إذا كان علم الاجتماع هو الدراسة المنتظمة للمجتمعات الإنسانية بتركيز خاص على الأنساق والبنيات الاجتماعية، حيت مجاله واسع جداً ويدرس علماء الاجتماع كل العلاقات الإنسانية، الجماعات، المؤسسات والمجتمعات، علاقات الزواج، الصحة و المرض، الجريمة والعقوبة. كل هذا يقع ضمن مجال علم الاجتماع،حيت يعيش عالم الاجتماع في عالم تعددت فيه الظواهر الاجتماعية، حيت حياة عالم الاجتماع باعتباره ينتمي إلى حقل المجتمع مليئة بالتوتر والقلق والصراعات ومظاهر التفكك الاجتماعي قصد محاولة الفهم ولما لا التفسير، مادام عالم الاجتماع هو الذي "يفسد على الناس حفلاتهم التنكرية" بتعبير بيير بورديو هنا نتساءل هل لا زالت السوسيولوجيا تقوم بعملية الفضح والكشف؟ ما دور علم الاجتماع؟
عرف علم الاجتماع بتعريفات عدة ومن مدارس مختلفة ويمكن الوصول إلى أنه كعلم يهتم بدراسة المجتمع ككل، أي دراسة الحياة الاجتماعية للبشر سواء بشكل مجموعات أو مجتمعات. فهو يقدم لنا نظرة واسعة ودقيقة على الأسباب والنتائج التي جعلتنا فيما أصبحنا عليه، إنه يعلمنا أن الأفعال التي تصدر عنا والتي نعتقد بأنها طبيعية أو مقدرة إن صح التعبير قد لا تكون كذلك، أي أن الفعل الإنساني مرتبط بالفعل الاجتماعي ويتأثر به تأثرا كبيرا، فعلم الاجتماع يفسر الفعل الإنساني انطلاقا من العوامل الاجتماعية التي تؤثر على المجتمع، وهذا ما يؤكده إيميل دوركهايم على أن الإنسان لا يمكن فهمه ببساطة، ضمن سياقه الفردي فقط، بل ينبغي علينا دراسة العوامل الاجتماعية التي تؤثر على المجتمع. إن علم الاجتماع بالنسبة لدوركهايم هو العلم الذي يدرس الوقائع الاجتماعية باعتبارها أشياء، ولعل أطروحة دوركهايم حول الوقائع الاجتماعية كأشياء خالصة، يعتبر من أهم الدروس التي يمكن الاستفادة منها من خلال قواعد المنهج السوسيولوجي التي يقدمها لنا دوركهايم، كما أنه أهم درس من أجل الوصول إلى دراسة علمية يقينية وبناء موضوع متماسك انطلاقا من تفسير الواقعة الاجتماعية.