مواضيع المنظومة التربوية( مسابقة المدراء) - الصفحة 6 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات إنشغالات الأسرة التربوية > منتدى الانشغالات الادارية والنصوص التشريعية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مواضيع المنظومة التربوية( مسابقة المدراء)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-10-11, 12:45   رقم المشاركة : 76
معلومات العضو
مراد بو
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

ربما تحتاجون هذه المعلومات لاني ارى الطلب عليها كثير وهي منقولة

● ـ أبرز مهام مدير المدرسة تجاه وسائل الاتصال التعليمية .

* ـ مفهوم وسائل الاتصال التعليمية .
هي : المواد والأجهزة التعليمية والأفكار التي يستخدمها المعلم في مجال الاتصال التعليمي بطريقة خاصة ، لتوضيح فكرة أو تفسير مفهوم أو شرح موضوع بغرض تحقيق الطالب أهداف سلوكية محددة .
* ـ المواد التعليمية ... وتشمل : [ الأفلام / الاسطوانات / الخرائط / الصور / النماذج / ] وغير ذلك من المواد .
* ـ الأجهزة التعليمية ... وهي : [ الأجهزة / الآلات ] الخاصة بتشغيل بعض المواد التعليمية .

* ـ أبرز مهام مدير المدرسة تجاه وسائل الاتصال التعليمية .
1. الإيمان بدور وسائل الاتصال التعليمية في العملية التربوية التعليمية .
2. معرفة مدير المدرسة ـ نفسه ـ الفروق في وسائل الاتصال التعليمية ، والتي يُمكن تصنيفها كالآتي :
• وسائل الاتصال التعليمية السمعية .
• وسائل الاتصال التعليمية البصرية غير الضوئية .
• وسائل الاتصال التعليمية البصرية الضوئية غير الشفافة .
• الشفافيات التعليمية .
• وسائل الاتصال التعليمية السمعية البصرية .
• الأشياء الحقيقية والعينات والنماذج .
• المراجع والمطبوعات ومصادر المعرفة .
• وسائل الاتصال التعليمية الجماهيرية .
3. التعرف على مصادر وسائل الاتصال التعليمية .
4. إدراك الأسس العلمية في اختيار أنسب وسائل الاتصال التعليمية تجاه الوحدات التعليمية .
5. معرفة محاذير استخدام وسائل الاتصال التعليمية .
6. تشجيع المعلمين على استخدام وسائل الاتصال التعليمية .
7. تهيئة المناخ المناسب للمعلم لإعداد وإنتاج واستخدام وسائل الاتصال التعليمية .
8. تنظيم مركز مصادر التعلم والمعامل والمختبرات المدرسية بما يحقق حُسن استخدام وسائل الاتصال التعليمية .

* ـ وقفة .
1. إن استخدام الحاسوب في التعليم كوسيلة اتصال تعليمية يتوقف على كيفية إعداد البرامج الخاصة التي تخدم أهداف تعليمية تربوية محددة .. ومع ظهور مثل هذه البرامج الآلية عم استخدامه في أغلب المدارس ، وإدارياً فإن من مهام مدير المدرسة : تحديث البرنامج الرسمي المعتمد من قبل الجهات المختصـة ؛ [ أي : الوزارة ] ، لحفظ المعلومات والبيانات الرسمية مع مواصلة إمداده بالمعلومات .
2. ما زالت الكتب المدرسية تعتبر من أهم المصادر الرئيسة للمادة العلمية في كثير من المدارس ، على الرغم من انتشار وسائل الاتصال التعليمية المتعددة وبالتالي فإن من مهام مدير المدرسة العناية بالتعليمات المتعلقة بها .




دور وسائل الاتصال التعليمية في العملية التربوية

تسهم وسائل الاتصال التعليمية بدور فعال ورئيس في تحقيق أهداف العملية التعليمية , إذ أنها من وجهة النظر التربوية تحقق ما يلي :
1- عنصر إيجابية التلاميذ في العملية التعليمية وذلك بإشراكهم في إنتاج الوسائل واستخدامها ومتابعتها 0
2- تثير اهتمام التلاميذ للمادة التعليمية مما يساعد على ترسيخ الفهم والإدراك 0
3- تكسب التلاميذ خبرة حية , فكل إنسان له تصورات داخلية تتمثل فيما يتصوره من دلالات للرموز، التي يتعرض لها فإذا تطابق التصور لداخلي مع التصور الخارجي تمت العملية التعليمية بنجاح
4- تقوم وسائل الاتصال بدور مهم في تربية حاسة التذوق الفني عند الأطفال لما يتحقق فيها من تقنيات فنية من حيث أشكالها وألوانها 0
5- تقلل من أثار ظاهرة الفروق الفردية , فتتيح الوسيلة للتلاميذ ذوي المستوى دون المتوسط فرص الاستيعاب والتحصيل الذي يحققه زملائهم 0
6- تحقق وسائل الاتصال عنصري ( الجذب – والتشويق ) للمادة التعليمية , إلى جانب الحركة 0
7- تزيد من درجة الوضوح والشرح , وزيادة قدرة التلاميذ على التفكير
8- تعمل على تثبيت المعلومات في أذهان التلاميذ0
9- تقضي على الملل والتسرب الذهني للتلاميذ , وتساعد على تسلسل الأفكار وترابطها 0
10- تخاطب وسائل الاتصال أكثر من حاسة , فهناك حقيقة مفادها أنها كلما تمت مخاطبة التلاميذ عن طريق أكثر من حاسة كلما كان ذلك مفيداً للفهم والتحصيل وكان الأثر كبيراً 0










• شروط اختيار أنسب وسائل الاتصال التعليمية :

1- الوسيلة المناسبة للموضوع المناسب , فمثلاً إذا كان الهدف من الدروس طريقة النطق السليم أوتعليم اللغات فوسائل الاتصال التعليمية السمعية قادرة على تحقيق ذلك الهدف 0
2- أن تؤدي وسائل الاتصال التعليمية الهدف المطلوب منها بشكل مقنن إذ أن المبالغة في التكبير أو التصغير قد تؤدي إلى رفض الوسيلة وإلى الهدف منها 0
3- عند الإعداد لاستخدام وسيلة اتصال تعليمية , يجب أن نبحث عن الجديد المطابق للواقع في المعلومات والمساير لسرعة التغيير والتقدم في مجالات المعرفة الكثيرة , فإذا تبين للمعلم أن الخريطة أو اللوحة أو الفيلم يفتقر إلى بعض المعلومات أو هناك تغيرا في البيانات أو المقادير أو غيرها وجب عليه إضافة المعلومات الجديدة الصادقة التي تساعد التلاميذ على فهم الموضوع بالطريقة التي يريدها المعلم 0
4- ألا تؤثر وسيلة الاتصال التعليمية على وقت الحصة كاملاً , فلا يجد المعلم الوقت الكافي للشرح وإجراء التجارب وطرح الأسئلة المناسبة أو استخدام وسائل أخرى 0
5- أن تكون الوسيلة مناسبة لسن التلاميذ ومستواهم الفكري , وخبراتهم التعليمية لأن تلاميذ المرحلة الابتدائية يحتاجون إلى وسيلة واضحة
المعالم قليلة المعلومات ’ وكلما ارتفعت المرحلة التعليمية كلما ازدادت المعلومات واستطاع التلاميذ استيعاب مزيداً من التفصيلات المعلوماتية 0
6- أن تساعد وسيلة الاتصال التعليمية التلاميذ على التأمل والملاحظة وجمع المعلومات والتفكير العلمي السليم 0
7- أن تكون وسيلة الاتصال التعليمية على مستوى جيد مثل أن يكون
الفيلم مناسباً للدرس بالإضافة إلى وضوح الصوت والصورة تماماً وألا تكون الخريطة أو اللوحة أو المعلومات ناقصة حتى لاتشتت انتباه التلاميذ وتعوق عملية التعليم 0
8- أن يكون المردود من استخدام وسيلة الاتصال التعليمية مناسباً للجهد والمال الذي يصرفه المعلم أو التلميذ في إنتاج هذه الوسيلة 0







• قواعد استخدام السبورة :

تعتبر السبورة من أقدم وسائل الاتصال التعليمية المستخدمة في التعليم كما أنها أكثر الوسائل شيوعاً في مدارسنا ولا يكاد يخلو صف دراسي منها سواء كبر أم صغر فهي ضرورية للمعلم والتعلم وتستخدم للشرح في جميع التخصصات ولا يمكن الاستغناء عنها لذلك ينبغي على المعلم عند استخدام السبورة أن :
1- تكون السبورة نظيفة تماماً , إذ أن بعض المعلمين يترك أثراً للمادة السابقة فتشتت أفكار التلاميذ وتبعدهم عن موضوع الدرس 0
2- إن المواجهة بين المعلم والتلاميذ أمر لا بد منه فلا تتكلم وأنت تكتب لأن ذلك لا يصل إلى كل التلاميذ بصورة واضحة , فعندما تشرح ووجهك للسبورة يضعف من صوتك 0
3- لا تقف أمام السبورة أثناء الشرح لأن ذلك يحجب الرؤية عن التلاميذ بل يفضل أن تكون بجانب السبورة الأيمن وتستعمل مؤشراً إذا كان هناك حاجة لذلك 0
4- يجب أن تكون الكتابة بخط واضح وكبير حتى يراه كل التلاميذ وخاصة الموجودين في آخر الصف الدراسي ويجب أن تكون الكتابة في خطوط مستقيمة ومنظمة 0
5- الترتيب في تقويم المادة العلمية والتركيز عليها 0
6- اختيار الكلمات السهلة في تقديم الدرس والابتعاد عن التعقيد واختيار الكلمات الصعبة في كتابتها أو قراءتها 0
7- لا تستعمل الجزء الأسفل من السبورة لأنه غالباً لا يراه التلاميذ الجالسون في الصفوف الأخيرة 0
8- خصص جانباً من السبورة للملاحظات واستنتاج الخلاصة 0
9- إن الألوان تثير عملية التشويق عند التلاميذ لذلك يفضل أن تستعمل الأقلام الملونة في بيان أجزاء الكتابة , أو بعض العناصر المهمة 0
10- قبل مغادرة الصف الدراسي وبعد انتهاء الحصة امسح السبورة أو اطلب الاستعانة بأحد التلاميذ لمسحها لأن ترك السبورة نظيفة وجاهزة للاستعمال لزميلك في الحصة الثانية من الأعمال التي تحمد عليها 0
11- إشراك التلاميذ في الكتابة أو الرسم على السبورة وكذلك مسحها يفيد في إبراز شخصياتهم ويكسبهم مهارة وخبرة جديدة 0







• معوقات الاتصال في المواقف التعليمية:

يعتمد الاتصال داخل الصف الدراسي بين المعلم وتلاميذه على الرسائل والوسائل الواضحة والمفهومة من جانب المعلم وحتى يستقبلها التلاميذ دون عوائق لكي يتحقق الاتصال الفعال داخل الصف الدراسي , وبذلك يساعد التلاميذ على التحصيل العلمي والمعرفة الصحيحة بسهولة ويسر وعلينا أن نتعرف على أهم العوائق التي تواجه الاتصال في المواقف التعليمية وهي :
1- اعتماد المعلم على الطريقة اللفظية :
عندما يعتمد المعلم فقط على الطريقة التقليدية ( اللفظية ) في عرض المادة التعليمية نجده يستخدم كثيراً من الرموز التي قد لا يستطيع كثيراً من التلاميذ تصورها أو تحليلها ويصعب عليهم فهما عندئذ يكون الاتصال مبتوراً وينصرف التلاميذ عن المادة التي يقدمها المعلم وربما يؤدي إلى شرود ذهن بعض التلاميذ داخل حجرة الدراسة 0
2- اختلاف الخبرة الفردية عند التلاميذ :
لكل تلميذ خبراته وتختلف من تلميذ لآخر حسب البيئة التي نشأ فيها فقد يفهم التلميذ الذي نشأ في بيئة زراعية موضوعاً عن الزراعة لا يفهمه التلميذ الذي نشأ في المدينة لذلك يكون عائقاً للاتصال الجيد داخل الصف الدراسي 0
3- العوامل النفسية داخل حجرة الدراسة :
إن صغر حجم الصف الدراسي الذي لا يتناسب مع التلاميذ والمقاعد الغير مريحة والإضاءة الضعيفة والتهوية السيئة والصوت غير الواضح من قبل المعلم كل هذه العوامل تقلل من شأن الاتصال الناجح وناتج العملية التعليمية 0
4- انعدام الدافع للعملية التعليمية :
ضعف الدافع للتعلم وعدم اهتمام التلاميذ بالأنشطة التعليمية المختلفة يرجع ذلك إلى جفاف المادة وبعدها عن حاجات التلاميذ وكذلك عن تنوع أساليب المعالجة أو الوسائل المستخدمة من قبل المعلم داخل الصف الدارسي 0
5- الشرود الذهني لدى التلاميذ :
إن أهم عوائق عملية الاتصال داخل حجرة الدراسة الشرود الذهني , عندما لا يستطيع المعلم جذب انتباه التلاميذ وبالتالي يتعذر عليهم فهم الدرس 0
6- الوسيلة والإدراك الحسي :
المعلم الناجح هو الذي يحرك في التلاميذ أكثر من حاسة , فالإدراك الحسي عند التلاميذ له أهمية في العملية التعليمية , والخبرات الحسية تساعد التلاميذ على فهم معاني الرموز والكلمات ومعرفة الأشياء والأحداث من حولهم فالوسيلة التي تخاطب أكثر من حاسة أفضل من التي تخاطب حاسة واحده ويفعل هذا بعض المعلمين مما يؤثر في عملية الاتصال الجيد والفهم بنسبة أكبر 0

• محاذير استخدام وسائل الاتصال التعليمية :

1- يجب أن تستعمل وسائل الاتصال التعليمية في مكانها الصحيح والوقت المناسب ولا تستعمل كغاية لتجميل وزخرفة الصف وضياع وقت المعلم والحصة 0
2- يعتبر بعض المعلمين أن استخدام وسائل الاتصال التعليمية يقتصر على المعلم الضعيف أما المعلم الناجح فقادر على توصيل المعلومات بالطريقة التقليدية وهذا مفهوم خاطئ فالمعلم الناجح هو الذي يستخدم الوسائل المتاحة لتوصيل المعلومات بطريقة سهلة وجذابة حتى يفهم الجميع 0
3- يعتقد بعض المعلمين بأن وسائل الاتصال التعليمية وخاصة الحديثة منها تغني عن المعلم أو الكتاب المدرسي وهذا ليس صحيحاً فالوسيلة تساعد المعلم في توضيح بعض الأفكار والمفاهيم وسيظل المعلم والقراءة والكتابة والوسيلة من أهم الأركان الأساسية في العملية التعليمية 0
4- على المعلم أن يبحث عن الوسائل السهلة والبسيطة المتوفرة في البيئة المحيطة به وأن يبتعد عن الوسائل غالية الثمن ما أمكن فالسبورة والأقلام الملونة والرسوم أو التمثيلية وغيرها مما قد يصنعها المعلم بنفسه أو مع تلاميذه إذا أحسن استخدامها وطريقة معالجتها للمادة العلمية , سيقدم لتلاميذه الخبرة المباشرة ويجعل ما سيتعلمونه مشوقاً ومفيداً 0
5- ألا يقتصر استخدام وسائل الاتصال التعليمية على مادة واحدة دون المواد الأخرى , فلكل مادة وسائلها الخاصة بها والتي تساعد على توصيل المعلومات بصورة صحيحة ولا يمكن الاستغناء عنها 0
6- ألا يقتصر استخدام وسائل الاتصال التعليمية على مرحلة تعليمية دون الأخرى فهي تصلح للصغار والكبار , وكل مرحلة لها وسائلها الخاصة بها , حيث تتدرج من بسيطة إلى وسائل معقدة أي كثيرة المعلومات 0









 


رد مع اقتباس
قديم 2010-10-11, 14:35   رقم المشاركة : 77
معلومات العضو
أبو عبد النور.
مشرف سابق
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بوركتم إخوتي الأفاضل و جوزيتم عنا خير الجزاء، لقد أثلجتم صدورنا بجليل إسهامكم
في البحث عن كل هذه المواضيع الهامة. ولكن هل لي بطلب عندكم؟
ما هي المواضيع التي يحتمل برمجتها في مسابقة المدراء لهذه السنة
في كل من الثقافة العامة و علوم التربية
؟
و شكرا









رد مع اقتباس
قديم 2010-10-11, 15:01   رقم المشاركة : 78
معلومات العضو
wawa16
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية wawa16
 

 

 
إحصائية العضو










Hot News1 مواضيع المنظومة التربوية

هاته مواضيع عندي أرجوا التمعن فيها وقراأتها وأدعولي ربي أن ينجحني في مسابقة التعليم الثانوي.
************************************************** ************************************************** ************************

1النظام التربوي في الجزائر :
تعريف النظام التربوي :
يتكفل ببناء الفرد ويعمل لحساب مشروع المجتمع وبلورة غايات التربية بشتى فروعها .
1-مبادئ النظام التربوي في الجزائر :
أ‌- الجزأرة : بمعنى جزأرة الإطار والمضمون.
ب‌- العصرنة : مواكبة التطورات.
ت‌- الديمقراطية : منح تعليم أساسي لكل جزائري.
ث‌- التوجه العلمي والتكنولوجي: محو الأمية , إتاحة الفرص , تكوين رفيع المستوى.
ج‌- مجانية التعليم.
2- رسالة النظام التربوي الجزائري :
- منح تربية أساسية لجميع المتعلمين .
- تمكين اللغة العربية لتقليد المعارف العلمية
- تكوين الفرد الجزائري القادر على التفكير والابتكار
- دعم الروح الديمقراطية في المجتمع
- بناء مواطن سليم في جسمه ووجدانه وعقله
- بناء مواطن معتز بانتمائه الوطني والقومي
3 – مضمون التعديلات التي مست أمرية 16/04/1976:
- الإشارة إلى المكونات الأساسية للهوية : الإسلام , العروبة , الامازيغية.
- مجانية التعليم في كل المستويات التابعة للقطاع العام .
- تعليم تمازيغت في برامج تعليم العلوم الاجتماعية والإنسانية
- الترخيص بإنشاء مدارس خاصة

2- التطور التكنولوجي والمنظومة التربوية :
تواجه العملية التربوية في النصف الثاني من القرن العشرين عدة ضغوطات وتحديات, فالتفجر المعرفي والانفجار السكاني وثورة المواصلات والاتصالات والثورة التكنولوجية وما يترتب عليها من سرعة انتقال المعرفة, كلها عوامل تضغط على المؤسسة التربوية من أجل مزيد من الفعالية والاستحداث والتجديد لمجارات هذه التغيرات, ولقد لجئت دول العالم إلى استخدام التقنيات بدرجات متفاوتة لمواجهة هذه الضغوط والتحديات.
يمكن تلخيص دور تكنولوجيا المعرفة لمواجهة هذه الضغوط والتحديات بما يلي :
1- لقد رافق الزيادة المضطردة في عدد السكان خاصة العالم الثالث إقبال شديد على التعليم, وزيادة عدد الطلاب, فلم تكن المؤسسة التربوية قادرة على توفير الأبنية والمرافق والتجهيزات اللازمة, فساهمت تقنيات العليم من خلال الإفادة من الإمكانات التي تقدمها وسائل الاتصال الجماهيري في تقديم حلول لهذه المشكلة بتعليم المجموعات الكبيرة.
2- أمكن التغلب على مشكلة النقص في أعداد المدرسين خاصة ذوي الكفاءة باستخدام الدائرة التلفازية المغلقة في التعليم.
3- لم يعد التعليم محتكرا على أبناء طبقة دون أخرى أو على مؤسسة دون غيرها, فأصبح التعليم مفتوحا أمام فئات من الناس لا تتمكن من الالتحاق بالدراسة النظامية كالمعوقين وربات البيوت وأصحاب المهن وغير المتفرغين من الطلبة وسكان المناطق النائية والأرياف. أثر استخدام وسائل الاتصال والتقنيات الحديثة في تطوير برامج التعليم المستمر والتعليم المفتوح.
4- تقدم تقنيات التعليم خدمات هامة وأساسية للتربية العملية لتحسين التدريس, وفي برامج التدريب المهني, من استخدام أسلوب التعليم المصغر ومن خلال الاستعانة بأشرطة الفيديو واستخدام المحاكاة لتحسين الأداء العلمي للطالب.
5- تغيير دور المعلم والطالب من خلال تطبيق المنحى النظامي لتقنيات التعليم, حيث أصبح الطالب محور التركيز في العملية التعليمية, ولم يعد دور المعلم قاصر على نقل المعلومات والتلقين, وأصبحت العملية التعليمية تشاركية بين الطالب والمعلم.
6- وفرت تقنيات التعليم بدائل وأساليب تعليمية متعددة كالتعليم المبرمج, والكمبيوتر التعليمي مما أتاح للمتعلم فرصة التعليم الذاتي, والتغذية الراجعة.
7- وفرت تقنيات التعليم إمكانات جيدة لتطوير المناهج والكتب وأساليب التعليم .
8- لعبت تقنيات التعليم دورا مميزا في استيعاب ما نم عن الثورة المعرفية.
9- وفرت تقنيات التعليم شكليات مصغرة وأوعية متعددة لحفظ المعلومات.
وبهذا يمكن القول أن تقنيات التعليم تلعب دورا كبيرا في :
1- تحسين نوعية التعليم والوصول به إلى درجة الإتقان
2- تحقيق الأهداف التعليمية بوقت وإمكانات أقل.
3- زيادة العائد من عملية التعليم.
4- خفض تكاليف التعليم دون تأثير على نوعيته.
بالإضافة إلى ذلك أن تقنية التعليم تساعد المعلم على مواكبة النظرة التربوية الحديثة التي تعد المتعلم محور العملية التعليمية التعلمية , وتسعى إلى تنميته من مختلف جوانبه الفسيولوجية, المعرفية واللغوية, والانفعالية ,والخلقية الاجتماعية.
دور التكنولوجيا في حقول في التربية:
أولا : دور وسائل وتكنولوجيا التعليم في الاتصال التربوي : التربية البناءة عبارة عن نظام اتصال, والسلوك الإنساني الهادف مهما كان بسيطا أو مركبا هو أيضا نظام اتصال.
وبينما يجسد التلاميذ والمعلمون والإدارة المدرسية والتربية الصفية والبيئة المدرسية أهم مكونات نظام اتصال التربوي, ويعتمد على توفير العناصر التالية:
أ‌- أغراض التعلم / التدريس أو أغراض الاتصال التربوي.
ب‌- المعلمون / الإداريون كمرسلين عموما للاتصال التربوي.
ت‌- التلاميذ كمستقبلين غالبا للاتصال التربوي.
ث‌- محتوى التعلم / التدريس من معارف وخبرات – رسالة الاتصال التربوي.
ج‌- وسائل الاتصال التربوي – وسائل وتكنولوجيا التعليم.
ح‌- وسائل التغذية الراجعة بخصوص فعالية الاتصال التربوي أو مدى تحقيقه للأغراض المقترحة.
ثانيا : دور وسائل وتكنولوجيا التعليم في إدراك وتعلم التلاميذ : الإدراك الإنساني هو عملية باطنية نفسية تحدث في عقل الفرد محدثة ما يسمى بالتعلم. وهذا ما يتم من خلال عمليات متصلة هي :
أ – الانتباه : ويتمثل في يقظة الحواس الإنسانية كالسمع والبصر والشم والذوق واللمس والحاسة السادسة الحدس.
ب- الإدراك الحسي أو الملاحظة الحسية : وهو شعور الفرد المبدئي بموضوع الإدراك حوله , وتجسد هذه العملية الأساس الفعلي للإدراك الفكري العام, ويتوقف عليها نوعه وقوته ودقته.
ج- الإدراك الباطني : ويتم خلال عمليات التمييز والتبويب والتنظيم, وذلك حسب خصائص الموضوع المدرك من حيث الحجم والعمق أو الكثافة والفراغ أو الحيز والوقت والحركة والصوت, ثم الخبرات السابقة للفرد.
د- التعلم : ويحدث عند دمج الفرد للموضوع في خبراته السابقة الفكرية والحياتية أو أحداث بناء إدراكي جديد لديه, وهذا ما يسمى بالتعلم مع العلم أن التعلم هو الفرق بين البناء الفكري القديم والجديد للفرد.
ثالثا : دور وسائل وتكنولوجيا التعليم في تحقيق الأهداف التربوية: لقد حفز الدور الهام الذي تقوم به وسائل وتكنولوجيا التعليم في تنفيذ التربية المدرسية عددا من المربين لدراسة مدى فعالية أنواعها المختلفة في تحقيق الأهداف التربوية.
رابعا : دور وسائل وتكنولوجيا التعليم في المنهج والتدريس : يتكون من أربعة عناصر هي : الأهداف والمعارف والأنشطة / خبرات التعليم والتقييم.
خامسا : وسائل وتكنولوجيا التعليم – معينة للمعلم غير بديلة : ومهما تكن الحال, فمع الاعتراف بدور الوسائل في إنتاج التربية صفية مؤثرة إلا أنه في نفس الوقت لا يلغي دور المعلم في العملية التربوية أو الاستغناء عنه, لقصورها العام وجفاف طبيعتها بدونه.
مزايا تكنولوجيا التعليم:
من فوائد تكنولوجيا التعليم :
1- توفير الوقت : إن الوسيلة البصرية والحسية ( الوسائل الحسية ) تعتبر بديلا عن جميع الجمل والعبارات التي ينطق بها المعلم ويسمعها الطالب والتي يحاول أن يفهمها ويكون لها صورة عقلية في ذهنه ليتمكن من تذكرها .
2- الإدراك الحسي : إن الألفاظ لا تستطيع أن تعطي المتعلم صور حقيقية جلية تماما عن الشيء موضوع الحديث أو الشرح, ذلك الألفاظ لا تستطيع تسيد هذا الشيء مثلما الوسيلة الاضاحية.
3- الفهم : هو قدرة الفرد على تمييز المدركات الحسية وتصنيفها وترتيبها, فإن الفرد يتصل بالأشياء, والمظاهر المختلفة عن طريق حواسه وبالطبع لا يستطيع هذا الفرد أن بفهم المسميات أو الأشياء إلا إذا تم فهمها والتعرف عليها.
4- أسلوب حل المشكلات : حينما يشاهد الطالب تقنية تعليمية, فإنها في الغالب تثير فيه بعض التساؤلات والتي قد لا تكون مرتبطة مباشرة بموضوع الدرس. وقد تنمي هذه التساؤلات أو التي تنبع من حب الاستطلاع, أسلوب حل المشكلات لدى هذا الطالب إذ في العادة ما يسير هذا الأسلوب.
5- المهارات : تقوم التقنيات التعليمية بتقديم توضيحات علمية للمهارات المطلوب تعلمها.
6- محاربة اللفظية : عدم معرفة الطالب أحيانا لبعض الجمل أو الكلمات مما يتسبب بخلط المعنى لديه, ولكن بالصورة توضح المعنى لها.
7- تتيح للطالب فترة تذكر أطول للمعلومات.
8- تشوق المتعلم وتجذبه نحو الدرس.
9- تدفع المتعلم ليتعلم عن طريق العمل.
10 – تدفع الطالب نحو التعلم الذاتي والتعلم المفرد.
11- تنمي الحس الجمالي فالتقنية التعليمية تكون في العادة ذات إخراج جيد وتناسق لوني جميل.
12- تنوع حواس المتعلم بمشاركة أكثر من حاسة في التعلم.
13- المساعدة على تنظيم المادة التعليمية.
14- تنمية الميول الايجابية لدى الطلاب.
15- معالجة مشاكل النطق والتأتأه.
16 - إنها تساعد على تقوية الشخصية للطالب.
17- تساعد على التعلم الذاتي.
18 - تنمي التفكير الإبداعي.
سلبيات تكنولوجيا التعليم :
وإذا تكلمنا عن الحاسوب برغم أهميته في العملية التعليمية لا يأخذ مكان المدرس, ولا يمكن الاستغناء عن المدرس بتاتا, وإنما الحاسوب بمنزلة اليد اليمنى له أو المساعد الكبير للمدرس, وهذا نتيجة أسباب عدة هي :
1- إن الحاسوب لا يجيب عن جميع الأسئلة التي يسألها الطالب.
2- المدرس قدوة للتلميذ فهم يستشفون بعض صفاته التي يحبونها .
3- نحتاج إلى المعلم أن ينطق الكلمات التي تخرج من الحاسوب, ولهذا للمعلم دور إرشادي عند استخدام الحاسوب.
4- المعلم قد يستطيع أن يساعد التلميذ في أي وقت خلافا للحاسوب.
5- لا يوجد عنصر للمناقشة أو الحوار بين التلميذ والحاسوب بعكس المدرس الذي يشجع ويحاور الطلبة في موضوعات قد لا يلم بها الحاسوب.
6- الحاسوب لا يوازي الإنسان ولا يستطيع القيام بكل شيء ولكن ينفذ بعض الأوامر التي يفعلها الإنسان فقد يخرج صوت أو تظهر ألوان, لكنه في النهاية يعتبر أدق بكثير من الإنسان, كما أننا نستطيع أن نكبر ذاكرة الحاسوب, أما الإنسان فيمكن أن ننمي قدراته, ولكننا لا نستطيع أن نكبر ذاكرته لأنها محدودة.
7- يؤدي دخول الحاسوب إلى تقليص دور المعلم مما يؤدي إلى البطالة التكنولوجية.
8- عدم إلمام المدرس بالمادة العلمية الإلمام الكافي, ونقلها حرفيا كما هي وعدم إلمامه بكل جديد.
9- عملية التدريس التقليدية تعطي المدرس حرية أكثر ببعض القوانين وطرق التعليم .
10 – أحيانا يسبب الحاسوب عدم الثقة بالنفس للمدرس لخوفه من الفشل وعدم النجاح.
11- يحتاج إلى وقت فراغ من المدرس لدمجه مع المجال التربوي والاجتماعي
12- الحاسوب ينزع الروح الإنسانية من الحياة التدريسية, فيضع دور المدرسين الوجداني.
13- تشتت الانتباه لمن يستعمله بطريقة مكثفة.
14- الاعتماد على التكنولوجيا بشكل كلي تقلل من مهارات الإنسان
15- كثرة الجلوس أمام الحاسوب يسبب بعض الأمراض مثل الديسك وتوتر الجهاز العصبي والانطواء, ضعف النظر.
16- تقلل من فرص العمل لأن مهارات الإنسان تقل باستعمال الحاسوب المكثف.
17 - مكلفة إذا كان لم نحسن استخدامها.
18- تحتاج إلى ضبط داخلي خوفا من سلوكات سيئة.
19- عدم وجود فنيين لتصحيح الأعطال في البرمجيات أو الصيانة.
20- الاستخدام المفرط للتكنولوجيا يورث الكسل وانعدام بعض سلوكيات مثل سوء الخط, الحساب الذهني السريع.

3- الإصلاح التربوي في العالم الثالث والجزائر خاصة في الوطن العربي :
مقدمة :
يقول عما نويل كانت : ثمة اكتشافين أساسيين يحق للمرء أن يعدهما من أصعب الأمور هما : فن حكم الناس وفن تربيتهم. تشكل مسألة الإصلاح التربوي في النظام التعليمي واحدة من القضايا الساخنة في مجال الحياة السياسية والاجتماعية للعالم المعاصر, وتحفل اليوم الساحة العالمية بالنشاطات السياسية والمؤتمرات التربوية التي تسعى إلى بناء منطق جديد يكفل للتربية المدرسية أن تتجاوز التحديات التي تحيط بها ويمنحها القدرة على مواكبة عصف الحضارة التكنولوجية المتقدمة, وعلى احتواء التفجر المعرفي بما ينطوي عليه من خصائص التسارع والتقدم والتنوع. لقد تجاوز تطور الثقافة الإنسانية التكنولوجية حدود كل تصور, وفاق ومضات كل خيال, وفي خضم هذه التغيرات العاصفة التي أحاطت بالمجتمع الإنساني بدأت الأنظمة التربوية تتصدع وتتداعى أمام هذا المد الحضاري الأسطوري الذي يهدد المعايير والأسس التقليدية التي قامت عليها المؤسسات التربوية التقليدية.
وإزاء هذه التحديات الجديدة أخذت الإنسانية على عاتقها مسؤولية إعادة بناء أنظمتها التعليمية, لتكون قادرة على التواصل مع تطور الحياة, بروح متفائلة وطاقات متجددة تتيح لهذه المجتمعات القدرة على الإحاطة بإفرازات الحضارة المادية واندفاعاتها.
لقد وجدت المجتمعات الإنسانية في الإصلاح التربوي منطلقا لإصلاح أحوالها والنهوض بطاقاتها, وفي كل مرة يدق فيها ناقوس الخطر ستنهض هذه المجتمعات أنظمتها التربوية بالإصلاح من أجل مواجهة الخطر وبناء الإنسان القادر على تجاوز محن الحضارة والمشاركة في بنائها.
وفي نسق التحديات الحضارية الجديدة مازال الإصلاح التربوي يشكل هاجس المجتمعات الإنسانية, ومازال الحلم في بناء تربية متجددة قادرة على تجاوز قهر الإنسان وتصفية معاناته والانتقال به إلى عالم العدالة والقوة والمساواة يحتل مكانة هامة في وجدان القيادات السياسية والتربوية في المجتمعات الإنسانية المعاصرة.

من مفهوم الأزمة التربوية إلى مفهوم الإصلاح التربوي:
يعد مفهوما الإصلاح التربوي والأزمة التربوية من المفاهيم المركزية في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية, ويعدان من أكثر المفاهيم شيوعا وتداولا في الأدبيات التربوية المعاصرة ولاسيما في النصف الثاني من القرن العشرين, وقد شهدت الساحة الفكرية في مجال التربية والعلوم الاجتماعية ولادة متسارعة لعدد كبير من المؤلفات والمقالات التي تنطلق من هذين المفهومين لدراسة وتحليل الأنظمة التربوية المعاصرة, وتأسيسا على ذلك بدأ هذان المفهومان يشكلان أداة هامة من أدوات التحليل السوسيولوجي والتربوي, ومدخلا منهجيا من مداخل البحث والتقصي في مجال القضايا التربوية والاجتماعية.
يشير مفهوم الأزمة في مجال التربية إلى حالة عطالة أو جمود تنال جانبا أو جوانب متعددة في النظام التربوي فتفقده التوازن وتؤدي إلى الخلل في مدى قدرته على أداء وظيفته, وضعف في قدرته على تحقيق الغايات الأساسية التي يؤديها, وقد تعود الأزمة إلى أسباب خارجية أو إلى أسباب داخلية أو إلى كلاهما في آن واحد, ويمكن للأزمة أن تكون جزئية أو كلية, أن تكون ممتدة عبر الزمن أو آنية في دورته, ويمكن للحلول المناسبة أن تتم من داخل النظام التربوي أو من خارجه أو من كلاهما معا, فالأزمة قد تنبع من عطالة في جزء من النظام التربوي مثل : الإدارة, أو المناهج, أو الخطة الدراسية. كما يمكن أن تتمثل في عطالة تصيب مجموعة من العوامل الداخلية للنظام, وفي كل الأحوال فإن ما يعتري الجزء من عطالة أو تقصير يؤدي إلى شلل عام في مستويات النظام التربوي. وغالبا ما تكون الأزمة التربوية ناشئة عن مجموعة عوامل تاريخية وثقافية واجتماعية ولاسيما التحولات السريعة التي تؤدي على الخلل في وظيفة النظام وفي سير عمله, وبعبارة أخرى تتمثل الأزمة التربوية في عدد من المشكلات والتحديات التي يواجهها النظام التربوي والتي تؤدي به إلى عطالة وظيفية تتباين في مستوى شدتها ودرجتها.
وتأسيسا على مفهوم الأزمة التربوية يتنامى اليوم استخدام مفهوم الإصلاح التربوي والذي يشير إلى منظومة من الإجراءات التربوية التي تهدف إلى إخراج النظام التربوي من أزمته إلى حالة جديدة من التوازن والتكامل الذي يضمن له استمرارية وتوازنا في أداء وظيفته بصورة منتظمة, وقد يتجه الإصلاح إلى إجراء تغييرات نوعية في جميع جوانب النظام التربوي المراد إصلاحه, كما يمكن للإصلاح أن يتم في جانب من جوانب النظام التربوي, ويمكن القول في هذا السياق أن مفهوم الإصلاح وإجراءاته مرهونة بمستوى ودرجة الأزمة التي يعاني منها النظام التربوي أو التعليمي.
وقد يأتيا الإصلاح التربوي في شكل تجديدات وتعديلات جزئية وقد يتم في صورة تغييرات جذرية تتناول جميع العوامل التي تتعلق بالوضعية التربوية, بما تنطوي عليه من سياسات وأهداف وعناصر مختلفة, وغني عن البيان أن الإصلاح يكون جوهريا وجذريا عندما يتم في سياق تحولات اجتماعية شاملة, ويكون جزئيا عندما يتم في إطار البنى والسياسات الاجتماعية القائمة في إطار المجتمع. هذا ويمكن التمييز بين ثلاثة أنواع من الإصلاح التربوي وهي : النوع الذي يركز على أهمية تحقيق التوازن النسبي, والإصلاح الذي يأخذ طابع التغيير التدريجي, وأخيرا الإصلاح الذي يأخذ اتجاه التغيير الجذري, وتتحدد هذه الصيغة على منوال الأزمة أو المشكلات التي يواجهها المجتمع أو النظام التربوي في نسق الحياة الاجتماعية.
جوهر الأزمة التربوية العالمية وأبعادها :
تعاني الأنظمة التربوية المعاصرة من أزمة تربوية, وتنبع هذه الأزمة من إشكالية الوظائف والأدوار التي تؤديها هذه الأنظمة وتتمثل هذه الأزمة في إشكالية العلاقة القائمة بين المدرسة ويبن المجتمع, فالمدرسة ليست عالما مستقلا يوجد في فراغ, بل نظام تتحدد وظيفته وصيرورته في جملة من العمليات الاجتماعية المتكاملة في إطار النظام الاجتماعي الشامل .
وتتمثل العلاقة بين المدرسة والتغيير الاجتماعي أحد وجوه الأزمة التربوية المعاصرة, وتتجسد هذه الإشكالية في الثورات العلمية التكنولوجية التي شهدتها وتشهدها الإنسانية في النصف الثاني من القرن العشرين , والتي أدت إلى وجود هوة عميقة بين الحياة المدرسية والحياة الاجتماعية, لقد فقدت المدرسة قدرتها على مواكبة هذه التغييرات المتسارعة والمتواترة في مختلف المجالات الاجتماعية والثقافية وفي إطار هذه التغييرات بدأت المدرسة تفقد كثيرا من تألقها وحيويتها, على مستوى الأدوار والوظائف التي تؤديها داخل المجتمع.
وتتمثل إحدى وجوه الأزمة التربوية المعاصرة في أن التربية تستهدف المستقبل بينما هي مصممة على أساس الماضي وهنا تبرز مفارقة التضارب بين الماضي الذي تقوم عليه وبين المستقبل الذي تعد له. لقد تحولت المدرسة في إطار التغييرات الجارية إلى متحف تاريخي يعيش فيه الأطفال والتلاميذ على إكراه منهم, ويعبر مارشال ماك لوهان عن هذه الإشكالية بقوله " يبدو العالم الخارجي أكثر غنى وجمالا وتنوعا من عالم المدرسة, وذلك بما يشتمل عليه من أدوات اتصال وترفيه كالراديو والتلفزيون والسينما وليس غريبا أن يقول الأطفال : إننا لا نريد أن نذهب إلى المدرسة لننسى ما تعلمناه خارجها ". فالتعليم يتم اليوم بالدرجة الأولى خارج جدران المدرسة إذ تبين الدراسات الجارية أن الطفل يكسب في كل دقيقة يعيشها خارج المدرسة عشرة أضعاف ما يمكن له أن يتعلمه داخل المدرسة.
فالتربية المدرسية تكرس ما هو قائم وتنزع إلى المحافظة, وهذا من شأنه أن يكرس الهوة العميقة التي تقوم بينها وبين المجتمع, أو بين الحياة المدرسية والحياة الاجتماعية . لقد أشار دوركهايم إلى النزعة المحافظة للمدرسة حيث يقول : " إن التربية نزاعة إلى أن تستمر كما هي " وأكد من جهة ثانية بأنه على البيداغوجيا (علم التربية ) يمكن أن تساعد على انبثاق بعض ضروب التجديد.
يقول عبد الله عبد الدايم في هذا السياق " لقد أصبح العمل التربوي في المدرسة نسق من الجهود المنظمة التي تستهدف خنق قابليات الإنسان بدلا من خلقها, وإفقار قوى الإبداع اللازمة للمجتمع بدلا من تغذيتها وإغنائها " .
ويمكن لنا في هذا السياق أن نحدد الجوانب الأساسية لأزمة التربية المعاصرة:
- غياب الصلة العميقة بين مناهج المدرسة وبين التجربة الحياتية للأطفال والناشئة, فالمدرسة كما يقال تشغل نفسها اليوم أكثر مما يجب في تعليم الصيادين مهارات السير على الأقدام.
- ينطلق العمل المدرسي من مبدأ حشو الذاكرة والاستظهار ويسجل غيابا ملحوظا لمبدأ التغذية الراجعة والعمل على بناء الفكر النقدي الفاعل عند التلاميذ.
- تعاني العلاقات المدرسية من إكراه العلاقات البيروقراطية وانحسار التفاعل التربوي بين المعلمين والتلاميذ والطلاب والإدارة, كما تعاني من غياب عنصر المبادرة ومبدأ المسؤولية في العمل التربوي.
- لم تستطع المدرسة احتواء معطيات التطور التكنولوجي المتدفق, ومازالت هذه المعطيات بعيدة عن متناول حركتها ونشاطها.
ويشكل البعد الزمني لعملية إنتاج المعرفة الإنسانية وتوزيعها الخلفية الأساسية للأزمة التربوية في العالم المعاصر, ويتمثل هذا في الإيقاع المتسارع لإنتاج المعرفة العلمية وتطورها. لقد بدأت عملية إنتاج المعرفة تأخذ سمة التقادم والفورية والزوالية و التنوع على حد تعبير آلان توفلر, وهذا يشير إلى تعاظم أهمية الثورات المعرفية الإنسانية التي تتضاعف كل سبع سنوات تقريبا حسب التقديرات الإحصائية الجارية, كانت المدرسة في الماضي تشكل مسرحا تتجدد على خشبته المعرفة الإنسانية, وكانت ينبوعا للعطاء العلمي المتجدد, وكان الناس يأتون إليها لينهلوا الجديد والمتجدد من هذه المعرفة العلمية. أما اليوم فإن المعرفة الإنسانية بدأت تأخذ طابعا مؤسسيا مختلفا تماما, فآلاف المؤسسات الصناعية والإنتاجية والتجارية تنتج المعرفة اليوم, وتعمل في الوقت نفسه على نشرها إعلاميا وتجاريا بعيدا عن أجواء المدرسة الرتيبة, وجميعنا يعرف اليوم على سبيل المثال أن محلا تجاريا مصغرا يتاجر بالبرامج الخاصة بالحاسوب يمكنه أن ينشر المعرفة التكنولوجية في مجال الحاسوب أكثر بعشرات المرات من المدرسة. ففي مثل هذا المتجر نجد الجديد المتجدد في كل لحظة, وما أن يغيب المرء يوما أو أكثر ويعود حتى يجد عند البائع نفسه معلومات جديدة وبرامج جديدة. ولو انتظرنا المدرسة لتعمل على نشر هذه المعرفة لاحتجنا إلى زمن طويل جدا.
ومن أجل تحديد جوهر الأزمة العالمية التربوية يمكن لنا إيراد هذه النقاط التي تبين لنا الحدود الفاصلة في العلاقة بين المجتمع والمدرسة في مجال المعرفة العلمية:
- لم تعد المدرسة المنتج الوحيد للمعرفة كما كان الحال سابقا حيث ظهرت آلاف المؤسسات العلمية والتجارية المنتجة للمعرفة والموزعة لها.
- لم تعد المدرسة هي التي تنشر المعرفة وحدها فالمؤسسات السابقة تعمل على نشرها بسرعة مذهلة من خلال وسائل الإعلام ووسائل الاتصال الاجتماعي والمؤسسات التدريبية التابعة لها ومن هنا يقال لقد ولى زمن التمدرس .
- المعرفة تتطور بإيقاعات مذهلة مما يجعل المدرسة بأساليبها التقليدية عاجزة عن مواكبة تطور هذه المعرفة إنتاجا وتوزيعا.
وإزاء هذه الإشكالية بدأت المدرسة تلعب دورا سلبيا في قضايا التثقيف والمعرفة, فهي بدلا من أن تعمل على تقديم المعرفة الجديدة والمستجدة إلى الطلاب والتلاميذ, تحاصر الطلاب والتلاميذ بمناهجها وأساليبها القديمة وتحرمهم من التواصل مع المعرفة والحياة الاجتماعية التي تتصف بغناها وتجاربها. لقد تحولت المدرسة إلى سجن كبير يحرم الطلاب من غنى الحياة الاجتماعية والمعرفية الذي يتألق ويزدهر خارج جدرانها. وهنا يقول بعض الأطفال احتجاجا على هذا الواقع : إننا نأتي إلى المدرسة لننسى ما تعلمناه خارجها.
لقد أصبحت المدرسة وبحكم التطور المذهل للمعرفة والتكنولوجيا خارج المجتمع وغير قادرة على مواكبته, لا بل أصبحت المدرسة تحت تأثير هذا التطور مؤسسة تناهض تيار الحياة الاجتماعية بحكم رتابتها في بناء المعرفة, وعدم قدرتها على مواكبة الزمن وبعبارة أخرى يمكن القول أن دورة المعرفة إنتاجا وانتشارا وتوزيعا, أصبحت اليوم تتم خارج جدران المدرسة وتلك هي خلاصة الأزمة التربوية للمدرسة المعاصرة وللأنظمة العالمية الراهنة.
وتكمن إحدى أهم صيغ الأزمة التربوية للمدرسة المعاصرة وللأنظمة التربوية العالمية الراهنة . ونكمن إحدى أهم سيغ الأزمة التربوية للمدرسة في أن المدرسة معنية بآداء وظيفتين متناقضتين في الجوهر وظيفة المحافظة من جهة ووظيفة التجديد من جهة ثانية, إذ يترتب على المدرسة القيام بوظيفة المحافظة على القيم وعلى تدجين روادها وفقا لمعايير إيديولوجية سائدة في المجتمع من جهة , كما يترتب عليها في ظل التموجات التكنولوجية أن تواكب الجديد والمتجدد في عالم التكنولوجيا والثقافة والقيم من جهة أخرى. ومن هنا تنشأ إحدى كبريات الأزمة التربوية في العالم إذ كيف تستطيع المدرسة أن توفق بين هذين الاتجاهين المتناقضين وظيفيا في إطار العملية التربوية.
وتأسيسا على ما تقدم يمكن القول إن الإصلاح المدرسة والأنظمة التعليمية القائمة يمكن أن يتم من خلال تحقيق الدمج الوظيفي والمعرفي والاجتماعي بين المدرسة والمجتمع, ومن خلال هدم الحواجز التي تقوم بين الطرفين, وإعطاء المدرسة دورا أكثر أهمية وتسارعا في نشر المعرفة وإنتاجها وإعداد الكفاءات العلمية في ميادين الحياة المختلفة.
ملامح الأزمة العالمية للتربية والتعليم:
تعيش أغلب الأنظمة التعليمية العالمية, إن لم يكن جميعها, أزمة تربوية ذات طابع شمولي, ومن منطلق هذه الأزمة, وفي مواجهتها تضع الأمم المتقدمة والنامية منها أنظمتها التعليمية موضع النقد حيث تدور التساؤلات حول : هويتها الثقافية, وجدواها الحضارية, والمشروعية التاريخية لوجودها, ومدى قدرتها على تلبية احتياجات العصر وتجسيد طموحات الإنسان والشعوب في عصر أصبح قانونه الوحيد الثابت هو : التغيير الدائم ! وفي سياغ ذلك كله تبذل هذه الأمم مساعيها من أجل إعادة بناء أنظمتها التربوية بصورة مستمرة ودائمة تنسجم مع متطلعاتها المستقبلية في العصور القادمة.
ومن هذا المنطلق تشهد الساحة الفكرية اليوم, وكما كان الحال في الأمس ميلاد نظريات عديدة تبحث في ماهية الأنظمة التعليمية وفي وظيفتها وجدواها, وفي إمكانية تطويرها لتلحق بركب الحضارة الإنسانية المتسارعة, وفي هذا السياق يرى عدد كبير من المفكرين أن المدرسة وجدت في عصور سابقة لتلبي حاجات اقتصادية واجتماعية اقتضتها طبيعة التطور في المجتمع الصناعي الأول, حيث وظفت المدرسة في مجال تأهيل الطبقة العاملة والإداريين والاختصاصيين بما ينسجم مع حاجة المجتمع ومتطلباته, ولذلك فإن مناهج المدرسة وأساليب عملها وقيمها اليوم تجسد مرحلة ماضوية من مراحل تطور في المجتمع الإنساني يتمثل في المجتمع الصناعي الأول مجتمع الإنتاج الكبير.
فالمدرسة موروث من الماضي وهي في هذا السياق تعمل على بناء الإنسان وفقا لروح الماضي ومنطق المجتمعات الصناعية الأولى. وإذا كانت الحضارة الإنسانية قد تجاوزت مرحلة المجتمع الصناعي الأول بمؤسساته فإنها تطرح اليوم مسألة مدى مشروعية المدرسة بأشكالها الحالية ومدى قدرتها على المشاركة في نهضة المجتمعات الإنسانية ومتطلعاتها المستقبلية.
وتأسيسا على ذلك ظهرت مجموعة من النظريات والكتابات التي ترى بأن المدرسة فقدت مشروعية وجودها في عصر تجاوز حدود المعطيات التي أدت إلى ولادتها. ومن أبرز هذه الكتابات يشار إلى كتاب إيفان إليتش IVAN ILLICH مجتمع من غير مدرسة UNE SOCIETE SANS ECOLE, وكتاب بودلو واستابليه BAUDELOT ET ESTABLET المدرسة الرأسمالية في فرنسا cole Capitaliste en Franee èL' , وكتاب بورديو وباسرون Bourdieu et Passeron إعادة الإنتاج La Reproduetion , وكتاب بيير بودون Pierre Boudon تكافؤ الفرص التعليمية L'lnegalité des chaneses , وعلى هذا الأساس ظهر جيل جديد من الكتاب والمفكرين يدعو إلى إعادة النظر في المدرسة وفي بنيتها على أساس من معطيات حضارية جديدة .
صور الأزمة التربوية في العالم العربي :
يقتضي المنهج الشمولي أن ننظر في النظام التعليمي العربي في سياقه العالمي, وفي ضوء الإشكاليات والتحديات التي يواجهاها التعليم , في بلدان العالم المتقدم والنامي, ومن ينظر في الأنظمة التعليمية في البلدان المتقدمة يشهد صورة أزمة قوامها عدد كبير من الإشكاليات والتحديات التي تواجه مسيرة هذه الأنظمة وتهدد وجودها, وتصبح هذه الصورة قاتمة أكثر كلما اتجهنا من البلدان المتقدمة إلى البلدان النامية, أو كما يقال اليوم من البلدان الشمال إلى البلدان الجنوب.
إذا كان التعليم في البلدان المتقدمة يعاني من أزمة حقيقية فإن هذه الأزمة تأخذ أبعادا مأساوية مترامية الأطراف في النامية ولاسيما في البلدان العربية. فالأنظمة التربوية في المجتمعات المتقدمة تتصدى اليوم لمشكلات ما بعد الحضارة الصناعية, ولكنها ما زالت في البلدان النامية تعاني من مشكلات سابقة للحضارة الصناعية الأولى وإذا كانت مشكلات المستقبل والمستقبل البعيد جدا هي هاجس البلدان المتقدمة, فإن مشكلات الماضي والماضي البعيد مازالت تشكل محور اهتمام الشعوب في البلدان العربية, ومن هذا المنطلق يمكن القول أن الأزمة التربوية في البلدان العربية هي أزمة تتميز بالدقة والخصوصية, فالتعليم في الوطن العربي لم يصل إلى المستوى الذي يمكنه فيه أن يعد أناسا من أجل الحاضر, أو من أجل المستقبل البعيد, وذلك لأن الأنظمة التربوية لأي هذا الوطن ما زالت تستمد نسق وجودها وأنظمتها من قلب الماضي وما زال الماضي يشكل محو اهتمامها .
وفي معرض المقارنة بين إشكالية التربية في العالم المتقدم وهذه في العالم النامي يتبدى تباين نوعي صارخ بين مضامين واتجاهات ووظائف ومحددات هذين النظامين حيث يمكن الإشارة إلى الفروق الآتية:



بيان مقارنة بين مضامين واتجاهات
الأنظمة التعليمية في البلدان المتقدمة والنامية


اتجاه التربية والتعليم في البلدان النامية اتجاه التربية والتعليم في البلدان المتقدمة
التأكيد على خبرات الماضي في مضمون التعليم ومقرراته 01 التأكيد على الاتجاهات المستقبلية البعيدة المدى في مضمون التعليم
غياب منهجية التخطيط الاستراتيجي وربط التربية بالتنمية الشاملة 02 حضور منهجية التخطيط الشامل وربط التربية بخطط التنمية الاجتماعية الشاملة
تعليم يعمل على بناء الذاكرة ويركز على مبدأ الحفظ والاستظهار 03 تعليم يتجه إلى بناء العقل والتفكير المنطقي ويمكن من اكتساب المهارات العقلية العليا
تعليم نظري بالدرجة الأولى وتغيب فيه إمكانية التعامل مع التجربة 04 تعليم تجريبي ويعمل على بناء عقل تجريبي يمتلك القدرة على بناء التجربة وتوظيفها
نظام جامد وغير مرن لا يربط بين مضمون التعليم واحتياجات المجتمع 05 نظام مرن وقابل للتغيير وفقا لاحتياجات المجتمع وتطلعاته
تعليم لا تتحقق فيه الفرص التعليمية المتساوية لجميع الملتحقين 06 تعليم ديمقراطي تتسع فيه دائرة ديمقراطية التعليم وإلزاميته
تتم صياغة أهدافه ومنطلقاته من قبل النخبة والسلطة السياسية 07 يشارك المجتمع بمختلف فئاته في صياغة أهدافه ومنطلقاته
يعتمد على التلقين والتوجيه المباشر وقلة المشاركة وإبداء الرأي 08 يقوم على تكوين التفكير العقلاني من خلال المناقشة والحوار المباشر والمشاركة
يفصل بين التعليم النظامي والتعليم المهني ويفصل بين المعرفة النظرية والعملية 09 يواصل بين التعليم المهني والتعليم النظامي ويوائم بين المعرفة النظرية والعملية

وهنا يتبين لنا إلى أي حد يترتب على الدولة النامية أن تبذل جهودا مضاعفة من أجل إصلاح أنظمتها التعليمية, لأنها مطالبة اليوم بتجاوز المسافات الشاسعة التي قطعتها الأنظمة التربوية المتقدمة, وفي هذا السياق يمكن القول أن أغلب الأنظمة التربوية في البلدان النامية هي أقرب إلى الأنظمة التربوية التي كانت سائدة في منتصف القرن التاسع عشر, ومن هذا المنطلق يجب على الدولة النامية أن تبذل طاقات هائلة في ميدان الإصلاح التعليم وتطويره. وإذا كان يترتب على البلدان المتقدمة أن تضاعف جهودها لبناء أنظمتها التعليمية فإن على الدول النامية أن تبذل أضعافا مضاعفة من الجهود في سبيل تجاوز مواطن الضعف والقصور في أنظمتها التعليمية والتربوية.

حركات الإصلاح العالمية في مجال التربية والتعليم :
شهد القرن التاسع عشر, ولاسيما في النصف الثاني منه, حركات إصلاح واسعة في مجال التربية والتعليم. لقد أثار إطلاق الإتحاد السوفيتي لقمره الصناعي الأول سبوتنيك عام 1957 قلق البلدان الغربية, ولاسيما الولايات المتحدة الأمريكية, التي بدأت نشاطا نقديا واسعا للبحث عن مواطن الضعف في أنظمتها التعليمية والتربوية, مفترضة أن النظام التعليمي في الإتحاد السوفيتي, يمتلك جوانب قوة خاصة أتاحت له مثل هذا التطور, وعلى أثر ذلك نشطت عمليات التجسس العلمي والتربوي بين الدول الكبرى وشكلت هذه المحاولات التجسسية التربوية أساسا لنشوء وتطور علم تربوي يدعى التربية المقارنة الذي يعد اليوم من أكثر العلوم التربوية أهمية وخطورة في مجال التربية والتعليم.
ومن أهم المبادرات الإصلاحية التي عرفها القرن الماضي هي الإصلاحات التربوية التي عرفتها اليابان في عصر ميجي في عام 1970, ومن الأهمية بمكان الإشارة بأن ميجي هذا قد أرسل بعثة لدراسة النظام التعليمي في مصر في عهد محمد علي في عام 1882, أي بعد عامين من قيام ثورته, حيث كان التعليم العالي قد بدأ في مصر منذ 1830, أي قبل أربعين عاما حيث كانت اليابان تعيش في عصر الظلام, وبعد عشرة سنوات استطاعت اليابان أن تعمم التعليم الابتدائي ليشمل كل الأطفال في عمر الدخول إلى المدرسة الابتدائية, وهذا هو الأمر الذي لم نستطع نحن أن ننفذه بعد أكثر من 120 سنة من قدوم البعثة اليابانية إلى مصر.
لقد شكل ظهور كتاب أمة في خطر ( A Nation at. RISC 1984 ), في الولايات المتحدة الأمريكية, منطلق صحوة علمية تربوية في أمريكا, امتد صداها إلى مختلف بلدان العالم. لقد تحسنت السياسة التربوية في الولايات المتحدة الأمريكية بشكل مستمر ودائم, وفي الحفاظ على موقع الولايات المتحدة الأمريكية المتميز في سلم الحضارة الإنسانية. ومن هذا المنطلق جاءت مبادرة الرئيس الأمريكي رونالد ريغان التي تعد من أهم المبادرات الحديثة للأنظمة السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية, التي دعا بموجبها إلى تشكيل لجنة رئاسية عالية المستوى لإعادة النظر في الإستراتيجيات والسياسات التربوية الكفيلة بتطوير النظام التربوي في الولايات المتحدة, وذلك من أجل المحافظة على موقع أمريكا المتميز في صدارة الحضارة الإنسانية المعاصرة. وقد أحدث تقرير هذه اللجنة هزة في الرأي العام الأمريكي, وانطلاقا من ذلك انبرت مؤسسات المجتمع الأمريكي لتقصي مواطن الضعف في النظام التعليمي الذي يشكل منطلق قوة أمريكا ونفوذها.
ومن ثم تلاحقت المبادرات العالمية في اليابان وأوربا والهند وإسرائيل وبلدان أخرى على منوال ما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية لتقصي جوانب الضعف والقوة في أنظمتها التعليمية, ومن أجل هذه الغاية خصص رؤساء دول السوق الأوربية المشتركة اجتماع قمة منفردة في عام 1986, عرفت باسم يوريكا, لدراسة مخاطر التلكؤ العلمي والتكنولوجي على دولهم, وبحثوا في أهمية إيجاد الوسائل الكفيلة بمجابهة هذه التحديات والمخاطر, وكان التعليم أحد أهم هذه القضايا التي طرحت في هذه القمة.
وقد عرفت الولايات المتحدة الأمريكية أهم حركة إصلاح تربوي في عام 1989 حيث عقدت قمة رئاسية حول أوضاع التعليم, حضرها وشارك فيها الرئيس الأمريكي جورج بوش في الفترة الواقعة بين 27-28 سبتمبر ( أيلول ), في مدينة تشارلوتزفيل في ولاية فرجينيا, وأطلق على هذه القمة قمة الرئيس وحكام الولايات للتربية. وصدر لاحقا على أساس هذه القمة بيانا في 18 نيسان ( أبريل ) عام 1991 وثيقة بعنوان : أمريكا عام 2000 إستراتيجية للتربية تضمنت ملامح حركة إصلاح تربوي شاملة تعد أمريكا لقيادة العالم في القرن الحادي والعشرين.
ومع ذلك كله يقال : إن العرب لم يأخذوا تحديات القرن القادم أو التحديات المعاصرة إلى الآن على محل الجد, ولم يأخذ أغلب صانعوا القرار في هذا الوطن, أن التعليم يشكل الخط الأول في مواجهة التحديات المستقبلية. فالسياسيون العرب لا يستجيبون كفاية لنداءات المربين وخبراء التعليم في الوطن العربي, إجراء الإصلاحات التربوية الضرورية والمشاركة في بناء القرار التربوي لأن اتخاذ مهمة اجتماعية متكاملة وهو أخطر من أن يترك للتربويين وحدهم مثلما أن الحرب أخطر من أن تترك للعسكريين وحدهم.

واقع التعليم العربي وإشكاليات المعاصرة:
بعيدا عن الخوض في إحصاءات جامدة تمل لها القلوب, ودون أن نستغرق في وصف أدبي تعافه العقول, نقول بأن التعليم في الوطن العربي يعاني من صعوبات تربوية حقيقية شأنه في ذلك شأن أغلب الأنظمة التربوية في بلدان العالم. فهناك إشكاليات تتعلق بالأهداف, والمعلمين, والمناهج, والبناء المدرسي, والإدارة ومستوى الطلاب, وتلك هي النتائج التي تؤكدها أغلب الدراسات والبحوث الجارية حول التعليم في الوطن العربي.
الوطن العربي بأقطاره المختلفة يواجه تحديات تاريخية ومصيرية كبرى, ويشكل التحدي التربوي واحد من التحديات التي تقع في قلب التحديات الكبرى للوطن العربي, فالتعليم العربي على حد تعبير أحد الباحثين: يواجه العديد من المعضلات التي عطلته عن القيام بدوره الطبيعي في بناء المجتمع وأدت إلى تخلفه. هذا وتشير الدراسات الجارية في ميدان التربية والتعليم إلى عدد كبير من المشكلات التي يعاني منها التعليم نذكر منها :
1- غياب ديمقراطية التعليم.
2- ضعف توزيع الخدمات التعليمية وتركزها في مناطق الندرة السكانية وتقلصها في المناطق المكتظة.
3- افتقار التخطيط إلى الدراسات والبحوث المستقبلية حيث لا تقوم إدارة البحوث العربية بأداء وظيفتها الأساسية وهي البحث والاستقصاء في الواقع التربوي.
4- ضعف مستوى خريجي النظام التعليمي بصورة عامة ولاسيما في مجال الرياضيات واللغة العربية, وهي ضعف يعود بالدرجة الأولى إلى ضعف المناهج والمستوى التعليمي وطرق التدريس في مختلف المراحل التعليمية.
5- ازدحام الصفوف بالطلاب في أغلب المدارس العربية.
6- ضعف مستوى إعداد المعلمين وانخفاض مستوى تأهيلهم العلمي.
7- جمود المناهج وأساليب التدريس وضعف بنية العلاقات التفاعلية بين أطراف العملية التربوية.
8- تدني مستوى الكتاب المدرسي ونقص التجهيزات المدرسية ونقص المكتبات.
وفي هذا السياق يمكن لنا القول أن الدراسات التي أجريت حول التعليم في الوطن العربي, رغم أهميتها وتعددها لم تغط جوانب هامة في بنية النظام فهناك نقص كبير في الدراسات التي تبحث الجوانب التربوية في التعليم المدرسي, وهناك ربما غياب للدراسات التي تباشر مسالة العلاقة بين المؤسسات التربوية, وغياب تقريبي أيضا للدراسات التي تتناول مسالة البنية الداخلية للعلاقات التربوية, في داخل المدرسة, وغياب للدراسات الجارية حول مسالة التكامل بين المدرسة والمؤسسات الدينية والأسرة , وجماعة الأقران ونحن نفترض في المقابل أن كل علاقة بين مؤسسة وأخرى يطرح مشكلة تربوية تضيف إلى لون الأزمة عمقا.

الضرورة التاريخية للإصلاح التربوي في الوطن العربي :
يشهد العالم اليوم تحولات سياسية واجتماعية بالغة الأهمية والخطورة, وهي تحولات تفرض نفسها تحديات جديدة في مواجهة التنمية في البلدان العربية. وهذا بدوره يجعل من الإصلاح التربوي ضرورة تاريخية ملحة تملي على هذه الدول العمل المتواصل والتفاني في بناء أنظمتها التربوية في مواجهة التحديات المصيرية القائمة. ومن أهم التحولات السياسية المعاصرة التي تأخذها في المدى البعيد صورة تحديات عالمية. يمكن أن يشار إلى التحولات التالية :
- قيام السوق الأوربية المشتركة كخطوة نحو توحيد أوربا وازدياد أهميته ككتلة اقتصادية في العالم.
- سقوط الاتحاد السوفيتي كقوة عظمى وانتهاء الحرب الباردة.
- ظهور النمور الأسيوية كقوة اقتصادية هائلة : الصين, تايلاند, تايوان, كوريا الجنوبية.
- تنامي اليابان كقوة اقتصادية متزايدة في العالم.
- اشتداد وطأة الصراع العسكري في الشرق الأوسط.
- تسرب السلاح النووي إلى أماكن متعددة في العالم.
- تفاقم حدة التضخم والركود في الدول الصناعية وتصديره إلى الدول النامية.
- إقامة المزيد من العوائق أما صادرات البلدان النامية. تزايد المديونية الخارجية للدول النامية.
- عدم التزام الدول المتقدمة بتقديم قدر كاف من المعرفة المتفق عليها دوليا إلى الدول المحتاجة أثناء قيامها بعملية التنمية.
- ازدياد موجة التقدم العلمي والتكنولوجي في الدول المتقدمة واحتكار هذه التكنولوجيا وعدم السماح بتصديرها إلى الخارج.
- اتساع حجم النشاطات الخاصة بالشركات المتعددة الجنسية بالشكل الذي يؤثر سلبا على اتجاهات التنمية في البلدان النامية.
تمثل هذه التحولات نوعا من التحديات التي تضرب جذورها في العمق التربوي وفي مستوى النظام التعليمي, ومن هذا المنطق يترتب على النظام التعليمي أن يتحمل مسؤوليات جسام ترتبط برفع إمكانيات المجتمع القيمية والعلمية لمواجهة التحديات الصارخة التي تهدد الوجود الحضاري والثقافي للأمم الضعيفة.
وفي خضم هذه الأحداث الجسام التي تشهدها الأمة العربية, تقتضي الضرورة التاريخية في هذه المرحلة التاريخية الحرجة, التي يتحول فيها المستقبل أمواجا عاتية تترنح لها سفن الحضارات الكبيرة, وتهز صدماتها قلاع الوجود القيمي للإنسان المعاصر, أن يعمل أبناء هذه الأمة على تطوير أنظمتهم التعليمية بما يناسب عصر ما فوق التصنيع وبما يجعل هذه الأمة قادرة على مواجهة صدمات الحضارة. ومن أجل هذه الغاية يجب أن نبحث عن وسائلنا وأن نحدد غاياتنا في عمق المستقبل بدلا من أن نبحث عنها في الماضي.
لكل مجتمع موقف فلسفي محدد من الماضي والحاضر والمستقبل, وأغلب المجتمعات المعاصرة تعطي اليوم للمستقبل أهمية كبيرة في حياة المجتمعات العربية ففي هذه المجتمعات يزحف الماضي إلى الحاضر ويعيد نفسه في المستقبل. ولابد لنا من اجل أن نلحق بالأمم المتقدمة أن نعيد بناء موقفنا من الزمن حيث يجب أن نرسم موقفا جديدا من الزمن يعطي للحاضر أهميته وللمستقبل ضرورته, ويشكل مثل هذا الموقف الجديد من الزمن ضرورة إصلاحية تاريخية في مختلف اتجاهات الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ولاسيما في مجال التربية والتعليم.
لقد بقي الإصلاح التربوي في الوطن العربي بعيدا عن مقاربة مفهوم الزمن وبقي يمثل محاولات متفرقة جزئية لا تمس جوهر العملية التعليمية السائدة, وبقيت هذه المحاولات نوعا من المبادرات التي تخشى الهدم حتى لو كان من أجل إقامة بناء راسخ متين.
إن السبب الأساسي في قصور محاولات الإصلاح التربوي في البلاد العربية, أو التردد في تبني الاستراتيجيات الإصلاحية بصورتها الشمولية يكمن في أن النظام التربوي نظام فرعي من نظام كلي شامل هو النظام الاجتماعي الاقتصادي السائد, ونتيجة للنظرة الجزئية في سياسة الإصلاح نجد أن جهود أساتذة الجامعة والباحثين والمناهج والكتب الدراسية وأساليب التدريس المعدلة تخرج للمجتمع دون جدوى.

تحديات الإصلاح التربوي العربي :
يواجه الإصلاح التربوي العربي عددا كبيرا من التحديات التي تثقل خطواته وتشل قدرته على الانطلاق, فالوطن العربي يعاني من التاءات الثلاثة : التبعية والتجزئة والتخلف وهو الثالوث الذي يشكل قدر هذه الأمة في المرحلة الراهنة ويعيق حركة نمائها ويجعل من حركة نهوضها وتطورها محفوفا بالخطر. ومن هذا المنطق الشمولي يمكن القول أن الإصلاح يجري في سياق تاريخي بالغ الصعوبة والتعقيد, وبالتالي يمكننا في قلب هذه الرؤية الشمولية يمكن أن نميز حالات مجهرية تتمثل في منظومة من التحديات الاقتصادية والاجتماعية والاقتصادية القيمية, وهذه التحديات تمثل في الوقت نفسه منطلقات العمل الإصلاحي في مجال التربية والتعليم وفي المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المختلفة . ولا بد لنا من القول في هذا السياق : إن الإصلاح التربوي العربي لا يمكن أن يتحقق فعليا, وأن يصل إلى غاياته إلا في موكب من الإصلاحات الاجتماعية الشاملة, التي يجب أن تتم في ميدان الإدارة والاقتصاد والحياة السياسية والاجتماعية في مختلف تجلياتها وإسقاطاتها , وهذا يعني بالضرورة أن الإصلاح التربوي لن يتم بصورته الطبيعية ما لم يتم في إطار رؤية شمولية للواقع السياسي والاجتماعي برمته.
على الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلتها الدول العربية سياسيا وتربويا واجتماعيا مازال النظام التعليمي لأغلب الدول يراوح في مكانه وما زالت الصعوبات تمنعه من الانطلاق, والتحرر من أثقاله التاريخية, والسؤال الكبير لماذا لم يستطع التعليم أن ينهض رغم هذه الجهود الكبيرة التي بذلت في مختلف المستويات ؟ والإجابة عن هذا السؤال الكبير ليست بالأمر اليسير, وقبل أن نرسم الإجابة حول هذا التساؤل الكبير لا بد لنا من استعراض بعض الأسباب والعوامل الأساسية التي تؤدي إلى إخفاق برامج الإصلاح التربوي أو نجاحها.
أولا تحديات اقتصادية :
يدخل الواقع الاقتصادي العربي بصعوباته وإشكالياته في قلب الأزمة التربوية ويشكل في الوقت نفسه جزءا من بنيتها, وتنسحب هذه الحالة على أغلب بلدان الوطن العربي حتى البلدان العربية النفطية التي بدأت تعاني, في الآونة الأخيرة من عجز في الموازنة العامة, هذا وتبيت المتابعات الخاصة بالإصلاحات التربوية أن بعض البلدان العربية النفطية أجلت كثيرا من مشاريعها التربوية بانتظار تحسن الواقع الاقتصادي, وتحسن الموازنات العامة وإذا كان هذا هو لسان الحال في البلدان العربية النفطية فإن الواقع يأخذ طابعا مأساويا في البلدان العربية التقليدية التي ترزح تحت ديون كبيرة متراكمة وتعاني إلى حد كبير من شلل اقتصادي شامل ينعكس على مجمل الحياة الاقتصادية والاجتماعية بصورة عامة.
ومن الطبيعي جدا أن ينعكس هذا الواقع الاقتصادي على إمكانيات الإصلاح التربوي فالأسباب الاقتصادية توجد في بنية الأسباب التي أعاقت حركة الإصلاحات التربوية في الوطن العربي حيث بقيت أغلب المشاريع والخطط التربوية العربية معلقة بسبب التحديات الاقتصادية التي تجعل أغلب المحاولات الإصلاحية حبرا على ورق.
ثانيا : تحديات علمية :
ينطلق الإصلاح التربوي من واقع الدراسات والأبحاث الجارية حول النظام التعليمي القائم, فالدراسات الجارية هي التي تحدد مواطن القوة والضعف والقصور في النظام التعليمي, وهي التي تبين الصعوبات والتحديات التي تعيق نهضة التعليم وتطوره, وهي بالتالي التي تشكل قاعدة الإصلاحات والمشاريع الإصلاحية الممكنة , ويمكن تسجيل عدد كبير من الملاحظات التي تقلل من مشروعية الدراسات الجارية بوصفها المقدمات الأساسية للإصلاح التربوي ومنها :
- لم تأخذ الدراسات الجارية طابعا شموليا بمعنى أنها كانت دائما وأبدا تقتصر على دراسة جانب دون الآخر في النظام التعليمي, وهذا يضعف من شأن هذه الدراسات عندما تكون الغاية تهيئة المجال لإصلاح تربوي شامل.
- أغلب الدراسات التي أجريت بوحي من وزارات التربية والتعليم لم يأخذ طابعا منهجيا أكاديميا وبقيت هذه الدراسات اقرب التقارير منها إلى البحوث العلمية المتكاملة.
- يلاحظ غياب التنسيق المطلوب بين الجامعات العربية ووزارات التربية في مجال إجراء البحوث والدراسات وهذا مما لا شك فيه سنعكس سلبا على وضعية التعليم وإمكانية التطوير والإصلاح.
- قلما اتجهت هذه الدراسات إلى تناول العمق التربوي للنظام التعليمي الذي يسجل غيابا نسبيا في الدراسات التي أجريت حول الأنظمة التربوية العربية, لا توجد دراسات كافية حول اتجاهات التلاميذ وحاجاتهم وصعوباتهم وتفاعلاتهم في داخل المدرسة. ومن هنا يمكن القول أن الاتجاه نحو دراسة قضايا التعليم كان هو الغالب في أكثر الأحيان ومن هنا أيضا أهملت الجوانب التربوية التي تعد أساس أي إصلاح تربوي ممكن.
- غياب نسق الأولويات في تحديد المشكلات : يضع الباحثون العرب غالبا نتائج أبحاثهم في سلة واحدة حيث تضيع الحدود الفاصلة بين التحديات الكبرى والمشكلات الصغيرة فغالبا ما تخرج هذه الدراسات بمئات التوصيات التي لا تتباين في أهميتها, فرجال السياسة يعرفون اللغة الواضحة والمحددة وفي هذا السياق يتحركون وتولد لديهم القناعة في بناء ما يمكن بناؤه ويصلح ما يمكن إصلاحه. وباعتقادنا أن وضع الأشياء المتباينة في كيس واحد يشكل واحدا من أهم المعوقات على طريق التطوير التربوي في الوطن العربي.
ثالثا : تحديات في مستوى التخطيط التربوي :
يشكل التخطيط منطلق الإصلاح التربوي في العالم المتقدم, ومن يبحث في مضامين الجهود الإصلاحية التي أشرنا إليها في البلدان المتقدمة يجد أنها تقوم على أساس التخطيط والتنظيم المتكامل, وغني عن البيان أن التخطيط يضمن للنظام التعليمي القدرة على تحقيق التكامل والتوازن في مسار تطوره الدائم .
وفي هذا المستوى يمكن القول أن التخطيط للإصلاح التربوي في الوطن العربي يأخذ طابعا تراجيديا, فأغلب الإصلاحات التربوية في الوطن العربي تأتي بصورة اعتباطية والأمثلة أكثر من أن تحصى في هذا الميدان, ويمكننا أن نورد مثالا من جمهورية مصر العربية وهي إحدى أهم الدول العربية وأكثرها عراقة في ميدان الإصلاح التربوي: يورد الدكتور محمد منير مرسي في كتابه الإصلاح والتجديد التربوي في العصر الحديث أن قرار خفض مدة الدراسة في المرحلة الابتدائية في مصر من ست سنوات إلى خمس في عام 1989 جاء بناء على مجرد رأي استشاري من اليونسكو, قدم للسيد وزير التربية والتعليم في جمهورية مصر العربية. وهذا يعني غياب الحد الأدنى من التخطيط لعملية الإصلاح في أحد أهم البلدان العربية.
ويمكن أن نسوق أمثلة عديدة في مستوى الجمهورية العربية السورية التي يفتقر فيها الإصلاح التربوي إلى الحدود الدنيا أيضا من التخطيط والدراسات. لقد اتخذ قرار في سوريا يعد من أهم القرارات المصيرية في تاريخ التربية والتعليم في سورية قوامه, تحويل نسبة 60% من الطلاب الناجحين في الشهادة الإعدادية إلى التعليم الفني والمهني, وعلى حدود علمنا لا توجد أية دراسات راهنة أو مستقبلية تبحث عن نتائج مثل هذا القرار الخطير جدا, ونحن نعتقد ( ونتمنى أن نكون مخطئين في اعتقدنا هذا ) إن هذا القرار يعبر عن رأي فئة من العاملين في وزارة التربية الذين يثقون بقراراتهم إلى حد كبير, وفي كل الأحوال ما نستطيع أن نؤكده أن هذا القرار لم تشارك في دراسته كلية التربية في جامعة دمشق وهي المؤسسة التي ينتظم فيها الخبراء والمفكرون في مجال التربية.
وفي هذا السياق يمكن الإشارة إلى مجموعة من التحديات في مستوى التخطيط والتي انعكست سلبا على طبيعة العمل التربوي في مسيرته التنموية خلال الفترة الماضية زمنها :
- آلية التخطيط وديناميكيته : يأتي النشاط التخطيطي بتوجيهات الإدارات العليا غالبا وهي صورة معكوسة لما يحدث عادة في البلدان المتقدمة فالمشاريع التخطيطية تطرح في المؤسسات الاجتماعية المعنية وفي برامج الأحزاب السياسية وتأخذ اتجاها صاعدا حيث تصل القضايا المعنية ناضجتا إلى المستويات السياسية العليا, وعندها تتخذ القرارات السياسية المناسبة لإجراء الدراسات والأبحاث المطلوبة. وعلى خلاف هذا يتم التخطيط في البلدان النامية بصورة معكوسة فغالبا ما تأتي المبادرات من قبل القيادات السياسية العليا. وهذا ينعكس سلبا على نتائج النشاط التخطيطي ويؤدي إلى بناء خطط هزيلة غير قادرة على أداء الغاية التربوية المنشودة.
- وجود نقص كبير جدا في الخبراء والخبرات الضرورية للتخطيط في المستوى التربوي, وعلى حد علمنا لا يوجد عدد كافي من الخبراء المختصين في مجال التخطيط التربوي في المؤسسات التربوية المعنية.
- غياب منهجية التخطيط التكاملي داخل النظام التربوي : وهذا يعني أن التخطيط التربوي يأخذ جوانب منفصلة من جوانب الحياة التربوية ويضع لها خططا بصورة منفصلة عن مجريات الحياة التربوية برمتها وبعيدا عن صيغة الأهداف التربوية. على سبيل المثال يلاحظ أن الخطط التربوية مثل خطط المخابر والبناء المدرسي غير متكاملة مع بعضها البعض, أو مع الجوانب الأخرى التي تتصل بالمعلمين والمناهج والتصورات المستقبلية إلى آخره. فالمعنيين بالأمر يخططون لكل جانب من جوانب الحياة التعليمية بصورة منفصلة تماما عن الجوانب الأخرى.
- غياب منهجية التخطيط التكاملي بين التربية وخطط التنمية: يلاحظ بصورة عامة غياب التنسيق بين التخطيط التربوي القائم واستراتيجيات التنمية التي تعتمدها الدولة في المستويات الاقتصادية والاجتماعية, وبصورة عامة يمكن القول أن أي عمل تخطيطي تربوي أو غيره لا يأخذ بعن الاعتبار الصيغة التكاملية سيطرح نفسه عبئا على عملية التنمية في المستقبل, وسيشكل في نهاية الأمر نوعا من الهدر الاقتصادي.
- تجاهل العلاقة بين المدرسة والمؤسسات التربوية الأخرى: يسعى الإصلاح التربوي إلى بناء المدرسة ويتجاهل أهمية المؤسسات التربوية الأخرى كالأسرة وجماعات الأقران والمساجد وهي مؤسسات تربوية لا تقل أهمية عن المدرسة في بناء الشخصية وبناء الإنسان, مما لاشك فيه أن المدرسة لا تعمل منفصلة عن الأسرة والمؤسسات التربوية الأخرى, ومع ذلك لا نجد في الإصلاحات التربوي ما يشير إلى الاهتمام بالصلة الحقيقية بين المدرسة والأسرة والمساجد.
- عدم الاستفادة من التجارب العالمية الإصلاحية المعاصرة : تشكل التجارب التنموية العالمية في مجال التربية والتخطيط التربوي خزانا معرفيا ومنهجيا بالغ الأهمية في مجال التخطيط التربوي, ومع ذلك يبين الواقع أن نتائج هذه التجارب لم توظف بعد في خدمة التنمية والتخطيط في مجال التعليم بصورة عامة في الوطن العربي..
رابعا : تحديات ثقافية القيمية :
يرى عدد كبير من الكتاب الغربيين أن النمط الثقافي السائد في البلدان النامية يعيق عملية التنمية, يقول ميردال Gunnar myrdal في هذا الخصوص : إن اتجاهات السكان في البلدان النامية نحو الحياة والعمل تعتبر معوقا للتنمية لما تتميز به من عدم احترام للنظام وانتشار الخرافات والحاجة إلى اليقظة والتكيف والطموح والاستعداد للتغيير والتجريب واحتقار العمل اليدوي والخضوع للاستغلال وعدم الرغبة في التعاون وغير ذلك.
تشكل التحديات الاجتماعية والثقافية للواقع الذي نعيش فيه منطلق الإصلاح التربوي, وفي نسق هذه التحديات يمكن تحديد الدور الذي يمكن للتربية أن تؤديه في عملية النهضة التنموية الشاملة ولاسيما في مجال التنمية الثقافية.
يجب أن ننطلق في تحقيق الإصلاح التربوي من رؤية شمولية تكاملية, ويعني ذلك أنه يتوجب علينا إذا أردنا إصلاح الأنظمة التربوية في الوطن العربي أن ننطلق من صورة الحياة الواقعية ومن متغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والحضارية السائدة في المجتمع.
لقد بينت مختلف الاتجاهات الفكرية والتاريخية بأن النهضة الحضارية مرهونة بفعالية النظام القيمي في المجتمعات الإنسانية, ويشهد تاريخ الحضارات الإنسانية بأن النهوض الحضاري في مختلف تعرجات التاريخ ومنعطفاته, كان مرهونا بتحولات نوعية في أنظمة القيم الثقافية والاجتماعية السائدة فالقيم هي نوابض الفعل الإنساني ومن غيرها لا يمكن للمجتمعات الإنسانية أن تسعى إلى أمجادها الحضارية.
تبين الدراسات الاجتماعية الجارية في الوطن العربي أن الثقافة العربية مشحونة بعدد كبير من القيم السلبية التي تشكل نسقا من التحديات التنموية الشاملة, فالثقافة العربية تعاني من هجين قيمي يتمثل في احتقار العمل اليدوي رفض عمل المرأة, سيطرة الانتماء القبلي العائلي , هيمنة قيم المجاملة والواسطة, قيم المسايرة والطموح, حب المظاهر والتفاخر والاتكالية. وتبين الدراسات الجارية أن الأسرة العربية بصورة عامة تعاني من غلاء المهور, والطلاق, وتعدد الزوجات, وضعف الروابط الأسرية, وضيق فرص مشاركة المرأة في العمل وفي النشاطات الاجتماعية.
ومن قلب هذه الإشكاليات القيمية يجب على التربية أن تنطلق, ومن هنا أيضا يجب على نسق الأهداف التربوية أن يتحدد لمواجهة هذه التحديات الثقافية والاجتماعية, وهذا يعني أن المدرسة يجب أن تساهم بمناهجها وأدبياتها وفعالياتها لمعالجة هذه القضايا وبناء نسق قيمي جديد يركز على أهمية العمل والتفاني في الدقة والاقتصاد والتوفير والمشاركة وغير ذلك من القيم التي ترتبط بالتنمية وتشكل شرطا أساسيا من شروطها, وباختصار يجب على الإصلاح التربوي أن ينطلق من أهمية إزاحة القيم السلبية لصالح قيم إيجابية تنموية قادرة على بناء المخارج إلى الحضارة والتقدم, ويجب أن يعكس هذا في الأهداف التربوية وفي مناهج التعليم بالضرورة.
منطلقات الإصلاح التربوي في الوطن العربي وأبعاده :
تقدم بيانات اليونسكو صورة محزنة للتعليم العربي في البلدان الغنية والفقيرة منها, فالتعليم العربي بمناهجه ومقدماته وفعالياته تعليم تقليدي , لا يمكنه أن يشكل منطلقا من بلدان تريد أن تنهض وأن تنمو وتتقدم, وذلك لأنه تعليم ينطلق من الماضي ويتمحور حوله ولا يرتبط بالواقع وأن يعبر عنه.
وإذا أردنا أن نرسم صورة مصغرة لإشكالية هذا التعليم وأزمنته نقول بأن إشكاليته يكمن في جدل الزمن والواقع والوظيفة والطموح, فالتعليم في البلاد العربية يعيش زمنا غير زمنه, فهو لا يرتبط بواقع الحياة واتجاهاتها, كما أن وظيفته مازالت بعيدة عن تأدية دور واضح في إطار الحياة الاجتماعية والاقتصادية, ومن هنا يترتب النظر, ومن منطلق علمي إلى واقع التعليم وإمكانيات إصلاحه من خلال الأبعاد التالية :
أولا : البعد المستقبلي للإصلاح التربوي في البلدان العربية :
يتوقف مصير العرب في المستقبل على الكيفي التربوية التي سيعدون بها أبنائهم في القرن الحادي والعشرين, فالمستقبل هو حاضن الثورات المعرفية التي تتضاعف كل سبع سنوات قريبا ومن هذا المنطلق فإن القدرة على تنظيم وتوظيف التدفق المعرفي الهائل الذي نشهده اليوم وسنشهده في الغد يعد المحك الأساسي للتقدم في القرن القادم, ومن هنا يترتب على الأنظمة العربية التربوية, ومن هذا المنطلق يجب التخطيط لتربية عربية مستقبلية تعبر عن طموح العرب في عصر التحولات الحضارية القادمة.
ثانيا : بعد التخطيط العلمي المتكامل لجوانب الحياة التربوي :
يشكل التخطيط العلمي التكاملي في داخل مكونات النظام التربوي, وبين النظام التربوي وخطوط التنمية الاجتماعية الشاملة ضرورة حيوية لبناء أنظمة تعليمية قادرة على خدمة مجتمعاتها في تحقيق النهوض الحضاري الشامل, وغني عن البيان أن العفوية والاعتباط والارتجال في بناء الاصلاح التربوي يعد من أخطر ما يمكن للمجتمع أن يقع فيه, فالمشكلات والتحديات التي نواجهها اليوم هي نتائج قرارات خاطئة أتخذت في الزمن الماضي.
ثالثا : البعد الواقعي الحياتي للتربية :
لا يمكن للتربية أن تمارس دورها ووظيفتها ما لم ترتبط بالواقع وتعبر عنه, ومن هنا يجب هدم الحواجز التي تقوم بين المدرسة والتعليم والحياة, والغاية هي مدرسة للحياة وليس حياة للمدرسة منفصلة عن الواقع وتجلياته, فمن الخطر كل الخطر أن تتحول المدرسة إلى متحف تاريخي يعيش فيه الأطفال على إكراه منهم .
رابعا : البعد الوظيفي للتربية والتعليم أو الموقف من الإنسان :
ويتمثل هذا الجانب في إعداد أجيال قادرة على المشاركة في بناء الوطن والحضارة, ومن أجل هذه الغاية يجب على المدرسة العربية أن تعمل على بناء الإنسان المبدع المفكر الناقد الخلاق الواثق بنفسه المؤمن بوطنه وأمته, وأن تحرر روادها من قهر التبعية والسلبية والقصور والإحساس بالدونية.

ضلال إستراتيجية تربوية لتحقيق الإصلاح التربوي في الوطن العربي :
ولا بد لنا في نهاية الأمر من أن نركز على القضايا الإستراتيجية التالية التي يمكنها أن ترسم صورة متقدمة لإمكانيات العليم عربي قادر وفاعل وهي:
1- بناء قاعدة واسعة للتعليم من رياض الأطفال ودور الحضانة تعتمد أحدث المناهج في مجار تربية الأطفال وتعليمهم وإعدادهم للمستقبل ( ولا نستطيع في هذا السياق أن نفصل في أهمية رياض الأطفال ولكن يمكن القول أن أفضل الأنظمة التربوية هي هذه التي تبني الأطفال قبل مرحلة دخولهم إلى المدرسة الابتدائية ).
2- التأكيد على تدريس الرياضيات والعلوم التطبيقية في المدرسة و زيادة الحصص المقررة للطلاب في مجال العلوم الدقيقة التطبيقية ( الأنظمة العالمية تتبارى في مدى تركيز أنظمتها وقدرتها على تدريس الرياضيات والعلوم التطبيقية ).
3- التركيز على التكنولوجيا عي العمل التربوي من زاويتين : توظيف هذه التكنولوجيا في التعليم ( استخدام الحاسوب والتلفزيون والانترنت كأداة تعليمية ), ومن ثم توظيف هذه التكنولوجيا موضوعا للتعليم من جهة أخرى, ويتمثل ذلك في مادة الحاسوب والانترنت وغير ذلك من المواد التكنولوجية المتاحة .
4- التأكيد على أهمية التنمية الثقافية والقيمية: إعادة توظيف مواد التربية الدينية و اللغة العربية و التاريخ والفلسفة لتعزيز قيم : العمل, العلم, الطموح, الانجاز, قيمة المهن, و غير ذلك من القيم التي تصب في مجال التعزيز الإيجابي للوجود الحضاري.
5- تبني أساليب ديمقراطية حرة في مجال العلاقات التربوية القائمة بين المعلمين والتلاميذ والإدارة وهذا بالضرورة يصب في مجال بناء العقل الحر المبدع, لأن الحرية هي المناخ الضروري للإبداع, ويتطلب ذلك بناء جيل من المعلمين يرفضون العلاقات التقليدية الأبوية في إطار الحياة المدرسية ويعملون على بناء علاقات إنسانية متكاملة بعيدة عن التسلط والإكراه التي تتنافى مع إمكانيات البناء التربوي .
6- التنسيق بين المدرسة والمؤسسات التربوية : كالأسرة والمساجد في العمل التربوي والعمل على تحقيق التواصل القيمي والحضاري بين هذه المؤسسات و يمكن المساجد أن تسهم إلى جانب المدارس في التركيز على قيم العمل وطلب العلم والانجاز والطموح بالدرجة الأولى وذلك تعزيزا لدور المدرسة في هذا السياق .
7- هدم الهوة القائمة بين المدرسة والحياة الاجتماعية والاقتصادية : فتح محاور اتصال بين المدرسة والمؤسسات الاجتماعية و الاقتصادية المنتجة و مشاركة هذه المؤسسات في تدريب الطلاب وتأهيلهم في بعض المجالات, مشاركة أولياء الأمور في نشاطات العمل المدرسي, ويقتضي هذا المبدأ إدخال المدرسة في المجتمع وإدخال المجتمع في فعاليات المدرسة.
8- العمل على تفادي الأساليب التربوي التقليدية : ( طرق تدريس , الامتحانات,العلاقات التربوية داخل المؤسسات التعليمية ) التي تركز على الحفظ والاستظهار والعمل بكل الأساليب الممكنة لجعل المدرسة مؤسسة تعتمد على مبدأ بناء العقل وتطوير إمكانيات الطلاب في تمثل العمليات العقلية المنطقية العالية في التحليل والتركيب والمناقشة والاستنتاج والاستدلال واعتماد مختلف الأساليب الممكنة في هذا المجال.
خلاصة ورؤية إجمالية : من الإصلاح إلى التجديد
ينبئ بيان الواقع أن المصلحين العرب في مجال التربية والتعليم مازال ينظفون إلى الإصلاح التربوي على انه مجرد إصلاح في الكتب والدروس والبناء والمخابر, أما الإصلاح الحقيقي المطلوب في غمرة التحولات التاريخية الجدية فهو تعامل حضاري مع متطلبات المرحلة التاريخية وسعي إلى بناء قدرة الشعوب العربية على الدخول في التنافس الحضاري الثقافي مع الأمم والشعوب الأخرى.
فتدفق الإصلاحات التربوية في الوطن العربي لم يؤت أكله, وبقي جزئيا وقاصرا و شكليا, ولم يستطع أن يدخل في عمق القضية الحضارية الثقافية للوجود الحضاري. فمازالت السياسات التربوية القائمة في الوطن العربي سياسات ضبابية, تجعل من القراءة في معانيها أشبه أو ما تكون بالقراءة في الخطوط الهيروغليفية , وهي في أحسن أحوالها خطب ارتجالتها قرائح الموهوبين بقيت بعيدة عن محكاة العقل الحصيف والفكر الناقد.
لقد بقيت السياسات التربوية المعتمدة في الوطن العربي محاولات مقهورة للحفاظ على الوضع القائم بأبعاده السياسية والاجتماعية والأيديولوجية, وبقي حال السياسيين العرب حال من يجدف بعكس التيار الذي يمثل اندفاعات الحضارة الإنسانية وطفرتها , ومع ذلك كله فإن المحافظة على الوضع القائم هو ما أشبه ما يكون بعملية انتحار حضاري شامل, وتلك هي الحقيقة التي يجب على السياسيين العرب أن يدركوها بكل ما يملكون من موهبة الإدراك.
لقد بدأت الأمم التي تريد أن تشارك في سبق الحضارة , والصعود في مدارجها , تتجاوز وضعية الإصلاح التربوي إلى وضعية التجديد والتثوير وتحقيق التحولات النوعية في مختلف مجالات الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والإدارية, وظهرت اليوم ملامح العصر الذي تتخلى فيه مفاهيم الإصلاح التربوي لمفاهيم التجديد والتحولات النوعية, فالعصر الذي نعيش فيه هو عصر الطفرات والتحولات النوعية المستمرة والانتقال إلى عمق هذا العصر يتطلب من الأمم والشعوب أن تركب أمواج الحضارة على إيقاعات متسارعة تكافئ ومض الطفرات الحضارية وخطفاتها.
عندما يستعرض المرء تجارب الحياة التربوية في الوطن العربي لا يجد في متاهات هذه التجارب محاولات تتعلق بالتجديد التربوي أو التجارب تتعلق بالابتكار, فالتجديد التربوي مازال لغة مجهولة وصماء في السياسات التربوية في الوطن العربي, وليس في هذا الأمر من غرابة وذلك لأن الإصلاح التربوي نفسه مازال تجربة تعاني من قصورها الشامل في مختلف أرجاء الوطن العربي.
فالدول التي تسجل حضورها في مواقع متقدمة للحضارة تعتمد اليوم الإصلاح الجذري الذي يتكامل في مقومات وجوده, وفي نسق علاقاته بالمصير الحضاري لهذه الأمم, وذلك في مختلف مجالات الحياة ولاسيما التعليم والتربية, ومن ينظر في تجاربها يرى بوضوح لا غبار فيه أن هذه التجارب التربوية تعتمد على عطاءات العلم والعقل والخبرة التربوية الشاملة وترتبط بإرادة أمم تقارع زمن الخوف وتحديات الحضارة.
لقد تبين لنا في ضوء الخبرة والعمل في ميدان التربية ومن خلال تأملنا في تجارب الإصلاح العربية أن الإصلاح التربوي- وهذا ينسحب ربما عل مختلف جوانب الحياة الأخرى- يعاني من أمور خطيرة نعلن منها ما يلي :
1- تجهض إرادة أصحاب القرار من سياسيين وإداريين عطاءات عقل الخبراء والمفكرين, وتعطل إمكانيات النهوض التربوي على أسس علمية متوازنة ورصينة, فالعلماء والمفكرون العرب ينظمون ويخططون وأصحاب القرار يعملون, عن غير قصد ربما, على إلغاء عطاءات هذه العقول بشطحات قلم أو جرأته كما يقال.
2- غياب الرؤية التكاملية للتخطيط بصورة عامة , وفي مجال العمل التربوي على نحو خاص , فالرؤية الجزئية المجتزأة مازالت تسيطر على مختلف محاولات النهوض والتطوير التربوي في البلدان العربة , وهذا ينسحب أيضا على مجالات أخرى للحياة السياسية والاقتصادية والإدارية, وغني عن البيان أن هذه الخطط, إذا كانت جديرة بهذه التسمية, غير مترابطة داخليا فيما يتعلق بعناصرها الداخلية, أو فيما يتعلق بالتناسق الممكن بين هذه الخطط والخطط التنموية الشاملة للمجتمعات العربية.
3- غياب الرؤية المستقبلية : ذكرنا في طيات هذه المقالة أن موقف العقل العربي مازال سلبيا من حركة الزمن وهو يتحرك في رمال الزمن الماضي بالدرجة الأولى, فالماضي كما يقال يزحف إلى الحاضر ويعيد إنتاج نفسه في المستقبل, والمستقبل اليوم هو المعادلة الصعبة, وبالتالي فإن تحديد الموقع الفلسفي من الزمن مازال يطرح نفسه بإلحاح على العقل العربي إذا كان هذا العقل يريد فعلا أن يواجه حركة التاريخ التي تتجاوز الحاضر والماضي إلى آفاق مستقبلية بعيدة المدى.
4- غياب الموقف الفلسفي الواضح من صورة الإنسان الغاية الذي يجب على التربية أن تعمل على بنائه, فالإنسان الذي تعده المدرسة العربية والتربية العربية عموما إنسان اغترابي سلبي لا يمتلك القدرة على مواجهة التحديات الحضارية أو القدرة على تمثل معطياتها , وهنا يترتب على المخططين في مجال التربية العمل على تحديد الموقف الفلسفي من الإنسان, فالمجتمعات الغربية والتي قطعت شوطا كبيرا في ميدان المشاركة الحضارية حددت صورة الإنسان الغاية منذ زمن بعيد وصورته هي : الإنسان المبدع والناقد والمتوازن الإنسان العالم التكنولوجي الحر الذي اعد المشاركة في بناء الحضارة وتمثل معطياتها, أن التكنولوجيا الغد لا تحتاج إلى ملايين الرجال السطحيي التعليم المستعدين للعمل المتساوق في أعمال لا نهائية التكرار , لا كنها تتطلب رجالا قادرين على إصدار أحكام حاسمة رجالا يستطيعون أن يشقوا طريقهم وسط البيئات الجديدة ويستطيعون أن يحددوا موقع علاقات الجديدة في الواقع السريع التغير.
5- غياب الأهداف التربوية الواضحة: فالأهداف التربوية العربية هي ظلال مقولات خطابية مسجعة رنانة لا حياة فيها, وهي نوع من الحلي المزيفة التي توضع على صدور الأنظمة التعليمية العربية, ومن هذا المنطلق لا نستطيع فعليا أن نتحدث عن أهداف تربوية عربية لأن هذه الأهداف ما زالت سجينة الزنزانات النظرية وبقيت مجرد شعارات ترتفع عن الواقع وتنأى عن همومه.
وفي النهاية يمكن القول أن التربية العربية تحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى إمكانيات جديدة تتمثل في حركة تجديد تربوي شاملة تتجاوز حدود الإصلاح المبتور, وتأخذ باعتبارها أولويات ورؤى جديدة تنطلق من الواقع في صورته كما يقدمها العلم, وتبدأ برسم الأهداف الواضحة والسياسات الجريئة التي تحدد الموقف من الإنسان والزمن والحضارة بصورة علمية تكفل للإنسان العربي من جهة وللمجتمعات العربية من جهة أخرى أن تشارك في بناء الحضارة والصعود في مدارجها.


************************************************** **

بالتوفيق إنشاء الله










رد مع اقتباس
قديم 2010-10-15, 06:53   رقم المشاركة : 79
معلومات العضو
done63
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية done63
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا على هذه المواضيع واعلم اخي ان الساعي في قضاء حوائج الناس اجره عند الله كبير










رد مع اقتباس
قديم 2010-10-16, 20:48   رقم المشاركة : 80
معلومات العضو
عبقور
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية عبقور
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

من فضلكم أريد معلومات عن التقدم التعليمي










رد مع اقتباس
قديم 2010-10-16, 20:53   رقم المشاركة : 81
معلومات العضو
عبقور
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية عبقور
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟










رد مع اقتباس
قديم 2010-10-16, 23:51   رقم المشاركة : 82
معلومات العضو
toufik04ALI
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

ربما تجد بعض مبتغاك في هذا الموضوع و هو منقول للأمانة.
سيكولوجيا التعلم (بالإنجليزية: Psychology of learning) هو العلم الذي يعنى بدراسة و فهم النواحي النفسية في عملية التعلم. تحاول نظريات التعليم فهم عملية التعليم بشكل أفضل و استخدام الوسائل المتوفرة لزيادة فائدة وجودة عملية التعليم. أهم متجهات البحوث في مجال سيكولوجيا التعليم هي:
• السلوكية (تقوم على أن كل فعل يقوم به الكائن ؛و من ضمنها التفكير و التعلم؛ هي أنماط سلوكية يكتسبها.
• الإدراكية (و تقوم على فهم العقل و الإدراك باستخدام الوسائل و المقاييس العلمية)
• التخطيط أو الضبط الذاتي و دور حول التفكير في عملية التفكير لدى الكائن.
• العلوم العصبية من ناحية عضوية و سريرية.

5- نظريات التعلم
1.5- النظريات السلوكية
ا - نظرية ثورندايك و التعلم بالمحاولة والخط
ب- نظرية سكينر نظرية الاشتراط الاجرائي
2.5- النظريات المعرفية
ا- نظرية القشطلت لكوهلر التعلم يتم عن طريق الادرك الحسي
ب- النظرية المعرفية الاجتماعية لبنا دورا التعلم عن طريق الملاحظة والتاثر بالظواهر الاجتماعية
ج- النظرية العرفية البنائية لنموا لعقلي لبياجي يتوجب على المعلم معرفة سلوك تلاميذه وكيف يتعلمون وماذا يتعلمون وكيف يوظفون ويحولون مكتسباتهم. وللحصول على هذا النوع من المعرفة عليه أن يدرس عمليات النمو المعرفي، التي تمثل نقطة التقاء بين علم النفس النمو وعلم النفس التربوي. حيث تقوم نظرية بياجي بشرح عملية الاكتساب وفقا للنمو العقلي. و سنتناول بالشرح في هذا الفصل، أهم المفاهيم التي جاءت في هذه النظرية وكيفية تطبيقها في المجال التربوي.

3- مراحل التعلم:

دلت نتائج البحوث أن التعلم يحدث خلال ثلاثة مراحل أساسية، يمكن تقديمها على الشكل التالي:
.
- مرحلة الاكتساب: وهي المرحلة التي يدخل المتعلم من خلالها المادة المتعلمة إلى الذاكرة.

- مرحلة الاختزان: تتميز بحفظ المعلومات في الذاكرة.
- مرحلة الاسترجاع: و تتضمن القدرة على استخراج المعلومات المخزنة في صورة










رد مع اقتباس
قديم 2011-07-06, 09:27   رقم المشاركة : 83
معلومات العضو
fatisi3
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

بوركت يا أخي
بوركت يا أخي










رد مع اقتباس
قديم 2011-07-06, 09:40   رقم المشاركة : 84
معلومات العضو
fatisi3
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

القدرة على استخراج المعلومات المخزنة في صورة










رد مع اقتباس
قديم 2011-07-06, 09:43   رقم المشاركة : 85
معلومات العضو
fatisi3
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

القدرة على استخراج المعلومات المخزنة في صورةالقدرة على استخراج المعلومات المخزنة في صورة










رد مع اقتباس
قديم 2012-02-20, 23:20   رقم المشاركة : 86
معلومات العضو
jaber.k
عضو جديد
 
إحصائية العضو










Bounce شكر وتقدير

بارك اللهفيكم










رد مع اقتباس
قديم 2012-02-21, 22:17   رقم المشاركة : 87
معلومات العضو
الحاج محمد
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

قد تجد ماتريده هنا
https://www.infpe.edu.dz/










رد مع اقتباس
قديم 2012-02-25, 17:22   رقم المشاركة : 88
معلومات العضو
taina
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

التعليم قبل الاحتلال الفرنسي للجزائر

عملت فرنسا منذ الغزو على محاربة الثقافة العربية، فقضت على المراكز الثقافية المزدهرة في الجزائر منذ قرون خلت، كذلك أغلقت نحو ألف مدرسة ابتدائية وثانوية وعالية كانت موجودة في الجزائر في سنة 1830. وقد حمل أحد الكتاب الفرنسيين وهو ًيولارً فرنسا مسؤولية تأخر الجزائر في القرن العشرين، إذ يقول :

لقد أشاع دخول الفرنسيين إلى الأوساط العلمية والأدبية، اضطرابا شديدا فهجر معظم الأساتذة الأفذاذ مراكزهم هاربين. ولقد كان يقدر عدد الطلاب قبل 1830 م بمائة وخمسين ألف طالب أو يزيدون ؛ ومهما يكن من أمر فلم ينجح من المدارس القديمة سوى عدد قليل من المدارس الصغيرة، وحرمت أجيال عديدة من التّعليم

روّجت الدّوائر الاستعمارية في أوساط الأجيال الصاعدة، أن الجزائر قد بلغت في القرون الماضية أسفل درجات الجهالة والهمجية، إذا لم يكن بالبلد أي تعليم منظم ولا حياة فكرية فلا عالم بينهم ولا كاتب أديب ولا شاعر.

فالأمة الجزائرية مؤلفة كلها من أميين يجهلون القراءة والكتابة وقالوا إنّ اللّغة العربية قد ماتت منذ زمن بعيد ودفنت مع اللّغات الميتة الأخرى، وهذا من أجل تبر ير سياستها التعليمية ودعم مطامعها الاستبدادية، موهمة الرأي العام أن من واجب الأمم الراقية أن تنقذ سكان الجزائر المساكين من آفة جهل شامل، وتأخر فاحش عن ركب الأمم المتمدنة، وذلك باسم الحق والإنسانية.

غير أن الحقيقة التاريخية لا توافق ذلك في شيء، والواقع يدحض تلك الأباطيل، فما استوى الجهل على الجزائر في القرون السالفة، وما انقطعت بالجزائر مسيرة التعليم، وما انعدمت المدارس، ولا قلت العناية باللغة العربية وعلومها وآدابها، في جميع العصور الإسلامية، ومنها القرن التاسع عشر، فلم تزل وقتئذ المساجد في المدن حافلة بالأساتذة والتلاميذ، ولم تزل الزوايا بالقرى جامعة للمشايخ والطلبة، وكلهم يبذلون جهودهم في الإلمام بالعلوم ونشرها بين الجماهير. وحتى التعليم العالي ،لم يكن مهملا، في عهد الجزائر العثمانية، فقد كان له نظام خاص يتكفل به مجلس بعاصمة الجزائر مؤلف من المفتيين المالكي والحنفي ومن القاضيين المالكي والحنفي، وكان ذلك المجلس يعين ناظرا يقوم على التدريس ويقدم للداي بالجزائر، وللباي بقسنطينة وبوهران العلماء المترشحين لكراسي التدريس [1] إذ كان ذلك الناظر بمنزلة مدير التعليم العالي كما كان المجلس يقوم مقام المجلس الأعلى للجامعات العصرية.

و في السنوات الأولى من الاحتلال، استمر التعليم بالمساجد والمدارس والزوايا مزدهرا، وعلى نفقات الأوقاف، فنجد مثلا أن الأساتذة بالمسجد الكبير بالعاصمة قد بلغ التسعة عشر أستاذا، منهم الشيخ المفتي محمد بن الشاهد مفتي المالكية، المتوفى 1792 الشيخ العربي الإمام المفتي بالمسجد الكبير والشيخ محمد بن الكاهية والشيخ مصطفى بن الكبابطي القاضي واعزيز والشيخ علي بن محمد المنجلاتي مفتي المالكية سنة 1823، ومحمد بن إبراهيم بن موسى، مفتي المالكية سنة 1824 والشيخ بن الأمين والحاج حمودة الجزائري وغيرهم.

و إذا انتقلنا إلى عاصمة الشرق قسنطينة وجدنا بها في ذلك العهد علماء أجلاء قائمين بدروس مختلفة في العلوم العربية نخص بالذكر منهم الشيخ محمد بن علي الطلحي الذي كان مجلس درسه عامرا بمسجد سيدي مسلم الحراري والشيخ عامر بن شريط وعمار العربي، الذي كان يدرس بمسجد القصبة والشيخ محمد المبارك خطيب المسجد الكبير ومفتي المالكية.

أما الجهات الغربية، فكانت تلمسان مقر العلوم يتوارثها الأبناء عن الأباء في بيوتات شهيرة مثل عائلة شعيب وعائلة المجاوي، إلى أن أفل نجمها فهجرها العلم والعلماء إلى وهران ومازونة وغيرها.

و هكذا كان العلماء الجزائريون في السنين الأخيرة من عهد الجزائر العثمانية وأوائل الاستيلاء الفرنسي قائمين بواجبهم نحو اللغة العربية والأمة يخدمون العلوم في مساجد العواصم وكذلك في المدارس التي بناها محبو العلم وأنصاره من الولاة وذوي البر والإحسان.

فكان بعاصمة الجزائر، عدد ليس بالقليل من المدارس، مثل مدرسة سيدي أيوب بالقرب من الجامع الجديد، ومدرسة حسن باشا في جوار جامع كاتشاوة فضلا عن الزوايا العديدة. ومن المدارس التي اشتهرت في القرن الماضي بحاضرة قسنطينة المدرسة الكتانية، ومدرسة سيدي الأخضر ونظيرتها بالناحية الوهرانية كمدرسة مازونة، التي نالت شهرة طائرة الذكر، منذ تأسيسها في القرن الحادي عشر للهجرة، ولم يكن التعليم وقتئذ مقتصراُ على مساجد المدن ومدارسها وزواياها فحسب، ولم بكن العلم منحصراُ في عواصم البلد فقط، بل كانت القرى تشارك في الحياة الثقافية وتأخذ نصيبها منها وذلك بواسطة بعض الزوايا المنتشرة في جميع النواحي شرقا، وغربا، في الشمال، وبالجنوب في السهول والجبال، حيث لا يسعنا المجال لإحصائها، وكان مستوى التعليم بهذه الزوايا على العموم جيد.

و كان العلماء بالمغرب الأقصى وبتونس يقدرون شهادات الطالب الجزائري حق قدرها ويعترفون له بقيمة دراساته بتلك المؤسسات، فإذا قال ذلك الطالب بأنه تخرج من مدرسة مازونية أو زاوية شلاظة أو زاوية الهامل، أو زاوية ابن أبي داود أو غيرها من المعاهد في الجزائر، قدرت دراسته واعتبرت إجازته وألحق بالأقسام العليا للتخصص بجامع القرويين بفاس أو جامع الزيتونة المعمور بتونس.

تلك هي الوضعية التعليمية ولغتها العربية قبل الاحتلال، وهكذا كان حال الشعب الجزائري من الناحية العلمية والثقافية، مساجد عامرة بالأساتذة والتلاميذ ومدارس زاهرة وزوايا حافلة بالطلبة، وذلك بشهادة الأعداء) والفضل ما شهدت به الأعداء(و حسب المقالات والدراسات والتقارير الصادرة عن مصلحة الاستخبارات العسكرية وعلى رأسهم إسماعيل أوربان، حيـث يـقول : إنّ عدد العرب الجزائريين الذين يحسنون القراءة والكتابة في سنة 1836/1937 يفوق ما يوجد في الجيش الفرنسي المحتل إذ عدد الأميين في الجيش الفرنسي المشار إليه كان يبلغ 45% وعليه كان عدد الأميين عند الجزائريين يقل عن تلك النسبة
[عدل] التعليم في عهد الاحتلال الفرنسي للجزائر

من النتائج المباشرة للاحتلال الفرنسي للجزائر، انخفاض مستوى الدخل والمعيشة للغالبية العظمى من الجزائريين، بحيث أن أعدادا ضخمة منهم، حرمت من التمتع بالخدمات العامة، كالصحة والتعليم، والتي كانت تتوفر للوافدين الأوروبيين، والواقع أنّ كل اهتمام الإدارة الاستعمارية كان يقتصر على توفير الخدمات للمستوطنين حتى ولو أدى الأمر إلى إهمال التعليم الوطني للجزائريين دافعي الضرائب.

و رغم اهتمام نابليون الثالث بتعليم الأهالي لتسهيل، استيعابهم، إلا أن الإدارة أهملت التعليم الوطني خاصة بعد ثورة المقراني، وانتشار المشاعر المعادية للجزائريين بين المستوطنين، حتى لم تزد مخصصات التعليم العربي في سنة 1897 عن 33.000 فرنك ووصلت بعد إثنى عشـر سنة 49.000 فرنك فقط [2] و لكن يجدر الذكر أن تدهور التعليم الجزائري كان لا يرجع إلى قلة الاعتمادات فقط، بل كان يرجع أيضا إلى مقاومة المستوطنين وأعضاء المجالس المحلية لفكرة تعليم الأهالي. ومن المهم أيضا أن نذكر أن تلك الظاهرة لم تكن قاصرة على جهة دون أخرى، أو على فترة دون فترة بل إن تلك الظاهرة صاحبت عملية الاستيطان الأوروبي وما نتج عنه من سيطرة المستوطنين على مقاليد البلاد، حتى أنه في ناحية ذراع بن خدة مثلا وفي سنة 1912 كان يعيش 299 فرنسيا و 7958 جزائريا، ومع ذلك التفاوت العددي كان لأطفال الفرنسيين مدرسة خاصة بهم في حين لم يكن للأهالي ولو مدرسة ابتدائية واحدة لتعليم أولادهم، ولما طالب الأهالي بفتح مدرسة خاصة على نفقتهم اعترض المجلس البلدي - الذي كان يضم مثل باقي المجالس غالبية فرنسية - على الفكرة وأعلن معارضته لتعليم الجزائريين.

رغم هذا أنشأت السلطات الاستعمارية الفرنسية مدارس لقلة من الجزائريين، ولكن لم تكن تهدف من وراء هذا إلى منحهم ثقافة حقيقية، تبصرهم بأحوال وطنهم ولغتهم وحضارتهم، بل كان الهدف، هو توفير بعض الموظفين البسطاء للعمل في الإدارات المحلية وبعض المعلمين وغيرهم.

يمكن أن نضيف إلى ما سبق أن تدهور التعليم الجزائري، كـان يـرجع إلى عـداء المكاتب العربية لفكـرة تعـليم الأهـالي، لأن مـدارس الأهـالي كـانت في نظـر الكثير من الضبـاط مجرد معـامل للتـعصب الأهلي(Laboratoire du fanatisme) ومن ثم يوصي غلاة الاستعمار بإهمال تعليم الأهالي وإلى إقفال المدارس الخاصة بهم تماما منذ سنة 1860 [3]. و لم يقتصر عداء الإدارة الاستعمارية، وعداء غلاة المستوطنين، على توفير فرص التعليم للأهالي فحسب، بل نجحوا منذ 1880 في منع تعليم اللغة العربية في المدارس القليلة التي كانت موجودة، بحجة اختلاف لغة الحديث عن لغة الكتابة، حتى قال أحد الجزائريين المتفرنسين:" إن تعلّم اللّغة العربية أصعب من تعلّم اللّغة الفرنسية حتى بالنسبة للجزائريين …".

كذلك ضغط المستوطنين الأوربيون على الإدارة الإستعمارية منذ 1891 لكي تقضي على بقايا المدارس الوطنية القديمة التي كانت موجودة في الزوايا أو على الأقل إخضاعها لرقابة إدارية صارمة بحجة أن التخلي عن مراقبة هيئات التدريس، يعني تهديدا لمستقبل الجزائر، والواقع أن المستوطنين كانوا يؤمنون باستمرار بأنّ الجزائري المتعلّم، يتمسّك بحقه في العيش بكرامة مثل المستوطنين أنفسهم، كما أنّه سيجهر برأيه هذا أمام مواطنيه ولهذا كله طالب أكثر من مستوطن وكاتب ومجلس بعدم إنشاء مدارس للأهالي حتى لا يثير المتاعب للمستوطنين.

و مع مرور الوقت كان المستوطنون يزيدون من ضغطهم على الإدارة ويزيدون من معارضتهم لتعليم الأهالي، حتى أعلنوا أمام اللجنة البرلمانية بقيادة "جول فيري" سنة 1892 ولجنة شارل جونار المكلفة بهذا الشأن :" إنّ تنظيم التّعليم الوطني غير مفيد…".

و على العكس ذلك نجد أن بعض غلاة الاستعمار يتحمسون لفكرة نشر المدارس الابتدائية الفرنسية في كل مكان من الجزائر، بل إنهم نادوا بتعليم الأهالي اللغة الفرنسية بدلا من اللغة العربية، باعتبار اللغة الفرنسية " أداة لغزو النفوس والقلوب" ولذلك طالب هؤلاء الغلاة باجتذاب الجزائريين إلى المدارس الفرنسية، عن طريق منحهم بعض المزايا حتى يمكن تكوين طبقة معتدلة من الزعماء الوطنيين، الذين يعملون على تدعيم النفوذ الفرنسي.

و قد يفهم من ذلك، أن الأهالي كانوا هم الذين يعارضون الذهاب إلى المدارس الفرنسية، وهو أمر تكذبه الوثائق، وكذلك تكذبه بعض الدراسات النزيهة، إذ تعترف بعضها بأن " تعليم الأهالي لا يوجد إلا على الورق، ولا يتعلم من الأهالي في المدارس القليلة إلا أقلية لا تذكر".

و فعلا نجد أنه في العام الدراسي 1885/1886، لم تتوفر فرص التعليم إلا لحوالي خمسة آلاف طفل جزائري، من بين حوالي خمسمائة ألف طفل، كانوا في سنّ التّعليم [4]

أما على الجانب الآخر للصورة ،فقد كانت فرص التعليم تتوفر باستمرار لأبناء المستوطنين حتى يقول الكاتب والمستوطن "ديفال"(DUVAL) "إن نسبة الأطفال الأوروبيين في المدارس إلى مجموع السكان الأوروبيين في الجزائر تفوق تلك في فرنسا نفسها"، وتذكر التقارير أن نسبة الأطفال الأوروبيين في المدارس إلى السكان كانت سنة 1888م في الجزائر 1/7 وفي فرنسا 1/9 ،ويعني ذلك أن أطفال المستوطنين محظوظون أكثر من أطفال فرنسا نفسها.

ويشير تقرير رسمي في سنة 1916، عن حالة التعليم الابتدائي في الجزائر بما يلي: " إن عدد المدارس المخصصة لأبناء المستوطنين كانت تصل إلى 1296 مدرسة يتردد عليها 147.000 طفل أوروبي ،هذا في حين كانت المدارس الابتدائية للأطفال الجزائريين لا تزيد عن 493 مدرسة يتردد عليها 36.000 طفل جزائري فقط، وهذا رغم الفارق الواضح والضخم بين الأهالي والمستوطنين.ويعترف التقرير بعدم فتح مدرسة واحدة للأهالي في تلك السنة، بل على العكس يشير إلى إغلاق 25 مدرسة وإلى نقص هيئات التدريس في معظم المدارس الأخرى التي لم تغلق.

أما تقرير سنة 1917 فإنه يعترف بأن فرص التعليم الثانوي والعالي كانت شبه محرمة على الشباب الجزائري، حتى لم يزد عدد الجزائريين في التعليم العالي عن حوالي مائتين مقابل ألف وثمانمائة أوروبي [5].

ويحاول الفرنسيون أن يعتذروا عن ذلك التقصير في مجال تعليم الجزائريين، ففي تقرير نشر سنة 1955 ،يعترف فيه المسؤولون الفرنسيون باستحالة توفير التعليم لمائتي ألف طفل جزائري كل سنة، هذا في الوقت الذي كان مائة بالمائة من أبناء المستوطنين يجدون أماكن لهم في المدارس. وعلى أي حال فإن الأوضاع البشرية ليست إلا عذرا واهيا خاصة وأن كل اهتمام المستوطنين واللجان المالية كان ينصب باستمرار على توفير التعليم للأطفال الأوروبيين.

والجدير بالذكر هو أن هناك صلة واضحة بين التعليم والاستيطان ،إذ كانت نسبة التعليم تنخفض كلما اتجهنا من الغرب إلى الشرق، وكان التعليم يساير بذلك نسبة تمركز السكان الأوروبيين.كذلك كان التعليم يتركز وترتفع نسبته في الشمال عنه في الجنوب، كما كان يزدهر في المناطق الزراعية المتطورة عنه في مناطق زراعة الجنوب [6].
[عدل] التعليم في الجزائر المستقلة
[عدل] النظام المدرسي في الجزائر
Crystal Clear app kdict.png طالع أيضا :قائمة المتوسطات في الجزائر و قائمة الثانويات في الجزائر


الأساسي (الابتدائي والمتوسط)
نوع المدرسة التي تزوّد هذا التعليم:المدرسة الأساسية
مدّة البرنامج: 9 سنوات (5 سنوات ابتدائي + 4 متوسط حسب البرنامج الجديد)
مدى العمر: من 6 إلى 16 سنة
شهادة / إجازة ممنوحة: شهادة التعليم المتوسط (ش ت م)

الثانوي العام
نوع المدرسة التي تزوّد هذا التعليم: مدرسة التعليم الثانوي العام، مدارس ثانوية متعددة الاختصاصات
مدّة البرنامج: 3 سنوات
مدى العمر: من 16 إلى 18 سنة
شهادة /إجازة ممنوحة: شهادة التعليم الثانوي (ش ت ث)(بكالوريا التعليم الثانوي)

الثانوي التقني
نوع المدرسة التي تزوّد هذا التعليم: ثانويات التعليم التقني (متقنة)
مدّة البرنامج: 3 سنوات
مدى العمر: من15 إلى 18 سنة
شهادة /إجازة ممنوحة: بكالوريا تقنية (ب ت ت)(بكالوريا التعليم التقني)

يوضّح التعليم في الجزائر كمقارنة جيّدة جدا مع الدّول النامية الأخرى. التمدرس في الجزائر إلزامي وحضوري من قبل أكثر الأطفال في الجزائر. هذا يدوم لمدة 9 سنوات. تبدأ في عمر 6 سنوات وتمرّ به حتى عمر 15 سنة. 97 % من الأولاد يحضرون المدرسة بينما 91 % من البنات يحضرن المدرسة في الجزائر. عند الجزائرما يعادل20 جامعة عبر البلاد كاملة وعدد من الكليّات التقنية تستقبل الآلاف من الطلبة كل سنة.
[عدل] المراحل الأولى للتعليم

بلغت نسبة المتعلمين في الجزائر 70% سنة 2003، مقارنة مع المعايير العالمية. الفرق بين الجنسين ما زال واضحا، 79% للذكور، 61% للإناث. رغم جهود الدولة، تبقى النقائص على الميدان. التعليم، يأخذ ربع الميزانية العامة. تواجه الإدارة ضغطا من نوع خاص، إيواء صغار التلاميذ الجدد، ثم إيواءهم كشباب الجامعات [7].

التعليم في الجزائر مجاني وإلزامي لمن دون 16 سنة، رغم أن نسبة المتمدرسين لا توافق 100%. مواصلة الدراسة تسقط بحدة بين المدرسة والمرحلة الثانوية، تشير المعطيات لوجود نصف عدد المسجلين من المدرسة في الثانوية.

نسبة النجاح في البكالوريا في تصاعد، 43% حاليا.

التعريب: حاولت فرنسا طمس الهوية العربية، خلال 132 سنة، آثار هذا ما زالت واضحة في تداخل الفرنسية بالعربية، تقرير فرنسي مع دُخولها الجزائر، أثبت أن نسبة المتعلمين 40%، ممن يمكنهم الكتابة والقراءة، أكثر من معدل الفرنسيين أنفسهم.[بحاجة لمصدر] المدارس القرآنية كانت وراء دعم التعليم، صار الأمر لنصف العدد، بعد تطبيق نظام التدريس الفرنسي، لتتأخر العربية في مجال التقنية، وتبقى لغة للأدب.

دخل التعريب على التعليم متأخرا لكن بحدة (كان مفرنسا)، ولم تكن هنالك حرية في اختيار اللغة، وكمواجهة النقص في مدرسي العربية، تعاقدت الدولة قبلها مع أساتذة من الدول العربية.










رد مع اقتباس
قديم 2012-02-25, 18:13   رقم المشاركة : 89
معلومات العضو
رضا11
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

الغش في البرج بمركزعلي ماضوي جهارا نهارا لا ارقام لا امانة تراقب حتى الاساتذة تركوا الحابل والنابل والله ما اقوله هل بسبب انسحاب الوظيف العمومي من العملية وعاد النجاح بالمعريفة سبحان الله ما هذا ........ اين مدير التربية الاجوبة بالبورتابل الرجاء العودة الى النظام القديم وافراغ المدارس كلها منذ 2009 من المسؤولين واعادة اصحاب التأهيل سبحان الله مدير ومفتشين نجحوا بالغش غشاش يسيرون دور العلم انها علامات قروب الساعة الله يسترنا










رد مع اقتباس
قديم 2013-01-10, 19:06   رقم المشاركة : 90
معلومات العضو
fatisi3
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

لقمان على حالها إلى أن يتنبه أصحاب القرار إلى ضرورة إعادة النظر في سياساتهم و جعلها تتماشى و تطلعات من يمثلونهم.










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 04:12

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc