء ولا في غيرهما ، ولا يتصف بالحلول في شىء من الحوادث ولا بالاتصال بشىء منها ولا بالتحول والإنتقال ونحوهما من صفات الحوادث ) انظر إتحاف الكائنات ( ص 5 ).
225- وذكر الشيخ محمد الخضر الشنقيطي ( 1353هـ) مفتي المدينة المنورة في كتابه "إستحالة المعية بالذات " تنزيه الله عن المكان والجهة ، ومما ورد فيه :
( إن الله تعالى ليس بجسم ، فلا يحتاج الى مكان يستقر فيه ، فقد كان ولا مكان ... والبارىء ..... سبحانه لا تحويه جهة إذ كان موجودا ولا جهة ) استحالة المعية بالذات : المبحث الثامن في النزول والصعود والعروج ( ص 277 ).
226- وقال الشيخ عبد الفتاح الزعبي الطرابلسي اللبناني (1354 هـ) ما نصه :
( كيف يحيط العقل بمن تقدس عن الكميَّة والكيفية والأينيَّة ، فنزهوا ربكم وقدسوه عن الخواطر الفكرية ) انظر المواعظ الحميدية ( ص 85 ).
قلت : والشيخ عبد الفتاح الزعبي الطرابلسي اللبناني هذا هو قائم مقام نقيب السادة الأشراف والخطيب والمحدث في الجامع الكبير .
تتلمذ على الشيخ أبي المحاسن القاوقجي الطرابلسي الحنفي ، له كتاب سماه ( المواعظ الحميدية في الخطب الجُمعية ) وهو عبارة عن مجموعة خطب ألقاها على منابر المساجد يوم الجمعة .
227- وقال الشيخ محمد حسنين مخلوف مفتي الديار المصرية (1355 هـ ) ما نصه :
( - إن الله - منزه عن جميع النقائص ، وسمات الحدوث ، ومنها الزمان والمكان ، فلا يقارنه زمان ولا يحويه مكان إذ هو الخالق لهما فكيف يحتاج إليهما ) مختصر شرح عقيدة أهل الاسلام (ص 12- 13 )
228- وقال أيضا :
( لا تحيط به الجهات : كقدام وخلف وفوق وتحت ، وشمال إذ هي نسب حادثة بحدوث الأشياء ، والله تعالى قديم أزلي ) مختصر شرح عقيدة أهل الإسلام (ص 12- 13 )
( ولمّا قام البرهان على تنزهه تعالى عن الحيز والمكان والجهة كسائر لوازم الحدوث ، وجب أن يكون استواؤه على عرشه لا بمعنى الاستقرار والتمكن ، بل بالمعنى اللائق بجلاله تعالى ) مختصر شرح عقيدة أهل الإسلام (ص 12- 13 )
2290- وقال أيضا :
( فيُرَى سبحانه لا في مكان ولا جهة ولا باتصال شعاع ولا ثبوت مسافة بين الرائين وبينه تعالى بل على الوجه الذي يليق بقدسيته وجلاله سبحانه ) المصدر السابق ( ص 27 ).
230- وقال الشيخ محمدبن إبراهيم الحسيني الطرابلسي (1362 هـ) في تفسير قوله تعالى : { وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ } ما نصه : ( ظنوا أنه سبحانه وتعالى مما يشبه الأجسام وبتعلق به الرؤبة تعلقها بها - أي الأجسام - على طريق المقابلة في الجهات والأحياز ، ولا ريب في استحالته ) انظر تفسير القرءان الكريم. (ص 101 ).

231- وقال الشيخ يوسف الدَّجوي المصري (1365 هـ) في مجلة الأزهر التي تصدرها مشيخة الأزهر بمصر في تفسير قول الله تبارك وتعالى : { سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى } ما نصه :
( والأعلى صفة الرب ، والمراد بالعلو العلو بالقهر والاقتدار ، لا بالمكان والجهة ، لتنرهه عن ذلك ) انظر مجلة الأزهر ( تصدرها مشيخة الأزهر بمصر ) ، المجلد التاسع ، الجزء الأول - المحرم سنة 1357 ( ص 16 ).
232- وقال أيضا :
( واعلم أن السلف قائلون باستحالة العلو المكاني عليه تعالى ، خلافا لبعض الجهلة الذين يخبطون خبط عشواء في هذا المقام ، فإن السلف والخلف متفقان على التنزيه ) المصدر السابق ( ص 17 ).
والدجوي أحد أعضاء كبار العلماء في الأزهر بمصر ، وانظر مقالة له بعنوان "تنزيه الله عن المكان والجهة . انظر { مقالات وفتاوى الدجوى (183/- 194و201--211) } .
233- وقال الشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني (1367 هـ) مدرس علوم القرءان والحديث في كلية أصول الدين في جامعة الأزهر بمصر ما نصه :
( الأدلة القاطعة تنزه الله عن أن يشبه خلقه أو يحتاج إلى شىء منه ، سواء أكان مكانا يحل فيه أم غيره ) انظر مناهل العرفان في علوم القرءان (2 / 186 ) ، وكُتب على غلاف الكتاب : (طبق ما قرره مجلس الأزهر الأعلى في دراسة تخصص الكليات الأزهرية ) . وهذا يعني أن الأزهر بمصر يعلم المسلمين تنزيه الله عن المكان خلاف ما عليه أدعياء السلفية !! .
234- وقال أيضا ما نصه
( قبل أن يخَلق - الله - الزمان والمكان و قبل أن تكون هناك جهات ست لم يكن له جهة ولا مكان ، وهو الآن على ما عليه كان، لا جهة له ولا مكان ) مناهل العرفان (2 / 190 ).
ثم ردّ المؤلف على المدَّعين بأنهم السلفية وبين فساد اعتقادهم وزيَّف شبههم المتهافتة ..
235- وقال الشيخ مصطفى وهيب البارودي الطرابلسي (1372 هـ) ما نصه :
( إن الله تعالى منزه الذات عن الاختصاص بالأمكنة والجهات ، وهذا أصل من أصول العقائد الإيمانية ، لأنه لو احتاج إلى المكان لكان حادثا ، وقد قام الدليل على وجوب القِدَم - لله - واستحالة العدم - عليه - ولأن هذه الجهات هو الذي خلقها ) أنظر كتابه الفوز الأبدي في الهدي المحمدى ( ص 73 ).
236- وقال الشيخ سلامة القضاعي العزامي الشافعي (1376 هـ) ما نصه :
( أجمع أهل الحق من علماء السلف والخلف على تنزه الحق - سبحانه - عن الجهة وتقدسه عن المكان ) فرقان القرءان ( مطبوع مع كتاب الأسماء والصفات للبيهقي ) ( ص 93 )
237- وقال الحافظ المحدث الشيخ أحمد بن محمد بن الصديق الغُمَاري المغربي (1380 هـ) مانصه :
( فإن قيل : إذا كان الحقُّ سبحانه ليس في جهة ، فما معنى رفع اليدين بالدعاء نحو السماء ؟
فالجوابُ كما نقله في "إتحاف السادة المتقين " - إتحاف السادة المتقين ( 5 / 34 - 35 ) - عن الطُّرْطُوشي - المالكي - من وجهين :
احدُهما : أنه محل التعبُّد ، كاستقبالِ الكعبة في الصلاة ، وإلصاق الجبهة بالأرض في السجود ، مع تنزُّهه سبحانه عن محل البيت ومحل السجود ، فكأنَّ السماء قبلةُ الدعاء.
وثانيهما : أنها لما كانَتْ مهبط الرزقِ والوحي وموضعَ الرحمةِ والبركةِ ، على معنى أن المطرَ ينزِلُ منها إلى الأرضِ فيخرج نباتا ، وهي مَسكَنُ الملاء الأعلى ، فإذا قَضَى اللهُ أمرا ألقاه إليهم ، فيُلقونه إلى أهلِ الأرض ، وكذلك الأعمال تُرفَع ، وفيها غيرُ واحد من الأنبياء ، وفيها الجنةُ - التي هي غايةُ الأماني ، فلما كانت معْدِنّا لهذه الأمور العظام ومَعْرِفةَ القضاءِ والقَدَر ، تَصرَّفَت الهِممُ إليها ، وتوفَّرَت الدواعي عليها ) انظر المنَِحُ المطلوبة ( ضمن كتاب ثلاث رسائل في استحباب الدعاء ) (ص 61 - 62 ).
238- وقال المحدث الشيخ محـمد عربي التبان المالكي المدرس بمدرسة الفلاح وبالمسجد المكي (1395 هـ) ما نصه :
( اتفق العقلاء من أهل السنة الشافعية والحنفية والمالكية وفضلاء الحنابلة وغيرهم على أن الله تبارك وتعالى منزه عن الجهة والجسمية والحد والمكان ومشابهة مخلوقاته ) براءة الأشعريين ( 1 / 79 ).
239- وقال الشيخ محمد الطاهر بن عاشور المالكي (1393 هـ) ما نصه :
( قوله تعالى { مَّن فىِ السَّمَآءِ } في الموضعين من قبيل المتشابه الذي يعطي ظاهره معنى الحلول في مكان ، وذلك لا يليق بالله ) أنظر تفسيره التحرير والتنوير ( 29 / 33 ).
قلت : والشيخ محمد الطاهر بن عاشور المالكي هو رئيس المفتين المالكيين بتونس وشيخ جامع الزيتونة وفروعه بتونس . انظر ( الأعلام للزِّركلي 6 / 174 ) .
240- وقال الشيخ عبد الكريم الرفاعي الدمشقي (1393هـ) احد خوَّاص تلاميذ الشيخ المحدث بدر الدين الحسني ما نصه :
( ويستحيل على الله المماثلة للحوادث ، والتقيد في الزمان والمكان ، وأن يكون في جهة ، او تكون له جهة ) انظر كتاب المعرفة في بيان عمدة المسلم ( ص 55 - 57 ).
241- وقال أيضا :
( يستحيل - على الله - التقيد بالمكان لأن المتمكِّن فيه إما ساكن أو متحرك ، وقد تقدم استحالة الحركة والسكون على الله تعالى ، فإذا استحال على الله تعالى أن يتقيد بالمكان . ويستحيل ان يكون الاله في جهة أو يكون له جهة لأن الجهة التي هي الفوق ، والتحت ، والأمام ، والوراء ، واليمين ، والشمال لا تتصور ولا تعقل إلا ملازمة للجرم ، وقد تقدم استحالة الجرمية عليه ، فإذا لا يتصور أن يكون له جهة أو يكون في جهة ) كتاب المعرفة في بيان عقيدة المسلم (ص 55 - 57 ).
242- وقال محدث الديار المغربية الشيخ عبد الله بن محمد الصديق الغماري (1413هـ) ما نصه :
( كان الله ولم يكن شىء غيره ، فلم يكن زمان ولا مكان ولا قطر ولا أوان ، ولا عرش ولا ملك ، ولا كوكب ولا فلك ، ثم اوجد العالم من غير احتياج إليه ، ولو شاء ما أوجده . فهذا العالم كله بما فيه من جواهر وأعراض حادث عن عدم ، ليس فيه شائبة من قِدم ، حسبما اقتضته قضايا العقول ، وأيدته دلائل النقول ، وأجمع عليه المِلِّيُّوْن قاطبة إلا شُذاذا من الفلاسفة قالوا بقدم العالم ، وهم كفار بلا نزاع ) انظر قصص الأنبياء : آدم عليه السلام ( ص 11 ).
243- وقال أيضا ما نصه :
( قال النيسابوري في "تفسيره" أما قوله : { وَرَافِعُكَ إِلَيَّ } فالمشبهة تمسكوا بمثله في إثبات المكان لله وأنه في السماء ، لكن الدلائل القاطعة دلّت على أنه متعال عن الحيز والجهة ، فوجب حمل هذا الظاهر على التأويل بأن المراد إلي محل كرامتي ) انظر عقيدة أهل الاسلام ( ص 29

243- اما الازهر الشريف فإنه ذو معتقد اشعري صحيح على منهج اهل السنة والجماعة ، فقد اصدر فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة محمد فتوى برقم ( 4307 ) بتاريخ ( 21 /02/2006 ) ، وكان الموضوع ( هل لله تعالى مكان أو تمييز ) فقال الدكتور ما نصه ( ... من ثوابت العقيدة عند المسلمين أن الله تعالى لا يحويه مكان ولا يحده زمان ؛ لأن المكان والزمان مخلـوقان ، وتعالى الله سبحانه أن يحيط به شيء من خلقه ، بل هو خالق كل شيء ، وهو المحيط بكل شيء ، وهذا الاعتقاد متفق عليه بين المسلمين لا يُنكره منهم مُنكِرٌ ، وقد عبَّر عن ذلك أهل العلم بقولهم : " كان الله ولا مكان ، وهو على ما كان قبل خلق المكان ؛ لم يتغير عما كان " ، ومن عبارات السلف الصالح في ذلك :... ) ثم ذكر بعض الاقوال مما ذكرت في هذا الموضوع ومنها :-
244- وقيل ليحيى بن معاذ الرازي :
( أَخْبِرْنا عن الله عز وجل ، فقال : إله واحد ، فقيل له : كيف هو ؟ قال : ملك قادر ، فقيل له : أين هو ؟ فقال : بالمرصاد ، فقال السائل : لم أسألك عن هذا ؟ فقال : ما كان غير هذا كان صفة المخلوق ، فأما صفته فما أخبرت عنه ) انظر الفتوى السابقة لفضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة محمد
245- وسُئِل ذو النون المصري رضي الله عنه عن قوله تعالى { الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى } ، فقـال :
( أثبت ذاته ونفى مكانه ؛ فهو موجود بذاته والأشياء بحكمته كما شاء ) انظر الفتوى السابقة لفضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة محمد ، وانظر كذلك الرسالة القشيرية (ص6 ).
246- وقال الشيخ العلامة احمد التيجاني رحمه الله مانصه :
( فذاته جل جلاله متعالية مقدسة على جميع حدود الجرم والجسم ولوازمه ومقتضياته من دخول وخروج وقرب وبعد ، واتصال وانفصال ، وتحيز واختصاص بجهه ، او إحاطة بالظرفية ....) انظر كتابه جواهر المعاني الجزء الاول ، ونقله عنه تلميذه محمد بن احمد البشير البكري الشنقيطي في كتابه كوثر الاماني والتهاني لموارد النجاح والفلاح ( 2 / 263 )
247- وقال ايضا مانصه :
( كما قال بعض الاكابر في هذا الحد ( لا يتنثل في النفس ، ولايتصور في الذهن ، ولايتصور في الوهم ، ولايتكيف في العقل ، لاتلحقه العقول ، ولاالافكار ، ولاتحيط به الجهات ، ولاالاقطار ) المصدر السابق
248- وقال ايضا مانصه :
( فلا اتصال ، ولاانفصال ، ولامسافة للقرب والبعد ، ولاأينيّة ، ولاحلول ، ولامكان ، ولادخول ، ولاخروج ، ولاتعدد للذات بتعددها بالمعية ) المصدر السابق
249- وقال محشية العدوي رحمه الله :
( قوله انه يفهم منه الجهه : المناسب ان يقول : المكان الذي قد صرح به بقوله وهو سبحانه منزه عن المكان ) نقله عنه محمد بن احمد البشير البكري الشنقيطي في كتابه كوثر الاماني والتهاني لموارد النجاح والفلاح ( 2 / 265 )
250- وقال ايضا مانصه :
( ( قوله على العرش استوى وعلى الملك احتوى ، وله الاسماء الحسنى والصفات العلى ) ، استوى بالقهر والغلبة ؛ استيلاء ملك واله قادر ، واله قاهر ) المصدر السابق
251- وقال الشيخ محدث بيروت محمد بن درويش الحوت الحسيني البيروتي الشافعي الأشعري (1276هـ )ما نصه :
( اعلم أنه تعالى منزه عن الحلول والاتحاد بشىء من الكون ) رسائل في بيان عقائد أهل السنة والجماعة ( ص 40 ).
252- وقال أيضا :
( ولا يدخل في وجوده - تعالى - زمان ولا مكان ، فإنه السابق على الزمان و المكان ) رسائل في بيان عقائد أهل السنة والجماعة ( ص 44 - 49 )
253- وقال أيضا :
( إن الله تعالى : ليس بنار ولا نور ولا روح ولا ريح ولا جسم ولا عرض ولا يتصف بمكان ولا زمان ولا هيئة ولا حركة ولا سكون ولا قيام ولا قعود ولا جهة ولا بعلو ولا بسفل ولا بكونه فوق العالم أو تحته ، ولا يقال كيف هو ولا أين هو ) رسائل في بيان عقائد أهل السنة والجماعة ( ص 44 - 49 )
254- وقال أيضا
( نّزِّه الحقَّ سبحانه وتعالى عن كل ما يوهم الجسمية أو المكان أو الحدوث ، وفوَّض علم الحقيقة له تعالى في المتشابه نحو قوله تعالى :" الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى " ) المصدر السابق (ص 106).
قلت : والشيخ الحوت هذا وُلد في بيروت سنة 1209 هـ وحفظ القرءان الكريم اتقانا واستظهارا وترتيلا ، وقرأ على مفتي بيروت العالم الفاضل الشيخ عبداللطيف فتح الله الشيخ محمد المسيري الإسكندري، ثم رحل إلى دمشق وتلقى العلوم على عدد من العلماء منهم مسند الشام عبد الرحمن الكزبري ، وابن عابدين الحنفي صاحب الحاشية المشهورة والشيخ عبد الرحمن الطيبي وغيرهم، ثم عاد إلى بيروت وصار يدرِّس في الجامع العمري الكبير عقيدة أهل السنة والجماعة وغيرها من العلوم الشرعية النافعة فانتفع به الخاص والعام ، وقد تخرج على يديه أكثر علماء بيروت ومنهم الشيخ عبد الباسط الفاخوري مفتي ولاية بيروت والأستاذ أبو الحسن قاسم الكستي قاضي بيروت وغيرهما من أهل العلم والفضل. ودفن في تربة الباشورة رحمه الله تعالى وأدخله فسيح جناته
256- وقال ما نصه :
( ويجب في حقه تعالى القيام بالنفس ، ومعناه أنه تعالى لا يفتقر إلى محل ولا إلى مخصص ) رسالة في علم التوحيد ، أنظر مجموع ، أمهات المتون (ص 40 )
257- وقال الصوفي العارف بالله الزاهد العابد الشيخ بهاء الدين محمد مهدي بن علي الرواس الصيادي الحسيني الشافعي (287 هـ) ما نصه :
( الوسيلة الأولى صحة الاعتقاد ، ولنذكر ذلك بالاختصار على الوجه الكافي ، وهو أن يعتقد المرء أن الله واحد لا شريك له ، وهو الأول والآخر ، والظاهر والباطن ليس كمثله شىء ، لا يحده المقدار ، ولا تحويه الأقطار ، ولا تحيط به الجهات ، ولا تكتنفه السموات ) بورق الحقائق (ص 420 ) . بأختصار .
258- ويقول الشيخ عمر بن محمد الأنسي الشافعي البيروتي (293 اهـ) في ديوانه ما نصه :
( مـكـانٌ شـادَه شـرفـا وعِـزَا ** إلـهٌ لا يـحـيـط بـه مـكـانَ ) المورد العذب (ص 276 ).
259- وقال الشيخ العلامة المحدث الفقيه أبو المحاسن محمد القاوقجي الطرابلسي اللبناني الحنفي (1305 هـ) ما نصه :
( فهذه عقيدة في التوحيد خالصة من الحشو والتعقيد ، يحتاج إليها كل مريد ، نفع الله بها جميع العباد ، ءامين ...) ثم قال ( فإذا قال لك : أين الله ؟ فقل : مع كل أحد بعلمه - لا بذاته - ، وفوق كل أحد بقدرته ، وظاهر بكل شىء باثار صفاته ، وباطن بحقيقة ذاته - أي لا يمكن تصويره في النفس- ، منزه عن الجهة والجسمية . فلا يقال : له يمين ولا شمال ولا خلف ولا أمام ، ولا فوق العرش ولا تحته ، ولا عن يمينه ولا عن شماله ، ولا داخل في العالم ولا خارج عنه ، ولا يقال : لا يعلم مكانه إلا هو . ومن قال : لا أعرف الله في السماء هو أم في الأرض كفر - لأنه جعل أحدهما له مكانا.
فإذا قال لك: ما دليلك على ذلك ؟ فقل : لأنه لو كان له جهة أو هو في جهة لكان متحيزا ، وكل متحيز حادث ، والحدوث عليه محال ) انظر كتابه الاعتماد في الاعتقاد (ص 5 )
260- وقال في كتاب سفينة النجاة ما نصه :
( ويستحيل عليه المماثلة للحوادث بأن يكون ذاته كالذوات يأخذ مقدارا من الفراغ ، او يتصف بالأعراض كالبياض ، أو يكون في جهة كالفوق والتحت واليمين والشمال والخلف والأمام ، أو يكون جهةًكالأعلى والأسفل ، أو يحلّ بمكان أو يُقَيّد بزمان ) سفينة النجاة في معرفة الله وأحكام الصلاة (ص 7 )
261- وقال الشيخ محمد نووي الجاوي الشافعي (1316 هـ) عند ذكر أن الله يستحيل عليه المماثلة لشىء من خلقه ما نصه :
( أو يكون تعالى في جهة للجرم بأن يكون عن يمينه أو شماله أو فوقه أو تحته أو أمامه أو خلفه ، أو يكون له تعالى جهة بأن يكون له يمين أو شمال أو فوق أو تحت أو خلف أو أمام ، أو يتقيد بمكان بأن يحل فيه بأن يكون فوق العرش ) الثمار اليائعة في الرياض البديعة (ص 5 ).
262- وقال أيضا ما نصه
: (وكل ما خطر ببالك من صفات الحوادث لا تصدق أن في الله شيئا من ذلك ، وليس له مكان أصلاً فليس داخلاّ في الدنيا ولا خارجا عنها ) نور الظلام شرح منظومة عقيدة العوام (ص 37 ).
263- وقال الشيخ المتكلم عبد العزيز بن عبد الرحمن السكندري (كان حيّا سنة 1317 هـ) ما نصه :
( وكذا يستحيل عليه تعالى أن يكون في مكان أو زمان لأن الحلول في المكان من لوازم الجرم و الحلول في الزمان من لوازم الجرم والعرض ) الدليل الصادق على وجود الخالق (1 / 94 )

264- وقال الشيخ العلامة محمد بن احمد البشير البكري الشنقيطي رحمه الله :
( وضربه الامثال بنوره وبعرشه وكرسيه ؛ تقريبا منه وتمثيلا وتصويرا للنفوس البشرية بما الفته وعتادته متبادلا بينها ، ومتعارفا عليه عندها ، فقال لها - الله - انا ربكم ، انا إلهكم ، انا الملك ، لي عرش ولي كرسي ولي احجبة لاتعد ولاتحصى ، ولي سرادق لاتخرق ، وحجب لا ترفع ، على العرش استويت كما شئت واردت ، بلا كيف ، ولااين ، ولاظرف زمان ولامكان ، كل هذا امثال محسوسة ، ومعروفة بينكم لعبادي ، وانا الرب ليس كمثلي شيء ، لااجلس على العرش ، ولااقعد على كرسي ، لااحتاج الى حجاب يسترني ، ولاحجبة تمنعني ..... ) انظر كتابه كوثر الاماني والتهاني لموارد النجاح والفلاح ( 2 / 260 )
265- وقال ايضا ما نصه :
( قال بعض المحققين : هذا تصوير لعظمته وتكثيل حسي لان النفوس البشرية ابداً تجد من التعظيم والهيبة عند سماع الاشياء المحسوسة الدالة على الكبرياء والعظمة ما لاتجده عند سماع ذلك ، فالقصد من ذكر الكرسي والعرش الذي هو اعظم منه ؛ إستشعار النفوس عند سماعها عظمة الباري سبحانه وتعالى ) انظر كتابه كوثر الاماني والتهاني لموارد النجاح والفلاح ( 2 / 260 )
266- وقال الشيخ محمد عثمان الميرغني المكي الحنفي (1268هـ) ما نصه
( مخالفته للحوادث : ومعناها عدم الموافقة لشىء من الحوادث ، وليس تعالى بجوهر ولا جسم ولا عرض ولا متحرك ولا ساكن ، ولا يوصف تعالى بالصغر ولا بالكبر ، ولا بالفوقية ولا بالتحتية ، ولا بالحلول في الأمكنة ، و لا بالاتحاد ولا بالاتصال و لا بالانفصال ، ولا باليمين ولا بالشمال ولا بالخلف ولا بالأمام ، ولا بغير ذلك من صمات الحوادث ) منظومته مُنجية العبيد (ص 16 )
267- وقال الشيخ عبد ربه بن سليمان بن محمد بن سليمان الشهير بالقليوبي المصري أحد علماء الأزهر ما نصه :
( نقول : مما تقرر عقلا ونقلاً أن الله تعالى إله قديم مستغن عن كل ما سواه ، وغيره مفتقر إليه، فكيف يحل في السماء والحلول دليل الاحتياج ، وأنه تعالى لو كان في مكان لكان متناهي المقدار ، وما كان متناهي المقدار فهو حادث، والله تعالى قديم فيستحيل عليه الحلول في مكان أو جهة ) فيض الوهاب ( 2/ 26 - 27 ).
268- قال الشيخ حسين عبد الرحيم مكي المصري أحد مشايخ الأزهر مانصه :
( - إن الله تعالى يرى - من غير أن يكون في مكان وجهة ، أومقابلاً للرائي او محدودً او محصورا وبدون تكيف بأيّ كيفية من كيفيات رؤية الحوادث بعضهم بعضا ) انظر توضيح العقيدة المفيد في علم التوحيد لشرح الخريدة لسيدي أحمد الدردير (2/ 35)، الطبعة الخامسة 1384 هـ - 1964 م.
269- وقال الشيخ البوطي حفظه الله مانصه :
(قال حفظه الله : إن الله استوى على عرشه وبذاته‏،‏ تلك هي عقيدة السلف وعقيدة الإمام الأشعري‏،‏ وهو صريح القرآن. ولكن هذا لايستلزم نسبة الجهة إلى الله‏،‏ فالاستواء معلوم والكيف غير معقول كما قالت أم سلمة والإمام مالك‏،‏ وإنما تكون الجهة نتيجة لثبوت الكيفية‏،‏ وهي مستحيلة على الله. ) .
270- وقال الولي القشاشي مانصه :
( وفي هذا دليل واضح على الإحاطة الإلهية وتساوي الأمكنة كلها بالنسبة إلى الله, وبهذا كان العروج إلى الله في بطون الأرضين وفي فجاج الأرض كالعروج إليه نحو السموات للإحاطة والمساواة ففيه شاهد بذلك لمن أراد شاهدا من شواهد الإحاطة إن كان في شك منه, وفيه رد على القائلين بالجهة وبالأقوال التي لا حاجة إلى ذكرها لأنها لا تخفى على المستبصرين لأنه لو كان كما توهموا والوقع التفضيل لما وقع التفصيل, وفي ذلك نداء بآية (وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله) (وهو الله في السموات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون) انظر الدرة الثمينة
271- وقال الكوراني مانصه :
( إن المعتزلة قد كفرت أهل السنة لقولهم برؤيته سبحانه يوم القيامة ظنا منهم أن ذلك يستلزم التجسيم وهذا ظن فاسد لأن أهل السنة يثبتونها بلا كيف ومع التنزيه عن الجسم و الجهة).
272- وقال الشيخ حسين عبد الرحيم مكي المصري أحد مشايخ الأزهرفي كتابه "توضيع العقيدة "وهو مقرر السنة الرابعة الإعدادية بالمعاهد الأزهرية بمصر، ما نصه :
( فنراه تعالى منزَّهاً عن الجهة والمقابلة وسائر التكيفات، كما أنّا نؤمن ونعتقد انه تعالى ليس في جهة ولا مقابلاًوليس جسما ) انظر توضيح العقيدة المفيد في علم التوحيد لشرح الخريدة لسيدي أحمد الدردير ( 2 / 39 )
273- وقال ايضا مانصه :
(وفي كتاب "العقيدة الإسلامية"الذي يدرّس في دولة الإمارات العربية ما نصه ) : ( وأنه تعالى لا يحل في شىء ولا يحل فيه شىء، تقدس عن أن يحويه مكان، كما تنزه عن أن يحده زمان، بل كان قبل أن يخلق الزمان والمكان وهو الآن على ما عليه كان ) العقيدة الاسلامية: التوحيد في الكتاب والسنة ( 1 / 167 ).
274- وفيه أيضا ما نصه :
( وإن عقيدة النجاة المنقذة من أوحال الشرك وضلالات الفرق الزائفة هي اعتقاد رؤيته تعالى في الاخرة للمؤمنين بلا كيف ولا تحديد ولا جهة ولا انحصار ) العقيدة الإسلامية: التوحيد الكتاب والسنة: (1/ 151)275- وجاء في مجلة دعوة الحق تصدرها وزارة الأوقاف والشئون الاسلامية بالمملكة المغربية مانصه :
( يتفق الجميع من علماء سلف اهل السنة وخلفهم - وكذا العقلانيون من المتكلمين - على أن ظاهر الاستواء على العرش بمعنىالجلوس على كرسي والمتمكن عليه والتحيز فيه مستحيل،لأن الأدلة القطعية تنزه الله تعالى عن أن يشبه خلقه أو أن يحتاج الى شىء مخلوق، سواء أكان مكانا يحل فيه أو غيره، وكذلك لأنه سبحانه نفى عن نفسه المماثلة لخلقه في أي شىء، فأثبت لذاته الغنى المطلق فقال تعالى ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء ) مجلة دعوة الحق: العددان 305- 306 (ص/ 65 سنة 1415 هـ -1994م ).
276- وجاء في مجلة الأزهر وهي مجلة دينية علمية خلقية تاريخية حكمية تصدرها مشيخةالأزهر بمصر، انتدب الأزهر الشريف بمصر لهؤلاء المنحرفين عن منهج أهل السنة وتصدر للرد على تلك الشرذمة التي تسمي نفسها "الوهابية" المتسترين تحت اسم "السلفية" تارة، و"جماعة أنصار السنة" تارة أخرى، فنشر أكثر من مقال لإبطال مزاعمهم تحت عنوان "تنزيه الله عن المكان والجهة".
277- ومما جاء فيها :
( "والأعلى" صفة الرب، والمراد بالعلو العلو بالقهر والاقتدار لا بالمكان والجهة، لتنزهه عن ذلك ) (مجلة نور الاسلام= مجلة الأزهر: (مجلد 2/ جزء4/ ص 282 ربيع الثاني سنة 1350هـ)، (ومجلد 2/ جزء9/ ص/63 رمضان سنة 1350هـ). (مجلد 9/ جزء ا/ ص/ 16) المحرم سنة 1357 هـ).
278- وامام الدعاه الشيخ الشعراوي يفسر الاستواء في قوله تعالى
( ثم استوى الى السماء )
فقال ما نصه : ( استوى هنا بمعنى قصد ) .
279- وقال الأستاذ العلامة سعيد فودة ما نصه :
( مذهب أهل السنة والجماعة كلهم ومنهم الأشاعرة أن الله تعالى لا يشابه أحداً من خلقه ، لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله . وإن كل ما خطر على قلب بشر من صورة أو كيفية فيجب نفيه عنه تعالى ، لأن الصورة والكيف منتفيان في الأصل عنه تعالى.
وهم يقولون بتنـزيه الله تعالى عن صفات البشر والحوادث والأجسام وكل ما يلزم عن كون الشيء جسماً وهي لوازم الأجسام مثل: الكون في الأمكنة والحركة والحجم والكيف والتركيب وغير ذلك ) انظر كتابه خواطر حول وصية الإمام فخر الدين الرازي رحمه الله تعالى

280- وقال ايضا في و صيته :
( أن العالم المخصوص تحت تدبير مُدَبِّره المنـزه عن مماثلة التمحيزات ) انظر المرجع السابق ، وانظر كذلك طبقات الشافعية الكبرى الإمام المحقق ابن السبكي: (8 / 90 )
قلت : وقد ذكر الأستاذ العلامة سعيد فودة هذه الوصية بما معناه - التي يدعي ابن تيمية وممن تأثر به - انه لايوجد فيها ما يقوله المبطلون من ان هذا الامام الحجة قد تراجع عن معتقده في الصفات ، وانه تراجع عن اشعريته .
فليتنبه الاخوة الكرام الى هذه المسألة .
وقال العلامة سعيد فودة
( قلتُ : الناسُ الذين يقولون إن الله تعالى خارج العالم ويفهمون حقيقة هذا القول ، هم مجسمة ، سواء اعترفوا بهذا أم لا ؛ لأنهم يقولون إن الله تعالى خارج العالم في جهة من العالم ، وهي جهة الفوق ، ويقولون : إن هذا هو المكان الذي نقول إن الله تعالى فيه!!
ويحتجون على هذا بأن يقولوا: إن من يتصف بأنه لا خارج العالم ولا داخل فهو معدوم؛ لأنه لا يتصور وجود شيء لا داخل العالم ولا خارجه.
فمن حيث الاحتمالُ العقلي عندهم، إما أن يكون داخل العالم أو يكون خارجه، ويبطل أن يكون داخل العالم، فوجب أن يكون خارجه، وما دام وجبَ كونه خارج العالم فقد وجب كونه في جهةٍ، والجهات متعددة، ويستحيل أن يكون تحت العالم أو يمينه إلى آخره، فوجب أن يكون فوقه؛ لأن هذه الجهة جهة كمال، وهي التي تليق بالله تعالى، فصار معبودهم بعد هذا البيان خارج العالم، وفي جهة الفوق، هذا حاصل كلامهم.
فنقول وبالله التوفيق:
كلامهم هذا متهافت، ويدلُّ على سخف عقولهم، ولا يغترُّ به إلا جاهل، لا يفهم معاني الألفاظ ولا يعقلها.
فالله تعالى كان قبل كل شيء ، والعالم كله بما فيه مخلوق ، والعالم له بداية لم يكن قبلها موجوداً ، فقبل أن يخلق الله العالم هل كان في جهةٍ أو كان في مكان ؟! الكل متفق على أن المكان والجهات كلها مخلوقة ، ومن قال غير هذا فقد كفر بملة الإسلام ، فالله تعالى كان ولم يكن شيء غيره ) انظر حسن المحاججة للأستاذ العلامة النَّظَّار سعيد فودة حفظه الله تعالى .












قديم 2011-07-05, 11:02   رقم المشاركة : 102
معلومات العضو
قذائف الحق
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

الإمام ابن حجر الهيتمي :- لا يعتقد ضلال الأشاعرة إلا أحمق جاهل أو مبتدع ولا يسبهم إلا فاسق ينبغي أن يؤدب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ولي الصالحين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله الأولين والآخرين، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله سيد الخلق أجمعين، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين, وبعد

سئل الإمام العلامة ابن حجر الهيتمي رحمه الله تعالى عن الإمام أبي الحسن الأشعري والباقلاني وابن فورك وأبي المعالي إمام الحرمين وأبي الوليد الباجي وغيرهم ممن تكلم في الأصول وسلك مذهب الأشعري في الاعتقاد، وعن حكم من انتقصهم وضللهم؟
فأجاب رحمه الله بعد أن شنّع على من عرض لهم بشتم أو تضليل أو قدح:
( بل هم أئمة الدين وفحول علماء المسلمين فيجب الإقتداء بهم لقيامهم بنصرة الشريعة وإيضاح المشكلات وردّ شبه أهل الزيغ، وما يجب من الاعتقادات والديانات لعلمهم بالله وما يجب له وما يستحيل عليه وما يجوز في حقه... والواجب الاعتراف بفضل أولئك الأئمة المذكورين في السؤال وسابقتهم، وأنهم من جملة المرادين بقوله صلى الله عليه وسلم " يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين " فلا يعتقد ضلالتهم إلا أحمق جاهل أو مبتدع زائغ عن الحق، ولا يسبهم إلا فاسق، فينبغي تبصير الجاهل وتأديب الفاسق واستتابة المبتدع ). اهـ
" الفتاوى الحديثية ص 205 ).
















قديم 2011-07-05, 11:13   رقم المشاركة : 103
معلومات العضو
قذائف الحق
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

يا سي هشام ـ نسأل الله لك الهداية ـ ونتمنى ان تكون الغشاوة التي تحجب عنك الحقيقة قد زالت الى لا رجعة ان شاء الله.
انا اعلم ان مقصدك سليم، وطويتك نقية، ولكن خدعوك فقالوا............فاستغفرالله فانه هو الغفور الرحيم.
ومرحبا بك في احضان اخوانك الاشاعرة ـ جمهور علماء الامة وسوادهم الاعظم ـ واهلا بك في حضن اهل السنة والجماعة الحقيقيون لا الماركات المقلدة.
باب التوبة مفتوح ولا سيما ونحن على مشارف شهر الله ـ رمضان ـ ونقول لك ـ يا بني اركب معنا ـ










قديم 2011-07-05, 12:10   رقم المشاركة : 104
معلومات العضو
radia_32
عضو متألق
 
الصورة الرمزية radia_32
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










قديم 2011-07-07, 15:22   رقم المشاركة : 105
معلومات العضو
ahmed sasid
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

من صور الإلحاد في أسماء الله الحسنى: تعطيل الأسماء عن معانيها، وجحد حقائقها، وأنها مجرد أعلام فقط، يعني: أسماء لا معنى وراءها، لا تتضمن المعاني التي اشتقت منها، فهي مجرد أعلام، وعليه يكون الجبار مثل الرحيم مثل العزيز، كلها مجرد أعلام مع جحد معانيها وحقائقها، وهذا مذهب الجهمية وأتباعهم، فيطلقون على الله سبحانه وتعالى اسم السميع والبصير والحي والرحيم والمتكلم والمريد، لكن يقولون: هذه أعلام مجردة لا معنى وراءها، فهم يقولون: سميع بلا سمع! عليم بلا علم! مع أن الله تعالى يقول: لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ [النساء:166]، فهم يفصلون الأسماء عن المعاني، فالله اسمه السميع بلا سمع، البصير بلا بصر، الحي بلا حياة، الرحيم بلا رحمة، المتكلم أو المريد بلا إرادة ولا كلام، لا تقوم به هذا الصفات، وهذا من أعظم الإلحاد فيها عقلاً وشرعاً ولغة وفطرة، وهو يقابل إلحاد المشركين، فإلحاد المشركين وقع بأنهم خلعوا أسماء الله وصفاته وجعلوها لآلهتهم، أما هؤلاء فقد سلبوه صفات كماله وجحدوها وأبطلوها، فكلاهما ملحد في أسمائه. ثم الجهمية وطوائفها متفاوتون في هذا الإلحاد، فمنهم الغالي والمتوسط والمنكوب، وكل من جحد شيئاً مما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد ألحد في ذلك فليستقل أو ليستكثر، وإذا كان الله سبحانه وتعالى أنكر على المشركين حينما جحدوا اسماً واحداً فقط من أسماء الله، وهو الرحمن، كما قال عز وجل: وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ [الفرقان:60]، مع أنهم كانوا يعرفون الله باسمه الرحمن، لكنه الجحود والنكران، وقال أيضاً: كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ لِتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ [الرعد:30]، فإذا كان هذا الإنكار في جحد اسم واحد فقط فكيف بحال الجهمية الذين جحدوا جميع صفات الله وأسمائه؟! نعوذ بالله من الخذلان؛ لذلك فإن العلماء يعتبرون الجهمية النفاة المحضة الذين ينفون كل أسماء الله وصفاته كفاراً أكثر من المشركين في شركهم وفي كفرهم، وقد بين شيخ الإسلام رحمه الله تعالى سبب ضلال الجهمية وأتباعهم فقال: سبب هذا الضلال أن لفظ التمثيل والتشبيه لفظ فيه إجمال، وهؤلاء أنفسهم وجماهير العقلاء يعلمون أنه ما من شيئين إلا بينهما قدر مشترك، ونفي ذلك القدر المشترك ليس هو نفي التمثيل والتشبيه الذي قام الدليل العقلي والسمعي على نفيه، فالتشبيه الذي قام الدليل على نفيه: ما يستلزم ثبوت شيء من خصائص المخلوقين لله سبحانه وتعالى، إذ هو سبحانه ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، ولهذا اتفق جميع طوائف المسلمين وغيرهم في الرد على هؤلاء الملاحدة، وبيان أنه ليس كل ما اتفق شيئان في شيء من الأشياء يجب أن يكون أحدهما مثلاً للآخر، يعني: حينما يوصف شخص بأنه عالم، وشخص آخر بأنه عالم، وثالث بأنه عالم، لا يقتضي ذلك تساويهم في درجة العلم، بل يتفاوتون؛ فما بالك إذا وصف المخلوق بالعالم ووصف الله سبحانه وتعالى بالعالم؟! لا شك أن علم الله يختلف تماماً عن علم المخلوقين، فالقاعدة: أن تماثل الأسماء لا يقتضي تماثل المسميات، فالعبد عالم والله عالم، لكن هناك فرق كبير هو تمام الفرق بين الخالق والمخلوق في هذه الصفات، كذلك يقال في: كريم.. حكيم.. عليم، وغير ذلك من هذه الأسماء. ولا يجوز أن ينفى عن الخالق سبحانه كل ما تكون فيه موافقة لغيره في معنىً ما، فإنه يلزم منه أن يكون عدماً بالكلية كما فعله هؤلاء الملاحدة، بل يلزم من ذلك نفي وجوده ونفي عدمه، وهو غاية التناقض والإلحاد والكفر والجهل، انتهى كلام شيخ الإسلام ابن تيمية. فالجهمية هم نفاة الأسماء والصفات، ويقولون: إنما يسمى بها مجازاً! أو المقصود بها غيره! أو لا يعرف معناه! وأصل تلبيسهم هو: أن إطلاق هذه الأسماء على الله فيه تشبيه له بخلقه، ولذا فيجب نفي الأسماء عنه، هذا هو مبلغهم من العلم والعقل، أو بتعبير أدق من الجهل والغباوة! فإنهم قالوا: إننا لو أثبتنا هذه الأسماء لله سبحانه وتعالى، فمعنى ذلك أننا نشبه الله بخلقه، فإذا قلنا: إن الله هو العليم أو العالم، فمعنى ذلك أن فيها صفة لله، فإذاً: هذا معناه أن الله يشبه خلقه! فلا يتحقق التنزيه في زعمهم إلا بنفيه؛ وكل اسم من أسماء الله هو بلا معنى، فهو عليم بلا علم في زعمهم، وهكذا في باقي الصفات. وقال الجهم بن صفوان وهو إمام هؤلاء الجهمية الضلال: لا يجوز أن يوصف الباري سبحانه بصفة يوصف بها خلقه؛ لأن ذلك بزعمه يوجب تشبيهه، وهذاهو السبب في أنهم نفوا جميع أسماء الله وصفاته.

و من صور الإلحاد في أسماء الله الحسنى: تشبيه صفاته بصفات خلقه تعالى الله عما يقول المشبهون علواً كبيراً، فهذا الإلحاد في مقابلة إلحاد المعطلة، يعني: كما أن المعطلة الجهمية وغيرهم عطلوا أسماء الله وصفاته الكاملة وجحدوا معانيها، فهؤلاء في الجهة الأخرى شبهوها بصفات خلقه، فجمعهم الإلحاد، وتفرقت بهم طرق هذا الإلحاد، فهؤلاء ألحدوا بأن شبهوا الله بخلقه، وأولئك ألحدوا بأن عطلوا أسماء الله وصفاته، فهؤلاء شبهوا الخالق بالمخلوق حتى كأنهم عبدوا صنماً، والجهمية نفوا صفات الخالق وعطلوها حتى كأنهم عبدوا عدماً، حتى وصل الأمر إلى أن بعض الجهمية تطاول وغلا ورمى الأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه بالتجسيم، حتى قال ثمامة بن الأشرس -وهو من رؤساء الجهمية- عليه من الله ما يستحق: ثلاثة من الأنبياء مشبهة! موسى حيث قال: إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ [الأعراف:155]، وعيسى حيث قال: تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ [المائدة:116]، ومحمد صلى الله عليه وسلم حيث قال: (ينزل ربنا عز وجل إلى السماء الدنيا..)، إلى آخر الحديث. وجُلُّ المعتزلة تُدخِل عامة الأئمة، فأغلب المعتزلة ينظرون إلى هؤلاء الأئمة بأنهم مشبهون، وهؤلاء الأئمة مثل مالك وأصحابه و الثوري وأصحابه.. و الأوزاعي وأصحابه.. و الشافعي وأصحابه.. و أحمد وأصحابه.. و إسحاق بن راهويه.. و أبي عبيد وغيرهم في قسم المشبهة، فهم يزعمون أن من قال إن الله فوق العرش فقد اعتقد أنه محدود ومحصور، والحدود لا تكون إلا لمخلوق فهذا القول تشبيه!! والسبب أنهم هم الذين شبهوا؛ فلذلك استفظعوا، أما لو لم يشبهوا لأثبتوا الصفة كما تليق بالله، ولما حصل هذا الإلحاد، يقولون أيضاً: إن من قال: إن لله علماً وقدرة وكلاماً فقد جعل الله محلاً للأعراض، وهي لا تقوم إلا بالجواهر فهو مشبه، إلى آخر ما يرمون به الرسل وأتباع الرسل من الألقاب التي يفترونها، تماماً كما كانت قريش تسمي النبي صلى الله عليه وسلم، تارة مجنوناً.. وتارة شاعراً.. وتارة كاهناً.. وتارة مفتريا


اللهم إننا نعوذ بك من الخذلان وافضح هذا المخالف المعطل الفتان









 

الكلمات الدلالية (Tags)
السلفية


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 12:40

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc