سقوط الأسطوره
الكاتب: عمرو البنا
كان يوم السادس من أكتوبر عام 1973 هو بداية تراجع الأسطورة الإسرائيلية, أمام حقيقة التاريخ العربي المشرف, فنحن أصحاب الأرض و أصحاب التاريخ و لنا هنا جذور و ماضي مجيد, و في الساعات الأولى من الحرب لم تكن إسرائيل وحدها هي التي ترفض التصديق بما حدث, و لكن العالم كله رفض أن يصدق, و قد كان العالم كله غارقا تحت أوهام أسطورة كاذبة دامت ست سنوات, و في اليوم التالي للحرب لم يكن أمام العالم سوى أن يصدق ما يحدث على أرض الواقع و أن ينزع عنه الوهم المسبق و الغشاوة, و قد عبر (إفرايم كاتزير) رئيس إسرائيل في ذلك الوقت عن هذه الحقيقة الواضحة للجميع حين قال, (لقد عشنا سنوات طويله على الوهم ... و قد جاء الوقت لكي ننزع عن عيوننا غشاوته و لكي نطل على الأمور بمنظار الحقيقة), كانت هذه هي الحقيقة الفعلية على أرض الواقع و أمام الشعب الإسرائيلي, إن التاريخ قد يسمح لإسرائيل بالتفوق لبعض الوقت على بعض العرب, لكن لن يسمح بتفوق إسرائيل طوال الوقت على كل العرب, لقد كان رجال الجيش المصري و السوري يضربون عدوهم بيد الحق المبين, فهذه أرضنا و هذه بلادنا و هذا هو تاريخنا و قد سمع العالم كله عن أمة و شعب رفض الهزيمة و أراد أن ينتصر.
كانت إسرائيل قد صورت لنفسها و للعالم كله أنها أصبحت قوة عظمى لابد أن ترهب الجانب على الأقل في منطقة الشرق الأوسط, و رغم هزيمة الطيار الإسرائيلي في الكثير من المعارك و المواجهات الجوية أمام نظيره المصري خلال حرب الاستنزاف و ما قبلها و بعدها, إلا أن إسرائيل ظلت تعتقد أن لديها أفضل طيارين على مستوى العالم كله, و قد كان هذا الاعتقاد السائد داخل إسرائيل من حسن حظنا نحن المصريين, و أظن أن هذا اليوم السادس من أكتوبر لعام 1973 سيظل يوما اسودا في حياة إسرائيل ما بقيت على قيد الحياه, في قرابة الساعة الثانية ظهرا ساعة الصفر (1405) يوم السادس من شهر أكتوبر عام 1973 قامت القيامة بالنسبة لإسرائيل, انطلقت حوالي 220 طائره حربيه مصريه من حوالي عشرون مطار و قاعدة جوية مصريه, على ارتفاع منخفض جدا لضرب الأهداف المعادية الإسرائيلية المحددة لها في داخل سيناء المحتلة و أهداف خط بارليف الحصين, و تحركت الطائرات في صمت لاسلكي تام على أرض مطاراتها, صمت تام منذ إدارة محركات الطائرة و حتى الإقلاع و الطيران لأهدافها, لتجنب أي عمليات تصنت أو رصد معادية يمكن أن تكشف الهجوم المصري, و هناك بعض الأسراب انطلقت من مطارات بعيدة في وقت قبل الساعة الثانية ظهرا بحوالي نصف ساعة, لضمان وصولها في نفس الوقت لخط القناة مع الطائرات المنطلقة من مطارات قريبة بشكل محسوب بدقة.