|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2012-04-02, 19:55 | رقم المشاركة : 916 | |||||
|
اقتباس:
أوضاع العرب قبل الحرب عندما إنطلقت شرارة الحرب العالمة الأولى سنة 1914 كانت الأمة العربية في مشرقها و مغربعا تحت السيطرة الأجنبية ، ففي المشرق العربي كان العراق ، الشام ، الحجاز و اليمن تحت السيطرة العثمانية و الاحلان الجنوبي و الشرقي لشبه جزيرة العرب و مصر تحت النفوذ البريطاني أما باقي أجزاء شبه الجزيرة العربية فكان يحكمها المشايخ و الأمراء . و في المغرب العربي سقطت لبيا في يد الإستعمار الإيطالي ، كما الجزائر و تونس في يد الإستعمار الفرنسي قبل ذلك و وقع المغرب الأقصى تحت نير الإستعمارين الفرنسي و الإيسباني معا. و عانى العرب في المشرق و المغرب مآسي الإستعمار و ويلاته ، و داقوا مرارة الطغيان و الحرمان و التجبر ، فأخدوا يعملون على تغيير هذه الأوضاع و مقاومة الإستعمار بمختلف الوسائل و منها تأسيس الجمعيات ، الأحزاب السياسية السرية و العلنية ، للتخلص من تلك السيطرة الأجنبية البغيظة . موقف العرب من الحلفاء في بداية الحرب . إنقسم العرب بإعتبار نظرتهم إلى الحرب إلى ثلاث فئات : 1- الأغلبية الاحقة منهم ، و كانوا يعطفون على السلطان العثماني ،بإعتباره رمز الخلافة الإسلامية . 2- الأمراء و الشيوخ ، كالشريف حسين ، و إبن عود ،و آل الصباح في الكويت ،و آل خليفة في البحرين ،و قد نظروا جميعا إلى الحرب على أنها فرصة تمكنهم من تحقيق أغراضهم التوسعية ، ز تكوين ممالك مستقلة لهم دون النظر إلى عواقب الحرب . 3- القوميون العرب في سوريا و العراق و فلسطين و مصر ، و كان هذفهم تحقيق الإستقلال ،و تكويم دول وطنية على الأساس القومي ، و لذلك وقفوا ضد الحكم العثماني . دور العرب في الحرب في المشرق العربي : كانت القوات الإنجليزية ترابط في مصر غرب قناة السويس ، بينما كانت القوات العثمانية تتمركز في فلسطين ، و الشام شرق القناة و قد أدرك العثمانيون أن العرب ينتظرون الفرصة للتخلص من سيطرتهم ، و أن الإنجليز سيقفون إلى جانبهم ، لذلك أمروا جمال باشا قائد الجيش العثماني الرابع في الشام بمهاجمة مصر و إستعادتا من الإنجليز و القضاء على الجيش البريطاني هناك ، فقام بهجومه الأول سنة 1915 و بهجومه الثاني سنة 1916 ، و لكنه فشل في تحقيق غرض العثمانيين ، و تراجع إلى الوراء ، و أخلى شبه جزيرة سيناء و أصبحت غزة خطا للدفاع ، و قام جمال باشا بإعدام عدد من المواطنين العرب في دمشق و بيروت ،و من بينهم وطنيون جزائريون و قفوا إلى جانب إخوانهم العرب ، وفي أثناء معركة غزة سنة 1916 التي إنتصر فيها العثمانيون ضد الإنجليز أعلن الشريف حسين الثورة بمكة على الأتراك ،و إنظم إليه المتطوعون من البلاد العربية و كون منهم جيشا قادها أبناؤه الأربعة عبد الله ، فيصل ، علي و زيد ، و حاربوا العثمانيين في الحجاز و سوريا و القوقاز ، و أدى ذلك إلى ضعف مركز العثمانيين ، و قيام قائد الجيوش الإنجليزية بإقتحام غزة و الدخول يافا و القدس و أصيب العثمانيون بضربة قاضية في بلدة طول كرم و إنفتحت أبواب سوريا للحلفاء و دخل الجيشان العربي و الإنجليزي معا إلى دمشق عام 1918 و ألف الأمير فيصل حكومة عربية في سوريا . في المغرب العربي: هذا كله في المشرق العربي ، أما في المغرب العربي فقد كانت الأمور تسير في إتجاه آخر ، نظرا لوقوعه تحت قبضة الإتعمار الفرني و الإيطالي : . فطرابلس الغرب و برقة الليبيتان ، أخضعتا للسيطرة الإيطالية وفق المعاهدة المبرمة بي توركيا و إيطاليا عام 1912 ، و لكن تركيا لم تكن أتمت سحب قواتها منها لما نشبت الحرب العالمية الأولى ، و لذلك أخدت قواتها تلك تتعاون مع السنوسيين ضد إيطاليا و أغتنم الألمان هذه الفرصة فهربوا إلى برقة الدخيرة الحربية ، و عددا من الضباط الألمان و الأتراك المجهزين بأحدث الأسلحة ، و ساءت العلاقة بين ليبيا و مصر الخاضعة للإنجليز كنتيجة لذلك . . وفي الجزائر ، أخدت اللطات الإتعمارية تجند الشباب الجزائريين ، بالآلاف و إشتدت نطاق حملة التجنيد خاصة عام 1916 و قاومها الأهالي ، و فر الكثير من الجزائريين إلى الجبال فرارا من التجنيد لخدمة دولة اجنبية غازية معتدية ، و حصلت احداث دامية من ضمنها عصيان فرق السبايس بالأوارس، قسنطينة و معسكر و رفضها الذهاب إلى الحرب كما فرت كثيرا من الكتائب إلى الجبال ، و إستعملت السلطات الفرنسية أقصى الوسائل لقمعها ، و إضطرت إلى فتح جبهة فرعية في الصحراء لمقاومة الحركة الداعية إلى التحرير و التي إشترك فيها السكان و من صحراء طرابلس إلى موريطانيا و حاولت الدولة العثمانية أن تشجعها و نظرا لقلة إمكانياتهم تمكن لابيرين من القضاء على حركتهم و رغم كل هذا فقد جندت فرنسا أكثر من أرعمائة ألف جزائر أغلبهم للحرب في ميدان القتال و الباقي لخدمة أغراض الحرب في المناجم و المصانع ،و هكذا عانى المغرب لالعربي كما عانى المشرق ويلات الحرب العالمية الأولى . معاهدة سايكس بيكو نص معاهدة سايكس بيكو ، الخاصة بتقسيم البلاد العربية : المادة الأولى : إن فرنسا و بريطانيا العضمى مستعدتان أن تعترفا و تحميا دولة عربية مستقلة ، أو حلف دول عربية ، تحت رئاسة رئيس عربي من داخلية سوريا ، و داخلية العراق ... و يكون لفرنسا في المنطقة الأولى و بريطانيا في المنطقة الثانية ، حق الأولوية في المشروعات و القروض المحلية ، و تنفرد فرنسا في المنطقة الأولى ،و إنجليترا في المنطقة الثانية ، بتقديم المستشارين و الموظفين الأجانب بناء على طلب الحكومة العربية أو حلف الحكومات العربية المادية الثانية : يباح لفرنسا في قسم سوريا الساحلية ، و لإنجليترا في قسم اعراق الساحلية ، من بغداد حتى خليج فارس إنشاء ما ترغبان فيه من أشكال الحكم مباشر أو بالوساطة أو من المراقبة بعد الإتفاق مع الحكومة أو حلف الحكومة العربية . المادة الثالثة : تنشأ إدارة دولة في فلسطين يعين شكلها بعد إستشارة روسيا و بالإتفاق مع بقية الحلفاء و ممثلي شريف مكة المادة الرابعة : تنال إنجليترا ما يلي : 1- مناء حيفا و عكا ، 2- تتعهد حكومة جلالة الملك من جهتها بأن تدخل في مفاوضات مع دول أخرى للتنازل عن قبرص إلا بعد موافقة الحكومة الفرنسية مقدما . المادة الخامسة : تكون # إسكندرونة# ميناء حرا لتجارة الأمبراطورية البريطانية ، و تكون حيف ميناء حرا لتجارة فرنسا و مستعمراتها و البلاد الواقعة تحت حمايتها .https://www.mexat.com/vb/threads/2344...AE%D8%A7%D8%B5)
|
|||||
2012-04-02, 20:00 | رقم المشاركة : 917 | ||||
|
اقتباس:
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة ads not by this site (تم التحويل من خلافة فاطمية) محتويات [أخف] 1 الدولة الفاطمية 2 النشأة والدعوة 3 تاريخهم 4 ملامح الدولة الفاطمية 5 المكتبات في عصر الدولة الفاطمية 6 من الآثار الفاطمية في المغرب العربي 7 الخلفاء الفاطميون 8 الأدب والفنون في العصر الفاطمي 9 مميزات العمارة في الطراز الفاطمي 10 المصادر 11 المراجع [عدل]الدولة الفاطمية وهي سلالة شيعية، تنتسب للفرقة الإسماعيلية من الشيعة، حكمت تونس، ومصر، والشام وعلى فترات في ليبيا والجزائر، والمغرب - لكن ليس بشكل مباشر وإنما عن طريق أمراء من أهل السنة كانوا تابعين للدولة الفاطمية بشكل سياسي لا عقدي - وأجزاء محدوده من غرب الجزيرة العربية وصقلية وكان لها نفوذ قوي في شمال السودان عبر إمارة الكنوز، بين عامي 909 و1171 م. العاصمة : القيروان: 909-920 م، مهدية، تونس: 920-973 م، القاهرة: منذ 973 م. الدولة الفاطمية تاريخ فاطمي خلفاء الفاطميين عبيد الله المهدي، 909-934. محمد القائم بأمر الله، 934-946. إسماعيل المنصور بالله، 946-953. معد المعز لدين الله، 953-975. نزار العزيز بالله، 975-996. المنصور الحاكم بأمر الله، 996-1021. علي الظاهر لإعزاز دين الله، 1021-1036. معد المستنصر بالله، 1036-1094. المستعلي بالله، 1094-1101. الآمر بأحكام الله، 1101-1130. الحافظ لدين الله، 1130-1149. الظافر بدين الله، 1194 - 1154. الفائز بدين الله، 1154 - 1160. العاضد لدين الله، 1160-1171. [عدل]النشأة والدعوة سلك الفاطميون مسلك العباسيين عند تأسيس دولتهم فمهدوا لدولتهم بالدعوة إلى الفكرة الشيعية في مصر والمغرب واليمن، وأصبح لها أتباع وأنصار بكل من هذه البلاد، بل استطاعوا أن يستميلوا وزراء العهد الأخير للأغالبة، وكان داعي دعاتها في المرحلة الأخيرة قبل قيام دولتهم أبو عبد الله علي بن حوشب الشيعي، فعمل على نشر الدعوة للعبيديين الفاطميين في بلاد المغرب منذ سنة 280 هـ ثم شمال إفريقية سنة 289 هـ. استطاع أبو عبد الله أن يحشد جيشًا من أتباعه ويواجه دولة الأغالبة في حروب امتدت حوالي خمس سنوات حتى سنة 296، والتي استطاع فيها أن يقضي تمامًا على دولة الأغالبة وامتد نفوذ الفاطميين في ذلك الوقت إلى أكثر أجزاء بلاد المغرب حتى أصبحوا أصحاب السلطان المطلق في جميع الجهات الواقعة غرب مدينة القيروان. [عدل]تاريخهم الدولة الفاطمية في أقصى اتساعها المؤسس عبيد الله المهدي (909-934 م) نجح صاحب دعوته في القضاء على دولة الأغالبة وحمله إلى السلطة، معتمدا في ذلك على كثرة جموع قبيلته كتامة البربرية، ثم اختطّ مدينة المهدية بإفريقية (تونس الحالية) وجعل منها عاصمة له، إلا أن الفاطميين وحلفاءهم بعد ذلك زحفوا إلى المشرق وأسسوا القاهرة مع رابع خلفاء العبيديين المعز لدين الله الفاطمي، ولم يتبق منهم في المغرب إلا القليل. استولى الفاطميون على شرق الجزائر، ثم تونس، ثم ليبيا ثم صقلية التي بقيت في حكمهم حتى 1061 م. سنة 969 م استولى المعز (953-975 م) على مصر وبنى مدينة القاهرة بقيادة جوهر الصقلي. دخل الفاطميون في صراع مع العباسيين للسيطرة على الشام. كما تنازعوا السيطرة على شمال إفريقية مع أمويي الأندلس. كما تمكنوا من إخضاع الحجاز والحرمين ما بين سنوات 965-1070 م. ازدهرت التجارة ونما اقتصاد البلاد ونشطت حركة العمران أثناء عهد العزيز بالله الفاطمي (965-996 م) ثم الحاكم بأمر الله الفاطمي (996-1021 م) وفي عهده انشقت عن الاسماعلية طائفة من الشيعة. آخر الخلفاء وهو العاضد لدين الله الفاطمي وقع تحت سيطرة القادة العسكريين الأيوبيين. قام صلاح الدين الأيوبي وانقلب على الدولة الشيعية. تولى الوزارة منذ 1169 م، وأعاد الخلافة العباسية سنة 1171 م. وأعاد ذكر الخليفة العباسي. [عدل]ملامح الدولة الفاطمية كان للفاطميين أثر كبير في التاريخ الإسلامي بشكل العام والمصري بشكل خاص، حيث تقدمت العلوم والفنون في عهدهم وكانت القاهرة حاضرة زمانها يفدها الطلاب من أنحاء العالم للتزود بالعلم والمعرفة وبنيت بها دار الحكمة والأزهر وانتشرت الكتب وجعل المال من أجل الشعراء والأدباء، وارتبطت الكثير من العادات والتقاليد والطقوس بالدولة الفاطمية في مصر حيث ما زال التأثير الفاطمي يظهر في مصر أثناء شهر رمضان والأعياد. بل إن بعض مؤرخي تاريخ المسرح العربي يرون أن بذور المسرح كانت بدأت في الظهور في العصر الفاطمي من خلال ما يسمى بالمهرج والحاوي أثناء الاحتفالات في العصر الفاطمي. وتميز العصر الفاطمي بالاهتمام بالأعياد والاحتفالات ونرى المقريزي يمعن في وصف الاحتفالات والمواكب الخاصة بالخلفاء. ومازل المصريون يتذكرون موكب حصان الخليفة المهيب الذي كان يخرج يوم المولد النبوي فيصنعون حلوى تشبه هذا الحصان. وارتبط العصر الفاطمي بكثير من الحكايات الشعبية المصرية التي ليس لها سند تاريخي ولكن يتناقلها الناس من جيل إلى جيل كحادثة نقل جبل المقطم على يد سمعان الخراز والقصص المرتبطة بالشاطر حسن وأيضا الحواديت المرتبطة بست الملك أخت الحاكم بأمر الله. وغيرها الكثير. وفي العصر الفاطمي يعود أقباط ويهود مصر في الظهور على مسرح الأحداث من جديد فإذا استثنينا السنوات الأخيرة من عهد الحاكم بأمر الله نجد أن باقي العهد الفاطمي كان عهد حريات للأقباط واليهود وبعضهم وصل إلى أرقى مناصب البلاط الفاطمي. وهذا التغيير ساهم في منح الأقليات الأخرى بالمساهمة الفعلية في تقبل الأخر وقد قامت الدولة بإشراك وزراء سنة مثل رضوان وصلاح الدين الذي انقلب على الدولة آنذاك. وقد قام الداعي المطلق إدريس عماد الدين القرشي بالشرح الوافي عن تطور الدولة الفاطمية والمعارك التي خاضتها مع قبائل المشرق والكتاميين ضد فضل بن أبي يزيد وقبائله التي انتهت لصالح المنصور بالله. أيضا قام بتفصيل مراحل الخلفاء ومنجزاتهم في عدة كتب قد فقد بعضها. [عدل]المكتبات في عصر الدولة الفاطمية كانت المساجد مراكز ثقافية وعمل العزيز بالله علي تحويل الجامع الأزهر إلى جامعة يدرس فيها الفقه الشيعي إلى جانب فقه المذاهب الأخرى والعلوم من لغة وطب ورياضة ووفر الفاطميون للطلاب الوافدين من جميع أنحاء العالم الإسلامي المسكن والملبس وانشؤوا بالأزهر مكتبه ضخمه بها مخطوطات في جميع العلوم . اتخذ الفاطميون من قصورهم مراكز لنشر الثقافة الشيعية بصفه خاصة وألحقوا بها مكتبات تحتوي الألوف من الكتب مثل مكتبة القصر الشرقي التي أنشأها الخليفة المعز لدين الله. ويذكر المؤرخون أن الآلاف من الكتب تعرضت للحرق والنهب إبان انقضاء حكم الفاطميين على يد الأيوبيين، ومن الشواهد المتصلة أن ما يعرف في مصر الآن بتلال الكتب إنما هو في الأصل المكان الذي جمعت فيه كتب ومخطوطات الفاطميين فأُحرق معظمها وتُرك الباقي لتغطيه الرمال وتدفنه. يذكر المقريزي أن عبيد الأيوبيين عندما سطوا على القصور الفاطمية ونهبوها كانوا ينزعون الجلود التي تغلّف المخطوطات ويتخذون منها نعالاً. [عدل]من الآثار الفاطمية في المغرب العربي عنى الفاطميون بالعمارة عناية فائقة، وقد ذكرنا أن عبيد الله المهدي أسس مدينة المهدية [عدل]الخلفاء الفاطميون [أخف] جزء من سلسلة الشيعة إسماعيلية فرق الإسماعيلية الآغاخانية · دروز · السبعية · مؤمنية مستعلية · داودية · سليمانية · علوية الأعمدة الولاية · الصيام · الحج · الزكاة الطهارة · الجهاد · الشهادة نظريات الجنان · البعث · الداعي المطلق الظاهر والباطن شخصيات هامة أئمة الإسماعيلية · حسن الصباح آغا خان الأول · آغا خان الثاني آغا خان الثالث · آغا خان الرابع محمد برهان الدين · الفخري عبد الله ضياء الدين صاحب · موفق طريف تاريخ الدولة الفاطمية · الحشاشون · القرامطة عرض · نقاش · تعديل عبيد الله المهدي، 909 - 934. القائم بأمر الله، 934 - 946. المنصور بالله الفاطمي، 946 - 953. المعز لدين الله، 953 - 975. العزيز بالله الفاطمي، 975 - 996. الحاكم بأمر الله، 996 - 1021. الظاهر لإعزاز دين الله، 1021 - 1036. المستنصر بالله الفاطمي، 1036 - 1094. المستعلي بالله، 1094 - 1101. الآمر بأحكام الله، 1101 - 1130. الحافظ لدين الله، 1130 - 1149. الظافر بدين الله، 1149 - 1154. الفائز بدين الله، 1154 - 1160. العاضد لدين الله الفاطمي، 1160 - 1171. [عدل]الأدب والفنون في العصر الفاطمي المقال الرئيسي: الأدب والعلوم في العصر الفاطمي [عدل]مميزات العمارة في الطراز الفاطمي امتدت مرحلة العصر العبيدي نحو مائتي عام، وسادت روح الترف في هذه الفترة في كل شيء. وفي خطط المقريزي ما يعكس صورة هذه الحياة بأبهى مظاهرها. وكان مذهب الحاكمين هو المذهب الشيعي، بينما كان أغلب الشعب يتبع مذهب أهل السنة. وكل ما لدينا عن قصور العبيديون إنما استقيناه من أقوال المؤرخين. وهي "في تونس" إلا فكرة خيالية عن فخامتها، فكان لهم في القاهرة قصران متقابلان أحدهما الشرقي وله تسعة أبواب ويبلغ طول واجهته 345 مترا. وترتبط المساجد الفاطمية في القاهرة تارة بابن طولون في استعمال الأكتاف، وتارة بسيدي عقبة في استعمال المجاز المرتفع الذي يقطع رواق القبلة. وقد اقترن هذا العصر بعدة ظواهر معمارية منها استخدام الحجر المنحوت لأول مرة في واجهات المساجد بدلا من الطوب، ثم تزيين هذه الواجهات بالزخارف المنوعة المحفورة على الحجر. بعد أن كنا نشاهدها في جامع عمرو وجامع ابن طولون عارية من الزخارف. ومن أمثلة هذه الواجهات واجهة مسجد الحاكم والأقمر. حيث نرى في واجهة الأخير وردة بديعة محفورة ومفرغة تذكرنا بالتفوق الفني على نظيرها في طراز قرطبة. وكانت القباب في ذلك العصر صغيرة وبسيطة. سواء من الداخل أم من الخارج. وظهر تضليعها أول مرة في قبة السيدة عاتكة ق 12م. وتطور أركان القبة نحو المقرنصات المتعددة الحطات. حيث بدأ بطاقة واحدة. كما في جامع الحاكم ثم بحطتين في قبة الشيخ يونس والجعفري وعاتكة. أما الزخارف المعمارية فقد بلغت الغاية في الجمال سواء أكانت في الجص أم في الكتابة الكوفية المزهرة التي كانت تحتل الصدارة في المحاريب وطارات العقود والنوافذ. وكذلك الزخارف المحفورة في الخشب سواء في الأبواب أم المنابر أم المحاريب المنقولة أو في الروابط الخشبية التي تربط العقود. [عدل]المصادر الدولة (الفاطمية) موقع قصة الاسلام [عدل]المراجع Islam: Kunst und Architektur الفاطميون كتاب: الفن الإسلامي أصوله فلسفته مدارسه، للمؤلف: بو صالح الألفي. الدولة الفاطمية الكبرى، مختارات من عارف تامر، المكتبة الفاطمية (3)، دار آل البيت، ط1، 2007. كتاب تاريخ الخلفاء للسيوطي المؤلف عبد الرحمن أبى بكر السيوطي. سبقه الدولة العباسية تاريخ مصر تبعه الدولة الأيوبية https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AE%...85%D9%8A%D8%A9 |
||||
2012-04-02, 20:02 | رقم المشاركة : 918 | ||||
|
اقتباس:
محمد آل زيد * - « خاص » - 4 / 1 / 2006 م - 2:54 م خريطة الدولة الفاطمية حسب موقع أسلام اون لاين قامت الدولة الفاطمية في بداية القرن الرابع الهجري كدولة إسلامية حكامها هم أئمة أهل البيت ورغم كونها دولة شيعية إسماعيلية إلا أنها احتوت كل المذاهب والأديان مكونة مجتمع نموذجي قاد لنهضة فكرية مزدهرة مسجلة أروع الصفحات في عمر الزمن. الاضطهاد: لا شك أن بني هاشم قد عانوا الأمرين جراء تعسف دولة الأمويين ومن دار في فلكهم ضمن معركة تحويل الخلافة الإسلامية لملك عضوض وما فاجعة كربلاء عنا ببعيد، لذلك ناهضوا هذه الدولة وأسقطوها لإعادة الأمور لنصابها وأقاموا دولة خلافة هاشمية أختطفها بني العباس من المهد ومع الأسف لم تكن بأحسن من سالفتها فانحرفت عن المسار الذي قامت من اجله وولدت باضطهاد جديد انصب على البيت العلوي ليستفرد العباسيين بالحكم الوليد. وكان التعسف العباسي أشد وطئة من سابقه الأموي كونهم على معرفة بشيوخ أهل البيت وأئمتهم أيما معرفة. التأسيس: تطلبت ظروف تلك الفترة استتار الأئمة بعد وفاة الإمام جعفر الصادق وعلى الرغم من ذلك لم يكونوا بمعزل من المضايقات والتتبع حتى حان وقت التأسيس للدولة العلوية الفاطمية الحلم التي انتظروها لقرون. ومن مقر الإمام في سلمية (ضاحية حلب في سوريا) أرسل داعيه الفرج بن حوشب (منصور اليمن) إلى عدن لاعه في اليمن ليكون ما يعرفه مؤرخو اليوم بالدولة الإسماعيلية الأولى لتكون معسكر الانطلاق حيث بدأ منها أبو عبد الله الشيعي كفاحه المسلح في إفريقية (تونس وشرق الجزائر اليوم) ليضع اللبنة الأولى في هذا الكيان الشامخ. التسمية: استند العباسيون في شرعنت حكمهم إلى قرابتهم من الرسول وقللوا من مكانة العلويين بحجة أن جدهم العباس هو عم النبي وهو أقرب من ولد العم (علي بن أبي طالب ) أبن عم النبي، لذلك لم يكن هناك تطرق لقضية نسب العلوين، غير إن أئمة الدولة الفاطمية بنسبهم لفاطمة بنت الرسول وحمل دولتهم اسمها حسم هذا الجدل، فما كان من خصومهم العباسيين إلا أن أنكروا هذا النسب جملة وتفصيلا. وما زال –مع الأسف- بعض المؤرخين يتناقل هذا التشكيك في نسب الفاطميون إلى اليوم وينسبونهم تارة إلى المجوس وتارة أخرى لليهود وزعموا أن هدفهم هدم الإسلام على الرغم من أن حكمهم الذي أمتد من القرن الثالث إلى القرن السادس الهجري وهو يكافح من أجل حماية الإسلام ورفعته. الأئمة: الدولة الفاطمية كانت إسماعيلية المذهب وكان حكامها هم أئمة هذا المذهب من أبناء محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق. ورغم كون دولتهم قامت على أساس مذهبي إلا أنها كانت مثال يحتذى في التسامح واحترام التعددية المذهبية والفكرية وطبقوا روح الإسلام المفعمة بالرحمة والتسامح والحرية. فكانت سياسة الفاطميين متسقة تماما نحو فرض نوع من التفاهم بين شتى المذاهب لأنهم انطلقوا من كونهم أئمة لكافة المسلمين. وأنقسم حكمهم تاريخيا لفترتين؛ فترة مغربية وأخرى مصرية حيث نقلوا حاضرة دولتهم من المهدية بتونس لمصر حيث بنوا القاهرة في عهد المعز لدين الله . قادة الدولة الفاطمية وهم أئمة المذهب الإسماعيلي: -=[الفترة المغربية]=- 1-(المهدي بالله) عبد الله توفي (322هـ) 2-(القائم بأمر الله) محمد توفي(334) 3-(المنصور بالله) إسماعيل توفي(341هـ) -=[الفترة المصرية]=- 4-(المعز لدين الله) معد توفي (365هـ) 5-(العزيز بالله) نزار توفي (386هـ) 6-(الحاكم بأمر الله المنصور) الحسن توفي (411 هـ) 7-(الظاهر لإعزاز دين الله) علي توفي (427 هـ) 8-(المستنصر بالله) معد توفي (487 هـ) 9-(المستعلي بالله) أحمد توفي (495هـ) 10-(الآمر بإحكام الله) المنصور توفي (524 هـ) أخر أربع خلفاء لم يكونوا أئمة حيث أن الإمامة تنتقل من الأب للابن وفق المذهب الإسماعيلي الباقي لليوم. فبعد استتار الإمام الطيب أبي القاسم أبن الآمر بأحكام الله تولى الحكم الحافظ لدين الله أبن عم الآمر بأحكام الله في البدء ****ل ثم استفرد بالحكم. وكذلك كان العاضد لدين الله أبن عم الفائز بالله وهم: 11- (الحافظ لدين الله ) عبد المجيد توفي (544 هـ) 12- (الظافر بالله) إسماعيل توفي (549 هـ) 13- (الفائز بالله ) عيسى توفي(555 هـ) 14- (العاضد لدين الله) عبد الله توفي (567هـ) الحركة الفكرية: أثرت الدولة الفاطمية تأثيرا بالغا في التحول الفكري الإسلامي طوال القرون التي حكمتها ولم يقتصر التأثير على ما بثه الدعاة من تعاليم، وما أثاروه من قضايا فكرية في التراث الإسلامي والمعتقدات والتطبيقات الشرعية، بل أحدثوا ردود فعل متعددة تجاوبت أصداؤها في العالم الإسلامي. وظهرت على صور مختلفة من التفكير المتحرر، فوجد في هذه الفترة من الجراءة على اقتحام ما لا يحتمل النقاش ولا الجدل في جو من الحرية. [1] السقوط: كان أول أسباب سقوط الدولة الفاطمية هو الانقسامات التي حدثت داخل المذهب الإسماعيلي نفسه حيث أن انقسام الدعوة إلى فرقة (مستعلية) وفرقة (نزارية) ولد فريقان متعاديان وصل (بالنزارية) إلى قتل الأمام الآمر بأحكام الله . وثاني هذه الأسباب الأزمات الاقتصادية التي واكبت انخفاض منسوب مياه النيل. وثالثها هو زيادة سطوة ونفوذ الوزراء بعد استتار أئمة المذهب الإسماعيلي وانتقال مركز المذهب لليمن جراء قتل الإمام الحاكم بأمر الله ، وأصبح هؤلاء الوزراء هم من يعين الخلفاء فكانوا يتعمدون اختيار الصبية ليتحكموا فيهم ودارت بين الوزراء الذين زاد نفوذهم والجيوش حروب أثنية طاحنة للاستفراد بالحكم. ورابع هذه الأسباب هو الخطر البيزنطي الصليبي الذي هدد الدول الإسلامية قاطبة فتحالفوا مع خصوم الأمس الأيوبيين الذين حملوا لواء العباسيين وعينوهم وزراء فيصف لنا المقريزي في كتابه (اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الخلفاء) : " لما اتصل بهم الغزو وزر لهم أسد الدين شيركوه وابن أخيه صلاح الدين وهم من صنائع دولة بني العباس الذين ربوا في أبوابها وغذوا بنعمها ونشئوا على اعتقاد موالاتها ومعاداة أعدائها لم يزدهم قربهم من الدولة الفاطمية إلا نفوراً ولا ملأهم إحسانها إليهم إلا حقداً وعداوة لها حتى قووا بنعمتها على زوالها واقتدروا بها على محوها. وكانت أساسات دولتهم راسخة في التخوم وسيادة شرفهم قد أنافت على النجوم وأتباعهم وأولياؤهم لا يحصى لهم عدد وأنصارهم وأعوانهم قد ملئوا كل قطر وبلد فأحبوا طمس أنوارهم وتغيير منارهم وإلصاق الفساد والقبيح بهم شأن العدو وعادته في عدوه. فتفطن رحمك الله إلى أسرار الوجود وميز الأخبار كتمييزك الجيد من النقود تعثر إن سلمت من الهوى بالصواب. ومما يدلك على كثرة الحمل عليهم أن الأخبار الشنيعة لا سيما التي فيها إخراجهم من ملة الإسلام لا تكاد تجدها إلا في كتب المشارقة من البغداديين والشاميين كالمنتظم لابن الجوزي والكامل لابن الأثير وتاريخ حلب لابن أبي طي وتاريخ العماد لابن كثير وكتاب ابن واصل الحموي وكتاب ابن شداد وكتاب العماد الأصفهاني ونحو هؤلاء. أما كتب المصريين الذين اعتنوا بتدوين أخبارها فلا تكاد تجد في شيء منها ذلك ألبتة. فحكم العقل واهزم جيوش الهوى وأعط كل ذي حق حقه ترشد إن شاء الله تعالى." [2] أزمة تزييف التاريخ: قضية الطعن في الفاطميين وتشويه تاريخهم قضية أحتدم حولها الصراع ردحا من الزمن إلا أن قلة الأقلام المنصفة التي تدافع عنهم جير المعركة لصالح الأقلام العليلة ذات النيات المدخولة التي تتزلف للحكام بتشويه التاريخ ممن أصابهم غلاً في عقولهم وفساد في ضمائرهم فتوارت النوايا الحسنة خلف متاريس وحروب التشكيك والتشويه المتعصبة ووصل بهم الحد إلى التفلت الأخلاقي المنساق خلف الأمزجة الشخصية لاسيما المتأخرون منهم الذين اصبحوا أمام تزاوج بين النقل والجهل انتج تاريخا مزيفا إلى درجة من الإسفاف لا يمكن لعاقل أن يتصورها. فتجدهم يكرسون لزعم أن الفاطميون والإسماعيلين ما أتوا إلا لهدم الإسلام وإزالته وأنهم جبلوا على مناصرة أعدائه عليه واتهموا بالفسق والمجون والإباحية، وبذلوا الغالي والنفيس في نشر هذه الترهات التي لن تجد لها أي أساس في بطون كتب التاريخ المنصفة. وأغلب هؤلاء المتزلفون اشبعوا رغباتهم بزرع رواسب مذهبية كونهم لا يكتبون أفكارهم إلا وفقاً لاعتبارات متعصبة وتبعاً لذلك فقد أثاروا الغبار في الطريق لتنعدم الرؤية. وما نعيش في جنباته اليوم مما يندى له الجبين راجع إلى ذلك الإرث وتلك التركة الثقيلة من ماضي تاريخنا الذي يصدمك بإرهاصات التزييف وتعمد قصدية التشويه. ومن جهة أخرى زاد الطين بلة الإغلاق المحكم لباب التغيير والضغوط الشديدة التي مورست على الإسماعيليين من باب النكاية والتجهيل الذي وضع على عاتقهم جبلاً من الخوف أدى إلى انكماشهم وانكفائهم على أنفسهم في أجواء من الإرهاب الفكري الواقع عليهم فلم تعد تخرج بوادر فكرهم إلى النور جانحين للعزلة توخي للسلامة. ولتصحيح الوضع علينا أولاً التخلي عن الأحقاد والتعصب، فأنت لا تستطيع تفهم قضية وأنت تكره أطرافها . ولإبراز الحقيقة وتبديد غبار الوهم عن المضمون الحقيقي يجب علينا تنحية الأصوات المتشنجة وأن نعي أن الفكر الإسماعيلي ليس دخيل على الإسلام كما صوره المغرضون بل هو متولد من رحمه وينهل من معينه ولا غرو أن التوق لتوخي الحقيقة يكون بتغيير الثقافة السائدة على نحو لائق وتدريجي لنستشرف بزوغ بارقة أمل على الأقل في الأمد المنظور. [1] د.محمد زغلول سلام، الأدب الفاطمي ص 165 [2] تقي الدين المقريزي، اتعاظ الحنفاء ج3 كاتب صوت الأخدودhttps://www.okhdood.com/?act=artc&id=7 |
||||
2012-04-02, 20:05 | رقم المشاركة : 919 | ||||
|
اقتباس:
اضيف بتأريخ : 26/ 05/ 2008 تاريخ الدولة الفاطمية 256 - 567 هـ 909 - 1172 م - الدولة الفاطمية ( نشؤها ) - الصراع الفاطمي القرمطي على بلاد الشام - العلاقات السياسية بين الحمدانيين و الفاطميين - تفصيل محاولة الباسيري و محاولة إلغاء الخلافة العباسية - من جرائم الفاطميي ن( العبيدين ) في شمال افرايقا - الخاتمة الدولة الفاطمية 256 – 567 هـ 909 – 1172 م نشأت الدولة الفاطمية في المغرب العربي و أخذ سلطانها يمتد شيئاً فشيئاً إلى أن وصل إلى بغداد لفترة من الزمن ، و قبل الخوض في تفاصيل هذه الدولة و تطرها علينا أن نسلط الضوء أولا على نشوءها ، و من أنشأها . بنيت لنا المراجع و الكتب التاريخية ان المبشر بالدعوة الفاطمية هو عبد الله بن ميمون القداح * ، الذي كان رجلاً ذكياً و بارعاً ، مثقفاً بثقافة عصره ، ملماً بمعرفة المذاهب و الأديان التي كانت سائدة آنذاك ، و قد استطاع القداح هذا من أن يؤلف من معتقداته نظاماً يتألف من سبع مراتب ، أخرها تتناول الإلحاد و الإباحية ** ، و بالطبع فانه لم يكن يكشف للناس هذا الإلحاد بل كان يدعوا للإمام محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق *** ، و ما كانت هذه الدعوة إلا للوصول لغاية معينة في داخله . قام القداح بنشر دعوته في اصبهان ثم في الأهواز ، ثم هرب إلى البصرة ، و كان سبب هروبه هو ما ظهر منه من الإباحة و المكر و الخديعة ، مما أثار الشيعة عليه و كذلك * سمي القداح لأنه كان يعالج العيون و يطيبها و يقدح الماء النازل بها ، ينظر ، الملك المؤيد عماد الدين أبو الفدى إسماعيل بن علي بن محمد بن عمر بن شاهنشاه أيوب الشافعي ، المختصر في أخبار البشر ، المعروف بتاريخ أبو الفدى ، بيروت د . ت ، ج 3 ص 81 . ** أبي العباس تقي الدين احمد بن علي المقريزي ، القاظ الحنف بأخبار الفاطميين الخلف ، بيروت 2001 ، ص . ص 128 – 129 . *** المصدر نفسه ، ص 128 . المعتزلة ، و قد هرب و بصحبته رجلاً يعرف بـ ( أمحسين الاهوازي ) و لوحق هو و الاهوازي ، ففرا إلى مدينة في حماد تعرف بمدينة سيلمه * ، و كان ذلك في حدود عام 270هـ ** ، و أقاما في سليمة إلا أن ماتا فيها ، و قد خلفه ابنه احمد ، و قالت مصادر أخرى ، محمد * ، و قد اختلف بأسماء أبناءه ، حتى اتفق المؤرخون إلى حفيده الحسين ، و الذي عهد بالدعوة إلى ابنه ( عبيد الله المهدي ) حيث علمه والده أسرار الدعوة و أعطاه الأموال و دلاه على مكان الدعوة ***. و عبيد الله المهدي هذا الذي هو استطاع نشاء الدولة الفاطميين ، و يشكك أكثر المؤرخون بنسبه إلى الإمام علي ، و في الحقيقة لا يقبل صحة نسبه غير المقريزي و ابن خلدون ***** ، و أما من لم يقبل نسبه فانه قال عنه انه فراس مجوسي ****** ، أو يهودي معرف في اليهودية ****** . * المقريزي ، المصدر السابق ، ص 129 . ** بتول العباسي ، المصدر السابق ، ص 9 . *** ذكر ابن الاثير ان ابنه احمد ، و ذكر ابو الفدا ، كذلك فيما ذكر ابن النديم في الفهرست ان ابنه محمد ، ينظر ، المصدر نفسه ، ص 9 . **** ابو الفدا ، المثدر السابق ، ص 80 . ***** عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن خلدون التونسي المالكي ، العبر و ديوان المبتدأ و الخبر ، بيروت ، ****** ابو المحاسن ، النجوم الزاهرة في حلى مصر و القاهرة ، ج4 ، ص 75 ، نقلاً عن بتول العباسي ، ص 11 . ******ابن الاثير ، المصدرالسابق ، ج 6 224 و من الصعوبة على الباحث الاقرار بصحة نسب عبيد الله المهدي او نفسه ، لان المراجع التاريخية لم تعطينا ما هو كافي و لم تمنحنا دليلاً واظحاً على صحة نسبه من عدمه ، و لكون الفترة التي نشأ بها عبيد الله كانت فترة صراعات و فتن طائفية ، فما وصل الينا يعكس حقيقة هذه الفترة , و لا يعكس حقيقة النسب . و مما يهمنا في هذا الامر هو معرفة كيفية قيام هؤلاء بنشر الدعاية الاسماعيلية * في بلاد الاسلام ، حيث محا دعاة الاسماعيلية الى نشر دعوتهم في الخفاء و في اماكن بعيدة عن الانظار الخلافة العباسية ، لذا اتخذوا من مسليمة مركزاً لبث مبادء الدعوة ، و من هذه المدينة صاروا يرسلون الدعات الى العالم الاسلامي ، و يهدون في تنظيم الدعوة الى كبار الدعاة الذين كانوا يطلق عليهم في هذا الوقت او الدور بـ ( دور الستر ) او ( نوابة الائمة ) او ( صحيح الائمة ) ** و هؤلاء يرسلون دعاة من قبلهم لنشر المذهب الاسماعيلي ، حيث كانوا يستغلون عواطف الناس بالدعوا لال النبي صلى الله عليه و سلم ، و كان من جملة من كسبهم الاسماعيلية رجلاً يدعى ابا عبد الله ، و الذي استطاع في احدا مواسم الحج بمكة من ان يحظى بمبايعة * الاسماعيلية ، فرقة من فرق الشيعة تعتقد بأن الامام بعد جعفر الصادق ابنه اسماعيل بن جعفر ، و قالوا ان جعفر اشارة اليه بلامامية ، و ان الامامية في اولاد اسماعيل ، و انكروا امام سائر اولاد جعفر ، التفاصيل ، ينظر ، احسان الهي ظهير ، الاسماعيلية ، الرياض ، 2005 . * د. حسن ابراهيم حسن ، تأريخ الدولة الفاطمية ، القاهرة ، 1964 ، ص 39 . جماعة من قبيلة كتامة البربرية ، فأمروه على انفسهم و سارة معهم الى بلاد المغرب * . و كان للمهدي دعاة في المغرب و كانوا اثنين احدهما يعرف بالحلواني و الاخر يعرف بالمرواني او السفياني ** ، و حينما ذهب ابو عبيد الله الشيعي مع قبيلة كتامة البربرية وجد في المغرب مذهب الشيعة منتشراً بكثرة حيث كانت الظروف ملائمة مثل هكذا مذهب ، فقد كان البرر يعيشون بظروف صعبة و بطبيعة صحراوية قاسية ، حيث ينتشر هناك القتل و السلب و النهب ، اضافة لكون البربر كانوا متضيقين من العرب الذين حكموهم ، و عاملوهم معاملة السيد للمسود ، لا معاملة الند بالند ** ، لذا فأنهم كانوا يطمحون لاقامة دولتهم او على الاقل يحصلون على الحكم . و كان لمذهب التقية سببا في نجاح دعاة الاسماعيلية في المغرب فكان يتظاهر الداعية بمذهب السنة مع اهل السنة ، و يصبح شيعي مع الشيعي *** ، و هكذا استطاع داعية الاسماعيلية الكبير ابو عبد الله الشيعي من تكوين جيش كبير و خانهم و بدون ان يشعر به الاغالبة حيث داهمهم بجيوشه سنة 298 في المغرب . * كارل بروكمان ، تأريخ الشعوب الاسلامية ، ترجمة نبية امين فارس ، و منبر البعكيلي ، بيروت ، 1977 ، ص 251 . ** حسن ابراهيم ، المصدر السابق ، ص 43 . *** بتول العباس ، المصدر السابق ، ص 17 . و لما اصبح المغرب امنا و مركز ابو عبد الله الشيعي دعوته فيها ، أرسل الى عبيد اللع المهدي يبشره و يدعوه للمجيء الى المغرب ، فوصل المهدي إليها مع ابنه القاسم نزار ( القائم ) * ، و بحضوره المغرب زال ملك الاغلب ، و تقعم المهدي الى رقادة في العشر الاخير من ريبع الاخر لسنة 297 هـ ، و في اول الجمعة خطب العبيد الله المهدي في البلاد ، و تلقب بلامهدي امير المؤمنين ** . و ما ان وصل المهدي حتى بادر الى اخذ زمام الامور بيديه ، فأخذ ما كان بحوزة ابو عبد الله الشيعي من الاموال ، و استولا على اموال اصحابه ، و أخذ من الناس اموالاً كثيرة ، و من عارضه عامله بلقوة و الشدة ، و اجبر الناس على اتباع المذهب الشيعي الاسماعيلي و من لم يفعل قتل *** . و بعد استقامةالامر للمهدي ، و سلب اموال صاحبه ابو عبد الله الشيعي و أموال اخيه ابو العباس ، و تجريدهما من كل النفوذ و السلطة التي كانت بأيديهم ، و بعد ما رأوا من المهدي من الثتل و السلب ، قالوا للناس :- (( ليس هذا المهدي الذي دعوناكم اليه ... )) **** ، فعلم الكهدي بذلك فظفر بهما و قتلهما ، و هما * ابن الاثير ، المصدر السابق ، ج 6 ، 240 . ** المقريزي ، المصدر السابق ، ص 146 . *** ابن الاثير ، المصدر السابق ، ص 239 . **** ابو الفدا ، المصدر السابق ، ص 83 . الذين ارسوا الحكم له ، و قامت الدولة على اكتافهم . و بعد نجاح الفاطميين باقامة دولة علوية اسماعيلية في المغرب ، توجهت انظارهم الى مصر للعديد من الاسباب :- 1- موقع مصر الجغرافي المهم . 2- كانت المدينة المنورة و الشام خاضعين الى مصر ، فمن تخضع له مصر تخضع له المدينة و الشام . 3- كثرة الاضطرابات الداخلية في المغرب خاصة بعد مقتل ابو عبد الله الشيعي . كانت المحاولة الاولى لاحتلال مصر سنة 301 ، اي بعد ثلاث سنين فقط من قيام دولة الفاطميين في المغرب ، حيث ارسل المهدي جيشاً بقيادة ابنه و ولي عهده محمد ابي القاسم ( القائم بامر الله ) * ، و لما علم الخليفة العباسي بذلك (( المقتدر بالله 295 – 320 هـ )) ارسل جيشاً بقيادة مؤنس الخادم ، حيث دحر جيش العباسيين جيش الفاطميين ** ، و كانت المحاولة الثانية سنة 306 هـ حيث ارسل المهدي جيشاً اخر بقيادة ابنه ايظاً ، و أرسل المقتدر مؤنس الخادم بجيش عظيم ، حيث اجبر القائم بن المهدي بالهروب الى المغرب *** ، و في سنة 323 هـ ارسل الفاطـميين حملتهم الــــــثالثــــة الــــى مـــصر * بتول العباسي ، المصدر السابق ، ص 31 . ** ابن الاثير ، المصدر السابق ، ص 266 . *** المقريزي ، المصدر السابق ، ص . ص 152 – 153 . و كان والي مصر انذاك محمد بن طغج * الذي ارسل اخويه على راس جيش كبير لقتال الفاطميين فوقعت عدة معارك ، فأنهزم الفاطميين الى المغرب ** . و بعد ما يئس الخليفة الفاطمي القائم بامر الله (( حيث توفي والده سنة اثنتين و عشرين و ثلاث مئة ، و اخفى ابنه خبر وفاته والده لمدة سنة كاملة لتدبير الامور له )) *** من المحاولات العدية لاحتلال مصر ، اتبع سياسة الخديعة و الحيلة و المكر ، فأرسل الى الاخشيد محمد بن طغنج ، كتاباً يستطعفه فيه مرة ، و يطعن بالخلافة العباسية مرة اخرى ، و يكثر من المديح للاخشيد ، و يطعن بالعباسي تراة اخرى و وصفهم بانهم قوم لا يستحقون الطاعة ، و لا التضحية ، و انهم ناكروا الجميل ، لذلك فقد رغبه القائم بالخروج على طاعتهم و اطمعه في ملكه العريض ، و بعد ان عرض عليه رايه ترك الخيار له **** . تردد الاخشيد اول مرة من كتاب القائم ، ولكن بعدما احس الاخشيد بان الخليفة العباسي ينوي عزله ، امر بقطع الخطبة العباسية ، و احلال الخطبة الفاطمية ، * هو في الاصل من اولاد احد ملوك فرغانة ، قلده الخليفة المقتدر الرملة سنة 318هـ ، منح لقب الاخشيد (( ملك الملوك )) بعد تصديه للفاطميين ، ينظر ، بتول العباسي ، المصدر السابق ، ص 35 . ** المصدر نفسه ، ص 35 . *** القمريزي ، المصدر السابق ، ص 154 . **** العباسي ، المصدر السابق ، ص 36 . و من الجدير بالذكر ان حملات المهدي و القائم على مصر ، كانت تشن ، على اساس المراسلات التي كان يبعثها الجواسيس للدولة الفاطمية في مصر الى المهدي و ابنه القائم من بعده ، و كانوا ابو عدونة بنصرتهم له ، كما كانوا يرسلون له اخبار الفتن و الاضطرابات في مصر ، و يلاحظ ان حملات الفاطميين كانت دائماً تقوم مع تزامن مع الفتن الداخلية في مصر *. و لنعد الى الاخشيد الذي اراد قطع الخطب للعباسيين و ايتبدلها للفاطميين ، حيث روى عمر بن الحسين الخطيب العباسي حكاية نقل الخطبة قائلاً :- (( دعاني الاخشيد يوماً فقال لي : اذا كان يوم الجمعة فاقم الدعوة لابي القاسم صاحب المغرب ، و اسقط الدعوة للراضي حتى يعلم محمد بن طغج ، قال ابن الحسين فقلت : كما يأمر الاخشيد ، فغدوت اليه ثانية و استاذنت و قلت : لعله يرجع ، فقال : نعم ، فلم ازل على هذا ثلاثة ايام الى يوم الخميس ، فانتهت ان يكون ابو الحسين محمد بن عبد الوهاب – و كان رجلاً جزلاً جدي الراي شيعياً – قد حسن له هذا الرأي ، لانه اقام في اعتقاله سبع سنين ، و لما اطلقه اختص به ، فجئت الى ابن عبد الوهاب و خلوت به و حدثته . ... قال عمر بن الحسين فجئت الى الاخشيد و رفقت به و قلت له : ايها الامير الذي امرتني به اين اعمله ؟ في الجامع العتيق ام جامع ابن طولون ؟ فقال لي : انت في الجامع العتيق و خليفتك في جامع ابن طولون . فقال له ابن عبد الوهاب : * العباسي ، المصدر السابق ، ص 36 . ايش هذا الذي تعمل ؟ فقال الاخشيد : شيء . فقال ابن عبد الوهاب : الله المستعاذ شيء يعمل على المنبر يكتم ، و بعد ساعة يعمل به الجمهور ؟ فقال له : قد تأذيت بالراضي و بهذا الصبي ابن رائق * ، و قد امرت الخطيب ان يدعو لابي القاسم صاحب المغرب ، فقال له : وفق الله الاخشيد . فلقد وضعت الصنيعة في موضعها ، و لقد اخبرت انه في الحزن على ابيه الى ساعة ، و ما جلي في مرتبته الا حزيناً كأيباً ، و لا جدد ثوباً و هو من الترف و الملك ما سمعت ، فالحد لله جعل رجوع هذا الامر الى اهله على يدك وبك . فاستبشر الاخشيد . ثم التفت ابن عبد الوهاب الى الخطيب ( يقصد الخطيب العباسي ) و قال له اقرأ الذي يعمل ؟ قال : ما عملت شيئاً . قال بن عبد الوهاب تؤمر مذ خمسة ايام بهذا الامر فلم تعمل فيه شيئاً ؟ فقال الاخشيد : ايش يعمل ؟ قال : يحتاج الى خمسة اوراق كلامً معمولاً في فضل النبي ( صلى الله عليه و سلم ) و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و اهل البيت عليهم السلام ، و يذكر انهم احق بالامامة ، و يقول ذلك و الناس يسمعون فمن يشتهي ذلك قويت نفسه و من كره انحل فقال له الاخشيد : اعمله . فقال تلحق اليوم ؟ فقلت لا الجمعة الاخرى ؟ فقال الاخشيد ، الجمعة الاخرى . )) ** . من هذه الرواية يتبين لنا عدة امور ، اولها و جود دعاة شيعة اذكياء في مصر يهيئون و يمهدون الطريق للفاطميين ، و ثانياً ، مدى خبث الداعية عبد الوهاب و كيفية استغلاله لحالة الاخشيد امترددة بين هذا و ذاك ، و على كل حال فأن اي شيء من * اراد الخليفة العباسي عزل الاخشيد و تعين ابن رائق مكانه . ** ابن سهيد ، المغرب في حلى المغرب ، ص . ص 176 – 177 ، نقلاً عن العباسي ، المصدر السابق ، ص . ص 37 – 38 . هذا لم يحدث لان نصائح الاخشيه خوفوه من مغبة هذا الامر ، و بينوا له ان اقامةالخطبة الفاطميين ، ستمد ابن رامق ، بسلاح خطير سيشهره في وجهه ، و تزيد من مسخطه الخليفة الراضي عليه ، لذا عدل الاخشيد عن رايه * . و بعد وفاة كافور الاخشيد ( احد موالي محمد بن طغج الاخشيد ) سنة 357 هـ ساءت اوضاع مصر الاقتصادية و السياسية ، فقد هجم القرامطة على الشام و هجم ملوك النوبه على جنوب مصر ، و ما كان فيها من قائد شجاع او شخصية قديرة لادارة امور البلاد ، و حصل نزاع على السلطة ، حتى استقر الامر الى احد اولاد اخشيد الذي كان طفلاً لا يتجاوز الحادية عشر من عمره ** ، و تولى امره الوزير الحسن بن عبيد الله ، و كان شيعياً ، يخفي التشيع ***، و كل هذه الظروف كانت تصب لصالح الفاطميين الذين تولوا امره بعد وفاة القائم ابنه المنصور الذي مات سنة 341 هـ و تولى امر الفاطميين ابنه المغر الدين لله **** ، الذي عمل على احتلال مصر . لم يكن احتلال بلد مثل مصر بالسهولة ، لذا عتمد معز الدين الله على عمل اجداده من الخلفاء الفاطميين ، و أكمل ما بدأ به * بتول العباسي ، المصدر السابق ، ص 38 . **المصدر نفسه ، ص 45 . *** المصدر نفسه ، ص 46 . **** المقريزي ، المصدر السابق ، ص 170 . جده عبد الله و من ثم القائم و المنصور ، و كان هؤلاء يدسون الدعاة للمذهب القاطمي في صفوف جندهم للاختلاط بالناس * ، و ليعلموهم عقائد المذهب الفاطمي و ينشروا الدعوة ، فلن يلبث ان صار في مصر قبل غزو مصر ، على ايدي الفاطميين عدد غير قليل من معتنقي المذهب الفاطمي ، و كان للمعز العديد من الدعاة في مصر ، يقومون باستدعاء الناس في البلد ، و يبثون فيهم مبادء الدعوة الفاطمية و يزينون لهم صورة المعز و يحسنون طاعته ، و خلع طاعة العباسيين ، و لهذه الطريقة تضاعف انصار الفاطميين في مصر ، و صاروا يراسلون الخليفة المعز ، و يوافونه باضبارة البلد اولاً بأول و قد كاتب هؤلاء الدعاة المعز و قالوا له :- (( إذا زال الحجر الاسود ملك مولانا المعز لدين الله الدنيا كلها ، و بيننا و بينكم الحجر الاسود )) ** و يعنون بالحجر الاسود كافور الاخشيدي ، فهذا العمل يذكرنا بمكائد الماسونية و طرقهم ، و طرق اليهود أيظاً ، و هو عمل جاسوسي متطور جداً ، فمتى الرسالة كانت ترسل على طريقة (( التشفير )). و من خلال ما تقدم يتبين لنا ان كافور الاخشيدي كان اخر حجر عثر للفاطميين في مصر فكانوا ينتظرون موته ، فأذا ما مات اضطربت الاوضاع و كثرة الفتن ، و هذا هو الوقت المناسب بالنسبة للفاطميين لاحتلال مصر . * المقريزي ، المصدر السابق ، ص 178 . ** المصدر نفسه ، ص 178 . و ما ان امت كافور الاخشيدي 358هـ ، حتى جهز معز الدولة جيوشاً للاستيلاء على مصر ، و انقذ دعاته اليها ، كما انقذ الى دعاته في مصر بنوداً ، و قال :- (( فرقوها على من يبايع من الجند )) * و امرهم اذا قربت العساكر اشتروها ، فلما قربت العساكر من الاسكندرية جمع الوزير ابن الفرات و شاورهم فاتفقوا على مراسلة قائد معز الدولة ( جوهر ) و ان يشترطوا عليها شروطاً و انهم يسمعون له و يطيعونه ، و كانت رسل جوهر ترد الى ابن الفرات ، ثم اتفقوا على خروج ابي جعفر مسلم الحسيني و ابو اسماعيل الرسي و القاضي ابو طاهر و جماعة فخرجوا جميعهم و لم يتاخر عن تشيعيهم قائد و لا كاتب و لا عالم و لا شاهد و لا تاجر ** سارت حملة جوهرة في الرابع عشر من ربيع الاول سنة 358 هـ و استقرت مسيرها ثلاثة اشهر ، و دخلها جوهر قائد جيوش معز الدولة في نفس العام *** ، و ما بلغ المعز نبأ فتح مصر استبشر خيراً و سروراً ، و بعد ان استقر جوهر في مصر ، و دانت له البالد بالطاعة و عمل على ازالة اثار الدولة الاخشيدية و شعائرها ، و امر جوهر خطباء الجمعة بخلع السواد و ارتداء البياض كما امرهم بأضافة العبارات التالية الى الخطبة :- (( اللهم صلي على محمد المصطفى و علي المرتضى و على فاطمة البتول ، و على * المقريزي ، المصدر السابق ، ص 178 . ** المصدر نفسه ، ص 178 . *** بلغت عدة الجيوش اكثر من مائة الف مقاتل ، و انفق المعز عليه اكثر من اربعة و عشرين الف الف ( مليون ) دينار ، ينظر : المقريزي ، المصدر نفسه ، ص 173 . الحسن و الحسين سبطي الرسول الذين اذهب الله عنه الرجس و طهرهم تطهيرا ، و صلى على الائمة الطهار بن أباء امير المؤمنين المعز لدين الله )) * ، ثم امر باضافة (( حي على خير العمل )) في مساجد القاهرة و سائر البلاد ** . و هكذا اصبحت مصر تحت السيطرة الفاطمية و فقدت الدولة العباسية جزءاً مهماً بل حيوياً من اجزائها ، و دخل المعز الفاطمي مصر في رمضان من سنة 362هـ ، و معه عسكره و اولاده و اخوته و عمومته ، و ادخل معه توابيت ابائه ، المهدي و القائم و المنصور *** ، و بهذا اصبحت القاهرة مركز الدولة الفاطمية ، بدلاً من المنصورية في المغرب . * بتول العباسي ، المصدر السابق ، ص 56 . ** المصدر نفسه ، ص 56 . *** ابن الاثير ، المصدر السابق ، ص 139. الصراع الفاطمي القرمطي على بلاد الشام لما استقر جوهر بمصر ، و دانت له ارضها ، ارسل القائد ابو علي جعفر بن فلاح الكتامي ، في سنة 359هـ على حراس حملة كبيرة لاحتلال بلاد الشام ، و استطاع ابن فلاح اسقاط المقاومة في بلاد الشام و احتلال مدنها الواحدة تلو الاخرى ، بينما ظلت حلب تحت امرة الحمدانيين الذين دخلوا في تبحية الفاطميين حيث اقامة الخطبة للفر * ، و ظلت انطاكيا فأنها كانت تحت سيطرة الرومان منذ سنة 358هـ غير ان الجيش الفاطمي لم يقترب منها ** . عبث ابن فلاح و جنده بارواح الناس و اموالهم ، فأحرقوا دمشق و دمروها ، و قتلوا الناس و نهبوا اموالهم مما حمل اهالي البلدة على مقابلة ابن فلاح ،حيث هاجم الجند الوفد و قتلوا بعضهم ، فأرسل الناس وفداً اخر غير ان ابن فلاح امرهم ابلانصراف و هددهم بقتلهم بالسيف *** ، و استمر جنود ابن فلاح بقتل الناس و سلب اموالهم و ممتلكاتهم ، مما دفع الناس الى معاودة الاتصال بابن فلاح الذي قابلهم و رفض التماسهم ثم قال لهم :- (( ما اعفوا عنكم حتى تخرجوا اليّ و معكم نسائكم مكشوفات الشعر ، فيتمرغف في التراب بين يدي لطلب العفو )) **** . * بتول العباسي ، المصدر السابق ، ص 61 . ** المقريزي ، المصدر السابق ، ص 196 . *** المصدر نفسه ، ص 194 **** المصدر نفسه ، ص 194 . يتبين من خلال هذا الكلام ، ان الفاطميين اردوا اذلال اهالي الشام و قتلهم ، و في الحقيقة لم يجد الباحث سبباً لما فعله جعفر بن فلاح في اهالي دمشق ، و يبدوا ان السبب يكمن في حقد الفاطميين على اهالي دمشق و الشام عامة ، لانها كانت في فترة من الفترات حاضنة الخلافة الاموية ، في 41 – 132هـ و لعل هذا السبب هو الذي دفع ابن فلاح و جنده لفعل هذه الاعمال الوحشية و المذلة باهالي دمشق . استمر الجند في نشر الرعب بنفوس اهالي دمشق ، مما اخطرهم الى ارسال شكوى الى جوهر الذي بدوره سأل ابن فلاح على حقيقة الامر فأجابه :- (( دخل رجال امير المؤمنين فقتلوهم )) * فلم يحرك جوهر ساكناً ، مما دفع جعفر للتصرف بوحشية اكبر اتجاه اهالي دمشق ، الذين لم يجدوا مخرجاً غير القتال ، كما دفع ذلك للتحالف مع اي عنصر معارض للفاطميين ، لذا ساند الاهالي القرامطة فيما بعد . و القرامطة طائفة سياسية تنتسب الى جمدان قرمط بن الاشعث الذي كان داعياً من دعاة الاسماعيلية و رأس الطريقة القرمطية ، و كان حمدان فلاحاً بسواد * بتول العباسي ، المصدر السابق ، ص 64 . الكوفة و لقبه (( الكرميثي )) من كلمات اللة الاترامية التي يتكلم بها اهل ذلك الاقليم و معناه احمر العين * ، وكانت مقابلة حسين الاهوازي لحمدان سبباً في انضمامه الى الطريقة و المذهب الاسماعيلي ، و حسين الاهوازي هو رسول عبد الله بن ميمون القداح ، و بنى الحمدان لنفسه قرب الكوفة مقاماً رسمياً سماه (( دار الهجرة )) سنة 261هـ ، و غدت هذه الدار مركزاً يلوذ به اتباعه و يشنون منه الغرات على غيرهم ** . كانت تربط القرامطة و الفاطميين علاقات حسنة لكونهما يدعون لنفس المذهب ، و لم يحدث ما يعكر صفوة هذه العلاقات حتى مجيء الحسن القرمطي الملقب بالاعصم ، و الذي حكم البحرين سنة 359هـ *** ، حيث اتبع الاخير سياسة جديدة ازاء الفاطميين و ذلك لتضراب المصالح السياسية في ما بين الدولتين خاصة بعد ان استولى الفاطميين على الشام ، و التي كانت شبه خاضعة للقرامطة الذين فرضوا على حكام الشام من الاخشيد بين الذين كانوا يدفعون ضريبة مقدارها ( 3000 ) الف دينار للقرامطة سنوياً **** ، و لما استولى الفاطميين على بلاد الشام رفض جعفر بن فلاح دفع الضريبة التي كان يدفعها الاخشيد بين القرامطة ، مما اثار الحسن الاعصم * الخضري بك ، المصدر السابق ، ص 302 . ** المقريزي ، المصدر السابق ، ص 216 . *** العباس ، المصدر السابق ، ص 65 . **** ابن الاثير ، المصدر السابق ، ج 7 ، ص 60 . فقرر ان يغزو بلاد الشام ،و عند ذلك قرر طلب المساعدة من العباسيين لتلاقي مصالحهم السياسية ضد الفاطميين * . لعب البويهيون دوراً بارزاً في الصراع الناشئ في بلاد الشام بين القرامطة و الفاطميين ، و ساهم البويهيون مساهمة فعالة في مد يد المساعدة للقرامطة الذين استنجدوا بهم ، فلم يكن القرامطة قادرين على الاستمرار في القتال مع الدولة الفاطمية ، اضافة الى ذلك لم يشكل القرامطة الخطراً على البويهين الذين يحكمون باسم الخلافة العباسية ، ولهذا قام عز الدولة بختار بقطع وعده للقرامطة بتزويدهم المال و الرجال و مساعدتهم ما امكن ذلك ، على حرب الفاطميين ** ، و هنا يذكر ابن العلا نفي في كتابه ( ذيل تاريخ دمشق ) بان الاتفاق تم بين عز الدولة بختار و بين القرامطة على تزويدهم من الكوفة (( بالف الف درهم ، و الف جوشن ، و الف سيف ؟؟، و الف رمح ، و الف قوس ، و الف جعبة )) *** و لم يكتفي عز الدولة بختيار بذلك بل ارسل الى ناصر الدولة بن حمدان ، يامره بتزويد القرامطة بمبلغ اربعة الاف درهم ، و كان الحمدانيون ينتضرون الفرصة المناسبة للانتقام من الفاطميين الذين فرضوا الخطبة للفاطميين في حلب و هددوا الحمدانيين بالستيلاء على حلب ، فعملوا على مساعدة القرامطة بالمال و الـــرجـــال عــــــندمــــا اصــــــبحــت الـــــفرصـــــة ســـــــانحـــــــة *ابن الاثير ، المصدر السابق ، ص60 ، العباسي ، المصدر السابق ، ص66 . ** العباسي ، المصدر السابق ، ص 66 . *** نقلاً عن ، المصدر نفسه ، ص66 . للانتقام من الفاطميين * . يتبين من خلال ما تقدم ان العامل الديني و المذهبي ، قليلاً ما يلعب دوراً مهماً في الاحداث السياسية ، فعلى الرغم من كون (( الفاطميين و القرامطة و البويهيون و بني حمدان )) تربطهم قرابة في المذهب ، الا اننا نجد البويهيون و الحمدانيون يقفون صفاً واحداً ،معا رضاً الفاطميين ، و كذلك الحال بالنسبة للقرامطة و الفاطميين و الذين كانا متفقين و موحدين تقريباً نراهم ، يتقاتلوا باجل المصالح السياسية . على كل حال تمكن الحسن الاعصمي القرمطي من اعداد جيشاً كبيراً مزوداً بالعتاد و السلاح و الرجال ، و تقدم به نحو دمشق، و قد التحق به فريقاً من الاخشيديين ، فتقوى جيشه اكثر ، و لما بلغ الخبر لابن فلاح استهزء بامرهم و ارسل لهم حملة كانت موجهة نحو الروم ، فامر بتعديل مسارها الى الاعصم الذي وصل الى بلاد الشام سنة 360هـ ، فلتقى الطرفان و كانت الهزيمة للفاطميين ، كما قتل جعفر بن فلاح ايظاً ** ، و لما دخل حسن القرمطي الى دمشق ، عرف كيف دهادن اهلها ، و عمل على استمالتهم ، فقد طمأنهم على ارواحهم و اموالهم و احسن معاملتهم ، و اقام الخطبة للمطبع بالله العباسي في مساجد بالد الشام ، و حذف اسم الخليفة الفاطمي منها *** ، و تركت * القريزي ، االمصدر السابق ،ص 246 . ** ابو الفدا ، المصدر السابق ، ص 140 . *** ابن الاثير ، المصدر السابق ، ص 60 سياسة الحسن القرمطي اثراً ايجابياً في نفوس اهالي الشام ، و علم الحسن بذلك و ادرك بان سياسة الفاطميين في بلاد الشام و التي بنيت على اساس اقصاء الاخر ، هي سياسة فاشلة ، لذا نراه يضع الامور المذهبية جانباً و يبعدها عن السياسة و يقيم الخطبة للعباسيين (( إلد اعدائه السابقين )) في كل منطقة دخها و لهذا يورد المقريزي ما نصه :- (( .... و اقام القرامطة الدعوة للمطيع لله العباسي في كل بلدة فتحوه ، و سودوا* اعلامهم ، و رجعوا ما كانوا يمخرقون به ، و اظهروا انهم كأمراء النواصي الذين من قبل الخليفة العباسي )) * * . اعد الحسن القرمطي جيشاً كبيراً اخراً و ذلك لاحتلال مصر ، حيث انه اراد تامين دولته من قبل الفاطميين فوجب عليه الزحف نحو مصر ، فأعد العدة للقتال و توجهة نحو مصر ، حيث التقاه جوهر قائد المعز الفاطمي و دار قتال عنيف انتها بهزيمة الحسن ، الذي رجع الى بلاد الشام *** ، حيث اعد العدة مرة اخرى و زحف براً و بحراً ، و كان المعز قد وصل الى القاهرة سنة 362هـ فحاول اجراء فتنة بين القرامطة انفسهم فأرسل الى احد اولاد ابي طاهر القرمطي في البحرين و عينه اميراً و ارسل اليه مالاً ، و طلب منه السيطرة على الاحساء فقل الاخير ، و هنا تحرك الخليفة الطائع العباسي و ارسل الى الحسن القرمطي و الـــــى اولاد ابـــــي الطــــــاهر * سودا :- اي جعلوا اعلامهم سوداء ، لان راية العباسيين كانت سوداء. ** المصدر السابق ، ص 247 . *** ابن الاثير ، المصدر السسابق ، ص 242 . و حثهم على المصالحة فتصالحوا * . و هذا يدل على ان القرامطة اصبحوا يدينون بالولاء الى العباسيين رغم اختلاف مذهبهم ، و اصبحوا موالين للحكم العباسي ، اما الحسن الذي ارسل المعز الفاطمي اليه رسالة وبخه فيها على اقدامه لاحتلال مصر ، فانه رد اليه قائلاً :- (( وصل كتابك الذي كثر تفصيله و قل تحصيله ، و نحن سائرون اليك على اثره و السلام )) ** . و من خلال هذا الكتب يتبين لنا مدى كره الحسن للمعز ، كما يدل على عدم احترامه ، بارغم من انه كان يعتبر الامام عند اغلب الشيعة في ذلك الوقت ، و كما تبين من الرد فان الحسن اخذ يجهز لحملة اخرى على مصر ، فسار سنة 363هـ بجيش عظيم نحوها ، اما المعز فقد بعث هذه المرة الجيش بقيادة ابنه عبد الله ، و دارت رحى الحرب بين الفريقين و قاتلوا قتالاً شديداً و اوشك القرامطة على الفتك بالجيش الفاطمي لولى استخدام المعز للحيلة و الخديعة ، فقد ارسل الى امير عرب بلاد الشام (( الذي كان مع الجيش القرمطي )) حسان بن المفرج الطائي و اطمعه بارسال مبلغ ( 400 ) الف دينار اذا تخاذل جيشه امام الفاطميين ، و قبل حسان بذلك الاموال التي كانت اغلبها مغشوشة *** ، و هنا رجــــــحت * بتول العباسي ، المصدر السابق ، ص 7 . ** ابن الكثير ، المصدر السابق ، ص 242 . *** ابن الاثير ، المصدر السابق ، ج8 ، ص 60 ، بينما ذكر ابن الكثير ان المبلغ مبلغ الرشوة كان مائة الف دينار ، المصدر السابق ، ص 242 . الكفة لصالح الجيش الفاطمي ، و انهزم القرامطة * ، و هرب الحسن الى الاحساء ** . و لما دخلت جيوش المعز الشام حاول عدم تكرار اخطاء جنده فيما سبق ، فعمل على كسب زعماء العرب و اعادهم الى مناصبهم ليكسب رضا العامة ايظاً اقر الزعماء العرب على ولاياتهم و ضحى بعضهم بالقرب اليه مثل ظالم بن موهوب العقيلي *** . في هذه الاثناء وقعت اضطرابات عنيفة في العراق في ما بين الديالمة التابعين للبويهيين و الاتراك الذين كان يقودهم الفتكين التركي **** ، و كان ذلك سنة 364هـ ، و ما ان سيطرة الديالمة على الوضع حتى هرب الفتكين و معه ( 400 ) مقاتل الى بلاد الشام ، التي فزع حاكمها و امرائها من الامر فأرسلوا اليهم جيشاً علاقاتهم ، و لما علم الفتكين بالامر الرسل الى الحمدانيين لطاب نجدتهم و الذين قاموا بدورهم بارسال المال و السلاح و الرجال اليه ***** فاضطر امراء الشام الى الانسحاب ، و دخل الفتكين الى مدينة الحمص حيث استقبله هناك بني حمدان . * ابن الاثير ، المصدر السابق ، ص 242 . ** بتول العباسي ، المصدر السابق ، ص 73 . *** ابن الكثير ، المصدر السابق ،ص 242 . **** هو ابن منصور التركي غلام معز الدولة بن بويه ، كان فيه شجاعة و اقدام كبيرين ، فلما صارت الفتنة اثبت الفتكن شجاعته لكن جندهوا انهزموا ، ففر بالباقين الى الشام ، ينظر ، العباسي ، المصدر السابق ، ص 74 . ***** المقريزي ، المصدر السابق ، ص720 . كانت دمشق تعاني من الفوضى و الاضطراب و لما بلغهم امر افتكين ارسلوا اليه و ملكوه بلادهم و طلبوا منه ان يزيل عنهم سم الرفض (( التشيع )) المخالفة لمذهبهم * ، و بكف ظلم الولاة وشر المفسدين ، فأجاب الفتكين طلبهم و استحلفهم على الطاعة و وعدهم بالحماية و كف الاذى عنهم ** ، و دخل الفتكين دمشق سنة 364هـ و قطع خطبة الجمعة و جعلها للعباسيين *** . و لما سمع المعز بذلك اعد حملة كبيرة وقادها بنفسه ليلقي الفتكين ، غير انه مات في الطريق سنة 364هـ **** . و لما تول ابنه العزيز سنة 365هـ ، كانت بلاد الشام كلها واقعة تحت سيطرة الفتكين ، فسير العزيز جيشاً بقيادة جوهر ، فلما التقا الطرفان وقعت معارك شديدة و ضعف جيش جوهر و حاولة استمالة الفتكين ، خاصة بعد ما وصل القرامطة الذين كاتبهم الفتكين لمساعدته ***** ، حيث اضطر جوهر بعد المحاولات التي قام بها لاستمالة الفتكين بالانسحاب جنوباً باتجاه مصر ، و لما وصل الى القاهرة قال العزيز :- (( ان كنت تريدهم فأجرج اليهم بنفسك و الا فانهم واصلون على اثري )) ****** ، و هنـــــــــا * العباسي ، المصدر السابق ، ص 75 . ** المقريزي ، المصدر السابق ، ص 271 . *** المصدر نفسه ، ص 270 . **** ابن الاثير ، المصدر السابق ، ص 249 . ***** العباسي ، المصدر السابق ، ص 76 . ****** ابن الاثير ، المصدر السابق ، ج7 ، ص90. ادرك العزيز وقع الخطب و جسامته ، فخرج بنفسه للقاء الفتكين و من معه ، و دارت رحى الحرب التي انهزم فيها الفتكين * . و من خلال ما تقدم نستنتج بان المصالح هي الاساس في التعامل السياسي ، و لم يكن المذهب يوماً ما هو اساس في السياسة ، فقد كان الفتكين تركي ( سني ) طرد من قبل ديالمة الفرس (( فرس )) شيعة ، و لجأ عند بني حمدان (( عرب شيعة )) و سانده القرامطة ( شيعة عرب و اعاجم ) ضد خليفة شيعي هو الفاطمي ، و كان كل ذلك بناءاًً على ما كانت تتطلبه مصالح هؤلاء السياسية في تلك الفترة . * ابو الفدا ، المصدر السابق ، ج4 ، ص 109 . تطور العلاقات السياسية بين الحمدانيين و الفاطميين الحمدانيون شيعة علويون ، و على الرغم من ذلك فأنهم عارضوا الوجود الفاطمي في بلاد الشام ، و لذا نرى الحمدانيين كثيراً ما ساعدوا القرامطة في حربهم ضد الفاطميين ، كما ساعدوا الفتكين التركي كما مر بنا سابقاً . و على الرغم من اقامة بني حمدان الخطبة للخليفة الفاطمي في حمص و حلب و تغير الاذان بـ :- (( حي على خير العمل )) و (( محمد و علي خير البشر )) * ، الا ان العلاقات في ما بين الطرفين كانت بين جر و مد . فقد حاول العزيز احتلال حلب و ارسل الى واليه على دمشق للمسير لحرب بني حمدان ، فلما علم سعيد الدولة الحمداني بهذا الامر ارسل الى جاسيل الثاني ملك الروم في انطاكيا الذي ارسل له جيشاً و مالاً ، بالرغم من ذلك الا ان والي الشام بن جوتكين (( بنجوتكين )) هزمة بني حمدان و الروم 382هـ ** و منه المدد ، فأرسل العزيز المدد اللازم لهُ ، حيث زحفة لمحاصرة حلب *** ، و لما علم سعيد الدولة بذلك راسل باسيل ملك الروم الذي حظر بنفسه لانقاذ سعيد الدولة الحمداني ، فهزم بنجوتكين ، و عادة الى دمشق ، و لما علم العزيز بذلك قرر المسير اليه بنفسه ، لكنه مات في الطريق سنة 386 *** . * بتول العباسي ، المصدر السابق ، ص 80 . ** المصدر نفسه ، ص 81 . *** المصدر نفسه ، ص 82 . **** المقريزي ، المصدر السابق ، ص 318 . محاولات الفاطميين للاستيلاء على العراق :- بعد ان سيطرة الفاطميين على المغرب و مصر و بلاد الشام ، لم يبقى امامهم غير العراق الذي طالما ارادوا السيطرة عليه لعدة اساباب :- 1- في العراق الدولة العباسية الغنيمة الاسايسة للفاطميين ، و التي طالما مدت معارضة الفاطميين بالمال و السلاح ، فتدميرها مطلب سياسي و ديني للفاطميين . 2- في العراق ايظاً مراقد اشهر ائمة اهل البيت رضوان الله تعالى عنهم (( علي و الحسين ... الخ )) لذلك فان الفاطميين يعتقدون العراق وطناً للشيعة الذي يسيطر على العراق فانه سيطرة على المشرق كله ، بحسب موقع العراق الجغرافي ، و لهذاه الاسباب حاول الفاطميين السيطرة على العراق الذي كان خاضعاً ، اسمياً للخلافة العباسية ، و عملياً للبويهيين ، الذين تربطهم علاقات ودية مع الفاطميين ، غير انهم كانوا يفضلون العباسيين الضعفاء على الفاطميين الاقوياء . لعب دعاة الاسماعيلية في العراق دوراً كبيراً في استمالة العديد من الناس الى هذه الدعوة ، كما استمالوا بعض الوزراء و الكتاب * ، غير ان ذلك لم يكن يشكل خطراً حقيقاً على الدولة العابسية ، ما دامت جيوش الفاطمية بعيدة عنهم * ابن الاثير ، الكامل ، المصدر السابق ، ص خلفاء بني العباس كانوا على ضعفهم ، يحاربون المد الطائفي الاسماعيلي المنتشر في البلاد ، ففي عهد الخليفة المقتدر ، تم كبس مكان كانت تعقد فيه اجتماعات سرية للدعوة الاسماعيلية ، و كان هذا المكان هو مسجد براثا الذي دوهم من قبل قوات الخليفة سنة 313هـ ، وجد فيه ثلاثون رجلاً يصلون فيه ففتش هلؤلاء الرجال فوجد عندهم خواتم من طين ابيض كتب عليها اسم الامام ، كما يفعل دعاة الفطمية مع من ينتسب اليهم ، و من ذلك الحين استصدر الخليفة فتوى بهد المسجد فهدم * . و في الحقيقة لم يكن البويهيون مرتاحون لنشاط الفاطميين في العراق ، حتى ان عضد الدولة حينما تعرض لسرقة تمثال له من فضة ، قال ان هذا الامر من تدبير والي مصر الفاطمي ** ، و لذا نجده (( اي عضد الدلوة )) بعد ما اعترف بصحة نسب الفاطميين ، يعود ثانية للتشكك بنسبهم ، و عقد لهذا الامر مؤتمر حضره علويو بغداد الذين اقروا ببطلان نسب الفاطميين الى ال البيت ، و قال للمجتمعين :- (( ... هذا الذي بمصر يقول انه علوي منكم ؟ فقالوا : ليس هو منا ، فقال لهم : ضعو خطوطكم بانهوا ليس بعلوي و لا من ولد ابي طالب ... )) *** . و قد حاول عضد الدولة ارسال جيش الى مصر و اخراجها من حوزة الفطميين ، فرفع اعلام سود و كتب عليها : (( بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، و ثلى الله على محمد خاتم النبيين ، الطائع لله امير المؤمنين ادخلوا مصراً ان شاء الله امنين )) **** . * بتول العباسي ، المصدر السابق ، ص 140 . ** المصدر نفسه ، ص 146 . *** المقريزي ، المصدر السابق ، ص 123 . **** العباسي ، المصدر السابق ، ص 147 . و كان الفاطميين يتمنون السيطرة على بغداد ، حيث قال المعز الفاطمي حينما زار رسول الامبرطور البيزنطي الذي قدم الى القاهرة لزيارته :- (( ... اتذكر اذ اتيتني و انا بالمهدية فقلت لك : لتدخلن علية بمصر و انا ملكها ... فقال الرسول اذكر ذلك فقال له : و انا اقول لك الان : لتدخلنة علية و انا خليفة بغداد ... )) * . لم يتوقف الفاطميين عند حد معين لاجل السيطرة على العراق فعملوا كل ما بوسعهم ، حتى نجحوا في تحقيق بعض الانتصارات السياسية ، حيث استطاعوا استمالة بعض الامراء ، حيث اقيمة الخطبة الفاطمية للعزيز سنة 382 هـ في الموصل على يد اميرها انذاك ابي الدرداء محمد بن العقيلي ** ، و كذلك نحج الخليفة الفاطمي الحاكم بامر الله الفاطمي في استمالة امير الموصل قرواش العقيلي ، حيث استماله بالمال و الهدايا فخرج عن طاعة الخليفة العباسي القادر بالله ، فقام قرواش بنشر الدعوة الفاطمية في الموصل و الانبار و الكوفة سنة 401هـ ، فارسله القادر العباسي ، و عاتبه ، ثم اخذ القادر يجهز الجيش لمحاربة قرواش ، فلما علم قرواش بذلك ، قطع الخطبة للفاطميين و اعادها الى العباسيين و ندم على ما فعله و اعتذر للقادر *** . على ان الصراع في العراق اتخذ طابعاً سياسياً و اقتصادياً اكثر مما هو صراعاً عسكرياً ، فلم تكن هناك حروب طاحنة او معارك قتالية (( غير ما حدث من ثورة الباسيري )) **** و لعل * بتول العباسي ، المصدر السابق ، ص 148 . ** المصدر نفسه *** ابن كثير ، المصدر السابق ، ج 11 ، ص 301 . **** يستقدم ذكرها لاحقاً . السبب بذلك يعود الى ادراك الفاطميين بان لا جدوى من الحرب التي انهكتهم (( خاصة حرب بلاد الشام )) اما العباسيون في بغداد و الذين بدؤا شيئاً فشيئاً يعيدون قوتهم ، فاخذوا يعملون بنفس السياسة الفطمية ، و اتخذوا من الاعلام وسيلة مهمة لدحر الدعوة الفاطمية و لنسف الدعوة من اساسها عقد الخليفة العباسي القادر بالله ، دعا اليه الفقهاء و القضاء و بعض وجهاء الشيعة و اصدر في سنة 402هـ محضراً يتضمن عدم صحة نسب الفاطميين لال البيت ، و قد جاء في المحضر :- (( هذا ما شهد بهي الشهود بان معد بن اسماعيل بن عبد الرحمن بن سعيد منتسب الى ديصان بن سعيد الذي ينتسب الى الديصانية ، و ان هذا الناجم بمصر هو منصور بن نزار الملقب بالحاكم حكم الله عليه بالبوار و الدمار ابن معد بن اسماعيل بن عبد الرحمن بن سعيد لا اسعدهُ و ان من تقدمه من سلفه الارجاس الانجاس عليه لعنة الله و لعن اللاعنين خوارج لا نسب لهم في ولد علي بن ابي طالب رضي اللهعنه .و ان ما ادعوه في الانتساب إليه زور و باطل ، و ان هذا الناجم في مصر هو و سلفه كفار و فساق و زنادقة ملحدون معطلون و للاسلام جاحدون )) * . و قد وقع على هذا المحضر عدد كبير من اكابر بغداد ، فهم الشريف الرضي و اخوه المرتضى ، و ابن الارزق الموسوي * ابو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي ، المنتظم في تاريخ الملوك و الامم ، ب – ت ، ج 7 ، ص . ص 255 – 256 . و محمد بن محمد بن عمر بن يعلى ، و القاضي ابو محمد بن عبد اللع الاكفاني و القاضي ابو القاسم الجزري ، و الامام ابو حامد الاسفراييني * . غير ان الفاطميين كانوا قد سبقوا العباسيون باساليب و قن الدعاية باجيال ، فلم تكن هذه الامور تؤثر على عملهم ، و قد استقل الظاهر الفاطمي الصراع البويهي – البويهي ، و ارسل بعض دعاته الى العراق فستجاب لهم كثير ، كما انهم طوروا اساليبهم فارسلوا سنة 428 هـ مبلغاً قدره خمسة الاف دينار الى مدينة الكوفة لانفاقها لاصلاح نهر الكوفة ** ، و زادت الدولة الفاطمية اعداد دعاتها في العراق ، و كان من اشهر دعاة الفاطميين في العراق و بلاد فارس ، المؤيد في الدين هبة الله الشيررازي *** و الذي عمل بكل قوة لاستمالة بني بويه للدعوة الفاطمية ، و نتيجة لجهوده المضنية استطـــــاع كســــــب الامير البويهـــــي ابــو كالجــــــار 435 - -440 هـ ) الذي اعجب بالشيرازي و استدعاه و كرمه ، سمح له بنشر الدعوة * ابن الجوزي ، المصدر السابق ، ج 7 ، ص 256 . ** المصدر نفسه ، ج 8 ، ص 91 ., *** هبة الله الشيرازي ، ولد في مدينة شيراز سنة 391 هـ من ابو بن اسماعيلين ، و تلقى علومه على يد والده الذي كان داعي دعاة الاسماعيلية في بلاد فارس ، و بعد وفاة والده عين داعية الدعاةفي بلاد فارس للمستنصر بالله الفاطمي ، و كان نابغة بعلم التاويل الذي ترتكز عليه العقائد الفلسفية الاسماعيلية ، زار اليمن و حلب ، توفي في شيراز سنة 470 هـ ، من اشهر مؤلفاته ، المجالس المؤيدية ، ديوان المؤيد ، للتفاصيل ، ينظر ، احسان الاهي ظهير ، المصدر السابق ، ص . ص 693 – 698 . الاسماعيلية في ايران ، على ان لا يجهر بها امام العامة ، و انجرف ابي كاليجار بالدعوة الاسماعيلية حتى كان الشيرازي يتردد عليه مساء كل خميس لتلقينه مبادء مذهب الاسماعيلي ، و كان ابي كاليجار يقول للشيرازي (( اني اسلمت نفسي و ديني اليك ، و انني راضي بجمله ماانت عليه )) * . و لما علم الخليفة العباسي القائم بامر الله ، هدد ابي كاليجار ، اذا لم يسلم الشيرازي ، و لم يتوقف عن نشر الدعوة العباسية ، بانه سيلجأ للسلاجقة الذين كانوا انذاك قد سيطروا على نصف بلاد فارس ، فأرسل ابي كاليجار الى الشيرازي يحذره ، فهرب الى مصر سنة 438هـ ** ، بيد ان هذا الاجراء جاء موتأخراً بسبب اعتناق العديد من رجالات الدولة الى المذهب الاسماعيلي ، و كان من اهم اؤلئك القادة التركي المعروف بالباسري *** ، الذي اصبح مسيطراً على بغداد فلم يعد للخليفة اي قوة تذكر حتى ان الامراء البويهيون لم يكن لهم من الامر شيء ، فالباسري كان مبتداً بالامر . * بتول العباسي ، المصدر السابق ، ص 154 . ** المصدر نفسه ، ص 155 . *** الباسري :- هو احد المماليك التابعين لبهاء الدولة بن عضد الدولة ، و كان في البداية مملوكاً لرجل من اهل سبا فنسب اليها ، ابن الاثير ، ج 12 ، المصدر السابق ، ص 52 . بدأ البسا سيري يتصرف برعونة كبيرة ، و قام بمراسلة الفاطميين بمثر ، و لما علم الخيفة العباسي القائم بالامر ارسل الى الامير البويهي الملك الرحيم اخر امراء بني بويه ، قائلاً : ( ان الباسيري خلع الطاعة و كاتب الاعداء اي ( الفاطميين ) و ان الخليفة له على الملك العهود ... ) و اجابه الملك الرحيم انه سيلتزم الخليفة * ، و لما اقترب السلاجقة من بغداد يقودهم طفرلبك بن سلجوق ، هرب الباسيري الى الحلة و منها الى مدينة الرحبة قرب حمص ، حيث راسل الشيرازي في القاهرة و اخبره بما جرت اليه الامور ** ، و دخل الجيش السلجوقي بغداد في اواخر سنة 447 هـ *** ، و امر طفرلبك اخوه يانايل بالتوجه نحو الموصل ، و لما كان يانايل يحقد على اخيه و يحسده راسل الباسيري و اتفق معه على محاربة طفرلبك **** ، و بدوره ارسل الى الشيرازي ، الذي اعطاه الخليفة الفاطمي الاموال والرجال و امره بالذهاب الى الباسيري ، و هناك اجتمع الاثنان بجيش مختلف الاجناس من عرب و اتراك و مغاربة و فرس ***** ، فزحفوا نحو الموصل التي تركها ينال و فر نحو همدان ، و هنا غضب طفرلبك على ما حدث مذهب بجيشه لملاحقة اخيه ، و لما علم الباسيري بالامر عاد الى الرحبة ، فلما وصل طفرلبك الى الموصل لم يجد احداً ، فغضب على اخيه اكثر ، فجتهد في طلبه و سار خلفه الى همدان****** . * ابن الاثير ، المصدر السابق ، ص 58 . ** المصدر نفسه ، ص 58 . *** المصدر نفسه ، ص 58 . **** ابن الاثير ، المصدر السابق ، ص ***** بتول العباسي ، المصدر السابق ، ص 168 . ****** ابن الاثير ، المصدر السابق ، ص علم البساسيري بمسيرة طغرلبك ، فستغلها فرصة عظيمة فقد فرغت بغداد من الجند ، فزحف الباسيري و صاحبه الشيرازي الى بغداد ، و دخلوها يوم الاحد الموافق الثامن من ذي القعدة سنة 450هـ * ، و عند وصوله رحل اهل السنة الى غرب بغداد (( الرصافة )) بينما استقبل اهالي الكرخ الباسيري ** ، و عمل الباسيري على اقامة الخطبة للخليفة الفاطمي المستنصر في بغداد ، و اعتقل الخليفة العباسي القائم ، الذي اجاره الامير قريش بن بدران *** . و لما استقر الامر للباسيري ، في بغداد قتل خلقاً كثيراً لحقده عليهم **** ، اما الخليفة العباسي فقد ارسل الى مدينة عانة ، بعد ان وقع للخليفة الباسيري اعترف فيه بان لاحق لبني العباس و لا له الخلافة مع وجود بني فاطمة الزهراء ، و بعث الباسيري بهذا العهد مع ثوب الخليفة القائم و عمامته الى القاهرة **** . لكن الباسيري ضل وحده فقد رجع الشيرازي الى القاهرة و لم يصل له اي مدد من القاهرة ، و اقترب طفرلبك من بغداد ، و هنا هرب الباسيري الى وسط ، و دخل طفرلبك بغداد 451هـ ، فأرسل احد قواده للحاق الباسيري ، حيث ظفر به في الكوفة و قتله سنة 451هـ . و بهذا تمكن طفرلبك من القضاء على الباسيري و اعادة * ابن الكثير ، المصدر السابق ، ص 59 . ** بتول العباسي ، المصدر السابق ، ص 175 . *** المصدر نفسه ، ص 176 . **** ابن كثير ، المصدر السابق ، ص 59 . ***** المقريزي ، المصدر السابق ، ص 95 . ****** ابن الاثير ، المصدر السابق ، ص الخليفة العباسي الى بغداد . و بهذه الحركة انتهت محاولات الفاطميين للسيطرة على بغداد ، بل اصبحوا بموقف دفاعي بعد ما شن السلاجقة عليهم الغارات العديدة ، حيث ارجعوا الخطبة للعباسيين في كل من بالد الحجاز وبلاد الشام وبلاد فارس . و اخذت الدولة الفاطمية بالضعف في نهاية عهد المستنصر بالله ، فقد وقع الخلاف بين ابناء المستنصر بعد وفاته سنة 487 هـ ، و هما نزار و المستعلي ، و انقسمت الاسماعيلية الى قسمين نزارية و مستعلية و زاد انقسامهم و انحطاطهم حتى زوال ملكهم بعد ان دخل مصر صلاح الدين الايوبي سنة 564 هـ . الخاتمة :- بعد ما عرضت ما الت اليه احوال العالم الاسلامي في عهد دولتين شيعيتين كبيرتين هما الدولة البويهية و الدولة الفاطميية ، و ما ال اليه الوضع بعد ما سيطرة الشيعة لفترة طويلة على حكم العالم الاسلامي ، خرجنا من بحثنا هذا بعدة نتائج وهي كالاتي :- اولاً :- نتيجة لضعف الخلافة العباسية و انشغال خلفائهم المتأخرين باللهو و ترك الامور بيد الوزراء و الكتاب و القواد ، ضاعت اجزاء واسعة من هذه الدولة و تكونت بها امارات متنازعة متصارعة فيما بينها . ثانياً :– كان لضهور البويهيون على ساحة الاحداث السياسية الاسلامية ، اثراً عميقاً في تأجيج فتنة طائفية لم يعرفها العالم الاسلامي قبل هذا التاريخ ، اضافة الى ظهور البدع و الخرافات التي لم ينزل الله بها من سلطان ، و التي استمرت حتى يومنا هذا . ثالثاً :- كان للجهل بامور الدين و العقيد ، و العطف على ال بيت رسول الله صلى الله عليه و سلم ، سبباً مباشراً بانتشار الافكار الغريبة و الدخيلة على الاسلام ، و سبباً في ادعاء اصحاب هذه الافكار بالاحقية بحكم المسلمين . رابعاً :- ان دعاة المذهبية و الطائفية و ان تمكنوا لفترة من الزمن ، و توهموا انهم على حق ، ذاهبين منقرضين هم و طائفيتهم . خامساً :- ان العلاقات السياسية لا تبنا على اساس الدين او العقيدة او المذهب ، و انما تبنى على اساس المصالح الدنيوية ، لا على اساس المصالح الدينية ، فرأينا خلال هذا المبحث كم تقاتل و تذابح ابناء المذهب الواحد لاجل تحقيق هدف مصلحي دنيوي . سادساً :- ان خلفاء بني العباس استطاعوا الاحتفاظ بخلافتهم رغم ضعفهم و عجزهم ، و قوة اعدائهم من بويهيين و قرامطة و حمدانين و فاطميين ، و انما استطاعوا الحفاظ علها لا بقوة السلاح و لا بكثرة المال و لا بزعامة دينية و انما بحنكة سياسية . المصادر :- 1- ابن الاثير ، عز الدين ابي الحسن علي بن ابي الكرم محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني المعروف بابن الاثير ، الكامل في التاريخ ، تحقيق ، خليل مأمون شيما ، بيروت 2002 . 2- ابن كثير ، عماد الدين ابي الفدا اسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي ، البداية و النهاية ، القاهرة ، 2003 . 3- ابن الجوزي ، ابو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي ، المنتظم في تاريخ الملوك و الامم . د – ت 4- المقريزي ، ابي العباس تقي الدين احمد بن علي المقريزي ، اتعاظ الحنفا باخبار الفاطميين الخلفا ، بيروت ، 2001 . 5- ابو الفدا ، الملك المؤيد عماد الدين ابو الفدا اسماعيل بن علي بن محمود بن محمد بن عمر بن شاهنشاه ايوب الشافعي ، المختصر في اخبار البشر ، المعروف بتاريخ ابي الفدا ، بيروت ، د . ت 6- السيوطي ، الامام الحافظ جمال الدين عبد الرحمن السيوطي ، تاريخ الخلفاء ، تحقيق ، محمد محي الدين عبد الحميد ، بغداد ، 1987 . 7- ابن خلدون ، عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن خلدون التونسي المالكي ، العبر و ديوان المبتدأ والخبر ، بيروت ، 8- احسان الهي ظهير ، الاسماعيلية ، الرياض ، 2005 . 9- الخضري بك ، محمد ، تاريخ الامم الاسلامية ، الدولة العباسية ، القاهرة ، 1970 . 10-ـ بتول ابراهيم العباسي ، تطور الاحداد السياسية بين السياسيين ، الفاطميين ، رسالة ماجستير غير منشورة ، كلية الاداب جامعة ، بغداد 11-ـ حس ابراهيم حسن ، تأريخ الدلوة الفاطمية ، القاهرة ، 1964 . 12-ـ حسين الجاف ، الوجيز في تاريخ ايران ، بغداد ، 2003 ، الجزء الثاني . 13-ـ كاريل بوركلمان ، تأريخ الشعوب الاسلامية ، ترجمة ، نبيه امين فارس ، منير البعليكي ، بيروت 1977 . 14-ـ محمد البندادي ، التشيع بين المفهوم الائمة و المفهوم الفارسي ، عمان 1988 . 15-ـ محمد حسين الزبيدي ، العراق في العصر البويهي ( التنظيمات السياسية و الادارية و الاقتصادية ) 334 – 447 ، بغداد ، 1969 . 16-ـ محمد جنال الدين سرور ، تأريخ الحضارة الاسلامية في الشرق ، القاهرة 1967 . 17-ـ عبد العزيز الدوري ، دراسات في العصور العباسية المتأخرة ، بغداد ، 1945 . 18-ـ علي الشمري ، الدولة البويهية ، سلسلة دول الشيعة ، مجلة النبأ ، بغداد ، العدد 37 ، جماد الثاني ، 1420هـ . المحتويات المقدمة الدولة البويهية سياسة البويهين اتجاه الخلفاء الفتنة الطائفية في عهد بني بويه الحرية الدينية للشيعة (( علماء الشيعة في عهد البويهي )) نهاية البويهيون الدولة الفاطمية الصراع الفاطمي القرمطي على بلاد الشام العلاقات السياسية بين الحمدانيين و الفاطميين محاولات الفاطميين للاستيلاء على العراق الخاتمة المصادر المحتويات https://www.alrashead.net/index.php?partd=2&derid=791 |
||||
2012-04-02, 20:08 | رقم المشاركة : 920 | ||||
|
اقتباس:
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة ads not by this site (تم التحويل من خلافة فاطمية) محتويات [أخف] 1 الدولة الفاطمية 2 النشأة والدعوة 3 تاريخهم 4 ملامح الدولة الفاطمية 5 المكتبات في عصر الدولة الفاطمية 6 من الآثار الفاطمية في المغرب العربي 7 الخلفاء الفاطميون 8 الأدب والفنون في العصر الفاطمي 9 مميزات العمارة في الطراز الفاطمية 10 المصادر 11 المراجع [عدل]الدولة الفاطمية وهي سلالة شيعية، تنتسب للفرقة الإسماعيلية من الشيعة، حكمت تونس، ومصر، والشام وعلى فترات في ليبيا والجزائر، والمغرب - لكن ليس بشكل مباشر وإنما عن طريق أمراء من أهل السنة كانوا تابعين للدولة الفاطمية بشكل سياسي لا عقدي - وأجزاء محدوده من غرب الجزيرة العربية وصقلية وكان لها نفوذ قوي في شمال السودان عبر إمارة الكنوز، بين عامي 909 و1171 م. العاصمة : القيروان: 909-920 م، مهدية، تونس: 920-973 م، القاهرة: منذ 973 م. الدولة الفاطمية تاريخ فاطمي خلفاء الفاطميين عبيد الله المهدي، 909-934. محمد القائم بأمر الله، 934-946. إسماعيل المنصور بالله، 946-953. معد المعز لدين الله، 953-975. نزار العزيز بالله، 975-996. المنصور الحاكم بأمر الله، 996-1021. علي الظاهر لإعزاز دين الله، 1021-1036. معد المستنصر بالله، 1036-1094. المستعلي بالله، 1094-1101. الآمر بأحكام الله، 1101-1130. الحافظ لدين الله، 1130-1149. الظافر بدين الله، 1194 - 1154. الفائز بدين الله، 1154 - 1160. العاضد لدين الله، 1160-1171. [عدل]النشأة والدعوة سلك الفاطميون مسلك العباسيين عند تأسيس دولتهم فمهدوا لدولتهم بالدعوة إلى الفكرة الشيعية في مصر والمغرب واليمن، وأصبح لها أتباع وأنصار بكل من هذه البلاد، بل استطاعوا أن يستميلوا وزراء العهد الأخير للأغالبة، وكان داعي دعاتها في المرحلة الأخيرة قبل قيام دولتهم أبو عبد الله علي بن حوشب الشيعي، فعمل على نشر الدعوة للعبيديين الفاطميين في بلاد المغرب منذ سنة 280 هـ ثم شمال إفريقية سنة 289 هـ. استطاع أبو عبد الله أن يحشد جيشًا من أتباعه ويواجه دولة الأغالبة في حروب امتدت حوالي خمس سنوات حتى سنة 296، والتي استطاع فيها أن يقضي تمامًا على دولة الأغالبة وامتد نفوذ الفاطميين في ذلك الوقت إلى أكثر أجزاء بلاد المغرب حتى أصبحوا أصحاب السلطان المطلق في جميع الجهات الواقعة غرب مدينة القيروان. [عدل]تاريخهم الدولة الفاطمية في أقصى اتساعها المؤسس عبيد الله المهدي (909-934 م) نجح صاحب دعوته في القضاء على دولة الأغالبة وحمله إلى السلطة، معتمدا في ذلك على كثرة جموع قبيلته كتامة البربرية، ثم اختطّ مدينة المهدية بإفريقية (تونس الحالية) وجعل منها عاصمة له، إلا أن الفاطميين وحلفاءهم بعد ذلك زحفوا إلى المشرق وأسسوا القاهرة مع رابع خلفاء العبيديين المعز لدين الله الفاطمي، ولم يتبق منهم في المغرب إلا القليل. استولى الفاطميون على شرق الجزائر، ثم تونس، ثم ليبيا ثم صقلية التي بقيت في حكمهم حتى 1061 م. سنة 969 م استولى المعز (953-975 م) على مصر وبنى مدينة القاهرة بقيادة جوهر الصقلي. دخل الفاطميون في صراع مع العباسيين للسيطرة على الشام. كما تنازعوا السيطرة على شمال إفريقية مع أمويي الأندلس. كما تمكنوا من إخضاع الحجاز والحرمين ما بين سنوات 965-1070 م. ازدهرت التجارة ونما اقتصاد البلاد ونشطت حركة العمران أثناء عهد العزيز بالله الفاطمي (965-996 م) ثم الحاكم بأمر الله الفاطمي (996-1021 م) وفي عهده انشقت عن الاسماعلية طائفة من الشيعة. آخر الخلفاء وهو العاضد لدين الله الفاطمي وقع تحت سيطرة القادة العسكريين الأيوبيين. قام صلاح الدين الأيوبي وانقلب على الدولة الشيعية. تولى الوزارة منذ 1169 م، وأعاد الخلافة العباسية سنة 1171 م. وأعاد ذكر الخليفة العباسي. [عدل]ملامح الدولة الفاطمية كان للفاطميين أثر كبير في التاريخ الإسلامي بشكل العام والمصري بشكل خاص، حيث تقدمت العلوم والفنون في عهدهم وكانت القاهرة حاضرة زمانها يفدها الطلاب من أنحاء العالم للتزود بالعلم والمعرفة وبنيت بها دار الحكمة والأزهر وانتشرت الكتب وجعل المال من أجل الشعراء والأدباء، وارتبطت الكثير من العادات والتقاليد والطقوس بالدولة الفاطمية في مصر حيث ما زال التأثير الفاطمي يظهر في مصر أثناء شهر رمضان والأعياد. بل إن بعض مؤرخي تاريخ المسرح العربي يرون أن بذور المسرح كانت بدأت في الظهور في العصر الفاطمي من خلال ما يسمى بالمهرج والحاوي أثناء الاحتفالات في العصر الفاطمي. وتميز العصر الفاطمي بالاهتمام بالأعياد والاحتفالات ونرى المقريزي يمعن في وصف الاحتفالات والمواكب الخاصة بالخلفاء. ومازل المصريون يتذكرون موكب حصان الخليفة المهيب الذي كان يخرج يوم المولد النبوي فيصنعون حلوى تشبه هذا الحصان. وارتبط العصر الفاطمي بكثير من الحكايات الشعبية المصرية التي ليس لها سند تاريخي ولكن يتناقلها الناس من جيل إلى جيل كحادثة نقل جبل المقطم على يد سمعان الخراز والقصص المرتبطة بالشاطر حسن وأيضا الحواديت المرتبطة بست الملك أخت الحاكم بأمر الله. وغيرها الكثير. وفي العصر الفاطمي يعود أقباط ويهود مصر في الظهور على مسرح الأحداث من جديد فإذا استثنينا السنوات الأخيرة من عهد الحاكم بأمر الله نجد أن باقي العهد الفاطمي كان عهد حريات للأقباط واليهود وبعضهم وصل إلى أرقى مناصب البلاط الفاطمي. وهذا التغيير ساهم في منح الأقليات الأخرى بالمساهمة الفعلية في تقبل الأخر وقد قامت الدولة بإشراك وزراء سنة مثل رضوان وصلاح الدين الذي انقلب على الدولة آنذاك. وقد قام الداعي المطلق إدريس عماد الدين القرشي بالشرح الوافي عن تطور الدولة الفاطمية والمعارك التي خاضتها مع قبائل المشرق والكتاميين ضد فضل بن أبي يزيد وقبائله التي انتهت لصالح المنصور بالله. أيضا قام بتفصيل مراحل الخلفاء ومنجزاتهم في عدة كتب قد فقد بعضها. [عدل]المكتبات في عصر الدولة الفاطمية كانت المساجد مراكز ثقافية وعمل العزيز بالله علي تحويل الجامع الأزهر إلى جامعة يدرس فيها الفقه الشيعي إلى جانب فقه المذاهب الأخرى والعلوم من لغة وطب ورياضة ووفر الفاطميون للطلاب الوافدين من جميع أنحاء العالم الإسلامي المسكن والملبس وانشؤوا بالأزهر مكتبه ضخمه بها مخطوطات في جميع العلوم . اتخذ الفاطميون من قصورهم مراكز لنشر الثقافة الشيعية بصفه خاصة وألحقوا بها مكتبات تحتوي الألوف من الكتب مثل مكتبة القصر الشرقي التي أنشأها الخليفة المعز لدين الله. ويذكر المؤرخون أن الآلاف من الكتب تعرضت للحرق والنهب إبان انقضاء حكم الفاطميين على يد الأيوبيين، ومن الشواهد المتصلة أن ما يعرف في مصر الآن بتلال الكتب إنما هو في الأصل المكان الذي جمعت فيه كتب ومخطوطات الفاطميين فأُحرق معظمها وتُرك الباقي لتغطيه الرمال وتدفنه. يذكر المقريزي أن عبيد الأيوبيين عندما سطوا على القصور الفاطمية ونهبوها كانوا ينزعون الجلود التي تغلّف المخطوطات ويتخذون منها نعالاً. [عدل]من الآثار الفاطمية في المغرب العربي عنى الفاطميون بالعمارة عناية فائقة، وقد ذكرنا أن عبيد الله المهدي أسس مدينة المهدية [عدل]الخلفاء الفاطميون [أخف] جزء من سلسلة الشيعة إسماعيلية فرق الإسماعيلية الآغاخانية · دروز · السبعية · مؤمنية مستعلية · داودية · سليمانية · علوية الأعمدة الولاية · الصيام · الحج · الزكاة الطهارة · الجهاد · الشهادة نظريات الجنان · البعث · الداعي المطلق الظاهر والباطن شخصيات هامة أئمة الإسماعيلية · حسن الصباح آغا خان الأول · آغا خان الثاني آغا خان الثالث · آغا خان الرابع محمد برهان الدين · الفخري عبد الله ضياء الدين صاحب · موفق طريف تاريخ الدولة الفاطمية · الحشاشون · القرامطة عرض · نقاش · تعديل عبيد الله المهدي، 909 - 934. القائم بأمر الله، 934 - 946. المنصور بالله الفاطمي، 946 - 953. المعز لدين الله، 953 - 975. العزيز بالله الفاطمي، 975 - 996. الحاكم بأمر الله، 996 - 1021. الظاهر لإعزاز دين الله، 1021 - 1036. المستنصر بالله الفاطمي، 1036 - 1094. المستعلي بالله، 1094 - 1101. الآمر بأحكام الله، 1101 - 1130. الحافظ لدين الله، 1130 - 1149. الظافر بدين الله، 1149 - 1154. الفائز بدين الله، 1154 - 1160. العاضد لدين الله الفاطمي، 1160 - 1171. [عدل]الأدب والفنون في العصر الفاطمي المقال الرئيسي: الأدب والعلوم في العصر الفاطمي [عدل]مميزات العمارة في الطراز الفاطمي امتدت مرحلة العصر العبيدي نحو مائتي عام، وسادت روح الترف في هذه الفترة في كل شيء. وفي خطط المقريزي ما يعكس صورة هذه الحياة بأبهى مظاهرها. وكان مذهب الحاكمين هو المذهب الشيعي، بينما كان أغلب الشعب يتبع مذهب أهل السنة. وكل ما لدينا عن قصور العبيديون إنما استقيناه من أقوال المؤرخين. وهي "في تونس" إلا فكرة خيالية عن فخامتها، فكان لهم في القاهرة قصران متقابلان أحدهما الشرقي وله تسعة أبواب ويبلغ طول واجهته 345 مترا. وترتبط المساجد الفاطمية في القاهرة تارة بابن طولون في استعمال الأكتاف، وتارة بسيدي عقبة في استعمال المجاز المرتفع الذي يقطع رواق القبلة. وقد اقترن هذا العصر بعدة ظواهر معمارية منها استخدام الحجر المنحوت لأول مرة في واجهات المساجد بدلا من الطوب، ثم تزيين هذه الواجهات بالزخارف المنوعة المحفورة على الحجر. بعد أن كنا نشاهدها في جامع عمرو وجامع ابن طولون عارية من الزخارف. ومن أمثلة هذه الواجهات واجهة مسجد الحاكم والأقمر. حيث نرى في واجهة الأخير وردة بديعة محفورة ومفرغة تذكرنا بالتفوق الفني على نظيرها في طراز قرطبة. وكانت القباب في ذلك العصر صغيرة وبسيطة. سواء من الداخل أم من الخارج. وظهر تضليعها أول مرة في قبة السيدة عاتكة ق 12م. وتطور أركان القبة نحو المقرنصات المتعددة الحطات. حيث بدأ بطاقة واحدة. كما في جامع الحاكم ثم بحطتين في قبة الشيخ يونس والجعفري وعاتكة. أما الزخارف المعمارية فقد بلغت الغاية في الجمال سواء أكانت في الجص أم في الكتابة الكوفية المزهرة التي كانت تحتل الصدارة في المحاريب وطارات العقود والنوافذ. وكذلك الزخارف المحفورة في الخشب سواء في الأبواب أم المنابر أم المحاريب المنقولة أو في الروابط الخشبية التي تربط العقود. [عدل]المصادر الدولة (الفاطمية) موقع قصة الاسلام [عدل]المراجع Islam: Kunst und Architektur الفاطميون كتاب: الفن الإسلامي أصوله فلسفته مدارسه، للمؤلف: بو صالح الألفي. الدولة الفاطمية الكبرى، مختارات من عارف تامر، المكتبة الفاطمية (3)، دار آل البيت، ط1، 2007. كتاب تاريخ الخلفاء للسيوطي المؤلف عبد الرحمن أبى بكر السيوطي. سبقه الدولة العباسية تاريخ مصر تبعه الدولة الأيوبية https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AE%...85%D9%8A%D8%A9 مرحع اخر https://www.alshirazi.com/compilation...on/part5/1.htm |
||||
2012-04-02, 20:11 | رقم المشاركة : 921 | ||||
|
اقتباس:
بسم الله الرحمن الرحيم الحلقة الأولى تعود بواكير التنظير في العمارة والفنون إلي أزمنة غابرة، وتناغمت مع الخطاب العقلي الخاص بالحقبة الزمنية فتحولت من، أسطورية الي وصفية ثم مادية، ولم تطأ المنهج التحليلي إلا خلال القرنين الماضيين.ولم تخلوا مصنفات التراث من حديث عن العمارة بما لا يمكن أن يشكل قاعدة بحثية منفصلة أو نظرية قائمة. ويمكن أن يعود إطلاق تسمية (العمارة الإسلامية) إلي القرن التاسع عشر علي يد المستشرقين الغربيين، علي قاعدة كونها مفهوم ومسمي ورد من كنف التراث الثقافي الإسلامي، وليس حالة مجسدة للعقيدة الإسلامية. لم يبخل المسلمون في التدوين عن الهندسة والعمارة بمنهجية وصفية يتعلق بالفقه والأحكام أو تحليل هندسي لبعض العناصر المعمارية، ومنها مثلا (الإعلان بأحكام البنيان) لابن الرامي التونسي البناء (توفي منتصف الرابع عشر الميلادي. وكذلك الحال في كتاب (أعلام الساجد في أحكام المساجد) لمحمد بن إبراهيم الزركشي(ت:1525م)،ونجد في الهند كتاب (بابر) المغولي المسمي (بابر نامه) رسم من خلاله رغباته وحنينه إلي عمارة سمرقند وأواسط آسيا. وإذا كانت العمارة في أي مجتمع هي انعكاس للعوامل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية لذلك المجتمع فبذلك يمكن استنباط أحكام البنيان بالقياس بأحكام الاقتصاد والاجتماع والمعاملات في الإسلام. وقد حاول بعض الباحثين المحدثين طرق هذا الباب ونقصد بذلك (جميل أكبر) في كتابه (عمارة الأرض)، ثم د.صالح الهذول من العربية السعودية، الذين لم يخرجوا بمنهج جديد أو محاولات بعض المعماريين والجماليين ذو المناحي السلفية أو الصوفية أو الحداثية. ويذهب الغربيون إلي أن أول من نظّر للعمارة في العالم هو الروماني فيرتروفيوس (عاش حوالي عام 85 ق.م) صاحب المثلث المعروف باسمه. ثم ورد اسم البرتي وبالاديو في إيطاليا عصر النهضة ليسيروا بالتدوين المعماري قدما، وتلاهم الفرنسي (يوجين فيوليه لو دوك ــ 1814 ــ 1879)، الذي يعتبر من رواد المدرسة التحليلية والوظيفية، التي شرعت بالقفز الي عمارة الهياكل الحديدية في أواسط القرن التاسع عشر، وأمتد تصاعديا حتي عمارة القرن العشرين ونظريات العمارة والتنظير والنقد المعماري. وبالرغم من كون المعالم المعمارية القديمة هي خير وثيقة مقروءة لما وطأته فنونها في الماضي، ولكن يبقي للحالة التدوينية النظرية أهمية في تحديد المنهجية الفكرية التي أسست لها. ومن المعروف أن الأفراد والنقابات (أصناف) البناءون تستروا علي ما فقهوا به من مهارات الحرفة بما دعي (سر المهنة) الذي حرمنا من ثراء علمهم بهذا الشأن. وقد كانت لبعض الوثائق الوقفية في التاريخ الإسلامي المتأخر (مملوكية وعثمانية مثلا)، من أهمية في قراءة بعض مفردات الفكر المعماري للمعمار المسلم، ناهيك عن بعض الوصف الذي تركه المؤرخون أو الرحالة لبعض المعالم وقصص إنشائها، وذكر لمعمارييها الذين لم يتركوا إلا ما ندر أسمائهم ولاسيما في الأزمنة المتأخرة، من إيمانهم بالعمل الجماعي وإلغاء الذات، أو ربما طمعا في رحمة الخالق مفضلها علي مكوث أسمه في ثنايا تلك الدنيا الفانية،وهو مفهوم روحاني ذو أهمية في التنظير لعمارة الإسلام. يمت مفهوم (العمارة الإسلامية) بصلة متأخرة الي نتاج جهود بذلها الغربيون لدراسة الإسلام والمسلمين، بدأت بالدراسات اللاهوتية لأغراض جدلية،ثم توجت بالدراسات الإستشراقية التي وطأت تباعا العلوم والتاريخ ثم الفنون منذ القرون السابع عشر والثامن عشر. ويقول الروسي أليكسي جورافسكيظهرت الدراسات الإسلامية في الغرب كخطاب غربي عن الإسلام بدءا من القرون الوسطي. حتي أن التخصص في الإسلام أو الإسلاميات أصبح جزءا عضويا من العلم ومن الإيديولوجيا وثقافة المجتمع الأوروبي). ولم يكن مفهومها تلك العمارة صريحا في بواكير النشاط الإستشراقي. وقد حصل خلط في إطلاق تسمية (العمارة الإسلامية) بما تعكس في فحواها لجزء من تراث شعوب تعتنق الإسلام دينا، أم تعكس منهجية فكريه وتجسد جوهر الإسلام. ويمكن تحديد بواكير ذلك المسعي إلي دأب الغربيين، من مؤرخي عمارة ومستشرقين في البحث عن جذور الكثير من عناصر العمارة المقتبسة التي لم يجدوا لها في روما أو أثينا موطأ قدم تماشيا مع خطاب فكري يحدد ويقتصر إبداع البشر علي مصدريه الإغريقي والروماني،و أراد أن يسبغ علي الأوروبيين صفة الوريث الشرعي لتلك الحضارات، بالرغم من الافتراء، علي خلفية كون تلك الحضارات أنشأت علي ضفاف البحر المتوسط بينما الحضارة الحديثة نشأت إلي الشمال من ذلك أين البرد والصقيع، واختلاف البيئة، التي حددت الملامح المعمارية. و كان للتلاقح الحضاري بين الإسلام وجنوب أوروبا أثره في خروج طرز معمارية بعينها كالرومانسك والقوطي والباروك التي لم تكن قطعا وليدة إلهام هبط من السماء، ولاسيما في ظروف التخلف، بقدر كون تلك الطرز إمتدادات لجذور جلبتها العمائر والفنون المجاورة الأرقي، وتتمثل في عمائر الإسلام. وهكذا قدم الشرق الإسلامي حصيلة نتاجه المعماري إلي الغرب الأوروبي المسيحي، الذي أسبغ عليها تسميات واصطلاحات. https://goleaaicha.maktooblog.com/ رحم الله أبي رد مع اقتباس 12-11-2009 03:30 AM #2 .:: المدير العام ::. تاريخ التسجيل Jun 2007 الدولة الجزائر المشاركات 17,225 عندما نشاهد الأحياء القديمة و مبانيها القديمة نشعر دائما بتلك البساطة الرائعة ونلتمس التكوينات و القواعد الجمالية التي تتمثل فيها, كالوحدة و الانسجام وحتى الاختلاف (التضاد)، مما يجعل تلك البيئة العمرانية غنية و مشوقة و متجددة دائماً , ففي كل مرة تراها تجدها في حلة جديدة و تشعر بشعور مختلف و تلتمس رؤية أخرى. لطالما سألت نفسي.... هل كان المجتمع آنذاك يشعر بالجمالية المتمثلة في أبنيته و بيئته؟ هل كانت هناك قواعد جمالية أو هل كانت تلك (العفويات الجمالية) مقصودة و مدركه من قبل المجتمع و المعمار نفسه؟ يقول الكاتب المعماري الأمريكي (البرت بوش- بروان) في كتابه (فن العمارة الأمريكية) "أن الفن المحلي هو عبارة عن مسلمات جمالية ارتضاها المجتمع لنفسه, فأوجد مفردات خاصة به تنبع من متطلباته و تعبر عن احتياجاته ضمن قدراته المالية". أو يمكننا القول بعبارة أخرى إن المجتمع كان يعي مفهوماً جمالياً نابع منه و يتناسب معه, مع إتاحة الفرصة للتجديد و الإبداع بما يتوافق مع الهيئة العامة و يتواصل معها, ذكر المعماري ( رفعت الجادرجي ) نقطة أخرى, لخصها في ( العلاقة ) بين المالك و المعمار, أو تلك المعرفة بين العائلتين, مما يجعل المعمار واقفاً على جميع شؤون المالك من متطلبات و من رؤى فنية ومن حالة اقتاديه, والأهم هو تلك الحميمة بين المعمار و المالك. محور ثالث أعتقد أنه أثر على مفهوم الجمال في العمارة الإسلامية ألا وهو, أن المعمار نفسه هو فرد من المجتمع منغمس فيه و متشبع بمعتقداته و فكره, لذا فإن رؤيته الفنية أو الجمالية كانت تمر عبر ذلك المنظور الذي تكون لديه. إن فلسفة الجمال في العمارة الإسلامية تعتمد على الانتفاعية (الوظيفية ) النابعة من الشريعة الإسلامية أو في إطارها العام, فعندما نحلل المفردات المعمارية الجمالية أو الفراغات في العمارة الإسلامية, نجدها تحمل محاور عدة في أسباب نشأتها و تشكلها و حتى تطويرها. فالمشربية مثلاً هي عبارة عن معالجات مناخية لحماية الواجهات و الفراغ الداخلي من العوامل المناخية غير المرغوب بها , وأيضا لها هدف أخر ألا وهو توفير الخصوصية للنساء و حماتيهن من أعين الغرباء, ورغم هذين السببين إلا أن المعمار لم يقف على تلك الوظيفتين لهذا المفرد بل حاول أن يخرجهما بطريقة فنية أو جمالية حسب رؤيته الفنية . أيضا الفناء الداخلي الذي كان أحد المعالجات المناخية , ولكنه أيضا عبارة عن اتصال الساكن مع الطبيعة ( الفراغ الخارجي ) دونما أن تجرح خصوصيته أو يجرح خصوصية الآخرين , ومع ذلك فلقد رأى المعمار المسلم الفناء بمنظوره الجمالي فأوجد النوافير التي أضفت على الفناء لمسة جمالية بهندستها الراقية مع منفعتها كعامل ترطيب للهواء الحار. هناك نوع أخر من الجمال ( العفوي ) في العمارة الإسلامية الذي ينبع من جمال و روعة الشريعة الإسلامية نفسها كالارتفاعات, فقول الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ( لا ضرر و لا ضرار ) قد جعل من البيئة العمرانية الإسلامية بيئة متناسقة في الارتفاعات و متمازجة بحميمة رائعة لدرجة أنك ترى الواجهات للمنازل المختلفة كواجهة واحدة تحمل في ظاهرها الكثير من القواعد الفنية و الجمالية. فالجمال في العمارة الإسلامية هو عبارة عن تحقيق وظائف و متطلبات اجتماعية ضمن الإطار التشريعي( الديني ), أو يمكن القول بأن الجمال في العمارة الإسلامية ذو هدف, وهذا ما يجعل الفن المعماري الإسلامي, فن يجمع الكثير من المتعة و الراحة و الاكتشافات. لقد ذكر المعماري ( سوليفان ) ( معماري أمريكي ) مقولة مشهور "الشكل يتبع الوظيفة" كقاعدة للعمارة الحديثة, وإن كنت أعتقد أن العمارة الإسلامية قد سبقت ( سوليفان ) في هذا التعريف منذ زمن, لكن دون أن تتجرد من روحها المحلية وهوية مجتمعها, وهذا ما يجعلها مميزة ولها فلسفتها الخاصة https://goleaaicha.maktooblog.com/ رحم الله أبي رد مع اقتباس 12-11-2009 03:33 AM #3 .:: المدير العام ::. تاريخ التسجيل Jun 2007 الدولة الجزائر المشاركات 17,225 مقدمه عن العمارة الإسلامية الحضارة أسمى وأبقى ما للأمة من تراث ، ولقد كان للعرب وللذين دخلوا في الإسلام تراث ومشاركة وإبداع منذ أقدم العصور ، ولكنه لم يصبح عميقاً شاملاً وهاجاً إلا بالإسلام ، الذي امتدت فتوحه من الهند شرقاً إلى المحيط الأطلسي غرباً ، مستقراً في بعض بلدانها ، ماراً أو مجاوراً بعضها الأخر. وكان لهؤلاء وهؤلاء علوم وفنون فأدخلوها فيه ومزجوا بين علومه وعلومهم ، وهنا سطح نور الإسلام بما أقام من دولة ، وللفنون من طلاوة وللصناعات من نهضة ، ولأسباب الحياة من أمن وتقدم وسعادة والحضارة المادية ونعني بها الآثار الباقية , هي أقوى دليلاً من الحضارة المروية أو المكتوبة أو المأخوذة بالفهم والاستنتاج وإذا كان علماء تاريخ الحضارة ، يعتمدون في دراساتهم على مخلفات الأمم من التحف المنقولة من المتعة والأدوات وما إليها , ليتعرفوا بها أحوالها وعاداتها , وما كانت عليه في حياتها ومعيشتها اليومية ، ويقيسوا بها درجاتها من التقدم والتخلف ، أو من الاصالة والتقليد , ومبلغ اتصال هذا كله بالقدرة على تجويد الصناعة , وتنويع حاجات المعيشة وحسن الفطنة والذوق السليم والمهارة الفنية إذا كانت التحف المنقولة لها هذا القدر عند علماء تاريخ الحضارة وهو قدر كبير ، فليس من شك في أن التحف الثابتة , ونعني بها العمائر والمباني ، لها قدر أكبر وأكبر في استنباط الحقائق الثابتة التي لا تهاب ولا تحابى ومن ثم فقد أضحت العمارة وما يماثلها من آثار قائمة في مقدمة ما يحرص علماء تاريخ الحضارات على استنطاقها والاستماع إليها وعلى الوقوف على ما تخفي ما تعلن عند تدوينهم تراث الأقدمين وإذا كانت العمارة هي السجل الذي يستقي منه تاريخ الأقدمين بما فيه من تقدم وازدهار ، أو تدهور وتخلف ، فإن العمارة الإسلامية , وخاصة الدينية منها قد سجلت لنا تاريخ الدول المتعاقبة و أعطتنا صورة صادقة عن منشئها ذلك أن العقيدة الإسلامية ، التي تغلغلت في نفوس معتنقيها لسماحتها ولملاءمتها لطبيعة النفس البشرية ولحرصها على الإسعاد في الدارين ، ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بعمارة المساجد التي يعمرها من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتي الزكاة ولم يخش إلا الله فكان المسجد مركز التلاقى ونقطة الانطلاق بالنسبة الى الاسلام والى المسلمين الذين حرصوا على بنائه طلباً للأجر وطمعاً بالتوبة ثم ان اصحاب الكفاءات الهندسية وممن توفرت لديهم المواهب الفنية وجدوا فى عمارة المساجد المناخ الذى تنتفس فى جوه طموحاتهم الابداعية فراحوا يضعون انفسهم بتصرف الراغبين فى بناء هذه المعابد، ولا يدخرون جهداً فى أن يأتى المسجد بين ايديهم ايه للناظرين من حيث روعة التصميم وجمال الزخرفة والمساجد التى بنيت فى اقطار العالم حفظت لنا التطور الذى عاشته العمارة الدينية فى الاسلام، كما أعطتنا فكرة عن المدارس الهندسية التى تجسدها هذه العمارة ثم أن العناية بجمال البناء المسجدى اعنمد حتماً علي التركيز على العناصر الفنية ولا سيما الزخرفية وإذا كانت تصاوير ذوات الارواح لم تستطيع التعبير عن مهارة الفنانين المسلمين فى المساجد فإن هؤلاء الفنانين وجدوا طريقهم فى مجال الزخرفة النباتية وما يتصل بها مما اصطلح على تسميته بفن الارابسك فى اللغات الاوربية، ويقابله فى العربية الرقش اوالتوريق وهذا التعبير الاخير أخذه الاسبان عن عرب الاندلس فدخل لغتهم وبفضل إقبال المسلمين على الاهتمام بالمساجد أصبحت العمارة الدينية جزءاً من الثروة الأثرية ومن خلال المفهوم التراثي للمسجد فإننا نجد أهل كل بلد يتباهون بما عندهم من عمائر دينية ومن خلال دراسة المباني الدينية بصفة عامة و المساجد بصفة خاصة و خلال بعض التفاصيل والجزئيات يمكن التعرف الى تاريخ تطور الفن الاسلامى ودراسة العمارة الإسلامية تعتمد علي شقين : الاول هو دراسة شمولية لتطور العنصر وو ظيفته خلال حقبة طويلة من الزمن حتي نستطيع ان نحلل هذا العنصر بالذات من حيث تطور المساقط ووظائفها و مكامن الجمال و التصميم الداخلي , و تركيب عناصر كل منه وتحلل العوامل الاجتماعية و المناخية التي تاثر بها التصميم ثم العوامل البصرية كاحدي المحددات في تشكيل عناصر المبني بعضها ببعض و علاقته بالنسيج العمراني الذي يحيطه . الشق الثاني هو الشرح التفصيلي لكل مبني علي حدة و الذي يتمثل في دليل المساجد و محاولة ربط تاريخ المبني و علاقته المعمارية بالفترة الزمنية التي انشا فيها. الهدف من دراسة التراث المعماري هو محاولة استخلاص القيم و المباديء المعمارية في تلك المباني و ادخالها في اسلوب معماري جديد يعبر عن الشخصية المعمارية الاسلامية بحيث تتعايش و تتكامل و تنسجم العمارة الجديدة مع العمارة القديمة و نطالب المهتمين بالتراث الاسلامي و المسئولين عنه المحافظة علي هذا التراث العظيم و ايجاد عمارة جديدة تحتوي علي القيم و المفاهيم و المعايير الجمالية التي كانت سائدة و لكن علي اسس جديدة نابعة من طبيعة كل مجتمع علي حدة وليس علي اساس تطبيق نظريات اوروبية فلكل دولة كيانها و اسلوبها في الحياة و نظمها الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية. https://goleaaicha.maktooblog.com/ رحم الله أبي رد مع اقتباس 12-11-2009 03:36 AM #4 .:: المدير العام ::. تاريخ التسجيل Jun 2007 الدولة الجزائر المشاركات 17,225 تعود بواكير التنظير في العمارة والفنون إلي أزمنة غابرة، وتناغمت مع الخطاب العقلي الخاص بالحقبة الزمنية فتحولت من، أسطورية الي وصفية ثم مادية، ولم تطأ المنهج التحليلي إلا خلال القرنين الماضيين.ولم تخلوا مصنفات التراث من حديث عن العمارة بما لا يمكن أن يشكل قاعدة بحثية منفصلة أو نظرية قائمة. ويمكن أن يعود إطلاق تسمية (العمارة الإسلامية) إلي القرن التاسع عشر علي يد المستشرقين الغربيين، علي قاعدة كونها مفهوم ومسمي ورد من كنف التراث الثقافي الإسلامي، وليس حالة مجسدة للعقيدة الإسلامية. لم يبخل المسلمون في التدوين عن الهندسة والعمارة بمنهجية وصفية يتعلق بالفقه والأحكام أو تحليل هندسي لبعض العناصر المعمارية، ومنها مثلا (الإعلان بأحكام البنيان) لابن الرامي التونسي البناء (توفي منتصف الرابع عشر الميلادي. وكذلك الحال في كتاب (أعلام الساجد في أحكام المساجد) لمحمد بن إبراهيم الزركشي(ت:1525م)،ونجد في الهند كتاب (بابر) المغولي المسمي (بابر نامه) رسم من خلاله رغباته وحنينه إلي عمارة سمرقند وأواسط آسيا. وإذا كانت العمارة في أي مجتمع هي انعكاس للعوامل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية لذلك المجتمع فبذلك يمكن استنباط أحكام البنيان بالقياس بأحكام الاقتصاد والاجتماع والمعاملات في الإسلام. وقد حاول بعض الباحثين المحدثين طرق هذا الباب ونقصد بذلك (جميل أكبر) في كتابه (عمارة الأرض)، ثم د.صالح الهذول من العربية السعودية، الذين لم يخرجوا بمنهج جديد أو محاولات بعض المعماريين والجماليين ذو المناحي السلفية أو الصوفية أو الحداثية. ويذهب الغربيون إلي أن أول من نظّر للعمارة في العالم هو الروماني فيرتروفيوس (عاش حوالي عام 85 ق.م) صاحب المثلث المعروف باسمه. ثم ورد اسم البرتي وبالاديو في إيطاليا عصر النهضة ليسيروا بالتدوين المعماري قدما، وتلاهم الفرنسي (يوجين فيوليه لو دوك ــ 1814 ــ 1879)، الذي يعتبر من رواد المدرسة التحليلية والوظيفية، التي شرعت بالقفز الي عمارة الهياكل الحديدية في أواسط القرن التاسع عشر، وأمتد تصاعديا حتي عمارة القرن العشرين ونظريات العمارة والتنظير والنقد المعماري. وبالرغم من كون المعالم المعمارية القديمة هي خير وثيقة مقروءة لما وطأته فنونها في الماضي، ولكن يبقي للحالة التدوينية النظرية أهمية في تحديد المنهجية الفكرية التي أسست لها. ومن المعروف أن الأفراد والنقابات (أصناف) البناءون تستروا علي ما فقهوا به من مهارات الحرفة بما دعي (سر المهنة) الذي حرمنا من ثراء علمهم بهذا الشأن. وقد كانت لبعض الوثائق الوقفية في التاريخ الإسلامي المتأخر (مملوكية وعثمانية مثلا)، من أهمية في قراءة بعض مفردات الفكر المعماري للمعمار المسلم، ناهيك عن بعض الوصف الذي تركه المؤرخون أو الرحالة لبعض المعالم وقصص إنشائها، وذكر لمعمارييها الذين لم يتركوا إلا ما ندر أسمائهم ولاسيما في الأزمنة المتأخرة، من إيمانهم بالعمل الجماعي وإلغاء الذات، أو ربما طمعا في رحمة الخالق مفضلها علي مكوث أسمه في ثنايا تلك الدنيا الفانية،وهو مفهوم روحاني ذو أهمية في التنظير لعمارة الإسلام. يمت مفهوم (العمارة الإسلامية) بصلة متأخرة الي نتاج جهود بذلها الغربيون لدراسة الإسلام والمسلمين، بدأت بالدراسات اللاهوتية لأغراض جدلية،ثم توجت بالدراسات الإستشراقية التي وطأت تباعا العلوم والتاريخ ثم الفنون منذ القرون السابع عشر والثامن عشر. ويقول الروسي أليكسي جورافسكيظهرت الدراسات الإسلامية في الغرب كخطاب غربي عن الإسلام بدءا من القرون الوسطي. حتي أن التخصص في الإسلام أو الإسلاميات أصبح جزءا عضويا من العلم ومن الإيديولوجيا وثقافة المجتمع الأوروبي). ولم يكن مفهومها تلك العمارة صريحا في بواكير النشاط الإستشراقي. وقد حصل خلط في إطلاق تسمية (العمارة الإسلامية) بما تعكس في فحواها لجزء من تراث شعوب تعتنق الإسلام دينا، أم تعكس منهجية فكريه وتجسد جوهر الإسلام. ويمكن تحديد بواكير ذلك المسعي إلي دأب الغربيين، من مؤرخي عمارة ومستشرقين في البحث عن جذور الكثير من عناصر العمارة المقتبسة التي لم يجدوا لها في روما أو أثينا موطأ قدم تماشيا مع خطاب فكري يحدد ويقتصر إبداع البشر علي مصدريه الإغريقي والروماني،و أراد أن يسبغ علي الأوروبيين صفة الوريث الشرعي لتلك الحضارات، بالرغم من الافتراء، علي خلفية كون تلك الحضارات أنشأت علي ضفاف البحر المتوسط بينما الحضارة الحديثة نشأت إلي الشمال من ذلك أين البرد والصقيع، واختلاف البيئة، التي حددت الملامح المعمارية. و كان للتلاقح الحضاري بين الإسلام وجنوب أوروبا أثره في خروج طرز معمارية بعينها كالرومانسك والقوطي والباروك التي لم تكن قطعا وليدة إلهام هبط من السماء، ولاسيما في ظروف التخلف، بقدر كون تلك الطرز إمتدادات لجذور جلبتها العمائر والفنون المجاورة الأرقي، وتتمثل في عمائر الإسلام. وهكذا قدم الشرق الإسلامي حصيلة نتاجه المعماري إلي الغرب الأوروبي المسيحي، الذي أسبغ عليها تسميات واصطلاحات. لقد أدي تتبع بعض الباحثين الأوروبيين لجذور الطراز القوطي Gothic، الأكثر دلالة علي ذلك التلاقح بين الأندلس وجنوب فرنسا (أقليم بروفانس) وصقلية وجنوب إيطاليا الإسلامية، أين نشأ هذا الطراز في طليطلة الأندلسية. وتصاعد الاهتمام بذلك الموضوع حتي فتح أفاقا من البحث، لشوط كبير من الأرض يمتد من الطاي الصينية حتي المساي الأفريقية ومن البلقان الأوروبي حتي مياه الخلجان في إندونيسيا. وقد أنبري لتك المهمة رهط ممن عشق تلك الفنون وسعي للتعمق في فهمها وتصنيفها وتدوينها. وقد كانت تلك بواكير تحديد مفهوم (العمارة الإسلامية) وبداية التعامل مع اصطلاحها. ولم يكن ذلك بتلك الصيغة التي وصلتنا اليوم، حيث لم يطأ المفهوم معناه الصريح، فتقاذفته الأهواء ولعب دور الدعة الحضارية لدول الإسلام دورا مرر مسوغات كثيرة، أهمها استنساخها من العمائر اليونانية والرومانية. لقد تداول المستشرقون المواضيع الشرقية بصفة شاملة، ومنها التاريخ والمجتمع والثقافات والأعراق، ولم ينبري للكتابة عن العمارة بالخصوص إلا نفر منهم كانت باكورتها خلال الربع الأخير من القرن التاسع عشر. ولم يكن مفهومها محدد المعالم، وأختلف القوم حتي في تسميتها، وعلي العموم فقد وردت عدة مصطلحات للدلالة علي عمارة الإسلام منها: 1 ــ العمارة الساراسينية فقد أستعملها (لان بول Lane-Pooles ) ونجدها في كتابه (ملزمة الفنون السراسينية -Handbook of Sarascenic Art ) أو (الفن السراسيني في مصر) لعام، 1886. وينحدر هذا المصطلح من اليونانية القديمة واستعمله المؤرخ بطليموس محددا هوية العرب الأنباط الذين يقطنون منطقة البتراء. ثم استعمله الرومان للدلالة أهل البادية الذين يقطنون الجزيرة الفراتية. وهكذا تم تحديد ذلك بالعرب دون سواهم خلال الحقب البيزنطية وتوسع في الحروب الصليبية وشاع في القرن السابع عشر، وتوسع معناه ليشمل القراصنة في البحر المتوسط.و أطلق علي المسلمين عموما. ويعزي البعض أنها محرفة من (شرقيين) أو (شرسين) أو (قراصين)..الخ.ويذهب البعض إلي أنها مركبة وتعني (عبيد سارة) أو أولاد إسماعيل، وهو ابن السيدة هاجر،خادمة السيدة سارة، مستندين في ذلك علي مقتطف من (رسالة بولص الي أهل غلاطية). 2 ــ العمارة المحمدية.Mohammadan Architecture وقد شاع إستعمالها منذ أواسط القرن التاسع عشر، ووردت لدي (مارتين بريكس Martin S. Briggs) في كتابه (العمارة المحمدية في مصر وفلسطين) الذي كتبه العام 1882. عن موقع المهندسين العرب https://www.nu5ba.net/vb/showthread.php?t=14030&page=1 |
||||
2012-04-02, 20:14 | رقم المشاركة : 922 | |||
|
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة taibimed |
|||
2012-04-02, 20:17 | رقم المشاركة : 923 | |||
|
اقتباس: |
|||
2012-04-03, 20:32 | رقم المشاركة : 924 | ||||
|
اقتباس:
التربية و الثقافة مفهوم الثقافة : تعريفها لغتاً : تعني الفطنة و الحداقه و الذكاء و سرعة الفهم و التعلم و التمكن من الشيء وإدراكه و التقويم و الإصلاح . تعريفها اصطلاحاً : هي طريقة الحياة السائدة في المجتمع بجوانبها المادية و المعنوية الذي أوجدها الإنسان عبر تاريخه الطويل . مظاهر الثقافة : 1. المظاهر المادية : هي العناصر المادية المدركه بالحواس مثل " وسائل الإنتاج " . 2. المظاهر المعنوية : هي العناصر الثقافية المدركه بالعقل و الفكر مثل : " الدين و العادات ". 3. المظاهر الاجتماعية : وتتمثل في شبكة العلاقات الواسعة بين أفراد المجتمع . 4. المظاهر الرمزية : وتتمثل في علوم اللغة و الحساب و الموسيقي . 5. المظاهر النفسية : هي اتجاهات المحبة أو الكراهية اتجاه الأشخاص و المواد و الأشياء .. خصائص العامة للثقافة : 1. إنسانية تخص الإنسان . 2. الإنسان هو صانع الثقافة . 3. لا ثقافة بدون مجتمع وع. 4. ثابتة متغيرة بشكل بطيء . 5. انتقالية تنتقل من مدينة لأخرى . 6. النسبية المكانية و الزمنية " تختلف هي من مكان وزمان لأخر " . 7. تراكمية الثقافية " مخزون المجتمع " . 8. مستمرة : " استمرارية الثقافة لكونها إنتاج اجتماعي " . 9. مشبعة لحاجات الإنسان المتعددة . 10. واقعية و مثالية . واقعية الثقافة : هي السلوكيات اليومية التي يمارسها المجتمع الثقافة المثالية مجموع الطرق و الاتجاهات و الأفكار الذي يرى الناس أن الواجب يفرض عليهم أن يسلكوها وفقاً لها . مصادر الثقافة : 1. الديانات السماوية و الثقافة و العقيدة الإسلامية . 2. العقل الإنساني . 3. الروافد التاريخية . أهمية الثقافة : 1. لا مجتمع بدون ثقافة . 2. تسهيل عملية التفاعل و الاتصال بين أفراد المجتمع من خلال إكسابهم اللغة و السلوكيات للمواقف المجتمع و الحياة . 3. تحقيق أهداف المجتمع . 4. تكوين الطابع القومي . 5. إشباع حاجات الإنسان المختلفة . 6.تحويل الفرد من كائن بيولوجي إلى كائن اجتماعي . أهمية دراسة المعلم لثقافة المجتمع : 1. تعميم و بناء و تخطيط المناهج التعليمية . 2. المعلم ناقل و مفسر للثقافة . 3. تجعله مؤمناً بها . 4.تساعده على فهم و تفسير سلوكيات تلاميذه . 5. تجعله غير متحيز للثقافة أخري . 6. نظرة المجتمع للمعلم أنه قدوه و مثالي و طيب . أهمية المعلم للثقافة : 1. أنه يتعامل مع الأطفال بمرحلة التشكيل . 2. يتعامل مع مئات من التلاميذ . 3. طول الفترة الزمنية التي يقضيها معهم. 4. وجود المعلمين في مختلف البيئات الثقافية . 5. عمليات التخطيط و المتابعة و التقويم التي يمارسها المعلم اتجاه التلاميذ . التغير الثقافي : هي مجموع التحولات و التغيرات التي تحدث أو التي تصيب الثقافة المادية أو المعنوية .. عوامل التغير الثقافي : أ. العوامل الداخلية : 1. التحديات التي تواجه المجتمع . 2. الاكتشافات و الاختراعات . 3. الهجرة الداخلية . 4. ظهور القادة و المصلحين . 5. قيام الثورات في البلاد . ب. العوامل الخارجية : 1. التقدم العلمي و التقني . 2. انتشار الديمقراطية . 3. تعدد وسائل الاتصال . 4. الحروب والغزو الثقافي . 5.معوقات التغير الثقافي . عوامل التخلف الثقافي : 1. الخوف من الجديد . 2. قوة التقاليد . 3. الرغبة في دمج الجيل اللاحق و القديم . 4. العزلة الثقافية . 5. المصلحة الخاصة . مكونات الثقافة أو مضمونها أو محتويها 1. العموميات الثقافية . 2. الخصوصيات الثقافية . أولا : العموميات الثقافية : هي العناصر الثقافية التي يشترك فيها عموماً أبناء المجتمع مثل " الدين و العادات و التقاليد و القيم و العلوم " . أهمية العموميات الثقافية ( وظائفها ) : 1. تحقيق وحدة التكامل بين أفراد المجتمع . 2. إيجاد الاه:black_heart:ات المشتركة بينهم . 3. تكوين الطابع القومي لأبناء المجتمع الذي يميزهم عن المجتمعات الأخرى . دور التربية اتجاه العموميات الثقافية : 1. نقل العموميات الثقافية لناشئة . 2. إكساب أبناء المجتمع بالمعلومات و المعارف لتميز بين الحق و الباطل . الموضوع الأصلي : تلخيص لمادة مبادء التربية ـآلمصدر : همسات العيون https://belmamoune.ahlamontada.net/t2435-topic |
||||
2012-04-03, 20:39 | رقم المشاركة : 925 | ||||
|
اقتباس:
عادل فتحي عبدالله المصدر: كتاب "كيف تصبح أبا ناجحا" مقالات متعلقة تاريخ الإضافة: 3/5/2008 ميلادي - 26/4/1429 هجري زيارة: 7376 التربية الثقافية للأولاد من أهم ما ينبغي أن يهتم به الوالد تربية ابنه تربية ثقافية، وعدم إهمال هذا الجانب أو نسيانه، لأن العالم المعاصر يحتاج ذوي الثقافات الخاصة والعالية، والثقافة هي مجموعة "العلوم والمعارف والفنون التي يطلب الحذق فيها"[1]، والحقيقة أن العصر الذي نعيشه يتسم بأنواع كثيرة من الثقافات، ذكرنا بعضها، ونحن نركز هنا على الأوعية الثقافية للطفل ودورها في تنمية ثقافته وتوعيته، ونستطيع أن نجمل أهم هذه الأوعية في أربعة: "الأسرة"، و"المسجد"، و"دور العلم"، و"وسائل الإعلام". 1 - الأسرة: فالأسرة لها دور كبير وخطير في توعية الطفل وتثقيفه ثقافة دينية، وثقافة تربويَّة وعلميَّة، وعلى الوالد أن يجلس مع أولاده بعض الوقت كل يوم، يلاعبهم ويعلمهم، ويبث فيهم معتقداته وأفكاره، ولا يتحجج أحد بأنه ليس لديه الوقت الكافي للجلوس مع الأولاد، لا بد أن يخصص لهم وقتًا ولو قصيرًا، لأنهم مسؤولون منه، وفي الحديث: ((وإن لأهلك عليك حقًّا)) [2]، فللمرأة وللأولاد على الرجل حق، ولا بدَّ أن يعطيهم جزءًا من وقته. هذا ويقع على الأم العبء الأكبر في هذا الموضوع، فهي الأقرب للأطفال، وهي التي تجلس معهم الوقت الأكثر، والمراحل الأولى من العمر خصوصًا. ولذلك فقد اعتنى الإسلام بحسن اختيار الرجل زوجته، واختيارها على أساس الدين، وواجب على الأب أن يوضح للزوجة ما خفي عنها من الأمور، ويوفر لها الوسائل لتربية أبناءها وتثقيفهم. 2 - المسجد: لقد كان المسجد على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمثابة جامعة للدولة المسلمة، فكانت تُقام فيه الصلوات ودروس العلم، وكان يتم التشاور فيه في أمور المسلمين، فكان بمثابة مجلس النواب، وكان منه يخرج المسلمون للجهاد، وإليه يعودون، وكان يقابل فيه الرسول - صلى الله عليه وسلم - وفود الدول، ورسل الملوك والأمراء، ويتسلم فيه رسائلهم، وكان يعقد المسلمون أفراحهم في المسجد، كان المسجد مصدر حياة فكرية وثقافية للأمة، ولم يكن يمنع الأولاد من ارتياد المساجد، وهذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحمل ابنة ابنته زينب وهي "أمامة"، فيضعها حين يسجد ثم يحملها [3]، ثم يضعها ثم يحملها وهكذا. يقول الإمام أبو حامد الغزالي - رحمه الله -: "لا بأس بدخول الصبي المسجد إذا لم يلعب، ولا يحرم عليه اللعب في المسجد، ولا السكوت على لعبه، إلا إذا اتخذه ملعبًا، وصار ذلك معتادًا فيجب المنع منه، فهذا مما يحل قليله دون كثيره، ودليل حله ما روي في الصحيحين: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقف لأجل عائشة - رضي الله عنها - حتى نظرت إلى الحبشة يزفون - يعني يسرعون - ويلعبون بالحراب في المسجد يوم عيد، ولا شك أن الحبشة لو اتخذوا المسجد ملعبًا لمنعوا، ولم يرد ذلك على الندرة والقلة منكرًا، وقد يحتج بعضهم بما رواه واثلة مرفوعًا: ((جنبوا صبيانكم المساجد))، وهو حديث لا يصح الاحتجاج به، لكونه ضعيفًا يعارض الأحاديث الصحيحة الكثيرة المتقدمة. فيمكن للوالد أن يحمل طفله معه إلى المسجد في صلوات الجماعة، ويأمره بالمكوث هادئًا، وعدم اتخاذه ملعبًا أو التشويش على المصلين، ويمكن للأب أن يعطي ابنه شيئًا يتلهَّى به. وحضور الطفل المسجد وشهوده الجماعات له فوائد ثقافية عديدة للطفل، منها على سبيل المثال: أ- بث المبادئ وتعاليم الإسلام في نفس الطفل منذ الصغر، فهو يشهد صلوات الجماعة، ويرى ما فيها من وقوف الناس جميعًا جنبًا إلى جنب يناجون الله تعالى، لا فرق بين غني وفقير، أو رفيع ووضيع، أو كبير وصغير، الكلُّ أمام الله تعالى سواسية، كما أنه يتعلم الأخوة الإيمانية تعليمًا عمليًّا عن طريق حب المسلمين المصلين بعضهم لبعض، وأخوتهم الصادقة، وسؤالهم عن الغائب، وعيادة من مرض، ومساعدة من يحتاج، فيدرس بطريق عملية قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى))[4]. وهذا هو الأصل في المسلمين، وقد يقول قائل: إن المسجد اليوم ليس كما كان في السابق، والمسلمون اليوم يصلون ويذهب كل إلى حال سبيله، وليس فيهم من يسأل عن صاحبه، نقول: نعم كثيرون هكذا، لكن هناك قلَّة لا زالت تحافظ على تلك الأمور، ولعلها مع التزامنا نحن بتلك المبادئ وغرسها في أطفالنا تصبح الكثرة - إن شاء الله - كذلك، والخير في أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى يوم القيامة. ب - تعود الطفل على ارتياد المسجد وألفته به، فإن لم يتعود الطفل على ارتياد المسجد منذ الصغر، سيكون من الصعوبة بمكان عليه تعوده في المستقبل في شبابه، وصدق القائل: وَيَنْشَأُ نَاشِئُ الفِتْيَانِ فِينَا عَلَى مَا كَانَ عَوَّدَهُ أَبُوهُ وفي حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: ((ورجل قلبه معلق بالمساجد))[5]، فالرجل الذي يعتاد الذهاب إلى المسجد مشهود له بالإيمان، وما أجمل أن يتعلق قلب الصبي وعقله بالمسجد والأذان، فحين يسمعه ما يلبث إلا أن يلبي داعي الله، وربما كان هذا سببًا للأذان في أذن المولود حين يولد، حتى يكون أول ما يسمعه الأذان حتى يطرد الشيطان عنه، وذلك لأن الشيطان إذا سمع الأذان ولى وله ضراط [6]. ج - حضور الطفل دروس العلم في المسجد وحلقات تحفيظ القرآن، وفي هذا ثقافة دينية للطفل، أيضًا دخوله مكتبة المسجد وتزوده بما فيها من قصص للقرآن الكريم، وكتب للسيرة، والمغازي، والتاريخ الإسلامي، ونحوها، وينبغي أن تشمل مكتبة المسجد على كتب تناسب أعمار الطفل المختلفة، كما أن حضور الطفل خطبة الجمعة - وهي الدرس الأسبوعي المفروض على المسلمين جميعًا - وشعور الطفل بوحدة المسلمين وتجمعهم وقوتهم، ووحدتهم، كل هذا يغرس في نفس الطفل الكثير من المبادئ التي يصعب عليه تعلمها نظريًّا لأنها أمور علمية. د - تعود الطفل ارتياد المسجد سوف يدفعه إلى البعد عن أصدقاء السوء، والبعد عن مواطن الشبهات، وعن اقتراف المُحرَّمات، والبعد عن الانحراف بكل وسائله، ومصاحبة الأخيار والصالحين ومن ينفعه في الدنيا والدين. 3 - دور الحضانة والمدرسة: ومن أهم الوسائل لتربية الطفل ثقافيًّا وعلميًّا دور الحضانة والمدرسة، وينضم إليهما ما يسمى بالكتاتيب، فهي لا زالت موجودة في بعض القرى، ويجب على الوالد أن يحسن اختيار دار الحضانة التي يودع فيها ابنه، وأقصد هنا الحضانة التعليمية التثقيفية، وليس حضانة الرضع والصغار دون سن الرابعة، والطفل في سن الحضانة يحب جدًّا المعلمة ويتخذها قدوة، وهي عنده بمنزلة الأم خصوصًا إذا كانت عطوفة عليه، وتقوم بواجب رعايته بأمانة، ومن ثم فهي تؤثر في شخصيته بدرجة كبيرة، وكلما كانت المعلمة قدوة حسنة، وملتزمة بأخلاق الإسلام وآدابه وتعاليمه، كلما خرج الطفل وتعلم بطريقة أفضل، وكلما كانت المعلمة ذات ثقافة وعلم كلما كانت أكثر قدرة على بث الآداب والفضائل في الأولاد، وأشد تأثيرًا فيهم. فتعليم الأطفال يحتاج إلى دراسة واعية وإلى خبرة وعلم، وقد افتتحت في كثير من كليات التربية أقسام للطفولة، لتخرج معلمات لدور الحضانة يكن على درجة كبيرة من الثقافة والعلم بطبيعة تلك المرحلة، وسُبُل التعامل مع الأطفال الصغار. ولا بأس إن كان الوالد يقدر أن يجلب لولده معلمًا يعلمه القرآن، والآداب، والفضائل في المنزل، وهكذا كان يفعل قديمًا الأمراء والخلفاء والأعيان، وكل من لديهم مقدرة مالية على ذلك، وقد جلب عتبة بن أبي سفيان لأولاده معلمًا، وكان مما أوصاه به: "ليكن أول ما تبدأ به من إصلاح بنيَّ إصلاح نفسك، فإن أعينهم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما استحسنت، والقبيح عندهم ما استقبحت، وعَلِّمْهم كتاب الله، ولا تكرههم عليه فيملوه، ولا تتركهم منه فيهجروه، ثم روهم من الشعر أعفه، ومن الحديث أشرفه، ولا تخرجهم من علم إلى غيره حتى يحكموه، فإن ازدحام الكلام في السمع مضلة للفهم". ويروى أنَّ المفضل بن زيد رأى مرةً ابن امرأة من الأعراب فأعجبه، فسألها عن حاله فقالت: "إذا أتم خمس سنين أسلمته إلى المُؤدب، فحفظ القرآن فتلاه، وعلمه الشعر فرواه، ورغب في مفاخر قومه، ولقن مآثر آباءه وأجداده، فلما بلغ الحلم حملته على أعناق الخيل، فتمرس وتفرس، ولبس السلاح، ومشى بين بيوت الحي، وأصغى إلى صوت الصَّارخ"، نعم صدق من قال: قَدْ يَنْفَعُ الأَدَبُ الأَوْلاَدَ فِي صِغَرٍ وَلَيْسَ يَنْفَعُهُمْ مِنْ بَعْدِهِ أَدَبُ إِنَّ الغُصُونَ إِذَا عَدَّلْتَهَا اعْتَدَلَتْ وَلاَ يَلِينُ وَلَوْ لَيَّنْتَهُ الخَشَبُ وعندما يكبر الطفل قليلاً ليلتحق بالمدرسة، تصبح المدرسة من أكبر العوامل المؤثرة في ثقافته، وذلك لأن الوقت الذي يمكثه في المدرسة كبير نسبيًّا بالمقارنة بالوقت الذي يقضيه في المنزل إذا ما حذفنا وقت النوم، كما يؤثر المدرسون في الطفل بدرجة كبيرة، فهو يعتبرهم قدوته ومثله الأعلى، ومنهم يستمد القيم والمعتقدات والمفاهيم، وعلى الوالد أن يدفع بولده إلى مدرسة ذات سُمْعة طيبة حسنة، ومدرسين متميزين، وعليه أن يشجع الولد على الاشتراك في الأنشطة المدرسية، وفي الجماعات المدرسية، لا سيما جماعة المكتبة والجماعات العلمية الأخرى، وجماعة الإذاعة المدرسية. وعلى الدولة أن تهتم بالمدرسة وإمكاناتها، وبالمعلمين وتدريبهم وأخلاقهم، وبالمناهج التعليمية وشمولها ومعاصرتها، وصياغتها بصورة مشوقه للطلاب، وأن نهتم بمادة التربية الإسلامية حتى تصبح المدرسة قادرة على القيام بالدور الثقافي والديني المنوط بها. 4- وسائل أخرى: وهناك عدد من الوسائل الأخرى التي تنمي ثقافة الطفل وفكره، ومن هذه الوسائل تكوين مكتبة للطفل في المنزل، هذه المكتبة ينبغي أن تحتوي على كتب تناسب أعمار الأطفال المختلفة، فتحتوي مثلاً على كتب قصص للأطفال من قصص القرآن، وقصص الأبطال والمجاهدين، وكتب السيرة النبوية للأطفال، وقصص الأنبياء للأطفال، وكتب تتناول جانب العقيدة بأسلوب مبسط، وكتب أخرى علمية وأدبية وتاريخيه... إلخ. وهذه المكتبة تدفع الطفل نحو القراءة، والقراءة من أهم ما يجب أن يحبه الطفل، لأنه ومع تقدم وسائل نقل المعلومات بدرجة مذهلة، إلا أن الكتاب يبقى الوسائل الأساسية في توضيح الفكرة، وشرح النظرية وخلافه، والطفل الغير قارئ هو طفل غير مثقف. ويمكن أن نجعل الطفل يحب القراءة عن طريق مشاركته في قراءة قصة ما من القصص، فيمكن أن تجلس الأم فتقرأ للطفل القصة بصوت عالٍ، ثم تعطيه ليكمل هو قراءتها، ويجب أن نقرأ للأطفال الأنواع المعينة من القصص التي يحبونها أو يفضلونها فشيئًا فشيئًا يحب الطفل القراءة، ثم لا نجد بعد ذلك عناء في توجيهه الوجهة الصحيحة حيثما نريد، ونعرض عليه المجلات المتخصصة. كما أن "علينا ألا نتعجل في أن يستخدم الطفل الكمبيوتر قبل أن نتأكد من أنه يقرأ ويحب القراءة، فالطفل القارئ بشكل جيد يتعلم استخدام الكمبيوتر بسرعة، أما ضعيف القراءة فلن يستطيع تعلم ذلك بسرعة وكفاءة، عندها سيمل بسرعة ويقضي معظم الوقت في اللعب على الكمبيوتر بدلاً من استخدامه في أمور تفيده" [7]. ومن الوسائل التي تنمي ثقافة الطفل أيضًا أن يشترك في المكتبة العامة، ويصبح زائرًا معتادًا لها، وأيضًا قراءة بعض المجلات المحترمة ومراسلتها، فإنَّ ذلك يدعوه إلى الاطلاع الدائم، كما أن الكتابة تُنمِّي مَلَكَات الطفل، ومما يساعد الطفل أيضًا على تنمية ثقافته الزيارات الميدانية والرحلات الاستكشافية، فبها يتعرف الطفل على طبيعة بلده، وعلى موارده، فتنمو عقلية الطفل، ويفكر بطريقة أفضل، ويدعوه ذلك إلى الاطلاع والقراءة حول ما تعرض له في تلك الحالات. ومن الوسائل الثقافية أيضًا للطفل الأفلام العلميَّة، والتي يمكن عرضها عن طريق الفيديو أو [CD] على الكمبيوتر، فيمكنه أن يرى الأجرام السماويَّة، والمجرات والكواكب والنجوم، ونحو ذلك، وما وراء البحار، وعالم الحيوان، والحشرات وغيره، وكل ذلك يعطي للطفل خلفية ثقافية كبيرة، ويسبب للطفل متعة نفسيَّة، ويساعد في توصيل المعلومات للطفل بطريقة أسرع وأبسط وأيسر، فالوسائل العلميَّة ووسائل الإيضاح المختلفة مما يفرد له البحث في الآونة الأخيرة، وأصبحت علمًا من العلوم المستقلة، ويقاس مدى تقدم الناحية العلميَّة من مكان لآخر بالقدرة على استخدام الوسائل التعليمية بطريقة جيدة، وتطوير طريقة الشرح والتقويم. ولقد عني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهذا المنهج وتلك الطريقة، فكان يستخدم الرسم كوسيلة لتوضيح المعنى، عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: ((خط لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطًّا مربعًا، وخط خطًّا خارجًا منه، وخط خطوطًا صغارًا إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط، فقال: هذا الإنسان، وهذا أجله محيط به، وهذا الذي خارج أمله، وهذه الخطوط الصغار والأعراض هي الحوادث والنوائب المفاجئة، فإن أخطأ هذا نهشه هذا، وإن أخطأ هذا نهشه هذا، وإن أخطأه كلها أصابه الهرم)) [8]. [1] "المعجم الوسيط" (1/ 98). [2] رواه البخاري. [3] حديث حمل النبي - صلى الله عليه وسلم - أمامة ابنة زينب - رضي الله عنها - في البخاري ومسلم، وقد أفرد له مسلم بابا سماه "جواز حمل الصبيان في الصلاة" في كتاب المساجد ومواضع الصلاة. [4] رواه البخاري ومسلم. [5] الحديث رواه البخاري ومسلم. [6] وفي الحديث الصحيح: ((إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط، حتى لا يسمع التأذين))؛ رواه البخاري ومسلم وغيرهما. [7] "كيف تجعل طفلك يحب القراءة" إبراهيم الغمري، دار ابن حزم. [8] رواه البخاري. رابط الموضوع: https://www.alukah.net/Social/0/2438/#ixzz1r0YPEOP9 |
||||
2012-04-03, 20:45 | رقم المشاركة : 926 | ||||
|
اقتباس:
https://www.ejtemay.com/dis/vawe.php?id=43 |
||||
2012-04-03, 20:56 | رقم المشاركة : 927 | ||||
|
اقتباس:
|
||||
2012-04-04, 22:11 | رقم المشاركة : 928 | |||
|
طلب
الثورة الديمقراطية في العالم العربي من فضلكم شكرا |
|||
2012-04-05, 18:38 | رقم المشاركة : 929 | |||
|
ساعدوني في بحث موضوعه الزواج |
|||
2012-04-05, 21:16 | رقم المشاركة : 930 | |||
|
السلام عليكم ورحمة الله |
|||
الكلمات الدلالية (Tags) |
مرجع, يبدة, ساساعده |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc