فهرس الحديث والأحاديث الضعيفة و الموضوعة - الصفحة 7 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

فهرس الحديث والأحاديث الضعيفة و الموضوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-07-29, 05:46   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

هل درهم الربا أشد من ست وثلاثين زنية؟

السؤال:

قرأت حديثا فيه أن درهما من الربا أشد من زنا الرجل بأمه ، وحقيقة أشكل علي كيف يكون هذا؟


الجواب :


الحمد لله

هذا الحديث مروي بألفاظ مختلفة ، ومن أشهرها : ( الرِّبَا ثَلَاثَةٌ وَسَبْعُونَ بَابًا ، أَيْسَرُهَا : مِثْلُ أَنْ يَنْكِحَ الرَّجُلُ أُمَّهُ ، وَإِنَّ أَرْبَى الرِّبَا : عِرْضُ الرَّجُلِ الْمُسْلِمِ) ، رواه الحاكم في "المستدرك على الصحيحين" (2/ 43) من حديث ابن مسعود.

ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (6/561)

من حديث أبي هريرة ، بلفظ : ( الرِّبَا سَبْعُونَ حَوْبًا ، أَيْسَرُهَا نِكَاحُ الرَّجُلِ أُمَّهُ ، وَأَرْبَى الرِّبَا : اسْتِطَالَةُ الرَّجُلِ فِي عِرْضِ أَخِيهِ).

ورواه الإمام أحمد في " المسند" (36/288)

من حديث عبد الله بن حنظلة ، بلفظ : ( دِرْهَمٌ رِبًا يَأْكُلُهُ الرَّجُلُ وَهُوَ يَعْلَمُ، أَشَدُّ مِنْ سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ زَنْيَةً) .

وهذا الحديث مشهور ومتداول بين الخطباء والوعاظ وطلبة العلم ، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من طرق كثيرة.

ومن العلماء من حسن أو صحح بعض طرقه أو صححه بمجموعها .

ولكن الذي يظهر ، والله أعلم ، أن هذا الحديث منكر ، ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم

ويدل على ذلك ثلاثة أمور :

الأول:

أن جميع طرق وروايات هذا الحديث تدور على رواة ضعفاء ومتروكين ، أو رويت بأسانيد معلولة منكرة لا تصلح للاعتضاد .

ولم يرو بإسناد سليم سالم من الضعف والعلل .

ومثل هذا المعنى الذي يتضمنه الحديث ، لا يقبل فيه رواية من هو في أدنى درجات القبول كالمستور والصدوق ، فضلا عن رواية الضعفاء والمجاهيل والمجروحين .

وقد تكلم ابن الجوزي في كتابه الموضوعات على طرق هذا الحديث وبين ضعفها ، وقال : " لَيْسَ فِي هَذِه الأحاديث شيء صَحِيح".

انتهى من "الموضوعات" (2/ 247).

وقال الشيخ المحقق عبد الرحمن المعلمي اليماني :

" والذي يظهر لي أن الخبر لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم البتة"

انتهى من تعليقه على "الفوائد المجموعة" (ص: 150).

وكذا رجح محققو مسند الإمام أحمد ضعف الحديث من جميع طرقه .

ينظر: "مسند أحمد" ط الرسالة (36/289).

وأطال في تخريجه الشيخ أبو إسحاق الحويني في "غوث المكدود" (647)

وخلص إلى " أن الحديث لا يمكن نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، لا تصحيحاً ولا تحسيناً ، وأحسن أحواله أن يكون ضعيفا ، وعندي أنه باطل ، وفي متنه اضطراب كثير". انتهى

وكذلك درس هذه الروايات باستفاضة الشيخ الدكتور علي الصياح في بحثه " أحاديث تعظيم الربا على الزنا ، دراسة نقدية" ، وخلص فيها إلى تضعيف الحديث من جميع طرقه ، وأنها كلها واهية ومنكرة لا تصلح للتقوية .

وقال في خلاصة بحثه: " لم يصح شيء مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم في تَعْظيمِ الرّبَا على الزنا"

. انتهى من "أحاديث تعظيم الربا على الزنا" (ص: 169)

وقال الشيخ عبد الكريم الخضير :

" الحديث ، سواء في اللفظ هذا أو ذاك : مضعف عند أهل العلم، ومنهم من قواه وأثبته على أقل درجات القبول "

. انتهى من "شرح ألفية العراقي" (9/7، بترقيم الشاملة آليا).

الثاني :

أن المعنى الذي تضمنه الحديث منكر ومستغرب ، فكيف يكون درهم الربا أشد من الزنا ، فضلا عن ست وثلاثين زنية ، وقد عُلم عِظَم حرمة الزنا في الشريعة ؛ فكيف إذا كان ذلك زنا بالمحارم ، عياذا بالله ؟!

ففي الزنا فساد الدين والدنيا ، وسماه الله : (فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا) ، ونهى عن الاقتراب منه ، وحرمت الشريعة كل الطرق المفضية إليه ، وسدت الذرائع الموصلة له

وفيه خيانة كبرى لزوج المزني بها ووالديها وأسرتها ، ويؤدي إلى فساد الأخلاق وارتفاع الحياء ، واختلاط الأنساب ، إلى غير ذلك من المفاسد العظيمة التي استوجبت أن يكون حد الزناة المحصنين الرجم بالحجارة حتى الموت

وحد غير المحصنين الجلد والتغريب، ورد شهادتهم ووصفهم بالفسق إلا أن يتوبوا، ومصيرهم في البرزخ إلى تنور مسجور تشوى فيه أجسادهم.

فهل يعقل بعد ذلك أن يكون درهم واحد من الربا أعظم من ست وثلاثين زنية ؟!

وأشدّ من ذلك نكارةً : التصريح بتعظيم الربا على الزنا بالأم !!

وقد ذكره البيهقي في "شعب الإيمان" (4/394)

من حديث ابن مسعود وقال : "هذا إسناد صحيح ، والمتن منكر بهذا الإسناد ، ولا أعلمه إلا وهما ، وكأنه دخل لبعض رواة الإسناد في إسناده" انتهى .

وكأن البيهقي رحمه الله يشير إلى أحد رواة الحديث .

وهو محمد بن غالب التمار المعروف بالتمتام ، فهو وإن كان ثقة إلا أن له بعض الأوهام والأخطاء ، وقد وقع منه أنه أدخل حديثا في حديث آخر . فالظاهر أن هذا الحديث من جملة أوهامه .

وانظر : "أحاديث تعظيم الربا على الزنا، دراسة نقدية" (ص65) .

وقال ابن الجوزي : " وَاعْلَم أَن مِمَّا يردُّ صِحَة هَذهِ الْأَحَادِيث : أَن الْمعاصِي إِنَّمَا يعلم مقاديرها بتأثيراتها ، وَالزِّنَا يُفْسد الْأَنْسَاب ، وَيصرف الْمِيرَاث إِلَى غير مستحقيه

ويؤثر من القبائح مَا لَا يوثر أكل لقمة لَا تتعدي ارْتِكَاب نهي، فَلَا وَجه لصِحَّة هَذَا"

. انتهى من "الموضوعات" (2/248).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : " أَكْبَرُ الْكَبَائِرِ ثَلَاثٌ: الْكُفْرُ ، ثُمَّ قَتْلُ النَّفْسِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ، ثُمَّ الزِّنَا ، كَمَا رَتَّبَهَا اللَّهُ فِي قَوْلِهِ: ( وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ) .

وَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قُلْت يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟

قَالَ: (أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَك) .

قُلْت: ثُمَّ أَيُّ؟

قَالَ: (ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَك خَشْيَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَك).

قُلْت: ثُمَّ أَيُّ؟

قَالَ: (أَنْ تُزَانِيَ بِحَلِيلَةِ جَارِك) ".

انتهى من "مجموع الفتاوى" (15/428).

فقرن سبحانه وتعالى الزنى بالشرك وقتل النفس، وجعل جزاءَ ذلك الخلودَ في العذاب المضاعف مالم يرفع العبد موجب ذلك بالتوبة والإيمان والعمل الصالح.

وقال ابن القيم :

" ولما كانت مفسدة الزنى من أعظم المفاسد، وهي منافية لمصلحة نظام العالم في حفظ الأنساب، وحماية الفروج ، وصيانة الحرمات ، وتوقّي ما يُوقع أعظمَ العداوة والبغضاء بين الناس

من إفساد كل منهم امرأة صاحبه وابنته وأخته وأمّه ، وفي ذلك خراب العالم : كانت تلي مفسدة القتل في الكبر، ولهذا قرنها الله سبحانه بها في كتابه ، ورسوله بها في سنته.

قال الإِمام أحمد: ولا أعلم بعد قتل النفس شيئًا أعظم من الزنى".

انتهى من "الداء والدواء" (ص/345).

وقال الشيخ ابن عثيمين :

" هذا الحديث لا شك أن في متنه شيئاً من النكارة ... فمثل هذا المتن في القلب منه شيء ؛ وذلك لعظم العقوبة في أمر يَظهر للإنسان أن ما مُثِّل به اشد وأعظم من الممثَّل ، فالله أعلم".

انتهى من "فتح ذي الجلال بشرح بلوغ المرام" (9/322).

الثالث :

أن هذا الحديث صح من قول اثنين من علماء اليهود ، وهما عبد الله بن سلام ، وكعب الأحبار ، مما يدل على أن أصل الرواية من الإسرائيليات ومرويات أهل الكتاب.

فروى البيهقي في "شعب الإيمان" (7/ 361)

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ أَنَّهُ قَالَ: " الرِّبَا اثْنَانِ وَسَبْعُونَ حُوبًا، وَأَدْنَى فُجره مِثْلُ أَنْ يَقَعَ الرَّجُلُ عَلَى أُمِّهِ" .

وفي "مصنف" عبد الرزاق الصنعاني (8/315) ، و"مصنف" ابن أبي شيبة (6/558) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ الرَّاهِبِ ، عَنْ كَعْبِ الأَحْبَارِ ، قَالَ : "لأَنْ أَزْنِيَ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ زَنْيَةً ، أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ أَكْلِ دِرْهَمٍ رِبًا يَعْلَمُ اللَّهُ أَنِّي أَكَلْته حِينَ أَكَلْته وَهُوَ رِبًا".

فلعل علماء بني إسرائيل قالوا لذلك تنفيراً لليهود من هذه المعصية الكبيرة التي تجرأوا عليها ، حتى كانت من معاصيهم التي استحقوا عليها العقاب من الله .

قال سبحانه وتعالى : ( فَبِظُلْمٍ مِنْ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيراً * وَأَخْذِهِمْ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً).

وقال عنهم: ( سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ ).

وقال فيهم: ( وَتَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمْ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * لَوْلا يَنْهَاهُمْ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمْ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمْ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ).

والله أعلم


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين








 


رد مع اقتباس
قديم 2018-07-29, 12:21   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
بسمة ღ
مشرفة عـامّة
 
الصورة الرمزية بسمة ღ
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بوركت أخي الكريم
جزاك الله خيرا










رد مع اقتباس
قديم 2018-07-29, 17:18   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Maria04a4 مشاهدة المشاركة
بوركت أخي الكريم
جزاك الله خيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

دائما تشرفيني بحضورك المميز مثلك
انار الله دربك و طال الله في عمرك

بارك الله فيكِ
و جزاكِ الله عني كل خير



.

.... احترامي و تقديري ....









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-29, 14:46   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
بـــيِسَة
مشرفة الخيمة
 
الصورة الرمزية بـــيِسَة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك
شكرا جزيلا لك










رد مع اقتباس
قديم 2018-07-29, 17:22   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الانيقة بيسة مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك
شكرا جزيلا لك

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

الشكر موصول لحضورك الطيب مثلك
و في انتظار مرورك العطر دائما

بارك الله فيكِ
و جزاكِ الله عني كل خير




.... احترامي و تقديري ...









رد مع اقتباس
قديم 2018-08-05, 04:40   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته




يسأل عن صحة حديث قرأه في كتب الشيعة عن عائشة رضي الله عنها .

السؤال :

وقفت على بعض كتب الشيعة والتي وجدتها حيث جاء فيها أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لعائشة أنه رآها في القبر متجهة طريقا مشابها للشيطان، فما صحة هذا الحديث؟

وما معناه؟

أرجو مساعدتي في هذا ألأمر فأنا منزعج منذ 3 أسابيع بسبب ما قرأته في كتب الشيعة .


الجواب :

الحمد لله

ما ذكره السائل أنه قرأ في حديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لعائشة أنه رآها في القبر متجهة طريقا مشابها للشيطان

فهذا لا أصل له في كتب السنة ، والظاهر أنه من وضع الروافض ، وكذبهم ، وهم أهل ذلك ومعدنه .

والثابت الذي لا يُشك فيه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى عائشة رضي الله عنها في منامه قبل زواجه بها ، ومعلوم أن رؤيا الأنبياء حق

يقول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة :" " أُرِيتُكِ فِي المَنَامِ مَرَّتَيْنِ، أَرَى أَنَّكِ فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ، وَيَقُولُ: هَذِهِ امْرَأَتُكَ، فَاكْشِفْ عَنْهَا، فَإِذَا هِيَ أَنْتِ، فَأَقُولُ: إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ ".

رواه البخاري (3895) ، ومسلم (2438) .

وقد سأله عمرو بن العاص رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم :" أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: «عَائِشَةُ»، فَقُلْتُ: مِنَ الرِّجَالِ؟ فَقَالَ: «أَبُوهَا»، قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ» فَعَدَّ رِجَالًا ".

رواه البخاري (3662) ، ومسلم (2384) .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأم سلمة رضي الله عنها يوما :" ( يَا أُمَّ سَلَمَةَ لاَ تُؤْذِينِي فِي عَائِشَةَ، فَإِنَّهُ وَاللَّهِ مَا نَزَلَ عَلَيَّ الوَحْيُ وَأَنَا فِي لِحَافِ امْرَأَةٍ مِنْكُنَّ غَيْرِهَا )

. رواه البخاري (3755) ،

والأحاديث في فضل عائشة رضي الله عنها متواترة لا ينكرها إلا أصحاب الأهواء .

ونذكر السائل الكريم أنه ينبغي للمسلم أن ينزه عينه وعقله وقلبه عن مطالعة كتب أهل الأهواء فإنها ممرضة .

والمؤمن يبتعد عن الفتن كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم فقال :" "من سَمِعَ بالدَّجَال فلينأ عنهُ، فوالله إن الرَّجُل ليأتيهِ وهو يحسِبُ أنه مؤمنٌ فيتَّبِعُهُ مما يبعثُ به من الشُّبهاتِ "

. رواه أبو داود في سننه (4319)

وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في "صحيح الجامع" (6301) .

واحذر أن يكون أنسك ، بأهل الباطل والضلال والكذب ، ولو أن يحملك الفضول إلى مطالعة ما عندهم ، ما لم تكن طالب علم ، متأهل ، متخصص بذلك .

وما أحسن نصيحة الإمام ابن بطة العكبري حيث قال في "الإبانة عن أصول الديانة" (2/469):

" لَا يَحْمِلَنَّ أَحَدًا مِنْكُمْ حُسْنُ ظَنِّهِ بِنَفْسِهِ , وَمَا عَهِدَهُ مِنْ مَعْرِفَتِهِ بِصِحَّةِ مَذْهَبِهِ ، عَلَى الْمُخَاطَرَةِ بِدِينِهِ فِي مُجَالَسَةِ بَعْضِ أَهْلِ هَذِهِ الْأَهْوَاءِ , فَيَقُولُ: أُدَاخِلُهُ لِأُنَاظِرَهُ , أَوْ لِأَسْتَخْرِجَ مِنْهُ مَذْهَبَهُ , فَإِنَّهُمْ أَشَدُّ فِتْنَةً مِنَ الدَّجَّالِ

, وَكَلَامُهُمْ أَلْصَقُ مِنَ الْجَرَبِ , وَأَحْرَقُ لِلْقُلُوبِ مِنَ اللَّهَبِ , وَلَقَدْ رَأَيْتُ جَمَاعَةً مِنَ النَّاسِ كَانُوا يَلْعَنُونَهُمْ , وَيَسُبُّونَهُمْ , فَجَالَسُوهُمْ عَلَى سَبِيلِ الْإِنْكَارِ , وَالرَّدِّ عَلَيْهِمْ , فَمَا زَالَتْ بِهِمُ الْمُبَاسَطَةُ وَخَفْيُ الْمَكْرِ , وَدَقِيقُ الْكُفْرِ حَتَّى صَبَوْا إِلَيْهِمْ ". انتهى

وفقك الله لما يحب ويرضى ، وصانك عن بدع أهل البدع ، وزيغهم ، وأكاذيبهم .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-08-05, 04:51   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ما صحة الأحاديث التي فيها ذكر اليماني والأبقع والأصهب .

السؤال :

هناك أحاديث عن اليماني والأبقع والأصهب والأعرج وغيرهم .

هل هي أحاديث صحيحة تسبق نزول المهدي ؟

وهل تنزل على أشخاص في هذا الزمان ؟


الجواب :

الحمد لله

لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث صحيح ولا ضعيف فيه ذكر لليماني ولا الأبقع ولا الأصهب ولا الأعرج ، إنما ورد ذكرهم في بعض الآثار عن الصحابة والتابعين ، وكلها لا تصح .

أما ما ورد عن الصحابة فقد جاء عن علي بن أبي طالب وعمار بن ياسر رضي الله عنهما ، وذي قربات وهو مختلف في صحبته ، وهذا بيان ما ورد عنهم .

ما جاء عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه :

أخرجه نعيم بن حماد في "الفتن" (841)

فقال : حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ ، وَرِشْدِينُ ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ ، عَنْ أَبِي رُومَانَ ، عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ: " إِذَا اخْتَلَفَتْ أَصْحَابُ الرَّايَاتِ السُّودِ خُسِفَ بِقَرْيَةٍ مِنْ قُرَى أُرَمَ ، وَيَسْقُطُ جَانِبُ مَسْجِدِهَا الْغَرْبِيُّ

ثُمَّ تَخْرُجُ بِالشَّامِ ثَلَاثُ رَايَاتٍ: الْأَصْهَبُ ، وَالْأَبْقَعُ ، وَالسُّفْيَانِيُّ ، فَيَخْرُجُ السُّفْيَانِيُّ مِنَ الشَّامِ ، وَالْأَبْقَعُ مِنْ مِصْرَ ، فَيَظْهَرُ السُّفْيَانِيُّ عَلَيْهِمْ ".

وإسناده ضعيف جدا ، فيه أكثر من علة ، منها :

أبو رومان : لم يترجم له إلا ابن منده في فتح الباب في "الكنى والألقاب" (2882)

فقال :" حدث عَن: عَليّ بن أبي طَالب فِي الْفِتَن. روى حَدِيثه : عبد الله بن لَهِيعَة، عَن أبي قبيل عَن أبي رُومَان ".انتهى .

ومن هذا حاله كان في عداد المجهولين .

عبد الله بن لهيعة : من أهل العلم من يضعفه مطلقا كما قال الذهبي :" ضَعَّفَهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وَغَيْرُهُ ، وَسَائِرُ النُّقَّادِ عَلَى أَنَّهُ لا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ.". "

تاريخ الإسلام" (4/668) .

ومنهم من يعتبر من حديثه ما كان قبل الاختلاط كرواية العبادلة كما قال الدارقطني في «الضعفاء والمتروكين»

(319) :" يعتبر بما يروي عنه العبادلة ابن المبارك، والمقرىء، وابن وهب". انتهى . ومنهم من يحسن حديث من روى عنه قبل الاختلاط كالعبادلة ونفر يسير ، كما نقل ابن شاهين في "ذكر من اختلف العلماء ونقاد الحديث فيه"

(18) :" أَحْمد بن صَالح أَنه سُئِلَ عَن ابْن لَهِيعَة فَقَالَ: ثِقَة. قيل لَهُ: فَمَا روى الثِّقَات عَن ابْن لَهِيعَة وَوَقع فِيهَا تَخْلِيط ترى أَن يطْرَح ذَلِك التَّخْلِيط ؟

قَالَ : نعم ، وَرفع بِابْن لَهِيعَة. قَالَ أَبُو حَفْص : وَالْقَوْل فِي ابْن لَهِيعَة عِنْدِي قَول أَحْمد بن صَالح لِأَنَّهُ من بَلَده، وَمن أعرف النَّاس بِهِ وبأشكاله من المصريين".

وقال ابن حجر في "التقريب" (2563)

:" صدوق من السابعة خلط بعد احتراق كتبه ، ورواية بن المبارك وابن وهب عنه أعدل من غيرهما". انتهى .

وهذا هو الأقرب في حاله . والله أعلم ، وليس الوليد ولا رشدين ممن روى عنه قبل الاختلاط .

وانظر في ذلك "الكواكب النيرات" (25) .

الوليد بن مسلم : وهو ثقة إلا أنه يدلس ، ذكر ذلك غير واحد من أهل العلم

قال أبو مسهر :" كان الوليد بن مسلم يحدث بأحاديث الأوزاعي عن الكذابين ثم يدلسها عنهم . " . انتهى .

تاريخ دمشق" (63/291)

وقال الذهبي في "تاريخ الإسلام" (4/1240) :

" كان الوليد مَعَ حفظه وثقته قبيح التدليس ، يحملُ عَنْ أُناسٍ كذّابين وتلفى عَنِ ابن جُرَيج وغيره ، ثمّ يُسْقِط الَّذِي سمع منه ويقول: عَنِ ابن جُرَيج.". انتهى

بل وتدلسيه شر أنواع التدليس وهو تدليس التسوية كما قال الدارقطني في "الضعفاء والمتروكين" (632)

:" الوليد بن مسلم يرسل ، يروي عن الأوزاعي أحاديث الأوزاعي، عن شيوخ ضعفاء ، عن شيوخ قد أدركهم الأوزاعي ، مثل نافع وعطاء والزهري ، فيسقط أسماء الضعفا

ويجعلها عن الأوزاعي عن عطاء ، يعني مثل عبد الله بن عامر الأسلمي ، وإسماعيل بن مسلم ". انتهى .

وكذا قال ابن القطان في" بيان الوهم والإيهام" (4/110) والعلائي في "جامع التحصيل" (58) وأبو زرعة العراقي في "المدلسين" (69) ، وسبط ابن العجمي في "التبيين لأسماء المدلسين" (83) .

ويشترط لقبول حديث من يدلس تدليس التسوية أن يصرح بالتحديث في جميع طبقات الإسناد ، وهو هنا قد عنعن .

رشدين بن سعد : ضعفه أحمد وابن معين وأبو زرعة ، وقال أبو حاتم :" منكر الحديث وفيه غفلة، ويحدث بالمناكير عن الثقات، ضعيف الحديث ". "الجرح والتعديل" (3/513) .

وقال فيه النسائي :"متروك الحديث ". "الضعفاء والمتروكون" (203) ، وضعفه الدارقطني كما في "الضعفاء والمتروكين" (220) ، وقال فيه الذهبي : سيء الحفظ لا يُبَالِي عَمَّنْ رَوَى. انتهى . "تاريخ الإسلام" (4/894).

نعيم بن حماد : مصنف كتاب الفتن من أئمة السنة ، إلا أنه في الحديث كثير الوهم ، خاصة في باب الملاحم والفتن ، بل واستنكر أهل العلم ما رواه في كتاب الفتن ، وهذه أقوال أهل العلم فيه :

ضعفه النسائي فقال : روى أحاديث مناكير عن الثقات . انتهى "الضعفاء" (ص101)

وقال أيضا : كثر تفرده عن الأئمة المعروفين بأحاديث كثيرة فصار في حد من لا يحتج به .انتهى

. "تاريخ دمشق" (62/169)

وقال الدارقطني كما في "سؤالات الحاكم" (503)

:" إمام في السنة كثير الوهم. انتهى ، وقال مسلمة بن قاسم في كتاب «الصلة»: كان صدوقا، أدخله العقيلي في الصحيح، وهو كثير الخطأ، وله أحاديث منكرة في الملاحم انفرد بها. انتهى

"إكمال تهذيب الكمال" (12/67) ،

وقال الذهبي :" لاَ يَجُوْزُ لأَحَدٍ أَنْ يَحْتَجَّ بِهِ وَقَدْ صَنَّفَ كِتَابَ الفِتَنِ فَأَتَى فِيْهِ بِعَجَائِبَ وَمَنَاكِيْرَ .انتهى

"السير" (10/609)









رد مع اقتباس
قديم 2018-08-05, 04:51   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وقال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (2/394)

:" قُلْتُ: تَصْحِيحُ هَذَا الْحَدِيثِ بَعِيدٌ جِدًّا مِنْ وُجُوهٍ، مِنْهَا: أَنَّهُ حَدِيثٌ يَتَفَرَّدُ بِهِ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ الْمَرْوَزِيُّ، وَنُعَيْمٌ هَذَا وَإِنْ كَانَ وَثَّقَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الْأَئِمَّةِ، وَخَرَّجَ لَهُ الْبُخَارِيُّ، فَإِنَّ أَئِمَّةَ الْحَدِيثِ كَانُوا يُحْسِنُونَ بِهِ الظَّنَّ

لِصَلَابَتِهِ فِي السُّنَّةِ، وَتَشَدُّدِهِ فِي الرَّدِّ عَلَى أَهْلِ الْأَهْوَاءِ، وَكَانُوا يَنْسُبُونَهُ إِلَى أَنَّهُ يُهِمُ، وَيُشَبَّهُ عَلَيْهِ فِي بَعْضِ الْأَحَادِيثِ، فَلَمَّا كَثُرَ عُثُورُهُمْ عَلَى مَنَاكِيرِهِ، حَكَمُوا عَلَيْهِ بِالضَّعْفِ". انتهى .

فتبين مما سبق أن الأثر مسلسل بالضعفاء فيه أكثر من علة ، فلا يصح عن علي رضي الله عنه .

ما جاء عن عمار بن ياسر رضي الله عنه .

وقد ورد عنه خبران باطلان :

الأول : أخرجه نعيم بن حماد في "الفتن" (963)

من طريق ابن لهيعة

وأبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (497)

من طريق المؤمل

كلاهما عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَيْرٍ الْغَافِقِيِّ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، قَالَ:

" إِذَا انْسَابَتْ عَلَيْكُمُ التُّرْكُ ، وَجَهَّزَتِ الْجُيُوشَ إِلَيْكُمْ ، وَمَاتَ خَلِيفَتُكُمُ الَّذِي يَجْمَعُ الْأَمْوَالَ ، وَيُسْتَخْلَفُ مِنْ بَعْدِهِ رَجُلٌ ضَعِيفٌ ، فَيُخْلَعُ بَعْدَ سَنَتَيْنِ ، وَيُحَالِفَ الرُّومَ وَالتُّركَ وَتَظْهَرُ الْحُرُوبُ فِي الْأَرْضِ

وَيُنَادِي مُنَادٍ عَلَى سُوَرِ دِمَشْقَ: وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ ، وَيُخْسَفُ بِغَرْبِيِّ مَسْجِدِهَا ، حَتَّى يَخِرَّ حَائِطُهَا ، وَيَخْرُجَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ بِالشَّامِ ، كُلُّهُمْ يَطْلُبُ الْمُلْكَ ، رَجُلٌ أَبْقَعُ ، وَرَجُلٌ أَصْهَبُ ، وَرَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ أَبِي سُفْيَانَ

يَخْرُجُ بِكَلْبٍ وَيُحْصَرُ النَّاسَ بِدِمَشْقَ ، وَيَخْرُجُ أَهْلُ الْمَغْرِبِ يَنْحَدِرُونَ إِلَى مِصْرَ ، فَإِذَا دَخَلُوا فَتِلْكَ إِمَارَةُ السُّفْيَانِيِّ ، وَيَخْرُجُ قَبْلَ ذَلِكَ مَنْ يَدْعُو لِآلِ مُحَمَّدٍ ، وَتَتْرُكُ التُّرْكُ الْجَزِيرَةَ ، وَتَنْزِلُ الرُّومُ فِلَسْطِينَ

وَيُقْبِلُ صَاحِبُ الْمَغْرِبِ ، فَيَقْتُلُ الرِّجَالَ ، وَيَسْبِي النِّسَاءَ ، ثُمَّ يَرْجِعُ حَتَّى يَنْزِلَ الْجَزِيرَةَ إِلَى السُّفْيَانِيِّ ".

وإسناده تالف فيه : أبو زرعة عمرو بن جابر متهم بالكذب

كذبه أحمد بن حنبل كما في "العلل" (4644)

وقال فيه النسائي في "الضعفاء والمتروكين" (447) : "ليس بثقة "

وقال ابن عدي في "الكامل" (6/201)

:" فِي جُمْلَةِ الضُّعَفَاءِ وَفِي جُمْلَةِ مَنْ كَانَ يَقُولُ إِنَّ عَلِيًّا عَلَيْهِ السَّلامُ فِي السَّحَابِ وَكَانَ النَّاسُ يَرْمُونَهُ مِنَ الْوَجْهَيْنِ جَمِيعٌا مِنْ قَوْلِهِ فِي عَلِيٍّ وَمِنْ ضَعْفِهِ فِي رِوَايَاتِهِ". انتهى ،

وقال ابن حبان في "المجروحين" (2/68)

:" كَانَ سحابيا يزْعم أَن عليا فِي السَّحَاب ، كَأَنَّهُ جَالس الْكُوفِيّين فَأخذ هَذَا عَنْهُم ، وَمَعَ ذَلِك ينْفَرد عَن جَابر بأَشْيَاء لَيست من حَدِيثه ، لَا يحل الِاحْتِجَاج بِخَبَرِهِ وَلَا الرِّوَايَة عَنهُ إِلَّا على وَجه التَّعَجُّب" انتهى .

الثاني : أخرجه نعيم بن حماد في "الفتن" (882)

فقال : حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، وَرِشْدِينُ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، قَالَ: «فَيَتْبَعُ عَبْدُ اللَّهِ عَبْدَ اللَّهِ، فَتَلْتَقِي جُنُودُهُمَا بِقَرْقِيسِيَا عَلَى النَّهَرِ، فَيَكُونُ

قِتَالٌ عَظِيمٌ، وَيَسِيرُ صَاحِبُ الْمَغْرِبِ فَيَقْتُلُ الرِّجَالَ وَيَسْبِي النِّسَاءَ، ثُمَّ يَرْجِعُ فِي قَيْسٍ حَتَّى يَنْزِلَ الْجَزِيرَةَ إِلَى السُّفْيَانِيِّ، فَيَتْبَعُ الْيَمَانِيَّ فَيَقْتُلُ قَيْسًا بِأَرِيحَا، وَيَحُوزُ السُّفْيَانِيُّ مَا جَمَعُوا، ثُمَّ يَسِيرُ إِلَى الْكُوفَةِ فَيَقْتُلُ أَعْوَانَ آلِ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ يَظْهَرُ السُّفْيَانِيُّ بِالشَّامِ عَلَى الرَّايَاتِ الثَّلَاثِ، ثُمَّ يَكُونُ لَهُمْ وَقْعَةٌ بَعْدَ قَرْقِيسِيَا عَظِيمَةٌ،

ثُمَّ يَنْفَتِقُ عَلَيْهِمْ فَتْقٌ مِنْ خَلْفِهِمْ، فَيُقْبِلُ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ حَتَّى يَدْخُلُوا أَرْضَ خُرَاسَانَ، وَتُقْبِلُ خَيْلُ السُّفْيَانِيِّ كَاللَّيْلِ وَالسَّيْلِ، فَلَا تَمُرُّ بِشَيْءٍ إِلَّا أَهْلَكَتْهُ وَهَدَمَتْهُ، حَتَّى يَدْخُلُوا الْكُوفَةَ، فَيَقْتُلُوا شِيعَةً مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ يَطْلُبُونَ أَهْلَ خُرَاسَانَ فِي كُلِّ وَجْهٍ، وَيَخْرُجُ أَهْلُ خُرَاسَانَ فِي طَلَبِ الْمَهْدِيِّ، فَيَدْعُونَ لَهُ وَيَنْصُرُونَهُ». انتهى .

وإسناده تالف كسابقه فيه : عمرو بن جابر متهم بالكذب ، وتقدمت ترجمته في الأثر السابق .

ما جاء عن ذي قَرَنات الحميري صاحب أخبار الملاحم .

وهو مختلف في صحبته كما قال ابن منده في "معرفة الصحابة" (ص581) :"اختلف في صحبته ".

وضعف البغوي في "معجم الصحابة" (2/319) ثبوت صحبته

فقال :" ولا أحسب ذا قرنات سمع من النبي صلى الله عليه وسلم شيئا ". انتهى

وعده ابن حجر من تابعي أهل الشام كما في "تبصير المنتبه" (1/12)

ومع ذلك فالسند إليه لا يصح ، وهذا ما جاء عنه :

ورد عنه خبران باطلان ، هما :

الأول : أخرجه نعيم بن حماد في "الفتن" (846) فقال : حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ ذِي قَرَنَاتٍ، قَالَ: " يَخْتَلِفُ النَّاسُ فِي صَفَرٍ، وَيَفْتَرِقُونَ عَلَى أَرْبَعَةِ نَفَرٍ: رَجُلٍ بِمَكَّةَ الْعَائِذُ،

وَرَجُلَيْنِ بِالشَّامِ: أَحَدُهُمَا السُّفْيَانِيُّ، وَالْآخَرُ مِنْ وَلَدِ الْحَكَمِ أَزْرَقُ أَصْهَبُ، وَرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ جَبَّارٍ، فَذَلِكَ أَرْبَعَةٌ، فَيَغْضَبُ رَجُلٌ مِنْ كِنْدَةَ فَيَخْرُجُ إِلَى الَّذِينِ بِالشَّامِ، فَيَأْتِي الْجَيْشَ إِلَى مِصْرَ، فَيُقْتَلُ ذَلِكَ الْجَبَّارُ، وَيَفُتُّ مِصْرَ فَتَّ الْبَعْرَةِ، ثُمَّ يَبْعَثُ إِلَى الَّذِيِ بِمَكَّةَ " .انتهى .

وإسناده ضعيف جدا ، حيث فيه أكثر من علة ، منها :

سعيد بن الأسود : كذا جاء اسمه في كتاب الفتن ، وأغلب الظن أنه تصحيف وأن الصواب شعيب بن الأسود

كما ذكر ابن يونس في ترجمته لذي قربات .

نقله ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (17/366) .

وسواء كان سعيد بن الأسود أو شعيب بن الأسود فكلاهما علة للحديث ، فأما سعيد بن الأسود فلم يترجم له أحد فهو مجهول لا يعرف ، وأما شعيب بن الأسود فهو الجبائي

قال فيه الذهبي في "ميزان الاعتدال" (2/278) :" أخباري متروك ". انتهى .

والأثر فيه ابن لهيعة ورشدين ، وتقدم بيان حال ضعفهما في أثر علي رضي الله عنه السابق ذكره .

الثاني : ما أخرجه نعيم بن حماد في "الفتن" (855 ) فقال : حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ صَبَاحٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ ذِي قَرَنَاتٍ قَالَ: " إِذَا رَأَيْتَ رَجُلًا أَعْرَجَ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ عَلَى مِصْرَ فَاخْرُجْ مِنَ الْفُسْطَاطِ عَلَى رَأْسِ بَرِيدٍ

فَإِنَّهُ يَقْتُلُهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَبْعَثُ إِلَيْهِمْ أَهْلُ الشَّامِ جَيْشًا فَيَلْقَاهُمْ رَجُلٌ مِنْ كِنْدَةَ بِالْعَرِيشِ، فَيَمُتُّ بِطَاعَتِهِمُ الْأُولَى وَالْآخِرَةِ، وَيَقُولُ: أَنَا أَكْفِيكُمْ هَذَا الْأَمْرَ، فَيُقْبِلُ بِالْجَيْشِ فَيَقْتُلُ ذَلِكَ الرَّجُلَ وَمَنْ يُتَابِعُهُ حَتَّى يَسْبِي أَهْلَ مِصْرَ، وَيَتْبَعُونَهُمْ بِسُوقِ مَازِنٍ ". انتهى .

وإسناده تالف مليء بالعلل ، حيث فيه شعيب بن الأسود الجبائي متروك ، وأبو زرعة عمرو بن جابر متهم بالكذب ، وفيه ابن لهيعة ورشدين ، وقد تقدمت تراجمهم جميعا فيما سبق .

وأما ما ورد عن التابعين :

فقد ورد عن محمد بن الحنفية ، وكعب الأحبار ، وأبي جعفر الصادق ، وأرطأة بن المنذر ، والأسانيد عنهم جميعا ضعيفة لا تثبت ، وقد أعرضنا عن الاستطراد في بيان ضعفها لأنها لو ثبتت لما كان فيها من حجة

حيث لا يحتج إلا بالقرآن وصحيح السنة ، وما صح عن الصحابة ممن لا يعرف عنه الأخذ عن أهل الكتاب ، مما يمكن أن يقال فيه : إن له حكم الرفع حيث أن هذا الباب من أمور الغيب التي لا تقال بالرأي .

ثم إن صحت هذه الآثار فلا يجوز تنزيلها على حدث أو شخص بعينه في هذا الزمان أو بعده ، فكم قد رأينا من الناس من ضل في شأن المهدي وغيره ، بسبب التنزيل على أشخاص بأعيانهم ، وحصل من ذلك من الفتن ، وإدخال اللبس على الناس ، ما الله به عليهم .

وكل ذلك من القول على الله بلا علم ، وكم جرّ على الأمة الإسلامية من ويلات ، وترك للعمل ، وتكذيب للدين ، وكهانة تحت مسمى الديانة

والإسلام من ذلك بريء ، فديننا واضح قد أكمله رب العالمين ، ولا يصح أن يترك الناس في عمى وغموض ، بل هي المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك .

" قيل ِلسُفْيَانَ: مَا تَقُولُ فِي الْمَهْدِيِّ فَقَدْ أَكْثَرَ النَّاسُ؟

قَالَ: إِنْ مَرَّ عَلَى بَابِكَ فَلَا تَكُنْ مِنْهُ شَيْئًا حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّاسُ عَلَيْهِ." .

انتهى من "المعرفة والتاريخ" للفسوي (1/726) .

وختاما : من النصيحة لنا ولإخواننا الانشغال بالواجب علينا ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إِنْ قَامَتْ عَلَى أَحَدِكُمُ الْقِيَامَةُ، وَفِي يَدِهِ فَسِيلَةٌ فَلْيَغْرِسْهَا ".

أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" (12902)

وصححه الألباني في "الصحيحة" (9)

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-08-05, 05:01   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

لم يصح حديث في مدح شيعة علي أو ذم الرافضة

السؤال :

هناك حديث رواه الطبري يقول: (يا علي أنت وشيعتك في الجنة) أرجو أن توضحوا هذا الحديث لأنه قد أفسد قلبي. جزاك الله خيراً.


الجواب:

الحمد لله

هذا الحديث روي عن جماعة من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم:

الحديث الأول:

عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَتْ لَيْلَتِي مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ عِنْدِي فَأَتَتْهُ فَاطِمَةُ وَتَبِعَهَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا عَلِيُّ أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ فِي الْجَنَّةِ, وَشِيعَتُكَ فِي الْجَنَّةِ, إِلَّا أَنَّهُ مِمَّنْ يَزْعُمُ أَنَّهُ يُحِبُّكَ أَقْوَامٌ يُصَغِّرُونُ الْإِسْلَامَ ثُمَّ يَلْفِظُونَهُ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ

لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ, يُقَالُ لَهُمُ: الرَّافِضَةُ. فَإِنْ أَدْرَكْتَهُمْ فَجَاهِدْهُمْ فَإِنَّهُمْ مُشْرِكُونَ. قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْعَلَامَةُ فِيهِمْ؟ قَالَ: لَا يَشْهَدُونَ جُمُعَةً وَلَا جَمَاعَةً، وَيَطْعَنُونَ عَلَى السَّلَفِ الْأَوَّلِ.

ورد من طريقين:

الطريق الأول: الفضل بن غانم، ثنا سوار بن مصعب، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد، عن أم سلمة.

رواه أبو بكر الآجري في "الشريعة" (5/2514)

والطبراني في "المعجم الأوسط" (6/354)

والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (14/321)

وقال الطبراني: لم يَروِ هذا الحديث عن عطية، عن أبي سعيد، عن أم سلمة، إلا سوار بن مصعب

الطريق الثاني: (يونس بن بكير [مسند أحمد]، محمد بن عبدالواهب [المخلص واللالكائي]، سويد بن سعيد [اللالكائي]) ثلاثتهم عن السوار بن مصعب، عن أبي الجحاف، عن محمد بن عمرو، عن فاطمة الكبرى، عن أم سلمة.

رواه الإمام أحمد في "فضائل الصحابة" (2/654)

والمخلص في "المخلصيات" (3/ 154)

واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" (8/1540)

وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/334)

ورواه ابن الأعرابي في "المعجم" (2/ 764) قال: نا محمد بن عقبة الشيباني، نا زكريا بن يحيى الأكفاني، نا خنيس بن بكر بن خنيس، نا سوار بن مصعب، عن داود بن أبي عوف، عن فاطمة بنت علي، عن فاطمة الكبرى، عن أسماء بنت عميس، عن أم سلمة به.

قلنا: وهذا إسناد منكر شديد الضعف بسبب سوار بن مصعب، وعلل أخرى.

يقول الإمام الذهبي رحمه الله:

"عن يحيى: كان يجئ إلينا، ليس بشيء. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي وغيره: متروك. وقال أبو داود: ليس بثقة. قلت [أي الذهبي]: وفي جزء أبي الجهم عنه مناكير"

انتهى من " ميزان الاعتدال" (2/ 246)

ولذلك قال ابن الجوزي رحمه الله:

"وهذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ... سوَّار قال فيه أحمد ويحيى: متروك. والفضل بن غانم قال فيه يحيى: ليس بشيء"

انتهى من "العلل المتناهية" (1/161)

وقال ابن تيمية رحمه الله:

"روي هذا المعنى مرفوعا من حديث أم سلمة، وفي إسناده سوار بن مصعب وهو متروك" انتهى من " الصارم المسلول" (ص: 583)

وقال الألباني:

"موضوع". كما في "السلسلة الضعيفة" (5590)

الحديث الثاني:

عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ لِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يَا عَلِيُّ أَنْتَ وَشِيعَتُكَ فِي الْجَنَّةِ، وَإِنَّ قَوْمًا لَهُمْ نَبْزٌ يُقَالُ لَهُ الرَّافِضَةُ، إِنْ أَدْرَكْتَهُمْ فَاقْتُلْهُمْ فَإِنَّهُمْ مُشْرِكُونَ) قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَنْتَحِلُونَ حُبَّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ وَلَيْسُوا كَذَلِكَ وَآيَةُ ذَلِكَ أَنَّهُمْ يَشْتُمُونَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا)

وقد روي عن علي رضي الله عنه من طرق ثلاثة، هذا بيانها:

الطريق الأول:

رواه عبد الله بن أحمد في "السنة" (2/547)

وابن عدي في "الكامل" (9/51)

وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/335)

من طريق أبي يحيى الحماني، عن أبي جناب الكلبي، عن أبي سليمان الهمذاني أو النخعي، عن عمه، عن علي.

وهذا إسناد شديد الضعف أيضا فيه علل عدة، منها ضعف أبي جناب الكلبي.

يقول الإمام الذهبي رحمه الله:

"يحيى بن أبي حية [د، ت، ق] ، أبو جناب الكلبي. سمع الشعبي وطبقته.

قال يحيى القطان: لا أستحل أن أروى عنه.

وقال النسائي والدارقطني: ضعيف.

وقال أبو زرعة: صدوق يدلس.

وقال ابن الدورقي عن يحيى: أبو جناب ليس به بأس إلا أنه كان يدلس. وروى عثمان عن ابن معين: صدوق.

ثم قال عثمان: هو ضعيف. و

قال الفلاس: متروك"

انتهى من "ميزان الاعتدال" (4/ 371)

ومن علله أيضا جهالة أبي سليمان الهمداني حيث قال الذهبي في "الميزان" (4/533):

"لا يُدرَى من هو".

الطريق الثاني:

رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (4/ 329)

والخطيب في "تاريخ بغداد" (14/ 229)

ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/331)

من طريق أبي عصمة عصام بن الحكم العكبري قال: ثنا جميع بن عبد الله البصري، قال: ثنا سوار الهمداني، عن محمد بن جحادة، عن الشعبي، عن علي.

وهذا إسناد شديد الضعف أيضا.

قال ابن الجوزي رحمه الله:

"هذا حديث لا يصح. وسوار ليس بثقة. قال ابن نمير: جميع من أكذب الناس. وقال ابن حبان: كان يضع الحديث" ا

نتهى من "الموضوعات" (1/ 397)









رد مع اقتباس
قديم 2018-08-05, 05:02   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الطريق الثالث :

عن أبي عقيل يحيى بن المتوكل، عن كَثيرٍ النَّوَّاء، عن إبراهيم بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده علي به، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يَظْهَرُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يُسَمَّوْنَ الرَّافِضَةَ يَرْفُضُونَ الْإِسْلامَ)

وهو كما يرى القارئ لا يشتمل على بيان فضيلة للشيعة، وأنهم في الجنة، وإنما فيه الشق الثاني من الحديث، وهو تسمية "الرافضة".

أخرجه أحمد في "المسند" (2/186)

والبخاري معلقا في "التاريخ الكبير" (1/279)

والبزار (2/138)

وقال: لا نعلم له إسنادا عن الحسن إلا هذا الإسناد. وابن عدي في "الكامل" (6/66)

وابن الأعرابي في "المعجم" (2/764)

وأخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/163)

وقال: "هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، يحيى بن المتوكل قال فيه أحمد بن حنبل: هو واهي الحديث. وقال ابن معين: ليس بشيء. وكثير النواء: ضعفه النسائي.

وقال ابن عدي: كان غاليا في التشيع مفرطا فيه" انتهى.

الحديث الثالث:

عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ، قَالَتْ: (نَظَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عَلِيٍّ فَقَالَ: «هَذَا فِي الْجَنَّةِ، وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ قَوْمًا يَعْلَمُونَ الْإِسْلَامَ، ثُمَّ يَرْفُضُونَهُ، لَهُمْ نَبَزٌ يُسَمَّوْنَ الرَّافِضَةَ مَنْ لَقِيَهُمْ فَلْيَقْتُلْهُمْ فَإِنَّهُمْ مُشْرِكُونَ)

وفي لفظ آخر: (دَخَلَ عَلِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ جَالِسٌ, فَقَالَ: أَبْشِرْ أَمَا إِنَّكَ وَشِيعَتَكَ فِي الْجَنَّةِ أَمَا إِنَّكَ وَشِيعَتُكَ فِي الْجَنَّةِ, وَإِنَّ قَوْمًا يَجِيئُونَ مِنْ بَعْدِكَ يُصَغِّرُونَ الْإِسْلَامَ ثُمَّ يَلْفِظُونَهُ, لَهُمْ نُبُزٌ, يُقَالُ لَهُمُ: الرَّافِضَةُ؛ فَإِنْ أَدْرَكْتَهُمْ فَقَاتِلْهُمْ فَإِنَّهُمْ مُشْرِكُونَ)

رواه أبو يعلى في "المسند" (12/116)

ومن طريقه ابن عدي في "الكامل" (3/545)

لكنه قال تليد بن سليمان

بدلا من ابن إدريس - وابن الأعرابي في "المعجم" (2/765)

وابن حبان في "المجروحين" (1/204)

قال أبو يعلى: حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا ابن إدريس، عن أبي الجحاف داود بن أبي عوف، عن محمد بن عمرو الهاشمي، عن زينب بنت علي، عن فاطمة.

ورواه أبو بكر الآجري في "الشريعة" (5/2515)

قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسن الكوفي الأشناني قال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق بن راشد قال: حدثنا يحيى يعني: ابن سالم , عن زياد بن المنذر, عن أبي الجحاف, عن عمر بن علي بن الحسين, عن زينب بنت علي, عن فاطمة.

قال ابن عدي رحمه الله:

"وهذا قد رواه عن أبي الجحاف أيضا أبو الجارود، واسمه زياد بن المنذر، ولعله أضعف من أبي الجحاف، وهكذا تليد بن سليمان أيضا، لعله أضعف من أبي الجحاف. وقد روى هذا عن علي بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له هذا الكلام.

ولأبي الجحاف أحاديث غير ما ذكرته، وهو من غالية أهل التشيع، وعامة حديثه في أهل البيت، ولم أر لمن تكلم في الرجال فيه كلاما، وهو عندي ليس بالقوي، ولا ممن يحتج به في الحديث"

انتهى من "الكامل" (3/ 545)

وقال ابن الجوزي رحمه الله:

"هذا لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال أحمد ويحيى بن معين: تليد بن سليمان المحاربي كذاب"

انتهى من "العلل المتناهية" (1/165)

وقال ابن حبان رحمه الله:

"تليد بن سليمان المحاربي، كنيته أبو إدريس، من أهل الكوفة، يروي عن أبي الجحاف داود بن أبي عوف، روى عنه الكوفيون، وكان رافضيا يشتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم

وروى في فضائل أهل البيت عجائب، وقد حمل عليه يحيى بن معين حملا شديدا وأمر بتركه"

انتهى من "المجروحين" (1/204)

ويقول الإمام الذهبي رحمه الله:

"داود بن أبي عوف [د، س، ق] أبو الجحاف. عن أبي حازم الأشجعي، وعكرمة، وطائفة. وعنه السفيانان، وعلى بن عابس، وعدة. وثقه أحمد ويحيى. وقال النسائي: ليس به بأس.

وقال أبو حاتم: صالح الحديث. وأما ابن عدي فقال: ليس هو عندي ممن يحتج به. شيعي. عامة ما يرويه في فضائل أهل البيت. ... فهذا آفته تليد، فإنه متهم بالكذب. ورواه أبو الجارود زياد بن المنذر، وهو ساقط، عن أبي الجحاف"

انتهى من " ميزان الاعتدال" (2/ 18)

وفيه علة أخرى نبه عليها الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/748): "أن زينب بنت علي لم تسمع من فاطمة فيما أعلم" انتهى.

لذا حكم عليه الألباني في "السلسلة الضعيفة" (6541) بالنكارة.

الحديث الرابع:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ: أَنَا أَمْ فَاطِمَةُ؟ قَالَ: فَاطِمَةُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْكَ، وَأَنْتَ أَعَزُّ عَلَيَّ مِنْهَا، وَكَأَنِّي بِكَ وَأَنْتَ عَلَى حَوْضِي تَذُودُ عَنْهُ النَّاسَ

وَإِنَّ عَلَيْهِ لَأَبَارِيقَ مِثْلَ عَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ، وَإِنِّي وَأَنْتَ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ وَفَاطِمَةُ وَعَقِيلٌ وَجَعْفَرٌ فِي الْجَنَّةِ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ، وَأَنْتَ مَعِي وشِيعَتُكَ فِي الْجَنَّةِ. ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر: 47] لَا يَنْظُرُ أَحَدُهُمْ فِي قَفَا صَاحِبِهِ)

رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (7/343)

قال: "حدثنا محمد بن موسى، ثنا الحسن بن كثير، ثنا سلمى بن عقبة الحنفي اليمامي، ثنا عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. لم يرو هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير إلا عكرمة بن عمار، ولا رواه عن عكرمة إلا سلمى بن عقبة، تفرد به: الحسن بن كثير".

وهذا إسناد شديد الضعف بسبب علل عدة

منها جهالة الحسن بن كثير كما في "ميزان الاعتدال" (1/519)

وضعف عكرمة بن عمار في حديثه عن يحيى بن أبي كثير

كما اجتمعت كلمة يحيى القطان، والبخاري، وأبي حاتم، والنسائي، وأبي داود، وابن حبان، على وصف حديثه عنه بالاضطراب والغلط.

ينظر "تهذيب التهذيب" (7/263)

الحديث الخامس:

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

(كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده علي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا علي! سيكون في أمتنا قوم ينتحلون حبنا أهل البيت، لهم نبز، يسمون الرافضة، فاقتلوهم فإنهم مشركون)

أخرجه أحمد بن حنبل في "فضائل الصحابة" (1/417،440)

والطبراني في "المعجم الكبير" (12/242)

وابن عدي في "الكامل" (5/90)

وأبو يعلى في "المسند" (4/459)

وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/163،166)

جميعهم من طريق الحجاج بن تميم، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس به.

قال ابن الجوزي رحمه الله:

"وهذا لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال العقيلي: حجاج لا يتابع على هذا الحديث، وله غير حديث لا يتابع عليه" انتهى.

وانظر ضعف حجاج في "تهذيب التهذيب" (1/357).

ورواه ابن عدي في "الكامل" (5/152)

من طريق عمرو بن مخرم البصري، ثنا يزيد بن زريع، ثنا خالد الحذاء، عن عكرمة، عن ابن عباس.

وقال ابن عدي:

"هذا حديث بهذا الإسناد، وخاصة عن يزيد بن زريع عن خالد: باطل، لا أعلم يرويه غير عمرو بن مخرم، وعن عمرو أحمد بن محمد اليمامي، وهو ضعيف أيضا، فلا أدري أتينا من قبل اليمامي أو من قبل عمرو بن مخرم" انتهى.

الحديث السادس:

عن ابن عمر رضي الله عنهما بنحو الألفاظ السابقة:

أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/335)، والآجري في "الشريعة" (5/219) من طريق محمد بن معاوية، عن يحيى بن سابق المديني، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن ابن عمر.

جاء في "لسان الميزان" (6/256) في ترجمة يحيى بن سابق:

"قال أبو حاتم: ليس بقوي. وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات. وقال الدارقطني: متروك. وقال أبو نعيم: حدث عن موسى بن عقبة وغيره بموضوعات" انتهى.

وهكذا يتبين للسائل الكريم أنه لم يصح أي إسناد لحديث مرفوع في مدح شيعة علي، كما أنه لم يصح حديث مرفوع في ذم الرافضة .

وما يروى في هذا الباب إنما يروى بأسانيد منكرة ومضطربة. وقد نقلنا أحكام المحدثين على بعض الأسانيد السابقة.

ونزيد هنا أحكاما أخرى:

قال الإمام الدارقطني

– بعد أن ساق طرقا عديدة ومختلفة لهذا الحديث الوارد في السؤال ، منها ما لم نقف عليه -:

"الحديث شديد الاضطراب"

انتهى من "العلل" (15/ 180)

وقال البيهقي رحمه الله:

"روي في معناه من أوجه أخر، كلها ضعيفة" انتهى من "دلائل النبوة" (8/24)

وأورد بعضها الشوكاني في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" (ص: 380) .

وكذلك ضعفها كلها الألباني في "ظلال الجنة" (2/191-194).

وقال مقبل الوادعي

: "أما حديث: (يا عليّ! أنت وشيعتك في الجنة)، فإنه حديث موضوع، ذكره ابن الجوزي في "الموضوعات""

انتهى من "تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب" (ص: 17)

والله أعلم.

خلاصة الجواب:

لم يصح أي إسناد لحديث مرفوع في مدح شيعة علي

ولا في ذم الرافضة

وما يروى في هذا الباب إنما يروى بأسانيد منكرة ومضطربة









رد مع اقتباس
قديم 2018-08-05, 05:06   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

تفسير الفلق بالسجن قول مرجوح لا يثبت

السؤال :

هل وردت كلمة " فلق " ( كما في سورة الفلق ) بمعنى السجن في الأحاديث الصحيحة ؟

الجواب :

الحمد لله

قال تعالى : ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ) الفلق/1-2 .

والفلق الصبح في قول جمهور السلف ، وهو المروي عن جابر بن عبد الله ، وابْنِ عَبَّاسٍ ومُجَاهِدٍ ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ ، وَالْحُسْنِ

وَقَتَادَةَ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ ، وَابْنِ زَيْدٍ ، وزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، وهو اختيار ابن جرير والبخاري ، وابن القيم ، وغيرهم .

انظر : " تفسير ابن كثير " (8/ 535) ، " بدائع الفوائد " (2/217) .

وقد جاء عن بعض السلف أن الفلق سجن في جهنم .

قال ابن كثير رحمه الله :

" وَقَالَ كَعْبُ الْأَحْبَارِ : ( الْفَلَقِ ) بَيْتٌ فِي جَهَنَّمَ ، إِذَا فُتِحَ صَاحَ جَمِيعُ أَهْلِ النَّارِ مِنْ شِدَّةِ حَرِّهِ .

وَكَذَا رُوي عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ وَالسُّدِّيِّ ، وَغَيْرِهِمْ .

وَقَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيُّ : (الْفَلَقِ) مِنْ أَسْمَاءِ جَهَنَّمَ " .

انتهى من " تفسير ابن كثير " (8/535) .

وروى الطبري في " تفسيره " (24/ 284)

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( الفَلَقُ جُبّ فِي جَهَنَّمَ مُغَطًّى ) .

لكنه حديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم

قال الشيخ الألباني رحمه الله في " السلسلة الضعيفة " (4029) : " منكر " .

وروي أيضا (24/ 699)

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " الفلق : سجن في جهنم " وإسناده ضعيف أيضا .

والحاصل :

أن تفسير الفلق بالسجن قول مرجوح لا يثبت ، ولا يعرف في الأحاديث الصحيحة ، ولا في اللغة - حسب ما نعلم - أن كلمة " الفلق " تأتي بمعنى السجن .

وينظر للفائدة جواب السؤال القادم

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-08-05, 05:09   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

يشرع سؤال الله الوقاية من شر ما خلق

السؤال:

هل يجوز دعاء الله عز وجل بأن يحميني من شر ما خلق في هذا الكون , وفي القبر وفي اليوم الآخر ؟


الجواب:

الحمد لله

الالتجاء إلى الله تعالى للحماية والوقاية من كل سوء وشر وأذى من أعظم العبادات ، وأفضل الطاعات ، فالله عز وجل يحب المستغيثين به ، الملتجئين إليه ، المستعيذين بعظمته وقدرته .

قال الله عز وجل :

( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ . مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ . وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ . وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ . وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ) سورة الفلق/1-5.

وقوله تعالى : ( من شر ما خلق ) جاء بصفة العموم ، فشمل الاستعاذة من كل شر في الحياة الدنيا كالشيطان ووساوسه ، وفي البرزخ كعذاب القبر ، وفي الحياة الآخرة كجهنم .

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله :

" ( مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ) أي : من شر جميع المخلوقات ، وقال ثابت البناني والحسن البصري : جهنم وإبليس وذريته مما خلق " انتهى.

" تفسير القرآن العظيم " (8/535)

وقال العلامة السعدي رحمه الله :

" أي : ( قل ) متعوذًا ( أَعُوذُ ) أي : ألجأ وألوذ وأعتصم ( بِرَبِّ الْفَلَقِ ) أي : فالق الحب والنوى ، وفالق الإصباح . ( مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ) وهذا يشمل جميع ما خلق الله من إنس وجن وحيوانات

فيستعاذ بخالقها من الشر الذي فيها ، ثم خص بعدما عم ، فقال : ( وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ) أي : من شر ما يكون في الليل حين يغشى الناس وتنتشر فيه كثير من الأرواح الشريرة والحيوانات المؤذية . ( وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ )

أي : ومن شر السواحر اللاتي يَسْتعِنّ على سحرِهن بالنفث في العقد التي يعقدنها على السحر . ( وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ) والحاسد هو الذي يحب زوال النعمة عن المحسود ، فيسعى في زوالها بما يقدر عليه من الأسباب

فاحتيج إلى الاستعاذة بالله من شره وإبطال كيده ، ويدخل في الحاسد العاين ؛ لأنه لا تصدر العين إلا من حاسد شرير الطبع ، خبيث النفس ، فهذه السورة تضمنت الاستعاذة من جميع أنواع الشرور عمومًا وخصوصًا .

ودلت على أن السحر له حقيقة يخشى من ضرره ، ويستعاذ بالله منه ومن أهله " انتهى.

" تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان " (ص/937)

وقد علَّمنا النبي صلى الله عليه وسلم الاستعاذة بالله من شر ما خلق في بعض الأذكار الشرعية:

عن خولة بنت حكيم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مَنْ نَزَلَ مَنْزِلًا ثُمَّ قَالَ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ )

رواه مسلم (2708)

وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَيَقُولُ : ( إِنَّ أَبَاكُمَا كَانَ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ : أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ ) .

رواه البخاري (3371) .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-08-05, 05:16   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

لا يثبت حديث أن الأرض العليا على ظهر حوت قد التقى طرفاه في السماء

السؤال:

قرأت منذ فترة أن السيوطي ـ رحمه الله ـ كان متساهلا في الأحاديث الضعيفة والموضوعة ، فأرجو أن تبينوا إذا كان هذا الحديث صحيحا أو حسنا

- مثل ما قال السيوطي - أو ضعيفا أو موضوعا. الحديث هو: ( إنَّ الأرضينَ سبعٌ، بينَ كلِّ أرضٍ والَّتي تليها مَسيرةُ خمسمائةِ عامٍ، والعُلْيا على ظهرِ حوتٍ، قد التَقَى طرَفاهُ في السَّماءِ، والحوتُ على صخرةٍ، والصَّخرةُ بيدِ الملكِ، والثَّانيةُ سجنُ الرِّيحِ، والثَّالثةُ فيها حجارةُ جهنَّمَ، والرَّابعةُ فيها كِبريتُ جهنَّمَ، والخامسةُ

فيها حَيَّاتُ جهنَّمَ، والسَّادسةُ فيها عقاربُ جهنَّمَ، والسَّابعةُ فيها سَقَرٌ، وفيها إبليسُ مُصَفَّدٌ بالحديدِ، يدٌ أمامَهُ، ويدٌ خلفَهُ، فإذا أرادَ اللهُ أن يُطلِقَه لِما يشاءُ أطلَقَه) وهل حتى يرتقي إلي درجة صحيح أو حسن بمجموع طرائقه ؟


الجواب :

الحمد لله

هذا الحديث يروى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ الْأَرَضِينَ بَيْنَ كُلِّ أَرْضٍ وَالَّتِي تَلِيهَا مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ، وَالْعُلْيَا مِنْهَا عَلَى ظَهْرِ حُوتٍ،

قَدِ الْتَقَى طَرَفَاهُ فِي السَّمَاءِ، وَالْحُوتُ عَلَى صَخْرَةٍ، وَالصَّخْرَةُ بِيَدِ الْمَلَكِ. وَالثَّانِيَةُ سِجْنُ الرِّيحِ. وَالثَّالِثَةُ فِيهَا حِجَارَةُ جَهَنَّمَ. وَالرَّابِعَةُ فِيهَا كِبْرِيتُ جَهَنَّمَ. وَالْخَامِسَةُ فِيهَا حَيَّاتُ جَهَنَّمَ. وَالسَّادِسَةُ فِيهَا عَقَارِبُ جَهَنَّمَ. وَالسَّابِعَةُ فِيهَا سَقَر، وَفِيهَا إِبْلِيسُ مُصَفّد بالحديد، يد أمامه ويد خلفه، فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُطْلِقَهُ لِمَا يَشَاءُ أَطْلَقُهُ)

رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره"

– كما نقله ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" (5/273)-

وابن منده في "التوحيد" (رقم/59)

والحاكم في "المستدرك" (4/636)

جميعهم من طريق عبد الله بن وهب، قال أخبرني عبد الله بن عياش بن عباس، قال حدثنا عبد الله بن سليمان الطويل، عن دراج، عن عيسى بن هلال الصدفي، عن عبد الله بن عمرو.

ولكن في إسناد الحاكم: عن دراج، عن أبي الهيثم، عن عيسى بن هلال. إلا أنه علق عليه بما يشعر بإسقاط أبي الهيثم، فقال: "هذا حديث تفرد به أبو السمح، عن عيسى بن هلال".

وهذا حديث منكر شبه موضوع، لما فيه من نكارة المتن، ونكارة الإسناد:

أما المتن فليست الأرض على ظهر حوت، ولا الحوت على صخرة، وليس في السماء التي هي فضاء الأرض شيء من الحيتان ولا الصخور الحاملة

وهذا أمر أصبح مشاهدا عيانا من خلال أجهزة التصوير والأقمار الصناعية، لا يمتري فيه اثنان اليوم والحمد لله، كما أن طبقات الأرض لا يعرف فيها شيء مما ذكر في الرواية.

وأما الإسناد فهو مسلسل بمن لا يُقبل تفردهم، وتُردُّ عليهم غرائبهم:

1. فأولهم عبد الله بن عياش بن عباس: قال أبو حاتم: ليس بالمتين، صدوق، يكتب حديثه، وهو قريب من ابن لهيعة.

وقال أبو داود والنسائي: ضعيف.

وقال ابن يونس: منكر الحديث.

"تهذيب التهذيب" (5/351)

2. وعبد الله بن سليمان الطويل:

قال فيه البزار: قد حدث بأحاديث لا يتابع عليها. "البحر الزخار" (13/89)

وترجمته في "تهذيب التهذيب" (5/245)

ليس فيها توثيق لأحد من العلماء له. غاية ما هنالك قول ابن حبان فيه: مستقيم الأمر في الحديث إذا روى عن المدنيين والغرباء. "مشاهير علماء الأمصار" (ص301)

وأيضا قول الذهبي: صدوق مقل. "تاريخ الإسلام" (3/678)،

وقوله: "احتج به مسلم ...

حديثه في عداد الحسن" "سير أعلام النبلاء" (7/334)

ولكنه ليس بالتوثيق الكافي؛ لما علم عن منهج ابن حبان في التساهل في توثيق المجاهيل، ولأن روايته هنا منكرة المتن لا يقصدها ابن حبان إطلاقا، ولأن الذهبي لم يذكر دليله على تحسين حديثه، واحتجاج مسلم ليس مُسَلَّما، فقد قال ابن حجر: حديث مسلم في الشواهد

لا في الأصول. "تهذيب التهذيب" (5/351) .

3. دراج بن سمعان، أبو السمح: تتفق تقريبا كلمة المحدثين على تضعيف حديثه ونكارته

قال أحمد: منكر الحديث.

وقال النسائي: ليس بالقوي.

وقال أبو حاتم: في حديثه ضعف.

وقال الدارقطني: ضعيف.

وقال في موضع آخر: متروك.

وقال ابن عدي: عامة الأحاديث التي أمليتها مما لا يتابع دراج عليه.

ينظر "تهذيب التهذيب" (3/209) .

4. عيسى بن هلال الصدفي، ترجمته في "تهذيب الكمال" (23/53)

ليس فيها توثيق ولا تجريح من أحد، فهو من مجاهيل الحال. ولا يكفي إيراد الفسوي له ضمن "ثقات التابعين من أهل مصر"

في كتابه "المعرفة والتاريخ" (2/515)؛

لأن التفرد بهذه المناكير لا يقبل فيها مثل هذا التوثيق المجمل.

وهكذا لا يبقى تقريبا أحد في الإسناد يخلو من قادح مؤثر في الحديث، وليس للحديث طرق ولا شواهد يستعان بها في تقوية أمره، الأمر الذي يعني الحكم عليه بالضعف الشديد.

قال الذهبي رحمه الله:

"منكر" انتهى من "تلخيص المستدرك" (4/636 – مع المستدرك)

وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله:

"هذا حديث غريب جدا، ورفعُهُ فيه نظر"

انتهى من "تفسير القرآن العظيم" (5/274)

وأما الإمام السيوطي فهو موصوف بالتساهل من قبل المحققين من علماء الحديث المتأخرين، مع الاعتراف بعلمه وفضله وجلالته، وسعة اطلاعه ، فإذا حسن حديثا

وتبين لنا فيه علة قادحة ، لم نقبل تحسينه لهذا الحديث، وكل يؤخذ من قوله ويرد إلا المعصوم عليه الصلاة والسلام.

يقول المعلمي رحمه الله:

"ومنهم من يحكي عن بعض المتأخرين، كالسبكي، وابن حجر، وابن الهمام، والسيوطي ونحوهم، أنهم صحَّحوا ذلك الحديث أو الأثر أو حسَّنوه، ويكون جهابذة العلم من السلف قد ضعّفوا ذلك الحديث أو حكموا بوضعه، وهم أجلّ وأكمل من المتأخرين، وإن كان بعض المتأخرين أولي علم وفضل وتبحُّر

ولكننا رأيناهم يتساهلون في التصحيح والتحسين، ويراعون فيه بعض أصول الفن، ويغفلون عما يعارضها من الأصول الأخرى، وفوق ذلك أن السلف كانوا أبعد عن الهوى" .

انتهى من "آثار الشيخ العلامة عبد الرحمن بن يحيي المعلمي اليماني" (2/ 297)

ويقول الشيخ الألباني رحمه الله:

"السيوطي معروف بتساهله في التصحيح والتضعيف، فالأحاديث التي صححها أو حسنها فيه [يعني الجامع الصغير] قسم كبير منها ردها عليه الشارح المناوي، وهي تبلغ المئات

إن لم نقل أكثر من ذلك، وكذلك وقع فيه أحاديث كثيرة موضوعة، مع أنه قال في مقدمته: "وصنته عما تفرد به وضاع أو كذاب".

وقد تتبعتها بصورة سريعة، وهي تبلغ الألف تزيد قليلا أو تنقص ... ومن الغريب أن قسما غير قليل فيها ، شهد السيوطي نفسه بوضعها في غير هذا الكتاب،

فهذا كله يجعل الثقة به ضعيفة ، نسأل الله العصمة"

انتهى من "تمام المنة" (ص29)

والله أعلم.









رد مع اقتباس
قديم 2018-08-05, 05:22   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حديث أن أعرابي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسأله عن أمور كثيرة جدا

السؤال:

هل يمكن أن توضح ما إذا كان ما يلي حديثًا أم لا : " جاء أعرابي إلي المسجد لرؤية النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وبعد إلقاء السلام ، سأله النبي صلى الله عليه وسلم: ( من أين أنت؟

) ، فقال الأعرابي: أتيت من مكان بعيد لتجيبني عن بعض الأسئلة ، وفيما يلي الحوار الذي دار بين الأعرابي والنبي =صلى الله عليه وسلم ، قال الأعرابي : أريد ألا يكون في كتابي ذنوب بل فيه خير وحسنـــات فأجابه النبي: كُن باراً لوالديك وأحسن معاملتهم

، قال الأعرابي: أريد أن أكون أحكم الناس فأجابه النبي: اتق الله تعالى في كل شيء ، قال الأعرابي: أريد أن أكون من المقربين عند الله تعالى فأجابه النبي: اقرأ القـــــرآن صباحًا ومساءً ، قال الأعرابي: أريد أن يكون في قلبي نور دائما فأجابه النبي: لا تنسى المــــوت وتذكره دائمًا

قال الأعرابي: أريد أن أكون في ظل رحمة الله دائمًا فأجابه النبي: أحسن إلى النــــــاس ، قال الأعرابي: أريد أن لا يضرني الأعداء فأجابه النبي: توكل على الله دائمًا

قال الأعرابي: أريد أن لا أكون مفضوحاً بين النـاس فأجابه النبي: لا تفضح عيوب الناس ، قال الأعرابي: أريد أن يكون عمري طويلاً فأجابه النبي: :عليك بصلة الرحــــم .


الجواب :

الحمد لله

لا يعرف لهذا الخبر مستند صحيح ، والظاهر أنه مجمّع وملفق من معاني عدة أحاديث وأخبار مشهورة .

وهذا الخبر شبيه للخبر الموضوع المنتشر والمتداول بين الناس– ولعله هو نفسه لكن تغيرت ألفاظه بسبب تعدد الترجمات له – وهو :

عن خالد بن الوليد قال: " جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال يا رسول الله: جئت أسألك عما يغنيني في الدنيا والآخرة ، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم سل عما بدا لك

قال: أريد أن أكون أعلم الناس ؟

فقال صلى الله عليه وسلم: اتق الله تكن أعلم الناس ، قال: أريد أن أكون أغنى الناس ؟

قال صلى الله عليه وسلم: كن قانعا تكن أغنى الناس ، قال: أحب أن أكون أخص الناس إلى الله ؟

قال صلى الله عليه وسلم: أكثر ذكر الله تكن أخص الناس إلى الله ، قال: أحب أن يكمل إيماني ؟

قال صلى الله عليه وسلم: حسن خلقك يكمل إيمانك ، قال: أحب أن أكون من المحسنين ؟

قال صلى الله عليه وسلم: اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، قال: أحب أن أكون من المطيعين ؟

قال صلى الله عليه وسلم: أد فرائض الله تكن من المطيعين، قال: أحب أن ألقى الله نقيا من الذنوب؟ قال صلى الله عليه وسلم: اغتسل من الجنابة متطهرا تلقى الله نقيا من الذنوب ، قال: أحب أن أحشر يوم القيامة في النور ؟

قال صلى الله عليه وسلم: لا تظلم نفسك ولا تظلم الناس تحشر يوم القيامة في النور ، قال: أحب أن يرحمني ربي يوم القيامة ؟ قال صلى الله عليه وسلم: ارحم نفسك وارحم خلق الله، يرحمك ربك يوم القيامة... " الى آخر القصة الطويلة .

وقد سُئل عنه الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى فأجاب :

" هذا الحديث جاء في (كنز العمال) باختلاف عما جاء هنا

ونصه: كما جاء في الجزء 16 من كتاب (كنز العمال) تحت الرقم (44154)

قال الشيخ جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى:

وجدت بخط الشيخ شمس الدين بن القماح في مجموع له عن أبي العباس المستغفري، قال: قصدت مصر أريد طلب العلم من الإمام أبي حامد المصري والتمست منه حديث خالد بن الوليد فأمرني بصوم سنة ، ثم عاودته في ذلك فأخبرني بإسناده عن مشائخه إلى خالد بن الوليد قال

: " جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني سائلك عما في الدنيا والآخرة ، فقال له: سل عما بدا لك، قال: يا نبي الله أحب أن أكون أعلم الناس ، قال: اتق الله تكن أعلم الناس، فقال: أحب أن أكون أغنى الناس ، فقال: كن قنعا تكن أغنى الناس ، قال: أحب أن أكون خير الناس

فقال: خير الناس من ينفع الناس فكن نافعا لهم . فقال: أحب أن أكون أعدل الناس ، قال: أحب للناس ما تحب لنفسك تكن أعدل الناس ، قال: أحب أن أكون أخص الناس إلى الله تعالى

قال: أكثر ذكر الله تكن أخص العباد إلى الله تعالى ، قال: أحب أن أكون من المحسنين ، قال: اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، قال: أحب أن يكمل إيماني ، قال: حسن خلقك يكمل إيمانك

فقال أحب أن أكون من المطيعين قال: أد فرائض الله تكن مطيعا، فقال: أحب أن ألقى الله نقيا من الذنوب ، قال: اغتسل من الجنابة متطهرا تلق الله يوم القيامة وما عليك ذنب ، قال: أحب أن أحشر يوم القيامة في النور ،

ال: لا تظلم أحدا تحشر يوم القيامة في النور ، قال: أحب أن يرحمني ربي ، قال: ارحم نفسك وارحم خلق الله يرحمك الله ، قال: أحب أن تقل ذنوبي ، قال: استغفر الله تقل ذنوبك، قال: أحب أن أكون أكرم الناس، قال: لا تشكون الله إلى الخلق تكن أكرم الناس، فقال: أحب أن يوسع علي في الرزق ،

قال: دم على الطهارة يوسع عليك في الرزق، قال: أحب أن أكون من أحباب الله ورسوله ، قال: أحب ما أحب الله ورسوله وأبغض ما أبغض الله ورسوله ، قال: أحب أن أكون آمنا من سخط الله

قال: لا تغضب على أحد تأمن من غضب الله وسخطه ، قال: أحب أن تستجاب دعوتي ، قال: اجتنب الحرام تستجب دعوتك، قال: أحب أن لا يفضحني الله على رءوس الأشهاد، قال: احفظ فرجك كيلا تفتضح على رءوس الأشهاد ، قال: أحب أن يستر الله علي عيوبي، قال: استر عيوب إخوانك يستر الله عليك عيوبك

قال: ما الذي يسكن غضب الرحمن؟ قال: إخفاء الصدقة وصلة الرحم ، قال: ما الذي يطفئ نار جهنم ، قال: الصوم "

من كتاب كنز العمال (ص 127 - 129) .

والحديث المذكور موضوع ورواته مجاهيل ، وكأن واضعه جمع متنه من الأحاديث الصحيحة ، ومن بعض كلام أهل العلم ، وبعض ألفاظه منكرة لا توافق الأدلة الشرعية .

ولا ريب أن العمدة فيما ذكره في هذا الحديث هو ما دلت عليه الأحاديث الصحيحة ، أما هذا المتن فلا يعتمد عليه ، ولا يحتج به ؛ لأنه ليس له إسناد صحيح ، والله ولي التوفيق " .

انتهى من " مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " (26 / 324 – 326) .

فالخلاصة :

أن هذا الخبر لا تصح نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فالواجب الإعراض عن هذا الخبر الذي لا أصل له ، وما جاءت به الأحاديث الصحيحة يغنينا ويكفينا عن مثل هذه الأخبار .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-08-05, 05:27   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

هل ثبت في الحديث أن من قبّل الحجر الأسود دخل الجنة بلا حساب ؟

السؤال:

أريد الاستفسار عن صحة حديث سمعته ومتنه : ( من قبّل الحجر الأسود دخل الجنة بلا حساب ) ، ولم أعلم سنده ، فأرجو الحكم على صحة الحديث ، وإن كان الحديث لا يصح

فهل يوجد نص شرعي يدل على أن من قبّل الحجر الأسود سيدخل الجنة بلا حساب أم أن هذا أمرا غير موجود ؟


الجواب :

الحمد لله

هذا الكلام المذكور : ( من قبّل الحجر الأسود دخل الجنة بلا حساب )

: لم نجده في شيء من كتب السنة ، لا بسند صحيح ، ولا ضعيف ، ولا نعلم له أصلا عن نبي الله صلى الله عليه وسلم ؛ فلا يجوز أن ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم .

والثابت في فضل الحجر الأسود : أن استلامه يكفر الذنوب ، وأنه سيشهد يوم القيامة لمن استلمه بحق

روى الترمذي (961) وحسنه ، وأحمد (2796)

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الحَجَرِ: (وَاللَّهِ لَيَبْعَثَنَّهُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ لَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا، وَلِسَانٌ يَنْطِقُ بِهِ، يَشْهَدُ عَلَى مَنْ اسْتَلَمَهُ بِحَقٍّ) .

وصححه الألباني في "صحيح الترمذي".

وقال محققو المسند: إسناده قوي .

وروى الترمذي (959) وحسنه، عن عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ : " أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يُزَاحِمُ عَلَى الرُّكْنَيْنِ زِحَامًا مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُهُ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِنَّكَ تُزَاحِمُ عَلَى الرُّكْنَيْنِ (الحجر الأسود والركن اليماني) زِحَامًا مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُزَاحِمُ عَلَيْهِ ؟

فَقَالَ: إِنْ أَفْعَلْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (إِنَّ مَسْحَهُمَا كَفَّارَةٌ لِلْخَطَايَا).

وصححه الألباني في "صحيح الترمذي".

والله أعلم.


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
سلسله علوم الحديث


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 08:37

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc