الأحاديث الصحيحة - الصفحة 6 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الأحاديث الصحيحة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-07-20, 18:44   رقم المشاركة : 76
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حديث (كل أمرٍ لا يبدأ فيه بذكر الله فهو أبتر)

السؤال :

هل يمكنك أن تصحح لي الروايات التالية مع ذكر التخريج والتحقيق لهذه الأحاديث ، وأرجو أيضا أن تذكروا رأي أقدم المحدثين ورأي الشيخ الألباني

وإذا كان لديكم حديث مشابه لهذه الأحاديث أرجو أن تفيدوني به . ابن حبان روى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( كل أمر ذي بال لا يبدأ باسم الله الرحمن الرحيم فهو أبتر )

. وروى أحمد قائلا : ( كل أمر لا يبدأ باسم الله الرحمن الرحيم فهو أبتر ) . ويروي الدارقطني عن أبي هريرة : ( كل أمر لا يبدأ باسم الله الرحمن الرحيم فهو أبتر ) .

وروى ابن حجر في فتح الباري والسيوطي في الدر المنثور : ( كل أمر ذي بال لا يبدأ باسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع ) .


الجواب :


الحمد لله

الحديث المقصود في السؤال هو حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ

: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (كُلُّ كَلَامٍ أَوْ أَمْرٍ ذِي بَالٍ لَا يُفْتَحُ بِذِكْرِ اللهِ فَهُوَ أَبْتَرُ - أَوْ قَالَ : أَقْطَعُ -) وقد روي الحديث بألفاظ أخرى نحو هذا .

رواه الإمام أحمد في " المسند " (14/329

طبعة مؤسسة الرسالة ، وآخرون كثيرون من أصحاب السنن والمسانيد .

وفيه علتان :

العلة الأولى : ضعف قرة بن عبد الرحمن

قال أحمد بن حنبل

: منكر الحديث جدا .

وقال يحيى بن معين :

ضعيف الحديث .

وقال أبو زرعة :

الأحاديث التى يرويها مناكير .

انظر: "تهذيب التهذيب" (8/373) .

العلة الثانية : أنه قد رجح بعض أهل العلم أن الصواب فيه : عن الزهري مرسلا ، ـ والمرسل من أقسام الحديث الضعيف ـ .
فقد أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (495

497) عن الزهري

قال : قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فذكره .

قال الدارقطني رحمه الله :

" والصحيح عن الزهري المرسل " انتهى.

" العلل " (8/30) .

وضعفه الزيلعي في " تخريج الكشاف " (1/24)

وضعفه الشيخ الألباني في " إرواء الغليل " (1/29-32)

كما ضعفه المحققون في طبعة مؤسسة الرسالة .

وقد حَسَّن الحديث أو صححه جماعة من العلماء

فقد حسنه النووي وابن حجر

وصححه ابن دقيق العبد وابن الملقن .

وسئل عنه الشيخ ابن باز رحمه الله فقال :

"جاء هذا الحديث من طريقين أو أكثر عند ابن حبان وغيره ، وقد ضعفه بعض أهل العلم ، والأقرب أنه من باب الحسن لغيره" انتهى .

"مجموع فتاوى ابن باز" (25/135) .

والحديث معناه مقبول ومعمول به ، فقد افتتح الله تعالى كتابه بالبسملة ، وافتتح سليمان عليه السلام كتابه إلى ملكة سبأ بالبسملة ، قال تعالى: (إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) النمل/30

وافتتح النبي صلى الله عليه وسلم كتابه إلى هرقل بالبسملة ، وكان صلى الله عليه وسلم يفتتح خطبه بحمد الله والثناء عليه .

وقد ذهب أكثر الفقهاء إلى مشروعية البسملة واستحبابها عند الأمور المهمة .

جاء في الموسوعة الفقهية (8/92) :

"اتفق أكثر الفقهاء على أن التسمية مشروعة لكل أمر ذي بال ، عبادة أو غيرها" انتهى .

والله أعلم .








 


رد مع اقتباس
قديم 2018-07-20, 18:49   رقم المشاركة : 77
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

: حديث عن غزو الهند

السؤال :


هناك حديث يتكلم عن غزو الهند ، وأن من يشارك في هذا الغزو فإنه يدخل الجنة ، أريد معرفة صحة هذا الحديث ، والمرجع ، وسلسلة الرواة ، وشرحه بالتفصيل .جزاكم الله خيراً .


الجواب :

الحمد لله

أولا :

الأحاديث الواردة في غزو الهند هي كالآتي :

الحديث الأول :

عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( عِصَابَتَانِ مِنْ أُمَّتِي أَحْرَزَهُمَا اللَّهُ مِنْ النَّارِ : عِصَابَةٌ تَغْزُو الْهِنْدَ ، وَعِصَابَةٌ تَكُونُ مَعَ عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِمَا السَّلَام ) العصابة : الجماعة . أحرزهما : وقاهما .

رواه النسائي (رقم/3175)

والإمام أحمد في " المسند " (37/81)

طبعة مؤسسة الرسالة ، وحسنه محققو هذه الطبعة

، وصححه الألباني في " السلسلة الصحيحة " (رقم/1934)

الحديث الثاني :

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : ( وَعَدَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوَةَ الْهِنْدِ ، فَإِنِ اسْتُشْهِدْتُ كُنْتُ مِنْ خَيْرِ الشُّهَدَاءِ ، وَإِنْ رَجَعْتُ فَأَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ الْمُحَرَّرُ )

ورد هذا الحديث من طرق ثلاثة عن أبي هريرة :

الطريق الأولى : عن جبر بن عبيدة عن أبي هريرة .

رواه الإمام أحمد في " المسند " (12/28)

وغيره ، وهذا إسناد ضعيف بسبب جبر بن عبيدة ،

لم يرو عنه إلا راو واحد اسمه سيار بن الحكم

ولم يوثقه أحد

وإنما ذكره ابن حبان في " الثقات " ذكرا مجردا

ولذلك قال الإمام الذهبي :

" لا يُعرف مَن ذا ، والخبر منكر "

انتهى. انظر : " تهذيب التهذيب " (2/59)

الطريق الثاني : البراء بن عبد الله الغنوي ، عن الحسن البصري ، عن أبي هريرة قال :

( حَدَّثَنِي خَلِيلِي الصَّادِقُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ : يَكُونُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْثٌ إِلَى السِّنْدِ وَالْهِنْدِ ، فَإِنْ أَنَا أَدْرَكْتُهُ فَاسْتُشْهِدْتُ فَذَاكَ ، وَإِنْ أَنَا - فَذَكَرَ كَلِمَةً - رَجَعْتُ وَأَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ الْمُحَرَّرُ ، قَدْ أَعْتَقَنِي مِنَ النَّارِ )

رواه النسائي في " السنن " (رقم/3173)

وأحمد في " المسند " (14/419)

ولكنه إسناد ضعيف أيضا ، بسبب البراء بن عبد الله الغنوي الذي اتفقت كلمة النقاد على تليين حديثه

كما في " تهذيب التهذيب " (1/427)

ثم فيه انقطاع ما بين الحسن البصري وأبي هريرة رضي الله عنه .

الطريق الثالث : هاشم بن سعيد ، عن كنانة بن نبيه ، عن أبي هريرة .

رواه ابن أبي عاصم في " الجهاد " (رقم/247)

ولكنه إسناد ضعيف أيضا بسبب هاشم بن سعيد

قال عنه ابن معين

: ليس بشيء

. وقال أبو حاتم

: ضعيف الحديث .

انظر : " تهذيب التهذيب " (11/17)

الطريق الرابع : عن صفوان بن عمرو ، عن بعض المشيخة ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - وذكر الهند - فقال : ( ليغزون الهند لكم جيش يفتح الله عليهم ، حتى يأتوا بملوكهم مغللين بالسلاسل ، يغفر الله ذنوبهم ، فينصرفون حين ينصرفون فيجدون ابن مريم بالشام )

قال أبو هريرة : إن أنا أدركت تلك الغزوة بعت كل طارف لي وتالد وغزوتها ، فإذا فتح الله علينا وانصرفنا فأنا أبو هريرة المحرر ، يقدم الشام فيجد فيها عيسى بن مريم ، فلأحرصن أن أدنوا منه فأخبره أني قد صحبتك يا رسول الله . قال : فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وضحك ثم قال : هيهات ، هيهات .

رواه نعيم بن حماد في " الفتن " (ص/409) وفي سنده إبهام الراوي عن أبي هريرة ، كما أن في سنده بقية بن الوليد مدلس وقد عنعن .

الحديث الثالث : ( يغزو قوم من أمتي الهند ، فيفتح الله عليهم ، حتى يلقوا بملوك الهند مغلولين في السلاسل ، يغفر الله لهم ذنوبهم ، فينصرفون إلى الشام فيجدون عيسى بن مريم بالشام )

رواه نعيم بن حماد في " الفتن " (ص/399)

قال : حدثنا الوليد ، عن صفوان بن عمرو ، عمن حدثه عن النبي صلى الله عليه وسلم .

وهذا إسناد ظاهر الضعف بسبب عنعنة الوليد بن مسلم ، وظاهره ـ أيضا ـ الإرسال ، لأنه ليس فيه أن من حدث صفوان بن عمرو سمع النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا أنه كان صحابيا .

فالخلاصة أن حديث ثوبان هو الذي صح في غزوة الهند

وأما حديث أبي هريرة فعامة أسانيدها ضعيفة ، فالله أعلم .

ثانيا :

الذي يبدو من ظاهر حديث ثوبان وحديث أبي هريرة ـ إن صح ـ أن غزوة الهند المقصودة ستكون في آخر الزمان ، في زمن قرب نزول عيسى بن مريم عليهما السلام ، وليس في الزمن القريب الذي وقع في عهد معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه .

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله :

" وقد غزا المسلمون الهند في أيام معاوية سنة أربع وأربعين ، وكانت هنالك أمور سيأتي بسطها في موضعها ، وقد غزا الملك الكبير الجليل محمود بن سبكتكين صاحب غزنة في حدود أربعمائة بلاد الهند

فدخل فيها ، وقتل ، وأسر ، وسبى ، وغنم ، ودخل السومنات ، وكسر الند الأعظم الذي يعبدونه ، واستلب سيوفه ، وقلائده ، ثم رجع سالما مؤيدا منصورا " انتهى.

" البداية والنهاية " (6/223)

ولذلك يقول العلامة حمود التويجري رحمه الله :

" وما ذكر في حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي رواه نعيم بن حماد من غزو الهند ؛ فهو لم يقع إلى الآن ، وسيقع عند نزول عيسى بن مريم عليهما الصلاة والسلام ، إن صح الحديث بذلك . والله أعلم " انتهى.

" إتحاف الجماعة " (1/366)

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-20, 18:55   رقم المشاركة : 78
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حديث : لا يُسْأل الرجل فيمَ ضرب زوجته ؟

السؤال :

اعتنقت الإسلام منذ عام ، وأنا في طور تحصيل العلم الشرعي لديننا الإسلامي ، وأنا متزوجة منذ عام والحمد لله ، سؤالي يتعلق بضرب الرجل لزوجته ، وكلما كان هناك سؤال يراودني يزعزع من إيماني فإني أسأل الله أن يهديني سواء السبيل ، والحمد لله ، فإني في النهاية أجد إجابات قاطعة لسؤالي

مما يزيد من إيماني ، وأنا آمل وأدعو الله أن يهديني للإجابة المثلى لهذا السؤال أيضا إن شاء الله . عندما كنت أقوم بدراسة بعض الأحاديث الخاصة بالزواج أتيت على هذا الحديث : سنن أبي داود ، الكتاب الحادي عشر : النكاح ، رقم 2142: روى عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يسأل الرجل فيما ضرب امرأته ) فهل بوسعكم ـ رجاء

إطلاعي على ما يُقصد بهذا الحديث ، وما الموقف الذي قيل من أجله ، ولمن قيل ، ومتى ، فقد تعلمت أنه لابد من فهم خلفية الحديث ، وألا نخرج منه باستنتاجات بناء على المعنى الظاهري له .

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجزيكم أنتم وجميع أفراد فريقكم خيري الدنيا والآخرة ، وأن يحفظكم جميعا من جميع شرور الدارين آمين . وجزاكم الله خيرا لوقتكم ، ولمشاركتكم إيانا معرفتكم القيمة .


الجواب :

الحمد لله

أولا :

لا يسعنا – وقد قرأنا الحكمة في سؤالك – إلا أن نثني على حسن السؤال ، وحسن التفكر ، وحسن التدبر ، فقد لمسنا كثيرا من الاستعداد لتقبل العلم ومدارسة المسائل

ولا نعجب أن هداك الله عز وجل لهذا الدين القويم ، فهو الدين الوسط ، وهو الحنيفية السمحة التي تؤمن بالله وجميع رسله ، ولا تفرق بين أحد من رسله ، وأنت تملكين ـ إن شاء الله ـ

من التعقل ما يجعلك قادرة على تمييز الصواب من الخطأ ، والحق من الباطل ، ونرجو منك الاستمرار في طلب العلم الشرعي ، وزيادة الهمة في تحصيله ، فهو النور الذي يهدي به الله عز وجل إلى الصراط المستقيم .

ثانيا :

وأما بخصوص الحديث الوارد في السؤال ، فهو حديث مروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لَا يُسْأَلُ الرَّجُلُ فِيمَا ضَرَبَ امْرَأَتَهُ )

رواه أبو داود (رقم/2147)

والنسائي في " السنن الكبرى " (5/372)

وابن ماجه (رقم/1987)

وأحمد في " المسند " (1/275)

وغيرهم ، جميعهم من طريق :

داود بن عبد الله الأودي ، عن عبد الرحمن المسلي ، عن الأشعث بن قيس ، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه به .

قلنا : وهذا إسناد ضعيف بسبب عبد الرحمن المسلي ، لم يوثقه أحد من أهل العلم

بل نقل ابن حجر في " تهذيب التهذيب " (6/304)

عن أبي الفتح الأزدي إيراده له في " الضعفاء " وقوله عنه : فيه نظر . وأورد له هذا الحديث .

ولذلك حكم علماء الحديث على هذا الحديث بالضعف والرد ، منهم :

قال ابن القطان رحمه الله :

" لا يصح " انتهى.

" بيان الوهم والإيهام " (5/524)

وقال الذهبي رحمه الله :

" فيه عبد الرحمن المسلي : لا يعرف " انتهى.

" ميزان الاعتدال " (2/602)

وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله :

" إسناده ضعيف " انتهى.

" مسند أحمد " (1/77)

وكذا ضعفه محققو مسند أحمد في طبعة مؤسسة الرسالة

والشيخ الألباني في " إرواء الغليل " (7/98)

ثالثا :

على فرض صحة الحديث ، فتفسيره عند أهل العلم تفسير مقبول وصحيح ، حاصله أنه لا ينبغي للناس أن يتدخلوا فيما لا يعنيهم ، فإذا عرف شخص بوقوع خلاف بين رجل وزوجته

وعرف أنه خلاف شديد أدى إلى ضرب الزوج زوجته : فلا يجوز له أن يفتش عن أسرار البيوت ، ولا يتطاول ليطلع على خباياهم ، فذلك من سوء الأدب ، وقلة الذوق ، إلا إذا كان ذلك الشخص من أهل الإصلاح

وغلب على ظنه أنه يمكنه تقديم المساعدة والمشورة لتجاوز النزاع ، فله حينئذ أن يسأل عن المشكلة وأسبابها ، بعد قبول الطرفين ورضاهما بتحكيمه وتدخله .

وأقوال الفقهاء وشراح الحديث تدل على هذا المعنى :

يقول ابن قدامة رحمه الله في بيان تعليل هذا الأثر :

" لأنه قد يضربها لأجل الفراش – أي : امتناعها عن الجماع - ، فإن أخبر بذلك استحيا ، وإن أخبر بغيره كذب " انتهى.

" المغني " (8/163)

ويقول المناوي رحمه الله :

" أي : لا يُسأل عن السبب الذي ضربها لأجله لأنه يؤدي لهتك سترها ، فقد يكون لما يستقبح ، كجماع ، والنهي شامل لأبويها " انتهى.

" فيض القدير " (6/515)

ويقول الإمام النووي رحمه الله :

" فصل : يكره أن يُسأل الرجل : فيم ضرب امرأته من غير حاجة : قد روينا في أول هذا الكتاب في " حفظ اللسان " والأحاديث الصحيحة في السكوت عما لا تظهر فيه المصلحة

وذكرنا الحديث الصحيح : ( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ) " انتهى.

" الأذكار " (ص/374)

ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" معني الحديث : إن الرجل المتقي الله عز وجل الذي انتهي به الأمر إلى آخر المراتب الثلاث التي أشار الله إليها في قوله : ( وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً ) النساء/34

فالضرب آخر المراتب ، فقد يضرب الرجل زوجته علي أمر يستحيا من ذكره ، فإذا علم تقوى الرجل لله عز وجل ، وضرب امرأته ، فإنه لا يُسأل ، هذا إن صح الحديث ، ولكن الحديث ضعيف .

أما مَن كان سيئ العشرة ، فهذا يُسأل فيم ضرب امرأته ؛ لأنه ليس عنده من تقوى الله تعالى ما يردعه عن ظلمها وضربها ، حيث لا تستحق أن تضرب " انتهى.

" شرح رياض الصالحين " (1/512)

وكما ذكرت ـ أيتها السائلة الكريمة ـ : إن معنى الحديث قد لا يكون كما يفهم منه لأول مرة ، خاصة إذا لم يكن عندنا العلم الكافي بباقي النصوص في الباب ؛ فالشريعة أبعد ما تكون عن أن تسمح للرجل بضرب امرأته ، بالحق أو بالباطل ، ثم تنزله منزلة من لا يسأل عن ذلك ، لتمام حقه وسلطانه

كما قد يظنه من لم يفهم المراد بالحديث ، على فرض صحته ، وإنما الضرب ـ بحدوده الشرعية ـ هو علاج لحالة طارئة ، تتمرد فيها المرأة على مقتضى الحياة الزوجية ، بحيث تصبح عشرتها لزوجها نوعا من الحالة المرضية التي تحتاج إلى علاج ، وهنا يأتي دوره

كما أن للجراحة المؤلمة دورها ، حين يحتاج إليها المريض :

عَنْ إِيَاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا تَضْرِبُوا إِمَاءَ اللَّهِ ) !!

فَجَاءَ عُمَرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : ذَئِرْنَ النِّسَاءُ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ [أي: تمرد النساء على أزواجهن] ؟!

فَرَخَّصَ فِي ضَرْبِهِنَّ .

فَأَطَافَ [ يعني : ذهبن إلى هناك ] بِآلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءٌ كَثِيرٌ يَشْكُونَ أَزْوَاجَهُنَّ ؟!

فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَقَدْ طَافَ بِآلِ مُحَمَّدٍ نِسَاءٌ كَثِيرٌ يَشْكُونَ أَزْوَاجَهُنَّ ؛ لَيْسَ أُولَئِكَ بِخِيَارِكُمْ )

رواه أبو داود (2146) وصححه الألباني .

فانظري : كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعالج بإذنه في الضرب ، مشكلة اجتماعية في البيوت ، كما عالج بنهيه عنه مشكلة أخرى !!

وقد سبق في موقعنا بيان أن ضرب الزوجة الذي أذنت به الشريعة هو الضرب غير المؤثر ، الذي يكون بالسواك ، فلا يحدث أي ألم ، بل ألمه معنوي شعوري فقط ..

أختنا الكريمة ، ليس من الإنصاف لدين الله في شيء أن تعرضي إيمانك لما يزعزعه ، أو للمخاطرة بدينك ، كلما ورد عليك شيء مشكل ، أو سمعت بشبهة عن الدين ، بل احمدي الله جل جلاله أن هداك للإيمان

وانظري في حق الله عليك ، وفيما أكرمك به من دينك الجديد ، وسوف تجدين ـ مع الوقت ، وازديادك من العلم ـ جوابا لما تحتاجين إليه في دينك .

وإذا افترضنا أنه غاب عن علمك أمر أو أمران ، مسألة أو مسألتان ، أو أكثر من ذلك أو أقل ، فليس من الإنصاف لدينك أن تجازفي به ، أو تعرضيه لما يزعزعه ، لأجل شيء يسير غاب عن فهمك .

نسأل الله أن يشرح صدرك ، ويثبت قلبك ، ويزيدك إيمانا ويقينا وهدى .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-20, 19:00   رقم المشاركة : 79
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكوى زوجة يضربها زوجها

السؤال :


أنا امرأة تزوجت رجلا منذ خمس سنين ولديّ منه أطفال صغار ، ولكن منذ زواجي ومحبتي لزوجي في نقص مستمر بسبب سلوكه ، فهو رجل ذو طبيعة عصبية جدا لدرجة أنّه يفقد أعصابه إذا ثار حتى يُصبح كالمجنون فيعتدي عليّ بالضرب ، وضربه شديد لدرجة أنّه يترك آثارا وعلامات على جلدي ، ولكنّه بالرغم من ذلك لم يضربني يوما على وجهي .

وقد حدثت هذه المواقف مرات عديدة في فترة زواجي ولكنها ليست يومية ، وقد نصحته باتّباع الخطوات الثلاث التي ذكرها الله في كتابه على الترتيب الذي أمر به ولكنّ زوجي لم يستجب بسبب فقدانه للسيطرة على نفسه عند الغضب

وقد تعاملت مع مشكلة زوجي بالصّبر حتى الآن ولكن دون محبّة له أحيانا ، ولكن بسبب امتداد وقت المشكلة صرت أشعر بالخوف منه ثمّ صار عندي شعور بالاستياء منه وساءت معاملته لي بسبب كراهيته لأسلوبي في الحديث معه الذي تغيّر بفعل فقدي للصبر وبسبب معاملته غير العادلة

فهو يقوم بضربي في كثير من الأوقات أمام أطفالنا ، حتى أن ولدنا الأكبر أصبح يقلده ويقوم بضربي أيضاً .

كيف يمكنني أن أوقف سلوك زوجي واعتدائه علي ؟

( ولكن رجائي أن لا تقول لي أن لا أغضب منه وأن أصبر عليه ، فقد فقدت الكثير من صبري ) ، وكيف يمكنني أن أُبعد حالة الكراهية التي أحس بها نحوه ؟ فقد حاولت أن أسامحه ولكنه آذاني كثيراً ، فسلوكه العدائي يحطم زواجنا ، ولا يعرف أحد غير الله ما إذا كان زواجنا سيستمر أم لا

ولكن إذا بقينا متزوجين فبماذا تنصحني كي أخلصه من هذا السلوك العدائي وهذا التصرف المشين ؟ .


الجواب:

الحمد لله


لا شكّ أنّ المشكلة التي وصفتيها أيتها الأخت المسلمة تثير الحزن وتبعث على الألم ولكن أولا وأخيرا لا بدّ من اللجوء إلى الله عزّ وجلّ فهو الذي سيجعل لك من كلّ ضيق فرجا ومن كلّ همّ مخرجا وفيما يلي بعض النصائح :

ـ زوجك بحاجة إلى من ينصحه فابحثي حولك عن الشخص المناسب .

ـ تجنبي إغضابه ( رغم رجاؤك بعدم إسداء هذه النصيحة ولكن ألا ترين أنّه لابدّ منها في علاج الموقف ) فأكرَر النصيحة : تجنّبي إغضابه قدر الإمكان .

ـ من رأى مصيبة غيره هانت عليه مصيبته ، فهناك أزواج آخرون يضربون زوجاتهم على الوجه ويحدثون جراحات وكسورا مضاعفة

ويطردون زوجاتهم خارج البيت في نصف الليل ويغلقون الباب ولا يعطون زوجاتهم قرشا بل يأخذون أموالهن وحليهن ، ويأكلون خارج البيت ولا يجلبون أكلا لا للزوجة ولا للأطفال وزوجاتهم يشحذن من الجيران

وبعضهم يعاقرون الخمور والمخدرات ويدخلون المومسات إلى بيوتهم ، وبعضهم لا يعرف الله أصلا ولا يعرف جهة القبلة وغير ذلك من المصائب التي وقفت عليها بنفسي في مآسي الزوجات وليست شطحا من الخيال ، فلعلك لو تأمّلت مصائب غيرك تهون عليك مصيبتك وفي هذا عزاء وتسرية .

ـ تأمّلي في الجوانب الإيجابية لهذا الزوج من جهة دينه أو صلاته أو نفقته أو عدم التمادي في الضرب إلى الوجه ونحو ذلك فربما يخفّف ذلك عندك شيئا من الشّعور السّلبي نحوه .

ـ اعتبري أن ما أصابك هو ابتلاء من ابتلاءات الحياة الدنيا التي يقدّرها الله عزّ وجل على من يشاء لينظر كيف يعملون ، فاستقبليها بالصبر واحتساب الأجر ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول

: "عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاّ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ " رواه مسلم رحمه الله في صحيحه رقم 2999 .

ـ فكّري في مأساة الطلاق وماذا سيلحق الأسرة بعده ، والمرأة العاقلة قد تتحمّل مفسدة لتجنّب مفسدة أعظم منها وإنّ بعض الشرّ أهون من بعض .

ـ اكتبي له رسالة تذكّريه فيها بوصية النبي صلى الله عليه وسلم بالنساء كقوله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : .. أَلا وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا فَإِنَّمَا هُنَّ عَوَانٌ عِنْدَكُمْ لَيْسَ تَمْلِكُونَ مِنْهُنَّ شَيْئًا غَيْرَ ذَلِكَ إِلاّ أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ فَإِنْ فَعَلْنَ فَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ

فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلا أَلا إِنَّ لَكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ حَقًّا وَلِنِسَائِكُمْ عَلَيْكُمْ حَقًّا فَأَمَّا حَقُّكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ فَلا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ مَنْ تَكْرَهُونَ وَلا يَأْذَنَّ فِي بُيُوتِكُمْ لِمَنْ تَكْرَهُونَ أَلا وَحَقُّهُنَّ عَلَيْكُمْ أَنْ تُحْسِنُوا إِلَيْهِنَّ فِي كِسْوَتِهِنَّ وَطَعَامِهِنَّ رواه الترمذي رقم 1163 وقَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَمَعْنَى قَوْلِهِ عَوَانٌ عِنْدَكُمْ يَعْنِي أَسْرَى فِي أَيْدِيكُمْ *

وقوله عليه الصلاة والسلام لَقَدْ طَافَ بِآلِ مُحَمَّدٍ نِسَاءٌ كَثِيرٌ يَشْكُونَ أَزْوَاجَهُنَّ لَيْسَ أُولَئِكَ بِخِيَارِكُمْ

رواه أبو داود رقم 2146

ـ إذا ثار مرّة وضربك ضربا موجعا ومؤثّرا فانتظري حتّى تهدأ أعصابه ثمّ استثيري شفقته ببعض الكلمات المؤثرة كقولك : أهكذا تفعل بأمّ أولادك وأقرب النّاس إليك ؟

مع كشف مواضع الضرب ليرى بعينيه ماذا جنت يداه بالإضافة إلى تذكيره بتحريم الظّلم وقدرة الله عليه ، ثمّ تتوارين عن ناظريه تاركة له الفرصة لكي يتدبّر الموقف ويُراجع نفسه والغالب أنّ الزوج إذا كان فيه شهامة ورجولة وشيء من الدّين فإنّه سيتراجع ويعتذر .

ـ بعض المشكلات الزوجية قد لا يحلّها إلا مرور الوقت حيث يزداد تعلّق الرجل بأولاده إذا كثروا وكبروا وتزداد قيمة زوجته في عينيه كمربية وحافظة لأولاده ويزداد هو كذلك نضجا وإدراكا لأبعاد الأمور ومفاسد ما يفعله فتتحسّن تصرفاته ويتراجع عن بعض ما يفعل . فترٌقب التحسّن أمر طيب وإنّما يعيش النّاس بالأمل .

ـ الدعاء ملجأ المؤمن فكم مرة يا تُرى دعوتِ الله تعالى أن يُصلح زوجك ؟ مع الإلحاح في الدعاء وتحرّي أسباب الإجابة .

أسأل الله أن يصلح حالك وحال زوجكِ ويجعل لكما من أمركما رشدا .

الشيخ محمد صالح المنجد









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-20, 19:04   رقم المشاركة : 80
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ضرب الزوجة

السؤال :


بصراحة أنا مندهش من إجابتك على جميع الأسئلة بذكاء وفطنة، أنا حقاً أريد أن أعرف المزيد عن الإسلام ولكن في كل مرة أتعلم شيئاً جديداً أصبح مرتاباً ، وأريد أن أسأل

هل صحيح أن القرآن يجيز للرجل أن يضرب زوجته ؟

وإذا كان الجواب نعم فأرجو أن تشرح ذلك .


الجواب:


الحمد لله

يسعدنا كثيرا اطلاعك على موقعنا ، ورغبتك في التعرف على الإسلام ، ونسأل الله أن يهديك لما فيه سعادتك في الدنيا والآخرة .

وليس في القرآن ما يؤخذ منه أن للرجل أن يعض زوجته .

1- وقد أمر القرآن بالإحسان إلى الزوجة ، وإكرامها ، ومعاشرتها بالمعروف، حتى عند انتفاء المحبة القلبية ، فقال : ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً ) النساء / 19 .

2- وبين أن للمرأة حقوقا على زوجها ، كما أن له حقوقا عليها ، فقال : ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) البقرة / 228 ،

والآية تدل على أن للرجل حقا زائدا ، نظير قوامته ومسئوليته في الإنفاق وغيره .

3- وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالإحسان إلى الزوجة وإكرامها ، بل جعل خير الناس من يحسن إلى أهله ، فقال : " خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي "

رواه الترمذي (3895) وابن ماجه (1977) وصححه الألباني في صحيح الترمذي .

4- ومن جميل ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في شأن الإحسان إلى الزوجة ، أن إطعام الزوج لزوجته ، ووضع اللقمة في فمها ، ينال به صدقة ، فقال : " وإنك لن تنفق نفقة إلا أجرت عليها حتى اللقمة ترفعها إلى في امرأتك "

رواه البخاري 6352 ومسلم 1628

4- وقال صلى الله عليه وسلم : " اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف "

رواه مسلم 1218

ومعنى " ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه " أي : لا يأذنّ لأحد تكرهونه في دخول بيوتكم والجلوس في منازلكم سواء كان المأذون له رجلا أجنبيا أو امرأة أو أحدا من محارم الزوجة فالنهى يتناول جميع ذلك . انتهى كلام النووي .

وأفاد الحديث أن للرجل أن يضرب زوجته ضربا غير مبرح إذا وجد ما يدعو لذلك من مخالفتها وعصيانها .

وهذا كقوله تعالى: ( وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً ) النساء / 34 .

فإذا تمردت المرأة على زوجها ، وعصت أمره ، سلك معها هذه الطرق الوعظ أو الهجر في المضجع ، أو الضرب ويشترط في الضرب أن يكون غير مبرح . قال الحسن البصري : يعني غير مؤثر.

وقال عطاء : قلت لابن عباس ما الضرب غير المبرح ؟ قال : بالسواك ونحوه .

فليس الغرض إيذاء المرأة ولا إهانتها ، ولكن إشعارها بأنها مخطئة في حق زوجها ، وأن لزوجها الحق في إصلاحها وتقويمها .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-20, 19:11   رقم المشاركة : 81
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

حديث أكل القثاء بالرطب يسمن البدن؟

السؤال :

ما صحة الحديث الذي يروى عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : (سمنتني أمي بالخيار والتمر)؟

الجواب
:

الحمد لله

الأثر المذكور عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها رواه أبو داود (3903)

من حديث محمد بن إسحاق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت : (أَرَادَتْ أُمِّي أَنْ تُسَمِّنَنِي لِدُخُولِي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ أَقْبَلْ عَلَيْهَا بِشَيْءٍ مِمَّا تُرِيدُ حَتَّى أَطْعَمَتْنِي الْقِثَّاءَ بِالرُّطَبِ فَسَمِنْتُ عَلَيْهِ كَأَحْسَنِ السَّمْنِ) .

قال الجوهري : القثاء : الخيار .

وفي سنده "محمد بن إسحاق " صاحب المغازي وهو مدلس ولم يذكر سماعه من هشام بن عروة ، فلا يحتج به .

قال النووي رحمه الله :

"والمدلس إذا قال في روايته : "عن" , لا يحتج به عند جميع المحدثين"

انتهى من "المجموع" (3/324) .

لكن قد تابعه " يونس بن بكير " كما عند ابن ماجة (3324)

فرواه من حديث يونس بن بكير عن هشام... فذكره بنحوه .

قال الذهبي في " يونس بن بكير "

قال ابن معين : صدوق

وقال أبو حاتم

محله الصدق

وقال أبو زرعة :

أما في الحديث فلا أعلمه مما ينكر عليه .

وقال أبو داود : ليس بحجة عندي يأخذ كلام أبي إسحاق ، فيوصله بالحديث.

وقال ابن معين : ثقة إلا أنه مرجئ يتبع السلطان ، وقال النسائي ليس بالقوي .

وقال الجوزجاني : ينبغي أن يتثبت في أمره . ثم قال الذهبي رحمه الله : وقد أخرج مسلم ليونس في الشواهد لا الأصول ، وكذلك ذكره البخاري مستشهداً به ، وهو حسن الحديث"

انتهى . من "ميزان الاعتدال" (7/311) .

والحديث قد صححه الشيخ الألباني رحمه لله في "السلسلة الصحيحة" (1/121) .

قال القرطبي رحمه الله : "يؤخذ من هذا الحديث جواز مراعاة صفات الأطعمة وطبائعها واستعمالها على الوجه الأليق بها على قاعدة الطب ؛ لأن في الرطب حرارة وفي القثاء برودة ، فإذا أكلا معاً اعتدلا ، وهذا أصل كبير في المركبات من الأدوية . ومن فوائد أكل هذا المركب المعتدل تعديل المزاج وتسمين البدن ، كما أخرجه ابن ماجه...."

انتهى من "تحفة الأحوذي" .

وروى مسلم في صحيحه (2043)

عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنه قَالَ : (رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْكُلُ الْقِثَّاءَ بِالرُّطَبِ) .

قال النووي رحمه الله :

"في حديث الباب جواز أكل الشيئين من الفاكهة وغيرها معاً ، وجواز أكل طعامين معاً ، ويؤخذ منه جواز التوسع في المطاعم ، ولا خلاف بين العلماء في جواز ذلك ، وما نقل عن السلف من خلاف هذا محمول على الكراهة منعاً لاعتياد التوسع والترفة والإكثار لغير مصلحة دينية" انتهى .

وفي عون المعبود : قَالَ الدَّمِيرِي :

"كَذَا مِنْ بَاب الِاسْتِصْلَاح وَتَنْمِيَة الْجَسَد , وَأَمَّا مَا نُهِيَ عَنْهُ فَذَاكَ هُوَ الَّذِي يَكُون بِالْإِكْثَارِ مِنْ الْأَطْعِمَة" انتهى .

وبوب البيهقي رحمه الله في "سننه الكبير" (7/253) باب : (المرأة تصلح أمرها للدخول بها) .

والحاصل : أن الحديث صحيح ، وأن جمع القثاء والرطب له تأثير على البدن ؛ بإذن الله تعالى .

والله أعلم


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-20, 19:52   رقم المشاركة : 82
معلومات العضو
فن و أناقة
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

موضوع طيب جزاكم الله خيرا.. نسأل الله أن يوفقنا لإتمام قراءته










رد مع اقتباس
قديم 2018-07-21, 03:32   رقم المشاركة : 83
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فن و أناقة مشاهدة المشاركة
موضوع طيب جزاكم الله خيرا.. نسأل الله أن يوفقنا لإتمام قراءته
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اللهم امين

بارك الله فيكِ
و جزاكِ الله عنا كل خير









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-25, 17:17   رقم المشاركة : 84
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



فضائل أحفاد النبي صلى الله عليه وسلم ؟

السؤال

ما هي فضائل أحفاد النبي صلى الله عليه وسلم ؟


الجواب :

الحمد لله

فضائل أحفاد النبي صلى الله عليه وسلم – على وجه العموم - هي فضائل آل بيته الكرام البررة ، وقد وردت أحاديث كثيرة في هذا الباب ، جمعها كثير من أهل العلم في كتبهم ، ولكننا نذكر ههنا ما حكم المحدثون بصحته أو حسنه ، ونستبعد ما اتفق العلماء على ضعفه .

الحديث الأول:

عن يَزِيد بْن حَيَّانَ قَالَ:

انْطَلَقْتُ أَنَا، وَحُصَيْنُ بْنُ سَبْرَةَ، وَعُمَرُ بْنُ مُسْلِمٍ، إِلَى زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، فَلَمَّا جَلَسْنَا إِلَيْهِ قَالَ لَهُ حُصَيْنٌ: لَقَدْ لَقِيتَ يَا زَيْدُ خَيْرًا كَثِيرًا، رَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَمِعْتَ حَدِيثَهُ، وَغَزَوْتَ مَعَهُ، وَصَلَّيْتَ خَلْفَهُ، لَقَدْ لَقِيتَ يَا زَيْدُ خَيْرًا كَثِيرًا، حَدِّثْنَا يَا زَيْدُ مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي! وَاللَّهِ لَقَدْ كَبِرَتْ سِنِّي، وَقَدُمَ عَهْدِي، وَنَسِيتُ بَعْضَ الَّذِي كُنْتُ أَعِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَا حَدَّثْتُكُمْ فَاقْبَلُوا، وَمَا لَا فَلَا تُكَلِّفُونِيهِ. ثُمَّ قَالَ:

قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فِينَا خَطِيبًا بِمَاءٍ يُدْعَى خُمًّا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَوَعَظَ وَذَكَّرَ ثُمَّ قَالَ:

أَمَّا بَعْدُ! أَلَا أَيُّهَا النَّاسُ! فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَ، وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ: أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللَّهِ، فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ، فَخُذُوا بِكِتَابِ اللَّهِ وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ، فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَرَغَّبَ فِيهِ ثُمَّ قَالَ:

وَأَهْلُ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي

) رواه مسلم (رقم/2408)

الحديث الثاني:

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّتِهِ يَوْمَ عَرَفَةَ، وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ الْقَصْوَاءِ – يَخْطُبُ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ:

( يَا أَيُّهَا النَّاسُ! إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا: كِتَابَ اللَّهِ، وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي)

رواه الترمذي في " الجامع الصحيح "، حديث رقم:(3786)

قال الترمذي: وفي الباب عن أبي ذر، وأبي سعيد، وزيد بن أرقم، وحذيفة بن أسيد، وهذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.

ثم رواه الترمذي في كتاب المناقب، باب مناقب أهل النبي صلى الله عليه وسلم. حديث رقم:(3788)

عن زيد بن أرقم، وزاد في آخره: ( وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي، وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ، فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِي فِيهِمَا ) وصحح الحديثين الشيخ الألباني رحمه الله في "صحيح سنن الترمذي".

الحديث الثالث:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لاَ يُبْغِضُنَا ـ أَهْلَ الْبَيْتِ ـ رَجُلٌ إِلاَّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ النَّارَ )

جاء هذا الحديث من طرق عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:

الطريق الأولى: من طريق هشام بن عمار، عن أسد بن موسى، عن سَلِيم بن حيان، عن أبي المتوكّل النّاجي، عنه به.

رواه ابن حبان في " صحيحه "،(15/435)

وهذا إسناد حسن، من أجل هشام بن عمار، وحسنه الشيخ شعيب الأرنؤوط في تحقيقه لصحيح ابن حبان .

الطريق الثانية: من طريق محمد بن بكير الحضرمي، عن محمد بن فضيل الضبي، عن أسد بن موسى، عن أبان بن جعفر بن تغلب، عن جعفر بن إياس، عن أبي نضرة، عنه به.

رواه الحاكم في " المستدرك " (3/162)

وهذا إسناد صحيح. قال الحاكم: " هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه ". وسكت عنه الذهبي.

وللحديث طريق ثالث ضعيف، وشواهد عن غير أبي سعيد الخدري رضي الله عنه

وصححه الشيخ الألباني في " السلسلة الصحيحة " (رقم/2488)

الحديث الرابع :

عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه:

( إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ )

رواه مسلم في صحيحه، حديث رقم: (2276).

الحديث الخامس :

قوله صلى الله عليه وسلم: ( كُلُّ سَبَبٍ وَنَسَبٍ مُنْقَطِعٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلاَّ سَبَبِي وَنَسَبِي )

جاء هذا الحديث عن جماعة من الصحابة رضوان الله عليهم، ومن طرق كثيرة

رواه ابن عباس بإسناد حسن كما عند الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 /129)

وجاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه من طرق كثيرة يرويها سعيد بن منصور في " سننه " (520 -521 )

وابن سعد في " الطبقات " ( 8 / 463 )

والطبراني في " المعجم الكبير " (1/124)

والحاكم في " المستدرك" (3/142)

وكذا البيهقي (7/114)

وعن المسور بن مخرمة رضي الله عنه كما في " مسند أحمد "، (31/207)

وأبي سعيد الخدري في " مسند أحمد "، (17/220)

وساق محققو طبعة الرسالة في هذا الموطن جميع شواهد الحديث، وتوصلوا إلى الحكم بحسنه لكثرة طرقه وشواهده. وخرجه ابن الملقن في " البدر المنير " (7/487-490)

وجمع طرقه وصححه.

الحديث السادس :

عن عائشة رضي الله عنها قالت:

( خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدَاةً وَعَلَيْهِ مِرْطٌ مُرَحَّلٌ مِنْ شَعْرٍ أَسْوَدَ، فَجَاءَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ فَأَدْخَلَهُ، ثُمَّ جَاءَ الْحُسَيْنُ فَدَخَلَ مَعَهُ، ثُمَّ جَاءَتْ فَاطِمَةُ فَأَدْخَلَهَا، ثُمَّ جَاءَ عَلِيٌّ فَأَدْخَلَهُ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا )

رواه مسلم في صحيحه، حديث رقم: (2424).

الحديث السابع :

عن عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى قَالَ: لَقِيَنِي كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ فَقَالَ:

أَلَا أُهْدِي لَكَ هَدِيَّةً سَمِعْتُهَا مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقُلْتُ: بَلَى فَأَهْدِهَا لِي.

فَقَالَ: ( سَأَلْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! كَيْفَ الصَّلَاةُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ عَلَّمَنَا كَيْفَ نُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ؟

قَالَ: قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ )

رواه البخاري في صحيحه، حديث رقم: (3370)

ومسلم في صحيحه، حديث رقم: (406).

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-25, 17:20   رقم المشاركة : 85
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

كيف ينتسب الأشراف إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن له ولد ذكر؟

السؤال :

لقد سمعت أن الأسياد من نسل النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، من فضلك : اشرح لي كيف أن النبي محمدا صلى الله عليه وسلم لم يكن له ولد ، وأنا أعرف أن النسب يكون من الابن وليس من البنت ؟

الجواب :

الحمد لله

أولا :

أحفاد الرسول صلى الله عليه وسلم وذريته الموجودون الآن كلهم من نسل ابنته فاطمة رضي الله عنها ، ولكون الرسول صلى الله عليه وسلم سيد البشر وأشرفهم والنسبة إليه شرف بلا شك ، صارت ذريته ينتسبون إليه ، ولا ينسبون إلى آبائهم ، وقد ذكر العلماء أن ذلك من خصائصه صلى الله عليه وسلم .

واستدلوا على ذلك بعدة أدلة ، منها :

قوله صلى الله عليه وسلم : (فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي) رواه البخاري (3714) ومسلم (2449) .

قال الشريف السمهودي :

"معلوم أن أولادها بضعة منها ، فيكونون بواسطتها بضعة منه صلى الله عليه وسلم ، وهذا غاية الشرف لأولادها" انتهى .

نقله الألوسي في "روح المعاني" (26/165) .

ومنها : قول النبي صلى الله عليه وسلم عن الحسن بن علي رضي الله عنهما : (إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ ، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنْ الْمُسْلِمِين) رواه البخاري (2704) .

فسمَّاه "ابنه" وهو ابن بنته فاطمة رضي الله عنهما .

قال ابن القيم رحمه الله :

"المسلمون مجمعون على دخول أولاد فاطمة رضي الله عنها في ذرية النبي صلى الله عليه وسلم المطلوب لهم من الله الصلاة ؛ لأن أحدا من بناته لم يعقب غيرها

فمن انتسب إليه صلى الله عليه وسلم من أولاد ابنته فإنما هو من جهة فاطمة رضي الله عنها خاصة ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحسن ابن ابنته : (إن ابني هذا سيد) فسماه ابنه ، ولما أنزل الله سبحانه آية المباهلة : (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ

فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) آل عمران/61، دعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة وحسنا وحسينا وخرج للمباهلة ....

إلى أن قال :

وأما دخول أولاد فاطمة رضي الله عنها في ذرية النبي صلى الله عليه وسلم فلشرف هذا الأصل العظيم والوالد الكريم ، الذي لا يدانيه أحد من العالمين ، سرى ونفذ إلى أولاد البنات لقوته وجلالته وعظيم قدره

ونحن نرى من لا نسبة له إلى هذا الجناب العظيم من العظماء والملوك وغيرهم تسري حرمة إيلادهم وأبوتهم إلى أولاد بناتهم ، فتلحظهم العيون بلحظ أبنائهم ، ويكادون يضربون عن ذكر آبائهم صفحا ، فما الظن بهذا الإيلاد العظيم قدره ، الجليل خطره ؟ " انتهى باختصار.

" جلاء الأفهام " (ص/299-301) .

وجاء في "مغني المحتاج" (3/63) :

"فَائِدَةٌ : مِنْ خَصَائِصِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ أَوْلَادَ بَنَاتِهِ يُنْسَبُونَ إلَيْهِ ، وَهُمْ الْأَشْرَافُ الْمَوْجُودُونَ ، وَمِنْهُمْ الْهَاشِمِيُّونَ" انتهى .

وجاء في "الموسوعة الفقهية" (2/640) :

"ممّا اختصّ به رسول اللّه صلى الله عليه وسلم دون النّاس جميعاً أنّ أولاد بناته ينتسبون إليه في الكفاءة وغيرها ، لقوله صلى الله عليه وسلم : (إنّ ابني هذا سيّد)" انتهى .

وقال الحافظ ابن حجر الهيتمي الفقيه الشافعي :

"ثم معنى الانتساب إليه الذي هو من خصوصياته صلى الله عليه وسلم : أنه يطلق عليه أنه أب لهم ، وأنهم بنوه ، حتى يعتبر ذلك في الكفاءة ، فلا يكافىء شريفة هاشمية غير شريف

. [وهذا عند من اعتبر الكفاءة في النسب في النكاح ، فلا تتزوج شريفة بغير شريف إلا برضاها ورضا جميع أوليائها . [وقد سبق الكلام على الكفاءة في النسب في جواب السؤال رقم (65510) وبيَّنَّا أن الصحيح من أقوال العلماء أنها غير معتبرة] .

ثم قال ابن حجر : وقولهم : "إن بني هاشم والمطلب أكفاء" محله فيما عدا هذه الصورة .

وحتى يدخلوا في الوقف على أولاده والوصية لهم ، [ وهذه مسألة افتراضية ، لو أوقف الرسول صلى الله عليه وسلم مالاً أو أوصى به وقال : هذا لأولادي ، دخل في أولاده صلى الله عليه وسلم أولاد فاطمة وأولاد الحسن والحسين رضي الله عنهم، وهذا من فوائد أنهم ينسبون إليه] .

وأما أولاد بنات غيره فلا تجري فيهم مع جدهم لأمهم هذه الأحكام .

نعم ، يستوي الجد للأب والأم في الانتساب إليهما من حيث تطلق الذرية والنسل والعقب عليهم . ومن فوائد ذلك أيضاً : أنه يجوز أن يقال للحسنين : أبناء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو أب لهما اتفاقا ، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحسن : (إن ابني هذا سيد)" انتهى باختصار .

"الصواعق المرسلة" (4/462) لابن حجر الهيتمي .

وقد استدل السيوطي رحمه الله على ذلك بأحاديث أخرى في كتابه "الخصائص الكبرى" (2/381)

غير أنها ضعيفة ، كما بَيَّن ذلك الحافظ ابن حجر رحمه الله في "التلخيص" (3/142)

والألباني في "السلسلة الضعيفة" (801 ، 4104 ، 4324) .

ثانياً :

هذا الحكم ، وهو أن أحفاد النبي صلى الله عليه وسلم ينسبون إليه ، إنما هو لأولاد بناته ، ثم أولاد الحسن والحسين ، أما أولاد بنات بناته فإنهم لا ينسبون إليه صلى الله عليه وسلم ، وإنما ينسبون إلى آبائهم .

قال السيوطي رحمه الله :

"هل يشاركون – يعني أولاد زينب بنت فاطمة - أولاد الحسن والحسين في أنهم ينسبون إلى النبي صلى الله عليه وسلّم ؟

والجواب : لا . وإن كانوا جميعاً يدخلون في "ذرية النبي صلى الله عليه وسلم" وفي "أولاده" .

وقد فَرَّق الفقهاء بين مَن يُسَمَّى ولداً للرجل ، وبين مَن ينسب إليه :

ولهذا قالوا : لو قال : وقفت على أولادي : دخل ولد البنت .

ولو قال : وقفت على مَن يُنسب إلي مِن أولادي : لم يدخل ولد البنت .

وقد ذكر الفقهاء من خصائصه صلى الله عليه وسلّم : أنه ينسب إليه أولاد بناته ، ولم يذكروا مثل ذلك في أولاد بنات بناته ، فالخصوصية للطبقة العليا فقط ، فأولاد فاطمة الأربعة ينسبون إليه

وأولاد الحسن والحسين ينسبون إليهما فينسبون إليه ، وأولاد زينب وأم كلثوم [بنات فاطمة] ينسبون إلى أبيهم عمر وعبد الله ، لا إلى الأم ، ولا إلى أبيها صلى الله عليه وسلّم ؛ لأنهم أولاد بنت بنته ، لا أولاد بنته

فجرى الأمر فيهم على قاعدة الشرع في أن الولد يتبع أباه في النسب لا أمه ، وإنما خرج أولاد فاطمة وحدها للخصوصية التي ورد الحديث بها ، وهو مقصور على ذرية الحسن ، والحسين ....

ولهذا جرى السلف والخلف على أن ابن الشريفة لا يكون شريفاً ، ولو كانت الخصوصية عامة في أولاد بناته وإن سفلن لكان ابن كل شريفة شريفاً تحرم عليه الصدقة وإن لم يكن أبوه كذلك كما هو معلوم .

ولهذا حكم صلى الله عليه وسلّم بذلك لفاطمة دون غيرها من بناته ، لأن أختها زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلّم لم تعقب ذكراً حتى يكون كالحسن والحسين في ذلك ، وإنما أعقبت بنتاً ، وهي أمامة بنت أبي العاصي بن الربيع

فلم يحكم لها صلى الله عليه وسلّم بهذا الحكم مع وجودها في زمنه ، فدل على أن أولادها لا ينسبون إليها لأنها بنت بنته ، وأما هي فكانت تنسب إليه بناء على أن أولاد بناته ينسبون إليه

ولو كان لزينب ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلّم ولدٌ ذكر لكان حكمه حكم الحسن والحسين في أن ولده ينسبون إليه صلى الله عليه وسلّم .

هذا تحرير القول في هذه المسألة" انتهى باختصار .

"الحاوي" (2/31) .

ومثل ذلك قاله الحافظ ابن حجر الهيتمي الفقيه الشافعي في "الفتاوى الحديثة" (ص 67) .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-25, 17:23   رقم المشاركة : 86
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حديث: (استفت قلبك ولو أفتاك الناس)

السؤال

: ما صحة هذا الحديث الذي يقول فيه الرسول صلى الله عليه وسلم : ( استفت قلبك ولو أفتاك الناس ) (كتاب الترغيب والترهيب الجزء الثاني، ص 557)؟

الجواب :

الحمد لله

أولاً :

هذا الحديث رواه الإمام أحمد (17545)

عن وابصة بن معبد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : (جِئْتَ تَسْأَلُنِي عَنْ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ فَقَالَ نَعَمْ فَجَمَعَ أَنَامِلَهُ فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِهِنَّ فِي صَدْرِي وَيَقُولُ يَا وَابِصَةُ اسْتَفْتِ قَلْبَكَ وَاسْتَفْتِ نَفْسَكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي النَّفْسِ وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ) .

وهو من أحاديث الأربعين النووية ، وقد حسنه النووي والمنذري والشوكاني ، وحسنه الألباني لغيره في "صحيح الترغيب" (1734) .

وقد جاءت أحاديث أخرى تدل على ما دل عليه حديث وابصة ، فعن النواس بن سمعان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ ، وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ ، وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ) رواه مسلم (2553) .

وعن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الْبِرُّ مَا سَكَنَتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَاطْمَأَنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ ، وَالْإِثْمُ مَا لَمْ تَسْكُنْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَلَمْ يَطْمَئِنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ ، وَإِنْ أَفْتَاكَ الْمُفْتُونَ)

رواه أحمد (29/278-279) طبعة مؤسسة الرسالة

وصححه المحققون بإشراف الشيخ شعيب الأرنؤوط .

وقال المنذري : "إسناده جيد" انتهى . "الترغيب والترهيب" (3/23)

وكذلك قال الحافظ ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (1/251)

والشيخ الألباني في "صحيح الترغيب" (2/151) .

ثانياً :

يخطئ كثير من الناس في فهم هذا الحديث ، حيث يجعلونه مطية لهم في الحكم بالتحليل أو التحريم على وفق ما تمليه عليهم أهواؤهم ورغباتهم ، فيرتكبون ما يرتكبون من المحرمات ويقولون : (استفت قلبك) !!

مع أن الحديث لا يمكن أن يراد به ذلك ، وإنما المراد من الحديث أن المؤمن صاحب القلب السليم قد يستفتي أحداً في شيء فيفتيه بأنه حلال ، ولكن يقع في نفس المؤمن حرج من فعله ، فهنا عليه أن يتركه عملاً بما دله عليه قلبه .

قال ابن القيم رحمه الله :

"لا يجوز العمل بمجرد فتوى المفتي إذا لم تطمئن نفسه ، وحاك في صدره من قبوله ، وتردد فيها ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : (استفت نفسك وإن أفتاك الناس وأفتوك) .

فيجب عليه أن يستفتي نفسه أولا ، ولا تخلصه فتوى المفتي من الله إذا كان يعلم أن الأمر في الباطن بخلاف ما أفتاه ، كما لا ينفعه قضاء القاضي له بذلك ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : (من قضيت له بشيء من حق أخيه فلا يأخذه ، فإنما أقطع له قطعة من نار) .

والمفتي والقاضي في هذا سواء ، ولا يظن المستفتي أن مجرد فتوى الفقيه تبيح له ما سأل عنه إذا كان يعلم أن الأمر بخلافه في الباطن ، سواء تردد أو حاك في صدره ، لعلمه بالحال في الباطن ، أو لشكه فيه

أو لجهله به ، أو لعلمه جهل المفتي ، أو محاباته في فتواه ، أو عدم تقيده بالكتاب والسنة ، أو لأنه معروف بالفتوى بالحيل والرخص المخالفة للسنة ، وغير ذلك من الأسباب المانعة من الثقة بفتواه ، وسكون النفس إليها" انتهى .

"إعلام الموقعين" (4/254) .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

"أي : حتى وإن أفتاك مفتٍ بأن هذا جائز ، ولكن نفسك لم تطمئن ولم تنشرح إليه فدعه ، فإن هذا من الخير والبر ، إلا إذا علمت في نفسك مرضا من الوسواس والشك والتردد فلا تلتفت لهذا

والنبي صلى الله عليه وسلم إنما يخاطب الناس أو يتكلم على الوجه الذي ليس في قلب صاحبه مرض" انتهى .

"شرح رياض الصالحين" (2/284) .

فالذي يستفتي قلبه ويعمل بما أفتاه به هو صاحب القلب السليم ، لا القلب المريض ، فإن صاحب القلب المريض لو استفتى قلبه عن الموبقات والكبائر لأفتاه أنها حلال لا شبهة فيها !

وفي هذا قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله :

"(الإثم ما حاك في نفسك) أي : تردد وصرت منه في قلق (وكرهت أن يطلع عليه الناس) لأنه محل ذم وعيب ، فتجدك متردداً فيه وتكره أن يطلع عليك الناس .

وهذه الجملة إنما هي لمن كان قلبه صافياً سليماً ، فهذا هو الذي يحوك في نفسه ما كان إثماً ، ويكره أن يطلع عليه الناس .

أما المُتَمَرِّدون الخارجون عن طاعة الله الذين قست قلوبهم فهؤلاء لا يبالون ، بل ربما يتبجحون بفعل المنكر والإثم ، فالكلام هنا ليس عاماً لكل أحد ، بل هو خاص لمن كان قلبه سليماً طاهراً نقياً

فإنه إذا هَمَّ بإثم وإن لم يعلم أنه إثم من قبل الشرع تجده متردداً يكره أن يطلع الناس عليه ، فهذا علامة على الإثم في قلب المؤمن" انتهى .

"شرح الأربعين النووية" (صـ 294 ، 295) .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-25, 17:27   رقم المشاركة : 87
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هذا الذكر يفضل ذكر الليل مع النهار

السؤال


عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: رآني النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأنا أحرك شفتي فقال لي : ( بأي شيء تحرك شفيتك يا أبا أمامة ؟ ) فقلت : أذكر الله يا رسول الله .

فقال : ( ألا أخبرك بأفضل أو أكثر من ذكرك الليل مع النهار ، والنهار مع الليل ؟

أن تقول : سبحان الله عدد ما خلق ، سبحان الله ملء ما خلق ، سبحان الله عدد ما في الأرض والسماء ، سبحان الله ملء ما في السماء والأرض ، سبحان الله ملء ما خلق ، سبحان الله عدد ما أحصى كتابه

وسبحان الله ملء كل شيء ، وتقول : الحمد الله ، مثل ذلك ) هل هذا الحديث صحيح أم مكذوب ؟


الجواب :


الحمد لله


أولا :

ورد هذا الحديث من طرق عدة عن الصحابي الجليل أبي أمامة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به وهو يحرك شفتيه ، فقال :

ماذا تقول يا أبا أمامة ؟

قال : أذكر ربي .

قال : ألا أخبرك ... ، فذكر الحديث .

قال الشيخ الألباني رحمه الله :

" هذا الحديث من رواية أبي أمامة الباهلي : صدي بن عجلان مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وله عنه طرق ... " .

ثم ذكر الشيخ طرقه ، وقال عن رواية الحاكم لبعض طرقه : "

وقال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " . ووافقه الذهبي ، وهو كما قالا " .

ينظر : " السلسلة الصحيحة " (رقم/2578)

ونص على تصحيح الحديث ـ أيضا

في "صحيح الترغيب والترهيب" رقم (1575) .

وقد حسن الحديث الحافظ ابن حجر في " نتائج الأفكار " (1/84)

وقال الهيثمي في المجمع (10/110

: "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح"

وصححه محققو مسند أحمد في طبعة مؤسسة الرسالة (36/459-460)

وتوسعوا في تخريجه .

ثانيا :

أما ما يستفاد من الحديث ، فأهمه فضيلة هذا الذكر الخاص ، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن مَن أتى به نال الأجر العظيم الذي يفضل أكثر الأذكار .

ولذلك بوب الحافظ ابن خزيمة رحمه الله في صحيحه عندما أخرج الحديث (1/370) بقوله :

" باب فضل التحميد والتسبيح والتكبير بوصف العدد الكثير من خلق الله أو غير خلقه " انتهى.

قال ابن القيم رحمه الله :

" تفضيل سبحان الله وبحمده ، عدد خلقه ، ورضا نفسه ، وزنة عرشه ، ومداد كلماته : على مجرد الذكر بسبحان الله أضعافا مضاعفة ، فإن ما يقوم بقلب الذاكر حين يقول : ( سبحان الله وبحمده عدد خلقه )

من معرفته وتنزيهه وتعظيمه ، من هذا القدر المذكور من العدد ، أعظم مما يقوم بقلب القائل سبحان الله فقط . وهذا يسمى الذكر المضاعف ، وهو أعظم ثناءً من الذكر المفرد ، فلهذا كان أفضل منه .

وهذا إنما يظهر في معرفة هذا الذكر وفهمه :

فإن قول المسبح سبحان الله وبحمده عدد خلقه يتضمن إنشاء وإخبارا عما يستحقه الرب من التسبيح عدد كل مخلوق كان أو هو كائن إلى ما لا نهاية له

فتضمن الإخبار عن تنزيهه الرب وتعظيمه والثناء عليه هذا العدد العظيم الذي لا يبلغه العادون ولا يحصيه المحصون ، وتضمن إنشاء العبد لتسبيح هذا شأنه

لا أن ما أتى به العبد من التسبيح هذا قدره وعدده ، بل أخبر أن ما يستحقه الرب سبحانه وتعالى من التسبيح هو تسبيح يبلغ هذا العدد الذي لو كان في العدد ما يزيد لذكره ، فإن تجدد المخلوقات لا ينتهي عددا ولا يحصيه الحاصر..

والمقصود أن في هذا التسبيح من صفات الكمال ونعوت الجلال ما يوجب أن يكون أفضل من غيره ، وأنه لو وزن غيره به لوزنه وزاد عليه

وهذا بعض ما في هذه الكلمات من المعرفة بالله والثناء عليه بالتنزيه والتعظيم ، مع اقترانه بالحمد المتضمن لثلاثة أصول : أحدها : إثبات صفات الكمال له سبحانه والثناء عليه .

الثاني : محبته والرضا به .

الثالث : فإذا انضاف هذا الحمد إلى التسبيح والتنزيه على أكمل الوجوه ، وأعظمها قدرا ، وأكثرها عددا ، وأجزلها وَصفا ، واستحضر العبد ذلك عند التسبيح ، وقام بقلبه معناه ، كان له من المزية والفضل ما ليس لغيره ، وبالله التوفيق " انتهى باختصار.

" المنار المنيف " (34-38)

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-25, 17:41   رقم المشاركة : 88
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل هذه الأحاديث صحيحة ؟

السؤال:

تأتيني رسائل على الإيميل تتضمن أحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا أعلم صحة هذه الأحاديث ، مما يؤدي إلى خوفي من إرسالها ونشرها , خوفا من أن تكون هذه الأحاديث ضعيفة وموضوعة , لخطورة نقل هذه الأحاديث ,

لما فيها من الكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم . وأرجو من فضيلتكم تخريج هذه الأحاديث وبيان سبب العلة إن كانت ضعيفة لنساهم في نشر السنة النبوية الصحيحة. والأحاديث هي

:1- ( من صلى علي ألف صلاة لم يمت حتى يبشر بالجنة

)2- ( من صلى علي في اليوم مائة مرة قضى الله له مائة حاجة ، سبعين منها في الآخرة وثلاثين منها في الدنيا

)3- ( من صلى عليَّ حين يصبح عشرا ، وحين يمسي عشرا ، أدركته شفاعتي يوم القيامة

)4- ( من صلى عليَّ واحدة صلى الله بها عشر صلوات ، وحط عنه عشر خطيئات ، ورفع له عشر درجات

)5- ( ما من أحد يسلم عليَّ إلا رد الله عليَّ روحي حتى أسلم عليه

)6- ( إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة

)7-( يأتي زمان على أمتي يحبون خمسا وينسون خمسا , يحبون الدنيا وينسون الآخرة , يحبون المال ينسون الحساب , يحبون المخلوق وينسون الخالق , يحبون القصور وينسون القبور , يحبون المعصية وينسون التوبة , فإن كان الأمر كذلك ابتلاهم الله بالغلاء والوباء وموت الفجاءة وجور الحاكم

)8- ( من يزني يزنا بأهله

)9- ( لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها

) 10- ( من قال لا إله إلا الله الجليل الجبار ، لا إله إلا الله الواحد القهار ، لا إله إلا الله الكريم الستار ، لا إله إلا الله الكبير المتعال ، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له إلها واحدا ، ربا وشاهدا ، أحد صمد ، ونحن له مسلمون ، ولا إله إلا الله لا شريك له ، إلها واحدا ، ربا شاهدا ، أحد صمد ، ونحن له عابدون ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، إلها واحدا ، وربا شاهدا ، ونحن له صابرون ، ولا إله إلا الله محمد رسول الله ، اللهم إليك فوضت أمري ،

وعليك توكلت يا أرحم الراحمين ) من قرأ الدعاء في أي وقت فكأنه حج (360) حجة ، وختم (360) ختمة ، وأعتق( 360) عبدا ، وتصدق بـ (360) دينارا ، وفرج عن (360) مغموما ، وبمجرد أن قاله الرسول صلى الله عليه وسلم نزل جبريل عليه السلام وقال : يا رسول الله ! أي عبد من عبيد الله سبحانه وتعالى

، أو أي أحد من أمتك يا محمد ، ولو مرة واحدة في العمر ، بحرمتي وجلالي ضمنت له سبعة أشياء : رفعت عنه الفقر , أمنته من سؤال منكر ونكير , أمررته على الصراط , حفظته من موت الفجاءة , حرمت عليه دخول النار , حفظته من ضغطة القبر , حفظته من غضب السلطان الجائر والظالم .


الجواب :

الحمد لله

يمكن الجواب عن درجة صحة هذه الأحاديث بالأحكام الآتية :

الحديث الأول : ( من صلى عليَّ ألفَ صلاة لم يمت حتى يبشر بالجنة )

هذا الحديث رواه أبو الشيخ الأصبهاني

كما عزاه إليه السخاوي في " القول البديع " (95)،

وحكم عليه بالنكارة ، ونقل الحكم بنكارته أيضا عن الحافظ ابن حجر -.

وقد خرج الشيخ الألباني رحمه الله حديثا قريبا من لفظه : ( من صلى علي في يوم ( الجمعة ) ألف مرة ؛ لم يمت حتى يرى مقعده من الجنة ) ، حيث جاء في كلامه رحمه الله :

" ضعيف جداً : رواه ابن سمعون في " الأمالي " (172/ 1)

عن محمد بن عبد العزيز الدينوري : أخبرنا قرة بن حبيب القشيري : أخبرنا الحكم بن عطية عن ثابت عن أنس بن مالك مرفوعاً .

ومن هذا الوجه : أخرجه ابن شاهين في "الترغيب والترهيب" (ق 261/ 2)

وإليه عزاه المنذري (2/ 281) مشيراً إلى تضعيفه .

قلت – أي الشيخ الألباني - : وعلته : الحكم بن عطية ؛ فإنه ضعيف ؛ كما في "التقريب" .

والدينوري شر منه ؛ قال الذهبي : ليس بثقة ؛ أتى ببلايا .

لكن رواه الأصبهاني في " ترغيبه " (ص 234 -

مصورة الجامعة الإسلامية) من طريق محمد بن عبد الله بن محمد بن سنان القزاز البصري : أخبرنا قرة بن حبيب به .

ومحمد بن عبد الله بن محمد ؛ لم أعرفه ، ولعل الأصل : "... عن محمد بن سنان" ؛ فإن محمد بن سنان القزاز البصري معروف ، وهو ضعيف . والله أعلم .

وقال السخاوي في "القول البديع" (ص 95) :

" رواه ابن شاهين في " ترغيبه " وغيره ، وابن بشكوال من طريقه ، وابن سمعون في "أماليه" ؛ وهو عند الديلمي من طريق أبي الشيخ الحافظ ، وأخرجه الضياء في " المختارة "

وقال : لا أعرفه من حديث الحكم بن عطية ، قال الدارقطني : حدث عن ثابت أحاديث لا يتابع عليها . وقال أحمد : لا بأس به ؛ إلا أن أبا داود الطيالسي روى عنه أحاديث منكرة . قال : وروي عن يحيى بن معين أنه قال : هو ثقة .

قلت – أي السخاوي - : وقد رواه غير الحكم ، وأخرجه أبو الشيخ من طريق حاتم ابن ميمون عن ثابت ؛ ولفظه : ( لم يمت حتى يُبَشَّرَ بالجنة ) .

وبالجملة فهو حديث منكر كما قاله شيخنا - يعني الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله -.

وقال في مكان آخر – يعني السخاوي - (145) :

أخرجه ابن شاهين بسند ضعيف "

انتهى النقل عن الشيخ الألباني رحمه الله باختصار من " السلسلة الضعيفة " (رقم/5110)

وينظر : تحقيق " جلاء الأفهام " لابن القيم (ص/61،64)

طبعة مجمع الفقه الإسلامي – جدة ،" مجموع فتاوى ابن باز " (26/343)

"اللقاء الشهري" (لقاء رقم/27، سؤال رقم/6) .

الحديث الثاني : ( من صلى علي في اليوم مائة مرة قضى الله له مائة حاجة ، سبعين منها في الآخرة وثلاثين منها في الدنيا )

هذا الحديث مروي عن اثنين من الصحابة رضوان الله عليهم :

1- عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( إن أقربكم مني يوم القيامة في كل موطن أكثركم عليَّ صلاة في الدنيا ، من صلى عليَّ في يوم الجمعة وليلة الجمعة مائة مرة قضى الله له مائة حاجة ، سبعين من حوائج الآخرة ، وثلاثين من حوائج الدنيا

ثم يوكل الله بذلك ملكا يدخله في قبري كما يدخل عليكم الهدايا ، يخبرني من صلى علي باسمه ونسبه إلى عشيرته ، فأثبته عندي في صحيفة بيضاء )

رواه ابن منده في " الفوائد " (ص/82)

والبيهقي في " شعب الإيمان " (3/111)

و"حياة الأنبياء" (29)

ومن طريق البيقهي : ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (54/301)

وعزاه السيوطي في " الحاوي " (2/140) للأصبهاني في " الترغيب ".

رووه من طريق حكامة بنت عثمان بن دينار ، عن أبيها عثمان بن دينار ، عن أخيه مالك بن دينار ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه به .

مع التنبيه إلى أن سند البيهقي في "الشعب" سقط منه كل من عثمان بن دينار وأخوه مالك بن دينار ، وهما مثبتان في "حياة الأنبياء" له ، وعند ابن عساكر عن البيهقي ، فالصواب إثباتهما.

جاء في " لسان الميزان " (4/140) :

" عثمان بن دينار ، أخو مالك بن دينار البصري ، والد حكامة : لا شيء ، والخبر كذب بين" انتهى ، وذكره ابن حبان في الثقات قال : يروي عن أخيه ، وعنه بنته حكامة ، وهي لا شيء. قلت – أي الحافظ ابن حجر - : ولفظ العقيلي ، روت عنه ابنته أحاديث بواطيل ليس لها أصل " انتهى.

2- عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( من صلى عليَّ مائة صلاة حين يصلي الصبح قبل أن يتكلم قضى الله له مائة حاجة ، عجل له منها ثلاثين حاجة ، وأخر له سبعين ، وفي المغرب مثل ذلك )

قال السخاوي رحمه الله :

" أخرجه أحمد بن موسى الحافظ بسند ضعيف " انتهى.

" القول البديع " (ص/169)

وعزاه السيوطي في " جمع الجوامع " إلى ابن النجار محمد بن محمود بن حسن بن هبة الله (643هـ) صاحب تاريخ بغداد ، كما عزاه في " داعي الفلاح " (رقم/92) للمستغفري ، ولم نقف على سنده عندهما

وإنما وقفنا على سند الحافظ أحمد بن موسى ، فقد نقله ابن القيم رحمه الله في " جلاء الأفهام " (ص/507) حيث قال : قال أحمد بن موسى الحافظ ، حدثنا عبد الرحيم بن محمد بن مسلم

قال ثنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن أسيد ، حدثنا إسماعيل بن يزيد ، حدثنا إبراهيم بن الأشعث الخراساني ، حدثنا عبد الله بن سنان بن عقبة بن أبي عائشة المدني ، عن أبي سهل بن مالك ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما به.

وهذا سند ضعيف ، فيه إبراهيم بن الأشعث : منكر الحديث . " لسان الميزان " (1/!32)

وله طريق أخرى عن جابر :

قال ابن القيم رحمه الله :

" قال ابن مندة الحافظ : حدثنا عبد الصمد العاصمي ، أخبرنا إبراهيم بن أحمد المستملي ، حدثنا محمد بن درستويه ، حدثنا سهل بن متويه ، حدثنا محمد بن عبيد ، حدثنا عباس بن بكار

حدثنا أبو بكر الهذلي ، حدثنا محمد بن المنكدر ، عن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مَن صلَّى علَيَّ في كل يوم مائة مرة قضى الله له مائة حاجة : سبعين منها لآخرته ، وثلاثين منها لدنياه ) قال الحافظ أبو موسى المديني هذا حديث حسن " انتهى.

" جلاء الأفهام " (ص/509)

والصواب أن هذا إسناد منكر ، بسبب أبي بكر الهذلي البصري :

قال النسائي : متروك الحديث .

وقال علي بن المديني : ضعيف ليس بشي

. واتفقت كلمة أهل العلم على تضعيفه. انظر "

تهذيب التهذيب " (12/46)

والخلاصة أن الحديث منكر لا يثبت من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، لا من حديث أنس ولا من حديث جابر .

قال الشيخ ابن باز رحمه الله :

" وأما حديث : ( من صلى علي في يوم مائة مرة قضى الله له مائة حاجة ؛ سبعون منها لآخرته وثلاثون منها لدنياه ) فلا نعلم له أصلا ، بل هو من كذب الكذابين " انتهى.

" مجموع فتاوى ابن باز " (8/314) .

الحديث الثالث : ( من صلى عليَّ حين يصبح عشرا ، وحين يمسي عشرا ، أدركته شفاعتي يوم القيامة ) .

هذا الحديث مروي عن الصحابي الجليل أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من صلى عليَّ حين يصبح عشرًا ، وحين يمسي عشرًا ، أدركته شفاعتي يوم القيامة )

رواه الطبراني – كما عزاه إليه العلماء الذين نقلوا هذا الحديث ، ولكنا لم نقف عليه في المطبوع من كتب الطبراني – ورواه ابن أبي عاصم في " الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم " (ص/48، رقم61) .

والحديث عزاه الهيثمي في "مجمع الزوائد" ـ (10/163)

إلى الطبراني ، قال : " رواه الطبراني بإسنادين

وإسناد أحدهما جيد ، ورجاله وثقوا" .

وقد نقل الحافظ ابن القيم رحمه الله في كتابه " جلاء الأفهام " (ص/63) إ

سناد الطبراني لهذا الحديث أنه قال : حدثنا محمد بن علي بن حبيب الطرائفي الرقي ، حدثنا محمد بن علي بن ميمون ، حدثنا سليمان بن عبد الله الرقي ، حدثنا بقية بن الوليد ، عن إبراهيم بن محمد بن زياد قال : سمعت خالد بن معدان ، يحدث عن أبي الدرداء به .

وفي هذا الإسناد علل عدة ، منها :

1-خالد بن معدان لم يسمع من أبي الدرداء .

انظر: " جامع التحصيل " (ص/171)

2-إبراهيم بن محمد بن زياد الألهاني : ترجمته في " التاريخ الكبير " للبخاري (1/323)

" الجرح والتعديل " لابن أبي حاتم (2/127)

ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا .

3- بقية بن الوليد مدلس ولم يصرح بالسماع .

4- سليمان بن عبد الله الرقي :

قال فيه ابن معين : ليس بشيء . " لسان الميزان " (3/96)

ولذلك ضعفه الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " (1/441)

والسخاوي في " القول البديع " (179)

والألباني في " السلسلة الضعيفة " (رقم/5788)

والشيخ مقبل الوادعي في " الشفاعة " (ص/270)

وقد جاءت في فضائل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث صحيحة كثيرة تغني عن مثل هذا الحديث الضعيف ، كما أن شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم تنال بالعديد من الأعمال الصالحة المعينة في السنة الصحيحة .

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :

( مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ : اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ ، وَالصَّلَاةِ الْقَائِمَةِ ، آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ ، وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ : حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ )

رواه البخاري (614)









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-25, 17:41   رقم المشاركة : 89
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



الحديث الرابع : ( من صلى عليَّ واحدة صلى الله بها عشر صلوات ، وحط عنه عشر خطيئات ، ورفع له عشر درجات )

عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرَ صَلَوَاتٍ ، وَحُطَّتْ عَنْهُ عَشْرُ خَطِيئَاتٍ ، وَرُفِعَتْ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ )

رواه النسائي (1297)

وصححه الألباني في " صحيح النسائي ".

الحديث الخامس : ( ما من أحد يسلم عليَّ إلا رد الله عليَّ روحي حتى أسلم عليه )

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :

( مَا مِنْ أَحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ إِلَّا رَدَّ اللَّهُ عَلَيَّ رُوحِي حَتَّى أَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ )

رواه أحمد (16/477) ط الرسالة

وأبو داود (2041) وصححه النووي في " الأذكار " (154)

وابن تيمية في " اقتضاء الصراط المستقيم " (2/173) وغيرهم .

الحديث السادس : ( إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة )

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :

( أَوْلَى النَّاسِ بِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلَاةً ) .

رواه الترمذي (484)

وقال : هذا حديث حسن غريب . وصححه ابن حبان

كما نقل عنه الحافظ ابن حجر في " بلوغ المرام " (455)

وحسنه الحافظ ابن حجر في " نتائج الأفكار " (3/295)

وحسنه الشيخ الألباني لغيره في " صحيح الترغيب " (668) .

الحديث السابع : ( يأتي زمان على أمتي يحبون خمسا وينسون خمسا , يحبون الدنيا وينسون الآخرة , يحبون المال ينسون الحساب , يحبون المخلوق وينسون الخالق , يحبون القصور وينسون القبور , يحبون المعصية وينسون التوبة , فإن كان الأمر كذلك ابتلاهم الله بالغلاء والوباء وموت الفجاءة وجور الحاكم )

لم نقف عليه في كتب السنة ، والظاهر أنه لا أصل له ، وكذا جاء الحكم عليه في موقع " الدرر السنية "

الحديث الثامن : ( مَن يَزْنِ يُزْنَ بأهله )

ليس هذا بكلام النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما كلام منتشر على ألسنة الناس ، ومضمونه غير صحيح باللازم ، فأهل الزاني قد يكونون من أهل الخير والصلاح

فكيف يؤاخذهم الله بجريرة غيرهم ، وهو سبحانه عز وجل يقول : (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) الأنعام/164، وقد يقبل مثل هذا الكلام في حالة أن يكون الزاني وأهله من أهل الشر والفسق والفساد

فيعاقب الله الزاني بزوجته العاصية ، فيصيبه في عرضه كما أصاب الناس في أعراضهم ، وكما تدين تدان ، وقد خبر الناس هذا الأمر في أحوال الزناة كثيرا ، حتى يروى عن الإمام الشافعي رحمه الله أنه قال :

عفّوا تعِفُّ نِسَاؤُكُمْ فِي المَحْرَمِ ** وتجنبوا مالا يليقُ بمسلمِ

إنَّ الزنا دينٌ فإن أقرضتهُ ** كَانَ الزِّنَا مِنْ أهلِ بَيْتِك فَاعْلَمِ

وقد أورد ابن الجوزي في كتاب " الموضوعات " (3/106) حديثا قريبا من هذا المعنى ، جاء فيه : ( ما زنى عبد قط فأدمن على الزنا إلا ابتلي في أهل بيته )...ثم قال ابن الجوزي رحمه الله :

" ليس في هذه الأحاديث شيء يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " انتهى.

وقال الشيخ الألباني رحمه الله في تخريج حديث

: ( ما زنى عبد قط فأدمن على الزنا إلا ابتلي في أهل بيته ) :

" موضوع . رواه ابن عدي ( 15 / 2

) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 278)

عن إسحاق بن نجيح عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا .

وقال ابن عدي : " وإسحاق بن نجيح بيِّنُ الأمر في الضعفاء

وهو ممن يضع الحديث " . وأورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 149 رقم 728 ) وقال : " إنه

من أباطيل إسحاق بن نجيح " .

ومما يؤيد بطلان هذا الحديث أنه يؤكد وقوع الزنى في أهل الزاني ، وهذا باطل يتنافى مع الأصل المقرر في القرآن : ( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى )

نعم إن كان الرجل يجهر بالزنا ويفعله في بيته فربما سرى ذلك إلى أهله والعياذ بالله تعالى ، ولكن ليس ذلك بحتم كما أفاده هذا الحديث ، فهو باطل " انتهى.

" السلسلة الضعيفة " (رقم/723)

وقال أيضا رحمه الله في تخريج حديث : ( من زنى زني به ، ولو بحيطان داره ) :

" موضوع . رواه ابن النجار بسنده عن القاسم بن إبراهيم الملطي : أنبأنا المبارك بن عبد الله المختط : حدثنا مالك عن الزهري عن أنس مرفوعا .

قال ابن النجار : " فيه من لا يوثق به " . قلت – أي الشيخ الألباني رحمه الله - : وهو القاسم الملطي كذاب

. كذا في " ذيل الأحاديث الموضوعة " للسيوطي ( ص 134

) و " تنزيه الشريعة " لابن عراق (1/316) .

قلت – أي الشيخ الألباني رحمه الله - : ومع ذلك فقد أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية ابن النجار هذا !! و خفي أمره على المناوي فلم يتعقبه بشيء " انتهى.

" السلسلة الضعيفة " (رقم/724) .

الحديث التاسع : ( لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها )

هذا الحديث رواه جماعة من أصحاب السنن عن جماعة من الصحابة ، منهم أبو هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا )

رواه الترمذي (1159) وقال : وَفِي الْبَاب عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَسُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ وَعَائِشَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى وَطَلْقِ بْنِ عَلِيٍّ وَأُمِّ سَلَمَةَ وَأَنَسٍ وَابْنِ عُمَرَ قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ .

وقال الهيثمي رحمه الله : " إسناده حسن "

انتهى. " مجمع الزوائد " (9/10)

وصححه الألباني في " إرواء الغليل " (7/54) .

الحديث العاشر : ( من قال لا إله إلا الله الجليل الجبار ، لا إله إلا الله الواحد القهار ، لا إله إلا الله الكريم الستار ، لا إله إلا الله الكبير المتعال ، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له إلها واحدا ، ربا وشاهدا ، أحد صمد ، ونحن له مسلمون ، ولا إله إلا الله لا شريك له ، إلها واحدا ، ربا شاهدا ، أحد صمد ، ونحن له عابدون ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له

إلها واحدا ، وربا شاهدا ، ونحن له صابرون ، ولا إله إلا الله محمد رسول الله ، اللهم إليك فوضت أمري ، وعليك توكلت يا أرحم الراحمين ) من قرأ الدعاء في أي وقت فكأنه حج (360) حجة ، وختم (360) ختمة ، وأعتق( 360) عبدا

وتصدق بـ (360) دينارا ، وفرج عن (360) مغموما ، وبمجرد أن قاله الرسول صلى الله عليه وسلم نزل جبريل عليه السلام وقال : يا رسول الله ! أي عبد من عبيد الله سبحانه وتعالى

أو أي أحد من أمتك يا محمد ، ولو مرة واحدة في العمر ، بحرمتي وجلالي ضمنت له سبعة أشياء : رفعت عنه الفقر , أمنته من سؤال منكر ونكير , أمررته على الصراط , حفظته من موت الفجاءة , حرمت عليه دخول النار , حفظته من ضغطة القبر , حفظته من غضب السلطان الجائر والظالم )

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-25, 17:44   رقم المشاركة : 90
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل يحرم الزاني من الحور العين ؟

وما حكم حديث : " من زنى زني به.. "؟

السؤال:

هل إذا زنى الرجل وتاب يحرم من الحور في الآخرة ، وما معنى " يزنى به ولو في جدار داره " وإذا كان المعنى أي من محارمه فما ذنبهم.


الجواب :

الحمد لله


الزاني وغيره من أهل المعاصي إذا تابوا إلى الله توبة صادقة تاب الله عليهم ، وكفر سيئاتهم ، كما دلت على ذلك الأدلة المتكاثرة في الكتاب والسنة

ومنها قوله تعالى : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) الزمر/53

بل إذا حسنت توبته قد تبدل سيئاته إلى حسنات بسعة فضل الله ورحمته

كما قال تعالى : ( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً . يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيه مهانا . إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) الفرقان/68،69،70 .

ومقتضى مغفرة الله للذنب وقبوله للتوبة أن لا يعاقب عليه .

أما من أصر على الزنى ولم يتب منه فقد ثبت في حقه أنواع من العقوبات في الدنيا ، وفي القبر ، وفي الآخرة ، ولم نجد نصا يدل على منعه من الحور العين

لكن قاسه بعض العلماء على ما ثبت من الوعيد في حق من مات ولم يتب من شرب الخمر أنه لا يشربها في الآخرة ، ووعيد من لم يتب من لبس الحرير في الدنيا بأنه لا يلبسه في الآخرة .

قال ابن القيم رحمه الله وهو يعدد العقوبات التي تقع على الزاني إذا لم يتب :

" ومنها أنه يعرض نفسه لفوات الاستمتاع بالحور العين في المساكن الطيبة في جنات عدن والله سبحانه وتعالى إذا كان قد عاقب لابس الحرير في الدنيا بحرمانه لبسه يوم القيامة وشارب الخمر في الدنيا بحرمانه إياها يوم القيامة

فكذلك من تمتع بالصور المحرمة في الدنيا . بل كل ما ناله العبد في الدنيا من حرام فاته نظيره يوم القيامة "

روضة المحبين لابن القيم ( 365 - 368 )

وأما ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من زنى زني به ولو بحيطان داره "

فهو حديث موضوع كما حكم عليه السيوطي وابن عراق والألباني في السلسلة الضعيفة ( 2/155 )

وعليه فلا وجه للاعتراض بما ذكر . على أن الحديث لو صح فيمكن حمله على معنى صحيح وهو : أن الرجل الذي يقع في الزنا ويصر عليه يكون من أهل الفسق والفساد ، فيسري هذا الفساد إلى أهله

لأن المخالطة تؤثر ، وإذا كان رب البيت مضيعا لنفسه فمن باب أولى أن يضيع أهله ، ولا يربيهم على ما يصلح دينهم ، فلا يبعد عند ذلك وقوعهم فيما يقع فيه من المعاصي لضعف إيمانهم

. وفي الواقع قصص كثيرة تدل على حدوث مثل هذا ، وهو من العقوبات الدنيوية العاجلة التي يعاقب الله بها أمثال هؤلاء الذين يهتكون عورات المسلمين

فيهتك الله عوراتهم جزاء وفاقا ، والله سبحانه يفعل ما يشاء على وفق الحكمة البالغة ، والعدل التام ، لا يظلم أحدا ، ولا يُسأل عما يفعل وهو الحكيم العليم .









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
امي


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 09:39

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc