طلباتكم اوامر لأي بحث تريدونه بقدر المستطاع - الصفحة 64 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات التعليم المتوسط > قسم النشاطات الثقافية والبحوث واستفسارات الأعضاء > قسم البحوث و الاستفسارات و طلبات الأعضاء

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

طلباتكم اوامر لأي بحث تريدونه بقدر المستطاع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-04-20, 16:07   رقم المشاركة : 946
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة toufikleo مشاهدة المشاركة
احتاج لمساعدة ارجوكم ارجوكم ......احتاج لبحث عن : الدور الاقليمي لتركيا في الوطن العربي في عهد حزب العدالة و التنمية ....ارجوكم ...مساعدة ......انا طالب علوم سياسية تخصص علاقات دولية......اذا امكن رد سريع .....pleas



السياسات الإقليمية لحزب "العدالة والتنمية": خلفيات أيديولوجية أم مصالح وطنية؟. د. مصطفى اللباد، مجلة شرق نامه العدد السابع، يناير 2011.


محتويات

1 أولاً: السياسات الإقليمية لتركيا والتغيرات الدولية
2 ثانياً: الأسباب الدافعة لدور إقليمى تركى فى الشرق الأوسط
3 ثالثاً: تركيا وتوازنات القوى فى الشرق الأوسط
4 العلاقات التركية مع إيران
5 العلاقات التركية مع إسرائيل
6 العلاقات التركية مع محور "الاعتدال العربى"
7 رابعاً: الخلاصة

أولاً: السياسات الإقليمية لتركيا والتغيرات الدولية

تؤثر التغيرات الدولية على كل البلدان -بدون استثناء- وعلى توجيه سياساتها الخارجية، إلا أن هناك تفاوتاً فى درجة التأثير بين بلد وأخر بحسب انخراطه فى النظام الدولى وتحالفاته مع أقطابه، وكذلك على خلفية الموقع الجغرافى للبلد المعنى وأهميته الجيو-سياسية. بهذا المعنى تعد تركيا من الدول الأكثر حساسية تجاه تأثيرات التغيرات الدولية على سياستها الإقليمية والخارجية، ويعود السبب فى ذلك إلى طبيعة موقعها الجغرافى على مفترق الطرق بين الشرق والغرب، وإطلالاتها المتنوعة على شرق المتوسط والبلقان والقوقاز وآسيا الوسطى والشرق الأوسط. كما أن انخراط تركيا الشامل فى الحرب الباردة، عبر دورها الفعال فى منع تمدد الاتحاد السوفيتى السابق إلى البحار المفتوحة أو "المياه الدافئة"، جعل تركيا أحد نقاط المواجهة الكونية التى دارت بين الاتحاد السوفيتى السابق وكتلته والولايات المتحدة الأمريكية وتحالفاتها وفى مقدمهم تركيا. كان التحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية نابعاً بالأساس من التهديد الذى استشعرته تركيا من الاتحاد السوفيتى

–وريث روسيا القيصرية-، وبحيث انبنى هذا التهديد على معطيات تاريخية وجغرافية وليس على خلفيات أيديولوجية، إذ شكلت روسيا القيصرية والحروب التى خاضتها مع الدولة العثمانية على مدار قرون التهديد الأساسى للأناضول. ولم تنحرف الحكومات التركية المتعاقبة منذ تأسيس الجمهورية التركية عام 1923 عن هذه القاعدة، بحيث توارت الاعتبارات الأيديولوجية خلف حائط المصالح الوطنية التركية واعتبارات الأمن القومى فى مواجهة روسيا. تعاقبت الحكومات على الدولة التركية لسبعة عقود امتدت منذ تأسيس الجمهورية وحتى انتهاء الحرب الباردة عام 1990، واختلفت سياساتها الداخلية والاقتصادية، إلا أن سياساتها الإقليمية والخارجية كانت تنسج على منوال واحد.

أدى انهيار الاتحاد السوفيتى السابق، بعد انتهاء الحرب الباردة، إلى نتيجتين متضاربتين من المنظور التركى، إذ أن ذلك الانهيار دشن نهاية –ولو مؤقتة- للتهديد التاريخى الذى مثلته روسيا للأناضول، إلا أنه حمل فى طياته تهديداً لمكانة تركيا الاستراتيجية فى خرائط السياسة الدولية. ومثلت مرحلة التسعينات فترة من فقدان الاتجاه لتركيا على صعيد السياسة الخارجية بسبب التأثيرات الدولية، ولعبت براعة الرئيس التركى السابق تورجوت أوزال دوراً كبيراً فى إعادة اكتشاف وتعريف المصالح الوطنية التركية فى مناطق جوارها الجغرافى، ولكن قدرة تركيا على ترجمة هذا الاكتشاف وتلك الرؤية كانت محدودة لأسباب راجعة إلى موازين القوى الدولية والإقليمية. فى عصر أوزال عصفت التغيرات فى البيئة الإقليمية لتركيا بتصوراتها السابقة عن دورها لنفسها تحت العباءة الأمريكية، إذ أن انهيار يوغوسلافيا السابقة زعزع الاستقرار فى البلقان، مثلما أدى استقلال جمهوريات آسيا الوسطى، ذات الارتباطات التاريخية والثقافية واللغوية مع تركيا، إلى بعث مصطلح "العالم التركى" من رقاده. لم تستطع تركيا تعزيز نفوذها فى البلقان إثر انهيار يوغوسلافيا، لأن طموحات تركيا اصطدمت بمصالح المجموعة الأوروبية التى حالت دون ذلك. ولم تستطع تركيا أن تؤثر كثيراً فى قواعد الحراك الداخلى لجمهوريات آسيا الوسطى، لأن روسيا منعت تركيا من التمدد فى ما تعتبره موسكو "حديقتها الخلفية". تحالفت تركيا مع الولايات المتحدة الأمريكية فى حرب "تحرير الكويت"، لأن ظروفها الداخلية لم تكن تسمح بغير ذلك، على الرغم مما نتج عن هذه الحرب من إقامة "مناطق آمنة" للأكراد فى شمال العراق، وهو ما مثل تغييراً سلبياً إضافياً فى البيئة الإقليمية المحيطة بتركيا.

مثلت السنوات الواقعة من التسعينات إلى نهاية القرن العشرين فترة إعادة التعريف للمصالح الوطنية التركية وإنضاجها على أساس جديد لا يستغنى عن التحالف مع واشنطن، ولكنه يفتح الآفاق أمام تركيا لاكتشاف فرص جديدة من الحضور ومساحات التأثير فى جوارها الجغرافى. نبتت البذرة التى غرسها أوزال وأينعت بعد رحيله بعقد كامل، فصحيح أن تركيا لم تنجح فى استثمار التغيرات الجيو-سياسية فى البلقان والقوقاز وآسيا الوسطى بسبب اصطدامها بقوى أكبر حالت دون ذلك، أوروبا فى الحالة الأولى وروسيا فى الحالة الثانية، إلا أن قدرتها على عدم التحقق فى هذه المناطق ترافقت مع فتح نوافذ جديدة للفرص أمامها. ولعبت التطورات الدولية التى عصفت بالعالم منذ نهاية القرن العشرين دوراً إضافياً فى التأثير على سياسة تركيا الخارجية والإقليمية، إذ تفاقمت الصراعات الإثنية فى الجوار الأوروبى سواء فى البلقان أو منطقة الأوراسيا، وبرزت الأصولية الإسلامية على الصعيدين الإقليمى والدولى. دفعت كل هذه العوامل بتركيا بالمعنى الجيو-سياسى لأن تأخذ دور المركز الإقليمى الصاعد. وجاءت أحداث الحادى عشر من سبتمبر 2001 بعوامل استقطاب كونية جديدة مثل انتشار الإرهاب المعادى للغرب، احتلال الولايات المتحدة الأمريكية للعراق 2003، بتحديات جديدة لتركيا المرتبطة مؤسساتياً وهيكلياً بالغرب، وذات الغالبية السكانية من المسلمين والتى تملك الطموح اللازم للحصول على موقع أفضل فى خرائط السياسة الإقليمية والدولية. ترافق الطموح كعامل ذاتى مع الفراغ الإستراتيجى فى المناطق المتاخمة لتركيا، وما نتج عنه من احتياج أمريكى للأدوار التركية فى مروحة جغرافية واسعة تمتد من آسيا الوسطى شرقاً وحتى البلقان غرباً، ومن البحر الأسود شمالاً وحتى الشرق الأوسط جنوباً. مهدت هذه الاعتبارات الطريق أمام تركيا لتصبح "محور الحسابات الجيو-سياسية، بسبب موقعها على مفترق طرق البلقان، شرق المتوسط، القوقاز، آسيا الوسطى والشرق الأوسط بمشاكله العربية-الإسرائيلية" . سعت تركيا فى هذه البيئة الإقليمية الملتهبة والدولية المضطربة إلى إعادة تركيب سياستها الخارجية لتصبح متعددة الأبعاد والاتجاهات، فتبقى على توجهها الأساسى نحو الغرب، ولكنها تنفتح فى الوقت نفسه على جوارها الجغرافى وبضمنه الشرق الأوسط. أعطى "حزب العدالة والتنمية" لتركيا سياستها الانفتاحية حيال الشرق الأوسط، مراكماً على ما خطط له تورجوت أوزال وحزب "الوطن الأم" فى ثمانينات وأوائل تسعينات القرن الماضى، لإعادة تشكيل السياسة الخارجية حتى تصبح متعددة الأبعاد والمحاور. كان الطريق شاقاً أمام عودة تركيا إلى المنطقة، إذ تضافرت الكوابح الداخلية التركية مع قيود الالتزامات الدولية فى مزيج مدهش من العوائق، ولكن السياسة الإقليمية التركية المدموغة بخاتم وزير الخارجية أحمد داود أوغلو، خطت فوق العوائق السياسية والحساسيات التاريخية لتعيد تركيا إلى جوارها الجغرافى والحضارى بعد عقود من الغياب. ألغت السياسة الإقليمية التركية الجديدة تلك الثنائيات التى استقرت فى الأذهان لفترات طويلة، وعلى الأخص ثنائية إما التوجه غرباً أو التوجه شرقاً، بحيث بدا فى مراحل سابقة وكأن التوجه نحو أوروبا والغرب يتطلب تنازلاً عن مد الروابط والجسور نحو الشرق. استعملت السياسة الخارجية التركية "كسارة الثنائيات" بشكل عقلانى ومنهجى مستندة إلى خيال سياسى استثنائى وطموح لا يعرف الكلل، ولكنها أسندت كل ذلك إلى أساس واقعى يعكس وعياً عميقاً بتركيبة وهياكل المنطقة فأحرزت لتركيا أقصى ما يمكن أن تحصل عليه فى ظل التوازنات الدولية والإقليمية القائمة. يعود جانب كبير من المقبولية الشعبية والنخبوية التى تحظى بها تركيا في المنطقة إلى النموذج الذى تقدمه من حيث الانفتاح على الغرب، والتناوب السلمى على السلطة بين أحزابها السياسية والتقدم الاقتصادي الذى أحرزته تحت قيادة حزب "العدالة والتنمية"، بحيث أصبحت الاقتصاد رقم 17 على العالم من حيث حجم الناتج المحلى الإجمالى مع آفاق أوسع للنمو فى العقود القادمة ، وكلها اعتبارات وعوامل ما كان لتركيا أن تحظى بها دون ارتباط عميق مع الغرب.

تضافرت مجموعة من العوامل الداخلية والإقليمية والخارجية لتدفع تركيا نحو دور أنشط فى سياستها الإقليمية، إذ أن وصول حزب "العدالة والتنمية" إلى السلطة عام 2002 بالتوازى مع التعثر فى مفاوضات الانضمام التركى إلى الاتحاد الأوروبى بسبب خشية أوروبا من "هوية تركيا الإسلامية"، والانقلاب الحاد فى موازين القوى بالمنطقة منذ احتلال العراق عام 2003، اختلطت ببعض وشكلت خليطاً فريداً من الدوافع. وهكذا أصبح الانخراط التركى فى الشرق الأوسط ضرورة مصيرية للحفاظ على مصالح الدولة التركية. هنا طرح حزب "العدالة والتنمية"، تعريفاً جديداً للمصالح الوطنية التركية، بعد أن كانت حسب قواعد اللعب التركية تقع فى دائرة اختصاص المؤسسة العسكرية. والتعريف الجديد يتسق مع رؤية حزب "العدالة والتنمية" لهوية تركيا ومصالحها الوطنية وبشكل يلحظ التغيرات في البيئتين الإقليمية والدولية. لا تقطع السياسة الإقليمية التركية الجديدة مع الولايات المتحدة الأمريكية كحليف دولى وإستراتيجى، حتى ولو تصادمت معها فى بعض القضايا. ومثل انتخاب باراك أوباما رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية عام 2009 فرصة كبيرة أمام أنقره لتمتين شراكة استراتيجية مع واشنطن تمتد خلال القرن الحادى والعشرين ، نظراً إلى حاجة كل من الطرفين للأخر ولكن وفق قواعد لعب مغايرة تسمح لتركيا بهامش أكبر للمناورة الإقليمية. يعد البروفيسور أحمد داود أوغلو وزير الخارجية الحالى المنظّر الأساسى للسياسة الإقليمية التركية الجديدة. وهو مؤلف كتاب "العمق الإستراتيجى: موقع تركيا ودورها في الساحة الدولية" ، الذى يعتبر الأساس لفهم المرتكزات الانطلاقية لرؤية تركيا لنفسها ولجوارها ومن ثم تقديرها لدورها القادم. بعد رؤيته المعمقة لوضعية بلاده فى السياستين الإقليمية والدولية يريد داود أوغلو لتركيا أن تتخطى دور الدولة الحاجزة لطموحات موسكو طيلة الحرب الباردة أو حتى الدولة الجسرية بين الشرق والغرب لتصل إلى الدولة ذات العمق الإستراتيجى. وفق هذا المقتضى توظف السياسة الإقليمية لتركيا تحت حكم "حزب العدالة والتنمية" الموروثات التاريخية والجغرافية لتركيا بشكل مثالى، بطريقة تتجاوز العوائق التى حالت دون تبلور سياسة إقليمية تركية فعالة فى الماضى. ويربط داود أوغلو بشكل جذاب بين العوامل الجيو-اقتصادية والجيو-ثقافية والجيو-سياسية فى إطار يتوخى إعادة تحليل البناء الجيو-سياسى لتركيا من جديد. يعتقد أحمد داود أوغلو أن "ثمة سياسات متباينة يمكن لتركيا انتهاجها فى الشرق الأوسط، الأولى هى الابتعاد التام عن الشرق الأوسط ومشكلاته، والثانية هى تطوير سياسات متناغمة مع سياسات معسكر دولى ما، كسياستها خلال الحرب الباردة، انطلاقاً من تجنب تحمل مخاطر المبادرة منفردة فى المنطقة، أما السياسة الثالثة فتقوم على النظر إلى الشرق الأوسط من خلال مقاربة تركية خالصة مركزها أنقره" . من الواضح أن تركيا اختارت السياسة الثالثة!.
ثانياً: الأسباب الدافعة لدور إقليمى تركى فى الشرق الأوسط

يمكن تقسيم الأسباب الموجبة لدور تركى إقليمى فى المنطقة إلى أسباب موضوعية وأخرى ذاتية، ويأتى فى مقدم الأسباب الموضوعية ذلك الفراغ الكبير الضارب أطنابه في المنطقة نتيجة انهيار ما سمى "النظام الإقليمى العربى"، خصوصاً عقب احتلال العراق عام 2003. ثم يأتى ثانياً عامل هام ضمن الأسباب الموضوعية المسهلة لقيام تركيا بدور إقليمى وهو أن تركيا ترسم سياستها الإقليمية بغطاء وتأييد من الولايات المتحدة الأمريكية، وباعتبارها فى وجه من الوجوه ثقلاً موازياً للدور الإقليمى الإيرانى الذى لا ترضى عنه أمريكا، حتى مع تأكيد تركيا المستمر أنها لا تتواجه مع إيران في المنطقة. ثالثاً تتمدد تركيا إقليمياً فى المنطقة بتكاليف سياسية أقل بكثير من العائد السياسى الذى تجنيه، بحيث أن الجدوى الإستراتيجية من لعب هذا الدور تكون متحققة تماماً فى حالة الشرق الأوسط. وتكفى هنا الإشارة إلى الدور الإقليمى الإيرانى والذى استثمرت فيه إيران مالياً وأيديولوجياً لبناء شبكة من التحالفات مع الدول والحركات والأحزاب السياسية لمدة ثلاثين عاماً. المقارنة بين مساحات التأثير التى يملكها كل طرف تشى بأن تركيا تتنافس مع إيران بأدوات جديدة ولكن بمدخل أقل تكلفة سياسية من إيران بكثير. رابع الأسباب الموضوعية التى تدفع تركيا إلى لعب دور إقليمى فى المنطقة يتمثل فى أن الشرق الأوسط هو المجال الجغرافى الوحيد فى جوار تركيا الذى يمكنها فيه لعب دور إقليمى دون الاصطدام بقوى عالمية، بالمقارنة بالقوقاز حيث النفوذ الروسى أو فى ألبانيا والبوسنة حيث النفوذ الأوروبى. ويتمثل خامس الأسباب الموضوعية فى تلك الصورة الإيجابية لتركيا عند شرائح عربية واسعة والترحيب غير المسبوق بدور تركى فى المنطقة لأول مرة منذ قيام الجمهورية بسبب جاذبية "النموذج التركى". يتلخص السبب الموضوعى السادس لدور تركيا الإقليمى فى توافر تاريخ مشترك بين تركيا والعرب ووجود تقارب ثقافى وحضارى ومذهبى بين تركيا والدول العربية، وهو ما لا يجعل تركيا عنصراً وافداً إلى المنطقة ويسهل قيامها بهذا الدور. تقوم الدوافع الذاتية التركية للعب دور إقليمى فى المنطقة على أساس المصالح الوطنية التركية، حيث تشكل الدول العربية سوقاً ممتازة للسلع التركية التى تحظى فى المنطقة بتنافسية لا تحظى بها بالضرورة فى السوق الأوروبية. وثانياً تشكل المنطقة العربية بما تملكه من احتياطات للطاقة عامل جذب بأهمية استثنائية لتركيا، التى يتزايد الطلب فيها على النفط والغاز لسببين أساسيين هما تعاظم قدرات الاقتصاد التركى وطموح تركيا لكى تصبح معبراً لإمدادات الطاقة إلى أوروبا، وبما يعزز وضعيتها الإستراتيجية. ثالثاً المصالح الأمنية التركية، لأن لعب دور إقليمى فى المنطقة يعنى المشاركة فى تحديد الأجندة الإقليمية والوصول بخطوط الدفاعات التركية إلى أبعد نطاق ممكن من الأراضى التركية، وتركيا كانت تاريخياً ضحية لعمليات إرهابية سواء على خلفية سياسية مثل المشكلة الكردية أو المشكلة الأرمنية أو على خلفية أيديولوجية مثل عمليات الجماعات الدينية المتشددة التى تنشط فى دول جوارها الجغرافى. رابعاً يؤدى الدور الإقليمى المتزايد فى المنطقة إلى تحسين كبير فى صورة تركيا لدى أوروبا، ويرفع رصيدها لدى الاتحاد الأوروبى، الذى يتعنت فى قبولها عضواً بسبب الاعتبارات الثقافية والدينية، باعتبارها صمام الأمان المتقدم على تخوم الشرق الأوسط المجاور جغرافياً للاتحاد الأوروبى. خامساً لا يمكن إغفال التأثير الذى لعبه وصول حزب "العدالة والتنمية" إلى السلطة فى تركيا على قيامها بدور إقليمى فى المنطقة، صحيح أن الدور الإقليمى التركى يتأسس على اعتبارات موضوعية وعلى خلفية المصالح الوطنية التركية فى المقام الأول، ولكن ذلك لا يمنع من دور مساعد للخلفية الأيديولوجية التى ينطلق منها حزب "العدالة والتنمية" فى توجيه سياسة تركيا الخارجية. حاول بولنت على رضا الخبير فى الشؤون التركية لدى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية فى واشنطن أن يوفق بين الاعتبارين فخرج بنتيجة مفادها أن "النواة الصلبة للرؤية الوطنية التركية لدى غالبية كوادر حزب العدالة والتنمية هى خليط بين القومية التركية والإسلام" . وإذ تعد "مسألة الهوية"، وهى مدركات الدولة لنفسها فى مواجهة محيطها الجغرافى؛ من أهم العوامل فى رسم السياسة الإقليمية للدول الوطنية، فمن الطبيعى أن تختلف مدركات هذه "الهوية" من حزب إلى أخر ومن فصيل سياسى إلى غيره من الفصائل. وهذا الاختلاف يقود إلى اعتماد البرنامج السياسى للأحزاب الحاكمة على رؤى بعينها فى القضايا المختلفة، ومنها طبعاً السياسات الإقليمية. تأسيساً على ذلك لا يمكن اعتبار أن الدافع الإيديولوجى "الإسلامى" هو المحرك الأساس لسياسة تركيا الإقليمية، بل المصالح الوطنية والقومية، حتى لو امتزجت العوامل لأن هذا الامتزاج يوفر أرضية أكثر مناسبة لتقرير السياسة الإقليمية الجديدة وحشد أوسع تأييد داخلى لها.
ثالثاً: تركيا وتوازنات القوى فى الشرق الأوسط

جسد وصول حزب "العدالة والتنمية" إلى السلطة فى تركيا لحظة تاريخية تبلورت فيها قطاعات واسعة من طبقة رجال الأعمال الجدد من المستوى المتوسط والصغير يتحدرون من الأناضول فى شرق تركيا، وهؤلاء ذوى ميول وطنية محافظة ولهم مصلحة مادية فى الانفتاح على الشرق الأوسط لتسويق منتجاتهم ذات الميزة النسبية المتدنية فى الغرب، على العكس من الشركات التجارية التركية الكبرى المتمركزة فى الغرب التركى مثل صابانجى وكوش -أصحاب المصلحة فى تغليب الارتباط بالغرب المتطور خدمة لمصالحهما الاقتصادية. تمثل هذه الطبقة الصاعدة القوة الاجتماعية الدافعة لحزب "العدالة والتنمية" الذى يسعى لإشراكها كى تلعب دوراً أكبر فى الاقتصاد والسياسية التركية إلى جانب طبقة كبار الاقتصاديين الأتراك التقليدين ذوى الميول العلمانية على النمط الأتاتوركى، وبالتالى تعديل التوازنات الداخلية التركية من القاعدة إلى القمة وبطريقة تراكمية. ويعنى ذلك –فى وجه من الوجوه أن الحراك الدائر فى تركيا على توجيه دفة السياسة الداخلية يتأسس فى جوهره على مكون اقتصادى-اجتماعى-مناطقى، فى حين يظهر على السطح فقط أن المكون السياسى-الأيديولوجى هو المحرك الوحيد للتجاذب الداخلى فى تركيا. تتخوف المؤسسة العسكرية مما يسمى "العثمانية الجديدة" لأن "استعمال القوة الناعمة التركية فى الشرق الأوسط من شأنه تهديد الهوية الكمالية العلمانية فى تركيا" ، ولكن المفارقة تكمن فى أن حزب "العدالة والتنمية" ينتهج توازناً دقيقاً فى سياسته بالداخل تجاه منافسيه المحليين محاولاً بناء توافقات داخلية واسعة، على الرغم من أن "بناء التوافقات لم يكن أبداً سهلاً فى تركيا" . ويجد التوازن التراكمى الدقيق فى سياسة تركيا الداخلية امتداده فى سياسة تركيا الإقليمية، حيث تدير تركيا سياستها بطريقة مركبة تجاه الأركان الثلاث للقوة فى الشرق الأوسط: إيران وإسرائيل ودول "الاعتدال العربى". ومثلما لتركيا مصالح وقواسم مشتركة مع الأطراف الثلاث، فلها أيضاً أهداف لا تتفق بالضرورة مع كل من هذه الأركان الثلاث، وهو أمر مفهوم ومشروع فى السياسة الإقليمية. وتشهد الديناميات المتحكمة فى علاقات تركيا بهذه الأطراف على براعة تركية فى قراءة المعطيات ومن ثم تحييد التناقضات والخروج بأفضل النتائج الممكنة من منظور المصالح الوطنية التركية. ربما يكون استعراض العلاقات التركية مع عناصر القوة الثلاث فى الشرق الأوسط ضرورياً للإجابة عن سؤال أى الاعتبارات يحسم السياسة الإقليمية التركية: المصالح الوطنية أم الدوافع الأيديولوجية؟.
العلاقات التركية مع إيران

تشهد العلاقات التركية-الإيرانية راهناً علاقات تعاون اقتصادى جيدة، وتتوسط تركيا فى أزمة الملف النووى الإيرانى بين طهران والغرب، ولكن دون أن يرقى ذلك التعاون الاقتصادى والوساطة الدبلوماسية إلى مستوى التحالف بين البلدين. يملك البلدان قواسم مشتركة واضحة، فكلاهما دولتان غير عربيتان تحيطان بالدول العربية من الشمال، لكلاهما مصلحة مشتركة فى لجم الطموحات الكردية ضمن حدودهما السياسية. ومع المصالح المشتركة الناجمة من الموقع الجغرافى وتشابه مصدر التهديد (الأكراد)، يمكن ملاحظة تنسيق محدود الفعالية بين تركيا وإيران فى ملفات القوقاز وآسيا الوسطى. وعلى العكس من الساسة تبدو إمكانات واعدة لتعاون اقتصادى كبير بين أنقره وطهران، من طريق مد الغاز الإيرانى إلى "خط نابوكو" عبر الأراضى التركية إلى أوروبا. وإذ تشكل السوق الإيرانية أحد الركائز المهمة للصادرات التركية فى الشرق الأوسط، فإن تركيا تستثمر أيضاً فى قطاع النفط الإيرانى، وخصوصاً حقل بارس الجنوبى. وفى مقابل مجموعة القواسم المشتركة فهناك أيضاً كوابح تعيق –موضوعياً- تطوير هذه العلاقات، إذ يخوض البلدان منافسة تاريخية على الزعامة الإقليمية منذ خمسة قرون. تتصادم المنظومة القيمية لكلا النظامين، وتتعارض التحالفات الدولية لكل منهما، وتختلف الأدوات التى يستخدمها الطرفان فى المنطقة: تركيا تستثمر قوتها الناعمة، وقوتها الاقتصادية وانفتاحها على الغرب لمد النفوذ، أما إيران فتفرض حضورها عبر منازلة إسرائيل وتبنى حركات المقاومة واصطدامها بالولايات المتحدة الأمريكية. وفى حين تعود تركيا إلى المنطقة بترحيب دولى وإقليمى نسبى، إلا أنها لا تملك التحالفات التى تفرض الإيقاع مثل إيران. لا تعنى عودة تركيا إلى توازنات المنطقة التصادم مباشرة مع إيران، أو الاستمرار بنمط العلاقات مع إسرائيل على غرار العقود السابقة، وهو ما يعنى ضرورة تموضع تركيا بصورة مغايرة تسمح لها القيام بأدوارها الجديدة المرغوبة منها ذاتها والمطلوبة دولياً. هنا لا بد من ملاحظة أن تركيا لن تؤيد ضربات عسكرية ضد إيران لحل أزمة ملفها النووى، لأن ذلك سيرتد على تركيا ومصالحها فى المنطقة، فى الوقت الذي تعارض فيه تركيا امتلاك إيران لقدرات نووية لأن ذلك سيحسم التنافس التاريخى على الزعامة بين تركيا وإيران لمصلحة الأخيرة. لذلك تتوسط تركيا فى الملف النووى الإيرانى باعتبارها "المرجعية الإقليمية" الأولى فى المنطقة، وهو ما يساء فهمه فى أحيان كثيرة من الأطراف العربية. كما أن عودة تركيا إلى معادلات النفوذ فى العراق وسورية تعنى –حكماً- خصماً من أدوار إيران هناك، ولكن بطريقة ناعمة وتراكمية وليس على نحو تصادمى مباشر. يبدو الصراع على النفوذ بالشرق الأوسط والرغبة فى التمدد الإقليمى قدراً مستمراً للعلاقات الإيرانية-التركية، على الرغم من بعض الفترات التاريخية التى شهدت العلاقات فيها تقارباً بين البلدين، ولكن دون أن يرقى هذا التقارب أبداً إلى مستوى التحالف الثنائى بين البلدين الجارين.
العلاقات التركية مع إسرائيل

تعانى العلاقات التركية-الإسرائيلية حالياً من تداعيات أزمة "أسطول الحرية"، ولكن مع استمرار التعاون الاقتصادى والعسكرى بين البلدين. يمتلك البلدان قواسم مشتركة أبرزها توحد الحليف الدولى لكليهما، أى الولايات المتحدة الأمريكية وتاريخ ممتد من التعاون بدأ مع قيام دولة إسرائيل وحتى الآن، مثلما يملك كلاهما أقوى القدرات العسكرية فى المنطقة. ومع توافر القواسم المشتركة تعد التغيرات فى البيئة الإقليمية عاملاً يكبح تطوير العلاقات التركية-الإسرائيلية التى تشهد بعد انتهاء الحرب الباردة منافسة على الزعامة الإقليمية فى منطقة شرق المتوسط. لم تكن العلاقات التركية-الإسرائيلية ثابتاً استاتيكياً، بقدر ما كانت تعبيراً عن اصطفاف إقليمى-دولى فى مواجهة اصطفاف دولى أوسع. اعترفت تركيا كأول دولة إسلامية بإسرائيل باعتبار ذلك من موجبات التحالف التركى-الأمريكى، الذى استهدف أساساً مواجهة الاتحاد السوفيتى السابق. ومع انضواء تل أبيب تحت المظلة الأمريكية أثناء الحرب الباردة، فقد ترسخت العلاقات التركية-الإسرائيلية فى مواجهة تحالف دولى وبالاصطفاف فى تحالف أخر. ولكن مع سقوط الاتحاد السوفيتى السابق فقد تغيرت الديناميات التى تربط تركيا بإسرائيل لتصبح معادلة العلاقات متمثلة فى قوتين واقعتين فى شرق المتوسط، تتشاركان فى خاصيتين محددتين هما: السقف الدولى الواحد، ومجاورة كلاهما لنفس الدول العربية المعادية (سورية والعراق). لذلك فقد استمرت العلاقات التركية-الإسرائيلية على وتيرة عالية، ولكن ليس باعتبارهما جزءاً من تحالف دولى فى مواجهة تحالف أخر. ومع احتلال العراق عام 2003 بدعم وتأييد اللوبى الصهيونى فى واشنطن، تغيرت التوازنات فى المنطقة مرة أخرى، حيث خرجت تركيا والدول العربية خاسرة جراء ذلك الاحتلال. ومع تبدل الموازين أكثر فى المنطقة وصعود النفوذ الإيرانى فى العراق والمنطقة وانفتاح سوريا على تركيا، لم تعد تركيا محاطة بدول معادية مثلما كانت فى السابق، وبالتالى انهار ركن أساسى فى القواسم المشتركة لكل من تل أبيب وأنقرة. كبحت المنطلقات الأساسية لحزب "العدالة والتنمية" من تطوير العلاقات التركية-الإسرائيلية وترافق ذلك مع التغير فى الديناميات التى تتحكم فى هذه العلاقات، بحيث أصبح الابتعاد التركى المحسوب عن إسرائيل ملبياً للمصالح التركية العليا، وليس لمصالح حزب "العدالة والتنمية" فقط. أصبحت واشنطن تدرك حاجتها إلى تركيا أكثر بكثير عما قبل، حيث تحتاج واشنطن إلى تركيا لتأمين انسحابها من العراق، وتعتاز أمريكا إلى أنقرة فى الملف النووى الإيرانى، مثلما تريد دوراً تركياً فى تحسين صورة أمريكا فى المنطقة، وكلها أمور فائقة الأهمية لإدارة أوباما ولا تستطيع إسرائيل أن تفعل فيها الشئ الكثير فى الواقع. هنا بالتحديد المغزى الجيو-سياسى الأعمق لحادثة "أسطول الحرية"، وهنا بالتحديد الخسارة الحقيقية لإسرائيل أمام تركيا لأن تل أبيب لم يعد لديها مروحة من الاختيارات مثلما كان وضعها منذ عام 1948 وحتى يوم القرصنة على السفن المدنية التركية فى المياه الدولية فى 31 مايو 2010، بل أضحت خياراتها محدودة جداً فى الواقع. ستستمر العلاقات التركية-الإسرائيلية، ولكن تركيا لم تعد شريكاً إستراتيجياً لإسرائيل، ناهيك عن أن اسرائيل لم تعد بالضرورة الشريك الوحيد لواشنطن فى المنطقة. وبالمقابل فإن ابتعاد تركيا عن إسرائيل نسبياً لا يعنى عداء مستحكماً بين الطرفين أو قطيعة مع الغرب، ولكن إعادة تموضع تحتمها المصالح الوطنية التركية وليس الدوافع الأيديولوجية لحزب "العدالة والتنمية".
العلاقات التركية مع محور "الاعتدال العربى"

صعدت الصورة الإيجابية لتركيا فى الرأى العام العربى صعوداً كبيراً فى السنوات الماضية ، بحيث زاد الاهتمام بتركيا وزادت معه كمية المعرفة بهذا البلد. وبالرغم من التحسن الكبير فى صورة تركيا ومكانتها فمازالت العلاقات العربية-التركية فى وضعية لا تسمح بالمضى إلى الأمام. ويعود السبب فى ذلك إلى أن الترحيب اللفظى بعودة تركيا إلى المنطقة وزيادة التبادل التجارى بمعدلات جيدة بين هذه الأطراف، ليسا كافيان وحدهما للوصول إلى تعديل جذرى فى العلاقات يرقى بها إلى مستوى التنسيق والتحالف. ينتمى كل من تركيا ومحور ما يسمى "الاعتدال العربى إلى معسكر دولى واحد، ويملك الطرفان تاريخاً من التعاون يمتد إلى أيام الحرب الباردة وحتى الآن ويتشابهان فى الهوية الطائفية، ولكن كلاهما ينظر إلى العلاقات مع الطرف الأخر على خلفية توقعات صعبة التحقق. يتوقع محور "الاعتدال العربى" من تركيا أن تشكل موازناً أمام إيران فى المنطقة، وهو ما يتصادم مع رؤية تركيا لدورها وطبيعته ومع مصالح تركيا الاقتصادية والأمنية مع إيران. ينظر محور "الاعتدال العربى" بالمقابل إلى تركيا بوصفها منافساً على الزعامة الإقليمية، وتتخوف دوائر نافذة فى هذا المحور من تأثيرات ما تسميه "الدوافع الايديولوجية" لحزب "العدالة والتنمية" على علاقات التوازن السياسى الداخلى فيها. ومع النظرات المتشائمة والتوقعات غير الواقعية تبقى ميزة أساسية كامنة لتطوير العلاقات التركية مع محور "الاعتدال العربى" متمثلة فى وجود امكانات لتعاون اقتصادى كبير بين الطرفين: تركيا بإمكاناتها الاقتصادية المعلومة، والسعودية بإمكاناتها النفطية الضخمة، ومصر بموقعها الجغرافى وقدراتها البشرية التى تمكنها من التحالف الاقتصادى مع تركيا.
رابعاً: الخلاصة

1- تعرف تركيا توازناً دقيقاً بين اعتبارات مختلفة، ولذلك تتشابه سياستها الداخلية مع سياستها الإقليمية من حيث كونها سياسة تراكمية تراعى اعتبارات التوازن بين أهداف متعارضة، ففى الداخل هناك توازن دقيق بين حزب "العدالة والتنمية" من ناحية وخصومه من ناحية أخرى، وهو ما يحد نوعاً من إندفاعة تركيا الخارجية. صحيح أن الموازين تتعدل بمرور الوقت لصالح حزب "العدالة والتنمية"، لكنه يتبنى سياسات داخلية تستهدف تغيير البنى المناوئة عبر عقد تحالفات أوسع، وليس بطريقة الضربات القاضية التى تعرفها دول الشرق الأوسط. ذات الشئ ينطبق على علاقات تركيا الإقليمية مع كل من إيران وإسرائيل ومحور الاعتدال العربى، هناك قواسم مشتركة مع كل من هذه الأطراف ولكن هناك كوابح في الوقت ذاته. توسع تركيا على خلفية نظرية "العمق الإستراتيجى" من قدرات تركيا فى هذا المضمار، وتبنى سياستها على أسس وخلفيات تاريخية واقتصادية وثقافية وسياسية فى اتجاه متعدد المحاور والأبعاد.

2- حبس تركيا داخل أطر أيديولوجية يحجب الرؤية الصحيحة لدورها وموقعها ويمنع تالياً فرص التنسيق والتحالف معها لمصلحة الطرفين العربى والتركى. ينسى من يضع تركيا فى خانة المتحالف مع الأعداء، كما كان الحال عليه لدى تيارات يسارية وقومية عربية طيلة العقود الماضية، أن التحالف مع واشنطن والناتو كان ضرورة جغرافية من المنظور التركى فى ضوء تجربة الحرب الباردة والتهديد التاريخى الذى مثلته روسيا القيصرية والاتحاد السوفيتى السابق من بعدها للأراضى التركية. تركيا الآن ليست واجهة لدول عظمى فى المنطقة، إنها بالأساس دولة إقليمية نافذة، لها مصالح وطنية تتوخى تحقيقها عبر تحالفات دولية وإقليمية، بحيث توسع تركيا من هامش مناورتها فى ظل التحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية وهو درس ينبغى أن تدرسه الدول العربية المتحالفة مع واشنطن بالعناية الواجبة. وعلى المقلب الأخر فإن وضع حزب "العدالة والتنمية" فى تركيا فى خانة "الحزب الشقيق" للتيارات الإسلامية، والنظر إلى تركيا من منظار أيديولوجى يوظف نجاحات هذا الحزب فى تركيا كمادة للتجاذبات السياسية داخل المجتمعات العربية يتناسى أن السياسة الإقليمية لتركيا تحت حكم حزب "العدالة والتنمية" تتحرك على خلفية مصالح تركيا الوطنية أولاً وهو أمر يحسب لهذه السياسة وليس عليها، مثلما يتناسى الفوارق الكبيرة بين حزب "العدالة والتنمية" فى تركيا من ناحية وغالبية الأحزاب العربية المنتمية للإسلام السياسى من ناحية أخرى، وبحيث لا يستقيم عقد المقارنة بينهما أصلاً. وبالتالى يؤدى ذلك التوظيف السطحى والمباشر للتجربة التركية إلى الهبوط بالنموذج الفريد الذى تقدمه تركيا، كقوة تحديث رئيسية فى المنطقة، إلى مستوى التجاذبات السياسية العربية البينية، وهو ما من شأنه أن يوسع الفجوة بين النظام العربى الرسمى وتركيا، وبالتالى يمنع فرص التنسيق بين الطرفين العربى والتركى. تماماً من حيث لا يحتسبا يلتقى النقيضان، إذ يغلب كلاهما الاعتبارات الأيديولوجية على عوامل التقييم الموضوعى للتجربة التركية.

3- بالرغم من اختلاف نظرة التيارات السياسية فى العالم العربى إلى تركيا، يجب الوصول إلى توافق سياسى عام مفاده أن تركيا حقيقة إقليمية واقعة، وأن التجربة التركية تقدم نموذجاً سياسياً يستحق التأمل والتفاعل معه بإيجابية وليس فقط إظهار التأييد أو المعارضة الأيديولوجية.

4- يتقدم عامل المصالح الوطنية على عامل الأيديولوجيا فى توجيه السياسة الإقليمية لتركيا، خصوصاً بفضل امتلاك السياسة الأقليمية التركية ومخططها أحمد داود أوغلو لرؤية عميقة تخص موقعها الجغرافى - السياسى وتعظيم استثماره، وصيانته عبر الملاحظة الدقيقة للتغيرات فى البيئتين الإقليمية والدولية. 5- إرساء التنسيق بين السياسات العربية والتركية على قاعدة المصالح المشتركة، ربما يساهم فى تعديل التوازنات الشرق أوسطية الراهنة وبما يعيد الرقم العربى جزءاً من معادلتها. هناك صراع دائر فى المنطقة بين الأطراف الإقليمية غير العربية على النفوذ، وتشترك تركيا فى هذا الصراع بوضوح. ولكن هناك أيضاً صراع موازى هو الصراع على تركيا ذاتها بين إيران وإسرائيل بغرض التأثير فى خيارات تركيا، وفى كلا الصراعين تبدو الدول العربية غائبة عن الفعل. فإذا كان العرب راغبون بالفعل أن يصبحوا رقماً فى المعادلات الجديدة فى الشرق الأوسط، عليهم الانخراط فى الصراع على تركيا، وجذبها إليهم بطريقة علمية على خلفية المصالح الوطنية للطرفين.








 


رد مع اقتباس
قديم 2011-04-20, 16:10   رقم المشاركة : 947
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة toufikleo مشاهدة المشاركة
احتاج لمساعدة ارجوكم ارجوكم ......احتاج لبحث عن : الدور الاقليمي لتركيا في الوطن العربي في عهد حزب العدالة و التنمية ....ارجوكم ...مساعدة ......انا طالب علوم سياسية تخصص علاقات دولية......اذا امكن رد سريع .....pleas

دخلت تركيا، مع وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة عام 2002، مرحلة جديدة في سياستها الخارجية، قوامها الاستقلالية، والانفتاح، وتحسين العلاقات الإقليمية مع الجميع، وتعدد الأبعاد.

ولم تعد تركيا جزءاً من سياسات المنظومة الغربية، أو مجرد تابعٍ للمسارات والمحددات الأمريكية والإسرائيلية.

إن انفتاح تركيا على محيطها الإقليمي والعربي والإسلامي منحها فرصة أفضل للتعبير عن هويتها الحضارية، وهموم وتطلعات الشعب التركي، كما أتاح لها مجالات واسعة للتبادل التجاري وتحقيق مكاسب اقتصادية، فضلاً عن أنه سهّل عليها احتمالات لعب أدوار سياسية أفضل.

كان العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة علامة فارقة في تزايد الدعم التركي الشعبي والرسمي للقضية الفلسطينية، وفي توجيه انتقادات حادة للسلوك الإسرائيلي، وفي المطالبة بفك الحصار عن قطاع غزة، واحترام إرادة الشعب الفلسطيني الذي انتخب حماس. غير أن الموقف التركي ظل محكوماً باستمرار تبنيه للمسار العربي الرسمي وموقفه من التسوية، وفي مراعاة تحالفه مع أمريكا، وعلاقاته بـ"إسرائيل"، ورغبته في الدخول في الاتحاد الأوروبي.

العوامل المتحكمة في المواقف التركية من القضية الفلسطينية:

تتأثر صناعة القرار في تركيا فيما يتعلق بالشأن الفلسطيني بثلاثة محددات رئيسية، أولها الخلفية الإسلامية والحضارية والتاريخية التي تربطها بفلسطين، وثانيها الخلفيات السياسية والجيوستراتيجية، وثالثها الخلفيات الاقتصادية؛ حيث يشكل المحددان الثاني والثالث عناصر مهمة في إدارة مصالحها وتحديد أولوياتها في المنطقة. وبشكل عام هناك عدد من العوامل التي تحدد الموقف التركي:

1- إن القضية الفلسطينية موجودة في الأساس في وجدان الشعب التركي وقياداته منذ ظهور المشروع الصهيوني في عهد السلطان عبد الحميد الثاني؛ ورفضه إعطاء أرض في فلسطين لإقامة دولة لليهود عليها، وصولاً إلى عهود الحكومات العلمانية المتعاقبة حتى في أشد الفترات التي كانت تركيا تقف فيها ضد العالم العربي. بل إن العديد من المواقف التاريخية اتخذت في عهد قيادات علمانية، مثل تخفيض العلاقات الديبلوماسية مع "إسرائيل" في نهاية 1981 في عهد نظام الانقلاب العسكري. كما أن رئيس الحكومة بولنت أجاويد، المعروف بتشدده العلماني وعدائه للتيارات الإسلامية، كان الحاضن لمنظمة التحرير الفلسطينية في السبعينيات وأول من وصف ممارسات "إسرائيل" بالإبادة في العام 2002.

2- إن الجذور الإسلامية لقادة حزب العدالة والتنمية كانت من العوامل التي دفعت تركيا إلى اتخاذ مواقف تضامنية قوية إلى جانب الشعب الفلسطيني. ووصلت إلى حدود قصوى عرّضت وضع الحكومة التركية إلى ضغوط شديدة من الخارج من دون أن تنحني أمامها. وكانت تعتمد في ذلك على التأييد القوي والحضور الواسع للقضية الفلسطينية في ضمير الشعب التركي. وهو ما دفع رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان للقول مرَّة أنه عندما يتخذ قراراً في السياسة الخارجية، فإنما يصغي لصوت الشعب المؤيد كلية للقضية الفلسطينية.

3- إن سعي تركيا لتكون دولة مؤثرة وذات حضور في الساحة الإقليمية والعالمية اتخذ آليات لا تتصل فقط بالبعد الإسلامي والعمق الحضاري في سياسة حزب العدالة والتنمية، بل أخذ في الاعتبار التجاذبات والاستقطابات الموجودة في المحيط الإقليمي لتركيا.

4- إن أهم شروط الدور الوسيط أن يكون على علاقة جيدة مع الجميع، وأن يكون بالتالي موضع ثقة لدى الأطراف المتنازعة. وقد نجحت تركيا، من دون شك، في ذلك على امتداد سنوات حكم حزب العدالة والتنمية. إذ حافظت في ذروة تعاطفها مع الشعب الفلسطيني على علاقات جيدة مع "إسرائيل"، وعلى استمرار التعاون السياسي والاقتصادي والعسكري، وقام المسؤولون من الطرفين بزيارات متبادلة على أعلى مستوى. وهذا مكَّنها في مرحلة من المراحل من القيام بوساطة بين سوريا و"إسرائيل".

5- إن انفتاح تركيا على القضية الفلسطينية لم يكن يوماً، وفي عهد حزب العدالة والتنمية أيضاً، على حساب الاعتراف بوجود دولة "إسرائيل". فمن جهة، ما تزال تركيا مرتبطة بنحو 60 معاهدة أمنية وعسكرية مفعلة مع "إسرائيل"، كما تعد الشريك التجاري الإسلامي الأكبر لها. ففي سنة 2009 بلغت الصادرات الإسرائيلية إلى تركيا ما مجموعه 1.073 مليار دولار، وبلغت الواردات الإسرائيلية من تركيا ما مجموعه 1.388 مليار دولار، مع ملاحظة أن الصادرات الإسرائيلية تراجعت بنسبة 33%، بينما تراجعت الواردات بنسبة 24% مقارنة بالسنة السابقة. في حين تتبنى تركيا من جهة ثانية القرارات الدولية ومبدأ الانسحاب الإسرائيلي من الضفة، بما في ذلك شرقي القدس والقطاع، والاتفاق على حل عادل لقضية اللاجئين. ووقفت ضد أي تغيير في هوية شرقي القدس، كما وقفت ضد الاستيطان في الضفة الغربية. ولم يصل أي موقف من أي طرف تركي رسمي حتى الآن إلى حد التشكيك بوجود الكيان الإسرائيلي.

6- أدى إيلاء العمق التاريخي والحضاري، إضافة إلى الاعتبارات الجيوستراتيجية والاقتصادية إلى ظهور دور مهم في سياسة تركيا الجديدة مع دول العالمين العربي والإسلامي، وقد عززت تركيا علاقاتها مع هذا العمق الحيوي بالنسبة لسياستها الخارجية، من خلال إقامة علاقات تجارية واقتصادية مع الدول العربية بلغ مجموعها السنوي نحو 31 مليار دولار، فيما وصل حجمها مع إيران لوحدها حوالي 10 مليارات. وما دامت القضية الفلسطينية في قلب العالمين العربي والإسلامي، فإن ذلك يعني أنه بقدر ما ينسج حزب العدالة والتنمية علاقات متقدمة مع العالمين العربي والإسلامي بقدر ما يقترب أكثر من القضية الفلسطينية.

7- في ضوء السياسة التركية الراهنة، التي تدعو إلى "صفر مشكلات" لأنقرة مع جميع جيرانها وبخاصة العرب والمسلمين؛ فإن ذلك مهد الطريق أمام حكومة أردوغان كي تلج بوابة الشرق الأوسط باعتبارها فضاءً استراتيجياً بديلاً عن انغلاق بوابة أوروبا في وجهها؛ وفتح الطريق الشرق أوسطي أمامها للتحول إلى شريك أساسي فيه.

أتاحت العوامل السابقة المحددة للموقف التركي:

- إعطاء دفعة معنوية ومادية للشعب الفلسطيني لدعم صموده، وإشعار العالم أن هناك من يقف إلى جانبه، إلى درجة مطالبة بعض المتظاهرين في غزة بأن يأتي الجيش التركي ليدافع عن غزة.
- استمرار الإقرار بأن حماس لها حق في شرعية التمثيل للشعب الفلسطيني نظراً لأنها جاءت بانتخابات ديموقراطية، ومطالبة الغرب الحرّ أن يكون منسجماً مع نفسه في هذا المجال، والاعتراف بنتائج الانتخابات. وبالتالي إشعار العالم أن أية مفاوضات لا تأخذ في الاعتبار موقف هذه الشريحة من الشعب الفلسطيني سيكون مصيرها الفشل.
- التفكير الجدي من جانب "إسرائيل" بعدم الاستفراد بغزة وبحماس، نظراً للتأثيرات السلبية التي قد تطرأ على علاقاتها مع تركيا.
- على الرغم من دعوة أنقرة لحماس للتخلي عن العنف وإطلاق الصواريخ والانضمام لمسيرة السلام، فإن وقوف تركيا إلى جانب رفع الحصار عن قطاع غزة يساعد، بصورة غير مباشرة، على صمود حماس في القطاع.

تحديات وعقبات:

في المقابل، يمكن القول إن الدور التركي في المنطقة تجاه القضية الفلسطينية ما يزال يواجَه بمجموعة من التحديات والعراقيل:

1- الاستياء الإسرائيلي الذي عبَّر عن نفسه بمحاولة تعطيل الدور التركي الوسيط في المنطقة، وإضعاف تركيا من خلال رفض حكومة بنيامين نتنياهو استمرار الوساطة التركية واقتراح إحلال وساطة فرنسية بدلاً منها.
2- التخوف الأمريكي والأوروبي من أن تتجاوز تركيا الخطوط "المقبولة"، وتلعب أدواراً تتعارض مع المصالح الغربية في المنطقة.
3- إثارة بعض الحساسيات العربية، والمصرية بالذات، خصوصاً أن القاهرة ترى في الدور التركي المتفهِّم لحماس تعزيزاً للنزعة الإسلامية التي يمثلها الإخوان المسلمون في مصر، وهو ما ترفضه السلطات المصرية جملةً وتفصيلاً.
4- إن تحرك تركيا في المنطقة بالتنسيق والتعاون الوثيق مع سوريا، وإقامة تركيا لعلاقات جيدة مع إيران ودفاعها عن برنامجها النووي، أثار حفيظة بعض الدول العربية التي توصف بالمعتدلة. بدا ذلك جلياً خلال جولة أردوغان في العالم العربي في الأيام الأولى لعدوان غزة. حيث إن التباين السياسي بين تركيا وهذه الدول كان عاملاً مهماً في عدم تسهيل الدور التركي، وعدم توظيفه لخدمة القضية الفلسطينية.

أهمية الموقع التركي في المؤسسات الغربية لصالح القضية الفلسطينية:

من المفارقة أن تكون عضوية تركيا في بعض المؤسسات الغربية، مثل الناتو، وعلاقات تركيا الجيدة مع "إسرائيل" وأوروبا والولايات المتحدة، هي مصدر قوة لها لترجمة قناعاتها الجديدة تجاه القضية الفلسطينية. ومع أن التعويل على هذا العامل يبدو مبالغاً فيه، لكن يجب عدم إسقاطه من الاحتمالات وإن كانت ضعيفة حيث إنَّ:

1- عضوية تركيا في حلف الناتو وحاجة الحلف إليها في العديد من الملفات، من البلقان إلى أفغانستان، يمنح تركيا إمكانية ممارسة دور ضاغط، نسبياً، على الغرب من أجل مقاربةٍ أفضل تجاه القضية الفلسطينية.
2- كذلك، فإن تركيا تفترض أن تكون علاقاتها الجيدة مع "إسرائيل" ولا سيما في المجال العسكري، وحاجة "إسرائيل" إلى تركيا في الكثير من الملفات ولا سيما كدولة مسلمة، أداة للضغط على "إسرائيل" لتحسين ظروف قطاع غزة، وللدفع نحو مفاوضات تسوية جديَّة وفقاً لقرارات الأمم المتحدة.

حدود الدور التركي:

ومع ذلك، فإن للدور التركي حدوداً أيضاً تتمثل في:

1- أن التحرك التركي في غزة تحديداً، لا يمكن له أن يتجاوز، لعوامل مختلفة، الدور المصري. وقد اعترفت أنقرة بذلك قائلة على لسان أحمد داود أوغلو: "إن الدور التركي يمكن له أن يكون مساعداً أو مكملاً، لكنه لن يحل محل الدور المصري".
2- إن تركيا الراغبة في إقامة علاقاتٍ جيدةٍ مع كل العرب، وأن تكون على مسافة واحدةٍ من الجميع، لا يمكن لها أن تمضي في خياراتها إلى النهاية لترجمة دعمها لغزة أو حماس. إذ إنها ستحافظ على موقفها المبدئي ومساعداتها الإنسانية ووقفاتها الإعلامية، لكنها لن تذهب إلى درجة اتخاذ مواقف تسبب إحراجاً كبيراً لدول الاعتدال العربي، ولا سيما السعودية ومصر ودول الخليج. ولن يتجاوز الدور التركي بشكل عام ما تتيحه الشرعية الدولية.
3- إن نظرة تركيا إلى أن الوحدة الفلسطينية هي شرط للسلام في المنطقة، تجعلها لا تذهب في علاقاتها مع حماس إلى درجة الخلاف مع محمود عباس، وبالتالي فإن دعم تركيا لحماس لا يسقط اعترافها وتعاملها مع محمود عباس كرئيس للسلطة الفلسطينية.
4- إن تركيا تفتقد في أي دور وسيط إلى الأوراق الضاغطة القوية التي تمكنها من إنجاح أية وساطة سواء بين "إسرائيل" وسوريا أو بين "إسرائيل" والفلسطينيين، أو حتى حماية أي اتفاقٍ يتم التوصل إليه. ويمكن لتركيا، باستثناءات محدودة، أن تقوم بدور لوجستي ومقرِّب ومسهِّل.
5- كذلك فإن تركيا يمكن، أن تتعرض لضغوطات من جانب الغرب و"إسرائيل" للتخلي عن سياسات الانحياز إلى القضية الفلسطينية عموماً. وقد بدا ذلك من خلال الضغط للاعتراف بالإبادة الأرمنية في الولايات المتحدة والسويد، وكذلك محاولة استبدال الوساطة التركية بوساطة دول أخرى، ومن خلال تحريك قوى الداخل التركي المتشددة لإزعاج سلطة العدالة والتنمية، بل تهديدها بحظر الحزب عبر المحكمة الدستورية، وصولاً إلى التلويح بإسقاط هذه السلطة بالقوة.
6- إن سياسة تعدد الأبعاد التركية والانفتاح على العالم العربي والإسلامي، لا يلغي الهدف الاستراتيجي الرسمي المعلن لتركيا في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. ومع أنه لا توجد سياسة خارجية مشتركة وموحدة للاتحاد تجاه القضية الفلسطينية، لكن تركيا ستبقى مضطرة لأن تلتزم بضوابط محددة في دورها الشرق أوسطي أو في وساطتها.

سيناريوهات للمستقبل:

في إطار الاحتمالات الممكنة للدور التركي في المنطقة وتأثيره على القضية الفلسطينية، تطرح سيناريوهات متعددة تتصل بطبيعة الدور التركي ومدى تأثيره في ضوء ما تحقق حتى الآن في ظل سلطة حزب العدالة والتنمية:

1. الاقتراب من محور الممانعة:
ويقوم هذا السيناريو على أساس أن تركيا ستعمل على ترسيخ وتطوير روابطها مع كل من إيران وسوريا، ومحور المقاومة والممانعة بشكل عام بما في ذلك حزب الله وحماس، بحيث تتراجع العلاقة مع "إسرائيل" إلى الحد الأدنى.

وتُبنى جدلية هذا السيناريو على أساس الخلفية الإسلامية لحزب العدالة والتنمية، وعلى أساس أن تفعيل هذه العلاقات، يكسب تركيا مزيداً من التأييد الشعبي في العالمين العربي والإسلامي، خصوصاً أنه قد يفهم على أنه خطوة نحو تشكيل منطقة الشرق الأوسط وفق مصالح أهل المنطقة، مع تصاعد قوة الدور التركي، بصورة يكون فيها دور "إسرائيل" أو تأثيرها محدوداً جداً، إن لم يكن محصوراً ومنبوذاً.

ومع ذلك يبدو أن التوجهات السياسة الخارجية التركية، وحساباتها الداخلية، وعلاقاتها الأوروبية والأمريكية، تجعل حظوظ مثل هذا الاحتمال ضعيفة، حيث أنه لا يساعد تركيا على التقدم في إنجاز أجندتها الوطنية، في المدى المنظور.

2. الاقتراب من محور الاعتدال:
يقوم هذا السيناريو على أساس أن انتماء حرب العدالة والتنمية "الإسلامي السني المعتدل"، وتقديمه نموذجاً علمانياً يسعى إلى تطبيق المعايير الأوروبية ودخول الاتحاد الأوروبي، هو الذي جعل الولايات المتحدة الأمريكية ومن خلفها دول "محور الاعتدال العربي"، تفسح المجال أمام دور تركي في المنطقة، على أمل أن يشكل سداً في وجه الدور الإيراني "الشيعي" المتصاعد.

وينبني هذا السيناريو على أساس أن تركيا تتبنى رسمياً مسار التسوية السلمية، وتضبط تحركها بناء على الشرعية الدولية، فضلاً عن أن علاقاتها بـ"إسرائيل" وعضويتها في حلف الناتو، تجعلها أقرب إلى دول "الاعتدال" العربي منها إلى سوريا وإيران.

ثم إنه ما دام تقدم سياسة تركيا الخارجية مرتبطاً إلى حد كبير بحجم إنجازات حكومة أردوغان الداخلية، وهذا الإنجاز الداخلي بدوره مقيد بعدد من الكوابح والعقبات، المتمثلة في: العسكر، والقضاء، والمشكلة الكردية والأقليات الأخرى؛ فإن كل هذه العوامل تعطي الفرصة لواشنطن لاستخدامها بشكل أو بآخر كأدوات ضغط، أو على الأقل الاستفادة من تناقضها مع البرنامج الداخلي لحزب العدالة والتنمية.

غير أن هذا التوافق مع دول الاعتدال لا يرتقي إلى حد التطابق، إذ إن حزب العدالة والتنمية يمارس سياسة أكثر استقلالاً، وأقل قابلية للضغط من دول الاعتدال، وهو يوظف حجم تركيا وإمكاناتها لتحقيق مصالح تركيا الاقتصادية والاستراتيجية والسياسية في المنطقة. فضلاً عن كون هذا التوافق لا يتلاقى مع أحد استراتيجيات تركيا الخارجية الحاكمة، والتي تقتضي قيامها بدور الوسيط وحل النزاعات. مما يقلل من حظوظ هذا الاحتمال أيضاً.

3. الاستمرار في لعب الدور الوسط:
هذا السيناريو مبني على أساس نجاح تركيا في رفع مستوى استقلالية قرارها وتأثيرها في المنطقة، وامتلاكها وضعاً وسطاً يحتفظ بكل العلاقات القائمة مع جميع الأطراف الإقليمية والدولية، دون أن يكون له موقع استراتيجي قيادي متقدم. إذ تسعى حكومة حزب العدالة والتنمية إلى مواصلة سياسة تعدد الأبعاد خارجياً وما تتطلبه من حل المشكلات وفتح الحدود مع الجيران وصولاً إلى تكامل اقتصادي، كما أمل بذلك وزير الخارجية التركية أحمد داود أوغلو بحلول العام 2023.

إن سياسة تعدد الأبعاد كما أسلفنا لا تعني استبدال محور بآخر أو الوقوف مع محور ضد آخر. ونظراً لاستمرار الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي هدفاً استراتيجياً لتركيا كما عضويتها في الناتو وعلاقاتها مع "إسرائيل"، فإن منظومة العلاقات السابقة لتركيا ستتواصل بمعزل عن تراجعها بعض الشيء. وهنا يمكن لتركيا أن توظف علاقاتها المتنامية مع البلدان العربية والإسلامية بما يخدم مصالحها الاستراتيجية، ويعطيها فرصاً بديلة عن الدخول في الاتحاد الأوروبي.

أما على الصعيد الإقليمي فمن المستبعد وفقاً لمنطلقات السياسة التركية الجديدة، أن تكون طرفاً مباشراً في أي منظومة إقليمية. والأرجح أنّ تركيا ستكتفي بعلاقات سياسية واقتصادية قوية مع كل القوى التي ترحب بذلك سواء عربية أو إسلامية أو تركية أو روسية أو بلقانية وما شابه.

أما فلسطينياً فإن التعاطف والدعم الشعبي والرسمي سيزداد، غير أن الموقف الرسمي لتركيا سيظل في المدى المنظور هو حل القضية الفلسطينية على أساس الشرعية الدولية المتمثلة في قرارات الأمم المتحدة، والمبادرة العربية للسلام.

مقترحات:

- السعي لإبقاء الدعم التركي الرسمي والشعبي للقضية الفلسطينية مستمراً.
- الاستفادة من فهم تركيا لأصول اللعبة الدولية، في دعم القضايا الفلسطينية المتوافق عليها، مثل: الجدار، والاستيطان، وتهويد القدس، وحصار القطاع.
- الاستفادة من سياسة تركيا الخارجية المتمثلة في العمل على حل النزاعات ولعب دور الوسيط، في إنجاز التقارب المصري – السوري – السعودي، كخطوة نحو تشكيل مرجعية عربية مشتركة ترعى المصالحة الفلسطينية.
- العمل على تشجيع الدور التركي في فك الحصار وإعادة إعمار قطاع غزة، وتشجيع تنفيذ المشاريع التركية في الداخل الفلسطيني.
- دعوة الحكومة التركية للاستفادة من توليها رئاسة منظمة المؤتمر الإسلامي، من أجل تفعيل المنظمة ولجنة القدس لحماية القدس؛ كمدينة إسلامية بتراثها وشعبها، وكعاصمة للدولة الفلسطينية الموعودة.


* يتقدم مركز الزيتونة للدكتور محمد نور الدين بخالص الشكر على كتابته النص الأساسي الذي اعتمد عليه هذا التقدير.

مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 30/4/2010









رد مع اقتباس
قديم 2011-04-20, 16:12   رقم المشاركة : 948
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ahmedinfo مشاهدة المشاركة
moi : ahmedinfo

sujet : -memoire ou b1 chapitre sur les port parallele
-memoire ou b1 chapitre sur les peripheriques du pc

etudiant 3 eme anne informatique

nahtadjhom nhar 23/04/2011

allah yahafdek
merciiiiiiiiiiiiii


Cours DSP - LE TMS320C6701

- [ ترجم هذه الصفحة ]نوع الملف: PDF/Adobe Acrobat - إصدار HTML‏
Chapitre 5 : LE TMS320C6701. 46. Site : https://www.technologuepro.com ... contrôleur d'accès mémoire direct (EDMA) ;. • un port parallèle de 16 bits (HPI) ; .... L1X B1:B0, A3: A2, A5: A4. - Instructions de multiplication









رد مع اقتباس
قديم 2011-04-20, 16:15   رقم المشاركة : 949
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ahmedinfo مشاهدة المشاركة
moi : ahmedinfo

sujet : -memoire ou b1 chapitre sur les port parallele
-memoire ou b1 chapitre sur les peripheriques du pc

etudiant 3 eme anne informatique

nahtadjhom nhar 23/04/2011

allah yahafdek
merciiiiiiiiiiiiii



Chapitre 6 : Les périphériques de saisie

- [ ترجم هذه الصفحة ]نوع الملف: PDF/Adobe Acrobat - عرض سريع
périphériques PC et Mac courants (imprimantes, scanners, souris, modems, ..... carte mémoire ou mémoire Flash). Chapitre 6 – Les périphériques d'entrée ...









رد مع اقتباس
قديم 2011-04-20, 16:16   رقم المشاركة : 950
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ahmedinfo مشاهدة المشاركة
moi : ahmedinfo

sujet : -memoire ou b1 chapitre sur les port parallele
-memoire ou b1 chapitre sur les peripheriques du pc

etudiant 3 eme anne informatique

nahtadjhom nhar 23/04/2011

allah yahafdek
merciiiiiiiiiiiiii



[PDF] Les périphériques de stockage ou Périphériques d'entrée-sortie ou ...

- [ ترجم هذه الصفحة ]نوع الملف: PDF/Adobe Acrobat - عرض سريع
Chapitre 8 – Les périphériques de stockage page 10/30 ... lorsque le PC est









رد مع اقتباس
قديم 2011-04-20, 16:17   رقم المشاركة : 951
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ahmedinfo مشاهدة المشاركة
moi : ahmedinfo

sujet : -memoire ou b1 chapitre sur les port parallele
-memoire ou b1 chapitre sur les peripheriques du pc

etudiant 3 eme anne informatique

nahtadjhom nhar 23/04/2011

allah yahafdek
merciiiiiiiiiiiiii



  1. [PDF] Chapitre 2 - Constitution d'un ordinateur

    - [ ترجم هذه الصفحة ]نوع الملف: PDF/Adobe Acrobat - عرض سريع
    différents éléments composants un PC. Il vous permettra de comprendre les termes ... o La mémoire contenant les données o Les différents périphériques ...









رد مع اقتباس
قديم 2011-04-20, 19:40   رقم المشاركة : 952
معلومات العضو
ahmedinfo
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية ahmedinfo
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

wach hada win rakooom










رد مع اقتباس
قديم 2011-04-20, 22:10   رقم المشاركة : 953
معلومات العضو
kalach
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم اخي المحب لبلاده اسمي عمر وابحث عندكم عن مساعددة وافية تتمثل في بحث حول البطالة وان امكنك اخي المحب لبلاده ان يكون في اقرب الاوقات وتقبلو مني فائقالاحترام لانك وعن جد تستحق الاحترام ...بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2011-04-20, 23:17   رقم المشاركة : 954
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة kalach مشاهدة المشاركة
السلام عليكم اخي المحب لبلاده اسمي عمر وابحث عندكم عن مساعددة وافية تتمثل في بحث حول البطالة وان امكنك اخي المحب لبلاده ان يكون في اقرب الاوقات وتقبلو مني فائقالاحترام لانك وعن جد تستحق الاحترام ...بارك الله فيك

بحث حول البطالة
مفهوم البطالة
وفق تعريف منظمة العمل الدولية، فإن العاطل عن العمل هو كل إنسان قادر على العمل وراغب فيه ويبحث عنه ويقبله عند الأجر السائد، ولكن دون جدوى وتعتبر البطالة أخطر مرض اجتماعي يواجهه المجتمع لما يترتب عليه من آثار اجتماعية سيئة، تتمثل في أمراض وشرور اجتماعية ومشاكل عائلية قد تؤدي إلى تفكك المجتمع الذي تنشر فيه وتستفحل ويؤدي إلى انقسام هذا المجتمع وتشوه القيم الأخلاقية والاجتماعية
أسباب البطالة :
1- فشل برامج التنمية في العناية بالجانب الاجتماعي.
2- تراجع الأداء الاقتصادي، وعجز القوانين المحفزة على توليد فرص عمل.
3- تراجع دور الدولة في إيجاد فرص عمل بالحكومة، وانسحابها من ميدان الإنتاج.
4- الاستغناء عن خدمات بعض العاملين، تلبية للخصخصة والإصلاح الاقتصادي.
5- ارتفاع معدل نمو العمالة العربية، مقابل انخفاض نمو الناتج القومي.
6- استمرار تدفق العمالة الأجنبية الوافدة، خاصة في دول الخليج العربي.
المدرسةالجزائريةتنتج البطالة
عندما تغمر المياه شقتك بسبب تسرب في الأنابيب، فليس بالسفنجة المستمرة للماء المتسرب يمكنك أن توقف التسرب. يجب بالأحرى معرفة مكان التسرب وإصلاحه وبالتالي يبقى هنالك ماء لسفنجته (تنشيفه)، في كل الأحوال، الماء الذي كان يأتي من التسرب لن يقلقكم بعد ذلك.
هذه الصورة تع** تماما إشكالية البطالة المتفشية في بلادنا وتوضح إخفاقات مختلف المحاولات المنتهجة إلى يومنا هذا لتقليص البطالة، ثم القضاء عليها.
وإذا صدقنا الأرقام المقدمة من المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي في دورة جويلية 2005 أخطر من هذا:75***1642; من الشباب يبلغون من العمر 18 سنة يوجدون خارج المنظومة المدرسية .
وهكذا كل سنة تحرر المدرسة صفوفا من الشباب بسبب الفشل المدرسي يزيدون سوق العمل زحمة ويرهقون الاقتصاد بطالبين جدد للعمل بدون مؤهلات. ونحن نعلم أن اقتصادنا غير قادر على استيعابهم بسبب غياب نمو قوي.
من جهتها المؤسسات التي تريد التوظيف، تشكو من عدم وجود يد عاملة محترفة تبحث عنها في سوق العمل. منظومتنا تمنح شهادات وليس مؤهلات
نصل إلى المفارقة التالية: سوق عمل تعج بالأشخاص الذين يبحثون عن وظيفة وفي نفس الوقت شركات تبحث عن عمال!!
المدرسة ليس لها علاقة بالاقتصاد، هي آلة تدور لنفسها، من جهته قطاع التكوين المهني غير مجد إطلاقا من وجهة نظر سوق العمل.
وفي الوقت نفسه يلاحظ أن في قطاع التكوين المهني، توجد نسبة تسرب عالية: سنة 2003 حولي 15***1642; من تلاميذ مؤسسات التكوين تخلوا عن دراستهم، هذا القطاع يعرف من جهة ثانية نسب الفشل نفسها (13***1642، وهذه الظاهرة تمس أيضا التكوين في مجال البناء والأشغال العمومية، رغم أن طلب المؤسسات لليد العاملة في هذين المجالين مرتفعة جدا.
من الواضح أنه لا يمكن للاقتصاد أن "يصحح" السير السيء للمنظومة التربوية، جزء مهم من البطالة المتفشية في بلادنا تجد حلها في مردودية داخلية أحسن للمدرسة وفي توافق أكبر بين التكوين والشغل، مع أنه منذ 1999 أعلن عن إصلاح المدرسة كأولوية رئيسية، فأين نحن اليوم؟
العلاقة بين البطالة و النمو الاقتصادي و الآثار على السياسات الاقتصادية
تؤكد العديد من الدراسات و البحوث على وجود علاقة ترابطية بين معدلات النمو الاقتصادي و تغير معدلات البطالة السائدة في الاقتصاد. فتغير معدلات النمو الاقتصادي يؤدي حسب المقاربة القياسية إلى انخفاض معدلات البطالة بنسب متفاوتة .
إن معرفة الأثر المتبادل بين معدلات النمو و معدلات البطالة يعتبر أهم عامل لفهم كيفية التأثير على البطالة، باعتبار أن السياسات الاقتصادية توضع عادة لزيادة معدلات النمو و ليس لتخفيض نسب البطالة السائدة، التي تعتبر في أغلب النماذج الاقتصادية القياسية كمتغيرات خارجية.
و يمكننا أيضا أن نتصور أن النمو الاقتصادي المحقق في الجزائر في الفترة ما يبن 2000-2004 هو بفعل سياسات دعم النمو و بالتالي فإن زيادة الإنفاق الحكومي ليس من شأنها أن تؤدي إلى خلق مناصب عمل بشكل كبير لأنها غالبا ما تعتمد على ما هو موجود من قوة العمل الحالية مع زيادة طفيفة لا تؤثر على نسبة البطالة بشكل كبير. و لذلك يمكن القول أن الاعتقاد السائد بتلقائية انخفاض نسبة البطالة بفعل النمو المحقق هو أمر غير مثبت في الاقتصاد الجزائري.

ـ إستراتيجية ترقية التشغيل و محاربة البطالة
1/- الأهداف:
ـ مكافحة البطالة من خلال مقاربة اقتصادية،
ـ تحسين المؤهلات لاسيما في التخصصات الغير متوفرة في السوق،
ـ تنمية ثقافة المقاولة،
ـ تدعيم الاستثمار المولد لمناصب الشغل،
2/- خطة العمل:
أ/- دعم الاستثمار في القطاع الاقتصادي المولد لمناصب الشغل، من خلال:
ـ تنفيذ الاستراتيجية الصناعية،
ـ تنفيذ كافة المخططات التوجيهية لتنمية القطاعات،
ـ دعم تنمية المؤسسات والصناعات الصغيرة والمتوسطة،
ـ الإسراع في إصلاح نمط تنظيم الأراضي الفلاحية العمومية، واستغلالها،
ـ الإسراع في إصلاح العقار الصناعي.
ب/- ترقية التكوين التأهيلي
ـ تشجيع التكوين في الوسط المهني
ـ تكييف مخرجات التعليم العالي والتكوين المهني مع احتياجات سوق العمل
ـ تشجيع التكوين في الحرف الصغيرة والصناعات التقليدية من خلال دعم الدولة للحرفيين المؤطرين لطالبي العمل،
ج/- ترقية سياسة محفزة على إنشاء مناصب الشغل باتجاه المؤسسات، من خلال :
ـ تحسين مستوى التحفيزات السارية في المجال الجبائي وشبه الجبائي وفي مجال تشجيع تنمية الاستثمارات.
د/- تحسين وعصرنة تسيير سوق العمل عن طريق:
ـ مواصلة برنامج إعادة تأهيل الوكالة الوطنية للتشغيل
ـ برنامج تكوين يستهدف أكثر من 1000 إطار وعون.
ـ برنامج تحديث الوكالات الموجودة و شبكة الوكالات بفتح وكالات جديدة.
ـ برنامج عصرنة بواسطة وضع شبكة الانترانت.
هـ/- وضع أجهزة للتنسيق ما بين القطاعات،
ـ لجنة وطنية للتشغيل يرأسها رئيس الحكومة وتضم وزراء القطاعات المعنية
ـ لجنة قطاعية مشتركة لترقية التشغيل يرأسها الوزير المكلف بالتشغيل ذات امتدادات على مستوى الولايات برئاسة الوالي.
و/- متابعة آليات تسيير سوق العمل ومراقبتها وتقييمها.
ـ اللجنة الوطنية للتشغيل (c.n.e)برئاسة رئيس الحكومة؛
ـ اللجنة القطاعية المشتركة لترقية التشغيل (c.i.p.e)برئاسة الوزير المكلف بالتشغيل؛
ـ الوزارة المكلفة بالعمل والتشغيل بواسطة هياكلها غير المتمركزة و المرفق العمومي للتشغيل.
ي/- ترقية تشغيل الشباب:
عودة النمو الاقتصادي إلى جانب ضرورة الانتقال من المعالجة الاجتماعية للبطالة إلى مرافقة طالبي العمل من خلال صيغ متعددة الأشكال تتصل كلها بالقطاع الاقتصادي جعلت السلطات العمومية تقدم على إصلاح الأجهزة الخاصة بترقية تشغيل الشباب
السياسة الجديدة لترقية تشغيل الشباب تأخذ بعين الاعتبار التوصيات المنبثقة عن لقاء الحكومة مع الولاة الذي خصص لموضوع الشباب. كما أنها تتكفل بتنفيذ قرارات المجلس الوزاري المشترك المخصص لظاهرة الهجرة السرية.
وفي هذا الصدد، ستمنح الأولوية للتكفل باحتياجات الإدماج المهني للشباب الذين يمثلون أزيد من 70 % من مجموع السكان الباحثين عن العمل. وتعتمد السياسة الجديدة لترقية تشغيل الشباب على :
ـ دعم ترقية التشغيل المأجور،
ـ دعم تنمية المقاولة.
i– إنشاء جهاز المساعدة على الإدماج المهني (daip) و يتكون ويتضمن هذا الجهاز ثلاثة ع*** إدماج :
ـ ع*** إدماج حاملي الشهادات (cid) موجهة لخريجي التعليم العالي
ـ ع*** الإدماج المهني (cip) موجهة للشباب طالبي العمل لأول مرة خريجي الطور الثانوي ومراكز التكوين المهني
ـ ع*** تكوين/ إدماج (cfi) موجهة لطالبي الشغل بدون تكوين ولا تأهيل
ii - دعم تنميـة المبادرة المقاولاتية:
سيتم الإبقاء على التجربة الحالية للجهازين (ansej - cnac) من حيث سقف الاستثمار و من حيث سن المبادرين.
الإصلاحات ستتضمن بعض التعديلات النوعية الخاصة بالنشاطات المصغرة بغرض الاستجابة أكثر لتطلعات المبادرين و الحصول على مشاريع قابلة للتمويل من قبل البنوك.
على المدى القصير:
ـ برامج تكويـن المقاولين الشباب في ميدان التسييـر خلال مرحلة ما قبل إنشاء المشروع أو في مرحلة ما بعد إنشائه.
ـ برامج تكوين مستخدمي الوكالات و المتخصصين في مجال مرافقة المقاولين الشباب ومتابعتهم وتوجيههم؛
ـ إدراج صيغة التمويل الثنائي مع رفع سقف القرض بدون فائدة دفعا لعملية خلق النشاطات.
ـ تشجيع المشاريع ذات الصلة بالتنمية المحلية،
ـ إعادة تنظيم الوكالات المتخصصة في النشاطات المصغرة باتجاه لامركزية مساعدات الدولة و جوار حاملي المشاريع.
ـ مساهمة قطاع البنوك في إنجاح الإصلاحات لاسيما من خلال التخصص في المؤسسة المصغرة، وفتح شبابيك خاصة على مستوى سبكة البنوك و لامركزية القرض البنكي على مستوى الفروع الولائية للبنوك.
على المدى المتوسط
تخصيص مؤسسة مالية في تمويل مشاريع استحداث النشاطات، على غرار ما هو معمول به في بلدان أخرى كتونس مثلا.

الخلاصة
إن تنفيذ إستراتيجية ترقية التشغيل ومحاربة البطالة، تزامنا مع تطبيق الإصلاحات على مستوى القطاعات المعنية سيكون من نتائجها:
ـ معدل سنوي لإدماج المهني يتراوح بين 350.000 و450.000 منصب شغل لفائدة الشباب في إطار الجهاز الجديد الذي سينطلق ابتداء من السداسي الثاني من سنة 2008،
ـ تحسين مستوى التوظيف الدائم حيث يهدف جهاز الإدماج الجديد إلى رفع نسبة التثبيت من 12 إلى 33% بما يسمح ابتداء من سنة 2009 بفتح 130.000 منصب دائم في إطار الجهاز و 60.000 منصب مباشر في إطار جهاز خلق النشاطات أي ما مجموعه 190.000 منصب دائم سنويا.
كما أن الشق المتعلق بدعم المستخدمين عن طريق إجراءات تشجيعية على الاستثمار سيسمح بتوفير 267.000 منصب عمل كمعدل سنوي خلال الفترة 2009-2013.

عموما فإن التقديرات للفترة 2009-2013 تشير إلى توفير 452.585 منصب عمل كمعدل سنوي.
وهو ما سيسمح بتحقيق الأهداف الأساسية وهي:
-
توفير مليوني (2) منصب عمل في أفق سنة 2009 ، مثلما جاء في برنامج فخامة رئيس الجمهورية،
-
خفض نسبة البطالة إلى أقل من 10% سنة 2009،
-
مواصلة خفض نسبة البطالة إلى أقل من 9% خلال الفترة 2010-2013









رد مع اقتباس
قديم 2011-04-20, 23:17   رقم المشاركة : 955
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة kalach مشاهدة المشاركة
السلام عليكم اخي المحب لبلاده اسمي عمر وابحث عندكم عن مساعددة وافية تتمثل في بحث حول البطالة وان امكنك اخي المحب لبلاده ان يكون في اقرب الاوقات وتقبلو مني فائقالاحترام لانك وعن جد تستحق الاحترام ...بارك الله فيك

اضغط هنا للقراءة والتنزيل









رد مع اقتباس
قديم 2011-04-20, 23:20   رقم المشاركة : 956
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة kalach مشاهدة المشاركة
السلام عليكم اخي المحب لبلاده اسمي عمر وابحث عندكم عن مساعددة وافية تتمثل في بحث حول البطالة وان امكنك اخي المحب لبلاده ان يكون في اقرب الاوقات وتقبلو مني فائقالاحترام لانك وعن جد تستحق الاحترام ...بارك الله فيك


البطالة ظاهرة وجدت في أغلب المجتمعات الإنسانية في السابق والحاضر ولا يكاد مجتمع من المجتمعات الإنسانية على مر العصور يخلو من هذه الظاهرة أو المشكلة بشكل أو آخر. إلا أن النظرة إلى البطالة بوصفها مؤشرا مهما من المؤشرات الدالة على بداية انحدار النظام الاقتصادي الى منزلق خطير حيث تنتظره العديد من الافات والامراض التي اتعمل على اضعاف مناعته وبالتالي مناعة المجتمع باكمله الامر الذي يؤدي الى الى ظهور مشاكل اقتصادية واجتماعية وسياسية لاحصر لها وقد يخرج الوضع عن السيطرة فيما لو تجاهل القائمين على امر البلاد من التنبه الى ذلك العارض ودراسته الدراسة التي يستحقها من اجل صون وحماية المنجزات الاقتصادية والاجتماعية التي عمل المجتمع عليها على فترات زمنية طويلة.
البطالة تشكل ايضا مشكلة اجتماعية كبيرة تحتاج منا التامل في نتائجها وتحليل اثارها وفق منظور المنهج العلمي لمعرفة حجمها وتحديد أسبابها وآثارها في المجتمع والعمل على تقليص حجم الضرر الى اقل مايمكن عن طريق البحث المستمر عن الطرق الناجحة والملائمة اجتماعيا واقتصاديا وتربويا من اجل تطويق تلك المشاكل ومعالجتها في مهدها قبل ان تصل الى مرحلة البلوغ والقوة التي يصعب بعدها الخروج من دوامة الازمة دون خسائر جسيمة تلقي بظلالها على المجتمع باسره. عانت ولازالت تعاني المجتمعات البشرية المعاصرة من مشكلة البطالة بين فترة وأخرى إلا أن نسب البطالة اختلفت من مجتمع إلى آخر كما أن كيفية التعامل مع العاطلين عن العمل أخذت أساليب مختلفة تتراوح مابين التجاهل التام إلى الدعم الكلي أو الجزئي لمشكلة البطالة. فأن أكثرية علماء الاجتماع يعتبرون البطالة والفقر سببان رئيسيان في زيادة العنف الاجتماعي بمختلف أشكاله وطرقه ومؤشران على نهج السياسة التسلطية التي تمارسها الدولة وقيادتها السياسية.
ومن الأهمية الإشارة إلى أن البطالة ترتبط عادة وبشكل عام بحالة الدورة الاقتصادية (Economic Cycle) للدول. حيث تظهر البطالة جلياً وتزداد نسبها في حال الركود الاقتصادي العام (Economic Bust)، وذلك عند حدوث أزمات اقتصادية "مؤقتة" ناتجة إما بسبب عوامل داخلية تتعلق بإجراءات العمل والتوظيف أو سوء توافق بين مخرجات التعليم وسوق العمل أو نتيجة لعوامل وضغوط خارجية تتعلق بمنظومة الاقتصاد الدولي. فاذا كانت الدورة الاقتصادية في حالة من النشاط والانتعاش (Economic Boom) فإن ذلك سوف ينعكس على الاقتصاد المحلي من حيث نهوضه وتنوعه مما يؤدي إلى توافر فرص عديدة ومتنوعة للعمل ومن ثم تسجيل نسبا من الانخفاض الواضح بين صفوف العاطلين عن العمل نتيجة لامتصاصهم الى داخل سوق العمالة النشط . وبذلك يتضح أن للدورة الاقتصادية دوراً أساسياً في تشكيل اقتصاد المجتمعات المعاصرة ونشاط سوق العمل فيها.
تسعى كثير من الدول في عالمنا المعاصر إلى دراسة البطالة وتحليل أسبابها ونتائجها في مجتمعاتها بشكل مستمر ودؤوب وتحاول جاهدة تحديد أعداد العاطلين عن العمل ونسبهما مقارنة بقوة العمل من إجمالي تعداد السكان. لذا تعد قضية البطالة المتمثلة بعدم وجود فرص عمل تتناسب من حيث الحجم والنوع مع القوى العاملة المحلية من أهم الموضوعات التي أخذت تشغل السياسيين وأصحاب القرار في الوقت الراهن إذ اهتم هؤلاء بالعمل على وضع الخطط والبرامج المدروسة لخفض نسب البطالة وتقليصها في مجتمعاتهم. إن هذا الاهتمام الكبير بقضية البطالة يأتي بلا شك من أهمية ظاهرة البطالة نفسها وما يترتب عليها من آثار جسيمة ذات مساس ببنية المجتمع وبخاصة تلك المتعلقة بالآثارالأمنية والاجتماعية والاقتصادية والصحية على أفراد المجتمع ومؤسساته.











رد مع اقتباس
قديم 2011-04-21, 12:56   رقم المشاركة : 957
معلومات العضو
kalach
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اخي المحب لبلاده لكل مني فائق التشكرات والاحترام وادامك الله محبا لبلادك....مع تحياتي










رد مع اقتباس
قديم 2011-04-21, 15:22   رقم المشاركة : 958
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

تمنياتي لك بالنجــــــــــــــــــاح والتوفيق










رد مع اقتباس
قديم 2011-04-21, 18:28   رقم المشاركة : 959
معلومات العضو
ahmedinfo
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية ahmedinfo
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

wach hada win rakoooooooooom










رد مع اقتباس
قديم 2011-04-21, 18:51   رقم المشاركة : 960
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ahmedinfo مشاهدة المشاركة
wach hada win rakoooooooooom


دروس الاعلام الالي بالصوت والصورة.










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
المستطاع, اوامر, تريدونه, تقدر, طلباتكم


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 06:32

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc