أخوة الإسلام
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
أقوال السَّلف والعلماء في الجَزَع
- (قال محمد بن كعب القرظي:
الجَزَع: القول السَّيِّئ، والظَّنُّ السَّيِّئ)
رواه البخاري معلقًا بصيغة الجزم قبل حديث (1301).
- وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه للأشعث بن قيس:
(إنَّك إن صبرت؛ جرى عليك القلم وأنت مأجورٌ
وإن جَزِعت؛ جرى عليك القلم وأنت مأزورٌ)
((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص 288).
- وعن الحسن، قال: (لما حضرت سلمان الوفاة، بكى
فقيل له: ما يبكيك يا أبا عبد الله
وأنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
قال: ما أبكي جَزَعًا على الدُّنيا
ولكن عهد إلينا عهدًا فتركنا عهده
عهد إلينا أن يكون بلغة
بلغة: كفاية. انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (8/ 419).
أحدنا مِن الدُّنيا كزاد الرَّاكب. فلمَّا مات نظر فيما ترك
فإذا قيمته ثلاثون درهمًا)
رواه البيهقي في ((شعب الإيمان)) (13/36) (9912).
- و(قال رجل مِن الحكماء:
إنَّما الجَزَع والإشفاق قبل وقوع الأمر
فإذا وقع فالرِّضا والتَّسليم)
((الكامل)) للمبرد (4/32).
- وقال عمرو بن دينار: قال عبيد بن عمير: (ليس الجَزَع
أن تدمع العين، ويحزن القلب
ولكن الجَزَع: القول السَّيِّئ والظَّنُّ السَّيِّئ)
((عدة الصابرين)) لابن القيِّم (ص 99).
- (وسئل القاسم بن محمد عن الجَزَع
فقال: القول السَّيِّئ والظَّنُّ السَّيِّئ)
((عدة الصابرين)) لابن القيِّم (ص 99).
- و(قال بعض الحكماء:
إن كنت تجزع على ما فات مِن يدك
فاجزع على ما لا يصل إليك)
((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص 289).
- و(قال ابن السَّماك: المصيبة واحدة
فإن جَزِع صاحبها فهما اثنتان.
يعني فقد المصاب، وفقد الثَّواب)
((ربيع الأبرار)) للزمخشري (3/98).
- و(قال منصور بن عمار: مَن جَزِع مِن مصائب الدُّنيا
تحوَّلت مصيبته في دينه)
((الرسالة القشيرية)) (1/74).
- وقال الماوردي:
(إنَّ مَن خاف الله عزَّ وجلَّ صبر على طاعته
ومَن جزع مِن عقابه وقف عند أوامره)
((أدب الدنيا والدين)) (ص 361).
- وقال الجاحظ:
(وهذا الخُلُق – أي الجَزَع - مُرَكَّب مِن الخُرْق
الخرق: الجهل والحمق. ((لسان العرب)) لابن منظور (10/ 75).
والجُبْن، وهو مستقبح إذا لم يكن مجديًا ولا مفيدًا)
((تهذيب الأخلاق)) المنسوب للجاحظ (ص 34).
- وقال ابن حزم:
إنَّ إظهار الجَزَع عند حلول المصائب مذمومٌ
لأنَّه عجَز مُظْهِرُه عن مِلك نفسه، فأظهر أمرًا لا فائدة فيه
بل هو مذموم في الشَّريعة
وقاطع عمَّا يلزم مِن الأعمال وعن التَّأهُّب
لما يتوقَّع حلوله ممَّا لعلَّه أشنع مِن الأمر الواقع
الذي عنه حدث الجَزَع .. فلمَّا كان إظهار الجَزَع مذمومًا
كان ضدُّه محمودًا، وهو إظهار الصَّبر
لأنَّه ملك النَّفس، واطِّراحٌ لما لا فائدة فيه
وإقبال على ما يَعُودُ ويُنْتَفَع به في الحال وفي المسْتَأنف.
وأمَّا استبطان الصَّبر فمذمومٌ
لأنَّه ضعفٌ في الحسِّ، وقسوةٌ في النَّفس وقلَّةُ رحمة.
وهذه أخلاق سوء، لا تكون إلَّا في أهل الشَّرِّ
وخبث الطَّبيعة، وفي النُّفوس السَّبُعيَّة الرَّديئة.
فلمَّا كان ذلك نتيجة ما ذكرنا، كان ضدُّه محمودًا
وهو استبطان الجَزَع؛ لما في ذلك مِن الرَّحمة والرِّقة
والشَّفقة والفهم لقَدْر الرزيَّة. فصحَّ بهذا أنَّ الاعتدال
هو أن يكون المرء جَزُوعَ النَّفس صَبُور الجسد
بمعنى أن لا يظهر في وجهه
ولا في جوارحه شيء مِن دلائل الجَزَع)
((رسائل ابن حزم)) (1/406).
و لنا عودة من اجل استكمال شرح
خُلُق الجَزَع