مناقب التاريخ الاسلامي - الصفحة 7 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية

قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية تعرض فيه تاريخ الأمم السابقة ( قصص الأنبياء ) و تاريخ أمتنا من عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ... الوقوف على الحضارة الإسلامية، و كذا تراجم الدعاة، المشائخ و العلماء

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مناقب التاريخ الاسلامي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-11-12, 15:52   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ذكر جملة من الصحابة رضي الله عنهم ، ممن أتم حفظ كتاب الله تعالى

السؤال

أريد أن أعرف عشرين صحابياً بالتفصيل مع ذكر أعمارهم ممن حفظوا القرآن الكريم كاملاً ، مع ذكر أسماء معلميهم.

الجواب

الحمد لله

أولا :

كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أسبق الناس إلى الخير ، وأسرعهم إلى العمل الصالح ، وأقدرهم عليه .
وكان من أعظم همهم : حفظ كتاب الله تعالى ، وتعلمه ، والعمل به ، ثم تعليمه الناس .

وكانوا يتعلمونه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويعلمه بعضهم بعضا ، فمن فاته من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء ، لانشغالهم بالجهاد ، تعلمه من صاحبه .

وأشهر من كان يعلم الناس القرآن منهم : عثمان بن عفان ، وعلي بن أبي طالب ، وأبي بن كعب رضي الله عنهم ، فعلموا كثيرا من صغار الصحابة ، ومن بعدهم من التابعين .

قال أبو عبد الرحمن السلمي :

" حدثنا الذين كانوا يُقرِئوننا : أنهم كانوا يستقرِئون من النبي صلى الله عليه وسلم ، فكانوا إذا تعلَّموا عَشْر آيات لم يخلِّفوها حتى يعملوا بما فيها من العمل ، فتعلَّمنا القرآن والعمل جميعًا "

انتهى من" تفسير الطبري" (1/ 80)

فدأب الصحابة رضي الله عنهم على حفظ كتاب الله ، وعلى تحفيظ الناس إياه .

قال سويد بن عبد العزيز : " كان أبو الدرداء إذا صلى الغداة في جامع دمشق اجتمع الناس للقراءة عليه ، فكان يجعلهم عشرة عشرة

وعلى كل عشرة عريفا، ويقف هو في المحراب يرمقهم ببصره ، فإذا غلط أحدهم رجع إلى عريفه ، فإذا غلط عريفهم رجع إلى أبي الدرداء يسأله عن ذلك " .

وعن ابن مشكم قال: " قال لي أبو الدرداء: اعدد من يقرأ عندي القرآن ، فعددتهم ألفا وستمائة ونيفا، وكان لكل عشرة منهم مقرىء " .

انتهى من "معرفة القراء الكبار" (ص 20)

ثانيا :

حفظ كتاب الله تعالى من الصحابة جمع غفير ، لا يحصون كثرة ، وقد نص جماعة من العلماء على أبرز من حفظ كتاب الله منهم .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :

" ذَكَرَ أَبُو عُبَيْدٍ الْقُرَّاءَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَعَدَّ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْخُلَفَاءَ الْأَرْبَعَةَ وَطَلْحَةَ وَسَعْدًا وابن مَسْعُودٍ وَحُذَيْفَةَ وَسَالِمًا وَأَبَا هُرَيْرَةَ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ السَّائِبِ وَالْعَبَادِلَةَ

وَمِنَ النِّسَاءِ عَائِشَةَ وَحَفْصَةَ وَأُمَّ سَلَمَةَ ، وَلَكِنَّ بَعْضَ هَؤُلَاءِ إِنَّمَا أَكْمَلَهُ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

وعد ابن أَبِي دَاوُدَ فِي كِتَابِ الشَّرِيعَةِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ أَيْضًا: تَمِيمَ بْنَ أَوْسٍ الدَّارِيَّ وَعُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، وَمِنَ الْأَنْصَارِ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ وَمُعَاذًا الَّذِي يُكَنَّى

أَبَا حَلِيمَةَ وَمُجْمِّعَ بْنَ حَارِثَةَ وَفَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ وَمَسْلَمَةَ بْنَ مَخْلَدٍ وَغَيْرَهُمْ، وَصَرَّحَ بِأَنَّ بَعْضَهُمْ إِنَّمَا جَمَعَهُ

بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمِمَّنْ جَمَعَهُ أَيْضًا: أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ ذَكَرَهُ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ، وَعَدَّ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ مِنَ الْقُرَّاءِ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَسَعْدَ بْنَ عَبَّادٍ وَأُمَّ وَرَقَةَ "

انتهى من "فتح الباري" (9/ 52)
.
وانظر: "الإتقان" للسيوطي (1/ 248-249) .

ومن أبرز هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم :

1- أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، توفي يوم الاثنين في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة من الهجرة وهو ابن ثلاث وستين سنة ، وصلى عليه عمر، ودفن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .

"تهذيب التهذيب" (5/ 316).

2- عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قتل يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة وقيل لثلاث سنة 23 وهو ابن ثلاث وستين سنة ، وقيل غير ذلك .

"تهذيب التهذيب" (7/ 441) .

3- عثمان بن عفان رضي الله عنه ، أحد الذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم . قتل شهيدا في داره مظلوما، في ثامن عشر ذي الحجة سنة خمس وثلاثين , وله اثنتان وثمانون سنة على الصحيح .

4- علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، قتل صبيحة سابع عشرة من رمضان سنة أربعين من الهجرة بالكوفة ، وكان قد جمع القرآن بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل : جمعه في حياته .

5- أبي بن كعب رضي الله عنه ، سيد القراء ، وأحفظ الأمة لكتاب الله ، جمعه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم . توفي بالمدينة سنة عشرين أو تسع عشرة

6- عبد الله بن مسعود بن غافل رضي الله عنه ، جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم . مات بالمدينة في آخر سنة اثنتين وثلاثين .

7- زيد بن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه ، جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، توفي سنة خمس وأربعين على الأصح .

8- أبو موسى الأشعري ، عبد الله بن قيس رضي الله عنه ، أخذ القرآن عن النبي صلى الله عليه وسلم ، توفي في ذي الحجة سنة أربع وأربعين على الصحيح .

9- أبو الدرداء عويمر بن زيد الأنصاري رضي الله عنه ، قرأ القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، توفي سنة اثنتين وثلاثين .

10- أبو هريرة الدوسي رضي الله عنه ، قرأ القرآن على أبي بن كعب ، توفي سنة سبع وقيل سنة ثمان وقيل سنة تسع وخمسين .

11- عبد الله بن عباس بن عبد المطلب رضي الله عنه ، قرأ القرآن على أبي بن كعب ، توفي بالطائف سنة ثمان وستين .
12- عبد الله بن السائب بن أبي السائب ، قارئ أهل مكة ، له صحبة ورواية يسيرة ، وهو من صغار الصحابة ، قرأ القرآن على أبي بن كعب ، توفي في حدود سنة سبعين في إمرة ابن الزبير .

انظر : "معرفة القراء الكبار" للحافظ الذهبي (ص: 10-25) .

13- معاذ بن جبل رضي الله عنه ، أخذ القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، توفي سنة سبع عشرة أو ثماني عشرة ، وهو ابن أربع وثلاثين .

"تهذيب التهذيب" (10/ 187) .

14- سالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنه ، أخذ القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتوفي سنة إحدى عشرة يوم اليمامة .

"البداية والنهاية" (9/ 497) .

15- عبد الله بن عمر بن الخطاب ، أخذ القرآن عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن عثمان بن عفان وعن زيد بن ثابت . توفي سنة ثلاث وسبعين ، وقيل أربع وسبعين .

"تهذيب التهذيب" (5/ 330) .

16- عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه ، روى ابن ماجة (1346)

انه قال : " جَمَعْتُ الْقُرْآنَ فَقَرَأْتُهُ كُلَّهُ فِي لَيْلَةٍ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنِّي أَخْشَى أَنْ يَطُولَ عَلَيْكَ الزَّمَانُ ، وَأَنْ تَمَلَّ ... ) الحديث ، صححه الألباني في "صحيح ابن ماجة " .

توفي سنة 63، وقيل 65، وقيل 68، وقيل غير ذلك .

"تهذيب التهذيب" (5/ 338) .

17- عقبة بن عامر رضي الله عنه ، أخذ القرآن عن النبي صلى الله عليه وسلم ، توفي سنة ثمان وخمسين .

"تهذيب التهذيب" (7/ 243) .

18- عائشة بنت أبي بكر زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، رضي الله عنها ، أخذت القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، توفيت سنة سبع وخمسين .

"تقريب التهذيب" (ص 750) .

19 - حفصة بنت عمر بن الخطاب زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، رضي الله عنها ، أخذت القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، توفيت سنة خمس وأربعين .

"تقريب التهذيب" (ص 745) .

20 - أم سلمة هند بنت أبي أمية ، زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، رضي الله عنها ، أخذت القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، توفيت في شوال سنة تسع وخمسين

وقيل: توفيت في ولاية يزيد بن معاوية ، وقيل: سنة اثنتين وستين .

"تهذيب التهذيب" (12/ 456) .

وانظر جواب السؤال القادم

والله تعالى أعلم .








 


رد مع اقتباس
قديم 2018-11-12, 15:57   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم مقدمون في العلم والفضل على سائر الصحابة.

السؤال

هل ثبت عن عثمان رضي الله عنه أنه صلى بالقراّن كاملا في ركعة واحدة ؟

ومن هم الصحابة الحافظون للقراّن؟

هل عندما يقول النبي صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بالحلال والحرام معاذ بن جبل أو عندما يقول ابن مسعود أنه أعلم الأمة بالقراّن يعني أن معاذا وابن مسعود أعلم من الخلفاء الراشدين؟


الجواب


الحمد لله


أولا :

ثبت عن أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه قرأ القرآن كله في ركعة ، وقد روي ذلك عنه من طرق :
- فروى الطبراني في "الكبير" (130) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ

قَالَ: قَالَت امْرَأَةُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حِينَ أَطَافُوا بِهِ يُرِيدُونَ قَتْلَهُ : " إِنْ تَقْتُلُوهُ أَوْ تَتْرُكُوهُ فَإِنَّهُ كَانَ يُحْيِي اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي رَكْعَةٍ ، يَجْمَعُ فِيهَا الْقُرْآنَ " .

- وروى البيهقي (4782) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ : " قُمْتُ خَلْفَ الْمَقَامِ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ لَا يَغْلِبَنِي عَلَيْهِ أَحَدٌ تِلْكَ اللَّيْلَةَ ، فَإِذَا رَجُلٌ يَغْمِزُنِي فَلَمْ أَلْتَفِتْ

ثُمَّ غَمَزَنِي فَالْتَفَتُّ ، فَإِذَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، فَتَنَحَّيْتُ فَتَقَدَّمَ ، فَقَرَأَ الْقُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ " .

- وروى ابن المبارك في "الزهد" (1275) عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ : " أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ ، قَامَ بَعْدَ الْعِشَاءِ فَقَرَأَ الْقُرْآنَ كُلَّهُ فِي رَكْعَةٍ ، لَمْ يُصَلِّ قَبْلَهَا وَلَا بَعْدَهَا ".

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" وقراءة القرآن في ركعة ثابت عن عثمان رضي الله عنه " .

انتهى من "منهاج السنة النبوية" (4/ 32) .

وقال ابن كثير رحمه الله :

" وَقَدْ رُوِيَ هَذَا مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ أَنَّهُ صَلَّى بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ فِي رَكْعَةٍ وَاحِدَةٍ ، عِنْدَ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ، أَيَّامَ الْحَجِّ "

انتهى من "البداية والنهاية" (7/ 214).

وصححه ابن حجر في "الفتح" (2/482) .

وقال الشيخ الألباني رحمه الله :

" في كتاب محمد بن نصر وغيره بإسناده صحيح عن السائب بن يزيد : " أن عثمان قرأ القرآن ليلة في ركعة " .

انتهى من "صلاة التراويح" (98) .

ومثل هذا محمول على أن الله تعالى قد بارك له في هذا الوقت ، حتى تسنى له أن يقرأ فيه بالقرآن كله .
ومثل هذا ما رواه مسلم (772)

عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ : " صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ ، فَافْتَتَحَ الْبَقَرَةَ ، فَقُلْتُ: يَرْكَعُ عِنْدَ الْمِائَةِ ، ثُمَّ مَضَى، فَقُلْتُ : يُصَلِّي بِهَا فِي رَكْعَةٍ

فَمَضَى، فَقُلْتُ: يَرْكَعُ بِهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ، فَقَرَأَهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ، فَقَرَأَهَا، يَقْرَأُ مُتَرَسِّلًا ، إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ ، وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ، وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ

ثُمَّ رَكَعَ، فَجَعَلَ يَقُولُ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ ، فَكَانَ رُكُوعُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ ، ثُمَّ قَامَ طَوِيلًا قَرِيبًا مِمَّا رَكَعَ ، ثُمَّ سَجَدَ، فَقَالَ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى ، فَكَانَ سُجُودُهُ قَرِيبًا مِنْ قِيَامِهِ " .

ثانيا :

لم نقف على وجه الضبط والتحديد على إحصاء لحفاظ القرآن من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وكم كانت عدتهم الدقيقة .

وقد سمى غير واحد من أهل العلم جماعة منهم ، وهم أبرزهم وأشهرهم ، لكن هذا لا يمنع أن يكون آخرون منهم قد حفظوا القرآن ، لكن لم ينقل تسميتهم .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :

" ذَكَرَ أَبُو عُبَيْدٍ الْقُرَّاءَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَعَدَّ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْخُلَفَاءَ الْأَرْبَعَةَ وَطَلْحَةَ وَسَعْدًا وابن مَسْعُودٍ وَحُذَيْفَةَ وَسَالِمًا وَأَبَا هُرَيْرَةَ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ السَّائِبِ وَالْعَبَادِلَةَ .

وَمِنَ النِّسَاءِ عَائِشَةَ وَحَفْصَةَ وَأُمَّ سَلَمَةَ .

وعد ابن أَبِي دَاوُدَ فِي كِتَابِ الشَّرِيعَةِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ أَيْضًا تَمِيمَ بْنَ أَوْسٍ الدَّارِيَّ وَعُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ وَمِنَ الْأَنْصَارِ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ وَمُعَاذًا الَّذِي يُكَنَّى أَبَا حَلِيمَةَ وَمُجْمِّعَ بْنَ حَارِثَةَ وَفَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ وَمَسْلَمَةَ بْنَ مَخْلَدٍ وَغَيْرَهُمْ .

وَمِمَّنْ جَمَعَهُ أَيْضًا أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ ذَكَرَهُ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ ، وَعَدَّ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ مِنَ الْقُرَّاءِ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَسَعْدَ بْنَ عَبَّادٍ وَأُمَّ وَرَقَةَ " .

انتهى من "فتح الباري" (9/ 52) .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-12, 15:58   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

ثالثا :

روى الترمذي (3790) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ ، وَأَشَدُّهُمْ فِي أَمْرِ اللَّهِ عُمَرُ، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ

وَأَعْلَمُهُمْ بِالحَلَالِ وَالحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَقْرَؤُهُمْ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ ، وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ وَأَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الجَرَّاحِ) .

وصححه الألباني في " صحيح الترمذي" .

فأقرأ الأمة أبي بن كعب ، كما ثبت في هذا الحديث ، لا ابن مسعود رضي الله عنهما ، وإن كان ابن مسعود من أعلم الأمة بكتاب الله ، وأقرئهم له .

وهذا الحديث لا يعني أن معاذ بن جبل أو ابن مسعود أو أبي بن كعب أو غيرهم من علماء الصحابة وقرائهم وفقهائهم رضي الله عنهم أعلم من الخلفاء الراشدين ، وخاصة أبو بكر وعمر رضي الله عنهما .

وإنما يعني أنهم أعلم الأمة بما ذكر من خصائصهم بعد عصر الصحابة ، فلا أحد في الأمة بعد الصحابة أعلم بالحلال والحرام من معاذ بن جبل ، ولا أحد منهم أقرأ لكتاب الله من أبي بن كعب ، ولا أفرض من زيد ، وهكذا .

أو هم كذلك بعد انقراض زمن عظماء الصحابة وأكابرهم ، فهم بعد هؤلاء الأكابر بتلك المثابة بالنسبة للأمة كلها من بعدهم .

ومن المعلوم أن الخلفاء الراشدين مقدمون في الفضل والعلم على سائر الصحابة، رضي الله عنهم جميعًا، ولذلك أمر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ باتباع سنتهم خاصة.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" أَهْل الْعِلْمِ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ أَعْلَمُ مِنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ ، وَأَعْظَمُ طَاعَةً لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مِنْ سَائِرِهِمْ ، وَأَوْلَى بِمَعْرِفَةِ الْحَقِّ وَاتِّبَاعِهِ مِنْهُمْ " .

انتهى من "مجموع الفتاوى" (35/ 124) .

وقال أيضا :

" الْخُلَفَاء الرَّاشِدونَ هُمْ أَعْلَمُ الْأُمَّةِ بِأُمُورِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسُنَّتِهِ وَأَحْوَالِهِ "

انتهى من "مجموع الفتاوى" (20/ 234) .

وقال الإمام النووي رحمه الله :

" وأما حديث: "أقْضَاكُمْ عليٌّ" : فليس فيه أنه أقضى من أبي بكر وعُمر رضي الله عنهما؛ فإنه يقتضي أنه أقضى من المخاطَبين، ولم يثبت كونهما كانا من المخاطبين

ولا يلزم من كون واحد أقضى من جماعة؛ أن يكون أقضى من كل واحد..

وأما قوله: هل يستفاد من ذلك كونه أفضلَ منهما ، فجوابه : أنه لا يستفاد ، لأوجهٍ:

1 - منها: أنه لم يثبت كونه أقضى منهما، لما ذكرناه.

2 - ومنها: أنه لا يلزم من كون واحد أقضى من آخرَ، أن يكون أعلَم منه مطلقًا، وإِنما يقتضي رجحانه في معرفة القضاء فقط.

3 - ومنها: لا يلزم من كونه أقضى وأعلَم، أن يكون أفضل، لأن التفضيل ليس بمنحصر في معرفة القضاء .. "

انتهى من "فتاوى الإمام النووي" (253) .

قال المناوي رحمه الله :

" (وأفرضهم) أي أكثرهم علما بمسائل قسمة المواريث وهو علم الفرائض (زيد بن ثابت) أي أنه يصير كذلك ومن ثم كان الحبر ابن عباس يتوسد عتبة بابه ليأخذ عنه (وأقرؤهم)

أي أعلمهم بقراءة القرآن (أبي) بن كعب بالنسبة لجماعة مخصوصين أو وقت من الأوقات فإن غيره كان أقرأ منه (وأعلمهم بالحلال والحرام) أي بمعرفة ما يحل ويحرم من الأحكام (معاذ بن جبل):

يعني أنه سيصير كذلك بعد انقراض عظماء الصحابة وأكابرهم ، وإلا فأبو بكر وعمر وعلي أعلم منه بالحلال والحرام وأعلم من زيد بن ثابت في الفرائض ، ذكره ابن عبد الهادي.

قال: ولم يكن زيد على عهد المصطفى صلى الله عليه وسلم مشهورا بالفرائض أكثر من غيره ، ولا أعلم أنه تكلم فيها على عهده ، ولا عهد الصديق رضي الله عنهم " .

انتهى من "فيض القدير" (1/ 460) .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" ليس هناك أفقه من الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم " .

انتهى من "مجموع فتاوى ورسائل العثيمين" (22/ 62) .

والله أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-13, 14:59   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



يسأل عن كتب تتحدث عن سير الصحابة رضي الله عنهم


السؤال

أردت كتباً عن سير الصحابة رضوان الله عليهم ، ويكون كل ما فيها صحيح حتى أستطيع أن أنقل منها دون الخوف من كون ما أنقله غير صحيح ، فبماذا تنصحوني ؟

الجواب

الحمد لله

الكتب المؤلفة عن سير الصحابة رضي الله عنهم كثيرة ومتنوعة ، تبحث في حياتهم وعباداتهم وزهدهم وورعهم وعلمهم وجهادهم وصبرهم ودقيق فهمهم وعظيم ما كانوا عليه من الطاعة لله ولرسوله ، وإجلال أمر الله ورسوله .

وكل كتاب مصنف في ذلك لا يخلو من أشياء ضعيفة لا يمكن الجزم بثبوتها ، ولكن جرى عمل أهل العلم على التساهل في رواية الأخبار الموقوفة على الصحابة رضي الله عنهم التي لا يؤخذ منها الأحكام

كما هو الحال في كتب السير والتاريخ ، فورود الخبر في زهد بعض الصحابة أو جهاده أو وصف صلاته بالليل أو صبره على أذى الناس ، ونحو ذلك ، مما يتساهل في روايته.

ومن أفضل الكتب المؤلفة في هذا :

- "فضائل الصحابة" ، للإمام أحمد بن حنبل .

- "سير أعلام النبلاء" للحافظ الذهبي .

- "الإصابة في معرفة الصحابة" للحافظ ابن حجر العسقلاني .

- "صور من حياة الصحابة" للأستاذ عبد الرحمن رأفت الباشا .

- مجموعة كتب للدكتور / علي محمد الصلابي في سير الصحابة ، كالخلفاء الأربعة والحسن بن علي وعبد الله بن الزبير وغيرهم رضي الله عنهم .

- مجموعة كتب للدكتور / أحمد خليل جمعة ، مثل :

1- " فرسان من عصر النبوة " .

2- " رجال أهل البيت " .

3- "علماء الصحابة" .

4- " نساء أهل البيت في ضوء القرآن والحديث " .

- "حياة الصحابة" للكاندهلوي – تحقيق د. بشار عواد ، ط مؤسسة الرسالة .

- " موسوعة حياة الصحابة من كتب التراث" لمحمد سعيد مبيّض .

- سلسلة " أعلام المسلمين" التي تصدرها دار القلم بدمشق ، فقد ذكروا فيها عددا من الصحابة رضي الله عنهم .

- كما أنه يمكن الاستفادة من

اضغط هنا

واضغط هنا


والله تعالى أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-13, 15:07   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل أجاز ابن حجر العسقلاني الاحتفال بالمولد النبوي


اضغط هنا


تسمية أئمة آل البيت أولادهم بأسماء أبي بكر وعمر وعائشة يدل على كذب الروافض


السؤال

هل هذه السلالة من آل البيت صحيحة ؟

إذا سمعت شخصاً يلعن عمر، فقل له : أي عمر تقصد ؟

أهوَ : عمر بن علي بن ابي طالب ؟

أم عمر بن الحسن بن علي ؟

أم عمر بن الحسين بن علي ؟

أم عمر بن علي زين العابدين بن الحسين ؟

أو عمر بن موسى الكاظم ؟

فحدد أيَّ عمر تقصد ؟

وإذا سمعت أحدهم يهتف عائشة في النار ** عائشة في النار فاسأله : أي عائشة تقصد ؟ أهيَ عائشة بنت جعفر الصادق ؟

أم عائشة بنت موسى الكاظم ؟

أم عائشة بنت علي الرضا ؟

أو عائشة بنت علي الهادي ؟

فحدد أيَّ عائشة تقصد ؟

وإذا سمعت شخصاً يسب أبا بكر و ينعته بـ ( الزنديق ) فقل له : من هو الشخص المقصود بهذه الصفة ؟

أهوَ : أبو بكر بن علي بن أبي طالب ؟

أم أبو بكر بن الحسن بن علي ؟

أم أبو بكر بن الحسين بن علي ؟

أو أبو بكر بن موسى الكاظم ؟

فحدد أيَّ أبا بكر تقصد ؟


الجواب


الحمد لله

أولاً:

نعم ؛ كلُّ هذه السلالة من آل البيت صحيحة ؛ كما يُعلَم بمراجعة كتب التراجم والسِّيَر والتواريخ.

بل أكثر هذه السلالة مُثبَت في كتب الشِّيعة أنفسهم :

فيُنظَر في اسم أبي بكر رضي الله عنه: " الإرشاد للمفيد " (ص 186 - 248)

و" بحار الأنوار" للمجلسي (42/120) ، و "عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب " لابن عنبة (ص 107).

ويُنظَر في اسم عمر رضي الله عنه : " بحار الأنوار " (42/120)، و " تاريخ اليعقوبي " (2/213).

ويُنظَر في اسم عائشة رضي الله عنها: " الأنوار النعمانية " لنعمة الله الجزائري (1/380)، و " الإرشاد " (ص 334)، و "تواريخ النبي والآل " للتستري (ص 128).

ولمزيد من التفصيل والتوسُّع يمكن مراجعة الكتب الآتية:

1- " الشجرة الزكيَّة في الأنساب وسيرة آل بيت النبوة " للواء الركن السيد يوسف الليل، طبعة مكتبة التوبة بالرياض.

2-" الأسماء والمصاهرات بين أهل البيت والصحابة " لأبي معاذ السيد بن أحمد بن إبراهيم، طبعة مبرة الآل والأصحاب بالكويت .

ثانياً :

تسمية هؤلاء الأسمة من آل البيت أولادهم بأسماء أبي بكر وعمر وعائشة يدل على محبتهم لمن يحمل هذه الأسماء ، فهو دليل على كذب الشيعة الروافض في دعواهم عداء الصحابة الكرام رضي الله عنهم لآل البيت

فإن الإنسان لا يسمي ولده باسم أعدائه ، وإنما يسميه باسم من يحبه ، ويحب أن يسمع اسمه يتردد في بيته ، ويرجو أن يكون ولده مثل صاحب هذا الاسم .

وهذا هو الذي نعتقده في حال هؤلاء الصحابة الكرام رضي الله عهنهم ، وهو الحق

أن هؤلاء الصحابة كأبي بكر وعمر وعائشة وسائر أمهات المؤمنين رضي الله عنهم أجمعين كانوا يحبون آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وينزلونهم منزلتهم اللائقة بهم

وأن آل البيت كانوا أيضا يحبون هؤلاء الصحابة الكرام ويحفظون لهم حقهم وحرمتهم أيضا .

ويكفي هذا الحديث الذي رواه البخاري (4241) ، ومسلم (1759) للدلالة على ذلك .

فعن عائشة رضي الله عنها :

" أَنَّ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَام بِنْتَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسَلَتْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ تَسْأَلُهُ مِيرَاثَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِالْمَدِينَةِ وَفَدَكٍ وَمَا بَقِيَ مِنْ خُمُسِ خَيْبَرَ

فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَا نُورَثُ ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ)، إِنَّمَا يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْمَالِ

وَإِنِّي وَاللَّهِ لَا أُغَيِّرُ شَيْئًا مِنْ صَدَقَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ حَالِهَا الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَأَعْمَلَنَّ فِيهَا بِمَا عَمِلَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

فَأَبَى أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَدْفَعَ إِلَى فَاطِمَةَ مِنْهَا شَيْئًا ، فَوَجَدَتْ فَاطِمَةُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فِي ذَلِكَ فَهَجَرَتْهُ فَلَمْ تُكَلِّمْهُ حَتَّى تُوُفِّيَتْ ، وَعَاشَتْ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ

فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ دَفَنَهَا زَوْجُهَا عَلِيٌّ لَيْلًا ، وَلَمْ يُؤْذِنْ بِهَا أَبَا بَكْرٍ ، وَصَلَّى عَلَيْهَا ، وَكَانَ لِعَلِيٍّ مِنْ النَّاسِ وَجْهٌ حَيَاةَ فَاطِمَةَ ، فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ اسْتَنْكَرَ عَلِيٌّ وُجُوهَ النَّاسِ ، فَالْتَمَسَ مُصَالَحَةَ أَبِي بَكْرٍ وَمُبَايَعَتَهُ

وَلَمْ يَكُنْ يُبَايِعُ تِلْكَ الْأَشْهُرَ ، فَأَرْسَلَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ : أَنْ ائْتِنَا ، وَلَا يَأْتِنَا أَحَدٌ مَعَكَ ، كَرَاهِيَةً لِمَحْضَرِ عُمَرَ ، فَقَالَ عُمَرُ : لَا وَاللَّهِ ، لَا تَدْخُلُ عَلَيْهِمْ وَحْدَكَ . فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : وَمَا عَسَيْتَهُمْ أَنْ يَفْعَلُوا بِي ؟

وَاللَّهِ لآتِيَنَّهُمْ ، فَدَخَلَ عَلَيْهِمْ أَبُو بَكْرٍ فَتَشَهَّدَ عَلِيٌّ ، فَقَالَ : إِنَّا قَدْ عَرَفْنَا فَضْلَكَ ، وَمَا أَعْطَاكَ اللَّهُ ، وَلَمْ نَنْفَسْ عَلَيْكَ خَيْرًا سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيْكَ ، وَلَكِنَّكَ اسْتَبْدَدْتَ عَلَيْنَا بِالْأَمْرِ

وَكُنَّا نَرَى لِقَرَابَتِنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَصِيبًا ، حَتَّى فَاضَتْ عَيْنَا أَبِي بَكْرٍ ، فَلَمَّا تَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ قَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَقَرَابَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَصِلَ مِنْ قَرَابَتِي

وَأَمَّا الَّذِي شَجَرَ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ مِنْ هَذِهِ الْأَمْوَالِ فَلَمْ آلُ فِيهَا عَنْ الْخَيْرِ ، وَلَمْ أَتْرُكْ أَمْرًا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُهُ فِيهَا إِلَّا صَنَعْتُهُ ، فَقَالَ عَلِيٌّ لِأَبِي بَكْرٍ : مَوْعِدُكَ الْعَشِيَّةَ لِلْبَيْعَةِ

فَلَمَّا صَلَّى أَبُو بَكْرٍ الظُّهْرَ رَقِيَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَتَشَهَّدَ وَذَكَرَ شَأْنَ عَلِيٍّ ، وَتَخَلُّفَهُ عَنْ الْبَيْعَةِ ، وَعُذْرَهُ بِالَّذِي اعْتَذَرَ إِلَيْهِ ، ثُمَّ اسْتَغْفَرَ وَتَشَهَّدَ عَلِيٌّ ، فَعَظَّمَ حَقَّ أَبِي بَكْرٍ

وَحَدَّثَ أَنَّهُ لَمْ يَحْمِلْهُ عَلَى الَّذِي صَنَعَ نَفَاسَةً عَلَى أَبِي بَكْرٍ ، وَلَا إِنْكَارًا لِلَّذِي فَضَّلَهُ اللَّهُ بِهِ ، وَلَكِنَّا نَرَى لَنَا فِي هَذَا الْأَمْرِ نَصِيبًا فَاسْتَبَدَّ عَلَيْنَا فَوَجَدْنَا فِي أَنْفُسِنَا

فَسُرَّ بِذَلِكَ الْمُسْلِمُونَ ، وَقَالُوا : أَصَبْتَ ، وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ إِلَى عَلِيٍّ قَرِيبًا حِينَ رَاجَعَ الْأَمْرَ الْمَعْرُوفَ " .

نقل الحافظ ابن حجر رحمه الله في "فتح الباري" (7/495) عن القرطبي رحمه الله قوله :

"مَنْ تَأَمَّلَ مَا دَار بَيْنَ أَبِي بَكْر وَعَلِيٍّ مِنْ الْمُعَاتَبَةِ وَمِنْ الِاعْتِذَارِ وَمَا تَضَمَّنَ ذَلِكَ مِنْ الْإِنْصَافِ عَرَفَ أَنَّ بَعْضَهُمْ كَانَ يَعْتَرِفُ بِفَضْلِ الْآخَرِ , وَأَنَّ قُلُوبَهُمْ كَانَتْ مُتَّفِقَة عَلَى الِاحْتِرَام وَالْمَحَبَّة

, وَإِنْ كَانَ الطَّبْع الْبَشَرِيّ قَدْ يَغْلِب أَحْيَانًا لَكِنَّ الدِّيَانَة تَرُدُّ ذَلِكَ . وَاَللَّهُ الْمُوَفِّقُ" انتهى .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-13, 15:12   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ماذا كان مذهب الإمام البخاري رحمه الله ؟

السؤال

ماذا كان مذهب الإمام البخاري رحمه الله ؟

الجواب

الحمد لله

أما مذهب الإمام البخاري رحمه الله الفقهي فقد كان مذهبا خاصا ، لم يكن مقلدا لأي من المذاهب المتبوعة ، بل كان من أهل الاجتهاد المطلق

وقد وصفه بالفقه كثير من الأئمة ، حتى قال محمد بن بشار : " دخل اليوم سيد الفقهاء "

كما في " تاريخ بغداد " (2/6) .

وقال أبو مصعب أحمد بن أبي بكر المديني :

" محمد بن إسماعيل أفقه عندنا وأبصر من ابن حنبل ، فلما اعترض عليه بعض جلسائه قائلا : جاوزت الحد

قال أبو مصعب : لو أدركت مالكا ونظرت إلى وجهه ووجه محمد بن إسماعيل لقلت : كلاهما واحد في الفقه والحديث "
.
ينظر "تاريخ بغداد" (2/19).

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" أما البخاري ، وأبو داود ، فإمامان في الفقه من أهل الاجتهاد .

وأما مسلم ؛ والترمذي ؛ والنسائي ؛ وابن ماجه ؛ وابن خزيمة ؛ وأبو يعلى ؛ والبزار ؛ ونحوهم ؛ فهم على مذهب أهل الحديث ، ليسوا مقلدين لواحد بعينه من العلماء

ولا هم من الأئمة المجتهدين على الإطلاق ، بل هم يميلون إلى قول أئمة الحديث كالشافعي ؛ وأحمد ؛ وإسحاق ، وأبي عبيد ؛ وأمثالهم "

انتهى من " مجموع الفتاوى " (20/40) .

ويقول الحافظ ابن حجر رحمه الله

– في جواب من وصف تراجم البخاري بالتقليد - :

" ولأنه لزم منه أن البخاري يقلد في التراجم ، والمعروف الشائع عنه أنه هو الذي يستنبط الأحكام من الأحاديث ، ويترجم لها ، ويتفنن في ذلك بما لا يدركه غيره "

انتهى من " فتح الباري " .

ويقول الشيخ محمد أنور الكشميري رحمه الله تعالى (ت1352هـ):

" البخاري عندي سلك مسلك الاجتهاد ولم يقلد أحدا في كتابه " .

انتهى من " فيض الباري " (1/438) .

هذا ولا ينكر أن بعض الأئمة المتقدمين نسبوا البخاري إلى مذاهبهم ، فذكره القاضي ابن أبي يعلى الفراء في " طبقات الحنابلة " (1/271)

والسبكي في " طبقات الشافعية " (2/3)، غير أن الوصف الأدق هو ما سبق تقريره أنه مجتهد مستقل بمذهبه ، أخذ الفقه عن جميع المذاهب

واطلع على مدارس الرأي والحديث ، ثم استقل بآرائه التي تنوعت فيها اختياراته ما بين هذه المذاهب ، وقد أجمع على ذلك عامة الدراسات المختصة التي أنشئت لدراسة " فقه الإمام البخاري "

وقفنا منها على نحو من خمس عشرة رسالة علمية مهمة ، كلها تخلص بنتيجة في آخر المطاف ، أن تراجم الفقه في " صحيح البخاري " لا تنتسب إلى مذهب معين

لا في جميعها ولا معظمها ، بل تظهر فيها شخصية مجتهدة مستقلة .

يقول الدكتور نور الدين عتر :

" أما البخاري فكان في الفقه أكثر عمقا وغوصا ، وهذا كتابه كتاب إمام مجتهد غواص في الفقه والاستنباط ، بما لا يقل عن الاجتهاد المطلق

لكن على طريقة فقهاء المحدثين النابهين ، وقد قرأ منذ صغره كتب ابن المبارك وهو من خواص تلامذة أبي حنيفة ، ثم اطلع على فقه الحنفية وهو حدث – كما أخبر عن نفسه -

واطلع على فقه الشافعي من طريق الكرابيسي ، كما أخذ عن أصحاب مالك فقهه

فجمع طرق الاجتهاد إحاطة واطلاعا ، فتهيأ له بذلك مع ذكائه المفرط وسيلان ذهنه أن يسلك طريق المجتهدين

ويبلغ شأوهم . وهذا كتابه شاهد صدق على ذلك ، حيث يستنبط فيه الحكم من الأدلة ، ويتبع الدليل دون التزام مذهب من المذاهب

والأمثلة التي ضمها بحثنا عن فقهه وما أوجزنا من القول في عمق تراجمهم وتنوع طرق استنباطه ، يدل على أنه مجتهد بلغ رتبة المجتهدين ، وليس مقلدا لمذهب ما ، كما يدعي بعض أتباع المذاهب "

انتهى من " الإمام الترمذي والموازنة بينه وبين الجامع الصحيح " (ص391) .

وينظر للفائدة : الحسيني هاشم في " الإمام البخاري محدثا وفقيها " (ص161-205) .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-13, 15:15   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

" كتاب السنة " لعبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل صحيح النسبة إليه

السؤال

ما صحة نسبة كتاب السنة لعبد الله بن أحمد بن حنبل؟

الجواب

الحمد لله

" كتاب السنة " لعبد الله بن الإمام أحمد ، كتاب مشهور ، وهو صحيح النسبة إليه ، ثابت عنه بلا ريب

وقد روى عنه من طرق متعددة ، وقد تتابع أهل العلم على نسبة الكتاب لعبد الله بن أحمد بلا نكير نعلمه من واحد منهم ، فانظر :

" إبطال التأويلات " لأبي يعلى الفراء (ص/348)

و " العلل المتناهية " لابن الجوزي

و " مجموع الفتاوى " لشيخ الإسلام ابن تيمية (3/324)

و " زاد المعاد " لابن القيم (3/592)

و " التخويف من النار " لابن رجب (ص/249)

و " فتح الباري " لابن حجر (13/381) .

وانظر تحقيق الكتاب للدكتور محمد بن سعيد القحطاني فقد وثق نسبة الكتاب إلى عبد الله بن الإمام أحمد وذكر أقوالا لبعض العلماء في نسبة الكتاب إليه (1/59-60) .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-13, 15:21   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ينفخ إسرافيل في الصور نفخة البعث ، فيكون نبينا صلى الله عليه وسلم أول من يبعث

السؤال

سمعت في إحدى المحاضرات أن إسرافيل سينفخ في الصور ثلاث مرات ، الأولى نفخة الفزع والثانية نفخة الموت ، فيموت الجميع بمن فيهم إسرافيل نفسه ، والثالثة نفخة البعث

وسمعت أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم سيكون أول من يُبعث ، لكن أليس من المنطقي أن يُبعث الملك ( إسرافيل ) أولاً لكي ينفخ النفخة الثالثة ؟

أم المعنى أن النبي صلى الله عليه وسلم سيكون أول الخلق بعثاً دون تدخل من إسرافيل ؟


الجواب


الحمد لله


أولا :

قال تعالى : ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ) الزمر/ 68 .

اختلف أهل العلم في النفخ في الصور ، هل هو نفختان ، أم ثلاث ؟ والراجح أنهما نفختان ، كما تدل عليه الآية السابقة .
قال الشيخ ابن باز رحمه الله :

" الصور قرن عظيم ، ينفخ فيه إسرافيل النفخة الأولى للموت والفزع ، والنفخة الثانية للبعث والنشور . هاتان النفختان جاء بهما القرآن الكريم . إحداهما يقال لها : نفخة الصعق

ويقال لها : نفخة الفزع ، وبها يموت الناس ، والثانية نفخة البعث ، وقال جماعة من العلماء : إنها ثلاث : نفخة الفزع ، وقد يفزع الناس فقط ، ثم تأتي بعدها نفخة الموت ، ثم نفخة البعث والنشور .

والمحفوظ نفختان فقط ، كما دل عليهما كتاب الله العظيم " انتهى من " فتاوى نور على الدرب " (4/ 327) .

فإذا أذن الله تعالى بموت الأحياء أمر ملك الصور أن ينفخ فيه ؛ فينفخ نفخة عظيمة تفزع جميع الخلائق فيصعقون منها ويهلكون ، ثم يمكثون على ذلك مدة ، الله أعلم بمقدارها

فتتحلل أجسادهم في هذه المدة ولا يبقى منها إلا عجب الذنب ، وهو العظم المستدير الذي في أصل الظهر

ثم يرسل الله سحابا فتمطر مطرا فإذا أصاب الماء هذا العظم نبت منه الجسم كما ينبت النبات ويتركب الخلق من هذا العظم

ثم ينفخ في الصور نفخة البعث فتعود الأرواح إلى الأجساد ، فيخرجون من القبور سراعا إلى أرض المحشر .

وانظر لمزيد الفائدة الفتوى القادمه

ثانيا :

روى البخاري (3398) - واللفظ له - ومسلم (2374) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( النَّاسُ يَصْعَقُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ

فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُفِيقُ ، فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى آخِذٌ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ العَرْشِ ، فَلاَ أَدْرِي أَفَاقَ قَبْلِي أَمْ جُوزِيَ بِصَعْقَةِ الطُّورِ )
.
وروى البخاري (2411) ، ومسلم (2373) - واللفظ له -

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَا تُفَضِّلُوا بَيْنَ أَنْبِيَاءِ اللهِ ، فَإِنَّهُ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَيَصْعَقُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللهُ

قَالَ : ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ أُخْرَى ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ بُعِث َ، أَوْ فِي أَوَّلِ مَنْ بُعِثَ ، فَإِذَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ آخِذٌ بِالْعَرْشِ ، فَلَا أَدْرِي أَحُوسِبَ بِصَعْقَتِهِ يَوْمَ الطُّور ِ، أَوْ بُعِثَ قَبْلِي ) .

وفي رواية للبخاري (2412) : ( النَّاس يَصْعَقُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ ... ) .

وقد ذهب بعض أهل العلم أن قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن موسى عليه السلام : ( فَلَا أَدْرِي أَفَاقَ قَبْلِي أَمْ جُوزِيَ بِصَعْقَةِ الطُّورِ ) ، يَحْتَمِلُ أَنَّهُ قَالَهُ قَبْلَ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ .

انظر : " شرح النووي على مسلم " (15/131) .

وروى أبو داود (4673) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ ، وَأَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ ) ، وصححه الألباني في " صحيح سنن أبي داود " .

وروى البخاري (4439) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنِّي أَوَّلُ مَنْ يَرْفَعُ رَأْسَهُ بَعْدَ النَّفْخَةِ الْآخِرَةِ ) .

وقال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :

" أول من تنشق عنه الأرض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهو أول من يفيق من الصعق "

انتهى من " فتاوى اللجنة الدائمة – المجموعة الأولى " (3/458) .

يستفاد من هذه الأحاديث : أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أول من يبعث وتنشق عنه الأرض يوم القيامة من بني آدم ، وأن إسرافيل عليه السلام يكون حيا حينما يبعث النبي صلى الله عليه وسلم

ويقوم من قبره ؛ لأنه ينفخ في الصور ، فيكون النبي صلى الله عليه وسلم أول من يبعث من أهل الأرض بعد النفخ في الصور .

وحينئذ يكون أمامنا أحد الاحتمالين :

الأول : أن يكون الذي قاله السائل صحيحًا ، وهو أن إسرافيل عليه السلام سيبعث قبل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، من أجل أن ينفخ في الصور نفخة البعث

ثم بعد هذه النفخة يكون نبينا صلى الله عليه وسلم أول من يبعث . وهذا أحد القولين للعلماء .

قال ابن كثير رحمه الله :

" نَفْخَةُ الصَّعْقِ ، هِيَ الَّتِي يموت بها الأحياء من أهل السموات وَالْأَرْضِ ، إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ يَقْبِضُ الله أَرْوَاحَ الْبَاقِينَ ، حَتَّى يَكُونَ آخِرُ مَنْ يَمُوتُ مَلَكَ الْمَوْتِ ، وَيَنْفَرِدُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ الَّذِي كَانَ أَوَّلًا وَهُوَ الْبَاقِي آخِرًا بِالدَّيْمُومَةِ وَالْبَقَاءِ

ثُمَّ يُحْيِي أَوَّلَ مَنْ يُحْيِي إِسْرَافِيلَ ، وَيَأْمُرُهُ أَنْ يُنْفَخَ فِي الصُّورِ أُخْرَى ، وَهِيَ النَّفْخَةُ الثَّالِثَةُ نَفْخَةُ الْبَعْثِ ، قَالَ تَعَالَى : ( ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ) "

انتهى بتصرف يسير من " تفسير ابن كثير" (7/116) .

وقد ورد ذلك في حديث طويل معروف عند العلماء بـ ( حديث الصور ) غير أنه حديث ضعيف ، ضعفه البيهقي في " شعب الإيمان " (347) ، وضعفه ابن كثير في تفسيره عند الآية 73 من سورة الأنعام .

والاحتمال الثاني : أن إسرافيل عليه السلام ممن استثناهم الله تعالى من الموت

قال الله تعالى : ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ) الزمر/ 68 .

انظر " تفسير ابن جرير " (21/330) .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-13, 15:24   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حقيقة النفخ في الصور

السؤال

ما هو ( الصور ) المذكور في قوله تعالى : ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ) الزمر/68

وكيف يكون النفخ فيه ؟.


الجواب

الحمد لله

الصور في لغة العرب هو : القرن ( يشبه البوق ) وقد سئل رسول الله عن الصور ففسره بما تعرفه العرب من كلامها

كما في سنن الترمذي ( 3244 )

وغيره عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قال أعرابي : يا رسول الله ما الصور ؟ قال : " قرن ينفخ فيه " وصححه الألباني في الصحيحة ( 1080 )

وأما الذي يَنفُخ فيه : فقد " اشتهر أنه إسرافيل عليه السلام ، ونقل بعض العلماء الإجماع على ذلك ، ووقع التصريح به في بعض الأحاديث "

انظر( فتح الباري 11 / 368 )

وقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن صاحب الصور مستعد للنفخ فيه منذ أن خلقه الله تعالى كما في المستدرك عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

: " إن طرف صاحب الصور منذ وكل به مستعد ينظر نحو العرش ، مخافة أن يؤمر قبل أن يرتد إليه طرفه كأن عينيه كوكبان دريان " وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة ( 1078 ) .

وقد ذهب أكثر العلماء إلى أن النفخ في الصور يكون مرتين : الأولى يحصل بها الصعق ، والثانية يحصل بها البعث مستدلين بقوله تعالى :

( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّه ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ) الزمر/68 .

وبما ورد في الأحاديث الصحيحة التي ذكرت هاتين النفختين وما يترتب عليهما من آثار فقد روى البخاري ( 4651 ) ومسلم ( 2955 ) عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

: " ما بين النفختين أربعون . قالوا : يا أبا هريرة أربعون يوما ؟ قال : أبيت قالوا أربعون شهرا ؟

قال : أبيت قالوا : أربعون سنة ؟

قال : أبيت . ثم ينزل الله من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل . قال : وليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظما واحدا وهو عجب الذنب ومنه يركب الخلق يوم القيامة "

قال النووي : ومعنى قول أبي هريرة ( أبيت ) أي أبيت أن أجزم أن المراد أربعون يوماً أو سنة أو شهراً بل الذي أجزم به أنها أربعون مجملة . اهـ .

وفي صحيح مسلم ( 2940 ) عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" .. ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتا ورفع ليتا قال :وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله قال فيصعق ويصعق الناس ثم يرسل الله أو قال ينزل الله مطرا كأنه الطل

أو الظل ( شك الراوي ) فتنبت منه أجساد الناس ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون " وقوله : ( أصغى ليتا ) : أصغى أي أمال ، والليت هو جانب العنق والمعنى فلا يبقى أحد إلا أمال عنقه

ورفع عنقه ، وقوله :( يلوط حوض إبله ) : أي يطين ويصلح مجمع الماء الذي تشرب منه إبله .

(شرح النووي على مسلم 18 /76 )

ومن العلماء من قال : إنها ثلاث نفخات وزاد فيها نفخة الفزع وأنها تكون قبل نفخة الصعق ثم تليها نفخة الصعق مستندين على ما ورد

في قوله تعالى : ( وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ) النمل/87

ولكن لا يلزم من ذكر الصعق في آية والفزع في الأخرى أن لا يحصلا معا من النفخة الأولى بل هما متلازمان فإذا نفخ في الصور فزع الناس فزعاً صعقوا منه وماتوا .

واستدلوا أيضاً ببعض الأحاديث التي ورد فيها أن النفخات ثلاث .

لكن الحديث الذي استدلوا به هو حديث الصور الطويل ؛ وهو حديث ضعيف مضطرب كما يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله . والله أعلم . انظر التذكرة للقرطبي ( 184 ) وفتح الباري ( 11 / 369 ) .

فيستفاد مما سبق أن الله تعالى إذا أذن بموت الأحياء أمر ملك الصور أن ينفخ فيه ؛ فينفخ نفخة عظيمة تفزع جميع الخلائق فيصعقون منها ويهلكون

ثم يمكثون على ذلك مدة قدرها أربعين من غير تحديد بسنة أو شهر أو يوم ـ الله أعلم بمقدارها ـ فتتحلل أجسادهم في هذه المدة ولا يبقى منها إلا عجب الذنب وهو العظم المستدير الذي في أصل الظهر

ثم يرسل الله سحابا فتمطر مطرا فإذا أصاب الماء هذا العظم نبت منه الجسم كما ينبت النبات ويتركب الخلق من هذا العظم كما بدأ الله الخلق أول مرة يعيده وهو على كل شيء قدير

ثم ينفخ في الصور نفخة البعث فتعود الأرواح إلى الأجساد فيخرجون من القبور سراعا إلى أرض المحشر نسأل الله رحمته ولطفه .

وبعد فالواجب على المسلم أن يستعد لهذه اللحظات الحاسمة بالمبادرة للأعمال الصالحة ، والمسارعة في الخيرات ، والبعد عن الأمور المنكرة ، و مجانبة السيئات .

وإذا كان أخشى الخلق لله وأتقاهم له يقول : " كيف أنعم وقد التقم صاحب القرن القرن وحنى جبهته وأصغى سمعه ، ينتظر أن يؤمر أن ينفخ فينفخ .

. "أخرجه الترمذي في السنن(2431 ) وغيره وصححه الألباني في السلسة ( 1079 )

فكيف بحالنا نحن المقصرين الضعفاء ؟! نسأل الله أن يجعلنا ممن لا يحزنهم الفزع الأكبر ، وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون .. آمين . والله أعلم .

يراجع ( القيامة الكبرى للشيخ عمر الأشقر 33- 42 )

و ( أعلام السنة المنشورة 122 ).









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-13, 15:27   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

أسلم وائل بن حجر رضي الله عنه عام الوفود عام تسع من الهجرة .

السؤال

متى اعتنق وائل بن حجر الإسلام ؟

أرجو ذكر المرجع .


الجواب

الحمد لله


كان إسلام وائل بن حجر رضي الله عنه عام تسع من الهجرة ، وهو عام الوفود

حيث قدمت وفود العرب من كافة الأنحاء على رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلن إسلامها ومبايعتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم

وكان من هذه الوفود وفد حضرموت من اليمن ، وعلى رأسه وائل بن حجر رضي الله عنه .

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في أحداث سنة تسع من الهجرة :

" فِيهَا كَانَ قَدُومُ عَامَّةِ وُفُودِ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ ، وَلِذَلِكَ تُسَمَّى سَنَةُ تِسْعٍ ، سَنَةَ الْوُفُودِ ، وَهَا نَحْنُ نَعْقِدُ لِذَلِكَ كِتَابًا بِرَأْسِهِ ، اقْتِدَاءً بِالْبُخَارِيِّ وَغَيْرِهِ .

ثم قال :

" قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ : لَمَّا افْتَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ وَفَرَغَ مِنْ تَبُوكَ وَأَسْلَمَتْ ثَقِيفٌ وَبَايَعَتْ ، ضَرَبَتْ إِلَيْهِ وُفُودُ الْعَرَبِ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ -

قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ أَنَّ ذَلِكَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ ، وَأَنَّهَا كَانَتْ تُسَمَّى سَنَةَ الْوُفُودِ - "

ثم ذكر وفود العرب إليه ، ومن ذلك :

" وِفَادَةُ وَائِلِ بْنِ حُجْرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ وَائِلِ بْنِ يَعْمَرَ الْحَضْرَمِيِّ أَبِي هُنَيْدٍ ، أَحَدِ مُلُوكِ الْيَمَنِ ، عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

انتهى من " البداية والنهاية " (7/231-330) .

وقال العظيم آبادي رحمه الله :

" قُدُوم وَائِل بْن حُجْرٍ وَإِسْلَامه كَانَ فِي سنة تِسْع . قَالَ الْحَافِظ صَلَاح الدِّين الْعَلَائِيّ فِي كِتَابه تَحْقِيق مُنِيف الرُّتْبَة لِمَنْ ثَبَتَ لَهُ شَرِيف الصُّحْبَة : وَائِل بْن حُجْرٍ وَمُعَاوِيَة بْن الْحَكَم السُّلَمِيُّ وَخَلْق كَثِير مِمَّنْ أَسْلَمَ سَنَة تِسْع وَبَعْدهَا

وَقَدِمَ عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَقَامَ عِنْده أَيَّامًا ثُمَّ رَجَعَ إِلَى قَوْمه ، وَرَوَى عَنْهُ أَحَادِيث "

انتهى من " عون المعبود " (13/238) .

وانظر : " الاستيعاب " (4/ 1562)

" الطبقات الكبرى " (1/262) .

والله أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-14, 17:31   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



فائدة بديعة عن السُّهيلي رحمه الله من قصة جمل جابر رضي الله عنه الذي اشتراه منه النبي صلى الله عليه وسلم.


السؤال

أرجو شرح عبارة السهيلي التي قالها تعليقا على قصة جمل جابر رضي الله عنه ففيها أمور تحتاج إلى توضيح . حيث قال رحمه الله : " في هذا الحديث إشارة إلى ما أخبر به صلى الله عليه وسلم جابر بن عبدالله

أن الله أحيا والده وكلمه ، وقال له ( تمن علي ) وذلك أنه شهيد ، وقد قال تعالى :( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم ) ، وزادهم على ذلك في قوله ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة)

ثم جمع لهم بين العِوض والمُعوَّض فرد عليهم أرواحهم التي اشتراها منهم فقال ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون )

والروح للإنسان بمنزلة المطية كما قال عمر بن عبدالعزيز ، فلذلك اشترى رسول الله صلى الله عليه وسلم من جابر جمله وهو مطيته ، فأعطاه ثمنه ثم رده عليه وزاده مع ذلك ففيه تحقيق لما كان أخبره به عن أبيه "

نقله عنه ابن كثير في " البداية والنهاية " (5/571-572) .


الجواب

الحمد لله

روى الترمذي (3010) وحسنه ، وابن ماجة (190) عن جَابِر بْن عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قال :

" لَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ لِي : ( يَا جَابِرُ مَا لِي أَرَاكَ مُنْكَسِرًا ؟ ) ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتُشْهِدَ أَبِي ، وَتَرَكَ عِيَالًا وَدَيْنًا، قَالَ: ( أَفَلَا أُبَشِّرُكَ بِمَا لَقِيَ اللَّهُ بِهِ أَبَاكَ ؟ ) ، قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ

قَالَ : ( مَا كَلَّمَ اللَّهُ أَحَدًا قَطُّ إِلَّا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ، وَأَحْيَا أَبَاكَ فَكَلَّمَهُ كِفَاحًا، فَقَالَ: يَا عَبْدِي تَمَنَّ عَلَيَّ أُعْطِكَ. قَالَ: يَا رَبِّ تُحْيِينِي فَأُقْتَلَ فِيكَ ثَانِيَةً ، قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّهُ قَدْ سَبَقَ مِنِّي أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لَا يُرْجَعُونَ )

قَالَ: وَأُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ : ( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ) آل عمران/ 169 ، وحسنه الألباني في " صحيح الترمذي "
.
وروى البخاري (2097) ، ومسلم (715) عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ :

" كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزَاةٍ ، فَأَبْطَأَ بِي جَمَلِي وَأَعْيَا، فَأَتَى عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : ( جَابِرٌ ) : فَقُلْتُ: نَعَمْ ، قَالَ: ( مَا شَأْنُكَ ؟ ) ، قُلْتُ: أَبْطَأَ عَلَيَّ جَمَلِي وَأَعْيَا، فَتَخَلَّفْتُ

فَنَزَلَ يَحْجُنُهُ بِمِحْجَنِهِ ثُمَّ قَالَ : ( ارْكَبْ )، فَرَكِبْتُ ، فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ أَكُفُّهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ...

ثُمَّ قَالَ : ( أَتَبِيعُ جَمَلَكَ ؟ ) ، قُلْتُ: نَعَمْ ، فَاشْتَرَاهُ مِنِّي بِأُوقِيَّةٍ ، ثُمَّ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلِي ، وَقَدِمْتُ بِالْغَدَاةِ ، فَجِئْنَا إِلَى المَسْجِدِ فَوَجَدْتُهُ عَلَى بَابِ المَسْجِدِ

قَالَ: ( آلْآنَ قَدِمْتَ ؟ ) ، قُلْتُ: نَعَمْ ، قَالَ : ( فَدَعْ جَمَلَكَ ، فَادْخُلْ ، فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ ) ، فَدَخَلْتُ فَصَلَّيْتُ ، فَأَمَرَ بِلاَلًا أَنْ يَزِنَ لَهُ أُوقِيَّةً ، فَوَزَنَ لِي بِلاَلٌ ، فَأَرْجَحَ لِي فِي المِيزَانِ ، فَانْطَلَقْتُ حَتَّى وَلَّيْتُ

فَقَالَ: ( ادْعُ لِي جَابِرًا ) ، قُلْتُ: الآنَ يَرُدُّ عَلَيَّ الجَمَلَ ، وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْهُ ، قَالَ: ( خُذْ جَمَلَكَ ، وَلَكَ ثَمَنُهُ )
.
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله :

" قَالَ السُّهَيْلِيُّ : فِي هَذَا الْحَدِيثِ إِشَارَةٌ إِلَى مَا كَانَ أَخْبَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ اللَّهَ أَحْيَا وَالِدَهُ وَكَلَّمَهُ ، فَقَالَ لَهُ: تَمَنَّ عَلَيَّ ، وَذَلِكَ أَنَّهُ شَهِيدٌ

وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ ) وَزَادَهُمْ عَلَى ذَلِكَ فِي قَوْلِهِ : ( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ) ثُمَّ جَمَعَ لَهُمْ بَيْنَ الْعِوَضِ وَالْمُعَوَّضِ

فَرَدَّ عَلَيْهِمْ أَرْوَاحَهُمُ الَّتِي اشْتَرَاهَا مِنْهُمْ، فَقَالَ: ( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ) وَالرُّوحُ لِلْإِنْسَانِ بِمَنْزِلَةِ الْمَطِيَّةِ ، كَمَا قَالَ ذَلِكَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ

: فَلِذَلِكَ اشْتَرَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ جَابِرٍ جَمَلَهُ وَهُوَ مَطِيَّتُهُ فَأَعْطَاهُ ثَمَنَهُ ، ثُمَّ رَدَّهُ عَلَيْهِ ، وَزَادَهُ مَعَ ذَلِكَ. قَالَ: فَفِيهِ تَحْقِيقٌ لِمَا كَانَ أَخْبَرَهُ بِهِ عَنْ أَبِيهِ .

وَهَذَا الَّذِي سَلَكَهُ السُّهَيْلِيُّ هَاهُنَا إِشَارَةٌ غَرِيبَةٌ وَتَخَيُّلٌ بَدِيعٌ ، وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَعْلَمُ ".

انتهى من " البداية والنهاية " (5/ 571-572) .

ومعنى كلام أبي القاسم السهيلي رحمه الله أن الحديث الأول أفاد أن الله تعالى أحيا أبا جابر رضي الله عنهما وكلمه وقال له : ( تمنّ عليّ ) وذلك أنه شهيد ، وقد اشترى الله من الشهداء أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة

كما قال تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ )التوبة/ 111 ، ومن كان من أهل الجنة فله ما تشتهي نفسه

وقد زاد الله تعالى أهل الجنة على هذا النعيم النظر إلى وجهه الكريم ، وهو معنى الزيادة في قوله : ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) يونس/26 ، فالحسنى الجنة

والزيادة هي النظر إلى وجه الله الكريم

ثم جمع الله لأهل الجنة بين العِوَض والمعَوَّض ، فالعوض هو أرواحهم التي بذلوها حيث ردها الله عليهم ، والمعوض هو الجنة .

واشترى رسول الله صلى الله عليه وسلم من جابر جمله ، ثم رده عليه ، فجمع له بين العوض والمعوض ، وهما : الجمل والثمن ، كما جمع الله لأبيه بين الجنة والروح .

وهناك وجه شبه بين الجمل والروح ، فالجمل مطية للإنسان – يبلغ به حاجته ، والروح كذلك ، فهي مطية الشهيد ليدخل بسببها الجنة .

وهذا المعنى الذي ذكره السهيلي قد يكون أو لا يكون هو المقصود من الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهو مجرد تخيل من السهيلي ، ولا يمكن الجزم بأن الرسول صلى الله عليه وسلم فعل ذلك إشارة إلى المعنى

ولهذا قال ابن كثير رحمه الله عن هذا القول : "وهو إشارة غريبة ، وتخيل بديع " انتهى .

والله تعالى أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-14, 17:34   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل يرى المؤمنون ربهم في الجنة ؟

السؤال


هل ثبت أن المؤمنين يرون ربهم في الدار الآخرة ؟.

الجواب

الحمد لله


فإن نعم الله على عباده لا تحصى ، وقد خص سبحانه المؤمنين بمزيد من الإنعام في الدنيا بأن مَنَّ عليهم بالإسلام ، واصطفاهم بالقرآن

وسيخصهم في الجنة بأعظم نعمة أنعم عليهم بها ؛ ألا وهي تشريفهم وإكرامهم بالنظر إلى وجهه الكريم في جنة عدن ، كما قال تعالى: ( وجوه يومئذ ناضرة . إلى ربها ناظرة ) القيامة/22-23

أي أن وجوه المؤمنين تكون حسنة بهية مشرقة مسرورة بسب نظرها إلى وجه ربها كما قال الحسن رحمه الله : " نظرت إلى ربها فنضرت بنوره ".

وعن ابن عباس رضي الله عنهما: "(وجوه يومئذ ناضرة ) قال : من النعيم ( إلى ربها ناظرة ) قال تنظر إلى وجه ربها نظراً . وهذا قول المفسرين من أهل السنة والحديث .

وقال جل شأنه : ( لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد ) ق/35

فالمزيد هنا هو:" النظر إلى وجه الله عز وجل . " كما فسره بذلك علي و أنس بن مالك رضي الله عنهما

وقال سبحانه : ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) يونس/26

فالحسنى الجنة والزيادة هي النظر إلى وجه الله الكريم ، كما فسرها بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيما رواه مسلم في صحيحه ( 266 ) عَنْ صُهَيْبٍ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ

: " إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: تُرِيدُونَ شَيْئًا

أَزِيدُكُمْ فَيَقُولُونَ أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنْ النَّارِ قَالَ فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ وهي الزيادة ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ ( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ )

فإذا علمت أن أهل الجنة لا يعطون شيئاً فيها أحب إليهم من النظر إلى وجه ربهم جل وعلا تبين لك مدى الحرمان ، وعظيم الخسران ، الذي ينتظر المجرمين الذين توعدهم الله بقوله : (

كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) المطففين/15 نسأل الله السلامة والعافية .

ومن جميل ما يروى عن الشافعي ما ذكره عنه الربيع بن سليمان ـ وهو أحد تلاميذه ـ :

قال : حضرت محمد بن إدريس الشافعي وقد جاءته رقعة من الصعيد فيها : ما تقول في قول الله عز وجل : ( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) ؟

فقال الشافعي : " لما أن حجب هؤلاء في السخط ، كان في هذا دليلٌ على أن أولياءه يرونه في الرضى "

فهذه بعض الأدلة من القرآن على ثبوت رؤية المؤمنين لربهم في الجنة .

وأما أدلة السنة فهي كثيرة جداً ، فمنها :

1- ما رواه البخاري ( 6088 ) ومسلم ( 267 ) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن ناسا قالوا : يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟

فقال رسول الله : " هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ؟

" قالوا : لا يا رسول الله . قال : " هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب ؟

" قالوا : لا . قال : " فإنكم ترونه كذلك ...الحديث ".

وَفِي رِوَايَة لِلْبُخَارِيِّ ( لا تَضَامُّون أَوْ لا تُضَارُّونَ ) عَلَى الشَّكّ وَمَعْنَاهُ : لَا يَشْتَبِه عَلَيْكُمْ وَتَرْتَابُونَ فِيهِ فَيُعَارِض بَعْضكُمْ بَعْضًا فِي رُؤْيَته . ولا يلحقكم في رؤيته مشقة أو تعب . وَاَللَّه أَعْلَم .ا.هـ مختصرا من شرح مسلم.

2- وفي الصحيحين أيضا ( خ/ 6883 . م / 1002 )

من حديث جرير بن عبد الله البجلي قال: كنا جلوسا مع النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة فقال إنكم سترون ربكم عيانا كما ترون هذا لا تضامون في رؤيته " .

والتشبيه الذي في الأحاديث هو تشبيه للرؤية بالرؤية، أي أننا كما نرى الشمس في اليوم الصحو في غاية الوضوح

ولا يحجب أحد رؤيتها عن أحد رغم كثرة الناظرين إليها ، وكما نرى القمر مكتملا ليلة البدر وهو في غاية الوضوح ، لا يؤثر كثرة الناظرين إليه على وضوح رؤيته

فكذلك يرى المؤمنون ربهم يوم القيامة بهذا الوضوح والجلاء ، وليس المقصود من الأحاديث تشبيه المرئي بالمرئي ـ تعالى الله ـ فإن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير .

3- وروى البخاري ( 4500 ) و مسلم (6890 ) عن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال

: "جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن يروا ربهم تبارك وتعالى إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن ".

وقد روى أحاديث الرؤية نحوٌ من ثلاثين صحابيا ، ومن أحاط بها معرفة يقطع بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قالها . فمن زعم بعد هذا أن الله تعالى لا يُرى في الآخرة فقد كذب بالكتاب وبما أرسل الله به رسله

وعرَّض نفسه للوعيد الشديد الوارد في قوله تعالى : ( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) المطففين/ 15 نسأل الله تعالى العفو والعافية ، ونسأله أن يرزقنا لذة النظر إلى وجهه الكريم .. آمين .

يراجع : ( شرح العقيدة الطحاوية ( 1 / 209 وما بعدها ) و ( أعلام السنة المنشورة للشيخ حافظ الحكمي ص 141 ).

: الشيخ محمد صالح المنجد









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-14, 17:40   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

نبذة مختصرة عن عالم الرياضيات المسلم " محمد بن موسى الخوارزمي " رحمه الله .

السؤال

هل صحيح أنه كان هناك رياضي فارسي اسمه محمد بن موسى الخوارزمي في القرن التاسع ، وأنه أول من اخترع دائرة صغيرة ليرمز بها إلى اللاشيء (الصفر)، وأن هذا الصفر كان مهماً جداً بالنسبة إليه

لأنه استخدمه في اختراع علم الجبر ، وأنه طوّر طرقاً للضرب وقسمة الأعداد لم تكن معروفة آنذاك وأصبحت تُعرف بـ "الخوارزميات" algorithms بالإنجليزية و هو تحريف لاسمه ؟


الجواب

الحمد لله

مُحمّد بن مُوسى الخوارَزمي عالم مسلم لمَع في علم الرِّياضيّات والفلك ، ولد سنة 164 ، وتوفي سنة 235 هِجْرية ( المُوافِق 780-850 ميلاديَّة ) .

عيَّنه المأمون لعلمه وتقدمه رئيسًا لبيت الحِكْمة في بغداد .

طوَّر الخوَارَزمي عِلْم الجبر كعلم مُستقِلّ عن الحساب ، ولذا يُنْسَب إليه هذا العلم في جميع أنحاء المَعْمورة .

والجدير بالذِّكر أن الجزيرة العربيّة كانت مَرْكَز النشاط العلمي بين القرنين الثاني والسابع الهجريَّينِ ( الثامن إلى الثالث عشر الميلادي) ، وكانت عاصمة الخلافة الإسلامية بغداد لها تأثير كبير في الحركة العلمية في العالم .

وابتكر الخَوَارَزمي في بيت الحِكْمة الفكر الرياضي بإيجاد نِظام لتحليل كل مُعادلات الدرجة الأولى والثانية ذات المجهول الواحد بطُرق جَبْرية وهندسيَّة .

ولذا مَيّز " جورج سارتون " النِّصف الأوّل من القرن التاسع الميلادي بعصر الخَوَارَزمي في كتابه " مُقدِّمة من تاريخ العلوم " لأن الخوَارَزمي كان أعظم رِياضي في ذلك العَصْر كما يقول سارتون

ويستطرد قائلا : " وإذا أخذنا جميع الحالات بعَيْن الاعتبار فإن الخوارَزمي أحد أعظم الرِّياضيِّين في كل العصور " ،

وأكد الدكتور " أي وايدمان " أن أعمال الخوَارَزْمي تتميَّز بالأصالة والأهميَّة العُظْمى وفيها تظهر عَبْقريَّته ، وقال الدكتور " ديفيد بوجين سمث "

و " لويس شارلز كاربينسكي " في كتابهما "الأعداد الهندية والعربية "

: بأن الخَوَارَزمي هو الأستاذ الكبير في عصر بغداد الذهبي إذ إنه أحد الكُتّاب المُسلمِين الأوائل الذين جمعوا الرِّياضيَّات الكِلاسيكيَّة من الشرق والغرب ، مُحتفظِينَ بها حتى استفادت منها أوروبا المُتيقِّظة آنذاك

إن لهذا الرجل معرفة كبيرة ويدين له العالم بمعرفتنا الحالية لعِلْمَي الجبر والحساب " .

في بداية الأمر ابتكر الخَوارَزمي عِلْم حِساب " اللُّوغاريتمات" وعمل لها جداول عرفت باسمه ، ثم تُرجم هذا الاسم ، ومر بعدة تغييرات حتى صار "لوغاريتم" . حيث ترجم اسمه " الخوارزمي

" إلى اللاتينية كـ (alchwarizmi) و(al-karismi) و(algoritmi) و(algorismi) و(algorism) و(algorism) ، وفي عام 1857 ميلادية عثر على كتاب بعُنوان (algoritmi de numero indorum)

في مكتبة جامعة كِمْبردج البريطانيّة ، فأجمع علماء الرياضيات في العالم بأن هذا الكتاب هو كتاب الخوَارَزمي في علم الحساب ، وقد تُرْجِم إلى اللغة اللاتينية في القرن الثاني عشر الميلادي .

وقد علَّق المؤلِّف محمد خان في كتابه " نظرة مُخْتصَرة لمآثِر المسلمينَ في العلوم والثقافة " : " أن الخَوَارَزمي يقف في الصفّ الأوّل من صفوف الرياضيِّينَ في جميع العُصور

وكانت مُؤلَّفاته هي المصدر الرئيسي للمَعْرفة الرياضيَّة لعِدّة قُرون في الشرق والغرب " .

ولما كان المسلمون يحتاجون إلى علم الحساب والرياضيات لتوزيع الميراث والوصايا وغيرها ، وكانت طريقة الحساب المأخوذة عن اليونان تجعل

عملية الحساب معقدة للغاية قاد ذلك الخوَارَزمي للبحث عن طُرق أدقّ وأشمل وأكثر قابليَّة للتكيُّف فابتدع علم الجِبْر ، وألف كتابه " الجَبْر والمُقابلة " في إيجاد حلول لمسائل عمليَّة واجهها المسلمون في حياتهم اليوميَّة .

وقد بيَّن الخَوارَزمي في مُقدِّمة كتابه " الجبر والمقابلة" أن الخليفة المأمون هو الذي طلب منه أن يُؤلِّف كتاب الجبر والمقابلة كي يسهل الانتفاع به في كل ما يحتاج إليه الناس .

وقد قال رحمه الله في مقدِّمة كتاب " الجبر والمقابلة "
:
" ألَّفْتُ من كتاب الجبر والمقابلة كتابا مُخْتَصَرا ، حاصرا للطيف الحساب وجليله ، لِمَا يَلْزم الناس من الحاجة إليه في مواريثهم ووصاياهم ، وفي مُقاسماتهم وأحكامهم وتجاراتهم

وفي جميع ما يتعاملون به بينهم من مساحة الأراضي وكَرْي الأنهار والهندسة

وغير ذلك من وجوهه وفنونه ، مُقدِّما لحُسْن النية فيه ، راجيا لأن يُنْزِله أهل الأدب بفضل ما استودعوا من نِعَم الله تبارك وتعالى وجليل آلائه وجميل بلائه عندهم منزلتَه ، وبالله توفيقي في هذا وغيره

عليه توكَّلْتُ وهو رب العَرْش العظيم " انتهى .

وكان الأوروبيُّون يستعملون مُصْطلحا آخَر للجبر مثل "كوسيكا" (cossica) أو مُصْطلَح " قاعدة الشيء" (rules of the cosa) وفي بعض مُؤلَّفات إنجليزيّة قديمة استخدموا المُصطلَح (cossic art)

وقد أدخل هذا المصطلح العالِم الرياضي المشهور " اكسلاندر " (xylander) في القرن الخامس عشر الميلادي وهذا المصطلح يعني شيئا في اللغة الإيطاليَّة .

ويقول الدكتور ديفيد يوجين سمث في كتابه " تاريخ الرياضيَّات " المجلد الثاني " إن الجَبْر عُرِف في اللغة الإنجليزية في القرن السادس عشر الميلادي بالجبر والمقابلة

ولكنَّ هذا الاسم اختُصِر في النِّهاية من مخطوطة محمَّد بن مُوسى الخوارَزمي الذي نال الشُّهْرة العظيمة عام 825 ميلاديَّة ، وذلك في بيت الحِكْمة في بَغْداد حيثُ ألَّف هناك كتابَه القَيِّم " الجَبْر والمقابلة "

وفيه حل الكثير من المُعادلات ذات الدرجة الأولى والثانية من ذات المجهول الواحد . ولقد ترْجم من اللُّغة العربيَّة إلى اللاتينية بواسطة العالم الرياضي الأوروبي جرارد قرمونة (Gerard of cremona) بكلمة الجبر

ولقد ضاع الأصل المَكْتوب باللغة العربيَّة لكتاب الخَوَارَزمي " الجبر والمقابلة "

ولكن جيرارد قرمونة قد تَرْجَم النصّ الأصلي من اللغة العربيّة إلى اللغة اللاتينِيّة في القرن الثاني عشر الميلادي

وعُرِفت بالاسم اللاتيني (lulus algebrae et almucqrbalae que) عند أوروبا ثم اختُصِر العنوان أخيرا إلى كلمة (algebra) . وهو الاسم المُعْترَف به في جميع لُغات العالَم في المعمورة " .

وظلّ كتاب الخَوَارَزمي في الجبر مَعْروفا في أُوروبا باللغة اللاتينيَّة إلى أن سَخَّر الله تبارك وتعالى الباحثِينَ الغربيِّين إلى العُثور على أحد نُصوص الكتاب باللُّغة العربيَّة في مَخْطوطة محفوظة في أكسفورد

( مكتبة بودلين) ، وصدرت نشرة عربيَّة بالحروف المطبعية عام 1831 ميلاديَّة .

واعترف المُؤلِّف المعروف رام لاندو في كتابه "مآثِر العرب في الحضارة "

: " بأن الخَوَارَزمي ابتكر علم الجبر ونقل العدد من صفة البدائيَّة الحسابيَّة لكَمِّية محدودة إلى عُنْصر ذي عَلاقة وحدود " لا نهاية لها" من الاحتمالات

. ويمكننا القول بأن الخُطْوة من الحساب إلى الجبر هي في جَوْهرها الخُطوة من الكَيْنونة إلى المُلائمة أو من العالم الإغريقي الساكن إلى العَالَم الإسلامي المُتحرِّك الأبدي الربَّاني " .

وقد ذكر المؤلِّف فاندز في كتابه " مصدر جبر الخَوارَزمي" : " أن جبر الخَوَارَزمي يُعْتَبر القاعدة وحَجَر الأساس لكل العلوم .

ومن ناحية أخرى فإن الخَوَارزمي أحقّ من ديوفانتوس بأن يُلَقَّب بأبي الجبر؛ لأن الخَوَارَزمي هو أوَّل من درس الجبر في صورة بدائيَّة ، أمَّا ديوفانتوس فكان مُهْتما بصورة رئيسيَّة بنظريّة الأعداد "

انتهى من "مجلة البحوث الإسلامية" (5/171-174) .

كما أن الخوارزمي هو الذي أدخل الصفر إلى الأعداد لتكون الأعداد الطبيعية .

https://cutt.us/caHZ

وبالجملة :

فقد أسس - رحمه الله - علم الجبر واللوغاريتمات ، وبرع في الفلك والجغرافيا ، وساهمت أعماله بدور كبير في تقدم الرياضيات ، كما تعلم الغرب من كتبه الأعداد والحساب ، وانتشرت الأرقام العربية

يتقدمها الصفر في كل أنحاء العالم .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-14, 17:45   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

لم يثبت في "جبل عَيْر" إلا أنه من حدود الحرم المدني .

السؤال

هل جبل عير صحيح أنه من جبال جهنم ؟

هل جبل عير نهى الرسول صلى الله عليه وسلم المبيت فيه ؟

هل حرام أم حلال المبيت بالمناطق التي تحيط بجبل عير ؟

هل حرام أم حلال بيع الأراضي التي تحيط بجبل عير ؟

هل حرام تسلقه ؟

و ما هي قصة جبل عير ؟


الجواب

الحمد لله

أولا :

يقع "جبل عَير" في جنوب المدينة النبوية ، ويبعد عن المسجد النبوي ثمانية أميال ، ومتوسط عرضه سبعون متراً ، وارتفاعه عن سطح البحر حوالي 955 متراً ، وهو جبل طويل يمتد من الشرق إلى الغرب

وسطحه مستوٍ ليس فيه قمة ، لذلك سمي بـ"جبل عير" ؛ تشبيهاً له بظهر الحمار الممتد باستواء ، ويبلغ طوله ألفي متر تقريباً ، ويعد "جبل عير" الحد الجنوبي لحرم المدينة .

انظر للاستزادة :

https://cutt.us/1lPT6

ثانيا :

ليس "جبل عير" من جبال جهنم ، وما ورد في ذلك لا يصح سنده .

فروى ابن ماجة (3115) من طريق مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِكْنَفٍ ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :

( إِنَّ أُحُدًا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ، وَهُوَ عَلَى تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ ، وَعَيْرٌ عَلَى تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ النَّارِ) .

وهذا إسناد ضعيف جدا ، قال البوصيري رحمه الله :

" هَذَا إِسْنَاد ضَعِيف "

انتهى من " مصباح الزجاجة " (3/ 218) .

وقال الألباني في " ضعيف ابن ماجة " :

" ضعيف جدا " .

وانظر : "الضعيفة" (1820) .

وروى الطبراني في "الكبير" (6505) عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ أَبِي عَبْسِ بْنِ جَبْرٍ، عَنْ أَبِيه ِ، عَنْ جَدِّهِ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ

: ( أُحُدٌ هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ ، عَلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ ، وَهَذَا عَيْرٌ يُبْغِضُنَا وَنُبْغِضُه ُ، وَإِنَّهُ عَلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ النَّارِ)
.
وهذا إسناد ضعيف ، قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4/ 13):

" فِيهِ عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي عَبْسٍ لَيَّنَهُ أَبُو حَاتِمٍ ، وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُ " .

وضعفه الألباني في " الضعيفة " (1618).

أما صدر الحديث : ( أُحُدٌ جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ ) فمتفق على صحته ، رواه البخاري (2889) ، ومسلم (1365) .

ثالثا :

"جبل عير" داخل في حدود حرم المدينة ، لما روى البخاري (6755) ، ومسلم (1370) عن عَلِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النَّبِيّ صَلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( المَدِينَةُ حَرَمٌ مَا بَيْنَ عَيْرٍ إِلَى ثَوْرٍ )" (18/ 106):

" عَلَى مَذْهَبِ الْجُمْهُورِ يَنْتَهِي حَرَمُ الْمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَةِ ، وَيَبْدَأُ الْحِل مِنْ خَارِجِ الْحُدُودِ الَّتِي حَدَّهَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَالَّتِي هِيَ جَبَل عَيْرٍ وَثَوْرٍ، أَوِ اللاَّبَتَانِ " انتهى .

فعير وثور داخلان في حرم المدينة ، فلا يجوز الصيد فيهما على مذهب جمهور الفقهاء .

رابعا :

لا صحة لما يقال : إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن المبيت في جبل عير أو المبيت حوله ، فإن ذلك لا أصل له . فلا حرج على أحد في المبيت فيه أو بجواره .

ولا حرج في بيع الأراضي التي تحيط بجبل عير أو شرائها ، إذا كان البائع يملكها ملكا حقيقيا .

أما تسلقه والصعود فوقه فهو مباح ، لم يرد فيه نهي عن النبي صلى الله عليه وسلم .

وليس لجبل عير قصة تحكى ، ولا يعدو أن يكون معلما من المعالم ، نتعرف به وبغيره على حدود حرم المدينة النبوية .

والله تعالى أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-14, 17:50   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

لماذا كانت الملائكة تستحي
من عثمان رضي الله عنه ؟


السؤال

لماذا كانت الملائكة
تستحي من عثمان رضي الله عنه ؟

وماذا عمل حتى بلغ تلك المرتبة ؟


الجواب


الحمد لله


كان عثمان رضي الله عنه من أحسن الناس خُلقاً ، وأشدهم حياءً ، فروى الترمذي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي : أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُمْ فِي أَمْرِ اللَّهِ : عُمَرُ، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً : عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ ...) . وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" .

ولعله لأجل عِظَم هذه الخصلة الحميدة ، التي لا تأتي إلا بخير، كانت الملائكة تستحيي منه ، ما لا تستحيي من غيره .
روى مسلم (2401) عن عَائِشَةَ

قَالَتْ : " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُضْطَجِعًا فِي بَيْتِي ، كَاشِفًا عَنْ فَخِذَيْهِ ، أَوْ سَاقَيْهِ ، فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ ، فَأَذِنَ لَهُ ، وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ ، فَتَحَدَّثَ ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ ، فَأَذِنَ لَهُ

وَهُوَ كَذَلِكَ ، فَتَحَدَّثَ ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَسَوَّى ثِيَابَهُ ، فَدَخَلَ فَتَحَدَّثَ ، فَلَمَّا خَرَجَ قَالَتْ عَائِشَةُ

: دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ تَهْتَشَّ لَهُ وَلَمْ تُبَالِهِ ، ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ فَلَمْ تَهْتَشَّ لَهُ وَلَمْ تُبَالِهِ ، ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ فَجَلَسْتَ وَسَوَّيْتَ ثِيَابَكَ ؟!

فَقَالَ: ( أَلَا أَسْتَحِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ ) ؟! " .

وفي لفظ له (2402) : ( إِنَّ عُثْمَانَ رَجُلٌ حَيِيٌّ ، وَإِنِّي خَشِيتُ ، إِنْ أَذِنْتُ لَهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ ، أَنْ لَا يَبْلُغَ إِلَيَّ فِي حَاجَتِهِ ) .
فهذا استحياء رسول الله صلى الله عليه وسلم منه رضي الله عنه .

وروى الطبراني في "المعجم الأوسط" (8601) عَنْ عَائِشَةَ عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ عُثْمَانَ حَيِيٌّ سَتِيرٌ، تَسْتَحْييِ مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ ) .

وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (2106) .

وقد روى أحمد (543) عن سَالِم أَبي جُمَيْعٍ قال : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ ، وَذَكَرَ عُثْمَانَ وَشِدَّةَ حَيَائِهِ ، فَقَالَ : " إِنْ كَانَ لَيَكُونُ فِي الْبَيْتِ وَالْبَابُ عَلَيْهِ مُغْلَقٌ ، فَمَا يَضَعُ عَنْهُ الثَّوْبَ لِيُفِيضَ عَلَيْهِ الْمَاءَ ، يَمْنَعُهُ الْحَيَاءُ أَنْ يُقِيمَ صُلْبَهُ " .

قال الهيثمي في "المجمع" (9/82) : " رجاله ثقات " .

قال المناوي رحمه الله : " كان يستحي حتى من حلائله ، وفي خلوته ، ولشدة حيائه كانت تستحي منه ملائكة الرحمن "

انتهى من " فيض القدير" (1/ 459) .

راجع جواب السؤال القادم لمعرفة خلق الحياء وصوره وآثاره .

والله تعالى أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
اصول العقيدة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 18:59

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc