استشارات نفسية و اجتماعية - الصفحة 6 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم خاص لطلبة العلم لمناقشة المسائل العلمية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

استشارات نفسية و اجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-12-24, 16:41   رقم المشاركة : 76
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

صلة رحم من لا يصلك

السؤال

لقد بدأت مؤخرا في بذل جهود واعية لكي أصبح مسلماً جيداً .

فقد بدأت أقرأ وأكتسب معرفة عن الإسلام ..صلة الرحم تعتبر ممارسة جيدة في الإسلام..لأكسب رضا الله "سبحانه و تعالى" أبذل جهودا واعية لأقابل هؤلاء الذين كنت أتجنبهم من قبل .

.ولكن على ما يبدو أنه كلما اختلطنا أكثر أنا وعائلتي مع أقاربنا كلما اغتابونا ونشروا افتراءات لا أساس لها من الصحة.. وهذا شيء مؤلم للغاية ويتطلب الكثير من الصبر وعدم المبالاة بناس لهم مثل هذه العادات.

.ما هي الطريقة الصحيحة للتعامل مع هؤلاء الأقارب ؟

من قبل كنت أواجههم "أو أتصدى لهم" بالغضب.. ولكني الآن أعلم أنني لن أكسب شيئا غير المشاعر السيئة والغضب..هل أترك هؤلاء الناس لله ليتصرف معهم ؟

أرجو النصيحة بالنسبة لهذا الموضوع..كذلك ما هي الأدعية التي أستطيع قراءتها لأزيد من صبري ؟.


الجواب

الحمد لله

أيها الأخ الكريم إن التحلي بالصبر منزلة رفيعة ومكانة عالية يمتن الله بها على من يشاء من عباده ليسهل عليه القيام بأوامره واجتناب نوهيه، وما بذلته أنت من المحاولات وسعيت فيه من الإصلاح

والقرب من قرابتك جهد مشكور يدل على نجاحك وسلامة تفكيرك؛ إذ أن كثيراً من الناس إذا مر ببعض ما عانيته سرعان ما ينفد صبره ويقابل القطيعة بمثلها

لأنه في ظنه أن صلة الرحم لا تجب إلا إذا قابله أقرباؤه بالمثل وهذا مفهوم خاطيء والدليل على خطئه ما ثبت في الحديث (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ

إِلَيَّ وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ فَقَالَ لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمْ الْمَلَّ وَلا يَزَالُ مَعَكَ مِنْ اللَّهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِك) رواه مسلم برقم (2285) ومعنى قوله ( المل ) أي الرماد الحار .

ففي هذا الحديث وجه النبي صلى الله عليه وسلم هذا الرجل الذي جاءه يشتكي من سوء معاملة أقربائه له ويذكر في شكواه نحواً مما ذكرت فهو يصل وهم يقطعون ، وهو يحسن وهم يسيؤون

ومع ذلك أعلمه النبي صلى الله عليه وسلم إن كان صادقاً في ما قال أن حاله معهم كحال من يُسِفُّ الآخر الرماد أي يطعمه إياه فهو صاحب المعروف والفضل

ثم لا يزال له من الله عليهم سلطان وحجة ، ومعنى الحديث إجمالاً الحث على صلة الرحم حتى مع من لا يصل الرحم , والحمد لله أن هذا هو ما قمت به وحملت نفسك عليه أسأل الله أن يوفقك لما فيه الخير .

وبعد هذا ما عليك إلا أن تتبع الحسنة مثلها فتواصل المعروف بالمعروف ، والصلة بالصلة والإحسان بالإحسان ، وإن أساؤوا إليك وعاملوك بعكس ما عاملتهم .

واعلم أنك حين تفعل ذلك إنما تطلب رضوان الله ورحمته ، فلا تنتظر أن يكون لعملك مقابل أو مكافأة منهم

لكن احرص ألا تخبر الناس بما يعاملوك به ، وإن رأيت أن من أسباب حدوث المشكلة كثرة الاحتكاك بهم فلا بأس أن تقلل من زيارتهم .

وادع الله أن يهديهم ، نعم ادعه وأنت موقن بالإجابة ، فإن الله قادر أن يقلب بغضهم حبًأ وهجرهم صلةً وقربة .

وأما ما سألت عنه من الأدعية المعينة على الصبر عند وجود الشدائد فما أكثرها وإليك بعضاً منها أولاً :

عن ابن عباس رضي الله عنه قال : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم : يقول عند الكرب لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السماوات ورب العرش الكريم ) رواه البخاري(7426) .

وفي رواية مسلم ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمر قال ذلك ) ومعنى ( حزبه أمر ) أي نزل به أمر مهم ، أو أصابه غم . مسلم (2130)

ثانياً :

وعن أنس رضي الله عنه قال : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كربه أمر قال : يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث ) رواه الترمذي(3524) وصححه الألباني في صحيح الجامع ( 4777) .

ونرشدك إلى أمر مهم جداً سوف يزيد من صبرك ويقينك بالله سيما إذا ضاق عليك صدرك واستحكمت الهموم على عقلك ، أمر غفل عنه أكثر الناس ، أتدري ما هو ؟

إنه الصلاة ، فإن للصلاة تأثيراً عجيباً في انشراح الصدر وذهاب الهم والغم ، وهي من أعظم عوامل الصبر وقد دل على ذلك الكتاب السنة

قال الله تعالى : ( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ ) البقرة/45 هي من أعظم ما يستعان به .

وقال تعالى : ( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُون( 97 ) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) الحجر/98

قال الإمام ابن جرير الطبري في تفسيره : ( فسبح بحمد ربك ) يقول : فافزع فيما نابك من أمر تكرهه منهم إلى الشكر لله والثناء عليه والصلاة ، يكفك الله من ذلك ما أهمك .

وهذا نحو الخبر الذي روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنه كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة ) . انتهى 7/553

وأخيراً اسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يلهمنا وإياك الصبر واليقين إنه ولي ذلك والقادر عليه .

والله اعلم .

الشيخ محمد صالح المنجد








 


رد مع اقتباس
قديم 2018-12-24, 16:45   رقم المشاركة : 77
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

أقرباؤه يؤذون والديه وحصلت مقاطعة بينهم فماذا يصنع ؟

السؤال

والدتي امرأة تقيَّة جدّاً ، لكني ومنذ طفولتي كنت أشاهد نشوء مشاكل عائلية تقع بينها وبين أقاربي ، هؤلاء الأقارب دائما يذكرون افتراءات غير مبنية على أسس ويكذبون دونما حياء أو خجل

إنهم لا يشكرون لوالديّ مساهماتهم التي قدماها للعائلة ، لكنهم بالمقابل يتحدثون وراء ظهورنا ويهزؤون مِن تمسك والدتي بدينها ، ومع ذلك فإن والدتي لا تزال تريد أن تحافظ على صلة القرابة وكانت تصبر عليهم ،

وفي بعض الأحيان كانت تشتكي لوالدي وتطلب منه أن يتدخل لكنه لم يفعل أي شيء ، وكان يقول : إن ذلك ربما يتسبب في قطع العلاقة معهم للأبد ، وكان يطلب منها الصبر

وكانت والدتي تصبر على الإساءة ، وكانت تقابلهم بعكس ما كنَّ يعاملنها به ، لا لشيء إلا لتفوز برضى الله ورحمته ، إلا أنه في الآونة الأخيرة تدهور الوضع ، وقام زوج إحدى قريباتي بإهانة والدي

وقرر والدي بعد ذلك أن يقطع العلاقة معهم ، كما طلبت عمتي أيضا من والدتي ألا تتصل بهم ، وأنا أجد نفسي ضائعا وسط هذا الزخم ولا أعرف كيف أتصرف ، والداي طلبا مني الامتناع تماما عن الاتصال بأقاربي

لكني ولأني أعلم أن من يقطع العلاقات العائلية فقد قال الله بأنه سيقطعه يوم القيامة فإني أحادثهم من وقت لآخر ، مع أنهم لا يفعلون ذلك معي

لكني أعلم أنه إن اكتشف والداي ما أقوم به فإن ذلك سيؤذيهما وسيغضبان عليَّ ، لقد قلت لوالدتي أن تسامحهم وأن تبدأ في الاتصال بهم ، وهي تقول إنها تريد ذلك

لكنها لا ترغب أن تمر مجدَّداً بنفس المعاناة وتتعرض للإهانات التي تعرضت لها خلال سنوات ، ما هو الأسلوب الصحيح للتعامل مع مثل هذا الوضع ؟

هل أبذل جهوداً لأحافظ على الرحم مع أناس أهانوا والدي ؟ وكيف نضع حدّاً لهذا الوضع المزري ؟.


الجواب

الحمد لله

أولاً :

نسأل الله تعالى أن يُعظم أجرك وأجر والدتك ، وأن يجمع بينكم وبين أقاربكم على خير ، وأن يهديهم ويصلح أحوالهم .

وصلة الرحم لها منزلة عظيمة في شرع الله تعالى ، وهي تشمل أموراً مادية وأخرى معنوية

والمعنوية منها أهم بكثير ، فالمادية مثل الإحسان إليهم بالمال ، والمعنوية مثل أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ، وهذا أعظم ما تكون به الصلة .

وفي حال أن يكون أولئك الأقارب على انحراف وضلال وفساد ويخشى المسلم على نفسه أن ينساق وراءهم أو يتأثر بهم فليهجرهم هجراً جميلاً ، وهو الذي لا أذى فيه ولا قطيعة

وعليه الإكثار من الدعاء لهم ، والإكثار من وعظهم وتذكيرهم بالمراسلات والهاتف وغير ذلك من الوسائل التي تبقي تلك الصلة دون قطيعة ، ودون تأثير منهم عليه .

ثانياً :

وتجب عليك صلة رحمك ولو منعك والدك ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ( لاَ طَاعَةَ في مَعْصِيَةِ الله ، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي المَعْرُوفِ ) رواه البخاري ( 6830 ) ومسلم ( 1840 ) .

لكن لا يجوز لكَ إيذاء والدك بإظهار المخالفة له ، فيمكنك صلة أقاربك دون إعلامه بهذا ، وأن تستمر في محاولة رأب الصدع بينه وبين رحمه

ولكن ننبهك إلى أن تحرص على الأقارب الذين لا يكون منهم إظهار للفسق والفجور

خشية أن تتسبب في تأثير هؤلاء على أهل بيتك ، لكن احرص على أهل الدِّين والخير منهم ، فمثل هؤلاء تكون الخسارة في قطيعتهم ، ويكون الأجر العظيم في الصلة بينهم وبين أهلك .

ثالثاً :

ومن الأمور التي تعين على الصلة بين الأقارب والتي نوجهك لها لتخبر بها أهلك وأقاربك :

1. إعلامهم جميعاً بوجوب صلة الرحم وتحريم قطعها .

2. إعلامهم بحقيقة الصلة ، وأنها ليست المكافأة ، بل صلة القاطع ، ومقابلة الإساءة بالإحسان .

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلا قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي ، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ

فَقَالَ : ( لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمْ الْمَلَّ ، وَلا يَزَالُ مَعَكَ مِنْ اللَّهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ ) . رواه مسلم ( 2558 ) .

الملّ : الرماد الحار .

قال النووي – رحمه الله - :

" ويجهلون " أي : يسيئون , والجهل هنا القبيح من القول , ومعناه : كأنما تطعمهم الرماد الحار

, وهو تشبيه لما يلحقهم من الألم بما يلحق آكل الرماد الحار من الألم , ولا شيء على هذا المحسن , بل ينالهم الإثم العظيم في قطعيته , وإدخالهم الأذى عليه .

وقيل : معناه إنك بالإحسان إليهم تخزيهم وتحقرهم في أنفسهم لكثرة إحسانك وقبيح فعلهم من الخزي والحقارة عند أنفسهم كمن يسف المل .

وقيل : ذلك الذي يأكلونه من إحسانك كالمل يحرق أحشاءهم .

" شرح مسلم " ( 16 / 115 ) .

3. الصفح عنهم في حال أن يصدر منهم خطأ ، والعفو في حال أن يعتذروا .

4. تخفيف الزيارات وتجنب المزاح ، فربما كانت كثرة اللقاءات والزيارات ، وما يحصل فيها من تجاوز للشرع ، أو تجاوز في المباح هو من الأسباب التي تؤدي للقطيعة .

5. محاولة الابتعاد عن الأقارب في السكن ، فربما تسبب تقارب السكن في القطيعة بين الناس ، إما بسبب الأولاد وإما بسبب الزوجات أو غيرهما .

روي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب إلى عمَّاله : " مروا الأقارب أن يتزاوروا ولا يتجاوروا " .

قال الغزالي - معلقا على كلام عمر - :

" وإنما قال ذلك لأن التجاور يورث التزاحم على الحقوق ، وربما يورث الوحشة وقطيعة الرحم ".

" إحياء علوم الدين " ( 2 / 216 ) .

وقال أكثم بن صيفي : " تباعدوا في الديار تقاربوا في المودة " .

6. ترك الاستماع لأهل الفتنة الذين يفرقون بين المرء وأهله ، والذين يسوؤهم اجتماع الأسرة الواحدة ، وهم النمامون أصحاب الكبائر .

7. استعن بالله تعالى بدعائه في صلاتك وفي آخر الليل أن يهدي الله أقاربك لأحسن الأخلاق والأفعال والأخلاق .

والله أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-25, 17:13   رقم المشاركة : 78
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



كيف أخفف عن زوجي آلام الماضي ؟


السؤال

تضرر شخص من زواجه السابق مرتين ، قبل الدخول بهما ، وخسر الكثير من الثروة عليهما . وقد تزوج للمرة الثالثة ، وهو يقول : إنه سعيد الآن . لكنه لم ينس آلام الماضي

ويريد أن ينسى . هو تقي ولكن أيضا يستمع إلى الأغاني ، يشعر بجرح المشاعر بسرعة كبيرة ، ويتوقع من زوجته أن تتعلم ألا تكسر قلبه ، على الرغم من أنه غير مقصود

كيف يجب عليها تخفيف ألمه من دون فرض ذلك عليه ؟

فهو يكره أن يملَى عليه أي شيء ؟


الجواب

الحمد لله


أختنا الفاضلة

إن ما مر به زوجك من مشاكل نفسية ، وخسارات مادية في حياته الزوجية قبلك ، وتكرر ذلك : كفيل بجعله يحس بالخيبة ، ولربما بقدر من فقدان الثقة

بل إن بعض الرجال يجعلهم الفشل في تجربة عاطفية محبطين ، وبعضهم قد يعرض عن الزواج بالكلية ، إذا تكرر فشله ، وبعضهم قد تصبح لديه روح انتقامية

فيرى في كل النساء تلك المرأة التي كبدته الخسائر ، وجربت عليه الآلام ؛ فاحمدي الله أن زوجك يعترف الآن بأنه سعيد معك ، واحرصي ما أمكنك على إسعاده ، وعلى تعويضه .

وهاهنا بعض التنبيهات ، والنصائح الملائمة للمقام ، نسأل الله أن ينفع بها:

- زوجك تقي حسب ما ورد في رسالتك ، لكنه يستمع للأغاني ، فاعملي على نصحه بالإقلاع عما يغضب الله ، بطريقة غير مباشرة ، كأن تتركي له بعض الفتاوى المسموعة والمقروءة بالمفضلة على الجهاز

أو بجعله يستمع معك لذلك ، كأن تشغليها حال وجوده ، واعملي على اختيار مواد نافعة قصيرة ، وهي منتشرة بفضل الله على الشبكة

فإن ذلك أدعى لعدم ملله ، وافعلي ذلك بشأن كل المخالفات الشرعية التي قد تبدر منه

واجعلي ذلك على فترات متباعدة حتى لا يسأم ، أو يشعر منك بالوصاية عليه ، وقدمي الأهم فالمهم مما يمكن أن يقع فيه من مخالفات .

- أشعريه على الدوام بثقتك فيه ، وفيما يقوم به ، سواء بخصوص أعماله الشخصية ، أو ما يقدمه لك أنت ، ولو كان صغيرا ، فإن ذلك يعزز من ثقته بنفسه ، ويحببك إليه .

- حاولي ما أمكنك ألا تنبشي عن ماضيه ، وألا تكرري عليه الحديث بخصوص ما مر به من فشل .

- إن حدثك هو عن آلامه ، فلا تظهري له ضجرك وسأمك من تكرار بوحه ، ونجواه لك ، أو حكاياه القديمة ؛ بل وسعي خاطرك للإنصات إليه ، ولاحتوائه ، وأظهري له اهتمامك بكل ما يقول

وتعاطفك معه ،وكرري على مسامعه أن ذلك ماض لن يعود ، إن شاء الله ، وأن رجاءكما إنما هو في الله ، وحسن ظنكما بربكما : أن يبدلكما خيرا ، وأن يعوضه عن ألمه السابق ، راحة وسكونا .

-حاولي أن تتخطي معه آلام الماضي ، وحكاياه ، وذكرياته ، وليكن همكما : المستقبل ، وكيف تستعينان بالله أن يوفقكما فيه .

-زوجك كما أخبرت رجل حساس ، ويتأثر بأقل الكلمات ويتحسس منها ، ويأخذها على محمل الجد

فتجعله يشعر بالانزعاج ، فعليك إذن فالابتعاد عن كل الكلام الذي يمكن ان يسبب في جرحه وألمه، وعلى خلاف ذلك ، أكثري من الثناء عليه ، ومدحه بما هو مناسب ملائم ، خاصة أمام عائلتيكما .

-احترمي رأيه ، و إن كنت تختلفين معه ، فلا تواجهيه بذلك ، فإنه يعتبر ذلك انتقادا لشخصيته ، وأما مخالفة رأيه ، أو موقفه ، فليكن بأسلوب لبق ملائم .

- تجاوزي عن أخطائه الصغيرة ، ولا تجعلي منها سببا لمناكدته ، والعتب المستمر عليه ، فحسب ما يفهم من رسالتك فهو ليس عنيفا ولا عدوانيا ، فإن بدر منه ما يسوؤك ، فتجاوزي عنه ما أمكن ، واحتسبي ذلك عند ربك .

--الرجل في حياته الزوجية قد يكون كتوما ، وقد يكون غير قادر على تحديد ما يريده من حياته ، وأين يجد سعادته ، وربما كان هذا هو الذي يؤدي إلى الفشل في بعض الحالات .

فاعلمي أختنا أن أهم ما يريده الزوج من حياته :1- النجاح ، 2- الاستقرار والسكينة 3- الحب والرعاية والاهتمام وربما تكون هناك أشياء أخرى

حسب الفوارق بين الرجال ، لكن تبقى هذه أهمها؛ فاجتهدي في أن يشعر منك بالرضا والامتنان للعيش معه ، وأشعريه بـ"السكن" المرجو من الزواج ، وجو المودة والرحمة ، التي تفتقدها كثير من الزيجات .

يسر الله لك أمرك ، وأصلح لك زوجك ، وجمع بينكما في خير .

والله أعلم.









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-25, 17:16   رقم المشاركة : 79
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

كان لها علاقة مع زميل وعنده صورها فهل تطلبها منه ؟

السؤال

كنت على علاقة بزميلي في الجامعة ، وتبت ، وقطعت علاقتي به ، ومعه صور لي ، وأنا كذلك ، هل أستردها منه ، وأعيد له صوره ؛ لأنه حرام ، أم أسكت حتى أتجنب الحديث معه مرة أخرى ؟

الجواب


الحمد لله

لا يجوز للمرأة أن تقيم علاقة مع أرجل أجنبي عنها ؛ لما تتضمنه هذه العلاقات من أمور محرمة كالنظر والتلذذ

بالاستماع والخضوع بالقول وتعلق القلب ، وما وراء ذلك مما هو أشنع وأعظم ، وهذا أثر من آثار الاختلاط المحرم الذي لم يزل الصالحون ينهون عنه ويبينون خطره وشره .

ونحمد الله تعالى أن وفقك للتوبة وصرف عنك السوء والإثم .

وأما الصور التي عنده ، فإن غلب على ظنك أنه سيعيدها لك دون مساومة أو مماطلة لتستمر العلاقة ، فاطلبيها منه ، وردي عليه صوره .

وإن خفت أن يستغل طلبك في تهديدك أو مساومتك ، أو غلب على ظنك أنه لن يعطيها لك ، فلا تطلبيها ، وتخلصي من صوره التي عندك ؛ فلا يجوز أن تُبقي ما يذكرك بالحرام أو قد يدعوك إليه .

وينبغي الحذر من خطوات الشيطان ووسائل مكره ، فلا يكون التفكير في أمر الصور راجعا إلى رغبة في الحديث معه ، فإن كان كذلك فدعي أمر الصور ، وتوكلي على الله تعالى ، فهو الحافظ الكافي لعبده المؤمن .

ونسأل الله تعالى أن يحفظك بحفظه ، وأن يثبتك على طاعته ، وأن يرد عنك كيد الكائد .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-25, 17:20   رقم المشاركة : 80
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أبواها على خلاف وكل منهما مضيع لحق صاحبه , وتطلب النصيحة

السؤال

سؤالي بخصوص عائلتي ، وعلى وجه التحديد أمي وأبي ، فأمي لا تطيع أبي كما ينبغي للزوجة أن تطيع الزوج ، وذلك لأنه لا يقوم بأي مسئولية تجاهنا ، كالإنفاق والإطعام والإلباس والتدريس ..الخ

ولأنه أيضاً يسيء معاملتها ؛ لذلك فهي الآن تقوم بمعظم واجباته التي ينبغي أن يقوم بها هو كرب أسرة ، وبالرغم من كل هذا ، ما زلت خائفة على أمي لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال جنة النساء تحت أقدام أزواجهن

إنني أحبهما كثيراً ، وأعمل جاهدة لرعاية الأسرة والحفاظ على استقرارها ، فما نصيحتكم ؟


الجواب

الحمد لله


أوجب الإسلام على كل من الزوجين حقوقاً تجاه الآخر ، فللزوج حقوق على زوجته ولها عليه حقوق , ولكن حقه عليها أعظم من حقها عليه ؛ لقول الله جل وعلا ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ) البقرة/228 .

قال الجصاص رحمه الله

" أخبر الله تعالى في هذه الآية أن لكل واحد من الزوجين على صاحبه حقا ، وأن الزوج مختص بحق له عليها ، ليس لها عليه مثله بقوله تعالى : ( وللرجال عليهن درجة) "

انتهى من " أحكام القرآن - للجصاص " (2/68) .

وقال ابن العربي رحمه الله :

" هذا نص في أنه مفضل عليها مقدم في حقوق النكاح فوقها "

انتهى من " أحكام القرآن - لابن العربي " (1/256) .

ومن حقوق الزوج على زوجته وجوب الطاعة له ، فقد جعل الله الرجل قوَّاماً على المرأة بالأمر والتوجيه والرعاية ، كما يقوم الولاة على الرعية

بما خصه الله به الرجل من خصائص جسمية وعقلية ، وبما أوجب عليه من واجبات مالية ، قال تعالى : ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ) النساء/34 .

قال ابن كثير رحمه الله :

" .... وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس الرجال قوامون على النساء يعني : أمراء عليهن ، أي : تطيعه فيما أمرها الله به من طاعته

وطاعته أن تكون محسنة لأهله ، حافظة لماله ، وكذا قال مقاتل والسدي والضحاك "

انتهى من " تفسير ابن كثير " (1 /492 ) .

ومن حقوق الزوجة على زوجها : أن ينفق عليها ما دامت مطيعة له غير ناشز , والحكمة من وجوب النفقة لها عليه : أن المرأة محبوسة على الزوج بمقتضى عقد الزواج ، ممنوعة من الخروج من بيت الزوجية إلا بإذن منه للاكتساب

فكان عليه أن ينفق عليها ، وأن يكفيها مقابل الاستمتاع والاحتباس له .

والمقصود بالنفقة : توفير ما تحتاج إليه الزوجة من طعام ، وكسوة , ومسكن ، فتجب لها هذه الأشياء وإن كانت غنية ؛ لقوله تعالى : ( وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) البقرة/233

ولقوله عز وجل : ( لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ ) الطلاق/7 .

ولقوله تعالى ( أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ ) الطلاق/6 ، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف ) رواه مسلم ( 1218) .

ومن حقوق الزوجة أيضا على زوجها : أن يحسن عشرتها وأن يحسن خلقه معها ويرفق بها ؛ لقوله تعالى : ( وعاشروهن بالمعروف ) النساء/19 ، وقوله : ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) البقرة/228 .

وفي السنَّة : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( استوصوا بالنساء ) رواه البخاري ( 3153 ) ومسلم ( 1468 ) .

وقد سبق بالتفصيل والدليل بيان حقوق كل من الزوجين على صاحبه

بعد هذا البيان تعلمين أيتها السائلة أن كلا والديك قد قصر في حق صاحبه وأضاع حقوقه , فالزوج ضيع حق زوجته في الإنفاق والعشرة بالمعروف , والزوجة ضيعت حق الزوج في الطاعة والخضوع .

والذي ننصحك به في هذا المقام أن تنصحي لكليهما – بحكمة ورفق – فتوضحي لأمك حقوق زوجها عليها ، وما أمرها به الشرع الحنيف من الطاعة ، وحسن القيام بحقه , وينبغي ألا تقابل تقصيره بتقصير مثله

فمن عصى الله فيك ، فأطع الله فيه ، وقد قال الله تعالى :

وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ *

وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) فصلت/34-36 .

وفي الوقت ذاته تنصحين لوالدك أن يقوم بواجباته التي كلفه بها ربه تجاه بيته وزوجته ، من النفقة والكسوة ونحو ذلك .
فإن استجابا فبها ونعمت , وإلا فإنك بذلك تكونين قد أديت ما عليك من واجب النصيحة , والدعوة إلى الخير , والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , فليس عليك – إن شاء الله –

بأس من تقصيرهما , واعلمي أن الواجب عليك بر والديْكِ ، والإحسان إليهما ، وبذل النصيحة لهما ، والسعي للتوفيق بينهما ، فإن أصر أحدهما

أو كلاهما ، على موقفه : لم يسقط حقه في البر والإحسان مهما كان لأجل إساءته وخطئه .

وقد سأل الشيخَ ابن عثيمين رحمه الله شخصٌ عن خصومة بين والديه ، فأجابه بقوله :

".... بالنسبة للخصام الواقع بينهما ، فالواجب عليك أمران : أن تحاول الإصلاح بينهما ما استطعت ، حتى يزول ما بينهما من الخصام والعداوة والبغضاء

لأن كل واحد من الزوجين يجب عليه للآخر حقوق لابد أن يقوم بها ، ومن بر والديك أن تحاول إزالة هذه الخصومات حتى يبقى الجو صافياً ، وتكون الحياة سعيدة .

وأما الأمر الثاني : فالواجب عليك نحوهما أن تقوم ببر كل واحد منهما ، وبإمكانك أن تتلافى غضب الآخر إذا بررت صاحبه بإخفاء البر عنه ، وتبر أمك بأمر لا يطلع عليه والدك ، وتبر والدك بأمر لا تطلع عليه أمك

وبهذا يحصل المطلوب ، ولا ينبغي أن ترضى ببقاء والديك على هذا النزاع ، وهذه الخصومة ، ولا على هذا الغضب إذا بررتَ الآخر ، والواجب عليك أن تبين لكل واحد منهما أن بر صاحبه لا يعنى قطيعته

أي : قطيعة الآخر ، بل كل واحد منهما له من البر ما أمر الله به "

انتهى من "فتاوى إسلامية" (4/196) .

وعليك أن تكثري من الدعاء لهما بظهر الغيب : أن يصلح الله لهما الحال والبال ، وأن يجنبهما كيد الشيطان ونزغاته .

والله أعلم .









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2018-12-25 في 17:22.
رد مع اقتباس
قديم 2018-12-25, 17:25   رقم المشاركة : 81
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

لا أريد الزواج ، ووالداي يرغماني عليه ، فهل أنا ملزمة شرعا بالقبول ؟

السؤال


أنا فتاة في 19 من العمر ، ووالدايَّ يريدان تزويجي لأسباب متعددة ، لكنني غير مهتمة بالزواج ، فماذا أفعل ؟

هل أنفذ ما يقولان أم أقول لهما ما أشعر به وأقف مع ما أريد ؟

لأنني قد أخبرتهما أنني لست مستعدة بعد .


الجواب


الحمد لله


ينبغي أن يعلم أن الزواج من هدي النبي صلى الله وسلم وسنَّته

وقد أنكر نبيُّنا صلى الله عليه وسلم على مَن أراد ترك النكاح وقال : " أما أنا فأتزوج النساء ، مَن رغب عن سنَّتي فليس مني " – رواه البخاري ( 4776 ) ، ومسلم ( 1401 )

– والمقصود بـ " سنتي " أي : الهدي والطريقة ؛ وليس للعبد أن يترك طريقة النبي صلى الله عليه وسلم

وهديه وسنته ، لأجل عرض من الدنيا ، أو حرص على دراسة زائدة ، أو مال أوفر ، أو وضع اجتماعي ، أو شبهة طرأت على باله ، من بعض شبهات المفسدين ، أو نحو ذلك .

ويتأكد ذلك ، في زمان الفتن ، والخوف على النفس ، حيث لا ضابط ولا رقيب ، فالعبد مأمور أن يستعين على نفسه والشيطان بكل سبيل

ومأمور بأن يحصل العفة ويطلبها ، ومتى خاف على نفسه الفتنة : وجب عليه الزواج ، دفعا للفتنة والفساد عن دينه .

واعلمي - أيتها السائلة الكريمة - أن بعض الفتيات قد يكن مطلوبات للزواج ، مرغوبا فيهن في مرحلة عمرية معينة ، فيتقدم لخطبتهن الأكفاء الصالحون القوامون ، لكنهن يرفضن بذريعة إتمامهن الدراسة

أو طمعا فيمن هو أغنى ، أو نحو ذلك ، فيتقدم بهن السن ، ويمضين ما تبقى من عمرهن في الانتظار ، ويخالفن بذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقبول الزوج الصالح ذي الدين والخلق :

" إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير " رواه الترمذي .

وتنسى الفتاة بذلك دورها الحقيقي في الحياة ، والحكمة التي من أجلها جعل الله الخلق شطرين : ذكرا وأنثى ، وجعل ذلك من آيات قدرته ، ودلائل وحدانيته تعالى .

وحينئذ ، فنحن لا نوافقك على صرف النظر بالكلية عن الزواج ، بحجة دراسة أو طموح مادي ، ومتى كان لكِ سبب واضح ، ومفهوم في ذلك الأمر : فأبديه لوالديك

وتفاهمي معهما بشأنه ؛ على ألا يكون ذلك ذريعة لكِ لترك ذلك بالكلية ، والانصراف عن باب عظيم من أبواب استصلاح الحياة ، وإقامة العبودية لله في هذه الدنيا .

وأما إن كان المراد : أنك لا تريدين الزواج بشخص محدد ، لسبب ما ، مع قبولك بالمبدأ ، متى تقدم لك الزوج الكفء : فهذا حقك ، ولا مانع منه ، وليس لوالديك أن يجبراك على الزواج بشخص معين .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-25, 17:29   رقم المشاركة : 82
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حرض امرأة على مفارقة زوجها ثم تزوجها وادعى أن ولدها من زوجها الأول ولده

السؤال

قام رجل بتشجيع إحدى النساء على الهرب من زوجها، وقد كان معها منه ولد، فذهبت إلى المحكمة وخالعته ، ثم بعد ذلك تزوجها ذلك الرجل ، وأدّعى أن الولد ولده ، وليس ولد الزوج الأول. فما رأي الشرع في هذه المسألة ؟

الجواب

الحمد لله


أولا :

ما قام به هذا الرجل من تحريض المرأة على الهرب من زوجها ومخالعته عمل محرم ، وإثم عظيم ، فلا يحل لمسلم أن يتقدم بعرض الزواج على أي امرأة متزوجة ، أو يفسدها على زوجها

حتى من غير طلب زواج ، أو رغبة فيه ، مهما كان السبب ؛ فقد ورد في ذلك الوعيد الشديد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( لَيْسَ مِنَّا مَنْ خَبَّبَ امرَأَةً عَلَى زَوجِهَا )

رواه أبو داود (2175) ، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " .

ثانيا:

ما قامت به المرأة من مخالعة زوجها دون سبب يستوجب ذلك : ورد الوعيد الشديد فيه في قوله صلى الله عليه وسلم : ( أَيُّمَا امرَأَةٍ سَأَلَت زَوجَهَا طَلَاقًا فِي غَيرِ مَا بَأسٍ فَحَرَامٌ عَلَيهَا رَائِحَةُ الجَنَّةِ )

رواه الترمذي (1187). صححه الألباني في " صحيح أبي داود " .

ثالثا:

ولأجل الجريمة التي اقترفاها ، وشناعة ما وقعا فيه : فقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن من أفسد امرأة على زوجها ، لم يحل له أن يتزوجها ، بل تحرم عليها على التأبيد ، وهو مذهب المالكية.

وجمهور العلماء يرون صحة النكاح ، مع إثمهم فيما وقعوا فيه .

رابعا:

لا يحل لهذا الرجل ، ولا لغيره ، أن ينسب ولد غيره لنفسه ، بل هذا من الكذب والزور ، والعدوان على حق الغير ، وإفساد الأنساب ، وفيه من المفاسد الشيء العظيم

ولأجل ذلك حرم الله التبني ، بنسبة ولد الغير إلى نفسه ، حتى ولو وافق أبوه ، أو لم يعرف له والد ؛ فكيف إذا كان قد اغتصبه اغتصابا ، وادعاه لنفسه ؟ هذا أشد وأشنع .

قال الله تعالى : ( مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

* ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ) الأحزاب/4-5.

فالواجب عليهما أن يتقيا الله ، ويتوبا إليه من تلك الجرائم : جريمته في إفساد المرأة على زوجها ، وجريمتها في مطاوعته في ذلك ، واختلاعها من زوجها ؛ ثم جريمته في ادعاء ولد الغير إلى النفس

وإعانتها هي لهذا الباغي على بغيه وعدوانه ، وليحذرا من غضب الله وعقابه ؛

وليعلما أن الله شديد العقاب ، وأنه يمهمل ولا يهمل ؛ قال الله تعالى : ( وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ) إبراهيم/42 .

روى مسلم في صحيحه (2583) عَنْ أَبِي مُوسَى، رضي الله عنه قَالَ

: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُمْلِي لِلظَّالِمِ، فَإِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ ، ثُمَّ قَرَأَ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ، إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ) .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-25, 17:31   رقم المشاركة : 83
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

امرأة تعتقد أنها ملعونة بسبب عدم استطاعتها رؤية أمها .

السؤال

سؤالي واستفساري : عن بنت تقول عن نفسها إنها ملعونة ، بسبب أنها لم ترَ أمها طيلة عمرها، لذلك تعتبر نفسها عاقة ، مع أن الأمور خارجة عن سيطرتها، فبعد أن طلق والدها أمها وهي صغيرة أبعدها

عنها وطلب من جميع إخوتها منه أن يبقوها بعيدا عنها ، وكرر هذا الطلب أيضا مع زوجها، وكلهم ملتزمون بذلك ، مع رغبتها الجامحة في أن تجد أمها .

فهل ما تعتقده هذه الفتاة من أنها ملعونة صحيح ?


الجواب


الحمد لله


اللعن هو الطرد والإبعاد من رحمة الله ، ومثل هذا الأمر العظيم لا يثبت في حق شخص إلا بالدليل الشرعي ، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الإنسان على نفسه

في صحيح مسلم : " أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سمع رجلاً يلعن بعيره لما تباطأ في المشي

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من هذا اللاعن بعيره ؟ ) ، قال : أنا يا رسول الله

قال : ( انزل عنه ، فلا تصحبنا بملعون ، ولا تدعوا على أنفسكم ، ولا تدعوا على أولادكم ، ولا تدعوا على أموالكم ، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم ) رواه مسلم ( 3014 ) .

وهذه المرأة آثمة بلعنها نفسها بغير سبب ، فالواجب عليها أن تتقي الله وتتوب من هذا الفعل .

وأما عدم رؤيتها لأمها بحسب ما ذكر في السؤال : فلا إثم عليها فيها لأنه أمر خارج عن إرادتها ، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها .

نعم ؛ الواجب عليها أن تسعى لرؤية أمها ، والإحسان إليها ، وتتوسل إلى ذلك بكل سبيل يمكنها ، وتتضرع إلى الله أن يجمع شملها بأمها ، ولا يحل لها أن تقاطعها طاعة لأبيها

لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، ولا يحل لزوجها ـ كذلك ـ أن يلتزم بما طلبه منه أبوها ، لأنه بغي وعدوان ، وشرط باطل ليس في كتاب الله ، بل هو إثم وبغي وقطيعة رحم .

فإن تيسر لها ذلك فالحمد لله على ما من ويسر من جمع شملها ، وإن عجزت عن ذلك ، ولم تستطع :

فالله عز وجل يعلم حالها وعجزها ، ولا إثم عليها في ذلك ، ولا لوم ؛ ثم لا ينبغي أن تيأس أيضا ؛ فمن يدري ما الذي يكون من أمر الناس غدا ؟!

فقد يجمع الله الشتيتين بعد مَا * يظنان كل الظَّن أَن لَا تلاقيا !!

كما ننصح والدها ، وإخوانها ، وزوجها ممن يمنعونها من رؤية أمها : أن يتقوا الله في أنفسهم ؛ فأي إثم أعظم من أن تمنع ابنة من رؤية أمها

وتحرم من ذلك دون ذنب ، مع ما للأم من عظيم حق على ابنتها يفوق حق الأب ، ومثل هذا من الظلم العظيم الذي تخشى عقوبته في الدنيا قبل الآخرة

وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( اتقوا الظلم , فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ) رواه مسلم (2578) ,

وقال عليه الصلاة والسلام عن الله عز وجل أنه قال : ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي , وجعلته بينكم محرما , فلا تظالموا ) رواه مسلم (2577) "

والله اعلم.









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-25, 17:37   رقم المشاركة : 84
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

ابتلوا بأب يسب الله وكتابه , وتارك للصلاة , ويقسو عليهم وعلى أمهم وأخوتهم فهل يضربونه؟

السؤال

نحن أسرة مكونة من أخ 30 سنة ، وأخ 16سنة ، وأخت 29 سنة ، وأخت 18سنة من أم ثانية ، طلق أبونا زوجته الأولى ، ثم وضع السم لولده حتى مات ، أما البنت ففرت هاربة وأمها إلي جدها من أبيها - الذي مات عليه غضبان

لأنه كان يتعدى عليه بالضرب والسب وأهله - ثم وكلها لعمها الذي رباها حتى زوجها ، هذا هو حاله مع الأولى ، ثم تزوج الثانية وهي أمي فقام بنهب أموالها كلها

وأصبح يضرب فينا ضربا شنيعا ، ويعاملنا بسوء ، وأمي هي التي تنفق علي البيت من طعام وشراب وملبس ، بل وتنفق علي ملابسه ، وساعدتني في زواجي حتى تزوجت

وجهزنا أختي الكبرى حتي زوجناها ، ولم يفعل أي شيء على الاطلاق بل يحاربنا ، ومللنا من الحديث إليه بالمودة ، وكالمعتاد تدخل الأهل كما تدخلوا من قبل ولم يفعلوا شيئا حتى وصلوا للطلاق ولم يطلقها

وكل من في القرية قطع علاقته به ؛ لأنه بذئ اللسان مع كل الناس ، ولا يصلي أبدا ، ولا يخرج الزكاة مع امتلاكه لأموال كثيرة ، ويتعامل بالبورصة ، والبنوك ، ، ويتفوه بألفاظ يلعن فيها رب العزة

ويسب القرآن والسنة ، فاشتكينا لأهله ، فقالوا : اشتكوه في مركز الشرطة ، ولن نتدخل لحل مشاكلكم ، فهددناه بذلك فقال : سوف اضربكم حتى تموتوا

ثم الآن يريد طرد أمي وأخوتي الصغار من البيت ، فتحدثت إلي أمي بأن استأجر شقه صغيرة في المدينة وأخذها هي فقط لتعيش معي وزوجتي ، لكنها رفضت ، وقالت : لن أترك البيت حتى تتزوج أختك

وهو لن يزوجها ، وصرح بذلك ؛ لأنه يريد أن تخدمه ، وكثير من الفتيات حدث معهن ذلك في قريتنا حتى ماتوا . وراودني حل أخير أن نقوم أنا وأخوتي بضربه وتوقيعه علي بعض الأوراق فقط لتهديده

حتى لا يقوم بضربهم ، ونزوج أختى ، ثم أخذ أمي لتعيش معي ، ونطلقها منه ، ويتبقى أخي الأصغر

والذي دفعني لهذا أن تقاليد قريتنا تسمح بذلك ، فبالعنف تحل المشاكل ، وترد الحقوق ، خاصة وأن بعض أقاربي فعلوا ذلك من قبل . فما رأيكم ؟


الجواب

الحمد لله

نسأل الله سبحانه لكم العفو والعافية وأن يفرج كربكم ويرفع عنكم ما ابتليتم به إنه سبحانه عفو كريم.

أما والدكم هذا ، إن صح ما قلته عنه :

فقد فارق دين المسلمين وكفر برب العالمين فإن من يسب الله تعالى ويسب كتابه وسنة نبيه لا يشك في كفره ويجب البراءة منه وقطع المودة والموالاة معه , تأسيا بخليل الله إبراهيم عليه السلام ,

قال الله تعالى : ( قدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ) الممتحنة/4,

وقال تعالى : ( لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُ

ولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) المجادلة/22.

والواجب على أمك أن تفارق أباك ، وألا تمكنه من نفسها ، فإنه كافر ، والمسلمة لا تحل للكافر ,

قال تعالى : ( فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ ) الممتحنة/ 10.

وعقد النكاح بينهما مفسوخ ؛ لأن الفقهاء نصوا على أن الزوج إذا ارتد : فإنه يفرق بينهما ، ثم تتربص ؛ فإن انتهت عدتها ، ولم يرجع عن ردته : بانت منه ، وانفسخ النكاح بينهما .

والظاهر من حال أبيك أنه مداوم على هذه الحال التي ذكرتها من سب الله وكتابه وترك الصلاة وغير ذلك

– كما يظهر من كلامك – لذا فالنكاح بينهما مفسوخ قطعا,

لذا عليك أن تساعد أمك على الفرار منه ، ومفارقته ، ولتجعلها في كنفك ورعايتك ، فإنها أحق الناس بحسن صحبتك .
وأما عن أختك وعزم أبيك على عدم تزويجها

فإنا نقول: ليس له عليها ولاية أصلا لأن الكافر لا ولاية له على المسلمة بإجماع العلماء ,

قال ابن قدامة رحمه الله :

" أما الكافر فلا ولاية له على مسلمة بحال ، بإجماع أهل العلم ، منهم مالك والشافعي وأبو عبيد وأصحاب الرأي . وقال ابن المنذر : أجمع على هذا كل من نحفظ عنه من أهل العلم "

انتهى من "المغني" (9/377) .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله

: " إذا كان لا يصلي لا يحل أن يعقد النكاح لأحد من بناته ، وإذا عقد النكاح صار العقد فاسداً ؛ لأن من شرط الولي على المسلمة أن يكون مسلماً " .

انتهى من "فتاوى نور على الدرب" .

لذا فعليكم أن تساعدوا أختكم على الفرار منه ، وأن تسعوا في تزويجها لرجل صالح يصونها ، ويحفظ عليها دينها .
وأما ما ذكرته من عزمكم على ضربه : فهذا لا يجوز ، لأن الأب له حق مهما حدث منه

ولا يجوز للولد أن يهين أباه ولا أن يسبه بحال من الأحوال ,

ثم إنه لا فائدة من ذلك ، ما دمنا نقول إنه لا يصح بقاء الوالدة معه ، بل عليها أن تفر منه ، وتدعه .

والله أعلم.


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-02, 16:46   رقم المشاركة : 85
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



هل يجوز إخفاء خبر وفاة شخص عن والدته العجوز خشيةً عليها من أثر الصدمة ؟


السؤال

هل يجوز إخفاء خبر وفاة شخص ما عن والدته ?

بحجة أنها عجوز متقدمة في السن ، وأنها لن تطيق ، ولن تتحمل هذا الخبر .


الجواب

الحمد لله


إخفاء خبر وفاة شخص عن والدته العجوز خشيةً عليها من أثر الصدمة : إذا كان مؤقتا

حتى يتسنى لهم إخبارها بصورة هي أهون عليها : فلا حرج فيه لداعي المصلحة .

فيجالسها من تأنس به من أهلها ، ويتدرج معها في الحديث ، ويذكّرها بالله ، وأن الآجال مقدرة قبل خلق الناس ، وأن الأجل إذا حان فلا حيلة في تأخيره

وأن هذه الأقدار كلها إنما هي من تقدير الله العزيز الحكيم ، وأن على النفس أن تصبر على ما أصابها ، وأن الصابرين يوفون أجورهم يوم القيامة بغير حساب .

ونحو هذا الكلام ، حتى إذا ما راضت نفسها ، وتقبلت هذا النصح ، فاتحها بالأمر ، وأخبرها به ، وأمرها بالصبر والاحتساب .

روى البخاري (1301) ، ومسلم (2144) - واللفظ له - عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " مَاتَ ابْنٌ لِأَبِي طَلْحَةَ ، مِنْ أُمِّ سُلَيْمٍ ، فَقَالَتْ لِأَهْلِهَا: لَا تُحَدِّثُوا أَبَا طَلْحَةَ بِابْنِهِ حَتَّى أَكُونَ أَنَا أُحَدِّثُهُ

قَالَ: فَجَاءَ فَقَرَّبَتْ إِلَيْهِ عَشَاءً ، فَأَكَلَ وَشَرِبَ، فَقَالَ: ثُمَّ تَصَنَّعَتْ لَهُ أَحْسَنَ مَا كَانَ تَصَنَّعُ قَبْلَ ذَلِكَ ، فَوَقَعَ بِهَا، فَلَمَّا رَأَتْ أَنَّهُ قَدْ شَبِعَ وَأَصَابَ مِنْهَا

قَالَتْ : يَا أَبَا طَلْحَةَ أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ قَوْمًا أَعَارُوا عَارِيَتَهُمْ أَهْلَ بَيْتٍ ، فَطَلَبُوا عَارِيَتَهُمْ، أَلَهُمْ أَنْ يَمْنَعُوهُمْ؟ قَالَ: لَا، قَالَتْ: فَاحْتَسِبِ ابْنَكَ ، قَالَ: فَغَضِبَ، وَقَالَ: تَرَكْتِنِي حَتَّى تَلَطَّخْتُ

ثُمَّ أَخْبَرْتِنِي بِابْنِي ؟ فَانْطَلَقَ حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَخْبَرَهُ بِمَا كَانَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( بَارَكَ اللهُ لَكُمَا فِي غَابِرِ لَيْلَتِكُمَا ) .

وأما إخفاء خبر وفاته عنها بصورة دائمة فلا يظهر لنا أنه سائغ مشروع ، بل هو إلى المنع منه أظهر ، وذلك لعدة أسباب ، منها :

أولا : أن في ذلك حرمانه من دعاء أمه له وترحمها عليه ، وهو أحوج ما يكون إلى هذا الدعاء .

ثانيا : أن في ذلك حرمانها من جزاء الصبر والاحتساب .

ثالثا : أنه يلزم منه دوام الكذب عليها والتهرب ، وتكلف إمضاء الأمر على حقيقته وطبيعته .

رابعا : أن مثل هذا الأمر عرضة لإضاعة كثير من الحقوق على أهلها ، حقوق الأم في وراثة ابنها ، إن كان له مال ، وحقوق ورثته هو ، ونحو ذلك .

ثم إن أمر الناس لم يزل على ذلك ، وأمر الدنيا كلها مبني على ذلك : بنيت الدنيا على فراق الأحبة .

والله تعالى أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-02, 16:50   رقم المشاركة : 86
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

كيف أنقذ أختي من علاقتها المحرمة بفتاة؟

السؤال

عندي أخت أكبر مني ، وقدرا فتحت جوالها ، واكتشفت محادثة لها مع فتاة ، وكان الكلام فاحشا . ، لا أعلم ماذا أفعل ، حاولت البحث على الانترنت عن طريقة اختراق الجوال

لكي أحدثها وكأنني تلك الفتاة ، لأقطع علاقتها بها ، ولكن تفاجأت أنها في نفس جامعة أختي ويمكن أن يلتقوا ، وأصبح الوضع صعبا جدا ، قالت لها الفتاه : يأتي يوم

وتقصد : أن يفعلوا الفاحشة سويا . ساعدوني ، فإنني لا أدري كيف أتصرف معها .


الجواب

الحمد لله

إن ما تعيشه أختك ، من العلاقة المحرمة بفتاة أخرى

هو إحدى الصور التي ينعكس فيها الوضع المتردي للتربية الاجتماعية ، هو أثر لمسار الظواهر الاجتماعية التي تتعرض لها الأسر : اختلاط في كل مكان ، وسائل إعلام متهتكة ، مناهج تربوية .

ثم ، مع ذلك كله ، وفوق ذلك كله : استعداد شخصي ممن يفعل ذلك ، وميل له ، مع قلة الوازع الديني ، وانعدام الرقابة الذاتية ، وضعف الرقابة الخارجية ، أو انعدامها كذلك .

على أية حال ، فإننا ننصحك بأمور هنا ، لعل الله أن يجعلها سببا في صلاح حال أختك

وبعدها عن ذلك الطريق :

1- استعيني بالله ، وألحي عليه في الدعاء ، أن يرزقها الهداية على يديك ، وأن يحررها من نفسها وهواها ، وأن ينقذها مما هي فيه .

2- لا تنظري إليها نظرة استعلاء واستكبار وازدراء ، واحمدي الله أن عافاك من البلاء ، وحفظك مما هي فيه ، وعامليها معاملة رفق ورحمة ومحبة ، وحرص على هدايتها .

3- احرصي على القرب منها بمناقشتها في شتى الأمور الحياتية ، وكأنك تريدين الاستفادة منها ومن تجربتها الشخصية في الحياة

باعتبار أنها أكبر منك ، وخلال كلامك معها مرري لها خطابات غير مباشرة ، ونصائح تربوية ، أو قصص دعوية ، حوول هؤلاء المبتلين بمثل هذه العلاقات

ومن الممكن ضرب المثال بما يحدث في الغرب ، وما يمثله من انتكاس للفطر ، وقد يكون من المفيد أن يبدأ ذلك بخبر عن زواج المثليين ، مثلا ، يأتي بصورة عابرة

ربما يكون عن طريق قراءة أو سماع قصة لوط مع قومه ، أو قراءة كتاب ، أو رسالة

أو سماع موعظة ، وهكذا حاولي أن تنوعي معها مصادر الحصول على المعلومة المطلوبة ، مع تعميم الكلام ، وعدم إشعارها أنها مقصودة منه بصورة مباشرة .

4- تقربي منها أكثر وحاولي مصاحبتها وفتح قلبك لها ، حاولي أن تشاركيها همومها ، وتشركيها معك في همك ؛ باختصار : حاولي أن تمثلي لها بديلا آمنا للصداقة ، تستغني بك عن صاحبة السوء .

5- احرصي على تشجيعها على هواياتها إن كانت لها هوايات ، أو لدعوتها لممارسة الرياضة معا فإن فيها تفريغا للحاجيات والطاقات الجنسية .

6- دعي الأمر سرا بينك وبين نفسك ، ولا تخبري به أحدا من العائلة فقد يتصرفون تصرفا بعكس ما يجب ، ولقد أحسنت فعلا بالاستشارة وبعدم التسرع في إبلاغ والديك

لكن إذا استمر الأمر ، ولم تشعري بتحسن معها ، أو شعرت بنوع إصرار ، فلا مانع من إعلامها تدريجيا ، بما وقفت عليه من ذلك ، لكن على طريق الشفقة والنصيحة ، والخوف عليها ، والحرص على دينها وعرضها وشرفها .

7- احرصي على أن تذكريها بشكل غير مباشر برقابة الله واطلاعه على الخبايا وما تخفي النفوس وباليوم الآخر وبأن الإنسان محاسب على كل ما يفعل .

8- ذكريها بأسماء الله وصفاته التي تبعث في نفس العاصي الأمل والرجاء فيه سبحانه مثل اسمه سبحانه الغفور والعفو والستير والتواب

وذكريها بأن الله يقبل توبة العبد مهما أسرف على نفسه ومهما غرق في المعاصي ومهما ابتعد .

9- اسألي الله أن يمن عليها بزوج صالح يغنيها بالحلال عن الحرام وينسيها هذه العاطفة المحرمة .

10- أما آخر الطريق معها : فهو تهديدها بإخبار ولي أمركما ، ليتصرف هو ، أو يمنعها من هذه الجامعة ، أو يتحمل هو عبء ذلك ؛ لكن الكي : آخر الدواء !!

نسأل الله لأختك الهداية والتوبة النصوح ، ولك التوفيق والقبول والثبات .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-02, 16:54   رقم المشاركة : 87
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل يطيع أمه في ترك مخطوبته بعد ما ظهر منها من جرأة وتصرفات لا ترضاها والدته ؟

السؤال


هل عدم موافقة الأم على الإنسانة التي اختارها الابن كشريكة لحياته ، تعني أن الله لن يبارك هذا الزواج ؟

خاصةً وأنه أثناء يوم الخطوبة حدثت مشاكل وحساسيات لها علاقة بتصرفات عائلتها وشخصية البنت المخطوبة : طريقة الجلوس؛ الجرأة في المناقشة

التحدث بالسوء عن أفراد من أسرتها؛ رغبتها في جلوسها مع الخاطب بحضور الأهل لأخذ صور للذكرى ، لكن الابن رفض ذلك بحكم الشرع والعُرف ، وبعد انتهاء الخطوبة

وخروج الخاطب وعائلته : قام زوج أخت المخطوبة بالاتصال بالخاطب ، يطلب منه أن يعود لكي يوصله بالسيارة لمنزله ، لكن عند وصول الخاطب اقترح عليه زوج الأخت

وأقنعه أن يدخل لأخذ بعض الصور للذكرى مع المخطوبة ، الشيء الذي لم تتقبله أم الخاطب ، واعتبرته إهانة لها. الآن البنت تريد الاعتذار من أم الخاطب عن التصرفات التي صدرت منها يوم الخطوبة

لكن الأم لا تريد حتى سماع صوتها ، والابن يحاول إقناع أمه بإعطاء البنت فرصة لإثبات حُسن نيتها واستعدادها للتغيير. فهل موقف الأم هذا يعتبر صحيحا أم مُبالغا فيه ؟ بحكم أن البنت اعترفت بخطئها ، وتريد الاعتذار
.

الجواب

الحمد لله وحده

بداية ، نشكر لك ثقتك بالموقع وثناءك عليه ، نسأل الله أن ينفع به .

لا شك أن للأم حقوقا قد فصلها الشرع الحكيم ، بل جعل برها والإحسان إليها سابقا على الجهاد ، الذي هو ذروة سنان الدين .

وينظر جواب السؤال القادم

ولا شك أن خبرة الأمهات ، ونظرتهن الثاقبة ، في أمور حياتية مثل الزواج ينبغي ألا يستهان بها ، فتجربتهن وقربهن من محيط النساء ، يجعل رؤيتهن المتفحصة

إذا صاحبها تقوى الله والبعد عن الغيرة والهوى - أعمق ، وأقرب إلى الصواب ، من رؤية الأبناء ، أو الرجال بصفة عامة .

ولا ريب أن الجلسة الأولى إلى المخطوبة وأهلها : تترك انطباعا خاصا عند الأمهات العاقلات الرصينات : فإما ارتياح وقبول ، وإما نفور لا يغيره اعتذار ، ولا وعد بالإصلاح .

إن عين الأم، أو الخبير بأحوال النساء في مثل ذلك : سوف تبحث عن عقل البنت ، وما يظهر من أخلاقها وتصرفاتها ؛ وسوف تختبر طبعها : من حيث الخفة والنزق والطيش ؛ أو عكس ذلك من : الحياء ، والرصانة ، والرزانة .

أضف إلى ذلك أن كلا الطرفين يتعمد الظهور في مثل هذه المواقف ، بشكل لائق ، يعرض فيه على الطرف الآخر : أجمل ما فيه ، وأنفس ما عنده ؛ فكيف يكون الحال

وقد تفاجأت الوالدة بمثل ما ذكرت من التصرفات : جرأة أكثر من المحتمل في مثل ذلك الموقف ، ضعف في عامل الحياء الذي يمسكها ، ويحفظ تصرفاتها .

قديما في بعض المجتمعات ، كانت هناك أسئلة معينة تطرح على المخطوبة

وكان هناك حرص على مراقبتها أثناء أكلها وجلستها وكيفية حديثها ؛ كان ذلك كله عاملا مشجعا ، أو منفرا منها ، ولو كان انطباعا أوليا ، فمثل هذا الانطباع يصعب التغلب عليه بعد ذلك .

ربما تعذر البنت فيما ذكرت من سلوكها وتصرفاتها ، لأنها معتادة على ذلك في عائلتها ، ربما تكون العائلة فيها انفتاح زائد ، لكن ذلك – من خلال عرضكم للمشكلة

يوضح أن هناك تباينا في نمط السلوك بين العائلتين ، فما لم تمانع منه عائلة الفتاة

وباركه زوج أختها ، بل ودعاك إليه بالتحايل : تراه أنت وأمك مخالفا لما يجب أن يكون شرعا ، وعرفا ، بل وأغضب أمك ، وجعلها تأخذ موقفا من المخطوبة .

وحينئذ ، إذا قدرنا أن الفتاة معذورة في شخصها ، فسوف يبقى هذا التباين في الطباع والعادات بين العائلتين ، مما يصعب تجاوزه في مستقبل العيش بينكما .

إننا نرى ، بقليل من التأمل ، إن الإقدام على مثل هذه الخطبة : سوف يجر عليك خيطا من المشكلات ، ويفتح بابا من التنازع بين الطرفين القريبين منك ، كل القرب ، وسيبقى انطباع الأم الأول عاملا للصد المتبادل بينهما.

إن الأم ليست معصومة من الخطأ ، لكنها سوف تبقى أمك ، ولن تستطيع التضحية بها ، أو برضاها ، أو بشيء من مشاعرها ؛ فما الذي يجبرك على الدخول في ثنائية مبكرة ، كهذه ؟!

وما الذي يحملك على أن تستكره أمك على قبول وضع لا ترضاه ؟!

لو كانت هذه الفتاة زوجة ، ولك منها الولد : كنا سنعاني صعوبة في رسم طريق التوفيق بين حقين ، وواجبين ؛ فكيف والأمر : مجرد خطبة ، في أول أمرها ؟!

فهبها صالحة ، سالمة من كل عيب ؛ أفلا يستحق رضا أمك أن تتركها لترضى ، ولم يضيق الله عليك ؛ والنساء سواها كثير ؟!

وفي الأخير لا يسعنا إلا الدعاء لك أن يختار الله لك ما فيه خيرك .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-02, 16:56   رقم المشاركة : 88
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل للوالدة الحقّ في رفض امرأة أريد الزواج بها

السؤال


ما هي حقوق والدتي علي وما هي حقوقي على والدتي ؟

مثال : هل لوالدتي أن ترفض زواجي بالمرأة التي اخترتها ؟


الجواب

الحمد لله


اعلم أن حق الأم على ولدها يتمثل ببرها وحسن صحبتها قال تعالى : وبالوالدين إحسانا الإسراء 23. وقال تعالى ووصينا الإنسان بوالديه حسنا العنكبوت :8 وقال أن اشكر لي ولوالديك لقمان 14.

وعن أبي عمرو الشيباني قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله عز وجل قال الصلاة على وقتها ثم قال أي قال بر الوالدين ثم قال أي قال الجهاد في سبيل الله ) البخاري 5970 .

قال ابن حجر في الفتح (10/401) ( واقتضت الآية الوصية بالوالدين والأمر بطاعتها ولو كانا كافرين هذا وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم في غيرها حديث فضل بر الوالدين حتى ولو بعد موتهما

فعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَجُلًا مِنْ الْأَعْرَابِ لَقِيَهُ بِطَرِيقِ مَكَّةَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ وَحَمَلَهُ عَلَى حِمَارٍ كَانَ يَرْكَبُهُ وَأَعْطَاهُ عِمَامَةً كَانَتْ عَلَى رَأْسِهِ فَقَالَ ابْنُ دِينَارٍ فَقُلْنَا لَهُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ إِنَّهُمْ الْأَعْرَابُ وَإِنَّهُمْ يَرْضَوْنَ بِالْيَسِيرِ

فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ إِنَّ أَبَا هَذَا كَانَ وُدًّا لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ أَبَرَّ الْبِرِّ صِلَةُ الْوَلَدِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ إن أبر صلة الولد أهل ود أبيه ) صحيح مسلم 4629

قال الأُبّي في شرح مسلم (8/496) ( يعني أن آكد البر وأفضله إيثار أهل ذوي الأب على غيرهم) .

وأما حقّ الابن على الأم فيدخل فيه حسن تربيته والعطف عليه والحنان ومن ذلك تمام رضاعه وتعليمه والنفقة عليه في حال عدم وجود الأب .

وأمّا بالنسبة لرفضها الفتاة التي أردتها فلا بد من معرفة أسباب الممانعة والدوافع لذلك لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوره وقد تنظر الأم إلى الموضوع من زاوية غير التي تنظر أنت منها إلى تلك الفتاة

فإن كانت أسباب الممانعة صادرة من منطلق شرعي كسوء دين المرأة وعن بحث ومشورة في عدم صلاحيتها ومناسبتها لوضعك وظروفك فحينئذ لا بد من طاعتها .

وإن كان الرفض من أجل هوى نفس لا يمتّ للشرع بصلة أو كان التزام الفتاة هو السبب في الممانعة فحينئذ لا تلزم طاعتها ولكن تجتهد في إقناعها ومداراتها ويُمكن توسيط بعض الفضلاء

من الناس ممن تثق هي بهم ولهم مكانة عندها للشفاعة لديها للموافقة

والله ولي التوفيق .

الشيخ محمد صالح المنجد









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-02, 17:01   رقم المشاركة : 89
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

كيف تتصرف الأم لتقنع ابنها بعدم طلاق زوجته التي تفتعل المشاكل معهم ؟

السؤال

ابني متزوج منذ 6 سنوات ، ولديه ابن ، كلنا نعيش في منزل واحد ، وهو منزلي ، يدفع تكاليف معيشتي ابني هذا ، وكذلك بناتي الأربعة حيث إني ربة منزل وأرملة ، منذ أكثر من 30 سنة

وليس لي معيل بعد الله سوى أبنائي وبناتي . مشكلتي هي مع زوجة ابني ، حيث إنها لا تطيقني دون سبب يذكر، لا تتحدث إلي أبدا ، حتى إنها لا ترد السلام !!

حاولت التحدث إليها في بدايات زواجهما وسألتها إن كان قد بدر مني سوء أو رأت مني ما تكرهه ؟ لكنها تنظر إلي وتقول لم تفعلي شيئا ، وأنا أتحدث إليك دائما. إحدى بناتي لم تتزوج بعد وتسكن معي،

ويشهد الله علي بأن ابنتي هذه ملتزمة جدا ورائعة التعامل معها، حتى أنها هي من تربي ابنهما لكثرة إهمال زوجة ابني بابنها . الحمد لله على كل حال ، لكني أخاف من زوجة ابني

هي تفتعل مشاكل ليست موجودة ، تخبر كل من تعرف ومن لا تعرف بأني ظالمة ، والشكوى لله ، لكنها تظلمني بقولها هذا ، والله يشهد على ما أقول ، كنت أتوق إلى زوجة ابن تكون صديقة لي مثل بناتي

لكنها تعاديني ، وقد أصبحت أتهرب من ابني ، حتى لا تنهال هي علي بالكلام الجارح أو التقول علي . زوجة ابني كانت تعيش في بريطانيا

وجوازها هي وابنها بريطاني ، وهي الآن سافرت إلى بريطانيا ، وتفتعل المشاكل من هناك مع ابني قائلة إنها لا تريده ، وهي غير سعيدة معه لأنه يجالسني !! ابني لا يريد أن يقاطعني

لكني لا أريد أن أكون سببا في خراب منزله ، وطلبت منه أن يرجعها ، وأن أعيش في منزل لوحدي لكن ابني رفض . فهل علي إثم بما يجري ؟

لا زلت أطلب من ابني أن يعيد زوجته وابنه لكنه يرفض ، وقد بحث في إجراءات الطلاق ، وهو ذاهب لتطليقها ، أنا لا أريد له الطلاق ، لكني أيضا أريده سعيدا

وهو ليس بسعيد معها ، وأرى أني سبب ، مع أني لست بسبب .

كان بإمكان ابني أخذ منزل بجواري ، والعيش منفصلين متجاورين ، لكنه رافض أي فكرة بالعيش مفترقا عني . كيف أشرح له أن ما أطلب منه هو ما أريده ؟ وأنه استقرار له أيضا .


الجواب


الحمد لله

بداية ، نود أن ننوه بخلقك الكريم تجاه زوجة ابنك رغم إساءتها وظلمها المستمر لك ، وكذا حرصك على أن يبقى شمل ابنك مجموعا، وبغضك لطلاقهما رغم كل المشاكل المفتعلة من طرف زوجته.

ونود أن يكون الكلام هنا في مقامين :

الأول :

أنه كان اللجوء إلى حل انفصال المعيشة بينكما : حلا مناسبا ، من أجل الحفاظ على أسرة قائمة من حيث الأصل ، والحفاظ على وضعية الطفل الصغير بينهما ، وليس في مثل هذا مجافاة لأصول الشرع

ولا للأعراف المجتمعية ، ما دام الابن يعرف حق أمه عليه ، في البر ، والنفقة ، والصلة ، وسائر ما يلزمه تجاهها ، خاصة إذا كان المنزل قريبا ، يسهل عليه أمر الصلة والمودة ، وقضاء وقت مناسب مع والدته ، وأخته .

كان هذا حلا مناسبا ، لو كان الابن قد حاول أن يتعامل مع المشكلة بشيء من الواقعية ، والعقلانية ، لكن يبدو أن عاطفته تجاه أمه أكبر من مثل هذا النظر ، أو أن حجم المشكلات

وصعوبة العيش بينهما ، أصعب مما يبدو من عرض والدته للمشكلة ، أو مما تعرفه هي ؛ فربما كان في الأمر ما بينهما ، ما يحول دون دوام العشرة ، ووصول العلاقة إلى مثل هذا الطريق المسدود .

الثاني :

أما وقد وصل الأمر إلى ما وصل إليه ؛ فليس من المناسب أن تظلي في تحميل نفسك ما لا تطيقينه ، والعيش في حالة من جلد الذات ، وتحميلها وزر غيرها ؛ فما دمت قد اتقيت الله في شأن زوجة ابنك

ولم تسعي إلى ظلمها أو أذاها ، أو الإفساد بينها وبين زوجها ، لكن هي من جلبت ذلك بسوء تصرفها ؛ فلا عليك مما يكون بعد ذلك ، خاصة وقد حاولت إثناء ابنك عن قراره

فأبى ، ومن يدري لعله أن يكون في مثل هذا الافتراق خير له ، ولها ؛ قال الله تعالى : ( وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا ) النساء/130 .

على أننا نرجو أن تنبهي ولدك إلى أهمية مراعاة مستقبل ابنه ، وألا يتركه مع أمه

فليحاول أن يضمه إلى حضانته ، قدر المستطاع ، ولو بالحيلة : أن يستدرجها معه إلى بلدكم ، حيث يمكنه أن يضم حضانة ابنه إليه ، أو أن يبحث عن مخرج قانوني لمثل ذلك .

وينظر جواب السؤالين القادمين

نسأل الله أن يقر عينك بابنك ، وأن يختار له ما فيه خيره ، وأن يسعده ، ويسعدك به .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-02, 17:05   رقم المشاركة : 90
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

تعيش مع حماتها وبينهما مشاكل كثيرة

السؤال

أنا زوجة منذ 10 سنوات تقريبا ولديَّ طفلان ، أعيش منذ أن تزوجت مع والد ووالدة زوجي ، بدأت حياتي وأنا أرجو أن نكوِّن أسرة وأن أعامل وكأني ابنة لهم وأعاملهم بنفس الطريقة

ولكن الحياة بيننا أصبحت ما يمكن أن يسمى " تعايش سلمي " ، فهناك حوار ما دامت ليس لها ملاحظات عليَّ ، لكني أفتقد الإحساس بالمحبة وخصوصا عندما أكون مريضة أو أحس بالتعب

لا أحس أنها تسأل عن صحتي باهتمام الأم ، إن أنا قلت إني أحس بالتعب لا تسألني إن تحسنت حالتي أو كيف أصبحت فصرت لا أقول ، وفي بعض الأحيان ردها على كلامي يوصل الإحساس أنها ترى أني أتصنع ذلك

وهذا يحز في نفسي ، فأنا لا أطلب أن أستريح وتقوم هي بعمل المنزل ولكن مجرد الاهتمام بالسؤال عن صحتي ، والمشكلة الأخرى تكمن في طبع والدة زوجي أنها كثيرة الانتقاد لتصرفات الآخرين

تكون في بعض الأحيان على صواب وأحيانا أخرى تكون فيها مبالغة ، فهي تريد الأمور أن تتم كما تراها وغير ذلك فهو في نظرها خطأ

المشكلة أن حديثنا في الغالب ما يكون انتقادا لأشخاص سواء من الأصدقاء أم من الأقارب من جهتهم أو من جهتي ، وانتقادها يكون غالباً حادّاً وخاصة إن كانت في حالة غضب من الشخص وفي بعض الأحيان يصل إلى حد الشتم

أولاً أنا أحس أننا نرتكب الكثير من الغيبة ، وإن لم أرد عليها أو حاولت أن أبرر تصرفات من تنتقده في محاولة لرد غيبة الشخص المتحدث عنه انقلب عليَّ الحال

فالوضع الوحيد الذي يرضيها أن أقول إنها على حق وأن الطرف الآخر قد أخطأ ، ولكن ذلك لا يتم إلا وقد جرحنا في الناس كثيراً ، ويزيد من ضيقي أن يكون هذا النقد اللاذع لأهلي ( أبى وأمي وإخوتي وأزواجهم )

وقد يكون معها الحق أحيانا ، فهم بشر ولهم عيوبهم وأخطاؤهم ، ولكن أن نظل نتحدث عما حدث وننتقدهم والانتقاد لا يكون فقط على السلوك الذي حدث منهم وأغضبها ( وطبعا بشكل لاذع )

بل يكون أحيانا على تصرفاتهم في حياتهم الشخصية ، وإن ظهر عليَّ الضيق غضبت مني ، وقد توفي والد زوجي منذ ما يقل من عام فأصبح الوضع أكثر سوءا ؛ أصبحتْ أشد حساسية

وانتقاداً للنظرة والحركة والكلمة وطريقة كلام من نعرفهم ، وانتقل هذا الانتقاد لي أنا شخصيّاً في كل أمور حياتنافأرجوا النصح والتوجيه.


الجواب

الحمد لله


أولاً :

ينبغي أن تعلمي – أختنا السائلة - اختلاف طبيعة البشر ، فهم ليسوا سواء من حيث الخلُق والدين والعقل والتصرفات ، وينبغي عليكِ - كذلك -

مراعاة من كان كبيراً في السنِّ فإن عقله يضعف ويعود صغيراً في كثيرٍ من تصرفاته ، وعليكِ – أيضاً – مراعاة أنكِ تتعاملين مع أم زوجكِ ، وغالب هؤلاء الأمهات تدب فيهن غيرة الضرائر من زوجات أبنائهنَّ .

فإذا راعيتِ كل ما سبق وفطنتِ له فإنه تهون عليك مشاكلك وتفرَّج همومك ، فما تعانين منه تعاني منه كثيرات ، وهو يحتاج لأمرين مهمين : الصبر والحكمة .

فاصبري على ما ترينه وتسمعينه من أهل زوجك ، وكوني حكيمة في تعاملك معهم ، وبخاصة أم زوجك

فإنه بحكمتك تستطيعين تجنب كثير من المشاكل ، وتفوزين برضاهم أو على الأقل كف شرهم عنكِ ، وتفوزين بقلب زوجك ورضاه عنكِ .

والحكمة في تعاملك مع أم زوجكِ تقتضي منكِ إسماعها الكلام الحسن

والثناء عليها ، والدعاء لها ، وتلبية طلباتها ، وأن تكوني أحرص منها على نفسها إن كانت تتناول دواء – مثلاً – أو لها موعد زيارة طبيبة ، كما أن للهدية دوراً كبيراً في ترقيق قلبها وتغيير معاملتها تجاهك
.
مع العلم أنه لا يجب عليكِ خدمتها ولا العناية بها من حيث الوجوب الشرعي

فما تفعلينه هو أمر مستحب محبوب للشرع ، وهو من حسن العشرة لزوجكِ ، ولعلَّها إذا عرفت أنكِ تقومين بما لا يجب عليكِ شرعاً ، وعرف زوجكِ ذلك – أيضاً – أن يكون لك مكانة عندهما عالية .

ثانياً :

هذا لا يعني أنكِ تجارينها في الغيبة التي تفعلها ، بل يجب عليكِ نصحها بترك أكل لحوم الناس باغتيابهم ، فإن انتهت فهو خير لها

ولكِ أجر ذلك ، فإن استمرت ولم تنته فلا يحل لك الجلوس معها وهي تغتاب الآخرين ، بل يجب مفارقة مجلسها

وقد يكون تصرفك هذا مساهماً في تركها للغيبة ، ولا يكفي إنكارك بقلبك في الحال ؛ لأنك لستِ في حكم المكرَهة ، ولا بدَّ أن تفهم هي وابنها هذا الحكم

واعلمي أنكِ إن بقيتِ معها وهي على ذلك الحال فأنت شريكة معها في إثم الغيبة ، فكيف إن شاركتِ معها بلسانك ؟! .

ثالثاً :

لك كل الحق في أن يكون لكِ بيتٌ مستقل تعيشين فيه مع زوجكِ وأبنائكِ ، ولك الحق أن يكون لك كثير من الخصوصية إن كان زوجك يريد أن يكون مسكنكم مع أهله

ولا يكون عاقّاً لأمه لو فعل ذلك ، فالرجل العاقل الحكيم يزن الأمور بميزان الشرع ، ويعطي كل ذي حقٍّ حقَّه ، ولا ينتقص لواحدٍ من الآخر .

على أننا ، مع ذلك ، نعلم صعوبة الاستقلال بمسكن في كثير من الأحيان ، لا سيما مع الظروف المعاصرة التي جعلت من الحصول على المسكن الملائم ، خاصة في المدن الكبرى

أمرا صعب المنال ، وهنا يتوجب على المرء أن ينظر في الظروف المحيطة به ، بشكل عام ، وبأفق أرحب ، من أجل ألا يشق على نفسه ، ولا على من حوله ، والله تعالى كتب الإحسان على كل شيء .

ويجب على زوجكِ أن يعلم بحقيقة وضعك مع أمه ؛ لأن هذا سبَّب لك عصبية ظهر أثرها على أبنائك ، وقد يكون أثر على زوجك أيضاً ، لذا ينبغي عليه أن يسارع في حل مشكلات البيت

وعليك أن يتقبل منكِ المصارحة في الأمور كلها ؛ وعليه أن يتحمل المسئولية التي أوجبها عليه الشرع ، فعليه برُّ أهله ، ومن برِّهما نصحهما وتذكيرهما إن وقعا في مخالفة الشرع

كما أن عليه مسئولية عِشرة زوجته بالمعروف ، وعليه مسئولية تربية أولاده ، فهو أحوج ما يكون للمصارحة والمعاونة على ذلك ، وأنتِ الطرف الأساس الذي يعينه على ذلك كله .

ونسأل الله تعالى أن يهديكم ويصلح بالكم ، وأن يجمع بينكم على خير ، وأن تكونوا أسرة واحدة سعيدة في الدنيا والآخرة .

والله أعلم









رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 09:51

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc