حُسْنُ الْخُلُقِ - الصفحة 6 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

حُسْنُ الْخُلُقِ

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2020-09-25, 05:57   رقم المشاركة : 76
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ali harmal مشاهدة المشاركة
بارك الله في اخي الدكتور عبد الرحمن وجزاك الله خيرا .
الحم لله الذي بفضلة تتم الصالحات

بارك الله فيك

اخي و صديقي الفاضل

و جزاك الله عنا كل خير








 


رد مع اقتباس
قديم 2020-09-25, 06:15   رقم المشاركة : 77
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

التَّرغيب في التَّعاون في القرآن الكريم

- قال تعالى: وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر: 1-3].

(أي: يوصي بعضهم بعضًا بذلك

ويحثُّه عليه، ويرغِّبه فيه)


[647] ((تيسير الكريم الرَّحمن)) للسعدي (1/934).

(فهذه السُّورة العظيمة القصيرة

اشتملت على معان عظيمة

مِن جملتها: التَّواصي بالحقِّ

وهو التَّعاون على البرِّ والتَّقوى)


[648] ((مجموع فتاوى ومقالات متنوعة)) لابن باز (5/87).

- وقال سبحانه: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [المائدة: 2].

قال ابن كثير:

(يأمر تعالى عباده المؤمنين بالمعاونة على فعل الخيرات

وهو البرُّ، وترك المنكرات وهو التَّقوى

وينهاهم عن التَّناصر على الباطل

والتَّعاون على المآثم والمحارم)


[649] ((تفسير القرآن العظيم)) (2/12).

وقال القرطبيُّ:

(هو أمرٌ لجميع الخَلْق بالتَّعاون على البرِّ والتَّقوى

أي ليُعن بعضكم بعضًا

وتحاثُّوا على ما أمر الله تعالى واعملوا به

وانتهوا عمَّا نهى الله عنه وامتنعوا منه

وهذا موافقٌ

لما رُوِي عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال

: ((الدَّالُّ على الخير كفاعله))


[650] رواه التِّرمذي (2670)

وقال الألباني في ((صحيح سنن التِّرمذي)): حسن صحيح.


وقال الماورديُّ:

ندب الله سبحانه إلى التَّعاون بالبرِّ

وقرنه بالتَّقوى له؛ لأنَّ في التَّقوى رضا الله تعالى

وفي البرِّ رضا النَّاس

ومَن جمع بين رضا الله تعالى

ورضا النَّاس فقد تمَّت سعادته، وعمَّت نعمته)

[651] ((الجامع لأحكام القرآن)) (6/46-47).

وقال ابن باز:

(والمعنى: احذروا مغبَّة التَّعاون على الإثم والعدوان

وترك التَّعاون على البرِّ والتَّقوى، ومِن العاقبة

في ذلك: شدَّة العقاب لمن خالف أمره

وارتكب نهيه وتعدَّى حدوده)


[652] ((محموع فتاوى ومقالات متنوعة)) (5/93).

- وقوله عزَّ وجلَّ: وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا

وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [آل عمران:103].

قال أبو جعفر الطَّبري:

(يعني بذلك جلَّ ثناؤه: وتعلَّقوا بأسباب الله جميعًا.

يريد بذلك -تعالى ذكره-:

وتمسَّكوا بدين الله الذي أمركم به

وعهده الذي عهده إليكم في كتابه إليكم

مِن الألفة والاجتماع على كلمة الحقِّ

والتَّسليم لأمر الله)


[653] ((جامع البيان في تأويل القرآن)) (5/643).

وقال السعدي:

(فإنَّ في اجتماع المسلمين على دينهم

وائتلاف قلوبهم يصلح دينهم وتصلح دنياهم

وبالاجتماع يتمكَّنون مِن كلِّ أمر مِن الأمور

ويحصل لهم مِن المصالح التي تتوقَّف على الائتلاف

ما لا يمكن عدُّها، مِن التَّعاون على البرِّ والتَّقوى)


[654] ((تيسير الكريم الرَّحمن)) (ص 141).

- وقوله: وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي [طه: 29-32].

قال مقاتل بن سليمان:

(اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي يقول: اشدد به ظهري

وليكون عونًا لي

وأشركه في أمري الذي أمرتني به

يتَّعظون لأمرنا ونتعاون كلانا جميعًا)


[655] ((تفسير مقاتل بن سليمان)) (3/26).

وقال السعدي:

(عَلِم عليه الصَّلاة والسَّلام أنَّ مدار العبادات كلِّها

والدِّين على ذكر الله، فسأل اللهَ أن يجعل أخاه معه

يتساعدان ويتعاونان على البرِّ والتَّقوى

فيكثر منهما ذكر الله مِن التَّسبيح والتَّهليل

وغيره مِن أنواع العبادات)


[657] ((تيسير الكريم الرَّحمن)) (ص 504).

وقال أبو جعفر الطَّبري:

(قوِّ ظهري، وأعنِّي به)


[656] ((جامع البيان في تأويل القرآن)) (16/55).

وقال المراغي:

(أي: أحكم به قوَّتي، واجعله شريكي في أمر الرِّسالة

حتى نتعاون على أدائها على الوجه

الذي يؤدِّي إلى أحسن الغايات

ويوصل إلى الغرض على أجمل السُّبل)


[658] ((تفسير المراغي)) (16/107).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح


خُلُقِ التَّعاون










رد مع اقتباس
قديم 2020-09-26, 04:50   رقم المشاركة : 78
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

التَّرغيب في التَّعاون في السُّنَّة النَّبويَّة

- قال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم:

((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدُّ بعضه بعضًا))


[659] رواه البخاري (481) و مسلم (2585).

قال ابن بطَّال:

(تعاون المؤمنين بعضهم بعضًا في أمور الدُّنْيا والآخرة

مندوبٌ إليه بهذا الحديث)


[660] ((شرح صحيح البخاري)) (9/227).

- وعن ابن عمر رضي الله عنه،

أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:

((المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يسلمه

ومَن كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته

ومَن فرَّج عن مسلم كربةً

فرج الله عنه كربةً مِن كربات يوم القيامة

ومَن ستر مسلمًا، ستره الله يوم القيامة))

قال ابن بطَّال في شرح هذا الحديث:

(... وباقي الحديث حضٌّ على التَّعاون، وحسن التَّعاشر

والألفة، والسِّتر على المؤمن

وترك التَّسمع به، والإشهار لذنوبه)


[663] ((شرح صحيح البخاري)) (6/571).

- وعن أنس رضي الله عنه، قال:

قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((انصر أخاك ظالـمًا أو مظلومًا))

قيل: يا رسول الله، هذا نصرته مظلومًا

فكيف ننصره ظالـمًا؟ قال: ((تأخذ فوق يده))

[666] رواه البخاري (2444).

قال ابن بطَّال: (والنُّصرة عند العرب: الإعانة والتَّأييد

وقد فسَّره رسول الله أنَّ نصر الظالم منعه مِن الظُّلم

لأنَّه إذا تركته على ظلمه ولم تكفه عنه أدَّاه ذلك

إلى أن يُقْتَصَّ منه

فمنعك له مما يوجب عليه القصاص نصره

وهذا يدلُّ مِن باب الحكم للشَّيء

وتسميته بما يؤول إليه...)


[667] ((شرح صحيح البخاري)) (6/572).

- وعن أبي عبد الرَّحمن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

: ((مَن جهَّز غازيًّا في سبيل الله فقد غزا،

ومَن خلَّف غازيًا في أهله بخيرٍ فقد غزا))


[669] رواه البخاري (2843)، ومسلم (1895) واللَّفظ له.

قال ابن عثيمين

: (هذا مِن التَّعاون على البرِّ والتَّقوى

فإذا جهَّز الإنسان غازيًا، يعني براحلته ومتاعه وسلاحه

إذا جهَّزه بذلك فقد غزا، أي كُتِب له أجر الغازي

لأنَّه أعانه على الخير. وكذلك مَن خَلَفَه في أهله بخير

فقد غزا، يعني لو أنَّ الغازي أراد أن يغزو

ولكنَّه أُشْكِل عليه أهله من يكون عند حاجاتهم

فانتدب رجلًا مِن المسلمين

وقال: اخلفني في أهلي بخير

فإنَّ هذا الذي خلفه يكون له أجر الغازي؛ لأنَّه أعانه)


[671] ((شرح رياض الصالحين)) (2/374).

- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال

: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((مَن نفَّس عن مؤمن كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدُّنْيا

نفَّس الله عنه كُرْبَةً مِن كُرَبِ يوم القيامة

ومَن يسَّر على معسر، يسَّر الله عليه في الدُّنْيا والآخرة

ومَن ستر مسلمًا ستره الله في الدُّنْيا والآخرة.

والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه...))


[672] رواه مسلم (2699).

قال ابن دقيق العيد:

(هذا الحديث عظيم جامع لأنواعٍ مِن العلوم والقواعد والآداب

فيه فضل قضاء حوائج المسلمين ونفعهم

بما يتيسَّر مِن عِلْم أو مال أو معاونة أو إشارة بمصلحة

أو نصيحة أو غير ذلك)


[673] ((شرح الأربعين النووية)) (1/119).

وقال النَّوويُّ

في تعليقه على حديث: ((مثل المؤمنين في توادهم...))

: (صريحٌ في تعظيم حقوق المسلمين بعضهم بعضًا

وحثِّهم على التَّراحم والملاطفة

والتَّعاضد في غير إثمٍ ولا مكروهٍ)


[675] ((شرح النووي على مسلم)) (8/395).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ التَّعاون









رد مع اقتباس
قديم 2020-09-27, 04:41   رقم المشاركة : 79
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

أقسام التَّعاون

ينقسم التَّعاون إلى قسمين:

1- تعاون على البرِّ والتَّقوى.

2- تعاون على الإثم والعدوان.

قال ابن تيمية:

(فإنَّ التَّعاون نوعان: الأوَّل: تعاونٌ على البرِّ والتَّقوى

: مِن الجهاد وإقامة الحدود، واستيفاء الحقوق

وإعطاء المستحقِّين

فهذا ممَّا أمر الله به ورسوله. ومَن أمسك عنه خشية

أن يكون مِن أعوان الظَّلمة فقد ترك فرضًا على الأعيان

أو على الكفاية متوهِّمًا أنَّه متورِّعٌ.

وما أكثر ما يشتبه الجبن والفشل بالورع

إذ كلٌّ منهما كفٌّ وإمساكٌ.

والثَّاني: تعاونٌ على الإثم والعدوان، كالإعانة على دمٍ معصومٍ

أو أخذ مالٍ معصومٍ، أو ضرب مَن لا يستحقُّ الضَّرب، ونحو ذلك

فهذا الذي حرَّمه الله ورسوله. نعم

إذا كانت الأموال قد أُخِذَت بغير حقٍّ

وقد تعذَّر ردُّها إلى أصحابها

ككثيرٍ مِن الأموال السُّلطانيَّة

فالإعانة على صرف هذه الأموال في مصالح المسلمين كسداد الثُّغور

ونفقة المقاتلة، ونحو ذلك:

مِن الإعانة على البرِّ والتَّقوى)


[680] ((السياسة الشَّرعية)) (ص 40).

أقوال العلماء في التَّعاون

- قال عطاء بن أبي رباح:

(تفقَّدوا إخوانكم بعد ثلاث

فإن كانوا مرضى فعودوهم

أو مشاغيل فأعينوهم، أو نسوا فذكِّروهم)


[676] ((إحياء علوم الدِّين)) للغزَّالي (2/176).

- وقال ابن تيمية:

(حياة بني آدم وعيشهم في الدُّنْيا لا يتم إلَّا بمعاونة

بعضهم لبعضٍ في الأقوال أخبارها

وغير أخبارها وفي الأعمال أيضًا)


[677] ((الفتاوى الكبرى)) (6/364).

- وقال أبو حمزة الشَّيباني

لمن سأله عن الإخوان في الله مَن هم؟

قال: (هم العاملون بطاعة الله عزَّ وجلَّ

المتعاونون على أمر الله عزَّ وجلَّ

وإن تفرقت دورهم وأبدانهم)


[678] ((الإخوان)) لابن أبي الدُّنْيا (ص 99).

- وقال أبو الحسن العامري

: (التَّعاون على البرِّ داعية لاتِّفاق الآراء

واتِّفاق الآراء مجلبة لإيجاد المراد، مكسبة للوداد)


[679] ((البصائر والذخائر)) لأبي حيان التَّوحيدي (9/148).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ التَّعاون









رد مع اقتباس
قديم 2020-09-28, 05:23   رقم المشاركة : 80
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

نماذج تطبيقيَّة في التعاون من حياة الأنبياء والمرسلين

- أمر الله سبحانه وتعالى إبراهيم عليه السَّلام ببناء الكعبة

فقام إبراهيم عليه السَّلام استجابة لأمر الله

وطلب مِن ابنه إسماعيل أن يساعده على تنفيذ هذا الأمر الإلهي

ويعينه في بناء الكعبة

فقال له: ((يا إسماعيل، إنَّ الله أمرني بأمرٍ

قال: فاصنع ما أمرك ربُّك، قال: وتعينني؟

قال: وأعينك، قال: فإنَّ الله أمرني

أن أبني ها هنا بيتًا، وأشار إلى أكمةٍ


[683] الأكمة: الموضع الذي يكون أشد ارتفاعا

مما حوله وهو غليظ لا يبلغ أن يكون حجرا.

انظر: ((تاج العروس)) للزبيدي (31/223).


مرتفعةٍ على ما حولها، قال: فعند ذلك

رفعا القواعد مِن البيت، فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة

وإبراهيم يبني، حتى إذا ارتفع البناء

جاء بهذا الحجر فوضعه له فقام عليه

وهو يبني وإسماعيل يناوله الحجارة

وهما يقولان: رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [البقرة: 127]

قال: فجعلا يبنيان حتى يدورا حول البيت وهما يقولان: رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ))


[684] رواه البخاري (3364).

- عندما أرسل الله سبحانه وتعالى موسى عليه السَّلام

إلى فرعون وكلَّفه بأن يدعو فرعون إلى عبادة الله وحده

طلب موسى عليه السَّلام مِن ربِّه سبحانه وتعالى

المعينَ والمساعدَ على هذا الأمر العظيم

فطلب منه أن يجعل له أخاه هارون معاونًا ومساعدًا

في دعوته فرعون

فقال: وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي [طه:29-32]

فقال الله له: قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى [طه: 36]

وجعل هارون معاونًا ومساعدًا لموسى عليه السَّلام

في دعوته إلى الله

وآتاه النُّبوَّة استجابة لدعوة موسى


[685] انظر: ((جامع البيان)) للطبري (18/300)

((تفسير القرآن العظيم)) لابن كثير (5/83)

((الجامع لأحكام القرآن)) للقرطبي (11/192)..


نماذج تطبيقيَّة مِن الأمم السَّابقة في التَّعاون

التَّعاون بين ذي القرنين وأصحاب السَّدِّ:

(لقد مكَّن الله عزَّ وجلَّ لذي القرنين في الأرض

وآتاه مِن كلِّ شيء سببًا، فتوفَّرت القدرة والسُّلطة

وتهيَّأت أمامه أسباب القوَّة والنُّفُوذ

التي لم تتوفَّر لكثير غيره. وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ

قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ

وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا [الكهف:83-84]

ومع ذلك لم يستغن ذو القرنين عن معونة الآخرين

حينما أراد أن يقوم بعمل كبير

وإنجاز عظيم: حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ

وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لاَّ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً

قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ

فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا

عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا [الكهف: 93-94]

فصارحهم ذو القرنين

بأن مثل هذا العمل الضَّخم يحتاج إلى التَّعاون

ولا يتمُّ دونه

فقال: مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا [الكهف: 95].. الآيات

فماذا كانت نتيجة هذا التَّعاون العظيم؟

كانت نتيجته إتمام عمل عظيم، سدٌّ منيع

لا يستطيع مهاجموه أن يعلو ظهره

ولا أن يحدثوا فيه خَرْقًا.

. والدَّرس الذي نخرج به أنَّ التَّعاون إذا أخلص له أهلوه

وبذلوا فيه بصدقٍ ما استطاعوا حقق لهم

مِن النتائج ما يكفي ويشفي)


[686] ((الرَّائد دروس في التَّربية والدَّعوة))

لمازن عبد الكريم الفريح (1/228-229).


و لنا عودة من اجل استكمال شرح


خُلُقِ التَّعاون









رد مع اقتباس
قديم 2020-09-29, 05:26   رقم المشاركة : 81
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

نماذج تطبيقية مِن حياة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في التَّعاون

- كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم

يسعى لقضاء حوائج المسلمين، ويحبُّ إعانتهم

والوقوف معهم فيما يلمُّ بهم مِن نوازل

وكان مجبولًا على ذلك مِن صغره وقبل بعثته

وقد بيَّنت ذلك أمُّنا خديجة رضي الله عنها

عندما كانت تخفِّف مِن روع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم

عند عودته مِن غار حراء بعد نزول الوحي عليه

وكان فزعًا، فقالت له: (كلا والله ما يخزيك الله أبدًا

إنَّك لتصل الرَّحم، وتحمل الكلَّ، وتكسب المعدوم

وتقري الضَّيف، وتعين على نوائب الحقِّ)


[687] رواه البخاري (3) و مسلم (160)، واللَّفظ للبخاري.

- وعن عائشة رضي الله عنها قالت:

((كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يكون في مَهْنة أهله

فإذا حضرت الصَّلاة قام إلى الصَّلاة))


[688] رواه البخاري (6039).

- وعن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال:

((كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم

ينقل التُّراب يوم الخندق حتى أغمر بطنه


[689] أغمر بطنه: أي وارى التراب جلده وستره.

انظر: ((تاج العروس)) للزبيدي (13/264).


نماذج تطبيقيَّة مِن حياة الصَّحابة في التَّعاون

كان الصَّحابة رضوان الله عليهم

مثالًا يُحْتَذى بهم في التَّعاون

وكانوا في ذلك المثل الأسمى

فكانوا كخليَّة النَّحل في تكاتفها وتعاونها

وكالجسد الواحد إذا اشتكى منهم عضو تداعى

له سائر الجسد بالسَّهر والحمَّى

و(في الوقت الذي كان فيه أبو عبيدة بن الجرَّاح

وسعد بن أبي وقَّاص

وخالد بن الوليد وعمرو بن العاص

يفتحون مصر والشَّام والعراق

كان أبو بكر وعمر وعثمان وعلي يسوسون النَّاس

ويرعون شؤونهم

وكان معاذ بن جبل وابن عبَّاس وابن عمر يعلِّمون النَّاس

ويفتونهم ويربُّونهم

وكان أبو هريرة وأنس وعائشة يحفظون الحديث ويروونه

وكان أبو ذرٍّ وأبو الدَّرداء يعظون النَّاس والحكَّام وينصحونهم

فتعاونوا ولم يتعايبوا.. وتناصروا ولم يتدابروا)


[691] ((التيه والمخرج)) لعدنان عرعور (53-54).

ونقف هنا وقفات مع نماذج

مِن تعاون الصَّحابة رضي الله عنهم.

تعاون أبي بكر وأهل بيته

مع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في هجرته:


- جهَّز أبو بكر راحلتين عندما أعلمه

النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بالهجرة

وخاطر بنفسه وهاجر مع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم

وعندما وصلا غار ثور دخل أبو بكر أوَّلًا ليستبرأ

الغار للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم كي لا يصيبه أذى

وأعدَّت أسماء بنت أبي بكر لهما جهاز السَّفر

وكان عبد الله بن أبي بكر يأتي لهما بأخبار قريش

وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر يريح الغنم عليهما

وهما في الغار ليشربا مِن لبنها

وفي طريقهما إلى المدينة كان أبو بكر

إذا تذكر طلب قريش للرَّسول صلى الله عليه وسلم مشى خلفه

وإذا تذكر رصدها له مشى أمامه


[693] انظر: ((صحيح البخاري)) حديث رقم (3905).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ التَّعاون









رد مع اقتباس
قديم 2020-09-29, 19:58   رقم المشاركة : 82
معلومات العضو
Ali Harmal
مشرف منتدى الحياة اليومية
 
الصورة الرمزية Ali Harmal
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا يا دكتور وبارك فيك وجعل كل اعمالك في ميزان حسناتك .









رد مع اقتباس
قديم 2020-09-30, 04:48   رقم المشاركة : 83
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ali harmal مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيرا يا دكتور وبارك فيك وجعل كل اعمالك في ميزان حسناتك .
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

و بارك الله فيك

اخي و صديقي الغالي

و جزاك الله عني كل خير

لك كامل احترامي و تقديري









رد مع اقتباس
قديم 2020-09-30, 05:01   رقم المشاركة : 84
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

ونقف هنا وقفات مع نماذج

مِن تعاون الصَّحابة رضي الله عنهم.


تعاون الصَّحابة رضوان الله عليهم في بناء المسجد النبوي:

- عندما قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم

لبني النَّجار: ((يا بني النَّجار ثامنوني بحائطكم هذا

قالوا: لا والله لا نطلب ثمنه إلَّا إلى الله

فقال أنسٌ: فكان فيه ما أقول لكم قبور المشركين

وفيه خربٌ وفيه نخلٌ

فأمر النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بقبور المشركين

فنُبِشَت، ثمَّ بالخرب فسوِّيت، وبالنَّخل فقطِّع

فصفُّوا النَّخل قبلة المسجد، وجعلوا عضادتيه الحجارة

وجعلوا ينقلون الصَّخر وهم يرتجزون

والنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم معهم

وهو يقول: اللَّهمَّ لا خير إلَّا خير الآخرة

فاغفر للأنصار والمهاجرة))


[694] رواه البخاري (428)، ومسلم (524).

تعاون الأنصار مع المهاجرين بعد الهجرة:

- قال عبد الرَّحمن بن عوف رضي الله عنه:

((آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم

بيني وبين سعد بن الرَّبيع، فقال لي سعد:

إنِّي أكثر الأنصار مالًا

فأقاسمك مالي شطرين، ولي امرأتان

فانظر أيتهما شئت حتى أنزل لك عنها

فإذا حلَّت تزوجتها، فقلت: لا حاجة لي في ذلك

دلُّوني على السُّوق، فدلُّوني على سوق بني قينقاع

فما رحت حتى استفضلت أقِطًا وسمنًا))


[695] الأقط: شيء يتخذ من اللبن المخيض

يطبخ ثم يترك حتى يمصل.

انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (7/257).


[696] رواه البخاري (2048).

- وقالت الأنصار للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم

: ((اقسم بيننا وبينهم النَّخل

قال: لا. قال: يكفوننا المئونة ويشركوننا

في التَّمر. قالوا: سمعنا وأطعنا))


[697] رواه البخاري (3782).

ومِن تعاون الصَّحابة أيضًا:

- موقفهم في قصَّة سلمان رضي الله عنه

عندما كاتب سيِّده، وكان فقيرًا لا يملك ما كاتب عليه

فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم للصَّحابة

: ((أعينوا أخاكم)) فأعانوه

حتى تحرَّر مِن رقِّه، وأصبح حرًّا


[698] رواه أحمد (5/441)

وحسَّن إسناده الألباني في ((السِّلسلة الصَّحيحة)) (2/556)

وحسَّن الحديث الوادعي في ((الصَّحيح المسند)) (84).


و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ التَّعاون









رد مع اقتباس
قديم 2020-10-01, 04:55   رقم المشاركة : 85
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

ميادين التَّعاون

(لقد أقام الإسلام التَّعاون بين المسلمين على أساس مُحْكَم

ومدَّ له في كلِّ ناحية مِن نواحي الحياة

بسببٍ. فالتَّمثيل القرآني لأهل الإيمان

أنَّهم كالبنيان المرصوص

وفي التَّمثيل النَّبوي كالجسد الواحد

. فأمور الإسلام ومطلوباته لا تتحقَّق على وجهها إلَّا بالتَّعاون.

ودين الله بنيان شامخ

لا يقوم ولا يثبت إلَّا حين تتراص لبناته

وتتضامن مبانيه؛ لتسدَّ كلُّ لبنة ثغرتها.

وإذا كان الله سبحانه قد خَلَق الخَلْق لعبادته وطاعته

فإنَّ هذه العبادات والطَّاعات أنواع: قلبيَّة عقليَّة كالإيمان

وبدنيَّة كالصَّلاة، وماليَّة كالزَّكاة

ومركَّبة مِن البدن والمال كالحجِّ والجهاد.

وكلُّ هذه العبادات بأنواعها

لا تقام ولا تشاد إلَّا بوسائلها: مِن صحة الفكر

وسلامة البدن، وسعة ذات اليد. ولهذه الوسائل وسائل:

مِن التَّفقُّه في الدِّين، والإحسان في الأعمال

مِن زراعة وصناعة وحرف

وإتقان في العلوم والمعارف

مِن الطِّب والحساب والهندسة والمعامل والمختبرات.

ومِن المقطوع به -كما سبق- أنَّ الإنسان بمفرده

بل حتى الرَّهط مِن النَّاس والجماعة المحدودة

مِن القوم لا تستطيع بهذه الوسائل الانفراد

بتحقيق هذه المقاصد. ومنه يتبيَّن حاجة النَّاس

إلى الاجتماع والتَّآزر، فذلك ما تقتضيه الفطرة

ويتطلبه الدِّين، وتنتظم به الشؤون، وتستقيم به العلوم.

وهذا بعض البسط لصورٍ مِن التَّعاون

في أحكام الإسلام وآدابه

وإذا استجلاها رجل الدَّعوة عرف ضرورة التَّعاون

وحاجته إليه في ميدانه ومجاله.

فالصَّلوات الخمس جماعة وجمعة، وصلاة العيدين وآدابهما

والحجُّ بشعائره، وعقد النِّكاح بوليمته وآدابه

وعقيقة المولود، وإجابة الدَّعوى حتى للصَّائم

كلُّها مناشط عباديَّة اجتماعيَّة تعاونيَّة

ولا تكون صورتها الشَّرعية إلَّا كذلك.

إنَّه انتظام عجيب بين أهل الإسلام في مواطن السُّرور والحزن

ناهيك بصورة الأخوَّة، ومبدأ الشُّورى

وحقوق المسلمين فيما بينهم

في القربى والجوار والضَّيف وابن السَّبيل واليتامى والمساكين

مع ما يحيط بذلك مِن سياج الآداب الاجتماعيَّة

مِن إفشاء السَّلام، وفسح المجالس

وثمَّة صورٌ مِن المعاونات في كفِّ الظُّلم، ونصرة المظلوم

ودفع الصَّائل بسلاح أو مال. بل هل يقوم الجهاد

وتُقام الحدود، وتُستوفى الحقوق

ويقوم الأمر بالمعروف

والنَّهي عن المنكر إلَّا بالتَّعاون والتآزر.

وهناك التَّعاون بالرَّأي، بما يدلُّ على الحقِّ، ويخرج مِن الحيرة

وينقذ مِن المأزق والهلكة، في النَّصيحة والمشاورة

وقد يكون تعاونًا بالجاه؛ مِن الشَّفاعة

لذي الحاجة عند من يملك قضاءها...

فإذا وضع المسلمون أيديهم على هذه الأسباب الوثيقة

يتقدَّمهم أولو الأمر والعلماء والدُّعاة

بلغوا المكانة المحفوفة بالعزَّة المشار إليها

بقوله سبحانه: وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ [المنافقون: 8])..



[699] ((مجلة البحوث الإسلامية)) العدد (51)

ربيع الأول - جمادى الثَّانية، 1418هـ، (212-215). .


(قال ابن خويز مندادٍ في أحكامه:

والتَّعاون على البِرِّ والتَّقوى يكون بوجوهٍ

فواجبٌ على العالم أن يعين النَّاس بعلمه فيعلِّمهم

ويعينهم الغني بماله، والشُّجاع بشجاعته في سبيل الله

وأن يكون المسلمون متظاهرين كاليد الواحدة

((المؤمنون تتكافؤ دماؤهم ويسعى بذمَّتهم

أدناهم وهم يدٌ على مَن سواهم))


[700] رواه أبو داود (4530)، والنسائي (8/19)

وأحمد (1/122) (993)، والبزار (2/290)

وصححه ابن الملقن في ((البدر المنير)) (9/159)

والألباني في ((صحيح سنن النسائي)) (8/19)

وصحح إسناده أحمد شاكر في تحقيق ((مسند أحمد)) (2/212)

, والحديث روي من طرق عن عائشة

وابن عباس وعبد الله بن عمرو رضي الله عنهم.


ويجب الإعراض عن المتعدِّي وترك النُّصرة له

وردُّه عمَّا هو عليه))


[701] ((الجامع لأحكام القرآن)) للقرطبي (6/46).

اخوة الاسلام

و هذه روابط مواضيع اخري

و من اراد الاطلاع علي المزيد


أقوال العلماء في التَّعاون

فوائد التَّعاون

آثار التَّعاون على الإثم والعدوان

موانع اكتساب التَّعاون

أصناف النَّاس في التَّعاون

حِكمٌ وأمثالٌ في التَّعاون

مِن أقوال الحكماء في التَّعاون

التَّعاون في واحة الشِّعر

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

من اجل الاستفادة من شرح خلق اخر









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2020-10-01 في 04:56.
رد مع اقتباس
قديم 2020-10-02, 04:58   رقم المشاركة : 86
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خُلُقِ التَّواضُع

معنى التَّواضُع لغةً:

التواضع التذلل، يُقَال: وضَعَ فُلانٌ نَفْسَهُ وضْعًا

ووُضُوعًا بالضَّم، وَضَعَةً، بالفَتْحِ:

أي أذلَّها. وتَوَاضَعَ الرَّجُلُ: إذا تَذَلَّلَ

وقيل: ذَلَّ وتَخاشَعَ


[734] ((العين)) للفراهيدي (2/196)

((تاج العروس)) لمرتضى الزبيدي (22/343).


معنى التَّواضُع اصطلاحًا:

التَّواضُع هو: (ترك التَّرؤس، وإظهار الخمول

وكراهية التَّعظيم، والزِّيادة في الإكرام

وأن يتجنَّب الإنسان المباهاة بما فيه مِن الفضائل

والمفاخرة بالجاه والمال

وأن يتحرَّز مِن الإعجاب والكِبْر)


[735] ((تهذيب الأخلاق)) للجاحظ (ص 25).

وقيل هو: (رضا الإنسان بمنزلة

دون ما يستحقُّه فضله ومنزلته.

وهو وسطٌ بين الكِبْر والضِّعَة

فالضِّعَة: وضع الإنسان نفسه مكانًا يزري به بتضييع حقِّه.

والكِبْر: رفع نفسه فوق قدره)


[736] ((الذَّريعة إلى مكارم الشَّريعة))

للرَّاغب الأصفهاني (ص 299).


وقيل هو: (إظهار التَّنزُّل عن المرتبة لمن يراد تعظيمه

وقيل: هو تعظيم مَن فوقه فضله)


[737] ((فتح الباري)) لابن حجر (11/341).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ التَّواضُع









رد مع اقتباس
قديم 2020-10-03, 04:57   رقم المشاركة : 87
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

التَّرغيب في التَّواضُع في القرآن الكريم

- قال الله تعالى: وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا [الفرقان: 63]

قال ابن القيِّم: (أي: سكينة ووقارًا

متواضعين غير أشرين ولا مَرِحين ولا متكبِّرين،

قال الحسن: علماء حلماء.

وقال محمَّد بن الحنفيَّة: أصحاب وقار وعفَّة، لا يسفِّهون

وإن سُفِه عليهم حلموا. والهَوْن -بالفتح- في اللُّغة: الرِّفق واللِّين

والهُون -بالضَّم-: الهَوَان فالمفتوح منه: صفة أهل الإيمان

والمضموم صفة أهل الكُفْران، وجزاؤهم مِن الله النِّيران)


[740] ((مدارج السَّالكين)) (3/108).

(وقال تعالى مخاطبًا رسوله، ممتنًّا عليه وعلى المؤمنين

فيما أَلان به قلبه على أمَّته المتَّبعين لأمره، التَّاركين لزجره

وأطاب لهم لفظه

فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ [آل عمران: 159])


[741] ((تفسير القرآن العظيم)) لابن كثير (2/148).

- كما أمره الله سبحانه وتعالى أن يلين جانبه للمؤمنين

وأن يتواضع لهم

فقال: وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ [الحجر: 88].

قال القرطبيُّ في تفسير هذه الآية:

(أي: أَلِن جانبك لمن آمن بك، وتواضعْ لهم)


[742] ((الجامع لأحكام القرآن)) (10/56).

وقال عزَّ مِن قائل:

وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [الشُّعراء: 215].

- ووصف الله سبحانه وتعالى أصحاب النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم

بأنَّهم (يظهرون العطف والحُنُوَّ والتَّواضُع للمؤمنين

ويظهرون الشِّدَّة والغلظة والتَّرفُّع على الكافرين)


[743] ((فتح القدير)) للشَّوكاني (2/75).

حيث قال

: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ [المائدة: 54 ].

وقال ابن كثير: (هذه صفات المؤمنين الكُمَّل

أن يكون أحدهم متواضعًا لأخيه ووليِّه

متعزِّزًا على خصمه وعدوِّه

كما قال تعالى:

مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ [الفتح: 29])


[744] ((تفسير القرآن العظيم)) (3/136).

وقال ابن القيِّم: (لـمَّا كان الذُّل منهم ذُلَّ رحمة وعطف وشفقة وإخبات،

عدَّاه بأداة على تضمينًا لمعاني هذه الأفعال

فإنَّه لم يرد به ذُلَّ الهوان الذي صاحبه ذليل

وإنَّما هو ذُلُّ اللِّين والانقياد الذي صاحبه ذلول

فالمؤمن ذلول كما في الحديث: المؤمن كالجمل الذَّلول

والمنافق والفاسق ذليل)


[745] ((مدارج السَّالكين)) (2/327).

- وقوله تعالى:

وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا [الإسراء: 24]

(حيث أمر الله بالتَّواضُع للوالدين

ذلًّا لهما ورحمة واحتسابًا للأجر)


[746] ((تيسير الكريم الرَّحمن))

لعبد الرَّحمن السعدي (1/456).


- وقال سبحانه:

تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ [القصص: 83].

قال ابن كثير:

(يخبر تعالى أنَّ الدَّار الآخرة ونعيمها المقيم

الذي لا يحول ولا يزول،

جعلها لعباده المؤمنين المتواضعين

لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ

أي: ترفُّعًا على خلق الله وتعاظمًا

عليهم وتجبُّرًا بهم، ولا فسادًا فيهم)


[747] ((تفسير القرآن العظيم)) (6/258).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ التَّواضُع









رد مع اقتباس
قديم 2020-10-03, 05:29   رقم المشاركة : 88
معلومات العضو
اميرة الامواج
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك وجزاك كل خير

سلام من قلب يحب السلام










رد مع اقتباس
قديم 2020-10-03, 15:15   رقم المشاركة : 89
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اميرة الامواج مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك وجزاك كل خير

سلام من قلب يحب السلام

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اسعدني حضورك المميز مثلك

بارك الله فيكِ

و جزاكِ الله عنا كل خير









رد مع اقتباس
قديم 2020-10-04, 05:11   رقم المشاركة : 90
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

التَّرغيب في التَّواضُع في السُّنَّة النبوية

رغَّب الإسلام في التَّواضُع وحثَّ عليه ابتغاء مرضات الله

وأنَّ مَن تواضع جازاه الله على تواضعه بالرِّفعة

وقد وردت نصوصٌ مِن السُّنَّة النَّبويَّة تدلُّ على ذلك:

- منها قوله صلى الله عليه وسلم:

((ما نقصت صدقة مِن مال

وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلَّا عزًّا

وما تواضع أحد لله إلَّا رفعه الله))


[748] رواه مسلم (2588)

مِن حديث أبي هريرة رضي الله عنه.


قال القاضي عياض في قوله صلى الله عليه وسلم

((وما تواضع أحد لله إلَّا رفعه الله)):

(فيه وجهان: أحدهما: أنَّ الله تعالى يمنحه ذلك

في الدُّنْيا جزاءً على تواضعه له

وأنَّ تواضعه يُثْبِتُ له في القلوب محبَّةً ومكانةً وعزَّةً.

والثَّاني: أن يكون ذلك ثوابه في الآخرة على تواضعه)


[749] ((إكمال المعْلِم شرح صحيح مسلم))

للقاضي عياض (8/59).


وعن عياض بن حمار رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((إنَّ الله أوحى إليَّ أن تواضعوا

حتى لا يفخر أحدٌ على أحد، ولا يبغي أحدٌ على أحدٍ))


[750] رواه مسلم (2865)

مِن حديث عياض بن حمار رضي الله عنه .


(يعني: أن يتواضع كلُّ واحد للآخر

ولا يترفَّع عليه، بل يجعله مثله أو يكرمه أكثر

وكان مِن عادة السَّلف رحمهم الله:

أنَّ الإنسان منهم يجعل مَن هو أصغر منه مثل ابنه

ومَن هو أكبر مثل أبيه، ومَن هو مثله مثل أخيه

فينظر إلى ما هو أكبر منه نظرة إكرام وإجلال

وإلى مَن هو دونه نظرة إشفاق ورحمة

وإلى مَن هو مثله نظرة مساواة

فلا يبغي أحدٌ على أحد

وهذا مِن الأمور التي يجب على الإنسان أن يتَّصف بها

أي بالتَّواضُع لله عزَّ وجلَّ ولإخوانه مِن المسلمين


[751] ((شرح رياض الصَّالحين)) لابن عثيمين (3/524).

وعن معاذ بن أنس الجهني رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((مَن ترك اللِّباس تواضعًا للَّه

وهو يقدر عليه دعاه الله يوم القيامة على رءوس الخلائق

حتى يخيِّره مِن أيِّ حلل الإيمان شاء يلبسها))


[752] رواه التِّرمذي (2481)

مِن حديث معاذ بن أنس رضي الله عنه. وحسَّنه

وصحَّحه الألباني في ((صحيح الجامع)) (6145).


قال ابن عثيمين:

(وهذا يعني أنَّ الإنسان إذا كان بين أناس متوسِّطي

الحال لا يستطيعون اللِّباس الرَّفيع

فتواضع وصار يلبس مثلهم

لئلَّا تنكسر قلوبهم، ولئلَّا يفخر عليهم

فإنَّه ينال هذا الأجر العظيم

أمَّا إذا كان بين أناس قد أنعم عليهم

ويلبسون الثِّياب الرَّفيعة لكنَّها غير محرَّمة

فإنَّ الأفضل أن يلبس مثلهم

لأنَّ الله تعالى جميل يحبُّ الجمال

ولا شكَّ أنَّ الإنسان إذا كان بين أناس رفيعي الحال

يلبسون الثِّياب الجميلة

ولبس دونهم فإنَّ هذا يُعَدُّ لباسَ شهرة

فالإنسان ينظر ما تقتضيه الحال)


[753] ((شرح رياض الصالحين)) (4/317-318).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ التَّواضُع









رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 19:02

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc