مناقب التاريخ الاسلامي - الصفحة 6 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية

قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية تعرض فيه تاريخ الأمم السابقة ( قصص الأنبياء ) و تاريخ أمتنا من عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ... الوقوف على الحضارة الإسلامية، و كذا تراجم الدعاة، المشائخ و العلماء

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مناقب التاريخ الاسلامي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-11-10, 15:53   رقم المشاركة : 76
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وقال رحمه الله تعالى عمن توفي في سنة ( 694 هـ ) :

" الشيخ الإمام العلامة الخطيب المدرس المفتي القاضي شرف الدين أحمد ابن الشيخ جمال الدين أحمد بن نعمة بن أحمد بن جعفر بن حسين بن حماد المقدسي الشافعي .

ولد سنة ثنتين وعشرين وستمائة ، وتوفى يوم الأحد السابع عشر من رمضان منها ، ودفن بمقابر باب كيسان عند والده وأخيه ، سمع الكثير ، وكتب حسنا

وصنف فأجاد وأفاد ، وكان مدرس الغزالية ودار الحديث النورية مع الخطابة ، ودرس في وقت بالشامية البرانية ، وأذن لجماعة من الفضلاء في الإفتاء منهم الشيخ الإمام أبو العباس ابن تيمية

وكان يفتخر بذلك ويقول: أنا أذنت لابن تيمية في الإفتاء " .

انتهى من "عقد الجمان : عصر سلاطين المماليك" (3 / 185) .

وقال العيني رحمه الله تعالى في حوادث (699 هـ) :

" واجتمع أعيان البلد والشيخ تقي الدين بن تيمية ، واتفقوا على المسير إليه – أي إلى قائد المغول قازان لما قدم بجيشه الشام - لتلقيه وأخذ الأمان منه لأهل دمشق

فتوجهوا يوم الاثنين الثالث من ربيع الآخر ، فاجتمعوا به عند النبك ، وكلمه الشيخ ابن تيمية كلاماً قوياً فيه مصلحة عظيمة عاد نفعها على المسلمين " .

انتهى من " عقد الجمان : عصر سلاطين المماليك " ( 4 / 29 – 30 ) .

الوجه الثاني : مدحه لشيخ الإسلام ابن تيمية

ومن ذلك أن ابن ناصر الدين الدمشقي رحمه الله تعالى ألف كتابا في الرد على من طعن في شيخ الإسلام ابن تيمية وسمى كتابه :" الرد الوافر على من زعم : بأن من سمّى ابن تيمية " شيخ الإسلام " كافر " .

وقد أثنى الشيخ بدر الدين العيني رحمه الله تعالى على هذا الكتاب ومما قاله :

" ومن الشائع المستفيض أن الشيخ الإمام العالم العلامة تقي الدين ابن تيمية من شُمّ عرانين الأفاضل ، ومن جم براهين الأماثل ...

وهو الذاب عن الدين طعن الزنادقة والملحدين ، والناقد للمرويات عن النبي سيد المرسلين ، وللمأثورات من الصحابة والتابعين ... وقد سارت تصانيفه في الآفاق ، وليس فيها شيء

مما يدل على الزيغ والشقاق ، ولم يكن بحثه فيما صدر عنه في مسألة الزيارة والطلاق : إلا عن اجتهاد سائغ بالاتفاق ، والمجتهد في الحالتين مأجور مثاب

وليس فيه شيء مما يلام أو يعاب ، ولكن حملهم على ذلك حسدهم الظاهر ، وكيدهم الباهر ... وهو الإمام الفاضل البارع التقي النقي الوارع الفارس في علمي الحديث والتفسير

والفقه والأصولين بالتقرير والتحرير ، والسيف الصارم على المبتدعين ، والحبر القائم بأمور الدين ، والأمّار بالمعروف والنهّاء عن المنكر ، ذو همة وشجاعة وإقدام فيما يروع ويزجر ، كثير الذكر والصوم والصلاة والعبادة ... " ا

نتهى من " الرد الوافر " ( ص 261 – 262 ) .

الوجه الثالث : اعتنى بدر الدين العيني بالنقل عن ابن تيمية في كتابيه " البناية شرح الهداية " وكذا " عمدة القاري شرح صحيح البخاري " وهذا يدل على اعترافه بالمكانة العلمية لشيخ الإسلام ابن تيمية .

3- الملا علي القاري رحمه الله تعالى :

دافع الملا علي القاري عن شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ، ورد التهم الموجهة إليهما ومما جاء في دفاعه ذلك قوله رحمه الله تعالى :

" ومن طالع شرح منازل السائرين – أي مدراج السالكين لابن القيم - ، تبين له أنهما – أي ابن تيمية وابن القيم - كانا من أكابر أهل السنة والجماعة ، ومن أولياء هذه الأمة ...
" .
انتهى من" مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح

طبعة دار الفكر" ( 8 / 148)

و " جمع الوسائل في شرح الشمائل " ( 1 / 168 ) .

4- المرتضى الزبيدي الحنفي رحمه الله تعالى صاحب " تاج العروس من جواهر القاموس " وكتاب " عقود الجواهر المنيفة في أدلة مذهب الإمام أبى حنيفة " :

كان ينقل رحمه الله تعالى في كتبه عن شيخ الإسلام ابن تيمية ، ووصفه بالعلامة وبشيخ الإسلام في مواضع من كتبه ؛ ومن ذلك قوله :

" والعلامة أبو العباس أحمد بن عبد الحليم الحنبلي المعروف بابن تيمية وذووه ، مُحَدِّثون مشهورون "

انتهى من " تاج العروس " ( 31 / 351 ) .

4- العلامة ابن عابدين رحمه الله تعالى .

ففي حاشيته الشهيرة " رد المحتار على الدر المختار " ذكر ابن تيمية رحمه الله تعالى في عدة مواضع واصفا إياه بالحافظ ، وفي أحدها بشيخ الإسلام حيث قال :

" ورأيت في كتاب الصارم المسلول لشيخ الإسلام ابن تيمية الحنبلي ما نصه : ... "

انتهى من " رد المحتار على الدر المختار "

طبعة دار عالم الكتب ( 6 / 345 ) .

ثم نقل عنه قولا نسبه للحنفية ، فعلق عليه ابن عابدين رحمه الله تعالى بقوله : " لم أر من صرح به عندنا ، لكنه نقله عن مذهبنا ، وهو – أي ابن تيمية - ثبت ؛ فيقبل "
.
انتهى من " رد المحتار على الدر المختار " ( 6 / 346 ) .

وهذا التصرف من العلامة ابن عابدين غاية في الدلالة على اعترافه بعلم وفضل شيخ الإسلام ابن تيمية ؛ حيث اعتمد عليه في تقرير رأي الحنفية في المسألة ، ووصفه بأنه : ثبت .

هذا ما وقفنا عليه في هذا المقام ، ومن فتّش أكثر قد يجد أكثر .

والله أعلم
.








 


رد مع اقتباس
قديم 2018-11-10, 16:01   رقم المشاركة : 77
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ماهي عقيدة المناوي ، وما الموقف من شراح الحديث الذين لهم مخالفات في العقيدة ؟

السؤال

ما هي عقيدة ومنهج المناوي في الحديث صاحب كتاب " فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير " ، وكيف نتعامل مع من أخطأ في الاعتقاد وخالف منهج السلف ، وخصوصا في زماننا ؟

الجواب

الحمد لله

أولا :

المناوي صاحب كتاب فيض القدير شرح الجامع الصغير ؛ هو : زينُ الدِّين محمدٌ عبدُ الرُّؤوفِ بنُ تاجِ العارفينَ بن نور الدين علي بن زين العابدين الحدادي المناوي القاهري الشافعي ولد سنة: 952هـ وتوفي سنة: 1031 هـ.

وهو معدود في كبار العلماء بالدين والفنون في زمانه ، وله أكثر من مائة مصنف ، منها الكبير والصغير والتام والناقص، منها ينظر : "

البدر الطالع " (1/357) .

والمناوي ـ رحمه الله ـ ، وعفا الله عنه ـ رغم تفننه في علم الحديث وغيره ـ كان مصرحاً بأشعريته ، سائرا فيها على مذهب المتأخرين من الأشاعرة ، كما كان مصرحا بانتسابه للصوفية مقرا لكثير من شطحاتهم وزلاتهم .

ومع ذلك تجد في كلامه من تعظيم السنة والحث على اتباع الصحابة ، والتحذير من البدع شيئا كثيرا ، مما يجعلنا نقول إن كثيرا من هؤلاء العلماء تأثروا بالبيئة التي نشؤوا فيها

وغلب عليها التصوف والأخذ بالمذهب الأشعري ، حيث كانوا يتلقون هذه العقائد في الكتاتيب منذ نعومة أظفارهم ، وينشؤون على التحذير من منهج السلف ، بحجة أنه مذهب الحشوية والمجسمة

وقل من العلماء من تنبه لفساد تلك المقولة ، واستطاع كسر قيد التقليد والتبعية لعلماء ذلك الزمن ، ومن هؤلاء جمع كثير من أهل العلم : كان يعتقد أن ما هو عليه : هو مذهب السلف والقرون المفضلة .

وبعضهم : لم يتخلص من الشبه التي حالت دون اعتقاده لمذهب السلف ، على نحو ما بينه غير واحد من المحققين .

ينظر : " منهج الحافظ المناوي في كتابه فيض القدير" ( ص 43) وما بعدها .

وأما كتابه فيض القدير فهو كتاب كبير فيه فوائد كثيرة ومن أبرز ميزاته :

1- كونُه شرحا مهما ، لكتابٍ موسُوعيٍّ ، بلغتْ عددُ أحاديثه أكثرَ من عشرة آلاف حديث .

2- نقلُه منْ مصادرَ لم تطبع بعدُ ، أو هي في عِداد المفقود ، كشرح العراقيِّ على الترمذي، وشرح تلميذِه الحافظ ابن حجر عليه أيضاً ، وتفسير ابن مردويه ، وتاريخ نيسابور للحاكم، وغيرِها الكثير.

3- تأخُّرُ زمَنِ المؤلِّف ، ممَّا أتاحَ له الاطِّلاع على كثيرٍ من الشروح المُتقدِّمة ، مُورداً بذلك زياداتٍ على السيوطيِّ لا يخَفَى على أحد مَدَى نفاستِها وتفرُّدِها.

4- التنبيهُ على اختلاف نُسخ (الجامع الصغير) من خلال رموز استخدمها.

5- العنايةُ بنقل كلام العُلماء في الحكم على الحديث من حيث الإجمال والتفصيل.

6- جودةُ النُّقول التي يختارُها وينقلُها.

7- تميُّزُ أسلوبِ الشارح ومنهجِه من حيث قوة العبارة ، وجَودة الأسلوب ، وحُسن السبك.

ينظر: " منهج الحافظ المناوي في كتابه فيض القدير" ( ص 3).

لكن رغم ذلك ، فقد شان كتابه بتقريراته الصريحة للمذهب الأشعري في تأويل الصفات وغيرها على طريقة مـتأخري الأشاعرة ، بالإضافة لإيراده لبعض من شطحات الصوفية وهناتهم

ومع ذلك فهو يخالفهم في مسائل ، ويرد عليهم ، ويحتج بمخالفتهم لنصوص القرآن والسنة .

فمن كان على إلمام بعقيدة السلف ، ودربة في القراءة التوسعية في شروح العلماء : فلا بأس عليه من اقتناء الكتاب ، والمطالعة فيه ، فهو نافع مفيد ، مع ترك الأصول المخالفة للسنة ، وما يترتب عليها ، مما أشرنا إليه سابقا .

ثانيا :

وأما الموقف من مثل هؤلاء العلماء الذين لهم أخطاء ومخالفات لمنهج السلف ، فقد سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
ما هو موقفنا من العلماء الذين أوَّلوا في الصفات ، مثل ابن حجر ، والنووي

وابن الجوزي ، وغيرهم ، هل نعتبرهم من أئمة أهل السنَّة والجماعة أم ماذا ؟ وهل نقول : إنهم أخطأوا في تأويلاتهم ، أم كانوا ضالين في ذلك ؟

فأجابوا :

" موقفنا من أبي بكر الباقلاني ، والبيهقي ، وأبي الفرج بن الجوزي ، وأبي زكريا النووي ، وابن حجر ، وأمثالهم ممن تأول بعض صفات الله تعالى

أو فوَّضوا في أصل معناها : أنهم في نظرنا من كبار علماء المسلمين الذين نفع الله الأمة بعلمهم ، فرحمهم الله رحمة واسعة ، وجزاهم عنا خير الجزاء

وأنهم من أهل السنة فيما وافقوا فيه الصحابة رضي الله عنهم وأئمة السلف في القرون الثلاثة التي شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بالخير

وأنهم أخطأوا فيما تأولوه من نصوص الصفات وخالفوا فيه سلف الأمة وأئمة السنة رحمهم الله ، سواء تأولوا الصفات الذاتية ، وصفات الأفعال ، أم بعض ذلك .

وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم " انتهى .

الشيخ عبد العزيز بن باز. الشيخ عبد الرزاق عفيفي . الشيخ عبد الله بن قعود

"فتاوى اللجنة الدائمة" (3/241) .

وستجد في السؤال القادم مزيدا من التوضيح .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-10, 16:09   رقم المشاركة : 78
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

موقف علمائنا من الحافظين ابن حجر والنووي رحمهما الله

السؤال

قال واحد من العلماء المسلمين في المدينة التي أسكن بها : إن الإمام ابن حجر ، والإمام النووي مبتدعان ، وساق بعض الأدلة من "فتح الباري" لتبرير رأيه

وأعطى مثالاً على ذلك بشرح الإمام ابن حجر للمقصود بوجه الله أنه رحمته ، ما رأيكم ؟


الجواب


الحمد لله

أهل السنَّة والجماعة منصفون في الحكم على الآخرين ، لا يرفعون الناس فوق ما يستحقون ، ولا ينقصون قدرهم ، ومن الإنصاف بيان خطأ المخطئ من أهل العلم والفضل

والتأول له ، والترحم عليه ، كما أن من الإنصاف التحذير من خطئه ؛ لئلا يغتر أحد بمكانته فيقلده فيما أخطأ فيه ، وأهل السنَّة لا يتوانون عن الحكم على المخالف المتعمد للسنَّة بأنه مبتدع ضال .

وقد وُجد في زماننا هذا من نال من الإمامين ابن حجر والنووي ، فحكم عليهما بأنهم مبتدعة ضالون ! ، وبلغت السفاهة ببعضهم أن قال بوجوب إحراق كتابيهما "فتح الباري" و "شرح مسلم " ! .

وليس معنى هذا أنهما لم يخطئا في مسائل من الشرع ، وبخاصة في باب صفات الله تعالى ، وقد علَّق عليها علماؤنا ، وبينوها ، وردوا عليهما ، مع الترحم عليهما ، والثناء بما يستحقانه

والدعاء لهما ، والوصية بالاستفادة من كتبهما ، وهذا هو الإنصاف الذي عُرف به أهل السنَّة والجماعة ، بخلاف من بدَّعهما ، وضلَّلهما ، وقال بإحراق كتبهما

وبخلاف من استدل بكلامهما كأنه شرع منزَّل ، وجعل ما يعتقدانه هو الحق الذي لا ريب فيه ، وسنذكر ما يتيسر من كلام علمائنا ليقف المسلم على الإنصاف ، والعلم ، والحكم بالعدل على هذين الإمامين .

1- سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :

ما هو موقفنا من العلماء الذين أوَّلوا في الصفات ، مثل ابن حجر ، والنووي ، وابن الجوزي ، وغيرهم ، هل نعتبرهم من أئمة أهل السنَّة والجماعة أم ماذا ؟ وهل نقول : إنهم أخطأوا في تأويلاتهم ، أم كانوا ضالين في ذلك ؟

فأجابوا :

" موقفنا من أبي بكر الباقلاني ، والبيهقي ، وأبي الفرج بن الجوزي ، وأبي زكريا النووي ، وابن حجر ، وأمثالهم ممن تأول بعض صفات الله تعالى

أو فوَّضوا في أصل معناها : أنهم في نظرنا من كبار علماء المسلمين الذين نفع الله الأمة بعلمهم ، فرحمهم الله رحمة واسعة ، وجزاهم عنا خير الجزاء

وأنهم من أهل السنة فيما وافقوا فيه الصحابة رضي الله عنهم وأئمة السلف في القرون الثلاثة التي شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بالخير

وأنهم أخطأوا فيما تأولوه من نصوص الصفات وخالفوا فيه سلف الأمة وأئمة السنة رحمهم الله ، سواء تأولوا الصفات الذاتية ، وصفات الأفعال ، أم بعض ذلك .

وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم " انتهى .

الشيخ عبد العزيز بن باز. الشيخ عبد الرزاق عفيفي . الشيخ عبد الله بن قعود

"فتاوى اللجنة الدائمة" (3/241) .

2- وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :

بالنسبة للعلماء الذين وقعوا في بعض الأخطاء في العقيدة ، كالأسماء والصفات ، وغيرها ، تمر علينا أسماؤهم في الجامعة حال الدراسة ، فما حكم الترحُّم عليهم ؟ .

الشيخ : مثل مَن ؟ .

السائل : مثل : الزمخشري ، والزركشي ، وغيرهما .

الشيخ : الزركشي في ماذا ؟ .

السائل : في باب الأسماء والصفات .

فأجاب :

"على كل حال ، هناك أناس ينتسبون لطائفة معينة شعارها البدعة ، كالمعتزلة مثلاً ، ومنهم الزمخشري ، فالزمخشري مُعتزلي ، ويصف المثْبِتِين للصفات بأنهم : حَشَوِية ، مُجَسِّمة

ويُضَلِّلهم فهو معتزلي ، ولهذا يجب على مَن طالع كتابه "الكشاف" في تفسير القرآن أن يحترز من كلامه في باب الصفات ، لكنه من حيث البلاغة ، والدلالات البلاغية اللغوية جيد ، يُنْتَفع بكتابه كثيراً

إلا أنه خَطَرٌ على الإنسان الذي لا يعرف في باب الأسماء والصفات شيئاً ، لكن هناك علماء مشهودٌ لهم بالخير ، لا ينتسبون إلى طائفة معينة مِن أهل البدع

لكن في كلامهم شيءٌ من كلام أهل البدع ؛ مثل ابن حجر العسقلاني ، والنووي رحمهما الله ، فإن بعض السفهاء من الناس قدحوا فيهما قدحاً تامّاً مطلقاً من كل وجه ، حتى قيل لي : إن بعض الناس يقول : يجب أن يُحْرَقَ "

فتح الباري "

لأن ابن حجر أشعري ، وهذا غير صحيح ، فهذان الرجلان بالذات ما أعلم اليوم أن أحداً قدَّم للإسلام في باب أحاديث الرسول مثلما قدَّماه ، ويدلك على أن الله سبحانه وتعالى بحوله وقوته - ولا أَتَأَلَّى على الله - قد قبلها :

ما كان لمؤلفاتهما من القبول لدى الناس ، لدى طلبة العلم ، بل حتى عند العامة ، فالآن كتاب " رياض الصالحين " يُقرأ في كل مجلس , ويُقرأ في كل مسجد

وينتفع الناس به انتفاعاً عظيماً ، وأتمنى أن يجعل الله لي كتاباً مثل هذا الكتاب ، كلٌّ ينتفع به في بيته ، وفي مسجده ، فكيف يقال عن هذين : إنهما مبتِدعان ضالان

لا يجوز الترحُّم عليهما ، ولا يجوز القراءة في كتبهما ! ويجب إحراق " فتح الباري " ، و " شرح صحيح مسلم " ؟! سبحان الله ! فإني أقول لهؤلاء بلسان الحال ، وبلسان المقال :

أَقِلُّوا عليهمُ لا أبا لأبيكمُ مِن اللومِ أو سدوا المكان الذي سدوا

من كان يستطيع أن يقدم للإسلام والمسلمين مثلما قدَّم هذان الرجلان ، إلا أن يشاء الله ، فأنا أقول : غفر الله للنووي ، ولابن حجر العسقلاني

ولمن كان على شاكلتهما ممن نفع الله بهم الإسلام والمسلمين ، وأمِّنوا على ذلك " انتهى .

"لقاءات الباب المفتوح" (43/السؤال رقم 9) .

3- وسئل الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله :

لقد ظهر بين طلاب العلم اختلاف في تعريف المبتدع ، فقال بعضهم : هو من قال أو فعل البدعة ، ولو لم تقع عليه الحجة ، ومنهم من قال لابد من إقامة الحجة عليه

ومنهم من فرَّق بين العالم المجتهد وغيره من الذين أصلوا أصولهم المخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة ، وظهر من بعض هذه الأقوال تبديع ابن حجر والنووي ، وعدم الترحم عليهم ؟

فأجاب :

" أولاً: لا ينبغي للطلبة المبتدئين وغيرهم من العامة أن يشتغلوا بالتبديع والتفسيق ؛ لأن ذلك أمر خطير وهم ليس عندهم علم ودراية في هذا الموضوع ، وأيضاً هذا يُحدث العداوة والبغضاء بينهم

فالواجب عليهم الاشتغال بطلب العلم ، وكف ألسنتهم عما لا فائدة فيه ، بل فيه مضرة عليهم ، وعلى غيرهم .

ثانياً: البدعة : ما أحدث في الدين مما ليس منه ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) - رواه البخاري -

وإذا فعل الشيء المخالف جاهلاً : فإنه يعذر بجهله ، ولا يحكم عليه بأنه مبتدع ، لكن ما عمله يعتبر بدعة .

ثالثاً: من كان عنده أخطاء اجتهادية تأوَّل فيها غيره ، كابن حجر ، والنووي ، وما قد يقع منهما من تأويل بعض الصفات : لا يُحكم عليه بأنه مبتدع

ولكن يُقال : هذا الذي حصل منهما خطأ ، ويرجى لهما المغفرة بما قدماه من خدمة عظيمة لسنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهما إمامان جليلان ، موثوقان عند أهل العلم " انتهى .

"المنتقى من فتاوى الفوزان" (2/211 ، 212) .

4- وقال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله :

" مثل النووي ، وابن حجر العسقلاني ، وأمثالهم ، من الظلم أن يقال عنهم : إنهم من أهل البدع ، أنا أعرف أنهما من " الأشاعرة "

لكنهما ما قصدوا مخالفة الكتاب والسنَّة ، وإنما وهِموا ، وظنُّوا أنما ورثوه من العقيدة الأشعرية : ظنوا شيئين اثنين :

أولاً: أن الإمام الأشعري يقول ذلك ، وهو لا يقول ذلك إلاَّ قديماً ؛ لأنه رجع عنه .

وثانياً: توهموه صواباً ، وليس بصواب .

انتهى من (شريط رقم 666) "من هو الكافر ومن هو المبتدع ".

فرحم الله الإمامين : النووي وابن حجر ، وغفر لهما ما أخطآ فيه .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-10, 16:17   رقم المشاركة : 79
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

نبذة مختصرة عن الشيخ الفقيه " ملا علي القاري " رحمه الله .

السؤال

من هو علي بن سلطان محمد القاري؟ هل موثوق الجانب يؤخذ العلم منه؟

الجواب

الحمد لله


هو الشيخ الفقيه المحدث المقرئ نور الدين أبو الحسن علي بن سلطان محمد، القارئ الهروي المكي المعروف بــ " الملّا علي القاري "

لقب بالقاري ؛ لكونه عالما بالقراءات ، والهروي : نسبة إلى مدينة هراة ، من أمهات مدن خراسان ، وهي ضمن جمهورية أفغانستان الحالية .

والمكي : نسبة إلى مكة أم القرى ؛ لأنه رحل إليها وأخذ عن مشايخها واستوطنها حتى توفي بها .

ولد في مدينة هراة في حدود سنة 930 هجرية ، وبها نشأ ، وطلب العلم ، وحفظ القرآن الكريم ، وجوده على شيخه المقرئ معين الدين بن الحافظ زين الدين الهروي ، وتلقى مبادئ العلوم الشرعية عن شيوخ عصره .

ثم رحل إلى مكة ، حيث استقر بها ، ولازم بها العلماء سنوات طويلة ، واستمر في التحصيل ، حتى صار من العلماء المشهورين .

وكان رحمه الله حنفي المذهب ، كما هو معروف من مصنفاته ، وسيرة حياته ، وأسهم في تحرير كثير من مسائل المذهب الحنفي ، وتأييدها بالأدلة الشرعية .

وكان رحمه الله معروفا بالتدين والتورع والتعفف ، وكان يأكل من عمل يده ، متقللاً من الدنيا ، غلب عليه الزهد والعفاف والرضا بالكفاف .

وكان قليل الاختلاط بالناس ، كثير العبادة والتقوى ، وكان يكتب كل عام مصحفاً بخطه الجميل ، ويهمشه بالقراءات والتفسير ، فيبيعه ويكفيه قوتا عامه كله .

وكان يرى أن التقرب إلى الحكام وقبول منحهم يضر بالإخلاص والورع .

وكان يقول : " رَحِمَ اللَّهُ وَالِدِي ، كَانَ يَقُولُ لِي : مَا أُرِيدُ أَنْ تَصِيرَ مِنَ الْعُلَمَاءِ ، خَشْيَةَ أَنْ تَقِفَ عَلَى بَابِ الْأُمَرَاءِ ".

انتهى من "مرقاة المفاتيح" (1/ 331).

وبعد حياة حافلة بالعلم والخير والصلاح توفي رحمه الله بمكة

فقيل : توفي سنة 1016 ، وقيل سنة 1010

والراجح أنه توفي سنة 1014 ، ودفن بمقبرة المعلاة .

وكان من شيوخه :

- ابن حجر الهيتمي الفقيه .

- علي المتقي الهندي .

- عطية بن علي السلمي .

- محمد سعيد الحنفي الخراساني .

- عبد الله السندي .

- قطب الدين المكي
.
ومن أشهر تلامذته :

- عبد القادر الطبري .

- عبد الرحمن المرشدي .

- محمد بن فروخ الموروي .

وقد أحسن الناس الثناء عليه :

فقال الحموي في "خلاصة الأثر" (3/185) :

" أحد صُدُور الْعلم ، فَرد عصره ، الباهر السمت في التَّحْقِيق ، وتنقيح الْعبارَات ، وشهرته كَافِيَة عَن الإطراء فى وَصفه " .
وقال العصامي في "سمط النجوم" (4/ 402):

" الْجَامِع للعلوم الْعَقْلِيَّة والنقلية ، والمتضلع من السّنة النَّبَوِيَّة ، أحد جَمَاهِير الْأَعْلَام ومشاهير أولي الْحِفْظ والأفهام " .

وقال اللكنوي في "التعليق الممجد" (1/105-106)

" صاحب العلم الباهر ، والفضل الظاهر " .

ثم قال – بعد أن عدد بعض مؤلفاته - :

" وله غير ذلك من رسائل لا تعد ولا تحصى ، وكلها مفيدة " .

وقال النعماني في "البضاعة المزجاة" (ص30) :

" فاق أقرانه ، وصار إماما شهيرا ، وعلامة كبيرا ، نظارة متضلعا في كثير من العلوم العقلية والنقلية ، متمكنا بفن الحديث والتفسير والقراءات والأصول والعربية وسائر علوم اللسان والبلاغة ، مع الإتقان في كل ذلك " .

وكان رحمه الله منصفا لشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله

ويدافع عنهما ، وينتصر لهما . ويقرر أيضا مذهب السلف في مواضع من كتبه ، وإن يوجد له ـ أيضا ـ في مواضع عديدة : بعض ما يخالف فيه منهج السلف

ويتأثر فيه بمذهب الأحناف الماتريدية ، ونحوهم ، وقرر قول الخلف في تأويل آيات الصفات ، أو تفويضها .

وما من أحد إلا ويؤخذ من قوله ويترك ، إلا المعصوم ، صلى الله عليه وسلم .

وينظر : "الماتريدية" للشمس الأفغاني (1/350) ، (1/537-540) .

ومن أشهر مصنفاته :

- "تفسير القرآن" .

- "مرقاة المفاتيح" .

- "شرح نخبة الفكر" .

- "الفصول المهمة" .

- "شرح مشكلات الموطأ" .

- "بداية السالك" .

- "شرح الحصن الحصين" .

- "شرح الأربعين النووية" .

- "ضوء المعالي"

- "شم العوارض في ذم الروافض" .

- "فيض المعين" .

- رسالة في الرد علي ابن عربي في كتابه الفصوص وعلى القائلين بالحلول والاتحاد" .

وغير ذلك كثير .

وينظر للاستزادة :

- "الأعلام" للزركلي (5/12-13)

- "التعليق الصبيح على مشكاة المصابيح" للكاندهلوي (ص6).

- "التعليقات السنية" للكنوي (ص8-9).

- "الملا علي القاري فهرس مؤلفاته وما كتب عنه" لمحمد عبد الرحمن الشماع .

والله تعالى أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-11, 15:54   رقم المشاركة : 80
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



قصة عزير عليه السلام .

السؤال

أريد معرفة قصة عزير ، وهل يصح أن يقال عليه (عليه السلام والسلام ) ؟

وهل عزير هو الرجل الذي أماته الله مائة عام ثم بعثه كما ورد في سورة البقرة ؟

الجواب

الحمد لله

أولا :

" عزير " رجل صالح من بني إسرائيل ، لم يثبت أنه نبي ، وإن كان المشهور أنه من أنبياء بني إسرائيل

كما قال ابن كثير رحمه الله في "البداية والنهاية" (2/389) .

وقد روى أبو داود (4674) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَا أَدْرِي أَتُبَّعٌ لَعِينٌ هُوَ أَمْ لَا ؟ وَمَا أَدْرِي أَعُزَيْرٌ نَبِيٌّ هُوَ أَمْ لَا ؟ ) .

وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" .

قال الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله :

" وهذا قاله صلى الله عليه وسلم قبل أن يعلم عن حاله- يعني : تبّع - وقد جاء ما يدل على أنه قد أسلم فلا يكون لعيناً، وأما عزير: فلم يأت شيء يدل على أنه نبي " .

انتهى من " شرح سنن أبي داود" (26 /468) بترقيم الشاملة .

ولا حرج أن يقال عنه : " عليه السلام " ، حيث كان رجلا صالحا ، ذكرت قصته في كتاب الله ، وقد عده كثير من أهل العلم من أنبياء الله عليهم السلام .

ثانيا :

قال الله تعالى :( أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ

قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ

آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) البقرة/ 259 .

والمشهور أن هذا الرجل هو العزير ، حَكَاهُ ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَالْحَسَنِ وَقَتَادَةَ وَالسُّدِّيِّ وَسُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَة ، قال ابن كثير : " وَهَذَا الْقَوْلُ هُوَ الْمَشْهُورُ " .

انتهى من "تفسير ابن كثير" (1/ 687) .

وينظر في ذكر الخلاف في ذلك :

" زاد المسير" لابن الجوزي (1/ 233) .

مر عزير على هذه القرية - وهي بيت المقدس على المشهور ، بعد أن خربها بختنصر وقتل أهلها - وهي خاوية ليس فيها أحد ، فوقف متفكرا فيما آل أمرها إليه بعد العمارة العظيمة

وقال: (أنى يحيي هذه الله بعد موتها) وذلك لما رأى من دثورها ، وشدة خرابها ، وبعدها عن العود إلى ما كانت عليه ، قال الله تعالى: (فأماته الله مائة عام ثم بعثه)

وقد عمرت البلدة وتكامل ساكنوها وتراجعت بنو إسرائيل إليها، فلما بعثه الله عز وجل بعد موته ، كان أول شيء أحيا الله فيه : عينيه ، لينظر بهما إلى صنع الله فيه ، كيف يحيي بدنه ؟

فلما استقل سويا قال الله له -أي بواسطة الملك-: (كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم) ، قالوا: وذلك أنه مات أول النهار ثم بعثه الله في آخر نهار، فلما رأى الشمس باقية

ظن أنها شمس ذلك اليوم ، فقال: (أو بعض يوم) ؛ ( قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه) وذلك: أنه كان معه فيما ذكر عنب وتين وعصير

فوجده كما فقده ، لم يتغير منه شيء، لا العصير استحال ، ولا التين حمض ولا أنتن ، ولا العنب تعفن (وانظر إلى حمارك) أي: كيف يحييه الله عز وجل وأنت تنظر (ولنجعلك آية للناس)

أي: دليلا على المعاد (وانظر إلى العظام كيف ننشزها) أي: نرفعها ، فنركب بعضها على بعض ، وركب كل عظم في موضعه حتى صار حمارا قائما من عظام لا لحم عليها، ثم كساها الله لحما وعصبا وعروقا وجلدا

وذلك كله بمرأى من العزير، فعند ذلك لما تبين له هذا كله (قال أعلم أن الله على كل شيء قدير) أي: أنا عالم بهذا ، وقد رأيته عيانا، فأنا أعلم أهل زماني بذلك .

انظر : "تفسير ابن كثير" (1/ 687-689) .

وينظر للفائدة جواب السؤال القادم
.
والله تعالى أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-11, 15:58   رقم المشاركة : 81
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل إعادة الحياة بعد موت بعض الناس ما يناقض أن الموتة واحدة ؟

السؤال

بصفتي أدرس الدين المقارن : بماذا أجيب من يسألني سؤالاً حول الآية في الإنجيل التي تقول "إنه قد كتب على ابن آدم أن يموت مرة واحدة

ثم يأتي الحساب" ، مما يعنى أن كل إنسان سيموت مرة واحدة ، فماذا أقول إذا سألني أحدهم : لماذا يقول الإنجيل بأن عيسى قد أعاد الحياة إلى " لزروس " ، وبذلك فإنه عند وفاته فإنها ستكون ميتته الثانية ؟ .


الجواب


الحمد لله


أولاً :

اختص الله تعالى الأنبياءَ بآيات بيّنات ، وكانت آية كل نبي من جنس ما اشتهر به قومه ، حتى تكون أدل على أنها من عند الله ، وكانت آية عيسى عليه السلام إبراء الأكمه ، والأبرص

وإحياء الموتى ، بإذن الله تعالى ، كما قال : (وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ

وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) آل عمران/49 .

قال ابن كثير رحمه الله :

قال كثير من العلماء : بعثَ الله كل نبيّ من الأنبياء بما يناسب أهل زمانه ؛ فكان الغالب على زمان موسى عليه السلام السحر ، وتعظيم السحرة ، فبعثه الله بمعجزة بهرت الأبصار

وحيَّرت كلَّ سحَّار ، فلما استيقنوا أنها من عند العظيم الجبار : انقادوا للإسلام ، وصاروا من عباد الله الأبرار ، وأما عيسى عليه السلام : فبُعث في زمن الأطباء

وأصحاب علم الطبيعة ، فجاءهم من الآيات بما لا سبيل لأحد إليه ، إلا أن يكون مؤيدا من الذي شرع الشريعة ، فمن أين للطبيب قدرة على إحياء الجماد ، أو على مداواة الأكمه

والأبرص ، وبعث مَن هو في قبره رهين إلى يوم التناد ؟!

وكذلك محمد صلى الله عليه وسلم بُعث في زمان الفصحاء ، والبلغاء ، ونحارير الشعراء ، فأتاهم بكتاب من الله عز وجل لو اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثله

أو بعَشر سور من مثله ، أو بسورة من مثله : لم يستطيعوا أبداً .

"تفسير ابن كثير" (1/485) .

وآيات الأنبياء هي خروج عن المألوف ، وخرق للعادة ؛ تثبيتاً للنبي ، وأتباعه ، وعلامة على رسالته ، وصدقه فيما يدعو إليه .

وكان من آيات عيسى عليه السلام : إحياء الموتى ، وهذه الآية اختصه الله بها دون غيره من الأنبياء .

ونحن لا نعتمد على ما نقلتَه عن الإنجيل ؛ لاعتقادنا تحريفه ، ولكن نعتمد على ما جاء به شرعنا ، لأن ما نقلته من الإنجيل موافق لما عندنا

من أن الخلق يموتون موتة واحدة ، لا يرجعون بعدها إلى الدنيا

قال تعالى : (وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ) الأنبياء/95 ، ولكن هذا العموم مخصوص ببعض النصوص والوقائع التي

وقع فيها إحياء لبعض الموتى في الدنيا ، آية على قدرة الله سبحانه على إحياء الناس جميعاً بعد موتهم ، أو آيةً لنبي - كما خصّ به عيسى عليه السلام -

ومن أمثلة ذلك :

1. ما جاء في قصة القتيل زمن موسى عليه السلام ، وما حصل من إحياء الله تعالى له ليدل على من قتله ، قال تعالى : ( فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) البقرة/ 73 .

2. وما حصل من إحياء الله تعالى للرجل الذي أماته – وحماره – مائة عام ، ثم أحياه

قال الله تعالى : (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً

أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا

ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) البقرة/ 259 .

3. وما حصل من إحياء الله تعالى لقوم كثُر ، قال تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ) البقرة/ 243 .

4. وما حصل من إحياء الله تعالى لمن أماتهم من قوم موسى عليه السلام الذين طلبوا منه رؤية الله تعالى ، فأخذتهم الصاعقة ، فماتوا ، ثم بعثهم الرب تعالى ، قال تعالى : ( ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) البقرة/ 56 .

وهذا كله يضاف إلى ما أخبر الله تعالى به من إحياء عيسى عليه السلام لبعض الموتى بإذن الله تعالى ، وكل هذا استثناء من العموم .

ومثال ذلك لو قال قائل : إنه لا إنجاب إلا من ذكر وأنثى : لكان صادقاً ، بل هو مؤيد بالقرآن والسنَّة ، كمثل قوله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى) الحجرات/13

وقد خُصَّ من هذا العموم آدم عليه السلام الذي خُلق من غير ذكر ولا أنثى ، وخُصّت حواء عليها السلام ، حيث خُلقت من ذكر بلا أنثى ، وخُصَّ عيسى عليه السلام ، حيث خُلق من أنثى بلا ذَكر .

وعلى هذا ، فالعودة إلى الحياة بعد الموت في الدنيا حصل قطعاً في صور متعددة ، ولذلك حكم جليلة منها :

1. إثبات قدرة الله على بعث الخلائق يوم القيامة .

2. جعلها آية على صدق النبي ، وأنه مرسل من عند الله تعالى ، كما في إحياء عيسى عليه السلام للموتى بإذن الله ، وكما في إحياء قتيل قوم موسى .

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله بعد أن عدَّد ما في سورة البقرة من مواضع أحيا الله فيها بعض الموتى :

"ولا ينافي هذا ما ذَكر الله في قوله تعالى : ( ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ . ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ ) المؤمنون/ 15 ، 16 ؛ لأن هذه القصص الخمس

وغيرها - كإخراج عيسى الموتى من قبورهم - تعتبر أمراً عارضاً ، يُؤتى به لآية من آيات الله سبحانه وتعالى ، أما البعث العام : فإنه لا يكون إلا يوم القيامة

ولهذا نقول في شبهة الذين أنكروا البعث من المشركين ، ويقولون : ( مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) الأنبياء/ 38 ، ويقولون : ( فَأْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) الدخان/ 36

نقول : إن هؤلاء مموِّهون ، فالرسل لم تقل لهم : إنكم تبعثون الآن ، بل يوم القيامة ، ولينتظروا ، فسيكون هذا بلا ريب" انتهى .

" تفسير سورة البقرة " (1/193) .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-11, 16:04   رقم المشاركة : 82
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

من هم الفقهاء السبعة ؟

السؤال

من هم الفقهاء السبعة ؟

الجواب

الحمد لله


الفقهاء السبعة ، هم سبعة من فقهاء مدينة النبي صلى الله عليه وسلم ، اجتمعوا في زمان واحد ، معا ، هو زمان التابعين .

جاء في "الموسوعة الفقهية" (1/ 364) .

: " الفقهاء السبعة " : عبارة يطلقها الفقهاء على سبعة من التابعين ، كانوا متعاصرين بالمدينة ، وهم: سعيد بن المسيب

وعروة بن الزبير، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ، وعبيد الله بن عتبة بن مسعود ، وخارجة بن زيد بن ثابت ، وسليمان بن يسار.

واختلف في السابع : فقيل هو أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ، وهو قول الأكثر، وقيل هو سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، وقيل هو أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي "

وقال ابن الصلاح رحمه الله :

" هم : سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَخَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ.

رُوِّينَا عَنِ الْحَافِظِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ قَالَ : " هَؤُلَاءِ الْفُقَهَاءُ السَّبْعَةُ عِنْدَ الْأَكْثَرِ مِنْ عُلَمَاءِ الْحِجَازِ ".

وَرُوِّينَا عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ: " كَانَ فُقَهَاءُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ الَّذِينَ يَصْدُرُونَ عَنْ رَأْيِهِمْ سَبْعَةً " فَذَكَرَ هَؤُلَاءِ إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَذَكَرَ بَدَلَهُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ.

وَرُوِّينَا عَنْ أَبِي الزِّنَادِ تَسْمِيَتَهُمْ فِي كِتَابِهِ عَنْهُمْ ، فَذَكَرَ هَؤُلَاءِ، إِلَّا أَنَّهُ ذَكَرَ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بَدَلَ أَبِي سَلَمَةَ وَسَالِمٍ "

انتهى من "مقدمة ابن الصلاح" (ص 305)

وينظر : "تدريب الراوي" للسيوطي (2/ 699).

وقال الحافظ العراقي رحمه الله في "ألفيته" (ص: 167):

وَفِي الكِبَارِ الفُقَهَاءِ السَّبْعَهْ * خَارِجَةُ القَاسِمُ ثُمَّ عُرْوَهْ

ثُمَّ سُــــــــــــــــــــلَيْمَانُ عُبَيْدُ اللهِ * سَعِيدُ والسَّابِعُ ذُو اشْتِبَاهِ

أَبُو سَـــــــــــــــــــلَمَةٍ أَوْ سَالِمُ * أَوْ فَأَبو بَكْرٍ ، خِلاَفٌ قَائِمُ

وهذا تعريف موجز بكل واحد منهم :

1- سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب القرشي المخزومي

روى الحديث عن عمر وعثمان وعلي وسعد بن أبي وقاص وحكيم بن حزام وابن عباس وابن عمر وأبي هريرة وابن عمرو بن العاص وكثير من الصحابة رضي الله عنهم

وهو ثقة نبيل ، حافظ عالم ورع ، كان من أفقه أهل زمانه

قال قتادة

: ما رأيت أحدا قط أعلم بالحلال والحرام منه ، وقال مكحول: طفت الأرض كلها في طلب العلم فما لقيت أعلم منه ، وقال سليمان بن موسى: كان أفقه التابعين

وقال عثمان الحارثي عن أحمد: أفضل التابعين سعيد بن المسيب ، وقال ابن المديني : لا أعلم في التابعين أوسع علما من سعيد بن المسيب ، مات بعد التسعين ، وقد ناهز الثمانين . ينظر في ترجمته :

"تهذيب التهذيب" (4/ 84-86)

"البداية والنهاية" (12/471-473) .

2- القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق أبو محمد ، ويقال أبو عبد الرحمن ، روى عن أبيه وعمته عائشة رضي الله عنها ، وعن العبادلة ، وأبي هريرة وعبد الله بن خباب ومعاوية

وغيرهم ، قال يحيى بن سعيد : ما أدركنا بالمدينة أحدا نفضله على القاسم ، وقال أيوب: ما رأيت أفضل منه ، وقال ابن عيينة: حدثنا عبد الرحمن بن القاسم وكان أفضل أهل زمانه

أنه سمع أباه وكان أفضل أهل زمانه ، وقال أبو الزناد: ما رأيت أحدا أعلم بالسنة منه ولا أحدّ ذهنا ، وقال خالد بن نزار: كان أعلم الناس بحديث عائشة ثلاثة : القاسم وعروة وعمرة

مات سنة 106.

ينظر "تهذيب التهذيب" (8/ 333-334)

"التقريب" (ص451) .

3- عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد الأسدي أبو عبد الله المدني ، روى عن أبيه وأخيه عبد الله ، وأمه أسماء بنت أبي بكر وخالته عائشة

وعلي بن أبي طالب وسعيد بن زيد بن عمرو وعبد الله بن عباس وأبي هريرة ، وغيرهم ، قال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث فقيها عالما ثبتا مأمونا

وقال العجلي : مدني تابعي ثقة ، وكان رجلا صالحا لم يدخل في شيء من الفتن . وقال ابن شهاب: كان عروة بحرا لا ينزف ، كان عروة يقرأ كل يوم ربع القرآن

ويقوم به في الليل ، وكان أيام الرطب يثلم حائطه ، ثم يأذن للناس ، فيدخلون ، فيأكلون ويحملون

وقال عمر بن عبد العزيز: ما أحد أعلم من عروة ، مات سنة 94 على الصحيح ، ومولده في أوائل خلافة عثمان .

ينظر في ترجمته : "تهذيب التهذيب" (7/ 180-183)

"البداية والنهاية" (12/ 477) .

4- خارجة بن زيد بن ثابت الأنصاري النجاري أبو زيد المدني ، روى عن أبيه وعمه يزيد وأسامة بن زيد وغيرهم ، كان مشهورا بالعلم والفضل

معروفا بالصلاح والعبادة . مات سنة مائة ، وقيل قبلها ، ينظر في ترجمته :

"تهذيب التهذيب" (3/ 74-75) .

5- أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف الزهري المدني، مشهور بكنيته ، روى عن أبيه وأبي قتادة وأبي الدرداء وأسامة بن زيد ورافع بن خديج وثوبان وأبي هريرة وعائشة وأم سلمة وخلق من الصحابة والتابعين

قال ابن سعد : كان ثقة فقيها كثير الحديث ، وقال مالك بن أنس : كان عندنا رجال من أهل العلم اسم أحدهم كنيته منهم أبو سلمة بن عبد الرحمن . وقال أبو زرعة : ثقة إمام

وقال ابن حبان: كان من سادات قريش ، مات سنة أربع وتسعين أو أربع ومائة ، وكان مولده سنة بضع وعشرين ، ينظر في ترجمته :

"تهذيب التهذيب" (12/ 115-118)

"سير أعلام النبلاء" (5/166-167) .

6- عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي ، أبو عبد الله المدني ، روى عن أبيه وعمار بن ياسر وعائشة وابن عباس وابن عمر وغيرهم ، قال العجلي : كان أعمى

وكان أحد فقهاء المدينة ، تابعي ثقة رجل صالح جامع للعلم ، وهو معلم عمر بن عبد العزيز

وقال أبو زرعة: ثقة مأمون إمام ، وقال الزهري: ما جالست أحدا من العلماء الا وأرى أني قد أتيت على ما عنده ، ما خلا عبيد الله بن عتبة ، فإنه لم آته إلا وجدت عنده علما طريفا

توفي سنة 98، وقيل : 99

ينظر في ترجمته : "تهذيب التهذيب" (7/ 23-240) .

7- سليمان بن يسار الهلالي أبو أيوب ، ويقال غير ذلك ، روى عن ميمونة وأم سلمة وعائشة وحمزة بن عمرو الأسلمي وزيد بن ثابت وابن عباس وابن عمر وجابر وعبد الله بن عباس والمقداد بن الأسود وأبي سعيد وأبي هريرة

كان من أهل الفقه والصلاح والفضل ، وكان ابن المسيب يقول للسائل: اذهب إلى سليمان بن يسار فإنه أعلم من بقي اليوم ، وقال مالك: كان سليمان من علماء الناس بعد ابن المسيب

قال أبو زرعة: ثقة مأمون فاضل عابد ، وقال النسائي : أحد الأئمة ، وقال ابن سعد: كان ثقة عالما رفيعا فقيها كثير الحديث مات سنة سبع ومائة وهو ابن "73" سنة ، ينظر في ترجمتته :

"تهذيب التهذيب" (4/ 228230) .

8- أما سالم : فهو سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي أبو عمر ويقال أبو عبد الله ، المدني الفقيه ، روى عن أبيه وأبي هريرة وأبي رافع وأبي أيوب . قال ابن المسيب: كان عبد الله أشبه ولد عمر به

وكان سالم أشبه ولد عبد الله به ، وقال مالك : لم يكن أحد في زمان سالم بن عبد الله أشبه من مضى من الصالحين في الزهد والفضل والعيش منه

وقال أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه : أصح الأسانيد: الزهري عن سالم عن أبيه ، مات سنة 106 .

ينظر في ترجمته : "تهذيب التهذيب" (3/ 436)

"البداية والنهاية" (13/ 21) .

9- أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة القرشي المدني ، اسمه وكنيته واحد ، روى عن أبيه وأبي هريرة وعمار بن ياسر وعائشة وأم سلمة وغيرهم

قال الواقدي : كان ثقة فقيها عالما شيخا كثير الحديث ، وكان يقال له راهب قريش لكثرة صلاته ، وكان مكفوفا. قال ابن خراش: هو أحد أئمة المسلمين ، مات سنة 93

ينظر في ترجمته : "تهذيب التهذيب" (12/ 30)

"البداية والنهاية" (12/ 503) .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-11, 16:40   رقم المشاركة : 83
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل كانت عائشة رضي الله عنها تكتب في رسائلها : " من حبيبة رسول اللهِ ، المبرَّأَةِ في كتاب اللهِ ، عائشةَ بنت أبي بكر " ؟

السؤال

ما صحة هذا الكلام عن السيدة عائشة ضي الله عنها ، هذا الكلام منقول عن السيد السقَّاف من كتابه الماتع المفيد: "العود الهندي عن أماليَّ في ديوان الكندي"

وذلك في المجلس الثاني عشر، تحت قول المتنبي: وَعَذَلْتُ أَهْلَ العِشْقِ حَتَّى ذُقْتُهُ فَعَجِبْتُ كَيْفَ يَمُوْتُ مَنْ لاَ يَعْشَقُ حيث قال بعد كلامٍ طويل: " وإنَّ عائشةَ

- رضي الله عنها - كانت تكتُب في إمضائها: من حبيبة رسول اللهِ ، المبرَّأَةِ في كتاب اللهِ ، عائشةَ بنت أبي بكر " ؟


الجواب

الحمد لله

أولا :

لا شك أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنها المبرأة في كتاب الله .
روى البخاري (3662) ، ومسلم (2384)

عن عَمْرو بْن العَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : " أَنَّه سأل النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فقال له : " أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ ؟ ، قَالَ : (عَائِشَةُ) ، قال : فَقُلْتُ: مِنَ الرِّجَالِ ؟ ، فَقَالَ : (أَبُوهَا) " .

قال أبو بكر الآجري الحافظ رحمه الله :

" نَعُوذُ بِاللَّهِ مِمَّنْ يَشْنَأُ [ يكره ]عَائِشَةَ ، حَبِيبَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، الطَّيِّبَةَ الْمُبَرَّأَةَ ، الصِّدِّيقَةَ ابْنَةَ الصِّدِّيقِ ، أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، وَعَنْ أَبِيهَا خَلِيفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

انتهى من " الشريعة " (5/ 2394) .

ثم روى عَنْ مَسْرُوقٍ , أَنَّهُ كَانَ إِذَا حَدَّثَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَ : " حَدَّثَتْنِي الْمُبَرَّأَةُ الصِّدِّيقَةُ ابْنَةُ الصِّدِّيقِ , حَبِيبَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

"انتهى من " الشريعة " (5/ 2404) .

وقال ابن عساكر رحمه الله في " كتاب الأربعين " (ص 83) :

" الصَّحَابَةُ كَانُوا يَعْرِفُونَ أَنَّهَا أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ وَلِهَذَا كَانُوا يُسَمُّونَهَا: حَبِيبَةَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم " انتهى .

وقال ابن القيم رحمه الله :

" عائشة الصديقة بنت الصديق ، الْمُبَرَّأَةَ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ ، حَبِيبَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

انتهى من " زاد المعاد في هدي خير العباد " (1/ 102) .

ثانيا :

ما ذُكر من أنها رضي الله عنها كانت تكتب في كتبها ورسائلها: " من حبيبة رسول اللهِ ، المبرَّأَةِ في كتاب اللهِ ، عائشةَ بنت أبي بكر " لا نعرف له أصلا ، إلا ما رواه الطبري في تاريخه (4/ 476) من طريق أبي مخنف

عن مجالد بن سعيد، قال : " لما قدمت عائشة رضي الله عنها البصرة كتبت إلى زيد بن صوحان :

من عائشة ابنة أبي بكر ، أم المؤمنين ، حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إلى ابنها الخالص زيد بن صوحان، أما بعد: .... إلخ .

وهذا إسناد ضعيف جدا ، أبو مخنف ، واسمه لوط بن يحيى – متروك ، تركه أبو حاتم وغيره.

وقال الدارقطني: ضعيف .

وقال ابن معين: ليس بثقة .

وقال - مرة: ليس بشيء .

وقال ابن عدي: شيعي محترق ، صاحب أخبارهم .

"ميزان الاعتدال" (3/ 420) .

فلا يعول على هذا الخبر في شيء ، هذا مع أنه ليس فيه أنها كانت تفعل ذلك دائما ، وليس هو مطابقا للمذكور في السؤال من كل وجه .

والله تعالى أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-11, 16:46   رقم المشاركة : 84
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ما هي منزلة حواري نبي الله عيسى عليه السلام في الإسلام ؟

السؤال


ما هي مكانة حواريي عيسى عليه السلام في الإسلام ؟

هل هم أفضل الناس بعد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟


الجواب

الحمد لله

أولا :

أنبياء الله ورسله صلى الله عليهم وسلم هم أفضل الخلق ، وأفضل الخلق بعدهم أصحابهم الذين اهتدوا بهديهم ، واستنوا بسنتهم .

روى مسلم (50) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( مَا مِنْ نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللهُ فِي أُمَّةٍ قَبْلِي إِلَّا كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ ، وَأَصْحَابٌ يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ ) .

قال ابن الجوزي رحمه الله :

" الحواريون : الخواص الأصفياء ، فكأنهم خلصوا ونقوا من كل عيب ، وسمي الدقيق الحوارى لتخليصه من لباب البر، ويقال: عين حوراء: إذا اشتد بياضها وخلص واشتد سوادها .

وقيل: الحواريون : هم الناصرون. وقال أبو عبيد: أصل هذا من الحواريين أصحاب عيسى عليه السلام ، فقيل لكل ناصر حواري تشبيها بذلك " .

انتهى من "كشف المشكل" (1/ 320) .

ثانيا :

أفضل حواري الأنبياء وأتباعهم : هم أصحاب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" أَفْضَلُ الْخَلْقِ : أَتْبَعُهُمْ لِهَذَا النَّبِيِّ الْكَرِيمِ الْمَنْعُوتِ فِي قَوْله تَعَالَى ( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) " .

انتهى من "مجموع الفتاوى" (1/ 3) .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" فإذا نظرت بعلم وبصيرة وإنصاف في محاسن القوم وما أعطاهم الله من الفضائل، علمت يقينا أنهم خير الخلق بعد الأنبياء ، فهم خير من الحواريين أصحاب عيسى، وخير من النقباء أصحاب موسى

وخير من الذين آمنوا مع نوح ومع هود وغيرهم ، لا يوجد أحد في أتباع الأنبياء أفضل من الصحابة رضي الله عنهم ، والأمر في هذا ظاهر معلوم

لقوله تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس) آل عمران/ 110 ، وخيرنا الصحابة ، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم خير الخلق ، فأصحابه خير الأصحاب بلا شك "

انتهى من "مجموع فتاوى ورسائل العثيمين" (8/ 623) .

ثالثا :

الحواريون المذكورون في قوله تعالى : ( وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ ) [المائدة/ 111 ، وقوله تعالى :

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ) الصف/ 14 .

هم أصحاب عيسى عليه السلام وأتباعه الذين أيدوه ونصروه ، وهم من أهل الإيمان والصلاح ، فهم من أفضل الخل

والذي نقطع به : أن الصحابة رضي الله عنهم أفضل أتباع الرسل عليهم السلام ، أفضل من أتباع موسى وعيسى وداود وسليمان وغيرهم من أنبياء الله ورسله صلى الله عليهم وسلم ، وهو الذي دل عليه الدليل
.
وأما من عداهم من أتباع الرسل وأصحابهم : فلا نقطع لطائفة منهم أنها أفضل من الأخرى ، لعدم وجود دليل على هذه الأفضلية .

فنقول : أصحاب الأنبياء عليهم السلام ، الذين اتبعوهم ونصروهم ، هم أفضل الخلق ، بعد الأنبياء ، وهم أفضل أهل زمانهم قطعا ، وأفضل هؤلاء الأصحاب هم صحابة نبينا صلى الله عليه وسلم

لأنهم أفضل الأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس ، ومن عداهم ، فلا علم لنا بما يكون من التفاضل بينهم ، بل هذا أمر مسكوت عنه ، ، فيما نعلم ، فيرد علمه إلى الله سبحانه وتعالى .

والله تعالى أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-11, 16:51   رقم المشاركة : 85
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

حول عقيدة ابن حجر الهيتمي عفا الله عنه

السؤال

من هو ابن حجر الهيتمي ، وماذا كانت معتقداته ؟

وهل كان عنده معتقدات غريبة ؟


الجواب

الحمد لله

ابن حجر الهيتمي – رحمه الله تعالى وعفا عنه – هو شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن محمد بن علي بن حجر الهيتمي السعدي توفي سنة (973) هــــ , عالم من علماء المسلمين

وفقيه من كبار فقهاء الشافعية المتأخرين , وله جهود طيبة في الدفاع عن عقائد أهل السنة في بعض القضايا ,

فله جهوده الطيبة في الدفاع عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ضد عدوان الشيعة الروافض وافتراءاتهم عليهم ، وقد ألف في ذلك كتاب ( الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزنادقة ) .

وإن كان لا يخلو من بعض المخالفات في العقيدة وخصوصاً فيما يتعلق بتجويز التوسل بآل بيت النبي وبالأنبياء عامة .

ولكن ابن حجر – عفا الله عنه - عليه مؤاخذات كبيرة نتجت عن انتحاله مذهب غلاة الصوفية الذي تشوبه مخالفات للكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة الكرام , ومن هذه المخالفات والمؤاخذات :

أولا : قوله بجواز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم , حيث قال في حاشية الإيضاح (499) والجوهر المنظم (61) : " التوسل به صلى الله عليه وسلم حسن في كل حال قبل خلقه وبعد خلقه , في الدنيا والآخرة "

انتهى , وهذا التوسل غير جائز بكل أنواعه كما سبق بيانه في الفتوى رقم : (160193) .

ثانيا : انتحاله عقيدة الأشعرية في تأويل صفات الله جل وعلا , ووصفه هذا المذهب بأنه (الأحكم والأعلم)

فقد قال في " الفتاوى الحديثية " (1 / 208): ".

.... وَجب تَأْوِيله على مَا هُوَ الْمَعْرُوف من مَذْهَب الْخلف الَّذِي هُوَ أحكم وَأعلم ، خلافًا لفرقة ضلوا عَن الْحق وارتكبوا عظائم من الْجِهَة والتجسيم اللَّذين هم كفر عِنْد كثير من الْعلمَاء أعاذنا الله من ذَلِك بمنه وَكَرمه " انتهى ,

ثالثا : وقد نتج عن هذه الأصول الاعتقادية المخالفة لطريقة أهل السنة ، وتشدده فيها : تشنيعه على علماء أهل السنة المخالفين له في آرائه خصوصا شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم

, بل بهتانه عليهما ، لا سيما على شيخ الإسلام ابن تيمية في عدد من القضايا المتعلقة بأصول الاعتقاد .

فقد سب شيخ الإسلام ابن تيمية سبًّا شديدا وقال فيه قولا لا يصح أن يصدر من عالم مثله ,

كما في " الفتاوى الحديثية " (1 /83) .

ومخالفاته – عفا الله عنه – كثيرة لا يتسع المقام لبسطها , ولكننا نحيل السائل على الكتاب النافع : " جلاء العينين في محاكمة الأحمدين "

للسيد نعمان خير الدين الألوسي ، وهو خاص بمناقشة عدد من القضايا التي شنع بها الهيتمي على شيخ الإسلام ابن تيمية .

ونحيله أيضا على بحث تقدم به صاحبه لنيل درجة الماجستير بعنوان ( آراء ابن حجر الهيتمي الاعتقادية ..عرض وتقويم في ضوء عقيدة السلف) تأليف محمد بن عبد العزيز الشايع ، وهو متوافر على الشبكة العنكبوتية

على هذا الرابط :


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-12, 15:16   رقم المشاركة : 86
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته


نبذة مختصرة عن الجنيد بن محمد رحمه الله .

السؤال

ماذا تعرفون عن الجنيد البغدادي ؟

وهل كان صوفياً ضالاً ؟


الجواب


الحمد لله

أولا :

كان مشايخ أهل التصوف الأولون على حال طيبة في الجملة

وكان لهم من الحرص على السنة واتباع السلف ، ومن العمل الصالح ، ما يحمدون عليه ، خلافا للمتأخرين من الصوفية الذين حرفوا وبدلوا وأحدثوا

فالأولون منهم قد خالطوا العلماء وأخذوا عنهم واستقاموا على العمل الصالح واتباع السنة في الجملة ، وإن كانت لهم مسالك تخصهم في الزهد وأعمال القلوب والعزلة والخلوات والأخذ بالأحاديث الضعيفة

ونحو ذلك مما هو معروف عن القوم .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" وَهَؤُلَاءِ الْمَشَايِخُ لَمْ يَخْرُجُوا فِي الْأُصُولِ الْكِبَارِ عَنْ أُصُولِ " أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ "؛ بَلْ كَانَ لَهُمْ مِنْ التَّرْغِيبِ فِي أُصُولِ أَهْلِ السُّنَّةِ

وَالدُّعَاءِ إلَيْهَا ، وَالْحِرْصِ عَلَى نَشْرِهَا ، وَمُنَابَذَةِ مَنْ خَالَفَهَا ، مَعَ الدِّينِ وَالْفَضْلِ وَالصَّلَاحِ مَا رَفَعَ اللَّهُ بِهِ أَقْدَارَهُمْ ، وَأَعْلَى مَنَارَهُمْ ، وَغَالِبُ مَا يَقُولُونَهُ فِي أُصُولِهَا الْكِبَارِ : جَيِّدٌ

مَعَ أَنَّهُ لَا بُدَّ وَأَنْ يُوجَدَ فِي كَلَامِهِمْ ، وَكَلَامِ نُظَرَائِهِمْ ، مِنْ الْمَسَائِلِ الْمَرْجُوحَةِ ، وَالدَّلَائِلِ الضَّعِيفَةِ ؛ كَأَحَادِيثَ لَا تَثْبُتُ ، وَمَقَايِيسُ لَا تَطَّرِدُ ، مَعَ مَا يَعْرِفُهُ أَهْلُ الْبَصِيرَةِ

وَذَلِكَ أَنَّ كُلَّ أَحَدٍ يُؤْخَذُ مِنْ قَوْلِهِ وَيُتْرَكُ إلَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " .

انتهى من "مجموع الفتاوى" (3/ 377) .

ثانيا :

الجنيد بن محمد رحمه الله : سيد الطائفة ومقدم القوم ، كان على حال من العبادة والزهد والتأله ، مستقيما على طريقة السلف في الجملة ، يعظم الكتاب والسنة ، وينهى عن الإحداث والبدعة .

وهو : الجنيد بن مُحَمَّدِ بْنِ الجنيد أَبُو الْقَاسِمِ الخزاز ، ويقال القواريري وقيل : كان أبوه قواريريا، وكان هو خزازا ، وأصله من نهاوند ، إلا أن مولده ومنشأه ببغداد .

قال الخطيب البغدادي رحمه الله :

" سمع بها الحديث ، ولقي العلماء ، ودرس الفقه عَلَى أَبِي ثور ، وصحب جماعة من الصالحين ، منهم الحارث المحاسبي ، وسري السقطي.

ثم اشتغل بالعبادة ولازمها حتى علت سنه ، وصار شيخ وقته ، وفريد عصره فِي علم الأحوال والكلام عَلَى لسان الصوفية ، وطريقة الوعظ .

وله أخبار مشهورة ، وأسند الحديث عَنِ الْحَسَن بن عرفة " .

انتهى من "تاريخ بغداد" (8/ 168) .

وقال الذهبي رحمه الله :

" هُوَ شَيْخُ الصُّوْفِيَّةِ ، وُلِدَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ ، وَتَفَقَّهَ عَلَى أَبِي ثَوْرٍ ، وَسَمِعَ مِنَ: السَّرِيِّ السَّقَطِيِّ ، وَصَحِبَهُ ، وَمِنَ الحَسَنِ بنِ عَرَفَةَ ، وَصَحِبَ أَيْضاً: الحَارِثَ المُحَاسِبِيَّ

وَأَبَا حَمْزَةَ البَغْدَادِيَّ ، وَأَتْقَنَ العِلْمَ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى شَأْنِهِ ، وَتَأَلَّهَ ، وَتَعَبَّدَ، وَقَلَّ مَا روى .

حَدَّثَ عَنْهُ : جَعْفَرٌ الخُلْدِيُّ ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الجَرِيْرِيُّ ، وَأَبُو بَكْرٍ الشِّبْلِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حُبَيْشٍ ، وَعَبْدُ الوَاحِدِ بنُ عِلْوَانَ ، وَعِدَّةٌ " .

انتهى من "سير أعلام النبلاء" (11/ 43) .

وقد أثنى عليه وعلى سيرته أهل العلم :

- فقال أبو نعيم الحافظ رحمه الله :

" كَانَ الْجُنَيْدُ رَحِمَهُ اللَّهُ مِمَّنْ أَحْكَمَ عِلْمَ الشَّرِيعَةِ " .

انتهى من "حلية الأولياء" (13/ 281) .

- وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" الْجُنَيْد مِنْ شُيُوخِ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ الْمُتَّبِعِينَ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ " .

انتهى من "مجموع الفتاوى" (5/ 126) .

- وقال أيضا :

" كَانَ الْجُنَيْد رحمه الله سَيِّدُ الطَّائِفَةِ ، إمَامَ هُدًى " .

انتهى من "مجموع الفتاوى" (5/ 491) .

- وقال الحافظ الذهبي رحمه الله :

" كان شيخ العارفين وقُدْوة السّائرين وعَلَم الأولياء في زمانه ، رحمة الله عليه " .

انتهى من "تاريخ الإسلام" (22/ 72) .

- وقال أحمد بن جعفر بن المنادي في تاريخه
:
" سمع الكثير، وشاهد الصالحين وأهلَ المعرفة ، ورزق من الذكاء وصواب الإجابات في فنون العلم ، ما لم ير في زمانه مثله ، عند أحد من أقرانه ، ولا ممن أرفع سنا منه ، في عفاف وعزوف عن الدّنيا وأبنائها.

لقد قيل لي إنّه قال ذات يوم : كنت أُفتي في حلقة أبي ثَوْر الكلبيّ ، ولي عشرون سنة " .

وقال عليّ بن هارون ومحمد بن أحمد بن يعقوب : سمعنا الْجُنَيْد غير مرة يقول: " علمنا مضبوطٌ بالكتاب والسنة ، من لم يحفظ الكتاب ، ويكتب الحديث ، ولم يتفقّه ، لا يُقْتَدى به " .

"تاريخ الإسلام" (22/ 73) .

وقال حامد بْن إِبْرَاهِيم : قَالَ الجنيد بْن مُحَمَّد :

" الطريق إِلَى اللَّه عز وجل مسدودة عَلَى خلق اللَّه تعالى ، إلا عَلَى المقتفين آثار رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والتابعين لسنته

كَمَا قَالَ اللَّه عز وجل: ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) " .

انتهى من "تلبيس إبليس" (ص 12) .

وَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ : جَعَلَ يَتْلُو الْقُرْآنَ ، فَقِيلَ لَهُ : لَوْ رَفَقْتَ بِنَفْسِكَ ، فَقَالَ : مَا أَحَدٌ أَحْوَجَ إِلَى ذَلِكَ مِنِّي الْآنَ ، وَهَذَا أَوَانُ طَيِّ صَحِيفَتِي " .

انتهى من "البداية والنهاية" (14/ 768) .

والله تعالى أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-12, 15:22   رقم المشاركة : 87
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

نبذة مختصرة عن فضائل عمار بن ياسر ، رضي الله عنهما .

السؤال

أريد أن أعرف فضائل الصحابي الجليل عمار بن ياسر رضي الله عنه .


الجواب

الحمد لله

منّ الله تعالى على هذه الأمة بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أبر هذه الأمة قلوبا ، وأعمقها علما ، وأقومها هديا .

روى الإمام أحمد (3589) بسند جيد عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ

: " إِنَّ اللَّهَ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ فَوَجَدَ قَلْبَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ فَاصْطَفَاهُ لِنَفْسِهِ

فَابْتَعَثَهُ بِرِسَالَتِهِ ، ثُمَّ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ بَعْدَ قَلْبِ مُحَمَّدٍ فَوَجَدَ قُلُوبَ أَصْحَابِهِ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ فَجَعَلَهُمْ وُزَرَاءَ نَبِيِّهِ يُقَاتِلُونَ عَلَى دِينِهِ " .

وقال الميموني قال لي أحمد بن حنبل : " يا أبا الحسن إذا رأيت رجلا يذكر أحدا من الصحابة بسوء فاتهمه على الإسلام "

انتهى من "البداية والنهاية" (8 /148) .

فحب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الإيمان ، وبغضهم من النفاق .

وخاصة أكابرهم ، الذين نشروا العلم والدين .

وكان منهم هؤلاء الصحب الكرام : :عمار بن ياسر ، رضي الله عنه وعن أبيه ، وأمه .

وهو عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الوذيم ، أبو اليقظان العنسي المكي مولى بني مخزوم ، أحد السابقين الأولين والأعيان البدريين ، وأمه هي سمية مولاة بني مخزوم من كبار الصحابيات أيضا.

روى البخاري (3660) عَنْ هَمَّامٍ ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّارًا، يَقُولُ : " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا مَعَهُ ، إِلَّا خَمْسَةُ أَعْبُدٍ ، وَامْرَأَتَانِ وَأَبُو بَكْرٍ" .

وقد عذب هو وأبوه وأمه في الله عذابا شديدا :

روى ابن ماجة (150) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ: " كَانَ أَوَّلَ مَنْ أَظْهَرَ إِسْلَامَهُ سَبْعَةٌ : رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَبُو بَكْرٍ ، وَعَمَّارٌ، وَأُمُّهُ سُمَيَّةُ ، وَصُهَيْبٌ ، وَبِلَالٌ

وَالْمِقْدَادُ ، فَأَمَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَنَعَهُ اللَّهُ بِعَمِّهِ أَبِي طَالِبٍ، وَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ فَمَنَعَهُ اللَّهُ بِقَوْمِهِ ، وَأَمَّا سَائِرُهُمْ فَأَخَذَهُمُ الْمُشْرِكُونَ

وَأَلْبَسُوهُمْ أَدْرَاعَ الْحَدِيدِ ، وَصَهَرُوهُمْ فِي الشَّمْسِ " ، وحسنه الألباني في "صحيح ابن ماجة " .

وروى منصور ، عن مجاهد :

" جاء أبو جهل يشتم سمية وجعل يطعن بحربته في قُبلها حتى قتلها، فكانت أول شهيدة في الإسلام " .

وعن عمر بن الحكم ، قال: " كان عمار يعذب حتى لا يدري ما يقول ، وكذا صهيب، وفيهم نزلت ( والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا) النحل/ 41 .

شهد عمار بدرا ، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهاجر إلى أرض الحبشة ، ثم إلى المدينة .

"سير أعلام النبلاء" (3/ 247)

وكان رضي الله عنه ممن أجاره الله من الشيطان :

روى البخاري (3287) عَنْ عَلْقَمَةَ ، قَالَ : " قَدِمْتُ الشَّأْمَ ، فَقُلْتُ: مَنْ هَا هُنَا ؟ ، قَالُوا أَبُو الدَّرْدَاءِ ، قَالَ : أَفِيكُمُ الَّذِي أَجَارَهُ اللَّهُ مِنَ الشَّيْطَانِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ - يَعْنِي عَمَّارًا " .

وقد ملئ إيمانا ، حتى اختلط الإيمان بلحمه وعظمه ودمه :

روى النسائي (5007) عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مُلِئَ عَمَّارٌ إِيمَانًا إِلَى مُشَاشِهِ) .

وصححه الألباني في " صحيح ابن ماجة "
.
قال المناوي رحمه الله :

" يعني اختلط الإيمان بلحمه ودمه وعظمه ، وامتزج بسائر أجزائه امتزاجا لا يقبل التفرقة ، فلا يضره الكفر حين أكرهه عليه كفار مكة بضروب العذاب ، قال في الفتح : وهذه الصفة لا تقع إلا ممن أجاره الله من الشيطان الرجيم
" .
انتهى من "فيض القدير" (6/ 4) .

وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أمته أن يهتدوا بهديه ، ويسيروا على طريقته :

روى الترمذي (3799) عَنْ حُذَيْفَةَ

قَالَ : " كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: ( إِنِّي لَا أَدْرِي مَا قَدْرُ بَقَائِي فِيكُمْ ؛ فَاقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي - وَأَشَارَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ - وَاهْتَدُوا بِهَدْيِ عَمَّارٍ، وَمَا حَدَّثَكُمْ ابْنُ مَسْعُودٍ فَصَدِّقُوهُ ) .

وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" .

قال في "تحفة الأحوذي" (10/ 204):

" وَالْهَدْيُ : السِّيرَةُ وَالطَّرِيقَةُ وَالْمَعْنَى ، أَيْ سِيرُوا سِيرَتَهُ وَاخْتَارُوا طَرِيقَتَهُ " انتهى .

وكان رضي الله عنه فقيها زاهدا في الدنيا :

قال الشعبي: " سئل عمار، عن مسألة فقال: هل كان هذا بعد ؟ ، قالوا: لا، قال : فدعونا حتى يكون ، فإذا كان تجشمناه لكم ".

وقال عبد الله بن أبي الهذيل

:" رأيت عمارا اشترى قتا بدرهم وحمله على ظهره وهو أمير الكوفة " .

وقال أبو نوفل بن أبي عقرب : " كان عمار بن ياسر قليل الكلام طويل السكوت " .

"سير أعلام النبلاء" (3/ 256)

وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن عمارا تقتله الفئة الباغية :

فروى البخاري (2812) عن أبي سعيد قال : " كُنَّا نَنْقُلُ لَبِنَ المَسْجِدِ لَبِنَةً لَبِنَةً ، وَكَانَ عَمَّارٌ يَنْقُلُ لَبِنَتَيْنِ لَبِنَتَيْنِ ، فَمَرَّ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

وَمَسَحَ عَنْ رَأْسِهِ الغُبَارَ ، وَقَالَ : ( وَيْحَ عَمَّارٍ تَقْتُلُهُ الفِئَةُ البَاغِيَةُ ، عَمَّارٌ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ، وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّارِ) .

وقد بشره النبي صلى الله عليه وسلم هو وأباه وأمه بالجنة :

فروى الحاكم (5666) عَنْ جَابِرٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِعَمَّارٍ وَأَهْلِهِ وَهُمْ يُعَذَّبُونَ

فَقَالَ : ( أَبْشِرُوا آلَ عَمَّارٍ، وَآلَ يَاسِرٍ، فَإِنَّ مَوْعِدَكُمُ الْجَنَّةُ) وقال الحاكم : " صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ " ووافقه الذهبي .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :

" وأجمعوا على أنه قتل مع علي بصفّين سنة سبع وثلاثين في ربيع وله ثلاث وتسعون سنة ، واتفقوا على أنه نزل فيه: ( إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ) النحل/ 106 " انتهى .

وانظر : "سير أعلام النبلاء" (3/ 245-259)

" الإصابة" (4/473-474)

"تهذيب الكمال" (21/215-221)

والله تعالى أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-12, 15:30   رقم المشاركة : 88
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

نبذة مختصرة عن أبي ذر رضي الله عنه

السؤال

أريد معرفة المزيد عن أبي ذر رضي الله عنه وما هي فضائله ؟

الجواب

الحمد لله

أبو ذر الغفاري ، رضي الله عنه : المشهور أن اسمه : جندب بن جنادة بن قيس بن عمرو بن مليل بن صعير بن حرام بن عفان .

قال الذهبي رحمه الله :

" أحد السابقين الأولين ، من نجباء أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.

قيل: كان خامس خمسة في الإسلام.

ثم إنه رد إلى بلاد قومه فأقام بها بأمر النبي صلى الله عليه وسلم له بذلك، فلما أن هاجر النبي صلى الله عليه وسلم هاجر إليه أبو ذر رضي الله عنه ولازمه وجاهد معه. وكان يفتي في خلافة أبي بكر عمر وعثمان .

قيل: كان آدمَ [ يعني : أسمر اللون ] ، ضخما ، جسيما ، كث اللحية.

وكان رأسا في الزهد والصدق والعلم والعمل، قوالا بالحق، لا تأخذه في الله لومة لائم.

وقد شهد فتح بيت المقدس مع عمر " .

"سير أعلام النبلاء" (3/ 367368) .

وقال القاضي أبو بكر بن العربي رحمه الله :

" كان أبو ذر زاهدا، وكان يقرّع عمال عثمان، ويتلو عليهم: ( وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ) ، ويراهم يتسعون في المراكب والملابس حين وجدوا، فينكر ذلك عليهم "

انتهى "العواصم من القواصم" (ص 73)

وقال ابن كثير رحمه الله :

" هُوَ أَوَّلُ مَنْ حَيَّا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتَحِيَّةِ الْإِسْلَامِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى بِلَادِهِ وَقَوْمِهِ،

فَكَانَ هُنَاكَ حَتَّى هَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَهَاجَرَ بَعْدَ الْخَنْدَقِ، ثُمَّ لَزِمَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَضَرًا وَسَفَرًا، وَرَوَى عَنْهُ أَحَادِيثَ كَثِيرَةً "

انتهى من "البداية والنهاية" (10/ 256) .

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه، ويعتني بأمره، ويرشده إلى ما يصلحه:

روى مسلم (1826) عَنْ أَبِي ذَرٍّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنِّي أَرَاكَ ضَعِيفًا، وَإِنِّي أُحِبُّ لَكَ مَا أُحِبُّ لِنَفْسِي، لَا تَأَمَّرَنَّ عَلَى اثْنَيْنِ، وَلَا تَوَلَّيَنَّ مَالَ يَتِيمٍ) .

وبلغ رضي الله عنه في الصدق نهايته ، فكان أصدق الناس لسانا :

روى الترمذي (3801) وابن ماجة (156) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (مَا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ، وَلَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ، مِنْ رَجُلٍ أَصْدَقَ لَهْجَةً مِنْ أَبِي ذَرٍّ).

وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" .

قال السندي رحمه الله :

" الْمُرَادُ بِهِ أَنَّهُ بَلَغَ فِي الصِّدْقِ نِهَايَتَهُ وَالْمَرْتَبَةُ الْأَعْلَى " انتهى من "حاشية السندي على سنن ابن ماجه" (1/ 68) .

وكان رضي الله عنه من أصدق الناس متابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم :

روى البخاري (6050) ومسلم (1661) عَنِ المَعْرُورِ بن سُوَيْدٍ، قَالَ: رَأَيْتُ على أَبِي ذَرٍّ بُرْدًا، وَعَلَى غُلاَمِهِ بُرْدًا، فَقُلْتُ: لَوْ أَخَذْتَ هَذَا فَلَبِسْتَهُ كَانَتْ حُلَّةً،

وَأَعْطَيْتَهُ ثَوْبًا آخَرَ، فَقَالَ: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ رَجُلٍ كَلاَمٌ، وَكَانَتْ أُمُّهُ أَعْجَمِيَّةً، فَنِلْتُ مِنْهَا، فَذَكَرَنِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِي: أَسَابَبْتَ فُلاَنًا؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: أَفَنِلْتَ مِنْ أُمِّهِ؟

قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ. قُلْتُ عَلَى حِينِ سَاعَتِي هَذِهِ مِنْ كِبَرِ السِّنِّ؟ قَالَ: (نَعَمْ، هُمْ إِخْوَانُكُمْ، جَعَلَهُمُ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ، فَمَنْ جَعَلَ اللَّهُ أَخَاهُ تَحْتَ يَدِهِ، فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ

وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ، وَلاَ يُكَلِّفُهُ مِنَ العَمَلِ مَا يَغْلِبُهُ، فَإِنْ كَلَّفَهُ مَا يَغْلِبُهُ فَلْيُعِنْهُ عَلَيْهِ) .

مات رضي الله عنه ، بالربذة سنة اثنتين وثلاثين ، وصلى عليه ابن مسعود ، ثم مات بعده بيسير ، ومناقبه وفضائله كثيرة جدا رضي الله عنه .

انظر : "تهذيب التهذيب" (12/ 90)

"البداية والنهاية" (10/ 256-257)

"الإصابة" (7/106-109) .

وانظر للأهمية -في فضائل أبي ذر رضي الله عنه أيضاً -جواب السؤالين القادمين

والله تعالى أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-12, 15:41   رقم المشاركة : 89
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

لم يصح حديث : (رحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده)

السؤال

هل بوسعكم توضيح حديث : ( رحم الله أبا ذر ، يمشي وحيدا ، ويموت وحيدا ، ويبعث وحيدا ) ما يقصد بقوله : ( ويبعث وحيدا ) ؟.

الجواب

الحمد لله

هذا الحديث روي من طريقين :

الحديث الأول : عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال :

( لما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك جعل لا يزال يتخلف الرجل فيقولون :

يا رسول الله ! تخلف فلان ، فيقول : دعوه ، إن يك فيه خير فسيلحقه الله بكم ، وإن يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه . حتى قيل : يا رسول الله ! تخلف أبو ذر ، وأبطأ به بعيره

. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : دعوه ، إن يك فيه خير فسيلحقه الله بكم ، وإن يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه .

فتلوم أبو ذر رضي الله عنه على بعيره فأبطأ عليه ، فلما أبطأ عليه أخذ متاعه فجعله على ظهره ، فخرج يتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم ماشيا

ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض منازله ، ونظر ناظر من المسلمين ، فقال : يا رسول الله ، هذا رجل يمشي على الطريق ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كن أبا ذر . فلما تأمله القوم

قالوا : يا رسول الله ، هو والله أبو ذر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : رحم الله أبا ذر ، يمشي وحده ، ويموت وحده ، ويبعث وحده .

فضرب الدهر من ضربته ، وسير أبو ذر إلى الربذة ، فلما حضره الموت أوصى امرأته وغلامه إذا مت فاغسلاني وكفناني ، ثم احملاني فضعاني على قارعة الطريق

فأول ركب يمرون بكم فقولوا : هذا أبو ذر ، فلما مات فعلوا به كذلك فاطلع ركب ، فما علموا به حتى كادت ركائبهم تطأ سريره ، فإذا ابن مسعود في رهط من أهل الكوفة ، فقالوا : ما هذا ؟

فقيل : جنازة أبي ذر . فاستهل ابن مسعود رضي الله عنه يبكي ، فقال : صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم : يرحم الله أبا ذر ، يمشي وحده ، ويموت وحده ، ويبعث وحده .

فنزل فوليه بنفسه حتى أجَنَّه – أي : دفنه -، فلما قدموا المدينة ذكر لعثمان قول عبد الله وما ولي منه .

رواه ابن إسحاق في " المغازي " – كما في مختصرها " السيرة النبوية " لابن هشام (2/524)– ومن طريقه الحاكم في " المستدرك " (3/51)

ومن طريقه البيهقي في " دلائل النبوة " (5/221-222) عن بريدة بن سفيان الأسلمي – في إسناد الحاكم : يزيد بن سفيان ، وهو تصحيف -، عن محمد بن كعب القرظي ، عن ابن مسعود رضي الله عنه به .

قال الحاكم رحمه الله :

" هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه "

وقال ابن كثير رحمه الله :

" إسناده حسن ولم يخرجوه " انتهى.

" البداية والنهاية " (5/13)

والأقرب للصواب أنه إسناد ضعيف بسبب بريدة بن سفيان ، قال فيه البخاري : فيه نظر . وقال النسائي : ليس بالقوي في الحديث . وقال الدارقطني : متروك .

انظر: " تهذيب التهذيب " (1/433)

وأعله بعض أهل العلم المعاصرين بالانقطاع ما بين محمد بن كعب القرظي وعبد الله بن مسعود ، ولكن لعل الصواب أنه متصل ، فقد أثبت السماع أبو داود -

كما في " تهذيب التهذيب " (9/373) -

وصحح الترمذي حديثا قال فيه محمد بن كعب : سمعت عبد الله بن مسعود

. وقال العلائي : هذا هو الصحيح . " جامع التحصيل " (ص/268)

وانظر : " السلسلة الصحيحة " للشيخ الألباني (رقم/3327)

فيكتفى بالعلة الأولى في تضعيف الحديث .

وقد اختلف فيه على ابن إسحاق ، فرواه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (66/216) من طريقه أيضا ولكن مرسلا من غير ذكر ابن مسعود ، وفيه : عن ابن إسحاق ، عن بريدة بن سفيان ومحمد بن كعب القرظي قالا – فذكره -.

ورواه ابن عساكر أيضا في " تاريخ دمشق " (66/217) من طريق سيف بن عمر ، عن إسماعيل بن رافع ، عن محمد بن كعب مرسلا أيضا .

الحديث الثاني : عن أبي المثنى الأملوكي الحمصي :

( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج إلى أصحابه قال : عويمر حكيم أمتي ، وجندب طريد أمتي ، يعيش وحده ، ويموت وحده ، والله وحده يكفيه )

رواه الحارث بن أبي أسامة في " المسند " – كما في " بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث " (1/303) – قال : حدثنا داود بن رشيد ، ثنا محمد بن حرب ، عن صفوان ، عن أبي المثنى به .

قال الشيخ الألباني رحمه الله :

" هذا إسناد صحيح إلى أبي المثنى ؛ فإن صفوان - وهو ابن عمرو السكسكي - ثقة ؛ لكنه مرسل ؛ على جهالة في أبي المثنى ، واسمه ضمضم الأملوكي ، روى عنه هلال بن يساف أيضا

كما في " الجرح والتعديل " على خلاف في ذلك تراه في " التهذيب "... وجملة القول أن الحديث مرسل ، وبه أعله السيوطي في " الجامع الصغير " ، على جهالة في مرسِله . والله أعلم " انتهى.

" السلسلة الضعيفة " (رقم/5530)

فالحاصل أن هذا الحديث ضعيف لا يثبت .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :

" بسند ضعيف " انتهى.

" الإصابة " (7/129)

وقال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله :

" وفى هذه القصة نظر ، فقد ذكر أبو حاتم بن حبان في " صحيحه " – (15/57-62) -

وغيره في قصة وفاته ، عن مجاهد ، عن إبراهيم بن الأشتر ، عن أبيه ، عن أم ذر ، قالت :

لما حضرت أبا ذر الوفاة بكيت ، فقال : ما يبكيك ؟

فقلت : ما لي لا أبكي ، وأنت تموت بفلاة من الأرض ، وليس عندى ثوب يسعك كفنا ، ولا يدان لي في تغييبك ؟

قال : أبشري ولا تبكي ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنفر أنا فيهم : ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المسلمين

وليس أحد من أولئك النفر إلا وقد مات في قرية وجماعة ، فأنا ذلك الرجل ، فوالله ما كَذَبتُ ولا كُذِبت ، فأبصري الطريق ، فقلت : أنَّى وقد ذهب الحاج

وتقطعت الطرق ، فقال : اذهبى فتبصَّرِي . قالت : فكنت أسند إلى الكثيب أتبصر ، ثم أرجع فأمرضه ، فبينا أنا وهو كذلك ، إذ أنا برجال على رحالهم كأنهم الرخم تخب بهم رواحلهم

قالت : فأشرت إليهم ، فأسرعوا إليَّ حتى وقفوا عليَّ فقالوا : يا أمة الله ؛ ما لك ؟ قلت : امرؤ من المسلمين يموت تكفنونه . قالوا : ومن هو ؟

قلت : أبو ذر . قالوا : صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

قلت : نعم ، ففدوه بآبائهم وأمهاتهم ، وأسرعوا إليه حتى دخلوا عليه ، فقال لهم : أبشروا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنفر أنا فيهم :

ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين .

وليس من أولئك النفر رجل إلا وقد هلك في جماعة ، والله ما كَذَبْتُ ولا كُذِبت ، إنه لو كان عندي ثوب يسعني كفنا لي أو لامرأتي لم أكفن إلا في ثوب هو لي أو لها

فإني أنشدكم الله أن لا يكفنني رجل منكم كان أميرا ، أو عريفا ، أو بريدا ، أو نقيبا ، وليس من أولئك النفر أحد إلا وقد قارف بعض ما قال إلا فتى من الأنصار قال : أنا يا عم

أكفنك في ردائي هذا ، وفى ثوبين من عيبتي من غزل أمي . قال : أنت فكفِّنِّي ، فكفَّنَه الأنصاري ، وقاموا عليه ، ودفنوه في نفر كلهم إيمان ) " انتهى.

" زاد المعاد " (3/534-535) .

والحديث حسنه الألباني في " صحيح الترغيب " (رقم/3314) .

فإذا لم يثبت سند الحديث ، فلا حاجة إلى الخوض في تفسيره ، خاصة وأن ظاهر قوله : ( ويبعث وحده ) يدل على أنه يقوم يوم القيامة من قبره إلى المحشر وحيدا

لا يمشي في جماعة وأمة كما هو حال سائر الأمم ، وهذا معنى غريب لم يثبت مثله في السنة .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-12, 15:45   رقم المشاركة : 90
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بعض فضائل أبي ذر الغفاري رضي الله عنه

السؤال:


ما هي خصال أبي ذر رضي الله عنه النبيلة عند الله تعالى ، التي جعلته مثالا يحتذى ؟


الجواب

الحمد لله


قال ابن سعد رحمه الله في "الطبقات الكبرى" (4/231) :

أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَسْعُودُ بْنُ سَعْدٍ الْجُعْفِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ رِيَاحِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ قَالَ:

" لَمْ يَبْقَ الْيَوْمَ أَحَدٌ لَا يُبَالِي فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ غَيْرَ أَبِي ذَرٍّ، وَلَا نَفْسِي " ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ .

وهذا إسناد جيد ، رجاله ثقات ، وفي بعضهم كلام لا يضر .

والذي بلغ بأبي ذر رضي الله عنه هذه المنزلة عدة فضائل فيه ، منها :

- حرصه الشديد على متابعة النبي صلى الله عليه وسلم وعدم مخالفته ، وقد بايعه على ألا يخاف في الله لومة لائم .
فروى أحمد (21509) عن أبي ذَرٍّ، قَالَ: بَايَعَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسًا،

وَوَاْثَقَنِي سَبْعًا، وَأَشْهَدَ عَلَيَّ تِسْعًا، أَنْ لَا أَخَافَ فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ. قَالَ أَبُو الْمُثَنَّى: قَالَ أَبُو ذَرٍّ: فَدَعَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: (هَلْ لَكَ إِلَى بَيْعَةٍ، وَلَكَ الْجَنَّةُ؟

) قُلْتُ: نَعَمْ. وَبَسَطْتُ يَدِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ وَهُوَ يَشْتَرِطُ عَلَيَّ: (أَنْ لَا تَسْأَلَ النَّاسَ شَيْئًا ) قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: (وَلَا سَوْطَكَ إِنْ يَسْقُطْ مِنْكَ، حَتَّى تَنْزِلَ إِلَيْهِ فَتَأْخُذَهُ )

وصححه الألباني في "صحيح الترغيب" (810)

وروى أحمد أيضا (21415) عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: أَمَرَنِي خَلِيلِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْعٍ: (أَمَرَنِي بِحُبِّ الْمَسَاكِينِ، وَالدُّنُوِّ مِنْهُمْ، وَأَمَرَنِي أَنْ أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ دُونِي

وَلَا أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقِي، وَأَمَرَنِي أَنْ أَصِلَ الرَّحِمَ وَإِنْ أَدْبَرَتْ، وَأَمَرَنِي أَنْ لَا أَسْأَلَ أَحَدًا شَيْئًا، وَأَمَرَنِي

أَنْ أَقُولَ بِالْحَقِّ وَإِنْ كَانَ مُرًّا، وَأَمَرَنِي أَنْ لَا أَخَافَ فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، وَأَمَرَنِي أَنْ أُكْثِرَ مِنْ قَوْلِ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، فَإِنَّهُنَّ مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ) .

وصححه الألباني في "صحيح الترغيب" (811)

- ما عرف عنه من الصدق في القول والعمل :

روى الترمذي وابن ماجة (156) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (مَا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ، وَلَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ، مِنْ رَجُلٍ أَصْدَقَ لَهْجَةً مِنْ أَبِي ذَرٍّ ) وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" .

قال السندي رحمه الله :

" الْمُرَادُ أَنَّهُ بَلَغَ فِي الصِّدْقِ نِهَايَتَهُ وَالْمَرْتَبَة الْأَعْلَى "

انتهى من "حاشية السندي على سنن ابن ماجه" (1/ 68) .

- زهده في الدنيا وعبادته ، حتى بلغ في ذلك مبلغا عظيما .

روى البخاري (1407) ومسلم (992) - واللفظ له - عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَبَيْنَا أَنَا فِي حَلْقَةٍ فِيهَا مَلَأٌ مِنْ قُرَيْشٍ ، إِذْ جَاءَ رَجُلٌ أَخْشَنُ الثِّيَابِ، أَخْشَنُ الْجَسَدِ، أَخْشَنُ الْوَجْهِ، فَقَامَ عَلَيْهِمْ

فَقَالَ: بَشِّرِ الْكَانِزِينَ بِرَضْفٍ يُحْمَى عَلَيْهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ، فَيُوضَعُ عَلَى حَلَمَةِ ثَدْيِ أَحَدِهِمْ، حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ نُغْضِ كَتِفَيْهِ، وَيُوضَعُ عَلَى نُغْضِ كَتِفَيْهِ، حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ حَلَمَةِ ثَدْيَيْهِ يَتَزَلْزَلُ

قَالَ: فَوَضَعَ الْقَوْمُ رُءُوسَهُمْ، فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْهُمْ رَجَعَ إِلَيْهِ شَيْئًا، قَالَ: فَأَدْبَرَ، وَاتَّبَعْتُهُ حَتَّى جَلَسَ إِلَى سَارِيَةٍ، فَقُلْتُ: مَا رَأَيْتُ هَؤُلَاءِ إِلَّا كَرِهُوا مَا قُلْتَ لَهُمْ

قَالَ: إِنَّ هَؤُلَاءِ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا، إِنَّ خَلِيلِي أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَانِي فَأَجَبْتُهُ

فَقَالَ: أَتَرَى أُحُدًا؟ فَنَظَرْتُ مَا عَلَيَّ مِنَ الشَّمْسِ وَأَنَا أَظُنُّ أَنَّهُ يَبْعَثُنِي فِي حَاجَةٍ لَهُ، فَقُلْتُ: أَرَاهُ، فَقَالَ: (مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي مِثْلَهُ ذَهَبًا أُنْفِقُهُ كُلَّهُ إِلَّا ثَلَاثَةَ دَنَانِيرَ) ثُمَّ هَؤُلَاءِ يَجْمَعُونَ الدُّنْيَا، لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا،

قَالَ: قُلْتُ: مَا لَكَ وَلِإِخْوَتِكَ مِنْ قُرَيْشٍ، لَا تَعْتَرِيهِمْ وَتُصِيبُ مِنْهُمْ، قَالَ: " لَا، وَرَبِّكَ، لَا أَسْأَلُهُمْ عَنْ دُنْيَا، وَلَا أَسْتَفْتِيهِمْ عَنْ دِينٍ، حَتَّى أَلْحَقَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ " .

وَعَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ: سَأَلْتُ ابْنَ أُخْتٍ لأَبِي ذَرٍّ: مَا تَرَكَ أَبُو ذَرٍّ؟ قَالَ: تَرَكَ أَتَانَيْنِ وَحِمَاراً وَأَعْنُزاً وَرَكَائِبَ .

"سير أعلام النبلاء" (3/ 374)

وقال ابن عبد البر رحمه الله في "الاستذكار" (4/ 409):

" أَمَّا زُهْدُهُ وَعِبَادَتُهُ : فَقَدْ ذَهَبَ فِيهَا مَثَلًا " .

- بلوغه في العلم الرتبة العالية .

روى الضياء في "المختارة" (2/ 123)

عن علي رضي الله عنه أنه سئل عن أبي ذر فقال : " وَعَى عِلْمًا ، شَحِيحًا حَرِيصًا ؛ شَحِيحًا عَلَى دِينِهِ ، حَرِيصًا عَلَى الْعِلْمِ ، وَكَانَ يُكْثِرُ السُّؤَالَ، فَيُعْطَى وَيُمْنَعُ ، أَمَا أَنْ قَدْ مُلِئَ لَهُ فِي وِعَائِهِ حَتَّى امْتَلأَ " انتهى.

- شدة خوفه من الله تعالى .

روى ابن أبي شيبة في "المصنف" (7/123) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 164):

عَنْ أَبِي ذَرٍّ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ: " وَاللهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ مَا انْبَسَطْتُمْ إِلَى نِسَائِكُمْ، وَلَا تَقَارَرْتُمْ عَلَى فُرُشِكُمْ، وَاللهِ لَوَدِدْتُ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَنِي يَوْمَ خَلَقَنِي شَجَرَةً تُعْضَدُ وَيُؤْكَلُ ثَمَرُهَا " .

وقال الذهبي رحمه الله في "السير" (3/ 368):

" كَانَ رَأْساً فِي الزُّهْدِ وَالصِّدْقِ وَالعِلْمِ وَالعَمَلِ قَوَّالاً بِالحَقِّ لاَ تَأْخُذُهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لائِمٍ "انتهى .

والله تعالى أعلم .









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
اصول العقيدة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 03:29

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc