لكل من يبحث عن مرجع سأساعده - الصفحة 61 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجامعة و البحث العلمي > منتدى العلوم الإجتماعية و الانسانية > قسم البحوث العلمية والمذكرات

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

لكل من يبحث عن مرجع سأساعده

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-04-02, 18:00   رقم المشاركة : 901
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة karima211 مشاهدة المشاركة
احتاج لمراجع في التاريخ الامريكي المعاصر باللغة العربية او الانجليزية
جزاك الله كل خير
شكرا
كتاب موجز التاريخ الامريكي https://www.mediafire.com/?gb93jbxh5f5ndr7

https://www.alandilus.com/vb/showthread.php?t=4764








 


رد مع اقتباس
قديم 2012-04-02, 18:14   رقم المشاركة : 902
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة karima211 مشاهدة المشاركة
احتاج لمراجع في التاريخ الامريكي المعاصر باللغة العربية او الانجليزية
جزاك الله كل خير
شكرا
https://www.4shared.com/office/Aofjvm..._____2010.html









رد مع اقتباس
قديم 2012-04-02, 18:15   رقم المشاركة : 903
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة karima211 مشاهدة المشاركة
احتاج لمراجع في التاريخ الامريكي المعاصر باللغة العربية او الانجليزية
جزاك الله كل خير
شكرا
https://dar.bibalex.org/webpages/main...-Job:113153&q=









رد مع اقتباس
قديم 2012-04-02, 18:28   رقم المشاركة : 904
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة moh57 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ارجو مساعدتي في بحث حول تحديد المفاهيم مقياس المنهجية و اجركم على الله

بسم الله الرحمن الرحيم

نقدم لكم فيما يلي تخطيطا نموذجيا لبنية المذكرة الجامعية:

العناصر تبدأ بصفحة جديدة.
1- الغلاف.
2- صفحة العنوان.
3- ورقة بيضاء.
4- الاهداء.
5- كلمة الشكر.
6- الفهارس وترقم با الأحرف العربية أو الأرقام الهندية.
7- مقدمة المذكرة.
8- الفصول أو الجزء الأساسي للمذكرة.

الفصل الأول: البناء المنهجي: ويحتوي:

* الدراسة الاستطلاعية (تحديد المجال الزماني والمكاني والبشري).
* الاشكالية.
* الفرضيات.
* أهداف البحث.
* أهمية البحث.
* أسباب اختيار الموضوع (ذاتية وموضوعية).
* صعوبات البحث.
* المنهجية المتبعة في الدراسة (المنهج المتبع والتقنية المستعملة).
* الدراسات السابقة.

الفصل الثاني: الجانب النظري: ويحتوي:

* تحديد المفاهيم.
* التطرق الى الدراسة من الناحية النظرية من خلال ما تم جمعه من معلومات من الكتب او غيرها من المراجع والمصادر.

الفصل الثالث: الجانب التطبيقي: ويحتوي:

* التعريف بميدان البحث.
* تحديد عينة البحث وكيفية اختيارها.
* عملية تفريغ البيانات مصحوبة باستنتاجات جزئية.

الفصل الرابع: الاستنتاج العام والتوصيات: ويحتوي:

* الاستنتاج العام.
* التوصيات.
* الاقتراحات.
* الخاتمة.
* المراجع.
* الملاحق

هذا هو بشكل عام الشكل النوذجي لمذكرة التخرج فقط بعض الملاحظات البسطة:

1- على الطالب أن ينتبه الى العامل الزمني فلا يترك عمل اليوم الى الغد، كي لا يجد نفسه في آخر السنة عوض ان يعمل بارتياح كي يقدم عمل جيدا، نجده يصارع الزمن من اجل اتمام المذكرة في حينها وبالتالي يخرج العمل مملوء بالنقائص.

2- الاصغاء والانتباه الجيد لملاحظات المشرف على العمل كي لا تتكرر ملاحظاته في كل مرة وبالتالي يضيع الوقت في اشياء كان من الممكن تصحيحها منذ البداية.

3- بامكان الطالب ان يتطرق الى موضوع سبق التطرق اليه في نفس الجامعة او في جامعات اخرى لكن لا ننصح بنسخها كما هي ولكن التطرق الى الموضوع من زاوية اخرى او من جانب آخر من أجل سد الثغرات التي لحظهة المناقشون من قبل ومن اجل اثرائه وتطويره.





لا تنسونا بالدعاء في سجودكم.

الإشكالية.

1- اعتبارات اختيار المشكلة:
هناك عدة اعتبارات يجب مراعاتها عند اختيار مشكلة البحث واهمها:
- حداثة المشكلة، أي أنه لم يتم تناولها من قبل حتى لا تتكرر الجهود.
- أهمية المشكلة وقيمتها العلمية.
- اهتمام الباحث بالمشكلة وقدرته على دراستها وحلها.
- توفر الخبرة والقدرة على دراسة المشكلة.
- توفر البيانات والمعلومات الكافية من مصادرها المختلفة.
- توفر الوقت الكافي لدراسة المشكلة.
- توفر الإمكانيات المادية والإدارية المطلوبة.
- عدم وجود جوانب أخلاقية تمنع إجراء المشكلة.
- ان تكون قابلة للبحث في ضوء الإمكانيات المتوفرة لدى الباحث، ولتحديد المشكلة يمكن الاسترشاد بالأسئلة التالية:
• ما هي حدة المشكلة أو الظاهرة موضوع الدراسة؟
• ما هو تاريخ بروز هذه المشكلة أو الظاهرة؟
• هل هناك مؤشرات كافية حولها نستطيع تحديدها بوضوح؟
• هل ستكون إيرادات تنفيذ اقتراحات الدراسة أعلى بكثير من تكاليف إجرائها؟
• هل يمكن القيام بهذه الدراسة وهل تتوفر الخبرات العلمية لذلك؟
• هل هناك دراسات سابقة حول المشكلة يمكن الحصول عليها بتكلفة معقولة وخلال فترة زمنية معقولة؟




1- معايير صياغة المشكلة:

• وضوح الصياغة ودقتها.
• أن يتضح في الصياغة وجود متغيرات للدراسة.
• وضوح الصياغة بحيث يمكن التوصل إلى حل للمشكلة ( قابلة للاختبار).
وعند صياغة مشكلة يجب اخذ الأمور التالية بعين الاعتبار:
• ما العلاقة بين المتغيرات الداخلة في الدراسة؟ وهل هذه المتغيرات محددة وقابلة للقياس ؟
• يجب أن تصاغ المشكلة بشكل سؤال أو عدة أسئلة واضحة لا إيهام فيها.
• يجب أن يكون بالإمكان جمع البيانات عن المشكلة لاختبارها.
• يجب أن لا تتعرض المشكلة لموضوعات حساسة من الناحية الأخلاقية أو الدينية.
• يجب أن تكون المشكلة قابلة للحل من قبل الباحث ضمن الوقت والإمكانات المتاحة له.
ويمكن تقويم البحث من خلال الإجابة على التساؤلات التالية:
• هل تعالج المشكلة موضوعا جديدا أم موضوعا تقليديا مكررا؟
• هل سيسهم موضوع الدراسة في إضافة عملية جديدة معينة؟
• هل تمت صياغة المشكلة إلى توجيه الاهتمام ببحوث ودراسات أخرى هل يمكن تعميم النتائج التي يتم التوصل إليها؟
• هل ستقدم النتائج فائدة علمية إلى المجتمع.

في الأخير إتباع بعض النصائح والمعايير المعمول بها في ميدان البحث:
• تجنب التحمس الزائد لموضوع تصعب دراسته في الميدان. فالمواضيع التي قد يثيرها المحيط الاجتماعي و الاقتصادي جديرة بالدراسة والاهتمام. غير أن الوصول إلى أفراد المجتمع المراد دراسته كثيرا ما تكلف الباحث جهدا كبيرا ووقتا طويلا بكثير، مما قد يسبب له انقطاعات متكررة تؤثر سلبا على سياق البحث، وتؤخر الباحث عن الآجال التي حددت له لتقديم العمل.
• احترام مواعيد انجاز العمل بوضع دفتر عما أو دفتر الشروط.
• تجنب المواضيع العامة ... أو الدقيقة جدا، فعلى الباحث أن يترك لنفسه مجالا للخطأ، فالمواضيع العامة تعني أن الباحث لم يحدد موضوعه على الإطلاق، أما المواضيع الخاصة جدا فهي محدودة في المجال وتكون نتائجها كذلك.
• اختيار الموضوع على أساس قدرات الباحث ودوافعه وإمكانية دراسة الموضوع.
• اختيار موضوع البحث يكون من طرف الباحث نفسه متى أتيحت له الفرصة لذلك.
• عرض الإشكالية على مختصين في الميدان وحتى على غير المختصين.
• تجنب المبالغة واللغو والتقيد بما قل ودل.






الفرضيات.

الفرضية توقع:
لهذا فهي تكتب دائما في صيغة تقريرية ...، ولا تكتب الفرضية بالصيغة الاستفهامية.
تمدد الفرضية الإطار النظري للبحث:
... يجب أن يكون هناك ربط منطقي بين المفاهيم النظرية المقدمة في الإطار النظري وصياغة الفرضية، و استخدام نفس المفردات للإشارة إلى المفاهيم والمتغيرات.
التطابق بين المتغيرات المستخدمة في صياغة الفرضية و تصميم البحث الميداني:
على الباحث أن يعرف ويحدد بوضوح طبيعة كل متغير، والعمل على قياس المتغيرات المعلن عنها في الفرضية.
لا تكون الفرضية عامة جدا، ولا دقيقة جدا:
تدل الفرضية الواسعة عن جهل الباحث بجوانب كثيرة حول الموضوع، في حين أن الفرضية الدقيقة جدا تشكل خطرا على البحث الذي تترك فرضياته إذا لم تحقق الدقة المطلوبة هذا من جهة، وتوحي أن الباحث على علم بكل خصائص المشكل من جهة ثانية؛ فتساءل لماذا البحث إذا؟






تحميل نسخة من صفحة البداية
https://master.first-forum.com/t311-topic









رد مع اقتباس
قديم 2012-04-02, 18:37   رقم المشاركة : 905
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة moh57 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ارجو مساعدتي في بحث حول تحديد المفاهيم مقياس المنهجية و اجركم على الله

تحديد المفاهيم والفروض العلمية


1- تحديد المفاهيم


صعوبة تحديد المفاهيم :

يختلف الناس في تحديدهم للنفاهيم لعدة أسباب أهمها :

1- تنشأ المفاهيم نتيجة لخبرة اجتماعية مشتركة وهذه الخبرات تختلف باختلاف الأفراد والجماعات مثال: مفهوم السعادة.
2- قد يكون لبعض المفاهيم أكثر من معنى ، كمفهوم الثقافة ، أو كلفظة " متساو "
3- هناك ألفاظ مثل قليل وكثير، جيد وردىء هذه المصطلحات تدل على الكيف وتظل غامضة اذ لم يكن ثمة اتفاق عام على الدرجة التي توجد بها هذه الصفة في الشيء.
4- بعض الألفاظ غامضة ومشتركة في الوقت ذاته.
5- قد يتغير المعنى الذي يؤديه المفهوم العلمي بمرور الوقت نتيجة لتقدم العلوم.

كيفية تحديد المفاهيم :

1- ربط المفهوم بالتعريفات السابقة له :
كلما أمكن ربط المفهوم العلمي بالتعريفات السابقة له أصبح من اليسير الوصول إلى تحديد دقيق لهذا المفهوم. ويكون ذلك عن طريق:

1- الرجوع إلى التعريفات السابقة والحالية للمفهوم.
2- الوصول إلى المعنى المتفق عليه في أغلب التعريفات.
3- تكوين تعريفاً مبدئياً يتضمن المعنى الذي تجمع عليه أغلب التعريفات.
4- اخضاع التعريف للنقد على أوسع نطاق.
5- إدخال تعديلات نهائية على التعريف على ضوء النقد الصحيح الذي تتلقاه.

2-شروط المفهوم :

1- أن تتوفر فيه صفة الإيجاز.
2- أن يعبر عن فكرة واحدة.
3- أن تتوفر فيه صفة العمومية.
4- أن يرتبط بالفكرة التي يعبر عنها.

3-تحديد الخصائص البنائية والخصائص الوظيفية للمفهوم :
ا- البنائية : توضح المادة خصائص الأشياء إلى المادة التي تتكون منها هذه الأشياء، وكذا التغيرات التي تطرأ على خصائص المواد.
ب- الوظيفية : تشير إلى الوظيفة أو مجموعة الوظائف التي تؤديها هذه الأشياء.

4- الاستعانة بالتعريفات الاجرائية :
1-التعريف الاجرائي : هو الذي يحدد المفهوم باستخدام ما يتبع في ملاحظته أو قياسه أو تسجيله.

2- وضع الفروض
تعريف الفرض :
الفرض: عبارة عن فكرة مبدئية تربط بين متغيرين أحدهما مستقل والآخر تابع.

تعريف النظرية :

النظرية عند أسعد نظامي : هي بيان خبري عام ثبت صدقه بالبحث العلمي

الفرق بين الفرض والنظرية :

الفرض هو النظرية قبل أن تثبت صحتها ولما تثبت صحتها يتحول الفرض إلى نظرية.


أهمية الفروض :

1- تساعد الباحث على أن يتجه مباشرة إلى الحقائق العلمية بدلاً من تشتت جهوده دون غرض محدد.
2- تمكنه من الكشف عن العلاقات الثابتة التي تقوم بين الظواهر.

مصادر الفروض :

يمكن استنباط الفروض من عدة مصادر أهمها :
1- مجال تخصص الباحث
2- العلوم الأخرى
3- ثقافة المجتمع
4- الخبرة الشخصية
5-خيال الباحث

شروط الفروض العلمية :

يشترط على الباحث عند صياغته للفروض العمية مراعاة ما يلي :

1- أن تكون الفروض واضحة.
2- أن يصوغها بإيجاز.
3- أن يجعل الفرض قابلاً للاختبار.
4-أن يربط بين الفروض التي يضها وبين النماذج والنظريات.
5- أن يلجأ لمبدأ الفروض المتعددة.
6- أن تكون الفروض خالية من التناقض.
7- الاستعانة بالفرض الصفري خاصة في البحوث التجريبية تقليلاً لاحتمالات التحيز.
https://deploma.3oloum.org/t58-topic









رد مع اقتباس
قديم 2012-04-02, 18:43   رقم المشاركة : 906
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة moh57 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ارجو مساعدتي في بحث حول تحديد المفاهيم مقياس المنهجية و اجركم على الله
وضوع: أهمية تحديد المفاهيم و المصطلحات الإثنين فبراير 28, 2011 10:32 pm
أهمية تحديد المفاهيم والمصطلحات في خطة البحث
إذا كانت الرموز والمصطلحات في مجال العلوم الطبيعية تتسم غالبا بالثبات والحصر والوضوح، فإن الأمر في العلوم الاجتماعية على خلاف ذلك. فالعلوم الاجتماعة تعج بالعديد من المفاهيم والمصطلحات التي تتباين، وتعدد التعريفات والتصورات التي تعطى لها باختلاف المواقع الإيديولوجية والمذاهب السياسية، والمدارس الفكرية. فالمفهوم الواحد يكون له أكثر من تعريف، الأمر الذي يخلق الفوضى والاضطراب أحيانا في البحث الاجتماعي.
إن المفهوم (concept) الذي هو أساس لغة التعامل الإنساني ووسيلة الإنسان للتعبير عن أفكار وحالات وأوضاع محدَّدة، يكتسي أهمية قصوى في عملية البحث الاجتماعي، فعن طريق هذا التحديد يمكن للباحث أن يحصر المعلومات التي عليه جمعها، ويمكن أيضا للقارئ منذ البداية أن يعرف ماذا يقصد الباحث بهذا المفهوم أو ذاك. ذلك أن العديد من المفاهيم - كما ذكرنا - قد يكون لها أكثر من معنى أو يُعطى لها تفاسير مختلفة، مثلا مفاهيم الحرية أو الديمقراطية أو حقوق الإنسان في المجتمعات الديمقراطية لها دلالة تختلف عما هو موجود في المجتمعات ذات الحزب الواحد والأنظمة الديكتاتورية، ومفهوم البغاء في المجتمعات الإسلامية ليس له نفس الدلالة في المجتمعات غير الإسلامية، الخ.
ويرى بـوتومور أن المفاهيم تستخدم الآن «بمعان مختلفة.. والمفاهيم العديدة لم يتم ربطها، وتحقيق التكامل بينها عن طريق الوصف أو التفسير، يبدو في الحقيقة أن سوء الفهم في استخدام المفاهيم هو أحد مصادر الصعوبات. ولقد وجهت عناية خاصة في بعض المجالات الحديثة لتطوير «أطر المفاهيم» في علم الاجتماع، وخاصة تلك التي قام بها تالكوت بارسونس وزملاؤه، حين اتجهوا إلى تعريف المفاهيم أكثر من استخدامها في التفسير، وهذه ولاشك خطوة إلى الوراء، إذا ما قورنت بأعمال دوركايم وماكس فيبر، حيث قدم كلاهما بعض المفاهيم وحدَّدا معناها حينما حاولا تطوير نظريات تفسيرية».
عرف قاموس ويستر Webster المفهوم بأنه «لفظ عام يعبر عن مجموعة متجانسة من الأشياء، وهو عبارة عن تجريد للواقع بما يسمح لنا بأن نعبر عن هذا الواقع من خلاله». كما عرف المصطلح بأنه «الوسيلة الرمزية التي يستعين بها الإنسان للتعبير عن المعاني، والأفكار المختلفة بغية توصيلها لغيره من الناس».
إن المفهوم إذن تعبير عن أشياء متجانسة، دون أن يعني شيئا واحدا؛ فهو عبارة عن وصف تجريدي لوقائع ملحوظة، ولكنه لا يتحدث عن واقعة بعينها. مثلا عندما نقول نظام سياسي، فنحن هنا نقصد أي نظام سياسي دون تحديد، هل هُو نظام رئاسي أو نيابي، ملكي أو جمهوري، ديمقراطي أم ديكتاتوري، عادل أم ظالم؟ الخ. فمفهوم نظام سياسي مع أنه متفق على معناه العام، إلا أن كل شخص يملك تصورا ذهنيا خاصا عن شكل هذا النظام السياسي، وعليه، فإن لم يحدد الباحث الذي يستعمل هذا المفهوم منذ البداية أيا من الأنظمة السياسية يعني، فإنه يخلق إرباكا عند القارئ يؤثر على عملية البحث بمجملها. أيضا إذا أراد باحث مثلا أن يبحث في موضوع (المثقفون والتحولات الاجتماعية في العالم العربي)، فعليه أن يحدد ماذا يقصد بـ «المثقفون»، هل المثقف هو من يعرف القراءة والكتابة؟ وهذا تفسير واسع لمفهوم (مثقف) لأنه قد يشمل 70% من عدد سكان بعض المجتمعات، أم أن المثقف هو من يحمل شهادة جامعية؟ أم أن المثقف هو من يشارك في إنتاج ثقافة المجتمع؟ ثم على الباحث أن يحدِّد ماذا يقصد بالتحولات الاجتماعية، هل يقصد التغيير الاجتماعي الإصلاحي ضمن قواعد الشرعية القائمة؟ أم يقصد الثورات العنيفة في المجتمع؟
كيفية تحديد المفاهيم :

1- ربط المفهوم بالتعريفات السابقة له :
كلما أمكن ربط المفهوم العلمي بالتعريفات السابقة له أصبح من اليسير الوصول إلى تحديد دقيق لهذا المفهوم. ويكون ذلك عن طريق:

1- الرجوع إلى التعريفات السابقة والحالية للمفهوم.
2- الوصول إلى المعنى المتفق عليه في أغلب التعريفات.
3- تكوين تعريفاً مبدئياً يتضمن المعنى الذي تجمع عليه أغلب التعريفات.
4- اخضاع التعريف للنقد على أوسع نطاق.
5- إدخال تعديلات نهائية على التعريف على ضوء النقد الصحيح الذي تتلقاه.

2-شروط المفهوم :

1- أن تتوفر فيه صفة الإيجاز.
2- أن يعبر عن فكرة واحدة.
3- أن تتوفر فيه صفة العمومية.
4- أن يرتبط بالفكرة التي يعبر عنها.

3-تحديد الخصائص البنائية والخصائص الوظيفية للمفهوم :
ا- البنائية : توضح المادة خصائص الأشياء إلى المادة التي تتكون منها هذه الأشياء، وكذا التغيرات التي تطرأ على خصائص المواد.
ب- الوظيفية : تشير إلى الوظيفة أو مجموعة الوظائف التي تؤديها هذه الأشياء.

4- الاستعانة بالتعريفات الاجرائية :
1-التعريف الاجرائي : هو الذي يحدد المفهوم باستخدام ما يتبع في ملاحظته أو قياسه أو تسجيله.

2- وضع الفروض
تعريف الفرض :
الفرض: عبارة عن فكرة مبدئية تربط بين متغيرين أحدهما مستقل والآخر تابع.

تعريف النظرية :

النظرية عند أسعد نظامي : هي بيان خبري عام ثبت صدقه بالبحث العلمي

الفرق بين الفرض والنظرية :

الفرض هو النظرية قبل أن تثبت صحتها ولما تثبت صحتها يتحول الفرض إلى نظرية.


أهمية الفروض :

1- تساعد الباحث على أن يتجه مباشرة إلى الحقائق العلمية بدلاً من تشتت جهوده دون غرض محدد.
2- تمكنه من الكشف عن العلاقات الثابتة التي تقوم بين الظواهر.

مصادر الفروض :

يمكن استنباط الفروض من عدة مصادر أهمها :
1- مجال تخصص الباحث
2- العلوم الأخرى
3- ثقافة المجتمع
4- الخبرة الشخصية
5-خيال الباحث

شروط الفروض العلمية :

يشترط على الباحث عند صياغته للفروض العمية مراعاة ما يلي :

1- أن تكون الفروض واضحة.
2- أن يصوغها بإيجاز.
3- أن يجعل الفرض قابلاً للاختبار.
4-أن يربط بين الفروض التي يضها وبين النماذج والنظريات.
5- أن يلجأ لمبدأ الفروض المتعددة.
6- أن تكون الفروض خالية من التناقض.
7- الاستعانة بالفرض الصفري خاصة في البحوث التجريبية تقليلاً لاحتمالات التحيز.
ما هو العدوان ؟
يستعمل مصطلح العـدوان في ظروف عديدة من الرياضة والتدريب، وعندما نتكلم على العدوان يتبادر إلى الاذهان بعد فقدانك للكرة في لعبة الكرة الطائرة أو اخفاقك في الوصول إلى السلة في لعبة كرة السلة يتبادر اليك فكرة (رديئة) وهي العدوان. ويبدو ان المصطلح ينسحب اوتوماتيكياً ليرتبط وينتج احكام ايجابية أو سلبية واستجابات شعورية كما قالها كيل (Gill,1986). على اية حال يظهر اغلب السلوك العدواني في الرياضة والنشاط البدني لا ليكون رغبة متوارثة أو غير مرغوبة ولكن تعتمد على التفسير. وحقيقة ان الحديث عن العدوان أمر سهل إذا تجنبنا انقسام الرديء – الجيد وفهم السلوك كما اراد ان يوضحه كيل (Gill,1986).

مفهوم التقويم : التقويم معروف منذ القدم ، وإن كان حديث العهد في التربية والتعليم ،وهو تحديد مدى قيمة شئ معين أو حدث معين . أي أن التقويم وسيلة لإدراك نواحي القوى لتأكيدها والاستزادة منها والوقوف علي نواحي الضعف لعلاجها أو تعديلها .
وعليه يمكن تحديد معنى التقويم بأنه "العملية التي يقوم بها الفرد أو الجماعة لمعرفة ما يتضمنه أي عمل من الأعمال من نقاط القوة والضعف ومن عوامل النجاح أو الفشل في تحقيق غاياته المنشودة منه على أحسن وجه ممكن"
مفهوم التقييم :
إنها تعني ببساطة تقدير قيمة شئ ما . وهي تعني أيضا من خلال هذا الكتاب مساعدة الذين يعملون في مختلف برامج التنمية على تقدير قيمة ما يفعلونه . والكثير من هؤلاء الناس يقومون بالفعل بمتابعة عملهم وربما يكونوا قد لعبوا دورا في تقييمه بطريقة عملية ومنظمة .
مفهوم التأهيل:
ان التأهيل من حيث المفهوم يعني باللغة العربية مساعدة الشخص وخدمته ليتمكن من استعادة قدراته وقواه التي فقدها حين كان يعيش بمعزل عن المجتمع، و استعادة او اكتساب المهارات الجديدة لوضع ما بعد السجن والعمل على تحرير الشخص من جميع السمات الشخصية السلبية التي أدت إلى دخوله السجن. ومن بين ما يعنيه التأهيل أيضا هو المؤازرة المجتمعية للأشخاص الخارجين من السجن ومساعدتهم على إعادة الاندماج في المجتمع، ولهذا فأن العملية تبدأ من المؤسسة الإصلاحية (السجن) وليس بعدها ولذلك نجد أن مفهوم التأهيل مفهوم متنوع يتأقلم مع اختلاف الأشخاص ونفسيتهم والأعمال التي قاموا بها والخبرات والمهارات التي يتمتعون بها. ولهذا نجد أن التأهيل يختلف من شخص لآخر باختلاف الحاجات والمقتضيات.
ولهذا فأن التأهيل يسهم في مساعدة الإفراد والجماعات عن طريق الأنشطة الموجهة نحو علاقاتهم الاجتماعية بما في ذلك التفاعل بين الإنسان والبيئة المحيطة.
مـــفــهـــوم الإدمـــــاج

إشراك الفرد المعاق في كل الأنشطة الاجتماعية أو غيرها التي يقوم بها أفراد مجتمعه وحسب قدراته، والذي يستهدف إلى استثمار طاقات المعاق ضمن مجتمعه محققا ذاته باستقلالية.

إيجابيات إدماج الشخص المعاق:
ــ شعور الأفراد المعاقين بأنهم أشخاص لهم الحق في أن يعاملوا باحترام من قبل أفراد مجتمعهم.
ــ تعديل اتجاهات الأشخاص العاديين نحو الأشخاص المعاقين
ــ تكيف الأشخاص المعوقين وتطوير مفهوم الذات لديهم وتحسينه،

وتتحول إيجابيات الإدماج إلى سلبيات إذا لم تكن مدروسة ومنظمة وهي:
ــ الشعور بالنقص والدونية والعجز،والانعزال وعدم الانخراط،والاعتمادية والاتكالية على الغير،و فقدان الخدمات الخاصة ( علاج نطق، علاج فيزيائي ).
ــ الانزعاج من طريقة تعامل الأفراد الطبيعيين معهم
ــ حرمان المعاق من بعض مميزات المراكز المتخصصة بالإعاقة.

ومن أبرز شروط الدمج:
ــ توفير الأدوات والمواد اللازمة لتعليم الأفراد المعاقين بنجاح
ــ تدريب المعلمين وتزويدهم بالخدمات الاستشارية المناسبة.
ــ مراعاة العمر الزمني للفرد المعاق، وشدة الصعوبات التي يعاني منها الفرد المعاق.
ــ تكييف المرافق العموميةhttps://difadel.forumactif.com/t86-topic









رد مع اقتباس
قديم 2012-04-02, 18:55   رقم المشاركة : 907
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

[

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة taibimed مشاهدة المشاركة
من فضلكم اريد مساعدة في بعض البحوث 1العمارة الاسلامية 2دور الجزائر في الحرب العالمية الاولى (1914-1919) 3 الصحافة السمعية البصرية 4 الدولة الفاطمية 5 علاقة الفلسفة بالعلوم الانسانية (علم الاجتماع -علم النفس- علم التاريخ) اريد المراجع و المصادر


اسفة على التاخير

https://www.engaswan.com/t14035-topic

https://www.ibtesama.com/vb/showthread-t_264937.html









رد مع اقتباس
قديم 2012-04-02, 19:03   رقم المشاركة : 908
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة taibimed مشاهدة المشاركة
من فضلكم اريد مساعدة في بعض البحوث 1العمارة الاسلامية 2دور الجزائر في الحرب العالمية الاولى (1914-1919) 3 الصحافة السمعية البصرية 4 الدولة الفاطمية 5 علاقة الفلسفة بالعلوم الانسانية (علم الاجتماع -علم النفس- علم التاريخ) اريد المراجع و المصادر
لعمارة الإسلامية
العمارة الإسلامية

برزت العمارة الإسلامية باعتبارها فناً متميزاً له طابعه الذي يعبر عن خصوصيته، فهو ذاك الفن الذي يبعث في النفس هدوءًا وسكينة فترتاح العين لرؤيته، ويأخذ النفس بعيدًا لتسبح في الأجواء الروحية لارتباطه بالعقيدة الإسلامية السمحة...

"فلقد فتح المسلمون ممالك شاسعة وانضوت تحت راية الإسلام شعوب متنوعة عُرِفت بالعراقة في المعمار مثل: الفرس والرومان والآشوريين والمصريين.. ولكن المعمار في تلك البلاد كان يقوم على عقائدهم الدينية، ويتمثل في التماثيل والصور والمحاريب والأديرة، فكان لابُدَّ للمسلمين من فن معماري خاص بهم يختلف في جوهره ومظهره وأهدافه عن المعمار السابق.

وهكذا لم يمض القرن الأول للهجرة حتى كان المسلمون قد شيدوا الجوامع الشاهقة والقصور الفاخرة، وبنوا البيمارستانات (المستشفيات) الضخمة والحمامات والمطاعم الشعبية والاستراحات، وبنوا القلاع العسكرية والحصون والرباطات والأسوار حول المدن، وبنوا القناطر والخزانات والسدود للري، وبنوا المراصد والجامعات العلمية، كل ذلك بأسلوب الفن المعماري الإسلامي المتميز، وإذا كان الكثير من تلك المباني الإسلامية قد اندثر بفعل الزمن أو الحروب الصليبية فإن القليل المتبقي يدل على ذلك الماضي التليد" (1).

وإنه إذا أردنا استعراضا لكل ذلك، وأردنا بيان الصورة الحضارية الرائعة لفن العمارة الإسلامي فإن هناك من العناوين ما يلي:

العمارة قبل الإسلام:

تعددت أشكال العمارة في الحضارات قبل الإسلام وتنوعت، وإن كانت العمارة الدينية هي القالب والمحور الذي التفّت حوله كل هذه الحضارات وصبّت فيه، وكان ذلك على النحو التالي:

1- عند قدماء المصريين: كان لتعدد المعبودات والآلهة، والإيمان بالبعث في العقيدة المصرية القديمة أكبر الأثر في ازدهار العمارة الدينية، التي تمثلت في بناء المعابد والمقابر والأهرامات، والتي لا تزال شاهدة على المدى الهائل الذي توصلوا إليه في العلوم الهندسية والمقدرة الفنية العالية، وإن لم تصل إلينا من العمارة الدنيوية للمصريين القدماء إلا أطلال فإن معابدهم ومقابرهم كفيلة بالشهادة على براعتهم منقطعة النظير في فن العمارة.

2- العمارة اليونانية: يعتبر بناء المعبد وتصميمه من أهم النماذج المميزة للعمارة اليونانية في الفن القديم، والتي يمكن من خلالها دراسته، فقد شيد اليونانيون القدماء تماثيل كبيرة الحجم لآلهتهم داخل حجرات، وأقاموا الطقوس الدينية حول تلك الحجرات مما كان طرازا خاصا في إقامة المعابد، وقد كان للتقدم الفني السبب في إقامة المسارح، والتي كانت تُنحَت في سفوح المرتفعات، وقد تميزت العمارة اليونانية أيضا بالأعمدة وتعدد طرزها.

3- العمارة الرومانية: لم يكن المعبد وحده هو أهم المظاهر الحضارية عند الرومان مثلما كان في حضارات أخرى، حيث وجد عندهم ثورة في أساليب البناء بعدما تمكنوا من استخدام التشكيلات المعمارية المختلفة مثل: القوس - القبو المتقاطع – القبة - الخرسانة، وبالرغم من ذلك فهم لم يستغنوا عن التشكيلات القديمة مثل الأعمدة اليونانية، بل وأضافوا إليها طرزًا أخرى جديدة (2).

وبصفة عامة، فقد كانت العمارة في الحضارات السابقة على الإسلام مقتصرة - في الغالب كما رأينا - على (العمارة الدينية) متمثلة في بناء المعابد وتشيد الكنائس والكاتدرائيات، وصناعة التماثيل الكبيرة التي يعبدونها، وبناء المقابر للموتى وزخرفتها وتزيينها؛ إيمانا منهم بالبعث بعد الموت، بخلاف ما ندر من بناء الصروح والأبراج.

لا نكون مبتدعين إذا قلنا بأن الحضارة بساط نسجته وتنسجه أيدي أمم كثيرة؛ إذ أنها متواصلة العطاء، وإن قيمة كل أمة في ميزانها يساوي ما قدمته مطروحًا منه ما أخذته من الحضارات التي سبقتها، وإذا لم ينكر عاقل أن الحضارة العربية الإسلامية أخذت من حضارات سبقتها، فإنه أيضا لا ينكر أنها واصلت العطاء، ووشّت بساط الحضارة الإنسانية بكل ما هو راقٍ وجميل.
وفي هذا المضمار فإنه إذا كان المسلمون قد أقاموا صرحهم المعماري بالاعتماد في البدايات على المهندسين والبنائين والصناع الإغريق والبيزنطيين والفرس والقبط وغيرهم، فإنهم قد استطاعوا بعد ذلك أن يقدموا للبشرية فنا متفردا أصيلا ينطق ببراعتهم المتميزة وعبقريتهم الفريدة، وفي العناصر التالية تتضح معالم هذا الفن عندهم (3):

مواد البناء:

استعمل المعماريون المسلمون في مبانيهم كل أنواع مواد البناء كالحجارة والطوب المحروق والرخام والخزف، واستعملوا الخشب والحديد والنحاس، وكانت الخلطة اللاصقة من الجبس، أما الجير فكان يستعمل في المباني التي تحتاج إلى مقاومة الماء، كالأسقف والقنوات والمصارف، وكذلك في لصق الرخام.

وكانوا يستعملون خلطة من الجبس والجير في صناعة الطوب المحروق، ويختلف عمق الأساس في الأرض حسب المبنى، ففي بعض المباني الضخمة كانوا يصلون إلى عمق عشرة أو أَحَدَ عَشَرَ متراً تحت مستوى سطح الأرض، وكانوا يستعملون أنواعاً من الحجارة الصلبة كالجرانيت أو البازلت في الأساس.

وقد استفاد المعماريون من شتى العلوم والمعارف المعروفة في عصرهم وطبقوها في مبانيهم، ومن أهم هذه العلوم علم الحيل (علم الميكانيكا) وعلم الكيمياء وعلوم الطبيعة مثل: الصوت والضوء والتهوية.

وقد ابتكروا أنواعا من الآلات الميكانيكية لرفع الثقل الكبير بالجهد اليسير أو لجره، منها أنواع من الكران، وآلات مثل المكحال والبيرم والمنخل والسفين واللولب والقرطسون، وكانت الحجارة الكبيرة ترفع إلى أعلى المبنى بحبال معلقة على مجموعة من البكرات بحيث يجرها ثور واحد فيرفعها بسهولة إلى أعلى.

كذلك استفاد المعماريون من علم الكيمياء الذي تفوق فيه المسلمون وطوروه، فصنعوا أنواعا من الدهانات والأصباغ التي تتميز بالثبات والبريق، ومن المعروف أن المسلمين أول من استعمل الزجاج الكريستال الذي ابتكره العالم الأندلسي عباس بن فرناس سنة 887م، كما استعملوا في النوافذ الزجاج الملون والمعشق في أشكال هندسية.

المساجد:

المساجد أول شيء بناه المسلمون من العمارة، فقد بنوا المساجد قبل أن يبنوا القصور أو القلاع أو المدارس، ومن هنا كان المسجد الدعامة الأولى لنشأة فن العمارة الإسلامية، ورسالة المسجد في الإسلام لا تقتصر على الصلاة والعبادة فحسب، فمسجد الرسول صلى الله عليه وسلم رغم بساطة البناء كان بمثابة مدرسة للعلم والتربية وبرلمان للأمة تعقد فيه الانتخابات (البيعة) للخليفة، وتدار فيه الاجتماعات السياسية والعسكرية، وكان فيه أيضا عيادة للتمريض هي (خيمة رفيدة)، وفي ساحته كان نساء الصحابة يتركن أطفالهن في أمان بعد الصلاة ريثما يقضين حاجتهن من الأسواق، فكان أيضاً دار حضانة وكان الرسول صلى الله عله وسلم يطلق على هؤلاء الأطفال "حمام المسجد".

وقد بنى المسلمون جوامع ضخمة بنفس الأهداف، تشمل مسجداً مستقلاً للصلاة ويلحق به المدرسة أو الجامعة، وأيضا المستشفي ومكاتب الإدارة، ومن ذلك جامع القيروان سنة 670م وجامع الزيتونة سنة 734م وجامع الأزهر 972م.
وتصميم المسجد عبارة عن ساحة كبيرة فيها منبر خشبي للخطبة، ثم أدخل المحراب المجوف للدلالة على اتجاه القبلة، ثم ظهرت الإيوانات وهي أروقة تحيط بصحن المسجد ولها أقواس مقامة على أعمدة، وملحق بالمسجد غرفة للإمام ومكتبة، وعادة يكون للمسجد ساحة داخلية مكشوفة بها نافورة لتلطيف الهواء وميضأة للوضوء، هذا علاوة على القباب والمآذن.

ويعتبر المسجد الأموي في دمشق سنة 710م أول نجاح معماري في الإسلام بناه الخليفة الوليد بن عبد الملك، فقد كان بناءً جديداً في تصميمه، له طابعه الخاص وشخصيته المستقلة عن المعمار في الحضارات السابقة للإسلام.
وفي أنحاء العالم اليوم الكثير من المساجد الأثرية الشهيرة التي تنوعت، فهناك المساجد الأموية في الشام والعباسية في العراق والأندلسية في الأندلس والفاطمية في الشمال الإفريقي ومصر، وفي إيران هناك المغولية والصفوية، ثم هناك مساجد الهند والمساجد العثمانية في تركيا.

وهذا الاختلاف في المظهر يزيد العمارة الإسلامية ثراءً وعمقًا، ولكنه لا يشمل اختلافًا في الجوهر، وقد راعى المعماريون في بناء المساجد الفخمة مسألة الصوت لتوصيل الخطبة إلى آلاف المصلين والضوء والتدفئة والتبريد كل ذلك بالوسائل الطبيعية.

المآذن:

تعتبر المآذن من أهم معالم المدينة الإسلامية، فهي تبدو وكأنها أذرع ممتدة بالدعاء والضراعة نحو السماء، ويتوج كل مئذنة في أعلاها قبة لها تاج وفوقها هلال كبير، ويحيط بوسطها عدد من الشرفات الدائرية لكل منها نوافذ يُطِلُّ منها المؤذن.

وبعض العواصم الإسلامية كالقاهرة ودمشق واسطنبول تسمى ذات الألف مئذنة، وترتفع المآذن في الآستانة إلى أكثر من سبعين متراً فوق المسجد، وتختلف المآذن في أشكالها وأنواعها حسب العصور والبلدان، فمنها المربع والمثمن والدائري، وكانت المآذن الأولى شبيهة بالمنارات الرومانية، وعندما أراد المعماريون المسلمون بناء مآذن أكثر ارتفاعا ابتكروا المئذنة المتحورة، التي تبدأ في القاعدة بأدوار مربعة ثم تعلوها أدوار مثمنة ثم يعلو ذلك الأسطوانة الدائرية.
ولا يتوقف ثبات المئذنة العالية على تطور الأدوار وتدرجها في الصغر فحسب، ولكن أيضا على استعمال الحلزوني الذي يربط قلب المئذنة بجسمها الخارجي، وبذلك تبدو المئذنة وكأنها حلزوني طويل مجوف ثابت الأركان رغم طوله.

ولا تقتصر وظيفة المئذنة على النداء للصلاة، فكثير من المآذن كانت تبنى كمنارة في البحر أو البر ولو لم يكن تحتها مسجد، ومن أهم وظائفها استعمالها كملاقف للهواء لتبريد الساحات السفلية تحتها، وبعض المساجد يشتمل على مئذنتين، وبعضها كالمساجد التركية يحتوي على أربعة مآذن.

وتزدان المئذنة بزخارف إسلامية جذابة تزينها الآيات القرآنية، كما أن بعضها كالمآذن الفارسية يحلى بالزليخ (القيشاني) الذي يبرق تحت أشعة الشمس.

وهناك مآذن ذات شهرة خاصة لانفرادها في التصميم المعماري، من ذلك مئذنة ابن طولون ذات السلم الحلزوني الخارجي، وقد بينت على طراز مئذنة (سُرَّ مَنْ رَأَى)، ومئذنة جامع الناصرية ذات الشعبتين، ومئذنة جامع ابن سنان في دمشق المكسية بالزخرف الزنجاري، والمئذنة المتحركة في أصفهان، وهي عبارة عن كتلة حجرية واحدة مجوفة من الداخل ويمكن لمن يصعد فيها أن يهزها في كل اتجاه دون أن تسقط بـه.. Ball and Socket.
ومئذنة مسجد اللقلاقة في سمرقند، وهي مئذنة متحركة تُرْبَط من أسفلها بمئذنة أخرى، فإذا حركت الأولى تحركت الثانية، وهكذا وجد المعماريون المسلمون في المآذن فرصة للإبداع الفني الذي يعبرون من خلاله عن مشاعرهم نحو عظمة الخالق وإبداعه في خلقه.

القصور والبيوت:

كان عرب الجاهلية وصدر الإسلام سكان خيام، وكانت بيوتهم تتسم بالبساطة والبدائية، ومع اتساع الفتوح والاستقرار في بلاد الخضرة والماء ومع الرخاء الزائد ابتدءوا في بناء القصور الفاخرة، وللبيت العربي عمارته المميزة وأقسامه الثابتة رغم اختلاف العصور والبلدان، فإنه ينقسم في تأسيسه إلى ثلاثة أقسام رئيسية: قسم خارجي ويسمى (الحواصل)، وفيه مركز الحرس والسائس والخيل والعربات، وقسم أوسط ويتضمن القاعات المهمة للاستقبال والجلوس والطعام، والقسم الثالث وفيه غرف النوم وقاعات الحريم.

وأغلب البيوت العربية ذات واجهات صماء خالية من النوافذ الخارجية، بحيث لا يتبين المُشاهد روعة العمارة والزخرف إلا بعد أن يدخل صحن البيت، حيث تواجهه ساحة مفتوحة للسماء تتوسطها فسقية كبيرة يتدفق إليها الماء من نوافير على أشكال حيوانية، ويحيط بالبِرْكة أشجار الليمون والبرتقال والفل والياسمين بعطورها الفواحة، ويحيط بهذه الساحة غرف البيت من كل جانب، وغالبا ما تكون من دورين أو ثلاثة أدوار، وترتفع جدران الغرف إلى أكثر من خمسة أمتار.

وتطل الغرف على الساحة من خلال مشربيات من الخشب المزخرف المطعم بالعاج، ولها نوافذ تسمى بالشمسيات والقمريات، وقد بلغ عدد الغرف في بعض قصور بني أمية ما يزيد عن الثلاثمائة غرفة، وأهم غرف القصر هو الإيوان، ويبلغ ارتفاعه ضعفي ارتفاع الغرف العادية وفي سقفه قبة دائرية، وفي كل قصر أيضا قاعات صيفية في الجهة الشمالية تُبرَّد بالنوافير المائية وملاقف الهواء.

وقد وجد في هذه القصور ملاعب وساحات ومخازن تسمى بالخزائن، منها خزائن الكتب، وكان في قصور الفاطميين أربعون غرفة، ثم خزائن الكسوات الصيفية، وخزائن الجواهر والطيب، ثم خزائن الأشربة - أي الأدوية.

وكانت القصور تزخر بالفن المعماري والزخرف الإسلامي الذي يشمل الأرض والحوائط والسقوف، وتحلَّى بآيات قرآنية تزين جدران البيت من الداخل والخارج، وأغلبها يُذَكِّر أصحابه بالتواضع لله والشكر له على نعمائه.

مرافق الخدمات العامة:

عملا بأوامر الإسلام التي تحث على إيصال الخدمة العامة وتيسيرها للرعية، والمساواة بين الغني والفقير في حق الرعاية، فقد اهتم الحكام المسلمون بمؤسسات الخدمة العامة اهتماما كبيرا وخاصة المستشفيات والاستراحات والمطاعم الشعبية والحمامات الشعبية، فكانت تلك المرافق أشبه بقصور الأثرياء من حيث الفخامة المعمارية والزخرف الإسلامي.

وقد بنى الخلفاء الاستراحات الفاخرة لحجاج بيت الله على طول الطريق من أي بلد إسلامي حتى مكة، وفي الاستراحة مطعم شعبي بالمجان وحمام وغرف للمبيت، وكان بعض الخلفاء مثل هارون الرشيد يتخفى في زي تاجر ويأكل مع الشعب في المطعم ليرى نوع الخدمة بنفسه.

وتتجلى التقنية الإسلامية في الحمامات، فالمسلمون أول من أنشأ في مدينتهم شبكة مياه في مواسير من المعدن توصل الماء بانتظام إلى الحمامات الشعبية وإلى البيوت، وفي الحمامات غرف للبخار (السونا)، وغرف للعلاج الطبيعي (التدليك).

الرباطات والقلاع والحصون:

من الأشياء اللافتة للنظر أن المسلمين لم يهتموا كثيرا بعمارة القلاع التي استولوا عليها من الرومان في الشام ومصر وإفريقيا، ولم يهتم المسلمون بسكناها أو تعميرها، والسبب في ذلك أن المسلمين لم يكونوا في البلاد المفتوحة كغزاة أو مستعمرين أو حكام غرباء حتى يتحصنوا من أهلها، وتحضرنا هنا كلمة للخليفة عمر بن عبد العزيز عندما طلب أحد الولاة منه أن يبني حصنا في الولاية لحمايتها فقال له: "حصنها بالعدل، وكفي بالعدل حصنا".

من الأشياء اللافتة للنظر أن المسلمين لم يهتموا كثيرا بعمارة القلاع التي استولوا عليها من الرومان في الشام ومصر وإفريقيا، ولم يهتم المسلمون بسكناها أو تعميرها، والسبب في ذلك أن المسلمين لم يكونوا في البلاد المفتوحة كغزاة أو مستعمرين أو حكام غرباء حتى يتحصنوا من أهلها، وتحضرنا هنا كلمة للخليفة عمر بن عبد العزيز عندما طلب أحد الولاة منه أن يبني حصنا في الولاية لحمايتها فقال له: "حصنها بالعدل، وكفي بالعدل حصنا".

في هذا السياق سوف نتطرق إلى مراحل تطور فن العمارة الإسلامية في مصر، كمثال يمثل العمارة الإسلامية عبر العصور، ونبين خصائص كل عصر على حدة:

عصر الخلفاء الراشدين وما قبل العصر الطولوني:

عدا الزمن في هذه الحقبة على آثار مصر، فعبثت يد الدهر بالفسطاط - أولى مدن المسلمين بمصر - فتركتها أطلالا، كما حدث ذلك في مدينة العسكر التي أسسها العباسيون سنة (133هـ/750 م)، وقد امتدت إلى جامع عمرو بن العاص يد التغيير والتوسيع حتى فقد كل معالمه الأولى ولم يبقَ إلا المكان الذي أُنشيءَ عليه، غير أنه قد حدث به ظاهرتان معماريتان على جانب عظيم من الأهمية:

الأولى: هي الصوامع الأربع التي أمر معاوية رضي الله عنه - أول خلفاء بني أمية - واليه على مصر (مسلمة بن مخلد) بإنشائها بأركان الجامع سنة (53 هـ/672 - 673م) على نمط الأبراج التي كانت بأركان المعبد القديم بدمشق، وكانت هذه الصوامع - في الواقع - نواة للمآذن التي أُنشئت بمصر بعد ذلك، والتي نرى الكثير منها الآن وقد تطورت تصميماتها وتنوعت أشكالها.

والظاهرة الثانية: هي المحراب المجوف الذي أحدثه به قرة بن شريك - والى مصر من قِبَلِ الوليد بن عبد الملك - في سنة (93هـ/712م) مقتديا في ذلك بالمحراب المجوف الذي أحدثه عمر بن عبد العزيز بمسجد المدينة في سنة (88هـ/706 - 707م).

العصر الطولوني 254-292هـ/ 868-905م:

أسس أحمد بن طولون الدولة الطولونية بمصر سنة (254هـ/ 868م) بعد أن قضى زهرة شبابه في (سامراء) قريبا من موالد الفن العباسي، وقد أبقى لنا الزمن فيما أبقى من آثار هذه الدولة ذلك الجامع العظيم الذي يعتبر بفرط اتساعه وبساطة تخطيطه وروعة بنائه وجمال زخارفه، مفخرة ذلك العصر.

وهو وإن كان قد استمد عناصر زخارفه من زخارف سامراء، واقتبس منارته الأولى من منارة جامعها على ما يظن، إلا إنه قد أخذ عن جامع عمرو - الذي جُدِّدَ سنة (212 هجرية) - نظام وشكل الشبابيك المفتوحة بأعلى واجهاتها الأربع..

ولم يدم حكم هذه الدولة لمصر طويلا؛ إذ سرعان ما استردت الخلافة العباسية مصر في سنة (292 هـ/905م) وانتقمت من الأسرة الطولونية، وأزالت كل معالمها، فركدت في مصر حركة الفنون والعمارة، حتى أننا لم نجد لها نهضة حينما استقل بها الأخاشدة من سنة (324 إلى سنة 358 هـ/935-969م).

العصر الفاطمي 358-567 هـ/ 969-1171م:

في أواخر أيام الدولة الإخشيدية كان الفاطميون يرنون بأبصارهم نحو مصر، يريدون أن يجعلوا منها مقرا لخلافة قوية فتية، ويأملون أن يكون لهم فيها شأن غير شأن العباسيين، وأن يتاح لمصر على أيديهم عهد حافل جديد، فما وافت سنة (358هـ/969م) حتى جاء جوهر الصقلي، قائد المعز لدين الله الفاطمي، رابع الخلفاء الفاطميين، وتم على يديه غزو مصر، واختط مدينة القاهرة، وأسس بها أول جامع لهم، وهو الجامع الأزهر.

وقد اقترن هذا العصر بعدة ظواهر معمارية، منها: استخدام الحجر المنحوت لأول مرة في واجهات المساجد بدل الطوب، ثم تزيين هذه الواجهات بالزخارف المنوعة المحفورة في الحجر، بعد أن كنا نشاهدها في جامع عمرو وجامع ابن طولون بسيطة عارية من الزخارف، وكانت القباب في ذلك العصر صغيرة وبسيطة، سواء من الداخل أو الخارج، وظهر تضليعها من الخارج لأول مرة في قبة السيدة عاتكة المنشأة في أوائل القرن السادس الهجري وأوائل الثاني عشر الميلادي.

وابتدأت أركان القبة تتطور نحو المقرنصات المتعددة الحطات، فبدأت بحطة واحدة، كما في جامع الحاكم، ثم بحطتين كما في قبة الشيخ يونس وقبتي الجعفري وعاتكة وغيرها، إلا أن فخر العمارة الفاطمية كان في الزخارف التي تستهوي النفوس بجمالها، وتنتزع الإعجاب بها، وبلغت الكتابة الكوفية المزخرفة والزخارف الجصية شأوا بعيدا في جمال عناصرها، وبديع تنسيقها، واختلاف تصميماتها، وكانت تحتل الصدارة في المحاريب، وتحلي إطارات العقود والنوافذ.

ولم تكن الزخارف الجصية وحدها هي المجال الذي أظهر فيه الصانع المصرى عبقريته، بل كانت الزخارف المحفورة في الخشب آية من آيات الفن الفاطمي الرائعات، فالأبواب والمنابر والمحاريب المتنقلة، والروابط الخشبية بين العقود، وما فيها من دقة في الحفر وإبداع في الزخرف والكتابة، تدل على مبلغ ما وصلت إليه النجارة في عصر الفاطميين من عظمة وازدهار.

الدولة الأيوبية 567-648هـ/1171-1250م:

استولى الأيوبيون على مصر سنة (567هـ/1171م)، وأسسوا بها أسرة حاكمة، وكان عهدهم منذ اللحظة الأولى عهد حروب طاحنة مع الصليبيين، فوجهوا جُلَّ اهتمامهم - من أجل ذلك - إلى إقامة الأبنية الحربية، فبنوا القلعة وأكملوا أسوار القاهرة، وكان اشتغالهم بهذه الحروب سببا في ندرة الأبنية الدينية التي خَلَّفوها لنا، وكان من أهم أغراضهم القضاء على المذهب الشيعي - مذهب الفاطميين - فأنشأوا لهذا الغرض المدارس وخصصوها لتدريس المذاهب الأربعة، ولم يبقَ من هذه المدارس سوى بقايا المدرسة الكاملية المنشأة سنة (622هـ/1225م)، وكانت مؤلفة من إيوانين متقابلين، وبقايا المدرسة الصالحية التي أنشأها الصالح نجم الدين الأيوبي سنة (640هـ/1242م)، والتي كانت مخصصة لتعليم المذاهب الأربعة، إلا أنها لم تكن ذات التخطيط المتعامد، بل كانت في الواقع عبارة عن مدرستين يشتمل كل منهما على إيوانين متقابلين أيضا.

وفي عصر الأيوبيين ابتدأ ظهور القباب الكبيرة، كما ابتدأ تطور المقرنصات في أركانها وتعدد حطاتها، ولم يُبقِ لنا الزمن سوى منارتين كاملتين من منارات ذلك العصر، وهما: منارة المدارس الصالحية، ومنارة زاوية الهنود، اللتان تعتبران نموذجين لطراز المآذن المنشأة في أواخر القرن السابع وأوائل القرن الثامن الهجري - أواخر القرن الثالث عشر وأوائل القرن الرابع عشر الميلادي.

وفي هذا العصر استمر ازدهار الزخارف الجصية ومثلها النجارة الدقيقة، وظهرت الكتابة النسخية، وسارت جنبا لجنب مع الكتابة الكوفية.

عصر المماليك 648-923هـ/1250-1517م:

عندما ولي الملك الصالح نجم الدين الأيوبي الحكم في أواخر الدولة الأيوبية أكثر من شراء المماليك الأتراك، وأسكنهم قلعة الروضة التي أنشأها بجزيرة الروضة سنة 638 هجرية، ولذلك سموا بالمماليك البحرية، وقربهم إليه وولاهم المناصب الكبيرة، ووصلوا إلى مرتبة الأمراء فعظم شأنهم وقوي نفوذهم، فما وافت سنة (648هـ/1250م) حتى ولي أحدهم - عز الدين أيبك التركمانى - مُلْكَ مصر.

ومنذ ذلك التاريخ بدأ حكم المماليك لمصر، واستمر إلى سنة (923هـ/1517م) أي 275 سنة، قضى منها المماليك البحرية 136 سنة من (648 إلى 784هـ/1250-1382م)، وأعقبهم المماليك الجراكسة الذين حكموا من سنة (784 إلى سنة 923هـ/1382-1517م) أي 139 سنة.

في هذا العصر الذي طال عهداه، تنافس سلاطين المماليك في إنشاء الجوامع والمدارس، وإقامة الأضرحة والأسبلة وبناء القصور والوكالات، وتجلت عظمة العصر المملوكي فيما أبدعوه من روائع المنشآت التي تبدو للناظر شامخة في غير تبرج، وتزهو بنفسها في غير خيلاء، في جمال غير متكلف يستثير إعجاب كل من يراه وينتزع ثناءه انتزاعا.

وفي هذا العصر استقر فن العمارة المصري، وأصبح ذا طابع خاص به له مقوماته وتقاليده، يتوارثها المعماريون والفنيون، تظهر واضحة في تخطيط المساجد وتصميم الواجهات، وفي المداخل الشاهقة بمقرنصاتها الجميلة، وتمشى مع هذا الاستقرار رقي دائم في صناعة الجص، وتنوع في زخارفه، يثبت ذلك ما نشاهده في أبنية النصف الثاني من القرن السابع الهجري - القرن الثالث عشر الميلادي - إلا أن الرخام انتزع من الجص مركز الصدارة، فصارت المحاريب وأسفال الجدارن الداخلية مكتسية بالرخام المتعدد الألوان، متفرد بتصميمات بديعة، يزيد في بهائها دقة الصناعة وتجانس الألوان.

وتبع كل ذلك تطور في أشغال النجارة وإبداع في تكوين زخارفها، فسارت أعمال التطعيم بالسن والآبنوس والزرنشان جنبا لجنب مع الأويمة الدقيقة في المنابر والأبواب والشبابيك، وخَطَتْ أعمال الخراطة خطوات واسعة كما تنوعت تصميمات الأسقف الخشبية، وزاد في روعتها ما حوته من نقوش جميلة مموهة بالذهب، هذا وتتجلى دقة صناعة التعدين في الأبواب المصفحة بالنحاس؛ فتظهر فيها براعة الحفر والتفريغ في النحاس إلى دقة التكفيت فيه.

وللعصر المملوكي أن يزهو على غيره من العصور بقبابه ومآذنه، فقد أخذت القباب تُبْنى بالحجر بدلا من الطوب، وأصبحت قواعدها تأخذ أشكالا مختلفة، كما ظهر القاشاني مُغلفًا ببعض رقابها، أما أسطحها الخارجية فقد تدرجت زخرفتها من تضليع إلى خطوط متعرجة ودالات متداخلة، ثم بلغت في عصر المماليك الجراكسة شأوًا عظيما، فازدانت بأشكال هندسية وأخرى زخرفية.

وسايرت المنارات القباب فنراها تعلو في الفضاء في تيهٍ وإعجاب، تطل على ما حولها في رشاقة ودلال، يسترعي الانتباه طابعها الخاص - وإن كان بعضها قد خرج عنه - ويبهر الرائي رونقها وزخرفها، فالبعض كُسِيَتْ خوذته العليا بالقاشاني كما في خانقاه بيبرس الجاشنكير وجامع الناصر محمد بالقلعة، والبعض الآخر حليت دورته الوسطى بتلابيس من الرخام كما يشاهد في منارة مسجد برقوق ومنارة مسجد القاضي يحيى، هذا وقد تنوعت زخارفها وكثرت في أواخر عصر المماليك الجراكسة.

وأنشئت في العصر المملوكي المدارس ذات التخطيط المتعامد، التي تتكون من صحن مكشوف تحيط به أربعة إيوانات متقابلة، وألحق بها أضرحة لمنشئيها، كما ألحق ببعضها الأسبلة والكتاتيب، وفي أواخر عصر المماليك الجراكسة، أخذت هذه المدارس تبنى بأحجام صغيرة بالنسبة لمثيلاتها المنشأة في عصر المماليك البحرية، وصارت أصحنها تغطى بأسقف خشبية بولغ في نقشها وزخرفتها، وقد أنشئت هذه المدارس في الأصل لتكون أماكن تدرس فيها المذاهب الإسلامية إلى جانب إقامة الشعائر الدينية، فكانت بذلك تجمع بين الغرضين، أما الآن فهي مستعملة كمساجد فقط لا يدرس فيها

بعد هذا العرض السابق، وبعد ظهور ما يمكن أن نسميه: نهضة عمرانية إسلامية خالصة، حيث بناء المدن الحديثة والمتكاملة، وحيث إنشاء المساجد والقصور، والبيمارستانات (المستشفيات) والمدارس وخزانات المياه.. فقد كانت هناك إضافات أخرى للعمارة الإسلامية، تمثلت في الوصول إلى استحداث عناصر وتقنيات ونظم لم تكن معروفة من قبل، وذلك مثل أشكال العقود والتيجان والقباب والمحاريب والمنارات والمآذن وغيرها، وفيما يلي سوف نتعرض لعدد من تقنيات العمارة الإسلامية للوقوف على أهميتها، والتعرف على إسهامات المسلمين في استحداثها وتطويرها

تقنية الصوتيات المعمارية:

يدين علم الصوتيات Acoustics بنشأته وإرساء أصوله المنهجية السليمة لعلماء المسلمين في عصر النهضة الإسلامية، وقد أفادوا من تطبيقاته في مجالات حيوية مختلفة، من بينها تطوير تقنية الهندسة الصوتية، واستخدامها فيما يعرف الآن باسم "تقنية الصوتيات المعمارية" فقد عرفوا أن الصوت ينعكس عن السطوح المقعرة ويتجمع في بؤرة محددة، شأنه في ذلك شأن الضوء الذي ينعكس عن سطح مرآة مقعرة.

وإذا أُجرِيَ حسابٌ دقيقٌ لهندسة السطوح المقعرة فإنه يصبح بالإمكان تسليط الأمواج الصوتية المنعكسة، وتركيزها في اتجاهات معينة بحيث تزيد من وضوح الصوت وشدته، أما إذا لم تراع الحسابات الدقيقة لأماكن السطوح المقعرة وأبعادها بالنسبة لأماكن إصدار الصوت واستقباله، فإنه ينتج عن ذلك "تشويش" لدى السامع.

وقد استخدم التقنيون المسلمون خاصية تركيز الصوت Focusing of sound في أغراض البناء والعمارة، وخاصة في المساجد الجامعة الكبيرة لنقل وتقوية صوت الخطيب والإمام في أيام الجمعة والأعياد، ومثال ذلك: مسجد أصفهان القديم، ومسجد العادلية في حلب، وبعض مساجد بغداد القديمة، حيث كان يصمم سقف المسجد وجدرانه على شكل سطوح مقعرة موزعة في زوايا المسجد وأركانه بطريقة دقيقة تضمن توزيع الصوت بانتظام على جميع الأرجاء.

وإن هذه المآثر الإسلامية الباقية حتى اليوم لخير شاهد على ريادة علماء الحضارة الإسلامية في تقنية الصوتيات الهندسية المعمارية، وذلك قبل أن يبدأ العالم المعروف "والاس ك سابين" حوالي عام 1900م في دراسة أسباب سوء الصفات الصوتية لقاعة محاضرات في جامعة "هارفارد" الأمريكية، وتتبع سلوك الخواص الصوتية للقاعات وحجرات غرف الموسيقى.

ولكي نقف على مدى أهمية تطوير المسلمين لتقنية الصوتيات المعمارية تكفي الإشارة إلى أن خاصية تركيز الصوت التي لفتوا الأنظار إلى فوائدها التطبيقية تستخدم في الحضارة المعاصرة كجزء أساسي من هندسة الصوتيات المعمارية، حيث تزود المسارح وقاعات الاحتفال الكبيرة بجدران خلفية مقعرة تعمل على ارتداد الصوت وزيادة وضوحه، ويمكن تحسين الحالة الصوتية في القاعات باستخدام ألواح من مواد ماصة للطاقة الصوتية مثل "الفلين" و "الجبس" ونسيج "الألياف الزجاجية" Fiber glass، وتوضع هذه الألواح في أماكن معينة على السقف والجدران بغرض تقليل دوي الصوت أو التخلص منه.

تقنية العقود والقباب:

تؤكد المراجع والدراسات التاريخية في مجال العمارة الإسلامية أن أول ما ظهر من عناصر وأشكال التقنيات الهندسية المعمارية عند المسلمين هو "العقد المنفوخ" الذي استخدم في المسجد الأموي بدمشق عام (87هـ / 706م)، وعمم استخدامه بعد ذلك بحيث أصبح عنصرا مميزا للعمارة الإسلامية، وخاصة في بلاد المغرب والأندلس، ثم اقتبسه البناة الأوربيون وأكثروا من استخدامه في بناء كنائسهم وأديرتهم.

كذلك طور المسلمون تقنية "العقود ثلاثية الفتحات"، والتي كان مصدرها فكرة هندسية بحتة قائمة على القسمة الحسابية، وهو ما استدل عليه الباحثون من رسم باق على جدار في أطلال مدينة "الزهراء" وانتشر استعمال هذا النوع من العقود في الكنائس الأسبانية والفرنسية والإيطالية.

وهناك أيضا تقنية العقود المفصصة، أو المقصوصة، وهي عقود قُصَّت حوافها الداخلية على هيئة سلسلة من أنصاف دوائر، أو على هيئة عقد من أنصاف فصوص، ولعل هذا العقد المفصص قد اشتق من شكل حافة المحارة، غير أنه اتخذ من العمارة الإسلامية المظهر الهندسي البحت، وأصبح فيها ابتكارا ظهر أول ما ظهر فيما تبقى من الآثار في أوائل القرن الثاني الهجري (الثامن الميلادي)، واتضحت معالمه الهندسية كاملة في بناء قبة المسجد الجامع بالقيروان في سنة (221هـ / 836م).

واحتفظ العقد المفصص بمظهره الهندسي في تطوره بعد ذلك بالرغم من تعدد أشكاله، ثم تشابكت العقود المفصصة في القرون التالية، وازداد عدد الفصوص، وتصاغرت وتداخلت فيها زهيرات ووريدات، وأصبح شكلها زخرفيا جذابا حليت به المآذن والمحاريب.

ومن المغرب والأندلس اشتقت العمارة المسيحية في أوربا أشكال العقود المفصصة لتزيين واجهات الكنائس، وظهرت فيها بمظهرين: المظهر الأول هندسي بحت، أي أن العقد يتكون من سلسلة من أنصاف دوائر، والمظهر الثاني نباتي، أي أن العقد يتكون من التفاف غصن في أنصاف دوائر تتتهي كل منها بزهيرة أو وريدة.

وإلى جانب هذه الأنواع من العقود ظهرت في العمارة الإسلامية أشكال أخرى منها: العقود المدببة والصماء والمنفرجة، وقد انتشر استخدامها في بلاد المشرق والمغرب على السواء، وتوجد أمثلة منها في العمارة الأوربية، فعلى سبيل المثال: انتقل العقد المنفرج إلى العمارة الإنجليزية، وعَمَّ استعماله في القرن السادس عشر الميلادي باسم "العقد التيودوري" Tudor arch بينما سبقت العمارة الإسلامية إلى استخدامه قبل ذلك بخمسة قرون في مساجد: الجيوشي والأقمر والأزهر بالقاهرة.

ولا تختلف أمثلة العقد التيودوري في إنجلترا مظهرا وعنصرا عن أمثلة العقود المنفرجة في القاهرة، وإن كانت أعمدتها هنالك رفيعة وأكثر طولا، وهذا أمر طبيعي أملاه التطور التقني في غضون خمسة قرون.

أما تقنية القباب فقد تطورت كثيرا في العمارة الإسلامية، واتخذ تصميمها الهندسي أشكالا مختلفة في قبة المحراب الجامع بالقيروان، ومسجد الزيتونة بتونس، والمسجد الجامع بقرطبة، وقد ظهرت آثار هذا التطور بوضوح في العمارة الأوربية خلال القرنين الحادي عشر والثاني عشر الميلاديين.

ويهتم الباحثون المعاصرون بدراسة الأساس العلمي للتصميمات الهندسية التي قامت عليها تقنية العقود والقباب بأشكالها المختلفة وزخارفها المتنوعة؛ وذلك لإظهار قيمتها الجمالية الفائقة من جهة، ولإرشاد المعنيين برعاية الآثار قبل الشروع في أعمال الترميم والصيانة وإعادة البناء والتركيب والزخرفة من جهة أخرى.

تقنية الزخارف المعمارية:

اتخذت هذه التقنية خصائص مميزة كان لها عظيم الأثر في إبراز المظهر الحضاري لنهضة المسلمين، وازدهرت بدرجة عالية سواء من حيث تصميمها وإخراجها، أو من حيث موضوعاتها وأساليبها، واستخدم التقنيون المسلمون خطوطا زخرفية رائعة المظهر والتكوين، وجعلوا من المجموعات الزخرفية نماذج انطلق فيها خيالهم إلى غير النهائي والتكرار والتجدد والتناوب والتشابك، وابتكروا المضلعات النجمية وأشكال التوريق، وأشكال التوشيح العربي الذي أطلق عليه الأوربيون "الأرابيسك" Arabesque ولا يزال هذا النسق العربي في الزخرفة يحظى بالاهتمام في بلدان عديدة منذ ظهر لأول مرة في الزخرفة الفاطمية، وفي مسجد الأزهر، في منتصف القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي).

وقد حذق أهل تقنية الزخارف المعمارية الإسلامية صنعة النحت المسطح والغائر على الخشب أو الحجارة أو الرخام، ومهروا في استخدام المواد الملونة، وإجادة النقوش، واحتل الخط الكوفي مكانة ممتازة بين الموضوعات والعناصر الزخرفية العربية.

واقتبس الأوربيون من كل ذلك ما تشهد به تيجان الأعمدة في كنائسهم أو عقود بواباتها، ولعل من أكثر الآثار الأوربية تعبيرا عن التأثيرات الإسلامية في العمارة والزخرفة المعمارية تلك المجموعة من الكنائس التي بنيت في مدينة "البوي" في وسط فرنسا في الربع الأول من القرن الثاني عشر الميلادي، فقد تجمعت في هذه المباني أمثلة عديدة من العقود المنفوخة والمفصصة وثلاثية الفتحات، لا تختلف عن نظائرها في العمارة الأندلسية، وظهر على واجهات هذه المباني وعقودها تناوب الألوان منظما بالشكل الذي يبدو عليه تماما في قبة مسجد الزيتونة بتونس، وفي عقود مسجد قرطبة.

وانتشرت في تلك الآثار مجموعة من التيجان الحجرية المنحوتة بالنحت الغائر على غرار منحوتات مدينة الزهراء، واتخذت هذه التيجان شكلا فريدا ظهر أول ما ظهر في مسجد قرطبة، ونجد فوق هذا كله خاتم العروبة والإسلام مطبوعا على إحدى بوابات كاتدرائية "البوي" ينطق بعبارة عربية مقروءة واضحة المعنى هي: "الملك لله".

ومن الجدير بالذكر أن جماليات العمارة الهندسية الإسلامية امتدت لتشمل القناطر المائية والجسور والقنوات، وكانت تقنياتها رائعة التخطيط والتنفيذ، تعطي الماء المار في القنوات والأنهار بُعدًا جماليا إضافيا عند المشاهدة.

وهذا يعنى أن العمارة الإسلامية وتقنياتها الهندسية والجمالية كانت مظاهر طبيعية لعصور الازدهار في حضارة الإسلام، أو امتدادا طبيعيا لهذه الحضارة العريقة، فعن علاقة الحضارة بالعمران يقول ابن خلدون في مقدمته: "إن الدولة والملك للعمران بمنزلة الصورة للمادة، وهو الشكل الحافظ لوجودها، وانفكاك أحدهما عن الآخر غير ممكن على ما قُرِّرَ في الحكمة، فالدولة دون العمران لا يمكن تصورها، والعمران دونها متعذر، فاختلال أحدهما يستلزم اختلال الآخر، كما أن عدم أحدهما يؤثر في عدم الآخر.

أثر عمارة المسلمين في الحضارة الغربية
في هذا الموضع بالذات يحضرنا ذلك الحدث الذي يحكي أن إمبراطور الرومان (إليون) عندما سمع أن المسلمين قد بنوا مسجدا في دمشق يعتبر أكبر معجزة معمارية في عصره لم يصدق ذلك، وشكل بعثة من المهندسين والمعماريين الرومان وقال لهم: "إن المسلمين قد غلبونا في حروب البر.. ثم غلبونا في حروب البحر، ولكن أن يستطيع رعاة الغنم وسكان الخيام أن يغلبونا في فن العمارة فهذا مالا أصدق به أبد.. فاذهبوا إلى دمشق وزوروا المسجد الأموي وأخبروني بحقيقة الأمر..!!"

وتقول الرواية: إن المعماريين الرومان عندما شاهدوا الرسوم التي وضعها المسلمون للمسجد لم يصدقوا أن هذه يمكن تنفيذها، فلما زاروا المسجد وقفوا عليه في ذهول أمام روعة الفن والعمارة.. وشهق رئيس المعماريين شهقة عالية كادت تصعد معها روحه، وتقول الروايات الإسلامية: إن هذا المسجد قد اعتُبِر في عصره المعجزة الخامسة؛ لأن المعجزات التي كانت معروفة في ذلك التاريخ والتي من صنع الإنسان كانت أربعة، وقد وضع حجر الأساس لهذا المسجد الخليفة الوليد بن عبد الملك سنة 86 هـ واستغرق البناء عشرين عاما في عهد أخيه سليمان ثم عمر بن عبد العزيز

وهذه القصة تعطي فكرة عما وصل إليه المسلمون في ذلك العصر المبكر من تاريخهم في فن العمارة، وكغيرها من بقية العلوم التطبيقية الأخرى فإن العمارة الإسلامية كان لها بالغ الأثر في الحضارة الغربية الحديثة، وقد تبدّى هذا الأثر أولا في أسباني، ثم انتقل منها إلى فرنس، ثم إلى سائر بلاد أوروبا، وبدأ هذا الأثر خصوصاً بعد أن احتل الأسبان طليطلة سنة 1085م، واستمر ينمو ويزداد كلما توغَّل الأسبان في عملية الاسترداد حتى أواخر القرن الخامس عشر.
وهنا ينقسم التأثير إلى قسمين: قسم يكاد يكون عربياً خالصاً، وهو الفن المدجَّن أو المعمار الذي قام بتشييده المدجنون، وهم العرب المسلمون الذين بقوا في البلاد التي استعادها الأسبان، وكان منهم بناءون مهرة استعان بهم حكام المقاطعات الأسبانية في تشييد الأبواب الكبرى للمدائن وفي تشييد القصور والكنائس والأديرة والقناطر وسائر أنواع المعمار.

والقسم الثاني: وهو الذي يعنينا خصوصاً هنا: التأثيرات الإسلامية في معمار ظل طابعه العام أوروبياً، وهو المعمار المعروف بالرومان.

وينقسم التأثير بدوره إلى قسمين: تأثير في التصميم المعماري، وتأثير في التزويق أو الزخرفة المعمارية، وإلى القسم الأول يرجع ظهور الأقبية ذوات التنوءات، والأبراج المستقلة ذوات القواعد المربعة أو على شكل مآذن، وإلى التأثير في الزخرفة يرجع استعمال الأقواس التي على شكل نعل الفرس، والأقواس ذوات الفصوص، والإطارات المستطيلة المحيطة بالأقواس، والحوامل البارزة ذوات التقاطيع، والفصوص المجوفة، والوحدات الزخرفية المستلهمة من فن الكتابة الكوفية.

وسرعان ما انتقلت هذه التأثيرات من المعمار الروماني الطراز في أسبانيا، إلى المعمار الروماني في فرنسا عن نفس الطريق الذي انتقلت به الموسيقى - أعني الوافدين من فرنسا إلى شنت يعقوب في شمال أسبانيا، ثم بحكم التجاور بين بلاد البشكونس "الباسك" في أسبانيا وفرنسا، وكذلك عن طريق الكنائس الكلونية.

والقوس المفصصة نجدها تنتشر في المعمار في غرب فرنسا، وتمتد حتى إقليم البورجوني، بفضل تأثير المعمار الذي أنشأه دير كلوني، وكانت هذه القوس أحياناً من ثلاثة فصوص، وأحياناً أخرى من أربعة، لكن لما كان انتقال هذا التأثير قد تم عن طريق المشاهدة، لا عن طريق البنائين أنفسهم، فإن رسم الأقواس المفصصة لم يكن بنفس الدقة والمهارة اللتين نجدهما في الأقواس المعمارية الإسلامية.

والإطار المستطيل المحيط بالأقواس نجده في إقليم البورجوني بفرنسا، خصوصاً في Cluny وشارلييه Charlieu وباريه لومونيال، ونرى أثر هذا الإطار المستطيل المحيط بالأقواس في غسقونية وبواتو، إذ نجد بوابات تنتشر فيها الزخرفة من الزوايا التي يحيط بها المستطيل. ثم إن المفاتيح المتبادلة المثناة اللون التي نجدها في الفن الروماني إنما ترجع في أصولها إلى المعمار الإسلامي، كما يتمثل خصوصاً في مسجد قرطبة.

هذا فيما يتصل بتصميم المعمار، أما في الزخرفة فالتأثير أقوى بكثير، وعلى رأسها الزخرفة الكوفية بجلال خطوطها وأناقتها؛ إن الخط الكوفي هو باعتراف كبار مؤرخي الفن أجمل خط عرفه الإنسان، لهذا كان تأثيره على الفنانين الأوروبيين عميقاً كل العمق، ومن ثم سرعان ما قَلَّدوه، ومن هنا نجد زخرفاتٍ كوفية في أبواب وواجهات كثير من الكنائس في أوروبا في العصر الوسيط، بل وأيضاً نجدها في زخرفة الأثاثات "الموبيليات" وخصوصاً في باب كنيسة بوي، وكانت العاصمة القديمة لمقاطعة فيليه بحوض اللوار الأعلى في غربي فرنسا، وكذلك في واجهات كثير من الكنائس الرومانية في غربي فرنسا، والغريب أننا نجد في هذه النقوش تحميدات إسلامية، نقلها الفنان الأوروبي المسيحي دون أن يتبين معناها!! وأحياناً أخرى نجد الفنان الأوروبي قد عبث بالحروف حتى أصبح من غير الممكن قراءتها لأنه لم يكن يفهم معناها، وكان يشكل فيها على هواه.

أما الحوامل البارزة ذوات التقاطيعModillons a copeaux وهي التي نجدها خصوصاً في جامع قرطبة الكبير، فإننا نعثر عليها في كثير من الأبنية ذات الطراز الروماني، وبخاصة في مقاطعة أوفرن في قلب فرنسا، لكن سرعان ما تطور بها الفنان الأوروبي وحورها تحويرات كثيراً ما باعدت بينها وبين أصلها في الفن الإسلامي الأندلسي.

والأقبية ذوات النواتيء - وقد انتشرت خصوصاً في قرطبة - نجدها في الكنائس الرومانية والكنائس القوطية في شمال أسبانيا، كما في كنيسة طوريس دل ريو وكنيسة سان ميان في أشقوبية، ومن الآراء التي لها وجاهتها القول بأن القبو ذا النتوء الذي انتشر في المعمار الأموي في الأندلس، قد أسهم في اختراع متقاطع الأوجيف، الشهير في الفن القوطي La Croisee d'ogives، لما هناك من صلة واضحة بين الأقبية ذوات النواتئ وبين متقاطع الأوجيف.

كذلك نجد أثر المعمار الإسلامي في تعدد ألوان الواجهات في بعض الكنائس، وخاصة في إقليم الأوفرن، وكان المعمار الإسلامي في قرطبة مولعاً بهذا اللون، خصوصاً عن طريق استخدام الأحجار والآجُر معاً في البناء، ونجده أيضاً في بعض تيجان الأعمدة الرومانية التي تختلف كثيراً عن الطراز الشائع، وهي في الواقع من تأثير الفن الأموي الأندلسي، كما هو مشاهد في بعض تيجان الأعمدة في سان جييم ودير سان خوان دي دويرو في سوريا بأسباني، وسان بدرو في الروضة بجنوب أسبانيا.

لقد أُثبِتَ تأثيرُ العمارة الإسلامية في العمارة والزخرفة الأوروبية وحتى في الخط الأوروبي، فالخط الكوفي كان له تأثير على الخطوط الأوروبية، وكذلك كان لشكل المئذنة تأثيره في شكل الأجراس في الكاتدرائيات الأوروبية، وهذا أثبته بعض الأوروبيين أنفسهم الذين أثبتوا وجود تأثيرات فنية ومعمارية إسلامية على الفن الأوروبي، بل إن الفن القوطي الأوروبي أساسه العقد المدبب في الفن الإسلامي الذي أُخِذَ عن الأقبية والقباب المروحية في الأندلس؛ فالتأثيرات الإسلامية موجودة حتى في المسكوكات الأوروبية والتصوير، فالفن التيموري له أثره في الفن القوطي الدولي، بل إن فن عصر النهضة الأوروبية نفسه كان متأثرا بالروح الإسلامية، فبعض رواد عصر النهضة الأوروبية نشأوا في بيئات إسلامية، مثل: نيقولا بيزانو الذي عاش في أواخر القرن الثالث عشر وأوائل القرن الرابع عشر الميلادي، وهو رائد فن النهضة الأوروبية، نشأ في بيئة إسلامية في مدينة بوليا وكانت جزءًا من مملكة صقلية وهي بيئة إسلامية.

والأوروبيون أنفسهم لا ينكرون أن فن النهضة تأثر بالحضارة الإسلامية خاصة من الناحية العلمية والأدبية، لكنهم لم يكونوا يتناولون التأثير الفني رغم أن النهضة الأوروبية أساسها فني وقامت بفضل الفنانين الكبار مثل: ليوناردو دافنشي ومايكل أنجلو وروفائيل سانزيو وغيرهم.

معماريو المسلمين

كان المعماري في الإسلام يطلق عليه المهندس أو الحاسب، أما رئيس المعماريين فيلقب بالأستاذ أو الشيخ أو المعلم تقديراً واحتراما، وكان المعماريون كالأطباء يدرسون في الجامعات مثل جامعة (بيت الحكمة) التي أنشئت في بغداد سنة 830م أما مواد الدراسة فتشمل: الرياضيات والحساب والجبر وعلم الحيل (أي الميكانيكا) والرسم إلى جانب العمارة والهندسة، هذا إلى جانب العلوم الطبيعية كالفلك والطبيعة والعلوم النظرية كالدين والحكمة..

وهذا الإلمام الشامل بالعلم قد ظهر أثره واضحا في المباني والآثار الخالدة التي طبقوا فيها الكثير من العلوم كالضوء والتهوية، وكان المعماري يضع تصميما للمبنى على لوحة من الجلد.. وبعد اكتشاف الورق استعملوا ورقا هندسيا عليه مربعات، وهذه طائفة من أبرز معماري المسلمين:

ابن الهيثم:

من أعظم المعماريين المسلمين عالم الفلك والبصريات ابن الهيثم، الذي كان أول من وضع فكرة السد العالي على النيل في أسوان سنة 1000م، وقد كلفه الخليفة الحاكم بأمر الله الفاطمي بتنفيذه، ووضع تحت أمره السفن وفريقا من المهندسين والفنيين وذهب إلى الموقع الذي اقترحه على النيل حيث أمضى شهوراً في دراسات على الطبيعة، ولكنه وجد أن مثل هذا السد الهائل يحتاج إلى إمكانيات تفوق تكنولوجيا وإمكانيات عصره فعدل عن تنفيذها، ثم نفذت سنة 1961 م أي بعده بتسعة قرون (7).

سنان باشا:

وُلِدَ المعماري سنان باشا في عام 1489م في إحدى قرى الأناضول التركي من عائلة مسيحية، ولأن طموحه كان عاليا جدا فقد التحق بالجيش العثماني، ليحصل على فرصة للتعليم والحصول على وظيفة كبيرة في الدولة، وشارك في الغزوات الحربية التي قام بها السلطان بايزيد الثاني، وتدرّج في عدة وظائف عسكرية خلال حكم السلطان سليم الأول (1512-1520م)، وقد توفي في عام 1580م.

ويُعد سنان باشا أبرز وأشهر البنائين المسلمين في القرن السادس عشر الميلادي، سواء في الدولة العثمانية أو على مستوى العالم الإسلامي؛ فقد تميّزت أعماله البنائية والمعمارية بالكثرة والقوة والمتانة والضخامة المصحوبة أيضا بمظاهر من الجمال والرّوعة، ومن ثم فقد أطلق عليه الأتراك لقب "أبو العمارة التركية".

ولقد كان من أهم أعماله المعمارية جوامع: الفاتح، ونور عثمانية، وشَهرزاده (إستانبول)، والسليمية (أدرنة)، وجامع خسرويه /1545م-953هـ (مدينة حلب السورية).. وقد نالت هذه الأعمال الثناء الكبير والمديح العظيم من الناس وخاصة المتخصصين في فن العمارة والبناء.

وإن مجموعة السليمانية لتعد أبرز أعماله المعمارية على الإطلاق، والتي كانت تشمل - بالإضافة إلى المسجد - دارًا لتعليم الحديث، وداراً للشِفاء، وحماماً، وداراً لرعاية وإطعام الفقراء، وست مدارس دينية وتعليمية، ومجموعة من الدكاكين والمحلات التجارية، وجامعا وسبيلا للماء ومقبرة لحرم السلطان (روكسلانا الروسية) زوجة السلطان سليمان القانوني، والكلية مقامة على مساحة من الأراضي تقارب 60 دونمًا (الدونم يعادل ألف متر مربع) على شكل مستطيل.

هذا وقد حفظ لنا التاريخ أسماء الكثير من كبار المهندسين منقوشة على المنشآت الفخمة، فمن ذلك: (ثابت) مهندس قصر الحير في سوريا (القرن 8م)، وهناك أيضا (علي بن جعفر) مهندس قصر الزهراء في قرطبة، والمهندس (فتح الدين) الذي أنشأ جامع الزيتونة سنة 804م وغيرهم كثيرون (8).

معماريو المسلمين في العصر الحديث:

استكمالا للمسيرة وإتماما للعطاء، فهناك علماء مسلمون معاصرون أفذاذ، لهم باع ليس بالهين في فن العمارة، والذي هو امتداد لسبق الأجداد وحضارتهم، فكان من أشهرهم: حسن فتحي وعبد الباقي إبراهيم من مصر، ومحمد مكية ورفعت الجادرجي من العراق، وسباشبر من الكويت... وهذه نبذة تنوه ببعضهم وبعض أعمالهم:

حسن فتحي.. سيد البنَّائين:

يقول الأديب جمال الغيطاني في تقديمه للطبعة العربية من كتاب "عمارة الفقراء": "أصبح فكر سيد البنائين المصريين حسن فتحي مِلكًا للإنسانية كلها، أفكاره المعمارية تتجسد في مصر وأمريكا وأوروبا وآسيا.. إنها ليست مجرد أفكار هندسية.. ولكنه بحث أصيل ودؤوب في الشخصية والهوية والتراث المعماري والفكري والحضاري للشرق
وقد وُلِدَ المهندس حسن فتحي عام 1900م، وتخرج في "المهندسخانة" بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليًا)، وحصل على جائزة الدولة التشجيعية سنة 1959م، وجائزة الدولة التقديرية سنة 1969م، وتُوفي سنة 1989م دون أن يتزوج، لكنه أعطى حياته كلها لأفكاره.

وتكمن الأهمية الحقيقية لحسن فتحي في كونه مهندسًا له وجهة نظر خاصة مرتكزة على تراث أمته ومستفيدة في الوقت نفسه من إنجازات الآخرين، فالبناء عنده لم يكن مجرد جدران وسقف، بل كان حياة وحضارة، وتراثًا لم يمت، بل ما زالت روحه حية، وإعدادًا جيدًا لمستقبل متواصل مع هذا التراث تواصلاً جديًّا في غير انقطاع.

وكان من أهم ما ميَّز أعمال حسن فتحي أنه عمل على إخضاع علوم الهندسة والتكنولوجيا الحديثة لاقتصاديات الأهالي ذوي الدخول شديدة الانخفاض، بما يسمح بإيجاد مسكن يتفق مع هذه الدخول، وكذلك أيضا اهتمامه بمراعاة مناسبة البناء للمكان (وادٍ - صحراء - جبل) حتى لا يكون قبيحًا وغير متناسب مع البيئة، وهو يرفض أن يصبح الطابع الفرعوني أو القبطي أو البابلي أو الآشوري أو الإسلامي مجرد حلية زائفة في بناء معماري على النمط الغربي، وهو يعبر عن سعة أفقه وذكاء فهمه بقوله: "إن ثَمَّة عناصر قديمة بائدة في العمارة التقليدية لا تصلح اليوم، مقابل عناصر أخرى فعالة متطورة هي التي يجب استخلاصها وإثراؤها بوحي من مواد البناء المحلية".. فالفن المعماري عند حسن فتحي "ليس صيغة ثابتة لكل العصور، بل هو مرهون بالملامح والقوى والسمات السائدة، وبالظروف الخاصة دائمة التغير".

ولقد طبق حسن فتحي فلسفته المعمارية في قرية القرنة في البر الغربي - جنوب وادي النيل - في مواجهة الأقصر، وشرحها تفصيليًّا في كتابه "عمارة الفقراء" الذي نُشِرَ بعدة لغات أجنبية وأعطى حسن فتحي الشهرة العالمية، كما طبق أفكاره المعمارية أيضًا في قرية "مشربية" (9).

عبد الباقي إبراهيم:

يُعدّ من الرواد الأوائل للعمارة العربية، وقد أمد المكتبة بالعديد من المؤلفات في مختلف المجالات العمرانية، مرتكزا على المنهج الإسلامي في منظوره للعمارة والعمران، وقد أصبح مرجعا للدارسين والباحثين من كل الأرجاء، وهو ما أشار إليه الكثير من الكتب، والرسائل العلمية، والمجلات، والصحف العالمية.

ومنذ تخرج الدكتور عبد الباقي إبراهيم عام 1949م وهو يثري الحقل المعماري والعمراني بالعديد من الإنجازات في مجال التعليم والتأليف والنشر والممارسة المهنية والمشاركة الإيجابية في المؤتمرات والندوات في مصر والخارج داعيا إلي تأصيل الفكر المعماري من خلال الواقع الحضاري والبيئي للعالم الإسلامي والعربي، وخلال دراساته العليا في إنجلترا للحصول علي درجة الماجستير من جامعة ليفربول عام 1955م، والدكتوراه من جامعة نيوكاسل عام 1959م كانت القرية والفلاح نصب عينيه في دراساته وأبحاثه.

في بداية الستينات شاركَ المهندسَ حسن فتحي في لجان الإسكان الريفي بوزارة البحث العلمي واستمرت العلاقة وطيدة معه إلى أن أوصاه رحمه الله في أواخر عمره أمام زملائه بحمل رسالته الإنسانية من بعده في إسكان الفقراء.

وقد انتقل كخبير للأمم المتحدة في تخطيط مدينة الكويت (1968-1970م) وبعد ذلك عمل كبيرا لخبراء الأمم المتحدة للتخطيط العمراني بالمملكة العربية السعودية (1973-1979م) حيث تمكن من العمل علي إنشاء إدارات للتنمية والتخطيط العمراني بكل مدينة على أن يتولى إدارتها والعمل بها أبناء المملكة، وأن يقتصر عطاء الخبرات الأجنبية علي الجانب التنظيمي والفني بها.
وفي نفس الفترة تمكن من وضع صيغة بديلة لتخطيط المجاورة السكنية مستنبطة من التراث الحضاري للمدينة الإسلامية.

وخلال السنة النهائية لعمله في الأمم المتحدة وضع تصورا للمجالات المختلفة التي يمكن أن يواصل العمل بها؛ فكان افتتاح مركز الدراسات التخطيطية والمهارية عام 1980م خير معبر عن أفكاره واتجاهاته، وأصدر مجلة (عالم البناء) الشهرية، وقام بتنظيم دورات شهرية في مختلف المجالات التخطيطية بالمركز بالإضافة إلى مجال التأليف والنشر والدعوة إلي أمسيات معمارية شهرية، بحيث تتجه كل هذه المجالات إلي بناء الفكر المحلي النابع من الشخصية العربية والإسلامية، فأنشأ جمعية (إحياء التراث التخطيطي والمعماري)، وأخذ المركز مكانته العلمية والمهنية في مصر والعالم العربي، بل وفي عديد من دول العالم، كما بدأت الممارسات المهنية للمركز تتجه نحو تأصيل القيم الإسلامية في التخطيط والعمارة.

وبينما أتاحت له الظروف مقابلة "لوكربوزييه" من باريس، و"رودجرز" و "ألبيني" من إيطاليا و "كاتزوتنج" من اليابان و "لزلي مالاتن" و "سمثن" و "فرادرك يرد" و "مالاشال جونسون" من بريطانيا و "لوي كان" من أمريكا وغيرهم من معماريي ومخططي الغرب، كانت اللقاءات متواصلة مع معماريي الشرق من أمثال: حسن فتحي في مصر، و محمد مكية ورفعي الجادرجي من العراق، وراسم بدران من الأردن، وعلي الشعيبي من السعودية، و عبد الحليم إبراهيم من مصر وغيرهم كثيرون.

وقد عارض استناد معظم المعماريين المسلمين في كتاباتهم إلي المرجعية الغربية فيما يخص الفكر والنظرية وكأن ليس لهم تاريخ حضاري طويل يضرب بجذوره في عمق التاريخ، وقد بدأ مشواره في البحث عن الذات وتحقيق المنهج الإسلامي في العمران المعاصر، وظهرت مبادئه واضحة جلية في تصميمه المسكن الخاص له في إطار عمارة سكنية بمصر الجديدة تعكس المقومات الحضارية والإسلامية في العمارة عام 1967م. وقد استخلص وصمم وحدة الجوار في المدينة الإسلامية التي تطبق فيها المباديء الإسلامية في العمران، والمعايير التخطيطية لمتطلبات المجتمع الإسلامي من خدمات رئيسية وفرعية تنمو فيه وحدات الجوار في إطار النمو العضوي للكائن الحي كما تنمو الشجرة متكاملة بكل أغصانه، وقد ألف كتابا بهذا المضمون وهو كتاب (المنظور الإسلامي للتنمية العمرانية).

ومن أعماله الرائدة مشروع إسكان الفقراء الذي يشتمل على توفير الوحدات السكنية المناسبة مع الخدمات اللازمة لها للفقراء، كما يشمل التأهيل الاجتماعي للسكان مع توفير فرص العمل لهم في المجالات الحرفية والخدمية، وذلك من خلال جمعية أنشأها لهذا الغرض وهي "الجمعية المركزية لإيواء المحتاجين" وقد سجلت في وزارة الشئون الاجتماعية عام 1996م.

وقد شغل الدكتور عبد الباقي إبراهيم العديد من المناصب الأكاديمية فكان رئيسا لقسم الهندسة المعمارية بجامعة عين شمس 1983-1986م، كما كان عضوا باللجنة الاستشارية بنقابة المهندسين وعضوا باللجنة الاستشارية العليا بوزارة الإسكان، كما شغل العديد من عضويات اللجان و المنظمات المهنية مما يصعب حصره.

وقد حصل علي العديد من الجوائز العلمية منها: جائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي في مجال العمارة الإسلامية (ديسمبر 1992م) - نوط الامتياز من الطبقة الأولى من رئيس جمهورية مصر العربية (يوليو 1991م) - جائزة الدولة التشجيعية للعمارة (1989م) - جائزة المعماري العربي من منظمة المدن العربية (1988م) - جائزة أحسن مؤلف معماري عن كتاب "بناء الفكر المعماري والعملية التصميمية " من نقابة المهندسين المصرية.. وغيرها الكثير.

أما عن المؤلفات العلمية فله أربعة عشر مؤلفا رائدًا يحوي خلاصة فكرة وخبرته، كما حضر كمشارك ومحاضر في العديد من الندوات والمؤتمرات المحلية والدولية على امتداد أكثر من أربعين عامًا من عطائه الفكري الخلاق. كما كان - رحمة الله - غزير الإنتاج في نشاطه العلمي والمهني والمعماري؛ فعمل كاستشاري في العديد من المنظمات الدولية والبلديات العربية بالإضافة إلي عمله في مركز الدراسات التخطيطية والمعمارية حيث شهد فيه قمة عطائه ونجاحاته المهنية حيث تم إنتاج قائمة طويلة من الأعمال المعمارية القَيِّمة التي نُفِّذَت بمصر والدول العربية التي تشهد بعظمة إبداعه وعُمْق أفكاره.

وقد انتقل إلي رحمة الله في أكتوبر عام 2000م تاركا وراءه تلاميذه و محبيه، ومَعينًا لا ينضب من إنتاجه المعماري والتخطيطي والفكري (10).

تعليق بعض المنصفين من الغربيين:

على الرغم من الهجمة الوحشية التي يشنها كثير ممن لا يروق لهم تقدم المسلمين في أي مجال، إلا أن عدداً من المنصفين في الغرب لا زالوا يذكرون الحقائق ويؤكدون على سبق المسلمين وفضل حضارتهم، خاصة هنا في فن العمارة.

يقول ريسون: " إن استبحار عمران العرب مع سرعة انتشار سلطتهم في المعمور عرّفنا إلى مكانة المدينة العربية، فكانت هذه الحضارة الباهرة في القرون الوسطى مزيجًا من المدينة البيزنطية والفارسية، وقد تم هذا المزيج المدني بأمرين: عشق العرب التجارة وغرامهم بالتعمير، وأصبحوا لذكائهم الوقاد ولما غرس فيهم من حب الإطلاع على كل شيء يخوضون غمار العلوم الطبيعية والرياضية، ولهم المنة على جميع الأمم بأرقامهم العربية وباستنباطهم فن الجبر والمقابلة وتهذيبهم الهندسة" (11).

مصادر البحث

(1) موقع إسلام ست.
(2) موقع كنانة.
(3) موقع إسلام ست.
(4) موقع الأزهر.
(5) انظر أحمد فؤاد باشا: التراث العلمي الإسلامي شيء من الماضي أم زاد للآتي؟ ص39 – 47.
(6) موقع إسلام إست.
(7) المصدر السابق.
(8) موقع إسلام أون لاين، وموقع إسلام إست.
(9) موقع إسلام أون لاين.
(10) محمد كرد علي: الإسلام والحضارة العربية، ص231.
https://www.qadeem.com/vb/showthread.php?t=15812









رد مع اقتباس
قديم 2012-04-02, 19:04   رقم المشاركة : 909
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة taibimed مشاهدة المشاركة
من فضلكم اريد مساعدة في بعض البحوث 1العمارة الاسلامية 2دور الجزائر في الحرب العالمية الاولى (1914-1919) 3 الصحافة السمعية البصرية 4 الدولة الفاطمية 5 علاقة الفلسفة بالعلوم الانسانية (علم الاجتماع -علم النفس- علم التاريخ) اريد المراجع و المصادر
عمارة إسلامية
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

ads not by this site
غير مفحوصة
العمارة الإسلامية هي الخصائص البنائية التي استعملها المسلمون لتكون هوية لهم، وقد نشأت تلك العمارة بفضل الإسلام وذلك في المناطق التي وصلها كشبه الجزيرة العربية ومصر وبلاد الشام والمغرب العربي وتركيا ووإيران وغيرها بالإضافة إلى المناطق التي حكمها لمدد طويلة مثل الأندلس (أسبانيا حاليا) والهند. وتأثرت خصائص العمارة الإسلامية وصفاتها بشكل كبير بالدين الإسلامي والنهضة العلمية التي تبعته. وتختلف من منطقة لأخرى تبعا للطقس وللإرث المعماري والحضاري السابق في المنطقة, حيث ينتشر الصحن المفتوح في الشام والعراق والجزيرة العربية بينما اختفى في تركيا نتيجة للجو البارد وفي اليمن بسبب الإرث المعماري. وكذلك نرى تطور الشكل والوظيفة عبر الزمن وبتغير الظروف السياسية والمعيشية والثقافية للسكان.
هذه المقالة جزء من سلسلة:
الإسلام

[وسع]
العقائد
[وسع]
الشعائر
[وسع]
مصادر التشريع
[وسع]
شخصيات محورية
[وسع]
الفرق
[وسع]
التاريخ والجغرافيا
[وسع]
انظر أيضًا
ع · ن · ت
محتويات [أخف]
1 عناصر العمارة الإسلامية
2 صدر الإسلام
3 العهد الأموي
3.1 المسجد الأموي الكبير
3.2 العمارة السكنية في العصر الأموي
4 العهد العباسي
5 فضول
6 انظر أيضا
7 مصادر
8 وصلات خارجية
[عدل]عناصر العمارة الإسلامية

الجامع.
المئذنة.
القبة.
الصحن.
حجرات أمهات المؤمنين.
الإيوان.
الخندق.
الآبار.
العقود المدببة (أو العقود المخمسة نسبة لطريقة بنائها).
المحراب.
المشربية.
الملاقف.
السرداب.
الدكة.
السور.
القلعة.
الحصن.
مجرى العيون.
البيت الإسلامي.
الخان.
القصر.
الخانقاه.
المسجد.
المدرسة الإسلامية.
الكتاب.
المعهد.
الزاوية.
الخلوة.
القرافة.
الحمامات العامة.
الكتاب.
الأسبلة.
القباب.
الأضرحة.
الرباط.
السدود.
القناطر.
المقاييس.
المتاحف.
المكتبات.
البوابات.
المضيفة.
الحوش.
المجمع.
الدوار.
المحبس.
المارستان.
المخبز.
الساقية.
الفرن.
الطاحونة.
المعطن.
السرجة.
الديوان.
المربض.
مقرنس.
[عدل]صدر الإسلام

مقال تفصيلي :العمارة في صدر الإسلام
عند بداية ظهور الإسلام خصص النبي محمد صًلى الله عليه وسلم مبنا خاصا للتعبد هو المسجد، وانتشرت المساجد في عهد النبي حتى شملت كل أجزاء الجزيرة العربية، وازداد انتشارها بفضل الفتوحات الإسلامية، وكانت العمارة مستمدة من فنون العمارة في العصر الجاهلي.
[عدل]العهد الأموي

مقال تفصيلي :العمارة في العهد الأموي
اتخذ بنو أمية مدينة دمشق عاصمة للعالم الإسلامي، ودمجوا مالديهم من فنون العصر الجاهلي في الجزيرة العربية مع فنون البناء للغساسنة فكثيرا ما يختلف في نسبة المباني إما للأمويين أو للغساسنة، وكانت آثار الغساسنة بدورها متأثرة بالعمارة البيزنطية والساسانية, فالطراز الأموي يمثل مرحلة انتقالية من الفنون المسيحية في الشرق الأدنى إلى الطراز العباسي.[1]
في هذا العصر نرى تطورا كبيرا في طرق البناء فقد ابتكر الأمويون فنون في اشادة الابنية والقصور والمساجد استفاد منها الحضارات اللاحقة التي اخذت من طراز البناء الأموي ونقلت عنه، فنجد العقود واستخدام الجمالونات الخشبية المجملة على أكتاف من الحجر. كانت الفتحات في الغالب مستطيلة ويتم تحميل الحائط من فوقها عن طريق توزيع حمله على عقد نصف دائري. ودخل استخدام المرمر في الأرضيات.


المسجد الأموي الكبير
[عدل]المسجد الأموي الكبير
الجامع الأموي بدمشق درة الابنية الإسلامية من العصر الأموي، تم تحويله من معبد قديم إلى جامع إسلامي تخطيطه مستطيل ولة قبة مهيبة تسمى (قبة النسر) وثلاثة مأذن، في جانب القبلة توجد عدة أروقة مسقوفة يتوسطها القبة وفي الجانب المقابل لها يو جد رواق ممتد على صف من الاعمدة التاريخية ويوجد بالمسجد صحن مستطيل مكشوف تتوسطة بحرة وبناء سداسي الشكل مزخرف قائم على اعمدة ويحفل الجامع بفنون العمارة الإسلامية.
[عدل]العمارة السكنية في العصر الأموي
من أبرز الأمثلة على العمارة السكنية في هذا العصر, قصر الحير الغربي في بادية الشام وسط سوريا له بوابة وابراج ذات طراز مميز وكذلك مدينة الرصافة التي تسمى رصافة هشام نسبة لهشام بن عبد الملك التي تعد نموذج رائع من فن العمارة الأموية، وقصر المشتى بجنوب عمان وينسب للحاكم الأموي الوليد بن عبد الملك وهو مستطيل التخطيط محاط بأبراج نصف دائرية ويوجد به من الداخل أفنية للتهوية بدلا من النوافذ على الخارج وذلك لضمان الخصوصية والامان وكذلك من فنون البناء في العصر الأموي المسجد الاقصى في القدس. كان يوجد أيضا قصر عمرا والذي دخل في بنائه العقود الكبيرة.
[عدل]العهد العباسي

مقال تفصيلي :العمارة في العهد العباسي
من العمارة في هذا العصر نجد مسجد سامراء من أكثر المباني المميزة في هذا العصر له منارة كبيرة التي تعلوه وتشبه بشكلا كبير الزيجورات الأشورية. بدأ أيضا في هذا العصر النظر إلى تخطيط المدينة بشكل عام بدلا من النظر لكل مبنى على حدا, وفي مدينة بغداد خير مثال على هذا, فنجد انها خططت تخطيطا دائريا حتى سميت بالمدينة المدورة وتحتوي على أربعة مداخل منها باب خرسان وباب البصرة وباب الكوفة.


قبة جامع السلطان سليم في أدرنة, تركيا.
جاء أحمد بن طولون إلى مصر في عام 254 هـ وعين واليا على مصر من قبل العباسيين عام 259 هـ وقام بنقل عمارة العباسيين في العراق إلى مصر فهو الجامع الذي سمي باسمه والذي يعد فريدا من نوعه بمأذنته الشهيرة وله سلم خارجي أيضا أما الثالث والرابع فهما قمة المأذنة وبهما فتحات مستطيلة الشكل. أما تخطيط المسجد فهو يميل إلى ال الاستطالة ويحتوي على الصحن التقليدي وغن كان أضيف له ميضة في المنتصف تخدم المصلين. وعلى جوانب الصحن توجد أروقة للصلاة مسقفة ويحتوي جانب القبلة على العدد الأكبر منها والعقود في هذا المسجد من الداخل من العقود المدببة المحمولة على بدنات الأعمدة أو أكتاف مستطيلة المقطع. وكان السقف عبارة عن كمرات خشبية مشغولة بالزخارف والأيات القرأنية.


https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%...85%D9%8A%D8%A9









رد مع اقتباس
قديم 2012-04-02, 19:09   رقم المشاركة : 910
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الحركه الوطنيه الجزائريه و الثورة التحريرية المباركةhttps://30dz.justgoo.com/t1572-topic










رد مع اقتباس
قديم 2012-04-02, 19:13   رقم المشاركة : 911
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة taibimed مشاهدة المشاركة
من فضلكم اريد مساعدة في بعض البحوث 1العمارة الاسلامية 2دور الجزائر في الحرب العالمية الاولى (1914-1919) 3 الصحافة السمعية البصرية 4 الدولة الفاطمية 5 علاقة الفلسفة بالعلوم الانسانية (علم الاجتماع -علم النفس- علم التاريخ) اريد المراجع و المصادر
https://www.qadeem.com/vb/showthread.php?t=15812









رد مع اقتباس
قديم 2012-04-02, 19:29   رقم المشاركة : 912
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة taibimed مشاهدة المشاركة
من فضلكم اريد مساعدة في بعض البحوث 1العمارة الاسلامية 2دور الجزائر في الحرب العالمية الاولى (1914-1919) 3 الصحافة السمعية البصرية 4 الدولة الفاطمية 5 علاقة الفلسفة بالعلوم الانسانية (علم الاجتماع -علم النفس- علم التاريخ) اريد المراجع و المصادر
مميزات العمارة الاسلامية

كثر حديثنا عن الفنون الإسلامية بشتى أنواعها: زخرفة، خزف، عمارة.. الخ، وعصورها المختلفة: أموي، عباسي، فاطمي..ولدينا المزيد؛ فالمعين لا ينضب، وهذا يرجع إلى أنه لم يكن مجرد فن، ولكنه نوع من العيش بالطريقة التي تخدم وتحترم عقيدة المسلم وأخلاقه حتى في الفن، مما دعانا إلى توضيح ودراسة الفن الإسلامي الذي نكمل حلقاته الموصولة واحدة تلو الأخرى.



مميزات العمارة والفنون الإسلامية
* المساقط الأفقية:

كان المسجد هو أهم الأبنية في عصور الإسلام والغاية الكبرى في التصميم المعماري؛ ولذلك اهتم المسلمون بتصميمه، وأهم ما يتطلبه من عناصر تكوينه هو الصحن الذي يتسع لأكبر عدد من المصلين ويلي ذلك الميضأة.. وكان يحيط بالصحن المكشوف أروقة لحماية الناس والمصلين من حرارة الشمس وخاصة الرواق المُيمَّم شطر مكة المكرمة، فكان أكثر عمقاً من باقي الأروقة، وفى حائطه يوجد المحراب أو القبلة التي تتجه إلى الكعبة وعلى جانبها المنبر، وعلى مقربة منه مقعد المبلِّغ لتلاوة القرآن الكريم. كما تحتل المآذن أهمية خاصة لبعض أجزاء التصميم مثل زوايا مكان العبادة من المسجد.

ومن الأبنية التي لها أهمية معمارية كبيرة هي "الوكالة أو الخان" أي الفندق، حيث كان يُبْنَى في المدن الكبيرة مثل القاهرة ودمشق والقسطنطينية. وكان يتكون من فناء داخلي مكشوف ذا سعة كبيرة تطل عليه عدة حجرات للنوم ودورات المياه اللازمة، ويتكون من طابقين لاستقبال الغرباء من التجار والزوار.

أما فيما يتعلق بالمساكن فكانت تصمم بطريقة انفرد بها الشرق وسمِّيت بالطابع الشرقي، وذلك بعزل بعض وحدات المبنى وتخصيصها للنساء (الحريم) وسُمِّيَت بالحرملك، وبطبيعة الحال كانت الفتحات المطلة على الطريق العام ضيقة صغيرة تحميها قضبان من الحديد، أما الفتحات العلوية فكانت ذات سعة مناسبة تحتوى على ضيقة مغطاة بمشربيات خشبية لحمايتها من الشمس.

* الحوائط الخارجية:

كانت الحوائط الخارجية عادة قليلة الفتحات المطلة على الطريق العام؛ ولذلك اهتم العرب بتصميم الأفنية الداخلية والعناية بها، وجعل الفتحات الهامة الرئيسية تطل على هذه الأفنية من الداخل، وكانت تُبْنى الحوائط على مداميك منظومة من الحجر، وعدد من قوالب الطوب. وتقسم الواجهات عادة إلى بانوها Panels غاطسة قليلاً إلى الداخل ذات عقد، أو تتوج بعقد مستقيم ينشأ فوق تكوين بديع من المقرنصات، وكانت أغلب البانوهات تحتوى على صفين من الفتحات السفلية متوجة بعقود مستقيمة، ويثبت لهذه الفتحات ضلف شمسية خلف مصبعات من الحديد والنحاس، أما الفتحات العلوية فكانت على شكل عقود مخموسة، أو تنفتح عن نافذة ذات فتحتين ترتكز على عمود في الوسط يعلوها فتحة دائرية كانت تملأ بالجبس أو الزجاج.

* المداخل والفتحات:

كانت المداخل عبارة عن فتحات عميقة مستطيلة في المسقط الأفقى، عمقها يقرب من نصف عرضها، وتحتل معظم ارتفاع المبنى وتنتهي بعقد مخصوص، وكثيرًا ما توضع هذه الفتحة في بانوه على جانبه عمودان وأعلاه حلية زخرفية على شكل شرفة. أما الفتحات فكانت أعمال النجارة فيها تحتل أمكنة هامة في الفتحة بأشكال هندسية بديعة مفرغة تحتوى على الزجاج الملون. وخاصة الفتحات العلوية في المبنى التي وضعت على شكل شرفات مصنوعة من الخشب المجمع المعروف بأشغال المشربيات، والتي تعتبر من أهم العناصر المعمارية في العمارة الإسلامية.

أهم عناصر العمارة الإسلامية

1 - المـآذن:

ظهرت المآذن في العمارة الإسلامية لأول مرة في دمشق حين أذن بالصلاة من أبراج المعبد القديم الذي قام فيما بعد على أنقاضه المسجد الأموي. وكانت هذه الأبراج هي الأصل الذي بنيت على منواله المآذن الأولى في العمارة الإسلامية، ولا سيما في مصر والشام وبلاد المغرب. بنيت على منواله المآذن الأولى في العمارة الإسلامية، ولا سيما في مصر والشام وبلاد المغرب.

وكانت المآذن في العصر الإسلامي الأول مربعة القطاع حتى الشرفة الأولى، ثم تستمر كذلك مربعة أو على شكل ثمانيّ الأضلاع، ويلي ذلك شكل مثمَّن أو دائري وتنتهي بقبة صغيرة.

أما مآذن العصر الذهبي في الإسلام فكانت تقام على قاعدة مربعة ترتفع قليلاً أعلى سقف المسجد، وبعد ذلك تتحول على شكل ثمانيّ الأضلاع إلى الشرفة الأولى، وكان يُحَلِّي كل ضلع من هذه الأضلاع الثمانية قبلة صغيرة مزودة بأعمدة لها نهاية مثلثة الشكل.

أما مآذن الدولة العثمانية، فكانت من النوع المخروطي على شكل القلم Pencil Point، وهي دائرية القطاع بكامل ارتفاعها، وتنتهي بشكل مخروطي. وغالبًا ما تكون لها شرفة واحدة أستعيض فيها عن البرامق الحجرية بحواجز من الخشب.

2 - العقـود:

عرفت العمارة الإسلامية أنواعاً مختلفة من العقود، وكان كل بلد يفضل بعض هذه العقود على البعض الآخر. ومن العقود التي استعملت في العمارة الإسلامية بوجه عام ما يأتي:

أولاً: عِقد على شكل حدوة الحصان، وهو عقد يرتفع مركزه عن رجلي العقد، ويتألف من قطاع دائري أكبر من نصف دائرة.

ثانياً: العقد المخموس، وهو يتألف من قوس ودائرتين وهو مدبب الشكل.

ثالثاً: العقد ذو الفصوص، استعمل خصوصاً في بلاد المغرب ويتألف من سلسلة

عقود صغيرة.

رابعاً: العقد المزين باطنه بالمقرنصات، شاع استعماله في الأندلس ولا سيما قصر الحمراء وبلاد المغرب.

خامساً: العقد المدبب المرتفع، استعمل بكثرة في إيران ونجد منه أمثلة في مسجد الشام واستعمل أيضًا في مساجد مصر.

3 - الحليات والزخارف والمقرنصات:

هي حليات معمارية تشبه خلايا النحل، استعملت في المساجد في طبقات مرسومة وتستعمل في الزخرفة المعمارية أو بالتدريج من شكل إلى آخر وخصوصاً من السطح المربع إلى السطح الدائري الذي تقوم عليه القباب. وقد ظهرت المقرنصات في القرن الحادي عشر، ثم أقبل المسلمون على استعمالها استعمالاً عظيماً حتى صارت من مميزات العمارة الإسلامية في واجهات المساجد والمساكن وتحت القباب وفي تيجان الأعمدة وفي الأسقف الخشبية اختلفت أشكالها باختلاف الزمان والمكان.

4 - الأعمدة والتيجان:

استعملت في البداية أعمدة كانت تنقل من المعابد والكنائس والعمائر المزينة، ثم اكتسبت العمارة الإسلامية أعمدة وتيجان مبتكرة سميت أعمدة ذات البدن الأسطواني وذات المضلع تضليع حلزوني، وذات البدن المثمن الشكل.

وكانت الأعمدة في بعض الأحيان تؤخذ من مباني بعض أطلال الأبنية الرومانية القديمة أو البيزنطية القديمة لاستعمالها في باكيات المساجد، ومن الطبيعي كان تأثير هذه الأنواع من الأعمدة غريباً في مجموعه.

أما الأعمدة التي ابتدعها فنانو العرب والصناع المهرة في العمارة الإسلامية، فكانت تتميز بأشكال حلياتها الشرقية العربية الأصيلة، كانت تمتاز بالبساطة، رفيعة، نسبة ارتفاعها 12 مرة للقطر، لها تيجان جميلة ذات رقبة طويلة وصفحة مربعة مشغولة بالمقرنصات، مع أشغال الأرابسك التي تركز فوقها العقود العربية.

5 - القباب:

أخذ الفن الإسلامي في بناء القباب عن الساسانيين والأقباط والبيزنطيين، وأقبلوا على استعمالها في الأضرحة حتى أطلقت جزءاً على الكل وصارت كلمة قبة اسماً للضريح كله، وقد انتشرت في العالم الإسلامي أنواع مختلفة من القباب، ولعل أجمل القباب الإسلامية هي الموجودة في مصر وسوريا ويرجع أقدمها إلى العصر الفاطمي.

وقد كانت القباب في العهد الأول حتى نهاية القرن الحادي عشر الميلادي صغيرة، واقتصر استعمالها لتغطية الأمكنة أمام المحراب، ثم انتشر استعمالها للأضرحة، واستعين في أول الأمر لهذا بعمل عقود زاوية لتيسير الانتقال من المربع إلى المثمن، ولما أن تعددت مثل هذه العقود وصغرت ونظمت في صفوف، نشأت الدلايات المقرنصة التي انتشر استعمالها في جميع القباب في أوائل القرن الرابع عشر الميلادي.

ومن الجدير بالذكر أن للزخارف في العمارة الإسلامية حلاوة ينعم بها دون غيرها من زخارف الطرز الأخرى، كما تنفرد بمشروع كامل لدراسة الألوان، وتتميز بالبساطة التامة في التصميم، حيث كانت العمارة الإسلامية أكثر العمارات حياة وأشدها بهجة وأعظمها خلوداً









رد مع اقتباس
قديم 2012-04-02, 19:34   رقم المشاركة : 913
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة taibimed مشاهدة المشاركة
من فضلكم اريد مساعدة في بعض البحوث 1العمارة الاسلامية 2دور الجزائر في الحرب العالمية الاولى (1914-1919) 3 الصحافة السمعية البصرية 4 الدولة الفاطمية 5 علاقة الفلسفة بالعلوم الانسانية (علم الاجتماع -علم النفس- علم التاريخ) اريد المراجع و المصادر

المجهود الحربي للجزائر خلال الحرب العالمية الأولى 1914 - 1918
من طرف osama_1010 في 2010-02-26, 17:33

المجهود الحربي للجزائر خلال الحرب العالمية الأولى 1914 - 1918

مقدمة


اندلعت الحرب العالمية الأول والجزائر في وضعية متدهورة جدا. وقد تحول الجزائريون إلى دروع بشرية تصد بهم فرنسا نيران الألـمان، خصوصا وأنها كانت تشكو من نقص ديموغرافي منذ بداية القرن العشرين. فأسرعت إلى تجنيد أكثر من ثلث المليون شاب جزائري وأرسلتهم للدفاع عن أراضيها والقيام بالأعمال والأشغال التي تتطلبها مصانعها ومزارعها.لم يقتصر المجهود الحربي الجزائري على الجانب البشري فقط بل عانت الجزائر أيضا في المجال الاقتصادي ، فأنهك بذلك المجتمع وأدى إلى تقهقره أكثر


المجهود الإقتصادي للجزائريين خلال الحرب العالمية الأولى


ففي المجال الزراعي ، ساهمت الجزائر بشكل كبير في عملية تموين فرنسا وأثناء الحرب العالـمية الأولى على الرغم من تدهور الإنتاج الزراعي الجزائري من جراء عدة عوامل ، طبيعية وسياسية وبشرية. ومثلت الحبوب الصنف الأول من الصادرات الزراعية، فأرسلت الجزائر نحو فرنسا بين 1914 و 1916 حوالي 8.314.000 قنطار من القمح ، بينما بلغت صادرات الشعير في نفس الفترة حوالي 12.770.617 قنطارا.
وقد شملت الصادرات عدة محاصيل زراعية كالطماطم والبطاطس والبيض التي وجهت لتموين الـمستشفيات التي تستقبل جرحى الحرب في فرنسا. بالإضافة إلى ذلك أرسلت إلى فرنسا 120.000 قنطار من التبغ سنة 1917 ، بعد ما كانت صادرات التبغ لا تتجاوز 80000 قنطار قبل 1914.وقد احتاجت فرنسا إلى الحلفاء ، فصدرت نحوها حمولة تزيد عن نصف مليون قنطار بين 1914 و1918 ؛ أما الزيوت فبلغت صادراتها هي الأخرى 27.730 طن في 1917. وحتى التمور الجزائرية أدرجت في قائمة الـمواد الضرورية لتموين فرنسا ، فوصلت صادراتها 294.736 قنطارا عام 1917.احتلت الثروة الحيوانية الصف الثاني في الصادرات الأساسية خلال الحرب بحيث تشير الإحصائيات الرسمية أن حجم الصادرات من الأغنام قد بلغ 2839206 رأسا في الفترة 1915 و1918. وكان لذلك أثرا سلبيا على أسعار اللحوم في الجزائر التي ارتفعت بشكل حاد ولم تعد في متناول الجزائريين مهما كانت وضعيتهم الاجتماعية.أما الـمواد الـمنجمية فشهدت بدورها زيادة كبيرة في الإنتاج الموجه للتصدير لتلبية ضرورات المصانع الحربية الفرنسية. فارتفع إنتاج الرصاص بـ 100 % بين 1915 و 1916 ليتواصل على نفس الوتيرة عام 1917. أما الزنك والفوسفات فقد تضاعف إنتاجهما بين 1915 و 1916 ، وزادت الكميات الـمنتجة من الفحم بنسبة 300 % بين 1917 و 1918


المجهود المالي للجزائريين خلال الحرب العالمية الأولى


لم يقتصر المجهود الحربي للجزائريين خلال الحرب العالـمية الأولى 1914 ـ 1918 على الجانب البشري والاقتصادي فحسب بل تعداه إلى المجهود الـمالي. ولقد اعترف الساسة الفرنسيون أنفسهم من خلال التقارير التي كانوا يزودون بها حكومتهم خلال الحرب ، أن الجزائريين يعانون من فقر كبير ومحرومون من أبسط الضروريات. مع ذلك فقد فرضت عليهم ضرائب عديدة أثقلت كاهلها حتى وصل الأمر عند الكثير منهم إلى بيع ما تبقى لهم من أملاك وأثاث لدفع ضرائب الحرب الـمسلطة عليهم.ولم يراع الفرنسيون أحوال الأهالي وفقرهم ، فكانت حصيلة الضرائب الـمباشرة وغير الـمباشرة التي جمعتها الإدارة الفرنسية تفوق الـ50 مليون فرنك فرنسي في كل سنة في الفترة 1913 ـ 1919.وخلاصة القول إن التضحيات التي فرضت على الجزائريين في إطار المجهود الحربي فاقــت كل التصورات باعتراف الـمؤرخين الفرنسيين. وكان من نتائج ذلك على المجتمع الجزائري أن تدهورت الأحوال الـمـعيشية والصحية للجزائريين ، وتعرضوا للمجاعات من جراء الجفاف ، وارتفاع الأسعار ، وندرة الـمواد الزراعية ، وفقدانهم لجزء كبير من القوة البشرية الشابة التي جندتها فرنسا في سبيل حماية ترابها وشعبها من الاجتياح الألـماني.وكان لهذه الـمرحلة الأليمة من تاريخ الشعب الجزائري أثرها العميق في تنمية الوعي الوطني وفي تحديد مسار النضال السياسي في الـمرحلة ما بعد الحرب
https://al-qods.3oloum.org/t522-topic









رد مع اقتباس
قديم 2012-04-02, 19:49   رقم المشاركة : 914
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة taibimed مشاهدة المشاركة
من فضلكم اريد مساعدة في بعض البحوث 1العمارة الاسلامية 2دور الجزائر في الحرب العالمية الاولى (1914-1919) 3 الصحافة السمعية البصرية 4 الدولة الفاطمية 5 علاقة الفلسفة بالعلوم الانسانية (علم الاجتماع -علم النفس- علم التاريخ) اريد المراجع و المصادر
قانون الإتصال السمعي البصري



قانون الإتصال السمعي البصري



القســــــــم الأول
تعار يف ومبادئ عامة
البــــاب الأول : تعـــاريف

المــادة 1

يراد بما يلي لأجل تطبيق هذا القانون والنصوص المتخذة لتطبيقه:
1- اتصال سمعي بصري: كل عملية تضع رموزا أو إشارات أو مكتوبات أو صورا أو صوتا أو خطابات كيفما كانت طبيعتها والتي لا تكتسي طابع مراسلة خاصة رهن إشارة العموم أو بعض فئاته، بواسطة وسيلة للمواصلات.
2- مقـابل مالــي: مبلغ مالي يدفعه من حصل على ترخيص أو إذن على إثر إعلان عن المنافسة أو مسطرة مبنية على التراضي.
3- مـوزع خدمـات: كل شخص معنوي تربطه علاقات تعاقدية مع مقدمي خدمات من أجل تشكيل عرض خدمات للاتصال السمعي – البصري موضوعة رهن إشارة العموم بواسطة شبكة هرتزية أرضية أو بواسطة الكابل أو الأقمار الإصطناعية ( الساتل) أو أي وسيلة تقنية أخرى. ويعتبر كذلك موزع خدمات كل شخص يقدم نفس العرض بناء على علاقات تعاقدية مع موزعين آخرين.
4- مقـدم خدمـات: كل شخص معنوي يتحمل مسؤولية الخط التحريري لخدمة أو عدة خدمات سمعية بصرية تتألف من برامج ينتجها أو يشترك في إنتاجها أو يكلف غيره بإنتاجها أو بشرائها من أجل إذاعتها أو تكليف غيره بإذاعتها.

5- متطلبـات أساسيـة: المتطلبات الضرورية التي تضمن، حرصا على الصالح العام، سلامة المستعملين ومستخدمي متعهدي شبكات الاتصال السمعي البصري وسلامة تشغيل الشبكة والحفاظ على وحدتها وقابلية التشغيل البيني للخدمات والمعدات الطرفية وحماية ووحدة وصحة المعطيات وحماية البيئة والأخذ بعين الاعتبار لمتطلبات التعمير وإعداد التراب الوطني وكذا الاستعمال العقلاني لطيف الترددات الراديوكهربائية والوقاية من كل التداخلات المضرة بين أنظمة الإتصالات بوسائل راديوكهربائية أو أنظمة أرضية أو فضائية أخرى.
6 - ترددات راديوكهربائية سمعية بصرية: الترددات الراديوكهربائية المخصصة من طرف الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات لقطاع الاتصال السمعي البصري.
7 - أعمـال سمعيـة بصريـة: تعتبر أعمالا سمعية بصرية البرامج التي لا تنتمي إلى احد الأنواع التالية: الأعمال السينماتوغرافية والنشرات والبرامج الإخبارية والمنوعات والمسابقات والبرامج غير برامج الخيال المنجزة في معظمها على الخشبة ونقل المباريات الرياضية والخطابات الإشهارية والتسويق التلفزي والترويج الذاتي وخدمات التلتكست.
8 - موجات راديو كهر بائية أو ترددات راديو كهر بائية: موجات كهرومغناطيسية تنتشر في الفضاء دون الحاجة إلى توجيه آلي.
9 - متعهد الاتصال السمعي البصري: كل شخص معنوي حاصل على ترخيص أو إذن وفق الشروط المحددة في هذا القانون والذي يقدم للعموم خدمة أو عدة خدمات للاتصال السمعي البصري بما في ذلك خدمات البث الإذاعي الصوتي بواسطة شبكة هرتزية أو الكابل و أوالأقمار الاصطناعية ( الساتل) أو أي طريقة تقنية أخرى.
10 - إنتاج سمعي بصري: برنامج إذاعي أو تلغزي أو هما معا يعده متعهد الاتصال السمعي البصري أو ينتجه أو يقوم بهما معا داخليا بوسائله الخاصة أو يأمر بوضع تصوره وإنتاجه من طرف هياكل الإنتاج في السوق
11 - إنتاج سمعي بصري وطني: كل إنتاج سمعي بصري يكون مضمونه متجذرا بشكل قوي في المجتمع المغربي ويكون مقر الشخص المعنوي الذي يتخذ مبادرة ومسؤولية إنجازه بالمغرب، ويعتمد على كفاءات جلها مغربية، و يبث بالعربية أو بالأمازيغية أو باللهجات المغربية أو بلغات أخرى عند الاقتضاء.
12 - إنتاج ذاتي: البرامج التي يعدها أو ينتجها أو هما معا بصورة مباشرة متعهد للاتصال السمعي البصري، ولا يمكن أن تتشكل هذه البرامج من البث المتكرر ولا من إرسال آني أو مؤجل لبرامج محطة أخرى.
13 - شبكة لخدمات الاتصال السمعي البصري: كل بنية تحتية تمكن من توفير خدمة للاتصال السمعي البصري.
14 - القطاع العمومي للاتصال السمعي البصري: مجموعة تتألف من مصالح مختلفة للاتصال السمعي البصري ذات طابع عمومي وشركات للاتصال السمعي البصري، يكون كل رأسمالها أو أغلبيته في ملك الدولة، تتولى تنفيذ سياسة الدولة في هذا الميدان، وذلك في إطار احترام مبادئ المساواة والشفافية واستمرارية المرفق العام وتعميمه وتكييفه مع الحاجيات.
15 - خدمة للاتصال السمعي البصري: كل خدمة أو مجموعة من الخدمات التي تبث نفس البرنامج في حصة تستغرق أغلب وقت بث كل خدمة.
16 - طيف الترددات الراديوكهربائية: مجموعة الموجات الراديوكهربائية.
17 - نظام الولوج المشروط: كل وسيلة تقنية تمكن كيفما كانت طريقة الإرسال المستعملة من ألا يلج إلى خدمة للاتصال السمعي البصري أو جزء منها أو عدة خدمات للاتصال السمعي البصري أو جزء منها إلا الجمهور المرخص له باستقبالها فقط
18 - مواصلات: كل إرسال أو بث أو استقبال لرموز أو إشارات أو مكتوبات أو صور أو صوت أو معلومات كيفما كان نوعها، بواسطة أسلاك أو بصريات أو راديو كهرباء أو أنظمة أخرى كهرومغناطيسية كما حددها القانون 96-24 المتعلق بالبريد والمواصلات.

المــادة 2

لأجل تطبيق أحكام هذا القانون، يعتبر:
1 ـ إشهــارا: أي شكل من أشكال الخطابات المذاعة أو المتلفزة ولاسيما بواسطة صور أو رسوم أو أشكال من الخطابات المكتوبة أو الصوتية التي يتم بثها بمقابل مالي أو بغيره، الموجهة لإخبار الجمهور أو لاجتذاب اهتمامه إما بهدف الترويج للتزويد بسلع أو خدمات، بما فيها تلك المقدمة بتسمية فئتها، في إطار نشاط تجاري أو صناعي أو تقليدي أو فلاحي أو مهنة حرة وإما للقيام بالترويج التجاري لمقاولة عامه أو خاصة.
ولا يشمل هذا التعريف العروض المباشرة للعموم من أجل البيع أو الشراء أو تأجير منتوجات أو التزويد بخدمات مقابل أجر.
2 ـ إشهارا غير معلن عنه: التقديم بالصوت أو بالصورة بطريقة صريحة أو بأي إيحاء ضمني لسلع أو خدمات أو اسم أو علامة أو أنشطة منتج سلع أو مقدم خدمات في البرامج إذا كان هذا التقديم يتم بطريقة مقصودة من طرف متعهد الاتصال السمعي البصري لهدف إشهاري غير مفصوح عنه ومن شأنه أن يوقع الجمهور في الخطأ حول طبيعة العرض. ويعتبر التقديم مقصودا لاسيما إذا كان بمقابل مالي أو غيره.
3 ـ إشهـارا ممنوعـــا:
أ) الإشهار الذي يحتوي على عناصر للتمييز بسبب العرق أو الجنس أو الجنسية أو الديانة أوعلى مشاهد تحط من كرامة الإنسان أو تمس بحقوقه أو مشاهد العنف أو تحريض على سلوكات مضرة بالصحة و بسلامة الأشخاص والممتلكات أو بحماية البيئة؛
ب)الإشهار ذو طابع سياسي؛
ج) الإشهار الذي يتضمن مزاعم وبيانات أو تقديمات مغلوطة أو من شأنها أن توقع المستهلكين في الخطأ؛
د) الإشهار الذي من شأنه أن يلحق ضررا معنويا أو بدنيا بالقاصرين والذي يهدف بالخصوص إلى ما يلي:
• تشجيع القاصرين بصفة مباشرة على شراء منتوج أو خدمة عن طريق استغلال قلة تجربتهم أو سذاجتهم أو حثهم بصفة مباشرة على إقناع آبائهم أو الأغيار لشراء المنتوجات أو الخدمات المعنية؛
• استغلال أو زعزعة الثقة الخاصة للقاصرين إزاء آبائهم ومعلميهم والأشخاص الذين لهم سلطة شرعية عليهم؛
• تقديم قاصرين في وضعية خطيرة دون سبب مشروع.
ه) الإشهار الذي يتضمن بأي شكل من الأشكال بيانات من شأنها أن توقع المواطنين في الخطأ أو تخرق حقهم في سرية المعلومات المتعلقة بحالتهم الصحية أو تتضمن بيانات كاذبة عن الصحة أو تحثهم على الممارسة غير القانونية لمهنة الطب أو ممارسة الشعوذة؛
و) الإشهار الذي يتضمن تشهيرا بمقاولة أو منظمة أو نشاط صناعي أو تجاري أو فلاحي أو خدماتي أو منتوج أو خدمة سواء من خلال محاولة تعريضه لاحتقار الجمهور أو سخريته أو بأي وسيلة أخرى.

4 ـ رعـايـــة: كل مساهمة لمقاولة عامة أو خاصة في تمويل برامج بهدف ترويج اسمها أو علامتها أو صورتها أو نشاطاتها أو إنجازاتها.
5 ـ إشهـارا غيـر تجـاري: كل خطاب يبث بمقابل مالي أو غيره والذي تتوفر فيه الشروط التالية:
أ ) أن يبث بهدف خدمة الصالح العام؛
ب) أن يطلبه شخص عمومي كيفما كان شكله أو هيئة غير تجارية موضوعة تحت مراقبة أو وصاية السلطات العمومية أو تكون تابعة لها أو من طرف هيئة دولية خاضعة للقانون العام أو الخاص أو منظمة أو جمعية مهنية أو اجتماعية أو ثقافية أو علمية أو رياضية؛
ج) ألا يتضمن أي إشارة إلى علامة منتوج أو خدمات أو أي تلميح إلى تلك العلامة سواء من خلال شكل الخطاب أو مطابقته مع خطاب مماثل ولكن يتضمن ذلك التلميح. ولا يمكن أن تقدم المنتوجات أو الخدمات إلا تحت اسم الفئة التي تنتمي إليها؛
د) ألا يذكر اسم أي مقاولة أو أي شخص معنوي غير تلك المشار إليها في ب) أعلاه وألا يتضمن تلميحا إليها سواء من خلال شكل الخطاب أو مطابقته مع خطاب مماثل ولكن يتضمن ذلك التلميح.
6 ـ إشهـارا ذاتيـا: كل خطاب يبث بمبادرة من متعهد للاتصال السمعي البصري والذي يتوخى منه ترويج برامجه أو منتوجات مرتبطة بها مشتقة مباشرة من تلك البرامج والمعدة صراحة لتمكين الجمهور من الاستفادة من جميع امتيازات تلك البرامج أو المشاركة فيها.
7 ـ تسويقـا تلفزيـا: بث تلفزي لعروض مباشرة للجمهور من أجل التزويد بمنقولات أو عقارات أو خدمات أو حقوق والتزامات مرتبطة بها مقابل أداء.

البـــاب الثانـــي
مبادئ عامـة
المــادة 3
الاتصال السمعي البصري حر.
تمارس هذه الحرية في احترام كرامة الإنسان وحرية الغير وملكيته والتنوع والطابع التعددي للتعبير في جميع أشكاله من تيارات الفكر والرأي وكذا احترام القيم الدينية و الحفاظ على النظام العام والأخلاق الحميدة و متطلبات الدفاع الوطني. كما تمارس هذه الحرية في إطار احترام متطلبات المرفق العام والإكراهات التقنية الراجعة إلى وسائل الاتصال وكذا ضرورة تنمية صناعة وطنية للإنتاج في المجال السمعي البصري.

المــادة 4

تقوم شركات الاتصال السمعي البصري بإعداد برامجها بكل حرية مع مراعاة الحفاظ على الطابع التعددي لتيارات التعبير. وهي تتحمل كامل مسؤولياتها عن تلك البرامج.

المــادة 5

يعتبر طيف الترددات الراديوكهربائية جزءا من الملك العام للدولة.
ولا يمكن استعمال الترددات الراديوكهربائية السمعية البصرية إلا من لدن الحاملين لترخيص أو إذن مسلم لهذا الغرض من طرف الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري المحدثة بموجب الظهير الشريف رقم 1.02.212 الصادر في 22 من جمادى الآخرة 1423 (31 أغسطس 2002) ، والمسماة بعده ب"الهيئة العليا". ويعتبر استعمال هذه الترددات نوعا من الاحتلال الخاص للملك العام للدولة. ويخضع هذا الاستعمال للنصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل في هذا المجال ولمقتضيات هذا القانون.
تقوم الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، وفق الشروط الواردة في النصوص التنظيمية الجاري بها العمل، بتخصيص أشرطة الترددات أو الترددات الراديوكهربائية المخصصة لفائدة قطاع الاتصال السمعي البصري في المخطط الوطني للترددات المعد من طرف الحكومة.
تقوم الهيئة العليا بتعيين الترددات الراديوكهربائية السمعية البصرية لمتعهدي الاتصال السمعي البصري بناء على موافقة الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات. ويتم ذلك مقابل دفع إتاوة تؤدى وفقا للنصوص التنظيمية الجاري بها العمل.
تتولى الهيئة العليا بتنسيق مع الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات المراقبة التقنية لاستعمال الترددات الراديوكهربائية المعينة لمتعهدي الاتصال السمعي البصري.

المــادة 6

يمكن للهيئة العليا، بتنسيق مع الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، أن تقوم بما يلي:
- تغيير الترددات أو مجموعات الترددات المخصصة لمتعهدي الاتصال السمعي البصري عندما تتطلب ذلك إكراهات تقنية ولا سيما من أجل توحيد الترددات المستعملة في قطاع الاتصال السمعي البصري تطبيقا لقواعد الاتحاد الدولي للاتصالات ويجب أن يكون هذا التغيير أو السحب بقرار معلل؛
- سحب بعض الترددات من متعهدي الاتصال السمعي البصري إذا لم تعد تلك الترددات ضرورية لهم من أجل القيام بالمهام المحددة لهم في دفاتر تحملاتهم ؛
- تخصيص على وجه الأولوية لفائدة الشركات الوطنية، المنصوص عليها في القسم الثالث من هذا القانون، استعمال -الترددات الإضافية التي قد تكون ضرورية للقيام بمهام المرفق العام المنوطة بها.
يجب أن تتم التغييرات في تخصيص الترددات دون انقطاع في الخدمات ودون إلحاق الضرر بجودة استقبال البرامج.

المــادة 7

لأجل تطبيق هذا القانون والنصوص المتخذة لتطبيقه، تعتبر كل خدمة تبث عن طريق الشبكة الهرتزية الأرضية وتبث في الوقت نفسه بصفة كاملة بواسطة الأقمار الإصطناعية ( الساتل)، على أنها خدمة واحدة تبث عن طريق الشبكة الهرتزية الأرضية.

المــادة 8
يجب على متعهدي الاتصال السمعي البصري :
- تقديم أخبار متعددة المصادر وصادقة ؛
- تشجيع الإبداع الفني المغربي وتشجيع إنتاج القرب؛
- تقديم الأحداث بحياد و موضوعية دون تفضيل أي حزب سياسي أو مجموعة ذات مصالح أو جمعية ولا أي إيديولوجية أو مذهب، ويجب أن تعكس البرامج، بإنصاف، تعددها وتنوع الآراء. ويجب أن تبين وجهات النظر الشخصية والتعاليق على أنها خاصة بأصحابها ؛
- العمل على استفادة أكبر عدد من جهات المملكة من تغطية كافية لبرامج الإذاعة والتلفزة؛
- إعطاء الأفضلية للإنتاج السمعي البصري الوطني أثناء إعداد شبكة برامجهم؛
- اللجوء إلى أقصى حد إلى الموارد البشرية المغربية لإبداع الأعمال السمعية البصرية وتقديم برامجهم ما عدا إذا تعذر ذلك بسبب طبيعة الخدمة ولا سيما فيما يخص محتواها أو شكلها الخاص أو استعمال لغات أخرى فيها.
- احترام القوانين والتنظيمات المتعلقة بحقوق المؤلفين والحقوق المجاورة.

المــادة 9

دون الإخلال بالعقوبات الواردة في النصوص الجاري بها العمل يجب ألا يكون من شأن البرامج وإعادة بث البرامج أو أجزاء من البرامج:
- الإخلال بثوابت المملكة المغربية كما هي محددة في الدستور ومنها بالخصوص تلك المتعلقة بالإسلام وبالوحدة الترابية للمملكة و بالنظام الملكي؛
- المس بالأخلاق العامة؛
- تمجيد مجموعات ذات مصالح سياسية أو عرقية أو اقتصادية أو مالية أو إيديولوجية أو فلسفية أو خدمة مصالحها وقضاياها الخاصة فقط؛
- الحث على العنف أو التمييز العنصري أو على الإرهاب أو العنف ضد شخص أو مجموعة من الأشخاص بسبب أصلهم أو انتمائهم أو عدم انتمائهم إلى سلالة أو أمة أو عرق أو ديانة معينة؛
- التحريض على نهج سلوك يضر بالصحة أو سلامة الأشخاص والممتلكات أو حماية البيئة؛
- الاحتواء بأي شكل من الأشكال على ادعاءات وبيانات أو تقديمات خاطئة أو من شأنها أن توقع المستهلكين في الخطأ
- إلحاق الضرر بحقوق الطفل كما هي متعارف عليها دوليا.

المــادة 10
يلزم متعهدو الاتصال السمعي البصري ببث ما يلي:
- إنذارات السلطات العمومية بدون تأخير وكذا البلاغات المستعجلة الهادفة إلى الحفاظ على النظام العام؛
- بعض التصريحات الرسمية بطلب من الهيئة العليا مع منح السلطة العمومية المسؤولة عن ذلك التصريح، عند الاقتضاء، حصة زمنية ملائمة للبث. وتتحمل السلطة التي تطلب بث التصريح مسؤوليتها عنه؛
- بث بيان حقيقة أو جواب بطلب من الهيأة العليا، و ذلك بناءا على طلب من كل شخص لحق به ضرر من جراء بث معلومة تمس بشرفه أو يبدو أنها تخالف الحقيقة.

المــادة 11

يلزم كل متعهد للاتصال السمعي البصري يبرم مع الأغيار عقدا يضمن له بث أحداث عامة ضمن برامجه أن يسمح لمتعهدين آخرين، عند طلبهم، بتقديم تقارير عنها أو أن يزودهم بمقتطفات من اختيارهم وفق شروط معقولة أو هما معا.
يمكن للهيئة العليا أن تحد أو تحظر كل نوع من العقود أو الممارسات التجارية إذا كانت تعيق على الخصوص المنافسة الحرة وولوج المواطنين إلى أحداث ذات طابع وطني أو عمومي.

القســــم الثانـــــي
النظـام القانونـي للاتصال السمعي البصري الخاص
البـــاب الأول
أحكـام عـامة

المــادة 12

لا تطبق أحكام هذا القسم على إحداث واستغلال شبكات لبث خدمات للاتصال السمعي البصري في ملكية الدولة.

المــادة 13

يخضع لترخيص وفق الأشكال المحددة في هذا القسم إحداث أواستغلال لبث خدمات الاتصال السمعي البصري او هما معا ولا سيما عبر:
- شبكة هرتزية أرضية؛
- و الأقمار الاصطناعية (الساتل)؛
- وشبكات الكابل لتوزيع خدمات الاتصال السمعي البصري؛
- وكل وسيلة تقنية أخرى.

المــادة 14
يخضع لإذن وفق الأشكال المحددة في هذا القسم:
- بث برامج سمعية بصرية من طرف منظمي تظاهرات لمدة محدودة وذات طابع ثقافي أو تجاري أو اجتماعي مثل المهرجانات والمعارض والمعارض التجارية وتظاهرات التماس الإحسان العمومي؛
- إحداث واستغلال شبكات للاتصال السمعي البصري قصد التجربة؛
- توزيع خدمات للاتصال السمعي البصري ذات الولوج المشروط بواسطة الأقمار الاصطناعية (الساتل) من طرف متعهدين لا يوجد مقرهم بالتراب الوطني.

المــادة 15

لا يخضع المتعهدون الحاصلون على ترخيص بموجب أحكام المادة 13 أعلاه لنظام الأذون.

المــادة 16

يخضع للتصريح إحداث واستغلال الشبكات من أجل بث خدمات الاتصال السمعي البصري بواسطة الشبكة الهرتزية الأرضية أو بواسطة الأقمار الاصطناعية ( الساتل )أو بهما معا والتي يتم التقاطها بصورة عادية بالمنطقة ولكن يتم إيصالها إلى مجموعة من المساكن ولا سيما بواسطة أجهزة تمكن المساكن من استقبال برامج انطلاقا من تجهيزات للاستقبال الجماعي والتوزيع الداخلي في إقامة أو مجموعة من الإقامات.

المــادة 17

لا يمكن أن تسلم التراخيص والأذون إلا إلى طالبيها الذين يلتزمون باحترام المقتضيات العامة التالية علاوة على أحكام هذا القانون:
- الحيلولة دون التداخلات التي يمكن أن تترتب على استعمال التقنيات الأخرى للمواصلات؛
- الاستعمال المشترك المحتمل للمنشآت ومواقع أجهزة الإرسال عندما تكون لهذه التجهيزات قدرة كافية. و يتم تحديد الشروط المتعلقة بهذا الاستعمال بموجب اتفاقيات بين متعهدي الاتصال السمعي البصري.
وعلاوة على ذلك، يجب على طالبي الترخيص أن يلتزموا باحترام بنود دفتر للتحملات تعده الهيئة العليا في إطار أحكام المادة 26 من هذا القانون والذي يبين مجموع الشروط الإدارية والتقنية والمالية للترخيص بالنظر إلى كل فئة من الخدمة وما إذا كان وضع الخدمات رهن إشارة الجمهور يتم بواسطة الإذاعة أو التلفزة بالواضح أو بالولوج المشروط أو يكون بمقابل مالي يدفعه المستعملون أو دونه أو حسب المساحة والأهمية الديموغرافية للمنطقة الجغرافية التي يغطيها البث.

البـــاب الثانـي
الترخيــص

المــادة 18

يجب على المترشح لطلب الترخيص استيفاء الشروط التالية:
- أن يكون شركة مساهمة خاضعة للقانون المغربي وتكون الأسهم الممثلة لرأسمالها اسمية؛
- أن يكون من بين مساهميه على الأقل متعهد مؤهل، شخص ذاتي أو معنوي، تكون له تجربة مهنية جلية في مجال الاتصال السمعي البصري والذي يجب أن يمتلك أو يلتزم بامتلاك على الأقل 10 % من رأس مال الشركة وحقوق التصويت فيها. غير أن المتعهد المؤهل لا يمكن أن يكون مساهما في شركة أخرى يكون لها نفس الغرض ؛
- ألا يضم مساهما يكون في وضعية تسوية قضائية أو تصفية قضائية؛
- أن يلتزم بالاحتفاظ بمساهمة قارة في رأس المال تتألف إما من مساهم واحد يمتلك51% من الأسهم وحقوق التصويت في الشركة أو من عدة مساهمين يربطهم تحالف للمساهمين.وتحدد مدة هذا الالتزام في دفتر التحملات.
يمنع تحت طائلة البطلان قيام أحد متعهدي الاتصال السمعي البصري حاصل على ترخيص، أو شخص ذاتي أو معنوي ينتمي إليه، بالتسيير الحر لأصل أو عدة أصول تجارية في ملكية متعهد آخر حاصل على ترخيص يكون له نفس الغرض التجاري.

المــادة 19

كل تغيير يطال توزيع حصص مساهمي صاحب الترخيص و أي تعديل ينتج عنه دخول مساهم جديد، أو هما معا يكون موضوع طلب للمصادقة يودع لدى الهيئة العليا. ويتضمن هذا الطلب جميع المعلومات المتعلقة بالعملية المزمع إنجازها.
تتأكد الهيئة العليا من أن التعديل أو التغيير ليس من شأنه أن يؤدي إلى تفويت غير مباشر للترخيص الممنوح أو أن يمس بتنوع المتعهدين في المجال السمعي البصري والإخلال بتوازن القطاع عن طريق امتلاك متبادل للأسهم
وعلاوة على ذلك، يتعين على كل شخص ذاتي أو معنوي أصبح يملك جزءا يفوق أو يساوي نسبة 5 % من رأس المال أو حقوق التصويت في الجمعية العامة لشركة حاصلة على ترخيص تطبيقا لأحكام هذا القانون أن يخبر بذلك الهيئة العليا داخل أجل شهر ابتداء من بلوغ هذه النسبة.

المــادة 20
لا يمكن لأي شخص ذاتي أو معنوي أن يمتلك بصفة مباشرة أو غير مباشرة أكثر من 51 % من رأسمال أو حقوق تصويت شركة حاصلة على ترخيص يتعلق بخدمة للاتصال السمعي البصري.

المــادة 21

يمكن لمتعهد للاتصال السمعي البصري يتوفر على ترخيص أو لشخص ذاتي أو معنوي ينتمي إليه أن يمتلك بصفة مباشرة أو غير مباشرة مساهمة في رأسمال شركة أو حقوق تصويت متعهد آخر حاصل على ترخيص أو هما معا يكون له نفس الغرض.غير أن المساهمة المذكورة لا يمكن أن تتجاوز 30 % من رأس المال أو حقوق التصويت ويجب ألا يكون من شأنها أن تتيح له مراقبة الشركة التي يمتلك فيها تلك المساهمة، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يسمح بها إلا إذا كانت لا تمس بمبدأ تعددية المتعهدين ولا تؤدي إلى وضع مهيمن.
لا يمكن لمتعهد للاتصال السمعي البصري يتوفر على ترخيص أو لشخص ذاتي أو معنوي ينتمي إليه، يتصرف بمفرده أو بتوافق مع مساهمين آخرين أن يتحكم في متعهد آخر حاصل على ترخيص يكون له نفس غرض الشركة.

المــادة 22
لا يجوز لمتعهد للاتصال السمعي البصري حاصل على ترخيص أن يمتلك بصفة مباشرة أو غير مباشرة بواسطة شخص ذاتي أو معنوي ينتمي إلى مساهمي المتعهد أو شخص معنوي يعتبر المتعهد من ضمن مساهميه، مساهمة في رأس مال أو حقوق التصويت أو هما معا إلا في شركة واحدة من الشركات المالكة لصحف أو منشورات دورية خاضعة للظهير الشريف رقم 1.59.378 الصادر في 3 جمادى الأولى 1378 (15 نوفمبر 1958) بمثابة قانون الصحافة والنشر.
كما أنه لا يجوز لشخص ذاتي أو معنوي يتمثل نشاطه في نشر جرائد أو منشورات دورية أن يمتلك مساهمة في رأس مال أكثر من متعهد واحد بقطاع الاتصال السمعي البصري حاصل على ترخيص.

المــادة 23
يمكن للهيئة العليا أن تصدر بطلب من السلطة الحكومية المكلفة بالاتصال إعلانات للتعبير عن الاهتمام قصد إحداث محطات إذاعية أو تلفزية خاصة.
تحدد الهيئة العليا مضمون وكيفيات الإعلان للتعبير عن الاهتمام بواسطة قرار ينشر بالجريدة الرسمية .

المــادة 24
يمنح الترخيص من لدن الهيئة العليا لكل شخص معنوي يستوفي شروط الإعلان للتعبير عن الاهتمام أو يقدم طلبا بذلك وفقا لأحكام هذا القانون. غير أنه في حالة تعدد التعبير عن الاهتمام الذي يكون الغرض منه بالخصوص عرض نفس الخدمات أو تغطية نفس المنطقة الجغرافية، يتعين على الهيئة العليا أن تلجأ إلى إعلان عن المنافسة.
في حالة تعدد الطلبات التي يكون الغرض منها بالخصوص عرض نفس الخدمات أو تغطية نفس المنطقة الجغرافية، يمكن للهيأة العليا أن تمنح ترخيصا أو عدة تراخيص بعد أن تلجأ إلى إعلان عن المنافسة.

المــادة 25
تقوم الهيئة العليا فيما يخص كل إعلان عن المنافسة بحصر نظامه بهدف ضمان موضوعيته والشفافية وعدم التمييز ويحدد هذا النظام:
- موضوع الإعلان عن المنافسة؛
- شروط المشاركة ولاسيما المؤهلات المهنية والتقنية وكذا الضمانات المالية المطلوبة من مقدمي العروض؛
- مضمون العروض الذي يجب أن يشتمل على الخصوص على ملف إداري يتضمن المعلومات المتعلقة بمقدمي العروض وملفا تقنيا يبين المتطلبات الأساسية في مجال إحداث الشبكة وتقديم الخدمة ولاسيما البرمجة والمنطقة التي ستغطيها تلك الخدمة والجدول الزمني للإنجاز والترددات الراديوكهربائية المتوفرة وشروط الولوج إلى المواقع المرتفعة التابعة للملك العام وشروط استغلال الخدمة؛
- معايير وكيفيات تقييم العروض؛
يفوز بالصفقة بقرار للهيئة العليا المرشح الذي يعتبر عرضه الأفضل بالنظر إلى مجموع بنود نظام الإعلان عن المنافسة ودفتر التحملات.

المــادة 26
يجب أن يبين دفتر التحملات على الخصوص:
1- موضوع الترخيص ومدته وكذا شروط وكيفيات تغييره وتجديده؛
2- تسمية صاحب الترخيص وشكله القانوني ومكونات رأسماله وهوية المتصرفين والمساهمين الذين يمتلكون أكثر من 5 % من رأس المال وتحالفات المساهمين المحتملة وأصل الموارد المالية ( أموال خاصة وتعريفات الخدمات المقدمة للمشتركين والإشهار والرعاية...) وتوقعات مبلغها لمدة تساوي على الأقل مدة الترخيص ؛
3- التزامات صاحب الترخيص ولاسيما فيما يتعلق بما يلي:
- إحداث الشبكة ومنها الالتزامات المتعلقة بالمنطقة التي ستغطيها الخدمة والجدول الزمني للإنجاز وكذا الإجراءات التقنية للبث أو الإرسال؛
- الاستغلال ولاسيما فصل مختلف عناصر البرامج وشروط الولوج للمواقع المرتفعة التي تعتبر جزءا من الملك العام وشروط وكيفيات وضع كابلات الإشارات؛
- المدة والمميزات العامة للبرامج ولاسيما حصة الإنتاج الخاص بالمتعهد وحصة وشروط إدراج الإعلانات الإشهارية و حصة البرامج التي تكون موضوع رعاية وبرامج التسويق التلفزي؛
- بث الرسائل الرسمية ذات المصلحة العامة؛
- الالتزامات الدولية التي تعهد بها المغرب ولاسيما في إطار التعاون الدولي في مجال الاتصال السمعي البصري؛
- احترام النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة؛
- اللجوء بالأولوية إلى الموارد البشرية المغربية؛
- المقابل المالي لمنح الترخيص؛
- الأتاوى؛
- متطلبات الدفاع الوطني والأمن العام.
4- حقوق صاحب الترخيص ولاسيما ما يتعلق منها:
- بالترددات؛
- باحتلال الملك العام والخاص للدولة؛
- بالتمويل عن طريق الإشهار والرعاية.
5- مسك محاسبة تحليلية تمكن من تحديد الموارد وتوزيع التمويلات والاستثمارات والتكاليف والعائدات ونتائج كل خدمة مقدمة؛
6- احترام المتطلبات التقنية الضرورية في مجال الجودة وتنفيذ الخدمة؛
7- شروط استعمال الموارد الراديوكهربائية ولاسيما فيما يخص مميزات الإشارات المبثوثة وتجهيزات الإرسال والبث المستعملة والشروط التقنية المتعلقة بتعدد الربط بين القنوات ومميزات التجهيزات المستعملة ومكان الإرسال وبالحد الأقصى للقوة الظاهرة المبثوثة؛
8- تزويد الهيئة العليا بالمعلومات الضرورية لوضع وتتبع مخطط انتشار شبكات الاتصال السمعي البصري ولاسيما الرسم البياني للشبكة ولائحة الأماكن التي تم مدها بالشبكة وعدد القنوات المستعملة وعدد المشتركين في حالة نظام الآداء وكيفيات الولوج إلى البرامج المشفرة وكذا لائحة ومصادر البرامج المبثوثة؛
9- كيفيات تغيير بعض مقتضيات الترخيص من طرف الهيئة العليا قبل انصرام مدة صلاحيته إذا كانت الشروط الواقعية أو القانونية قد تغيرت وإذا كان التغيير ضروريا للاستجابة للتطور التقني وعند الاقتضاء من أجل توسيع النشاط ؛
10- شروط اللجوء إلى الإشهار والتسويق التلفزي والرعاية والمساندة؛
11- حجم و شروط بث الإنتاج الوطني و الأعمال السينمائية والسمعية البصرية المغربية والأجنبية؛
12- فصل مختلف العناصر المتعلقة بالبرامج (الأخبار وأفلام الخيال والأفلام الوثائقية ومجلات الإبداع والروايات والبرامج البيداغوجية والتعليمية والمسلسلات والروبورتاجات الطويلة وأحداث المجتمع والموسيقى والمنوعات والبرامج القصيرة) بالعربية أو بالأمازيغية أو باللهجات المغربية أو باللغات الأجنبية؛
13- المساهمة في تنمية الإنتاج السمعي البصري الوطني. وتحدد بنص تنظيمي كيفيات وتقييم مساهمة
المتعهدين في تنمية الإنتاج السمعي البصري الوطني؛
14 - الجزاءات التعاقدية بسبب عدم احترام بنود دفتر التحملات.
توجه الهيئة العليا نسخة من دفتر التحملات المذكور إلى السلطة الحكومية المكلفة بقطاع الاتصال على سبيل الإخبار.

المــادة 27
يمكن لمقاولات الاتصال السمعي البصري التي تستوفي أحكام القانون رقم 94. 19 الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1. 95 . 1 بتاريخ 24 من شعبان 1415 (26 يناير 1995)، أن تقدم طلبا للحصول على ترخيص لإحداث و استغلال خدمة بث إذاعي أو تلفزي أو هما معا عبر الأقمار الاصطناعية ( الساتل) انطلاقا من التراب الوطني تقام من منطقة حرة للتصدير خاضعة للقانون رقم 94-19 المذكور أعلاه. وتستفيد هذه المقاولات فيما يتعلق بنشاطها في مجال الاتصال السمعي البصري من مجموع الامتيازات المنصوص عليها في القانون المشار إليه أعلاه رقم94-19.
تقوم الهيئة العليا بدراسة الطلبات المذكورة.

المــادة 28
يعتبر الترخيص الممنوح وفقا لأحكام المادة 27 أعلاه من لدن الهيئة العليا بمثابة موافقة على دفتر التحملات الذي يحدد بالخصوص شروط الإحداث والاستغلال الخاصة بهذه الفئة من المقاولات والخدمات ومدة الترخيص وكيفيات تجديده وكذا العقوبات المطبقة في حالة عدم احترام شروط الاستغلال السالفة الذكر.

البــــاب الثالــــث
الإذن والتصـريح
الفصــل الأول
الإذن

المــادة 29
يمكن للهيئة العليا ما عدا في فترة الحملة الانتخابية أن تمنح أذونا للبث الإذاعي أو التلفزي أو هما معا لمنظمي التظاهرات المحدودة المدة ذات هدف ثقافي أو تجاري أو اجتماعي مثل المهرجانات والمعارض والمعارض التجارية وتظاهرات التماس الإحسان العمومي.
ويحدد الإذن على وجه الخصوص شروط الإحداث والاستغلال الخاصة بهذه الفئة من الخدمات وكذا الجزاءات المالية المطبقة في حالة عدم احترام الشروط المذكورة.
يجب أن تكون للخدمة السمعية البصرية المأذون بها علاقة مباشرة بترويج الغرض من التظاهرة.
يتوقف أثر الإذن بقوة القانون عند اختتام التظاهرة وفي جميع الحالات في الأجل المحدد في الإذن.

المــادة 30
يجب إيداع طلبات الإذن بإحداث واستغلال شبكات الاتصال السمعي البصري على سبيل التجربة شهرين (2) على الأقل قبل التاريخ المحدد للشروع في الخدمة.
يجب أن تبين هذه الطلبات المعلومات المتعلقة بصاحب الطلب وكذا مؤهلاته المهنية والتقنية ونوع مقاولة الاتصال السمعي البصري المزمع إحداثها ومواصفات الإشارات وتجهيزات البث المستعملة والإحداثيات الجغرافية لموقع الإرسال والتغطية المرتقبة والالتزام باحترام الإطار التشريعي والتنظيمي الجاري به العمل.

المــادة 31
لا يمكن إحداث المحطات موضوع الإذن المشار إليه في المادة أعلاه إلا لفترة أقصاها ستة أشهر. ولا يمكن تمديد هذه الفترة.
يجب ألا تتجاوز مدة إحداث محطة بنفس الموقع شهرين. ويجب ألا تتجاوز مدة الإرسال خمسة عشر (15) يوما متتالية خلال الفترة المذكورة.

المــادة 32
يحدد الإذن المسلم من لدن الهيئة العليا مدة صلاحيته والترددات المخصصة مؤقتا وفقا للنصوص التنظيمية الجاري بها العمل والتزامات صاحب الطلب وخاصة احترام المبادئ العامة المحددة في هذا القانون والمصاريف المستحقة عن استعمال الترددات الراديوكهربائية.
لا يعطي منح الإذن الحق في بث برامج موجهة للعموم.

المــادة 33
تحدد الهيئة العليا بواسطة قرار كيفيات إيداع الطلبات وشروط تسليم الأذون المنصوص عليها في هذا الباب.

المــادة 34
يمكن للشركات التي توزع خدمات سمعية بصرية ذات الولوج المشروط بواسطة الأقمار الاصطناعية (الساتل )والتي لا تتوفر على مقر فوق التراب الوطني أن تسوق خدماتها شريطة أن تكون ممثلة بالمغرب بشركة لتوزيع الخدمات حاصلة على إذن لتسويق أنظمة الولوج المشروط.

المــادة 35
يتم إيداع طلب الإذن لتسويق الخدمة المنصوص عليها في المادة السابقة لدى الهيئة العليا من طرف الشركة التي تمثل الشركة الموزعة.
ويجب أن يرفق الطلب المذكور بملف يتضمن ما يلي:
- هوية الشركة الموزعة والتشريع الوطني الذي يخضع له نشاطها؛
- هوية وجنسية متصرفيها أو المسؤولين عن الشركة؛
- تكوين رأسمال الشركة الموزعة؛
- الاتفاق بين الشركة الموزعة ومن يمثلها؛
- تكوين وهيكلة الخدمة المعروضة وكيفيات تسويق هذه الخدمات؛
- مقتضيات بيع الوصلات الإشهارية عند الاقتضاء.

المــادة 36
تسلم الهيئة العليا الإذن وتحدد مضمونه ومدته وكيفيات تجديده وإجراءات المراقبة والجزاءات المالية في حالة عدم احترام بنود الإذن.
يسلم الإذن الذي يأخذ بالإعتبارتنمية العرض الوطني واحترام قواعد المنافسة الشريفة والالتزامات المالية للشركة طالبة الإذن.
ويقرن الإذن بكفالات مالية يجب أن تقدمها الشركة المكلفة بتسويق الخدمات فوق التراب الوطني قصد ضمان التزامات الشركة الموزعة للخدمة.

الفصـــل الثـــاني
التصريــح

المــادة 37
يودع التصريح المشار إليه في المادة 16 أعلاه لدى الهيئة العليا من لدن المنعش العقاري أو مالك البناية أو الوكيل أو من ينوب عنهم و ذلك مقابل وصل يسلم في الحال. ويجب أن يتضمن التصريح البيانات التالية :
- كيفيات الشروع في الخدمة؛
- التغطية الجغرافية؛
- شروط الاستفادة من الخدمة؛
- طبيعة ومضمون الخدمة المقدمة.
يمكن للمدير العام بالهيئة العليا أن يفوض السلطات المحلية لتكلف أعوانها للقيام بكل مراقبة يراها ضرورية قصد التأكد من صدق التصريح المذكور ومن مطابقة الشبكة و الخدمة المقدمة المصرح بها لأحكام هذا القانون والنصوص الجاري بها العمل .

البـــاب الرابــــع
أحكـام مشتركـة

المــادة 38
يكون منح الترخيص أو الإذن موضوع تقرير يبلغ إلى العموم من طرف الهيئة العليا.
ينشر بالجريدة الرسمية قرار منح الترخيص ودفتر التحملات المتعلق به أو قرار منح الإذن.

المــادة 39
تجدد ضمنيا التراخيص والأذون الممنوحة، ما عدا:
- إذا كانت الوضعية المالية لصاحبها لا تسمح له بمواصلة الاستغلال في ظروف مرضية ؛
- إذا كانت العقوبات المتخذة في حق صاحبها تجعل من غير المناسب تجديد الترخيص أو الإذن.
ويجب، في هاتين الحالتين، على المتعهد المعني بالأمر أن يوقف فورا البث ويفك عناصر شبكته داخل أجل لا يتجاوز ستة أشهر(6) ابتداء من تاريخ تبليغ قرار عدم التجديد؛
- إذا صدر قرار صريح بالرفض من طرف الهيئة العليا التي تخبر المتعهد المعني بالقرار قبل انصرام مدة صلاحية الترخيص أو الإذن وداخل أجل معقول. وفي هذه الحالة، يجب على المتعهد المعني أن يوقف البث عند انتهاء المدة الأصلية للترخيص أو الإذن. وتحدد الهيئة العليا في قرارها برفض التجديد أجلا معقولا يتعين على المتعهد المعني أن يقوم خلاله بتفكيك شبكته.

المــادة 40
يجوز للهيئة العليا، عند تجديد الترخيص أو الإذن، أن تغير الترددات المخصصة ولاسيما إذا كان الغرض الذي خصصت من أجله قد تغير أو أن استعمالها من قبل المتعهد المعني بالأمر قد نتجت عنه صعوبات تقنية.

المــادة 41
يجب أن يكون قرار عدم التجديد أو السحب أو هما معا معللا.
لا ينتج عن هذا القرار أي تعويض حينما يكون بسبب خرق خطير لأحكام هذا القانون ولبنود دفتر التحملات.
ينتج عن عدم احترام أجل التفكيك مصادرة الشبكة لفائدة الدولة، وعند الاقتضاء بيعها بالمزاد العلني

المــادة 42
تكون التراخيص والأذون المسلمة شخصية. ولا يمكن تفويتها كليا أو جزئيا للغير إلا بقرار من الهيئة العليا.
يوجه طلب التفويت، ثلاثة أشهر على الأقل قبل إنجازه، إلى الهيئة العليا التي تتولى دراسته ، خصوصا بالنظر إلى متطلبات الحفاظ على تنوع وتعددية القطاع والمؤهلات المهنية والتقنية وكذا الضمانات المالية المطلوبة وقدرات المفوت إليه من حيث الاستمرار في احترام مجموع بنود الترخيص أو الإذن.
يجب أن يكون كل رفض لطلب التفويت معللا.

المــادة 43
تطبق الهيئة العليا أحكام المادتين 16 و17 من الظهير الشريف رقم 212-02-1 الصادر في 22 من جمادى الآخرة 1423 (31 أغسطس 2002) القاضي بإحداثها في حق صاحب ترخيص أو إذن لعدم احترامه الشروط التي تمليها عليه النصوص التشريعية والتنظيمية وكذا بنود دفتر التحملات.

المــادة 44
يترتب على كل منح ترخيص أو تجديده استخلاص إتاوة سنوية عن تعيين الترددات الراديوكهربائية السمعية البصرية وفقا للنصوص التنظيمية الجاري بها العمل.

المــادة 45
تقوم الهيئة العليا، بتنسيق مع الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، بوضع وتحيين مخططات شبكات الإرسال. وتبين هذه المخططات الموضوعة على أساس المعلومات التي تقدمها بصفة منتظمة شركات الاتصال السمعي البصري، القدرات التقنية للبث بواسطة الشبكة الهرتزية للبرامج الإذاعية والتلفزية على المستوى الوطني والمحلي.
يجب أن توضع المعلومات المذكورة رهن إشارة الهيئة العليا وفق الأشكال والطرق والدعامات وترددات البث التي تحددها.

القســــم الثــــالـــــث :
القطاع العمومي للاتصال السمعي البصري

البـــاب الأول:
الأهــداف

المــادة 46
يتولى القطاع السمعي البصري العمومي في إطار المصلحة العامة مهام المرفق العام الهادفة إلى الاستجابة لحاجيات الإعلام والثقافة والتربية والترفيه عن الجمهور بواسطة الشركات الوطنية للاتصال السمعي البصري العمومي.
ولهذا الغرض، تهدف الشركات الوطنية للاتصال السمعي البصري العمومي، كل واحدة منها حسب خاصياتها، إلى إعداد وبرمجة مواد تبث في مجموع التراب الوطني، وعند الاقتضاء، على الصعيد الجهوي والدولي.
و تقدم الشركات برمجة ذات مرجعية عامة ومتنوعة موجهة إلى أكبر فئة من الجمهور تستند إلى الحضارة المغربية الإسلامية العربية الأمازيغية وإلى قيم الديمقراطية و الحرية و الانفتاح و التسامح و الحداثة. كما تشجع الشركات إبداع إنتاجات متميزة وتوفر إعلاما وطنيا ودوليا.
ويمكن أن يشمل ذلك توفير قنوات متخصصة (موضوعاتية) وجهوية وكذا خدمات تفاعلية.
وتشجع الشركات التعبير الجهوي في محطاتها اللامركزية.
وتقوم الشركات بإبراز قيمة التراث والإبداع الفني وتساهم في إشعاع الثقافة والحضارة المغربيتين بواسطة برامج موجهة إلى المغاربة المقيمين بالخارج والمشاهدين الأجانب.
ولا يمكنها التخلي لفائدة الغير عن المهام المنوطة بها بموجب القانون.
وتقوم الشركات بممارسة أنشطتها في إطار احترام دفتر تحملاتها.

المــادة 47
يراد بالشركات الوطنية للاتصال السمعي البصري في مدلول هذا القانون متعهدو الاتصال السمعي البصري المكونون في شكل شركات مساهمة تمتلك الدولة أغلبية رأسمالها أو كله ويكون غرضها تنفيذ سياسة الدولة في مجال التلفزة أو الإذاعة أو البث التلفزي أو الإنتاج أو الإشهار.
ويمكنها أن تنشئ وفقا للتشريع المتعلق بشركات المساهمة شركات تابعة يكون غرضها الخاص ممارسة نشاط أو عدة أنشطة من تلك المشار إليها في الفقرة أعلاه.
ويمكنها كذلك أن تتكتل في شكل مجموعة شركات.
ويمكن للدولة أن تحدث أي شركة وطنية أخرى في إطار المادة 8 من القانون رقم 39.89 المأذون بموجبه في تحويل منشآت عامة إلى القطاع الخاص.

المــادة 48
يجب على الشركات الوطنية للاتصال السمعي البصري العمومي احترام دفتر للتحملات تحدد فيه التزاماتها الخاصة.
ويجب أن ينص دفتر التحملات بالخصوص على الشروط التي يتم وفقها القيام بمهام المرفق العمومي من لدن الشركات المذكورة فيما يتعلق بما يلي:
- بث الخطب والأنشطة الملكية؛
- بث جلسات ومناقشات مجلسي النواب والمستشارين؛
- بث البلاغات والخطابات ذات الأهمية البالغة التي يمكن للحكومة أن تدرجها ضمن البرامج في كل وقت وحين؛
- التقيد بتعددية التعبير عن تيارات الفكر و الرأي و الولوج العادل للهيئات السياسية والنقابية، حسب أهميتها وتمثيليتها، ولاسيما أثناء الفترات الانتخابية وذلك وفقا للنصوص التنظيمية الجاري بها العمل ؛
- برمجة ذات مرجعية عامة ومتنوعة تستهدف أكبر فئة من الجمهور، من شأنها تشجيع الإبداع المغربي في مجال الإنتاج السمعي البصري وتوفر إعلاما وطنيا ودوليا,
- التعبير الجهوي عبر محطاتها اللامركزية الموجودة على كافة التراب الوطني وبالخصوص عن طريق تشجيع إعلام القرب؛
- الرفع من قيمة التراث الوطني وتشجيع الإبداع الفني والمساهمة في إشعاع الثقافة والحضارة المغربيتين باتجاه المغاربة المقيمين بالخارج أو المشاهدين الأجانب.
- ولوج الأشخاص ضعيفي السمع إلى البرامج المبثوثة؛
- كيفيات برمجة المواد الإشهارية والحصة القصوى من الإشهار التي يمكن تقديمها من لدن مستشهر واحد؛
- شروط رعاية البرامج؛
- العقوبات ولاسيما المالية منها في حالة عدم احترام بنود دفتر التحملات؛
- نشر تقرير سنوي للعموم تحدد فيه الشركات الوطنية للإتصال كيفية تنفيذها لدفتر التحملات.

المــادة 49
تقوم الحكومة بإعداد دفاتر التحملات وتصادق عليها الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري وتنشر بالجريدة الرسمية.
وتحدد دفاتر التحملات التزامات الشركات الوطنية للاتصال السمعي البصري العمومي ولاسيما منها تلك المتعلقة بمهامها في إطار المرفق العام.
طبقا لأحكام الظهير الشريف رقم 1.02.212 الصادر في 22 من جمادى الآخرة 1423 (31 أغسطس 2002) تقوم الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري بمراقبة احترام الشركات الوطنية للاتصال السمعي البصري العمومي لبنود دفتر تحملاتها.

المــادة 50
من أجل اقتناء الأملاك العقارية الضرورية للقيام بالأنشطة التي تكتسي طابع المنفعة العامة، تمارس الشركات الوطنية للاتصال السمعي البصري العمومي بموجب تفويض حقوق السلطة العمومية في مجال نزع الملكية من أجل المنفعة العامة والاحتلال المؤقت وفقا للتشريع الجاري به العمل في هذا المجال.

المــادة 51
تبرم عقود برامج سنوية أو متعددة السنوات بين الدولة والشركات الوطنية، تحدد الأهداف المعتزم بلوغها والوسائل التي سترصد لإنجازها وذلك للاستجابة لالتزامات خاصة ولاسيما منها تغطية التراب الوطني والمعايير التكنولوجية والالتزامات المتعلقة بالمضمون وبتقديم الخدمات المرتبطة بطبيعتها كشركات وطنية في مجال الإعلام أو التربية أو الثقافة أو البرامج الجهوية. ويجب أن يتطابق التمويل الممنوح مع الكلفة الفعلية التي يقتضيها احترام هذه الالتزامات.

المــادة52
من أجل القيام بمهام المرفق العام، تستفيد الشركات الوطنية للاتصال السمعي البصري العمومي مما يلي:
- جميع الرسوم شبه الضريبية التي يمكن أن تحدث لفائدتها وفقا للنصوص التنظيمية الجاري بها العمل؛
- مخصصات من الميزانية المبرمجة في إطار قانون المالية والتي تمنحها لها الدولة بناء على عقود – برامج مبرمة مع هذه الشركات؛
- موارد خاصة متأتية على الخصوص من تسويق إنتاجاتها ومن الإشهار والرعاية والتسويق التلفزي والخدمات الأخرى.

المــادة 53
يمكن للهيئة العليا أن توجه إعذارا إلى الشركات الوطنية للاتصال السمعي البصري قصد احترام
الالتزامات المفروضة عليها بموجب النصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل ودفتر تحملاتها.
إذا لم تستجب الشركة المعنية للإعذار الموجه إليها، يمكن للهيئة العليا أن تصدر ضدها قرارا:
- بوقف جزء من البرنامج لمدة لا تزيد على شهر
- أو بعقوبة مالية كما تم تحديدها في دفتر التحملات.
وفي جميع الحالات، تطلب الهيئة العليا من الشركة أن تقدم لها ملاحظاتها داخل أجل تحدده
https://www.snpm.org/document_open.ph...e=3&fid_cat=22









رد مع اقتباس
قديم 2012-04-02, 19:51   رقم المشاركة : 915
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة taibimed مشاهدة المشاركة
من فضلكم اريد مساعدة في بعض البحوث 1العمارة الاسلامية 2دور الجزائر في الحرب العالمية الاولى (1914-1919) 3 الصحافة السمعية البصرية 4 الدولة الفاطمية 5 علاقة الفلسفة بالعلوم الانسانية (علم الاجتماع -علم النفس- علم التاريخ) اريد المراجع و المصادر
العمل الصحفي السمعي البصري : أية كاميرا، لأي خطاب؟!
الاتحاد الاشتراكيالاتحاد الاشتراكي : 15 - 06 - 2009
»هيا. اذهبوا. انطلقوا الآن وأنجزوا هذا الروبورتاج. بعد خمس دقائق لا أريد أن أرى أحدا هنا. هذا الخطاب السلطوي يعتبر أحد الخطابات المتواترة في مهنة الصحفي. الخطاب الذي يسمعه على نسق واحد الصحفي الشاب الذي يدخل الى هيئة التحرير بعد إنهاء دراسته. فالمسؤول عن التحرير الذي يوفد بهذه الطريقة المنتسب الجديد الى هيئة التحرير، يلجأ الى هذا السلوك الفظ شيئا ما كنوع من التزريك وكنوع من الاختبار في نفس الآن لمعرفة كيف سيدبر »الوافد الجديد« أموره مع الروبورتاج«.
تلك فقرة من مقدمة كتاب عن الصحافة السمعية البصرية (1) تضمن محاور مثل: صحافة التلفزيون، كيفية مشاهدة نشرة إخبارية تلفزيونية، مهن الصحافة التلفزيونية، الروبورتاج والاستجواب والتعليق، وغيرها من الموضوعات ذات العلاقة بالصحافة السمعية البصرية. هنا بعض الخلاصات.
من، ماذا، متى، أين، كيف، لماذا؟ أن يذهب الصحفي لإنجاز روبورتاج تلفزيوني، نعم. لكن للقيام بماذا بالضبط؟ لماذا إنجاز هذا الروبورتاج وليس هذا؟ كيف وماذا نصور؟ ماهي الاسئلة المطلوب طرحها؟ كيف نكتب تعليقا وكيف نقرأه؟ باختصار كيف ننجز روبورتاجا أو مجلة تلفزيونية؟
لوقت طويل كنت أعتقد ان الاجابة عن هذه الاسئلة لم تكن موجودة إلا في الممارسة الفعلية وأن القواعد الأساسية كانت تلقن في الميدان. أليست الصحافة مهنة كل الحريات وكل الاكتشافا؟ في مواجهته للواقع، يكون صحفي الروبورتاج المصور المبتدى ملزما بإيجاد حلول. التلفزيون وسيلة إعلامية متعددة التشكيلات. له عدة أهداف: الإخبار: الترفيه والتثقيف في المعنى الواسع لهذه الكلمات. لذلك من المهم جداً أن يتم تحديد كل نوع بوضوح من أجل تمكين المشاهدين من التمييز للتو بين الإخبار والترفيه، إلخ. غير أن هذا المبدأ لم يعد يحترم إلا نادراً، بحيث ان التلفزيون يقيم اليوم التباساً في الأجناس التلفزيونية في برامجها.
يمكن تصنيف النشرات الإخبارية التلفزيونية وفقا لمعيارين: المدة والموضوعاتية. في معظم الحالات تكون لنشرة تلفزيونية نفس البنية الأساس: مقدم النشرة وموضوعات. ما هو مختلف هي المدة بالأساس التي يكون لها تأثير كبير على المنتوج النهائي.
لوقت طويل سخر الصحفيون في الصحافة المكتوبة من زملائهم في التلفزيون مؤكدين انه إذا ما جمعن بين أطراف جميع التعاليق والنصوص التقديمية لنشرة أخبار تلفزيونية رئيسية سنحصل على ما يساوي عمودين في جريدة يومية مكتوبة (لوموند مثلا). كان هذا التأكيد يهدف الى إثبات أن الأخبار المتضمنة في نشرة إخبارية تكون ناقصة. إلاأن هذه المقارنة خاطئة تماما. ذلك أنه حذفنا في جريدة من حجم كبير ففي الصحافة المكتوبة (لوموند، ليبراسيون، الفيغارو، إلخ)، إذا حذفنا الجمل التوصيفية للفرد، لمكان أو لحالة، فإن الجزء الإخباري من المقال سيكون مقلصاً.
في التلفزيون تكون هناك كمية جد مهمة من المعلومات كامنة في الصور. الفقرات الإخبارية في التلفزيون تكون بصرية وكذلك سردية. وفي نشرات الإخبار تكون هذه الفقرات مقسمة على النحو التالي: كل نشرة تتوزع إلى »صفحات مهما يكن الخط التحريري للقناة، وهذه الصفحات لا تتغير (صفحات سياسي، اجتماعية، اقتصادية، وقائع اعتيادية، رياضة، ثقافة) يمكن أن تتضمنه كل صفحة إخبارية عدة موضوعات في روبورتاجات أو تيمات. تتم معالجة موضوع الخبر أو المعلومة ككتلة. يجب أن يستجيب العرض العام، الموضوع والتعيق الإضافي (Pied du sujet) (2) للأسئلة التالية: من، ماذا، متى، أين، كيف، لماذا؟
٭ الروبورتاج التلفزيوني
لدراسة هذاا لجزء بتفصيل من المفيد أن نتوفر على عداد وإذا كان ممكنا على شريط لتسجيل صور تلفزيونية. تكون مهمة العداء هي قياس لا فقط مدة الروبورتاج، ولكن كذلك مدة كل لقطة وكل استجواب. أما شريط التسجيل فيستعمل لدراسة مفصلة لتركيبة اللقطات لإعادة نقل تدريبي لمجموع النصوص المكتوبة لموضوع تمت معالجتهك البداية، التعليق، الاستجواب، التعليق الإضافي المحتمل لمقدم النشرة.
تستغرق معظم الروبورتاجات التلفزيونية حوالي 1,30 دقيقة ففي نشرة أخبار كلاسيكية (نشرة رئيسية زوالية ومسائية). في بعض الأحيان، يمكن أن تستغرق وقتا أطول (نادراً ما تستغرق 2,30 دقيقة أو أقصر (50 ثانية). أما الموضوعات الروبورتاجية الأطول فتسمى »ملف« أو »مجلة«، لأنها تطمح لمعالجة وضوعات بطريقة تتسم بالعمق. تستغغرق غالبية اللقطات حوالي 3 ثواني. وهي مدة ضرورية لكي تستوعب عين المشاهد الأخبار المتضمنة في الصورة. من ثم، فإن لقطات ذات 3 ثواني تعطي دينامية سريعة للمعلومة.
تكون اللقطات الثابتة سهلة التمثل من طرف المشاهدين، بحيث أنها تكون مريحة للعين، بينما تعاقب لقطات متحركة يعطي الإحساس بالدوار. في جانب آخر، تكون اللقطات المتضمنة لحركة أطول، فهي تتضمن أخباراً، سواء تعلق الأمر بلقطة بانورامية، أي شاملة للرؤيا (حركة الكاميرا من اليمين الى اليسار أو العكس) أو تعلق بلقطة مكبرة. تستغرق مدتها حوالي 6 الى 10 ثواني كحد أقصى. هذه اللقطات تبتدىء دائماً بمشهد ثابت (نصف ثانية) وتنتهي على نفس النحو في النشرات الإخبارية التلفزيونية ذات الطابع العام تستغرق الاستجوابات ما بين 4 ثواني و 15 ثانية كحي أقصى. أما المدة المتوسطة فهي 10 ثواني. بحيث أن الأشخاص المستجوبين يعبرون عن فكرة واحدة في كل واحد من تدخلهم. يتدخل الأشخاص المستجوبين كشخص مأذون له للتصريح بما لا يمكن للصحفي أن يقوله هو نفسه. ويكون هؤلاء الأشخاص متموقعين في سياق بصري مطابق لمهنتهم (طبيب، محامي، سائق، إلخ، كل بلباسه المهني).
ثمة بعض الأخبار والمعلومات تكرر من طرف مقدم النشرة والمعلق، لأن سردها ينتظم على نمط قريب من نمط قصاصة وكالة إخبارية. الانطلاقة تكون شبيهة بمقدمة قصاصة تغطي في سطرين أهم ما في الخبر قبل أن يتم تفصيله في نص القصاصة. يخصص مقدم النشرة بضع ثوان لإطلاق الخبر الذي يقوم بتفصيله من طرف المعلق، الصور واستجوابات الروبورتاج. وتلخص جملة ختم الروبورتاج الصفحة المخصصة لموضوع. فإذا كان مقدم النشرة هو الذي يوطىء للروبوتاج، فإن الصحفي الذي أنجزه هو الذي يكون في غالب الأحيان سيد الخلاصة.
هناك مسألة أخرى وهي العمل الصحفي خارج نشرة الإخبار. إذ نجد أن عدداً مهماً من الصحفيين في التلفزيون يمارسون مهنتهم دون التعاون مع نشرة أخبار تلفزيونية. نجد هؤلاء في ثلاث مجالات: المجلة التلفزيونية، تقديم وتنشيط النقاشات التلفزيونية، التأطير. يعتبر معدو المجلات التلفزيونية محررين محققين وصحفيين يشتغلون على الصورة وبواسطتها عملهم مماثل لزملائهم في النشرات الإخبارية. لكن عملهم لا يخضع لضغط الوقت. معظم هؤلاء يعملون عن طريق تعويض عما ينجزونه لصالح شركات إنتاج تقدم أشرطة جاهزة لبرامج الأخبار في القنوات.
وهناك مقدمو ومنشطو النقاشات وكثير منهم يتخصص في هذا النوع من العمل الصحفي، وغالبا ينتمون لهيئة تحرير القناة، عملهم يتطلب تمكناً جيداً من آليات إجراء الحوارات. في بعض القنوات يصبح صحفيون مؤطرين لشركات تلفزيونية أو إنتاجية وأطراً داخلها.
هامش:
(1) كتاب (Le journalisme Audiovisuel) لمؤلفه بول استيفان مانيي، 224 صفحة.
(2) (Pied du sujet) تعني هذه العبارة التعليق الإضافي الذي يسرده مقدم نشرة أخبار تلفزيونية بعد موضوع تم عرضه من طرف زميل له.

https://www.maghress.com/alittihad/91771









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مرجع, يبدة, ساساعده


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 03:49

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc