|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2021-03-04, 06:34 | رقم المشاركة : 91 | ||||
|
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
من اجل الوصول الي هذا الخير يجب نحدده و نوضحة حتي نلمس جميع جوانبة لتصل قلوبنا و اروحنا الي الراحة و السكينة في البدايه يجب تحديد مفهوم حسن الظن بالله تعالى حسن الظن بالله تعالى هو قوة اليقين بما وعد الله تعالى عباده من سعة كرمه ورحمته ورجاء حصول ذلك. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي رواه البخاري (7405) ومسلم (2675). قال القاضي عياض رحمه الله تعالى: " قيل: معناه: بالغفران له إذا استغفرنى والقبول إذا أناب إليّ والإجابة إذا دعانى والكفاية إذا استكفانى لأن هذه الصفات لا تظهر من العبد إلا إذا أَحسن ظنه بالله وقوى يقينه " انتهى، من "اكمال المعلم" (8 / 172). و الان مفهوم اليقين قال ابن سعدي " اليقين : هو العلم التام الذي ليس فيه أدنى شك الموجب للعمل " انتهى من "تفسير السعدي" ص(40). وقال بعضهم " ظهور الشيء للقلب بحيث يصير نسبته إليه كنسبة المرئي إلى العين فلا يبقى معه شك ولا ريب أصلا وهذا نهاية الإيمان وهو مقام الإحسان " ينظر "مدارج السالكين"(2/399) . فاليقين أرقى درجات الإيمان وأخص صفات أهل التقوى والإحسان قال تعالى (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) سورة لقمان : 4-5 قال ابن القيم : " اليقين من الإيمان بمنزلة الروح من الجسد وبه تفاضل العارفون، وفيه تنافس المتنافسون وإليه شمر العاملون، وهو مع المحبة ركنان للإيمان وعليهما ينبني وبهما قوامه وهما يُمدان سائر الأعمال القلبية والبدنية وعنهما تصدر، وبضعفهما يكون ضعف الأعمال وبقوتهما تقوى الأعمال وجميع منازل السائرين إنما تُفتتح بالمحبة واليقين وهما يثمران كل عمل صالح وعلم نافع، وهدى مستقيم" انتهى من "مدارج السالكين" (2/397) . و الان مع مفهوم حب الله محبة الله هي إيثار محبة الله على ما سواه بالتزام أمره واجتناب نهيه واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم في كل كبير وصغير وسلوك طريق المحبين والتحزب لأهل محبة الله ونصرتهم ومودتهم وصرف المحبة الإيمانية لكل محبوب لله والبعد عن كل ما يسخط الله وينافي محبته وشرط المحبة لله الإحسان في العمل واتباع الشرع. فلا تصح المحبة ولا تقبل الدعوى من أحد إلا يما يوافقها من العمل الصحيح. و الان مع مفهوم العقيدة العقيدة الصحيحة تتلخص في: الإيمان بالله، وملائكته وكتبه، ورسله، واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره فهذه الأمور الستة هي أصول العقيدة الصحيحة التي نزل بها كتاب الله العزيز وبعث الله بها رسوله محمدا -عليه الصلاة والسلام ويتفرع عن هذه الأصول كل ما يجب الايمان به من أمور الغيب وجميع ما أخبر الله به ورسوله -صلى الله عليه وسلم و بعد عرض المفاهيم نوضح الامور كلها من اراد الوصول لحسن الظن بالله يجب ان يتم عنده اليقين في عقيدتة و بعد اتمام اليقين ينتج عنه حب الله ثم حسن الظن هكذا يكون الترتيب الصحيح لهذا سوف يكون لي عودة من اجل اتمام الشرح فلا تثقلي الامر عليكِ و تابعي و ناقشي في كل ما يخطر علي بالك بدون تردد حتي يكتمل هذا الامر في القلب و الروح
|
||||
2021-03-04, 07:47 | رقم المشاركة : 92 | |||
|
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا |
|||
2021-03-04, 16:45 | رقم المشاركة : 93 | ||||
|
اقتباس:
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
كل هذا له اسبابه المنطقية في علم الله و سوف اعود له حتما و يبقي لنا ترسيخ معاني في غاية الاهمية سوف تكون سلاح قوة و درع و اقي ضد جميع مصائب الحياه لذلك ارجوا المتابعة و اكرر لا تترددي في طرح سؤالك و كذلك المتابعين من الاخوة و الاخوات و الله المستعان |
||||
2021-03-04, 17:43 | رقم المشاركة : 94 | ||||
|
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
كان ختام اللقاء السابق اقتباس:
