لكل من يبحث عن مرجع سأساعده - الصفحة 66 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجامعة و البحث العلمي > منتدى العلوم الإجتماعية و الانسانية > قسم البحوث العلمية والمذكرات

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

لكل من يبحث عن مرجع سأساعده

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-03-08, 22:06   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
good12
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










Hot News1 مساعدة

اريد مرجع عن مفهوم الديداكتيك ومفهوم المنهاج التعليمي اسسه ومكوناته









 


رد مع اقتباس
قديم 2012-03-09, 18:53   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
بن الصيدأحمد
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










Hourse

السلام إنشاءالله سنساعدك في البحث










رد مع اقتباس
قديم 2012-03-09, 18:49   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
بن الصيدأحمد
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

سلام الله عليكم
...عاجل....عاجل...ونظرا لكثرةإنشغالات بالعمل والأسرة...ومذكرة التخرج لسنة رابعة أداب ولغة عربية.....

أريدالمساعدة في ايجادبعض العروض في الأدب العربي:

1-أدب مقارن: الأوديسة والسندباد.
2-لسانيات تطبيقية: مقاييس بناء المحتوى التعليمي.
3-آداب أجنبية: الطبيعية في فرنسا.
4-مدارس نقدية معاصرة: تجليات التناص في نص سردي.










رد مع اقتباس
قديم 2012-03-11, 20:30   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
souad_02
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية souad_02
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

?????????????????????????????????????????????????? ?????????????????????????????????????????????????? ?????????????????????????????????????????????????? ????????????????????????????????










رد مع اقتباس
قديم 2012-03-18, 13:37   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
houdann
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي طلب مساعدة

أنا أريد أن تعطيني اختبارات السنة 3 متوسط

ارجوك










رد مع اقتباس
قديم 2012-03-18, 18:26   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
BLACKEYES
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

ابحث عن كتاب مدخل الى التنظيمات المعاصرة لمؤلفه السيد الحسيني

و نظريات علم الاجتماع التنظيم والعمل










رد مع اقتباس
قديم 2012-03-18, 20:47   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
moh-caroubié
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
من فضلك أختي
مذكرة تخرج lmd تخصص فرنسية " ليسانس "
بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2012-03-19, 14:07   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
taibimed
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

من فضلكم اريد مساعدة في بعض البحوث 1العمارة الاسلامية 2دور الجزائر في الحرب العالمية الاولى (1914-1919) 3 الصحافة السمعية البصرية 4 الدولة الفاطمية 5 علاقة الفلسفة بالعلوم الانسانية (علم الاجتماع -علم النفس- علم التاريخ) اريد المراجع و المصادر










رد مع اقتباس
قديم 2012-04-02, 19:03   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة taibimed مشاهدة المشاركة
من فضلكم اريد مساعدة في بعض البحوث 1العمارة الاسلامية 2دور الجزائر في الحرب العالمية الاولى (1914-1919) 3 الصحافة السمعية البصرية 4 الدولة الفاطمية 5 علاقة الفلسفة بالعلوم الانسانية (علم الاجتماع -علم النفس- علم التاريخ) اريد المراجع و المصادر
لعمارة الإسلامية
العمارة الإسلامية

برزت العمارة الإسلامية باعتبارها فناً متميزاً له طابعه الذي يعبر عن خصوصيته، فهو ذاك الفن الذي يبعث في النفس هدوءًا وسكينة فترتاح العين لرؤيته، ويأخذ النفس بعيدًا لتسبح في الأجواء الروحية لارتباطه بالعقيدة الإسلامية السمحة...

"فلقد فتح المسلمون ممالك شاسعة وانضوت تحت راية الإسلام شعوب متنوعة عُرِفت بالعراقة في المعمار مثل: الفرس والرومان والآشوريين والمصريين.. ولكن المعمار في تلك البلاد كان يقوم على عقائدهم الدينية، ويتمثل في التماثيل والصور والمحاريب والأديرة، فكان لابُدَّ للمسلمين من فن معماري خاص بهم يختلف في جوهره ومظهره وأهدافه عن المعمار السابق.

وهكذا لم يمض القرن الأول للهجرة حتى كان المسلمون قد شيدوا الجوامع الشاهقة والقصور الفاخرة، وبنوا البيمارستانات (المستشفيات) الضخمة والحمامات والمطاعم الشعبية والاستراحات، وبنوا القلاع العسكرية والحصون والرباطات والأسوار حول المدن، وبنوا القناطر والخزانات والسدود للري، وبنوا المراصد والجامعات العلمية، كل ذلك بأسلوب الفن المعماري الإسلامي المتميز، وإذا كان الكثير من تلك المباني الإسلامية قد اندثر بفعل الزمن أو الحروب الصليبية فإن القليل المتبقي يدل على ذلك الماضي التليد" (1).

وإنه إذا أردنا استعراضا لكل ذلك، وأردنا بيان الصورة الحضارية الرائعة لفن العمارة الإسلامي فإن هناك من العناوين ما يلي:

العمارة قبل الإسلام:

تعددت أشكال العمارة في الحضارات قبل الإسلام وتنوعت، وإن كانت العمارة الدينية هي القالب والمحور الذي التفّت حوله كل هذه الحضارات وصبّت فيه، وكان ذلك على النحو التالي:

1- عند قدماء المصريين: كان لتعدد المعبودات والآلهة، والإيمان بالبعث في العقيدة المصرية القديمة أكبر الأثر في ازدهار العمارة الدينية، التي تمثلت في بناء المعابد والمقابر والأهرامات، والتي لا تزال شاهدة على المدى الهائل الذي توصلوا إليه في العلوم الهندسية والمقدرة الفنية العالية، وإن لم تصل إلينا من العمارة الدنيوية للمصريين القدماء إلا أطلال فإن معابدهم ومقابرهم كفيلة بالشهادة على براعتهم منقطعة النظير في فن العمارة.

2- العمارة اليونانية: يعتبر بناء المعبد وتصميمه من أهم النماذج المميزة للعمارة اليونانية في الفن القديم، والتي يمكن من خلالها دراسته، فقد شيد اليونانيون القدماء تماثيل كبيرة الحجم لآلهتهم داخل حجرات، وأقاموا الطقوس الدينية حول تلك الحجرات مما كان طرازا خاصا في إقامة المعابد، وقد كان للتقدم الفني السبب في إقامة المسارح، والتي كانت تُنحَت في سفوح المرتفعات، وقد تميزت العمارة اليونانية أيضا بالأعمدة وتعدد طرزها.

3- العمارة الرومانية: لم يكن المعبد وحده هو أهم المظاهر الحضارية عند الرومان مثلما كان في حضارات أخرى، حيث وجد عندهم ثورة في أساليب البناء بعدما تمكنوا من استخدام التشكيلات المعمارية المختلفة مثل: القوس - القبو المتقاطع – القبة - الخرسانة، وبالرغم من ذلك فهم لم يستغنوا عن التشكيلات القديمة مثل الأعمدة اليونانية، بل وأضافوا إليها طرزًا أخرى جديدة (2).

وبصفة عامة، فقد كانت العمارة في الحضارات السابقة على الإسلام مقتصرة - في الغالب كما رأينا - على (العمارة الدينية) متمثلة في بناء المعابد وتشيد الكنائس والكاتدرائيات، وصناعة التماثيل الكبيرة التي يعبدونها، وبناء المقابر للموتى وزخرفتها وتزيينها؛ إيمانا منهم بالبعث بعد الموت، بخلاف ما ندر من بناء الصروح والأبراج.

لا نكون مبتدعين إذا قلنا بأن الحضارة بساط نسجته وتنسجه أيدي أمم كثيرة؛ إذ أنها متواصلة العطاء، وإن قيمة كل أمة في ميزانها يساوي ما قدمته مطروحًا منه ما أخذته من الحضارات التي سبقتها، وإذا لم ينكر عاقل أن الحضارة العربية الإسلامية أخذت من حضارات سبقتها، فإنه أيضا لا ينكر أنها واصلت العطاء، ووشّت بساط الحضارة الإنسانية بكل ما هو راقٍ وجميل.
وفي هذا المضمار فإنه إذا كان المسلمون قد أقاموا صرحهم المعماري بالاعتماد في البدايات على المهندسين والبنائين والصناع الإغريق والبيزنطيين والفرس والقبط وغيرهم، فإنهم قد استطاعوا بعد ذلك أن يقدموا للبشرية فنا متفردا أصيلا ينطق ببراعتهم المتميزة وعبقريتهم الفريدة، وفي العناصر التالية تتضح معالم هذا الفن عندهم (3):

مواد البناء:

استعمل المعماريون المسلمون في مبانيهم كل أنواع مواد البناء كالحجارة والطوب المحروق والرخام والخزف، واستعملوا الخشب والحديد والنحاس، وكانت الخلطة اللاصقة من الجبس، أما الجير فكان يستعمل في المباني التي تحتاج إلى مقاومة الماء، كالأسقف والقنوات والمصارف، وكذلك في لصق الرخام.

وكانوا يستعملون خلطة من الجبس والجير في صناعة الطوب المحروق، ويختلف عمق الأساس في الأرض حسب المبنى، ففي بعض المباني الضخمة كانوا يصلون إلى عمق عشرة أو أَحَدَ عَشَرَ متراً تحت مستوى سطح الأرض، وكانوا يستعملون أنواعاً من الحجارة الصلبة كالجرانيت أو البازلت في الأساس.

وقد استفاد المعماريون من شتى العلوم والمعارف المعروفة في عصرهم وطبقوها في مبانيهم، ومن أهم هذه العلوم علم الحيل (علم الميكانيكا) وعلم الكيمياء وعلوم الطبيعة مثل: الصوت والضوء والتهوية.

وقد ابتكروا أنواعا من الآلات الميكانيكية لرفع الثقل الكبير بالجهد اليسير أو لجره، منها أنواع من الكران، وآلات مثل المكحال والبيرم والمنخل والسفين واللولب والقرطسون، وكانت الحجارة الكبيرة ترفع إلى أعلى المبنى بحبال معلقة على مجموعة من البكرات بحيث يجرها ثور واحد فيرفعها بسهولة إلى أعلى.

كذلك استفاد المعماريون من علم الكيمياء الذي تفوق فيه المسلمون وطوروه، فصنعوا أنواعا من الدهانات والأصباغ التي تتميز بالثبات والبريق، ومن المعروف أن المسلمين أول من استعمل الزجاج الكريستال الذي ابتكره العالم الأندلسي عباس بن فرناس سنة 887م، كما استعملوا في النوافذ الزجاج الملون والمعشق في أشكال هندسية.

المساجد:

المساجد أول شيء بناه المسلمون من العمارة، فقد بنوا المساجد قبل أن يبنوا القصور أو القلاع أو المدارس، ومن هنا كان المسجد الدعامة الأولى لنشأة فن العمارة الإسلامية، ورسالة المسجد في الإسلام لا تقتصر على الصلاة والعبادة فحسب، فمسجد الرسول صلى الله عليه وسلم رغم بساطة البناء كان بمثابة مدرسة للعلم والتربية وبرلمان للأمة تعقد فيه الانتخابات (البيعة) للخليفة، وتدار فيه الاجتماعات السياسية والعسكرية، وكان فيه أيضا عيادة للتمريض هي (خيمة رفيدة)، وفي ساحته كان نساء الصحابة يتركن أطفالهن في أمان بعد الصلاة ريثما يقضين حاجتهن من الأسواق، فكان أيضاً دار حضانة وكان الرسول صلى الله عله وسلم يطلق على هؤلاء الأطفال "حمام المسجد".

وقد بنى المسلمون جوامع ضخمة بنفس الأهداف، تشمل مسجداً مستقلاً للصلاة ويلحق به المدرسة أو الجامعة، وأيضا المستشفي ومكاتب الإدارة، ومن ذلك جامع القيروان سنة 670م وجامع الزيتونة سنة 734م وجامع الأزهر 972م.
وتصميم المسجد عبارة عن ساحة كبيرة فيها منبر خشبي للخطبة، ثم أدخل المحراب المجوف للدلالة على اتجاه القبلة، ثم ظهرت الإيوانات وهي أروقة تحيط بصحن المسجد ولها أقواس مقامة على أعمدة، وملحق بالمسجد غرفة للإمام ومكتبة، وعادة يكون للمسجد ساحة داخلية مكشوفة بها نافورة لتلطيف الهواء وميضأة للوضوء، هذا علاوة على القباب والمآذن.

ويعتبر المسجد الأموي في دمشق سنة 710م أول نجاح معماري في الإسلام بناه الخليفة الوليد بن عبد الملك، فقد كان بناءً جديداً في تصميمه، له طابعه الخاص وشخصيته المستقلة عن المعمار في الحضارات السابقة للإسلام.
وفي أنحاء العالم اليوم الكثير من المساجد الأثرية الشهيرة التي تنوعت، فهناك المساجد الأموية في الشام والعباسية في العراق والأندلسية في الأندلس والفاطمية في الشمال الإفريقي ومصر، وفي إيران هناك المغولية والصفوية، ثم هناك مساجد الهند والمساجد العثمانية في تركيا.

وهذا الاختلاف في المظهر يزيد العمارة الإسلامية ثراءً وعمقًا، ولكنه لا يشمل اختلافًا في الجوهر، وقد راعى المعماريون في بناء المساجد الفخمة مسألة الصوت لتوصيل الخطبة إلى آلاف المصلين والضوء والتدفئة والتبريد كل ذلك بالوسائل الطبيعية.

المآذن:

تعتبر المآذن من أهم معالم المدينة الإسلامية، فهي تبدو وكأنها أذرع ممتدة بالدعاء والضراعة نحو السماء، ويتوج كل مئذنة في أعلاها قبة لها تاج وفوقها هلال كبير، ويحيط بوسطها عدد من الشرفات الدائرية لكل منها نوافذ يُطِلُّ منها المؤذن.

وبعض العواصم الإسلامية كالقاهرة ودمشق واسطنبول تسمى ذات الألف مئذنة، وترتفع المآذن في الآستانة إلى أكثر من سبعين متراً فوق المسجد، وتختلف المآذن في أشكالها وأنواعها حسب العصور والبلدان، فمنها المربع والمثمن والدائري، وكانت المآذن الأولى شبيهة بالمنارات الرومانية، وعندما أراد المعماريون المسلمون بناء مآذن أكثر ارتفاعا ابتكروا المئذنة المتحورة، التي تبدأ في القاعدة بأدوار مربعة ثم تعلوها أدوار مثمنة ثم يعلو ذلك الأسطوانة الدائرية.
ولا يتوقف ثبات المئذنة العالية على تطور الأدوار وتدرجها في الصغر فحسب، ولكن أيضا على استعمال الحلزوني الذي يربط قلب المئذنة بجسمها الخارجي، وبذلك تبدو المئذنة وكأنها حلزوني طويل مجوف ثابت الأركان رغم طوله.

ولا تقتصر وظيفة المئذنة على النداء للصلاة، فكثير من المآذن كانت تبنى كمنارة في البحر أو البر ولو لم يكن تحتها مسجد، ومن أهم وظائفها استعمالها كملاقف للهواء لتبريد الساحات السفلية تحتها، وبعض المساجد يشتمل على مئذنتين، وبعضها كالمساجد التركية يحتوي على أربعة مآذن.

وتزدان المئذنة بزخارف إسلامية جذابة تزينها الآيات القرآنية، كما أن بعضها كالمآذن الفارسية يحلى بالزليخ (القيشاني) الذي يبرق تحت أشعة الشمس.

وهناك مآذن ذات شهرة خاصة لانفرادها في التصميم المعماري، من ذلك مئذنة ابن طولون ذات السلم الحلزوني الخارجي، وقد بينت على طراز مئذنة (سُرَّ مَنْ رَأَى)، ومئذنة جامع الناصرية ذات الشعبتين، ومئذنة جامع ابن سنان في دمشق المكسية بالزخرف الزنجاري، والمئذنة المتحركة في أصفهان، وهي عبارة عن كتلة حجرية واحدة مجوفة من الداخل ويمكن لمن يصعد فيها أن يهزها في كل اتجاه دون أن تسقط بـه.. Ball and Socket.
ومئذنة مسجد اللقلاقة في سمرقند، وهي مئذنة متحركة تُرْبَط من أسفلها بمئذنة أخرى، فإذا حركت الأولى تحركت الثانية، وهكذا وجد المعماريون المسلمون في المآذن فرصة للإبداع الفني الذي يعبرون من خلاله عن مشاعرهم نحو عظمة الخالق وإبداعه في خلقه.

القصور والبيوت:

كان عرب الجاهلية وصدر الإسلام سكان خيام، وكانت بيوتهم تتسم بالبساطة والبدائية، ومع اتساع الفتوح والاستقرار في بلاد الخضرة والماء ومع الرخاء الزائد ابتدءوا في بناء القصور الفاخرة، وللبيت العربي عمارته المميزة وأقسامه الثابتة رغم اختلاف العصور والبلدان، فإنه ينقسم في تأسيسه إلى ثلاثة أقسام رئيسية: قسم خارجي ويسمى (الحواصل)، وفيه مركز الحرس والسائس والخيل والعربات، وقسم أوسط ويتضمن القاعات المهمة للاستقبال والجلوس والطعام، والقسم الثالث وفيه غرف النوم وقاعات الحريم.

وأغلب البيوت العربية ذات واجهات صماء خالية من النوافذ الخارجية، بحيث لا يتبين المُشاهد روعة العمارة والزخرف إلا بعد أن يدخل صحن البيت، حيث تواجهه ساحة مفتوحة للسماء تتوسطها فسقية كبيرة يتدفق إليها الماء من نوافير على أشكال حيوانية، ويحيط بالبِرْكة أشجار الليمون والبرتقال والفل والياسمين بعطورها الفواحة، ويحيط بهذه الساحة غرف البيت من كل جانب، وغالبا ما تكون من دورين أو ثلاثة أدوار، وترتفع جدران الغرف إلى أكثر من خمسة أمتار.

وتطل الغرف على الساحة من خلال مشربيات من الخشب المزخرف المطعم بالعاج، ولها نوافذ تسمى بالشمسيات والقمريات، وقد بلغ عدد الغرف في بعض قصور بني أمية ما يزيد عن الثلاثمائة غرفة، وأهم غرف القصر هو الإيوان، ويبلغ ارتفاعه ضعفي ارتفاع الغرف العادية وفي سقفه قبة دائرية، وفي كل قصر أيضا قاعات صيفية في الجهة الشمالية تُبرَّد بالنوافير المائية وملاقف الهواء.

وقد وجد في هذه القصور ملاعب وساحات ومخازن تسمى بالخزائن، منها خزائن الكتب، وكان في قصور الفاطميين أربعون غرفة، ثم خزائن الكسوات الصيفية، وخزائن الجواهر والطيب، ثم خزائن الأشربة - أي الأدوية.

وكانت القصور تزخر بالفن المعماري والزخرف الإسلامي الذي يشمل الأرض والحوائط والسقوف، وتحلَّى بآيات قرآنية تزين جدران البيت من الداخل والخارج، وأغلبها يُذَكِّر أصحابه بالتواضع لله والشكر له على نعمائه.

مرافق الخدمات العامة:

عملا بأوامر الإسلام التي تحث على إيصال الخدمة العامة وتيسيرها للرعية، والمساواة بين الغني والفقير في حق الرعاية، فقد اهتم الحكام المسلمون بمؤسسات الخدمة العامة اهتماما كبيرا وخاصة المستشفيات والاستراحات والمطاعم الشعبية والحمامات الشعبية، فكانت تلك المرافق أشبه بقصور الأثرياء من حيث الفخامة المعمارية والزخرف الإسلامي.

وقد بنى الخلفاء الاستراحات الفاخرة لحجاج بيت الله على طول الطريق من أي بلد إسلامي حتى مكة، وفي الاستراحة مطعم شعبي بالمجان وحمام وغرف للمبيت، وكان بعض الخلفاء مثل هارون الرشيد يتخفى في زي تاجر ويأكل مع الشعب في المطعم ليرى نوع الخدمة بنفسه.

وتتجلى التقنية الإسلامية في الحمامات، فالمسلمون أول من أنشأ في مدينتهم شبكة مياه في مواسير من المعدن توصل الماء بانتظام إلى الحمامات الشعبية وإلى البيوت، وفي الحمامات غرف للبخار (السونا)، وغرف للعلاج الطبيعي (التدليك).

الرباطات والقلاع والحصون:

من الأشياء اللافتة للنظر أن المسلمين لم يهتموا كثيرا بعمارة القلاع التي استولوا عليها من الرومان في الشام ومصر وإفريقيا، ولم يهتم المسلمون بسكناها أو تعميرها، والسبب في ذلك أن المسلمين لم يكونوا في البلاد المفتوحة كغزاة أو مستعمرين أو حكام غرباء حتى يتحصنوا من أهلها، وتحضرنا هنا كلمة للخليفة عمر بن عبد العزيز عندما طلب أحد الولاة منه أن يبني حصنا في الولاية لحمايتها فقال له: "حصنها بالعدل، وكفي بالعدل حصنا".

من الأشياء اللافتة للنظر أن المسلمين لم يهتموا كثيرا بعمارة القلاع التي استولوا عليها من الرومان في الشام ومصر وإفريقيا، ولم يهتم المسلمون بسكناها أو تعميرها، والسبب في ذلك أن المسلمين لم يكونوا في البلاد المفتوحة كغزاة أو مستعمرين أو حكام غرباء حتى يتحصنوا من أهلها، وتحضرنا هنا كلمة للخليفة عمر بن عبد العزيز عندما طلب أحد الولاة منه أن يبني حصنا في الولاية لحمايتها فقال له: "حصنها بالعدل، وكفي بالعدل حصنا".

في هذا السياق سوف نتطرق إلى مراحل تطور فن العمارة الإسلامية في مصر، كمثال يمثل العمارة الإسلامية عبر العصور، ونبين خصائص كل عصر على حدة:

عصر الخلفاء الراشدين وما قبل العصر الطولوني:

عدا الزمن في هذه الحقبة على آثار مصر، فعبثت يد الدهر بالفسطاط - أولى مدن المسلمين بمصر - فتركتها أطلالا، كما حدث ذلك في مدينة العسكر التي أسسها العباسيون سنة (133هـ/750 م)، وقد امتدت إلى جامع عمرو بن العاص يد التغيير والتوسيع حتى فقد كل معالمه الأولى ولم يبقَ إلا المكان الذي أُنشيءَ عليه، غير أنه قد حدث به ظاهرتان معماريتان على جانب عظيم من الأهمية:

الأولى: هي الصوامع الأربع التي أمر معاوية رضي الله عنه - أول خلفاء بني أمية - واليه على مصر (مسلمة بن مخلد) بإنشائها بأركان الجامع سنة (53 هـ/672 - 673م) على نمط الأبراج التي كانت بأركان المعبد القديم بدمشق، وكانت هذه الصوامع - في الواقع - نواة للمآذن التي أُنشئت بمصر بعد ذلك، والتي نرى الكثير منها الآن وقد تطورت تصميماتها وتنوعت أشكالها.

والظاهرة الثانية: هي المحراب المجوف الذي أحدثه به قرة بن شريك - والى مصر من قِبَلِ الوليد بن عبد الملك - في سنة (93هـ/712م) مقتديا في ذلك بالمحراب المجوف الذي أحدثه عمر بن عبد العزيز بمسجد المدينة في سنة (88هـ/706 - 707م).

العصر الطولوني 254-292هـ/ 868-905م:

أسس أحمد بن طولون الدولة الطولونية بمصر سنة (254هـ/ 868م) بعد أن قضى زهرة شبابه في (سامراء) قريبا من موالد الفن العباسي، وقد أبقى لنا الزمن فيما أبقى من آثار هذه الدولة ذلك الجامع العظيم الذي يعتبر بفرط اتساعه وبساطة تخطيطه وروعة بنائه وجمال زخارفه، مفخرة ذلك العصر.

وهو وإن كان قد استمد عناصر زخارفه من زخارف سامراء، واقتبس منارته الأولى من منارة جامعها على ما يظن، إلا إنه قد أخذ عن جامع عمرو - الذي جُدِّدَ سنة (212 هجرية) - نظام وشكل الشبابيك المفتوحة بأعلى واجهاتها الأربع..

ولم يدم حكم هذه الدولة لمصر طويلا؛ إذ سرعان ما استردت الخلافة العباسية مصر في سنة (292 هـ/905م) وانتقمت من الأسرة الطولونية، وأزالت كل معالمها، فركدت في مصر حركة الفنون والعمارة، حتى أننا لم نجد لها نهضة حينما استقل بها الأخاشدة من سنة (324 إلى سنة 358 هـ/935-969م).

العصر الفاطمي 358-567 هـ/ 969-1171م:

في أواخر أيام الدولة الإخشيدية كان الفاطميون يرنون بأبصارهم نحو مصر، يريدون أن يجعلوا منها مقرا لخلافة قوية فتية، ويأملون أن يكون لهم فيها شأن غير شأن العباسيين، وأن يتاح لمصر على أيديهم عهد حافل جديد، فما وافت سنة (358هـ/969م) حتى جاء جوهر الصقلي، قائد المعز لدين الله الفاطمي، رابع الخلفاء الفاطميين، وتم على يديه غزو مصر، واختط مدينة القاهرة، وأسس بها أول جامع لهم، وهو الجامع الأزهر.

وقد اقترن هذا العصر بعدة ظواهر معمارية، منها: استخدام الحجر المنحوت لأول مرة في واجهات المساجد بدل الطوب، ثم تزيين هذه الواجهات بالزخارف المنوعة المحفورة في الحجر، بعد أن كنا نشاهدها في جامع عمرو وجامع ابن طولون بسيطة عارية من الزخارف، وكانت القباب في ذلك العصر صغيرة وبسيطة، سواء من الداخل أو الخارج، وظهر تضليعها من الخارج لأول مرة في قبة السيدة عاتكة المنشأة في أوائل القرن السادس الهجري وأوائل الثاني عشر الميلادي.

وابتدأت أركان القبة تتطور نحو المقرنصات المتعددة الحطات، فبدأت بحطة واحدة، كما في جامع الحاكم، ثم بحطتين كما في قبة الشيخ يونس وقبتي الجعفري وعاتكة وغيرها، إلا أن فخر العمارة الفاطمية كان في الزخارف التي تستهوي النفوس بجمالها، وتنتزع الإعجاب بها، وبلغت الكتابة الكوفية المزخرفة والزخارف الجصية شأوا بعيدا في جمال عناصرها، وبديع تنسيقها، واختلاف تصميماتها، وكانت تحتل الصدارة في المحاريب، وتحلي إطارات العقود والنوافذ.

ولم تكن الزخارف الجصية وحدها هي المجال الذي أظهر فيه الصانع المصرى عبقريته، بل كانت الزخارف المحفورة في الخشب آية من آيات الفن الفاطمي الرائعات، فالأبواب والمنابر والمحاريب المتنقلة، والروابط الخشبية بين العقود، وما فيها من دقة في الحفر وإبداع في الزخرف والكتابة، تدل على مبلغ ما وصلت إليه النجارة في عصر الفاطميين من عظمة وازدهار.

الدولة الأيوبية 567-648هـ/1171-1250م:

استولى الأيوبيون على مصر سنة (567هـ/1171م)، وأسسوا بها أسرة حاكمة، وكان عهدهم منذ اللحظة الأولى عهد حروب طاحنة مع الصليبيين، فوجهوا جُلَّ اهتمامهم - من أجل ذلك - إلى إقامة الأبنية الحربية، فبنوا القلعة وأكملوا أسوار القاهرة، وكان اشتغالهم بهذه الحروب سببا في ندرة الأبنية الدينية التي خَلَّفوها لنا، وكان من أهم أغراضهم القضاء على المذهب الشيعي - مذهب الفاطميين - فأنشأوا لهذا الغرض المدارس وخصصوها لتدريس المذاهب الأربعة، ولم يبقَ من هذه المدارس سوى بقايا المدرسة الكاملية المنشأة سنة (622هـ/1225م)، وكانت مؤلفة من إيوانين متقابلين، وبقايا المدرسة الصالحية التي أنشأها الصالح نجم الدين الأيوبي سنة (640هـ/1242م)، والتي كانت مخصصة لتعليم المذاهب الأربعة، إلا أنها لم تكن ذات التخطيط المتعامد، بل كانت في الواقع عبارة عن مدرستين يشتمل كل منهما على إيوانين متقابلين أيضا.

وفي عصر الأيوبيين ابتدأ ظهور القباب الكبيرة، كما ابتدأ تطور المقرنصات في أركانها وتعدد حطاتها، ولم يُبقِ لنا الزمن سوى منارتين كاملتين من منارات ذلك العصر، وهما: منارة المدارس الصالحية، ومنارة زاوية الهنود، اللتان تعتبران نموذجين لطراز المآذن المنشأة في أواخر القرن السابع وأوائل القرن الثامن الهجري - أواخر القرن الثالث عشر وأوائل القرن الرابع عشر الميلادي.

وفي هذا العصر استمر ازدهار الزخارف الجصية ومثلها النجارة الدقيقة، وظهرت الكتابة النسخية، وسارت جنبا لجنب مع الكتابة الكوفية.

عصر المماليك 648-923هـ/1250-1517م:

عندما ولي الملك الصالح نجم الدين الأيوبي الحكم في أواخر الدولة الأيوبية أكثر من شراء المماليك الأتراك، وأسكنهم قلعة الروضة التي أنشأها بجزيرة الروضة سنة 638 هجرية، ولذلك سموا بالمماليك البحرية، وقربهم إليه وولاهم المناصب الكبيرة، ووصلوا إلى مرتبة الأمراء فعظم شأنهم وقوي نفوذهم، فما وافت سنة (648هـ/1250م) حتى ولي أحدهم - عز الدين أيبك التركمانى - مُلْكَ مصر.

ومنذ ذلك التاريخ بدأ حكم المماليك لمصر، واستمر إلى سنة (923هـ/1517م) أي 275 سنة، قضى منها المماليك البحرية 136 سنة من (648 إلى 784هـ/1250-1382م)، وأعقبهم المماليك الجراكسة الذين حكموا من سنة (784 إلى سنة 923هـ/1382-1517م) أي 139 سنة.

في هذا العصر الذي طال عهداه، تنافس سلاطين المماليك في إنشاء الجوامع والمدارس، وإقامة الأضرحة والأسبلة وبناء القصور والوكالات، وتجلت عظمة العصر المملوكي فيما أبدعوه من روائع المنشآت التي تبدو للناظر شامخة في غير تبرج، وتزهو بنفسها في غير خيلاء، في جمال غير متكلف يستثير إعجاب كل من يراه وينتزع ثناءه انتزاعا.

وفي هذا العصر استقر فن العمارة المصري، وأصبح ذا طابع خاص به له مقوماته وتقاليده، يتوارثها المعماريون والفنيون، تظهر واضحة في تخطيط المساجد وتصميم الواجهات، وفي المداخل الشاهقة بمقرنصاتها الجميلة، وتمشى مع هذا الاستقرار رقي دائم في صناعة الجص، وتنوع في زخارفه، يثبت ذلك ما نشاهده في أبنية النصف الثاني من القرن السابع الهجري - القرن الثالث عشر الميلادي - إلا أن الرخام انتزع من الجص مركز الصدارة، فصارت المحاريب وأسفال الجدارن الداخلية مكتسية بالرخام المتعدد الألوان، متفرد بتصميمات بديعة، يزيد في بهائها دقة الصناعة وتجانس الألوان.

وتبع كل ذلك تطور في أشغال النجارة وإبداع في تكوين زخارفها، فسارت أعمال التطعيم بالسن والآبنوس والزرنشان جنبا لجنب مع الأويمة الدقيقة في المنابر والأبواب والشبابيك، وخَطَتْ أعمال الخراطة خطوات واسعة كما تنوعت تصميمات الأسقف الخشبية، وزاد في روعتها ما حوته من نقوش جميلة مموهة بالذهب، هذا وتتجلى دقة صناعة التعدين في الأبواب المصفحة بالنحاس؛ فتظهر فيها براعة الحفر والتفريغ في النحاس إلى دقة التكفيت فيه.

وللعصر المملوكي أن يزهو على غيره من العصور بقبابه ومآذنه، فقد أخذت القباب تُبْنى بالحجر بدلا من الطوب، وأصبحت قواعدها تأخذ أشكالا مختلفة، كما ظهر القاشاني مُغلفًا ببعض رقابها، أما أسطحها الخارجية فقد تدرجت زخرفتها من تضليع إلى خطوط متعرجة ودالات متداخلة، ثم بلغت في عصر المماليك الجراكسة شأوًا عظيما، فازدانت بأشكال هندسية وأخرى زخرفية.

وسايرت المنارات القباب فنراها تعلو في الفضاء في تيهٍ وإعجاب، تطل على ما حولها في رشاقة ودلال، يسترعي الانتباه طابعها الخاص - وإن كان بعضها قد خرج عنه - ويبهر الرائي رونقها وزخرفها، فالبعض كُسِيَتْ خوذته العليا بالقاشاني كما في خانقاه بيبرس الجاشنكير وجامع الناصر محمد بالقلعة، والبعض الآخر حليت دورته الوسطى بتلابيس من الرخام كما يشاهد في منارة مسجد برقوق ومنارة مسجد القاضي يحيى، هذا وقد تنوعت زخارفها وكثرت في أواخر عصر المماليك الجراكسة.

وأنشئت في العصر المملوكي المدارس ذات التخطيط المتعامد، التي تتكون من صحن مكشوف تحيط به أربعة إيوانات متقابلة، وألحق بها أضرحة لمنشئيها، كما ألحق ببعضها الأسبلة والكتاتيب، وفي أواخر عصر المماليك الجراكسة، أخذت هذه المدارس تبنى بأحجام صغيرة بالنسبة لمثيلاتها المنشأة في عصر المماليك البحرية، وصارت أصحنها تغطى بأسقف خشبية بولغ في نقشها وزخرفتها، وقد أنشئت هذه المدارس في الأصل لتكون أماكن تدرس فيها المذاهب الإسلامية إلى جانب إقامة الشعائر الدينية، فكانت بذلك تجمع بين الغرضين، أما الآن فهي مستعملة كمساجد فقط لا يدرس فيها

بعد هذا العرض السابق، وبعد ظهور ما يمكن أن نسميه: نهضة عمرانية إسلامية خالصة، حيث بناء المدن الحديثة والمتكاملة، وحيث إنشاء المساجد والقصور، والبيمارستانات (المستشفيات) والمدارس وخزانات المياه.. فقد كانت هناك إضافات أخرى للعمارة الإسلامية، تمثلت في الوصول إلى استحداث عناصر وتقنيات ونظم لم تكن معروفة من قبل، وذلك مثل أشكال العقود والتيجان والقباب والمحاريب والمنارات والمآذن وغيرها، وفيما يلي سوف نتعرض لعدد من تقنيات العمارة الإسلامية للوقوف على أهميتها، والتعرف على إسهامات المسلمين في استحداثها وتطويرها

تقنية الصوتيات المعمارية:

يدين علم الصوتيات Acoustics بنشأته وإرساء أصوله المنهجية السليمة لعلماء المسلمين في عصر النهضة الإسلامية، وقد أفادوا من تطبيقاته في مجالات حيوية مختلفة، من بينها تطوير تقنية الهندسة الصوتية، واستخدامها فيما يعرف الآن باسم "تقنية الصوتيات المعمارية" فقد عرفوا أن الصوت ينعكس عن السطوح المقعرة ويتجمع في بؤرة محددة، شأنه في ذلك شأن الضوء الذي ينعكس عن سطح مرآة مقعرة.

وإذا أُجرِيَ حسابٌ دقيقٌ لهندسة السطوح المقعرة فإنه يصبح بالإمكان تسليط الأمواج الصوتية المنعكسة، وتركيزها في اتجاهات معينة بحيث تزيد من وضوح الصوت وشدته، أما إذا لم تراع الحسابات الدقيقة لأماكن السطوح المقعرة وأبعادها بالنسبة لأماكن إصدار الصوت واستقباله، فإنه ينتج عن ذلك "تشويش" لدى السامع.

وقد استخدم التقنيون المسلمون خاصية تركيز الصوت Focusing of sound في أغراض البناء والعمارة، وخاصة في المساجد الجامعة الكبيرة لنقل وتقوية صوت الخطيب والإمام في أيام الجمعة والأعياد، ومثال ذلك: مسجد أصفهان القديم، ومسجد العادلية في حلب، وبعض مساجد بغداد القديمة، حيث كان يصمم سقف المسجد وجدرانه على شكل سطوح مقعرة موزعة في زوايا المسجد وأركانه بطريقة دقيقة تضمن توزيع الصوت بانتظام على جميع الأرجاء.

وإن هذه المآثر الإسلامية الباقية حتى اليوم لخير شاهد على ريادة علماء الحضارة الإسلامية في تقنية الصوتيات الهندسية المعمارية، وذلك قبل أن يبدأ العالم المعروف "والاس ك سابين" حوالي عام 1900م في دراسة أسباب سوء الصفات الصوتية لقاعة محاضرات في جامعة "هارفارد" الأمريكية، وتتبع سلوك الخواص الصوتية للقاعات وحجرات غرف الموسيقى.

ولكي نقف على مدى أهمية تطوير المسلمين لتقنية الصوتيات المعمارية تكفي الإشارة إلى أن خاصية تركيز الصوت التي لفتوا الأنظار إلى فوائدها التطبيقية تستخدم في الحضارة المعاصرة كجزء أساسي من هندسة الصوتيات المعمارية، حيث تزود المسارح وقاعات الاحتفال الكبيرة بجدران خلفية مقعرة تعمل على ارتداد الصوت وزيادة وضوحه، ويمكن تحسين الحالة الصوتية في القاعات باستخدام ألواح من مواد ماصة للطاقة الصوتية مثل "الفلين" و "الجبس" ونسيج "الألياف الزجاجية" Fiber glass، وتوضع هذه الألواح في أماكن معينة على السقف والجدران بغرض تقليل دوي الصوت أو التخلص منه.

تقنية العقود والقباب:

تؤكد المراجع والدراسات التاريخية في مجال العمارة الإسلامية أن أول ما ظهر من عناصر وأشكال التقنيات الهندسية المعمارية عند المسلمين هو "العقد المنفوخ" الذي استخدم في المسجد الأموي بدمشق عام (87هـ / 706م)، وعمم استخدامه بعد ذلك بحيث أصبح عنصرا مميزا للعمارة الإسلامية، وخاصة في بلاد المغرب والأندلس، ثم اقتبسه البناة الأوربيون وأكثروا من استخدامه في بناء كنائسهم وأديرتهم.

كذلك طور المسلمون تقنية "العقود ثلاثية الفتحات"، والتي كان مصدرها فكرة هندسية بحتة قائمة على القسمة الحسابية، وهو ما استدل عليه الباحثون من رسم باق على جدار في أطلال مدينة "الزهراء" وانتشر استعمال هذا النوع من العقود في الكنائس الأسبانية والفرنسية والإيطالية.

وهناك أيضا تقنية العقود المفصصة، أو المقصوصة، وهي عقود قُصَّت حوافها الداخلية على هيئة سلسلة من أنصاف دوائر، أو على هيئة عقد من أنصاف فصوص، ولعل هذا العقد المفصص قد اشتق من شكل حافة المحارة، غير أنه اتخذ من العمارة الإسلامية المظهر الهندسي البحت، وأصبح فيها ابتكارا ظهر أول ما ظهر فيما تبقى من الآثار في أوائل القرن الثاني الهجري (الثامن الميلادي)، واتضحت معالمه الهندسية كاملة في بناء قبة المسجد الجامع بالقيروان في سنة (221هـ / 836م).

واحتفظ العقد المفصص بمظهره الهندسي في تطوره بعد ذلك بالرغم من تعدد أشكاله، ثم تشابكت العقود المفصصة في القرون التالية، وازداد عدد الفصوص، وتصاغرت وتداخلت فيها زهيرات ووريدات، وأصبح شكلها زخرفيا جذابا حليت به المآذن والمحاريب.

ومن المغرب والأندلس اشتقت العمارة المسيحية في أوربا أشكال العقود المفصصة لتزيين واجهات الكنائس، وظهرت فيها بمظهرين: المظهر الأول هندسي بحت، أي أن العقد يتكون من سلسلة من أنصاف دوائر، والمظهر الثاني نباتي، أي أن العقد يتكون من التفاف غصن في أنصاف دوائر تتتهي كل منها بزهيرة أو وريدة.

وإلى جانب هذه الأنواع من العقود ظهرت في العمارة الإسلامية أشكال أخرى منها: العقود المدببة والصماء والمنفرجة، وقد انتشر استخدامها في بلاد المشرق والمغرب على السواء، وتوجد أمثلة منها في العمارة الأوربية، فعلى سبيل المثال: انتقل العقد المنفرج إلى العمارة الإنجليزية، وعَمَّ استعماله في القرن السادس عشر الميلادي باسم "العقد التيودوري" Tudor arch بينما سبقت العمارة الإسلامية إلى استخدامه قبل ذلك بخمسة قرون في مساجد: الجيوشي والأقمر والأزهر بالقاهرة.

ولا تختلف أمثلة العقد التيودوري في إنجلترا مظهرا وعنصرا عن أمثلة العقود المنفرجة في القاهرة، وإن كانت أعمدتها هنالك رفيعة وأكثر طولا، وهذا أمر طبيعي أملاه التطور التقني في غضون خمسة قرون.

أما تقنية القباب فقد تطورت كثيرا في العمارة الإسلامية، واتخذ تصميمها الهندسي أشكالا مختلفة في قبة المحراب الجامع بالقيروان، ومسجد الزيتونة بتونس، والمسجد الجامع بقرطبة، وقد ظهرت آثار هذا التطور بوضوح في العمارة الأوربية خلال القرنين الحادي عشر والثاني عشر الميلاديين.

ويهتم الباحثون المعاصرون بدراسة الأساس العلمي للتصميمات الهندسية التي قامت عليها تقنية العقود والقباب بأشكالها المختلفة وزخارفها المتنوعة؛ وذلك لإظهار قيمتها الجمالية الفائقة من جهة، ولإرشاد المعنيين برعاية الآثار قبل الشروع في أعمال الترميم والصيانة وإعادة البناء والتركيب والزخرفة من جهة أخرى.

تقنية الزخارف المعمارية:

اتخذت هذه التقنية خصائص مميزة كان لها عظيم الأثر في إبراز المظهر الحضاري لنهضة المسلمين، وازدهرت بدرجة عالية سواء من حيث تصميمها وإخراجها، أو من حيث موضوعاتها وأساليبها، واستخدم التقنيون المسلمون خطوطا زخرفية رائعة المظهر والتكوين، وجعلوا من المجموعات الزخرفية نماذج انطلق فيها خيالهم إلى غير النهائي والتكرار والتجدد والتناوب والتشابك، وابتكروا المضلعات النجمية وأشكال التوريق، وأشكال التوشيح العربي الذي أطلق عليه الأوربيون "الأرابيسك" Arabesque ولا يزال هذا النسق العربي في الزخرفة يحظى بالاهتمام في بلدان عديدة منذ ظهر لأول مرة في الزخرفة الفاطمية، وفي مسجد الأزهر، في منتصف القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي).

وقد حذق أهل تقنية الزخارف المعمارية الإسلامية صنعة النحت المسطح والغائر على الخشب أو الحجارة أو الرخام، ومهروا في استخدام المواد الملونة، وإجادة النقوش، واحتل الخط الكوفي مكانة ممتازة بين الموضوعات والعناصر الزخرفية العربية.

واقتبس الأوربيون من كل ذلك ما تشهد به تيجان الأعمدة في كنائسهم أو عقود بواباتها، ولعل من أكثر الآثار الأوربية تعبيرا عن التأثيرات الإسلامية في العمارة والزخرفة المعمارية تلك المجموعة من الكنائس التي بنيت في مدينة "البوي" في وسط فرنسا في الربع الأول من القرن الثاني عشر الميلادي، فقد تجمعت في هذه المباني أمثلة عديدة من العقود المنفوخة والمفصصة وثلاثية الفتحات، لا تختلف عن نظائرها في العمارة الأندلسية، وظهر على واجهات هذه المباني وعقودها تناوب الألوان منظما بالشكل الذي يبدو عليه تماما في قبة مسجد الزيتونة بتونس، وفي عقود مسجد قرطبة.

وانتشرت في تلك الآثار مجموعة من التيجان الحجرية المنحوتة بالنحت الغائر على غرار منحوتات مدينة الزهراء، واتخذت هذه التيجان شكلا فريدا ظهر أول ما ظهر في مسجد قرطبة، ونجد فوق هذا كله خاتم العروبة والإسلام مطبوعا على إحدى بوابات كاتدرائية "البوي" ينطق بعبارة عربية مقروءة واضحة المعنى هي: "الملك لله".

ومن الجدير بالذكر أن جماليات العمارة الهندسية الإسلامية امتدت لتشمل القناطر المائية والجسور والقنوات، وكانت تقنياتها رائعة التخطيط والتنفيذ، تعطي الماء المار في القنوات والأنهار بُعدًا جماليا إضافيا عند المشاهدة.

وهذا يعنى أن العمارة الإسلامية وتقنياتها الهندسية والجمالية كانت مظاهر طبيعية لعصور الازدهار في حضارة الإسلام، أو امتدادا طبيعيا لهذه الحضارة العريقة، فعن علاقة الحضارة بالعمران يقول ابن خلدون في مقدمته: "إن الدولة والملك للعمران بمنزلة الصورة للمادة، وهو الشكل الحافظ لوجودها، وانفكاك أحدهما عن الآخر غير ممكن على ما قُرِّرَ في الحكمة، فالدولة دون العمران لا يمكن تصورها، والعمران دونها متعذر، فاختلال أحدهما يستلزم اختلال الآخر، كما أن عدم أحدهما يؤثر في عدم الآخر.

أثر عمارة المسلمين في الحضارة الغربية
في هذا الموضع بالذات يحضرنا ذلك الحدث الذي يحكي أن إمبراطور الرومان (إليون) عندما سمع أن المسلمين قد بنوا مسجدا في دمشق يعتبر أكبر معجزة معمارية في عصره لم يصدق ذلك، وشكل بعثة من المهندسين والمعماريين الرومان وقال لهم: "إن المسلمين قد غلبونا في حروب البر.. ثم غلبونا في حروب البحر، ولكن أن يستطيع رعاة الغنم وسكان الخيام أن يغلبونا في فن العمارة فهذا مالا أصدق به أبد.. فاذهبوا إلى دمشق وزوروا المسجد الأموي وأخبروني بحقيقة الأمر..!!"

وتقول الرواية: إن المعماريين الرومان عندما شاهدوا الرسوم التي وضعها المسلمون للمسجد لم يصدقوا أن هذه يمكن تنفيذها، فلما زاروا المسجد وقفوا عليه في ذهول أمام روعة الفن والعمارة.. وشهق رئيس المعماريين شهقة عالية كادت تصعد معها روحه، وتقول الروايات الإسلامية: إن هذا المسجد قد اعتُبِر في عصره المعجزة الخامسة؛ لأن المعجزات التي كانت معروفة في ذلك التاريخ والتي من صنع الإنسان كانت أربعة، وقد وضع حجر الأساس لهذا المسجد الخليفة الوليد بن عبد الملك سنة 86 هـ واستغرق البناء عشرين عاما في عهد أخيه سليمان ثم عمر بن عبد العزيز

وهذه القصة تعطي فكرة عما وصل إليه المسلمون في ذلك العصر المبكر من تاريخهم في فن العمارة، وكغيرها من بقية العلوم التطبيقية الأخرى فإن العمارة الإسلامية كان لها بالغ الأثر في الحضارة الغربية الحديثة، وقد تبدّى هذا الأثر أولا في أسباني، ثم انتقل منها إلى فرنس، ثم إلى سائر بلاد أوروبا، وبدأ هذا الأثر خصوصاً بعد أن احتل الأسبان طليطلة سنة 1085م، واستمر ينمو ويزداد كلما توغَّل الأسبان في عملية الاسترداد حتى أواخر القرن الخامس عشر.
وهنا ينقسم التأثير إلى قسمين: قسم يكاد يكون عربياً خالصاً، وهو الفن المدجَّن أو المعمار الذي قام بتشييده المدجنون، وهم العرب المسلمون الذين بقوا في البلاد التي استعادها الأسبان، وكان منهم بناءون مهرة استعان بهم حكام المقاطعات الأسبانية في تشييد الأبواب الكبرى للمدائن وفي تشييد القصور والكنائس والأديرة والقناطر وسائر أنواع المعمار.

والقسم الثاني: وهو الذي يعنينا خصوصاً هنا: التأثيرات الإسلامية في معمار ظل طابعه العام أوروبياً، وهو المعمار المعروف بالرومان.

وينقسم التأثير بدوره إلى قسمين: تأثير في التصميم المعماري، وتأثير في التزويق أو الزخرفة المعمارية، وإلى القسم الأول يرجع ظهور الأقبية ذوات التنوءات، والأبراج المستقلة ذوات القواعد المربعة أو على شكل مآذن، وإلى التأثير في الزخرفة يرجع استعمال الأقواس التي على شكل نعل الفرس، والأقواس ذوات الفصوص، والإطارات المستطيلة المحيطة بالأقواس، والحوامل البارزة ذوات التقاطيع، والفصوص المجوفة، والوحدات الزخرفية المستلهمة من فن الكتابة الكوفية.

وسرعان ما انتقلت هذه التأثيرات من المعمار الروماني الطراز في أسبانيا، إلى المعمار الروماني في فرنسا عن نفس الطريق الذي انتقلت به الموسيقى - أعني الوافدين من فرنسا إلى شنت يعقوب في شمال أسبانيا، ثم بحكم التجاور بين بلاد البشكونس "الباسك" في أسبانيا وفرنسا، وكذلك عن طريق الكنائس الكلونية.

والقوس المفصصة نجدها تنتشر في المعمار في غرب فرنسا، وتمتد حتى إقليم البورجوني، بفضل تأثير المعمار الذي أنشأه دير كلوني، وكانت هذه القوس أحياناً من ثلاثة فصوص، وأحياناً أخرى من أربعة، لكن لما كان انتقال هذا التأثير قد تم عن طريق المشاهدة، لا عن طريق البنائين أنفسهم، فإن رسم الأقواس المفصصة لم يكن بنفس الدقة والمهارة اللتين نجدهما في الأقواس المعمارية الإسلامية.

والإطار المستطيل المحيط بالأقواس نجده في إقليم البورجوني بفرنسا، خصوصاً في Cluny وشارلييه Charlieu وباريه لومونيال، ونرى أثر هذا الإطار المستطيل المحيط بالأقواس في غسقونية وبواتو، إذ نجد بوابات تنتشر فيها الزخرفة من الزوايا التي يحيط بها المستطيل. ثم إن المفاتيح المتبادلة المثناة اللون التي نجدها في الفن الروماني إنما ترجع في أصولها إلى المعمار الإسلامي، كما يتمثل خصوصاً في مسجد قرطبة.

هذا فيما يتصل بتصميم المعمار، أما في الزخرفة فالتأثير أقوى بكثير، وعلى رأسها الزخرفة الكوفية بجلال خطوطها وأناقتها؛ إن الخط الكوفي هو باعتراف كبار مؤرخي الفن أجمل خط عرفه الإنسان، لهذا كان تأثيره على الفنانين الأوروبيين عميقاً كل العمق، ومن ثم سرعان ما قَلَّدوه، ومن هنا نجد زخرفاتٍ كوفية في أبواب وواجهات كثير من الكنائس في أوروبا في العصر الوسيط، بل وأيضاً نجدها في زخرفة الأثاثات "الموبيليات" وخصوصاً في باب كنيسة بوي، وكانت العاصمة القديمة لمقاطعة فيليه بحوض اللوار الأعلى في غربي فرنسا، وكذلك في واجهات كثير من الكنائس الرومانية في غربي فرنسا، والغريب أننا نجد في هذه النقوش تحميدات إسلامية، نقلها الفنان الأوروبي المسيحي دون أن يتبين معناها!! وأحياناً أخرى نجد الفنان الأوروبي قد عبث بالحروف حتى أصبح من غير الممكن قراءتها لأنه لم يكن يفهم معناها، وكان يشكل فيها على هواه.

أما الحوامل البارزة ذوات التقاطيعModillons a copeaux وهي التي نجدها خصوصاً في جامع قرطبة الكبير، فإننا نعثر عليها في كثير من الأبنية ذات الطراز الروماني، وبخاصة في مقاطعة أوفرن في قلب فرنسا، لكن سرعان ما تطور بها الفنان الأوروبي وحورها تحويرات كثيراً ما باعدت بينها وبين أصلها في الفن الإسلامي الأندلسي.

والأقبية ذوات النواتيء - وقد انتشرت خصوصاً في قرطبة - نجدها في الكنائس الرومانية والكنائس القوطية في شمال أسبانيا، كما في كنيسة طوريس دل ريو وكنيسة سان ميان في أشقوبية، ومن الآراء التي لها وجاهتها القول بأن القبو ذا النتوء الذي انتشر في المعمار الأموي في الأندلس، قد أسهم في اختراع متقاطع الأوجيف، الشهير في الفن القوطي La Croisee d'ogives، لما هناك من صلة واضحة بين الأقبية ذوات النواتئ وبين متقاطع الأوجيف.

كذلك نجد أثر المعمار الإسلامي في تعدد ألوان الواجهات في بعض الكنائس، وخاصة في إقليم الأوفرن، وكان المعمار الإسلامي في قرطبة مولعاً بهذا اللون، خصوصاً عن طريق استخدام الأحجار والآجُر معاً في البناء، ونجده أيضاً في بعض تيجان الأعمدة الرومانية التي تختلف كثيراً عن الطراز الشائع، وهي في الواقع من تأثير الفن الأموي الأندلسي، كما هو مشاهد في بعض تيجان الأعمدة في سان جييم ودير سان خوان دي دويرو في سوريا بأسباني، وسان بدرو في الروضة بجنوب أسبانيا.

لقد أُثبِتَ تأثيرُ العمارة الإسلامية في العمارة والزخرفة الأوروبية وحتى في الخط الأوروبي، فالخط الكوفي كان له تأثير على الخطوط الأوروبية، وكذلك كان لشكل المئذنة تأثيره في شكل الأجراس في الكاتدرائيات الأوروبية، وهذا أثبته بعض الأوروبيين أنفسهم الذين أثبتوا وجود تأثيرات فنية ومعمارية إسلامية على الفن الأوروبي، بل إن الفن القوطي الأوروبي أساسه العقد المدبب في الفن الإسلامي الذي أُخِذَ عن الأقبية والقباب المروحية في الأندلس؛ فالتأثيرات الإسلامية موجودة حتى في المسكوكات الأوروبية والتصوير، فالفن التيموري له أثره في الفن القوطي الدولي، بل إن فن عصر النهضة الأوروبية نفسه كان متأثرا بالروح الإسلامية، فبعض رواد عصر النهضة الأوروبية نشأوا في بيئات إسلامية، مثل: نيقولا بيزانو الذي عاش في أواخر القرن الثالث عشر وأوائل القرن الرابع عشر الميلادي، وهو رائد فن النهضة الأوروبية، نشأ في بيئة إسلامية في مدينة بوليا وكانت جزءًا من مملكة صقلية وهي بيئة إسلامية.

والأوروبيون أنفسهم لا ينكرون أن فن النهضة تأثر بالحضارة الإسلامية خاصة من الناحية العلمية والأدبية، لكنهم لم يكونوا يتناولون التأثير الفني رغم أن النهضة الأوروبية أساسها فني وقامت بفضل الفنانين الكبار مثل: ليوناردو دافنشي ومايكل أنجلو وروفائيل سانزيو وغيرهم.

معماريو المسلمين

كان المعماري في الإسلام يطلق عليه المهندس أو الحاسب، أما رئيس المعماريين فيلقب بالأستاذ أو الشيخ أو المعلم تقديراً واحتراما، وكان المعماريون كالأطباء يدرسون في الجامعات مثل جامعة (بيت الحكمة) التي أنشئت في بغداد سنة 830م أما مواد الدراسة فتشمل: الرياضيات والحساب والجبر وعلم الحيل (أي الميكانيكا) والرسم إلى جانب العمارة والهندسة، هذا إلى جانب العلوم الطبيعية كالفلك والطبيعة والعلوم النظرية كالدين والحكمة..

وهذا الإلمام الشامل بالعلم قد ظهر أثره واضحا في المباني والآثار الخالدة التي طبقوا فيها الكثير من العلوم كالضوء والتهوية، وكان المعماري يضع تصميما للمبنى على لوحة من الجلد.. وبعد اكتشاف الورق استعملوا ورقا هندسيا عليه مربعات، وهذه طائفة من أبرز معماري المسلمين:

ابن الهيثم:

من أعظم المعماريين المسلمين عالم الفلك والبصريات ابن الهيثم، الذي كان أول من وضع فكرة السد العالي على النيل في أسوان سنة 1000م، وقد كلفه الخليفة الحاكم بأمر الله الفاطمي بتنفيذه، ووضع تحت أمره السفن وفريقا من المهندسين والفنيين وذهب إلى الموقع الذي اقترحه على النيل حيث أمضى شهوراً في دراسات على الطبيعة، ولكنه وجد أن مثل هذا السد الهائل يحتاج إلى إمكانيات تفوق تكنولوجيا وإمكانيات عصره فعدل عن تنفيذها، ثم نفذت سنة 1961 م أي بعده بتسعة قرون (7).

سنان باشا:

وُلِدَ المعماري سنان باشا في عام 1489م في إحدى قرى الأناضول التركي من عائلة مسيحية، ولأن طموحه كان عاليا جدا فقد التحق بالجيش العثماني، ليحصل على فرصة للتعليم والحصول على وظيفة كبيرة في الدولة، وشارك في الغزوات الحربية التي قام بها السلطان بايزيد الثاني، وتدرّج في عدة وظائف عسكرية خلال حكم السلطان سليم الأول (1512-1520م)، وقد توفي في عام 1580م.

ويُعد سنان باشا أبرز وأشهر البنائين المسلمين في القرن السادس عشر الميلادي، سواء في الدولة العثمانية أو على مستوى العالم الإسلامي؛ فقد تميّزت أعماله البنائية والمعمارية بالكثرة والقوة والمتانة والضخامة المصحوبة أيضا بمظاهر من الجمال والرّوعة، ومن ثم فقد أطلق عليه الأتراك لقب "أبو العمارة التركية".

ولقد كان من أهم أعماله المعمارية جوامع: الفاتح، ونور عثمانية، وشَهرزاده (إستانبول)، والسليمية (أدرنة)، وجامع خسرويه /1545م-953هـ (مدينة حلب السورية).. وقد نالت هذه الأعمال الثناء الكبير والمديح العظيم من الناس وخاصة المتخصصين في فن العمارة والبناء.

وإن مجموعة السليمانية لتعد أبرز أعماله المعمارية على الإطلاق، والتي كانت تشمل - بالإضافة إلى المسجد - دارًا لتعليم الحديث، وداراً للشِفاء، وحماماً، وداراً لرعاية وإطعام الفقراء، وست مدارس دينية وتعليمية، ومجموعة من الدكاكين والمحلات التجارية، وجامعا وسبيلا للماء ومقبرة لحرم السلطان (روكسلانا الروسية) زوجة السلطان سليمان القانوني، والكلية مقامة على مساحة من الأراضي تقارب 60 دونمًا (الدونم يعادل ألف متر مربع) على شكل مستطيل.

هذا وقد حفظ لنا التاريخ أسماء الكثير من كبار المهندسين منقوشة على المنشآت الفخمة، فمن ذلك: (ثابت) مهندس قصر الحير في سوريا (القرن 8م)، وهناك أيضا (علي بن جعفر) مهندس قصر الزهراء في قرطبة، والمهندس (فتح الدين) الذي أنشأ جامع الزيتونة سنة 804م وغيرهم كثيرون (8).

معماريو المسلمين في العصر الحديث:

استكمالا للمسيرة وإتماما للعطاء، فهناك علماء مسلمون معاصرون أفذاذ، لهم باع ليس بالهين في فن العمارة، والذي هو امتداد لسبق الأجداد وحضارتهم، فكان من أشهرهم: حسن فتحي وعبد الباقي إبراهيم من مصر، ومحمد مكية ورفعت الجادرجي من العراق، وسباشبر من الكويت... وهذه نبذة تنوه ببعضهم وبعض أعمالهم:

حسن فتحي.. سيد البنَّائين:

يقول الأديب جمال الغيطاني في تقديمه للطبعة العربية من كتاب "عمارة الفقراء": "أصبح فكر سيد البنائين المصريين حسن فتحي مِلكًا للإنسانية كلها، أفكاره المعمارية تتجسد في مصر وأمريكا وأوروبا وآسيا.. إنها ليست مجرد أفكار هندسية.. ولكنه بحث أصيل ودؤوب في الشخصية والهوية والتراث المعماري والفكري والحضاري للشرق
وقد وُلِدَ المهندس حسن فتحي عام 1900م، وتخرج في "المهندسخانة" بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليًا)، وحصل على جائزة الدولة التشجيعية سنة 1959م، وجائزة الدولة التقديرية سنة 1969م، وتُوفي سنة 1989م دون أن يتزوج، لكنه أعطى حياته كلها لأفكاره.

وتكمن الأهمية الحقيقية لحسن فتحي في كونه مهندسًا له وجهة نظر خاصة مرتكزة على تراث أمته ومستفيدة في الوقت نفسه من إنجازات الآخرين، فالبناء عنده لم يكن مجرد جدران وسقف، بل كان حياة وحضارة، وتراثًا لم يمت، بل ما زالت روحه حية، وإعدادًا جيدًا لمستقبل متواصل مع هذا التراث تواصلاً جديًّا في غير انقطاع.

وكان من أهم ما ميَّز أعمال حسن فتحي أنه عمل على إخضاع علوم الهندسة والتكنولوجيا الحديثة لاقتصاديات الأهالي ذوي الدخول شديدة الانخفاض، بما يسمح بإيجاد مسكن يتفق مع هذه الدخول، وكذلك أيضا اهتمامه بمراعاة مناسبة البناء للمكان (وادٍ - صحراء - جبل) حتى لا يكون قبيحًا وغير متناسب مع البيئة، وهو يرفض أن يصبح الطابع الفرعوني أو القبطي أو البابلي أو الآشوري أو الإسلامي مجرد حلية زائفة في بناء معماري على النمط الغربي، وهو يعبر عن سعة أفقه وذكاء فهمه بقوله: "إن ثَمَّة عناصر قديمة بائدة في العمارة التقليدية لا تصلح اليوم، مقابل عناصر أخرى فعالة متطورة هي التي يجب استخلاصها وإثراؤها بوحي من مواد البناء المحلية".. فالفن المعماري عند حسن فتحي "ليس صيغة ثابتة لكل العصور، بل هو مرهون بالملامح والقوى والسمات السائدة، وبالظروف الخاصة دائمة التغير".

ولقد طبق حسن فتحي فلسفته المعمارية في قرية القرنة في البر الغربي - جنوب وادي النيل - في مواجهة الأقصر، وشرحها تفصيليًّا في كتابه "عمارة الفقراء" الذي نُشِرَ بعدة لغات أجنبية وأعطى حسن فتحي الشهرة العالمية، كما طبق أفكاره المعمارية أيضًا في قرية "مشربية" (9).

عبد الباقي إبراهيم:

يُعدّ من الرواد الأوائل للعمارة العربية، وقد أمد المكتبة بالعديد من المؤلفات في مختلف المجالات العمرانية، مرتكزا على المنهج الإسلامي في منظوره للعمارة والعمران، وقد أصبح مرجعا للدارسين والباحثين من كل الأرجاء، وهو ما أشار إليه الكثير من الكتب، والرسائل العلمية، والمجلات، والصحف العالمية.

ومنذ تخرج الدكتور عبد الباقي إبراهيم عام 1949م وهو يثري الحقل المعماري والعمراني بالعديد من الإنجازات في مجال التعليم والتأليف والنشر والممارسة المهنية والمشاركة الإيجابية في المؤتمرات والندوات في مصر والخارج داعيا إلي تأصيل الفكر المعماري من خلال الواقع الحضاري والبيئي للعالم الإسلامي والعربي، وخلال دراساته العليا في إنجلترا للحصول علي درجة الماجستير من جامعة ليفربول عام 1955م، والدكتوراه من جامعة نيوكاسل عام 1959م كانت القرية والفلاح نصب عينيه في دراساته وأبحاثه.

في بداية الستينات شاركَ المهندسَ حسن فتحي في لجان الإسكان الريفي بوزارة البحث العلمي واستمرت العلاقة وطيدة معه إلى أن أوصاه رحمه الله في أواخر عمره أمام زملائه بحمل رسالته الإنسانية من بعده في إسكان الفقراء.

وقد انتقل كخبير للأمم المتحدة في تخطيط مدينة الكويت (1968-1970م) وبعد ذلك عمل كبيرا لخبراء الأمم المتحدة للتخطيط العمراني بالمملكة العربية السعودية (1973-1979م) حيث تمكن من العمل علي إنشاء إدارات للتنمية والتخطيط العمراني بكل مدينة على أن يتولى إدارتها والعمل بها أبناء المملكة، وأن يقتصر عطاء الخبرات الأجنبية علي الجانب التنظيمي والفني بها.
وفي نفس الفترة تمكن من وضع صيغة بديلة لتخطيط المجاورة السكنية مستنبطة من التراث الحضاري للمدينة الإسلامية.

وخلال السنة النهائية لعمله في الأمم المتحدة وضع تصورا للمجالات المختلفة التي يمكن أن يواصل العمل بها؛ فكان افتتاح مركز الدراسات التخطيطية والمهارية عام 1980م خير معبر عن أفكاره واتجاهاته، وأصدر مجلة (عالم البناء) الشهرية، وقام بتنظيم دورات شهرية في مختلف المجالات التخطيطية بالمركز بالإضافة إلى مجال التأليف والنشر والدعوة إلي أمسيات معمارية شهرية، بحيث تتجه كل هذه المجالات إلي بناء الفكر المحلي النابع من الشخصية العربية والإسلامية، فأنشأ جمعية (إحياء التراث التخطيطي والمعماري)، وأخذ المركز مكانته العلمية والمهنية في مصر والعالم العربي، بل وفي عديد من دول العالم، كما بدأت الممارسات المهنية للمركز تتجه نحو تأصيل القيم الإسلامية في التخطيط والعمارة.

وبينما أتاحت له الظروف مقابلة "لوكربوزييه" من باريس، و"رودجرز" و "ألبيني" من إيطاليا و "كاتزوتنج" من اليابان و "لزلي مالاتن" و "سمثن" و "فرادرك يرد" و "مالاشال جونسون" من بريطانيا و "لوي كان" من أمريكا وغيرهم من معماريي ومخططي الغرب، كانت اللقاءات متواصلة مع معماريي الشرق من أمثال: حسن فتحي في مصر، و محمد مكية ورفعي الجادرجي من العراق، وراسم بدران من الأردن، وعلي الشعيبي من السعودية، و عبد الحليم إبراهيم من مصر وغيرهم كثيرون.

وقد عارض استناد معظم المعماريين المسلمين في كتاباتهم إلي المرجعية الغربية فيما يخص الفكر والنظرية وكأن ليس لهم تاريخ حضاري طويل يضرب بجذوره في عمق التاريخ، وقد بدأ مشواره في البحث عن الذات وتحقيق المنهج الإسلامي في العمران المعاصر، وظهرت مبادئه واضحة جلية في تصميمه المسكن الخاص له في إطار عمارة سكنية بمصر الجديدة تعكس المقومات الحضارية والإسلامية في العمارة عام 1967م. وقد استخلص وصمم وحدة الجوار في المدينة الإسلامية التي تطبق فيها المباديء الإسلامية في العمران، والمعايير التخطيطية لمتطلبات المجتمع الإسلامي من خدمات رئيسية وفرعية تنمو فيه وحدات الجوار في إطار النمو العضوي للكائن الحي كما تنمو الشجرة متكاملة بكل أغصانه، وقد ألف كتابا بهذا المضمون وهو كتاب (المنظور الإسلامي للتنمية العمرانية).

ومن أعماله الرائدة مشروع إسكان الفقراء الذي يشتمل على توفير الوحدات السكنية المناسبة مع الخدمات اللازمة لها للفقراء، كما يشمل التأهيل الاجتماعي للسكان مع توفير فرص العمل لهم في المجالات الحرفية والخدمية، وذلك من خلال جمعية أنشأها لهذا الغرض وهي "الجمعية المركزية لإيواء المحتاجين" وقد سجلت في وزارة الشئون الاجتماعية عام 1996م.

وقد شغل الدكتور عبد الباقي إبراهيم العديد من المناصب الأكاديمية فكان رئيسا لقسم الهندسة المعمارية بجامعة عين شمس 1983-1986م، كما كان عضوا باللجنة الاستشارية بنقابة المهندسين وعضوا باللجنة الاستشارية العليا بوزارة الإسكان، كما شغل العديد من عضويات اللجان و المنظمات المهنية مما يصعب حصره.

وقد حصل علي العديد من الجوائز العلمية منها: جائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي في مجال العمارة الإسلامية (ديسمبر 1992م) - نوط الامتياز من الطبقة الأولى من رئيس جمهورية مصر العربية (يوليو 1991م) - جائزة الدولة التشجيعية للعمارة (1989م) - جائزة المعماري العربي من منظمة المدن العربية (1988م) - جائزة أحسن مؤلف معماري عن كتاب "بناء الفكر المعماري والعملية التصميمية " من نقابة المهندسين المصرية.. وغيرها الكثير.

أما عن المؤلفات العلمية فله أربعة عشر مؤلفا رائدًا يحوي خلاصة فكرة وخبرته، كما حضر كمشارك ومحاضر في العديد من الندوات والمؤتمرات المحلية والدولية على امتداد أكثر من أربعين عامًا من عطائه الفكري الخلاق. كما كان - رحمة الله - غزير الإنتاج في نشاطه العلمي والمهني والمعماري؛ فعمل كاستشاري في العديد من المنظمات الدولية والبلديات العربية بالإضافة إلي عمله في مركز الدراسات التخطيطية والمعمارية حيث شهد فيه قمة عطائه ونجاحاته المهنية حيث تم إنتاج قائمة طويلة من الأعمال المعمارية القَيِّمة التي نُفِّذَت بمصر والدول العربية التي تشهد بعظمة إبداعه وعُمْق أفكاره.

وقد انتقل إلي رحمة الله في أكتوبر عام 2000م تاركا وراءه تلاميذه و محبيه، ومَعينًا لا ينضب من إنتاجه المعماري والتخطيطي والفكري (10).

تعليق بعض المنصفين من الغربيين:

على الرغم من الهجمة الوحشية التي يشنها كثير ممن لا يروق لهم تقدم المسلمين في أي مجال، إلا أن عدداً من المنصفين في الغرب لا زالوا يذكرون الحقائق ويؤكدون على سبق المسلمين وفضل حضارتهم، خاصة هنا في فن العمارة.

يقول ريسون: " إن استبحار عمران العرب مع سرعة انتشار سلطتهم في المعمور عرّفنا إلى مكانة المدينة العربية، فكانت هذه الحضارة الباهرة في القرون الوسطى مزيجًا من المدينة البيزنطية والفارسية، وقد تم هذا المزيج المدني بأمرين: عشق العرب التجارة وغرامهم بالتعمير، وأصبحوا لذكائهم الوقاد ولما غرس فيهم من حب الإطلاع على كل شيء يخوضون غمار العلوم الطبيعية والرياضية، ولهم المنة على جميع الأمم بأرقامهم العربية وباستنباطهم فن الجبر والمقابلة وتهذيبهم الهندسة" (11).

مصادر البحث

(1) موقع إسلام ست.
(2) موقع كنانة.
(3) موقع إسلام ست.
(4) موقع الأزهر.
(5) انظر أحمد فؤاد باشا: التراث العلمي الإسلامي شيء من الماضي أم زاد للآتي؟ ص39 – 47.
(6) موقع إسلام إست.
(7) المصدر السابق.
(8) موقع إسلام أون لاين، وموقع إسلام إست.
(9) موقع إسلام أون لاين.
(10) محمد كرد علي: الإسلام والحضارة العربية، ص231.
https://www.qadeem.com/vb/showthread.php?t=15812









رد مع اقتباس
قديم 2012-04-04, 22:11   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
bxman303
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي طلب

الثورة الديمقراطية في العالم العربي من فضلكم شكرا










رد مع اقتباس
قديم 2012-04-14, 12:49   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bxman303 مشاهدة المشاركة
الثورة الديمقراطية في العالم العربي من فضلكم شكرا
زمة الديمقراطية وتحدياتها في العالم العربي...
الدكتور عبدالله تركماني
تشهد بدايات الألفية الثالثة اتجاها متزايدا نحو الديمقراطية على المستوى العالمي، مما يمكن وصفه بأنه موجه ثالثة من الديمقراطية، حيث حدث انتقال نحو التعددية السياسية في العديد من الدول في عالم الجنوب . فأين العالم العربي من هذه التحولات ؟ وما هي أبرز التحديات التي تواجه الديمقراطية فيه ؟ .
بداية نقول : إنّ الديمقراطية المعاصرة اليوم أكثر تواضعا مما يعتقده البعض حولها أو ينسبه إليها أو يطالبها به . إنها منهج لاتخاذ القرارات العامة من قبل الملزمين بها، وهي منهج ضرورة يقتضيه التعايش السلمي بين أفراد المجتمع وجماعاته، منهج يقوم على مبادئ ومؤسسات تمكّن الجماعة السياسية من إدارة أوجه الاختلاف في الآراء وتباين المصالح بشكل سلمي . وتمكّن الدولة، بالتالي، من السيطرة على مصادر العنف ومواجهة أسباب الفتن والحروب الأهلية . وتصل الديمقراطية المعاصرة إلى ذلك من خلال تقييد الممارسة الديمقراطية بدستور يراعي الشروط التي تتراضى عليها القوى الفاعلة في المجتمع، وتؤسس عليها الجماعة السياسية أكثرية كافية . وقد تمكنت الديمقراطية المعاصرة من ذلك عندما حررت منهجها في الحكم من الجمود، فتأصلت في مجتمعات مختلفة، من حيث الدين والتاريخ والثقافة .
أما في عالمنا العربي فما زالت بعض حكوماته تركز على الخصوصية لرفض الأطر الديمقراطية، تحت ذريعة أنها تنبع من ظروف غير ظروفنا وتراثنا . وكان من نتيجة ذلك : الإحباط، اليأس، الفقر، المديونية، البطالة، أزمة هوية وانتماء، نزعات طائفية وإثنية، أنظمة وعلاقات عشائرية وقبلية، أزمة في علاقة المجتمع بالسلطة، وأزمة داخل المجتمع محورها غياب مفهوم المواطنة، وأزمة داخل الحكومات محورها غياب المشروعية، أزمة مثقفين وثقافة .
لهذا، يبدو العالم العربي عالما متفككا، يجد نفسه أسير معادلات سياسية مستحيلة، إذ أنّ الإدراك السياسي لحكامه والجزء الأكبر من معارضيهم يبدو مقتصرا على الإدانة الخطابية للمؤامرات الخارجية . ولهذا ـ أساسا ـ أمكن للولايات المتحدة الأمريكية أن تحتل العراق كما أمكن لإسرائيل أن تستفرد بالشعب العربي الفلسطيني .
إنّ إعادة بناء مفهوم الدولة داخل الفكر السياسي العربي المعاصر، منظورا إليها من زاوية كونها حقلا يعكس تناقضات البنية الاجتماعية وتوازنات القوى فيها، ستسمح بإعادة تمثّل مسألة الديمقراطية والنضال الديمقراطي، كما ستخرج الحركات التقدمية من عزلتها وستدفعها إلى الخروج بالعمل السياسي من دوائره المغلقة إلى الدائرة الجماهيرية الأوسع، وستنقذ التفكير السياسي من مصطلحات القاموس العسكري، كما ستقلص من مظاهر ممارسة السياسة بمنطق الحرب .
إنّ التعددية وحق الاختلاف ليسا غاية في حد ذاتهما، وإنما هما الأساس اللازم لتأصيل الفكرة الديمقراطية في تربتنا العربية، بهدف الاتفاق الجماعي على أولويات المشكلات الداخلية التي تعوق تطور أقطارنا والتحديات الخارجية التي تواجه أمتنا العربية، ومن ثم طرح الحلول الواقعية المتفق عليها من قبل القوى والتيارات الفاعلة التي تقبل الإطار التعددي .
وتكتسب الدعوة إلى التعددية وحق الاختلاف أهميتها مما تشهده بعض أقطارنا العربية من انقسامات عمودية تهدد وحدتها وتسهل لأعداء الأمة تمرير مخططاتهم التقسيمية على أسس ما قبل وطنية . إنّ إدارة التعددية الفكرية والسياسية بشكل حضاري، بما تفرضه من قيام مؤسسات تشريعية وتنفيذية وقضائية مستقلة، وبما تفرضه من علاقة المواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات، تحمل بين طياتها إغناء لوحدة مكوّنات الدولة . ولذا، فإنه ليس من قبيل الترف الفكري الدعوة إلى ضرورة تطوير نسق عربي ديمقراطي مؤسس على مشروعية التعددية وحق الاختلاف، مما يتطلب :
أولا، وفاقا بين السلطات القائمة في أقطارنا العربية وبنى المجتمع المدني لصياغة حل انتقالي تدريجي نحو الديمقراطية، بحيث تتم دمقرطة هياكل السلطة وبنى المجتمع المدني في آن واحد، ضمن إطار توافق على مضمونه ومراحله مجموع القوى والتيارات السياسية والفكرية الأساسية . ويبدو واضحا أنّ نجاح هذا المسار مرهون بمدى استعداد السلطات العربية لترشيد بنائها على أسس عقلانية وديمقراطية .
وثانيا، استحضار الخريطة الاجتماعية العربية للتعرف على مدى قدرة المجتمعات العربية على استيعاب القيم الديمقراطية وفسح المجال أمام مؤسسات المجتمع المدني . وذلك لأنّ أغلبية النخب السياسية العربية تخشى الديمقراطية الحقيقية، وتتخوف من نتائجها، بسبب كون علاقاتها بجسم هذه المجتمعات لا تمر عبر قنوات ومنظمات المجتمع المدني التي تجعل في الإمكان احترام قواعد الممارسة الديمقراطية .
وثالثا، إنّ الديمقراطية عملية مستمرة، تتضمن معاني التعلم والتدريب والتراكم، ولذلك فإنّ أفضل طريق لتدعيم الديمقراطية هو ممارسة المزيد من الديمقراطية . كما أنها ليست عملية قائمة بذاتها، بل لها متطلباتها وشروطها الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والقانونية والمؤسسية . ولذلك فإنّ العبرة ليست بتحقيق التحوّل الديمقراطي فحسب، ولكن توفير ضمانات استمراره وعدم التراجع عنه . وذلك بتجذيره في البنى السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية للمجتمع . كما أنّ الديمقراطية ليست نظاما بلا أخطاء أو بلا مشكلات، بل لها مشكلاتها حتى في الديمقراطيات العريقة، وهنا تبرز أهمية القدرة على تطوير أساليب وآليات فعالة لتصحيح مسارات التطور الديمقراطي . وبغض النظر عن المعاني المتعددة لمفهوم الديمقراطية، فإنّ المفهوم يدور بصفة أساسية حول ثلاثة أبعاد رئيسية : توفير ضمانات احترام حقوق الإنسان، واحترام مبدأ تداول السلطة طبقا للإرادة الشعبية، والقبول بالتعدد السياسي والفكري .
وهكذا، ليس أمام العرب إذا أرادوا التعاطي المجدي مع التحديات المطروحة عليهم وتفعيل دورهم خلال القرن الحادي والعشرين إلا أن يفعّلوا المجتمع المدني وأنشطته ومؤسساته واحترام استقلاليته، بما يؤدي إلى الاعتراف بحقوق الإنسان وإلغاء القطيعة والعدائية بين السلطة والناس . وإطلاق حرية التفكير والنظر العقلاني النقدي ورفض تكفير المثقفين والمفكرين، وتقبل الرأي الآخر .


تونس 19/8/2004 الدكتور عبدالله تركماني
كاتب وباحث سوري مقيم في تونس

https://hem.bredband.net/cdpps/s331.htm









رد مع اقتباس
قديم 2012-04-14, 12:51   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bxman303 مشاهدة المشاركة
الثورة الديمقراطية في العالم العربي من فضلكم شكرا
الثورة في العالم العربي كنتاج لفشل الديمقراطية الأبوية والموجهة
إبراهيم أبراشالسند : 25 - 03 - 2011
مقدمة
كسريان النار في الهشيم سيطر خطاب الثورة على الخطاب والعقل السياسي العربي مغيبا كل الخطابات الأخرى حتى الخطاب الإسلامي ،خلال شهر واحد اهتزت عروش الملوك وعروش الرؤساء العرب– في العالم العربي زالت الفوارق بين الملك والرئيس - نتيجة الثورتان المجيدتان في تونس ومصر. لا شك أن خطاب الثورة كان من المفردات السياسية التي ملأت فضاء الخطاب السياسي العربي و دول العالم
الثالث خلال العقود الثلاثة الموالية للاستقلال بل و قبل الاستقلال حيث كانت تطلق على حركة الشعوب في مواجهة الاحتلال لأن كل حركة تحرر وطني تعتبر ثورة ،إلا أن مفردة الثورة.
أخرجت من ماهيتها ومن دلالتها اللغوية والاصطلاحية العلمية بحيث أخذت معان سسيولوجية وسياسية تبشيرية حينا وشعارا يوظفه كل شخص أو حزب يطمح بالسلطة أو قادر على تهييج الجماهير حينا آخر، أيضا تداخل مفهوم الثورة مع الانقلاب العسكري و مع الحرب الأهلية والفوضى والاحتجاجات والانتفاضات الشعبية المطلبية الخ .
لم يشهد العالم العربي ما بعد الاستقلال – باستثناء الحالة الفلسطينية - حراكا شعبيا واسعا لدرجة يجوز فيها توصيفه بالثورة الشعبية إلا ما جرى في تونس ومصر في يناير 2011 .
فبعد شهر من خروج الجماهير التونسية للشارع في مواجهة نظام فاسد ودكتاتوري هرب الرئيس زين العابدين بن علي من البلاد وسقطت الحكومة وبدأت تونس عهدا جديدا من الإصلاحات ،وفي مصر التي شهدت إرهاصات الثورة والتمرد على النظام القائم منذ سنوات وتزايدت بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة التي اعتبرتها المعارضة نهاية المراهنة على التغيير من خلال النظام القائم ،خرجت الجماهير المصرية في كافة محافظات الجمهورية بمظاهرات تطالب برحيل الرئيس حسني مبارك وهو ما جرى يوم الحادي عشر من فبراير حيث تنحى الرئيس واستلم الجيش مسؤولية إدارة البلاد.الأمر الذي فتح الباب على مصراعيه للاجتهادات والتفسيرات،فهل ما جرى في تونس ومصر ثورة أنجزت أهدافها؟ هل ما جرى يعبر عن أزمة دولة ؟أم أزمة نظام سياسي؟أم أزمة ديمقراطية ؟ هل اختمرت شروط الثورة في العالم العربي ؟ وهل بمجرد خروج الناس للشارع وهروب الرئيس أو تخليه عن السلطة يمكن القول بأن الثورة حققت أهدافها؟ وهل تتشابه الحالة التونسية مع الحالة المصرية من حيث الأسباب والتداعيات؟.
ما جرى في تونس ومصر وما يجري من أحداث وتطورات في ليبيا والبحرين واليمن وسوريا ،يحتاج لقراءة موضوعية وعقلانية بعيدا عن العواطف والانفعالات لأن الآتي من الأحداث هو الأهم والأصعب وبه ستكتمل الصورة بحيث يمكننا أن نتحدث عن ثورة شعبية ناجحة أو عن شيء آخر.الأمر الذي يستدعي أيضا استقراء ما يجري انطلاقا من فقه الثورة الذي تراكم عبر التاريخ ومن تجارب الشعوب الأخرى ونضع ما جرى في سياق التحولات التي شهدها العالم العربي خلال العقود الثلاثة الماضية وخصوصا محاولة الأنظمة التحايل على فقدان شرعيتها من خلال تبني أشكالا من الديمقراطية الأبوية والموجهة تغرر بها الجماهير.
الفصل الأول
في فقه الثورة
أولا :مقاربة مفاهيمية لمصطلح الثورة
الثورة (Revolution ) من المصطلحات المخضرمة التي واكبت ظهور الدولة والحياة السياسية منذ ما قبل التاريخ،ومع أن مفهوم الثورة الذي ساد على غيره من المفاهيم هو ثورة الشعب ضد الاستعمار أو ضد أنظمة استبدادية ،إلا أن مفردة الثورة لغة لا تقتصر على هذا الجانب بل تشمل كل فعل يؤدي إلى تغيير الأوضاع تغييرا جذريا سواء كانت أوضاعا طبيعية أو سياسية او اقتصادية أو اجتماعية .ومن هنا تستعمل كلمة ثورة في سياقات مختلفة كالقول بالثورة الصناعية أو الثورة التكنولوجية الخ لوصف التغييرات الجوهرية التي تطرأ على حياة الشعوب وعلى الحضارة الإنسانية ،وفي هذا السياق العام يمكن الحديث عن أشكال متعددة من الثورات .
1- الثورات الحضارية
ونقصد بها التغييرات أو التحولات التي طرأت على الحياة الإنسانية وعلى مسار تطور البشرية وفي هذا السياق يمكن الحديث عن :
أ - الثورة الزراعية Agricultural revolution ،والمقصود بها التحولات التي حصلت في عصور ما قبل التاريخ، وتميزت بانتقال المجتمعات البشرية من حياة الترحال والصيد والالتقاط، التي سادت في العصر الحجري القديم إلى حياة الاستقرار مع اكتشاف الزراعة بالمحراث وتدجين الحيوانات التي ميزت العصر الحجري الحديث. فمع اكتشاف الزراعة وجدت الأسواق والطبقات الاجتماعية والمدن والإدارة الخ .
ب – الثورة الصناعية revolution Industrial
بدأت الثورة الصناعية في إنجلترا في القرن الثامن عشر والتاسع عشر ثم انتقلت إلى بقية الدول الأوروبية ومن ثم إلى جميع أنحاء العالم .وسميت بالثورة الصناعية لان الإنسان بدا التخلي عن الآلات اليدوية التي تعتمد على قوته العضلية و يعتمد بدلا منها على الآلات البخارية ثم الكهرباء وتوظيف المواد الكيماوية وتطوير استعمال المعادن بكل أشكالها وأساليب التعدين.
ج – الثورة التكنولوجية Technological revolution
وتسمى أيضا الثورة الصناعية الثانية حيث تتداخل هذه الثورة مع الثورة الصناعية وتشكل امتدادا لها ويعتبرها البعض الموجة الثانية للثورة الصناعية واهم معالمها التوسع والتطور العلمي وخصوصا في مجال الصناعات الدقيقة المعتمدة على الطاقة الكهربائية والمحركات ذات الاحتراق الداخلي والمواد الكيميائية المستحدثة ، وتكنولوجيا الاتصال الأولى كنظم التلغراف والهاتف والبريد .
د - ثورة المعلوماتية Information revolution
ظهر هذا المصطلح في العقود الثلاثة الأخيرة متزامنا مع الحديث عن العولمة والتنمية الشمولية .والثورة المعلوماتية تعتمد على عالم تكنولوجيا المعلومات حيث المادة الأولية لتطور المجتمعات لم تعد الأرض الزراعية ولا المصانع ورؤوس الأموال بل المعلومة وسرعة تداولها عبر شبكات الاتصال بعيدة المدى كالانترنت والفضائيات وأجهزة الكمبيوتر المتقدمة .وقد مكنت هذه الثورة الإنسان من سلع وخدمات معلوماتية لم تكن موجودة من قبل مما وسم مجتمع هذه الثورة بمجتمع المعرفة .
2 – الثورات السياسية /الاجتماعية
وهي تحرك الجماهير الحاشدة احتجاجا على أوضاع اجتماعية واقتصادية وسياسية سيئة ومرفوضة ،وتتسم هذه الثورات بأنها تسعى لإحداث تحولات جذرية في حياة الشعوب وبعض هذه الثورات تحقق أهدافها وبعضها يفشل وأخرى يتم حرفها عن مسارها.عرفت البشرية كثيرا من هذه الثورات ،فقد تحدثت مخطوطات فرعونية وبابلية ويونانية قديمة عن ثورة اندلعت في تلك العصور وتم تدوين بعضها بالتفصيل ،ففي مصر القديمة تذكر بردية للحكيم ايبو – ور ترجع إلي أواخر الأسرة التاسعة عشر أو أوائل الأسرة العشرين أن ثورة وقعت في عهد الملك بيبي الثاني آخر ملوك الأسرة السادسة نحو 2380 ق.م وتبدأ هذه البردية بوصف الوضع قبل الثورة :حيث ساد الفساد وتباعدت الشقة بين الملك والشعب بسبب فساد المحيطين بالملك حيث إن "" الذين حوله كانوا يغذونه بالأكاذيب "" وصار الناس أشبه بقطيع لا راعي له ، وتضيف البردية ما آلت إليه أحوال الناس من ترد بسبب فساد الوضع ، حيث "" نفذت الغلال في كل مكان ، وتجرد القوم من الملابس والزيوت والعطور 000 وأصبح الصناع جميعا عاطلين وأفسد أعداء البلاد فنونها 000 وأصبح بناة الأهرام فلاحين 000 وأصبحت العاصمة في خوف من العوز ، وأصبح الناس يأكلون الحشائش ويبتلعون الماء ، وقد يأخذون الطعام من أفواه الخنازير 000 ""
وتنتقل بردية الحكيم إيبو – ور إلي وصف أحداث الثورة ، " انظر لقد ارتفعت ألسنة اللهب ، وامتدت نارها ، وستكون حربا علي أعداء البلاد ، وقال حراس الأبواب فلننطلق وننهب ، وأبى الحمالون أن يحملوا أحمالهم وتسلح صيادو الطيور بأسلحتهم 000إن مخازن الملك أصبحت حقا مباحا للجميع 000 هوجمت الإدارات العامة ونهبت قوائمها 000 وفي الحق لقد ذُبح الموظفون وسُلبت دفاترهم ، ولم تعد لكبار الموظفين كلمة مسموعة ". .
شهدت غالبية المجتمعات عبر التاريخ تحركات شعبية واسعة إلا أنها تفاوتت سواء في الحوامل الاجتماعية للثورة أو من حيث درجة العنف المصاحبة للثورة أو من حيث نتائجها وقدرتها على تحقيق أهدافها ،كثير من التحركات الشعبية التي نعتها أصحابها بالثورة إما كانت محدودة الأهداف أو فشلت في تحقيق أهدافها وبعضها كان أقرب لحالات الفتنة والفوضى مما هي ثورة .دون التقليل من أهمية أي تحرك أو انتفاضة شعبية ودون الغوص بالجدل حول توصيف الحركات السياسية في التاريخ الإسلامي فإن أهم الثورات الناجحة ما بعد الحروب الدينية التي شهدنها أوروبا هي:-
أ‌- الثورة البريطانية 1688 وقامت ضد حكم آل ستيورت
ب‌- الثورة الأمريكية 1776 -1783 وهي ثورة اجتماعية وتحررية في نفس الوقت
ت‌- الثورة الفرنسية 1789-1799
ث‌- الثورة الإيطالية 1884
ج‌- الثورة البلشفية 1917في روسيا ضد الحكم القيصري
ح‌- الثورة الصينية بقيادة ماو تسي تونغ 1949 التي أطاحت بنظام شيانغ كاي شيك
خ‌- ثورة يوليو 1952 في مصر مع أن جدلا ثار وما زال إن كانت ثورة أم انقلاب عسكري
د‌- الثورة الكوبية 1959 التي قادها فيدل كاسترو ضد حكم الدكتاتور باتستا .
ذ‌- الثورة الإيرانية الخمينية 1979 التي أسقطت الشاه محمد رضا بهلوي
ر‌- ثورات شعوب أوروبا الشرقية بدءا من عام 1989 التي أطاحت بالأنظمة الشيوعية
ز‌- الثورة البرتقالية في أوكرانيا 2004
3: ثورات التحرر الوطني
والمقصود بها ثورة الشعب الخاضع للاحتلال ضد الجيوش المحتلة .في هذا النوع من الثورات يكون الفعل الشعبي موجها ضد عدو خارجي يهدد الأمة ،ومع أن هذا المصطلح حديث التداول إلا أن الفعل الموصوف كان حاضرا منذ القدم وكما بينا سابقا عرفت غالبية الشعوب حالات مناهضة لعدو خارجي.ظهر هذا المصطلح مع الحرب العالمية الأولى مع تفكك الإمبراطوريات وظهور مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها ثم انتشر مع تبني الأمم المتحدة لمبدأ تصفية الاستعمار بعد الحرب العالمية الثانية وقد تم إطلاق صفة الثورة على كل حركة تحرر ضد الاستعمار .
شهدت أسيا وأفريقيا وأمريكا ألاتينية سلسلة من الثورات التحررية وإن كان أشهرها ثورة الشعب الجنوب أفريقي والثورة الجزائرية والثورة الفيتنامية والثورة الفلسطينية التي ما زالت متواصلة حتى اليوم إلا أن لكل شعب ثورته الخاصة به ،ففي الهند قامت ثورة سلمية قادها الماهاتما غاندي ضد الاحتلال البريطاني وامتدت من عام 1915 حتى اغتياله من طرف هندوس متطرفين في يناير 1948، كما قاد عمر المختار ثورة الشعب الليبي ضد الاحتلال الإيطالي من عام 1911 إلى حين إعدامه يوم 16 سبتمبر 1931،و في المغرب قامت ثورة عبد الكريم الخطابي الذي قاد عام 1921 ثورة في مناطق الشمال ضد الأسبان وانتصر على الأسبان في معركة أنوال وأقام جمهورية سميت بجمهورية الريف ،إلا أن الأسبان والفرنسيين تحالفوا ضده وانهوا الثورة، وقام الفرنسيون بنفي الخطابي إلى إحدى الجزر النائية في المحيط الهادي عام 1926 .وفي فلسطين قامت ثورة عز الدين القسام 1935 ثم الثورة الكبرى 1936 ،وفي مصر عُرفت ثورة أحمد عرابي 1881 وثورة مصطفى كامل 1889و ثورة سعد زغلول 1919 الخ .
ثانيا :مفهوم الثورة في الفكر الإسلامي
بالرغم من عالمية فكر الثورة من حيث كونها ظاهرة إنسانية سياسية و اجتماعية ،ومع أن الشعوب العربية تلتقي مع بقية الشعوب وخصوصا في دول العالم الثالث من حيث الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية الدافع الأساس للثورة ،إلا أن للحالة العربية خصوصية تجلت في السنوات الأخيرة وهي المد الأصولي بما يتضمن من تصورات للأوضاع القائمة وسبل الخروج عليها ،وهي تصورات مستمدة من مفاهيم دينية إسلامية.فمفهوم شرعية الحكم والحاكم ، مبررات وشرعية الثورة على النظام القائم ،تحديد معسكر الأصدقاء ومعسكر الأعداء ،سبل أو وسائل الثورة على الحاكم ،مستقبل النظام الذي يُراد تأسيسه بعد الثورة على الحاكم ،الخ ،كل هذه أمور لا تستمد من علم السياسة الوضعي ولا حتى من التجارب الثورية لشعوب العالم، بل من مرجعية النص المقدس – قرآن وسنة – ومن أقول الفقهاء ورجال الدين عبر التاريخ .
في تفسير وتحليل الثورة في الفكر والواقع الإسلامي يتداخل الدين مع السياسة كما يتداخل الماضي مع الحاضر ،وكما اختلف العلماء والجماعات الدينية في تفسير وتأويل كثير من النصوص المقدسة وخصوصا ذات العلاقة بالسلطة والسياسة وحكم البشر،فقد تباينت الرؤى والمواقف من الثورة منذ بداية ظهور الإسلام حتى اليوم ،مع الإشارة إلى تراجع مصطلح الثورة ليحل محله ويستوعبه مصطلح الجهاد والذي هو محل اختلاف بين العلماء والجماعات الإسلامية .ولذا سنحاول العودة لمعنى كلمة الثورة ومشتقاتها كما وردت في القرآن الكريم ثم في رؤية العلماء المسلمين ومن خلال التاريخ الإسلامي.
كلمة الثورة في الاصطلاح العربي الإسلامي تعني التغيير الشامل والجذري الذي يطرأ على الظواهر الطبيعية أو الإنسانية .وحسب هذا المعنى للثورة فإن الديانات السماوية ثورات ولكن موحى بها سماويا، إنها ثورات شاملة لا تقتصر على تغيير النظام السياسي بل تغيير منهج حياة الناس وتغيير طبيعة العلاقات التي تحكم البشر بعضهم ببعض.ولكن كلمة الثورة في القرآن لم ترد بالمعنى السياسي والاجتماعي المتداول اليوم بل وردت بمعنى الانقلاب في الأوضاع أو في الواقع القائم ،فثورة الأرض وتثويرها يعني قلبها بالحرث،فبقرة بني إسرائيل كانت لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ (البقرة:71) أي لا تقلبها بالحرث، أيضا جاء بالقرآن الكريم ، ومن الأمم السابقة من كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا (الروم:9) أي قلبوها، وبلغوا عمقها.كما ترد مشتقات كلمة الثورة بمعنى الانتشار والهيجان .
وفي الأحاديث النبوية وردت كلمة الثورة بما هو قريب من معناها السياسي المتداول اليوم ،ففي حديث شريف رواه البخاري ومسلم والإمام أحمد و ترويه السيدة عائشة، رضي الله عنها، حول هياج الأوس والخزرج حيث تقول : "فثار الحيان، الأوس والخزرج، حتى هموا أن يقتتلوا، ورسول الله قائم على المنبر، فلم يزل رسول الله يخفضهم حتى سكتوا وسكت" .وفي الحديث الذي يرويه مرة البهزي، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم متنبئاً بفتنه عهد عثمان بن عفان: "كيف في فتنة تثور في أقطار الأرض كأنها صياصي – (قرون) –بقر" –رواه الإمام أحمد.
وفي التاريخ الإسلامي استخدمت أدبيات الفكر الإسلامي مصطلح الثورة بدلالتها المتعارف عليه اليوم ، فحركة عبد الله أبن الزبير في مكة سماها نافع بن الأزرق زعيم الخوارج بالثورة ودعا أصحابه بان يهبوا لنصرتها والدفاع عن بيت الله الحرام ،فيخاطبهم قائلا ::".. وهذا، من قد ثار بمكة، فأخرجوا بنا نأت البيت ونلق هذا الرجل" الثائر".
بالإضافة لمصطلح الثورة شاع عند المسلمين مصطلحات قريبة من مصطلح الثورة أو تصف أحداثا قريبة من الثورة منها : الفتنة ، الملحمة ، الخروج ،القومة ،وهذا المصطلح الأخير شاع استعماله عند جماعة العدل والإحسان المغربية حيث كتب شيخهم عبد السلام ياسين كتبا متعددة بهذا الشأن فارقا ما بين الثورة عند العلمانيين والقومة حسب النهج النبوي حيث يقول : إن " ثورة كلمة استعملت لوصف الحركات الاجتماعية الجاهلية، فنريد أن نتميز في التعبير ليكون جهادنا نسجا على منوالنا النبوي، لا نتلوث بتقليد الكافر. على أن القومة نريدها جذرية تنقلنا من بناء الفتنة ونظامها، وأجواء الجاهلية ونطاقها، إلى مكان الأمن والقوة في ظل الإسلام، وإلى مكانة العزة بالله ورسوله، ولابد لهذا من هدم ما فسد هدما لا يظلم ولا يحيف، هدما بشريعة الله، لا عنفا أعمى على الإنسان كالعنف المعهود عندهم في ثوراتهم.

كما يستعمل بعض علماء المسلمين وجماعات إسلامية مصطلح"النهوض" و "والنهضة" ومصطلح "القيام" للدلالة على الخروج والثورة. .. لما فيهما من معنى الوثوب والانقضاض والصراع.كذلك استخدم القرآن الكريم، للدلالة على معنى الثورة، مصطلح "الانتصار".. فالانتصار: هو الانتصاف من الظلم وأهله، والانتقام منهم. .. وهو فعل يأتيه "الأنصار" –الثوار- ضد "البغي" الذي هو الظلم والفساد والاستطالة ومجاوزة الحدود.
في السنوات الأخيرة تراجعت كل المصطلحات السابقة تقريبا لصالح مصطلح واحد ووحيد وممارسة واحدة ووحيدة تسمى الجهاد.ففي ظل حالة المد الديني الأصولي فإن كل من يريد محاربة قوى خارجية
أو يتمرد على حاكم وحكومة أو يواجه عدوا يختلف معه في الرؤية والمصالح الخ بات يلجا لاستعمال مصطلح الجهاد والممارسة الجهادية التي اختزلت بالعنف المسلح ،وهذا بطبيعة الحال بعد تكفير الطرف الآخر وإخراجه من امة الإسلام .حركة طالبان تجاهد ضد نظام كابول وضد القوات الغازية ،وتنظيم القاعدة يجاهد ضد أنظمة عربية وإسلامية يتهمها بالكافرة ،وحركة حماس تجاهد ضد الاحتلال الصهيوني وأحيانا تدعو للجهاد ضد السلطة الفلسطينية في رام الله،لقد حل مصطلح الجهاد محل كل المصطلحات السابقة ،ولكن ضمن حالة من عدم الاتفاق على مفهوم الجهاد ومن يجاهد وضد من ؟الخ .
نعتقد أن المشكلة في الفكر الإسلامي المتعامل مع الموضوع لا تكمن باللغة والمفردة إن كانت ثورة أم خروجا أم قومة ام جهادا، ،بل في مدى شرعية خروج المسلمين على الحاكم الجائر ،وفي من له الحق بالثورة أو الخروج ،هذا بالإضافة إلى اختلاف المسلمين في الحالة التي يمكنها وصفها بالجائرة او الظالمة وبالتالي يجوز الثورة او الخروج عليها .فمنذ بدايات الإسلام وحتى اليوم والمسلمون مختلفون حول هذه القضايا حيث شهد التاريخ الإسلامي كثيرا من الثورات وحالات الخروج على الإمام أو الحاكم، الفتنة الكبرى في عهد علي بن أبي طالب ،ثورة الخوارج ،ثورة الحسين ،ثورة الزبير،وثورة الزنج ،ثورة القرامطة الخ ،وكان كل طرف يكفر الطرف الآخر مما كان يؤدي لاقتتال بل ومجازر بشعة أساءت كثيرا للمسلمين وتاريخهم .
أختلف العلماء المسلمين حول مشروعية الثورة،،فمع اتفاقهم على رفض نظم الجور والضعف والفساد إلا انهم اختلفوا حول استخدام العنف – السيف –في تغيير هذه الأنظمة.وقد تم طرح الموضوع لأول مرة مع ثورة الخوارج الذين برروا وشرعنوا ثورتهم على الأمويين لأنهم رأوا أن الأمويين خرجوا على فلسفة الشورى .في نفس السياق ذهب المعتزلة ولكنهم اشترطوا (التمكين ) قبل القيام بالثورة حتى لا تؤدي هذه الأخيرة لحالة من الفوضى أو الفتنة ،كما اشترطوا وجود الإمام الثائر وان يوجد بديل جاهز ليحل محل النظام الجائر بعد الثورة .
في مقابل وجهة النظر المؤيدة للثورة وجدت وجهة نظر رافضة أو متحفظة على فعل الثورة ،عبر عنها الإمامين أبن حنبل وابن تيمية .فأحمد بن حنبل (164 – 241ه – 780 – 855م) – و أهل الحديث فقد رفضوا سبيل الثورة، لأنهم رجحوا إيجابيات النظام الجائر على سلبيات الثورة.. فقالوا: "إن السيف – العنف – باطل، ولو قتلت الرجال، وسبيت الذرية، وأن الإمام قد يكون عادلاً ويكون غير عادل، وليس لنا إزالته وإن كان فاسقاً.." ومن أقوال ابن تيمية:"..فستون سنة من إمام جائر أصلح من ليلة واحدة بلا سلطان".أما الإمام الغزالي (450 – 505ه – 1058 – 1111م)- من الأشعرية – فوقف موقف الموازنة . فقال عن الحاكم الجائر: "والذي نراه ونقطع به: أنه يجب خلعه إن قدر على أن يستبدل عنه، من هو موصوف بجميع الشروط، من غير إثارة فتنة ولا تهيج قتال. فإن لم يكن ذلك إلا بتحريك قتال، وجبت طاعته وحكم بإمامته.. لأن السلطان الظالم الجاهل، متى ساعدته الشوكة، وعسر خلعه، وكان في الاستبدال به فتنة ثائرة لا تطاق، وجب تركه، ووجبت الطاعة له..". [/align] يتبع
ثالثا :الثورة نقطة تحول في تاريخ الشعوب

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
https://www.maghress.com/essanad/8711









رد مع اقتباس
قديم 2012-04-14, 12:53   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bxman303 مشاهدة المشاركة
الثورة الديمقراطية في العالم العربي من فضلكم شكرا
السبت، 14 أبريل 2012 - 14:47 UTC




تذكرني

هل نسيت كلمة المرور؟
تسجيل حساب جديد
الرئيسية
آراء من هنا وهناك
أخبار الرياضة
أخبار عالمية
أخبار عربية
أخبار وآراء اقتصادية
محليات عربية
طب و علوم و تقنية
أدب وثقافة
اجتماعيات
أخبار منوعة ومتفرقة
رأي حر
صحافة اجنبية
مواضيع خاصة
زاوية العائلة
ملفات ودراسات
أرشيف المقالات
أخبار الساعة
عن الموقع
إتصل بنا
فيديو
اسرائيل اسلحة الامارات الخليج السعودية السلام العراق العرب القاعدة الكويت النووي اليمن ايران حزب الله حقوق الانسان حماس دبي دولار سعد الحريري سوريا غزة فلسطين لبنان ليبيا مصر

أخبار الساعة
20:17 عاجل ... مصر: اقرار قانون يمنع اركان نظام الرئيس السابق المزيد
18:28 انان يعلن تسلمه رسالة من السلطات السورية تتضمن التزاما بوقف المزيد
15:43 عاجل ... اتحاد تنسيقيات الثورة السورية: طائرات "ميغ" حربية تقصف المزيد
09:22 عاجل ... أنان : تلقيت تأكيدات من الحكومة السورية بأنها المزيد
20:43 انان يبلغ الامم المتحدة انه لم يصدر عن سوريا اي المزيد
10:05 المرصد وناشطون: قصف على بلدة في ريف حلب يوم بدء المزيد
03:17 ايران طلبت من تركيا تفكيك الدرع الأطلسي شرطاً لاعطائها دوراً المزيد
15:48 عاجل: مقتل مصور تلفزيون "الجديد" اللبناني علي شعبان بعد اطلاق المزيد
12:36 عاجل : مسؤول تركي يؤكد إصابة اثنين من السوريين ومترجم المزيد
12:22 عاجل ... الشبكة السورية لحقوق الانسان: 99 قتيلآ بنيران قوات المزيد
رأي حر
الثورة والتغير والديمقراطية في العالم العربي
تقييم المستخدمين: / 3
سيئجيد
Share
Share on myspaceShare on googleShare on twitter|More Sharing Servicesشارك
الخميس، 26 يناير 2012 - 03:41
بقلم : شنكاو هشام* --
1-العالم العربي ومتطلبات التغير
موجة الغضب والثورة التي أضحت تجتاح الانظمة العربية لهي خير دليل علي ان التغير والإصلاح اصبح من بين المطالب التي يتم التماطل في تحقيقها والاستجابة إليها ، وهذا التماطل واللامبالاة خلف موجة غضب وانفعال ضد التهميش والفقر والظلم الذي تعايش معه المواطن المصري والتونسي لسنوات طوال حتي انغلقت في أوجههم المسالك والسبل من اجل العيش الكريم وبهدا فان هدا الغضب لهو عبارة عن ردة فعل طبيعية تحدد رغبات المتظاهرين والثارين هده الحرارة التي يعبر بها المواطنون في مصر وتونس اليمن علي قدر الجور والظلم والقهر الدي اصبح يلازم المواطن العربي
ان الواقع الجديد اصبح يحتم علي الانظمة العربية النزول الي مرحلة الإصلاح وتغير وتحويل مرحلة الشعارات الي مراحل من الأفعال والمنجزات الفعلية وأي تأخر في استكمال التنمية اوشروع في بدايتها سوف يخلف تراكمات من الفقر والبطالة والدي سوف يولد النزعة نحو الانفجار والتدمير فالاستقرار لن يتحقق الا بالحفاظ علي مكتسبات الحرية والكرامة المستدامة لشعوب كما ان متطلبات التغير تقتضي الوقوف بكل حزم وتبات في وجه دعاة التخلف والتهديم الدين يرون في الإصلاح تقاطع مستمر مع مصالحهم الشخصية ان التغير في العالم العربي في الواقع الحالي يظل رهبن التحولات والتغيرات السياسية علي مستوي الساحة العربية وذلك بالاعتماد علي تطورات وتأثيرها علي الواقع العربي بصفة عامة .


2- بداية تمدد رياح الديمقراطية في العالم العربي
ان عالمنا العربي اصبح يشهد مرحلة انتقالية وتحولية يتم التعبير فيها عن مدي حاجيات هده الشعوب في رغبتها الي استكمال وتحقيق ديمقراطية متكاملة تتحقق فيها العدالة والمساواة الاجتماعية وهي مطالب الشعوب في شتي مراحلها التاريخية والعالم العربي اليوم استطاع ان يغير مجري التاريخ عن طريق التماس الخطوات الأولي نحو الديمقراطية المتكاملة والثورة التونسية والمصرية لخير دليل علي ان الشعوب العربية بدات تحرر من قيودها واخصها بالذكر قيود الخوف والاستكانة للذل وبهدا يمكن القول ان عالمنا اصبح يستنشق نسائم الحرية والتغير بعد أطبقت عليه أنظمة استبدادية ساهمت في تاتير سلبا علي المشهد السياسي بحيت كرسة لواقع سياسي غير مسؤول عن الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها مجتمعاتنا العربية التي الفت العيش في دومة الوعود والخطابات السياسية الوهمية دون الوقوف علي تنمية حقيقة تضمن للانسان العربي الكرامة والعزة المستدامة ان شعوبنا اليوم أصبحت تستشف بزوغ مرحلة تمدد وانتقال رياح الديمقراطية والتغيرمن بلد الي أخر من اجل خلق مناخ ديمقراطي تسود فيه العدالة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية .
3- انتفاضة الوعي العربي
بوجه جديد لقد شكل دائما الوعي العربي مرحلة من مراحل الرفض وعدم قبول الأزمات والاحدات التي بإمكانها عرقلة نمو طموح متطلبات الإنسان العربي الدي ظل عبر عصور متفاوت من تاريخه النضالي يسعي الي صقل وتطوير هدا الوعي بطريقة مستمرة حتي يتدارك الفرد العربي مرحلة القمة في الوعي والإدراك ودلك لن يتم الا عبر التفافة والوعي اللدان يؤججان الرغبة عند الفرد بالمطالبة بمستحقاته المشروعة ودلك عن طريق التسلح بالعلم والوعي الصادق ان الوعي العربي في عصرنا هدا بدا يدخل مرحلة جديدة في تشكله بحيت انتقل من صورة المألوفة الي وجه جديد غير متعارف عليه وهو وجه جديد متطور ومتحضر يعبر عن كامل وعي الأمة العربية ان هدا الوعي الجديد بزغ الي العالم علي شكل احتجاجات ومظاهرات شعبية مطالبة بالتغير مع استفاء كل حقوقها المشروعة والعادلة وما يشهده العالم العربي اليوم من أحدات في مصر وتونس لهو بداية مرحلة مستحدث تتشكل فيها ثقافة جديدة معبرة نزلت من فترة التنظير والخطب السياسية الي فترة المشاركة السياسية الشعبية عن طريق الاحتجاجات هدا الإدراك الواعي المسؤول شكلته ظروف ومتغيرات في الاحدات جعلت من المرحلة الراهنة مرحلة حتمية تستدعي المطالبة بكامل الحقوق الشعبية ان هدا الوعي المتجدد قد نجح في قلب موازين القوي وأصبحت الشعوب بدلك هي صاحبة القرار وهي بدلك تؤكد ان الوعي العربي في هده المرحلة قد تحول الي الانتفاضة والثورة رافضا لكل مخططات التغيب والتهميش .
4- مصر ومرحلة الانعتاق والانفكاك من الجلاد
مازال الشعب المصري يواصل مسيرة الاحتجاج والغضب بعد يوم جمعة الرحيل والتي لم تستطيع تحقيق الأهداف المحددة ان المصرين في ظل تورثهم الجديدة يسعون الي صناعة فجر جديد وواقع متجدد يخلوا من الاستبداد والقهر ان هده التورة تمخضت بعدما عاني هدا الشعب من الجلاد وتحطيم كل مكتسباته الإنسانية والتقدمية حتي اصبح بعد دلك يطمح هدا الشعب الي الانعتاق والتحرر من سياسة الفقر والتجويع والتأخير في التنمية التي صنعت مجتمعا مصريا مغايرا عما كان عليه واقعهم في تاريخهم الماضي ان هدا التاريخ يشهد لهدا الشعب بالرقي والحضارة وهدا التاريخ مازال مسجلا في ذاكرة الامة بأكملها ان تورة المصرين في هدا العصر يمكن القول انها تورة ضد الظلم والقهر والجوع والتسلط تم التهميش وتغيب بصفة عامة كما انها تورة ضد التميع ورفض التغيب ان واقع المصرين في عالم اليوم إنما هوواقع يحاول فيه هدا الشعب تكسير قيود الجلاد حتي يؤرخ لمرحلة من مراحل التطور والتحول في تاريخ الامة والمنطقة العربية بأكملها وبهدا فان هده التورة هي تورة كفاح وتضحية من اجل الاستحواذ علي الحرية الكاملة تم التخلص من ماضي لايحمل في ذاكرة المصرين الا الحرمان والاستبداد والتي كان نتاجها تورة شعبية تعبر عن رغبة مصرين في كسر الجلاد الي مالا نهاية.
الدعوة الي نظام سياسي جديد بدماء وروح جديدة :
في مصر لقد استنفدت الطاقة الاستيعابية لشعب المصري في استيعاب تواجد مستمر لنظام سياسي مستبد وغير ديمقراطي ولم تعد لهدا النظام فعالية ترضي الشعب المصري الدي يعاني من تراكم مجموعة من الأزمات والقرارات السياسية غير المسؤولة والتي تتعارض مع الموقع الاستراتيجي لمصرعلي أساس انها مدخل العالم العربي بأكمله ان الشعب المصري لم يعد يحتمل وجود نظام اسقط صورة الوضع المصري في الكثير من القضايا دلك ان هدا النظام اصبح يركز في القيام بمهامه بالاعتماد علي أجندة سياسية أروبية وأمريكية التي لإتراعي الا مصالحها في المنطقة وتناسي هدا النظام العجوز مطالب الشعب في التنمية والازدهار وهي مصطلحات أصبحت تتردد فقط في الخطابات السياسية فالمشهد السياسي القادم في مصر في حاجة الي نظام سياسي جديد بروح جديدة ودماء شابة قد تساهم في تطور هدا البلد مصر تحتوي علي موارد بشرية وطبيعية تخولها ان تصبح من بين القوي العظمي في المنطقة لقد ا ستشعر الشعب المصري أخيرا انه لايقل عن أية دولة متقدمة وبدلك تزايدت له الرغبة الانعتاق والتحرر من الجلاد لقد استشعر شباب مصر علي انهم في حاجة الي التغير وعلي انهم هم عماد النهضة وعماد التورة علي الدل والقهر ان مصر اليوم علي مسافة متواصلة لبناء جيل جديد متمرد وطموح يسعي الي التغير وتحقيق الأفضل في شتي المجالات لهدا اقتظت التطورات الحضارية والتاريخية ان يطالب الشعب المصري بتغير النظام واستبداله بنظام جديد بروح جديدة يمتله الشباب المتعلم فمصر لاتنقصها القدرة علي لدلك فهي بلد العلم والعلماء وبهدا فان القيادة المطلوبة لمصر في مستقبلها المقبل يجب ان تعود لشباب الدين هم اهل هده التورة ولهم الاستحقاق الكامل في ان يشكل من غالبيتهم العظمي المشهد السياسي المنتظر لمصر.
5- اليمن ومخاض التوجه نحو التحرر والديمقراطية
اليمن ومخاض التوجه نحو التحرر والديمقراطية بقلم شنكاو هشام ان اليمن بفئته الشعبية دخل مرحلة المطالبة بإسقاط النظام ورحيله عن سدة الحكم في اليمن بالرغم من هده المطالب مازال النظام يماطل بالتوجه نحو اصلاحات وهمية لاتجد مرتكزا لها سوي في الخطابات السياسية الوهمية التمويهية التي تريد امتصاص غضب الجماهير علي الغموض والركود السياسي الدي تشهد اليمن فهدا البلد لايختلف عن باقي البلدان العربية التي تعاني من الاستبداد وانفراد بدواليب السلطة والحكم دون مراعاة تنمية المواطن في هده البلدان الأيام القادمة قد تحمل معها هيجان في الشارع اليمني الدي اصبح يستشعر انه في مناي عن أي اصلاحات اوتغير المطالب به في المرحلة الراهنة ولكن مع هده الانتفاضة والثور ة هناك مخاض متعسر للديمقراطية تمر به اليمن ومتمثل في كون أي مطالب ديمقراطي قد يحمل معه الرغبة من طرف الجنوب اليمني في الاستقلال والتحرر عن الشمال اليمني ان الحرية والديمقراطية قد تحمل معها مولدات الانقسام في الوحدة الوطنية لهدا فان اللحظة الراهنة علي مسوي تفاعل الاحدات السياسية في اليمن وضعته علي مفترق طرق نحو الحرية والتي من خلالها يمكن ان تحمل انبعاث مشهد سياسي دولي وخريطة سياسية جديدة ليمن غير اليمن المعروف لان متطلبات الفترة الراهنة تصب في توجهات الحركات التحررية والانفصالية وحراك الجنوبي في اليمن سوف يسعي جاهدا الي تحقيق مطالبه ربما سوف يدفع اليمنيون ضريبة الحرية والعدالة من أرواح ابنائهم تم علي حساب وحدتهم الوطنية لهدا فاليمن إمام ولدة مناخ ديمقراطي متعسر يجب من خلاله احتواء جميع الفعالية اليمنية بصورة موحدة في مشهد سياسي موحد يقوم علي التشاركية في السلطة مع الحفاظ علي المكتسبات الحقوقية والتاريخية لشعب اليمني .
6- الارادة اليمنية الحديدية من اجل التغيير
مازالت اليمن تردد كلمة ارحل ارحل التي صحبها عنف متزايد راح ضحيته العديد من المواطن ان الرئيس الني مازال متمسكا السلطة ولا يريد التناحي خدمتا للواقع العام اليمني المتأزم الذي وصل الي مرحلة الانغلاق ولا يرد التناحي لم يكتفي بهده السنوات من السلطة والحكم حتي اصبح عليه من الصعب النزول الي مستوي الشخص العادي دلك انه مند ان تولي الرئيس اليمني الي يومنا تعاقب علي الولايات المتحدة كقوة عظمي مجموعة من الرؤساء ساهموا في صناعة مكانة أمريكا في الذي يشهد فيه العالم العربي ركودا غير المتجدد للانتقال الديمقراطي في الوقت الذي وجد فيه هدا المفهوم صدي متكامل عن الدول الغربية ان الدورة الزمنية التاريخية بدأت تفرض نفسها علي الواقع اليمني من اجل الجديد وتشبيب المشهد السياسي ان القوة الضاربة الي يمكن ان تصنع واجهة يمن قوي ومتحضر نجدها في هدا الشباب الثائر علي كل مايتسبب في إعدام إنسانيته بكل واجباتها ان هدا النمط الاعتيادي في الاستفراد السلطة واختزلها في شخص الزعيم اصبح أمرا مرفوضا في اليمن وهدا مايجب ان يفهمه النظام اليمني ان اليمنيون اليوم دخلوا في مرحلة انعدام التقة مع علي عبد الله صالح الذي اصبح يرواغ ويلتف علي مصالح الثورة ومتطلباتها حتي يجد لنفسه متنفسا أخر ومرحلة جديدة من اجل الإجهاز علي كرامة شعبه المغتصب اقتصاديا وسياسيا ا ن الإرادة اليمنية من أوج صلابتها وتريد التغير والتجديد مع فتح أفاق مستقبلية تضمن العيش الكريم لليمنيين من الصعب تكسير هده الإرادة أود إضعافها لأنها أصبحت صلبة عند ما تم مزجها بدماء اليمنيين الشباب .
7- ليبيا وضريبة الحرية والكرامة
تعيش ليبيا اليوم في أتعس مراحلها التاريخية ذلك ان المجتمع الليبي يعايش ألان مرضية مستبد استفرد بالحكم في ليبيا دون ان يترك اية فرصة للتغير تدكرلقد استبد القذافي بالحكم في هدا البلد العربي وجعل لنفسه العصمة والشرعية الأبدية التي تجعله في مناي عن المسالة والمحاسبة هو وعائلته كانه يريد ان يقول لشعب الليبي ان الحاكم المطلق لليبيا وان نساء ليبيا عجزن ان يلدن متله ان هدا الشعب اليوم في حاجة الي من يجدد واقعه المتأزم والمكرس لواقع الزعيم الأوحد ان ليبيا ألان تعيش مخاض الانبعاث والعودة من التغيب والنسيان بعدما ادخل هدا المجنون المريض ليبيا في عزلة عن العالم العربي لقد كدنا ان ننسي تواجد الشعب الليبي عربيا ودوليا قبل هده الثورة الانبعاتية لروح هدا الشعب البطل الدي قرر ان يضع حدا لهدا الاستفراد المتزايد بقدرات الشعب ان الليبيين اليوم أمام مرحلة دفع ضريبة الحرية والكرامة التي فرضها عليهم هدا المخلوع شعبيا وإنسانيا من ذاكرة الشعب الليبي الدي خرج مطالبا بالحرية والكرامة في وطنه المفقود بين ايادي عصابة القذافي وأبنائه المتحكمة في مقدرات الشعب الليبي ان العالم اليوم أمام ا كبر انتهاك.للحريات والحقوق علي مستوي الانساني ان هدا الانتهاك المتواصل للإنسانية في ليبيا لهو خير دليل علي ان المرجعية المتحكمة في الرؤساء العرب لاتخلوا عن كونها مرجعية مرضية متخلفة لاتري سوي الاستمرارية والبقاء لشخص الزعيم والحاكم علي حساب مكتسبات ا الفرد العربي ولسنا ألان في خضم هده الاحدات في مناي عن معايشة تجربة أخري مماتلة لتجربة المدبحة الليبية مع رئيس أخر ربما فد تنتقل إليه عدوي جنون العظمة والسادية المدمرة التي قد تزيد من تفاقم أزمة شعب أخر قد يسعي الي الحرية والكرامة والتي اصبح لها تمن وضريبة قاسية علي الشعوب ان تقدمها من اجل تحقيق هدا المكتسب الانساني باحت متخصص في الشؤون السياسية والعلاقات .

8- البحرين والمعادلة الصعبة نحو الاستقرار والتغير
تمر المملكة البحرينية كباقي الدول الاخرى بمرحلة الاحتجاجات والانتفاضة المطالبة بالإصلاحات والتغير التي تطورت بعد دلك الي المطالبة بإسقاط النظام في البحرين لقد خرج الشعب البحريني دو الكثافة السكانية الأقل من الدول المجاورة لها في المنطقة خرجوا بكل فئاتهم المختلفة في الشوارع مطالبين بإسقاط النظام سعيا منهم الي تحقيق التكامل في العيش يرضي الطرفين ويضمن المشاركة الكاملة لجميع البحرين في الحياة السياسية بدون التفرقة علي أساس الانتماء المذهبي ان المواطن البحريني كغيره من المواطنين من الدول العربية والإسلامية يريد التغير وتحقيق مطالب وإصلاحات ترقي بإنسانية الإنسان وإلا لمادا خرج اهل البحرين عن بكرة أبيهم ولمادا انضم اليهم الامن الوطني البحريني ان مااخرج هؤلاء هو مطلب واحد وهدف موحد دلك أنهم يردون إسقاط النظام تم إقامة دولة مدنية يعيش فيها جميع الفرقاء البحرينيين تجمعهم وحدة الانتماء للوطن بالرغم من ان البعض يحاول ان يطرح معادلة صعبة لكي تعرقل هدا المطلب الشعبي نحو التعايش بين الشيعة والسنة بالاعتماد علي المذهبية والطائفية ان هده المعادلة الصعبة قد يستطيع البحريين تجاوزها ادا تم التركيز علي احتواء مكونات الشعب البحريني في دولة مدنية ديمقراطية لاتعطي الاهتمام والأولوية للخلاف المذهبي والطائفي ان هده المعادلة الصعبة نحو التغير والاستقرار في طريقها الي الحل وتطبيقها علي أرضية الواقع البحريني .
9- سورية امام الثورة والتغير
بدأت شعلة الاحتجاجات في سورية بعد هدوء وترقب للأوضاع، حتى ظن الجميع ان الشعب السوري سوف يظل بعيدا عن الثورة، وبدأت بوادر الثورة في المدن السورية، تمضي بما لا يشتهي النظام السوري، على الرغم من تقديمه بعض التنازلات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ان الشعب السوري في خضم هذه الاحداث التي يمر بها العالم العربي خرج من اجل الحرية في محاولة تحصيل للمواطنة المتكاملة، حتى يستشعر السوريون الانتماء الفعلي لواقعهم في وطنهم، من دون قيود، فالواقع السوري لا يختلف عن غيره في العالم العربي ومطالبه تظل موحدة تصب في خط واحد لا تخرج عن الحق في ممارسة الحريات، والمطالبة بتنمية مستدامة، النظام يخزن الأموال الطائلة ويترك شعبه للازمة والفقر والحرمان والتهميش والبطالة، لقد اصبح النزول الى مستوى تفعيل الإصلاحات على المستوى الواقعي في العالم العربي امرا مرفوضا ويواجه بالرصاص من طرف الحاكم المستبد، وبشر الأسد في خضم الثورة على نظامه القمعي اصبح في مرمى الانتقادات الأمريكية والاتحاد الأوروبي، فطالما كان ينظر الى النظام السوري على انه من الدول المارقة التي تعرقل المشروع الأمريكي في المنطقة، هذا الى جانب قلق اسرائيل من وجود النظام البعثي السوري في تحالف مع قوى الممانعة في منطقة الشرق الأوسط، ان سورية في مرحلة محاولة تركيعها وإنهاك قواها اذا ما تعسر التغيير مع الوصول الى حل ديمقراطي ينهي الازمة القائمة التي لن تنتهي الا بعد تغيير النظام الحاكم في سورية، ذلك ان أي استخدام مفرط في القوة ضد محتجين سوف يصعد موجة الانتقادات للنظام الحاكم، وقد يتطور الأمر الى تدخل عسكري اجنبي بدعوى حماية الحقوق والديمقراطية، ولا يجب ان ننسى ان سورية في مرمى الاستهداف الأجنبي، من اجل تمزيق اللحمة السورية عن طريق إضعافها حتى تصبح ارض الشام بنسيج اجتماعي يفتد للحماية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وذلك بعد ان تتم السيطرة الكلية للاقتصاد السوري من طرف الأجانب. وبهذا فان أي تغير يجب ان يقوم به العقلاء مع التخلي عن المصالح الشخصية احتراما وتقديرا للمطالب الشعبية قبل ان تتفاقم الازمة السورية وبعدها قد يكون من قانون القدر ان يجر النظام الحاكم في سورية الى مزبلة التاريخ وان لا يخلد له ذكر في ذاكرة الأجيال القادمة.

10- القذافي وصالح انتهيا والأسد في الطريق
استبشر الليبيون واليمنيون أخيرا ببوادر النصر وهزيمة المستبدين والظالمين والمستهترين بحقوق شعوبهم من اجل الحرية والعيش الكريم. القذافي يتراجع ويندحر من سرداب إلى سرداب ونراه يختبئ كالفأر بعدما فرض على فرق المرتزقة وقطاع الطرق قتل كل شريف وكل مطالب بالعدل والحق وها هو يتراجع وما هي إلا أيام حتى ينقضي ذكره وتنتهي صلاحيته. والشعب الليبي على عتبة الاقتصاص من جلاده وقصاصه سوف يكون عسيرا ولا رحمة فيه. لقد حكم هذا المستبد الجائر على نفسه بالخسران المبين وشأنه في ذلك شأن كل جبان وديكتاتور متخلف افرد لنفسه العصمة من دون الله. لقد أعطى النظام الليبي لشعبه دروسا في الاستبداد والقهر والتسلط والتجبر والقتل والتعذيب لذلك نعتقد بان هذا المجنون قد انتهى وسوف يحاكم على كل جرائمه المرتكبة ضد شعبه. إن نهاية القدافي هي نهاية للعفونة والوحشية التي تستهدف أرواح العباد التي كرمها الله وأوصانا بتعزيزها، لذلك فان مزبلة التاريخ مازالت مفتوحة وسوف تضم إليها وجها آخر من أوجه الظلال والاستعباد المقيت وهذه الأفعال التي قام بها القذافي لخير دليل على انه مجرم حرب مع مرتبة الشرف في القتل وتدمير ضد شعبه المطالب بالعدل والحرية. إن هذا الشرف في القتل لكل معارض أو محتج اشترك فيه أيضا 'قذافي اليمن' الذي بدوره أيضا أبان عن وضوح جيد لشخصيته الانتهازية والمتسلط على حقوق الشعب اليمني الضارب جذوره في أعماق التاريخ والإنساني.
إن صالح لم يصلح أي شيء في المجتمع اليمني الذي تعمقت فيه الأزمات حتى عصفت بأهله إلى دوائر الفقر والبطالة والتهميش. إن علي عبد الله صالح اصبح منبوذا من قبل المجتمع اليمني بعدما تلطخت يداه بدماء أبناء هذا البلد ومع دلك يقف هذا مستجديا عطف الشعب من اجل السلطة. إن هذه الثورة العربية باكملها أبانت ان الحاكم العربي لا يقدر إلا شخصه وعائلته ولا يحترم شعبه، لذلك فقد اقتربت ساعة نهاية الجلادين وكل المرتزقة الذين يتكسبون من أقوات الضعفاء والمحرومين و لم يبق لهذا الصالح إلا أيام وينتهي وبذلك سوف يسترد الشعب اليمني حقوقه المدنية كاملة إلى جانب هذا كله حتى تداعت إلى الوجود ثورة الشعب السوري وخروج المحتجين إلى الشوارع بثورة وجه إليها الرصاص القاتل والمميت. إن ما اخرج الشعب الليبي واليمني هو ما اخرج الشعب السوري الذي لا يقل عن هذه الشعوب رغبة في التحرر والاتعتاق من قيود الجلاد المتمثلة في نظام بشار الأسد الذي ورث حكما متأزما لنظام بعثي قيد حقوق المواطنة للشعب السوري ان هذا الشعب لم يتعود على القمع وان أخذته الغفلة فانه لن يغيب عن ربيع الثورة المجدد لواقع الأمة المستقبلي إن تماطل الأسد في الاستجابة لطموحات الشعب السوري في الحرية والعدالة والمساواة سوف يصنع بذلك بداية نهاية تواجده في سورية مع انهيار نظامه البعثي مع انبعاث واجهة جديدة في المشهد السياسي السوري تؤمن بالديمقراطية والحرية والعدالة والمساواة. إن نهاية أي مستبد تظل قانونا حتميا يتم النزول والتوافق عليه عندما يصل ظلم الظالم إلى حد الاستكبار والتجبر والعاقل يعي قدره وحدوده البشرية.
أما حكام العرب فقد جعلوا أنفسهم دون البشرية وبهذا صنعوا نهايتهم بأيديهم ولم تعد لهم مصداقية عند شعوبهم. ان التورة والتغير تم الرغبة في تحقيق الديمقراطية من اجل تحقيق الافضل من بين مطالب الشعوب المستضعفة والتي ان حقوقها مهضومة وواقعنا العربي ليس بعيدا عنا فكل وطن في العالم العربي تتصاعد فيه موجات الغضب والسخط وهو مانتج عنه تورة الشعب التونسي والمصري من اجل اكتساب منحة الديمقراطية تم التورة علي قيود الاستضعاف والذل .

*باحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية
- البريد الإلكتروني حذف من قبل الإدارة (غير مسموح بكتابة البريد) -

https://www.akhbaralarab.net/index.ph...01-26-00-41-45









رد مع اقتباس
قديم 2012-04-14, 12:55   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bxman303 مشاهدة المشاركة
الثورة الديمقراطية في العالم العربي من فضلكم شكرا
https://bafree.net/alhisn/showthread.php?t=122646&page=1

https://www.alhandasa.net/forum/showthread.php?t=80062

https://www.alhandasa.net/forum/showthread.php?t=80062









رد مع اقتباس
قديم 2012-04-14, 13:00   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bxman303 مشاهدة المشاركة
الثورة الديمقراطية في العالم العربي من فضلكم شكرا
https://www.umma.org/umma/ar/file/mos...lm%20araby.doc









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مرجع, يبدة, ساساعده


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 16:42

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc