تحالفات الشيعة على مدى التاريخ مع أعداء الأمة
قال الأمام ابن تيمه ((اتفق أهل العلم بالأحوال أن أعظم السيوف التي سلت على أهل القبلة , ممن ينتسب إلى أهل القبلة أنما هو من الطوائف المنتسبة لهم أي الروافض)) !
هذا نص تجده كلما بحثت في تحالفات الشيعة على مدى التاريخ , واختيارهم الوقوف مع كل غاز غزا ارض العرب والمسلمين , ويصدق هذا التقويم على كل المراحل التي مرت بها الأمة , ومع جميع أنواع الحكومات التي كانت تحكم في بلاد المسلمين .
ويبدو أول مثال يعرض في المباحث التي تتناول هذه المساْلة , هو مثال خيانة الوزير ابن العلقمي الذي خان الأمة , وخان الخليفة المستعصم وسائر المسلمين , إذ كانت له مـراسلات مـع المغول , سـوغ لهم فيها غزو بلاد المسلمين , وشجعهم عليه , وقد كانت فاتحة المجازر التي اعمل فيها الكفرة في رقاب المسلمين , الخديعة التي مارسها الوزير مع الخليفة , وإيهامه أن مجرد الخروج للتفاوض مع هولاكو يبعد الأذى عن المسلمين وعن دار الخلافة , فخرج المستعصم ومعه نحو 1100 شخصية بين قاضي ووجيه وعالم , فقتلهم هولاكو كلهم مرة واحدة , ويقال أن هولاكو تردد في قتل الخليفة فاْصدر له الطوسي فتوى بجواز قتله .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في ذلك ((الشيعة ترى ا ن كفر أهل السنة أغلظ من كفر اليهود والنصارى , ..... لهذا السبب يعاونون الكفار على الجمهور من المسلمين , ..... وهم _ أي الشيعة _ كانوا من أعظم الأسباب في خروج جنكيزخان ملك الكفار إلى بلاد الإسلام , وفي قدوم هولاكو إلى بغداد , وفي اخذ حلب ونهب الصالحية , وغير ذلك بخبثهم ومكرهم))
الأمر لايتعلق فقط بالعقيدة , أو بحكم الشيعة على عقيدة جمهور المسلمين , فمما لاشك فيه أن الشيعة ليسوا مذهباً فقهياً كسائر مذاهب المسلمين , بل هم فرقة سياسية تلبست لبوس العقيدة , وأعظم أهدافهم إزالة سلطة المسلمين , وهذا الهدف عملوا له منذ وقت مبكر , ومهما كان الرأي في البداية الحقيقية للتشيع , فاْن هذه ألفرقة كانت وبالاً على الإسلام والمسلمين , ولايمكن في حال من الأحوال الفصل بين نشاط الشيعة في أي بقعة سكنوها , والمصلحة القومية للفرس , فكاْن كل شيعي هو داعية من دعاة نصرة الأمة الفارسية , وسفير لها , يدافع عنها في كل محفل , وينشر الأحاديث المكذوبة في فضائلها , ويروج لملوكها وقادتها ولحضارتها ويقف بالضد من الحضارة العربية الإسلامية , بل يبني (حضارة) أخرى وتاريخاً أخر , مثلما اتبع ديناً أخر سماه بـ (مذهب أل البيت) .
أذن فالمشروع الذي نراه مشروعاً طائفياً أو عقيدياً مفارقاً هو رأس رمح المشروع الوطني الفارسي , للسيطرة على العالمين العربي والإسلامي , ذلك المشروع الذي وضع نصب عينيه على الدوام البدء ببلاد الشام والعراق , ينتشر منهما في الاتجاهات الأربعة للعالم الإسلامي , وإذا كان البعض يتلمس أوجها للشبه بين المشروع الصهيوني والمشروع الفارسي في الخطورة , فان واقع الحال , والتحميص التاريخي للنكبات التي أصابت ألامة , يثبتان أن المشروع الفارسي المتلبس بلبوس العقيدة الشيعية , هو اخطر من المشروع الصهيوني إذ المشروع من الداخل , ولا يقبل بغير إلغاء الخصوم بالإبادة الشاملة , أو وضعهم تحت نير العبودية وإخراجهم من معادلة التاريخ / الحضارة .
السلوك السياسي للشيعة يتذبذب بين حالتين : التقية والتعبئة , والاثنان يسيران معاً فـي خط تصاعدي واحد , وان تغلب احد وجهي المعادلة على الأخر بحسب الأحوال , والمدى الذي وصلته الأمة الإسلامية , في مرحلة من مراحلها , ضعفاً أو قوة , غفلة أو حذراً , والذي يجعل من المشروع الشيعي (الفارسي القيادة) خطراً داهماً مستمراً , أن جوهر التشيع _ كما ذكرنا _ هو سياسة الضغط المستمر وعدم تفويت لحظة المبادرة بالهجوم , بعد التهيؤ لها بالتحالف مع اشد أعداء الأمة حضورا وشراسة في مرحلة ما , فضلاً على أن التنظيم الدقيق الذي يشبه إلى حد بعيد التنظيم الحديدي لأي حزب سياسي فعال , واستثمار الجموع البشرية الجاهلة المسيرة المسلوبة الإرادة التي تضع المال والنفوس في أيدي القادة الذين يجمعون بين أيديهم بالخيوط كلها لتحريك اللعبة , يمكن هنا أجراء مقارنة بسيطة بين آليات التشيع واليات الحزب .
فالزيارة المنتظمة لما يسمونه بـ (العتبات المقدسة) هو من قبيل تجديد بيعة وعهد لقيادات طائفية سياسية , والخمس الذي يدفعونه إلى (السيد) هو أشبه بالاشتراك الحزبي الذي يلزم أعضاء الأحزاب بدفعه إلى أحزابهم للتدليل على الانتماء والمشاركة الفعالة في أنشطة الحزب .
فضلاً على أن الزيارات وحشد الإعداد الغفيرة فيها ، هي من قبيل (استعراض القوة) , ذلك الأسلوب الذي تستخدمه الأحزاب لإثبات وجودها وفعاليتها وتأثيرها فـي الشارع , يـرافق ذلك الممارسات العنيفة مثل التطبير وضرب الظهور بالسلاسل , وتحقير النفس والجسد , التي تستخدم لإرهاب الخصوم , بتقديم أتباع مستعدين للتضحية بالدم وبالكرامة الإنسانية , في سبيل الفكرة والمشروع .
عندما روج الدكتور علي شريعتي لفكرة التفرقة بين تشيع صفوي وأخر علوي , فاْنه أراد بذلك إنقاذ التشيع , من مظاهر ورطت التشيع في فضائح أثرت في مقبوليته والتعايش معه . وكل من قرأ كتاب علي شريعتي الذي وضع له اسم ((التشيع العلوي والتشيع الصفوي)) يدرك على الفور , أن الرجل أذا اعتبر مجدداً عند البعض , فإنما هو بالقياس إلى غيره من الكتاب الذين تسببوا في تعصبهم , بفضح الشيعة والتـشيع , وألا فـاْن التفريق بـين نمطين من التشيع هو أمر لاحقيقة له , فأكثر كتب الشيعة خطورة وعداءً للإسلام , وركوباً للأساطير (والخرافات) وشتماً لرموز الأمة كتبت قبل وصول الصفويين إلى السلطة في بلاد فارس , مثل كتاب (الكافي) للكليني الذي كتب قبل عهد الصفويين بمئات السنين , بل الاختلاف الأساسي أذا مضينا في البحث عن فروقات بين النمطين من التشيع , راجع بالأصل إلى صراع سياسي داخلي بين الشيعة أنفسهم , وبالتحديد بين حوزة النجف وحوزة قم , ولا علاقة للأمر بصفاء العقيدة , أو تلوثها , هو أذن من قبيل (صراع الضد النوعي) , مثل الذي نراه من تربص مستمر وصراع خفي بين الحوزتين إلى اليوم ، ورجالهما , وهذا الأمر يظهر بوضوح في العراق ، أكثر من أيـة بقعة يسكن فيها الشيعة , وألا فـهل من المعقول تصديق خرافة أن حزب الفضيلة , والتيار الصدري ممثلان للتيار العروبي في التشيع , وإذا كانت هذه الخديعة انطلت على الذين لم يقرؤوا التاريخ في وجه مايسمى بـ (الأصولية الإسلامية) المتشددة في أصول العقيدة , والتي لأتحمل خيار الجهاد , للدفاع عن امة يراد أخراجها من التاريخ ومن الحضارة ومن نقاء العقيدة , ويدرك كل من تابع تصاعد وتيرة هذه المؤامرة التي عبرت عن نفسها بمشروع (الشرق الأوسط الكبير) و (المشرق الأوسط الجديد) , باْن الأمريكيين ومن يتبعهم في مشروعهم الاستعماري يساوون في مدى الخطورة بين الأصولية والعروبة , كما أن الشيعة تناغماً منهم مع هذا المشروع باتوا يركزون على واحدة من أشهر أكاذيبهم : أممية التشيع , ووحدة الإنسانية , والتسامح مع الأديان الأخرى , وفي الوقت نفسه فأنهم باتوا أكثر أعلانا عن جوهر مشروعهم بالتأمر ضد العرب الذين هم مادة الإسلام , ووقائع الأرض خصوصاً بعد غزو العراق , اثبت أن الدور الذي كان الغربيون أوكلوه للفرس كراْس حربة في عملية غزو العراق , والذي تلقفته الأحزاب الشيعية في العراق _ والتي هي في الحقيقة مليشيات وعصابات لها اذرع سياسية , وليس العكس _ كان ذلك الدور , ضرب المقاومة ضد الاحتلال وأضعاف مناطق العرب السنة , وتشجيع أهل السنة على الوقوف جميعهم خلف مشروع واحد المقاومة , والـذي يـراد به , أبـقاء هـذه المناطق تحت نـار الاحـتلال , يـرافق ذلك أبـعادهـم عن العـملية السـياسـية الـتي يـنبغي أن تـكون الـوجه الـثانـي للـمقاومـة , فضلاً على وهـم السـياسيين مـن أهـل السـنة بـالإرهـاب , وبالـعمل سـراً مـع مـن يسـمونـهم بـ (الإرهابيين) , يحدث كل ذلك فيما وزع الإيرانيون الأدوار بين أوليائهم في العراق , بيـن مـن يـقدم نفسه كسياسي يؤمن بالعمل السياسي السلمي ولا يختار سواه , مثل فيلق بدر الذي حولوه _ رسمياً فقط _ إلى منظمة سياسية واجتماعية , وكلفوا غير بدر , مثل جيش المهدي , بعرقلة الأمريكان عن الانتهاء من مشروعهم والـتحول صـوب بلاد فارس وحتى هذه العملية كان يجري خلفها مع المقاومة السنية , أو الاختفاء خلفها , بين نمطين من الأكاذيب فتنسب _ لمحاولة تبييض وجه الشيعة _ عمليات تقوم بها جماعات جهادية سنية , إلى جماعات شيعية مثل (عصائب أهل الحق في العراق) وهي جماعة تقوم بتزوير الأشرطة المصورة للأعمال الجهادية لجماعات سنية , ونسبتها إلى نفسها , وإذا كانت هذه اللعبة لاتؤثر على المحتلين الذين يعرفون الدور الحقيقي للمليشيات الشيعية , ومعها مليشيات أياد علاوي , واحمد ألجلبي ونخب من حزب الدعوة , شاركت في عملية تدمير الفلوجة وكان هؤلاء يلبسون ملابس القوات الأمريكية , وأظهرت صورة نادرة , رقص أفراد في المليشيات الكردية _ التي يمثل تحالف المليشيات الشيعية معها , اخطر ما وقع من أعمال وقتل ذد أهل السنة , فيما أظهرت صورة نادرة أخرى سرعان ماختفت نهائياً من وسائل الأعلام , أفراد مليشيات شيعية يحملون صورالسستاني , وجاءت الأخبار أنهم الصقوا هذه الصور على الدبابات الأمريكية الزاحفة نحو الفلوجة , وكانت تتقدمها عربات عسكرية تذيع من مكبرات الصوت فيها .
قلنا أن محاولة التفريق بين تشيع علوي وتشيع صفوي , أكذوبة وتدليس لإنقاذ الشيعة في العراق من وصمة الخيانة والتحالف مع الأمريكان نزولاً عند أوامر صدرت لهم من إيران , وان هذه الأكذوبة التي يروج لها البعض , لاينبغي القبول بها حتى لتدعيم رأي باْن العراقيين جميعاً يقاومون الاحتلال , فالمقاومة في العراق سنية أولا وأخيرا .
في الصفحات التالية , عودة لابد منها لاستعراض صور التحالف الرافضي مع أعداء الأمة , وهي عودة , لأننا بالأصل نريد جعلها مقدمة سريعة , للوصول إلى اخطر أصناف التحالف مع الصهاينة والأمريكان , بدعم وتأييد سياسي ولوجستي من إيران _ الدولة وإيران الواجهة العقائدية .
مـازال الشيعـة يستحضرون التـاريخ بتـاريخ مفارق لهم , ويصبون غضبهم وحقدهم _ بعد غضبهم وحقدهم على الصحابة الأوائل _ على دولة بني أمية , ومـازالـوا في وســائل أعلامهم ينبزون العرب السنة بـ (الأمويين) كمروان للناصبية , والتكفيرية , والوهـابية , ثـم يقصرون صـفة (البعثية) على السـنة العرب , فيما قام حزب البعث بالأساس على أكتاف الشيعة , وكانوا من أول المستفيدين منه , فضلاً على حقيقة تجري التغطية عليها باستمرار , هي أن كل محاولات التحدي لنظام صدام حسين , كانت من بين صفوف السنة العرب .
التشويهات التي يلحقها الشيعة بالدولة الأموية , جعلت من مجرد التلفظ ب صفة الأموية , تعني العداء لأل البيت والفساد , والحكم الوراثي , وظلم الشعوب في البلدان المفتوحة , وهي دعايات لعبوا طويلاً _ أي الفرس الشيعة _ على تسويقها في تاريخهم المفارق المخالف للتاريخ العربي الإسلامي , بحيث ان نغمة تسمية الفتوحات بـ الاحتلالات الظالمة عادت من جديد , والظلم الواقع على الموالي وأبعادهم عن دائرة السلطة , عادت هي الأخرى , غير ملتفتين إلى أن الدولة الأموية كانت دولة فتية تدافعت بالمتاعب مع الدولة الإمبراطورية الرومانية وأزاحتها عن الشرق , وان الدولة الأموية _ مثلها مثل كل دولة ناشئة قامت على عقيدة _ تتجنب التورط في إسناد الوظائف الحساسة إلى أعراق تمثل بحد ذاتها خطراً على الدولة , وان تلبست بلبوس العقيدة نفسها , فالمعروف أن الفرس _ مثلهم مثل الأكراد _ يقدمون الولاء القومي الوطني على الولاء للعقيدة , أما العقيدة التي اتخذوها واجهة _ موالاة أل البيت _ فهي من قبيل تجسيد أسلوب الطابور الخامس , واختراق الداخل , وتفتيت الوحدة العقائدية , ومع ذلك فاْن هنالك أدلة تثبت انه قد جرت مبالغات في قصة مظلومية الموالي ويمكن مراجعة كشوف باْسماء موالي اسندت لهم وظائف في الدولة الاموية ، الامر الذي ارغم المستشرق – الشيوعي من اصل فلسطيني – بندلي جوزي ، على الاقرار باْن هذا الامر ، شابه تزييف كبير ورفض رغم منهجه الماركسي الانسياق وراء اساطير الفرس .
في زمن الخليفة الاموي الوليد بن عبد الملك عبر الجيش الاسلامي من المغرب الى جزيرة الاندلس بقيادة موسى بن نصير ومولاه طارق بن زياد ، ففتحوا الاندلس سنة 92هـ ، ثم توجهت طلائع الجيوش الاسلامية نحو الشمال حتى فتحت جنوب فرنسا ، ووصلت طلائعها الى شمال ايطاليا ، لكن الروافض من الفرس تاْمروا لايقاف تلك الفتوحات باشعال التمرد في خراسان وغيرها ، ومنه ثورة (اوبي مسلم الخراساني) 124هـ ، الذي اعلن ثورته في خراسان ، الامر الذي اضطر الدولة الاموية الى ايقاف الزحف الاسلامي المبارك في اوربا ، والعودة الى المشرق لمواجهة ذلك التمرد .
كما كان للروافض الفرس دورهم في الثورة العباسية على الدولة الاموية ، فقد تحالفوا مع العباسيين الذين احسنوا هم ايضاً استغلال هذا التحالف المؤقت ، ووجدوا ان التوسع في الفتوحات – وقبله ثورات العناصر الايرانية – يمكن استثماره باعتباره خللاً يؤثر في قوة الدولة داخلياً ،
لقد قيل ان الفارس كان يقطع الامبراطورية العربية الاسلامية ، التي بنتها الدولة الاموية ، كان يقطعها الفارس على جواده من اقصاها الى اقصاها في عام كامل . وبرغم ان العباسيين تنبهوا بعد حين الى خطورة الروافض الذين كانوا بين زنادقه ومجوس متخفين ، فان عوامل الوهن كانت اصابت الجسم الاسلامي بالفعل .
الدولة الفاطمية / إمبراطورية التهديم
الدولة الفاطمية كانت بحق معول هدم في جسم الدولة الإسلامية , وتذكر لنا مصادر التاريخ حديث دار بين المعز الفاطمي , ورسول الإمبراطور البيزنطي الذي قدم إلى القاهرة لزيارته , قال المعز : (أتذكر إذ أتيتني وإنا بالمدينة , فقلت لك لتدخلن علي مصر وأنا ملكها ؟ , قال الرسول : اذكر ذلك , فقال له وأنا اقول لك ألان , لتدخلن علي وأنا خليفة بغداد) .
وأرسل المعز جيوشه إلى بلاد الشام عام 359 لتقتل وتنهب , في وقت كانت جيوش الروم تفعل بهذه البلاد نفس الفعال , وفي السنة نفسها , سار ملك الروم إلى الشام وطرابلس وحمص , وقد هرب منها أهلها , فاحرقها ورجع إلى السواحل , ثم أقام في الشام شهرين وعاد إلى بلاده محملاً بالأسرى والغنائم !
أما العزيز بن المعز فقد اشتهر عنه اعتماده على النصارى واليهود في الوظائف الممتازة لإدارة الدولة .
وعندما كان السلاجقة يقارعون الصليبيين لإيقاف زحفهم شمال بلاد الشام , استغل الفاطميون الفرصة فاحتلوا صور .
بينما كان الصليبيون يحاصرون أنطاكية , وكان ذلك نتيجة تحالف مع الصليبين , إذ أرسلوا _ أي الفاطميون _ وفداً إلى الصليبين المحاصرين لأنطاكية , للتحالف معهم وعرضوا عليهم التعاون العسكري لقتال السلاجقة , فيكون القسم الشمالي (سوريا) للصليبين فيما تكون فلسطين للفاطميين !
ويروي لنا التاريخ , أن الشهيد الشيخ أبو بكر النابلسي , قال له المعز : بلغني انك تقول , لو معي عشرة أسهم لرميت الروم بتسعة والمصريين أي (الفاطميين) بـ واحــد , فــأجابه النابلسي (لا) بل لرميتكم بتسعة ورميت الروم بواحد , فسأله المعز : لم ؟ قال له : لأنكم غيرتم دين الأمة , وقتلتم الصالحين , واطفاْتم نور الإلهية , فضرب هذا العالم (الجليل) ثم تولى يهودي بأمر المعز _ سلخ جلده , ثم قتله بطعنة في قلبه !
النصيرية الدور المعهود المستمر
النصيرية فرقة شيعية باطنية تنسب إلى (أبو شعيب محمد بن نصير النميري) الذي عاصر علي الهادي 254 هـ والحسن العسكري 260 هـ , والمرحلة التي تلت ذلك فيما يزعمون أنها غيبة الابن المزعوم للعسكري (محمد المهدي صاحب الزمان) في سرداب سامراء .
والنصيرية مثل غيرهم من غلاة الشيعة , يؤمنون بالتناسخ والحلول , ويدعون أن علياً هو خير البرية , ولهم عقائد غريبة شاذة , وأسرار معتقداتهم محجوبة الأعلى .
أطلق عليهم المسلمون , والمؤرخون أسماء عدة مثل الملاحدة , والإسماعيلية , والقرامطة , والباطنية والعلوية , كما يطلق عليهم أحيانا الخرمية والمحمرة !
يسكن معظمهم جبال النصيرية في سوريا , فيما يسكن بعضهم جنوب تركيا وأطراف لبنان الشمالي , وبلاد فارس وتركما نيستان .
كانت لهم تحالفات وعلاقات طيبة مع المحتلين الفرنسيين , وأطلقوا عليهم تسمية (العلويين) فارتاحوا لهذه التسمية لأنها تخلصهم مما علق بهم تاريخياً من ذم وتشنيع وتحقير , وبالطبع فاْن تغيير الاسم , لايعني تغيير التاريخ ولا محو الذاكرة !
أثناء الهجمات الصليبية على العالم الإسلامي والوطن العربي , كانوا عوناً للصليبين على المسلمين , واشتهروا بالمكائد والفتن .
ولما أغار التتار على الشام كان النصيريون عوناً لهم , مثلما كانوا كذلك مع الصليبيين , فمكنوا التتار من المسلمين حتى أذا انحسرت غارات التتار , عادوا إلى الجبال التي يعتصمون بها , بانتظار غدرة أخرى , توفرها فرصة أخرى !
من النصيرين حافظ الأسد , الذي انتزع سلطة حزب البعث في سوريا إلى بني قومه , وتحالف _ وسار على ذلك ابنه بشار _ مع إيران ووقف مع الإيرانيين ضد العراق في حرب الثماني سنوات , كما أوقف حزبه وسلطته ودولته إلى جانب (حزب الله) الرافضي في إيران , ضد الفلسطينيين , ثم ضد أهل السنة عموماً في لبنان .
في ركاب الصليبين
عرقلت الحركات الشيعية الجهاد الإسلامي , ضد الصليبين , وكانت هذه الحركات ذات المسميات المختلفة , من نزارية وحشاشين وفاطميين وصليبين ودروز , لها هدف واحد , طعن الإسلام والمسلمين بالتحالف مع أعدائهم , في كل موقعة , واغتيال خلفاء المسلمين وعلمائهم وقادتهم , فقد قتلوا الخليفة المسترشد العباسي سنة 529 هـ , والخليفة الراشد العباسي 532 هـ وقتلوا الوزير نظام الملك والوزير أبا المحاسن عبد الجليل 495هـ , وقتلوا أبا طالب السميري الوزير 516 هـ , والوزير معين الملك ... وغيرهم والقائمة تطول في أسماء مقتولي الدولة الفاطمية من العلماء والقضاة والفقهاء والأمراء .
وقتلوا الأمير قسيم الدوله اقسنقر من قادة المجاهدين في وجه الزحف الصليبي 520 هـ , وحاولوا اغتيال صلاح الدين الأيوبي سنة 570 هـ داخل معسكر جيشه , ثم كرروا المحاولة عام 571 هـ .
وحـاولوا عـرقلة جـهاد صلاح الدين الأيوبي ونور الدين زنكي بالمؤامرات والدسائس , وتحالفوا مع الفرنجة أيام كانت لهم دولة في مصر هي الدولة الفاطمية .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : (كانوا _ الروافض _ من أعظم أسباب استيلاء النصارى على بيت المقدس حتى استنقذه المسلمين منهم) .
بين العجم والروم
يطلق أهل العراق أحيانا على الأتراك تسمية الروم , وكانت العراق , هي ساحة الصراع الأثيرة , بين الدولتين العثمانية والصفوية , ومضياً على منهج هذا البحث في الإشارة إلى تحالف الشيعة على الدوام مع كل من يريد سوءاً بالمسلمين , ووقوفهم بالضد من الفتوحات الإسلامية التي يعز بها الدين وأهله , فأننا سوف نستعرض بشكل سريع بعض مظاهر التأمر الرافضي ألصفوي , ضد دولة بني عثمان , في اتجاهها غرباً , لحماية حدودها , وتوسيع رقعة الدولة الإسلامية .
طعن الصفويون بالخلافة الإسلامية , وتسببوا في انحسار المد الإسلامي العثماني , فقد تحالفوا مع ملك المجر ضد الدولة العثمانية ممثله بالسلطان سليمان القانوني , وقد سوغ ذلك علي الكركي المرجع الشيعي من أصل لبناني , الذي كانت له الكلمة العليا على الشاه ألصفوي .
وبعد أن وصل السلطان سليمان القانوني , وصل إلى حدود ألمانيا وحاصر فينا عاصمة النمسا , أرسل إسماعيل ألصفوي جيشاً كثيفاً إلى بغداد فدخلها عام 941 هـ وفتك بأهل السنة فيها فتكاً ذريعاً ،
ثم عاد الشاه عباس ألصفوي (طهماسب) لمهاجمة بغداد فدخلها عام 1033 هـ , وكانت تلك الهجمات يراد منها ضرب خليفة الجيش العثماني المسلم في فتوحاته الأوربية , وبذلك حال الروافض دون فتح أوربا ونشر راية التوحيد في الكثير من أنحائها .
وفي أوائل القرن 11 هـ تحالف أمير الدروز ( شيعة غلاة ) فخر الدين المعنى , مع الأوربيين , وأشـعل ثـورة على الخلافة العثمانية , كان الفرس يشجعونها ويدعمونها , فلما هزمه العثمانيون , هرب إلى أوربا , وحاول الحصول على مساعدة عسكرية من الفاتيكان ( فرنسا واسبانيا ضد العثمانيين , فباء بالفشل , وقد اشتهر عنه حماية الإرساليات النصرانية التي كانت رأس الرمح للتدخلات الأجنبية في بلاد المسلمين , حتى سمي بـ (حامي النصارى في الشرق) .
ومنذ عام 1841 أقام الانكليز علاقات وتحالفات وثيقة مع الدروز أثمرت ثورة 1851 على العثمانيين , وبتأييد من الدولة الصفوية , فدخلت انكلترا لمنع العثمانيين من قتالهم .
لكن ماعلاقة الصفويين بشيعة العراق ؟
الصفويون احتلوا العراق 3 مرات مجموع سنوات تلك الاحتلالات 663 عاماً , فيما يمكن اعتبار الاحتلال الإيراني الحالي للعراق بالتحالف مع الانكلوساكسون , هو الاحتلال الرابع , أذا شئنا النظر إلى ظاهرة التحالف الشيعي مع كل غاز ومحتل لبلاد المسلمين , باعتبارها ظاهرة متواترة مستمرة مع انقطاعات مؤقتة .
الشاه إسماعيل ألصفوي , كان يحظى بدعم الشيعة في العراق , وقد هدم قبر الأمام الجليل (أبي حنيفة النعمان) , ونبش قبره , وهدم المدارس العلمية للمسلمين , وهدم مساجدهم ثم تتبع ذرية الصحابي خالد بن الوليد (رضي الله عنه) في العراق , ففتك بهم , يروي المؤرخ الشيعي (ابن شدقم) في كتابه (تحفة الأزهار وزلال الأنهار) , شيئاً من هذه الأحداث , فيقول في سياق حديثه عن انجازات , إسماعيل ألصفوي فتح بغداد وفعل بأهلها النواصب ذوي العناد , مما لم يسمع بمثله قط في سائر الدهور , بأشد أنواع العذاب حتى نبش موتاهم من القبور , ولغة التشفي والسرور بسفك دماء المسلمين واضحة في حديث ابن (شدقم هذا) الذي كان يمثل فريقاً من (فقهاء السلاطين) الذين تتجه قلوبهم وأبصارهم إلى إيران , باعتبارها وطنهم الأول , والى كل عدوان على بلد من بلدان المسلمين فتحاً مبنياً يفرحون لما ينتج عنه من سفك دماء المسلمين , واسمع إلى صفوي أخر هو حسين الخراساني , يقول أن (كل شيعي يتمنى (فتح) مكة والمدينة , وإزالة الحكم الوهابي) كما يسميه ! .
في عودة إلى الشاه عباس ألصفوي , الذي احتل بغداد بعد حصار استمر 3 شهور , واستمرت مدة حكمه لبغداد خمس سنوات , ليرثه حفيده الشاه صفي بن عباس , الذي بالغ في سفك الدماء , ثم انتهى حكمه بتحرير العثمانيين لبغداد , بعد حصار استمر 40 يوماً .
في الهند وباكستان
سلم الشيعة ارض المسلمين في باكستان الشرقية لقمة سائغة للهندوس , حتى يقيموا عليها الدولة المسماة بنغلادش ,
قال المرحوم أحسان الهي ظهير , (هاهي باكستان الشرقية ذهبت ضحية احد أبناء (القز لباش) الشيعي يحيى خان في أيدي الهندوس , كما عارض شيوخ الشيعة في باكستان تطبيق الشريعة الإسلامية , قال احد زعمائهم في مؤتمر صحفي أن الشيعة يرفضون تطبيق الحدود الإسلامية لأنها ستكون على مذهب أهل السنة) !
في لبنان
هنالك علاقة متميزة , بل ستراتيجية بين إيران , وشيعة لبنان حتى صار من البديهيات النظر إلى التنظيمات الشيعية اللبنانية على أنها تمثل المخلب الإيراني , في البلاد , وتمتد العلاقة بين الطرفين إلى زمن الصفويين فعندما استولوا على حكم إيران القرن 16 وجعلوا من الرفض دينهم , استقدموا العلماء من جبل عامل _ جنوبي لبنان _ لتدريس الفقه الأمامي , فكان بهاء الدين ألعاملي محمد بن الحسين بن عبد الصمد الذي أصبح شيخ الإسلام في أصفهان زمن الشاه عباس الكبير , ومنهم من يطلقون عليه صفة (المحقق) علي بن الحسين ألعاملي (الكركي) الذي روج للمذهب حتى قيل فيه انه (مخترع مذهب الشيعة) .
مع بداية هذا التعاون والتحالف ألصفوي , اعمل الشاه السيف في أعناق المسلمين من أهل السنة والجماعة , علماء وعامة , ففي تبريز كانت نسبة أهل السنة لاتقل عن 65 % , فقتل منهم في يوم واحد 40 ألف سني , كما اجبر الآلاف بالإكراه والتهديد بالذبح , على اعتناق التشيع وترك دينهم ! .
في العصر الحديث , فاْن ذلك التحالف اخذ شكلاً أخر , هيمنت بموجبه إيران , بغض النظر عن شكل نظام الحكم فيها , على شيعة لبنان , وقدراتهم وحددت لهم مساراتهم وتحالفاتهم ,
منظمة أهل الشيعة التي خرج منها حزب الله قتلت المئات من الفلسطينيين من أهل السنة في المخيمات بين 20/5/1985 إلى 18/6/1985 بلغ عدد الضحايا مبلغاً لم تصل أليه حتى العصابات الصهيونية , إذ كان العدد 3100 شهيد , كانت عصابة أمل تذبح الأسرى وتغتصب النساء , في أبشع ماشهده العصر الحديث من مجازر على الفلسطينيين أفرزت قيادات جديدة بين الشيعة , وبها نبيه بري احد أركان الثالوث الرئاسي في لبنان , وكانت كل تحركات شيعة لبنان , ومليشياتها مدعومة من السوريين الذين تحالفوا تحالفاً مصيراً مع الإيرانيين , وصارت الحركة الشيعية في لبنان , تعبر عن هذا التحالف في كل مايصدر عنها من مواقف وقرارات وتحالفات .
حزب الله الرافضي صنيعة إيران , تم تضخيم دوره وتقديمه على انه ممثل الجهاد الإسلامي في مواجهة الصهاينة , وانه يقف في وجه المشروع الصهيوني الأمريكي لوحده , ويحمل شرف المقاومة .
حزب الله يلعب دوراً اكبر من حجمه الطبيعي بسبب الدعم الإيراني والسوري , وبسبب النظام الطائفي في لبنان , وسكوت الأنظمة اللبنانية على نشاطات ذلك الحزب الذي بنى مؤسسات موازية للمؤسسات الحكومية , ويسير في اتجاه مستقل تماماً عن الدولة ويورطها في صراعات لم تكن مستعدة لها , وهو يستخدم الأساليب نفسها التي تستخدمها القوى السياسية الشيعية في العراق وغير العراق , تظاهرات حاشدة , اعتصامات , التهديد بالعصيان المدني , للضغط وترهيب الخصوم .
لم يقف حزب الله موقفاً صريحاً من الاحتلال الأمريكي للعراق , بسبب مااستفادة شيعة العراق من هذا الاحتلال , وفي الوقت نفسه فان حزب الله يزايد على الدول العربية ويشتمها ويصف القادة العرب بأنهم خاضعون للأمريكان , كما أن الحزب لم يدن عمليات القتل والتعذيب والتهجير ضد سنة العراق , لأنها نفسه استخدم _ ومازال _ الأساليب نفسها . يمتد التحالف الشيعي الأمريكي للتحضير لاحتلال العراق , إلى عام 1991 فبرغم أن الأمريكان توقفوا عن دعم ما يسمى بـ (الانتفاضة الشعبانية) وتركوا الدولة تطهر المحافظات من المشتركين فيها , فاْن العمل على مستوى التحضير للدور القادم كان يجري على قدم وساق .
استعد الشيعة لذلك التحالف الدنس , بالتحدث عن أن فشل (الانتفاضة الشعبانية) كان سببه تحالف صدام حسين مع الأمريكان , وهذا الطرح كان مقدمة وتبريراً للتحالف مع الأمريكان , في مشروع احتلال العراق .
نعم , كانت هناك صلات وثيقة بين الشيعة المعارضين في إيران ولندن وغيرها , مع الأمريكان , لكنها كانت على أساس تحالفات مرحلية , قصيرة الأمد , لكن الذي حدث بعد 1991 , كان البداية الحقيقية لما سوف يؤدي إلى دمار العراق , بعد احتلاله في نيسان 2003 .
تصاعدت أصوات شيعية بمعالجة (الخلل) وتحسين صورة الشيعة أمريكيا وبرز تيار يدعو إلى الحوار المباشر مع الأمريكان وبين آذار 1991 وحزيران من العام نفسه , تبلورت الجهود بدعم أيراني قوي , لتأليف وفد شيعي , عبر عنه بأنه (لجنة) توجه إلى واشنطن , والتقى ببعض المسؤولين الأمريكان , في مقدمتهم (ادوارد دجيرجيان) و (جون كيلي) المسؤول عن الملف العراقي آنذاك , وتضمنت الزيارة , مقابلة بروتوكوليه مع وزير الخارجية آنذاك جيمس بيكر .
كان يترأس الوفد د. مصطفى جمال الدين , وفي نهاية اللقاء مع بيكر قال لهم : لو سمعنا هذا الكلام قبل أربعة أشهر لكانت الأمور تغيرت كثيراً , ضم الوفد أيضا مجيد الخوئي , ومحمد بحر العلوم , وعزت الشابندر وآخرين قدم الوفد وثيقة أصبحت الأساس لما يسمى فيما بعد بـ (إعلان شيعة العراق) تضمنت تنازلات شيعية لإرضاء أمريكا منها تنعلهم من ولاية الفقيه , ومن الارتباط بإيران !
وثيقة إعلان شيعة العراق , تبلورت بعد عمل طويل , ووقعها 100 معارض عراقي , تضمنت استعراض تاريخي لمظلومية الشيعة وفيها يقدمون عروضاً ديمقراطية , سوف ينفذون بنودها عند استلام السلطة في العراق المحتل , مع التأكيد على حقوق للشيعة , شبهها بعض الباحثين بأنها تشبه دعاوى اليهود في مظلوميتهم , وباْن من ينقدهم أو يتحدث في عقيدتهم , هو طائفي , في حين يعتبر اليهود منتقديهم بأنهم (لاساميون)
كان المشروع الشيعي , الذي قدم نفسه باعتباره حليفاً ستراتيجياً للأمريكان في العراق القادم , يمضي بوتيرة متسارعة , وقد كان الرأي المعلن لقادة المعارضة من الشيعة تشكيل حكومة عراقية بعد الاحتلال , وكان مؤتمر صلاح الدين شباط 2003 ركز على هذه النقطة كثيراً .
يـقال أن الشيعة وفـي مقدمتهم احمد ألجلبي وقفوا وراء مشروع قانون تحرير العراق , لكن هذا شيء بعيد عن التصديق , فالشيعة كانوا أدوات لمرحلة مابعد الاحتلال , بعد أن استقر عزم الأمريكان على الاحتلال وبدأوا يخططون له بدقه .
في مؤتمر لندن , كانت أرسلت إيران (رجالها) من إيران للحضور القوي المؤثر في ذلك المؤتمر , الذي كان واضحاً أن النصيب الأوفى من التأثير فيه كان للأحزاب الشيعية وفي مقدمتها المجلس الأعلى , الذي مثله عبد العزيز الحكيم بتكليف من شقيقه محمد باقر الحكيم , وقد استفز الغزل الأمريكي للأحزاب الشيعية د. أياد علاوي فخرج من المؤتمر لمرتين اعتراضاً على المعاملة الخاصة التي تلقاها الحكيم , لكن خليل زاد كان يقف بقوة خلف القوى الشيعية لأنهم بكل بساطة أداة المشروع القادم .
برزت قصة مظلومية ألشيعه , كمبرر للتحالف مع الأمريكان , وكمبرر للاستيلاء على السلطة القادمة بدعم أمريكي , وكان لكوندليزا رايس دور في دعم المؤتمر , لايقل أهمية عن دور خليلزاد فيه .
وفي مؤتمر لندن أيضا كانت فكرة ضرب العرب السنة قد اختمرت من خلال الاتـفاق علـى اجتثاث حـزب البعث , وجعل هذا ذريعة لأبعاد السنة والتضييق عليهم .
وبينما كان الشيعة قد تنازلوا عن فكرة (تشكيل حكومة عراقية مؤقتة ذات سيادة) تلك الفكرة التي كانت أساس مشروعهم عند الدخول مع الاحتلال , أما سبب التنازل فهو الرفض القاطع الذي كان الأمريكان يقابلون به هذه الفكرة , لكن خليلزاد الذي حضر مؤتمراً لقادة المعارضة في الأسبوع الأول من شهر أيار 2003 , أعلن أن فكرة الحكومة المؤقتة فكرة مقبولة وذهب إلى واشنطن , ليجد أن الإدارة الأمريكية عينت بول بريمر حاكماً مطلقاً على العراق .
الإيرانيون كانوا وزعوا الأدوار على الأحزاب والقوى الشيعية التي تدين لهم بالولاء , بين معارض للاحتلال يغامر برفع السلاح مثل مقتدى الصدر , وأخر يعلن أن المقاومة السلمية خياره الوحيد وبها دخل العملية السياسية مثل المجلس الأعلى , وحزب الدعوة , وبالمناسبة فاْن حزب الدعوة لم يحضر مؤتمر لندن لأنه كان يعترض على الاتفاق مع الشيطان الأكبر في محاولة للحصول على نقاط (وطنية) الأمر الذي اغضب الحكيم كثيراً , ثم سرعان مااخذ إبراهيم الجعفري معه بعض قيادات الدعوة في رحلة إلى أمريكا وعوضت عن الزعل المصطنع , والإقناع عن حضور المؤتمر ! .
كان لابد من ذلك لتوحيد القوى الشيعية لجعل المكسب الشيعي كاملاً غير منقوص , ولا تحيط به منغصات الانشقاقات والخلافات , خصوصاً وان السستاني الذي فضحه مجيد الخوئي , قبل مقتله بأنه أفتى بعدم جواز مقاومة الاحتلال , كان يسعى لجمع الشيعة بأي ثمن , والغريب أن الذي تصدى لهذه المهمة , هو مقتدى الصدر , وهذا مااكده (احمد المطيري) رئيس تحرير صحيفة أنصار المهدي الناطقة باْسم التيار الصدري مشيرة إلى ماورد في أحدى خطب الجمعة التي يلقيها مقتدى الصدر في جامع الكوفة , إذ جاء فيها قوله (مشروع المصالحة يقوم على مبدأ أن من يقبل الصلح فهو مع الحق , ومن يرفض القدوم معنا يتحمل النتائج) لكن المستجدات اللاحقة , جعلت عملاء الاحتلالين الأمريكي والإيراني , يدخلون صراعات دامية , تجاوزوا فيها هامش الحركة الذي انعم عليهم بها الغراب ألصفوي , وتلك قصة معروفة .....