صقور في ’جبهة النصرة’ يبايعون ’داعش’!
’النصرة’ صُدمت بمبايعة ’أمراء’البو كمال لـ ’داعش’..ومخاوف من مبايعة آخرين له
بايع امراء "جبهة النصرة" تنظيم "داعش" رسميا في مدينة البوكمال في ريف دير الزور، إذ دخل عناصر التنظيم المدينة بعتادهم وأسلحتهم، ونصبوا الحواجز. وتعتبر هذه المبايعة تطوراً بارزاً من شأنه أن يؤجج تشرذم هذه الجماعات ويمنح " داعش" قدرة حسم المعارك الدائرة في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي.
ونشرت صفحات موالية لـ"داعش" صوراً لأشهر وجوه "داعش" في سوريا عمر الشيشاني "يأخذ البيعة من أمير النصرة في البوكمال أبو يوسف المصري، ومن عدد من قادة "النصرة" في المدينة". وذكرت أوساط التنظيم أن "داعش" سيتسلّم الرباط على جبهة مطار دير الزور العسكري".
وذكر "المرصد السوري لحقوق الانسان" المعارض، ان فصيل "جبهة النصرة" في البوكمال اكبر بلدة على الحدود السورية العراقية بايع "الدولة الاسلامية في العراق والشام"(داعش). وقال"المرصد" ان "فصيل جبهة النصرة في البوكمال أو ما يعرف بـ (جنود الحق) بايعوا ليل الثلاثاء الاربعاء الدولة الإسلامية في العراق والشام".
امراء "النصرة" يبايعون "داعش"
واوضح "المرصد"ان "هذه الخطوة بين التنظيمين اللذين كانا متحاربين تسمح لـ"داعش" بأن يكون موجودا على جانبي الحدود بما أنه يسيطر أصلا على بلدة القائم الحدودية في العراق".
وكانت سرت أنباء خلال الأيام الماضية على مواقع التواصل الاجتماعي عن قيام عدد من قياديي الصف الثاني في "جبهة النصرة" بمبايعة "داعش" منهم أبو الزهراء الأردني وأبو حمزة المهاجر وأبو جعفر الشرعي وأبو حمزة الأنصاري. لكن ما أحدث الصدمة الكبرى ـ بحسب هذه الصفحات والمواقع ـ التي لم يكن أحد يتوقعها، هو صدور "البيعة" عن قادة الصف الأول، وخصوصاً من أعلى "أميرين" في مدينة البوكمال، وهما "أمير النصرة" أبو أحمد السلمان و"الأمير العسكري" أبو يوسف المصري، حيث نشر حساب "ولاية حمص"، التابع لـ"داعش"، صباح أمس صوراً لـ"الأميرين" وهما يقدمان "البيعة" إلى البغدادي بواسطة قائده العسكري عمر الشيشاني، الأمر الذي وقع على الجميع، وخصوصاً على القيادة العامة لـ"جبهة النصرة"، وقع الصاعقة، من جهة لأنه لم يعد بإمكانهم أن يلوذوا بالإنكار بعد نشر الصور، ومن جهة ثانية لأن سقوط البوكمال بهذا الأسلوب يعني أن مناطق أخرى قد تحذو حذوها وقيادة "النصرة" آخر من يعلم.
أبو يوسف المصري كان يعتبر من صقور "جبهة النصرة" في التعاطي مع "داعش"
وكان المصري يعتبر من صقور "جبهة النصرة" في التعاطي مع "داعش"، وحسابه على موقع "تويتر" يشهد على ذلك، فهو متخم بالتغريدات التي تطعن بقادة التنظيم وتنعتهم بأسوأ النعوت، وفيها من التهديد والوعيد ما فيها، إضافة إلى أن المصري كان يدّعي أن لديه ثأراً شخصياً لدى "داعش" بسبب مقتل ابن أخيه الفتى طاهر المصري في الهجوم السابق على البوكمال قبل حوالي شهرين، لذلك تطرح مبايعته من دون وجود ضرورات ملحة، العديد من التساؤلات حول مدى ولاء "أمراء جبهة النصرة" لقيادتهم العامة، وهل تحولت "النصرة" إلى مجموعات متشرذمة تتبع كل منها مصالحها الخاصة عندما يقتضي الأمر ذلك؟.
وتحظى هذه التطورات بأهمية تتجاوز السيطرة على مدينة جديدة، نتيجة موقع البوكمال (قرب الحدود العراقية)، وتزيد في الوقت نفسه الواقع السيّئ الذي باتت تعيشه "النصرة". وتتيح السيطرة على البوكمال "لداعش" الربط بين الأراضي التي يسيطر عليها بين العراق وسوريا، والتحكم بالمعابر في ما بينها، الأمر الذي يمنحه إمكانيات واسعة لاستخدام خطوط الإمداد بين البلدين جيئة وذهاباً، لا سيما في ظل المعارك التي يخوضها حالياً على طرفي الحدود.
يشار إلى أن "داعش" يسيطر على بلدة القائم في العراق المقابلة لدير الزور. ولكن إذا كانت أبواب المدينة الحدودية بين العراق وسوريا قد فتحت على مصراعيها أمام "داعش" ليدخلها من دون قتال مع "النصرة"، إلا أن ذلك لا يعني السيطرة الفعلية عليها، لأن موقف باقي الفصائل ما زال غير واضح، فهل سترضخ للأمر الواقع أم ستلجأ إلى القتال وحدها!.
يذكر أن المواجهات الدائرة في المناطق الشرقية من سوريا، منذ مطلع كانون الثاني بين "داعش" وكتائب أخرى أبرزها " جبهة النصرة" أسفرت عن مقتل ما يزيد عن 4000 "جهادي" ، في محاولة الأطراف المتنازعة السيطرة على المعابر الحدودية وحقول النفط الوافرة في تلك المنطقة من سوريا.