الإخوان والثورة الشيعية الإيرانية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه وتابعي هم بإحسان وبعد :
كنا قد ذكرنا في المقال السابق علاقة حسن البنا مؤسس حركة الإخوان وحركته بالرافضة وفي هذا المقال ننتقل إلى علاقة الاخوان بالثورة الخمينية ، فالثورة اشتعلت مع مطلع عام 1978 وانتصرت مع مطلع عام 1979 حيث نقل الخميني من حاضنته فرنسا في طائرة مكيفة إلى إيران ليتوج الفقيه الأوحد والإمام النائب عن مهدي الرافضة المختفي المزعوم ، وفي نفس الوقت لتبدأ مأساة جديدة من مآسي أهل السنة في إيران ، ولتبدأ سلسلة ثقيلة من الملاحقات والتصفيات والإغتيالات والإختفاء المفاجيء والحرمان من أبسط الحقوق وهم 18مليون سني ومع ذلك لا يسمح لهم بمسجد واحد في طهران ، والعجيب أنه حتى زعيم الإخوان المسلمين في إيران المدعو ناصر سبَحَاني لم ترحمه تلك الألة الرافضية الحاقدة فتم اختفاؤه وإعدامه في سنة1990 ، ثم انظر إلى عصام العطار أحد الزعماء الكبار لحركة الإخوان المسلمين يكتب كتاباً كاملاً يتناول تاريخ الثورة وجذورها ويقف بجانبها مؤيداً ويبرق أكثر من مرة للخميني مهنئاً ومباركاً وانتشرت أحاديثه المسجلة على أشرطة الكاسيت المؤيدة للثورة بين شباب الإخوان المسلمين .
وفي مصر يقول : عمر التلمساني في حديث له مع ( مسلم ميديا ) الذي نشرته مجلة ( الكرسنت ) الإسلامية التي تصدر في كندا ( 16/12/1984 ).
وقال فيه بالحرف الواحد : " لا أعرف أحداً من الإخوان المسلمين في العالم يهاجم إيران " .
وأيضاً فقد وقفت مجلة ( الدعوة ) و ( الاعتصام ) و ( المختار الإسلامي ) - وهي مجلات إخوانية - إلى جانب الثورة الخمينية مؤكدة إسلاميتها ومدافعة عنها في وجه الإعلام الساداتي الأمريكي كما كانوا يشيعون .
كتبت الاعتصام على غلاف عدد ذي الحجة 1400 – أكتوبر 1980 : " الرفيق التكريتي .. تلميذ ميشيل عفلق الذي يريد أن يصنع قادسية جديدة في إيران المسلمة " .
وفي عدد ( محرم 1401 هـ ديسمبر / كانون أول / 1980 ) من الإعتصام كتب الأستاذ جابر رزق أحد أبرز صحفيي الإخوان المسلمين في الاعتصام ص 36 معللاً أسباب الحرب فقال : " إن الوقت الذي اندلعت فيه هذه الحرب هو ذات الوقت الذي فشلت فيه كل الخطط الأمريكية التآمرية على ثورة الشعب الإيراني المسلم " . ويقول ص 37 : " وقد نسي صدام حسين أنه سيقاتل شعباً تعداده أربعة أضعاف الشعب العراقي وهذا الشعب هو الشعب المسلم الوحيد الذي استطاع أن يتمرد على الإمبريالية الصليبية اليهودية " ثم يواصل حديثه " والشعب الإيراني بكامل هيئاته ومنظماته مصمم على مواصلة الحرب حتى النصر وحتى إسقاط البعث الدموي ، كما أن التعبئة الروحية والنفسية بين كل أفراد الشعب الإيراني لم يسبق لها مثيل والرغبة في الاستشهاد تأخذ صورة التسابق والإقدام والشعب الإيراني واثق تماماً أن النصر في النهاية سيكون للثورة الإيرانية المسلمة " .!!!
ثم يشرح الأستاذ جابر رزق أن هدف الاستعمار من الحرب اسقاط الثورة فيقول :" .. وبسقوط النظام الثوري الإيراني يزول الخطر الذي يتهدد هذا النوع من الطواغيت الذين يرتجفون من تصورهم احتمال ثورة شعوبهم ضدهم واسقاطهم مثلما فعل الشعب الإيراني المسلم ضد الشاه العميل " .
وفي نهاية المقال يقول :" ولكن حزب الله غالب ..ولكن لابد من الجهاد والاستشهاد ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز " . إذن هذا هو جوهر الحرب وليس ما يردده البعض من أن إيران الشيعة تريد الانقضاض على النظام السني في العراق ..!!! يا إلهي كم هو محزن هذا العمى وكم هو .. من يزرع الجهل والحقد في عقول الناس وقلوبهم .!!!
وفي عدد ( صفر 1401 – يناير / 1981 م ) كتبت الاعتصام على غلافها : " الثورة التي أعادت الحسابات وغيرت الموازين " وفي ص 39 تساءلت المجلة " لماذا تعتبر الثورة الإيرانية أعظم ثورة في العصر الحديث " وفي نهاية المقال الذي كتب بمناسبة الذكرى الثانية لانتصار الثورة جاء فيه : " ومع ذلك انتصرت الثورة الإيرانية بعد أن سقط آلاف الشهداء وكانت بذلك أعظم ثورة في التاريخ الحديث بفعاليتها ونتائجها الإيجابية وآثارها التي أعادت الحسابات وغيرت الموازين " .
وفي عنوان بارز" خميني بين آمال المسلمين ومؤامرات الصليبية والشيوعية " احتل الخميني غلاف مجلة الإخوان الرئيسية " الدعوة" في آذار ( مارس) 1979, " فور حدوث الثورة بادرت أمانة سر التنظيم الدولي للإخوان المسلمين إلى الاتصال بالمسئولين الإيرانيين بغية تشكيل وفد من الإخوان لزيارة إيران والتهنئة بالثورة وتدراس سبل التعاون وفعلا عينت إيران ضابطا للاتصال بالتنظيم الدولي للإخوان في لوجانو – سويسرا بتاريخ 14 / 5 / 1979 لدراسة القرارات في شأن العلاقة بإيران واتخذت بعض القرارات السريعة منها أ-) تشكيل وفد من الإخوان لزيارة إيران وتقديم التهاني بمناسبة نجاح الثورة الإيرانية والإطاحة بالشاه وقد تشكل الوفد من :
عبد الرحمن خليفة مراقب الإخوان المسلمين في الأردن .
وجابر رزق ممثلا عن الإخوان المسلمين في مصر .
وسعيد حوي ممثلا عن الإخوان في سوريا.
وغالب همت من الإخوان في سوريا .
وعبد الله سليمان العقيل ممثلا عن الإخوان في السعودية .
وفعلا تمت الزيارة في الشهر السادس 1979 ونشرت أخبارها في الصحف الإيرانية الناطقة بالعربية ومعها صور لأعضاء الوفد وهم يزورون القيادة الإيرانية ، ومن القرارات :
(ب-) إصدار كتيب عن الثورة الإيرانية لإبراز الإيجابيات الصادرة عن الثورة وقيادتها من أقوال ومواقف .
(ت-) بناء صلات تنظيمية مع حركة الطلبة المسلمين في إيران عن طريق الاتحاد العالمي للطلبة المسلمين وتنشيط عملية الترجمة من وإلى الفارسية خاصة فيما يتعلق بكتابات الإخوان .
(ث-) تزويد إيران بالفاعليات الإعلامية للاستعانة بها في المؤسسات الإعلامية للثورة في إيران
وأما د عبد المنعم أبو الفتوح - المرشح الرئاسي الإخواني السابق لحزب النور - فيلخص موقف الإخوان نحو الخميني وثورته بإسلوب المتلاعب الذي لا يُخفي عن القارئ معرفة الإخوان بكون تلك الثورة هي في الحقيقة ثورة شيعية رافضية ولكن يجعل هذه المعرفة لا قيمة لها إذ هي وليدة الفكر السلفي الوهابي على حد تعبيره وأيضاً نتيجة الدعاية المضادة التي بثتها أنظمة الجور والإستبداد والعمالة - كما في كتابه -في الدول العربية المرتجفة من هذه الثورة القادمة ، حيث يذكر فى كتابه (شاهد على تاريخ الحركة الإسلامية في مصر) ص 103-106 فيقول: ( في نهاية السبعينيات بدأت نذر الثورة الإسلامية في إيران ، وقتها كنّا شبابا نفيض حيوية وتسيطر علينا روح ثورية ورغبة في التغيير واقتلاع أنظمة الجور والاستبداد والعمالة للأجنبي وتعطيل شرع الله، وكان شاه إيران بالنسبة لنا أحد طواغيت هذه الأنظمة ورموزها التي لم تعد تستحي من إعلان الاستبداد والعمالة للولايات المتحدة الأمريكية، وجاءت الثورة ، ثورة شعبية إسلامية تريد اقتلاع طاغية من طواغيت العصر، وكان هذا كافيا للتعاطف مع هذه الثورة بل الإعجاب بها وتقديرها، فهي نموذج لثورة الشعوب على الظلم والاستبداد والفساد، وكنّا نرى فيها أملا لنا كقادة لحركات إسلامية تعيش إحساس الاضطهاد من قبل أنظمة ظالمة فاسدة.
والحقيقة أن موقفنا من الثورة الإسلامية في إيران كان جد معقد، فنحن أيدناها ورحبنا بها ورأينا فيها نموذجا يحتذى لكن كونها ثورة شيعية كان سببا في الحد من الانفتاح عليها والتفكير في الاقتراب منها والتأثر المباشر بها، كانت السلفية الوهابية حاضرة بقوة في تكويننا الفكري وقتها فأقامت حاجزا بيننا وبين هذه الثورة وهو الحاجز الذي صار جدارا شاهقا بسبب ما أحدثته هذه الثورة من خوف وهلع لدى الأنظمة العربية الحاكمة التي فعلت الكثير للتخويف منها خشية أن تقوم الدولة "الشيعية" الجديدة بتصدير الثورة إليها.
ورغم تأثرنا بالفكر السلفي ووقوعنا في دائرة الدعاية الرسمية المضادة فقد استقبلنا الثورة الإسلامية في إيران بحماس شديد، واعتبرناها نصرا للمشروع الإسلامي وأعلنا رفضنا للموقف الرسمي المناهض لها وانتقدنا موقف الرئيس السادات واستقباله للشاه المخلوع في القاهرة وإيوائه في مصر بعد أن رفضت دول كثيرة بما فيها حليفته أمريكا استقباله، فقد كان الشاه في نظرنا حاكما ظالما مستبدًا يستحق من شعبه أن يثور عليه ويخلعه ورأينا في سلوك السادات إساءة للثورة الإسلامية بل وطعنا فيها، وأذكر أننا حركنا المظاهرات المناهضة لموقف السادات واستقبال الشاه في مصر والمؤيدة للثورة في إيران .
كان مسؤول الاتصال بين الإخوان وقيادة الثورة الإيرانية إلى هذا الوقت الأستاذ يوسف ندا رجل الأعمال المصري المقيم في سويسرا ، وكان يوسف ندا مصدر المعلومات الرئيسي للإخوان عن الثورة ورؤيتها وأدائها وكل ما يتعلق بها من تفاصيل ، وزار وفد من قيادات الإخوان خارج مصر إيران للتهنئة بالثورة وكان على رأس الوفد الأستاذ عبد الرحمن خليفة المراقب العام للإخوان في الأردن الذي كان وقتها نائبا عن المرشد العام ، وتم ذلك بناءً على اقتراح من يوسف ندا قبله الأستاذ عمر التلمساني المرشد العام .
لكن حماسنا للثورة بدا يخفت تدريجيا خاصة بعدما بدرت منها روح طائفية في بعض المواقف والتي استغلت للتشهير بها وتقديمها على أنها دولة صفوية جديدة تكن العداء لأهل السنة، ثم جاءت الحرب بينها وبين العراق لتزيد من فتور مشاعر التضامن معها).
وفي السودان كان موقف الإخوان المسلمين شبيهاً بموقف زعماءهم في الجماعة الأم حيث خرجوا بمظاهرات التأييد للثورة الخمينية وسافر الدكتور الترابي - زعيم الإخوان في السودان- إلى إيران حيث قابل الخميني هناك معلناً له تأييده ، ومناصرته .
وأما في تونس فالأمر لا يختلف عن موقف الإخوان السابق حيث كانت مجلة الحركة ( المعرفة ) تقف بجانب الثورة تباركها وتدعو المسلمين إلى مناصرتها ووصل الأمر أن كتب زعيم الحركة الذي هو عضو التنظيم الدولي للإخوان المسلمين : كتب مرشحاً الإمام الخميني لإمامة المسلمين !!!!! .
يقول الغنوشي زعيم حركة النهضة الإخوانية في تونس أن الاتجاه الإسلامي الحديث " تبلور وأخذ شكلاً واضحاً على يد الإمام البنا والمودودي وقطب والخميني ممثلي أهم الاتجاهات الإسلامية في الحركة الإسلامية المعاصرة" ( كتاب الحركة الإسلامية والتحديث – راشد الغنوشي ، وحسن الترابي ص 16 ) .ويعتبر في ص 17 من نفس الكتاب أنه بنجاح الثورة في إيران يبدأ الإسلام دورة حضارية جديدة ثم يقول تحت عنوان ماذا نعني بمصطلح الحركة الإسلامية : " ..ولكن الذي يعنينا من بين ذلك الاتجاه الذي ينطلق من مفهوم الإسلام الشامل ،وهذا المفهوم ينطبق على ثلاثة اتجاهات كبرى : الإخوان المسلمين ، الجماعة الإسلامية بباكستان وحركة الإمام الخميني في إيران " وفي ص 24 يقول : " لقد بدأت إيران عملية لعلها من أهم ما أن يطرأ في مسيرة حركات التحرر في المنطقة كلها وهي تحرر الإسلام من هيمنة السلطات العاملة على استخدام القوة في وجه المد الثوري في المنطقة ".
وأما الإخوان في لبنان فإن كبير الإخوان فيها وهو فتحي يكن زار إيران أكثر من مرة وشارك في احتفالاتها وألقى المحاضرات في تأييدها ،وفي كتاب من كتبه الأخيرة : ( أبجديات التصور الحركي للعمل الإسلامي ) يستعرض المؤلف مؤامرات الاستعمار والقوى الدولية فيقول ص 148 : " وفي التاريخ القريب شاهد على ما نقول ألا وهو تجربة الثورة الإسلامية في إيران ، هذه التجربة التي هبت لمحاربتها واجهاضها كل قوى الأرض الكافرة ولا تزال بسبب أنها إسلامية وأنها لا شرقية ولا غربية "
وفي " الأمان " وغيرها نشرت قصيدة الأستاذ يوسف العظم ودعا فيها إلى مبايعة الخميني !!!!!!!!
فقال :
هدَّ صرح الظلم لا يخشى الحمــام *** بالخميني زعيماً وإمـــــاما
من دمانا ومضيـنا للأمــــام *** قد منحناه وشاحاً ووســـاما
ليعود الكون نوراً وســـــلاما *** ندمر الشرك ونجتاح الظــلام
ثم إلى موقف التنظيم الدولي للإخوان المسلمين الذي وجه بياناً إلى المسؤولين عن الحركات الإسلامية في كافة أنحاء العالم وذلك أثناء أزمة الرهائن جاء فيه " ولو كان الأمر يخص إيران وحدها لقبلت حلاً وسطاً بعد أن تبينت ما حولها ولكنه الإسلام وشعوبه في كل مكان وقد أصبحت أمانة في عنق الحكم الإسلامي الوحيد في العالم الذي فرض نفسه بدماء شعبه في القرن العشرين لتثبيت حكم الله فوق حكم الحكام وفوق حكم الاستعمار والصهيونية العالمية .
ويشير البيان إلى رؤية الثورة الإيرانية لمن يحاول أن يفت في عضدها على أنه واحد من أربعة "
أما مسلم لم يستطع أن يستوعب عصر الطوفان الإسلامي وما زال يعيش في زمن الاستسلام فعليه أن يستغفر الله ويحاول أن يستكمل فهمه بمعاني الجهاد والعزة في الإسلام والله تعالى يقول : ( إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين )
وأما عميل يتوسط لمصلحة أعداء الإسلام على حساب الإسلام متشدقاً بالأخوة والحرص عليها كما في قوله تعالى:} وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين {
وإما مسلم إمعة يحركه غيره بلا رأي له ولا إرادة والله يقول ( يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين ) .
وإما منافق يداهن بين هؤلاء وهؤلاء .. " .
ويروي يوسف ندا مفوّض العلاقات الدولية في تنظيم الإخوان المسلمين بأنهم (أي الإخوان) شكلوا وفداً زار الخميني في باريس قبل انتقاله إلى طهران، ذلك انه كان بينهم وبين مجموعة الخميني علاقة قبل الثورة الإيرانية، وأن لقاءات جمعت بينهم في الولايات المتحدة واوروبا. ويروي ندا أن الوفد الإخواني كان في ثالث طائرة تهبط في مطار طهران بعد طائرة الخميني وطائرة اخرى.
وعندما بدأت الحرب الإيرانية الرافضية على العراق أصدر التنظيم الدولي للإخوان المسلمين بياناً وجهه إلى الشعب العراقي هاجم فيه حزب البعث الملحد الكافر -كما قال البيان - الذي قال أيضاً : " إن هذه الحرب أيضاً ليست حرب تحرير للمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين لا يملكون حيلة ولا يهتدون سبيلاً . فشعب إيران المسلم قد حرر نفسه من الظلم والاستعمار الأمريكي الصهيوني في جهاد بطولي خارق وبثورة إسلامية عارمة فريدة من نوعها في التاريخ البشري وتحت قيادة إمام مسلم هو دون شك فخر للإسلام والمسلمين ".
ثم يتكلم البيان عن أهداف العدوان الصدامي قائلاً : " ..ضرب الحركة الإسلامية وإطفاء شعلة التحرير الإسلامية التي انبعثت من إيران " وفي نهاية البيان يقول مخاطباً الشعب العراقي : " … اقتلوا جلاَّديكم فقد حانت الفرصة التي ما بعدها فرصة ، القوا اسلحتكم وانضموا إلى معسكر الثورة ، الثورة الإسلامية ثورتكم".
أما موقف الجماعة الإسلامية في باكستان فقد تمثل في فتوى أبي الأعلى المودودي - الذي أجمعت الحركات المتأسلمة أنه واحد من أبرز روادها في هذا القرن - تلك الفتوى التي نشرت في مجلة الدعوة – القاهرة – عدد 8/29 /1979 رداً على سؤال وجهته إليه المجلة حول الثورة الإسلامية في إيران فأجاب قائلا : ". وثورة الخميني ثورة إسلامية والقائمون عليها هم جماعة إسلامية وعلى جميع المسلمين عامة والحركات الإسلامية خاصة أن تؤيد هذه الثورة وتتعاون معها في جميع المجالات "
وأخيراً نشرت مجلة ” الغرباء ” الإخوانية بياناً على لسان ” حامد أبو النصر ” ـ المرشد العام للتنظيم حينها ـ عند هلاك الهالك الخميني قال فيه : (( الإخوان المسلمون يحتسبون عند الله فقيد الإسلام الإمام الخميني القائد الذي فجر الثورة الإسلامية ضد الطغاة ، و يسألون الله له المغفرة و الرحمة ! ، و يقدمون خالص العزاء لحكومة الجمهورية الإسلامية و الشعب الإيراني الكريم ، و إنا لله و إنا إليه راجعون )) [ العدد السابع لسنة 1979 م ] .
وهذا غيض من فيض حيث حاولنا في هذا المقال أن نجيب على بعض تساؤلات الناس عن العلاقة بين الحكم الرافضي في إيران والإخوان المسلمين كجماعة وقادة ، ولماذا سارع محمد مرسي الإخواني القطبي لمّا أتيحت له الفرصة لتطبيق الشريعة كما نادى ولمعالجة قضايا ومشاكل بلاد مصر كما كان يفترض ، بدل هذا كله رأينا كيف سارع لفتح العلاقات مع إيران بعد انقطاعها خلال حكم الرئيس السابق مبارك وتطبيع هذه العلاقات بالسماح بوجود تمثيل دبلوماسي يصل لدرجة فتح سفارة لهم في قلب مصر إن قضية الإخوان مع ايران والرافضة ليست قضية علاقة تمليها المصالح السياسية أو الإقتصادية أو الجغرافية ونحو ذلك وإنما علاقة يدعوا إليها تقارب الفكر وتشابه الوسائل واتحاد المقاصد ، ومما سبق تبين لك أيها القارئ الكريم أن العضو الإخواني على استعداد أن يكون نائبا عن الزمرة الرافضية لتحقيق أهدافهم ومقاصدهم إذ أنه يرى أنها ذات الأهداف والمقاصد التي يتبناها ويدعوه إليها زعماؤه .
حفظ الله أرض مصر ، وحفظ سائر بلاد المسلمين من كل كائد ومخادع ، ورد الله كيدهم في أكبادهم
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
النقل عن مصادر مستفادة من الشبكة