لمزيد من التوضيح سبيل تحصيل اليقين يحتاج إلى مقامين : مقام الرسوخ في العلم النافع بكثرة النظر والبحث فيه والنظر في شواهده ودلائله الصحيحة . ثم بذل الوسع في فعل المأمور والمجاهدة والمصابرة عليه ، واجتناب المنهي عنه حتى تتزكى النفس وتتخلص من حظوظها ويسلم القلب ويصفو ويزداد الإيمان حتى يبلغ مرتبة اليقين . وأعظم أبواب تحصيل اليقين : العناية بكلام رب العالمين ، تلاوة وتدبرا ، وعلما ، وعلما . قال محمد رشيد رضا : " وَاعْلَمْ أَنَّ قُوَّةَ الدِّينِ وَكَمَالَ الْإِيمَانِ وَالْيَقِينِ لَا يَحْصُلَانِ إِلَّا بِكَثْرَةِ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَاسْتِمَاعِهِ مَعَ التَّدَبُّرِ بِنِيَّةِ الِاهْتِدَاءِ بِهِ وَالْعَمَلِ بِأَمْرِهِ وَنَهْيِهِ. فَالْإِيمَانُ الْإِذْعَانِيُّ الصَّحِيحُ : يَزْدَادُ وَيَقْوَى وَيَنْمَى وَتَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ آثَارُهُ مِنَ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ وَتَرْكِ الْمَعَاصِي وَالْفَسَادِ = بِقَدْرِ تَدَبُّرِ الْقُرْآنِ، وَيَنْقُصُ وَيَضْعُفُ عَلَى هَذِهِ النِّسْبَةِ مَنْ تَرَكَ تَدَبُّرَهُ وَمَا آمَنَ أَكْثَرُ الْعَرَبِ إِلَّا بِسَمَاعِهِ وَفَهْمِهِ وَلَا فَتَحُوا الْأَقْطَارَ، وَمَصَّرُوا الْأَمْصَارَ وَاتَّسَعَ عُمْرَانُهُمْ، وَعَظُمَ سُلْطَانُهُمْ، إِلَّا بِتَأْثِيرِ هِدَايَتِه " انتهى من "تفسير المنار" (9/463) . محبة الله تعالى فإن محبة الله من أعظم مقامات العبادة عليها تدور رحى الطاعة والسير إلى الله لأنها تسوق المؤمن إلى القرب وترغبه في الإقبال على الله وتجشم المشقة والعناء في سبيل رضا الله والفوز بجنته. قال تعالى في وصف المؤمنين: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ}.سورة المائدة 54 وفي صحيح البخاري من حديث أنس رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: - ثلاثٌ مَنْ كُنَّ فيه وجَدَ حلاوَةَ الإيمانِ : أنْ يكونَ اللهُ و رسولُهُ أحبُّ إليه مِمَّا سِواهُما و أنْ يُحِبَّ المرْءَ لا يُحبُّهُ إلَّا للهِ و أنْ يَكْرَهَ أنْ يَعودَ في الكُفرِ بعدَ إذْ أنقذَهُ اللهُ مِنْهُ كَما يَكرَهُ أنْ يُلْقى في النارِ أخرجه البخاري (16)، ومسلم (43) وهذه الآية تسمى عند السلف بآية الامتحان قال تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} (31) سورة سورة آل عمران يمتحن بها كل من يدعي محبة الله فإن كان متبعا للسنة كان صادقا في دعواه وإن كان معرضا عن السنة كان كاذبا في دعواه. أما دعوى المؤمن الصادقة لمحبة الله ورسوله تنفعه بإذن الله ولو قصر في العمل أو منعه عذر ولم يلحق بالمقربين لما ثبت عند الترمذي عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قالَ أينَ السَّائلُ عن قيامِ السَّاعةِ فقالَ الرَّجلُ أَنا يا رسولَ اللَّهِ قالَ ما أعددتَ لَها قالَ يا رسولَ اللهِ ما أعددتُ لَها كبيرَ صلاةٍ ولا صومٍ إلَّا أنِّي أحبُّ اللَّهَ ورسولَهُ. فقالَ النبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ المرءُ معَ مَن أحبَّ وأنتَ معَ مَن أحببتَ فما رأيتُ فرِحَ المسلمونَ بعدَ الإسلامِ فرحَهُم بِهَذا. رواه الترمذي 2385 وأعظم ما يمتحن به العبد في باب المحبة لله ما كان يألفه من دواعي الهوى والنفس الأمارة بالسوء والعوائد السيئة فإن قدمها على محبة الله وأتبع نفسه إياها فقد باء بالخسران وفاته خير عظيم وإن قدم محبة الله عليها واعتزلها وتركها لله فقد فاز وكان من أهل الفلاح ولذلك امتحن الله المؤمنين بتقديم محابهم الثمان على محبته والجهاد في سبيله، فقال: {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} سورة التوبة 24 فتارك الصلاة يمتحن بفعل الصلاة وشارب الخمر يمتحن بترك الخمر والزاني يمتحن بتركه الزنا وآكل الربا يمتحن بتركه الربا والكذاب المفسد بين الناس يمتحن بتركه النميمة والمرأة المتبرجة تمتحن بالحجاب والفنان يمتحن بهجر الغناء وهكذا. قال ابن تيمية: "فمحبة الله ورسوله وعباده المتقين تقتضي فعل محبوباته وترك مكروهاته والناس يتفاضلون في هذا تفاضلًا عظيمًا فمن كان أعظم نصيبًا من ذلك كان أعظم درجة عند الله". حسن الظن بالله وأكثر ما يتعيَّن على المسلم حسن الظن بربِّه تعالى في موضعين : الأول : عند قيامه بالطاعات . عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ النبي صلى الله عليه وسلم ( يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلأٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَىَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَىَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً ) . رواه البخاري ( 7405 ) ومسلم ( 2675 ) . فيلاحظ في الحديث علاقة حسن الظن بالعمل أوضح ما يكون فقد أعقبه بالترغيب بذِكره عز وجل والتقرب إليه بالطاعات فمن حسُن ظنه بربه تعالى دفعه ذلك لإحسان عمله . قال الحسن البصري رحمه الله : " إن المؤمن أحسنَ الظنّ بربّه فأحسن العملَ وإنّ الفاجر أساءَ الظنّ بربّه فأساءَ العمل . رواه أحمد في " الزهد " ( ص 402 ) . وقال ابن القيم - رحمه الله - : ومن تأمل هذا الموضع حق التأمل علِم أن حُسن الظن بالله هو حُسن العمل نفسه فإن العبد إنما يحمله على حسن العمل ظنه بربه أنه يجازيه على أعماله ويثيبه عليها ، ويتقبلها منه فالذي حمله على العمل حسن الظن فكلما حسُن ظنُّه حسُنَ عمله وإلا فحُسن الظن مع اتباع الهوى : عجْز . .. . وبالجملة : فحُسن الظن إنما يكون مع انعقاد أسباب النجاة وأما مع انعقاد أسباب الهلاك : فلا يتأتي إحسان الظن . " الجواب الكافي " ( ص 13 - 15 ) مختصراً . الثاني : عند المصائب ، وعند حضور الموت . عَنْ جَابِرٍ رضِيَ الله عَنْه قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ وَفَاتِهِ بِثَلاَثٍ يقولُ ( لاَ يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلاَّ وَهُوَ يُحْسِنُ بِاللَّهِ الظَّنَّ ) . رواه مسلم ( 2877 ) . يجب على المؤمن أن يُحسن الظنَّ بالله تعالى وأكثر ما يجب أن يكون إحساناً للظن بالله : عند نزول المصائب ، وعند الموت قال الحطاب : ندب للمحتضر تحسين الظن بالله تعالى وتحسين الظن بالله وإن كان يتأكد عند الموت وفي المرض إلا أنه ينبغي للمكلف أن يكون دائماً حسن الظن بالله . " الموسوعة الفقهية " ( 10 / 220 ) : وينظر : " شرح مسلم " ، للنووي ( 17 / 10 ) . فتبين مما سبق أن حسن الظن بالله تعالى لا يكون معه ترك واجب ولا فعل معصية ومن اعتقد ذلك نافعاً له فهو لم يثبت لله تعالى ما يليق به من أسماء وصفات وأفعال على الوجه الصحيح وقد أوقع نفسه بذلك في مزالق الردى وأما المؤمنون العالِمون بربهم فإنهم أحسنوا العمل وأحسنوا الظن بربهم أنه يقبل منهم وأحسنوا الظن بربهم عند موتهم أنه يعفو عنهم ويرحمهم ولو كان عندهم تقصير فيُرجى لهم تحقيق ذلك منه تعالى كما وعدهم . والله أعلم |
||||
2021-03-05, 06:39 | رقم المشاركة : 95 | |||
|
بارك الله فيك وجزاك الله كل خير |
|||
2021-03-05, 07:08 | رقم المشاركة : 96 | |||||
|
اقتباس:
و بارك الله فيكِ و جزاكِ الله عنا كل خير اقتباس:
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
و حتي لا تحتسبي اني هامل سؤالك و اني فقط اؤجلة حتي تكتمل الافكار و تتضح ويحضرني مع هذا الجزء من استفسارك قول الله تعالي ﴿ وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ [طه: 131]. قال ابن كثير: (يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: لا تنظر إلى ما هؤلاء المترفون وأشباههم ونظراؤهم فيه من النعيم فإنما هو زهرة زائلة ونعمة حائلة لنختبرهم بذلك وقليل من عبادي الشكور |
|||||
2021-03-05, 17:49 | رقم المشاركة : 97 | |||
|
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
اذا عرف الانسان حقيقة الدنيا فهم ما له و ما عليه بل فهم ما يستوجب عليه فعلة و لذلك نحتاج الي معرفة حقيقة الدنيا في القرآن والسنة قال الله تعالى: ﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [الأنعام: 32]. قال ابن كثير: (أي إنما غالبها كذلك). وقال تعالى: ﴿ وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ [العنكبوت: 64]. قال ابن كثير: (يقول تعالى مخبراً عن حقارة الدنيا وزوالها وانقضائها وأنها لا دوام لها، وغاية ما فيها لهو ولعب (وإن الدار الآخرة لهي الحيوان) أي الحياة الدائمة الحق التي لا زوال لها ولا انقضاء بل هي مستمرة أبد الآباد). وقال تعالى: ﴿ اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ ﴾ [الرعد: 26]. وقال تعالى: ﴿ وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ [طه: 131]. ويقول تعالى: ﴿ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [الحديد: 20]. وقال تعالى: ﴿ إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [يونس: 24]. وقال تعالى: ﴿ وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا * الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا ﴾ [الكهف: 45- 46]. وعن جابر رضي الله عنه: أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مَرَّ بالسُّوق دَاخِلًا مِن بَعْضِ العَالِيَةِ، وَالنَّاسُ كَنَفَتَهُ فَمَرَّ بجَدْيٍ أَسَكَّ مَيِّتٍ، فَتَنَاوَلَهُ فأخَذَ بأُذُنِهِ ثُمَّ قالَ: أَيُّكُمْ يُحِبُّ أنَّ هذا له بدِرْهَمٍ؟ فَقالوا: ما نُحِبُّ أنَّهُ لَنَا بشيءٍ، وَما نَصْنَعُ به قالَ: أَتُحِبُّونَ أنَّهُ لَكُمْ؟ قالوا: وَاللَّهِ لو كانَ حَيًّا، كانَ عَيْبًا فِيهِ لأنَّهُ أَسَكُّ، فَكيفَ وَهو مَيِّتٌ؟ فَقالَ: فَوَاللَّهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ علَى اللهِ مِن هذا علَيْكُم. غيرَ أنَّ في حَديثِ الثَّقَفِيِّ: فلوْ كانَ حَيًّا كانَ هذا السَّكَكُ به عَيْبًا. رواه مسلم 2957 يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لأصحابِهِ رَضيَ اللهُ عنهم حَقارةَ الدُّنيا وهَوانَها وفي هذا الحديثِ يَحكي جابرٌ رَضيَ اللهُ عَنه أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مرَّ بالسُّوقِ داخلًا مِن بعضِ العاليَةِ، والعاليَةُ والعوالي أَماكنُ بأَعلى أَراضي المدينَةِ والنَّاسُ كَنَفَتُه، أي: ناحيتُه، فمَرَّ بجَدْيٍ أي: مِن وَلدِ المَعِزِ، مَيِّتٍ، وَصفَتْه أنَّه (أَسَكُّ) وهُو صَغيرُ الأُذنِ أَو عَديمُها فتَناوَلَه فأَخَذَ بأُذُنه ثُمَّ سَـألَ أَصحابَه رَضيَ اللهُ عنْهُم: (أَيُّكمْ يُحِبُّ أنَّ هَذا لَه بدِرْهمٍ؟) وَهذا الاستِفهامُ إِرشادٌ مِنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وتَنبيهٌ يُنَبِّهُهم صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على إِلقاءِ السَّمعِ لِلخِطابِ الخَطيرِ وشُهودِ القَلبِ لِمَا يَعنِي به منَ الخَطبِ الجَليلِ وهُو هَوانُ الدُّنيا. (فَقالوا: ما نُحِبُّ أنَّه لنا بشيءٍ) أي: مِنَ الأشياءِ الَّتي هِي أَقلُّ مِنَ الدِّرهمِ فَضلًا عَنه. (وَما نَصنَعُ به؟!) وقَدِ انْقطعتِ الأَطماعُ بذَلكَ عن الِانتِفاعِ بِه، فأَعادَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قَولَه مَرَّةً ثانيةً تَأكيدًا لِلمَقامِ: (أَتُحبُّون أنَّه لَكم؟) قالوا: وَلو كانَ حيًّا كان عَيبًا فيهِ! فَقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (فَواللهِ لَلدُّنيا أَهونُ على اللهِ) أي: لَجميعُ أَنواعِ لَذَّاتِها أَحقَرُ وأذلُّ عَلى اللهِ مِن هَذا الجَدْيِ الأَسَكِّ المَيِّتِ فَهِي لَيستْ بِشيءٍ عِندَ اللهِ. المصدر https://www.dorar.net/hadith/sharh/37033 وعن الضّحاك بن سفيان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له يا ضحَّاكُ ما طعامُك؟ قال: اللَّحمُ واللَّبنُ قال: ثمَّ يَصيرُ إلى ماذا؟ قلْتُ: إلى ما قد علِمْتَ قال: إنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ ضرَبَ ما يَخرُجُ مِن ابنِ آدمَ مثَلًا للدُّنيا. أخرجه أحمد (15747) عنِ ابنِ مسعودٍ قال : اضطجع النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على حصيرٍ فأثَّرَ الحصيرُ بجلدِه فجعلتُ أمسحُه عنه وأقولُ بأبي أنت وأمي يا رسولَ اللهِ ألا آذَنْتَنا فنبسطُ لك شيئًا يقيك منه تنامُ عليه ؟ فقال : ما لي وللدُّنيا ما أنا والدنيا إلا كراكبٍ استظلَّ تحتَ شجرةٍ ثم راح وتركها أخرجه الترمذي (2377) واللفظ له كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم أزهدَ الناسِ في الدُّنيا لِعلمِه بحَقيقتِها وأنَّها دارُ فَناءٍ، وليسَت باقيةً وإنَّما هي مَرحَلةٌ يتَزوَّدُ فيها المسلِمُ مِن الأعمالِ الصَّالحةِ والطَّاعاتِ حتَّى يَعيشَ الحياةَ الباقيةَ في جَنَّةِ اللهِ عزَّ وجلَّ. وفي هذا الحديثِ يقولُ عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ رَضِي اللهُ عَنْه: "نامَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم على حَصيرٍ فقام"، أي: مِن نومِه، "وقد أثَّر في جَنبِه" أي: كانت أعوادُ الحصيرِ وخيوطُه مؤثِّرةً في جنبِه وكان الحصيرُ يُنسَجُ مِن ورَقِ النَّخيلِ فقُلنا: "يا رسولَ اللهِ، لو اتَّخَذْنا لك وِطاءً" أي: فِراشًا أنعَمَ وأبسَطَ مِن هذا الحصيرِ فقال صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم: "ما لي وللدُّنيا" أي: ليس لي أُلفةٌ ومَحبَّةٌ مع الدُّنيا "ما أنا في الدُّنيا إلَّا كَراكِبٍ" أي: مِثلَ راكِبٍ يَسيرُ في طريقٍ فتَعِب فنزَل و"استَظلَّ تحتَ شجَرةٍ" أي: اتَّخَذ مِن أوراقِها ظِلًّا مِن حرارةِ الشَّمسِ "ثمَّ راحَ وترَكها"، أي: يَستَريحُ قَليلًا ثمَّ يُكمِلُ سيرَه وهذا التَّشبيهُ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم يُصوِّرُ حياةَ المسلِمِ في الدُّنيا كعابرِ السَّبيلِ الَّذي يُريدُ أن يَبلُغَ آخِرتَه بأمانٍ وفي غيرِ تَباطُؤٍ مِنه لِيتنَعَّمَ بما في الدُّنيا على ما له في الآخرةِ وهذا إرشادٌ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم إلى عَدمِ الاشتِغالِ بالدُّنيا ومَلذَّاتِها، وأنَّه يَنبغي الاشتِغالُ بالآخرةِ لأنَّها دارُ القرارِ، وحَثٌّ على تَرْكِ لَهْوِ الدُّنيا ومَتاعِها وألَّا يَكونَ الانشِغالُ إلَّا بالآخِرَةِ وفي الحديثِ: بيانُ ما كان عليه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم مِن الزُّهدِ في الدُّنيا مع قُدرتِه على التمتُّعِ بها لو أَرادَ. المصدر https://www.dorar.net/hadith/sharh/80377 وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: - مَوضعُ سَوطٍ في الجنةِ خَيرٌ من الدُّنيا و ما فِيها صحيح الجامع 6635 وأخبَرَ أنَّ مَوضِعَ السَّوطِ مِنَ الجَنَّةِ -وهو النَّعيمُ المُترَتِّبُ عليه- خَيرٌ مِنَ الدُّنيا وما فيها ومَعناه: أنَّ المَكانَ الذي يُساوي المَوضِعَ ا لذي يَسقُطُ عليه السَّوطُ في سَوقِ الفَرَسِ الذي يُجاهَدُ به في سَبيلِ اللهِ هو -مع صِغَرِه- أفضَلُ مِنَ الدُّنيا وما فيها وذلك لِأنَّ الدُّنيا فانيةٌ وكُلَّ شَيءٍ في الجَنَّةِ -وإنْ صَغُرَ في التَّمثيلِ لنا وليس فيها صَغيرٌ- هو أدوَمُ وأبْقى مِنَ الدُّنيا الفانيةِ المُنقَطِعةِ فكانَ الدَّائِمُ الباقي خَيرًا مِنَ المُنقَطِعِ. وعن مسهر بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو كانت الدُّنيا تعدِلُ عند اللهِ جناحَ بعوضةٍ ما سقَى كافرًا منها شرْبةَ ماءٍ صحيح الترمذي 2320 الدُّنيا هيِّنةٌ عِندَ اللهِ عزَّ وجلَّ وضَئيلةٌ ولا تَعدِلُ عند اللهِ تعالى مِثقالَ ذرَّةٍ ولا تُساوِي شَيئًا وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "لو كانتِ الدُّنيا تَعدِلُ عند اللهِ" أي: تُساوي أو تزِنُ عند اللهِ عزَّ وجلَّ "جَناحَ بَعوضةٍ"، أي: جَناحَ ذُبابةٍ؛ مثلًا للقِلَّة والصِّغَرِ والحَقارةِ والدَّناءةِ "ما سقَى كافِرًا منها شَرْبةَ ماءٍ" أي: جزاءً له وعِقابًا على كُفرِه فالمقصودُ: أنَّ الدُّنيا عند اللهِ هيِّنةٌ دَنيئةٌ وحَقيرةٌ ولا تُساوي عند اللهِ أيَّ شيءٍ، ولا تُساوي حتَّى جَناحَ ذُبابةٍ ولو كانتْ تُساوي عند اللهِ أيَّ شيءٍ ما رزَق الكافِرَ فيها شيئًا، ولا حتَّى سقاه شَربةً مِن ماءٍ لأنَّه لا يَستَحِقُّ شَربةَ الماءِ هذه فهو قد كفَر بمَن يَرزُقُه ويُطعِمُه ويَسْقيه ولأنَّها لا تُساوي عند اللهِ أيَّ شيءٍ فقدْ رزَق العِبادَ كلَّهم مؤمِنَهم وكافِرَهم، وأطعمَهم وسقاهم وأخَّر حِسابَهم يومَ القيامةِ . وقيل: إنَّ الدُّنيا لِحقارتِها عند اللهِ لم يُعطِها لأوليائِه وقد ورَد أنَّه سبحانه "يَحْمي عبدَه المؤمِنَ عن الدُّنيا كما يَحْمِي أحدُكم المريضَ عن الماءِ". المصدر https://dorar.net/hadith/sharh/73151 |
|||
2021-03-06, 16:13 | رقم المشاركة : 98 | |||
|
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا |
|||
2021-03-06, 16:40 | رقم المشاركة : 99 | ||||
|
اقتباس:
و لمزيد من الايضاح اقول
حينما نعلم ان احد البشر بعيد عن طريق الحق و الدنيا تعطية كل ما يحتاج فهو حينها يكون في موقف من اثنين احدهما انه باع الاخرة و اشتري الدنيا قال الله تعالى : وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ * وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ * وَزُخْرُفًا وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ ) الزخرف/ 33- 35 . قال ابن كثير رحمه الله : " أَيْ : لَوْلَا أَنْ يَعْتَقِدَ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ الْجَهَلَةِ أَنَّ إِعْطَاءَنَا الْمَالَ دَلِيلٌ عَلَى مَحَبَّتِنَا لِمَنْ أَعْطَيْنَاهُ فَيَجْتَمِعُوا عَلَى الْكُفْرِ لِأَجْلِ الْمَالِ - هَذَا مَعْنَى قَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَالْحَسَنِ وَقَتَادَةَ، وَالسُّدِّيِّ ، وَغَيْرِهِمْ - (لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ) أَيْ: سَلَالِمَ وَدَرَجًا مِنْ فِضَّةٍ - قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَمُجَاهِدٌ، وَقَتَادَةُ وَالسُّدِّيُّ: وَابْنُ زَيْدٍ، وَغَيْرُهُمْ - (عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ) ، أَيْ: يَصْعَدُونَ. (وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا) أَيْ: أَغْلَاقًا عَلَى أَبْوَابِهِمْ (وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ) أَيْ: جَمِيعُ ذَلِكَ يَكُونُ فِضَّةً، (وَزُخْرُفًا) أَيْ: وَذَهَبًا . ثُمَّ قَالَ: (وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) أَيْ: إِنَّمَا ذَلِكَ مِنَ الدُّنْيَا الْفَانِيَةِ الزَّائِلَةِ الْحَقِيرَةِ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى أَيْ: يُعَجِّلُ لَهُمْ بِحَسَنَاتِهِمُ الَّتِي يَعْمَلُونَهَا فِي الدُّنْيَا مَآكِلَ وَمَشَارِبَ لِيُوَافُوا الْآخِرَةَ وَلَيْسَ لَهُمْ عِنْدَ اللَّهِ حَسَنَةٌ يَجْزِيهِمْ بِهَا . ثُمَّ قَالَ: (وَالآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ) أَيْ: هِيَ لَهُمْ خَاصَّةً لَا يُشَارِكُهُمْ : فِيهَا أَحَدٌ غَيْرُهُمْ " انتهى من "تفسير ابن كثير" (7/ 226-227) وانظر " تفسير السعدي " (ص765). العبرة من هذه الآيات : أنها وردت مورد الذم للحياة الدنيا فهي لا تزن عند الله جناح بعوضة ولو شاء لأعطى الكافر منها كل ما يشتهي من هوانها عليه وهوانه عليه سبحانه ولكنه برحمته لم يفتح عليهم أبواب الدنيا كلها لئلا يفتن الناس بذلك فيتسارعوا في الكفر ، وينسوا الآخرة . و الثاني ضال عن طريق الحق اقول الله يمهل ولا يهمل فإن الله تعالى يمهل من عصاه، ويملي له فإن تاب إلى ربه ورجع وآب كان ذلك رحمة من الله تعالى عليه وإن استمر في طغيانه كان ذلك استدراجاً من الله تعالى ولكن الله تعالى لا يهمله وقد خرج الترمذي من حديث أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله تبارك وتعالى يملي -وربما قال يمهل- للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته." ثم قرأ: ( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد ) [هود:102] المصدر https://www.islamweb.net/ar/fatwa/26...87%D9%85%D9%84 و اخيرا روى ابن أبي شيبة (7/105) بسند صحيح عن ابن مسعود قال : " إِنَّ اللَّهَ يُعْطِي الدُّنْيَا مَنْ يُحِبُّ وَمَنْ لَا يُحِبُّ , وَلَا يُعْطِي الْإِيمَانَ إِلَّا مَنْ يُحِبُّ , فَإِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا أَعْطَاهُ الْإِيمَانَ " . ولهذا كان الواجب على المسلم إذا كان في ضيق من الدنيا وهو يرى الكافر في سعة منها : ألا يحزن ، بل يحسن الظن بالله وأن الله جل جلاله لم يمنعه الدنيا لهوانه عليه ولم يعطها الكافر لكرامة له بل الأمر على العكس من ذلك . و يبقي لنا الجزء الاخير من السؤال آخر تعديل *عبدالرحمن* 2021-03-06 في 18:59.
|
||||
2021-03-06, 17:20 | رقم المشاركة : 100 | ||||
|
اقتباس:
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته قبل الاجابة يجب التوضيح لما هو مشار له باللون الاحمر أن العجب آفة يعاني منها الكثير من الناس وتكمن خطورتها في الانصراف عن الثناء على الله إلى الثناء على النفس وهي تتعارض مع واقع الانكسار والتذلل المستحب في طاعة المولى عز وجل . قال ابن القيم رحمه الله : " جهله بنفسه وصفاتها وآفاتها وعيوب عمله وجهله بربه وحقوقه وما ينبغي أن يعامل به يتولد منهما رضاه بطاعته وإحسان ظنه بها ويتولد من ذلك من العجب والكبر والآفات ما هو أكبر من الكبائر الظاهرة من الزنا وشرب الخمر والفرار من الزحف ونحوها " انتهى . "مدارج السالكين" (1/175) . و قال العلامة ابن حزم الأندلسي رحمه الله وإن أعجبت بعلمك : فاعلم أنه لا خصلة لك فيه وأنه موهبة من الله مجردة وهبك إياها ربك تعالى فلا تقابلها بما يسخطه فلعله ينسيك ذلك بعلة يمتحنك بها تولد عليك نسيان ما علمت وحفظت . وانظر: "بريقة محمودية" (2/237) و بخصوص اجابة السؤال اقول لهذا الشخص أنت لست من الأشقياء لأن الله وفقك للسجود والطاعات والله سبحانه يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب ولكنه لا يعطي الدين إلا لمن يحب. عليك بالرضا بالله وعن الله وبما وهبك الله و تذكر أن الهداية هي أعظم النعم و تجنب الإعجاب بالعمل والإدلال به على الله وعليك بالتعوذ بالله من الاعتراض على عطاء الله وقسمته بين عباده واليقين بأن تيسير أمور الدنيا قد لا تكون دليلا على رضاء الله قال تعالى: فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ ثم يأتي الانتقام والأخذ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (44) سورة الانعام و هذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه و اخيرا انصحك بما يلي: متابعة نيتك قبل العمل لتتأكد أن المنطلق لله ومتابعة النية أثناء العمل للتأكد من النية الصالحة مستمرة فالمرء يعطى على قدر نيته وإرادة الخير للناس والفرح بما ينزل الله عليهم من النعم فهو باب من أبواب التوفيق للخيرات. و يبقي لنا اجابة السؤال الاخير القادم الان
|
||||
2021-03-07, 06:11 | رقم المشاركة : 101 | ||||
|
اقتباس:
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
و بارك الله فيكِ و جزاكِ الله عنا كل خير و بخصوص السؤال كل الامر انا احضر لكِ شرح السؤال مع ذكر الدليل و عليكِ القراءة و الاستيعاب ثم تبسيط المعلومات علي قدر استيعابة العقلي اين يوجد الله استدلّ أهل السنة على علو الله تعالى على خلقه علواً ذاتياً بالكتاب والسنة والإجماع والعقل والفطرة : أولا : فأما الكتاب فقد تنوعت دلالته على علو الله فتارة بذكر العلو وتارة بذكر الفوقية وتارة بذكر نزول الأشياء من عنده وتارة بذكر صعودها إليه وتارة بكونه في السموات... فالعلو مثل قوله ( وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ) البقرة/255 ( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ) الأعلى/1. والفوقية: ( وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ) الأنعام/18 ( يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) النحل/50 ونزول الأشياء منه، مثل قوله : ( يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ) السجدة/5 ( إِنَّا نَحْنُ نـزلْنَا الذِّكْرَ ) الحجر/9 وصعود الأشياء إليه ، مثل قوله : ( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ۚ) فاطر/10 ومثل قوله : ( تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ ) المعارج/4. كونه في السماء ، مثل قوله: ( أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ ) الملك /16 ثانياً: كما دلت عليه نصوص السنة ومنها: ما رواه مسلم من حديث معاوية بن الحكم السلمي في قصة ضربه لجاريته وفيه - يا رسولَ اللَّهِ ، جاريةٌ لي صَكَكتُها صَكَّةً فعظَّمَ ذلِكَ عليَّ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فقلتُ : أفلا أعتقُها ؟ قالَ : ائتِني بِها قالَ : فَجِئْتُ بِها ، قالَ : أينَ اللَّهُ ؟ قالَت : في السَّماءِ ، قالَ : مَن أَنا ؟ قالت : أنتَ رسولُ اللَّهِ قالَ : أعتِقها فإنَّها مُؤْمِنَةٌ صحيح أبي داود 3282 ما رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : - يتعاقبون فيكم ملائكةٌ باللَّيلِ وملائكةٌ بالنَّهارِ ويجتمعون في صلاةِ العصرِ وصلاةِ الفجرِ ثمَّ يعرُجُ الَّذين باتوا فيكم فيسألُهم وهو أعلمُ بهم : كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون تركناهم وهم يُصلُّون وأتيناهم وهم يُصلُّون أخرجه البخاري (7486) واللفظ له، ومسلم (632) و ما رواه أبو داود والترمذي من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الرَّاحِمونَ يرحَمُهم الرَّحمنُ تبارَك وتعالى ارحَموا مَن في الأرضِ يرحَمْكم مَن في السَّماءِ. أخرجه أبو داود (4941 )، والترمذي (1924 )،وأحمد (6494) و ما رواه البخاري عن أنس أن زينب بنت جحش كانت تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم تقول :زوجُكُنَّ أهْلوكُنَّ وزوَّجَنيَ اللَّهُ من فوقِ سبعِ سماواتٍ أخرجه البخاري (7420)، والترمذي (3213) واللفظ له ما في الصحيحين من حديث أبي سعيد قال : قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء يأتيني خبر السماء صباحاً ومساء" أخرجه البخاري (4351)، ومسلم (1064). و اخيرا حتى فرعون وهو عدو الله لما أراد أن يجادل موسى في ربه قال لوزيره هامان : ( وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ ) وهو في حقيقة أمره وفي نفسه يعلم بوجود الله تعالى حقّا كما قال عزّ وجلّ ( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ) سورة النمل 14 |
||||
2021-03-07, 06:38 | رقم المشاركة : 102 | |||
|
أين توجد الجنة ، وأين توجد النار ؟
الذي نص عليه أهل العلم أن الجنة في السماء السابعة والنار في الأرض السفلى. الله تعالى: (إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ) المطففين/ 18 (إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ) المطففين / 7 سئل ابن عثيمين رحمه الله : أين توجد الجنة والنار؟ فأجاب : " الجنة في أعلى عليين ، والنار في سجين وسجين في الأرض السفلى كما جاء في الحديث: ( الميت إذا احتضر يقول الله تعالى: اكتبوا كتاب عبدي في سجين في الأرض السفلى) وأما الجنة فإنها فوق في أعلى عليين وقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام ( أن عرش الرب جل وعلا هو سقف جنة الفردوس) ". انتهى من " فتاوى نور على الدرب " (4/ 2) بترقيم الشاملة . وقال الشيخ أيضا : " مكان النار في الأرض ولكن قال بعضُ أهل العِلْم : إنَّها البحار وقال آخرون: بل هي في باطن الأرض والذي يظهر: أنَّها في الأرض ولكن لا ندري أين هي مِن الأرض على وَجْهِ التعيين. والدَّليل على أنَّ النَّارَ في الأرض : قول الله تعالى: ( كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ) وسِجِّين الأرض السُّفلى فالنَّار في الأرض . وقد رُوِيَ في هذا أحاديثُ ؛ لكنها ضعيفة ورُوِيَ آثار عن السَّلف كابن عباس، وابن مسعود وهو ظاهر القرآن قال تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ) الأعراف/40 والذين كذَّبوا بالآيات واستكبروا عنها : لا شَكَّ أنهم في النّار " . انتهى مختصرا من "الشرح الممتع" (3/ 174-175) . و يبقي بيننا باقي الاسئلة |
|||
2021-03-07, 08:40 | رقم المشاركة : 103 | |||
|
السلام عليكم |
|||
2021-03-07, 16:38 | رقم المشاركة : 104 | ||||
|
اقتباس:
عليكم السلام ورحمة الله و بركاته الحمد و الشكر لله الذي انعم علينا بهذا العلم و جعلنا من الذاكرين الشاكرين بارك الله فيكِ و جزاكِ الله عنا كل خير |
||||
2021-03-07, 17:24 | رقم المشاركة : 105 | ||||
|
اقتباس:
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
لا يوجد عجز بعون الله و بابي مفتوح دائما بمشيئة الله فلا تترددي و تقدمي بكل استفساراتك و بخصوص سؤال عندما نذهب الى الجنة من يحضر لنا الغداء والعشاء . قال الله تعالى في شأن أهل الجنة : ( يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ ) الواقعة /17 وقال تعالى : ( وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً ) الإنسان/19 قال ابن كثير رحمه الله : أي : يطوف على أهل الجنة للخدمة ولدان من ولدان الجنة مخلدون : أي : على حالة واحدة مخلدون عليها لا يتغيرون عنها لا تزيد أعمارهم عن تلك السن . قال ابن عباس رضي الله عنهما : غلمان لا يموتون . قال ابن القيم رحمه الله : قال أبو عبيدة والفراء : مخلدون : لا يهرمون ولا يتغيرون قال : والعرب تقول للرجل إذا كبر ولم يشمط : إنه لمخلد وإذا لم تذهب أسنانه من الكبر قيل : هو مخلد . وقوله تعالى في وصفهم في سورة الإنسان : ( إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا ) أي : إذا رأيتهم في انتشارهم في قضاء حوائج السادة وكثرتهم وصباحة وجوههم وحسن ألوانهم وثيابهم وحليهم حسبتهم لؤلؤا منثورا ، ولا يكون التشبيه أحسن من هذا ولا في المنظر أحسن من اللؤلؤ المنثور على المكان الحسن . قال ابن القيم رحمه الله : وشبههم سبحانه باللؤلؤ المنثور لما فيه من البياض وحسن الخلقة. وفي كونه منثورا فائدتان : إحداهما : الدلالة على أنهم غير معطلين بل مبثوثون في خدمتهم وحوائجهم . الثانية : أن اللؤلؤ إذا كان منثورا ولاسيما على بساط من ذهب أو حرير كان أحسن لمنظره وأبهى من كونه مجموعا في مكان واحد . وقد اختلف العلماء فيمن يكون هؤلاء الولدان : فروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه والحسن البصري أن المراد بالولدان هنا ولدان المسلمين الذين يموتون صغارا ولا حسنة لهم ولا سيئة . وروي عن سلمان رضي الله عنه أنه قال : أطفال المشركين هم خدم أهل الجنة . قال الحسن : لم يكن لهم حسنات يجزون بها ولا سيئات يعاقبون عليها ، فوضعوا في هذا الموضع . قال شيخ الإسلام رحمه الله : ولا أصل لهذا القول . " مجموع الفتاوى " (4/279) . وقال ابن القيم رحمه الله : وقد روى في ذلك حديث لا يثبت . وقيل : إن هؤلاء الولدان أنشأهم الله لأهل الجنة يطوفون عليهم كما شاء ، من غير ولادة . وهذا القول الأخير هو الذي ارتضاه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى . فقد سئل رحمه الله : عن الولدان : هل هم ولدان أهل الجنة ؟ فأجاب : الولدان الذين يطوفون على أهل الجنة خلق من خلق الجنة ; ليسوا بأبناء أهل الدنيا بل أبناء أهل الدنيا إذا دخلوا الجنة يكمل خلقهم كأهل الجنة على صورة آدم أبناء ثلاث وثلاثين سنة في طول ستين ذراعا . وقد روي أيضا أن العرض سبعة أذرع . انظر : مجموع الفتاوى : 4/312 واستظهر ابن القيم رحمه الله هذا القول أيضا . قال : والأشبه أن هؤلاء الولدان مخلوقون من الجنة كالحور العين ، خدما لهم وغلمانا ... وهؤلاء غير أولادهم فإن من تمام كرامة الله تعالى لهم أن يجعل أولادهم مخدومين معهم ، ولا يجعلهم غلمانا لهم . والله أعلم . و ليس هذا فقط بل عندما يخطر علي بال اهل الجنه من شئ يحدث فورا بعد ان يخطر علي البال عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: ((قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إ نك لتنظر إلى الطير في الجنة فتشتهيه، فيخر بين يديك مشوياً)) ((حادي الأرواح)) (ص: 269). و للامانه العلمية قال ابن عدي في ((الكامل في الضعفاء)) (3/75). وقال: ليس بمستقيم ولا يتابع عليه. |
||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
]استشارات |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc